لا تدع الغيرة تسيطر عليك

2022 ديسمبر 16

كنت أخدم كقائدة في الكنيسة في صيف عام 2017. ونظرًا لاحتياجات العمل، رتبت القائدة الأعلى للأخت يانغ وانغ والأخت تشنغ شين أن تعملا معي، وأخبرتني بأن أساعدهما. وبعد فترة من الوقت، أدركت أن هاتين الأختين تجتهدان في أداء الواجبات المنوطة بهما، وتحرزان تقدمًا سريعًا. ولم اُضطر للقلق بشأن بعض الأمور – فلقد كان باستطاعة هاتين الأختين مناقشة جميع الأمور فيما بينهما والتعامل معها. في البداية، أسعدني هذا بالفعل، لكن بعد فترة من الوقت، بدأت أشعر بالاستياء. فأنا القائدة، لذلك، يجب التناقش معي أولًا حول أمور الكنيسة، سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة. لكن الآن، قامتا بعمل بعض الترتيبات دون التحدث معي بشأنها. ولم تعودا تأخذاني على محمل الجد! ولو استمر الأمر على هذه الحال، فسأصبح قائدة بالاسم فقط.

وفي أحد الاجتماعات، ذكرت إحدى المشرفات الأختين اللتين أعمل معهما. فقالت: "إنهما تجتهدان حقًّا في أداء الواجبات المنوطة بهما. قبل ذلك، كنا نعاني دائمًا من نقص القائمين على السقاية، لكن منذ قدومهما، حدثت تغيرات سريعة، وأصبح أداء الفريق فعالًا جدًّا". شكرت الله بلساني، لكني، في قلبي، لم أكُن مسرورة. بل شعرت بضيق شديد. وبدا الأمر وكأن الآخرين يهتمون بهما أكثر مني، رغم كل شيء. فأنا أعمل قائدة لسنوات عديدة، لكنهما تعملان منذ أيام قليلة فقط. هل هما أفضل مني؟ لم أرغب بقبول هذا الأمر. لم أسمع أيًّا ممّا قالته المشرفة بعد ذلك. وعدت إلى منزلي بعد الاجتماع. في تلك الليلة، رقدت في السرير، وأخذت أتقلب يمينًا ويسارًا، وعجزت عن النوم. وأصابني ضيق شديد، كلما تذكرت ما قالته المشرفة. فبعد العمل قائدة لعدة سنوات، لم أرتقِ إلى مستوى هاتين الأختين اللتين بدأتا التدريب للتو. ما الذي ستظنه القائدة الأعلى بي إذا علمت بذلك؟ هل ستقول إنني غير كفؤ وغير مناسبة لأكون قائدة؟ كان الآخرون ينظرون إليَّ باحترام، لكنهم الآن أصبحوا يعتقدون أن هاتين الأختين أفضل مني. هل سيدعمان الأختين بدلًا مني بعد ذلك؟ شعرت بأن للأخت يانغ وانغ والأخت تشنغ شين قد سرقتا الأضواء مني، وملأني هذا بالغيرة والاستياء نحوهما. كانت الأفكار تموج في عقلي، وخشيت أن يهدد هذامنصبي. فشجعت نفسي في صمت وأخبرتها بأنني يجب أن أبلي بلاءً حسنًا في عملي وأن أسعى وراء إنجاز جميع مشروعاتنا بشكل جيد حتى يرى الجميع أنني لا آتي في المرتبة الثانية وراءهما على الإطلاق. بعد ذلك، أصبحت استيقظ مبكرًا، وأبقى في العمل حتى وقت متأخر كل يوم. وأسارع إلى تولي أي عمل مهم وإلى حل أية مشكلة تطرأ، خشية أن تتصدر الأختان المشهد. لذلك أحيانًا كنت أتمنى أن ترتكبا أي خطأ وتفقدا ماء وجهيهما. ذات يوم، بينما كنت أراجع سجلات الكنيسة، اكتشفنا تناقضات في الأرقام الصادرة والواردة. كانت الاثنتان تتعاملان مع توزيع الكتب واستلامها، وعندما رأيتهما تبحثان في قلق عن السبب، لم أمتنع عن مساعدتهما فحسب، بل فرحت لمحنتهما، وقلت لنفسي: "كنت أعتقد أنكما تتمتعان بالكفاءة العالية – والآن ماذا ستفعلان؟" قلت لهما بنبرة موبخة: "إن وجود مشكلة مع كتب الكنيسة أمر جلل". وعندما سمعتا هذا، أصابهما التوتر وتأثرت حالتهما. كنت أضمر الشعور بالسعادة، وقلت لنفسي: "سوف نرى ما إذا كانت القائدة تعتقد أنهما أفضل مني بعد ارتكاب هذا الخطأ الجسيم. إذا ظلتا في حالة سلبية، فلن يكون هناك أي داع للقلق بشأن أي تهديد لمنصبي". في ذلك الوقت شعرت بشيء من الذنب، وأدركت أن هذا يتجاوز كل الحدود، لكني لم أتفكّر في الأمر مليًّا.

