التبشير بالإنجيل هو الواجب الذي يلتزم جميع المؤمنين بتتميمه
تحدثنا في اللقاء الأخير عن أداء الواجب كما ينبغي. إن تحقيق ذلك هو الشرط الأول والأساسي من الشروط الأساسية الأربعة المطلوبة ليُكمِّل الله الإنسان. في المرة السابقة، انخرطنا في شركة عن تعريف أداء المرء لواجبه ومبادئ ذلك. وناقشنا أيضًا بعض الأمثلة، وعقدنا شركة عن العلامات الظاهرة المختلفة التي تشير إلى أن الناس لا يؤدون واجباتهم كما ينبغي. من خلال القيام بذلك، مكَّنتُ شعب الله المختار من أن يرى بوضوح أنه ينبغي إصلاح مثل هذه المشكلات، وأن يفهموا الموقف الذي يتخذه الله تجاه أولئك الذين يؤدون واجباتهم بهذه الطريقة. بعد عقد الشركة عن هذا الأمر، اكتسبتم فهمًا عامًا لكيفية أداء واجبكم كما ينبغي، وما الذي يجب الانتباه إليه، وما الأشياء التي لا يمكنكم فعلها، وما الأفعال التي قد تسيء إلى شخصية الله وتؤدي إلى الدمار. هل يمكنكم، من خلال الانخراط في شركة عن كيفية أداء واجبكم كما ينبغي، أن تروا وتفهموا شيئًا من حقيقة هذا الأمر من الناحية التصوّرية؟ عند أداء الواجبات المختلفة، ما المبادئ التي ينبغي لجميع أنواع الناس المختلفة الالتزام بها، وما الحقائق التي ينبغي أن يمارسوها؟ هل لديكم فهم واضح لهذه التفاصيل؟ (نحن لا نفهم ذلك بوضوح). إذًا، نحن بحاجة إلى الحديث عن ذلك بمزيد من التفصيل. يجب أن نحدد تصنيفات أكثر تفصيلًا حتى نناقش ما يعنيه أداء المرء لواجبه كما ينبغي.
ينقسم عمل بيت الله إلى عدة فئات رئيسية. ويحتل نشر الإنجيل الصدارة بين جميع أعمال بيت الله. إنه يشمل عددًا هائلًا من الناس، ويمس نطاقًا واسعًا من الأشياء، وينطوي على قدر كبير من العمل. إنه الفئة الأولى من العمل، والمهمة الأكثر أهمية في عمل الكنيسة ككل. إن عمل نشر الإنجيل هو المهمة الأولى المهمة في خطة تدبير الله. لهذا السبب يجب تصنيفه على أنه الفئة الأولى من العمل. إذًا، ما اللقب الذي يحمله أولئك الذين يؤدون هذا الواجب؟ ناشرو الإنجيل. أما بالنسبة إلى الفئة الثانية، فما الواجب الأكثر أهمية في العمل الداخلي للكنيسة؟ (واجب القادة والعاملين). صحيح، إنه واجب القادة والعاملين على جميع المستويات في الكنيسة، بما في ذلك المشرفين وقادة فرق مختلف المجموعات. هذا الواجب ذو أهمية قصوى، وكل العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص مهم. هذه هي الفئة الثانية. أما بالنسبة إلى واجبات الفئة الثالثة، فما الواجبات المهمة نسبيًا في عمل نشر الإنجيل؟ (بعض الواجبات الخاصة). نعم، تشمل الفئة الثالثة الأشخاص الذين يؤدون واجبات خاصة متنوعة، وتشمل الكتابة، والترجمة، والموسيقى، وصناعة الأفلام، والفن، والعمل في الشؤون الخارجية. يؤدي المنتمون للفئة الرابعة بشكل أساسي واجبات عادية تتعلق بالعمل اللوجستي، مثل الاستقبال، والطهي، وعمليات الشراء. ليس من الضروري إجراء تصنيف مفصل لهذه الواجبات. الفئة الخامسة هي لأولئك الأشخاص الذين لا يستطيعون أداء بعض الواجبات إلا في أوقات فراغهم بسبب أوضاعهم العائلية، أو ظروفهم الجسدية، أو لأسباب أخرى من هذا القبيل. يؤدي هؤلاء الأشخاص واجباتهم بأقصى ما لديهم من قدرات. هذه الفئة الخامسة. أما الآخرون، الذين لا يؤدون واجباتهم، فيُوضعون في الفئة السادسة. هؤلاء الأشخاص لا علاقة لهم بأداء الواجبات، فلماذا يتم إدراجهم في فئة من الأساس؟ لأنهم محسوبون ضمن عدد أعضاء الكنيسة، لذا فهم مُدرجون في هذه الفئة الأخيرة. إذا كانوا قد استمعوا إلى العديد من العظات، وكانوا قادرين على فهم الحق، وطلبوا طواعية واجبات ليؤدوها، فينبغي أن نسمح لمثل هؤلاء الأشخاص بأداء الواجبات ونعطيهم فرصة للتوبة، ما دام لديهم إيمان صادق وليسوا من ذوي مستوى القدرات المنخفض للغاية أو من الأشرار، وشريطة أن يتعهدوا بعدم إحداث اضطرابات. يندرج جميع أعضاء الكنيسة بشكل أساسي ضمن الفئات الست المذكورة للتو. لم يتبق سوى المؤمنين الجدد. لا يمكن القول إنهم لا يؤدون واجباتهم. لكن لأن قامتهم صغيرة وليس لديهم سوى فهم سطحي للحق، فهم لا يستطيعون فعل أي شيء. حتى إذا كان بعضهم من ذوي مستوى القدرات الجيد، فإنهم لا يفهمون الحق أو المبادئ، وبالتالي لا يزالون غير قادرين على أداء أي واجبات. يمكنهم البدء في أداء الواجبات بعد الإيمان بالله لمدة سنتين أو ثلاث. وعندئذٍ يمكننا أن ندرجهم ضمن الفئات المختلفة من الأشخاص الذين يؤدون الواجبات. وختامًا، لقد حددنا الآن بوضوح الفئات الست. الفئة الأولى لأولئك الذين ينشرون الإنجيل، والفئة الثانية للقادة والعاملين على جميع مستويات الكنيسة، والفئة الثالثة لأولئك الذين يؤدون واجبات خاصة، والفئة الرابعة لأولئك الذين يؤدون واجبات عادية، والفئة الخامسة لأولئك الذين يؤدون واجبات عندما يسمح الوقت بذلك، والفئة السادسة لأولئك الذين لا يؤدون واجبات. ما المبادئ التي تشكّل الأساس لترتيب هذه الفئات؟ تُقسَّم هذه الفئات وفقًا لطبيعة العمل، والوقت اللازم لأداء العمل، وحجم العمل، وأهمية العمل. عندما تحدثنا سابقًا عن أداء الواجبات، ناقشنا بشكل أساسي الجوانب المختلفة لحقيقة أداء الواجبات. كانت الشركة التي عقدناها تتعلق بمبادئ الحق التي ينبغي لجميع الناس اتباعها في أداء واجباتهم. لم نحدِّد أي فئات، ولم نناقش بالتفصيل المبادئ التي ينبغي أن يلتزم بها كل نوع من أنواع الناس هذه، ولا الحقائق المُحدَّدة التي ينبغي أن يركزوا على الدخول فيها. فيما يلي، سنعقد شركة عن هذا الجانب من الحق بشكل أكثر شمولًا، وسنناقش كل فئة تباعًا حتى تكون الأمور واضحة.
سأفتتح شركتنا أولًا عن الحقائق التي ينبغي أن يفهمها الذين ينشرون الإنجيل. ما الحقائق الأساسية التي ينبغي أن يفهمها الأشخاص الذين ينشرون الإنجيل ويُزوِّدون أنفسهم بها؟ كيف ينبغي لك أن تباشر هذا الواجب لتؤديه جيدًا؟ يجب أن تتسلح ببعض الحقائق الخاصة بالرؤيا اللازمة لنشر الإنجيل، ويجب أن تتقن مبادئ نشر الإنجيل. حالما تتقن مبادئ نشر الإنجيل، ما الحقائق الأخرى التي ينبغي أن تُزوِّد نفسك بها من أجل علاج مفاهيم الآخرين ومشكلاتهم؟ كيف ينبغي أن تعامل أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق؟ الشيء الأكثر أهمية هو أن تتعلم التمييز. مَن الذي يمكنك تبشيره بالإنجيل ومَن الذي لا يمكنك تبشيره: هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن تفهمه. إذا بشّرتَ بالإنجيل أناسًا لا يمكن تبشيرهم، فلن يكون ذلك جهدًا ضائعًا فحسب، بل يمكن أن يجلب بسهولة مخاطر خفية. يجب فهم هذا الأمر. بالإضافة إلى ذلك، حتى الأشخاص الذين يمكن تبشيرهم بالإنجيل لن يقبلوه إذا اكتفيت بقول بضع كلمات أو التحدث عن بعض التعاليم العميقة. الأمر ليس بهذه السهولة. قد تتكلم حتى يجفّ فمك وييبس لسانك، وتفقد كل صبرك، وتريد أن تنبذ أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق. في مثل هذه الظروف، ما الشيء الأكثر أهمية وينبغي امتلاكه؟ (المحبة والصبر). يجب أن يكون لديك المحبة والصبر. إذا كنت تفتقر إلى كل الشعور بالمحبة، فبالتأكيد لا تتمتع بالصبر. بالإضافة إلى فهم الحق فيما يتعلق بالرؤيا، يتطلب نشر الإنجيل أيضًا محبة عظيمة وصبرًا عظيمًا. لا يمكنك أن تؤدي واجب نشر الإنجيل كما ينبغي إلا بهذه الطريقة. كيف يُعرَّف واجب نشر الإنجيل؟ كيف تنظر إلى واجب نشر الإنجيل؟ فيمَ يختلف الذين ينشرون الإنجيل عن أولئك الذين يؤدون واجبات أخرى؟ إنهم يشهدون لعمل الله في الأيام الأخيرة ويشهدون لمجيء الله. يقول بعض الناس إنهم رُسُل الإنجيل، وإنهم مُرسَلون في مهمة، وإنهم ملائكة نزلوا من السماء. هل يمكن تعريفهم هكذا؟ (لا يمكن ذلك). ما مهمة أولئك الذين ينشرون الإنجيل؟ ما الصورة التي يحملها عنهم الناس في أذهانهم؟ وما دورهم؟ (هم مبشِّرون). مبشِّرون، ورُسُل، وماذا أيضًا؟ (شهود). معظم الناس قد يعرِّفونهم هكذا. ولكن هل هذه التعريفات دقيقة بالفعل؟ المصطلحات الشائعة هي "مبشِّر" و"شاهد"؛ بينما "رسول الإنجيل" هو لقب أكثر وجاهة. غالبًا ما تُسمع هذه المصطلحات الثلاثة. وبغض النظر عن كيفية فهم الناس وتعريفهم لألقاب أولئك الذين يؤدون هذا الواجب، فإن هذه الألقاب كلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكلمة "الإنجيل". أي من هذه المصطلحات الثلاثة أشد صلة وأكثر ملاءمة لواجب نشر الإنجيل، ما يجعله لقبًا أكثر عقلانية؟ (المبشّرون). يعتقد معظم الناس أن لقب المبشّر أكثر ملاءمة. هل يتفق أي شخص مع لقب الشاهد؟ (نعم). ماذا عن لقب رسول الإنجيل؟ (كلا). لا أحد يوافق في الأساس على لقب رسول الإنجيل. دعونا نناقش أولًا ما إذا كان لقب المبشّر مناسبًا. "يبشِّر" تعني أن نشر شيئًا ما، وإذاعته، ونقله، والإعلان عنه؛ وما "الطريق" الذي يبشِّر عنه المبشِّرون؟ (الطريق الحق). هذه طريقة جيدة لقول ذلك. "الطريق" هو الطريق الحق لعمل الله وخلاص الله للإنسان. هكذا نشرح مصطلح المبشّر ونعرِّفه. بعد ذلك، دعونا نتحدث عن الشهادة. ما الذي يشهد له الشاهد؟ (عمل الله في الأيام الأخيرة). ليس من الخطأ القول إن الشاهد يشهد لعمل الله في الأيام الأخيرة. يبدو هذان اللقبان مناسبين نسبيًا. ماذا عن رسول الإنجيل؟ إلامَ تشير كلمة "الإنجيل"؟ إنه الخبر السار والبشارة بعمل الله، وخلاص الله للإنسان، وعودة الله. كيف يمكننا تفسير كلمة "رسول"؟ التفسير الجيد لكلمة "رسول" هو شخص مُرسَل من الله، شخص مبعوث بشكل مباشر لنشر الإنجيل، أو شخص معيَّن يرسله الله في وقت معيَّن لنقل كلام الله أو رسالة مهمة. هذا رسول. هل يؤدي أولئك الذين ينشرون الإنجيل مثل هذا الدور؟ هل يقومون بهذا النوع من العمل؟ (كلا). ما نوع العمل الذي يقومون به إذًا؟ (هم يشهدون لعمل الله في الأيام الأخيرة). هل شهادتهم لعمل الله في الأيام الأخيرة هي مهمة قبلوها مباشرةً من الله؟ (كلا). إذًا كيف يمكن تفسير هذه المهمة؟ (إنها واجب الكائنات المخلوقة). إنها واجب الناس. بغض النظر عمّا إذا كان الله قد كلّفكِ بالإعلان عن عمله الجديد وإذاعة الإنجيل، أو أخبرك بهذا، أو ائتمنك عليه، فإنك مسؤول ومُلزَم بأن تخبر المزيد من الناس بالإنجيل، وأن تذيعه، وأن تنقله إلى المزيد من الناس. أنت مسؤول ومُلزَم بتمكين المزيد من الناس من معرفة هذه الأخبار، والمثول أمام الله، والعودة إلى بيت الله. هذا هو واجب الناس ومسؤوليتهم، فلا يمكن أن يُقال إنهم مبعوثون ومُرسلون من قِبل الله. لذا، فإن كلمة "رسول" ليست مناسبة هنا. ما طبيعة هذه الكلمة؟ إنها زائفة، ومُبالغ فيها، وجوفاء. إن كلمة "رسول" مُبالغٌ جدًا فيها بحيث لا يمكن اعتبارها مناسبة. منذ زمن العهد القديم إلى الوقت الحاضر، منذ بداية عمل تدبير الله إلى الوقت الحاضر، لم يكن دور الرسول موجودًا في الأساس قط. بعبارة أخرى، لم يشارك مثل هذا الدور في عمل خطة تدبير الله لخلاص البشرية طوال مدتها. كيف يمكن للناس العاديين أن يأخذوا على عاتقهم ما تعنيه كلمة "رسول"؟ لا يمكن لأحد أن يتولى مثل هذا العمل. لذا، فإن هذا الدور ليس متاحًا للإنسان، ولا يمكن لأحد أن يقترن بهذه الكلمة أو يرتبط بها. الرسول، بحسب ما يفهمه الناس، هو شخص مُرسَل من الله لفعل شيء ما أو لنقل رسالة. مثل هذا الشخص لا علاقة له بعمل الله الكبير والشامل لتدبير البشر. بمعنى أن دور الرسول يكاد يكون غير موجود في المراحل الثلاث من عمل الله. لذا، لا تستخدموا هذه الكلمة مستقبلًا. فمن السذاجة التحدث بهذه الطريقة. هل يمكن لشخص أن يحمل لقب "رسول الإنجيل"؟ لا يمكنه ذلك. فأولًا، هو من لحم ودم. بالإضافة إلى ذلك، فهو من أعضاء في البشرية الفاسدة. لأي نوع من الكائنات ينتمي الرسول؟ هل تعرفون؟ (لا نعرف). أنتم لا تعرفون، ومع ذلك ما زلتم تجرؤون على استخدام هذا الاسم. هذا انتحال لصفة الغير. يمكن القول قطعًا أن الرُّسُل لا علاقة لهم بالبشر، ولا يمكن أن يكون للإنس علاقة بكلمة "رسول". لا يمكن للبشر أن يتحمَّلوا ذلك. إن رُسُل الإنجيل، ونزول الرُسُل من السماء، وعمل الرُسُل، كل ذلك انتهى أساسًا في زمن إبراهيم في العهد القديم. لقد انتهى هذا تمامًا بالفعل. منذ أن أدّى الله عمل الخلاص للبشرية رسميًا، ينبغي للبشر أن يتوقفوا عن استخدام كلمة "رسول". لماذا لم يعد ينبغي استخدام هذه الكلمة بعد الآن؟ (لا يستطيع الإنسان أن يتحمَّلها). لا تتعلق المسألة بقدرة الإنسان على تحمُّلها من عدمه، بل بأن الرُّسُل لا علاقة لهم بالبشرية الفاسدة. لا يوجد بين البشر الفاسدين مثل هذا الدور، ولا مثل هذا اللقب. لنعد إلى كلمة "مُبشِّر". إذا أردنا أن نعطي تعريفًا موضوعيًا، ودقيقًا، وعميقًا لـ "الطريق" الذي يبشّرون عنه، كيف نعرِّفه؟ (كلمة الله). هذا مصطلح عام نسبيًا. على وجه التحديد، هل يشير فحسب إلى الإنجيل ورسالة عمل الله في الوقت الحاضر؟ (كلا). إذًا، ما الذي يعلنه الناس الذين ينشرون الإنجيل في الواقع؟ إلى أي مدى يرتبط عمل أولئك الذين ينشرون الإنجيل بـ "الطريق"؟ ما نوع العمل الذي يقع بالفعل ضمن نطاق واجباتهم؟ هم ببساطة ينقلون بعض المعلومات الأساسية إلى المُتلقين للإنجيل - مثل أن الله قد جاء في الأيام الأخيرة، والعمل الذي قام به، وكلام الله، ومقاصد الله - حتى يتمكن الناس من سماع هذه المعلومات وقبولها ثم العودة إلى الله. بعد أن يُحضروا الناس أمام الله، تتمّ مسؤوليتهم في نشر الإنجيل. هل أي من المقصود بـ "الطريق" موجود في المعلومات التي ينقلونها؟ هنا، مصطلحا "المعلومات" و"الإنجيل" متكافئان في الأساس. إذًا، هل لهما أي علاقة بـ "الطريق"؟ (كلا). لماذا لا يوجد مثل هذا الارتباط؟ ما الذي يشير إليه "الطريق" بالضبط؟ أبسط كلمة يمكننا استخدامها كتفسير هي السبيل. مصطلح "السبيل" يشمل تعريف "الطريق"، وهو أكثر تحديدًا. وللتحدث بشكل أكثر تحديدًا، فإن "الطريق" هو كل الكلمات التي ألقاها الله من أجل خلاص البشر، ولتحرير البشر من شخصياتهم الشيطانية الفاسدة، وللسماح لهم بالهروب من عبودية الشيطان وتأثيره المظلم. هل هذا وصف دقيق ومُحدَّد؟ بالنظر إلى الأمر الآن، هل كلمة "مُبشِّر" تعريف مناسب لأولئك الذين يؤدون واجب نشر الإنجيل؟ (إنه غير مناسب). إن واجب المبشِّر يتعدى مجرد نشر الإنجيل. أولئك الذين يعرفون الله ويشهدون لله هم وحدهم الذين يستطيعون حمل هذا اللقب. هل يمكن للشخص العادي الذي ينشر الإنجيل أن يتولى عمل المُبشِّر؟ كلا، بالتأكيد. نشر الإنجيل ليس أكثر من إعلان البشارة والشهادة لعمل الله ببساطة. لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يتحمَّلوا عمل المُبشّرين على الإطلاق، ولا يمكنهم أداء واجب المُبشّرين، لذلك لا يمكن أن يُطلق عليهم مُبشّرين. إن لقب المبشِّر يمنح مكانة أعلى، وأولئك الذين ينشرون الإنجيل لا يستحقون هذا اللقب. هذا اللقب ليس مناسبًا لهم. الآن لم يبقَ سوى لقب "شاهد". ما الذي يشهد له الشاهد؟ (عمل الله في الأيام الأخيرة). هل يصح القول أنهم يعلنون عمل الله ويشهدون لعمل الله في الأيام الأخيرة؟ إذا كان سيوضع تعريفًا دقيقًا لمعنى الشهادة، فينبغي أن يشير إلى مَن يشهد لله، وليس إلى مَن يشهد للإنجيل. ماذا لو أطلقنا على هؤلاء الناس الذين ينشرون الإنجيل شهودًا لله؟ هل هم قادرون على أن يشهدوا لله؟ (لا يستطيعون). كيف يمكننا تفسير مصطلح "شاهد" كما هو مُستخدم هنا؟ عند التدقيق، نجد أن كلمة "شاهد" ليست مناسبة أيضًا. بما أن أولئك الذين ينشرون الإنجيل لا يفعلون سوى إعلان الكلام الذي نطق به الله لجميع الناس المتعطشين لكلام الله وإخبار الناس الذين يرحبون بظهور الله بكلمة الله، وهذا لا يرقى إلى المغزى الحقيقي لكلمة "شاهد". لماذا أقول إن هذا ليس ما تعنية الشهادة؟ إن الشهادة تتضمن ما يعقد الإنسان شركة عنه ويعلنه من أجل تمكين الناس من معرفة الله وإحضار هؤلاء الناس أمام الله. في الوقت الحاضر، أولئك الذين ينشرون الإنجيل لا يفعلون سوى جلب الناس إلى الكنيسة، إلى مكان عمل الله على الأرض. هم لا يشهدون لشخصية الله، ولا لما عند الله وماهية الله، ولا لعمل الله. هل لقب الشاهد مناسب لهم؟ للحديث بدقة، ليس مناسبًا ولا ملائمًا. والآن، لقد تحرينا الدقة في جميع المصطلحات الثلاثة وتأملناها - رُسُل الإنجيل، والمبشّرون، والشهود - فوجدناها كلها لا تناسب أولئك الذين ينشرون الإنجيل. وبغض النظر عما إذا كانت هذه المصطلحات مأخوذة من الدين أو شائعة الاستخدام بين أعضاء بيت الله، فإن هذه الألقاب ليست مناسبة ولا ملائمة. والآن، نصل إلى سؤال: هل الألقاب مهمة؟ (إنها مهمة). هل هي مهمة حقًا؟ على سبيل المثال، إذا كان اسمك الأصلي جون سميث، ولكنك الآن تُدعى جيمس كلارك، هل تغيّرت؟ ألست ما زلت كما أنت؟ هذا يعني أن اللقب أو الاسم الذي تستخدمه ليس مهمًا. إذا كان ليس مهمًا، فلماذا شرَّحت هذه الكلمات؟ لقد شرَّحتُ هذه الكلمات حتى يتمكن الناس من اكتساب رؤية دقيقة لواجب نشر الإنجيل، وتعريف ماهية هذا الواجب بدقة، ومعرفة كيف ينبغي أن يؤدوا هذا الواجب ويتعاملوا معه بشكل صحيح. فمن الضروري أولًا أن تحددوا موقعكم في هذا الواجب. هذا أمر مهم للغاية. لذا، يجب أن يكون هذا اللقب دقيقًا.
لقد شرَّحت الآن تقريبًا العديد من الألقاب أو المصطلحات التي تشير إلى أولئك الذين يؤدون واجب نشر الإنجيل. ألقاب الشهود، والمبشّرين، ورُسُل الإنجيل وتعريفاتها كلها غير دقيقة. لماذا غير دقيقة؟ لأن الأشخاص الذين يكتفون بنشر الإنجيل لا يقومون بأي عمل جوهري يستحق هذه الأسماء. إنهم لا يشهدون لأفعال الله، أو عمل الله، أو جوهر الله. ليس هذا هو العمل الذي يقومون به، ولا هو الواجب الذي يؤدونه. لذا، فهم لا يستحقون أن يُطلق عليهم لقب الشاهد. لقب المبشّر يحمل أيضًا هذا الطابع، ناهيك عن لقب رسول الإنجيل. هذا اللقب الأخير خالٍ من المعنى، ولا يستند إلى أي شيء على الإطلاق. إنه ليس إلا لقبًا رفيعًا يطلقه الناس على أنفسهم. من أين جاء لقب الرسول؟ ألم ينتج عن تضخم شخصية الإنسان المتغطرسة؟ (بلى). أليست هذه مجرد أمنية أن يمنح المرء نفسه لقبًا رفيعًا؟ عندما يتوّج الإنسان نفسه بهذا النوع من الألقاب، فإن هذا السلوك ليس مظهرًا من مظاهر امتلاك العقل. ثمة ألقاب أخرى حتى أقل مُناسبة وملائمة، لذا لن نقوم بسردها وتشريحها كل على حدة. بما أن هذه الألقاب غير مناسبة، دعونا نلقي نظرة على ما يشكّل في الواقع جوهر واجب نشر الإنجيل. في الدين، ماذا يطلق الناس على الأمر عندما يُربَح شخص ما من خلال نشر الإنجيل؟ (حمل الثمار). عندما يربح أولئك الذين ينشرون الإنجيل شخصًا ما، يقولون إنهم حملوا ثمرة. وعندما يلتقون ويتحدثون، فإنهم يتناقشون دائمًا عن مقدار الثمار التي حملوها وهم ينشرون الإنجيل في هذا المكان أو ذاك. يقارنون أنفسهم ببعضهم ليروا من الذي حمل ثمارًا أكثر ومن أي نوع هذه الثمار. لماذا يعقدون مثل هذه المقارنات؟ في المقارنة السطحية لعدد ثمارهم، ما الذي يقارنونه في الواقع؟ هم يقارنون بين استحقاقاتهم ومؤهلاتهم لدخول ملكوت السماوات. إذا كانوا يعقدون مثل هذه المقارنات فيما بينهم، فهل يرون أن عمل نشر الإنجيل هو واجبهم؟ لماذا يولون مثل هذه الأهمية للثمار التي يحملونها؟ هم يعتقدون أن الثمار التي يحملونها مرتبطة بطريقة ما بالذهاب إلى السماء، ونيل البركات، وكسب المكافآت. لو لم يكن لهذه الثمار علاقة بهذه الأشياء، فهل كانوا سيعقدون هذه المقارنات كُلّما التقوا؟ كانوا سيقارنون أنفسهم من جوانب أخرى. كانوا سيقارنون أنفسهم من أي جانب يتعلق بنيل المكافآت ودخول ملكوت السماوات. ولأن ربح الناس وحمل الثمار عند نشر الإنجيل يتعلقان بالذهاب إلى السماء ونيل المكافآت، ومن أجل تحقيق هذه الأشياء، لا يمل الناس أبدًا من عقد المقارنة بين مَن ربح عددًا أكبر من الناس وحمل ثمارًا أكثر عند نشر الإنجيل. ثم يحسبون في قلوبهم طرقًا لربح المزيد من الناس وحمل المزيد من الثمار حتى يحسِّنوا مؤهلاتهم وثقتهم عندما يتعلق الأمر بدخول السماء والحصول على المكافآت. ويتضح هنا موقف جميع أنواع الناس فيما يتعلق بنشر الإنجيل. هل موقفهم ودافعهم فيما يتعلَّق بنشر الإنجيل هو الرغبة في إتمام واجباتهم ككائنات مخلوقة؟ (كلا). هذه وجهة نظر غير صحيحة. فهدفهم ليس أداء واجباتهم جيدًا، وليس إتمام إرسالية الله، بل الحصول على مكافآت. من الواضح أن أداء الواجب على هذا النحو من المتاجرة لا يتوافق مع الحق، بل هو مخالف للحق. إنه لا يتماشى مع مقصد الله، بل هو مكروه عنده. وبغض النظر عن كمية الثمار التي يحملها هؤلاء الأشخاص، فليس لها أي تأثير في غاياتهم النهائية. إنهم يعتبرون نشر الإنجيل مهنةً، أو وسيلةً أو جسرًا لنيل البركات والمكافآت. إن مقصد هؤلاء الناس في أداء واجباتهم وقبولهم لهذه الإرسالية ليس إتمام إرسالية الله أو أداء واجباتهم جيدًا، ولكن لنيل البركات والمكافآت فحسب. لذا، بالنسبة إلى أمثال هؤلاء الأشخاص، مهما كانت كمية الثمار التي يحملونها، فهم ليسوا شهودًا ولا مبشّرين. العمل الذي يقومون به ليس أداءً لواجب، بل مجرد كدح وتعب يفعلونه من أجل نيل البركات لأنفسهم. والمشكلة الأخطر هنا ليست مجرد أن هدفهم من نشر الإنجيل هو نيل البركات والمكافآت، بل أنهم يستخدمون حقيقة أنهم يربحون الناس بنشر الإنجيل كورقة رابحة يتبادلونها مع الله للحصول على المكافآت وبركة دخول السماء. أليست هذه مشكلة خطيرة للغاية؟ ما جوهر هذه المشكلة؟ هم يعرضون الإنجيل للبيع، "يبيعونه" مقابل البركات. أليس في هذا الأمر نوع من محاولة عقد صفقة مع الله؟ هذا جوهر مقاصدهم، وممارساتهم، وطبيعة تصرفاتهم. يبدو أن بيع الإنجيل مقابل المكافآت هي المشكلة الموجودة بين مَن يُسمَّون "المُبشّرين" في العالم الديني. إذًا، هل أولئك الذين يؤدون الآن واجب نشر الإنجيل في بيت الله يتشاركون المشكلة نفسها؟ (بلى). ما المشكلة الأساسية المشتركة بين الاثنين؟ هي أنهم يبيعون الإنجيل في مقابل رضا الله وتأكيده ليحققوا هدفهم في الحصول على البركات وامتلاك تلك الغاية الجميلة. عندما يُعرض الأمر بهذه الطريقة، قد لا يقتنع بعضكم بهذا، لكن الكثير من الناس يتصرفون في الواقع بهذه الطريقة.
بعد ربح الناس، يشعر الكثيرون من بين أولئك الذين ينشرون الإنجيل بأنهم قادرون على خلاص الناس، وأنهم قد أدّوا خدمة عظيمة، وكثيرًا ما يقولون للناس الذين قبلوا الإنجيل منهم: "لو لم أكن قد بشّرتُك بالإنجيل، لما كنت قادرًا على الإيمان بالله أبدًا. كنت محظوظًا بما كفي لتتلقى الإنجيل بفضل قلبي المحب". وبعد أن يقبل هؤلاء الناس الإنجيل منهم، سيفكر هذا النوع نفسه من الأشخاص دائمًا في أن يسألهم: "مَن الذي بشَّرك بالإنجيل؟" سيتأمل هؤلاء الناس في هذا السؤال ويفكرون: "صحيح أنك مَن بشّرتني بالإنجيل، لكن ذلك كان عمل الروح القدس؛ لا يمكنني أن أنسب الفضل إليك في ذلك". ولن يرغبوا في الرد. وعندما لا يجيبون، سيغضب السائلون ويواصلون استجوابهم. ما المقصد من وراء استجوابهم المستمر؟ هم يريدون أن ينسبوا الفضل إلى أنفسهم. من بين أولئك الذين ينشرون الإنجيل، هناك أيضًا بعض الذين سيأتون بالإنجيل إلى شخص ما، لكنهم يرفضون تسليمه إلى الكنيسة عندما يستوفي هذا الشخص شروط الدخول فيها. هناك بعض من ناشري الإنجيل الذين سينشرون الإنجيل لعدة أشخاص ولا يسلّمونهم، والبعض الآخر سينشرون الإنجيل لعشرين أو ثلاثين شخصًا – ما يكفي لتأسيس كنيسة – ولا يسلّمونهم أيضًا. لماذا لا يسلّمون هؤلاء الناس إلى الكنيسة؟ يقولون: "لا يزال هؤلاء الناس لا يمتلكون أساسًا متينًا للغاية. لننتظر حتى يكون لديهم أساس متين، وحتى لا تكون لديهم أي شكوك، وحتى لا يمكن تضليلهم بسهولة، ثم سأسلّمهم للكنيسة". بعد نصف عام، سيكون لدى هؤلاء الناس شيء من الأساس ويستوفون مبادئ دخول الكنيسة، لكن هؤلاء الناشرين للإنجيل لن يسلّموهم بعد. هم يريدون أن يقودوا هؤلاء الناس بأنفسهم. ما المقصد من وراء هذا؟ لو لم يكن هناك ربح يجنونه من ذلك، فهل كانوا سيرغبون في قيادة هؤلاء الناس؟ ما الربح الذي يطلبونه؟ إنهم يطلبون الحصول على مكاسب ومزايا شخصية من هؤلاء الناس. إذا سلَّموا هؤلاء الناس إلى الكنيسة، فلن يتمكنوا من الحصول على تلك المنافع. لذا، يجب أن يكون لديك تمييز لهذه المشكلة. إن الأمر يشبه تمامًا كيف أن العديد من القساوسة والكبار في العالم الديني يعرفون جيدًا ما الطريق الحق، لكنهم لا يقبلونه ولا يسمحون للمؤمنين بقبوله. في الواقع، هم يفعلون ذلك من أجل مكانتهم وربحهم. إذا قبل المؤمنون الطريق الحق، فلن يتمكن هؤلاء القساوسة والكبار من الاستفادة من إيمانهم. يخشى ناشرو الإنجيل مثل هؤلاء أنه بمجرد أن ينضم من تلقوا الإنجيل على أيديهم إلى الكنيسة، سيصبحون منسيين، وبالتالي لن يعودوا قادرين على الاستفادة من إيمانهم. لهذا السبب لا يسلّمون هؤلاء الناس إلى الكنيسة. متى سيسلّم أمثال هؤلاء الناشرين للإنجيل هؤلاء الناس؟ حالما يستمع إليهم كل هؤلاء الناس ويطيعونهم، عندها سيسلّمونهم إلى الكنيسة. بعد أن يدخل هؤلاء الناس إلى الكنيسة، فإن بعضهم ممن لديهم إنسانية صالحة إلى حد ما، واستيعاب نقي، ويحبون الحق، غالبًا ما سيستمعون إلى العظات ويتوصلون إلى فهم بعض الحقائق، وبالتالي يتمكنون من تمييز هؤلاء الناس الذين نشروا الإنجيل لهم. سيقولون عندئذٍ: "يبدو أن هذا الشخص ضدًا للمسيح مثل بولس". في المرة التالية التي يلتقون فيها لن يعيروا أي اهتمام لناشري الإنجيل هؤلاء. سيغضب ناشروا هؤلاء عندما يتم تجاهلهم ويقولون: "أنت جاحد! لو لم أنشر لك الإنجيل، هل كنت ستؤمن بالله؟ أكنت ستجد الطريق الحق؟ هل نسيتني، أنا أمك، بعد أن أصبح لديك الآن شخص آخر يقودك؟" هم يريدون أن يُنظر إليهم كالأم. هل الناس الذين يتحدثون هكذا لديهم عقل؟ (كلا). إذا كان بإمكان شخص ما أن يدفع نفسه لقول هذا، فهو بالتأكيد ليس صالحًا. لماذا أقول هذا؟ عندما ينشرون إنجيل الله، لمن ينتمي الناس الذين يربحونهم؟ (الله). على الرغم من أنهم قد يعملون بجد لنشر الإنجيل، فإن الناس الذين يربحونهم لا ينتمون إليهم، بل إلى الله. أولئك الذين يقبلون الإنجيل يريدون أن يتبعوا الله، لا أن يؤمنوا بمَن بشّرهم بالإنجيل، لكن هذا النوع من ناشري الإنجيل لا يسمح لهم بالانضمام إلى الكنيسة واتباع الله. بدلًا من ذلك، يريدون إبقاء هؤلاء الناس في قبضتهم وتحت سيطرتهم، ويجعلون هؤلاء الناس يتبعونهم. أليس هذا سطوًا على نشر الإنجيل؟ هذا النوع من ناشري الإنجيل يعيق الناس عن المثول أمام الله، ويجعلون هؤلاء الناس مضطرين للمرور عن طريقهم لكي يمثلوا أمام الله، بحيث يجب أن يتم التواصل حول كل شيء من خلالهم. ألا يحاولون التربح من إيمانهم؟ ألا يريدون السيطرة على هؤلاء الناس؟ (بلى). أي نوع من السلوك هذا؟ إنه محض سلوك الشيطان! هذا يعني أن ضد المسيح قد كشف عن وجهه الحقيقي، ويريد السيطرة على الكنيسة وشعب الله المختار. إن أشخاص من هذا النوع موجودين في الكنائس في كل مكان. في الحالات الخطرة، قد يسيطرون على عشرات أو حتى مئات الأشخاص. وفي الحالات الأكثر اعتدالًا، عندما يبشّرون بالإنجيل لبضعة أشخاص، فسوف يطالبونهم باستمرار بالإقرار بالفضل لهم، ويذكّرون هؤلاء الناس بالدين الذي يدينون به لهم كلّما التقوا، ويذكرون دائمًا أشياء من وقت أن جاء هؤلاء الناس للإيمان لأول مرة. لماذا يذكرون دائمًا مثل هذه الأشياء؟ حتى لا ينسى هؤلاء الناس إحسانهم ولا ينسوا أن تبشيرهم هو الذي مكّنهم من دخول بيت الله، ولمن ينبغي أن يعود الفضل. إنهم يضمرون هدفًا في استحضار مثل هذه الأمور، وإذا لم يتحقق، فإنهم يوبِّخون هؤلاء الناس. ما أول ما يقولونه في توبيخهم لهم؟ (إنهم جاحدون). هل يتحلى كلامهم هذا بالعقل؟ (كلا). لماذا تقول إنهم يفتقرون إلى العقل؟ (لأن ناشري الإنجيل هؤلاء لا يقفون في مكانهم الصحيح. نشر الإنجيل هو واجبهم، إنه شيء يُفترض أن يفعلوه. ومع ذلك، بعد أن يُحضروا الإنجيل إلى الناس، يرون الأمر على أنه مساهمة قدّموها وليس واجبهم). هم يظنون دائمًا أنهم قدّموا مساهمة بنشر الإنجيل. هذا خطأ. من ناحية، هم لا يقفون في مكانهم الصحيح. إن الله هو الذي يخلِّص الناس، وليس بوسع الناس إلا أن يتعاونوا في ذلك. ما الذي يمكن أن ينجزه الإنسان إن لم يعمل الله؟ ومن ناحية أخرى، فإن نشر الإنجيل إلى الناس الآخرين ليس مساهمة منهم. لم يقدِّموا إسهامًا كبيرًا، بل هو واجبهم. إن الله هو الذي يريد أن يربح الناس، وناشرو الإنجيل يتعاونون معه قليلًا فحسب. إن خلاص الناس وربحهم هو من شأن الله، ولا علاقة له بناشري الإنجيل، إذ لا يمكنهم فعل هذه الأشياء. في نشرهم للإنجيل، هم يؤدون مهمة نقله فحسب، فهم ببساطة يشاركون إنجيل الله في الأيام الأخيرة مع الآخرين. لا يمكن القول إن هذا بمثابة إحسان يمنّون به على الناس، لذلك إذا لم يعيرهم هؤلاء الناس أي اهتمام، فهم ليسوا جاحدين. ألا تحدث مثل هذه الأمور غالبًا في أثناء أداء الناس لواجباتهم في نشر الإنجيل؟ هل كُشِفَ عن هذا النوع من الفساد فيكم؟ (لقد حدث ذلك). هل كان كشفًا بالغًا؟ هل وصل بك الأمر إلى حد توبيخ الآخرين؟ هل وصل بك الأمر إلى حد كراهية الآخرين؟ هل وصل بك الأمر إلى حد الرغبة في لعن الناس والسيطرة عليهم؟ أنت ترغب في الهيمنة والسيطرة على كل من يتلقى الإنجيل منك. وتريد أن تأخذ هؤلاء الناس لنفسك بدلًا من تسليمهم لله. تتوقع من كل من يتلقى الإنجيل منك أن يكون نسلًا مخلصًا لك. هل لديكم مثل هذه الأفكار؟ الكثير من الناس يتعاملون مع التبشير بالإنجيل مثل حمل الثمار. هم يظنون أن كل من يتلقى الإنجيل منهم يصبح ثمرتهم وتابعًا لهم، ويجب أن يتبعهم طائعًا ويعاملهم كإلهه وسيده. هل تفكر بهذه الطريقة؟ حتى لو لم تبلغ هذا التطرف الصارخ، فإنك لا تزال تمتلك هذا الجانب من الشخصية الفاسدة. لماذا هذا؟ يرجع الأمر في الأساس إلى هاتين النقطتين: من ناحية، لا يقف الناس في مكانهم الصحيح ولا يعرفون مَن يكونون. ومن ناحية أخرى، لا يعتبرون نشر الإنجيل هو واجبهم. إذا تعاملت مع نشر الإنجيل بوصفه واجبك، فستفهم أنه مهما فعلت، ومهما كان عدد الأشخاص الذين تبشّرهم أو عدد الأشخاص الذين تربحهم، فإن هذا مجرد أداء لواجب كائن مخلوق، وأنه مسؤولية والتزام يجب أن تتمهما، وأنه ليس إسهامًا كبيرًا يمكن الحديث عنه. إن فهم الأمر على هذا النحو يتماشى مع الحق. ولكن لماذا يقدر بعض الناس الذين يبشّرون بالإنجيل على التحكم في أولئك الذين يتلقون الإنجيل منهم ويأخذون هؤلاء الناس على أنهم ملكهم؟ السبب هو أنهم متغطرسون للغاية وبارون في أعينهم بطبيعتهم ويفتقرون إلى أدنى قدر من العقل. بالإضافة إلى ذلك، لأنهم لا يفهمون الحق ولم يعالجوا هذا الجانب من شخصيتهم الفاسدة. لهذا السبب يمكنهم أن يفعلوا مثل هذه الأشياء الغبية، والمتغطرسة، والهمجية التي تثير اشمئزاز الآخرين ويمقتها الله.
عندما يفعل الناس شيئًا ما، عندما يمتلكون بعض رأس المال أو يقدّمون إسهامًا ما، فإنهم يريدون أن يتباهوا به، ويريدون أن يسيطروا على الناس، ويريدون مقايضة ما فعلوه بمكافأة أو بتأمين غاية جيدة. قد يبالغ البعض إلى حد محاولة التجارة باستخدام إنجيل الله. ما التجارة التي يريدون القيام بها؟ إليكم مثالًا على ذلك، عندما يصل شخص كهذا إلى منزل أحد المُستهدفين بالإنجيل ويرى أن أسرته فقيرة، فإنه يظن أنه ربما لن يستفيد من نشر الإنجيل لهذا الشخص. وبالتالي، فإنه يشعر بعدم الاهتمام به أو حتى بالتمييز ضده. وكلّما رأى هذا الشخص، شعر بالاستياء، ويقول لقائده: "هذا الشخص لن يكون قادرًا على الإيمان بالله. وحتى لو آمن، فلن يتمكن من اكتساب الحق". هذا هو العذر الذي يستخدمونه لتجنب نشر الإنجيل إليه. بعد فترة وجيزة، يذهب شخص آخر لينشر الإنجيل لهذا الشخص، فيقبله. كيف يمكن لناشر الإنجيل الأول أن يفسّر هذا؟ كيف يمكنه القول أن هذا الشخص لن يؤمن بالله؟ كيف يمكن أن يكون تعسفيًا إلى هذا الحد؟ كيف يمكنه معرفة إذا كان شخص ما سيؤمن أم لا إذا لم ينشروا الإنجيل إليه؟ لا يمكنه أن يعرف. لماذا لم يربح هذا الشخص؟ لأنه كان متحيِّز ضد ذلك الشخص، ونظر إليه بازدراء، ولم يُظهر له قلبًا محبًا ففشل في ربح ذلك الشخص. بأداء واجبه بهذه الطريقة، كان يتصرف بإهمال. لم يظهر قلبًا محبًا وفشل في إتمام مسؤوليته. هل هذا فضل أم نقيصة في نظر الله؟ (نقيصة). إنه إثم بالتأكيد. لماذا حدث هذا الإثم؟ أليس لأنه لم يتمكن من الحصول على أي منفعة من ذلك المتلقي للإنجيل؟ عندما رأى أن نشر الإنجيل لذلك الشخص لن يفيده، شعر بنفور تجاهه وانتقم منه، ولم يرغب في السماح له بنيل الخلاص، ثم التمس كل أنواع الأسباب والأعذار لتجنب نشر الإنجيل له. هذا إهمال خطير للواجب وإثم بالغ! رفض نشر الإنجيل لشخص ما عندما لا يكون ثمة ربح يمكن الحصول عليه؛ ما نوع هذا الموقف؟ أليس هذا تجسيدًا نموذجيًّا لشخصٍ يبيع الإنجيل؟ (بلى). بأي طريقة يبيع الإنجيل؟ اشرح التفاصيل والعملية. (قرر ناشر الإنجيل هذا تحديد ما إذا كان يريد نشر الإنجيل لشخص ما بناءً على ما إذا كان بإمكانه الاستفادة منه. هذا يعادل التعامل مع إنجيل الله كسلعة وبيعه للحصول على المنافع التي يرغب فيها المرء. عندما رأى أنه لا توجد منافع يمكن الحصول عليها، رفض نشر الإنجيل). إنه يعتبر إنجيل الله بمثابة ملكيته الخاصة. إذا رأى شخصًا من عائلة غنية وذات نفوذ، وكان حسن المأكل والملبس، فإنه يفكر في قرارة نفسه: "إذا نشرت الإنجيل له، يمكنني أن أقيم في منزله، ويمكنني أيضًا أن أحصل على طعام جيد لآكله وملابس جيدة لأرتديها"، ثم يقرر بعد ذلك أن يُبشِّر ذلك الشخص بالإنجيل. ما نوع هذا السلوك؟ هذا مثال نموذجي لشخص يبيع الإنجيل. يتعامل ناشر الإنجيل هذا مع إنجيل الله وبشارة عمل الله الجديد كسلعة وملكية خاصة له، ويخدع الآخرين ويحتال عليهم في كل مكان من أجل تأمين الربح وأي شيء يحتاجه لنفسه. أهكذا يكون أداء المرء لواجبه؟ يُسمّى هذا ممارسة التجارة والربح من البيع بالتجوال للإنجيل. إن البيع بالتجوال يعني بيع الأشياء التي يملكها المرء عن طريق التجارة، والحصول على المال أو الأشياء المادية التي يريدها في المقابل. إذًا، كيف يبيع الإنجيل بالتجوال؟ يعتمد ذلك على إمكانية حصوله على منافع من المُستهدفين بالإنجيل. هذا يعني: "سأنشر الإنجيل لك إذا كان ذلك مفيدًا لي. أما إذا لم يكن في ذلك منفعة لي، فسأجد عذرًا لعدم تبشيرك به. سيكون الأمر مجرد صفقة لم تتم". لماذا لم تتم هذه الصفقة؟ لم تتم لأن ناشر الإنجيل لم يستطع الربح منها. ماذا نسمّي هذا النوع من الأشخاص؟ يُطلق عليهم "المحتالون المتجولون". ليس لديهم شيء حقيقي ليقدّموه سوى أنهم يذهبون إلى كل مكان ويخدعون الآخرين ويحتالون عليهم، معتمدين على كلامهم لكسب المال وتحقيق الأرباح. من خلال التبشير بالإنجيل بهذه الطريقة، هل يؤدون واجبهم؟ هم يفعلون شرًا محضًا. إن أفعالهم لا علاقة لها بأداء واجبهم، لأنهم لا يعتبرون نشر الإنجيل واجبهم، ولا يرونه مسؤولية أو التزامًا عليهم، أو إرسالية ائتمنهم الله عليها. بل يرونه وظيفة ومهنة يقومون بها مقابل الأشياء التي يحتاجون إليها، لإشباع مصالحهم الخاصة، وتلبية متطلباتهم الخاصة. حتى أن ثمة بعض الأشخاص الذين لا يرغبون في المغادرة عندما يذهبون إلى مناطق غنية للتبشير بالإنجيل، لأنهم يأكلون جيدًا، ويلبسون جيدًا، ويقيمون في أماكن جميلة هناك. يبدؤون في البكاء أمام متلقي الإنجيل بشأن مدى فقرهم: "انظروا كيف تحيط بكم نعمة الله وبركاته هنا. كل أسرة لديها سيارة خاصة تقودها، وتعيش في فيلا صغيرة خاصة بها، وترتدي ملابس حسنة. حتى أنكم تأكلون اللحم كل يوم. هذا غير ممكن من حيث أتينا". بعد سماع هذا، يقول متلقو الإنجيل: "بما أن المكان الذي تعيشون فيه فقير جدًا، تعالوا وأقيموا معنا هنا في أحيان كثيرة"، ثم يعطون هؤلاء الناشرين للإنجيل بعض الأشياء. هذا شكل مُقنَّع من أشكال الاستجداء وابتزاز المال والسلع المادية من الناس. على ماذا يستند ابتزازهم؟ "لقد بشّرناكم بإنجيل الله ولم نحصل على شيء في المقابل. لقد أتممنا إرسالية الله. لقد نلتم بركات عظيمة جدًا، لذا يجب عليكم رد الجميل لمحبة الله وإعطاؤنا القليل من الإحسان. أليس هذا ما نستحقه؟" وبهذه الطريقة، يستخدمون وسائل مختلفة لابتزاز السلع المادية والمال من الناس بطريقة مُقنّعة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. هم يستخدمون نشر الإنجيل كفرصة لطلب المنافع الشخصية. أول مظهر من مظاهر ذلك هو بيع الإنجيل، وهو الأكثر خطورة من حيث طبيعته. المظهر الثاني هو الابتزاز المُقنَّع. لذلك، بين صفوف الناس الذين يؤدون واجب نشر الإنجيل، تبدأ جيوب بعضهم في الانتفاخ تدريجيًا في أثناء تبشيرهم بالإنجيل، ويصبحون ميسوري الحال. يقول بعض الناس: "أليس من الجيد أن تكون ميسور الحال؟ أليست هذه بركة الله؟" هذا هراء! أن تعتمد على حيلك وأدواتك الخاصة لابتزاز الناس والاحتيال عليهم للحصول على الأشياء، ثم تدّعي أنها بركة الله. ما طبيعة مثل هذه الكلمات؟ إنها تجديف على الله. هذه ليست بركة الله. لا يبارك الله الناس بهذه الطريقة. فلماذا تنشأ فكرة كهذه داخل شخص ما؟ هذه نتيجة طموحاته وطبيعته الشيطانية الجشعة.
جميع الذين ينشرون الإنجيل يعانون كثيرًا. في بعض الأحيان يتعرضون للاضطهاد والمضايقات على أيدي المتدينين، أو حتى يُسلّمون إلى نظام الشيطان. إذا كانوا غير حذرين إلى حدٍ ما، فمن المحتمل أن يقبض عليهم التنين العظيم الأحمر. ومع ذلك، يمكن لأولئك الذين يحبون الحق التعامل مع مثل هذه الأمور بشكل صحيح، في حين أن أولئك الذين لا يحبون الحق غالبًا ما يتذمرون من أقل معاناة. قال بعض الذين ينشرون الإنجيل أشياء مثل: "لقد بشّرتُ شخصًا بالإنجيل، وبعد الحديث لفترة طويلة، لم يعطني حتى كوبًا من الماء. لا أريد أن أبشّره". هل يمثّل عدم إعطائه كوبًا من الماء مشكلة؟ يوجد نوع من الشخصية متوارية في كلمات هؤلاء الناشرين للإنجيل. المعنى الضمني أن نشر الإنجيل لا يستحق العناء إلا عندما يكون ممتعًا ومربحًا. أما إذا كان ينطوي على معاناة، أو إذا لم يحصلوا حتى على كوب من الماء ليشربوه، فلا يستحق العناء. في ثنايا هذا الأمر، يوجد مقصد لاستجداء شيء ما وعقد صفقة. إذا كانت ثمة طبيعة تجارية دائمًا في الطريقة التي ينشر بها الشخص الإنجيل، فهل يبذل نفسه بإخلاص لله؟ إذا كان لا يستطيع حتى تحمّل هذا القدر القليل من المعاناة عند أداء واجبه، ويمكن لشيء بسيط أن يجعله سلبيًا، فهل يمكنه أداء واجبه كما ينبغي؟ سيقول أيضًا: "لم يقتصر الأمر على عدم إعطائي أي ماء، بل لم يقدّم لي أي طعام في وقت الغداء". هل توجد مشكلة إذا لم يسمح أحدهم لناشري الإنجيل هؤلاء بالبقاء وتناول الطعام معه؟ إنهم ينشرون الإنجيل منذ عدة سنوات ودائمًا ما يهتمون بكيفية استضافة الناس لهم، وما يقدّمونه لهم من طعام وشراب، وما يتلقونه من هدايا؛ لماذا هذا؟ ألا يعرفون كيف يعاملون الناس الذين يتحرّون الطريق الحق؟ هذه مشكلة داخل شخصيتهم. هل لديهم حتى القليل من المحبة للناس في قلوبهم؟ ولماذا لا يزالون لا يفهمون أنواع المعاناة التي ينبغي أن يتحملها أولئك الذين ينشرون الإنجيل وكيف ينبغي أن يمارسوا الحق؟ لماذا لم يطبّقوا ذلك على الإطلاق؟ أهذه مشكلة إذا كان الناس الذين تبشِّرهم بالإنجيل لا يعطونك ماءً لتشرب أو طعامًا لتأكل؟ هذه ليست مشكلة. إن نشر الإنجيل للناس هو إتمام لالتزامنا؛ إنه واجبنا. لا توجد شروط إضافية. الناس الذين تبشِّرهم ليسوا مُلزمين بإطعامك، أو خدمتك، أو الابتسام في وجهك. ليسوا مُلزمين بالاستماع إلى كل ما تقوله وإطاعتك. فهم ليسوا مُلزمين بذلك. إذا كنت تستطيع التفكير بهذه الطريقة، فهذا أمر موضوعي وعقلاني. عندئذٍ، ستكون قادرًا على تأمل هذه الأشياء بشكل صحيح. كيف يجب التعامل إذًا مع شخص يتقصَّى الطريق الحق؟ ما دام يتوافق مع مبادئ التي وضعها بيت الله لمن يمكن تبشيرهم بالإنجيل، فنحن مُلزَمون بتبشيره به؛ وحتى إن كان موقفه الحالي سيئًا ولا يقبل الإنجيل، فيجب أن نتحلى بالصبر. إلى متى وإلى أي مدى يجب أن نتحلى بالصبر؟ إلى أن يرفضك ولا يسمح لك بالدخول إلى منزله، وإلى أن يكون النقاش معه غير مجدٍ مهما حاولت، ولا الاتصال به، أو أن تطلب من شخص آخر أن يذهب لدعوته، فيتجاهلك. في هذه الحالة، لا توجد طريقة لتبشيره بالإنجيل. عندها تكون قد تمَّمت مسؤوليتك. ذلك هو ما يعنيه القيام بواجبك. ما دام يوجد القليل من الرجاء، ينبغي أن تفكر في كل طريقة ممكنة وتبذل قصارى جهدك لقراءة كلام الله لهم وتقديم الشهادة لعمل الله لهم. لنفترض مثلًا أنك كنت على اتصال بشخص لمدة تتراوح من عامين إلى ثلاثة أعوام. وقد حاولت تبشيره بالإنجيل والشهادة لله مرَّات عديدة، لكنه ليست لديه نية لقبوله. مع ذلك، فقدرته على الفهم جيدة جدًا وهو بالفعل شخص يمكن التبشير بالإنجيل إليه. ماذا ينبغي أن تفعل؟ أولًا، يجب ألّا تتخلى عنه مطلقًا، بدلًا من ذلك ينبغي عليك الحفاظ على معاملاتك الطبيعية معه وواصل قراءة كلام الله له وتقديم الشهادة لعمل الله. لا تتخلَّ عنه، بل تحلَّ بالصبر إلى النهاية. فعند نقطة ما، سوف يستفيق وسيبدأ في تقصي الطريق الحق. ولهذا، فإن ممارسة الصبر والمثابرة حتى النهاية جانب مهم جدًا في التبشير بالإنجيل. ولماذا تفعل هذا؟ لأنه واجب الكائن المخلوق. نظرًا لأنك على اتصال به، عليك التزام ومسؤولية لأن تبشره بإنجيل الله. ثمة مراحل كثيرة بين سماعه لكلام الله والإنجيل لأول مرة وحتى يُغيِّر نفسه، وهذا يستغرق وقتًا. هذه الفترة تستدعي منك التحلي بالصبر والانتظار حتى يأتي ذلك اليوم الذي يُغيِّر فيه نفسه، وحينئذٍ يجب أن تُحضره أمام الله، عائدًا إلى بيت الله. هذا هو التزامك. ما الالتزام؟ إنه مسؤولية لا يمكن التنصل منها، ويلتزم بها المرء بشرف. إنه مثل كيفية معاملة الأم لطفلها. فمهما كان الطفل عاصيًا أو مزعجًا، أو كان مريضًا ولا يأكل، ماذا يكون واجب الأم؟ لأنها تعلم أن هذا طفلها، فإنها تولع به وتحبه وترعاه باهتمام. سواء كان الطفل يعترف بها على أنها أمه أم لا، وبصرف النظر عن طريقة معاملته لها، فإنها تبقى إلى جانبه وتحميه دون أن تغادر للحظة، وتنتظر باستمرار أن يُصدِّق أنها أمه وأن يعود إلى أحضانها. وبهذه الطريقة، تحرسه وترعاه باستمرار. وهذا ما تعنيه المسؤولية وما يعنيه الالتزام بشرف. إذا مارَس أولئك المشاركون في نشر الإنجيل بهذه الطريقة، وتحلّوا بهذا النوع من القلب المحب للناس، فسوف يتمسكون عندئذٍ بمبادئ نشر الإنجيل ويكونون قادرين تمامًا على تحقيق النتائج. إذا كانوا دائمًا ما يختلقون الأعذار ويتحدثون عن ظروفهم، فلن يكونوا قادرين على نشر الإنجيل، ولن يؤدوا واجبهم. بعض الناس الذين ينشرون الإنجيل دائمًا ما يكونون انتقائيين بشأن المُستهدفين بالإنجيل الذين لديهم الكثير من الأسئلة والصعوبات وذوي مستوى القدرات الضعيف، ونتيجة لذلك، فهم لا يرغبون في المعاناة ودفع الثمن لربحهم. لكن إذا كان آباؤهم وأقاربهم يعانون الكثير من الصعوبات ومن ذوي مستوى القدرات الضعيف، فإنهم يظلون قادرين على معاملتهم بقلوب محبّة. ألا يعني هذا أنهم لا يعاملون الناس بعدل؟ هل هؤلاء الناس لديهم قلوب محبّة؟ هل هم أشخاص يُظهرون مراعاة لمقاصد الله؟ قطعًا لا. عند نشر الإنجيل، يبحثون دائمًا عن أي أسباب وذرائع يمكن أن يجدوها استنادًا إلى ظروف موضوعية لعدم تبشير الناس بالإنجيل، أو، مهما كان مَن يرونه، فإنهم لا يجدونه محل رضى ويظنون أنه أقل شأنًا منهم، ويشعرون دائمًا بأنه لا يوجد أحد ليبشّروه بالإنجيل، ونتيجة لذلك، ينتهي بهم الأمر بعدم حمل الإنجيل ولو إلى شخص واحد. هل ثمة مبادئ في نشر الإنجيل بهذه الطريقة؟ شخص مثل هذا لا يفكر في مقاصد الله أو متطلبات الله على الإطلاق. أي شخص يمكن أن يعترف بأن كلام الله هو الحق وأي شخص يمكنه قبول الحق هو شخص يمكن تبشيره بالإنجيل، ما لم يكن من الواضح أنه شخص شرير أو من نوع سخيف. إذا كان بوسع الناس أن يُظهروا حقًا مراعاة لمقاصد الله، فإنهم سيقومون بواجباتهم ويعاملون الناس بمبادئ. مهما كانت المشكلات التي يعاني منها الناس الذين يتحرّون الطريق الحق أو مدى كشفهم عن شخصياتهم الفاسدة، ما داموا قادرين على الاعتراف بالحق وقبوله، ينبغي أن تقرأ عليهم كلام الله بلا كلل وتشهد لعمل الله. هذا هو المبدأ الذي يجب اتباعه في التبشير بالإنجيل.
لقد سمعت أن بعض الذين ينشرون الإنجيل ليس في قلوبهم أي محبة على الإطلاق. أثناء التعامل مع مفاهيم أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق وتساؤلاتهم، ينخرط ناشرو الإنجيل هؤلاء في شركة عدة مرات. ولكن عندما لا يزال هؤلاء الناس لا يفهمون ويواصلون طرح الأسئلة مرارًا وتكرارًا، لا يستطيع ناشرو الإنجيل هؤلاء أن يتحملوا الأمر أكثر من ذلك ويبدأون في انتقادهم. "أنتم تطرحون أسئلة كثيرة جدًا. أنتم لا تفهمون الحق مهما كان مقدار عقدي لشركة معكم. إن مستوى قدراتكم منخفض جدًا، وليس لديكم القدرة على الاستيعاب، ولا يمكنكم ربح الحق والحياة. أنتم جميعًا عاملون". بعض الناس لا يستطيعون تحمّل سماع مثل هذه الكلمات ويصبحون سلبيين لفترة من الوقت. يختلف الناس عن بعضهم. يرى بعض الناس أن كلام الله هو الحق عندما يتحرّون الطريق الحق. حتى لو كانت لديهم بعض المفاهيم والمشكلات، فإنها تُحل بينما يقرأون كلام الله. هؤلاء الناس أنقياء للغاية لدرجة أنهم يستطيعون قبول الحق بسهولة. هم يقرأون كلام الله بأنفسهم، ويطلبون، ويتحرّون، ثم عندما يعقد أحدهم شركة معهم، يقبلون الطريق الحق طواعيةً وينضمون إلى الكنيسة. لكن الآخرين لديهم الكثير من الأسئلة. يجب أن يتحرّوا إلى أن يجدوا الوضوح من جميع النواحي. إذا كانت هناك نقطة واحدة فقط لم يتحرّوا عنها إلى أن تتضح، فلن يقبلوا الطريق الحق. هؤلاء الناس حريصون وحذرون في كل ما يفعلونه. بعض الذين ينشرون الإنجيل ليس في قلوبهم أي محبة لمثل هؤلاء الناس. فما موقفهم؟ "يمكنك أن تؤمن أو لا تؤمن! أنت لن تكون خسارة كبيرة لبيت الله، ولا ربحًا كبيرًا. إن لم تؤمن، فارحل فحسب! كيف يكون لديك الكثير من الأسئلة؟ لقد أُجيبت كل هذه الأسئلة لك بالفعل". في الواقع، ناشرو الإنجيل هؤلاء لا يجيبون بوضوح على الأسئلة التي يطرحها هؤلاء المُستهدفون بالإنجيل، ولا يقدّمون شركة عن الحق بوضوح، ولا يبدّدون الشكوك التي في قلوب هؤلاء الناس بشكل كامل، بل يريدونهم أن ينبذوا مفاهيمهم ويقبلوا الإنجيل بأسرع ما يمكن. هل هذا شيء يمكن إجبار الناس عليه حتى إن كانوا غير راغبين؟ إذا قال شخص ما بصدق إنه لا يفهم، فعليك أن تقرأ له بعض المقاطع من كلام الله فيما يتعلق بمشكلاته ومفاهيمه، ثم تعقد شركة عن الحق لتمكِّنه من الفهم. يُحب بعض المُستهدفين بالإنجيل الوصول إلى جوهر الأمور. مثل هؤلاء الناس يريدون معرفة كل شيء. هم لا يُصعِّبون الأمور عليك، ولا يتصيدون الأخطاء أو يبحثون عنها، إنهم يأخذون الأمور على محمل الجد فحسب. عند ملاقاة مثل هؤلاء الأشخاص الجادين، لا يستطيع بعض الذين ينشرون الإنجيل الرد عليهم ويشعرون أنهم جعلوا من أنفسهم أضحوكة. وبالتالي، فهم لا يريدون عقد شركة مع مثل هؤلاء الأشخاص، قائلين: "أنا أنشر الإنجيل منذ سنوات عديدة، ولكن لم يكن لدي مثل هذه الشوكة في خاصرتي!" يطلق هؤلاء الناشرون للإنجيل على هؤلاء الناس شوكة في خاصرتهم. في الواقع، لا يملك ناشرو الإنجيل هؤلاء سوى نصف فهم لأي جانب من جوانب الحق، فهم يتحدثون عن بعض التعاليم السامية وبكلمات جوفاء ويحاولون أن يجعلوا الناس يقبلونها على أنها الحق. ألا يجعل هذا الأمور صعبة على الآخرين؟ إذا كان الآخرون لا يفهمون ويطرحون أسئلة مُفصَّلة، فلا يشعرون بالسعادة، ويقولون: "لقد شرحت لك المراحل الثلاث لعمل الله، وشرحتها لك بوضوح. إن كنت لا تزال غير قادر على الفهم بعد أن قلت الكثير، فينبغي لك أن تقرأ كلام الله بنفسك لتعالج مفاهيمك. كلام الله موجود هناك. إذا قرأته وفهمته، فآمن. وإن لم تستطع فهمه، فلا تؤمن!" بعد سماع هذا، يُفكِّر المُستهدفون بالإنجيل: "إذا واصلت طرح الأسئلة، فقد أخسر فرصتي في الخلاص ولن أتمكن من الحصول على البركات. لن أطرح أسئلة إذًا، سأسايره بسرعة وأؤمن!" بعد ذلك، يستمر هؤلاء الأشخاص في حضور الاجتماعات والاستماع إلى العظات بانتباه، ويتوصلون تدريجيًا إلى فهم بعض الحقائق ويعالجون مفاهيمهم تدريجيًا. بغض النظر عن حال إيمانهم الآن، هل هذه طريقة مناسبة لنشر الإنجيل؟ هل يمكن القول إن ناشري الإنجيل هؤلاء قد أوفوا مسؤوليتهم؟ (لا يمكن ذلك). في التبشير بالإنجيل، يجب أولًا أن تفي بمسؤوليتك. يجب أن تتبع ضميرك وعقلك للقيام بكل ما تستطيع وكل ما عليك فعله. يجب أن تستجيب بمحبة لأي مفاهيم قد تكون لدى الشخص الذي يتحرّى الطريق الحق أو أي أسئلة يطرحها. إذا لم تتمكن حقًّا من الاستجابة، فيمكنك العثور على بعض المقاطع ذات الصلة من كلام الله لتقرأها له، أو تعرض له مقاطع فيديو ذات صلة عن الشهادة الاختبارية، أو بعض أفلام شهادة الإنجيل ذات العلاقة لعرضها عليه. هذا النهج قادر تمامًا على تحقيق نتائج؛ على أقل تقدير ستكون قد تممت مسؤوليتك، ولن تشعر بأنك مُتهم أمام ضميرك. ولكن إذا كنت روتينيًّا ومتباطئًا، فربما تتسبب في تأخير الأمور، ولن يكون من السهل استمالة هذا الشخص. يجب على المرء الوفاء بمسؤوليته في نشره الإنجيل للآخرين. كيف ينبغي فهم كلمة "مسؤولية"؟ كيف ينبغي ممارستها وتطبيقها على وجه التحديد؟ حسنًا، يجب أن تفهم أنه بعد أن رحّبت بالرب واختبرت عمل الله في الأيام الأخيرة، عليك الالتزام بأن تشهد لعمله لأولئك الذين يتعطشون لظهوره. إذن، كيف ستنشر الإنجيل لهم؟ سواء أكان ذلك عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية، يجب عليك نشره بأي طريقة تستميل بها الأشخاص وتكون فعّالة. إن نشر الإنجيل ليس شيئًا تفعله عندما تشعر أنك ترغب في ذلك، أو شيئًا تفعله عندما تكون في مزاج جيد ولا تفعله عندما لا تكون كذلك، كما أنه ليس شيئًا يُنفّذ وفقًا لتفضيلاتك، بحيث تقرر من يتلقى معاملة تفضيلية، وتنشر الإنجيل لمن تحب ولا تنشره لمن لا تحب. يجب نشر الإنجيل حسب طلبات الله وحسب مبادئ بيته. يجب أن تفي بمسؤولية الكائن المخلوق وواجبه، وأن تفعل كل ما تستطيع لتشهد بالحقائق التي تفهمها، ولكلام الله، ولعمل الله لأولئك الذين يتحرّون الطريق الحق. هذه الطريقة التي تفي بها بمسؤولية الكائن المخلوق وواجبه. ماذا ينبغي أن يفعل الشخص عندما يبشر بالإنجيل؟ ينبغي أن يفي بمسؤوليته ويفعل كل ما يستطيع ويكون مستعدًّا لدفع أي ثمن. من الممكن أن تكون قد بدأت الوعظ بالإنجيل منذ فترة قصيرة فحسب، وتفتقر إلى الخبرة الكافية، ولست فصيحًا جدًا، وليس لديك مستوى تعليمي عالٍ. في الواقع، هذه الأمور ليست ذات أهمية قصوى. الأشياء الأكثر أهمية هي أن تختار مقاطع مناسبة من كلام الله وتعقد شركة عن الحقائق التي تقع في الصميم ويمكنها حل المشكلات، وأن يكون موقفك صادقًا ويؤثر في الناس، لكي يكون المُستهدفون بالإنجيل راغبين في الإصغاء إليك بغض النظر عما تقوله، خاصةً عندما تتحدث عن اختباراتك الحقيقية ويكون حديثك من القلب. إذا استطعت أن تجعل المُستهدفون بالإنجيل يحبونك، وأن تجعلهم يرتبطون بك عن طيب خاطر، وأن يعقدوا شركة معك، ويستمعون إلى شهادتك، فهذا نجاح. سيعاملونك حينئذٍ بوصفك مؤتمنًا على الأسرار، ويستمعون عن طيب خاطر إلى كل ما تقوله، ويجدون أن جميع جوانب الحق التي تعقد شركة عنها جيدة وعملية للغاية، ويكونون قادرين على قبولها جميعًا؛ وحينئذٍ يمكنك ربحهم بسهولة. هذه هي الحكمة التي يجب أن تمتلكها عندما تبشر بالإنجيل. إذا كنت لا تستطيع أن تساعد الناس بقلب محب ولا تستطيع أن تكون، بالنسبة إليهم شخصًا مؤتمنًا على الأسرار، فستجد أن ربح الناس عند التبشير بالإنجيل يتطلب جهدًا كبيرًا. لماذا يكون أولئك الذين يتحدثون ببساطة وصراحة، أولئك الذين يتسمون بالاستقامة وطيبة القلب فعَّالين للغاية في التبشير بالإنجيل؟ لأن الجميع يحبون أمثال هؤلاء، وهم على استعداد للتفاعل وبناء صداقات معهم. إذا كان أمثال هؤلاء يفهمون الحق ويعقدون شركة عن الحق بطريقة عملية وواضحة بشكل خاص، وإذا استطاعوا أن يعقدوا شركة عن الحق بصبر مع الآخرين، ويحلّوا مختلف المشكلات والصعوبات والمحيِّرات التي لديهم، ويضيئوا قلوبهم، ويبعثوا فيهم راحة كبيرة، فإن الآخرين سيحبونهم ويثقون بهم في قلوبهم، ويتخذونهم بوصفهم مؤتمنين على الأسرار، ويصغون عن طيب خاطر إلى أي شيء يقولونه. إذا كان الناس يضعون أنفسهم دائمًا في مكانة عالية ويحاضرون الآخرين، ويعاملهم مثل الأطفال والتلاميذ، فمن المرجح أن يراهم الآخرون مزعجين ويشعرون بالعداء تجاههم. لذا، فإن الحكمة التي يجب أن تتحلى بها للتبشير بالإنجيل هي: ابدأ بأن تترك انطباعًا جيدًا لدى الآخرين، وتحدّث بطريقة مقبولة لدى مستمعيك، حتى يتسنى لهم أن يكتسبوا شيئًا، وأن يحصلوا على بعض الفائدة، بعد الاستماع إليك. وبهذه الطريقة، سيكون تبشيرك بالإنجيل سلسًا، ومزدهرًا، وسيحقق نتائج. حتى وإن لم يقبل بعض الناس الإنجيل، فسيرون أنك شخص صالح ويرتبطون بك عن طيب خاطر. يجب على أولئك الذين يبشرون بالإنجيل أن يعرفوا كيف يتفاعلون مع الناس. إن تكوين مجموعة واسعة من الأصدقاء هو طريق جيد ينبغي سلكه. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال هناك شيء في غاية الأهمية. بغض النظر عمّن تبشّر بالإنجيل، يجب عليك أولًا القيام بالكثير من الأعمال التحضيرية. يجب أن تسلِّح نفسك بالحق، وأن تتقن المبادئ، وأن تكون لديك القدرة على تمييز الناس، وأن تستخدم أساليب حكيمة. يجب أن تتدرب باستمرار على القيام بهذا العمل التحضيري. أولًا وقبل كل شيء، في محادثاتك مع الأشخاص الذين يقومون بالتحرّي، يجب أن تفهم خلفياتهم وتستوعبها، وما المذاهب التي ينتمون إليها، وما مفاهيمهم الأساسية، وما إذا كانوا انطوائيين أو منفتحين، وكيف حال قدراتهم الاستيعابية، وكيف تكون شخصياتهم. هذا هو الأمر الأساسي. حالما يكون لديك فهم راسخ للمُستهدفين بالإنجيل من جميع النواحي، سيكون تبشيرك بالإنجيل أكثر فاعلية، وستعرف كيف تصف الدواء المناسب لعلاج مفاهيمهم ومشكلاتهم. إذا واجهت إغراءات من الأشرار، أو الملحدين، أو الشياطين، فستكون قادرًا على استشعارهم، وتمييزهم على حقيقتهم، ونبذهم بسرعة. يمكن لقراءة كلام الله أن تكشف جميع أنواع الناس. الأشرار والملحدون سينفرون عندما يسمعونه، والشياطين يكرهون الاستماع إلى كلام الله. لن يهتم إلا أولئك المتعطشون للحق. سيطلبون الحق ويطرحون الأسئلة. هكذا يمكنك التأكد من أنهم مُستهدفون بالإنجيل. حالما نتأكد من ذلك، يمكننا إشراكهم في شركة منهجية عن الحق. عند عقد شركة عن الحق، يمكننا أن ندرك تمامًا مستوى قدرات هؤلاء المُستهدفين بالإنجيل، ومدى قدرتهم على استيعاب الحق، وحالة شخصياتهم. وبهذه الطريقة، سنعرف الأشخاص الذين يجب أن نعمل عليهم وكيفية عقد الشركة عن الحق. مهما كان الجهد الذي نبذله فلن يذهب سدى. في عملية نشر الإنجيل، إذا لم تفهموا وضع الطرف الآخر وتستوعبوه وتصفوا له الدواء المناسب، فلن يكون من السهل استمالة الناس. حتى لو حدث واستملت القليل من الناس، فلن يكون ذلك إلا على سبيل الصدفة. أما أولئك الذين يفهمون الحق وينظرون إلى حقيقة الأمور فهم قادرون على اتخاذ عدد أقل من الانعطافات الخطأ عند نشر الإنجيل أو تجنبها تمامًا. هم يبشّرون الناس الذين ينبغي لهم ذلك، ولا يبشّرون من لا ينبغي لهم ذلك. يجرون تقييمًا دقيقًا قبل التبشير ويتجنبون القيام بعمل عديم الفائدة. وبهذه الطريقة، يؤدون واجبهم بفعالية أكبر وبجهد مُهدر أقل، ويحققون نتائج جيدة. لذا، إذا أردت أن تنشر الإنجيل بفعالية، فسلِّح نفسك بالحق وقم بما يكفي من العمل التحضيري. ماذا لو قابلت شخصًا متدينًا يعرف الكتاب المُقدَّس جيدًا، لكنك لم تقرأ الكتاب المُقدَّس؟ ماذا يمكنك أن تفعل؟ في ذلك الوقت، يكون قد فات الأوان لكي تسلّح نفسك بحق الكتاب المُقَدَّس، لذا ينبغي أن تقدِّمهم بسرعة إلى ناشر الإنجيل الذي يفهم الكتاب المُقَدَّس. سلِّم هذا الشخص إلى أي شخص يفهم الكتاب المُقَدَّس. هذا يتماشى مع مبادئ الحق. إذا حاولت التباهي الأعمى بتبشيرهم بالإنجيل على أي حال، فلن يقبل هذا الشخص الإنجيل. ستكون هذه النتيجة بسبب عدم تحليك بالمسؤولية. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك أن تجد الوقت الكافي لتسلّح نفسك ببعض المعرفة بالكتاب المُقَدَّس عندما تكون لا تعمل. إن نشر الإنجيل دون معرفة أي شيء عن الكتاب المُقَدَّس ليس أمرًا عمليًا للغاية. العديد من الأسئلة التي يطرحها المتحرّون تتعلق بالكلمات الواردة في الكتاب المُقَدَّس. إذا كنت تفهم الكتاب المُقَدَّس، يمكنك استخدام الحق في الكتاب المُقَدَّس لحل هذه الأسئلة. مهما كانت المفاهيم التي يحملها المُستهدفون بالإنجيل، يمكنك العثور على مقاطع الكتاب المُقدَّس وكلمات الله المناسبة لعلاج مفاهيمهم. لا يمكن تحقيق النتيجة المرجوة إلا بهذه الطريقة. لذلك، يتطلب نشر الإنجيل بعض المعرفة بالكتاب المُقَدَّس. على سبيل المثال، ينبغي أن تعرف أي النبوءات الموجودة في العهد القديم وأي المقاطع الموجودة في العهد الجديد التي تشهد لعودة الله وعمل الله في الأيام الأخيرة. ينبغي أن تقرأ هذه الكلمات أكثر، وتتأمل فيها أكثر، وتحفظها في قلبك. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تفهم كيف يفهم المتدينون مقاطع الكتاب المُقَدَّس هذه، وتتأمل في كيفية عقد شركة حتى تقودهم إلى فهم دقيق ونقي لهذه المقاطع، ثم تدمج مقاطع الكتاب المُقَدَّس هذه لتوجيههم إلى فهم عمل الله في الأيام الأخيرة. أهذا ما يعنيه القيام بالأعمال التحضيرية؟ هذا بالضبط ما يعنيه القيام بالأعمال التحضيرية. يجب أن تفهم احتياجات الأنواع المختلفة من الناس الذين يتحرّون الطريق الحق، ثم تقوم ببعض الأعمال التحضيرية وفقًا للموقف. عندها فقط ستتمكن من القيام بكل ما في وسعك والوفاء بمسؤولياتك. هذه مسؤوليتك. سيقول بعض الناس: "لست بحاجة إلى القيام بكل ذلك. أحتاج إلى قراءة الكتاب المُقدَّس عدة مرات فقط. بغض النظر عمَّن أبشِّره بالإنجيل، أقول دائمًا الأشياء نفسها. الكلمات التي أستخدمها للتبشير بالإنجيل ثابتة ولا تتغير. سأستخدم هذه الكلمات ويمكنهم أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا. الناس الذين لا يؤمنون لن ينالوا البركات. ولا يمكنهم أن يلقوا باللوم عليّ لذلك. في النهاية، لقد أتممت مسؤوليتي". هل أتمّوا مسؤوليتهم؟ ما وضع الشخص الذي يقوم بالتحرّي، كم عمره، وما مستواه التعليمي، وحالته الاجتماعية، وهواياته، وشخصيته، وإنسانيته، ووضعه العائلي، وما إلى ذلك؟ أنت لا تعرف شيئًا من هذا، ومع ذلك تذهب وتبشّره. أنت لم تقم بأي عمل تحضيري ولم تبذل أي جهد على الإطلاق. ومع ذلك ما زلت تدّعي أنك قد أتممت مسؤوليتك؟ أليس هذا مجرد خداع للناس؟ إن التعامل مع واجبك على هذا النحو يُظهر موقفًا لا مباليًا وغير مسؤول. إنه موقف سطحي. أنت تبشّر بالإنجيل متحليًا بمثل هذا الموقف، وعندما لا تستميل شخصًا ما، تقول: "إن لم يؤمن، فهذا من سوء حظه فحسب. بالإضافة إلى ذلك، فهو يفتقر إلى الفهم الروحي، لذلك حتى لو آمن، فلن يكون قادرًا على اكتساب الحق أو نيل الخلاص!" هذا تصرّف غير مسؤول. أنت تتهرب من مسؤوليتك. من الواضح أنك لم تقم بعملك التحضيري بشكل جيد. من الواضح أنك لم تتمّ مسؤوليتك، وأنك لم تؤدِّ واجبك بإخلاص. وما زلتِ تختلق الأعذار من خلال تقديم كل أنواع المبررات، وتحاول التهرُّب من مسؤوليتك بالكلمات. أي نوع من السلوك هذا؟ إنه يُسمَّى الخداع. تتهرب من مسؤوليتك، وتصدر أحكامًا وتستخلص استنتاجات عن الناس وتتحدث بترهات غير مسؤولة. هذا يُسمَّى غطرسةً وبرًا في عيني النفس، ومكرًا وخبثًا. ويُسمَّى أيضًا خداعًا. إنه محاولة لخداع الله.
إذا كان الله قد عهد إليك بواجب التبشير بالإنجيل، فيجب عليك قبول إرسالية الله، باحترام وخضوع. يجب أن تحرص على التعامل مع كل شخص يتحرّى الطريق الحق بمحبة وصبر، ويجب أن تكون قادرًا على تحمّل المشقة والكد. كن مجتهدًا ومسؤولًا في مشاركة الإنجيل، وقدّم شركة واضحة عن الحق، وابْلُغْ مرحلةً تكون فيها قادرًا على تقديم تقرير عن عملك إلى الله. هذا هو الموقف الذي ينبغي أن يتخذه المرء تجاه أداء واجبه. إذا كان شخص ما يتحرّى الطريق الحق، وطلب منك الحق، وأنت نحّيته جانبًا، ولم تكن قادرًا على تقديم شركة له بجدية حول الحق وحل مشكلته، بل تجد أعذارًا، قائلًا: "لست في مزاج جيد الآن. كائنًا من كان، ومهما كان متعطشًا للحق أو لظهور الله وعمله، فهذا ليس من شأني. لست المسؤول عما إذا كان يستطيع أن يؤمن. إذا لم يعمل فيه الروح القدس، فلن يكون للعمل التحضيري الذي أقوم به، مهما كان، أي فائدة - لذلك لن أبذل هذا الجهد! على أي حال، لقد قلت بالفعل كل الحقائق التي أفهمها، وما إذا كان بإمكانه قبول الطريق الحق، فهذا أمر يخص الله، ولا علاقة له بي." إذن، أي موقف هذا؟ إنه موقف غير مسؤول، موقف متشدد. ألا يوجد الكثيرون ممن ينشرون الإنجيل بهذه الطريقة؟ هل يمكن أن يفي نشر الإنجيل بهذه الطريقة بالمعيار المطلوب؟ وهل يستطيع أن يمجّد الله ويشهد له؟ كلا، على الإطلاق. إن نشر الإنجيل بهذا الشكل هو مجرد أداء القليل من العمل، ولا يرقى إلى أداء الواجب. فكيف يمكن للمرء أن ينشر الإنجيل بصورة تفي بالمطلوب إذًا؟ بغض النظر عمَّن يتحرّى الطريق الحق، يجب عليك أولًا القيام ببعض العمل التحضيري وتسليح نفسك بالحق، ثم تعتمد على المحبة، والصبر، والتسامح، والشعور بالمسؤولية لأداء واجبك هذا جيدًا. كن نقيًا وافعل كل ما في وسعك وكل ما يجب عليك فعله. إن نشر الإنجيل بهذه الطريقة يفي بالمطلوب. إذا كانت الظروف لا تسمح لك بنشر الإنجيل، أو إذا رفض الشخص الذي يقوم بالتحرّي الاستماع وانصرف، فهذا ليس خطأك. لقد فعلت ما ينبغي لك فعله، ولن يوجّه إليك ضميرك اتهامًا. هذا يعني أنك قد أتممت مسؤوليتك. قد يستوفي بعض الناس مبادئ نشر الإنجيل، لكن قد لا يكون التوقيت مناسبًا. لم يحن وقت الله بعد. في هذه الحالة، يجب تنحية عمل نشر الإنجيل جانبًا في الوقت الحالي. هل يعني تنحية العمل جانبًا ألا تنشر الإنجيل للشخص؟ لا يعني ذلك ألا تنشر الإنجيل، بل يعني أن تنتظر الوقت المناسب للقيام بذلك فحسب. مَن الأشخاص الآخرين الذين ينبغي عدم تبشيرهم؟ على سبيل المثال، عندما يتكلم شخص ما بألسنة - ليس ليوم أو يومين، أو حتى سنة أو سنتين - ولكن لفترة طويلة، ويمكنه أن يتكلم بهذه الطريقة في أي وقت وفي أي مكان، فهذا الشخص روح شريرة ولا يمكن نشر الإنجيل له. يوجد أيضًا أناس يبدو أنهم صالحون في الظاهر، ولكن عند التحقق ومع مزيد من الفهم، تكتشف أنهم ارتكبوا الزنا مع كثير من الناس. إذا انتشر الإنجيل في أناس مثل هؤلاء، فسوف يسببون الكثير من المتاعب. من المحتمل أن يتسببوا في إزعاج شعب الله المختار، لذلك يجب ألا يُبشَّر لهم بالإنجيل. يوجد أيضًا بعض القساوسة المتدينين الذين يحتاجون إلى الكثير من الجهد لقبول الحق. حتى وإن كانوا على استعداد لقبوله، فلا تزال لديهم شروط. فهم يكتفون بالخدمة كقادة وعاملين فحسب. معظم الناس من هذا النوع هم أضداد المسيح. وفقًا للمبادئ، لا ينبغي نشر الإنجيل لهم. لا يُسمح بنشر الإنجيل لأناس كهؤلاء إلا إذا كانوا راغبين في العمل بنشر الإنجيل وقادرين على جلب كثيرين آخرين. إذا كانت إنسانية شخص ما شريرة جدًا، ويمكنك أن تلاحظ أنه شخص شرير من مظهره وحده، فإن هذا النوع من الأشخاص لن يقبل الحق أبدًا ولن يتوب أبدًا. حتى لو دخل شخص مثل هذا إلى الكنيسة، فسوف يُطرد، لذلك لا ينبغي أبدًا نشر الإنجيل له. التبشير لشخص مثل هذا سيكون بمثابة إحضار الشيطان، إحضار إبليس إلى الكنيسة. يطرأ وضع آخر عندما يكون بعض القاصرين راغبين في الإيمان بالله. ومع ذلك، في بعض البلدان الديمقراطية، يجب أن يحصل القاصرون على موافقة أولياء أمورهم إذا أرادوا المشاركة في الحياة الكنسية وأداء واجباتهم. لا تتجاهلوا هذا المطلب. الأمر يستدعي حلًا معقولًا، والحكمة مطلوبة. في الصين، ما دام أحد الوالدين يرشد هذا القاصر إلى الإيمان بالله، فلا توجد مشكلة على الإطلاق. إذا كان الشاب البالغ الذي لم يعد قاصرًا قادرًا على استيعاب الحق ويريد أن يؤمن بالله، لكن والديه يعارضانه ويقيّدانه، يمكن للشاب البالغ أن يترك أسرته ويأتي إلى الكنيسة ليؤمن بالله ويتبعه متحررًا من قيود والديه وعوائقهما. هذا مناسب تمامًا. هذا هو وضع بطرس نفسه عندما جاء للإيمان بالله. وختامًا، وبغض النظر عن الوضع، فإن نشر الإنجيل مسموح به ما دامت الظروف الموضوعية تسمح بذلك ولا يخالف القانون. يجب التعامل مع هذا الأمر وفقًا لمبادئ الحق وما تمليه الحكمة.
عند نشر الإنجيل، كيف يمكن لشخص ما أن يؤدي واجبه بصورة ملائمة؟ أولًا، يجب أن يكون قادرًا على استيعاب الحق وفهمه فيما يتعلق بنشر الإنجيل. فقط عندما يفهم الحق، يمكنه حينئذٍ امتلاك الآراء الصحيحة، ومعرفة كيفية التعامل مع الآراء الخطأ أو السخيفة، ومعرفة كيفية التعامل مع الشؤون الجارية والتعامل مع المشكلات بما يتفق مع مبادئ الحق. عندئذٍ، سيكون قادرًا على تمييز مختلف الممارسات غير الصحيحة وممارسات أضداد المسيح التي تنتهك مبادئ الحق. وعلى هذا النحو، سيفهم بطبيعة الحال مبادئ الحق التي يجب أن يتقنها من أجل أداء واجبه في نشر الإنجيل. لأداء هذا الواجب، ما الحق البالغ الأهمية الذي يجب فهمه أولًا؟ يجب أن تفهم أن نشر رسالة عمل الله هو مسؤولية كل واحد من شعب الله المختار والتزامه. إنها إرسالية ائتمن الله عليها الجميع. هذا مصدر هذا الواجب. يقول بعض الناس: "أنا لست في فريق الإنجيل، فهل لديَّ هذه المسؤولية والالتزام؟" لديهم جميعًا هذه المسؤولية والالتزام. إن الحق المتعلق بهذا الجانب من الواجب مفيد للجميع. لا أعرف إن كنتم قد لاحظتم ظاهرة معينة في توزيع الموظفين المختلفين في الكنيسة. كان بعض الأشخاص قادة يومًا ما، لكن استُبدلوا بعد ذلك لأنهم لم يستطيعوا القيام بعمل فعلي. بعد استبدالهم، لم يتمكنوا من أداء واجبات خاصة لأنهم لم يمتلكوا أي مهارات أو خبرات. لذلك في النهاية، عُيِّنوا في فريق الإنجيل لنشر الإنجيل، أو لسقي المنضمين الجدد، أو لأداء بعض الواجبات العادية. إذا فشلوا بالمثل في إتمام أي واجبات أخرى في الكنيسة، فماذا ينبغي أن يحدث لهم؟ هؤلاء الأشخاص مرفوضون ويجب استبعادهم. لذا، إذا أُعفيت كقائد كنيسة لعدم كفاءتك ولم تكن لديك أي مواهب أو مهارات خاصة، فيجب أن تكون على أهبة الاستعداد لنشر الإنجيل. إذا كنت قادرًا على نشر الإنجيل وأداء واجبك كجزء من فريق الإنجيل، فإن الحق المتعلق بأداء الواجبات على نحو ملائم وثيق الصلة بك. أما إذا فشلت في أداء واجبك في نشر الإنجيل، فإن الحق المتعلق بأداء الواجبات على نحو ملائم لا علاقة له بك، وفي بيت الله، في وقت عمل الله، فإن عمل أداء الواجب ليس من شأنك. يجب أن تعرف في قلبك بوضوح كل ما ينطوي عليه هذا الأمر. إذا كنت لا تؤدي أي واجب، فما علاقتك بعمل الله؟ لذلك، وبغض النظر عن نوع الواجب الذي يؤديه المرء، فمن الطبيعي أن يكون من الأفضل أن يثابر حتى النهاية ويؤدي واجبه جيدًا. يقول بعض الناس: "لا أريد أن أنشر الإنجيل لأن هذا يجعلني دائمًا على اتصال بالغرباء. يوجد كل أنواع الأشرار القادرين على القيام بكل أنواع الأشياء السيئة. على وجه الخصوص، يعامل المتدينون أولئك الذين ينشرون إنجيل الله في الأيام الأخيرة كأعداء وقادرون تمامًا على تسليمهم إلى نظام الشيطان. إنهم أسوأ من غير المؤمنين. لم أستطع تحمُّل هذا الألم. قد يضربونني حتى الموت، أو يشوّهونني، أو يسلمونني إلى التنين العظيم الأحمر. هذا كفيل بالقضاء عليَّ". بما أنك لا تستطيع تحمل المشقة وقامتك صغيرة جدًا، فينبغي لك أن تؤدي عملك الحالي جيدًا. سيكون هذا الخيار الحكيم. وبالطبع، سيكون من الأفضل أن تؤدي واجبات مختلفة بالإضافة إلى نشر الإنجيل. إن نشر الإنجيل ليس مسؤولية أعضاء فريق الإنجيل فحسب، بل مسؤولية الجميع. ولأن الجميع قد سمعوا البشارة والبشرى بعمل الله الجديد من الله، فإن الجميع لديهم مسؤولية والتزام بإعلان هذا الإنجيل حتى يأتي المزيد من الناس إلى بيت الله عند سماع البشارة ويحضرون أمام الله لقبول خلاصه. هذا سيسمح لعمل الله بالوصول إلى خاتمته في أقرب وقت ممكن. هذه هي إرسالية الله، وهذا هو مقصده.
بعض أولئك الذين ينشرون الإنجيل ينشغلون بالتبشير بالإنجيل طوال اليوم، ومع ذلك يفشلون في ربح شخص واحد بعد عدة سنوات من التبشير. فما الذي حدث؟ يبدون مشغولين جدًا، ويبدو أنهم يؤدون واجبهم بعناية فائقة. فلماذا لم يربحوا أحدًا؟ إن الحق الذي يجب فهمه بالنسبة إلى واجب نشر الإنجيل هو في الواقع مشابه للحقائق التي يجب فهمها بالنسبة إلى الواجبات الأخرى. إذا بشّر شخص ما بالإنجيل لعدة سنوات بدون أن يربح أحدًا، فهذا يعني أن هذا الشخص لديه مشكلات. ما هذه المشكلات؟ المشكلة الأساسية هي أنه لا يعقد شركة واضحة عن الحق الخاص بالرؤيا في نشر الإنجيل. لماذا شركته غير واضحة؟ إما لأن مستوى قدراته أضعف بكثير من أن يقوم بهذا، وإما لأنه يشغل نفسه طوال اليوم بلا سبب وجيه، فلا يجد وقتًا لقراءة كلام الله أو التأمل في الحق، ولا يفهم شيئًا من الحق، ولا يستطيع علاج أي مفاهيم، أو هرطقات، أو مغالطات. إذا كان هذان الأمران صحيحين، فهل يمكن لهذا الشخص إتمام واجبه بنشر الإنجيل؟ أرى أنه سيكون من الصعب جدًا عليه ربح الناس. مهما كان عدد السنوات التي يعمل فيها على نشر الإنجيل، فلن يرى أي نتائج واضحة. لنشر الإنجيل، يجب عليك أولًا أن تفهم الحق الخاص بالرؤيا. مهما كانت الأسئلة التي يطرحها الناس، ما دمتَ تعقد شركة عن الحق حتى يصبح واضحًا، يمكنك الإجابة عن أسئلتهم. إذا كنت لا تفهم الحق الخاص بالرؤيا ولا يمكنك التحدث بوضوح مهما كانت طريقة عقدك للشركة، فمهما كانت طريقتك في نشر الإنجيل، لن تحصل على نتائج. إذا كنت لا تفهم الحق، فعليك التركيز على طلب الحق وعقد الشركة عن الحق. إذا قرأت المزيد من كلام الله، واستمعت إلى المزيد من العظات، وعقدت المزيد من الشركات عن الحق الخاص بنشر الإنجيل، واجتهدت دائمًا في عقد شركة عن الحق الخاص بالرؤيا حتى تفهمه فهمًا حقيقيًا، وتكون قادرًا على حل أكثر المفاهيم والمشكلات شيوعًا لدى المتدينين، فستتمكن حينئذ من تحقيق بعض النتائج، بدلًا من عدم تحقيق أي نتائج على الإطلاق. لذا، فإن الفشل في فهم الحق الخاص برؤيا عمل الله هو أحد أسباب عدم قدرة الناس على تحقيق نتائج عند نشر الإنجيل. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكنك أن تستوعب أو تفهم الأسئلة التي يطرحها أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق، ولا يمكنك أن ترى ما في قلوبهم لتعرف أين تكمن أكبر مشكلاتهم وتحدد المشكلات الرئيسية التي تعيق قبولهم للطريق الحق. إذا كنت لا تستطيع أن تكون متأكدًا من هذه المشكلات، فلا يمكنك نشر الإنجيل أو الشهادة لله للآخرين. إذا كنت تمارس التبشير بالإنجيل باستخدام نظريات فارغة فقط، فلن ينجح الأمر. حالما يبدأ الناس الذين يقومون بالتحرّي في طرح الأسئلة، لن تكون قادرًا على الإجابة عنها. لن تكون قادرًا سوى على تجاهلهم بلا مبالاة من خلال الحديث عن بعض التعاليم. هل نشر الإنجيل بهذه الطريقة سيربح الناس؟ كلا بالتأكيد. في كثير من الأحيان، عندما لا يستطيع أولئك الذين يقومون بالتحرّي قبول الطريق الحق بسهولة، فذلك لأنك لا تقدّم إجابات واضحة عن أسئلتهم. في هذه الحالة، سوف يتساءلون لماذا لا تستطيع، أنت الذي آمنت لفترة طويلة، أن تعطي تفسيرًا واضحًا لهذه الأسئلة. سيشكّون في قلوبهم فيما إذا كان هذا هو الطريق الحق، لذلك لن يجرؤوا على الإيمان به أو قبوله. أليس هذا هو الوضع الحقيقي؟ هذا هو السبب الثاني لعدم تحقيق الناس نتائج عند نشر الإنجيل. إذا كنت تريد نشر الإنجيل ولكنك لا تستطيع حل المشكلات الفعلية، فلا سبيل أمامك لنشر الإنجيل للناس. إذا كنت لا تفهم الحق، فكيف يمكنك حل مشكلاتهم؟ لذا، إذا كنت تريد أن تحقق نتائج في نشر الإنجيل، يجب أن تعمل جاهدًا على طلب الحق وأن تفهم جميع الأسئلة التي يطرحها الناس الذين يقومون بالتحرّي فهمًا دقيقًا. وبهذه الطريقة، يمكنك الإجابة عن أسئلتهم من خلال الانخراط في شركة عن الحق معهم. يبحث بعض ناشري الإنجيل دائمًا عن أي سبب موضوعي يمكن أن يكون ذريعة، قائلين: "هؤلاء الناس يصعب جدًا التعامل معهم. كل واحد منهم أكثر ميلًا إلى التحريفات من سابقه، ولا أحد منهم يقبل الحق. إنهم متمردون ومتعنتون، ويتشبثون دائمًا بالمفاهيم الدينية". لن يعمل ناشرو الإنجيل هؤلاء بجد لحل الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الناس ومشكلاتهم، لذلك سيفشلون في كل مرة يحاولون فيها نشر الإنجيل. هم يفتقرون إلى أقل قدر من المحبة ولا يستطيعون المثابرة طويلًا في هذا الواجب. في الظاهر، يبدون مشغولين جدًا، لكنهم في الواقع لم يبذلوا جهدًا كافيًا مع كل شخص يتحرّى الطريق الحق. هم لا يتعاملون مع الأسئلة التي يطرحها هؤلاء الأشخاص بطريقة جادة ومسؤولة. هم لا يطلبون الحق لإيجاد حل، وعلاج هذه الأسئلة خطوة بخطوة، وربح هؤلاء الأشخاص في النهاية. بدلًا من ذلك، هم يتخبطون في طريقهم فحسب. ومهما كان عدد الأشخاص الذين يخسرونهم في الطريق، فهم لا يزالون متمسكين بالنهج نفسه. يعملون لبضعة أيام، ثم يأخذون إجازة لبضعة أيام. ماذا يجعلون من نشر الإنجيل؟ إنهم يجعلون منه لعبة، نوعًا من التفاعل الاجتماعي. هم يفكرون: "سألتقي اليوم بهذا النوع من الناس وسأقضي وقتًا ممتعًا ومفعمًا بالحيوية. وسأقابل غدًا ذلك النوع من الناس وسيكون الأمر جديدًا ومثيرًا للاهتمام". وفي نهاية المطاف، لن يربحوا أي شخص أبدًا. هم لا يشعرون أبدًا بأي تأنيب أو أي إحساس بالعبء بسبب هذا الفشل في ربح أي شخص. هل يمكنهم إتمام واجبهم من خلال نشر الإنجيل بهذه الطريقة؟ ألا يكونون لا مبالين ويحاولون خداع الله؟ إن الشخص الذي اعتاد دائمًا على نشر الإنجيل بهذه الطريقة لا يؤدي واجبه حقًا لأنه لم يُتم مسؤوليته على الإطلاق. إنه لامبالٍ بكل شيء. ما الأسباب الأخرى التي تسبب الفشل في ربح الناس عند نشر الإنجيل؟ أخبرني. (عدم نشر الإنجيل وفقًا للمبادئ). يحدث ألا يهتم الناس إلا بالأرقام عند نشر الإنجيل. مثل هؤلاء الناس لا يبشّرون وفقًا للمبادئ وغالبًا ما يفشلون في ربح الناس. ويحدث أيضًا أن بعض الناس في فريق الإنجيل يتنافسون بحماس على المستهدفين بالإنجيل، ظانين أن من ينشر الإنجيل لعدد أكبر من الناس سينال المزيد من التقدير. عندما يراهم المستهدفون بالإنجيل يتنافسون بهذه الطريقة، فلن يتم تنويرهم. وبدلًا من ذلك، سوف تنشأ في أذهانهم مفاهيم: "أنتم أيها المؤمنون بالله لستم متحدين، توجد غيرة ونزاع بينكم". عندئذٍ، لن يرغبوا في الإيمان. هذا حجر عثرة. أهذا أيضًا جزء من سبب فشلهم في ربح الناس عند نشر الإنجيل؟ (بلى). لقد عاش بعض المستهدفين بالإنجيل في المجتمع لفترة طويلة وهم على حذر من جميع أنواع الناس، وخاصة الغرباء. إذا لم يكن هناك وسيط للتعارف، فسيكونون حذرين عندما يلتقون بشخص ما لأول مرة. على سبيل المثال، إذا كنت قد التقيت للتو بشخص غريب، فمن المؤكد أنك لن تخبره باسمك، وعنوانك، ورقم هاتفك بدون تكلّف. عندما تتآلف معه، وعندما تتعرفان على بعضكما، وعندما تعرف أنه لا يضمر لك أي سوء نية، ستصبحان أصدقاء. حينها فقط ستعطيه هذه المعلومات. ومع ذلك، فإن بعض الذين ينشرون الإنجيل لا يستطيعون فهم الناس، لذلك عندما يكون الناس حذرين منهم، فإنهم يدعون هؤلاء الناس مخادعين وأشرارًا. هم يدينون عقليتهم الدفاعية، ويلقون بمسؤوليتهم على الآخرين. أليس هؤلاء الذين ينشرون الإنجيل حذرين أيضًا من الغرباء؟ لماذا لا يدينون أنفسهم ويظنون أنفسهم حكماء في كونهم حذرين؟ ليس من العدل معاملة الناس بهذه الطريقة. بعض أولئك الذين ينشرون الإنجيل يطلبون من المستهدفين بالإنجيل بياناتهم الشخصية بمجرد لقائهم. إذا لم يرغب شخص ما في إعطائها لهم، فإن هذا النوع من ناشري الإنجيل لن يرغب في تبشير هذا الشخص. ما نوع هذه الشخصية؟ إنها شخصية خبيثة. يصبحون غاضبين ويرفضون التبشير بالإنجيل لمجرد أن شخصًا ما لا يمتثل لمتطلباتهم في مثل هذه المسألة الصغيرة. يا لها من حقارة! لماذا تريد أن تنشر الإنجيل للآخرين؟ أليس هذا أداءً لواجبك؟ إذا كنت تتصرف كما يحلو لك، فهل لا يزال هذا أداءً لواجبك؟ أليس هذا عمل بحت؟ كيفينبغي أن تقدّم تقريرًا عن نفسك إلى الله؟ إن لم تَتُبْ أبدًا، فسوف يدينك الله ويستبعدك. أنت تجلب المتاعب على نفسك.
لقد سمعت عن حالة حيث التقى أعضاء فريقين من فرق الإنجيل بأحد المستهدفين بالإنجيل. ثم تجادل كلا الفريقين مع بعضهما، وزعم كل منهما أنه هو من تواصل مع هذا الشخص أولًا. ما فائدة الشجار على هذا الأمر؟ هل هذه مسألة جهل؟ هذا أمر لا يمكن فعله. إذًا، ما الشيء الصحيح لفعله؟ يجب على الجميع مناقشة الأمر معًا. لا يهم مَن كان أول مَن قام بالتواصل. عندما تجدون أنكم قد تواصلتم مع الشخص نفسه، انشروا الإنجيل معًا، وقسِّموا العمل، وتعاونوا معًا. إذا كنتم قد خططتم في الأصل لقضاء شهرين في جلب الإنجيل إلى هذا الشخص، فحاولوا القيام بذلك في شهر واحد فحسب بما أن لديكم عددًا أكبر من الأعضاء. ثم ينبغي أن يعقد الجميع شركة عن المشكلات والصعوبات التي يواجهها المستهدف بالإنجيل، وعن جوانب الحق التي يجب أن يطلبها الجميع لحل هذه المشكلات، وعن كيفية التنسيق بين الفريقين، وما إلى ذلك. ما الغرض من فعل هذا؟ الغرض هو ربح هذا الشخص وإتمام واجبك. عندما يكون الجميع على قلب وعقل واحد، ويعقدون شركة معًا، ويوجّهون كل جهودهم إلى الهدف نفسه، فإن الروح القدس سينيرهم ويرشدهم. عندما يكون الناس متحدين، يمكنهم أن ينجزوا الأشياء بسهولة، وسيحصلون على بركات الله وإرشاده. لكن إن كنت لا تتصرف بهذه الطريقة، وإذا كنت تتنافس دائمًا ضد الآخرين، وإذا كنت دائمًا تهتم بشؤونك الخاصة، وإذا كنت دائمًا تفرّق بينك وبين الآخرين، وإذا كنت لا تهتم إلا بربح الناس بنفسك عند نشر الإنجيل – فلتبشّر من أجلك، وأنا سأربح الناس بمفردي – هل يمكنك إتمام واجبك بقلب واحد وفكر واحد؟ يمكن للناس أحيانًا أن يقوموا بواجباتهم بمفردهم، ولكن في أحيان أخرى يحتاج الجميع إلى العمل معًا بانسجام من أجل أداء عمل الكنيسة كما ينبغي. إذا تصرّف كل شخص بمفرده ولم يتعاون بانسجام، فسيفسد هذا عمل الكنيسة. مَن سيتحمل مسؤولية ذلك؟ الجميع مسؤول، ويتحمّل المشرف الرئيسي النصيب الأكبر من المسؤولية. عندما تُفسِد عمل الكنيسة، فإنك لا تفشل في أداء واجبك على نحوٍ جيد فحسب، بل ترتكب أيضًا شرًا عظيمًا، وتجلب مقت الله واشمئزازه. عندها تكون قد وقعت في ورطة. إذا أدانك الله بأنك شخص شرير أو ضد للمسيح يزعج عمل الكنيسة، فسيكون الأمر أسوأ من ذلك. سوف تُكشف حتمًا وتُستبعد، بل وسيتعين عليك أن تنال عقوبة. إذا تخليت عن واجبك، فماذا يعادل هذا؟ لن يكون لك نصيب في عمل الله ولن تنال خلاص الله. ستكون واحدًا من غير المؤمنين، وستفقد حياتك معناها. ما الذي تعيش من أجله اليوم؟ ما القيمة التي تضيفها إلى فريق الإنجيل؟ كيف يمكنك أن تبرز قيمتك كفرد؟ يجب عليك أن تتم مسؤولياتك بتواضع، وأن تؤدي واجبك جيدًا، وأن تكون قادرًا على تقديم ضمانات لله، قائلًا: "لقد ربحت بعض الناس من خلال نشر الإنجيل. لقد فعلت كل ما في وسعي. على الرغم من أنني ذو مستوى قدرات ضعيف ولا أملك سوى القليل من وقائع الحق، فإنني بذلت قصارى جهدي. لم أتخلَّ عن واجبي، أو أن أنزعج، أو أن أُصبح سلبيًا ومتراخيًا، أو أن أحاول كسب الشهرة أو الربح. وبدلًا من ذلك، عانيت كثيرًا من الإذلال في التبشير بالإنجيل، وتحمَّلت الإهانات والطرد من الأوساط الدينية، ووضعت سريري في الشارع. وعلى الرغم من أنني اختبرت السلبية والضعف، فإنني لم أتخلَّ عن واجبي، بل ثابرتُ على نشر الإنجيل في كل الأوقات. أشكر الله على الحماية والإرشاد اللذين منحني إياهما". هذا ما يعنيه إتمام مسؤولياتك حقًا. عندما يأتي اليوم المنشود، ستكون قادرًا على المثول أمام الله بضمير مرتاح كهذا وتقديم تقرير عن نفسك. ربما تكون قد قابلت العديد من المستهدفين بالإنجيل، لكنك لم تربح الكثير من الناس. ومع ذلك، بناءً على مستوى قدراتك وأفعالك، فقد ربحت كل الناس الذين استطعت أن تربحهم عن طريق بذل قصارى جهدك. في هذه الحالة، كيف سيقيّمك الله؟ لقد أديت واجبك على نحوٍ ملائم. لقد بذلت قصارى جهدك وبذلت كل ما في وسعك من صميم قلبك. وفي سبيل نشر الإنجيل إلى المستهدفين بالإنجيل، فقد عملت جاهدًا لتسلّح نفسك بالحق الخاص بالرؤيا، واطلعت نفسك على مقاطع الكتاب المقدس ذات الصلة. لقد حفظت ما احتجت إلى حفظه وكتبت ما لم تستطع حفظه. عند نشر الإنجيل، مهما كان مَن قابلتهم ومهما كانت الأسئلة التي طرحوها، كنت قادرًا على تقديم حل. وبهذه الطريقة، أصبح عملك في نشر الإنجيل فعّالًا أكثر فأكثر، وتمكنت من ربح المزيد من الناس. ولكي تربح المزيد من الناس عند نشر الإنجيل، ومن أجل أداء هذا الواجب جيدًا وإتمام مسؤولياتك، تغلبت على العديد من الصعوبات في نفسك، بما فيها أوجه قصورك، وضعفك، ومشاعرك السلبية. كل هذا تغلبت عليه، وكرَّست الكثير من الوقت لهذه المهمة. أليس من الضروري التغلب على مثل هذه الصعوبات من أجل أداء واجبك جيدًا؟ (بلى). علاوة على ذلك، لكي تجلب أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق إلى سماع صوت الله، وفهم عمل الله ومعرفته، وقبول الطريق الحق، تحتاج إلى فهم المزيد من الحق حتى تتمكن من الشهادة لعمل الله بشكل أفضل. مهما كانت شركتك عن الحق عميقة أو ضحلة، يجب أن تتحلى بالمحبة والصبر. ربما يسخر منك مستمعوك، أو يهينونك، أو يرفضونك، أو لا يفهمونك، لا يهم، إذا استطعت أن تتعامل مع هذا بشكل صحيح وأن تعقد شركة عن الحق معهم بصبر، وقد بذلت جهدًا كبيرًا ودفعت ثمنًا باهظًا في سبيل ذلك، فقد أتممت مسؤولياتك. إن أداء واجبك بهذه الطريقة هو أداؤه على النحو الملائم.
عندما يقابل بعض ناشري الإنجيل مستهدفًا بالإنجيل متكبرًا بسبب ثراء عائلته ومكانته الاجتماعية، يشعرون دائمًا بالدونية وعدم الارتياح عند الوقوف أمامه. هل سيؤثر هذا الانزعاجفي أدائك لواجبك؟ إذا أثّر فيك بحيث تكون غير قادر على أداء واجبك جيدًا ولا تستطيع إتمام مسؤولياتك، فأنت لا تؤدي واجبك. أما إذا لم يؤثر إلا في حالتك الذهنية – ما يجعلك غير سعيد وغير مرتاح – ولكنك لا تتخلى عن واجبك أو تنسى مسؤولياتك والتزاماتك، بحيث تكمل في النهاية عملك وتؤديه جيدًا، فأنت قد أتممت واجبك حقًا. هل هذا هو الحق؟ (بلى). هذا هو الحق، وينبغي للجميع قبوله. هل هذا وضع يمكن أن تجد نفسك فيه؟ على سبيل المثال، قد ينظر إليك بعض المتلقين للإنجيل نظرة دونية لأنك من الريف. وقد يقللون حتى من شأنك. كيف تتعامل مع هذا؟ تقول: "لقد وُلدت فقيرًا في الريف، بينما وُلدت أنت في حياة الرفاهية في المدينة. هذا ما قدّره الله. ومع ذلك، فإن الله كريم بغض النظر عن مكان ولادتنا. نحن نعيش في هذا العصر، ونحن جميعًا مُباركون لأننا لحقنا عمل الله في الأيام الأخيرة". هذه الكلمات حقيقية، وليست محاولة لإرضاء نفسك. سيقول متلقي الإنجيل: "إذًا أنت لست مُبَارَكًا مثلنا. نحن نتمتع ببركات هذه الحياة والحياة الآخرة، أما أنت فلا تستطيع التمتع إلا ببركات الحياة الآخرة. لذلك، نحن نتمتع ببركات أكثر منكم". تقول: "هذا كله بنعمة الله". بما أنهم لا يعرفون عمل الله، فهل من الضروري أن تدخل في نزاع معهم؟ إن كنت لا تقدِّر مثل هذه الأشياء، فلن تجادلهم. ينبغي أن تفهم بوضوح في قلبك أن "لديّ واجب في قلبي، وعبء على عاتقي، ومهمة والتزام. لن أجادلهم في ذلك. عندما يأتي اليوم الذي يؤمنون فيه ويرجعون فيه إلى بيت الله، وعندما يسمعون المزيد من العظات ويفهمون شيئًا من الحق، سيفكرون في سلوكهم وأفعالهم التي ارتكبوها اليوم ويشعرون بالخزي". إذا فكرت في الأمر بهذه الطريقة، فسوف ينفتح قلبك. هذا ما يحدث بالفعل. إذا ربحتهم حقًا وسعوا فعلًا إلى الحق، فسوف يدركون بعد إيمانهم لمدة ثلاث أو خمس سنوات أن معاملتهم لك عندما التقوا بك لأول مرة كانت غير لائقة، وتفتقر إلى الإنسانية، ولا تتوافق مع الحق. سيتعين عليهم بعد ذلك أن يعتذروا لك في المرة القادمة التي يرونك فيها. في عملية نشر الإنجيل، ستواجه هذا النوع من المواقف في كثير من الأحيان. عندما يحدث هذا، كيف أتعامل معه؟ أنا لا أعير اهتمامًا كبيرًا لمثل هذه الأشياء. إنه ليس بالأمر المهم. إذا كنت لا تعتقد أنه أمر مهم، فلن يزعجك كلامهم. هذا يسمى امتلاك القامة. إذا فهمت الحق وامتلكت واقع الحق، فستكون قادرًا على إدراك حقيقة العديد من الأقوال أو الممارسات التي من المفترض أنها تسبب الأذى للناس. وستكون قادرًا على التغلّب عليها. ومع ذلك، إذا لم تستطع أن تدرك حقيقة هذه الأشياء، فإنك ستتذكر مثل هذه الكلمات والأفعال مدى الحياة، وقد يجرحك أي شخص بغمزة، أو كلمة، أو إيماءة. ما مدى خطورة مثل هذه الجروح؟ ستترك أثرًا في قلبك. عندما ترى أشخاصًا أثرياء، أو أشخاصًا أعلى منك مكانة، أو أشخاصًا مثل أولئك الذين نظروا إليك بازدراء وهاجموك، ستخاف وتجبن. كيف يمكنك التخلص من هذا الجُبن؟ يجب أن ترى حقيقة جوهرهم. بغض النظر عن مدى عظمتهم، وبغض النظر عن مكانتهم أو منزلتهم، فهم ليسوا سوى أناس فاسدين. لا يوجد شيء مميز فيهم. إذا رأيت هذا، فلن ينقبض قلبك. في عمل نشر الإنجيل، ستواجه بالتأكيد هذه المشكلات. كلها مشكلات شائعة. لن يفهمك بعض الناس أو سيتحيزون ضدك، أو حتى يلمّحون ويقولون أشياء قبيحة بشكل غير مباشر للسخرية منك. سيقول بعض الناس أنك تبشّر بالإنجيل لكسب المال، أو لطلب الربح، أو لإيجاد الرومانسية. كيف ستتعامل مع مثل هذه المواقف؟ أينبغي أن تجادل مثل هؤلاء الناس؟ وعلى وجه الخصوص عندما يأتي مستهدف بالإنجيل من عائلة ثرية، ماذا ينبغي أن تفعل إذا كنت تأكل وجبة في منزله ورأيت تلك النظرة على وجهه؟ إذا لم تأكل في منزله حفاظًا على كرامتك، فهل يمكنك الاستمرار في التبشير بالإنجيل بمعدة خاوية؟ يجب أن تفكر في الأمر على هذا النحو: "اليوم أستطيع أن آكل في بيته وأن أنشر له الإنجيل. يمكنه أن يستقبل أولئك الذين ينشرون الإنجيل. هذا حظّه الجيد". في الحقيقة، هكذا هي الأمور في الواقع. هذا حظّه الجيد. إنه لا يدرك ذلك، لكن يجب أن تعرف هذا في قلبك. في أثناء نشر الإنجيل، غالبًا ما سيواجه المرء مثل هذه السخرية، والاستهزاء، وحالات التهكم، والافتراء، أو حتى يجد نفسه في مواقف خطيرة. على سبيل المثال؛ يلقى بعض الإخوة والأخوات الشجب أو الاختطاف من قِبل الأشرار، بينما يتم استدعاء الشرطة للآخرين، ويتم تسليمهم إلى الحكومة. وقد يتم إلقاء القبض على البعض وسجنهم، بينما قد يتم ضرب آخرين حتى الموت. هذه كلها أشياء تحدث بالفعل. أما الآن فبعد أن عرفنا هذه الأمور، هل يفترض بنا أن نغير موقفنا تجاه عمل نشر الإنجيل؟ (كلا). نشرُ الإنجيل مسؤولية والتزام على الجميع؛ فعلينا أن نلتزم بتحمُّل مسؤولية نشر الإنجيل دائمًا وفي أي وقت، بصرف النظر عما نسمع أو نرى، أو عن نوع المعاملة التي نلقاها. ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نتخلَّى عن تأدية هذا الواجب بدافع شعورنا بالسلبية أو الضعف. ليس واجب نشر الإنجيل أشبه بعملية إبحار سلسة، بل هو عمل محفوفٌ بالمخاطر؛ إذ إنكم عندما تنشرون الإنجيل، لن تواجهوا ملائكة أو كائنات فضائية أو رجالًا آليين، بل فقط ستواجهون بشرًا أشرارًا وفاسدين، وشياطين أحياء، ووحوشًا، وكلهم بشر يعيشون في هذا المكان الشرير؛ هذا العالم الشرير، وقد أفسدهم الشيطان بعمق وهم يقاومون الله. لذلك، فمن المؤكد أن عملية نشر الإنجيل مصحوبة بكل أنواع المخاطر، فضلًا عن الافتراءات التافهة وحالات التهكم وسوء الفهم، وهي أحداث شائعة الحدوث. إذا كنت بالفعل تعتبر نشر الإنجيل مسؤولية وفرضًا وواجبًا عليك، فستتمكن حينها من النظر إلى تلك الأمور بشكل صحيح، لا بل ستتمكن حتى من التعامل معها بأسلوب صحيح أيضًا. لن تتخلى عن مسؤوليتك والتزامك، ولن تنحرف عن مقصدك الأصلي لنشر الإنجيل والشهادة لله، بسبب هذه الأمور؛ ولن تتخلى مطلقًا عن هذه المسؤولية؛ لأن هذا واجبك. كيف ينبغي فهْمُ هذا الواجب؟ إنه القيمة والواجب الأساسي في حياة البشر. إن نشر الأخبار السارة عن عمل الله في الأيام الأخيرة وإنجيل عمل الله هو قيمة حياة الإنسان.
نعقد اليوم شركة عن الحق في أداء المرء لواجبه في نشر الإنجيل. هل اكتسبتم أي شيء من هذا؟ (نعم). في الماضي، كانت شركتنا عن الحق في نشر الإنجيل تركز على الرؤيا، أي أننا عقدنا شركة صريحة عن الحق المتعلق بالرؤيا ولم نناقش العديد من القضايا التفصيلية كما نفعل اليوم. لأن معظم الناس يعرفون شيئًا عن الخطوط العريضة العامة للحق الخاص بالرؤيا، ولكن قد لا يكونون على دراية بمسارات الممارسة التفصيلية والمبادئ الخاصة بقضايا مُحدَّدة، فإنني اليوم أطرح هذه القضايا المُحدَّدة في شركتنا. من خلال عقد شركة عن بعض الحالات وسلوك الناس – أو الأشياء الصحيحة والخطأ التي يفعلها الشخص عندما يواجه هذه المواقف، ووجهات النظر التي يحملها الناس، وكيف ينبغي أن يتمموا هذه المسؤولية، هذا الالتزام – من خلال عقد شركة عن كل هذه الموضوعات، هل تجدون أن الحق المعني بنشر الإنجيل يصبح أكثر تحديدًا وأسهل في التطبيق في الحياة الواقعية؟ أعتقد أنه بعد الاستماع إلى هذا الجانب من الحق، ستصبح قلوبكم أكثر إشراقًا. عندما تواجهون بعض المشكلات المُحدَّدة في عملية نشر الإنجيل، ستستفيدون من هذه الكلمات لأنها عملية وتمس مبادئ الحق. هي ليست كلمات جوفاء. في حياتكم اليومية، عندما تواجهون مثل هذه الأمور المتعلقة بنشر الإنجيل وتعيشون في بعض الحالات غير الصحيحة، أو عندما تواجهون بعض المشكلات في عملكم في نشر الإنجيل، هل يمكنكم استخدام هذه الحقائق لحل المشكلات التي تواجهونها؟ إن كنتم تستطيعون حل مثل هذه المشكلات، فكلام اليوم لم يُقال عبثًا. أما إذا كنتم لا تزالون غير قادرين على حل مثل هذه المشكلات، أو إذا كنتم تفعلون الأشياء بطريقتكم الخاصة، وتتخذون قراراتكم بأنفسكم وتتمسكون بها، وتفعلون ما يحلو لكم، وتتصرفون بإصرار وتهور بدون مراعاة واجباتكم ومسؤولياتكم، فإن هذه الحقائق هي مجرد كلام أجوف بالنسبة إليكم وليس لها فائدة. لا فائدة منها ليس لأن الحق لا يستطيع مساعدتك، وليس لأن الحق لا يفيدك، بل لأنك لا تحب الحق على الإطلاق ولا تمارس الحق. أنت ترى واجب نشر الإنجيل مجرد هواية أو وسيلة لقضاء الوقت. إذا كنتم تتعاملون مع واجب نشر الإنجيل من وجهة النظر هذه، فماذا سيحدث؟ هل ستكونون قادرين على أداء واجبكم كما ينبغي؟ (كلا). إذا كان الحديث عن أداء واجبكم كما ينبغي يبدو بعيد المنال بعض الشيء، فدعوني أسألكم أولًا هذا السؤال: إذا تعاملتم مع واجب نشر الإنجيل من وجهة النظر هذه، فهل يمكنكم إرضاء مقصد الله؟ (كلا). يجب أن يكون هذا واضحًا في قلوبكم جميعًا. عندما تتعامل مع هذا الواجب بنوع وجهة النظر هذا ونوع المواقف هذا، سيشعر قلبك بعدم الاستقرار. ستعتقد أن موقفك ليس كما يحب الله. إذا تصرَّفت بهذه الطريقة، حتى لو استملت بعض الناس وبدا أنك تقوم بأعمال صالحة في الظاهر، فإن مقاصدك ودوافعك لأداء واجبك تتعارض مع مبادئ الحق. أنت بالضبط مثل أولئك المتدينين الذين ينشرون الإنجيل من أجل نيل البركات وعقد صفقات مع الله. مثل هذا المقصد ومصدر التحفيز خاطئان. عند نظر الله في كيفية أداء الناس لواجباتهم، فإنه يحكم على مقاصد الناس ودوافعهم. يلاحظ الله المواقف والعقليات التي يتعامل بها الناس مع واجباتهم. وبناءً على ذلك، يعمل الله من أجل تطهير الناس من الفساد وتخليصهم حتى يتمكنوا من الابتعاد عن الخطية. لذلك، وبغض النظر عن الطريقة التي تنشر بها الإنجيل، يجب أن تقبل تمحيص الله. بغض النظر عن أي نوع من الأشخاص تكون، وما مستوى قدراتك، وما نوع الواجب الذي أديته، وماذا كان واجبك قبل أن تنضم إلى صفوف الذين ينشرون الإنجيل، ينبغي أن تلتزم بمبادئ الحق هذه في نشر الإنجيل، وينبغي أن ترى أن نشر الإنجيل واجبك ومسؤوليتك، وأن تحمله على عاتقك.
يُستبدَل بعض القادة والعاملين الذين لا يستطيعون أداء العمل الفعلي أو حل المشكلات العملية ويُكلَّفون بنشر الإنجيل كجزء من فريق الإنجيل. قد يقولون لكل من يقابلونهم: "لقد كنت قائدًا. لقد أُرسلت إلى فريق الإنجيل لنشر الإنجيل لأنني لم أقم بعمل جيد. ربما يجعلني الله أنشر الإنجيل ليهدّئني لفترة من الوقت، وليزوِّدني بالحق ويدرِّبني. هذا يعني أنه ليس عليَّ أن أبذل الكثير من الجهد في نشر الإنجيل. أيًا كان ما أفعله، فهو جيد. في النهاية، أنا من طينة القادة. وبمجرد أن تعلو قامتي، يجب أن أُنصَّب قائدًا. بما أنني من ذوي مستوى القدرات الجيد، فإن عدم كوني قائدًا سيكون إهدارًا للموهبة. تعاني الكنيسة الآن نقصًا في عدد القادة والعاملين!" يوحي كلامهم بأن بيت الله لا يمكنه الاستغناء عنهم كقادة. هم مجبورون على نشر الإنجيل لمجرد إعطائهم الفرصة للممارسة، وتزويدهم بالحق، وجعلهم يقومون ببعض الأعمال الشعبية كجزء من تربيتهم وتدريبهم. لذا، فهم ينظرون إلى واجبهم في نشر الإنجيل على أنه شيء مؤقت، فهم يفعلون ذلك لتعزيز سيرتهم الذاتية، وقضاء وقت ممتع، وتوسيع آفاقهم فحسب. هم يظنّون أنهم إذا حققوا نتائج في نشر الإنجيل، وفهموا الحق، وتمكنوا من القيام ببعض العمل، فسيتم ترقيتهم للخدمة كقائد أو عامل. إذا تبنّوا هذه العقلية تجاه أداء واجبهم في نشر الإنجيل، فهل يمكنهم تحقيق توبة حقيقية؟ لم يتأملوا في أنفسهم أو يتعرّفوا على أنفسهم. ليس لديهم وعي ذاتي. هل هؤلاء الناس في ورطة؟ هم لا يستوعبون نشر الإنجيل بشكل صحيح. يغالون في تقديرهم لأنفسهم؛ وهم في الحقيقة لا يعرفون أنفسهم على الإطلاق! هم غير مدركين تمامًا لما يحدث في الواقع. في الحقيقة، حدث هذا لأنهم ليسوا أشخاصًا يسعون إلى الحق ويفتقرون تمامًا إلى أي قدرة على الاستيعاب. هم فصحاء ظاهريًا، ويستمتعون بتسيير الأمور، ويبدو أن لديهم بعض من مستوى القدرات، لكن عندما يعملون كقادة وعاملين، فإن شخصيتهم ومستوى قدراتهم ليست على المستوى المطلوب. لا يمكنهم استيفاء المعايير والمقاييس ليكونوا قادة وعاملين، لذلك يُستبعدون. هم لا يعرفون مقياسهم التافه، لكنهم بدلًا من ذلك يتباهون ويتفاخرون بأنفسهم من دون خجل. على الرغم من أن البعض لن يقولوا ذلك أبدًا، فإنهم في تقديرهم الشخصي يعتقدون أن فقط أولئك الذين لا يستطيعون القيام بأي شيء يتم تكلفيهم بنشر الإنجيل. في قلوبهم، يقسِّمون جميع الواجبات في بيت الله إلى واجبات عُليا، ووسطى، ودُنيا. هم يعتبرون واجب نشر الإنجيل أدنى الواجبات في بيت الله. كل من يخطئ أو لا يؤدي واجبه على النحو الملائم يُرسَل لنشر الإنجيل. هكذا يفهم هؤلاء الناس هذا الواجب. هل هناك أي فرق بين هذا الفهم وبين اتخاذ نشر الإنجيل كمسؤولية وواجب يجب الوفاء بهما في حياة المرء؟ إذا فهم شخص ما الأمر على هذا النحو، فهل يستطيع أداء واجبه جيدًا؟ (كلا). أين الخطأ الذي وقع فيه؟ هم ينظرون إلى أعظم مسؤولية والتزام ينبغي أن يفي بهما الشخص في حياته – عمل نشر الإنجيل – باعتباره العمل الأكثر تواضعًا. هم لا يعتبرونه مسؤولية والتزامًا على عاتقهم، ولا يفهمونه كواجب. بغض النظر عن كيفية عقد بيت الله شركة عن ضرورة أن يؤدي المرء واجبه بإخلاص، وأن نشر الإنجيل أحد هذه الواجبات، فإنهم لا يدركون أن هذا هو الحال. هم يعتقدون في قلوبهم أن المستويات المختلفة من القادة، والعاملين، والمسؤولين في بيت الله يحتلون القمة. لديهم سلطة مطلقة وسيحصلون في النهاية على مكافآت عظيمة وسيُكمِّلهم الله. إن الأتباع الذين تحتهم ليسوا سوى جنود مشاة، خاصةً ناشري الإنجيل الذين يتفاعلون دائمًا مع الناس خارج الكنيسة. من بين جميع الوظائف، قد يكون عملهم هو الأصعب والأكثر إرهاقًا. في النهاية، لا يمكنك الجزم ما إذا كان هؤلاء الناس سيُكمَّلون أم لا. هل ذنبهم أنهم يتصوّرون واجب نشر الإنجيل بهذه الطريقة؟ هل هناك من يعتبرون هذه المسؤولية المقدَّسة والالتزام في نشر الإنجيل بمثابة العمل الروتيني الأكثر تواضعًا ويضعونه في أدنى درجة من درجات التسلسل الهرمي للمراتب والدرجات؟ هم ينظرون إلى هذا الواجب نظرة دونية وينظرون أيضًا إلى الذين يؤدونه نظرة دونية. فما وجهة النظر التي يحملونها معهم عندما يؤدون هذا الواجب؟ (ينظرون إليه على أنه واجب مُؤقّت). هل هناك شيء آخر؟ عندمايستميلون شخصًا ما، لا يقدِّرون ذلك كثيرًا، وعندما يفشلون في استمالة شخص ما، لا يكترثون. هم لا يعتبرون نشر الإنجيل جزءًا من عملهم الخاص ولا يبذلون قصارى جهدهم لأداء هذا الواجب جيدًا. هم ينظرون في قلوبهم نظرة دونية إلى واجب نشر الإنجيل، فماذا ستكون نتيجة عملهم في نشر الإنجيل؟ هل يمكنهم أن يسلِّحوا أنفسهم بكل جوانب الحق من أجل إتمام واجبهم في نشر الإنجيل؟ من أجل استمالة المزيد من الناس، هل يحفظون اقتباسات من كلام الله ومقاطع من الكتاب المقدس ويطّلعون على مجموعة متنوعة من الشهادات الاختبارية حتى يتمكنوا من حل المشكلات المختلفة التي يواجهونها عند نشر الإنجيل؟ (كلا). عند نشر الإنجيل، إذا سألهم أشخاص لديهم استيعاب مُحرَّف ويحملون الكثير من المفاهيم أسئلة صعبة، فكيف سيتعاملون معهم؟ (سوف يتخلّون عنهم). هذا نوع من المواقف. هل سيشتكون إلى الله قائلين: "لماذا كان عليَّ أن أقابل مثل هذا الشخص السخيف الذي لا يملك أي فهم روحي عند نشر الإنجيل؟ يا له من حظ سيئ!"؟ ليس لديهم أي محبة للمستهدفين بالإنجيل، ويأملون ألّا يخلِّص الله هذا النوع من الأشخاص. وفيما يتعلق بهذا الأمر، فهم لا يصلّون إلى الله، ولا يطلبون مقاصد الله، ناهيك عن إظهار أي مراعاة لمقاصد الله. هم يختارون الطريقة التي يعاملون بها المستهدفين بالإنجيل وفقًا لتفضيلات الجسد، وعندما يقابلون أشخاصًا لديهم الكثير من المشكلات والمفاهيم الخطيرة، يتخلون عنهم. لا يختارون نشر الإنجيل إلا للأشخاص الذين لديهم القليل من المفاهيم أو لا شيء منها على الإطلاق، ولا يريدون دفع أي ثمن. كلما أساء شيء ما لغرورهم أو لكرامتهم، أو لسمعتهم أو لمكانتهم، وكلما خالف شيء ما تفضيلات الجسد أو تعارض مع ملذات الجسد، ماذا يختارون أن يفعلوا؟ يختارون الاستسلام، ويختارون الهرب، ويختارون عدم إتمام هذه المسؤولية، بل ويختارون رفض هذه المسؤولية. وفي الوقت نفسه، يتذمرون سرًا في قلوبهم إلى الله قائلين: "لماذا كان عليَّ أن أقابل مثل هذا الشخص السخيف الذي لديه الكثير من المفاهيم؟ لماذا تجعلني أعاني هذا؟ لقد فقدت ماء وجهي، وأضعت جهدي، وفشلت في استمالة أي شخص". في السر، قلوبهم مليئة بالاستياء تجاه الله. لذا، فهم ليسوا على استعداد لقبول واجب نشر الإنجيل، وليسوا على استعداد لإتمام مسؤولية نشر الإنجيل أيضًا؛ إذا كانت مواقفهم تجاه واجب نشر الإنجيل على هذا النحو، فهم ليسوا بمنأى عن الاستبعاد.
في عملية نشر الإنجيل، يعامل العديد من الذين ينشرون الإنجيل عملهم بموقف لا مبالٍ ومهمِل. هم لا يتغيرون أبدًا. فهم لا يعاملونه أبدًا بموقف من الاهتمام الدقيق، والتعقّل، واتقاء الله. بدلًا من ذلك، يفكرون: "على أي حال، ليس لدي أي شيء لأفعله، يمكنني أن أفعل أي شيء. يبدو فريق الإنجيل ممتعًا، لذا سأنضم إليه". ثم ينضمون وينشرون الإنجيل. في الواقع، هم يقدّمون مساهمة محدودة للغاية في هذه العملية. هم يقضون بعض الوقت ويسافرون قليلًا فحسب، لكنهم لا يدفعون أي ثمن حقيقي. هم دائمًا ما يبشِّرون بالإنجيل وفقًا لتفضيلات جسدهم، ومفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة. لا يتبعون أبدًا مبادئ الحق بالمرة. هناك الكثير من الناس الذين يحبون أن يبشّروا الأغنياء وأصحاب المال، ولكن ليس الفقراء. هم يحبون أن يبشِّروا الأشخاص ذوي المظهر الحسن، ولكن ليس الأشخاص ذوي المظهر البسيط. يحبون أن يبشِّروا الأشخاص الذين ينسجمون معهم جيدًا، ولكن ليس الأشخاص الذين لا ينسجمون معهم. هم يحبّون أن يبشِّروا الناس الذين لديهم القليل من المفاهيم، ولكن ليس أولئك الذين لديهم الكثير من المفاهيم. هم يحبّون أن يبشِّروا الناس الذين يسهل تقديم الإنجيل إليهم، الناس الذين سيقبلون الإنجيل بدون الحاجة إلى الاستماع إلى الكثير من الكلام. هم لا يريدون أن يبشِّروا الناس إذا كان ذلك سيتطلب الكثير من الكلام المرهق. لنعطي مثالًا على ذلك، لنفترض أن امرأة تنشر الإنجيل وتلتقي برجل من عائلة ميسورة الحال، يمتلك منزلًا وسيارة، ولديه أبوان يعملان في وظيفتين جيدتين، وهو ابن وحيد ووسيم. هي تظن أنها ستتمكن من أن تعيش حياة رغدة إذا تمكنت من الزواج منه، لذلك تريد أن تبشِّر هذا الرجل بالإنجيل، ظنًا منها أنه سيكون أمرًا رائعًا إذا قبله. يحاول بعض الأشخاص الآخرين منعها، قائلين لها إن هذا الشخص ليس طالبًا للحق، وليس شخصًا يمكن تبشيره، لكنها تقول: "إذا عقدنا المزيد من الشركة عن الحق، فمن الممكن أن يقتنع بقبوله. إن لم نقدِّم الإنجيل لمثل هذا الشخص الصالح ولم نخلِّصه، ألا يتعارض ذلك مع مقاصد الله؟" في الواقع، هي لديها غرضها الخاص. فهي لا تحاول أن تستميل هذا الشخص من أجل أن تأتي به أمام الله، ولكنها تريد أن تعلن عن نفسها وتبيع نفسها له. وبعد الكثير من التسويق، تحصل في النهاية على ما تسعى إليه، وتتمكن من تكوين علاقة معه من أجل غاياتها الخاصة. ما المشكلة هنا؟ لديها دوافعها الخاصة التي تخالف مبادئ الحق في كل ما تفعله. وفي نهاية المطاف، تستخدم وسائل مختلفة "لتقديم" الإنجيل إليه، بل وتتزوجه، قائلة: "إن أعظم إنجاز في عملي في نشر الإنجيل هو أن أجد مثل هذه الروح المشابهة. هذا شيء يجب أن أقبله من الله. الزواج أمر قدَّره الله. إن لقائي بهذا الشخص وزواجي منه كان بترتيب من الله كليًا. هذه حظوة الله وبركته". وتمضي في تكوين أسرة صغيرة وتعيش حياة سعيدة، فهل ما زالت قادرة على نشر الإنجيل؟ (كلا). بعد عام أو عامين، تذهب من حين لآخر لنشر الإنجيل عندما تشعر أنها بحالة جيدة، لكنها تقضي معظم وقتها في الحياة الأسرية، ويصبح قلبها فارغًا بشكل متزايد. وأخيرًا، تدرك أن الحياة الأسرية ليست سوى قدور، ومقالٍ، وأكل، وشرب، ولعب، وصخب. فتشعر أن كل ذلك لا معنى له. وعندما تنظر هي إلى الماضي، تتأمل وتفكر في نفسها قائلة: "الإيمان بالله؛ لا يزال هذا ذا معنى. دعوني أعود وأستعيد الإيمان مرة أخرى وأواصل نشر الإنجيل!" في النهاية، تتحدث عن تجاربها بطريقة مُفخَّمة قائلةً: "لقد خلق الله الإنسان، لذلك لا يمكنه أن يترك الله. لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون الله. وكما أن السمكة لا بد أنها ستموت من دون ماء، فإن الإنسان إذا ترك الله فلن يكون لديه بالتأكيد طريق للمضي قدمًا في حياته. لهذا السبب أنا عدت. هذا لأن الله دعاني". يا للوقاحة المطلقة! وبعد عودتها، تطالب بأن تؤدي واجبها قائلة: "إن كل شيء يصبح خاويًا إذا لم أؤدِّ واجبي. يجب على كل شخص أن يؤدي واجبه". إن كلام الناس الذين لا يمارسون الحق وليس لديهم محبة للحق يثير اشمئزاز من يسمعه. أنتِ تقولين إنك لا تستطيعين ترك الله، فلماذا لا تسألين الله إن كان يريدكِ؟ لقد وجدتِ شريكًا في عملية أداء واجبكِ، ثم تركتِ واجبكِ وهربتِ. لماذا لم تُصَلِّي إلى الله لتسأليه إن كان موافقًا على ذلك وتعرفي موقفه؟ هل أتممتِ مسؤولياتكِ؟ هل أتممتِ الإرسالية التي ائتمنكِ الله عليها؟ هل عاملتِ الله بوصفه الله؟ هل نظرتِ إلى واجبك على أنه واجب عليكِ؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي لا. ماذا يكون الله بالنسبة إليكِ؟ هو مجرد رفيق قابلتِه على جانب الطريق. أنتِ تحيينه وتظنين على الفور أنكما صديقان. إذا كان ذلك يخدم مصالحكِ فإنكِ تستمرين معه، أما إذا لم يكن ذلك في مصلحتكِ، فإنكِ تودِّعينه. لكنكِ تفكرين فيه مجددًا عندما تحتاجين إليه. هذا نوع العلاقة التي تربطك به. إذا كنتِ تعتبرين الله صديقًا عرفتِه ذات يوم، فماذا سيكون رأي الله فيكِ؟ كيف سيعاملكِ الله؟ أنتِ تشعرين بالحزن، وأيامكِ خاوية، لذلك تحتاجين إلى الله. تعودين وتريدين أداء واجبكِ. هل سيعطيك الله واجبًا بلا اكتراث هكذا؟ (لن يفعل). لمَ لا؟ أنتِ لا تستحقين ذلك! على الرغم أن أمثال هؤلاء الناس يمكن أن يؤدوا واجباتهم فور إيمانهم بالله، لكن قبل أن يكملوا واجباتهم، يتخلون عن الله دون سابق إنذار، ويتركون مواقعهم ويتخلّون عن عملهم. كيف يرى الله هذا؟ ما طبيعة هذا السلوك؟ (خيانة). الخيانة ليست بالأمر الهَيِّن. هؤلاء الناس مُتنصِّلون! كيف يؤدي المُتنصِّلون واجبهم؟ هم ينشدون مصالحهم الذاتية تحت شعار أداء واجبهم. يضعون خططًا لتأمين مستقبلهم الخاص ومعيشتهم بينما ينتهكون المقصد الأصلي لأداء واجباتهم. وفي نهاية المطاف، يهربون في أثناء أداء واجبهم، ما يجعلهم مُتنصِّلين. مثل هذا الشخص لا يبذل نفسه لله بقلب مخلص. بدلًا من ذلك، لديه مقاصده ومآربه الشخصية ويحاول خداع الله، ويكشف في النهاية عن حقيقته. أليس هؤلاء الناس هم مَن يخونون الله؟ يقول بعض الناس: "أليست هناك حرية للمجيء والمغادرة في بيت الله؟" هناك حرية في المجيء والمغادرة، هذا صحيح، لكن يجب على المرء أن يخضع للفحص عند دخول بيت الله. أنت حر في مغادرة بيت الله ولن يقف أحد في طريقك. لكن إذا أردت العودة إلى بيت الله، فالأمر ليس بهذه السهولة. يجب فحصك والتحقق منك من قِبل قادة الكنيسة وعمَّالها على جميع المستويات للتأكد من أن توبتك حقيقية. حينئذ فقط ستُقبل. وهكذا، من السهل المغادرة، ولكن من الصعب العودة مرة أخرى. لقد سمعت أن بعض الناس وجدوا صعوبة بالغة في نشر الإنجيل وعانوا كثيرًا لدرجة أنهم تخلُّوا عن أعبائهم وهربوا. ما المشكلة هنا؟ المشكلة أنهم مُتنصِّلون. ما الأكثر أهمية عند العمل في نشر الإنجيل؟ كل من ينشر الإنجيل له دور مهم في نظر الله، وخاصة الأشخاص المسؤولين عن مناصب مهمة. إذا كان لديك دور مهم في نشر الإنجيل وتنصّلت من مهمتك دون إذن الله، فلا يوجد تعدٍّ أعظم من هذا. ألا يعتبر هذا فِعل خيانة لله؟ (بلى). كيف برأيكم ينبغي أن يعامِل الله المتنصلين إذًا؟ (يجب إبعادهم). إبعادهم يعني تجاهلهم وتركهم لفعل ما يريدونه. إذا شعر الناس الذين يُبعدون بالتوبة، فمن الممكن أن يرى الله أن موقفهم موقف توبة بما فيه الكفاية وما زال يريد عودتهم. ولكن حيال أولئك الذين يتنصلون من واجبهم – وحيال هؤلاء الناس وحدهم – ليس لدى الله هذا الموقف. كيف يعامل الله أمثال هؤلاء؟ (الله لا يُخلِّصهم. الله يزدريهم). هذا صحيح تمامًا. وبشكل أكثر تحديدًا، فإن الناس الذين يؤدون واجبًا مهمًا قد كلّفهم الله به، وإذا تنصلوا من مهمتهم، فبصرف النظر عن جودة أدائهم من قبل أو فيما بعد، فإن الله يراهم على أنهم خانوه ولن يُمنَحوا الفرصة أبدًا لأداء واجب. ماذا يعني عدم إعطاء المرء فرصة أخرى؟ إذا قلت: "أنا نادم جدًا. أنا مدين لله. ما كان ينبغي أن أتخذ مثل هذا الاختيار في البداية. لقد سُحرت في ذلك الوقت وضُلِّلت، والآن أنا أتحسّر على ذلك. أتضرع إلى الله أن يمنحني فرصة أخرى لأداء واجبي حتى تتاح لي الفرصة للتوبة عما اقترفته من خلال الأعمال الصالحة والتكفير عن أخطائي"، كيف سيتعامل الله مع هذا الأمر؟ بما أن الله يقول إنه ليس لديك فرصة، فلن يلتفت إليك مرة أخرى. هذا موقف الله تجاه المُتنصِّلين. عندما يتعامل الله مع الناس الذين يرتكبون التعديات الشائعة، قد يقول الله إنه كان تعديًا لحظيًا، أو أن ذلك كان بسبب بيئة معاكسة، أو صغر القامة، أو الافتقار إلى فهم الحق، أو سبب آخر من هذا القبيل. في هذه الحالة، قد يمنحهم الله الفرصة للتوبة. ومع ذلك، لا يمنح الله فرصًا ثانية للمُتنصِّلين دون غيرهم. يقول بعض الناس: "ماذا يعني أن الله لا يعطي فرصًا ثانية؟ إذا أرادوا أن يؤدوا واجبهم، أفلن يسمح الله بذلك؟" يمكنك أداء واجبك، ويمكنك نشر الإنجيل، ويمكنك أيضًا الاستماع إلى العظات والانضمام إلى الكنيسة. لن تحذف الكنيسة اسمك من قوائمها، لكن بالنسبة إلى الله، بغض النظر عن كيفية أدائك لواجبك وكيفية توبتك، فإن الله لا يحتاجك ولا يستحسنك، حتى وإن كنت تعمل من أجله. هذا موقف الله. قد يفشل بعض الناس في فهم هذا الأمر ويقولون: "لماذا يكون الله قاسيًا وحاسمًا بهذا الشكل عند التعامل مع هذا النوع من الأشخاص؟" لا يحتاج الإنسان إلى فهم هذا الأمر. هذه شخصية الله. هذا موقف الله. يمكنك أن تفكر كما تشاء. الله لديه سلطة اتخاذ القرار. لديه سلطة التصرف بهذه الطريقة والتعامل مع الأمر على هذا النحو. ماذا يمكن لأي إنسان أن يفعل؟ هل يمكن للناس أن يعترضوا؟ مَن قال لك ألا تسلك الطريق الصحيح منذ البداية، وأن تخون الله وتصبح متنصِّلًا؟ عمل نشر الإنجيل لا يمكن أن ينجزه شخص بمفرده، بل يحتاج إلى أناس كثيرين. إذا كنت لا تستطيع أداء واجبك، فسيختار الله شخصًا آخر يستطيع. إذا كنت لا تتعاون ولا تؤدي واجبك، فهذا يثبت أنك أعمى. هذا يثبت أنك مشوَّش الذهن وغبي. أنت لا تعرف أن هذه بركة، لذلك لن تحصل على هذه البركة. ينبغي أن تذهب فحسب! إذا ابتعدت ثم عدت بعد فترة، هل سيظل الله يريدك؟ كلا، الله لا يهتم. هذا موقف الله تجاه المتنصِّلين، والمتنصّلين وحدهم. قال بعض الناس: "بعد أن أعود وأؤدي واجبي، فسوف ينيرني الروح القدس!" عندما كنت تؤدي واجبك في البداية، هربت دون إذن، ولم يعيقك الروح القدس. والآن بعد أن عدت، هل يمكن للروح القدس أن يظل ينيرك؟ لا تبالغ في مشاعرك العاطفية. لن يفعل الله شيئًا ضد مشيئته، ولديه مبادئ عند التعامل مع كل شخص. ما التحذير للناس هنا؟ يجب أن تثابروا في واجبكم، وتثبتوا على موقفكم، وتتمّوا مسؤولياتكم. هل موقف الله تجاه هؤلاء المُتنصِّلين متشدد للغاية؟ (ليس كذلك). لماذا تقول إنه ليس كذلك؟ كيف ترى أن هذا ليس موقفًا متشددًا للغاية؟ بغض النظر عن الواجب الذي يؤديه الإنسان، ففي الفترة الحالية، هل كل واجب يؤديه كل شخص مرتبط بما قدَّره الله؟ إنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، إذا كنت قادرًا على أداء واجبك، فهل يعني ذلك أن الله قد قام بعمل كثير؟ لقد قدَّر الله قدرك مسبقًا منذ خلق العالم. لقد قدَّر مسبقًا العصر والزمان الذي تولد فيه، ونوع الأسرة التي تولد فيها، وتأثير أسرتك فيك، والواجب الذي يطلب الله منك أن تؤديه، والأشياء التي سُمح لك بتعلُّمها مسبقًا. على سبيل المثال، إذا كنت قد تعلمت لغة أجنبية، فأنت الآن تمتلك هذا المستوى من القدرات وهذه الموهبة، ما يتيح لك أداء واجبك بنجاح. لقد قام الله بالكثير من العمل في مرحلة التحضير. لأي غرض يقوم الله بمثل هذه التحضيرات؟ هل لكي تبرز من بين الحشود؟ هل لكي تتمكَّن من أن تسعى وراء الدنيا وتخدم الشيطان؟ قطعًا لا! يريدك الله أن تقدِّم ما أعطاك الله إياه في بيت الله، وفي نشر إنجيل الله، وفي خطة تدبير الله. ومع ذلك، إذا كنت لا تستطيع أن تقدِّم ما وهبك الله إياه، ولكن بدلًا من ذلك تخدم الشيطان، فماذا سيكون شعور الله؟ كيف سيتعامل الله مع هذا؟ كيف ينبغي أن يتعامل الله مع هذا بما يتوافق مع شخصيته؟ سيطردك الله من أمامه بضربة واحدة. هو لا يريدك. أنت تنسى لطفه وتخون ثقته. أنت لا تعترف بخالقك ولا تعود إليه. أنت لا تكرِّس لله ما أعطاك إياه، بل تقدّمه للشيطان بدلًا من ذلك. هذه خيانة خطيرة، والله لا يريد مثل هذا الخائن!
في عمل الله لخلاص البشر، فإن مستوى القدرات الذي يمتلكه كل شخص يؤهله لمهمة أداء الواجب الذي يجب أن يؤديه. بالإضافة إلى ذلك، يجب استخدام الخبرة والمعرفة اللتين يكتسبونهما بعد أن يؤمنوا بالله وكذلك الحقائق التي يفهمونها لأداء واجبهم. وبهذه الطريقة فقط يمكن للناس المساهمة بجهدهم المتواضع في عمل نشر إنجيل الملكوت. ما المقصود بهذا الجهد المتواضع؟ إنه الواجب الذيينبغي أن يؤديه الشخص. يسمح لك الله بأن تفهم الحق وتمتلك الذكاء والحكمة حتى تتمكن من أداء واجبك جيدًا. هذه قيمة حياتك ومعناها. إذا لم تعش بحسب هذه القيمة وهذا المعنى، فهذا يثبت أنك لم تكتسب شيئًا من إيمانك بالله. لقد أصبحت خردة عديمة الفائدة في بيت الله. إذا كان ما تعيش بحسبه هو الشيطان والجسد، فهل يمكن أن يظل الله يريدك؟ لقد زالت قيمة حياتك ومعناها. في نظر الله، ينبغي أن تختفي من بيته فحسب، وتختفي إلى الأبد. هو لم يعد يريدك بعد الآن. بالإضافة إلى ذلك، في فترة توسع عمل تدبير الله، فإن كل من يتبع الله يؤدي واجبه الخاص، وقد تعرضوا جميعًا مرارًا وتكرارًا للقمع والاضطهاد القاسي من التنين العظيم الأحمر. إن طريق اتّباع الله وعر وغير مُمهد، وهو صعب للغاية. أي شخص اتبع الله لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات سيكون قد اختبر ذلك بنفسه. إن الواجب الذي يؤديه كل شخص، سواء كان واجبًا ثابتًا أو ترتيبًا مؤقتًا، يأتي من سيادة الله وترتيباته. قد يُعتقل الناس في كثير من الأحيان، وقد يضطرب عمل الكنيسة ويُفسَد، وقد يكون هناك نقص واضح في عدد الأشخاص الذين يؤدون الواجبات، خاصةً ذوي مستوى القدرات الجيد والخبرات المهنية، وهم أقلية، ولكن بسبب قيادة الله، وبسبب قدرته وسلطانه، خرج بيت الله بالفعل من أصعب الأوقات، وأصبح كل عمل بيت الله على المسار الصحيح. بالنسبة إلى الإنسان، يبدو هذا مستحيلًا، لكن لا شيء يصعب على الله إنجازه. اتسمت السنوات الثلاثون منذ أن ظهر الله وبدأ العمل حتى الوقت الحاضر بالعواصف وكل أنواع المحن. ولولا قيادة الله وكلماته التي تغمر الناس بالإيمان والقوة، لما وصل أحد إلى هذا الحد. لقد اختبر كل شعب الله المختار هذا شخصيًا. لا يسير أي من أعمال بيت الله بسلاسة، فكلها تبدأ من الصفر، وتتم بصعوبة بالغة، وتعتريها المتاعب. لماذا هذا؟ لأننا لا نواجه القمع والاضطهاد المجنون لنظام التنين الأحمر العظيم فحسب، بل نواجه أيضًا التمييز، والافتراء، والإدانة من المجتمع الديني بأكمله والبشرية الفاسدة – بل حتى العصر كله ينبذنا ويعيقنا. كل عمل التدبير الإلهي ينطلق ويعمل في بيئة وظروف مليئة بتوجُّهات الشيطان الشريرة، ويكون الشيطان فيها في السلطة. هذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق؛ إنه صعب للغاية. ولذلك، فإن كل شخص قادر على أداء الواجب هو مصدر راحة لله، وأداؤه للواجب شيء نادر وثمين. إن الجديّة، والإخلاص، والإنفاق الذي يمكن أن يقدّمه كل شخص، بالإضافة إلى موقف الأمانة والمسؤولية تجاه واجبه، والخضوع لإرسالية الله، وتبجيل الله، هي أمور يعتز بها الله، ويعتبرها مهمة جدًا. وفي المقابل، لدى الله أشد درجات الازدراء لأولئك الذين يتنصلون من واجباتهم أو يعاملونها باستهزاء، ولمختلف السلوكيات، والأفعال، ومظاهر الخيانة لله، لأن هؤلاء الناس وسط مختلف السياقات، والناس، والأحداث، والأشياء التي يرتبها الله يؤدون دور إعاقة عمل الله، أو إتلافه، أو تأخيره، أو إزعاجه، أو التأثير في تقدمه. ولهذا السبب، كيف يشعر الله ويتفاعل تجاه المتنصلين ومَن يخونون الله؟ ما الموقف الذي يكون لدى الله؟ (هو يكرههم). لا شيء سوى الازدراء والكراهية. هل يشعر بالشفقة؟ لا، فإنه لا يشعر بالشفقة أبدًا. يقول البعض: "أليس الله محبة؟" لماذا لا يحب الله أمثال هؤلاء الناس؟ هؤلاء الناس لا يستحقون المحبة. إذا كنت تحبهم، فإن محبتك حمقاء، ومجرد أنك تحبهم لا يعني أن الله يحبهم. قد تعتز بهم، لكن الله لا يعتز بهم لأن أمثال هؤلاء الناس ليس فيهم شيء يستحق الاعتزاز به. وهكذا، يتخلى الله بحزم عن أمثال هؤلاء الناس ولا يمنحهم أي فرصة ثانية. هل هذا معقول؟ هذا ليس معقولًا فحسب، بل هو قبل كل شيء جانب واحد من جوانب شخصية الله، وهو أيضًا الحق. في عملية نشر الإنجيل، لا يقبل بعض الناس أي جزء من الحق. هم يتصرفون دائمًا باعتباطية وتهوّر وفقًا لإرادتهم الخاصة. وهم أحجار عثرة وعقبات أمام عمل نشر الإنجيل. ويلعبون دورًا سلبيًا من خلال إزعاج عمل الإنجيل، وعرقلته، وإفساده، وإعاقة توسعه. لذلك، فإن موقف الله تجاه هؤلاء الناس هو موقف الازدراء والكراهية. يجب استبعادهم. هكذا يُكشف عن شخصية الله البارة. يقول بعض الناس: "أليس من المبالغ فيه بعض الشيء التعامل مع مثل هؤلاء الناس بهذه الطريقة؟" لا توجد أي مبالغة في ذلك. في مواجهة مثل هؤلاء الأبالسة، لا يمكن أن يشعر الله إلا بالازدراء والكراهية. الله لا يتنكر. شخصية الله بارة، وشخصية الله واضحة للعيان. ما الجانبين الأكثر أهمية في شخصية الله البارة؟ (الرحمة الوفيرة والغضب الشديد). ما أهمية ذلك هنا؟ مَن يقاسي غضب الله الشديد؟ إنه يقع على أولئك الذين يقاومون الله، ويرفضون الحق، ويتبعون الشيطان. لا يريد الله أولئك الذين عقدوا العزم على اتباع الشيطان، ولا يريد الخونة والمتنصلين. يقول بعض الناس: "في لحظة ضعف، اخترت ألا أؤدي واجبي، لكنني لم أرغب فعليًا في ترك الله، أو العودة إلى الدنيا ومعسكر الشيطان". سواء كنت ضعيفًا أو أردت العودة إلى الدنيا، فقد يظهر الله الرحمة والتسامح عند التعامل مع ضعفك، بحسب الموقف. إن الله واسع الرحمة. يعيش الناس بين شخصياتهم الفاسدة، وفي بعض الظروف، لا مفر من أن يشعروا بالضعف، أو السلبية، أو الكسل. يمحّص الله الجميع وسيتعامل معهم بحسب الموقف. إن لم تكن متنصّلًا، فلن يعاملك كمتنصّل. إذا كنت ضعيفًا، فسيتعامل معك بالتأكيد وفقًا لضعفك. إن كشفت عن فسادٍ مؤقت، أو إن كنت ضعيفًا مؤقتًا، أو إن ضللت مؤقتًا، فإن الله سينيرك، ويرشدك، ويدعمك. سوف يعاملك كشخص صغير القامة لا يفهم الحق لأن هذه المشكلة ليست من جوهر طبيعتك. لماذا لا يتعامل الله مع هؤلاء الناس بالتخلي عنهم؟ لأنهم لا يريدون أن يرفضوه أو يرفضوا الحق، ولأنهم لا يريدون أن يتبعوا الشيطان. إنهم لا يظهرون سوى لحظة ضعف مؤقتة ولا يستطيعون التقدم، لذلك يمنحهم الله فرصة أخرى. إذًا، كيف ينبغي التعامل مع هؤلاء الأشخاص الذين يمرون بلحظة ضعف مؤقتة ولا يستطيعون أداء واجباتهم، لكنهم يعودون فيما بعد لتأديتها؟ ينبغي قبولهم. إن هذه الحالة تختلف في طبيعتها عن حالة المتنصلين، لذلك لا يمكن تطبيق القاعدة نفسها أو اعتماد النهج نفسه في التعامل معهم. فبعض الناس لا يعانون من الضعف؛ بل هم في الواقع متنصلون. إذا قمت بإعادتهم، فإنهم سوف يتنصلون مرة أخرى عندما يواجهون موقفًا مشابهًا. شخص كهذا ليس متنصلًا مؤقتًا؛ مثل هذا الشخص سيظل دائمًا متنصلًا. لهذا السبب يطرد الله أمثال هؤلاء الناس ولا يعيدهم أبدًا. ولا مبالغة في ذلك على الإطلاق. وبما أن الله لا يُعيدهم أبدًا، فهذا يعني أن أي شخص آخر قد يُخلِّصه الله، فهو لا يخلِّص هؤلاء الأشخاص. عندما يرى الله أن فريق المُستهدفون بالخلاص ينقصه شخص واحد، فقد يضيف شخصًا آخر. لكن هذا النوع من الأشخاص غير مرغوب فيه. هم مُبعدون إلى الأبد وغير مرغوب فيهم.
توجد فئة أخرى من الناس الذين غالبًا ما يزعجون عمل الإنجيل ويفسدونه في أثناء نشر الإنجيل، لكنهم أيضًا قاموا ببعض العمل وربحوا بعض الناس. هل يمكن اعتبار هذه أعمالًا صالحة من جانبهم؟ في الوقت الحالي، دعونا نضع جانبًا مسألة ما إذا كانوا قد قاموا بأعمال صالحة أم لا. دعونا نقول أولًا إن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يزعجون عمل الإنجيل ويفسدونه في أثناء نشر الإنجيل. على سبيل المثال، إذا كان الشخص مسؤولًا عن عمل الإنجيل ودائمًا ما يتنافس مع الآخرين على المكانة والسلطة أو غالبًا ما يدخل في نزاعات مع الآخرين، ما يزعج عمل الإنجيل ويفسده، فكيف سينظر الله إلى هذا الأمر؟ هل سيوازن الله بين إنجازات مثل هذا الشخص وأخطائه أم سيتعامل معه بطريقة أخرى؟ (سيعطيهم الله جزاءً سيئًا). لماذا سيعطيهم الله جزاءً سيئًا؟ على الرغم من أنهم بشّروا بعض الناس، وقاموا ببعض العمل، وحققوا بعض النتائج، فإنهم استمروا في ارتكاب الأعمال الشريرة. وعلى الرغم من أنهم لم يرتكبوا أخطاء فادحة، فإنهم غالبًا يرتكبون أخطاءً بسيطة. ماذا يعني ارتكاب أخطاء بسيطة في كثير من الأحيان؟ هذا يعني عدم ممارسة الحق، والتقاتل على الشهرة، والمكسب، والمكانة، والتكلم من دون أدنى قدر من التقوى، وعدم طلب مبادئ الحق، والتصرف غالبًا باعتباطية ومن دون ضبط النفس، وعدم إجراء أي تغييرات، والتشبّه بغير المؤمنين، ما يؤثر تأثيرًا ضارًا في حياة الكنيسة وشعب الله المختار، ويتسبب في تعثر بعض المؤمنين الجدد. أليست هذه أعمال شريرة؟ (بلى، هي كذلك). إذا فعل الناس مثل هذه الأعمال الشريرة، حتى وإن اجتهدوا لأداء واجباتهم، فهل أتمّوا حقًا مسؤولياتهم؟ هل أدّوا واجباتهم حقًا كما ينبغي؟ كيف ينظر الله إلى هؤلاء الناس؟ على الرغم من أنهم قاموا ببعض الأعمال، فإنه لا يزال بإمكانهم أن يفعلوا الشر بتهور، هل يؤدون واجباتهم إذًا؟ (كلا). لماذا إذًا يمكنهم أن يفعلوا الشر بمثل هذا التهور؟ من ناحية، يرجع ذلك إلى شخصياتهم الفاسدة. ومن ناحية أخرى، فإن هؤلاء الناس يعتنقون عقلية الاحتمالات. هم يفكّرون: "لقد فعلت الكثير من الخير في نشر الإنجيل. يوجد المئات من الناس في هذه الكنيسة أو تلك لأنني حملت إليهم الإنجيل. إذا كان بالإمكان أن يُخلّص هؤلاء الناس، فهذا يعني استحقاقي الكثير من الفضل. فكيف يمكن أن يفشل الله في تذكري؟ عندما يأخذ الله هؤلاء الناس في الاعتبار، لا يمكنه أن يدينني". ألا يبالغون في تقدير أنفسهم؟ هل لديهم قلب يتقي الله؟ هل هم أناس يبذلون أنفسهم لله بقلب صادق؟ هم مثل بولس، يسعون إلى كسب المكافآت والتيجان. لا يوجد مكان لله في قلوبهم. هم لا يفهمون شخصية الله ويجرؤون على عقد صفقات مع الله. هذا يثبت أنهم لا يملكون شيئًا من واقع الحق. كان هناك شخص ينشر الإنجيل لبضع سنوات ولديه بعض الخبرة في ذلك. لقد عانى الكثير من المشقة في أثناء نشر الإنجيل، حتى أنه سُجن وحُكم عليه بالحبس لسنوات عديدة. وبعد الخروج واصل نشر الإنجيل، وربح عدة مئات من الأشخاص، تبين أن بعضهم كانوا يتمتعون بمواهب مهمة؛ بل اُختير بعضهم حتى كقادة أو عاملين. نتيجة لذلك، اعتقد هذا الشخص أنه يستحق الأوسمة العظيمة، واستخدم هذا كرأس مال يتفاخر به أينما مضى، وكان يتباهى ويشهد لنفسه قائلًا: "دخلت السجن لمدة ثماني سنوات، وتمسكت بحزم بشهادتي. لقد ربحت الكثير من الناس في أثناء نشر الإنجيل، بعضهم الآن قادة أو عاملين. أستحق الفضل في بيت الله، فقد قدّمت مساهمة". مهما كان المكان الذي ينشر فيه الإنجيل، كان يحرص على التباهي أمام القادة المحليين أو العاملين. كان يقول أيضًا: "عليكم أن تسمعوا ما أقوله؛ حتى كبار القادة لديكم يجب أن يتحدثوا معي بشكل مهذب. وأي شخص لا يفعل سألقنه درسًا!" هذا الشخص متنمر، أليس كذلك؟ إذا كان شخص مثل هذا لم ينشر الإنجيل ويربح هؤلاء الناس، فهل كان يجرؤ على أن يكون بهذا التباهي؟ كان سيفعل بالتأكيد. أن يكون بهذا التباهي يثبت أن هذا في طبيعته. هذه طبيعته وجوهره. هو متعجرف إلى درجة أنه يفتقر تمامًا إلى العقل. بعد نشر الإنجيل وربح عدد قليل من الناس، تتضخم طبيعته المتغطرسة، ويصبح أكثر تباهيًا. يتفاخر مثل هؤلاء الأشخاص برأسمالهم أينما ذهبوا، ويحاولون نسب الفضل إلى أنفسهم أينما ذهبوا، بل يضغطون على القادة على مختلف المستويات، ويحاولون أن يكونوا على قدم المساواة معهم، بل ويفكرون أنهم يجب أن يكونوا هم أنفسهم قادة كبار. بناءً على ما يتجلى في سلوك شخص مثل هذا، ينبغي أن نكون جميعًا واضحين بشأن نوع الطبيعة التي لديه، وما ستكون عاقبته على الأرجح. عندما يخترق إبليس بيت الله، فإنه يعمل قليلًا قبل ظهور حقيقته؛ هو لا ينصت مهما كان مَن يهذبه، ويصر على محاربة بيت الله. ما طبيعة أفعاله؟ إنه في عيني الله يناجي الموت ولن يستريح حتى يقتل نفسه. هذه هي الطريقة الوحيدة المناسبة لصياغة الأمر. إن مصطلح "مناجاة الموت" له معنى عملي. ما هذا المعنى العملي؟ إنه شيء جيد عندما يكون الناس قادرين على أداء واجباتهم. يولد بعض الناس بمواهب معينة، وهي بركة، ولكن إذا لم يسلكوا الطريق الصحيح، فسوف يتورطون في مشكلات. على سبيل المثال، يستطيع بعض الناس التحدث بفصاحة. هم يعرفون كيفية التحدث إلى أشخاص مختلفين ويمكنهم التحدث بسهولة مع أي شخص. يمكن اعتبار هذا أيضًا نوعًا من القدرة الفطرية. وبدلًا من أن نبادر بقول ما إذا كان ذلك أمرًا جيدًا أم سيئًا، فإن الشيء الأساسي هو النظر إلى طبيعة الشخص وما إذا كان يسير في الطريق الصحيح أو الطريق الشرير. خلال فترة عمل الله في نشر الإنجيل، كرَّست مواهبك، وبذلت الكثير من التفكير، وربحت الكثير من الناس. هذا ليس شيئًا سيئًا في حد ذاته. لقد ساهمت بجهودك في عمل الإنجيل، وهو أمر يستحق أن يتذكره الله. إذا أحسنت أداء هذا الواجب دون ضجيج، فإن الإخوة والأخوات سيحترمونك عندما يرون عملك، ومَن لا يفهمون شيئًا سيسألونك ويطلبون مشورتك بشأنه. إذا كنت تتحلى بالإنسانية وتسعى إلى الحق، فسيحبك الناس، وسيباركك الله. ومع ذلك، قد يحدث أن لا تَسلك الطريق الصحيح. قد تظن أن هذه الهبة الصغيرة من الله هي رأس مال وتذهب إلى حد التباهي في كل مكان بأنك كنت في السجن. في الواقع، أن تكون في السجن ليس بالأمر العظيم. في بلد التنين العظيم الأحمر، اعتُقل العديد من الناس وسُجنوا بسبب نشر الإنجيل أو أداء عمل الكنيسة. لا ينبغي التفكير في هذا الأمر على أنه رأس مال، ولكن بوصفه نوعًا من المعاناة التي ينبغي للناس تحملها. إذا كانت لدى الناس شهادة يقدّمونها بعد معاناتهم، فيمكنهم أن يشهدوا لأعمال الله، ويشهدوا عن كيفية توكلهم على الله للتغلب على الشيطان خلال وقت اضطهادهم، ونوع المعاناة التي تحملوها، وما الذي اكتسبوه منها. هذا هو الطريق الصحيح. ومع ذلك، فإنهم لا يسلكون هذا الطريق الصحيح عن عمد، بل يتفاخرون بأنفسهم في كل مكان. "لقد كنت في السجن لسنوات عديدة وعانيت كثيرًا، لذا ينبغي أن تعاملوني على هذا النحو. إذا لم تعاملوني على هذا النحو، فأنتم عميان، وجاهلون، وقساة القلب". أليسوا يفشلون في اتخاذ الطريق الصحيح؟ في الأصل، كان سجنهم ومعاناتهم وعدم ارتكابهم للخيانة وتمسكهم بشهادتهم بعد الحكم عليهم أمرًا جيدًا. كان هذا أمرًا يستحق أن يتذكره الله. ومع ذلك، لم يفعلوا ما كان يجب أن يفعلوه عن عمد. ففي كل مكان ذهبوا إليه، كانوا يتفاخرون بإنجازاتهم لكسب احترام الناس وتعاطفهم. حتى أنهم تمادوا إلى حد طلب بعض الأشياء المادية. هذا طلبًا للمكافأة على إنجازاتهم. ما المعنى الضمني لطلب المكافآت من الناس بهذه الطريقة؟ يمكنهم طلب المكافأة من الناس، فهل يمكنهم طلب المكافآت من الله؟ يذهبون إلى الناس ويطلبون مكافآت مجزية، ويطلبون المكانة، والشهرة والربح، والهيبة، وملذات الجسد، ثم يذهبون ويطلبون المكافآت من الله. أليس هذا مثل ما كان يفعله بولس؟ والأكثر من ذلك، لقد ربحوا الكثير من الناس بأداء هذا الواجب. فيما يتعلق بالله، إذا كان بإمكانهم الاستمرار في أداء واجباتهم على أساس فهم الحق والاستمرار في أداء هذه المسؤولية جيدًا، فسيستمر الله في ائتمانهم على نشر الإنجيل. لكنهم يختارون ألا يفعلوا ذلك، بل يظنون أن لديهم ما يكفي من الرصيد والمؤهلات التي يمكنهم الإعلان عنها للجميع. لذلك، لا يقومون بأي عمل على الإطلاق، بل يبدؤون في طلب المكافأة. وفي كل مكان يذهبون إليه، يتفاخرون ويتباهون برأس مالهم، ويقارنون بين استحقاقاتهم، ويتباهون بعدد المئات أو الآلاف من الناس الذين حملوا إليهم الإنجيل. بهذا، لا يقدّمون أي تمجيد لله ولا يشهدون أبدًا لقدرة الله وحكمته. أليست هذه مناجاة للموت؟ هم يؤمنون بالله ولكنهم لا يسيرون في الطريق الصحيح. إذًا، ما موقفهم من الاستماع إلى العظات والشركة؟ هم يفكرون: "لست بحاجة إلى الاستماع، لقد كنت في السجن، ولم أصبح يهوذا، ولدي شهادة لأقدّمها. بالإضافة إلى ذلك، لقد ربحتُ أناسًا أكثر من أي شخص آخر، لقد دفعتُ أعلى ثمن. لقد تحملت كل المشاق، واخترقتُ الأدغال، ونمتُ في الكهوف. لا توجد معاناة لا أستطيع تحملها، ولا يوجد مكان لم أذهب إليه. مَن منكم يستطيع أن يضاهيني؟ لذلك، لستُ بحاجة إلى أن أفهم تمامًا العظات التي أستمع إليها. أليس الاستماع إلى العظات يهدف إلى الممارسة فقط؟ لقد فعلت كل شيء بالفعل، لقد عشته. لا يوجد شيء مثير للإعجاب حتى في تجسيد الإله". ما نوع الشخص الذي يقول كلمات مشابهة لهذه؟ (بولس). هذا بولس بُعث إلى الحياة من جديد. ويقولون أيضًا: "أنتم لستم ماهرين مثلي. لو كنتم كذلك، لما اضطررتم للاستماع إلى الكثير جدًا من العظات، ولما اضطررتم لكتابة كلام الإله، ونسخه، وحفظه كل يوم بانتباه. انظروا إليّ؛ لقد ربحت الكثير من الناس من خلال التبشير بالإنجيل. متى درست أنا مثلما تفعلون؟ لا أحتاج إلى ذلك، فبمجرد أن يقوم الروح القدس بعمله، يكون لدي كل شيء". أليس هذا غباءً فادحًا؟ غطرستهم لا حدود لها. ماذا يعتبرون قبول عمل الله والسعي إلى الخلاص؟ هم يعتبرونه لعب أطفال. هم يعتقدون أنهم قد أظهروا قليلًا من السلوك الصالح وقاموا بقليل من العمل، وأنهم قد أنهوا مسارهم وخاضوا معركتهم، فلم يبقَ لهم سوى أن ينالوا تاجهم. بالنسبة إليهم، الإله الذي لا يعطي التيجان ليس إلهًا على الإطلاق. وهم في هذا يشتركون في وجهة النظر نفسها مع المتدينين. ويقولون أيضًا: "لقد عانيت الآن كل ما يمكن أن أعانيه ودفعت كل ثمن. لقد عانيت تقريبًا بقدر ما عانى الإله. ينبغي أن أكون قادرًا على الحصول على مكافأة الإله". أليس هؤلاء الناس مثل بولس؟ إنهم يصنّفون الناس دائمًا حسب المؤهلات والأقدمية. لقد قالوا جميعًا أن العيش عندهم هو المسيح. إن أرادوا حقًا أن يكونوا المسيح فسيقعون في ورطة. هذا بولس ثانٍ. هل لا يزال لدى مَن يسلك هذا الطريق مجال لتغيير نفسه؟ كلا، على الإطلاق. هذا الطريق هو الزقاق المسدود لأضداد المسيح.
لماذا يسير بعض الناس الذين آمنوا بالله لسنوات عديدة في طريق أضداد المسيح؟ هذا يحدده جوهر طبيعة الشخص. كل الأشرار، وكل الذين ليس لديهم ضمير وعقل هم أُناس لا يحبون الحق. هذا السبب الذي يجعلهم يختارون بطبيعة الحال السير في طريق أضداد المسيح بعد أن يؤمنوا بالله. الجميع يؤمنون بالله، ويقرأون كلام الله، ويستمعون إلى العظات، فلماذا يختار بعض الناس أن يسلكوا طريق السعي إلى الحق؟ لماذا يختار أُناس آخرون أن يسلكوا طريق السعي وراء الشهرة، والربح، والمكانة، والبركات؟ إن بيئاتهم الموضوعية متشابهة، لكن نوعية إنسانيتهم وتفضيلاتهم الشخصية مختلفة، لذلك يختارون طرق مختلفة. خراف الله تستمع إلى صوت الله. لقد تكلم الله بكلام كثير جدًا في الأيام الأخيرة، وقد تم التعبير عن كلام الله على مدى 30 عامًا تقريبًا، لكن هؤلاء الناس لا يفهمونه. إذًا، هل هم خراف الله؟ (كلا). إن لم يكونوا من خراف الله، فهم لا يستحقون أن يُدعَوا بشرًا. ما الذي يركّز عليه هؤلاء الناس الذين لا يحبّون الحق ولا يسعون إلى الحق؟ ما الذي يسعون إليه؟ ينبغي أن يكون من السهل رؤية أن رغبتهم شديدة في السعي وراء المكانة والبركات، وأنهم لن يستمعوا إلى الحق مهما كانت طريقة عقدك للشركة عن الحق. هم لا يعجزون فحسب عن قبول الحق، بل يواصلون بعناد سعيهم وراء الشهرة، والربح، والمكانة. فهم لا يفتقرون إلى معرفة الذات فحسب، بل يقارنون دائمًا بين استحقاقاتهم ويتفاخرون برأس مالهم الخاص في كل مكان. ما طبيعة هذا السلوك وهذه الممارسات؟ (إنها مناجاة للموت). هذا صحيح. كان بولس يناجي الموت بهذه الطريقة. بعد الاستماع إلى العظات لسنوات عديدة، لا يزال الناس قادرين على أن يكونوا مثل بولس وألا يتوبوا. هم يفتقرون إلى أي فهم للحق ولا يقبلون الحق على الإطلاق. أليس هذا مناجاة للموت؟ في البداية، عندما لا يفهم الناس الحق، فإنهم يظهرون بعض السلوكيات والممارسات التي تنبع من الإرادة البشرية وهي فاسدة، أو قد يظهرون بعضًا ممارسات عقد الصفقات أو المقاصد والرغبات الفردية. لا ينظر الله إلى هذا لأنهم لا يفهمون الحق. عندما لم يكن كلام الله قد اتضح تمامًا للإنسان بعد، كان الله يسمح للإنسان بأن يحظى بفساده، وغشه، وضعفه، وعقده للصفقات. لقد تكلم الله كثيرًا الآن وإلى حدٍ كافٍ، ومع ذلك ما زلت تصر على الاعتقاد بأن الأشياء التي تتمسك بها والسلوكيات التي تمارسها صحيحة. أنت تنكر كلام الله هذا، أو حتى تزدري كلام الله وتتجاهله، وتنظر بدون أن ترى وتسمع بدون أن تنصت. ما موقف الله من مثل هؤلاء الناس؟ كيف ينظر الله إلى مثل هذه الأشياء؟ سيقول الله إنك لا تحب الحق، وإنك لا تحب الأشياء الإيجابية، وإنك عديم الإيمان. مثل هؤلاء الناس لا يؤمنون بوجود الحق، وبأن كل ما قاله الله هو الحق وطريق الإنسان إلى الخلاص. هم لا يقبلون هذه الحقيقة. ومع أن أمثال هؤلاء الناس لا ينكرون كلام الله هذا، فإنهم لا يقبلونه أيضًا. يمكنك أن ترى من خلال سلوكهم وما يكشفون عنه أنهم ليسوا على طريق السعي إلى الحق. على أي طريق يسيرون؟ هم يسيرون في طريق بولس بالاعتماد على رأسمالهم وإنجازاتهم لطلب المكافآت من الله. مهما تم تشريح بولس، فلن يتعرفوا على الأشياء نفسها في أنفسهم. مهما تم تشريح بولس، فإنهم لن يغيروا من أنفسهم، أو يتوبوا، أو يتعرفوا على أنفسهم. هم لا يزالون يعتقدون أن كل ما يفعلونه صحيح ويتماشى مع الحق. مهما كان عدد الكلمات التي يعبّر عنها الله، ومهما كانت طريقة تشريحه وإدانته لمثل هؤلاء الناس، فلن يتأملوا أبدًا في أنفسهم. تظل آراؤهم في الإيمان بالله، ومقصدهم في ربح البركات، وممارستهم لعقد الصفقات مع الله ثابتة لا تتغير. ما سبب ذلك؟ هم لا يستطيعون فهم صوت الله ولا يستمعون إلى صوت الله. مهما يكن ما يقوله الله، فهو ذو أهمية قليلة بالنسبة إليهم. "أنت تقول ما تريد، لكن دعني أذهب في طريقي. أنت على ما أنت عليه، وأنا على ما أنا عليه. مهما فعلتَ أو مهما يكن مقصدك، فما علاقته بي؟ لا علاقة له بحياتي أو موتي". أي نوع من الناس هؤلاء؟ (عديمو الإيمان). بمَن يؤمنون؟ يؤمنون بأنفسهم. أليس هؤلاء الناس مبغوضين؟ (إنهم مبغوضون). هم مبغوضون وينبغي أن يهلكوا. هؤلاء ليسوا مَن سيخلّصهم الله. لذلك، من بين أولئك الذين ينشرون الإنجيل، إذا كان هناك الكثير من الناس الذين يركنون دائمًا إلى أمجادهم، ويتباهون بأقدميتهم، ويطلبون من الله المكافآت على استحقاقاتهم السابقة، فسيكونون في ورطة. وبسبب سلوكهم، ستُحدَّد عاقبتهم على أنها مناجاة للموت. لذا، عندما تقابل هذا النوع من الأشخاص، هل من المناسك لك أن تحذرهم من مناجاة الموت؟ إذا كانوا لا يزالون قادرين على نشر الإنجيل، فلا تقل لهم ذلك. يمكنك تذكيرهم، وتحذيرهم، وإرشادهم بتلميحات غير مباشرة لمساعدتهم قدر الإمكان. ومع ذلك، إذا كان جوهرهم وشخصيتهم مماثلين حقًا لجوهر بولس وشخصيته، فكيف ينبغي أن نعاملهم؟ بأن نعلم أنهم يناجون الموت، ولكن لا نخبرهم بالحقيقة ونظل نشجعهم ونسمح لهم بالاستمرار في تقديم الخدمة: هذا ما يُسمى بإذلال الشيطان. هل من المناسب فعل هذا؟ (إنه مناسب). إن حكمة الله هي استغلال خدمة الشيطان. إذا عاملت إخوتك وأخواتك بهذه الطريقة، فهذا عمل شرير والله يبغضه. أما إذا استغللت خدمة الشيطان، فهذا يُسمَّى إذلالًا للشيطان. هذا يُسمَّى حكمة. التنين العظيم الأحمر، والشيطان، والأبالسة يخدمون شعب الله المختار. هل هذا عمل الله؟ (نعم، هو كذلك). كيف يجب أن ننظر إلى هذا؟ هذه حكمة الله. لا يمكن إدانة هذا. هذا هو الحق. يجب أن تستخدم الشيطان، هذا الشيء، لصالحك. إذا لم تستخدمه لغرض الخدمة، فلن يُنجز بعض العمل جيدًا، ولن يكون من السهل تحقيق النتائج. الناس الذين يسيرون في طريق السعي إلى الحق والخلاص لديهم أيضًا مرحلة من العمل، لكن هذا ليس دائمًا. لا يستخدم الله الحكمة ليجعلك تقدّم خدمة، بل يجب أن تمر بهذه المرحلة. ولأنك لا تفهم الحق، فأنت تفعل العديد من الأشياء بدون مبادئ ولكن وفقًا لإرادتك الخاصة. من حيث جوهرك، أنت غير راغب في العمل، لكن من حيث الحقيقة الموضوعية، أنت تعمل. عندما يعمل الناس جيدًا ويفهمون مقاصد الله والحق تدريجيًا، يمكنهم حينئذٍ فقط أن ينتقلوا خطوة بخطوة نحو السعي إلى الحق، ويؤدوا واجباتهم حقًا، ويخضعوا لله ويتفقوا مع مقاصده، ويبدأوا خطوة بخطوة في السير في طريق الخلاص. ومع ذلك، فإن هذا العمل شيء مختلف تمامًا عن استغلال خدمة الشيطان. إنه ذو طبيعة مختلفة. الله يستغل خدمة الشيطان فحسب؛ فالله لا يخلّص الشيطان. العاملون الذين يؤمنون بالله بقلب مخلص ويستطيعون السعي إلى الحق هم المستفيدون من خلاص الله. في حالة بعض العاملين، يُستفاد من خدماتهم عندما يكونون مفيدين، ولكن إذا عرقلوا عمل الكنيسة وأزعجوه، فيجب تحذيرهم بشدة. إذا لم يتوبوا، فسوف يُبْعَدون ويُطرَدون. هكذا يجب معاملتهم. إذا كانوا يستطيعون العمل بأمانة بشكل طبيعي ولا يربكون العمل، فدعهم يستمرون في العمل. ربما يفهمون الحق يومًا ما ويمكن خلاصهم. هذا شيء جيد، فلماذا لا تفعل ذلك بمعنويات جيدة؟ لا يمكنك إدانة شخص ما قبل أن يحين الوقت. ما سبب إدانة بعض الناس؟ هم مدانون لأن الاضطرابات التي يسببونها خطيرة للغاية. مهما عقدت معهم شركة عن الحق، فلن يكونوا قادرين على قبوله وسيؤدون واجباتهم بشكل سيئ. جوهر طبيعتهم مماثل لجوهر طبيعة بولس. هم يرفضون بعناد أن يتوبوا. هم بلا شك يناجون الموت. من المؤكد أن مثل هؤلاء الناس سيكونون في الكنيسة. من المؤكد أنهم سيكونون بين أولئك الذين ينشرون الإنجيل. ما رأيكم، هل من الجيد أن ندع مثل هؤلاء الناس يعرفون الحق الحقيقي؟ هل تخشون أن يعرف هؤلاء الناس الحق الحقيقي؟ (لا نخشى ذلك). إذا استطاع مثل هؤلاء الناس أن يدركوا حقيقة أنفسهم ويتوبوا، فهذا أمر جيد. يجب أن تمنحوا الناس فرصة. لا تحكموا عليهم بأنهم ميؤوس منهم. ومع ذلك، إذا عرفوا الحق الحقيقي، لكنهم فشلوا في تغيير طرقهم واستمروا في إحداث الاضطرابات، فهذا حقًا مناجاة للموت. عندما لا يكون الناس على الطريق الصحيح، فلا تُقدَّم لهم أي مجاملات. ينبغي إخراج أمثال هؤلاء الناس واستبعادهم.
هذه هي المبادئ المتعلقة بممارسة نشر الإنجيل في الأساس. عند نشر الإنجيل، يجب على الناس أن يتمّوا مسؤوليتهم، ويتعاملوا مع كل مُستهدف بالإنجيل بجدّية. إن الله يخلص الإنسان إلى أقصى درجة ممكنة، ويجب على الناس أن يراعوا مقاصد الله، وألا يمرّوا مرور الكرام على أي شخص يطلب الطريق الحق ويتحرّاه. إضافة إلى ذلك، يجب عليكم عند نشر الإنجيل أن تفهموا المبادئ. لكل شخص يتحرّى الطريق الحق، يجب عليكم أن تلاحظوا، وتفهموا، وتستوعبوا أشياءً مثل خلفيته الدينية، وما إن كان من ذوى مستوى القدرات الجيد أم السيئ، ونوعية طبيعته البشرية. إذا وجدت شخصًا متعطشًا إلى الحق، ويمكنه استيعاب كلام الله، وقبول الحق، فهذا الشخص مقدَّر مُسبقًا من الله. يجب أن تحاول بكل قوتك أن تعقد معه شركة عن الحق وأن تربحه – ما لم يكن فقيرًا في إنسانيته وفظيعًا في خلقه، وكان تعطشه ادعاءً، ولا يتوقف عن الجدال ويتشبث بمفاهيمه بشدة، فيجب أن تنحيه جانبًا وتتخلَّى عنه. لدى بعض الناس الذين يتحرون الطريق الحق قدرة على الاستيعاب ويتمتعون بمستوى قدرات عظيم، لكنهم متعجرفون للغاية، وبارّون في أعين ذاتهم، وهم يتمسكون بشدة بالمفاهيم الدينية. في هذه الظروف، يجب أن تقدّم لهم شركة حول الحق بمحبة وصبر للمساعدة في حل هذه المفاهيم. يجب ألَّا تتخلى عنهم إلَّا إذا لم يقبلوا الحق مهما قدّمت لهم الشركة؛ حينئذ ستكون قد تممت التزامك وأظهرت العطف بأقصى درجاته. باختصار، لا تتخلَّ بسهولة عن أي شخص يمكنه الاعتراف بالحق وقبوله. ما دام أنه على استعداد لتحرّي الطريق الحق وقادر على طلب الحق، يجب أن تفعل كل ما في وسعك لقراءة المزيد من كلام الله له وتقديم المزيد من الشركة عن الحق، وللشهادة لعمل الله وعلاج مفاهيمه وأسئلته، حتى تتمكن من ربحه وجلبه أمام الله. هذا يتماشى مع مبادئ التبشير بالإنجيل. فكيف يمكن استمالته إذًا؟ إن تأكدتَ، أثناء المشاركة معه، أن هذا الشخص يتمتع بمستوى قدرات جيد وطبيعة إنسانية طيبة، فيتعين عليك أن تفعل ما في وسعك لإتمام مسؤوليتك. وعليك أن تبذل ثمنًا معينًا، وتستخدم طرقًا ووسائل معيَّنة، ولا يهم ما الطرق والوسائل التي تستخدمها ما دمت تستخدمها لاستمالة ذلك الشخص. باختصار، من أجل استمالته، يجب عليك أن تتمم مسؤوليتك، وتستخدم المحبة، وتفعل كل ما في وسعك. عليك أن تعقد شركة عن جميع الحقائق التي تفهمها، وتفعل كل الأمور التي ينبغي عليك فعلها. وحتى إن لم تتم استمالة هذا الشخص، فسيبقى لديك ضمير نقي. ستكون قد فعلت كل ما في استطاعتك. إن لم تعقد شركة عن الحق بوضوح، واستمر الشخص في التعلق بمفاهيمه، وإن نفد صبرك وتخليت عنه من تلقاء نفسك، فأنت بذلك تهمل واجبك، وسيكون هذا بمثابة تعدٍ ووصمة عار. يقول بعض الناس: "هل حمل هذه الوصمة يعني أن الله قد أدانني؟" تتوقف أمور كهذه على ما إذا كان الناس يفعلون هذه الأمور عن قصد وبطريقة اعتيادية. فالله لا يدين الناس على تعديات عابرة، وهم لا يحتاجون سوى إلى أن يتوبوا. أما عندما يرتكبون الخطأ بعمدٍ ويرفضون التوبة، فالله يدينهم. وكيف لا يدينهم الله وهم يعلمون بوضوح الطريق الحق، ومع ذلك يرتكبون الخطايا عمدًا؟ إذا نظرنا إلى هذا الأمر وفقًا لمبادئ الحق، نجده خاليًا من المسؤولية ولامبالٍ. وعلى أقل تقدير، هؤلاء الناس لم يتموا مسؤوليتهم؛ هكذا يدين الله أخطاءهم. إن رفضوا التوبة، فسوف يُدانون. ومن ثمَّ، فإن على الناس أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتتميم مسؤولياتهم، وذلك للحد من الأخطاء أو تجنبها، حيث يسعون بنشاط للتعامل مع جميع الأسئلة التي لدى الناس الذين يتحرّون الطريق الحق، وحتمًا لا يؤجلون أو يؤخرون الأسئلة الحاسمة. إذا طرحَ أحد الأشخاص الذين يتحرّون الطريق الحق سؤالًا بصفةٍ مُتكرِّرة، فكيف يجب أن تردَّ؟ يجب ألَّا تعارض تخصيص الوقت والجهد للردِّ عليه، ويجب أن تجد طريقة لتقديم شركة واضحة عن سؤاله إلى أن يتوصَّل للفهم ويتوقَّف عن السؤال مرَّة أخرى. سوف تكون حينها قد أتممت مسؤوليَّتك، وعندها سيتحرر قلبك من الشعور بالذنب. وأهم شيء أنك ستكون قد تحررت من الشعور بالذنب تجاه الله في هذا الأمر، لأن الله هو من ائتمنك على هذا الواجب، أي هذه المسؤوليَّة. عندما تؤدي كل ما تفعله أمام الله، وفي مواجهة الله، وعندما يُقاس كل شيء وفقًا لكلام الله، ويتم بحسب مبادئ الحق، عندئذ ستكون ممارستك بالكامل متفقة مع الحق ومع متطلبات الله. بهذه الطريقة، فإن كل ما تفعله وما تقوله سيفيد الناس وسيوافقون على ذلك ويقبلونه بسهولة. إن كانت الكلمات التي تقولها منيرة، وعملية، وواضحة، فسوف تتمكن من تفادي الخلاف والمواجهة، وتمكِّن الناس من فهم الحق وتثقيفهم. أمَّا إن كانت كلماتك مشوشة وغامضة، وكانت شركتك عن الحق مبهمة، وغير منيرة، وغير عملية، فلن تكون قادرًا على علاج مفاهيم الناس ومشكلاتهم، ومن المرجح أن يستغلوا أخطاءك، ويصدروا حكمًا عليك ويدينوك. وسيصعب عليك أكثر حتى حل هذه المشكلات؛ فقد يتعين عليك عقد شركة عن عدة مقاطع أخرى من كلمات الله قبل أن يتمكن الناس من فهم الحق وقبوله. لذا، ينبغي أن يكون المرء حكيمًا في حديثه عند نشر الإنجيل، وأن يعقد شركة بشفافية حول الحق، بطريقة يمكنها أن تعالج مفاهيم الناس وتصوراتهم، وكسب إعجابهم، وإقناعهم بصدق. فمن السهل تحقيق النتائج بفعل هذا؛ إذ يمكِّن الناس من قبول عمل الله بسلاسة، وهو ما يفيد في توسعة نطاق نشر الإنجيل.
فيما يتعلق بالمبادئ التي يجب اتباعها عند ممارسة نشر الإنجيل، من ناحية أخرى، يجب على الذين ينشرون الإنجيل أن يتحلوا بالوقار والاستقامة في سلوكهم، وأن يتكلموا ويتصرفوا بأسلوب القديسين، وأن يمارسوا الانضباط المناسب في كل ما يفعلونه في عملية نشر الإنجيل، وأن يتصرفوا بطريقة منضبطة. بعض المُستهدفين بالإنجيل لا يحبون أن يزعجهم الغرباء، فكيف ينبغي أن تبشّرهم؟ يبشّر بعض الناس بالإنجيل من خلال الاتصال على الهاتف ثلاث مرات في اليوم، والقيام بزيارات خاطفة إلى منازل الناس بعد عودتهم من العمل، وقراءة كلام الله على المُستهدفين بمجرد رؤيتهم بغض النظر عن مدى انشغال هؤلاء المستهدفين. هؤلاء الناس لا يختارون الأوقات المناسبة أبدًا، لذا فهم عرضة لأن يصبحوا مزعجين. بعض الناس أغبياء لدرجة أنهم يتحدثون بهذه الطريقة مع أولئك الذين يتحرّون الطريق الحق: "هذا العالم شرير للغاية، لذا اتركوا ما تفعلونه، ولا تذهبوا إلى العمل. هل تعرفون أي زمن هذا؟ الكارثة الكبرى وشيكة الحدوث. أنتم في أمس الحاجة إلى أن تؤمنوا بالله!" هل من المناسب نشر الإنجيل بهذه الطريقة؟ ما العواقب التي ستترتب على ذلك؟ هم غير مؤمنين لم يقبلوا عمل الله بعد. هل من الضروري التحدث إليهم بهذه الطريقة؟ بالإضافة إلى ذلك، لا تتدخلوا في الحياة الخاصة أو الآراء الشخصية للمُستهدفين بالإنجيل. على سبيل المثال، يقول بعض الناس لمن يحاولون استمالتهم ما يلي: "اسمع، هل ما زلت تؤمن بالله؟ نحن المؤمنين لا نرتدي ملابس غير المؤمنين هذه". "الذين يؤمنون بالله لا يأكلون هذا النوع من الطعام، يجب أن تأكلوا كذا وكذا". أليس هذا تدخلًا في شؤون الآخرين؟ هذا يُدعى حماقة. إذا كانت كلماتك وأفعالك في لحظة معينة غير مناسبة، فقد تتسبب في ضياع الثمن الذي دفعته لنشر الإنجيل. لهذا السبب، يجب أن تتصرف بحذر في كل منعطف، وأن تضبط سلوكك وتنظمه، وأن تتصرف بطريقة منضبطة. ما الذي نسمّيه الانضباط؟ إنه يعني أن تفعل الأشياء وفقًا للقواعد، وأن تفكر في نوع الكلمات التي تناسب الواجب الذي تؤديه، ونوع الكلمات التي سيرغب المُستهدفون بالإنجيل في سماعها. لا تفعل أو تقول أشياءً يكرهونها أو ينزعجون منها، ولا تسأل أسئلة متطفلة، ولا تتدخل أبدًا في شؤونهم الخاصة. لنفترض أن شخصًا ما لديه ولدان وقلت له: "من الجيد أن يكون لديك ولدان، لكن أليس من الأفضل أن يكون لديك ابنة أيضًا؟" ما شأنك بهذا؟ عندما يُجيد أحد المُستهدفين بالإنجيل اللغة الإنجليزية، تقول له: "إن لغتك الإنجليزية ممتازة حقًا. سيكون من الرائع أن تؤمن بالله وتؤدي واجبك في بيت الله. يفتقر بيت الله إلى أمثالك". هل من المناسب التحدث بهذه الطريقة؟ لا يوجد شخصان متشابهان. قد يكون هؤلاء الناس، بعد أن يؤمنوا، أكثر نشاطًا وحماسًا منك، لكنهم لم يؤمنوا بعد ولم يقبلوا، فلا تستعجل الأمور قبل أوانها، ولا تتدخل في حياة الآخرين. هل تفهم؟
ثمة وضع آخر يمكن أن يحدث. في عملية نشر الإنجيل، يقبل بعض الناس عمل الله في الأيام الأخيرة ويفهمون بعض الحقائق. ثم يظنون أنفسهم أعلى بكثير من عامة الناس العاديين. هم يحتقرون جميع غير المؤمنين، بل ويحتقرون ويزدرون أي شخص يقابلونه يتحرى الطريق الحق. هم يفكّرون: "أيها الناس، إن لم تقبلوا عمل الله في الأيام الأخيرة، فأنتم عميان، وحمقى، وجهلة، ولا تصلحون لشيء سوى الموت، ولا قيمة لكم تمامًا. إن واجبي اليوم هو أن أبشّرك بالإنجيل، وإلا لكنت تجاهلتك!" أي نوع من المواقف هذا؟ أنت لم تفعل شيئًا أكثر من قبول عمل الله في الأيام الأخيرة. أنت لست في مرتبة أعلى من أي شخص آخر. حتى لو كنت ملكًا، ألن تظل مجرد أحد أفراد الجنس البشري الفاسد؟ بأي شكل أنت أعظم من الآخرين؟ لا تحتقر الناس الذين يتحرّون الطريق الحق. حتى إذا كنت تبشِّرهم بالإنجيل، فأنت لست أعظم أو أفضل منهم. لا تنسَ أنك، مثلهم تمامًا، إنسان فاسد. يجب أن تكون واضحًا بشأن هذا الأمر في قلبك. لا تنظر دائمًا إلى الآخرين كما لو كنت تؤدي خدمة عظيمة للعالم أو ترشد جميع الكائنات الواعية إلى خلاصها. أنت تفكر دائمًا: "أنتم أيها الناس الذين لم تقبلوا الإنجيل مثيرون للشفقة. أحترق قلقًا عليكم كل يوم". ما هذه النار التي تحترق بها؟ أنت لم تحل مشكلاتك الخاصة بعد، لكنك تحترق قلقًا على شