عواقب عبادة شخص ما بشكل أعمى

2023 يونيو 10

في عام 2015، انتُخبت كقائدة للكنيسة. وقتئذ، كانت الكنيسة بحاجة إلى من يتعامل مع بعض تقارير الإبلاغ التي لديها. ومن جهتي، كنت قد بدأت لتوّي العمل في الكنيسة، ولم تكن لديّ أي خبرة في التعامل مع تقارير الإبلاغ. لم أكن مُلمّة بمبادئ تلك التقارير ولم أكن أعرف كيفية التعامل معها، لذا شعرت بالقلق الشديد. بعدئذ، عيّنت القيادة العليا وانغ جينغ كمسؤولة عن عمل تقارير الإبلاغ. سمعت أنها مؤمنة منذ حوالي عشرين عامًا وأنها عملت سابقًا كقائدة. وعليه، كُلِّفتْ بالإشراف على عمل تقارير الإبلاغ. قلت في نفسي: "لا بُدّ أنها تفهم قدرًا كبيرًا من الحق وأن لديها حقيقة الحق. وسوف تشكّل عونًا كبيرًا لنا". بعدئذ، تبيّن لي أن وانغ جينغ قدّمت تحليلًا واضحًا وعقلانيًّا للغاية لتقارير الإبلاغ، وأنها لم تتمكن فقط من حل المشاكل الواردة في رسائل التقرير، بل قدّمت أيضًا شركة مُتبصِّرة عن حقيقة التمييز باستخدام أمثلة واقعية ووجدت المقاطع ذات الصلة من كلام الله لمعالجة مشاكل الجميع. وعليه، تكوّن لديّ انطباع ممتاز عن وانغ جينغ وبدا لي أن لديها حقيقة الحق وأنه ينبغي عليّ أن أتعلم منها قدر المستطاع. بعدئذ، بدأت وانغ جينغ بمناقشة بعض تقارير الإبلاغ الصعبة خلال الاجتماعات، وكيف أن الآخرين أساءوا التعامل معها، وكيف أنها كانت تصحح المسائل باستخدام المبادئ لتتوصل إلى حلها في نهاية المطاف. بعد فترة وجيزة، بدأت أظن بأن ما من مشكلة يعسر عليها حلها، ونما في داخلي بلا وعيٍ شعور بالإجلال تجاهها. في وقت آخر، تلقينا تقرير إبلاغ يشتمل على مسألة بالغة التعقيد، لكن وانغ جينغ حددت جوهر المشكلة بواسطة كلمات معدودة فحسب، وحلت المشكلة بسرعة. قالت لها إحدى الأخوات بإجلال: "لم يستطع أي منا التعامل مع هذه المسألة الواردة في التقرير، وحتى المشرفة علينا الأخت لين يوهان عجزت عن حلها، وأنتِ تمكنتِ من حل المشكلة من خلال شركة واحدة منك فحسب. أنتِ شخص مثالي". أومأت وانغ جينغ برأسها متحمسة، وكأنها تستمتع بالثناء، بل وحتى قدّمت أمامنا تعليقات تنتقد لين يوهان. كنت أشعر أنها كانت تسعى على الأرجح إلى تعظيم نفسها والحَطُّ من قدر لين يوهان، لكن بعدئذ حلّلت بأن ما تقوله صحيح، لذا اكتفيت بذلك القدر من التفكير. لا بل اعتقدت أنني إذا تمكنت في المستقبل من حل مشاكل الآخرين كما تفعل وانغ جينغ، سأتمكن حتمًا من إحسان أداء واجبي. لم تكن وانغ جينغ تناقش إطلاقًا المشاكل أو الإخفاقات التي كانت تواجهها في واجبها، أو أوجه الفساد والضعف التي كانت تُبديها وكيفية تقصّيها الحق لحل هذه المشاكل. لذا، بات الجميع معجبين بها مع مرور الزمن. شعرتُ أيضًا أن الاجتماع بوانغ جينغ كان يتيح لي فهم المزيد من الحق. ولأنني أردت أن أكون قادرة على حل المشاكل مثل وانغ جينغ، شاركت في جميع الاجتماعات التي كانت تحضرها لمعرفة كيفية تحليلها لتقارير الإبلاغ، وماهيّة كلام الله الذي كانت تبلغه إلى الإخوة والأخوات بشأن حالاتهم، وكيفية تقديمها للشركة. حتى أنني كنت أدوّن كل ذلك كتابة. بعدئذ، عندما كنت أعقد اجتماعات مع زملاء العمل، كانت شركتي تستند في الغالب إلى أمور تعلمتها من وانغ جينغ. ولدى رؤية كيفية استماع زملاء العمل لشركتي بانتباه وحتى قيامهم بتدوين الملاحظات، شعرت أنني عاملة موهوبة، تمامًا مثل وانغ جينغ، وأن الآخرين لا بدّ أن يكونوا راضين عن عملي، وأن الله سيثُني علي.

