شريكة لا خَصْم

2022 ديسمبر 16

لم يَمْض وقت طويل، بعد أن قَبِلْتُ عمل الله في الأيام الأخيرة، وبدأت في ممارسة سِقاية الوافدين الجُدُد. وحققتُ بعض النتائج في واجبي، لأنني كنتُ مُفْعَمَة بالحماس واستباقية، واُخْتِرْتُ كقائدة مجموعة. لاحقًا، أصبحت شَمَّاسة إنجيل. وقال إخوتي وأخواتي، أنه رُغْم حداثة سِنّي، فإنني جديرة بالثقة، لقد تحمّلتُ عِبئًا في واجبي، واضْطَلَعْتُ بالمسؤولية. وكان هذا مُشْبِعًا لغروري. في أكتوبر 2020، أصبحت قائدة كنيسة، مما زادني شعورًا، أنه في قلوب إخوتي وأخواتي، كنتُ القادرة على السعي للحقّ. وبعد فترةٍ، رتّبَتْ قائدتي العُليا، عملي مع الأخت ليو. وعند تقديم العمل لها، تَحَدَّثتْ القائدة، عن بعض المشاكل في كنيستنا. وبعد أن سَمِعَتْ بهذا، قالت الأخت ليو: "علينا إيجاد السبب الجِذريّ للمشكلة وحلّها بسرعة. وإلّا، ستُعَرْقل عملنا في الكنيسة". انتابني شعور بالخِزي، عندما سمعتها تقول ذلك، لأنني شَعُرتُ بالقلق، من أن تنظر إليَّ الأخت ليو بازْدِراءٍ، لوجود هذه المشاكل في عملي. وتَحَرَّت الأخت ليو، واقع الحال في الكنيسة، في الأيام القليلة المُقبِلة. ثم، قالت لي أمام العديد، من زملاء العمل والإخوة والأخوات: "إنّ شَمَّاسة الإنجيل والعديد من قادة المجموعات، ممن التقيتُ بهم في اليومين الماضيين، لا يتحملون عبئًا. عندما يكون لدى الوافدين الجُدُد مفاهيم وصعوبات، فإنّ قادة المجموعات لا يحلّونها أو يسعون لحلِّها، وبدلاً من ذلك، يتخبّطون في أوحال الصعوبات. إنهم عاجزون عن سِقاية الوافدين الجُدُد، كما ينبغي هكذا". شعرتُ أنني مقاوِمة بعض الشيء، عندما سمعتُ ما قالته. هو كذلك، ولكن كان هناك بضع من قادة المجموعات، ركّزتُ على تنميتهم. ووِفقًا لما ذَكَرَتْه، فلا أحد منهم يَصْلُح، لذا، شعرتُ أنها كثيرة المَطالِب بعض الشيء. وفكَّرتُ: "لقد وصلتِ لتوّكِ وتجهلين الموقف المحدد، ومع ذلك، قد بدأتِ في تَصَيُّد الأخطاء. أتريدين إظهار أنكِ تتحمّلين عبئًا، وبإمكانكِ إيجاد مشاكل؟ أتحاولين ترك انطباع، لأنكِ مُسْتَجدَّة هنا؟ إنْ واصلتِ التنقيب في مشاكل عملي، ستدمّرين صورتي الحَسَنة، في أعين إخوتي وأخواتي". فكَظَمْتُ غيظي، وقلتُ: "أنتِ مُحقّة بشأن تلك الأسئلة. ومع ذلك، فإنّ كِلا من قادة المجموعات وشَمّاسة الإنجيل، يواجهون صعوبات عملية، لذا أحيانًا، لا تتم متابعة العمل بشكل جيدٍ، وعلينا أن نتفهَّم". وبعد سماعها لهذا، قالت: "بالإمكان حلّ تلك الصعوبات بالشركة على الحقّ. إنْ بإمكانهم قبول الحقّ، وفهم مشيئة الله، سيتحمَّلون عِبئًا، وسيتولون مسؤولية القيام بواجبهم. إنّ المفتاح هو، ما إذا نشارك على الحقّ، لحلّ تلك المشاكل". هذا صحيح، لكنني لم أتلقَّاها بالطريقة الصحيحة، وتأجَّجْتُ غَضَبًا. وتساءلتُ: "ألا تعنين، أنني لا أستطيع الشركة على الحقّ؟" وتغيّرتْ وِجْهة نظري، في الأخت ليو كُليّةً. لم أعد أفكّر فيها، على أنها شريكتي ومساعدتي، بل خَصْمي. ظننتُ، إنْ استمر الوضع هكذا، ستتولى زِمام المبادرة في العمل عاجلاً أم آجلاً، لكنني كنتُ القائدة، وهي هنا لمعاونتي فحسب. كانت أفضل مني، من كل الوجوه، ولطالما أحْرَجَتْني. فكيف تُهان كرامتي هكذا؟ وماذا سيظنّ بي إخوتي وأخواتي؟ بعدئذ، لم تعد لي رغبة في العمل معها، ولم أُرِدْ مخاطبتها. وذات مرةٍ، في اجتماع زملاء العمل، كنا نقرأ كلمة الله، التي تكشف أن القادة الزائفين، لا يقومون بعملهم الفعليّ، وتفكّرت الأخت ليو، وفهمت نفسها، قائلة، أنها ظلّت في الكنيسة لبعض الوقت، لكن لأنها لم تَقُم بعملها الفعلي، فلم تُحَلّ صعوبات الوافدين الجُدُد في وقتها، لذا، فقد عَلِقوا في الصعوبات، ولم يعرفوا كيف يمارسون الحقّ، مما أخَّر نموهم في الحياة. ومع أنها كانت تناقش معرفة الذات، إلا أن الأمر، بدا لأذنيّ وكأنها تكشفني، لعدم قيامي بعمل حقيقيّ. وبدأت أخمِّن ما ترمي إليه: "تتحدثين عن تلك المشاكل، ليعلم الجميع، بشأن المشاكل في عملي عَمْدًا، أليس كذلك؟ كان لدى الإخوة والأخوات، انطباع جيد عني قَبْلاً، لكن الآن، بعد أن عَرَّضَت بي هكذا، ألن يُشَوِّه ذلك صورتي؟ ماذا سيظنون بي الآن؟" كنتُ مقاوِمة بشدّة، وأردتُ المغادرة، آنذاك، لكنني شعرتُ، أنه من غير العقلانيّ القيام بذلك، لذا أجبرتُ نفسي على البقاء حتى النهاية.

في ذلك المساء، جاءتني الأخت ليو، لمناقشة انتخابات قادة مجموعات جُدُد، وسألتني عمّن تَحَمَّل عبئًا، والذي بإمكاننا ترقيته. وبعد أن سألتني، شعرتُ أنني مقاوِمة للغاية. وفكّرت: "هل تبقّى أيّ مُرشَّحين مناسبين؟ لقد رفضتِ كل أفضل واحد منهم. توجد مشاكل في كنيستنا، لكنكِ لا تتحدثين بشأنها عَلَنًا هنا، بل تناقشينها أمام الإخوة والأخوات من الكنائس الأخرى. والآن، هم يعلمون أنني لا أقوم بعمل فعليّ. لماذا لا تُراعين مشاعري حينما تتحدثين؟ أعتقد أنكِ تستهدفينني عن عَمْدٍ!" قلتُ بصرامةٍ: "منذ قُدُومكِ، لا أحد آخر قد تحمَّل عبئًا". فأجابتني بصوت خافت: "إذًا، تعنين أنني لا يجب أن أتواجد هنا؟" اندفعتُ بشكل مُتهوِّرٍ، وأدركتُ أنّ ما قلته، كانت زلَّة لسان، لذا، أجبتها على الفور: "لا". ساد الصمت بيننا لبُرْهةٍ، قبل أن نواصل مناقشة العمل. لاحقًا، عندما فكّرتُ فيما قلته لأختي، شعرتُ بالذنب بعض الشيء. ما كان يجب أن أخاطبها هكذا. وأردتُ الاعتذار لها، بعد انتهاء المناقشة، لكن عندما انْشَغَلْتُ بالعمل، نسيت الأمر.

