ما وراء محاولة أن تكون مبدعًا

2022 ديسمبر 16

عام 2019، توليت إنتاج الفيديوهات في الكنيسة. ولأنني قمت بهذا الواجب لفترة طويلة، وأمتلك بعض الخبرة والمهارات، كنت فعالًا فيه. كان إخوتي وأخواتي يحترمونني كثيرًا، غالبًا ما كان الإخوة والأخوات من مجموعة أخرى يأتون إليَّ عندما يواجهون المشاكل، وحتى المشرفة كانت تسألني أحيانًا أسئلة فنية. كل هذا جعلني سعيدًا جدًا. اعتقدت أنه على الرغم من أنني لم أكن بالضرورة خبيرًا في هذا العمل، إلا أنني بين الإخوة والأخوات في مجموعتي، كنت من واحدًا من بين الأفضل من حيث المهارات المهنية، وشعرت أنني موهبة قيّمة.

ذات يوم، جاءت مشرفتان منتخَبتان حديثًا للتعرف على عملنا. عندما علمتُ أن مهاراتهما المهنية لم تكن بجودة مهاراتي، انتابني شعور بالتفوق دون وعي. وبشكل غير متوقع، أشارت الأختان إلى بعض المشاكل بعد أن شاهدتا بعض أعمالي. جعلني ذلك أشعر بعدم ارتياح شديد. كان ذلك محرجًا. لذلك، لم أرغب في الأخذ بنصائحهما. فكرت، "هل مهاراتكما أفضل من مهاراتي؟ إذا أشرتما إلى مشاكلي، فماذا سيظن إخوتي وأخواتي بي؟ هل سيقولون إن عضو المجموعة الأعلى مقامًا لا يمكنه فعل أي شيء؟ لا يجوز ذلك. لا يمكنني قبول هذه النصيحة. لا بد لي من دحضها". لذلك، بحثت عن بعض المعلومات الاحترافية، ودحضت رأي المشرفتين بشكل كامل أمام الجميع. قالت المشرفتان، "إذا كانت وجهات نظرنا غير مناسبة، فسنفعل ما تقترحه هذه المرة". حين سمعتهما تقولان ذلك، شعرت بالفخر الشديد، وشعرت بأنني استعدت صورتي. لاحقًا، تحدثت المشرفتان بصراحة عن حالتهما خلال اجتماع، قائلتين إنهما شعرتا بأنهما مقيدتان في مجموعتنا. وإن رأتا مشاكل، فهما لا تجرؤان على الإشارة إليها خوفًا من الرفض. في ذلك الوقت، كنت أدرك ظاهريًا أنني كنت متعجرفًا بعض الشيء، لكنني لم أتأمل في نفسي بصدق. لاحقًا، تم تعيين الأخت شيانغ كمشرفة جديدة لمتابعة عملنا. كانت قدراتها ومهاراتها المهنية جيدة جدًا، وكانت سريعة التعلم. أتذكر ذات مرة، واجه عضو جديد في المجموعة، ألا وهو الأخ وانغ بعض المشاكل في مقطع فيديو كان يصوره، وناقشها العديد منا ولكنهم لم يجدوا حلًا لها، لذا اقترح أحدهم أن ننتظر الأخت شيانغ ونطلب رأيها. لقد فوجئت جدًا عندما تمكنت الأخت شيانغ من الإشارة مباشرة إلى المشكلة الرئيسية. صدمتني، وقلت لنفسي: "لقد وجدت المشكلة التي لم أجدها، فماذا سيظن الأخ وانغ بي الآن؟" لم أكن سعيدًا بما حدث، ولكن بعد ذلك، سألتني الأخت شيانغ عن رأيي في المشكلة. حفاظًا على صورتي كذبت قائلًا "أنت محقة، هذا بالضبط ما كنت أفكر فيه أيضًا". ثم اقترحت الأخت شيانغ حلًا على الفور. اعتقدت أنها فكرة جيدة، لكنني لم أكن سعيدًا بذلك. فكرت: "لقد لاحظتِ المشكلة، والآن اقترحتِ مراجعة. ألا يجعلني هذا أبدو أسوأ منك؟ كيف سيراني إخوتي وأخواتي الآن؟ كيف أحافظ على صورتي الآن؟ هذا لن ينفع. لا بد لي من التفكير في حل أفضل. لا يمكنني السماح لإخوتي وأخواتي بازدرائي". لذلك، قمت بتفحص خطة الأخت شيانغ بعناية ووجدت أنه على الرغم من أن خطتها كانت صالحة، إلا أنه لا تزال هناك بعض الهفوات. فقلت: "أختي، لقد فكرت في الحل الذي اقترحته مسبقًا. لا يوجد شيء جديد فيه، وسيتطلب الكثير من التغييرات..." وسرعان ما تمكنت من الطعن في اقتراح الأخت شيانغ. في ذلك الوقت، شعرت الأخت شيانغ بأن هناك خطئًا ما، لذلك سألتني بنبرة مشوشة، "لماذا أشعر أنك دائمًا ترفض اقتراحاتي، بدلًا من محاولة حل المشكلة؟" حاولت على الفور تبرير نفسي. فقلت: "أنا لا أفعل. أعتقد فقط أن هناك شيئًا خاطئًا في خطتك، وأنا لا أرفض نصيحتك". بعد ذلك اقترحت حلًا جديدًا، شعر الأخ وانغ بأن خطتي كانت جيدة، وفي النهاية استخدم خطتي. عندما رأيت هذا، سعِدتُ كما لو أنني قد فزت بمعركة في حرب. شعرت بأن إخوتي وأخواتي سيعرفون الآن أنني أفضل من المشرفة. في اليوم التالي، تحدثت الأخت شيانغ بانفتاح عن حالتها. قالت إن العمل صعب، وإنها لا تعرف ماذا تفعل. قالت لي أيضا: "في الوقت الذي أكون فيه شريكة معك في واجبنا، أشعر بأنني لا أستطيع القيام بأي عمل على الإطلاق، وأشعر بأنني لا أستطيع مساعدة مجموعتك مهنيًا. أشعر بأنني لا أساوي شيئًا وأنا بجانبك. لا أشعر بهذا الشعور عندما أكون بالقرب من إخوتي وأخواتي". كما أشارت إلى مشكلتي قائلة: "من خلال تواصلي معك، وجدت أنك تتباهى في كل ما تفعله. أنت لا تقدم مكملات أو تحسينات لأفكار الآخرين، وأنت لا تريد حقًا مساعدة الناس ودعمهم في الدخول في المبادئ. بل بدلًا من ذلك، تنكر الآخرين وتتباهى بنفسك، كأن الآخرين لا قيمة لهم، ودائمًا أسوأ منك. وهذا يجعل الآخرين يشعرون بأنهم مقيدون، كما لو أن كل ما يفعلونه خطأ. إذا استمر هذا، فسوف ينتهي بك الأمر إلى الاحتفاظ بالسلطة في المجموعة. أنت تسير في طريق ضد المسيح"! في ذلك الوقت، قالت أخت أخرى أيضًا إن لدي هذه المظاهر. لكنني لم أفهم أيًّا من ذلك آنذاك. لم أحاول ظاهريًا تبرير نفسي، لكنني شعرت في الداخل بحزن عميق. قلت لنفسي: "هل أسير في طريق ضد المسيح؟ أنا أُقيِّدُ إخوتي وأخواتي؟ ألست فقط تستهدفني؟ ماذا سيظن إخوتي وأخواتي بي؟" بعد ذلك، تم اختيار عمل الأخ وانغ النهائي المبني على خطتي المقترحة للاستخدام، لذلك شعرت بمزيد من التحدي وقلت لنفسي: "أما زلتم تعتقدون بأنني أسير في طريق ضد المسيح وأقيّد الناس؟ لو كان هذا صحيحًا، فهل كنت لأتمكن حينها من إنتاج أعمال نهائية؟" لأنني دائمًا رفضت قبول نصيحة الأخت شيانغ، فهي نادرًا ما قدمتها بعد ذلك.

لم يمضِ وقت طويل بعد ذلك حتى قدم الأخ وانغ اقتراحًا، وبدا الأمر معقولًا بالنسبة إلي، ولكن كانت هناك أيضًا بعض المشكلات فيه. قلت لنفسي: "إذا قمنا بالعمل وفقًا لخطته، فسيتعين علي إجراء تعديلات وإضافات. وهذا سيجعلني أبدو غير كفء. هذا لن ينفع. يجب أن أفكر في اقتراح أفضل وأكثر ابتكارًا، حتى يتمكن من رؤية كفاءتي. ولاحقًا، عندما نقدمه للمشرفة، سيجعلني أبدو أفضل". لذلك، وضعت فكرة الأخ وانغ جانبًا ووضعت خطة جديدة. عندما سمع الأخ وانغ الخبر، لم يفهم. فقلت له: "إذا قمنا بالعمل بناءً على اقتراحك، فستكون هناك مشاكل كثيرة جدًا..." عندما رأى الأخ وانغ أن هناك الكثير من المشاكل في اقتراحه، كان في حيرة من أمره. كما شعر بأنه سيئٌ في عمله، وأصبح سلبيًا. في ذلك الوقت، قلت لنفسي: "بما أنك لن تأخذ بنصيحتي، يمكنك إيجاد طريقة لحل المشاكل بنفسك". لذلك، بعد ذلك، ذهبت للعمل في المهام الخاصة بي. لكن خلال ذلك الوقت، شعرت بأن تسلسل أفكاري لم يكن واضحًا جدًا، وبأنني لم أكن فعالًا جدًا في واجبي. لفترة طويلة، لم تنتج مجموعتنا أي أعمال نهائية. لاحقًا، جاءت الأخت شيانغ للتحقيق في مشاكلنا وانحرافاتنا. قال الأخ وانغ: "لقد قدمت اقتراحًا، لكن الأخ لي قال إن هناك الكثير من المشكلات ولا يمكن استخدامه، لذلك تخليت عنه. لاحقًا، قدم لي الأخ لي اقتراحًا، ولكن هناك بعض المواد التي لا يمكنني العثور عليها لتنفيذه، ومهاراتي المحدودة لا ترقى إلى مستوى المهمة". ثم سألت الأخت شيانغ الأخ وانغ إذا كان قد شعر بأنني أقيِّدُه. عندما سمعت الأخت شيانغ تسأل هذا السؤال، قلت لنفسي: "ما علاقتي إذا لم يتمكن من تقديم منتج نهائي؟ أخبرته ولا يمكنه فعل ذلك. هل هذه مشكلتي؟ لماذا تستهدفينني؟ منذ فترة، كشفتِني بقولكِ إنني أتصرف كضدِّ المسيح. والآن، الأخ وانغ لا يمكنه القيام بعمله وأنت تعتبرين ذلك مشكلتي ثانية. هل هذا فقط لأنك لا تحبينني؟ هل كون العمل غير فعال هو مسؤوليتي؟ لا يمكنني التغاضي عن هذا. لا بد لي من الحديث عن مشاكلك أيضًا. عندها قد تتوقفين عن اتهامي وإحراجي". بعد أن غادرت الأخت شيانغ، قلت للأخ وانغ: "لاحظت مؤخرًا أن الأخت شيانغ لا تقوم بعمل عملي. كما أنها لا تقدم أي نصيحة مهنية مفيدة. نحن بحاجة إلى تذكيرها حتى تتمكن من التأمل. وإلا فقد يُضِر ذلك بعملنا". بعد أن سمعني الأخ وانغ أقول ذلك، تحيز ضد الأخت شيانغ أيضًا. لاحقًا، جاءت مشرفة أخرى، وهي الأخت تشينغ إلى مجموعتنا، وأخبرتُها بكل آرائي عن الأخت شيانغ. أخبرتها أن الأخت شيانغ لم تكن جادة في العمل، وأن المجموعة لم تصنع مقطع فيديو منتهيًا منذ فترة طويلة، لكنها لم تحل المشكلات العملية وما إلى آخره. بعد أن سمعت الأخت تشينغ هذا، سألتني إذا كان لدي أي آراء حول الأخت شيانغ. فكرت بسرعة في إجابة ماكرة فقلت: "لا، ليست لدي آراء معينة". لكن بعد أن قلت ذلك، شعرت فجأة بالذعر. لم أنم جيدًا تلك الليلة. انتابني شعور بالذنب. من الواضح أنني كنت متحيزًا ضد الأخت شيانغ، لكنني قلت العكس. ألم تكن هذه كذبة؟ كنت أيضًا مسؤولًا عن حالة العمل، لكنني وجهت الأخ وانغ عمدًا إلى اتهام الأخت شيانغ والحكم عليها بلا أساس. ألم أهاجمها لأنتقم؟ رأيت أنني أفعل الشر فعلًا.

