عواقب الشخصية المتغطرسة

2023 فبراير 5

في عام 2006، كنت ما أزال طالبًا في المدرسة الثانوية. عندما ندرس الكتاب المقدس، كان المعلمون يطلبون مني كثيرًا إلقاء الملاحظات الافتتاحية وتقديم القس الذي سيعظنا. قالوا إن صوتي جميل وذو طبقة عالية، ونظر الكثير من زملائي في الفصل إليّ بإعجاب، وظننت أني تفوقت على البقية. وفي الكلية، أتقنت بعض تقنيات الاتصال التي مكنتني من التفاعل مع الآخرين. كنت غالبًا ما أشعر بالتفوق، فضلاً عن اعتزازي بمهاراتي. بعد أن آمنت بالله القدير، بدأت في التبشير بالإنجيل لأصدقائي. كان أول شخص بشرته بالإنجيل أخ من هندوراس. وقد قبله. شعرت بسرور حقيقي. بعد ذلك، بشرت بالإنجيل زميلًا من الهند. وسرعان ما قبله كذلك. شعرت بمزيد من السعادة وأن لدي مقدرة وموهبة حقيقيتان لنشر الإنجيل. تركت وظيفتي لاحقًا لأنشر الإنجيل بدوام كامل. ولأنني أجدت التواصل مع المستقبلين المحتملين للإنجيل واستطعت مساعدة الآخرين، سرعان ما تم اختياري كقائد للمجموعة. رتب لي المشرف أيضًا الذهاب لمساعدة الأختين أيلين وأغاثا، اللتين كانتا قد بدأتا للتو ممارسة نشر الإنجيل. شعرت أنني أفضل من الإخوة والأخوات الآخرين. ذات مرة، ذهبت مع الأخت أيلين إلى اجتماع مع أحد المتلقين المحتملين للإنجيل، ووجدت أن أيلين لم تقدم شركة واضحة وغالبًا ما كانت تستطرد. بعد الاجتماع، أوضحت لها مشكلتها بغضب. ثم أصبحت أيلين شخصًا سلبيًا وقالت لي: "يا أخي، أنت متكبر ولا يرغب الكثير من الإخوة والأخوات في العمل معك". شعرت أنها تنتقدني بسبب ما قلته لها للتو فحسب، لذا لم أتصور أن لديّ مشكلة. بعد ذلك أشرفت عليها وعلى أغاثا عند أداء واجباتهما، ووجدت أن كلتيهما لديها بعض المشكلات. أنا لم أشارك عن الحق لمساعدتهما ولم أتوقع سوى أنهما لم تحرزا أي تقدم في واجباتهما، وقلت للمشرفة إنهما غير مناسبتين لعمل الإنجيل. أشارت المشرفة إلى شخصيتي المتكبرة وقالت إنني غير قادر على التعامل مع عيوب الآخرين على نحو صحيح. كما أرسلت إليّ عدة مقاطع من كلمة الله كشف فيها الله شخصيات الناس المتغطرسة. تجاهلته، وشعرت أن كلمات الله هذه لا تنطبق عليّ. بعد ذلك، دعوت الناس للاستماع إلى عظة وشهدت لعمل الله في الأيام الأخيرة دون المناقشة مع الآخرين أولاً. أحب بعض الذين وعظتهم التحدث معي والاستماع إلى شركتي، مما جعلني أشعر بموهبة أعظم، وأنني لست بحاجة إلى الاستماع إلى المشرفة أو إلى التعاون مع الناس، وأنني أستطيع أن أبشر بالإنجيل بنفسي، وأؤدي واجبي جيدًا. ولم أكتشف سوى لاحقًا بعض الأشخاص الذين لم يستوفوا معايير مشاركة الإنجيل، وعليه، صار بعض ما قمت به من عمل عديم الفائدة. قالت المشرفة إنني كنت متعجرفًا جدًا، وإنني أتصرف بتهور، ولم أتعاون مع الناس، مما أسفر عن نتائج عمل سيئة. بسبب سلوكي استُبعدت كقائد المجموعة وتصادف أنه تم استبدالي بأيلين. لم أقبل ذلك، واعتقدت أنه بسبب مواطن قوتي، ما كان يجب أن يتم إقصائي. في ذلك الوقت، لم أستطع تقبل هذا الإجراء واقترحت التوقف عن القيام بهذا الواجب. لكن في ذلك الوقت كنت عنيدًا جدًا ولم أدرِ كيف أتأمل في ذاتي.