لاحقًا تغير واجب الأخت تشنغ شين لسبب ما، وتركني هذا مع الأخت يانغ وانغ لنعمل معًا. وذات يوم في إحدى مناقشات العمل، لاحظت أن القائدة الأعلى كانت تطلب رأي الأخت يانغ وانغ دائمًا بينما أجلس أنا في جانب وأشعر بالتجاهل. ولم يسعني إلا أن أفترض أن القائدة ربما تفكر أنها أصغر سنًا وأكثر قدرة، لذلك قد ترغب في تدريبها. وسحقتني تلك الفكرة. فلطالما كانت القائدة تناقش الأمور معي، لكنها الآن تقدر رأي الأخت يانغ وانغ. ألا يجعلها هذا تبدو أفضل مني؟ واشتعلت غيرتي مرة أخرى. وخلال ذلك الوقت، كنت أوبخها كلما لاحظت أخطاءً في عملها، وأحيانًا أعاملها ببرود. وفي كل اجتماع، كنت أحرص على إثبات أنني الوحيدة التي تدير الأمور حتى أتمكن من حل مشكلات الجميع، ولا أمنحها أية فرصة للمشاركة. ازدادت حالتها سوءًا شيئًا فشيئًا، ولم تعد تبذل جهدًا في عمل الكنيسة. بعض الأمور لم تُنجَز في الوقت المحدد مما أضر بعمل الكنيسة. وفي ذلك الوقت شعرت بشيء من الذنب. شعرت بأنني السبب الأكبر في حالتها السلبية، لكني لم أقم بالتأمل الذاتي. ولم أفهم حالتي جيدًا حتى نالني تأديب الله.

ذات يوم، شعرت فجأة بالمرض والحمى، ثم بدأت أسعل. فاعتقدت أن نوبة الربو تزداد سوءًا مرة أخرى، لكن حذرتني إحدى الأخوات قائلة: "مؤخرًا لاحظت أنك الوحيدة التي تشارك في الاجتماعات. وأن الأخت يانغ وانغ لا تحصل على فرصة للتحدث. يجب أن تقومي بالتأمل الذاتي. فالاستمرار على هذا النحو أمر خطير". لم أرفض نصيحتها فقط، بل فعلت كل ما بوسعي للدفاع عن موقفي: "أنت لا تعرفينها جيدًا، إنها لا تجيد التحدث. أحيانًا يسود الصمت في الاجتماعات، إذا لم أقيم شركة". فلم تقل شيئًا آخر. لاحقًا، ازداد السعال سوءًا، ولم يُجدِ معه أي دواء. وبصرف النظر عن مدى رغبتي في المشاركة بالاجتماعات، فإنني لم أعد قادرة على ذلك. ذهبت لرؤية الطبيب لعمل فحص. فقال الطبيب إنني أصبت بحالة حادة من توسع القصبات ومرض السل، وقال إنها أمراض خطيرة وأن السيطرة عليها تتطلب العلاج لمدة عام. عندما سمعت هذا، جلست مصدومة وأصابني إحباط شديد. كنت قد أصبت بمرض السل من قبل، وكان علاجه صعبًا للغاية. لم أعرف كيف أصبت به مرة أخرى، وبهذه الدرجة الخطيرة. وبما أن مرض السل معدٍ، فلن أستطيع التواصل مع الإخوة والأخوات. وهذا يعني أنني لن أستطيع أداء واجبي. لقد كنت أؤدي واجبًا طوال سنوات إيماني، وتركت عائلتي ووظيفتي تضحيةً من أجل الله. وفي ذلك الوقت خاصة، كان العمل كثيرًا جدًّا وكنت أسارع إلى القيام بكل شيء. فلماذا أصبت بهذا المرض الخطير؟ هل هذه مشيئة الله؟ ازداد شعوري بالإحباط كلما فكرت في الأمر، وأصبحت أختبئ تحت لحافي لأبكي. وذات مرة، صليت إلى الله والدموع تنهمر من عينيَّ: "إلهي! إنني أعاني ألمًا شديدًا. ولا أعرف كيف أجتاز هذه المحنة. أرجوك امنحني الاستنارة لأفهم مشيئتك وأتعلم درسي من هذا المرض".