بعد ذلك، رأى قائدنا أنني هاجمت الأخ وانغ والمشرفات لدرجة أنهن أصبحن سلبيات، مما أثر بشكل خطير على عمل الفيديو، وأنني لم أقبل التذكيرات أو المساعدة مطلقًا، بل إنني هاجمت الأخت شيانغ. وبناءً على سلوكي، تم فصلي. بعد أن تم فصلي، لم أستطع أن أشعر بحضور الله، وعشت في الظلام. دعوت الله مرات عديدة، قائلاً: "يا الله، لقد كشفني إخوتي وأخواتي لسيري في طريق ضدِّ المسيح، لكنني ما زلت لا أملك معرفة حقيقية بنفسي. لا أعرف أين أخطأت. يا الله، أنِرني وأرشدني حتى أعرف نفسي". بعد أن صليت، وجدت مقطعًا من كلمة الله كشف فيه الله ضد المسيح. قال الله: "دائمًا ما تكون أساليب ضد المسيح غير تقليدية ومدوّية عندما يفعل الأشياء. وبغض النظر عن مدى صحة اقتراح الآخرين، فسيرفضه دائمًا. وحتى لو كان اقتراح شخص آخر متوافقًا مع أفكاره، فإذا لم يقترحه ضدُّ المسيح أولًا، فسيرفض بالتأكيد قبوله أو تنفيذه. وعوضًا عن ذلك، سيبذل ضد المسيح قصارى جهده للتقليل من شأن الاقتراح وإنكاره وإدانته حتى يشعر الشخص الذي قدمه بأن فكرته خاطئة ويعترف بذلك. عندئذ فقط يتوقف ضد المسيح. يحب أضداد المسيح بناء أنفسهم والتقليل من شأن الآخرين حتى يعبدهم الآخرون ويضعوهم في قلب الأشياء. لا يسمح أضداد المسيح بالازدهار إلا لأنفسهم، وعلى الآخرين أن يكونوا بمثابة الخلفية التي تسمح لهم بالتميُّز. يعتقد أضداد المسيح أن كل ما يقولونه ويفعلونه صواب، بينما كل ما يقوله الآخرون ويفعلونه خطأ. وغالبًا ما يطرحون وجهات نظر جديدة لرفض آراء الآخرين وممارساتهم، فهم يتصيدون المشكلات ويوجدون المشكلات في آراء الآخرين، ويعطِّلون خطط الآخرين أو يرفضونها، بحيث يُجبر الجميع على الاستماع إليهم والتصرُّف بحسب أساليبهم. إنهم يستخدمون هذه الأساليب والوسائل لرفضك باستمرار ومهاجمتك، وجعلك تشعر أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية، لكي تصبح خاضعًا لهم على نحوٍ متزايد، وتتطلَّع إليهم، وتُعجَب بهم، حتى تصبح في النهاية تحت سيطرتهم تمامًا. هذه هي العملية التي من خلالها يُخضع أضداد المسيح الناس ويسيطرون عليهم". (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس: يخدعون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم). رأيت من كلام الله أن أضداد المسيح دائمًا غير تقليديين، ويتباهون دائمًا بأنفسهم، ودائمًا ينكرون الآخرين ويقللون من شأنهم لتحقيق هدفهم المتمثل في التميز عن الآخرين، وجعل الناس يتطلعون إليهم. مع مرور الوقت، يغرق مَن يتعاونون معهم في حالة من السلبية، ويشعرون بأنهم أدنى من أضداد المسيح، ويطيعونهم دائمًا، ويشعرون أخيرًا بأنهم مسيطرون عليهم. ألم يكن سلوكي كسلوك ضد المسيح؟ من أعماق قلبي، احتقرت المشرفتين السابقتين وازدريتهما. وعندما رأتا بعض المشاكل في الفيديو الذي صنعته، خشيت ألا يُجلَّني الآخرون كثيرًا، لذلك بحثت عن أسباب مختلفة لرفض اقتراحاتهما. ونتيجة لذلك، شعرت المشرفات بأنني أقيدهن. حتى عندما قامت الأخت شيانغ، التي تفهم المهارات الاحترافية، بتحديد المشكلات الرئيسية في عملنا، وقدمت نصائح معقولة بشأن المراجعات، كان ذلك غير مقبول بالنسبة إلي. شعرت بأنني إذا استمعت إليها، فلن يلاحظني أحد، ولن يُجلَّني الآخرون كثيرًا، لذلك وجدتُ قصورًا في خطتها عمدًا في محاولًا التقليل من شأنه والطعن فيه. ثم طرحت "فكرتي الرائعة"، وقمنا بالعمل على طريقي. ظاهريًا، عملت تحت شعار تحسين عملنا، لكن هدفي الحقيقي كان إثبات أنني أفضل من المشرفة حتى يتطلع الآخرون إليّ. عندما ناقشت اقتراح الأخ وانغ معه، للتباهي، رفضت خطته باعتبارها عديمة القيمة تمامًا، مما جعله سلبيًا وغير قادر على إنجاز الأعمال النهائية. رتبت لي الكنيسة للتعاون مع إخوتي وأخواتي في واجبي حتى نتمكن من التعلم من نقاط القوة