أرباحي من انتخابات

2022 ديسمبر 16

أجرتْ الكنيسة مؤخرًا انتخابات لدور قياديّ. عندما عَلِمتُ أن الأخت تشاو إحدى المرشحات، لم يسعني سوى أن أفكّر: الأخت تشاو؟ بوصفها قائدة، زرعتْ الغَيْرة والشِّقاق، وقَمَعَتْ وعاقبتْ الآخرين، وأسفر هذا عن إيذاء إخوتها وأخواتها، وعرقلة ومقاطعة عمل الكنيسة. لقد كشفها الإخوة والأخوات عِدّة مرات، لكنها لم تتقبّل أي نُصْحٍ، واسْتُبْدِلتْ لاحقًا. هل تفكّرتْ وتوصّلت لمعرفة ذاتها؟ هل تابت؟ لكن بعد ذلك فكّرتُ: "بما أنها يمكن أن تكون مرشحة، لابد أنهم قيَّموا حالتها من حيث المبدأ. لابد أنها تابت إلى حدّ كبير. وفي النهاية، انتخابات القيادة شأن يخصّ القيادة العُليا، وليس وثيق الصِّلة بي. لا يجدر بي القلق حيال ذلك".

بعد أيام قلائل، عقد القادة اجتماعًا، ناقشوا فيه مبادئ الانتخابات، وقرأوا تقييمات المرشحين. من التقييمات، عَلِمتُ أنه عندما تعاملوا مع الأخت تشاو، كانت مُستاءة وتجادل، وتجد مشقة في قبول الحقّ. والأكثر من ذلك، أنّ هذه التقييمات لم تذكر الكيفية التي عرضت بها تعدياتها السابقة. فكّرتُ في نفسي: "إنْ لم تتفكّر الأخت تشاو وتتوصل لمعرفة ذاتها، فلابد أنها لا تسعى أو تقبل الحقّ. إنْ انْتُخِبَت قائدة مجددًا، ألن تواصل زرع الغَيْرة والشِّقاق وقَمْع الناس؟" لكن بعد ذلك فكّرتُ: "لم أرها كثيرًا في خلال العامين الماضيين، ولا أعرفها جيدًا، لذا لا يجب أن أقلق حيال هذا. الشيء الأكثر أهمية هو عملي. على أي حال، لا يَهُمّ مَن يخدم كقائدة". آنذاك، تركتُ الأمر يمرّ بسلامٍ وسارت الحياة قُدُمًا. بعد أيام قلائل، عقد القادة اجتماعًا آخر. قالوا إنّ هناك إخوة وأخوات عارضوا إسناد القيادة إلى الأخت تشاو، ظانين أنها لم تتفكّر أو تفهم تعدّياتها، ولم تَتُبْ، ولذلك لا يجدر بها أن تكون قائدة. استقصى القادة حالة الأخت تشاو بدقةٍ، والتأكُّد من أن الادعاءات المُقدّمة وقائعية، وأصدروا حُكمًا يستند على مبدأ، أن الأخت تشاو غير لائقة لتكون قائدة. حينما علمتُ بهذا، شعرتُ بالخِزي، لماذا تمكّن الآخرون من الإبلاغ عن مشاكل عندما رأوها، وحَموا انتخابات الكنيسة، بينما وقفتُ مُتفرِّجة ولم آخذ الأمر على مَحْمل الجدّ؟ فيمَ كنتُ أفكّر؟

بعد إدراكي لكل هذا، شعرتُ بالإحباط، لذا أتيتُ أمام الله لأطلب وأصلّي، ما الدروس التي يجب أن أتعلّمها من هذا الموقف؟ خَطَر على ذهني هذا المقطع من كلام الله: "جميع من يتظاهرون بأنهم روحانيّون بينما لا يفهمون الأمور الروحيَّة هم زائفون ولا يهتمّون بأيّ شيءٍ سوى قضاء اليوم كلّه في التزامٍ صارم بالقواعد أو بترديد كلمات التعاليم؛ وهذا يشبه ما فعله الباحثون القدماء "دافنين أنفسهم في الكلاسيكيَّات ومتجاهلين ما يجري خارج بيئتهم المحيطة". يجد الناس الذين يتظاهرون بأنهم روحانيّون أن كلّ ما يفعله الآخرون ليس له تأثير عليهم، ويعتبرون أنه مهما كان تفكير الآخرين فإن هذا من شأن هؤلاء الآخرين، ويرفضون تعلُّم كيفيَّة التمييز بين الناس والتعمُّق في الأشياء وفهم مشيئة الله بحسب كلام الله. معظم الناس هم أمثال هؤلاء. فعندما