بعدئذ، بتّ أكثر اعتمادًا على وانغ جينغ. عند التعامل مع تقارير الإبلاغ الصعبة أو مشاكل عاملي تقارير الإبلاغ، لم أكن أستبق ذلك بتهدئة نفسي أمام الله للصلاة إليه والسعي إلى الحق، بل كنت أعتقد أن جميع مشاكلي ستُحلّ بمجرد إتيان وانغ جينغ لتقديم شركة. بشكل تدريجيّ، فقد الله مكانته في قلبي ولاح تأثير قامة وانغ جينغ أكثر من أي وقت مضى. كنت أتكّل على شخص أكثر من اتّكالي على الله. مع مرور الزمن، بدأت أواجه صعوبة في استيعاب حتى أبسط المشاكل في عمل الكنيسة. أثناء الاجتماع، كنت أعجز عن تقديم شركة عن استنارة الروح القدس. كنت أتكلم عن معرفة التعاليم فحسب ولم يكن في وسعي حل المشاكل المتعلقة بدخول الناس إلى الحياة. لقد بدا كما لو أن الله يدير ظهره لي، وعظُمت معاناتي. ومع ذلك، لم أتفكر في نفسي آنئذ.

قبل أحد الاجتماعات، أُغلقت الطرق بسبب الثلوج ولم تتمكن أي سيارة من الوصول إلى مكان الاجتماع. قالت وانغ جينغ إنها لا تستطيع الوصول إلى مكان الاجتماع، وطلبت مني أن أقوم وشريكتي باستضافة الاجتماع. عندما سمعت ذلك، شعرت أن البساط سُحب من تحت قدميّ. خلال الاجتماع، عجزت عن تحديد مصدر المشكلة في تقرير الإبلاغ و انتابني ذعر تامّ. ومع ذلك، لم أقم بإرشاد الآخرين إلى الصلاة والاتّكال على الله، لطلب مبادئ الحق في كلام الله؛ بل تمنيت لو أن وانغ جينغ تظهر فحسب لتقوم بحل المسألة العاجلة أمامنا. عند انتهاء الاجتماع، شعرت بالذنب لأنه لم يكن مثمرًا ولأنني لم أكن قد وفيت بواجبي. ومع ذلك، لم أتقصّ مقصد الله بل كنتُ آمل من كل قلبي أن تظهر وانغ جينغ لتحل المشكلة. في وقت آخر، قالت وانغ جينغ إنها ستستضيف اجتماعًا لنا، لكنها لم تظهر طيلة فترة الصباح فبدأت أشعر بالذعر، وخشيت ألا تتمكن من الحضور، تمامًا كما حصل في المرة السابقة. قلقت لأنني قد لا أتمكن من حل مشكلات الجميع إن لم تحضر. بعد الغداء، سمعت الباب يفتح فجأة فأدركت أن وانغ جينغ قد وصلت. شعرت بسعادة غامرة لأن "مُخلِّصتي" قد وصلت، وسارعت إلى الخروج لتحيتها، لكن أثناء المشي في الفناء فقدت توازني والتوى كاحلي. تورّم كاحلي وآلمني لدرجة أنني أصبحت غير قادرة على المشي. لكن بما أن وانغ جينغ وصلت، كان عليَّ أن أبلغ الجميع بأن يحضروا إلى الاجتماع بسرعة كي لا يفوّت أحد عليه فرصة قيامها بحل مشاكله. قصدت منزل إحدى الأخوات، وأنا أتحمّل ألمي، لكن عندما كنت على وشك أن أقرع الباب، فقدت توازني فجأة وسقطت على الأرض. بعد مشقة، وقفت على قدميّ من جديد، لأجد أن راحة يدي اليمنى مغطّاة بالدم ورماد الفحم. أصابني الخوف من سلسلة الأحداث هذه وأدركتُ بشكل غامض أن الاشتياق الذي كنت أشعر به بينما كنت أنتظر مجيء وانغ جينغ لم يكن في محلّه. فهل كان الله يؤدبني؟ لذا صليت إلى الله، طلبًا للحصول على جواب. بعدئذ، رأيت هذا المقطع التالي من كلام الله: "ينبغي على الناس الذين يؤمنون بالله أن يطيعوا الله ويعبدوه. لا تُمَجِد أي شخص أو تُرفِّعه؛ ولا تعطِ المكانة الأولى لله، والمكانة الثانية للناس الذين تقدرهم، والمكانة الثالثة لنفسك. لا ينبغي لأي شخص أن يشغل مكانًا في قلبك، ولا ينبغي لك أن تعتبر أن الناس – وبالأخص الذين تُبَجِلَهم – هم على قدم المساواة مع الله. هذا أمر لا يتسامح الله معه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت). تأملت في كلام الله فمرّت المشاهد العديدة لتفاعلاتي مع وانغ جينغ في مخيّلتي كما لو أنها لقطات بارزة من أحد الأفلام. منذ أن التقيت بوانغ جينغ، رأيت أنها موهوبة وبليغة وبارعة في الوعظ وأنها تمتاز بمقدرتها على حل المشاكل بشكل خاص. رسالة تليها رسالة تركتني في حَيْرة من أمري كانت تُحلّ بيُسرٍ من خلال تحليلها وشركتها. بدأت أعبدها بطريقة لاشعورية، واعتقدت أنني من خلال الاجتماع معها والاستماع إلى شركتها، سأتمكّن من فهم الحقّ وربح البصيرة. عندما كنت لا أجتمع معها، كنت أشعر أنني فقدت فرصة ربح الحقّ. بدأت أفضّل الاجتماع مع وانغ جينغ والدخول في شركة معها على الصلاة إلى الله وطلب الحق. لقد اتّكلت على وانغ جينغ بشكل كامل وعندما كانت تبرز المشاكل، لم أكن أصلي إلى الله وأتقصّى الحقّ، بل أكتفي بانتظار أن تقدّم شركة لحلها. عندما أُغلقت الطرق وعجزَتْ عن المجيء، شعرت أننا لا نستطيع إنجاز العمل من دونها. كلما كنت أتفكّر أكثر في ذلك، كنت أشعر بالمزيد من الرعب. ينبغي على المؤمنين بالله أن يبجّلوه فوق كل شيء. وينبغي أن نعبده ونعظّمه. لا ينبغي أن نبجّل أي شخص في قلوبنا، لكن لم أكن أحفظ مكانًا لله في قلبي. بدلًا من ذلك، مجّدتُ الشخص التي عبدتها وجعلت منها صنمًا. ورغم أنني آمنت بالله، كنت أعبد شخصًا وأسأت عن جهل إلى شخصية الله. كان هذا الوضع بمثابة رسالة تذكير لي وشكلٍ من أشكال الحماية. سرعان ما صليت إلى الله وكنت مستعدّة للتوبة.