ثم أُعيد تعييني لاحقًا لسقاية المؤمنين الجدد. وسرعان ما أُعيد اختياري ثانيةً كقائد مجموعة واشتركت مع الأخت تيريز. لاحظت أن شركة تيريز في الاجتماعات غير مكتملة أحيانًا، وأنها أحيانًا لا تحل مشكلات المؤمنين الجدد تمامًا، ولذلك نظرت إليها بازدراء. كنت أفكر: "هل هي مناسبة حقًا لهذا الواجب؟ كقائدة للمجموعة، يجب أن تكون قادرة على حل مشكلات المؤمنين الجدد، وبالنظر إليها الآن، سيكون من الأفضل أن تتدرب لفترة أولاً كعضو في الفريق". ما أزعجني أكثر هو أنها عندما كانت تواجه مشكلات، كانت دائمًا ما تطلب المساعدة من الآخرين، ونادرًا مني. كنت أقول لنفسي: "أعرف كيفية حل هذه المشكلات، هل تسأل الآخرين ولا تسألني لأنها لا تحترمني؟" لاحقًا في اجتماع عمل، أشارت المشرفة إلى بعض المشكلات في عملنا. فكرت مرة أخرى في سلوك الأخت تيريز ولم أستطع إخفاء استيائي، وقلت بصراحة أمام الجميع، "هل الأخت تيريز قادرة على تحمل عمل قائدة المجموعة؟" أجابت تيريز بنبرة منكسرة: "أنا أشغل مساحة عبثًا. لا يمكنني مساعدة الإخوة أو الأخوات في حل مشكلاتهم". شعرت بالذنب عند سماعها تقول هذا. وعندما تحدثنا لاحقًا، شعرت أنني أقيدها. لكن مع ذلك، ما زلت لم أراجع نفسي. وفي مناسبة أخرى، اكتشفت أن أحد الإخوة الجدد لم يجنِ أي ثمار في واجبه، وشعرت أنه غير مناسب له. ولكن بدلاً من التشاور مع المشرفة أو مناقشة الأمر مع أي شخص آخر، طردته فحسب. في ذلك الوقت، كنت متكبرًا حقًا. لم أكتشف سوى لاحقًا أنه كان يواجه صعوبات في أداء واجبه. لقد فصلته بشكل تعسفي دون حتى أن أفهم وضعه بوضوح. صار الأخ سلبيًا جدًا بعد فصله. عندما علمت المشرفة، سألتني "لماذا طردته دون مناقشة الأمر مع أي شخص آخر؟ لقد كنت متعجرفًا وشديد الثقة بالنفس. أنت دائمًا تحتقر الآخرين وتقيدهم. بسبب استمرار سلوكك السيء، لم تعد لائقًا كقائد مجموعة". شعرت بالضياع التام عندما تم فصلي مجددًا. وسألت نفسي "لماذا لم أسأل أي شخص آخر؟ لماذا أظل أفعل ما أريده فحسب؟ لو كنت قد سعيت أكثر قليلاً وناقشت الأمر مع الآخرين، ما كنت سأواجه هذه المشكلة". خلال الأيام القليلة التالية، كنت أعاني من التهاب في الحلق، وكنت أتقيأ، وشعرت بالهزال في جسدي كله. علمت أنني أسأت إلى الله وشعرت ببالغ الحزن.

