نور الدينونة

2020 سبتمبر 12

"يطلع الله على جميع الأراضي، ويأمر كل شيء، ويرى جميع أقوال الإنسان وأفعاله. إنه يواصل تدبيره في خطوات ووفقًا لخطته. إنه يتقدم بهدوء، بدون إحداث تأثير دراماتيكي، لكنه يخطو مقتربًا أكثر من البشر، ويمتد كرسي قضائه في الكون بسرعة البرق، ثم يتبعه مباشرةً نزول عرشه بيننا. يا له من منظر مهيب، يا لها من لوحة جليلة ومُقدّسة. ينزل الروح بيننا جميعًا مثل حمامة، ومثل أسد مزمجر. إنه حكيم، بار ومهيب، إنه حكيم، بار ومهيب، وينزل بيننا بهدوء، صاحب سلطان، وممتلئ بالحب والحنان. إنه حكيم، بار ومهيب، إنه حكيم، بار ومهيب، وينزل بيننا بهدوء، صاحب سلطان، وممتلئ بالحب والحنان" (مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 4: معاينة ظهور الله وسط دينونته وتوبيخه). إن ترتيل ترنيمة كلمات الله هذه يذكّرني بالوقت الذي آمنت فيه بالرَّب يسوع من قبل. دائمًا ما قال القس والشيوخ إن الله سيديننا في الأيام الأخيرة من على مكتب ضخم من السماء، وأن الرّب يسوع سيكون على عرش عظيم أبيض حيث سيدين الناس بناءً على ما فعلوه، مكافئًا الأخيار ومُعاقبًا الأشرار. دائمًا ما اعتقدت ذلك. ظلَّ الأمر كذلك حتى قرأت كلام الله القدير وحقَّقتَ في عمله للأيام الأخيرة، فاستفقت حقًا ورأيت أن ذلك كله كان مفاهيم بشرية وتصورات. في الواقع، لقد جاء الرَّب بالفعل بين البشر ليعبِّر عن الحقائق من أجل دينونته للأيام الأخيرة، وبدأت الدينونة أمام كرسي المسيح منذ زمنٍ بعيد.

نور الدينونة

في عام 2015 كنت مؤمنة لأكثر من 20 سنة. في أكتوبر، جعلني زملائي أبدأ في استخدام فيسبوك لأجد أصدقاء وأدردش. كلما كان لدي وقت، كنت أنظر إلى المنشورات التي نشرها الإخوة والأخوات، وكنت أرغب في مشاركة كل ما رأيت أنه أعجبني. ذات يوم في فبراير 2016 كنت أتصفح فيسبوك كالمعتاد، عندما لاحظت مجموعة تناقش دينونة الله في الأيام الأخيرة. كان لكل شخص شيء مختلف ليقوله. قال أحدهم إنه لم يعرف ما هي الدينونة، لذا لم يجرؤ على التحدث بتلقائية، وإننا لا نستطيع التكهُّن بأفعال الله المستقبلية. ذَكَر شخص آخر مزمور 75: 2: "لِأَنِّي أُعَيِّنُ مِيعَادًا. أَنَا بِٱلْمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي". قال إن هذا يعني أن الله لديه سجِل بما فعله الجميع وعندما يدين الرب يسوع الناس في الأيام الأخيرة، سيظهره للجميع كفيلم، لذلك يجب أن نتصرف بشكل حسن، وأن نكون مستقيمين، ولا نفعل الشر أبدًا وحينئذٍ لن يرسلنا الله إلى الجحيم. قال شخص آخر بناءً على ما ورد في سفر الرؤيا، إنه عندما يديننا الله في الأيام الأخيرة، سيفعل ذلك من عرش عظيم أبيض في السماء، حيث يقيم الرَّب يسوع مكتبًا كبيرًا، ويجلس عليه، ويفتح كتابًا عن حياة كل شخص، ثم يدينهم واحدًا فواحدًا بحسب ما فعلوه. أولئك الذين فعلوا الخير سيؤخذون إلى ملكوت الله بينما أولئك الذين فعلوا الشر سيُرسَلون إلى الجحيم. بعد قراءة كل هذه المنشورات بدأت ذهنيًا في رسم الخطوط العريضة لكل تلك الأفكار عن دينونة الرَّب يسوع للناس في الأيام الأخيرة. سيجلس الرَّب يسوع على عرش عظيم أبيض في السماء مع الناس الجاثين أمامه ليدينهم. سيحدِّد الرَّب يسوع ما إذا كان الناس سيذهبون إلى السماء أم الجحيم، بناءً على مقدار الخير والشر الذي فعلوه. لقد آمنت بالرب لأكثر من 20 عامًا واتبعته ونشرت الإنجيل بحماس، وقد عملت بجد لأحيا بحسب تعاليمه. حسبت أنه سيرى بالتأكيد إخلاصي ويأخذني إلى ملكوته.