وذات يوم، قرأت كلمات الله هذه خلال عباداتي. يقول الله، "في معظم الأوقات، عندما تُصاب بمرض خطير أو مرض غير عادي، ويسبب لك ألمًا شديدًا، فإن هذه الأشياء لا تحدث من قبيل الصدفة؛ فسواء كنت مريضًا أو معافىً، فإن مشيئة الله وراء كل هذا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. اكتساب الحق هو الأهم في الإيمان بالله). عندما تأملت هذا، أدركت أن سماح الله بأن أصاب بالمرض لم يكن تعسفًا على الإطلاق، بل من المؤكد أنه يحقق مشيئة الله. كان يجب عليَّ التأمل في ذاتي بجدية. فصليت وسعيت مرارًا وتكرارًا. وخلال تأملاتي، أدركت فجأة أن غيرتي المستمرة من الأخت يانغ وانغ والعيش في حالة كفاح من أجل الشهرة والربح بدون تغيير جعلها تشعر بأنها مقيدة وأثَّر هذا بدوره على عمل الكنيسة. فشعرت بالذنب والندم الشديدين. وقرأت هذا في كلام الله: "فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر – فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد. لكن هل يوجد أحد تكون أعماله حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ينبغي أن يُعاقَب الشرير). "هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). قراءة كلام الله حركت مشاعري. لقد كشف حالتي بدقة. منذ أن رأيت هاتين الأختين تقومان بواجبهما ببراعة وتتعلمان بسرعة، وتتعاملان مع الأمور دون مناقشتها معي، شعرت بالضيق، واعتقدت أنهما تحتقراني. وعندما أثنت المشرفة على كفاءتهما في أداء الواجب، شعرت بأنهما يهددان منصبي ويريدان سرقة الأضواء مني. ولكي أثبت أنني أفضل منهما، وأحافظ على منصبي، سرقت الأضواء منهما عند إقامة المشاركات وحل مشكلات الآخرين في الاجتماعات ولم أمنحهما أية فرصة للمشاركة. وعندما ظهر شيء مبهم عند تسوية الحسابات، بدلًا من مساعدتهما في إيجاد السبب، استمتعت بمعاناتهما، وأطلقت تعليقات مهينة، وجعلتهما تشعران بالضغوط وتعيشان في حالة سلبية. لقد كنت شريرة للغاية. وعندما فكرت في هذا، شعرت بالذنب والندم، وصليت إلى الله وأنا أذرف الدموع: "آه يا إلهي! إنني لم أفشل في أداء واجبي بشكل جيد ولم أبادلك حبك فحسب، بل إنني شعرت بالغيرة ممن يملك الكفاءة، وقاتلت من أجل الشهرة والربح. كان سلوكي مقززًا ومثيرًا للاشمئزاز بالنسبة إليك. إلهي، أريد أن أتوب وأتغير". قرأت هذه الكلمات من الله. "عندما تواجه بعضَ الناس مشكلةٌ ما، فإنهم يبحثون عن حل من الآخرين، أما إذا تكلم شخص آخر بما يوافق الحق فإنهم لا يقبلونه، كما أنهم غير قادرين على الطاعة، ويفكرون في قلوبهم قائلين: "أنا أفضل منه بالطبع. إنْ أصغيت إلى اقتراحه هذه المرة، ألن يبدو وكأنه أفضل منّي؟ كلا، لا أستطيع الاستماع إليه في ذلك، سأقوم بالأمر على طريقتي". وبعدئذ يختلقون الأسباب والأعذار لإسقاط وجهة نظر الآخر. أيّ نوع من الشخصية هذه عندما يرى المرء شخصًا أفضل منه ويحاول إسقاطه أو نشر شائعات عنه أو استخدام وسائل حقيرة لتشويه صورته وتقويض سمعته – حتى الدوس عليه – من أجل حماية مكانه الخاص في أذهان الناس؟ ليس هذا مجرد غطرسة وغرور، إنها شخصية شيطانية، إنها شخصية خبيثة. إن قدرة هذا الشخص على مهاجمة الأشخاص الأفضل والأقوى منه وإبعادهم هي أمر خبيث وشرير. وكونه لا يردعه شيء عن الإطاحة بالأشخاص يظهر أنه يتحلّى بكثير من صفات إبليس! فكونه يعيش بشخصية الشيطان، يجعله عرضة للتقليل من شأن الناس، لمحاولة تلفيق تهم لهم، وجعل الامور صعبة عليهم. ألا يعد هذا فعلاً شريرًا؟ وبعيشه على هذا النحو، لا يزال يعتقد أنه بخير، وأنه امرؤ صالح ـ ولكن عندما يرى شخصًا أقوى منه، فمن المرجح أنه سيضع أمامه الصعاب، والدوس عليه بكل استطاعته. ما القضية هنا؟ أليس الأشخاص القادرون على ارتكاب مثل هذه الأعمال الشريرة عديمي الضمير ومعاندين؟ أناسٌ كهؤلاء لا يفكرون إلّا في مصالحهم الخاصة، ولا يراعون سوى مشاعرهم الخاصة، وكل ما يريدونه هو تحقيق رغباتهم وطموحاتهم وأهدافهم. ولا يهتمون بمدى الضرر الذي يسببونه لعمل الكنيسة، ويفضلون التضحية بمصالح بيت الله لحماية مكانتهم في أذهان الناس وسمعتهم. أليس أمثال هؤلاء متعجرفين وأبرارًا في أعين أنفسهم وأنانيين ووضعاء؟ أمثال هؤلاء الناس ليسوا متعجرفين وأبرارًا في أعين أنفسهم فحسب، بل هم أيضًا أنانيون للغاية ووضعاء. إنهم لا يبالون بمشيئة الله على الإطلاق. هل يخاف أمثال هؤلاء الله؟ إنهم ليس لديهم أدنى خوف من الله. ولهذا السبب يتصرفون عن هوى ويفعلون ما يريدون، دون أي إحساس باللوم، ودون أي خوف، ودون أي تخوف أو قلق، ودون النظر إلى العواقب. هذا ما يفعلونه غالبًا، هكذا تصرفوا دائمًا. ما طبيعة هذا السلوك؟ بعبارة بسيطة، هؤلاء الناس غيورون جدًا ولديهم رغبة قوية جدًا في الشهرة والمكانة الشخصية؛ هم مخادعون وغدارون للغاية. بعبارة أكثر قسوة، جوهر المشكلة هو أن قلوب هؤلاء الناس لا تشعر بأدنى قدر من مخافة الله. إنهم لا يخافون الله، ويعتقدون أنهم في غاية الأهمية، ويعتبرون كل جانب من وجوههم أعلى من الله وأعلى من الحق. في قلوبهم، الله لا يستحق الذكر ولا مغزى له، وليست لله أي مكانة في قلوبهم على الإطلاق. فهل يمكن لمن لا مكان لهم لله في قلوبهم، ومن لا يقدسون الله، ان يضعوا الحق موضع التنفيذ ؟ حتمًا لا. إذًا، عادةً عندما يُبقون أنفسهم منشغلين بمرح ويبذلون الكثير من الطاقة، ما الذي يفعلونه؟ يدّعي حتى أشخاص كهؤلاء أنّهم قد تخلّوا عن كل شيء من أجل التضحية لله وأنّهم عانوا كثيرًا، لكن في الواقع، حافز كل أفعالهم ومبدأها وهدفها هو من أجل مكانتهم وجاههم، ولحماية جميع مصالحهم. هل برأيكم هذا النوع من الأشخاص مريع أم لا؟ أي نوعٍ من البشر يؤمنون بالله لسنوات عديدة، ومع ذلك لا يخشونه؟ أوليسوا متغطرسين؟ أوليسوا شياطين؟ وما هي أكثر الأشياء افتقارًا إلى مخافة الله؟ بصرف النظر عن الحيونات، فهم الأشرار وأضداد المسيح، أمثال الأبالسة والشياطين. فهم لا يقبلون الحق على الإطلاق؛ وتنعدم لديهم مخافة الله. كما أنهم قادرون على أي شر؛ فهم أعداء الله، وأعداء المختارين من الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يتعين الوفاء بها للانطلاق في المسار القويم للإيمان بالله). أشعرتني قراءة كلام الله أنني أقابل الله وجهًا لوجه؛ حيث يدينني. اعتقدت، لكوني قائدة لسنوات عديدة، أنني يجب أن أكون أفضل من الآخرين، في مستوى أعلى منهم، لذلك شعرت بالغيرة، وقمت بإقصاء أي شخص أكثر كفاءة مني. عرفت أن هاتين الأختين تتمتعان بمقدرة كبيرة، وتجتهدان في أداء الواجبات المنوطة بهما، وتحققان نتائج جيدة. وكان هذا جيدًا لأعمال الكنيسة وجيدًا لدخول الإخوة والأخوات في الحياة. لكني لم أراعِ أيًّا من هذا، بل راعيت اسمي ومكانتي فحسب. بل دخلت ضدهما معركة صامتة، وتصيدت أخطاءهما وهفواتهما في العمل، وضايقتهما، وجعلتهما تبدوان بمظهر سيئ، وتركتهما في حالة سيئة، وهما لا تهتمان بأداء واجباتهما. فتضررت أعمال الكنيسة أيضًا. حفاظًا على مكانتي، شعرت بالغيرة من الأشخاص الأكثر موهبة، وأصبت الأختين، اللتين تستطيعان إنجاز عمل حقيقي، بالإحباط. وتسبب هذا في تعطيل عمل الكنيسة وأضر بمصالح بيت الله. لم تكن لديَّ أية إنسانية. وكنت أظهر شخصية شيطانية. لا يطيق الشيطان رؤية الناس يقومون بأعمال صالحة، فهو يتحرق شوقًا إلى رؤيتهم محبطين ويخونون الله. كنت أتصرف كتابعة للشيطان؛ أفعل الشر وأعارض الله. بوصفي قائدة في الكنيسة، يجب أن أراعي مشيئة الله، وأُنَمّي الأفراد الأكثر موهبة من أجل الكنيسة. لكن بدلًا من ذلك، لم أفشل في تنمية الموهوبين فقط، بل كنت غيورة واستبدادية أيضًا. كيف يعد هذا أداءً للواجب؟ كنت أفعل الشر وأعارض الله فحسب. كرهت نفسي حقًا – وشعرت بأنني لست إنسانة ولا أستحق أن أعيش.

