الدينونة هي المفتاح إلى ملكوت السموات

2020 أكتوبر 6

ولدت في أسرة مسيحية. كان والدي كثيرًا ما يقول: "إنّ خطايانا تغفر بواسطة الإيمان بالرب، فلا نُعدّ خاطئين من بعد، وعندما يأتي الرب، يأخذنا إلى ملكوت السموات، لأن الكتاب المقدس يقول: "لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ" (روما 10: 10). فعلى مدى سنوات آمنت أن إيماني بررني وخلصني، وأنني سأدخل ملكوت السموات. قرأت لاحقًا كلمات الرب يسوع التي تقول: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 18: 3). "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 7: 21). أربكني ذلك كثيرًا. يقول الرب إنه لا يمكن لاحد أن يدخل ملكوت السموات إلا أولئك الذين يفعلون مشيئة الآب، ويبلغنا بألا نكره الآخرين أو نحسدهم، بل أن يحب أحدنا الآخر. عرفت أنني لم أكن أعيش بموجب ذلك. كنت أكذب وأغش باستمرار من أجل مصالحي الخاصة ولم أكن صبورًا كما ينبغي تجاه إخوتي وأخواتي. ولم يكن بوسعي محبة الآخرين كنفسي. وحين ساءت الأمور، ألقيت باللائمة على الله. لم أحبّ الله حقًّا. لم أستطع أن أحفظ وصايا الرب، ولم أكن أفعل مشيئة الله. فكيف يسعني دخول ملكوت السموات؟ بعدئذ تراءت كلمات الله في ذهني: "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 45). لطالما كنت أُخطئ وأعترف، ومع ذلك بقيت مقيّدًا بالخطيئة. فهل سيأخذني الرب معه إلى ملكوت السموات عندما يأتي؟ تمعنت في الكتاب المقدس محاولًا فهم كل ذلك. تصفّحته المرة تلو الأخرى، لكن دون أن أتمكن من إيجاد السبيل للتخلص من الخطيئة. فكّرت بما قاله بولس: "يْحِي أَنَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا ٱلْمَوْتِ؟" (روما 7: 24). حتى بولس لم يتمكن من إيجاد ذلك، فكيف سيسعني أنا؟ لم أعد شابًّا، وقضيت معظم حياتي مؤمنًا، لكنني كنت ما أزال غير متأكد مما إذا كنت سأدخل ملكوت السموات. شعرت بأنني مثير للشفقة وتائه جدًا. أردت بشدة أن أجد السبيل إلى ملكوت السموات وأن ألتقي الرب في النهاية بسلام. فَبَدأت بزيارة كبار رجال الدين المسيحيين المعروفين حيثما وجدوا، لكنهم لم يتمكّنوا من مساعدتي أيضًا. وحضرت عددًا من اجتماعات الطوائف الأخرى لكنهم لم يتحدثوا إلا عن الأمور القديمة نفسها، عن التبرير والخلاص بالإيمان، فشعرت بخيبة كبيرة.

قصص مسيحية واقعية | الدينونة هي المفتاح إلى ملكوت السموات

بعدئذ شرعت، من خلال فرصة غير متوقعة، بالدراسة في كلية دينية يديرها أجانب. اعتقدت أن عظات رجال الدين الأجانب ستكون متميزة، وأنني سأجد هناك حتمًا أجوبة على تساؤلاتي. كنت ممتلئًا بالإيمان، فتابعت دراستي في تلك الكلية لأكثر من شهرين. لسوء الحظ، كان القسّ يقرأ فقط من الكتب في دروسه عن تاريخ الكنيسة، وحياة يسوع، ولمحات عن العهدين القديم والجديد، وغير ذلك. ولم يتحدث إطلاقًا عن طريق الحياة. في إحدى الأمسيات بعد العشاء، سألت القسّ: "هلّا أخبرتنا عن طريق الحياة؟" فقال: "هذا بالضبط ما ندرّسه هنا. نحن المنظّمة الدينية الأكبر في العالم، ونحظى باعتراف عالميًّ. بعد ثلاث سنوات، ستصبح قسًّا مع شهادة عالمية في مجال دراستك. وحينئذ ستتمكن من التبشير بالإنجيل وإنشاء الكنائس في أيّ مكان في العالم". وجدت ذلك محبطًا حقًّا. لم أرغب في أن أصبح قسًّا. أردت فقط معرفة كيفية دخول ملكوت السموات. لذا سألت، "إذا كانت هذه الشهادة رائعة بهذا القدر، فهل يمكنني استخدامها في دخول ملكوت السموات؟" لم يَنبس القسّ ببنت شفة. تابعت في أسئلتي: "أسمع أنكم آمنتم منذ عقود. فهل خُلّصتم؟ وهل يمكنكم دخول ملكوت السموات؟" أجاب بثقة تامة: "بالطبع! أنا متأكد من دخول السموات". فسألت أيضًا: "علامَ تبني هذا الادعاء؟ هل تحب الآخرين كنفسك؟ وهل تخلصت من الخطيئة وهل أنت الآن مقدّس؟ هل أصبحت كطفل صغير؟ لا يسعنا إلا أن نخطئ ونخالف تعاليم الرب على الدوام. نحن نُخطئ في النهار ونعترف بخطايانا في الليل. لكن الله قدّوس. فهل تقول إن بإمكان الأشخاص الخطاة مثلنا دخول ملكوت السموات؟" بعد أن طرحت هذه الأسئلة، احمرّ وجهه بشدّة ولم يتفوّه بكلمة واحدة. كنت محطمًا. تركت الكلية وعدت إلى المنزل.

في طريق عودتي، كنت فاقد العزم، وشعرت وكأن أملي الأخير قد تبخّر. لم يكن لديّ أدنى فكرة عن الموضع الذي أجد فيه الطريق إلى ملكوت السموات. بعدئذ تراءى في ذهني الوجه الدامع لأبي المسنّ. طوال حياته، بشّر بالتبرير بالإيمان، وبأننا سندخل ملكوت السموات عند موتنا، لكنه مات متأسّفًا. آمنت بالرب معظم حياتي، وكنت أخبر الناس كل يوم بأنهم سيدخلون ملكوت السموات عندما يموتون. أما الآن، فأنا غير متأكد من كيفية دخول ملكوت السموات. فهل سأموت متأسّفًا على غرار أبي؟ فكّرت فجأة بما قاله الرب يسوع: "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ" (متى 7: 7). قلت في نفسي: "الرب أمين، لذا لا يمكنني أن أستسلم. طالما بقي هناك نفس في ضلوعي، سأستمر في البحث عن الطريق إلى ملكوت السموات". جئت إلى أمام الرب مصلّيًا: "أيها الربّ العزيز، بحثت في كل مكان عن الطريق للتخلص من الخطيئة ودخول ملكوت السموات وما من أحد استطاع مساعدتي. يا رب، ما الذي ينبغي علي فعله؟ أنا مُبشّر يخبر الناس كل يوم أن يبقوا أقوياء في إيمانهم وأن يتحمّلوا حتى النهاية ليدخلوا ملكوت السموات. ولكنني الآن أجهل حتى كيفية التخلص من الخطيئة ودخول ملكوت السموات. ألست أشبه بأعمى يقود عميانًا، ويأخذهم جميعًا إلى الهاوية؟ يا رب! أين يمكنني أن أجد الطريق إلى ملكوت السموات؟ أطلب إرشادك".

عندما وصلت إلى المنزل، سمعت أن العديد من أعضاء الكنائس وقادتها الجيدين قد انضمّوا إلى البرق الشرقيّ. وكان الناس يخبرون عن عظاتهم كم كانت رائعة، وأنّ لديهم نورًا جديدًا، إلى درجة أنهم تمكنوا من إثارة إعجاب بعض القساوسة. فكّرت: "كيف حدث أنه لم يسبق لي على الإطلاق أن التقيت أحدًا من البرق الشرقيّ؟ سيكون أمرًا رائعًا أن ألتقي بهم يومًا ما! عليّ أن أذهب لأسعى معهم وأن أجد سبب كون عظاتهم عظيمة جدًّا وما إذا كان باستطاعتهم حل مشكلتي".