ظللت أفكر في ذلك وخطر لي أنني يمكنني البحث عن "الدينونة" عبر الإنترنت وأرى ما سيظهر. رأيت هذا في بحثي: "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". لفت هذا انتباهي على الفور. نقرت على الرابط متحمسة لرؤية ما كان هناك. اتضح أنها ترنيمة جميلة ومحفّزة للتفكير: "إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان" (مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). أثارت كلمات الترنيمة فضولي. قالت إن دينونة الله وتوبيخه هما نور خلاص الإنسان، إنهما أفضل حماية وأعظم نعمة لنا. تساءلت عن معنى ذلك. وقالت أيضًا إننا لنتطهَّر ونعيش حياة ذات معنى علينا أن نقبل دينونة الله وتوبيخه. جلب التأمل في هذا بعض الأسئلة إلى ذهني: ألا تحدد الدينونة عواقبنا فقط؟ كيف تكون نور خلاصنا؟ لم أسمع ذلك من قبل. كان هذا النوع من الدينونة مختلفًا عما كنت أظنه دينونة، لكن كان لدي إحساس غامض بأن الأمر لم يكن بهذه البساطة التي كنت أظنها. بحثت عن مصدر الترنيمة ورأيت أنها من كنيسة الله القدير. ذهبت إلى موقعهم الإلكتروني. كان له تصميم مثير للاهتمام ومجموعة ضخمة من المحتوى. رأيت كل أنواع الكتب وترانيم تسبيح الله، وأفلام الإنجيل ومقاطع فيديو أخرى، وكذلك الشهادات المكتوبة. ذهبت إلى قسم الكتب أولًا حيث رأيت بعض العناوين مثل: الدينونة تبدأ ببيت الله وشهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح ذكَر كلاهما "الدينونة". في "شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح" كان هناك الكثير من المقالات حول الدينونة، مثل "التغيير من خلال الدينونة" و "الدينونةُ نور". قرأت بعض المقالات، وكانت تدور جميعها حول كيف اختبر المسيحيون دينونة كلام الله، ثم تغيرت وجهات نظرهم حول الإيمان وشخصياتهم الفاسدة. جعلتني قراءة هذه أكثر فضولًا. وتساءلتُ: "هل من الممكن ألا تكون الدينونة إدانة أو تحديد العاقبة، بل خلاص؟ ماذا تعني عبارة "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان"؟" بدا أن هذه الكتب حول الدينونة ستكون نافعة حقًا وأردت قراءتها بعناية. ولكنه كان وقت الذهاب إلى العمل، لذا اضطررت إلى إيقاف تشغيل حاسوبي والمغادرة. لكن طوال اليوم لم أستطع التوقف عن التفكير في موقع كنيسة الله القدير، خاصة "توبيخ الله ودينونته هما نور خلاص الإنسان". لم يمكنني ببساطة معرفة ما كانت تعنيه الدينونة حقًا هناك.