وذات يوم، صارحت إحدى الأخوات، وعقدتُ شركة حول غيرتي. أنصتت إليَّ، ثم شاركتني مثالًا عن غيرة شاول من داود. فقالت: "عندما رأى شاول أن الله استخدم داود للفوز بالحرب وأن بني إسرائيل جميعًا يدعمونه، شعر بالغيرة من داود، وسعى إلى قتله. لكن انتهى به الأمر ممقوتًا ومرفوضًا من الله". عندما سمعت هذا، سرت قشعريرة في جسدي. وتذكرت كل سلوكياتي السابقة. عندما رأيت هاتين الأختين تحققان نتائج جيدة في واجباتهما، شعرت بالغيرة منهما، وأعقت تقدمهما عند كل منعطف. لم يكن هذا عدم انسجام مع الناس، بل كان معارضة لله. ألم يكن هذا مثل شاول؟ أصابني الذعر عندما رأيت الأمر بهذه الطريقة، وأدركت أن تأديب الله في الوقت المناسب هو الذي أوقفني عن مساراتي الشريرة. ولو كنت استمررت على هذا النحو، لكانت العواقب وخيمة. لاحقًا، فكرت في الأمر مرارًا وتكرارًا. لماذا، وأنا أعلم علم اليقين أن الله لا يحب الغيرة، لم أستطع منع نفسي من تهميش الآخرين؟ قرأت مقطعًا من كلام الله. "إن إحدى السمات الأكثر وضوحًا لجوهر أضداد المسيح، أنهم مثل الطغاة الذين يديرون حكمهم الاستبدادي: إنهم لا يستمعون إلى أي شخص، وينظرون إلى الجميع بازدراء، وبغض النظر عن نقاط القوة لدى الناس، أو ما يقولونه ويفعلونه، أو ما لديهم من أفكار وآراء، فإنهم لا يأبهون بذلك؛ وكأن لا أحد مؤهلًا للعمل معهم أو المشاركة في أي شيء يفعلونه. وهذا هو نوع شخصية ضد المسيح. يقول بعض الناس إن هذه إنسانية ضعيفة. كيف يمكن أن تكون هذه مجرد إنسانية ضعيفة؟ هذه شخصية شيطانية صارخة. هذا النوع من الشخصيات شرس للغاية. لماذا أقول إن شخصياتهم شرسة للغاية؟ يعتقد أضداد المسيح أن مصالح بيت الله والكنيسة ملكهم بالكامل، كممتلكات شخصية يجب أن يديروها بمفردهم تمامًا، دون تدخل من أي شخص آخر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مكانتهم الخاصة وصورتهم. فهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، ناهيك عن السماح لأي شخص لديه المقدرة ويستطيع التحدث عن اختباراته وشهاداته، بتهديد وضعهم وهيبتهم. ... عندما يميِّز شخص ما نفسه بقليل من العمل، أو عندما يكون شخص ما قادرًا على التحدث عن اختبارات وشهادة حقيقية من أجل نفع المختارين وبناءهم ودعمهم، ويكسب الكثير من الثناء من الجميع، ينمو الحسد والكراهية في قلوب أضداد المسيح، فهم يحاولون تنفير الناس منهم والتقليل من شأنهم، وكذلك لا يسمحون لمثل هؤلاء الأشخاص بالقيام بأي عمل، تحت أي ظرف من الظروف، لمنعهم من تهديد مكانتهم. ... أضداد المسيح يفكرون في أنفسهم: "لن أتحمَّل هذا بأي شكل كان. تريد أن يكون لك دور داخل نطاقي، لتنافسني. هذا مستحيل، حذارِ أن تفكر في هذا. أنت أكثر قدرة مني، وأكثر فصاحة مني، وأكثر تعليمًا مني، وأكثر شعبية مني. هل تريدني أن أعمل معك جنبًا إلى جنب؟ ماذا أفعل إذا سرقت مني الأضواء؟" هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا، ما الذي يفكرون فيه؟ إنهم لا يفكرون إلا بكيفية التشبث بمكانتهم. على الرغم من معرفتهم أنهم عاجزون عن القيام بعمل حقيقي، فإنهم لا يتعهدون ولا يُرَقّون الأشخاص ذوي المقدرة الجيدة، الذين يسعون إلى الحق. والوحيدون الذين يرقّونهم هم الأشخاص الذين يتملقونهم، الأشخاص الميالون إلى عبادة الآخرين، الذين يمدحونهم ويُكنّون لهم إعجابًا في قلوبهم، الأشخاص ذوي الأسلوب الساحر، الذين لا يتمتعون بفهم للحق ولا يقدرون على التمييز" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). يكشف الله أن أعداء المسيح لا يراعون مطلقًا عمل بيت الله، ويريدون كل السلطة لأنفسهم. ويضعون الكنيسة تحت سيطرتهم، ولا يسمحون لأحد آخر بالمشاركة. ويستبعدون ويقمعون أي شخص يشكل تهديدًا لمكانتهم، ويجتهدون في التغطية على جوانب قوة الآخرين ومزاياهم. كنت أتصرف مثل أعداء المسيح. لكي أحافظ على مكانتي، أردت أن أحتكر السلطة وأن أصبح صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في الكنيسة، كنت أتبع أفكار خاطئة مثل "لا يمكن أن يكون هناك سوى رجل حاكم واحد"، و"أنا الأفضل في الكون كله". ولم أكن أسمح لأي شخص بالتفوق عليَّ. وعاملت هاتين الأختين كمنافستين لي، وانتهزت كل فرصة ممكنة لانتقادهما وكشف أخطائهما. كنت أظهر شخصية شريرة، وأسير في طريق أعداء المسيح. إذا لم أتُب وأتغير، ألن ينتهي بي الأمر مثلهم؟ عندئذ أدركت أنه بدون تأديب الله وكلمات دينونته وإعلاناته، لم أكن لأدرك أبدًا مدى خطورة أفعالي. لفترة من الوقت، شعرت بالندم والذنب، وكرهت نفسي فعلًا. وندمت على عدم تقدير الفرصة للقيام بواجبي في السابق، وشعرت بأني مدينة لله.