تحدثت لاحقًا عن حالتي إلى أخت وأرسلت لي مقطعين من كلمة الله. "لا تكن بارًا في عين نفسك؛ خذ نقاط القوة لدى الآخرين لتعويض أوجه القصور لديك، وراقب كيف يحيا الآخرون حسب كلام الله، واعرف ما إذا كانت حياتهم وأفعالهم وحديثهم جديرة بالاقتداء بها. إذا نظرت إلى الآخرين على أنهم أقل منك، فأنت بارٌ في عين نفسك، مغرورٌ، ولست نافعًا لأحدٍ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني والعشرون). "لا تظنّ أنّك معجزة طبيعية من المولد، وأنّك أدنى قليلًا من السماء إنّما أعلى من الأرض بدرجة لانهائية. أنت بعيد عن أن تكون أذكى من أي أحد آخر – ويمكن حتى القول إنّك ببساطة وبشكل لافت أكثر سخفًا من أي إنسان يملك عقلًا على وجه الأرض؛ لأنّك تعتد بنفسك كثيرًا، ولم تمتلك قطّ حسًّا بالدونية؛ يبدو كما لو أنك تستشفّ أفعالي بأدقّ التفاصيل. في الواقع، أنت شخص يفتقر بشكل جوهري إلى العقل؛ لأنّك ليس لديك فكرة عما أنوي فعله، فضلًا عن أن تعرف ما أفعله الآن. ولذلك أقول إنّك لست حتى بمستوى مزارع مسنّ يكدح في الأرض، مزارع لا يملك أدنى إدراك للحياة البشرية، ومع هذا يتكل كلّيًّا على بركات السماء بينما يزرع. أنت لا تفكّر ولو للحظة في حياتك، ولا تعرف شيئًا ذا قيمة، فضلاً عن أن يكون لديك أي معرفة بذاتك. كم أنت "متعالم"!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الذين لا يتعلّمون ويبقون جهلاء: أليسوا بهائم؟). بعد قراءة كلمة الله، شعرت ببالغ الضيق. شعرت أن كلمة الله تكشفني. لطالما اعتبرت نفسي موهوبًا، وأذكى، وأكثر موهبة من غيري. شعرت دائمًا بالتفوق، ونظرت إلى نفسي بفخر وللآخرين بعدم اكتراث. لقد رأيت أن شركة أيلين وأغاثا في الاجتماعات بها بعض النواقص، لذا احتقرتهما وتجنبتهما وقررت أنهما غير مناسبتين لعمل الإنجيل ولم أرغب في مشاركتهما. وبخاصةً عندما تمكنت من نشر الإنجيل بمفردي شعرت بموهبة أكبر، وأنه يمكنني إتمام العمل وحدي لأنني لم أكن بحاجة إلى التعاون مع الآخرين. عندما اشتركت مع الأخت تيريز، شعرت أنني موهوب أكثر منها، لذلك ازدريتها، ظنًا مني أنها غير قادرة على تحمل عمل قائدة المجموعة. كما أنني تمسكت بأسلوبي الخاص عندما فصلت ذلك الأخ. لقد فصلته على نحو تعسفي دون النقاش مع أحد، مما أدى إلى سقوطه في السلبية. لقد كنت شديد الاغترار بنفسي، وفعلت دائمًا الأشياء كما أردت، ولم أحاول أبدًا الاستماع إلى آراء الآخرين، لأنني شعرت أن إخوتي وأخواتي ليسوا مهمين مقارنةً بي، وأردت أن أقول لهم: "أنا أفضل منكم وأكثركم موهبة". وعليه، قمت بواجبي دون طلب المبادئ، وكنت قانونًا أنا نفسي، وفعلت أشياء أذت إخوتي وأخواتي. جعلتني كلمة الله أشعر بالخزي، خاصة عندما قرأت: "أنت لا تفكّر ولو للحظة في حياتك، ولا تعرف شيئًا ذا قيمة، فضلاً عن أن يكون لديك أي معرفة بذاتك. كم أنت "متعالم"!" لقد حركت كلمة الله قلبي. لطالما كنت أنظر إلى نفسي نظرة تقدير، ولم أتساءل أبدًا إذا كان ما أفعله صحيحًا. لقد كنت شديد الاغترار بنفسي. يعرف المزارعون العاملون في الأرض الاتكال على الله، ولكن عندما حدثت لي أشياء، لم أعلم مطلقًا طلب مشيئة الله. لم يسكن الله قلبي. لم يكن لدي فعلًا أي فهم بنفسي أو معرفة بها.

ولاحقًا، أرسلت لي الأخت المزيد من كلمة الله، مما سمح لي بمعرفة نفسي على نحو أفضل قليلاً. يقول الله القدير، "تُوجد أنواع كثيرة من الشخصيات الفاسدة مشمولة في شخصية الشيطان، غير أن الشخصية الأكثر وضوحًا والأبرز هي شخصية متعجرفة. التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. وكلّما زاد تعجرف الناس، كانوا أقل عقلانيةً، وكلّما كانوا أقل عقلانيةً، صاروا أكثر قابليةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله، ولا توجد خشية لله في قلوبهم. حتى على الرغم من أن الناس قد يظهر أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، فإنهم لا يعاملونه على أنه الله على الإطلاق. يشعرون أنّهم يملكون الحق، ويظنون أنفسهم رائعين. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "في خلق الإنسان، يمنح الله قوى مختلفة لأنواعٍ مختلفة من الناس. يجيد بعض الناس الأدب، والبعض الآخر يجيدون الطبّ، والبعض الآخر يجيدون الدراسة المُتعمِّقة لإحدى المهارات، والبعض الآخر يجيدون البحث العلميّ، وما إلى ذلك. ونقاط قوَّة الإنسان هذه منحها الله له وليست شيئًا للتباهي به. فمهما كانت نقاط قوَّة الشخص، فإنها لا تعني أنه يفهم الحقّ ولا تعني بالتالي أنه يملك واقع الحقّ. إذا كان شخصٌ ما لديه قدرٌ من القوَّة ويؤمن بالله، فيجب عليه أن يستخدمها في أداء واجبه، فهذا يُرضي الله. وإذا تفاخرَ شخصٌ ما بقوَّته أو كان يأمل باستخدامها لعقد صفقةٍ مع الله، فهو غير عقلانيّ بالمرَّة، والله يستاء من مثل هذا الشخص. يأتي بعض الناس القادرين على ممارسة بعض التأديب إلى بيت الله ويشعرون أنهم أفضل من الآخرين. يرغبون في التمتُّع بمعاملةٍ خاصَّة ويشعرون أنهم آمنون مدى الحياة بفضل مهاراتهم. يتعاملون مع انضباطهم كما لو كان رأسمالٍ من نوعٍ ما. يا لكبريائهم بفعلهم هذا! كيف يجب أن يُنظر إلى هذه المواهب ونقاط القوَّة إذًا؟ إذا كانت لها فائدة في بيت الله، فهي أدواتٌ يمكن بواسطتها أداء الواجب جيِّدًا، ولا شيء أكثر من ذلك. فهي لا ترتبط بالحقّ. ومهما كانت عظمة الهِبات والمواهب، فإنها لا تتعدَّى كونها نقاط قوَّةٍ لدى الإنسان ولا ترتبط بالحقّ بتاتًا. فهِباتك ونقاط قوَّتك لا تعني أنك تفهم الحقّ، وبالتالي لا تعني أن لديك واقع الحقّ. إذا استخدمت هِباتك ونقاط قوَّتك في واجبك وأدَّيت ذلك الواجب جيِّدًا، فأنت تستخدمها استخدامًا صحيحًا، والله يوافق على هذا. وإذا استخدمت هِباتك ونقاط قوَّتك في التباهي بنفسك، وفي الشهادة لنفسك، وفي إنشاء ملكوتٍ مُستقلّ، فإن خطيَّتك مريعة حقًّا – فسوف تصبح الجاني الأوَّل في مقاومة الله. فالهِبات ممنوحة من الله. وإذا كنت لا تستطيع استخدام هِباتك في أداء الواجب أو تجاه الشهادة لله، فأنت تفتقر إلى الضمير والمنطق وعليك ديونٌ هائلة لله، كما أنك ترتكب عصيانًا شنيعًا! ومع ذلك، مهما كان حُسن استخدامك لهِباتك ونقاط قوَّتك، فهذا لا يعني أنك تملك واقع الحقّ. فالمرء لا يمكن أن يملك واقع الحقّ سوى من خلال ممارسة الحقّ والتصرُّف وفقًا للمبادئ. والهِبات والمواهب تبقى هِبات ومواهب إلى الأبد ولا علاقة لها بالحقّ. بصرف النظر عن عدد الهِبات والمواهب التي تملكها، وبصرف النظر عن مدى سمعتك ومكانتك الرفيعتين، فإن هذا لا يدلُّ أبدًا على أنك تملك واقع الحقّ. فالهِبات والمواهب لن تصبح هي الحقّ أبدًا ولا ترتبط بالحقّ" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن (الجزء الثالث)). كلمة الله واضحة للغاية. كل واحد منا لديه مواطن قوته، ومهاراته، ومواهبه. ولكن رغم المهارات التي يمتلكها الشخص، فهذا لا يعني أنه يفهم الحق، كما أنه ليس أفضل من أي شخص آخر. مواطن القوة والمواهب التي منحنا الله إياها ليست سوى أدوات لأداء واجباتنا. إنها لا تتعلق بالحق. ما كان ينبغي الافتخار بهذه الأشياء. كان يجب أن أتعامل معهم بشكل لائق بدلاً من ذلك. ولكن بمجرد إتقاني لبعض مهارات التحدث والتمكن من التواصل مع الناس بسهولة، شعرت بالتفوق، وأنه يمكنني الانتفاع من هذه الأشياء. ظننت أنني أفضل من الآخرين، وهكذا أصبحت أكثر تكبرًا وعدوانية. عندما قمت بواجبي وجنيت بعض الثمار شعرت بمزيد من الفخر بنفسي، لم أرَ أي شخص آخر بذات الأهمية وآمنت بنفسي فقط إلى درجة إنني لم أبحث عن مبادئ الحق في واجبي ولم أتعاون مع أحد. تجاهلت ذلك عندما أشارت المشرفة إلى شخصيتي المتغطرسة، وكنت ما زلت أعتقد أنني محق ومُؤَهّل. حتى عند فصلي، لم أراجع نفسي على الإطلاق وظللت أعتقد بلا خجل أنني كنت موهوبًا ونابغًا ويمكنني أداء واجبي على نحو صحيح. قاومت إقصائي واستأت منه، حتى أنني أردت التوقف عن أداء واجبي. جعلتني هذه الشخصية المتغطرسة غير قادر على معرفة نفسي، وغير قادر على الإصغاء إلى نصيحة الآخرين، ومفتقرًا لمعرفة الذات. كنت في عينيّ بلا نظير، وفي قلبي كنت من دون الله! كانت غطرستي السبب الأساسي لعصيان الله ومقاومته في كل موقف رتبه لي. لم يكن في قلبي مكان لله، ولم أطعه ولم أهابه. ظاهريًا، كنت أؤدي واجبي، ولكن كلما حدث لي شيء لم أصل أو أطلب الله، وفي واجبي لم أطلب الحق أو المبادئ. كنت أعتمد على شخصيتي المتغطرسة فقط لفعل الأشياء وأتصرف باندفاع وتهور، مما أدى إلى تعطيل عمل الكنيسة. كان هذا حقًا فعل الشر! إذا ظلت شخصيتي المتغطرسة على حالها، عاجلاً أم آجلاً، سأصبح ضد المسيح الذي يقاوم الله، وفي النهاية سيقصيني الله ويعاقبني. من خلال إضاءة كلمة الله واستنارتها، رأيت هذه الحقيقة بوضوح. برغم من أنني أمتلك بعض مواطن القوة، كنت دائمًا أتصرف بحسب شخصيتي المتغطرسة ولم أطلب الحق أو المبادئ، وكان عملي غير فعال. من الواضح أنني لم أتفوق على أي شخص آخر. فكرت في الأخت تيريز، التي استطاعت قبول اقتراحات الآخرين باتضاع لتعوض عيوبها. كان واجبها يسفر عن نتائج أكبر وأعظم. شعرت بخزي شديد. لم أكن أمتلك قوة أختي. في الحقيقة، كنت نكرة، ومع ذلك مازلت أتصرف بغطرسة شديدة. إذا كنت قد واصلت الاستفادة من مواطن قوتي ومواهبي ولم أستمع إلى كلمة الله ولم أسعَ وراء الحقيقة والمبادئ في واجبي، عندها لن أنال بركة من الله، بغض النظر عن مواطن قوتي. لم أكن لأعجز عن أداء أي واجب بشكل صحيح فحسب، بل كنت سأفقد فرصتي في الخلاص في النهاية.