عندما عدت إلى المنزل في ذلك المساء، عدت إلى ذلك الموقع وبحثت عن "الدينونة". ثم قرأت "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق" كان هناك مقطعًا فيه أثارني حقًا. "الدينونة" التي تحدّثنا عنها من قبل – أي الدينونة التي ستبدأ ببيت الله – تشير إلى دينونة الله اليوم لمن يأتون أمام عرشه في الأيام الأخيرة. ربما يوجد أولئك الذين يؤمنون بهذه التخيُلاتٍ الغَيْبيَّة مثل أن الله في الأيام الأخيرة سيقيم مائدة كبيرة في السماوات مُغطَّاه بغطاءٍ أبيض، ثم يجلس على عرشه العظيم وأمامه جميع البشر ساجدين على الأرض ليبدأ بكشف خطاياهم ويقرر بناءً عليه مَن يصعد إلى السماء ومن يُطرح في بحيرة النار والكبريت. مهما كانت التخيلات البشرية، لا يمكنها تغيير جوهر عمل الله. فتخيلات الإنسان ليست إلا من بنات أفكاره ووليدة عقله وزبدة ما استنتجه مما سمعه ورآه. لذلك أقول، مهما كانت تصّوراته رائعة فهي ليست أكثر من مجرد تصوير عاجز عن أن يكون بديلاً لخطة عمل الله؛ في نهاية الأمر، الشيطان قد أفسد الإنسان، فكيف يمكنه أن يفهم أفكار الله بصورة كاملة؟ فهو يتصوّر عمل الدينونة الإلهية على أنه أمرٌ رائعٌ، ويؤمن أنه طالما أن الله يتمّم عمل الدينونة بنفسه، إذًا فهو أمر خارج نطاق قياس البشر واستيعابهم، أمرٌ تضجُّ به السماوات وتهتزّ له الأرض، وإلا كيف يكون عملاً للدينونة يعمله الله؟ يؤمن الإنسان أنه طالما أن هذا هو عمل الدينونة، فلا بُدّ أن يتجلّى جلال الله ومهابته على نحو خاص أثناء عمله، وأن من ُيدانون لا بُدّ وأنهم ينوحون بالدموع جاثين على ركبهم يترجّون الرحمة. يبدو هذا مشهدًا مذهلاً ومثيرًا... فالكل يتصوّر أن دينونة الله معجزية. ولكن هل تعلمون أنه في الوقت الذي بدأ الله فيه عمل الدينونة بين البشر منذ مدة طويلة كنتم أنتم لا تزالون قابعين في سبات خامل؟ هل تعلمون أن الوقت الذي تظنون أن الله قد بدأ فيه عمل الدينونة رسميًّا هو الوقت الذي يصنع فيه الله أرضًا جديدةً وسماءً جديدةً؟ في هذا الوقت ربما يمكنكم فقط فهم معنى الحياة، ولكن عمل العقاب الإلهي المجرد من الرحمة سيطرحكم، أنتم أيها النائمون في سُبات، في الجحيم. وقتها فقط ستدركون فجأةً أن عمل دينونة الله قد انتهى" ("الكلمة يظهر في الجسد"). جعلتني قراءة هذا مندهشة. أفكاري ووجهات نظري الراسخة بعمق حول دينونة الله في الأيام الأخيرة كُشِفت بوضوح شديد. هل كان إيماني أن الله سيؤدي الدينونة في السماء حقا مجرد تفكير خارق للطبيعة؟ قال أيضًا إن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة قد بدأ بالفعل وكان على وشك الانتهاء، وحثَّ الناس على السعي لظهور الله على الفور. تساءلت: "أيمكن أن يكون هذا صوت الله؟" جعلت هذه الفكرة قلبي يخفق وأردت معرفة ذلك على الفور. ولذا أرسلت رسالة من خلال خاصية الدردشة في موقع كنيسة الله القدير وأخبرتهم أنني مهتمة بدينونة الله في الأيام الأخيرة. لقد فوجئت بتلقي رد سريع حقًا وحضرت الأخت ليو والأخت لي من الكنيسة إلى الدردشة.

بعد بعض المقدمات السريعة شاركتُ حيرتي معهما. قلت: "بناءً على سفر الرؤيا، سيكون الله في السماء على عرش عظيم أبيض لينفذ دينونته في الأيام الأخيرة، لكن في "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق" مكتوب أن هذا مجرد مفهوم بشري وأن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة قد بدأ بالفعل. ماذا يعني كل هذا؟"

ردت الأخت ليو بهذه الشركة: "ما جاء في سفر الرؤيا عن رؤية يوحنا عرشًا عظيمًا أبيضَ في السماء على جزيرة بطمُس كانت مجرد رؤية، نبوة عن دينونة الله في الأيام الأخيرة. إنه ليس شيئًا سيحدث حقًا. أي أنه لا يمكن لأحد أن يعرف أو يحدِّد بالضبط كيف سيؤدي الله عمل دينونته قبل أن يقوم بها. لا يمكننا أن نعرف إلا بعد أن تتحقق النبوة". قالت أيضًا إن هناك الكثير من النبوات في الكتاب المقدَّس عن عمل الدينونة، مثل رؤيا 14: 6-7: "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "خَافُوا ٱللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ". يوجد أيضًا يوحنا 9: 39: "لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ". قالت إن هذه الآيات تقول "لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ" و"لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ، يُظهر ذلك أن الله سيأتي بالتأكيد إلى الأرض، ويقوم بعمل دينونته هنا في الأيام الأخيرة. كما ذكرت في يوحنا 5: 22. قال الرب يسوع، "لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلِٱبْنِ". والآية 27: "وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لِأَنَّهُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (يوحنا 5: 27). كما تقول رسالة بطرس الأولى 4: 17: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". قالت: "تقول هذه الآيات إن الدينونة للابن. أي إشارة إلى الابن أو ابن الإنسان تعني أنه مولود من إنسان ولديه إنسانية طبيعية. لن يُدعى روح الله ابن الإنسان. لذا فهذا دليل كافٍ أن الله يقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة في الجسد كابن الإنسان. مكتوب أيضًا أن الدينونة تبدأ ببيت الله. أي أن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة يبدأ بالمؤمنين".

ذُهلت عند هذه المرحلة وفكرت: "لقد كنتُ مؤمنة طوال هذه السنوات وقد قرأت هذه الآيات الكتابية التي تشير إليها من قبل. لماذا لم ألاحظ أبدًا أن الله سيتجسَّد كابن الإنسان ليقوم بعمل دينونته على الأرض؟ لقد مررتُ فحسب برؤيا يوحنا في جزيرة بطمُس، متصورة أن هذه هي الطريقة التي سيؤدي بها الله دينونته بينما أغفلتُ الآيات الأخرى التي تتحدث عن الدينونة. كان فهمي محدودًا". وبينما كنت أبحث في هذه الآيات، فكرتُ في شركة الأخت ليو.

عندها فقط، سمعت الأخت لي تواصل الشركة: "يقوم الله القدير بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة لتطهير البشرية وخلاصها بينما يُعلن أيضًا عواقب الجميع، ويصنفنا بحسب نوعنا. هذه هي الدينونة أمام العرش العظيم الأبيض في الأيام الأخيرة، وهذا يتمم بالكامل تلك النبوات الكتابية. يعبِّر الله المتجسِّد عن الحق، ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، بشكل أساسي، ليصنع مجموعة من الغالبين قبل الكوارث. أولئك الذين يتوقون حقًا إلى ظهور الله، من كل طائفة، يقرؤون كلام الله القدير ويرون أنه هو الحق، وأنه صوت الله، ويرجعون إلى الله القدير. إنهم العذارى الحكيمات الذين يُرفَعون أمام عرش الله، حيث يُدانون ويتطهّرون من خلال كلام الله. عندما تتكون مجموعة من الغالبين سيبدأ الله في إنزال الكوارث العظيمة، وسيكافئ الأخيار ويعاقب الأشرار، مدمرًا تمامًا الأشرار الذين يقاومون الله بجنون. وذلك عندما ينتهي عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة تمامًا. تزداد الكوارث سوءًا، وظهرت الأقمار الدموية الأربعة. كان هناك الجراد والفيضانات والجفاف والمجاعات والأوبئة. الكوارث الكبرى قريبة جدًا. عند قدومها، كل الذين عملوا الشر وكانوا أعداء الله، وكل من ينتمون للشيطان، سوف يُدمَّرون. أولئك الذين قبلوا دينونة كلام الله وتطهَّروا سيُحمَون وينجون وسيؤخَذون إلى ملكوت الله. أليس هذا بالضبط هو دينونة الأيام الأخيرة أمام العرش العظيم الأبيض؟"

كان الاستماع إلى شركتها مصدر استنارة لي. أدركت أن تعبير الله القدير عن الحق ليقوم بعمل الدينونة هو دينونة الأيام الأخيرة للعرش العظيم الأبيض. لكن ارتباكي لم يُعالَج بالكامل. قالتا إن الله يعبِّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة لتطهير البشرية وخلاصها لكنني فكرتُ: لقد غفر الرَّب خطايانا ولم يعد يعتبرنا خطاة. لماذا لا يزال الله بحاجة إلى تطهير البشرية وخلاصها بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة؟" طرحتُ ذلك السؤال على الأختين، اللتين قرأتا مقطعين آخرين من كلام الله القدير: "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة". "أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" ("الكلمة يظهر في الجسد").