بعد ذلك، قرأت المزيد من كلام الله. "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. ... إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). لقد تعلمت من كلام الله أن القادة والعمال يجب أن يركزوا على اكتشاف الموهوبين وتنميتهم. أما قمعهم والشعور بالغيرة منهم من أجل مصالح شخصية فيثير اشمئزاز الله. مع شعوري بالندم حول طريقة تعاوني السابق مع هاتين الأختين. قررت أنه بغض النظر عن هوية مَن أعمل معه في المستقبل، فسوف أضع مصالح بيت الله أولًا وأوصي على الفور بأية موهبة أكتشفها، وأفي بمسؤوليتي في واجبي. وفي أحد الاجتماعات اللاحقة، كشفت فسادي للآخرين، وشرَّحته، واستمررت في تذكير نفسي خلال العمل مع الآخرين بألّا أفعل أي شيء يتعارض مع عمل الكنيسة. وبعد مُضيّ بعض الوقت، رتبت لي الكنيسة القيام بإنتاج مقاطع فيديو.

ولم يمض وقت طويل حتى رتبت لي الكنيسة لأمنح أختًا أخرى بعض التدريب المهاري. كانت تمتلك مقدرة جيدة، وكانت سريعة التعلم. فكرت في نفسي: "إن أصبحَت جيدة في هذا، فهل ستأخذ مكاني؟ هل ستنظر إليَّ القائدة نظرة ازدراء، إذا رأت أن هذه الأخت أسرع مني في التعلم؟" عندما فكرت في هذا، لم أرغب في بذل أي جهد في تدريبها. ثم أدركت أنني لم أكن في الحالة الصحيحة، لذلك سارعت إلى الصلاة، وطلبت من الله أن يحفظ قلبي. وتذكرت شيئًا يقوله الله: "عليك أن تراعي أولًا إرادة الله، وأن تنظر في مصالح الله الخاصة، وأن تضع عمل الكنيسة في الاعتبار، وأن تضع هذه الأمور في المقام الأول وفي الصدارة؛ فقط بعد ذلك يمكنك أن تفكِّر في استقرار مكانتك أو كيف يراك الآخرون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). وعندما فكرت في هذا، تخليت عن أفكاري الخاطئة وبذلت كل ما بوسعي في تدريبها، فاستطاعت أداء واجبها بمفردها بعد أيام قليلة فحسب. وعندما عملنا معًا، تحسنت كفاءتنا في أداء واجباتنا قليلًا. وأنا شخصيًّا شعرت بأن التعاون المتناغم يحقق الحرية والسلام المُؤثِّرَين. ويجلب بركات الله. تحقق كل هذا التغير فيَّ عن طريق كلام الله. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ما يكمن وراء هجمات أقاربي

كان والدي مدير مدرسة، وكثيرًا ما تحدث عن المادية في المدرسة والمنزل. علَّمنا أن السعادة تعتمد على عملنا الجاد، كان علينا تكريس أنفسنا...

الإيمان مصدر القوة

الصيف الماضي. كنت أتحرى ذلك عبر الإنترنت، وآخرون شاركوا معي الكثير من الحق، عن أمور مثل كيف يعود الرب، وكيف نسمع صوت الله ونرحب بالرب، وكيف...

تخفيف وطأة العلاقات المقيّدة

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

اختبار شخصية الضد

"يا الله! سواء أكانت لي مكانة أم لا، أنا الآن أفهم نفسي. إذا كانت مكانتي رفيعة فهذا بسبب تزكيتك، وإذا كانت وضيعة فهذا بسبب ترتيبك. فالكلّ...