لدى بعضنا بعضًا. إذا كان اقتراح شخص ما جيدًا ومعقولًا، كان من المفترض أن نقدم تنقيحات للاقتراح، حتى يتمكن الجميع من تقديم أفضل ما لديهم، ويمكن للجميع النجاح بطريقتهم الخاصة، وسيكون ذلك أكثر فائدة لعمل الفيديو. ولكن لجعل الناس يعجبون بي ويدعمونني، لطالما عرضت أفكارًا غير تقليدية، وتباهيت، وأنكرت الآخرين وقللت من شأنهم، ولم أسمح لهم أبدًا بلعب دور في واجباتهم، مما جعل شريكي والمشرفات يشعرون بأنهم عديمو الفائدة، ويغرقوا في السلبية، ويعجزوا عن أداء واجباتهم. ألم يكن جوهر ما فعلته عمدًا يقمع الناس؟ لطالما تباهيت بنفسي وقمعت الآخرين، وجعلت الناس يشعرون بأنهم لا يستطيعون الاستغناء عني، وبأن عليهم الاستماع إلي في كل شيء، حتى لا يشارك شريكي والمشرفات في عمل المجموعة. ألم أكن أسلك طريق أضداد المسيح؟ لولا فصلي، لما أدركت مشكلتي أبدًا. بصراحة كنت خدرًا جدًّا!

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله. "إن اعتزاز أضداد المسيح بمكانتهم وهيبتهم يتخطى مكانة وهيبة الأشخاص العاديين، وهو شيء في داخل شخصيتهم وجوهرهم؛ إنها ليست مصلحة مؤقتة، أو تأثيرًا عابرًا لمحيطهم – إنه شيء في حياتهم، وعظامهم، ومن ثمَّ فهو جوهرهم. أي إنه في كل ما يفعله ضد المسيح، فإن الاعتبار الأول عنده هو مكانته وهيبته، ولا شيء آخر. المكانة والهيبة بالنسبة إلى أضداد المسيح هما حياتهم وهدفهم مدى الحياة. الاعتبار الأول لديهم في كل ما يفعلونه هو: "ماذا سيحدث لمكانتي؟ ولهيبتي؟ هل القيام بهذا يمنحني هيبة؟ هل سيرفع مكانتي في أذهان الناس؟" هذا هو أول ما يفكرون فيه، وهو دليل كافٍ على أن لديهم شخصية أضداد المسيح وجوهرها؛ فلن ينظروا إلى هذه المشكلات خلافًا لذلك. ... إنهم غالبًا ما يتفكَّرون في مثل هذه الأمور في قلوبهم، ويتفكَّرون في كيفية ترسيخ مكان لأنفسهم في بيت الله، وكيف يمكن أن يكون لهم سمعة رفيعة في الكنيسة، بحيث يستمع الناس إليهم عندما يتحدثون، ويساندونهم عندما يتصرفون ويتبعونهم أينما ذهبوا؛ وحتى يكون لهم صوت في الكنيسة، وسمعة طيبة، بحيث يتمتعون بالمزايا، ويتمتعون بمكانة. هذه غالبًا هي الأمور التي يفكرون بها. هذا هو ما يسعى إليه هؤلاء الناس. لماذا يفكرون دائمًا في مثل هذه الأشياء؟ بعد قراءة كلام الله، وبعد الاستماع إلى العظات، أفلا يفهمون كل هذا حقًا؟ ألا يستطيعون حقًا تشريح كل هذا؟ ألا يقدر كلام الله والحق فعليًا على تغيير مفاهيمهم وأفكارهم وآرائهم؟ هذا ليس هو الحال على الإطلاق. تبدأ المشكلة معهم، وهذا كله لأنهم لا يحبون الحق، ولأنهم سئموا من الحق في قلوبهم، ونتيجة لذلك فهم غير متقبلين تمامًا للحق، وهو ما تحدِّده طبيعتهم وجوهرهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثالث)). من كلمة الله، رأيت أن أضداد المسيح يعتزون بشكل خاص بسمعتهم ومكانتهم. إنهم يحبون أن يُعجَب الآخرون بهم ويدعموهم، وأن يكون لهم مكان في قلوب الآخرين. عندما تحدث الأشياء، يكون الاعتبار الأول لديهم هو سمعتهم ومكانتهم. إنهم لا يهتمون بعمل الكنيسة، ولا بمشاعر إخوتهم وأخواتهم، ولا يفكرون كيف يراهم الله، وما هي العواقب التي ستحدث إذا استمروا. بالنظر إلى تصرفات أضداد المسيح، أدركت أنني حقًّا في خطر. كنت أصنع مقاطع فيديو لفترة طويلة، لدي بعض الخبرة وبعض الإنجازات، وقد نلت إعجاب إخوتي وأخواتي والمشرفات، لذلك شعرت بأنني متفوق على الآخرين، واستمتعت بالشعور بأنهم يتطلعون إليَّ ويدعمونني. عندما أشارت المشرفات إلى المشاكل في عملنا، أو قدمن اقتراحًا مناسبًا، شعرت بأنني في أزمة. خشيت أن أفقد إعجاب الآخرين بي، وبالتالي أفقد إحساسي بحضوري في المجموعة، لذلك ولحماية سمعتي ومكانتي، قللت من شأن إخوتي وأخواتي، ورفضت مقترحاتهم واقتراحاتهم، ثم طرحت "أفكاري الرائعة" للتباهي. لم أفكر في مشاعر إخوتي وأخواتي، أو بكيفية تنمية الناس، أو بكيفية الاستفادة من عمل الكنيسة. كل ما أهمني هو أن أستطيع إظهار موهبتي. رأت الأخت شيانغ أنني أسير في الطريق الخطأ، لذلك أشارت إلى مشكلتي لتذكيرني ومساعدتي، لكنني لم أرفض فقط التأمل في نفسي، بل شعرت بأن سمعتي ومكانتي قد تضررتا بشكل كبير، وأضمرت شعورًا بالعداء وحتى بالكراهية تجاه أختي. للحفاظ على سمعتي ومكانتي، استحوذت على مشاكل الأخت شيانغ وحكمت عليها من وراء ظهرها. لقد خدعت الأخ وانغ أيضًا وضللته، حتى أصبح متحيزًّا ضد الأخت شيانغ. حتى إنني حكمت على الأخت شيانغ وهاجمتها تحت شعار مساعدتها. رأيت أنني كنت قادرًا على فعل أي شيء للحفاظ على سمعتي ومكانتي. لقد كنت حقيرًا! هذا كان طريق ضدِّ المسيح! إذا استمر هذا فحتى لو حظيت بإعجاب إخوتي وأخواتي مؤقتًا، بماذا سيفيدني ذلك؟ ففي آخر المطاف سأقوم بالعديد من الأعمال الشريرة أمام الله، وسأفقد تمامًا فرصة ربح الحق ونيل الخلاص، وفي النهاية، لا يمكن إلا أن يدينني الله ويعاقبني. كنت مثل بولس. لقد سعى دائمًا إلى أن يتطلع الآخرون إليه ويُعجبوا به، وكان يتكلم دائمًا بكلمات نبيلة وجوفاء وعن العقيدة للتباهي. في رسائله قلل من شأن بطرس وعظم نفسه، لقد جلب الجميع أمامه، وكان وقحًا بما يكفي ليقول إنه عاش كمسيح، مما جعل الناس يعاملونه كإله. وفي النهاية، أغضب شخصية الله ولعنه الله وعاقبه. ألم أكن أسير في طريق بولس الخاطيء؟ عندما أدركت هذا، لم أستطع منع نفسي من الخوف. فكرت ثانية كيف فعلت الشر لحماية سمعتي ومكانتي. بعد أن شكلت زمرة للحكم على الأخت شيانغ ومهاجمتها، شعرت على الفور بالظلمة وعدم الارتياح، وكان لدي شعور دائمًا بأن الكارثة على وشك الحدوث. إذا ظللت أرفض التوبة، فسيرفضني الله بالتأكيد ويُقصيني! أدركت في هذه اللحظة كم كان سعيي إلى السمعة والمكانة مؤذيًا.

بعد ذلك، قرأت كلام الله التالي: "إن قال شخص ما إنه يحب الحق وإنه يسعى إليه، بينما الهدف الذي يسعى إليه، في حقيقة الأمر، هو تمييز نفسه والتباهي وجعل الناس يحترمونه، وتحقيق مصالحه الخاصة، وأداء واجبه، ليس طاعة لله أو إرضاءه، بل لتحقيق الوجاهة والمكانة، فإن مسعاه غير مشروع. في هذه الحالة، عندما يتعلق الأمر بعمل الكنيسة، هل تشكل أفعاله عقبة أمام العمل، أم أنها تساعد في دفعه إلى الأمام؟ من الواضح أنها تشكل عقبة، وليس دفعة للأمام. يلوح بعض الناس بلافتة القيام بعمل الكنيسة بينما يسعون من أجل وجاهته ومكانته الشخصية، ويديرون شؤونهم الخاصة، ويوجِد مجموعة صغيرة خاصة بهم، ومملكتهم الصغيرة – هل يؤدي هذا النوع من الأشخاص واجبهم؟ كل ما يقومون به من أعمال يعطل بشكل رئيسي عمل الكنيسة ويشتته ويضعفه. ما هي نتيجة سعيهم وراء المكانة والوجاهة؟ أولاً، يؤثر هذا في كيفية أكل شعب الله المختار وشربهم لكلمة الله وفهمهم للحق، ويعيق دخولهم إلى الحياة، ويمنعهم من الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، ويقودهم إلى الطريق الخطأ؛ مما يضر بالمختارين، ويؤدي بهم إلى الخراب. وماذا يفعل في النهاية لعمل الكنيسة؟ إنه التفكك والتعطيل والضعف. هذه هي النتيجة التي أحدثها سعي الناس وراء الشهرة والمكانة. عندما يؤدون واجبهم على هذا النحو، ألا يمكن تعريف هذا على أنه سلوك طريق أضداد المسيح؟ عندما يطلب الله أن يتخلى الناس عن المكانة والوجاهة، فليس معنى ذلك أنه يحرم الناس من حق الاختيار؛ بل لأن الناس – في الوقت الذي يسعون فيه وراء الوجاهة والمكانة – يعطلون عمل الكنيسة ويربكونه؛ كما يعطلون دخول شعب الله المختار إلى الحياة، ويمكن أن يكون لهم تأثير في أكل الآخرين وشربهم لكلام الله وفي فهمهم للحق، وبالتالي في نيل خلاص الله. هذه حقيقة لا مراء فيها. حين يسعى الناس وراء وجاهتهم ومكانتهم، من المؤكد أنهم لن يطلبوا الحق، ولن يؤدوا واجبهم بإخلاص، بل سيتكلمون ويتصرفون من أجل الجاه والمكانة، وكل العمل الذي يفعلونه هو، بلا استثناء، لأجل هذه الأمور. لا ريب في أن السلوك والتصرُّف على هذا النحو يعني السير في طريق أضداد المسيح؛ وهو بمثابة تعطيل وعرقلة لعمل الله، كما أن تبعاته جميعًا تعيق انتشار إنجيل الملكوت وانسيابية مشيئة الله داخل الكنيسة. لذلك قد يقول قائل جازمًا إن الطريق الذي سلكه أولئك الذين يسعون وراء الجاه والمكانة هو طريق مقاومة الله. إنها مقاومة مقصودة ضده ومعارضة له؛ إنها تعاون مع الشيطان في مقاومة الله، والوقوف ضده. وهذه طبيعة سعي الناس وراء المكانة والوجاهة. تتمثل المشكلة مع الأشخاص الساعين وراء مصالحهم في أن الأغراض التي يسعون وراءها هي أهداف الشيطان؛ إنها أغراض شريرة وجائرة. عندما يسعى الناس وراء مصالحهم الشخصية، كالوجاهة والمكانة، فإنهم يغدون دون أن يشعروا أداةً للشيطان وقناةً له، وفوق ذلك يصبحون تجسيدًا للشيطان. إنهم يلعبون دورًا سلبيًا في الكنيسة، كما أن لهم دورًا سلبيًا كذلك تجاه عمل الكنيسة ونحو الحياة الطبيعية في الكنيسة والسعي الطبيعي لشعب الله المختار، حيث يتمثل تأثيرهم في السلبية وإحداث الضرر" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)). رأيت بوضوح من كلام الله أن السعي إلى السمعة والمكانة ونيل إعجاب الآخرين هو السير في طريق الشر. عندما باشرت المشرفات عملهن للتو، كان عليهن متابعة عمل عدة مجموعات، وكُنَّ بحاجة لتعلم وإتقان مبادئ ومهارات الواجبات المختلفة. في مواجهة هذه الصعوبات، يمكنهن الدراسة بنشاط، واكتشاف المشكلات، وتقديم الاقتراحات، وهو أمر جيد، ومفيد لعمل الكنيسة. لحماية سمعتي ومكانتي، لم أقم بدعمهن والتعاون معهن في عملهن حتى نتمكن من السعي إلى الحق سويًّا، ومن القيام بواجباتنا جيدًا، وأيضًا أنكرت اقتراحاتهن عمدًا وقللت من شأنها، وهاجمتهن حتى أصبحن سلبيات، وانسحبن، ولم يعدن يجرؤن على إعطائي النصيحة، بل وشعرن بأنهن لا يستطعن العمل كمشرفات. أيضًا، كان الأخ وانغ قد بدأ لتوه في تأدية واجبه، لذلك احتاج إلى المزيد من الدعم والمساعدة، ولكنني وكوسيلة للتباهي، لم أساعد أخي من خلال اقتراح تحسينات على اقتراحه. بل بدلًا من ذلك، رفضت خطته باعتبارها بلا قيمة، مما جعله يشعر بأنه مقيد وسلبي، ومحتارٌ بشأن ما يجب فعله. رأيت أن كل ما فعلته كان مدمرًا وهدامًا. هاجمت الآخرين حتى أصبحوا سلبيين، ولم أرغب في التعاون في العمل، مما جعل من المستحيل استمرار عمل الكنيسة. ألم يكن هذا بالضبط ما يريده الشيطان؟ عندها فقط رأيت أن سعيي وراء السمعة والمكانة كان قائمًا على الإضرار بعمل الكنيسة.

خلال ذلك الوقت، ومن خلال التأمل في ذاتي، رأيت كيف أن سعيي وراء السمعة والمكانة لم يفعلا شيئًا سوى الإضرار بعمل الكنيسة وإلحاق الأذى بإخوتي وأخواتي. شعرت بسلبية شديدة تجاه هذا الأمر. "لقد كشفت عن شخصيةِ ضدِّ المسيح، ألم يجعلني هذا ضد مسيح حقيقي؟ أنا فاسد جدًّا لدرجة أنه لا يمكنني أن أخلُص. هل انتهى طريق إيماني بالله؟" في ألمي صليت إلى الله: "يا الله! لأجعل الناس يتطلعون إليّ، ارتكبت أفعالًا شريرة، وعطلتُ عمل الكنيسة. أرى أنني كنت أسير في الطريق الخطأ، أشعر بالسلبية للغاية، وأشعر بأنه لا يمكن أن أخلُص. يا الله! أرجو أن تقودني وترشدني حتى أتمكن من الهروب من حالتي السلبية". بعد أن صليت، قرأت مقطعًا من كلام الله. يقول الله، "ينبغي أن تتمكَّن من تمييز أضداد المسيح والتعرُّف إليهم بوضوح. وينبغي أن تتمكَّن من تمييز مظاهرهم المُتنوَّعة، وفي الوقت نفسه الذي تُميِّز فيه هذه الأشياء يجب أيضًا أن يتَّضح لك عدد الجوانب في طبيعتك وجوهرك التي تماثل جوانب أضداد المسيح؛ لأنكما كليكما نوعان من الأشخاص أفسدهما الشيطان. ولكن في حين يتلبس الشيطان أضداد المسيح فيصبحون متنفسًا له، فأنت ذلك النوع من الأشخاص الذين أفسدهم الشيطان ولا يزال لديهم رجاء في الخلاص. ... بأيّ عقليَّة إذًا يجب أن تقبل هذه الحقائق والمظاهر؟ يجب أن تُطبِّقها على نفسك، وتعترف بأن لديك طبيعة ضدّ المسيح وجوهره، وبعد ذلك يجب أن تتأمَّل الجوانب التي تظهر وتنكشف فيك ولا تختلف عن الجوانب التي تظهر وتنكشف في أضداد المسيح. اعترف أوَّلًا بهذه الحقائق؛ لا تتظاهر ولا تحاول تمويه نفسك. فالطريق الذي تسلكه هو طريق أضداد المسيح. ولن يتعارض مع الحقائق إن قلتَ إنك من أضداد المسيح؛ فالمسألة هي أن بيت الله لم يطلق عليك هذه التسمية بعد ولا يزال يمنحك الفرصة للتوبة. هل تفهم؟ اقبل أوَّلًا واعترف، ثم تعال أمام الله وكن مُتأدِّبًا وملتزمًا؛ ولا تترك نور حضور الله وحمايته. وبهذه الطريقة، عندما تتصرَّف سوف تلتزم من ناحيةٍ بالضمير والمنطق، وفوق ذلك سينيرك كلام الله ويقودك ويقيدك؛ ومن ناحيةٍ أخرى سوف يرشدك الرُّوح القُدُس أيضًا وسوف يُرتِّب لأن يسهم الناس والأمور والأشياء من حولك في حفزك وتأديبك. كيف سيحفزك الله؟ يعمل الله بطرقٍ عديدة. فأحيانًا يمنحك الله شعورًا واضحًا في قلبك فيكون لديك إحساس واضح بأنه ينبغي عليك قبول التقييد ورفض الضلال، وأنك عندما ترتكب أخطاء تجلب الخزي لله وتحرج نفسك أمام الآخرين، وبالتالي تكبح جماح نفسك. ألا يحميك هذا؟ هذه هي إحدى الطرق التي يعمل بها الله. أحيانًا يُوبِّخك الله من الداخل؛ حيث يزودك بكلماتٍ واضحة ويقال لك إن التصرُّف بهذه الطريقة أمرٌ مخز وذميم في نظر الله، وسوف يُسبِّب اللعنات والإدانة. سوف توجد كلماتٌ واضحة تُوبِّخك وسوف تعرف أنها تنطبق عليك. وما الهدف من توبيخك بهذه الطريقة؟ كي يتمتَّع ضميرك بالحسّ: فعندما يكون لديك هذا الحسّ سوف تضع في اعتبارك التأثير والعواقب وخزيك، وسوف تكبح أفعالك وسلوكك. وبعد الكثير من الاختبار بهذه الطريقة، سوف تكتشف أنه على الرغم من أن هذه الشخصيَّات الفاسدة قد تكون مُتأصِّلة داخل الناس، فإنه من الممكن أن يتخلّوا عن الجسد بوعيٍ عندما يتمكَّنون من قبول الحقّ ورؤية الشخصيات الفاسدة بوضوحٍ على حقيقتها. عندما يتمكَّن الناس من ممارسة الحقّ، يمكن تطهير شخصيَّاتهم الشيطانيَّة وتغييرها. فشخصيَّة الإنسان الشيطانيَّة ليست راسخة أو غير قابلة للتغيير؛ وعندما تقبل الحقّ ويمكنك ممارسته سوف تتفكَّك شخصيَّتك الشيطانيَّة بشكلٍ طبيعيّ وتُستبدل" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون حولها). عزاني كلام الله كثيرًا، وتأثرت كثيرًا. اعتقدت أنه، بما أنني كنت فاسدًا للغاية، فإن الله سيكرهني بالتأكيد، ولن يخلصني، ولكن من كلام الله، شعرت برحمة الله على الإنسان. كما فهمت أن أولئك الذين يملكون جوهر ضد المسيح، لا يتوبون توبة حقيقية أبدًا. إذا استطعت أن تدرك أنك تسير في طريق ضد المسيح، وأن تتوب حقًا، يمكنك أن تخلُص. تعلمت أيضًا أن إمكانية تخليص شخص ما تعتمد على الطريق الذي يسلكه. لقد أوضحت كلمة الله لي طريق الممارسة. ما دمنا نعترف بفسادنا، ولا نتظاهر أو نتخفى، ونتحدث بانفتاح وبوعي مع إخوتنا وأخواتنا لكَشفِ أنفسنا، ونتكل على الله، ونهمل أنفسنا عندما نريد السعي وراء السمعة والمكانة، سوف يرشدنا الله ويساعدنا في التخلص من شخصياتنا الفاسدة. رأيت في كلام الله الأمل في تغيير شخصيتي. ما زال بإمكاني أن أتغير! شعرت أنني استعدت إيماني. بمجرد أن فهمت مشيئة الله، لم أعد أرغب في السعي وراء السمعة والمكانة. أردت فقط أن أُحدث تغييرًا في شخصيتي، وألا أخيب آمال الله لي. بعد ذلك، كتبت رسالة إلى الأخت شيانغ، تحدثت فيها بانفتاح عن نواياي في ذلك الوقت واعتذرت لها. ثم بعد أن لاحظت المشرفة أنني تأملت وتغيرت قليلًا، طُلب مني الاستمرار في صنع مقاطع الفيديو.