بعدئذ، صادفت كلام الله هذا. يقول الله القدير، "مهما كان مستوى القائد أو العامل، إن كنتم تعبدونهم لفهم قدر قليل من الحق ونيل بضع عطايا، وتعتقدون أنهم يمتلكون واقع الحق، ويمكنهم مساعدتكم، وإذا كنتم تبجلونهم وتتكلون عليهم في كل شيء، وتحاولون الوصول إلى الخلاص من خلال هذا، فهذا في نهاية المطاف حماقة وجهل منكم، وسيذهب كله سدىً، لأن نقطة البداية خاطئة بطبيعتها. مهما كان عدد الحقائق التي يفهمها شخص ما، لا يمكن لأحد أن يحل محل المسيح، ومهما كانت موهبتهم، فإن هذا لا يعني أنهم يمتلكون الحق، وبالتالي فأولئك الذين يعبدون الناس ويكرمونهم ويتبعونهم سيُطرَدون جميعًا في النهاية، وسيُدانون جميعًا. عندما يؤمن الناس بالله، لا يمكنهم إلا تبجيله واتباعه. ومهما كانت منزلة القادة في القيادة، فالقادة والعاملون لا يزالون أشخاصًا عاديين. إذا كنت ترى أنهم رؤساؤك المباشرون، وإذا شعرت أنهم متفوقون عليك، وأنهم أكثر كفاءة منك، وأنهم يجب أن يقودوك، وأنهم يتفوقون على أي شخص آخر من جميع النواحي، فذلك خطأ؛ إنه وهمك. وما هي العواقب التي يوصِّل هذا الوهم إليها؟ سيقودك هذا دون أن تدري إلى أن تقيس قادتك بمتطلبات لا تنسجم مع الواقع، وأن تعجز عن التعامل بصورة صحيحة مع المشكلات والنقائص الموجودة لديهم، وفي الوقت نفسه، ودون أن تدري، ستنجذب بشدة أيضًا إلى أذواقهم ومواهبهم وملَكاتهم، بحيث يصل بك الأمر، قبل أن تدرك ذلك، إلى أن تعبدهم وأن يصبحوا آلهتك. إن ذلك الطريق – من اللحظة التي يصبحون فيها قدوة لك، وموضع عبادتك، إلى اللحظة التي تغدو فيها أحد أتباعهم – هو طريق سيُبعدك عن الله دون أن تعي ذلك" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السادس). "يُعجَب بعض الناس بأي شخص يستطيع أن يعظ عظةً بليغة أو يكون خطيبًا لامعًا، ويحسدون أولئك الذين لديهم أسلوب مهيب عند تقديم العظات. هل هذه هي وجهة النظر الصحيحة؟ هل من الصواب السعي وراء هدف كهذا؟ (لا). ما هو الصحيح إذًا؟ ما نوع الشخص الذي ينبغي أن تسعى لتكونه؟ (الشخص الذي لا يلتفت بنظره، ويؤدي واجبه وهو واقف على أرض صلبة، ويتصرف بتناغم، ويعمل بطريقة واقعية). هذا صحيح. يجب أن تتصرفوا وتعملوا بطريقة واقعية وألا تحيدوا عن الصلاة أبدًا وألا تحيدوا عن كلام الله مطلقًا. امثُلوا غالبًا بين يدَيِ الله، ولتكن لكم شركة حقيقية معه. هذه هي أصول الإيمان بالله!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يكون كسب الله حقَّا إلّا بكسب الحقّ). من خلال كلام الله، علمت أننا كمؤمنين بالله، يجب أن نَمْثُل أمامه بشكل متكرر. في جميع الأمور، ينبغي أن نصلي إلى الله ونتقصّى الحق ونؤدي واجباتنا بحسب مطالبه، كما ينبغي أن نبجّله فوق كل شيء وألا نعبد أي شخص على الإطلاق. مهما كانت المواهب التي يتمتع بها الأشخاص أو براعتهم الفائقة في العمل أو قدرتهم على حل المشاكل، جميعها ممنوحة من الله. من خلال استنارة الله، يقدّم الأشخاص شركة مُتبصِّرة وإذا نجحت شركتهم في تحديد السبيل، فلأنها تتوافق مع كلام الله والحق. يمكنني أن أتقصّى مع الآخرين الأمور التي لا أفهمها وأن أتعلم من نقاط قوتهم، لكن بصرف النظر عن مدى نجاحهم في الشركة، ينبغي أن أعتبر في نهاية المطاف أنها آتية من الله وألا أعبد الأشخاص العاديين. بعدئذ، تدرّبت بحسب كلام الله، وأحجمت عن الاتّكال بشكل كلّي على وانغ جينغ. عندما كنت أواجه مشاكل، كنت أصلي إلى الله وأتقصّى مبادئ الحق ذات الصلة في كلام الله. إذا عجزت أحيانًا عن استيعاب أمر ما، كنت أسأل وانغ جينغ، لكن كنت أُهدِّئ نفسي بوعي أمام الله وأركِّز على جوانب الحق التي كنت أقدّم شركة عنها بدلًا من إجلالها بشكل صريح فحسب. تدريجيًّا، بدأت أكتسب رؤية لوانغ جينغ تتسم بأنها طبيعية أكثر وتمكنت من حل بعض المشاكل في تقارير الإبلاغ. لاحقًا، انتُخبت وانغ جينغ قائدة لكنيسة أخرى ولم أعد أصاب بالذعر عند غيابها. خلال الاجتماعات، عندما كانت تبرز مشاكل مستعصية، كنت أصلي إلى الله وألتجأ مع الآخرين إليه، وأسعى إلى إيجاد طريق للممارسة من خلال كلماته. ولم أكن أتوجه بالسؤال إلى قائد أو إلى شخص يفهم الحق إلا عندما كنت أعجز عن حل المشكلة. وهكذا حُلّت مشاكلنا بصورة تدريجية واختبرت بعض النمو.