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله: "هل تظنون أنّ أحدهم كامل؟ مهما يَكُنِ الناسُ أقوياءَ أو قادرين وموهوبين، يبقوا غير كاملين. يجب أن يدرك الناس هذا، فهو حقيقة. هكذا أيضًا هو السلوك الذي ينبغي أن يتبناه الناس نحو مزاياهم ونقاط قوّتهم أو عيوبهم. هذه هي العقلانية التي يجب أن يتحلّى بها الناس. مع عقلانية كهذه، يمكنك أن تتعاطى بشكل ملائم مع نقاط القوّة والضعف فيك وفي الآخرين أيضًا، وسيمكّنك هذا من العمل بتناغم معهم. إن فهمتَ هذا الجانب من الحق وتستطيع دخول هذا الجانب من واقع الحق، فيمكنك أن تنسجم مع إخوتك وأخواتك بتناغم، وأن يستفيد بعضكم من نقاط قوة البعض الآخر للتعويض عن أي نقاط ضعف توجد فيكم. بهذه الطريقة، مهما يكن الواجب الذي تؤدّيه أو مهما تفعلْ، فسيتحسّن أداؤك دائمًا وستتلقّى بركة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يدل السلوك الحسن على تغير الشخصية). من كلام الله، وجدت طريقًا للممارسة. يجب أن أعرف نفسي من خلال كلمة الله وأتعامل مع مواطن قوتي وضعفي بشكل صحيح. بيد أنه لا يوجد أحد مثالي، وعندما يتعلق الأمر بأشياء لا أفهمها يجب أن أتعلم كيف أطلب مساعدة الآخرين وأن أستفيد من أساليبهم وطرقهم. في السابق، كنت أشعر دائمًا أنني أفوق الجميع وكنت أزدري الجميع. لكن في الواقع، لكل شخص نقاط قوته، ولا يمكنني الاحتفاظ بمثل هذا الاحترام الكبير لنفسي. عليّ إنكار ذاتي، والتحدث عن الأشياء، والقيام بالأشياء على قدم المساواة مع إخوتي وأخواتي، والتعرف على المزيد حول نقاط قوة الآخرين ومزاياهم، وأن أتعاون بانسجام. إذا قدم لي أي شخص اقتراحات، يجب أن أطلب الحق والمبادئ، وألا أعتبر نفسي دائمًا على حق، لأن لدي عيوب ونواقص، وأفكار ووجهات نظر خاطئة كثيرة، ووجهة نظري للأشياء غير دقيقة، وأيضًا لأن الروح القدس لا يعمل دائمًا داخل شخص واحد فقط، ربما كان يعمل داخل إخوة أو أخوات آخرين.

