كيف رحَّبت العذارى الحكيمات بالرَّب؟
يقول الله القدير، "حيثما يظهر الله هناك يكون إعلان الحق وهناك يكون صوت الله. فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق يمكنهم سماع صوت الله، وهم فقط المؤهلون لرؤية ظهور الله. ضع تصوراتك جانبًا! توقف واقرأ هذه الكلمات بعناية. إن كنت تشتاق إلى الحق، فسينير الله ذهنك كي تفهم مشيئته وكلماته. ضع "مستحيلك" جانبًا! كلما صدَّق الأشخاص أن شيئًا ما مستحيل، زادت أرجحية حدوثه، لأن حكمة الله أعلى من السماوات، وأفكار الله أسمى من أفكار البشر، وعمل الله يتجاوز حدود التفكير والتصور الإنساني. كلما كان هذا الشيء مستحيلاً، كان هناك المزيد من الحق للسعي وراءه؛ وكلما كان الشيء يتجاوز تخيل وتصور الإنسان، كان يحتوي أكثر على مشيئة الله" ("الكلمة يظهر في الجسد"). إن مفتاح الترحيب بالرب هو الاهتمام بالاستماع إلى الله، ومن ثمَّ نعرف الرب ونرحب به بناءً على ذلك. هؤلاء الذي ميّزوا صوت الله في كلمات الله القدير يُختَطفون أمام عرش الله ويحضرون عشاء الرب معه. هؤلاء هم "العذارى الحكيمات"، اللاتي نلن البركة الأعظم. تمسكتُ بكلمات الكتاب المقدس الحرفية في إيماني السابق واشتقت إلى مجيء الرب على سحابة ليأخذني معه إلى الملكوت، كما تصورت. عندما سمعت أن الرب قد عاد، لم أحقق في هذا أو أستمع إلى صوت الله. كدتُ أن أصبح عذراء جاهلة مفوّتة فرصتي في الترحيب بعودة الرب. بفضل إرشاد الله، سمعتُ صوت الله وحضرت عشاء عُرس الخروف.
ذات يوم في أبريل 2018، أرسلتْ أخت في الرب لصديقتي العزيزة ميراي فيلمًا يدعى أين منزلي؟ قائلة إنه كان رائعًا وواقعيًا بحق. جاءت ميراي حتى نتمكَّن من مشاهدته معًا. عندما كانت الشخصية الرئيسية تعاني من الألم واليأس، رأيتها فتحت كتابًا كبيرًا ووجدت الرجاء في الحياة مرة أخرى في صفحاته. لكن ما كانت تقرأه لم يكن الكتاب المقدس، وكان محتواه جديدًا علينا تمامًا. واصلنا المشاهدة، مندهشتين. لاحقًا، كانت الشخصية الرئيسية في مأزق، وجاء إخوتها وأخواتها من الكنيسة لمساعدتها. كانوا يقرأون هذا الكتاب معًا، ويشجعون ويساعدون بعضهم بعضًا. دمعت عيناي تأثرًا عندما رأيت عقدة الفيلم تنحل. شعرت أن الناس في الفيلم مختلفون عن كل الأنانيين في مجتمعنا المظلم، وما قرأوه بدا مميزًا. أردنا حقًا معرفة ما كان في هذا الكتاب، لذا قرأنا المعلومات الموجودة أسفل الفيديو. ولكن عندما قيل إن الرب يسوع قد ظهر بالفعل، لم أصدق ذلك وفكرت: "مستحيل! مكتوب في أعمال الرسل 1: 11: "أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا ٱلَّذِي ٱرْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ". مضى الرب يسوع على سحابة وعندما يعود في الأيام الأخيرة، سيأتي مرة أخرى على سحابة بمجد عظيم. لم يحدث هذا، لكنه مكتوب هنا أن الرب يسوع قد ظهر. هذا يتعارض مع الكتاب المقدس". أخبرت ميراي بما كنت أفكر فيه، واتفقت معي. لم نبحث في كنيسة الله القدير بعد ذلك، لكنني فقط شاهدت هذا الفيلم عدة مرات.