في أحد الأيام، قدِم الأخ وانغ من كنيستي وهو يقول إن اثنتين من قريباته اللتين آمنتا بالله القدير تزورانه وطلب مني أن آتي لملاقاتهما. سعدت كثيرًا عندما سمعته يقول ذلك وأسرعنا بالقدوم إلى منزله. قدّمنا أنفسنا وأخبرتهما بمشكلتي، قائلًا: "لطالما آمنت بأن معموديتنا تعني أننا خلصنا، وأنه عندما نؤمن بقلوبنا ونعترف بأفواهنا، فذلك يعني أننا تبررنا بالإيمان، وأنه عندما يأتي الرب فسيرفعنا إلى ملكوت السموات. ولكنني كنت مرتبكًا خلال السنوات القليلة الماضية بشأن ما إذا كنت سأتمكن من دخول ملكوت السموات أم لا. لا أعتقد أن الأمر يمكن أن يكون بتلك البساطة. يقول الكتاب المقدس: "ٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (عبرانيين 12: 14). أنا وإخوتي وأخواتي في الكنيسة، نخطئ باستمرار ولا أعتقد أن الأشخاص الذين يعيشون في الخطيئة مثلنا يمكنهم دخول ملكوت السموات. أودّ أن أعرف كيف يمكننا تحديدًا دخول ملكوت السموات. هل يمكنكما أن تتشاركا معي بهذا الشأن؟"

قالت الأخت تشاو مبتسمة: "إن دخول ملكوت السموات شاغلًا رئيسيًا لكل مسيحيّ. عن ذلك، يقول لنا الرب يسوع بوضوح: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 7: 21). الرب واضح جدًا. وحدهم أولئك الذين يُطبقون كلماته ويفعلون مشيئة الله يمكنهم دخول ملكوت السموات. لم يقل الرب أبدًا إننا خلصنا مرة خلاصًا يدوم إلى الأبد، ولا إننا تبررنا بالإيمان ولهذا يُمكننا دخول ملكوته إن التبرير بالإيمان أمر ابتدعه بولس. كان بولس مجرّد رسول، وإنسان فاسد. لم يكن هو المسيح، كما أن كلماته لم تكن كلمات المسيح. لذا لا يمكننا الاعتماد على كلماته لدخول السموات. وحده يسوع هو الرب والملك على الملكوت السماوي. وحدها كلماته تتمتع بالسلطان وهي الحقّ. إن تصوّرات الإنسان ليست الحقّ، ولا يمكنها إرساء المعايير المتعلقة بالدخول إلى ملكوته. لا يسعنا إلا اتّباع كلمات الرب بهذا الشأن، لا كلمات بولس، ونقطة على السطر". بعدئذ قرأت لنا الأخت تشاو عدة مقاطع من كلمات الله القدير حول ما يعنيه التبرير والخلاص بالإيمان، وحول ما إذا كان نوال الخلاص معناه دخول ملكوت السموات. يقول الله القدير، "في ذلك الوقت، كان عمل يسوع هو فداء كل البشر، غُفِرَت خطايا كل مَنْ آمن به؛ فطالما آمنتَ به، فإنه سيفديك. إذا آمنتَ به، لن تعود خاطئًا بعد ذلك، بل تتحرر من خطاياك. كان هذا هو المقصود بأن تخْلُص وتتبرر بالإيمان. لكن ظل بين المؤمنين مَنْ عصى الله وقاومه، ومَنْ يجب أن يُنزَع ببطء. لا يعني الخلاص أن الإنسان قد أصبح مملوكًا ليسوع بأكمله، لكنه يعني أن الإنسان لم يعد مملوكًا للخطية، وأن خطاياه قد غُفِرَت: إذا آمنت، لن تصبح مملوكًا بعد للخطية". "أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً". "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة". من "الكلمة يظهر في الجسد" ("الكلمة يظهر في الجسد").

ثم أعطت الأخت وانغ هذه الشركة، قائلة: "في نهاية عصر الناموس، كان الشيطان يفسِد الجنس البشري على نحو أشدّ عمقًا، وكان الناس يخطئون أكثر فأكثر. كان الجميع يواجهون خطر الموت في ظلّ الناموس. لذا قام الرب يسوع بعمل الفداء في عصر النعمة وبصلبه صار ذبيحة خطيئة عن الإنسان وغفر خطاياه. في ذلك الوقت، لم يتعين علينا سوى الإيمان بالرب، والاعتراف والتوبة إليه، لتغفر خطايانا ولنتمكن من التمتع بالنعمة التي وهبنا إياها. مثّل ذلك خلاصًا للأشخاص الذين كانوا يعيشون تحت الشريعة. هذا 'الخلاص' عنى التحرر من دينونة الناموس ولعنته وعدم التعرّض إطلاقًا لدينونة الناموس مرة أخرى. هذا ما يعنيه "الخلاص بالإيمان". إن التبرير بالإيمان لا يعني أن نصبح أبرارًا. أن نتبرر ونخلص بالإيمان لا يعني أننا بلا خطيئة، وأننا أنقياء تمامًا وأننا حققنا الخلاص الكامل، أو أنه يمكننا دخول ملكوت السموات. بالرغم من أن خطايانا غفرت، تظل طبيعتنا الآثمة وشخصياتنا الشيطانية متجذرة بعمق فينا. نبقى قادرين على أن نكذب ونغشّ ونغار ونكره الآخرين، وكثيرًا ما نرتكب الخطيئة ونقاوم الله. كيف يمكن لأشخاص مثلنا، مترعين بالشخصيات الشيطانية لهذا الحدّ، ممّن يعصَون الله ويقاومونه، أن يدخلوا يومًا ملكوت السموات؟ لهذا السبب وعد الرب يسوع أن يعود. أتى الله القدير في الأيام الأخيرة. لقد عبّر عن جميع الحقائق التي تطهّرنا وتخلّصنا، وهو يقوم بعمل الدينونة ليحلّ طبائعنا وشخصياتنا الشيطانية ويخلّصنا تمامًا من الخطيئة ويطهّرنا بحيث يمكننا دخول الملكوت السماوي. إن عمل دينونة الله القدير يتمم نبوءة الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). "لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 47-48). "كذلك ورد في رسالة بطرس الأولى: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). باختبار عمل فداء عصر النعمة، لا يسعنا سوى التمتع بنعمة الرب وأن تُغفر خطايانا. لا يمكننا التخلص من الخطيئة أو التطهّر. ولذا ينبغي علينا أن نقبل عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة وأن نطيعه وأن نندم فعلًا ونتطهّر من الفساد لنتحرر من الخطيئة ونخلص بطريقة تامة ونهائية. عندها يمكننا النجاة من الكوارث، وسيقودنا الله إلى ملكوته".

فتحت شركة الأختين عينيّ حقًّا. إن فكرة الخلاص بإيماننا ودخول ملكوت السموات كانت من محض تصوّراتنا، وكانت تناقض كلمات الرب. قام الرب يسوع بعمل الفداء، لا بعمل محو الخطيئة، وبالتالي فإن طبيعتنا الآثمة تبقى فينا ونظل لا يسعنا إلا أن نخطئ ونقاومه. لا عجب في أنني لم أستطع إطلاقًا تحرير نفسي من الخطيئة كل تلك السنوات وذلك بصرف النظر عن مدى إهمالي لجسدي أو إخضاعي له. لقد تبيّن أن ذلك كان بسبب طبيعتي الآثمة، ولأنني لم أكن قد اختبرت عمل الله الجديد. يقوم الله القدير بعمل الدينونة لاجتثاث طبيعتنا الآثمة ولتطهيرنا وتخليصنا بطريقة تامة ونهائية. هذا ما نحتاجه بالفعل وهو رائع جدًا! لكنني لم أكن أعلم كيف أداننا الله وطهّرنا في الأيام الأخيرة لذا سألت الأختين عن ذلك،

فقرأت الأخت وانغ مقطعًا آخر من كلمات الله القدير: "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("الكلمة يظهر في الجسد").

قدّمت بعدئذ هذه الشركة: "يعبّر الله القدير عن الحقّ ليديننا ويطهّرنا في الأيام الأخيرة. إنه يكشف طبيعة الإنسان وشخصياته الشيطانية التي تقاوم الله. من خلال دينونة كلماته وإعلاناتها ومن خلال الحقائق نرى كم أفسدنا الشيطان. نحن متكبّرون، ومخادعون، وكارهون الحق، وقساة، وأشرار بطبيعتنا. إن الشخصيّات الشيطانية تسري في عظامنا ودمنا، وبالكاد نبدو ككائنات بشرية. بسبب كوننا محكومين بهذه الشخصيات الفاسدة، لا يسعنا إلا أن نقاوم الله ونتمرّد عليه. على سبيل المثال، كثيرًا ما نمدح أنفسنا ونتفاخر عند العمل والوعظ لكسب تقدير الآخرين. نحن مستعدّون لفعل أي شيء لتحقيق مصالحنا الخاصة، ونتنافس على الوجاهة ويتآمر الواحد منا ضد الآخر. نحسد ونكره أي شخص أفضل منا، ولا نبذل أنفسنا إلا في سبيل الحصول على البركات ودخول ملكوته، ونلوم الله ونسيء فهمه في اللحظة التي يحدث فيها خطب ما في المنزل. إن دينونة الله وتوبيخه يسمحان لنا برؤية فسادنا الخاص. نكره بعدئذ طبيعتنا الشيطانية ونبدأ بالشعور بالندم ونكره أنفسنا، ونتوب من ثم إلى الله. نتوصّل كذلك إلى معرفة القليل عن شخصية الله البارّة. ونبدأ بمخافة الله والخضوع له، ويصبح بإمكاننا إهمال جسدنا وتطبيق كلمات الله بوعي، وكذلك أداء واجبنا ككائنات مخلوقة على أكمل وجه، والبدء بِعَيش شبه الإنسان الحقيقي. من خلال اختبار كل ذلك، نشعر بمدى عمق إفساد الشيطان لنا، وأنه يجب علينا قبول دينونة كلمات الله، وأن شخصياتنا الشيطانية يجب أن تتطهّر، وأنه لا يمكننا مقاومة الله بعدئذ، وهذا هو الطريق الوحيد إلى ملكوت الله".

أشرق قلبي عند سماعي هذه الشركات. إذا لم نقبل سوى عمل فداء عصر النعمة وليس عمل دينونة الله القدير، فحتى إن آمنّا بالرب طوال حياتنا، ستقيدنا الخطيئة دائمًا ولن نفعل مشيئة الله أو ندخل ملكوته مطلقًا. تعبير الله القدير عن الحقّ، والقيام بعمل دينونته هو الطريق الوحيد إلى الملكوت السماوي! على مدى سنوات، كنت أبحث بشكل حثيث عن الطريق إلى الملكوت السماوي، ووجدته في النهاية الآن. امتلأت عيناي بدموع الفرح إذ تحققت الأمنية التي لطالما تمنيتها. هذا هو صوت الله والله القدير هو الرب يسوع العائد! عندما ولد الرب يسوع، فاض قلب سمعان فرحًا عند رؤيته إياه بعد ثمانية أيام فقط من ولادته، إن تمكّني من سماع صوت الله والترحيب بالرب في أيام حياتي يجعلني أشعر بأنني أكثر سعادة وبركة حتّى من سمعان! أنا ممتنّة جدًا لله القدير!

التالي: نور الدينونة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تتحقَّق نبوات الكتاب المقدس عن انقضاء الدهر: كيفية الترحيب بعودة الرب

الوصف: الآن هي نهاية الأيام، حيث يتكرر وقوع الكوارث في جميع أنحاء العالم، وقد تحققت النبوات التي تتحدَّث عن وصول الرب. تشير العلامات والطلائع المختلفة إلى أن الرب قد عاد، فلماذا إذًا لم يُرَ وهو عائد على سحابة؟ وكيف يمكننا الترحيب بوصوله؟ سوف يخبرك هذا النص عن كيفية حدوث ذلك.

علاقتنا مع الله ستصبح أقوى من أي وقت مضى بفهم هذه النقاط الأربع

"كيفية الاقتراب إلى الله" هو موضوع يتابعه الكثير من المسيحيين باهتمامٍ بالغٍ. في هذا العصر حيث تمضي الحياة بوتيرة سريعة، يمكن لقلوبنا بسهولة أن تتشتت أو يشغلها الناس والأحداث والأمور، أو الروابط الدنيوية، التي تتسبب فيما بعد في ضعف علاقتنا بالله. كيف لنا إذًا أن نحافظ على علاقة وثيقة مع الله؟ انقر للمتابعة واقرأ المقال بالأسفل، وستجد الإجابة.