فيما بعد، عندما قدم الإخوة والأخوات اقتراحات مختلفة بشأن واجباتنا، حاولت أن أقبلها. أتذكر أنني مررت بوقت في أثناء نشر الإنجيل، كنت أدعو الناس لتسمع العظة فحسب، ولكني لم أسألهم عن مصاعبهم في خصوصية بعدها. علمت مشرفتي بمشكلتي وأشارت إلى أنني لم أكن مجتهدًا بما يكفي في واجبي. في البداية، لم أتقبل انتقادها، وشعرت أنني ابذل قصارى جهدي لتقديم الأفضل، وأنني كنت أفهم مشكلاتهم وصعوباتهم عندما كنا نجتمع، ولم أكن بحاجة لأسأل كل واحد على حدة. أيضًا، كانت هذه هي الطريقة التي فعلت بها الأشياء من قبل وحصدت ثمارًا جيدة جدًا، لذلك لم اشعر بحاجة إلى القيام بما قالته المشرفة. لكن عندما فكرت في هذا، أدركت أن ذلك كشف مجددًا عن شخصيتي المتغطرسة، لذلك هدأت نفسي، وصليت إلى الله، وشعرت بالقليل من السكينة. كانت مشرفتي تشير إلى المشكلات في عملي وتوجب علي أن أقبل نصيحتها ومساعدتها حتى أتمكن من الاستمرار في حصد نتائج أفضل وأفضل في واجبي. وبعد التفكير، بدأت في التواصل مع المتلقين المحتملين للإنجيل، وإبداء الاهتمام بهم، والسؤال عما إذا كانوا يواجهون أي صعوبات، وبعد ذلك كنت أفعل كل ما في وسعي للعثور على كلام الله لأشاركه معهم. بمجرد أن مارست بهذه الطريقة، تحسنت ثمار عملي في الإنجيل كثيرًا، وقد اختبرت أيضًا بهجة التنحي جانبًا وممارسة الحق. بعد هذا، حتى لو قدم الإخوة والأخوات اقتراحًا بسيطًا، أحاول دائمًا قبوله. تجلب لي دائمًا هذه الطريقة في كل مرة أمارسها فيها السلام الداخلي وتساعدني على أداء واجبي بشكل أفضل. أشعر بعظيم الامتنان لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

النهوض في مواجهة الفشل

قبل أن أؤمن بالله، تعلمت على يد الحزب الشيوعي الصيني. ولم أفكر في شيء سوى كيف أصنع من نفسي شيئًا وأن أشرّف عائلتي. بعد ذلك، تقدمت لاختبارات...

سبب عدم قبولي الإشراف

كنت أروي الوافدين الجدد في الكنيسة منذ أكثر من عام. في سياق واجبي، أتقنت تدريجيًا بعض المبادئ، كما تحسنت سقايتي للوافدين الجدد. شعرت أن لدي...

كيف أصبح واجبي مساومة

في أبريل 2017، كنت أعاني من ارتفاع ضغط الدم لذلك أوقفتي القائدة عن القيام بواجبي حتى أتمكن من العودة إلى المنزل والراحة. كنت مستاءة حقًا...