ظللت أفكر في خبر عودة الرب، لبعض الوقت. ثم التقيت ميراي مرة أخرى بعد ذلك بشهرين. تحدثنا عن كيف أن تلك الكلمات التي قرأوها في الفيلم أعطتهم كل هذه الثقة والرجاء، وكيف أنها لم تبد كشيء يمكن لأي شخص أن يقوله. في العالم الديني بأسره، كانت كنيسة الله القدير هي وحدها التي تشهد بعودة الرَّب، لذلك ربما لم تكن الأمور بهذه البساطة. لكن بعد ذلك تذكَّرنا الكتاب المقدس الذي يذكُر بوضوح أن الرب سيعود على سحابة، وقال القساوسة والشيوخ هذا أيضًا. فلماذا تقول هذه الكنيسة أن الرب قد عاد بالفعل؟ بم يتعلق كل هذا؟ هل يجب أن نبحث فيه أم لا؟ شعرت بصراع شديد، لذلك صليت مع ميراي، سائلتين الرب أن يرشدنا إلى الاختيار الصحيح. فيما بعد، فكرت: "الله هو حاكم كل شيء ولديه القدرة على فعل ما يشاء. كيف لنا أن نحدّ عمله على ما يمكننا التفكير فيه إدراكه فقط؟ إذا كان الله القدير حقًا هو الرب يسوع العائد وأنا لم أحقق في الأمر، فقد فقدت فرصتي في الترحيب بالرب، وسأندم على ذلك لبقية حياتي". قررنا البحث في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. تواصلنا مع الأخت أنَّا من خلال موقع كنيسة الله القدير. وعرّفتنا على الأخ بيير، وناقشنا معًا عودة الرب.
في ذلك الاجتماع، أخبرتهم عن حيرتي قائلة: "مكتوب في أعمال الرسل 1: 11 أن الرب سيأتي بنفس الطريقة التي مضى بها. بما أنه مضى على سحابة بيضاء، فبالتأكيد سيأتي على سحابة بيضاء عندما يعود في الأيام الأخيرة. هذا ما يقوله دائمًا قسنا وشيوخنا في الكنيسة وهذا ما نؤمن به أيضًا. لم نر الرب آتيًا على سحابة بيضاء بعد، فكيف تقول إنه عاد بالفعل؟"
قال الأخ بيير: "ستتحقق نبوّة مجيء الرب على سحابة، لكننا لا نستطيع أن نحدَّ طريقة عودة الرب بمجرد النظر إلى تلك النبوَّة وحدها. لا تقتصر نبوات الكتاب المقدس على مجيء الرب على سحابة فقط، بل يتحدث بعضها عن مجيئه سرًا. على سبيل المثال، هناك رؤيا 3: 3: "فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلَا تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ". وهناك رؤيا 16: 15: "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ!" وهناك متى 25: 6: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" ثم هناك مرقس 13: 32 حيث مكتوب: "وَأَمَّا ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَلَا ٱلِٱبْنُ، إِلَّا ٱلْآبُ". تذكر هذه النبوءات كلمة "لص"، و"كلص" ما يعني بهدوء وسرية، دون أن يدري أحد بذلك، ولا أن يعرفه أحد عندما يراه. تعني هذه النبوات أن الرب سيأتي سرًا. توجد نبوات كثيرة في الكتاب المقدس تذكر مجيء ابن الإنسان، مثل لوقا 12: 40: "فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ". و17: 24-25: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ". تعني "ابن الإنسان" هنا أنه وُلِدَ من بشر، بإنسانية طبيعية. لا يمكن أن يُدعى أي روح أو جسد روحي "ابن الإنسان". الله يهوه روح، لذلك لا يمكن أن يُدعى "ابن الانسان". يُدعى الرب يسوع "ابن الإنسان" و"المسيح"، لأنه كان روح الله في الجسد الذي عاش كابن إنسان عادي. لذا، فمجيء ابن الإنسان الذي ذكره الرب يعني أن الله سيتجسَّد كابن الإنسان عندما يعود. تقول إحدى الآيات، بالتحديد: "وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ". وهذا دليل آخر على أن الرب سيأتي في الجسد عندما يعود. إن لم يأت الرب في الجسد، بل ظهر في روح الرب يسوع بعد قيامته، فسيخاف الجميع بشدة لدرجة ألّا يقاومه أحد أو يدينه. لن يضطر للمعاناة أو الرفض من هذا الجيل. لذا فإن تجسُّد الله كابن الإنسان ومجيئه سرًا هو طريقة أخرى لمجيء الرب في الأيام الأخيرة".
عند هذه النقطة فكرتُ: "هذا لا يمكن تصوره. ليس هذا ما تخيلته. لكن الأخ بيير قد دعم شركته بالأدلة، وكل ما قاله اتسق مع الكتاب المقدَّس ونبوات الرب. كان مقنعًا للغاية". لقد قرأت هذه الآيات عدة مرات لكنني لم أدرك أبدًا، أنها كانت حول تجسُّد الرب سرًا في الأيام الأخيرة. انهارت أفكاري القديمة،
وكانت ميراي كذلك تومئ برأسها وقالت: "نعم، ما تقوله يتوافق مع كلمات الرب".
لكني متحيّرة بشأن أمر واحد، لذلك سألته: "إن تجسَّد الرب كابن الإنسان وجاء سرًا، فكيف تتحقَّق نبوة مجيئه على سحابة؟ إنه تناقض، أليس كذلك؟"
فأجاب الأخ بيير قائلًا: "ليس هناك تناقض بين هذين النوعين من النبوات، لأن كلام الرب لا يمكن أن يتبدَّد أبدًا. ستتحقَّق نبواته دائمًا. إنها فقط تتحقق وفقًا لمراحل عمل الله. هناك مراحل لظهور الرب العائد وعمله. إنه يتجسَّد أولًا كابن الإنسان، ويأتي إلى العالم سرًا، ثم يأتي على سحابة ويظهر علانية".
سألت في حيرة: "إنه يأتي أولًا سرًا، ثم يظهر علانية؟ أيمكنك أن تشرح هذا أكثر من فضلك يا أخي؟"
تابع الأخ بيير قائلًا: "في الواقع، يتنبأ الكتاب المقدس أن الله سيربح مجموعة من الغالبين في الأيام الأخيرة. تكوين هذه المجموعة جزء لا يتجزأ من العمل الذي يقوم به الله عندما يأتي سرًا. يتجسد الله أولًا ويأتي سرًا في الأيام الأخيرة، ليعبِّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة ابتداءً من بيت الله وليصنع مجموعة من الغالبين قبل الكوارث. بعد ذلك، سيُطلق الله العنان للكوارث، وسيكافئ الأخيار ويعاقب الأشرار. سيأتي الله على سحابة، بعد الكوارث، ويظهر علانية لجميع الأمم والشعوب". "بينما يعمل الله سرًا في الجسد، فإن كل المؤمنين الحقيقيين الذين يتوقون لظهوره يسمعون صوته ويعودون إلى الله القدير. هؤلاء هم "العذارى الحكيمات"، الذين أدانهم كلام الله وطهَّرهم وأصبحوا غالبين، وسينجون من الكوارث". "أما الذين لا يقبلون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، والذين يقاومونه ويدينونه، عندما يأتي الله على سحابة ويظهر علانية، سيرون أن الشخص الذي قاوموه وأدانوه هو الرب يسوع العائد، فيقرعون صدورهم ويبكون ويصرّون على أسنانهم. سيتمم ذلك نبوَّات الرب الآتي على السحابة التي تقول: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ" (متى 24: 30). "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7).
ثم قرأ الأخ بيير مقطعًا من كلمات الله القدير: "قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. ... إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" ("الكلمة يظهر في الجسد").
حينئذٍ فهمتُ. عندما يعود الرب، فإنه يأتي سرًا أولًا ويصنع مجموعة من الغالبين. ثم يمطر الكوارث العظيمة، ويكافئ وكذلك يعاقب. وبعد ذلك، يأتي على سحابة بمجدٍ عظيمٍ، ويظهر علانية لجميع الأمم والشعوب. ليس ثمة تناقض بين هذين النوعين من النبوات على الإطلاق. كنتُ عمياء تمامًا! إن مجيء الرب هو أمر جَلل، وأنا كنت رافضة البحث فيه، بدلًا من التشبث بالآيات عن مجيء الرب على سحابة، وعدم الاستماع لصوت الله. كدت أن أصبح عذراء حمقاء، وأفوّت فرصتي في الترحيب بعودة الرب. كان ذلك وشيكًا!
لذا سألت الأخ بيير: "أنت تشهد أن الرب قد عاد في هيئة متجسدة، لكن ما هو هذا "التجسد"؟" عندئذٍ قرأ مقطعين من كلمات الله القدير: "معنى التجسُّد هو أنَّ الله يظهر في الجسد، ويأتي ليعمل بين خليقته من البشر في صورة جسد. لذلك، لكي يتجسَّد الله، يجب أولًا أن يكون جسدًا، جسد له طبيعة بشرية عادية؛ وهذا هو الشرط الأساسي. في الواقع، يشمل تجسُّد الله أن يعيش الله ويعمل في الجسد، وأن يصير الله في جوهره جسدًا، يصير إنسانًا" ."المسيح بطبيعته البشرية العادية هو جسد يحلَّ فيه الروح، ويملك طبيعة بشرية عادية، إحساسًا عاديًّا، وفكرًا بشريًّا. "الحلول" يعني صيرورة الله إنسانًا، وصيرورة الروح جسدًا؛ لأوضح الأمر، حين يسكن الله نفسه في جسد بطبيعة بشرية عادية، ويُعبِّر من خلاله عن عمله الإلهي – فهذا معناه أن يَحلَّ أو يتجسَّد" ("الكلمة يظهر في الجسد").
ثم واصل الحديث: "الله المتجسِّد هو روح الله متخذًا جسدًا، الذي هو الله في السموات صار ابن الإنسان ليعمل ويتحدث بين البشر ليخلِّصنا. تتحقَّق في الجسد شخصية الله وما لديه ومن هو. يظهر الله المتجسِّد عاديًا تمامًا، وليس قديرًا أو خارقًا للطبيعة. لديه إنسانية طبيعية، وعلى اتصال فعلي بالناس، ويعيش بيننا. ليس بوسع أحد أن يقول إنه الله المتجسِّد. لكن المسيح هو تجسيد لروح الله، ولديه لاهوت كامل. يمكنه التعبير عن الحق، والقيام بعمل الله، والتعبير عن شخصية الله وما لديه ومن هو. إنه يمنح الإنسان الطريق والحق والحياة، ويمكنه أن يطهِّر البشرية الفاسدة ويخلِّصها مرة وإلى الأبد. لا يوجد إنسان لديه هذه الصفات أو يمكنه تحقيق هذه الأشياء. ظهر الرب يسوع المتجسِّد كأنه شخص عادي، ولكنه في جوهره هو روح الله المُدرَك في الجسد. يمكنه دائمًا التعبير عن الحق لسقاية الناس وإعالتهم. وأعطى الناس طريق التوبة. يمكنه أن يقوم بعمل الله ويفدي البشرية من الخطية. لذلك فإن تجسُّد الله لا يشبه أي كائن مخلوق، وجوهره هو جوهر الله نفسه".
عند هذه النقطة فهمت أخيرًا أن التجسُّد هو أن الله صار إنسانًا أتى إلى العالم ليتكلَّم ويعمل. هذا الجسد يمتلك إنسانية طبيعية ولاهوت كامل. على الرغم من أنه يبدو عاديًا، إلا أنه يمكنه التعبير عن الحق والقيام بعمل الله لخلاص البشرية. هذا هو المسيح! لطالما نطقت اسم "يسوع المسيح"، لكنني لم أعرف حقًا ماهية المسيح. كنت جاهلة جدًا.
ثم قرأ لنا الأخ بيير مقطعًا من كلمات الله القدير: "لا يتم خلاص الله للإنسان مباشرةً من خلال طريقة الروح وهوية الروح، لأن روحه لا يمكن للإنسان أن يلمسه أو يراه، ولا يمكن للإنسان الاقتراب منه. إن حاول تخليص الإنسان مباشرةً من منظور الروح، لما استطاع الإنسان أن ينال خلاصه. ولو لم يتسربل الله بالشكل الخارجي لإنسان مخلوق، لما استطاع البشر أن ينالوا هذا الخلاص. لأن الإنسان لا يمكنه بأية وسيلة الاقتراب منه، بالضبط مثلما لم يستطع أحد الاقتراب من سحابة يهوه. فقط من خلال صيرورته إنسانًا مخلوقًا، أي من خلال وضْع كلمته في الجسد، يستطيع أن يعمل عمل الكلمة بصورة شخصية في كل من يتبعه. وقتها فقط يمكن للإنسان أن يسمع كلمته ويراها وينالها، ومن خلال هذا يَخلُص بالتمام. لو لم يصر الله جسدًا، لما استطاع أي إنسان ذو جسد أن ينال مثل هذا الخلاص العظيم، ولما استطاع أي شخص أن يخلُص. إن كان روح الله يعمل مباشرةً بين البشر، لطُرِح الإنسان واستحوذ عليه إبليس كأسير بالتمام لأن الإنسان غير قادر على الارتباط بالله. كان الغرض من التجسُّد الأول هو فداء الإنسان من الخطية، فدائه من خلال جسد يسوع، أي إنَّه خلّص الإنسان من الصليب، ولكن الشخصية الشيطانيَّة الفاسدة لا تزال بداخل الإنسان. لم يعد التجسّد الثاني بمثابة ذبيحة خطية بل الهدف منه هو خلاص أولئك الذين نالوا الفداء من الخطية خلاصًا كاملًا. هذا يتم حتى يمكن لمَن نالوا الغفران أن يخلصوا من خطاياهم ويصيروا أطهارًا بصورة كاملة، ومن خلال إحراز تغيير في شخصيتهم، يتحرَّرون من تأثير ظلمة الشيطان ويعودون أمام عرش الله. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتقدس بالتمام" ("الكلمة يظهر في الجسد").