بعد قراءة هذا، واصلت الأخت لي شركتها: "قام الرَّب يسوع بعمل الفداء، في عصر النعمة، الذي لم يكن إلا لغفران خطايا البشرية. لم يعالج شخصياتنا الفاسدة. إن خطايانا تُغفَر، ونَخلُص ونتبرَّر، بإيماننا بالرَّب، مما يعني أن الناموس لا يديننا ولا يلعننا، لكن طبيعتنا الشيطانية الخاطئة والمقاوِمة لله تبقى في داخلنا. إن طبيعتنا الخاطئة لم تُستأصل. لهذا السبب ما زلنا مقيَّدين بطبيعتنا الخاطئة، ونستمر في الخطية والكذب. يصبح بعض الأشخاص ذوي المقدرة والقوة متغطرسين ومتعنتين، ولأنهم يستطيعون القيام ببعض العمل، يتباهون ويتصارعون من أجل الاسم والمكانة، ويتآمرون. يبدو الأمر وكأنهم يعملون بجد ويقدّمون التضحيات، ويقولون إن ذلك لمحبة الله وإرضائه، ولكن الهدف في الحقيقة هو أن يُبَارَكوا ويربحوا إكليلًا. في مواجهة الشدائد أو التجارب يتجادلون مع الله ويصيرون ناقمين أو حتى يقولون إن الله غير بار، وينكرونه ويخونونه. كيف يمكن لشخص مثل هذا، الذي لا يستطيع الهروب من خطيته، مَن يقاوم الله ويدينه دائمًا، أن يكون مستحقًا لملكوت الله؟ الرب قدُّوس. "ٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (عبرانيين 12: 14). لهذا وعد الرَّب يسوع أنه سيأتي مرة أخرى. لقد جاء الله القدير في الأيام الأخيرة ليعمل على أساس فداء الرَّب يسوع. يعبِّر عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، لتطهير الإنسان وخلاصه مرَّة وإلى الأبد، حتى يمكننا التحرُّر من خطايانا وشخصياتنا الفاسدة، ويخلّصنا الله ويربحنا بالكامل".

بدا لي ذلك صحيحًا بالفعل. على الرغم من غفران خطايانا من خلال إيماننا، إلا أن طبيعتنا الخاطئة لم تُعَالَج. فكرت في حالة العلاقات في كنيستنا. لم يعظ القس والشيوخ إلا عن العقيدة الكتابية في القداسات، دون تقديم أي قوت للحياة، وكانوا جشعين للمال وتنافسوا على السلطة. حتى إنهم شكلوا فصائل، وأدانوا وقوضوا بعضهم بعضًا. شعر الإخوة والأخوات بالضعف، وكان إيمانهم ومحبتهم يخفتان. اتبع الكثير من الناس الاتجاهات الدنيوية وكانوا جشعين في ملذات الجسد. لم يستطيعوا تخليص أنفسهم من الخطية. فكرت أيضًا كيف أنني لا أستطيع منع نفسي من الكذب والخطية. لم أتمكن من تطبيق كلام الرَّب، وعشت في حالة من الخطية والاعتراف. كيف يمكنني الدخول إلى ملكوت الله بهذه الطريقة؟ نحتاج حقًا إلى أن يأتي الله ثانية ويقوم بالعمل ليديننا ويطهرنا. سألت الأختين بلهفة، "كيف يطهِّر الله الناس ويخلِّصهم في الأيام الأخيرة من خلال دينونته؟"

قرأتا لي مقطعًا آخر من كلام الله القدير: "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر عمل الدينونة هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله. إن كنتم لا تعتبرون هذه الحقائق ذات أهمية ولا تفكرون إلا في تجنُّبها أو إيجاد مخرج بعيد عنها، فدعوني أقول لكم إنكم خطاة بشعون. إن كنتم تؤمنون بالله، ولكن لا تسعون إلى معرفة حق الله أو مشيئته، ولا تحبون الطريق الذي يقرِّبكم إلى الله، فأقول لكم إنكم تحاولون التهرُّب من الدينونة، وإنكم ألعوبة وخائنون تهربون من العرش العظيم الأبيض. لن يعفو الله عن أي متمرّد هارب من وجهه، فأولئك ينالون عقابًا أكثر شدة. أما الذين يأتون أمام الله للدينونة، وقد تطّهروا بالأكثر، سيحيون في ملكوت الله إلى الأبد. بالطبع سيحدث هذا الأمرُ في المستقبل" ("الكلمة يظهر في الجسد").