بعد فترة وجيزة، كتبت إحدى القائدات العليا لتبلغني أن وانغ جينغ كانت تعتمد على مواهبها في العمل وأنها لم تكن تتقصّى الحق. أضافت أنها كانت دائمًا تتبجح وتمجّد نفسها كي يعجب بها الآخرون ويعبدونها، وأنها كانت ترفض أن يتم التعامل معها ولم تكن تتفكر في نفسها. لقد كُشفت بسبب سلوكها طريق ضد المسيح وأُعفيت لأنها قائدة كاذبة. كان لذلك تأثير عميق عليّ. خلال الفترة التي أمضيتها معها، كانت وانغ جينغ قد أظهرت بالفعل سلوكيات مشابهة: لم تكن تناقش أبدًا أوجه الفساد التي كانت تظهرها في واجبها أو ما هي الإخفاقات التي كانت تختبرها. كانت تتحدث عن نجاحاتها فحسب، كما لو أنه لا توجد مشكلة لا تستطيع حلها. ونتيجة لذلك، بجّلها الجميع وعبدوها. لاحقًا، رأيت هذا المقطع من كلام الله: "قد يستخدم بعض الناس مراكزهم للشهادة عن أنفسهم بطريقة متكررة، وتبجيل أنفسهم، ومنافسة الله لكسب الناس والجاه. إنهم يستخدمون وسائل وتدابير متنوعة ليجعلوا الناس يعبدونهم، ويحاولون باستمرار أن يربحوا الناس ويسيطروا عليهم. حتى إن بعضهم يضللون الناس عمدًا ليظنوا أنهم هم الله وحتى يعاملوهم كالله. وهم لا يخبرون أحدًا أبدًا أنهم قد أُفسدوا، وأنهم أيضًا فاسدون ومتغطرسون، ولا يجب أن يعبدوهم، وأنهم مهما كان ما يفعلونه، فهذا كله بسبب تمجيد الله، وأنهم يفعلون ما ينبغي عليهم فعله على أية حال. لماذا لا يقولون مثل هذه الأمور؟ لأنهم خائفون بشدة من فقدان مكانتهم في قلوب الناس. لهذا السبب لا يمجد هؤلاء الناس الله أبدًا ولا يشهدون له مطلقًا..." (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (1)). عند رؤيتها في ضوء كلام الله، ربحتُ شيئًا من التمييز لوانغ جينغ. كانت تقدّم غالبًا شركة عن كيفية قيامها بتقصِّي الحق عند التعامل مع المصاعب، وكيفية تعاملها بيسرٍ مع تقارير الإبلاغ الصعبة ومساعدتها للآخرين على حل مشاكلهم. لكنها نادرًا ما كانت تتحدث عن انحرافاتها وأوجه قصورها أو عن الجوانب المتعلقة بفسادها ونقاط ضعفها. كذلك لم تناقش إطلاقًا أي مشكلة أو تقرير، كانت قد أخطأت في الحكم عليها أو عجزت عن فهمها، أو كيف أدى ذلك إلى الكشف عن أوجه قصورها. كذلك لم تكن تتحدث أبدًا عن المشاكل التي لم تستطع فهمها، أو عن كيفية مساعدة الآخرين لها وعن جوانب الحق التي قادتها إلى فهمها. كانت تتيح للآخرين رؤية ذلك الجانب المثالي الزائف الذي أبرزته فحسب. عندما عبدناها وأثنينا عليها، لم تقدم لنا شركة حول ضرورة الامتناع عن عبادة الأشخاص العاديين، بل بدا كما لو أنها كانت تستمتع بذلك وتسعد به. عند تمييز سلوكها في ضوء كلام الله، رأيت أنها كانت تعتمد على مواهبها فحسب في عملها ووعظها، وأنها لم تمجد الله أبدًا ولم تشهد له، بل اكتفت بالتبجح لخداع الآخرين، ما منع الناس من رؤية فسادها وأوجه قصورها وأدى بالناس إلى عبادتها واتباعها. لقد تصرفت بهذا الشكل لتكسب مكانًا في قلوب الناس – كم هي غادرة وشريرة! ومع ذلك لم أكتفِ فقط بعد التمتع بأي تمييز لسلوكها، بل أجْللت مواهبها وخبرتها وقدرتها على حل المشاكل. كنت أعتقد أنها تفهم الحق، وأن لديها حقيقة الحق، وبالتالي عبدتها. كنت عمياء جدًّا!