لاحقًا، عندما رأيتُ القائدة العُليا، تتشاور مع الأخت ليو على كل شيء، راودني شعور بعدم الارتياح. "إني قائدة أيضًا. ماذا سيظنّ بي إخوتي وأخواتي؟ هل سيقولون، أنني عديمة النفع كقائدة، وأنني غير ضروريّة؟" لقد شعرتُ أن الأخت ليو، تسرق مني الأضواء، وكنتُ أغار منها. وفكّرت: "إنْ لم تأتِ إلى هنا، لكانت القائدة تناقش العمل معي". فكّرت كذلك في حقيقة، أن الأخت ليو، تُهَيْمن على كل العمل، وقد آمنتْ بالله لفترةٍ طويلة، وفَهِمَتْ المزيد من الحقّ أكثر مني. وأشارت أيضًا، إلى المشاكل في عملي، أمام إخوتي وأخواتي. لذا، لم يكن لديّ أدنى فكرة، عمّا يظنه بي إخوتي وأخواتي الآن. وحينما فكّرتُ في تلك الأشياء، شعرتُ بأزمةٍ. ساورني القلق، من أن الأخت ليو، قد تنتزع مني منصب القيادة. كلما فكّرت في الأمر أكثر، شعرتُ بالنِّقمة، وتَمَلَّكتني الرغبة في الانتقام منها: "أنتِ لا تبالين بمشاعري، لذلك لن أُسَهِّل عليكِ الأمور من الآن فصاعدًا". أتذكّرُ ذات مرةٍ، أننا كنا نناقش العمل، وبعد أن أعْرَبَتْ الأخت ليو عن رأيها، طلبت نصيحتي. فتَجَاهَلْتُها ووجدت خطئًا في ترتيبات عملها، أقول هذا وذاك لن يُفلِح، لأصعِّب عليها الأمور. حدث ذات مرةٍ، أننا كنا نناقش، مهمة منوطة بها لأخت ليو، بصفةٍ رئيسية. حينذاك، عَلِمتُ كيفية حل المشكلة، لكنني لم أرغب في تقديم اقتراحٍ. حتى أنني فكّرتُ: "من الأفضل أن تفشل ترتيباتكِ. وبهذه الطريقة، سيعلم الجميع، أنكِ تعجزين عن تولّي الأمور، وستُدرك القائدة، أنه من الخطأ دائمًا التحدث إليكِ بدلاً مني". وعقب ذلك، قدَّمَتْ عِدّة اقتراحات، ورفضتُّها جميعًا. عندما فَطِنْتُ أنها لا تعرف كيفية حلِّها، وأرادت مني إِسْداء النُّصْح، شعرتُ بالفخر الشديد بنفسي. فكّرتُ: "تعجزين عن ترتيب العمل هكذا، كما ينبغي، ولازالتِ تُوجِّهين أصابع الاتهام، إلى عملي بكل وقاحةٍ". آنذاك، رأت قائدتي أن حالتي يشوبها تحامل، وذكّرتني أن عليَّ العمل بانسجامٍ مع الأخت ليو، وإلّا، سيتأخر عمل الكنيسة. وبعد سماعي لكلمات القائدة، شعرتُ بالتوبيخ في قلبي. حينما عَلِقنا في عملنا، فلماذا لم أتحمَّل العبء لحلِّه؟ وبدلاً من ذلك، وقفتُ بلا حِرَاك وابْتَسَمْتُ. لم أكن أحمي عمل الكنيسة إطلاقًا. وبعد إدراكي لهذا، عَدَّلتُ عقليتي وشاركتُ في المناقشات. ولكن من جَرَّاء التأجيل، في المناقشة السالفة، تأخَّر ترتيب العمل جدًا. وذات ليلةٍ، أتتني القائدة، لتَلْفِتَ النظر إلى مشاكلي. وقالت: "إنّ رغبتكِ في الهَيْبة والمكانة قويّة للغاية. وقد كنتِ تتنافسين مع الأخت ليو، سعيًا للشهرة. وعند مناقشة العمل، لا تقبلين بأيّ آراء تطرحها. وتَدْحَضين الجميع. تشعر الأخت ليو، أنكِ تُضَيِّقين عليها الخِنَاق، ولا تعرف كيف تتعاون معكِ. عليكِ بالتفكّر في ذاتكِ". وبعد سماعي لما قالته قائدتي، شَعُرتُ بالحزن الشديد والاضطهاد: "لماذا كانت الأخت ليو، تُبلِّغ عن مشاكلي دون عِلْمي؟ إنْ كانت تريد مساعدتي حقًّا، فبإمكانها إخباري شخصيًّا. والآن، تعلم القائدة بمشاكلي، ولربما تَسْتَبْعِدني من واجبي". وما أن فكّرت في هذا، فتحتُ باب حالتي مع القائدة. وحتى أنني عرضتُ استقالتي، لكيلا أواصل تأخير العمل في الكنيسة. وإذ تفوّهتُ بتلك الكلمات، كاد قلبي يَنْفطر. شعرتُ أنني على مشارف فقدان واجبي. وأخبرتني القائدة: "عندما تُصَادفنا مشكلات، فليس بإمكاننا تفاديها. علينا أن نسعى للحقّ ونتفكّر في أنفسنا. وأنّ الأخت ليو، بإمكانها إيجاد مشاكل في العمل، وهذا يُظْهِر أن بوسعها تحمُّل العبء. أليس هذا نافعًا لعمل الكنيسة؟ فلماذا لا تتعاملين مع الأمر كما ينبغي؟ لطالما تغارين منها، وتخشين أن تتفوق عليكِ. وهذا يُظْهِر أن رغبتكِ في المكانة قويّة للغاية". وبعد شركة قائدتي، أدركتُ أن رغبتي، سعيًا للهَيْبة والمكانة، كانت قويّة بحقّ. وكان عليَّ أن أتقصَّى الحق، لعلاج حالتي. لم يعد بإمكاني أن أكون سلبية ومقاوِمة.

بعد ذلك، قرأت مقطعًا من كلام الله: وربحتُ بعض الفهم للشخصية الفاسدة التي كَشَفتُها. "يعتقد أضداد المسيح أن من يكشفهم يُسبِّب لهم المتاعب بكلّ بساطةٍ، ولذلك فإنهم يُسبِّبون المتاعب لأيّ شخصٍ يكشفهم، إذ يتنافسون معه ويصارعونه. ونظرًا لطبيعتهم المُضادَّة للمسيح، لن يكونوا أبدًا لطفاء مع أيّ شخصٍ يُهذِّبهم أو يتعامل معهم، ولن يتسامحوا أو يتساهلوا مع أيّ شخصٍ يفعل ذلك، وبطبيعة الحال لن يشعروا بالامتنان تجاه أيّ شخصٍ يفعل ذلك ولن يشيدوا به. فعلى النقيض من ذلك، إذا هذَّبهم أيّ شخصٍ أو تعامل معهم فتسبَّب في أن يفقدوا كرامتهم أو ماء وجههم، فسوف يضمرون في قلوبهم كراهيةً لهذا الشخص وسوف يريدون إيجاد فرصة للانتقام منه. يا للكراهية التي يضمرونها للآخرين! هذا ما يُفكِّرون به وما يقولونه علانيةً أمام الآخرين: "اليوم هذَّبتني وتعاملت معي، والآن عداؤنا منقوشٌ على الحجر. اذهب في طريقك وسأذهب في طريقي، لكني أقسم بأنني سأنتقم! إذا اعترفت بخطأك لي، أو أحنيت رأسك لي، أو ركعت وتوسلت لي فسوف أسامحك، وإلَّا فلن أنسى هذا أبدًا!" مهما كان ما يقوله أو يفعله أضداد المسيح، فإنهم لا يرون أبدًا التهذيب الرقيق من أيّ شخصٍ أو تعامله معهم أو المساعدة الصادقة من أيّ شخصٍ على أنها وصول محبَّة الله وخلاصه. بل يرونها علامة على الإذلال ولحظة تعرُّضهم للإحراج الأكبر. وهذا يُبيِّن أن أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ على الإطلاق، وأن شخصيَّتهم تشعر بالملل من الحقّ وتكرهه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثامن)). لقد كشف الله، أنه عند تهذيب والتعامل مع أضداد المسيح، فإنهم لا يقبلون بذلك فحسب، بل يبدأوا في كراهية الشخص، الذي هذّبَهم وتعامل معهم ويريدون الانتقام. ولقد ارْتَأيْتُ، أن أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ، ويتضَجَّرون من الحقّ، ويكرهون الحقّ. في الماضي، عندما رأيتُ عبارة "الانتقام من الناس"، جَال بخاطري، أن هذا النَّهْج شرير. واعتقدتُ أنني لم أُبْدِ شرًّا، وأنه ليس بإمكاني ارتكاب مثل هذه الأشياء، وأن أضداد المسيح والأشرار وحدهم، ينتقمون من الناس. وفكّرتُ في سلوكي: عندما أشارت الأخت، إلى المشاكل في عملي، أمام الزملاء، والإخوة والأخوات. شعرتُ أن صورتي قد تشوّهتْ، لذا تحيّزتُ ضدها وقاومتها. وأثناء اجتماع، أدركت الأخت ليو، أنها لم تَقُم بالعمل الفعليّ، المَبنيّ على كلام الله، وراودني شعور، بأنها تتعمَّد فَضْح مشاكلي في العمل، بمناقشة معرفتها الذاتية، لذا، نما تَحَيُّزي ضدها فحسب. ولقد هاجمتها، بقولي إنه لا أحد، تحمَّل عبئًا منذ قدومها. بعدئذ، عندما رأيتُ أن القائدة دائمًا، تناقش العمل معها، شعرتُ أن الأخت ليو، قد سرقت مني الأضواء. ولأنتقم منها، لم أُعْرِب عن اقتراحاتي، حينما ناقشنا العمل، وعندما أعْرَبَتْ الأخت ليو، عن أفكارها واقتراحاتها، أمسكتُ عليها أخطاءً وتجاهلتُها، مما جعل من المستحيل إحراز تقدِّم في العمل. إني أعتبر أختي خَصْمًا لي. وبإمكاني مهاجمتها والانتقام منها، للإبقاء على سُمْعتي ومكانتي. أليست الشخصية التي كَشَفتُها، هي نفسها شخصية ضد المسيح؟ وأبْعَدُ من ذاك، أنني فكّرت في حقيقة، أنها تلفتُ النظر إلى المشاكل في عملي. إنْ سعيتُ للحقّ، لأتفكّر في نفسي، وأعكس انحرافاتي، لكان بالإمكان التوصُّل لحلّ المشاكل بسرعة. وكان هذا سيكون مفيدًا لعملنا. ولكنني لم أرفض فحسب، بل أردتُ الانتقام من أختي. لم أستحق لقب مؤمنة بالله!

لاحقًا، قرأتُ مقطعين آخرين من كلمة الله والتي منحتني مزيدًا من التبصُّر، في جوهر وعواقب هذا السلوك. يقول الله، "الخبث واحدٌ من النزعات الرئيسيَّة في طبيعة أضداد المسيح. ماذا يعني "الخبث"؟ يعني أن لديهم موقفًا خسيسًا بشكلٍ خاصّ تجاه الحقّ. فالأمر لا يقتصر على أنهم لا يخضعون له ويرفضون قبوله، بل إنهم يُدينون أولئك الذين يُهذِّبونهم ويتعاملون معهم. هذه هي الشخصيَّة الخبيثة لأضداد المسيح. يعتقد أضداد المسيح أن من يقبل أن يتم التعامل معه وتهذيبه يكون عرضةً للتنمُّر، وأن الناس الذين يتعاملون دائمًا مع الآخرين ويُهذِّبونهم هم أولئك الذين يرغبون دائمًا في مضايقة الناس والتنمُّر عليهم. ولذلك، سيقاوم ضدّ المسيح كلّ من يتعامل معه ويُهذِّبه، وسوف يضايق ذلك الشخص. ومن يكشف نواقص ضدّ المسيح أو فساده، أو يتشارك معه حول الحقّ ومشيئة الله، أو يجعله يعرف نفسه، يرى ضدّ المسيح أن مثل هذا الشخص يضايقه وينظر إليه بارتيابٍ، فيكره ضدُّ المسيح ذلك الشخص من أعماق قلبه، وسوف ينتقم منه ويُصعِّب عليه الأمور. ... أي نوع من الناس يمتلك مثل هذه الشخصية الشريرة؟ الأشرار. الحقيقة هي أن أضداد المسيح هم أناس أشرار. لذلك، فإن الأناس الأشرار وأضداد المسيح هم وحدهم الذين يمتلكون مثل هذه الشخصية الشريرة. عندما يُواجَه شخصٌ شرسٌ بأي نوع من النصح أو الاتهام أو التعليم أو المساعدة حسنة النية، فإن موقفه لا يتمثل في شكر ذلك أو قبوله بتواضع، ولكنه عوضًا عن ذلك يغضب ويشعر بالكراهية الشديدة والعداوة، وحتى الرغبة في الانتقام" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثامن)). "يَعتبر أضداد المسيح أن مكانتهم وسمعتهم أهم من كل ما عداها. هؤلاء الناس ليسوا فقط مراوغين ومتواطئين وأشرارًا، بل هم أيضًا خبثاء بشدة. ماذا يفعلون عندما يكتشفون أن مكانتهم في خطر، أو أنهم قد فقدوا مكانتهم في قلوب الناس، وعندما يفقدون تأييد هؤلاء الناس ومحبتهم، وعندما لا يعود الناس يبجلونهم ويتطلعون إليهم بإجلال، وعندما يقعون في الخزي؟ فجأة يتغيرون. بمجرد أن يفقدوا مكانتهم، يصبحون غير راغبين في القيام بواجبهم، ويكون كل ما يفعلونه رديئًا، ولا يكون لديهم اهتمام بعمل أي شيء. لكن هذا ليس أسوأ مظهر. ما هو أسوأ مظهر؟ حالما يفقد هؤلاء الناس مكانتهم، ولا يعد أحد ينظر إليهم بإجلال، ولا ينجذب أحد إليهم، تخرج الكراهية والغيرة والانتقام. إنهم ليسوا فقط لا يتقون الله، بل يفتقرون أيضًا إلى أي ذرة من الطاعة. إضافة إلى ذلك، قد يكرهون في قلوبهم بيت الله، والكنيسة، والقادة والعاملين؛ ويتوقون إلى أن يواجه عمل الكنيسة مشاكل أو يتوقف؛ يريدون السخرية من الكنيسة ومن الإخوة والأخوات. كما أنهم يكرهون كل من يسعى وراء الحق ويتقي الله. إنهم يهاجمون أي شخص أمين في واجبه ومستعد لدفع الثمن ويسخرون منه. هذه هي شخصية ضد المسيح - أليست شخصية خبيثة؟ هؤلاء أناسٌ من الواضح أنهم أشرار؛ فأضداد المسيح في جوهرهم أناسٌ أشرار" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثاني)). كانت رؤية كلمات مثل "شرير" و"الأشرار"، شديدة الإيلام، وزرعتْ الخوف في قلبي. لم أكن أتوّقع أن تنطبق عليَّ تلك الكلمات. لقد تشوّهَتْ صورتي، لأنّ أختي لفتت النظر إلى المشاكل في عملي، لذا، فقد هاجَمْتُها وانتَقمْتُ منها، وأحْرَجْتُها عَمْدًا، عند مناقشة العمل، وتَصَيَّدتُ لها الأخطاء في ترتيبات عملها. ولم أوضّح لها، عندما عَلِمتُ بكيفية حلّ مشكلة، صادَفَتْها في عملها، لأنني أردتُ إحْرَاجها والسخرية منها. وعندما كشَفتْني القائدة، وتَعاملَتْ معي، لم أتفكّر في نفسي فحسب، بل كَرِهْتُها لإبلاغها بمشاكلي. وتملَّكني شعور بالسلبية والمقاومة، وصَبَبْتُ جامَّ غضبي على واجبي، وأردتُ أن أستقيل، وأتوقف عن القيام بواجبي. وما أظْهَرتُه، كان نفس الذي أظهره ضد المسيح، شخصية شريرة! ما آمنتُ به: "نُسالم مَن يُسالمنا"، و"إنْ كنتَ فظًّا، فلا تلومني على أنني ظالم". وحينما أَثَّر أي شخص على مصالحي وصورتي، فقد كَرِهْتُهم، وهاجَمْتُهم، وانتقمتُ منهم. وتذكّرتُ قبل إيماني بالله، عندما وقع خلاف بيني وبين صديقة، كانت تتحدث عني بسوءٍ لشخص آخر. واسْتَشَطْتُ غضبًا، وفكّرتُ: "إنْ كنتَ فظًّا، فلا تلومني على أنني ظالم". فقلتُ خُلسَةً، لنفس الشخص الآخر: "كيف تكوني بهذا الغباء وتعامليها بلطفٍ؟ أنتِ حتى لا تعرفين، أنها تتحدث عنكِ بسوءٍ دون عِلْمكِ!" ظننتُ أنني ضعيفة، إنْ لم أردّ الصَّاعَ صَاعَيْن، بعد تعرُّضي للتنمُّر. إنّ العيش بهذه الفلسفة، قد جعلتني أنانيّة وشريرة، وشوَّهت تفكيري، وأعجزتني عن التمييز بين الخير والشرِّ. وعند إدراكي لذلك، صُدِمتُ، وشعرتُ في الوقت نفسه أنني فظيعة. إنْ لم أَتَصَدَّ لشَرِّي، لكان بإمكاني ارتكاب المزيد من الشر، ثم يَنْبُذني ويطردني الله! وعند إدراكي لذلك، صلّيتُ لله في صمتٍ: "إلهي، اعتدتُ التفكير بأنني أمتلك إنسانية رائعة، لكن دينونة وإعلان كلمتك، أرتني كم أفتقر للإنسانية، وأنني شريرة للغاية. ولقد انتقمتُ من أختي، لمساعدتها الخيِّرة لي. إنني عديمة الإنسانية! إلهي، أريد التوبة، وممارسة الحقّ، وتغيير نفسي. أرجوك، أرشدني".