ينتهون من الاستماع إلى عظةٍ أو من قراءة كلمة الله، فإنهم يدوِّنونها على الورق، أو يحفظونها في قلوبهم ويتعاملون معها على أنها تعاليم أو قواعد، ويراعونها مراعاةً رمزيةً، ثم يفرغون منها. أمَّا فيما يخصّ علاقة الأشياء التي تحدث من حولهم بالحقّ، أو صلة مختلف السلوكيَّات والمظاهر التي يرونها في الناس من حولهم بالحقّ، فإنهم لا يتأمَّلون فيها أبدًا، ولا يحاولون فهم هذا في قلوبهم، ولا يُصلُّون ولا يطلبون. هذا هو شكل الحياة الروحيَّة لمعظم الناس. ولهذا السبب، عندما يرتبط الأمر بالدخول إلى الحقّ، يكون معظم الناس بطيئين وسطحيّين؛ فحياتهم الروحيَّة رتيبة للغاية، وهم لا يتبعون سوى القواعد، ولا يوجد مبدأ للطريقة التي يفعلون بها الأشياء. يمكننا القول في حالة معظم الناس، إن حياتهم الروحيَّة فارغة ولا ترتبط بالحياة الحقيقيَّة. ولهذا السبب، حتَّى بصدد التصرفات والسلوكيات الوقحة للأشرار وأضداد المسيح، فإنه ليست لديهم أيّ مفاهيم على الإطلاق، فضلًا عن أن تكون لديهم أيّ تعريفاتٍ، وليست لديهم أيّ أفكارٍ، ولا يقومون بأي تمييز" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الخامس)). بقراءتي لكلام الله، شعرتُ وكأنه يصف ممارستي للإيمان. لقد تصرّفتُ كما جاء في وصف الله: "دافنين أنفسهم في الكلاسيكيَّات ومتجاهلين ما يجري خارج بيئتهم المحيطة". ظننتُ أنه يكفي أن أفي بواجباتي وأولي عناية للجزء الخاص بي من العمل. وأي شيء يتجاوز ذلك الحد، فليس له أيّ علاقة بي. فكّرتُ في ذهني، أن الإيمان بالله كان مجرد صلاة، وقراءة لكلام الله، ووفاء بالواجب. ظننتُ أن هذه هي كيفية كسب معروف الله. فقط بعد قراءتي لكلام الله، أدركتُ مدى سخافة هذا المفهوم. إنّ عمل الله عمليّ وليس مُبهَمًا إطلاقًا، ولا يوجد جانب منه منفصل عن حقائق الواقع. في نفس الوقت الذي يمدّنا فيه بالحقائق، يبتكر أيضًا كل أنواع المواقف في حياتنا اليومية، لمساعدتنا على اختبار كلماته وممارسة عرض الأشياء عبر عدسة كلماته، لنتمكّن شيئًا فشيئًا من فَهْم وربح الحقّ. وبالعودة إلى التفكير في انتخابات القيادة، تمكّن بعض الناس من تقصّي الحقّ وممارسة التمييز بِناءً على كلام الله. عندما علموا أن القائدة لم تكن مناسبة من حيث المبدأ، تمكّنوا من الوقوف في الوقت المناسب لحماية عمل الكنيسة. من خلال هذا الموقف، تعلّموا تمييز البشر والأشياء، وحققوا أرباحًا عملية. أما بالنسبة لي، فقد اقتربتُ من هذا الموقف نفسه وكأنني دخيلة، أحقق في الأمر بمجرد انتهاء الانتخابات، ولا أسعى بأي حال من الأحوال لمعرفة الدروس المُستفادة من ذلك. ونتيجة لذلك، لم أربح شيئًا. كانت ممارستي للإيمان منفصلة عن حياتي الواقعية. لم أعطِ لتجربة عمل الله حقّ قدرها، لم أسع للحقّ في الأشياء التي ابتكرها الله إلا بأقل القليل. بغضّ النظر عما كان يجري، لطالما أبعدتُ نفسي عن الموقف، تمامًا مثل غير المؤمن. وكنتيجة لذلك، كان هناك أشياء عِدّة غَفِلتُ عنها، وخلال عشر سنوات من الإيمان، جئتُ صِفْر اليدين، دون رِبْح أيّ تمييز للناس. كم كنتُ مثيرة للشفقة ومسكينة!

حينما أدركتُ أنني أعاني من هذه المشكلة، شعرتُ بالإحباط الشديد، لكنني كنتُ على استعداد لتغيير حالتي، وأن أتعلّم درسًا من تلك الانتخابات. بعد التفكير، أدركتُ أن سبب عدم إظهاري أي قلق من انتخابات القيادة، لأنني كنتُ دائمًا مُتشبّثة بالفكرة الخاطئة، أن القائدة المُنتَخبة غير ذات صلة بي. وسأواصل ممارسة إيماني بالله والوفاء بواجباتي كما في السابق، أيًّا كان الشخص المُنتَخَب. لاحقًا فقط، عندما وجدتُ مقطعًا من كلام الله، أدركت أخيرًا معنى انتخابات قيادة الكنيسة. تقول كلمات الله، "ما سبب ظهور فئة الناس القادة والعاملين وكيف ظهروا؟ على مقياس كبير، يتطلّبهم عمل الله؛ على مقياس أصغر، يتطلّبهم عمل الكنيسة ويتطلّبهم شعب الله المختار. ... الفرق بين القادة والعاملين وبين بقية مختاري الله هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوراهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأعضاء؟ يقود كل المختارين في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فسيتبع مختارو الله في الكنيسة القائد في اتخاذ المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر عليهم جميعًا. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذلك فعندما يضل القادة، فإنهم لا يتأثرون وحدهم، بل يتأثر بذلك أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين يقودونهم. إن كان قائد شخصًا مناسبًا يسلك الطريق الصحيح ويسعى إلى الحق ويمارسه، فسيأكل الأشخاص الذين يقودهم ويشربون كلام الله بشكل ملائم ويسعون وراء الحق بشكل ملائم، وفي الوقت عينه، سيكون اختبار القائد الشخصي وتقدّمه ظاهرًا باستمرار للآخرين. إذًا ما هو الطريق الصحيح الذي على قائد أن يسلكه؟ إنّه القدرة على قيادة الآخرين إلى فهم للحق ودخول إلى الحق، وقيادتهم إلى أمام الله. ما هو الطريق الخاطئ؟ أن يسعى المرء للمكانة والشهرة والربح، ويُعلي نفسه ويشهد لنفسه مرارًا، وألّا يشهد لله أبدًا. ما تأثير هذا على مختاري الله؟ سينحرفون بعيدًا عن الله ويقعون تحت سيطرة هذا القائد. إن قدت الناس كي يمثلوا أمامك، فأنت تقودهم كي يمثلوا أمام البشرية الفاسدة وأمام الشيطان، وليس الله. وحدها قيادة الناس كي يمثلوا أمام الحق هي قيادتهم كي يمثلوا أمام الله. القادة والعمال، بغض النظر عما إذا كانوا يسلكون المسار الصحيح أو الخطأ، لهم تأثير مباشر في شعب الله المختار. وعندما يخفق شعب الله المختار في فهم الحق، فإن غالبيتهم يتبعون على نحو أعمى. يمكن أن يكون القائد شخصًا صالحًا، وسيتبعونه. ويمكن أن يكون القائد شخصًا سيئًا، وسيتبعونه أيضًا؛ إنهم لا يميِّزون. إنهم يتبعون كما يُقادون، أيًّا كان القائد. ولذا فمن الأهمية بمكان أن تختار الكنائس الصالحين ليكونوا قادتها. أي مسار يسلكه المؤمنون يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمسار الذي يسلكه القادة والعمال، ويمكن أن يتأثر بهؤلاء القادة والعمال بدرجات متفاوتة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الأول: يحاولون ربح الناس). بعد قراءتي لكلام الله، أدركتُ، سواء كان القائد هو الشخص المناسب أم لا، وأن كان يسعى للحقّ وأي طريق يتبع، فإن له تأثير مباشر على جودة حياة الكنيسة، ومدخل حياة مختاري الله. بإمكان القائد الناجح استخدام خبرته الحياتية الواقعية، لحلّ مشاكل الإخوة والأخوات، ومَدُّ يد العون لهم على فهم الحقّ والدخول إليه أسرع. يمكن أن يربح الإخوة والأخوات فوائد مؤكدة من القائد. إنْ لا يسلك القائد طريق السعيّ للحقّ، ويعمل بُغيَة الحفاظ على مكانته فحسب، ويتحدث عن التعاليم فحسب دون الشهادة لله، ويُخفِق في القيام بعمل فعلي، ولا يحلّ مشاكل الناس الفعلية، ثم، بمرور الوقت، سيؤذون الناس ويجلبون لهم الهلاك. بالتفكير في سلوك الأخت تشاو، عندما تُهذَّبُ ويتم التعامل معها، ستكون مستاءة، وتجادل وتفشل في التفكّر والتعلُّم. لم تتفكّر في تعدِّياتها السابقة، ناهيك من توبتها الحقيقية. كان الأمر واضحًا، وهو أن الأخت تشاو لم تسع للحقّ، ولم تمتلك صفات القائدة. إنْ انْتُخِبَت لدور قيادي، لن تتحدث إلا عن التعاليم فحسب، ولن تكون نافعة للناس حقًّا. فكيف بوسعها أن ترشدنا لفهم الحقّ والدخول في واقعه؟ لكنني تشبثتُ باعتقادٍ سخيفٍ، وهو أنه أيًّا كان المُنتَخَب، لا نزال نقرأ كلام الله، ونَفِي بواجباتنا، ونعيش حياة الكنيسة دون تأثير كبير. يا له من مفهوم أحمق!

ثم رأيتُ مقطعًا آخر، يناقش نوعية السلوك الذي يجب أن يمتلكه الناس، أثناء الانتخابات والمفاهيم غير اللائقة التي قد تكون لديهم. حينها فقط بدأتُ أفهم نفسي: تقول كلمات الله، "في كلّ مرَّةٍ يوجد انتخابٌ في الكنيسة، سواءٌ للقادة والعاملين أو لمختارِي الله، يكون كلّ فردٍ مسؤولًا وعليه التزام بالدفاع عن عمل الانتخاب. ... يكتفي بعض الناس بالجلوس مكتوفي الأيدي والمشاهدة قائلين: "لا يمكنني أن أصبح قائدًا كنسيًّا على أيّ حالٍ. مهما كان من يخدم، فالأمر سِيّان. ومن لديه القدرة يمكنه أن يخدم. وإذا أراد أحد أضداد المسيح أن يخدم، فلا علاقة لي بذلك، ولا بأس ما دام لا يستبعدني". هذا ما يقوله معظم الناس السلبيّين. لا يمكنهم تصوُّر العواقب إذا خدم أحد أضداد المسيح باعتباره القائد وتأثير ذلك على إيمانهم بالله. أمَّا الناس الذين يفهمون الحقّ فيمكنهم وحدهم رؤية هذا على حقيقته. سوف يقولون: "إذا أصبح أحد أضداد المسيح قائد الكنيسة، فإن مختاري الله هم الذين سيعانون، وخصوصًا أولئك الذين يطلبون الحقّ ولديهم حسٌّ بالعدالة ويُؤدُّون واجبهم بسهولةٍ، وجميعهم سوف يُقمَعون ويُستَبعدون. أمّا أولئك الناس المُشوَّشون والإمَّعة فهم وحدهم سيوافقون على ذلك، وسوف يكون ضدُّ المسيح قد أسرهم في قبضة يده". لكن أولئك الناس السلبيّين لا يراعون هذه الأشياء، ويُفكِّرون هكذا: "يؤمن المرء بالله لكي يخلص. فالإيمان طريقٌ فرديّ. وحتَّى إذا أصبح أحد أضداد المسيح هو القائد، فلن يكون لذلك تأثير عليَّ. ما دمت لا أفعل أشياء رديئة، لا يمكن لضدّ المسيح أن يقمعني أو يطردني أو يستبعدني من الكنيسة". هل هذه هي وجهة النظر الصحيحة؟ إذا لم يكن أيٌّ من مختاري الله معنيًّا بالانتخابات الكنسيَّة، فماذا ستكون العواقب حالما يسمحون لأحد أضداد المسيح بتولِّي السلطة؟ هل ستكون فعلًا بالبساطة التي يتصوَّرها الناس؟ ما نوع التغييرات التي ستخضع لها الحياة الكنسيَّة؟ يرتبط هذا مباشرةً بدخول مختاري الله إلى الحياة. إذا كان أحد أضداد المسيح يملك السلطة في إحدى الكنائس، فإن الحقّ لا يملك السلطة فيها، ولا يملك كلام الله السلطة فيها. إنها كنيسةٌ يملك فيها الشيطان وغير المؤمنين السلطة. وعلى الرغم من أن كلام الله قد يُقرأ في الاجتماعات، فإن ضدّ المسيح يملك الحقّ في الكلام. فهل يستطيع ضدّ المسيح تقديم شركة حول الحقّ بوضوحٍ؟ هل يمكن لضدّ المسيح السماح لمختاري الله بشركة الحقّ بصراحةٍ وفي العلن؟ هذا مستحيلٌ. عندما يتولّى أحد أضداد المسيح السلطة، يوجد المزيد من التعطيل والإزعاج، وسوف تتضاءل الحياة الكنسيَّة بالتأكيد في تأثيرها. وإذا حدث ذلك، فلن يستفيد مختارو الله الكثير عندما يجتمعون، وقد يتسبَّب ذلك حتَّى في إزعاج اجتماعاتهم. لا يمكن حلّ مشكلات مختاري الله، كما تتعطَّل ممارسة الحقّ وتتغيَّر بيئة الحياة الكنسيَّة تمامًا. عندما تظهر الغيوم السوداء وتحجب الشمس، هل تبقى المسرَّة في الحياة الكنسيَّة؟ سوف تنقص بالتأكيد، وبدرجةٍ ليست بالقليلة" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). لقد كشف كلام الله كل أفكار وسلوكيات البشر اللامبالية، عندما واجهوا انتخابات الكنيسة. كان سلوكي يشبه ما كشفته كلماته بالضبط. أثناء تلك الانتخابات، أدركتُ أن الأخت تشاو لم يبد أنها كانت تسعى للحقّ، لكنني لم أسع لمبادئ انتخابات قيادة الكنيسة، وفشلتُ في مراعاة ما سيترتب من انتخاب الأخت تشاو، وبالتأكيد لم أرفع شكوكي حول نتائج الانتخابات إلى القيادة، بدلاً من ذلك، فضّلتُ الوقوف مكتوفة الأيدي في منطقة اللامبالاة. اعتقدتُ أنه أيًّا كان مَن يخدم كقائد لم يُشكِّل فارقًا، سيؤدون واجباتهم وسأؤدي واجباتي بشكل منفصل تمامًا. ظننتُ أيضًا أنه حتى ولو كانت هناك مشكلات في الانتخابات، فهذه كانت مسألة تخصّ القيادة العُليا، ولم تكن مشكلتي. أعرتُها بالكاد اهتمامًا ولم أكن لأنزعج بشأنها. لذا أثناء تلك الانتخابات، كنتُ أفتقر لوجهة النظر الخاصة بي، واتبعتُ الأمر بشكل أعمى. لقد عشتُ بهذه السموم الشيطانية مثل "دع الأمور تنجرف إنْ لم تكن تؤثر عليك شخصيًا"، ولم أبال للعديد من أمور الكنيسة، في انتظار اتخاذ القائد للقرارات. إنْ سيطر أضداد المسيح والقادة الزائفين على الكنيسة، فلن يتعطل عمل الكنيسة فحسب، بل سيتأذّى مختارو الله أيضًا. وستُدَمَّر فرصهم في تحقيق الخلاص. على الرغم من أن هذا مهم للغاية، مازلتُ أتصرف بطريقة أنانية ولامبالية. أين كان ضميري وعقلانيتي؟ فكّرتُ في كلام الله: "إن كنت لا تكرس نفسك لإيمانك بالله وأدائك لواجبك، وإن كنت تقوم بالعمل دائمًا بدون اهتمام وكنت غير مبالٍ في أفعالك، مثل جاحد يعمل لحساب رئيسه؛ وإن كنت تبذل جهدًا رمزيًا ليس إلا، ولا تستخدم عقلك، وتعمل كل يوم بلا تحضير، ولا تبلغ عن المشاكل عندما تراها، فتنتظر أن يحلّ غيرك المشاكل، وترفض عشوائيًا كل ما ليس لمصلحتك – إذًا أليست هذه متاعب؟ كيف لشخص كهذا أن يكون فردًا من أسرة الله؟ أمثال هؤلاء الأشخاص غير مؤمنين، ليسوا من بيت الله، ولا يعترف الله بأيٍّ منهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا بدّ للمرء من امتلاك ضمير ومنطق ليحسن أداء واجبه). بناءً على كلام الله، رأيتُ أنني، آمنت بالله لسنوات، وقرأتُ كلماته بحريةٍ، واستمتعتُ بنعمته وبركاته، ومع ذلك فشلتُ في حماية عمل الكنيسة. أيًّا كان نوع المقاطعة أو التعطيل اللذان وقعا في الكنيسة، أو مدى الضرر الذي لَحِق بعمل الكنيسة، غَضَضْتُ الطَّرْف عن ذلك فحسب، ولم أكلّف نفسي عناء القلق بشأنه. كنتُ في غاية الأنانية والحقارة، ولم أكن تابعة لبيت الله. في هذه الحالة، لم يكن الشخص مناسبًا للوظيفة، ولم أكن لأحرِّك ساكنًا. إنْ سيطر ضد المسيح أو فاعل الشر على الكنيسة، وتلاعبا في الانتخابات، وشخص ما بحاجةٍ للتصدي لهما ومحاربتهما، سأنكمش خوفًا أو أقف مكتوفة الأيدي. لن أتقدّم للمساعدة وأحمي عمل الكنيسة. كلما فكّرتُ مليًّا في الأمر، أدركتُ مدى احتقار الله لسلوكي اللامبالي تجاه عمل الكنيسة. إنْ واصلت التصرف هكذا، سأُسْتَبْعَدُ في نهاية المطاف.

بعد التفكير، أدركتُ أيضًا أنني كنتُ مخطئة بظنِّي، أن القيادة العُليا تُشرف على عمل انتخاب القادة وتراقبه، لذا فإنّ كل القرارات التي يتخذونها لابد أن تكون وفقًا للمبدأ، ولا يوجد مجال للتساؤل أو التشكيك. من خلال قراءتي لكلام الله، أدركتُ أن هذا الرأي لم يكن متوافقًا مع الحقّ: تقول كلمات الله، "عند ترقية شخصٍ ما في الكنيسة وتهذيبه ليكون قائدًا، فإنه يخضع للترقية والتهذيب بالمعنى المباشر فقط؛ وهذا لا يعني أنه قائدٌ مُؤهَّل بالفعل، أو قائدٌ كفء، أو أنه قادرٌ بالفعل على أداء عمل القائد، أو يمكنه أداء عملٍ حقيقيّ – فهذا ليس هو الحال. معظم الناس لا يبصرون بوضوح هذه الأشياء، ويتطلَّعون إلى هؤلاء الذين ترقّوا، معتمدين على تصوراتهم، لكن هذا خطأ. مهما كان عدد سنوات إيمانهم، هل يملك هؤلاء الذين ترقوا واقع الحقّ حقًا؟ ليس بالضرورة. هل هم قادرون على إثمار ترتيبات عمل بيت الله؟ ليس بالضرورة. هل لديهم شعور بالمسؤوليَّة؟ هل لديهم التزام؟ هل يمكنهم الخضوع لله؟ هل يقدرون على البحث عن الحق عند مواجهة مشكلة؟ كلّ هذا غير معروفٍ. هل لهؤلاء الأشخاص قلبٌ يتَّقي الله؟ وما مدى اتّقائه لله؟ هل هم عرضةٌ لاتّباع إرادته عندما يفعلون الأشياء؟ هل هم قادرون على السعي إلى الله؟ خلال الوقت الذي يُؤدِّون فيه عمل القادة، هل يأتون بصفةٍ منتظمة ومُتكرِّرة أمام الله للبحث عن مشيئة الله؟ هل هم قادرون على توجيه الناس للدخول إلى واقع الحقّ؟ إنهم بالتأكيد غير قادرين على القيام بمثل هذه الأشياء على الفور. فهم لم يتلقوا تدريبًا ولديهم خبرة قليلة جدًا، لذا فهم غير قادرين على القيام بهذه الأشياء. ولهذا فإن ترقية شخصٍ ما وتهذيبه لا يعنيان أنه يفهم الحقّ بالفعل، ولا يعنيان أنه قادرٌ بالفعل على أداء واجبه بشكلٍ مُرضٍ. ... ينبغي ألَّا تكون لدى الناس توقُّعاتٌ عالية أو مطالب غير واقعيَّةٍ من أولئك الذين يخضعون للترقية والتهذيب؛ فسوف يكون ذلك غير معقولٍ وغير منصفٍ عليهم. يمكنكم مراقبة عملهم وإذا اكتشفتم مشكلات أو أشياء تنتهك المبادئ في سياق عملهم، فيمكنكم إثارة المسألة وطلب الحق لحل هذه الأمور. ما لا لا ينبغي لكم فعله هو الحكم عليهم أو إدانتهم أو مهاجمتهم أو استبعادهم؛ لأنهم في مرحلة التهذيب، ويجب ألا يُنظَر إليهم على أنهم أشخاصٌ بلغوا مستوى الكمال، ناهيك عن كونهم كاملين، أو كأناسٍ يملكون واقع الحقّ. إنهم مثلكم: فهذا هو وقت تدريبهم. الفرق هو أنهم يُؤدِّون عملًا ومسؤوليات أكثر من الناس العاديّين. فلديهم مسؤوليَّةٌ والتزام لأداء المزيد من العمل؛ ويدفعون ثمنًا أكبر ويعانون المزيد من الصعاب ويتحمَّلون المزيد من الألم ويحلّون المزيد من المشكلات، ويتحمَّلون لوم المزيد من الناس وبالطبع يبذلون جهدًا أكبر وينامون أقلّ ويأكلون طعامًا أقلّ جودةٍ، ويشاركون في محادثاتٍ أقلّ من الناس العاديّين. هذا ما يُميِّزهم؛ وبصرف النظر عن هذا، فإنهم مثل أيّ شخصٍ آخر. ما الهدف من قولي هذا؟ لإخبار الجميع بأنه ينبغي عليهم عدم إساءة تفسير ترقية بيت الله وتنميته لأنواعٍ مختلفة من المواهب، وبأنه ينبغي عليهم ألَّا يكونوا قساةً في مطالبهم من هؤلاء الناس. بطبيعة الحال، ينبغي أن يكون الناس واقعيّين في رأيهم عنهم أيضًا. فمن الحماقة أن تبالغ في تقديرهم أو تبجيلهم، كما أنه ليس من الإنسانيَّة أو الواقعيَّة أن تكون قاسيًا بإفراطٍ في مطالبك منهم" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). بعد قراءتي لكلام الله، أدركتُ، أن القادة لا يختلفون عن الإخوة والأخوات؛ هم أيضًا يُنَمّون ويُدَرَّبون. ومع ذلك، فهذا لا يعني أنهم قادة أو عُمّال أكْفاء، أو أنهم يمتلكون حقيقة الحقّ. عليَّ أن أنظر إليهم في ضوء كلام الله وأقترب منهم بطريقة عادلة وموضوعية. لا يجب أن يكون لدي توقعات مرتفعة أكثر مما ينبغي أو لمطالبهم، ولا يجب أن أكون انتقادية بإفراطٍ. وبصفتي عضوة في الكنيسة، يقع على عاتقي مسؤولية مراقبة عمل القادة والعمّال، والتنسيق معهم لحماية عمل الكنيسة. عندما يتصرف القادة وِفقًا للحقّ، عليَّ أن أقبل ذلك. لكن إنْ وجدت أن القادة لديهم مشاكل أو انحرافات، يجب أن أكشفهم وأقوِّمهم فورًا، وأساعدهم على إحداث تغيير، لأن هذا سيعود بالنفع على عمل الكنيسة. إنْ ظهر قادة زائفون أو أضداد للمسيح في الكنيسة، عليَّ إبلاغ رؤساءهم. وهذا لكوني مسؤولة عن عمل الكنيسة وعن نفسي، والأكثر من ذلك، الوفاء بمسؤولياتي وواجباتي. حينما فهمتُ كيفية التعامل مع القادة والعمّال، شعرتُ أن الأشياء أكثر وضوحًا وحظيتُ بطريق ممارسة.