بعدئذ، صادفت هذه المقاطع من كلام الله. يقول الله القدير، "هناك بعض الناس الذين غالبًا ما يُخدعون بأولئك الذين يبدون ظاهريًا روحانيين ونبلاء ولهم صورة رفيعة. أما بالنسبة إلى أولئك الناس الذين بإمكانهم التحدث عن الحروف والتعاليم، ويبدو كلامهم وتصرفاتهم جديرة بالإعجاب، فإن المنخدعين بهم لم ينظروا مطلقًا لجوهر أفعالهم والمبادئ الكامنة وراء أعمالهم، وماهية أهدافهم، ولم ينظروا أبدًا إلى ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يطيعون الله حقًّا أم لا، وإذا ما كانوا أشخاصًا يتقون الله حقًّا ويحيدون عن الشر أم لا. لم يميزوا أبدًا جوهر الطبيعة البشرية لهؤلاء الناس. بل إنهم منذ الخطوة الأولى لتعارفهم، صاروا رويدًا رويدًا معجبين بهؤلاء الناس ويبجلونهم، وفي النهاية يصير هؤلاء الناس أصنامًا لهم" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). "وسواء كان الناس يركزون على أمور ضحلة أو عميقة، على حروف وتعاليم أو على الواقع، فإن الناس لا يلتزمون بالأمور الواجب عليهم الالتزام بها أشد الالتزام، ولا يعرفون الأمور التي يجب أن يعرفوها أشد المعرفة. والسبب وراء هذا هو أن الناس لا يحبون الحق على الإطلاق، ولذلك لا يرغبون في بذل الوقت والجهد لإيجاد المبادئ الموجودة في كلمة الله وممارستها، بل يفضلون بدلاً من ذلك اتخاذ الطرق المختصرة وتلخيص ما يفهمونه وما يعرفونه ليكون سلوكًا وممارسةً جيدين، ثم يصير هذا الملخص هدفهم الذي يسعون وراءه والحق الذي يمارسونه. العاقبة المباشرة لهذا هو استخدام الناس للسلوك الإنساني الجيد كبديل عن ممارسة الحق، وهو أيضًا ما يشبع شهوة الإنسان ليتملق الله، وهذا يعطي الناس رأس مال يجادلون به الحق، ويحاججون به الله وينافسونه. في الوقت ذاته، ينحّي الناس الله جانبًا بلا ضمير، ويضعون صنم قلبهم مكان الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). من خلال كلام الله، رأيت أنني كنت طوال سنوات إيماني، أرزح تحت هذا الاعتقاد الخاطئ: كنت أفترض أن الأشخاص الأذكياء والموهوبين الذين يحسنون العمل والوعظ والذين يمكنهم حل المشاكل يفهمون الحق بطبيعة الحال ويمتلكون حقيقة الحق. أدركت أنني كنت أجهل تمامًا حقيقة الحق. يعبّر الله عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة لتطهير الناس من شخصياتهم الفاسدة والسماح لهم بالدخول إلى حقيقة الحقّ والعيش حسب شبه الإنسان الحقيقي. إذا كان أحدهم قادرًا على حل مشاكل الآخرين وتمييزهم، ولكنه عاجز عن قبول دينونة كلام الله، ويرفض أن يتم التعامل معه، عندئذ، بصرف النظر عن مدى موهبته أو نجاحه في العمل والوعظ، يعدّ فاقدًا لحقيقة الحقّ. لم تتحدث وانغ جينغ إطلاقًا عن معرفتها لنفسها، ولم تصارح الآخرين أبدًا بشأن شخصيتها الفاسدة ولا قامت بتحليلها كما أنها لم تقبل الحق ولم تطع بالفعل عند تعرُّضها للتهذيب والتعامل معها. كيف يمكن القول إنها تتمتع بحقيقة الحق؟ كان في استطاعتها التعامل مع تقارير الإبلاغ فحسب لأن لديها بعض الخبرة في العمل وشيء من معرفة المبادئ. لكن ذلك لا يعني أن لديها حقيقة الحق. لم أكن أفهم الحق وأخفقتُ في تمييزها، بل حتى عبدتها بشكل أعمى وعددتها معبودتي، إذ كنت أحاول محاكاتها وتقليدها. كم كنت حمقاء. كنت في خطر كبير من جرَّاء ممارسة الإيمان بهذه الطريقة!