ثم شارك هذه الشركة: "مع أن عمل الرب يسوع الفدائي يعني أن خطايانا قد غُفرت، لكن ظلت طبيعتنا الشيطانية دون مساس. ما زلنا نعيش بشخصياتنا الشيطانية الفاسدة، مثل الغطرسة والأنانية والخداع والجشع. إننا نكذب ونغش من أجل مصالحنا الخاصة، ونتنافس مع الآخرين من أجل الربح، ونخطط ضد بعضنا بعضًا. لا يسعنا إلا أن نخطئ ونقاوم الله. على الرغم من أننا قد نبدو وكأننا نضحي ونعاني، إلا أننا في الواقع نساوم الله، أملًا في الحصول على بركات الملكوت في المقابل. نحن لا نفعل مشيئة الله على الإطلاق. الله قدُّوس، والناس الدنسون والفاسدون مثلنا لا يصلحون ببساطة لدخول ملكوت الله. تجسَّد الله ثانية في الأيام الأخيرة ليخلِّص الإنسان من طبيعته الخاطئة. إن لديه اتصال حقيقي معنا، ويعبِّر عن الحق ليعولنا ويرعانا، ويكشف شخصياتنا وطبيعتنا الشيطانية ويدينها. كما يوضح لنا مسار تغيير شخصياتنا، ويخبرنا كيف نحيا بحسب إنسانية طبيعية، وأن نكون أناسًا صادقين يسرُّونه. باختبار دينونة كلام الله، نعرف حقًا فسادنا وطبيعتنا الشيطانية ونكرههما، ونتمنى أن نتوب ونحيا بحسب كلمته. نتخلَّص تدريجيًا من بعض الشخصيات الفاسدة ونبدأ في الحياة بحسب بعض المظاهر البشرية. وحده الله المُتجسِّد يمكنه تحقيق ذلك في عمله. إذا جاء الله في هيئته الروحيِّة ليتكلم ويعمل في الأيام الأخيرة، كالله يهوه، فلن يكون قادرًا على تطهير الإنسان وخلاصه. هذا لأن الناس لا يستطيعون رؤية روح الله أو لمسه ولن يفهموه إذا تحدث إليهم مباشرة. علاوة على ذلك، فإن روح الله قدُّوس للغاية، لدرجة أن البشر الفاسدين لا يمكنهم الاقتراب منه، بل سيُضرَبون لكونهم دنسين وفاسدين. جاء في العهد القديم أن الله يهوه ظهَر على جبل سيناء مع صوت الرعد. رأى بنو إسرائيل وسمعوا الدخان على الجبل، والبرق والرعد وصوت البوق. ووقفوا من بعيد وقالوا لموسى: "تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلَا يَتَكَلَّمْ مَعَنَا ٱللهُ لِئَلَّا نَمُوتَ" (الخروج 20: 19). ولما قاد داود بني إسرائيل من بَعلة يهوذا وأعاد تابوت العهد إلى أورشليم، تعثّر الثور ومد عُزَّة يده ليثبِّت التابوت، فأماته روح الله. (راجع 1 أخبار 13: 9-10) لقد أفسد الشيطان البشرية في الأيام الأخيرة بشدة. إذا جاء الله للعمل في الروح، فلن ينجو أحد. سيقتلنا الله جميعًا لكوننا دنسين وفاسدين. لذلك فحسب احتياجاتنا كبشر فاسدين، اختار الله الطريقة الأكثر نفعًا لخلاصنا؛ أن يصير جسدًا، ويعبِّر عن الحق، ويدين البشرية الفاسدة ويطهرها. هذه هي أعظم محبة وخلاص من الله للإنسان!"
شعرت بالتأثر الشديد في هذه المرحلة، وقلت بحماس: "نحتاج حقًا إلى أن يتجسَّد الله كابن الإنسان ليعمل في الأيام الأخيرة. إنه أعظم خلاص للبشرية الفاسدة!" لم أعرف من قبل الطرق التي عمل بها الله. لم أستمع لصوته، ولذا لم أستطع معرفته أو الترحيب به. لقد انتظرت بغباء أن يأتي الرب على سحابة ويُصعِدنا إلى السماء. كم كنت حمقاء!
فيما بعد، قرأنا الكثير من كلام الله القدير واستكشفنا ماهية العذارى الحكيمات، وماهية العذارى الجاهلات، وكيف يظهَرُ الله، وأسرار أسماء الله، وتجسُّدَه، وعمل دينونته في الأيام الأخيرة. فهمنا أن الله يعمل ثلاث مراحل من العمل لخلاص البشرية، في عصر الناموس، وعصر النعمة، وعصر الملكوت. لا يمكن إلا لمراحل العمل الثلاث هذه، أن تخلِّص الإنسان تمامًا من قوة الشيطان. رأينا أن الله يهوه، والرب يسوع، والله القدير هم جميعًا إله واحد. عرفنا أن الله القدير هو الرب يسوع العائد وقبلناه. لقد رحبنا بالرب أخيرًا! الشكر لله القدير!