وفي وقتٍ لاحقٍ، لاحظتُ أن الأخت القائدة ليو لم تكن تُشرف على عمل السِّقاية، قائلة إنها كانت مشغولة للغاية بحيث لم توليها اهتمامًا. عندما يأتيها الإخوة والاخوات بمشاكلهم، تكون مستاءة لأنهم يثقلونها بالعمل الزائد. فكّرتُ في نفسي: إنّ القادة مسؤولون عن الكثير من العمل، لكن بالإمكان دائمًا إعطاء الأولوية. إنهم ليسوا بحاجةٍ للقيام بالعمل كله شخصيًّا، بل بوسعهم تعيين أحدهم لمتابعة بعض العمل، ثم يُقيِّموا ويُشرفوا بعد العمل. إنْ استغلّ القادة دائمًا انشغالهم كعُذرٍ، فلا هم يراقبون العمل المسؤولين عنه، أو يمرّون على الاقتراحات مرور الكِرام فحسب، فذلك إهمال جسيم وليس عملاً فعليًّا، وعليَّ إبلاغ رؤساءهم بهذه المشكلة. لكن عندئذ فكّرتُ، لا يجب أن أكون مَعنيَّة بكيفية أداء القائدة لوظيفتها، ويجب أن أتيقن من الوفاء بواجباتي. عندئذ، فكّرتُ في كلام الله: "إنها مسؤولية الجميع مراقبة ما إذا كان القادة والعاملون يُؤدّون عملًا حقيقيًّا، وما إذا كانوا يستخدمون الحق لحل المشكلات" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). أدركتُ أنه كانت لدي فكرة خاطئة. عليَّ تذكير القائدة ومساعدتها على تصحيح مشكلتها بسرعة. لذا استجمعتُ شجاعتي وأخيرًا أثَرْتُ المشكلة معها. قالت القائدة: "أنتِ محقة، هذه مشكلة حقًّا. سأفكر مليًّا في الأمر قطعًا". بعدئذ، رأيتُ أن القائدة بدأت في الحفاظ على عمل السِّقاية بنشاطٍ، كما حلّت بعض المشاكل العملية التي تواجه هذا العمل. لقد ساعدني هذا الاختبار أن أدرك، أنه أيًّا كان واجبنا، لابد أن نحمي جميعًا عمل الكنيسة. هذه مسؤولية الجميع وواجبهم.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

السر الذي حفظته في أعماق قلبي

بقلم ووزهي - مدينة لينيي – إقليم شاندونغ في ربيع عام 2006، تم تجريدي من منصبي كقائد وإعادتي إلى المكان الذي جئت منه لأنني كنت أًعتبر...

ماذا يكمن وراء الأكاذيب

بقلم زياو - جينج – إقليم شاندونج في كل مرة رأيت فيها كلمات الله تدعونا إلى أن نكون أشخاصًا أمناء وأن نتكلم بدقة، كنت أفكّر مُحدِّثةً نفسي:...

تأملات "قائدة جيدة"

علّمني أبواي منذ نعومة أظافري أن أكون لطيفة مع الناس، وأن أكون ودودة ومتعاطفة. إذا ألمّت بمن حولي المشاكل أو أوجه القصور، لم يكن بإمكاني...