ولاحقًا، قرأتُ بكلمة الله: "عندما يقضي أي شخص بعض الوقت في مراقبتك أو ملاحظتك، أو يسألك أسئلةً مُتعمِّقة في محاولةٍ منه للتحدُّث إليك بصدقٍ ولمعرفة ما كانت عليه حالتك خلال هذا الوقت، وحتَّى أحيانًا عندما يكون موقفه أقسى قليلًا ويتعامل معك ويُهذِّبك قليلًا ويُؤدِّبك ويُوبِّخك، فإن السبب في هذا كلّه هو أن لديه موقفٌ ضميريّ ومسؤول تجاه عمل بيت الله. يجب ألَّا تكون لديك أفكارٌ أو مشاعر سلبيَّة تجاه هذا. ما يعني هذا، هو أنك إن استطعت قبول إشراف الآخرين وملاحظتهم وسؤالهم، فهذا يعني أنك تقبل تمحيص الله في قلبك. وإذا كنت لا تقبل إشراف الناس وملاحظتهم وسؤالهم – إذا كنت تقاوم هذا كلّه – فهل أنت قادرٌ على قبول تمحيص الله؟ إن تمحيص الله أكثر تفصيلًا وعمقًا ودِقَّة من مساءلة الناس؛ فما يطلبه الله أكثر تحديدًا ودقَّةً وعمقًا من هذا. ولذلك، إذا كنت لا تستطيع قبول أن يراقبك مختارو الله، أفلا تكون ادّعاءاتك بأنك يمكن أن تقبل تمحيص الله كلمات فارغة؟ لكي تتمكَّن من قبول تمحيص الله وفحصه، ينبغي أن تكون أوَّلًا قادرًا على قبول المراقبة من بيت الله والقادة والعاملين والإخوة والأخوات" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "بصرف النظر عن أي مشكلات موجودة فيك، أو أي نوع من الفساد تُظهره، عليك أن تتأمل ذاتيًا وتعرف نفسك بحسب كلام الله، أو تطلب ملاحظات عليك من الإخوة والأخوات. والأمر الأهم هو أن تقبل تمحيص الله، وتمثل أمام الله لتطلب استنارته وإنارته. بصرف النظر عن كيف تتعامل مع الأمر، فالأفضل أن تحدّد مشاكلك مسبقًا وتعالجها، وهذا ينتج عن تأملك الذاتي. مهما تفعلْ، لا تكتفِ بالانتظار حتى يكشفك الله، لأنه حينئذ سيكون قد فات الأوان!" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع: إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الأول)). فقط بعد قراءتي لكلام الله، أدركتُ، حقيقة أنّ إخوتي وأخواتي، الذين يُشْرفون عليَّ ويُرشدونني، لأنهم جادّون ومسؤولون عن سير العمل، ويَجْدر بي أن أتلقاها من الله وأتعلّم القبول والطاعة. وهذا يُعدُّ قبولاً لتمحيص الله، وامتلاك قلبٍ يخشى الله. وعندما اكتشفت أختي مشاكلي، ولفتت نظري إليها، لم يكن هذا إلا لمساعدتي ومؤازرتي. لقد كان اختبار حياتي سطحيّ للغاية. واجه الوافدون الجُدُد مشاكلَ في واجباتهم، لكنني لم أستطع الشركة على الحقّ لحلِّها، وفي كثير من الأحيان، رتَّبتُ العمل بكل بساطةٍ، وتركته عند هذا الحدّ، دون متابعة لاحقة أو مساعدة. ولم أستوعب مبادئ ترتيب الموظفين، لكن الأخت ليو، فهمت الحقّ، واستطاعت رؤية بعض الأمور بوضوحٍ، لذا، إذا كنا تعاونّا في عمل الكنيسة، لم يكن ليساعد في عمل الكنسية فحسب، بل كان بإمكاني التّعلُّم منها، والتّحسُّن بسرعة أكبر. حينها فقط، فهمت لماذا يطلب منا الله، التعاون في واجباتنا، بدلاً من القيام بها بمفردنا. ذلك لأن البشر لديهم شخصيات فاسدة، لذا، فنحن بحاجةٍ للإشراف على بعضنا البعض، ومساعدة بعضنا البعض، لتفادي وقوع أخطاء. وعند التفكير في هذا، ملأني شعور بالذنب بوجه خاصٍ. لم يعد بإمكاني العيش في سبيل هَيْبتي ومكانتي. كان عليَّ تعلُّم إطلاق العِنَان لنفسي، وأقبل إشراف وإرشاد الآخرين، وأتعاون مع أختي، وأتقصَّى الحقّ، وأحلّ مشاكل العمل سويًّا، وأن أؤدي واجبي كما ينبغي.

وبعدئذ، أردتُ أن أفتح قلبي للأخت ليو، لكشف وتحليل فسادي، وأن أعتذر إليها. وتفاجئتُ عندما أرسلتني قائدتي، إلى كنيسة أخرى للقيام بواجبي. وبعد انفصالي عن الأخت ليو، خَالَطني ندم بالغ. لذا صلّيت لله في صمتٍ: أقول من الآن فصاعدًا، أنني أردتُ القيام بواجبي كما ينبغي، والتركيز على إصلاح شخصياتي الفاسدة. لاحقًا، وفي الكنيسة الجديدة، كرَّستُ نفسي لواجبي. أتذكّر مرة، استدعتني الأخت لي، التي كانت مَنوطة بالسِّقاية، لتسأل عمّا يجري، في تجمُّع الوافدين الجُدُد. وأسْدَتْ لي الأخت لي نصيحة: "لطالما تذهبين للتجمُّعات الأخرى، ونادرًا ما تأتين إلى تجمُّعات الوافدين الجُدُد، مما يجعل الأمر يبدو وكأن القائدة مُتَغيِّبة. ولا أحد من الإخوة والأخوات يعرفكِ. وهذا يجعل من الصعب متابعة، حالاتهم وصعوباتهم، كما يجب لاحقًا". وعند سماعها تقول ذلك، أصابتني بالذهول، وشعرتُ بتغيُّر حالتي المِزاجية. وفكّرتُ: "كيف تدعوني بالقائدة المُتغيِّبة؟ ألا تعنين أنني أهمل عملي الفعليّ، وأنني عديمة الفائدة؟ كم أنتِ قاسية! ليس الأمر أنني لا أعمل، بل أتابع أعمال الآخرين. وبما أنكِ المَنوطة بهذه المجموعة، فلماذا لا تتولّين مسؤوليتها؟ ليس بالضرورة، أن أقوم بكل صغيرةٍ وكبيرةٍ. إنْ اكتشفت القائدات العُلَى بشأن هذا، ألن يظنوا أنني لا أقوم بعملي الفعليّ؟ هذا لن يُجْدي. إني بحاجةٍ لإيجاد بعض الانحرافات، في عملكِ للتحدث بشأنها..." وعندما فكّرتُ بهذا، أدركتُ ان حالتي خاطئة. لقد أشارت أختي للمشاكل في عملي، وبدلاً من قبولي وتفكيري، ظننتُها شديدة القسوة، وأردتُ إيجاد مشاكل في عملها لدَحْضِها. كنتُ أرفض فكرة قبول الحقّ، وأحاول الانتقام مجددًا. وما أن أدركتُ هذا، صلّيتُ لله في صمتٍ: "إلهي، لقد لَفَتَتْ الأخت لي نظري، لهذه المشكلة اليوم، وكان ذلك من ترتيبك، لكنني كنتُ مقاوِمة في قلبي، وهو ما يتعارض مع مشيئتك. أودّ أن أطيعك وأتفكّر في نفسي". وبعد أن صلّيتُ، هَدأَ رَوْعِي، وبدأت أتفكّر في نفسي. وأدركتُ أنني عانيت من مشكلة: كنتُ اتِّكاليّة على الأخت لي. شعرتُ، وأنا مسؤولة معها، على سِقاية الوافدين الجُدُد، أن بإمكاني الاسترخاء واتباع نهج عدم التدخُّل. وبصفتي قائدة كنيسة، نادرًا ما أحَطتُ عِلمًا، بالحالات الفعلية وصعوبات الوافدين الجُدُد. لم أكن أفي بمسؤولياتي. وكان هذا مظهرًا لعدم قيامي بعملي الفعليّ. بعد ذلك، قلتُ للأخت لي: "سأعيد تنظيم وقتي. لم أدرك هذه المشكلة مُسْبقًا، لكنني أرغب في تغيير ذلك". لاحقًا، تواصلت مع الوافدين الجُدُد وحضرتُ تجمُّعاتهم، وعَرَضتُ شركتي لعلاج حالاتهم. وبقيامي بواجبي بهذه الطريقة، شعرتُ براحةٍ شديدة. ومن خلال هذا الاختبار، أدركت أنه، بالممارسة وِفقًا لكلمة الله، وتعلُّم قبول إشراف، وإرشاد إخوتي وأخواتي، وتهذيبهم، والتعامل معهم، أمكنني إحراز بعض التغيير بحقّ.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لم أعد أنظر بازدراءٍ تجاه شريكي

أدير أمور الكتب والمواد الكنسية. عادةً ما أتحقق ما إذا كانت المواد المختلفة مُنظّمة وموضوعة جانبًا، وما إذا كانت مُرتّبة بعنايةٍ، وما إذا...

اترك رد