لاحقًا، رأيت مقطعا آخر من كلام الله. يقول الله القدير، "إن ما يعجبك ليس هو اتّضاع المسيح، بل أولئك الرعاة الكاذبون ذوو المراكز البارزة. إنَّك لا تحب جمال المسيح أو حكمته، لكن تحب هؤلاء المستهترين الذين يرتبطون بالعالم الفاسد. إنَّك تستهزئ بألم المسيح الذي ليس له أين يسند رأسه، بل تُعجب بتلك الجثث التي تخطف التقدمات وتعيش في الفجور. إنَّك لست راغبًا في أن تعاني مع المسيح، لكنك بسعادة ترتمي في أحضان أضداد المسيح غير المبالين مع أنَّهم لا يمدّونك سوى بالجسد وبالكلام وبالسيطرة. حتى الآن لا يزال قلبك يميل إليهم، وإلى شهرتهم، وإلى مكانتهم، وإلى تأثيرهم، وما زلت مستمرًا في تمسُّكك بموقف تجد فيه أن عمل المسيح يصعب ابتلاعه وأنك غير راغب في قبوله. هذا هو السبب في قولي إنَّه ينقصك الإيمان للاعتراف بالمسيح. إن السبب في اتِّباعك له إلى هذا اليوم يرجع كليةً إلى إنَّك لا تملك خيارًا آخر. فهناك سلسلة من الصور النبيلة تطفو إلى الأبد في قلبك؛ ولا يمكنك أن تنسى كل كلمة قالوها وكل فعل أدّوه، ولا حتى كلماتهم وأياديهم المؤثرة. إنَّكم تقدِّرونهم في قلوبكم كمتفوقين دائمًا، وكأبطال دائمًا. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لمسيح اليوم. فهو غير هام في قلبك دائمًا وغير مستحق للمخافة دائمًا، لأنه شخص عادي جدًا، وليس له سوى قدر قليل للغاية من التأثير، ولا يحظى بمقام رفيع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟). أصابني كلام دينونة الله في الصميم. أن الله تجسّد في تواضع ولم يُعظّم نفسه أبدًا. إنه يعبّر فحسب عن الحقائق لإنقاذ الجنس البشري. إن تواضع الله يعكس وقاره وعظمته وقداسته. إنه يستحق إجلالنا بجدارة. لكن عند رؤية أن وانغ جينغ كانت قائدة، وأنها كانت قادرة على حل المشاكل والتحدث بإقناع وقيادة، فأجللتها. كنت أؤمن بالله دون أن أعبده ولم أكن أُجلّ تواضع المسيح وحُسنه. بدلًا من ذلك، عبدت شخصيات رفيعة ومهيبة، وأجللت أولئك الذين يتمتعون بشخصيات متسامية وموهبة وقدرة على العمل والوعظ. حتى أنني عددتهم أصنامًا لي. لقد أساء ذلك حقًّا إلى شخصية الله. لا يجدر بنا أن نُجلّ ونعظّم أي شخص عادي: وحده الله هو الحق الذي ينبغي اتّباعه وعبادته. يقول كلام الله: "أقول إن كل هؤلاء الذين لا يقدرِّون الحق غير مؤمنين، وخائنين للحق. مثل هؤلاء البشر لن ينالوا قَطّ قبول المسيح" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟). لم أتقصَّ الحقّ ولم أمتلك أيّ معرفة لله رغم سنوات الإيمان الطويلة، حتى أنني ألّهت شخصًا فاسدًا، وعبدتها وتبعتها، لكنني لم أعبد المسيح ولا ثمّنت الحق. كانت هذه خيانة لله وكنت أتصرّف مثل ضعيف الإيمان، وأنني إن لم أتب، فسيضيق الله ذرعًا بي ويستبعدني!

لاحقًا، سمعت أن وانغ جينغ تصرفت على مثال يهوذا عندما اعتقلها الحزب الشيوعي الصيني. لقد وشت بالعديد من الإخوة والأخوات. وعندما أطلق سراحها، لم تكن قد تابت بعد وطُردت من الكنيسة في نهاية المطاف. رأيت أن وانغ جينغ كانت قد أدّت العديد من الواجبات، وأنها كانت تتمتع بموهبة، وبقدرات وعظيّة جيدة، كما كانت تجيد استخدام كلام الله لحل المشاكل، لكنها لم تكن تسعى إلى معرفة نفسها وقبول الحقّ، ولم تكن تتمتع بأيّ حقيقة للحق رغم سنوات من الإيمان، ولذا عندما اعتُقِلتْ، كُشفت تمامًا واستُبْعدت. بعدئذ، صادفت مقطعًا آخر من كلام الله. "يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصية حياتك، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). يعلن كلام الله أن المرء لا ينال الخلاص استنادًا إلى مواهبه، أو إلى كمية العمل التي يقوم بها أو مقدار ما يعظ به، بل إلى مدى تقصّيه للحق، وقدرته على قبول دينونة كلام الله وإطاعتها وتحقيق التحوّل في شخصية حياته. من خلال إيمانه، عظّم بطرس الله وتقصّى الحق في كل شيء. كان يرى أن الوصول إلى الحق والحياة هما فوق أي شيء آخر، لذا، ورغم أنه لم يستطع مجاراة بولس في الأعمال التي أنجزها، أطاع حتى الموت بعد اختبار دينونة الله، وفي نهاية المطاف قدّم شهادة عظيمة لله ونال ثناءه. بالاستناد إلى النهج الذي سلكه بطرس، وجدت طريقًا للممارسة: لم أعد أُجلّ الأشخاص الموهوبين أو أسعى إلى التشبّه بهم. بدلًا من ذلك، عقدت العزم على تقصّي الحق، وممارسة كلام الله بجديّة، والقيام بواجبي ككائن مخلوق. إن ذلك وحده كان الطريق الصحيح.

بعدئذ، أثناء القيام بواجبي، صرت أركِّز على الاتّكال على الله وتقصّي مبادئ الحق. عندما كنت ألتقي بأشخاص موهوبين يتمتعون بالقدرة على الوعظ، كنت أجتهد في العمل بوعي على النظر إليهم من المنظور الصحيح. فإذا كانت شركتهم تتمتّع باستنارة الروح القدس، كنت أعدّها آتية من الله. وإذا كانت أفكارهم تتوافق مع المبادئ، كنت أقبلها وأطيعها. أمّا إذا لم تكن متوافقة مع المبادئ، كنت أحجم عن اتّباعها جُزافًا، بل أفضّل أن أتقصّى الحق بشأنها. بعد الممارسة وفقًا لهذه الطريقة على مدى فترة من الوقت، شعرت بأنني أصبحت أكثر حرية وراحة. خلال أدائي لواجبي، أصبحت أيضًا قادرة على تحديد مسارات الممارسة وتحقيق بعض النتائج. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمسك بالحق وليس العاطفة

تلقيت رسالة من قائدة في يوليو 2017 تقول إن الكنيسة تطهِّر غير المؤمنين، وتطلب مني أن أكتب عن سلوك أخي. لقد فوجئت حقًا وشعرت بالتوتر نوعًا...

ما هي طبيعة محبة الله؟

بقلم سيكيو – مدينة سويهوا – إقليم هييلونج – جيانج كلما قرأت الفقرة التالية من كلمة الله ً"إن كنتَ دائماً مُخْلصًا ومُحبًّا جدًا تجاهي،...

تأملات "قائدة جيدة"

علّمني أبواي منذ نعومة أظافري أن أكون لطيفة مع الناس، وأن أكون ودودة ومتعاطفة. إذا ألمّت بمن حولي المشاكل أو أوجه القصور، لم يكن بإمكاني...