واصلت الأخت لي شركتها: "يستخدم الله القدير الكلمات ليقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة ليطهِّر البشرية ويخلّصها بالكامل. إنه يعبِّر عن كل الحقائق التي تحتاج البشرية الفاسدة لفهمها والدخول فيها، لتخلُص وتتطهَّر بالكامل. إن الله القدير لا يكشف فقط جوهر وحقيقة فساد البشرية، ولكن أيضًا أصل كل ظُلمة وشر في العالم. إن كلماته توجه الناس إلى سبيل الخلاص والتحرُّر من الفساد، بل وتكشف علانية مشيئة الله ومتطلباته من البشرية. تعلن أسرار خطة تدبير الله ذات الستة آلاف سنة، بل وتخبر الناس عن العواقب والغايات التي تنتظرهم. تكشف كلمات الله القدير تمامًا جوهر فساد الإنسان، لذلك لا يسعنا إلا أن نكون مقتنعين. كلما اختبرنا دينونة كلام الله رأينا مدى عمق إفساد الشيطان للبشرية بأسرها. عندما نرى بوضوح شخصياتنا الشيطانية وحقيقة فسادنا، نرى كيف أن الله قدُّوس وبار تمامًا. ثم ننمي تقوى ومحبة الله في قلوبنا ونرى حقًا مدى فسادنا وافتقارنا إلى الإنسانية. نرى أننا لا نستحق العيش أمام الله. ثم نبدأ في كراهية أنفسنا، ولا نرغب في العيش وفقًا لشخصياتنا الشيطانية فيما بعد. نخضع لدينونة الله بإرادتنا ونتوب حقًا ونتغيَّر. لولا دينونة الله وإعلان كلامه، هل كان من الممكن معالجة طبيعتنا الشيطانية، فقط من خلال الصلاة والاعتراف ومحاولة السيطرة على أنفسنا؟ هل يمكننا الهروب من قيود الخطية؟ لا يمكننا الهروب من الخطية، فكيف نتوب حقًا ونستحق الدخول إلى ملكوت الله؟ لهذا السبب فإن دينونة الله وتوبيخه هما الخلاص. هما نور الخلاص. أولئك الذين لا يريدون أن يقبلوا دينونة كلام الله سيذعنون للكوارث الكبرى عند وصولها، ويبكون ويصرّون على أسنانهم".

بقراءة كلام الله القدير وبعد أيام قليلة من شركة هاتين الأختين، عرفت في قلبي مدى أهمية دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة لتطهير البشرية وخلاصها! لم أكن قد اختبرت دينونة كلام الله وتوبيخه في تلك المرحلة، لكن من خلال شركة الأختين وشهادات الآخرين، رأيت أنه يمكن حقًا لعمل دينونة الله القدير تغيير الناس وتطهيرهم وهذا ما نحتاجه تمامًا كبشر فاسدين. كنت دائمًا ما أظن أن الله سيؤدي الدينونة في السماء من عرش أبيض عظيم، في الأيام الأخيرة، والمؤمنون سيُصعَدون للقاء الرَّب. يبدو هذا الآن خياليًا تمامًا. أدركت الآن أن الله يصير جسدًا في الأيام الأخيرة، ليقوم بعمل الدينونة على الأرض بالكلمات، مطهرًا جميع المؤمنين الحقيقيين ومخلِّصًا لهم. عندئذٍ فقط سيستخدم الكوارث لتدمير كل من يقاومه. إن عمل دينونة الله عملي جدًا! بعد ذلك قرأت الكثير من كلام الله القدير وقرأت الكثير من الأسرار والحقائق المُعلنه فيه، مثل القصة الحقيقية لمراحل عمله الثلاث في عصور الناموس والنعمة والملكوت، وماذا حققت، وكيف يفسِد الشيطان البشرية، وكيف يخلّصنا الله ويطهّرنا بعمل دينونته، ماذا ستكون وجهة كل شخص وعاقبته، وكيف يتحقَّق ملكوت الله على الأرض، وأكثر من ذلك. إنه أمر منير للغاية ومشبِع! الآن قد اختبرت ما قاله الله القدير: "جوهر عمل الدينونة هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به". يا لها من كلمات عملية! لقد سمعت صوت الله في كلام الله القدير وأتيت أمام عرش الله. إن هذا رِفعةٌ من الله وعطف بي. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

علاقتنا مع الله ستصبح أقوى من أي وقت مضى بفهم هذه النقاط الأربع

"كيفية الاقتراب إلى الله" هو موضوع يتابعه الكثير من المسيحيين باهتمامٍ بالغٍ. في هذا العصر حيث تمضي الحياة بوتيرة سريعة، يمكن لقلوبنا بسهولة أن تتشتت أو يشغلها الناس والأحداث والأمور، أو الروابط الدنيوية، التي تتسبب فيما بعد في ضعف علاقتنا بالله. كيف لنا إذًا أن نحافظ على علاقة وثيقة مع الله؟ انقر للمتابعة واقرأ المقال بالأسفل، وستجد الإجابة.