بعد تجربة الفشل هذه، كثيرًا ما ذكرت نفسي بعدم القيام بالأمور كما اعتدت، وكنت أخاف كثيرًا من السعي وراء السمعة والمكانة، أو محاولة التباهي أو ارتكاب الشر الذي يسبب الإرباك. ولكن عندما تحدث الأشياء بالفعل، ما زلت أجد صعوبة في إهمال نفسي، ولا يمكنني الممارسة إلا بعد خوض معاناة مع نفسي. أتذكر مرة، أن الأخ وانغ صنع فيديو. اعتقدت أن اقتراحه كان معقولًا، لكن كانت لا تزال هناك بعض المشكلات. في ذلك الوقت، قبت لنفسي: "إذا كان بإمكاني التوصل إلى اقتراح أفضل، فبمجرد الانتهاء، سأحصل على معظم المديح، وسيعلم المشرف أن لدي أفضل الأفكار". لذلك، رفضت اقتراح الأخ وانغ بشكل مباشر وطرح تفكرة جديدة غير مألوفة. عندما سمع الأخ وانغ ذلك، لم يكن يعرف ماذا يفعل، وكان في حيرة من أمره. لم يجرؤ على الاستمرار في اقتراحه، لكنه أيضًا لم يكن متأكدًا مما إذا كان اقتراحي سينجح أم لا، لذلك بقي عالقًا حيث هو. كان كل شيء محبطًا للغاية بالنسبة إلي. قلت لنفسي: "أنا قائد المجموعة. لماذا لا تستمع إلي؟" كنت أرغب في إعطائه المزيد من الأسباب لرفض اقتراحه. لكن في تلك اللحظة، بدأت أشعر بعدم الارتياح الشديد. كنت أرتكب نفس الخطأ القديم، أليس كذلك؟ كان هذا بالضبط ما فعلته من قبل. للتباهي بنفسي، رفضت دائمًا الآخرين، مما أربك عمل الكنيسة. شعرت بالخوف قليلًا، لذلك صليت بسرعة إلى الله، وطلبت منه أن يلعنني. قلت: "يا الله! شخصيتي الفاسدة خطيرة جدًّا. أنا دائمًا أنكر الآخرين بشكل لا إرادي، وأتباهى لأجعل الآخرين يعجبون بي. يا الله! أرجوك العن شخصيتي الفاسدة، وأرشدني على طريق السعي إلى الحق". بعد أن صليت، قرأت مقطعًا من كلام الله. يقول الله، "إذا أصررت على السير في طريق أضداد المسيح، واتّبعت هذا الطريق إلى النهاية، وما زلت لا تعتقد بأن هذا يمثل مشكلةً، ولا ترغب في التوبة، وواصلت التصرُّف بالطريقة نفسها في عنادٍ، وتنافست مع القادة والعاملين من أجل الشهرة والربح، وحاولت أن تمتاز وتختلف عن أيّ شخصٍ آخر، وتكون أفضل منه بصرف النظر عمَّن أنت معه، فهذه مشكلةٌ: إذا سعيت في عنادٍ إلى الحظوة والمكانة، ورفضت التوبة، فأنت واحدٌ من أضداد المسيح ومصيرك العقاب. وإذا لم يوجد أيّ تأثيرٍ لكلام الله والحقّ والضمير والمنطق فيك، فمن المحتم أن تكون عاقبتك كعاقبة ضدّ المسيح، وسوف تكون بمنأى عن الخلاص والنجاة! وفيما يتعلق بما إذا كان من الممكن أن ينال الناس الخلاص أم لا، وما إذا كان يمكنهم السير في طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشرّ أم لا، فيتوقف ذلك على ما إذا كان ثمة تعبير عن توبةٍ صادقة في نفوسهم بمُجرَّد أن يتوصلوا إلى معرفة أنفسهم، وعلى موقفهم من الحقّ وعلى المسار الذي يختارونه. إذا كنت لا تتخلَّى عن طريق أضداد المسيح، بل اخترت إرضاء طموحاتك ورغباتك، وتحدَّيت الحقّ وقاومت الله علانيةً، فأنت مستعصٍ على العلاج" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون حولها). كلام الله واضح جدًّا. يعتمد ما إذا كان الله سيخلصك على ما إذا كان يمكنك التوبة حقًا بعد أن تعرف نفسك. كان فسادي عميقًا، وكنت دائمًا أكشف شخصيتي الشيطانية، لذا فقد اعتمد الأمر على ما إذا كان بإمكاني التخلي عن نواياي الخاطئة وممارسة الحق. قلت لنفسي: "لم يعد بإمكاني التحدث والتصرف وفقًا لشخصيتي الفاسدة. يجب أن أفعل العكس، وأتخلى عن صورتي ومكانتي، وأؤدي واجبي بطريقة واقعية. بما أن اقتراح الأخ وانغ كان معقولًا، كان ينبغي أن أعرض عليه القيام بتحسينات وتنقيحات عليه، وأبذل قصارى جهدي لتحويله إلى منتج نهائي. كان هذا هو الواجب الذي يجب أن أؤديه". عندما أدركت هذا، لم أعد أرفض اقتراح الأخ وانغ. بل بدلًا من ذلك، أشرت إلى المشاكل في اقتراحه، وأخبرته بالاقتراحات التي اعتقدت أنها ستساعد. أصبح لديه طريق بعد أن تحدثت معه، وقد وافق بسعادة على اقتراحاتي واستخدمها. بعد الممارسة بهذه الطريقة، شعرت بشكل خاص بالسلام والأمان. لاحقًا، عندما حدثت أشياء مماثلة، على الرغم من أنني كنت ما زلت أكشف عن مثل هذه الأشياء، إلا أنه أمكنني أن أدعو الله بوعي، وأُهمل نفسي، وأستمع إلى النصائح المعقولة من إخوتي وأخواتي. اكتشفت ببطء أن كل أخ وأخت لديه بعض نقاط القوة. أصبح بإمكاني أيضًا أن أرى بعض القيمة في اقتراحات الآخرين، وأقدم نصيحة للتحسين بناءً على هذه الاقتراحات. كما أنني أشجع إخوتي وأخواتي على القيام بالأشياء بطريقتهم الخاصة. من خلال التعاون على هذا النحو، يشعر إخوتي وأخواتي بحرية وراحة أكبر، وأشعر أيضًا بمزيد من الأمان. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

قبل السقوط تشامخ الروح

يقول الله القدير، "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه...

كلام الله جعلني أعرف نفسي

يقول الله القدير، "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم...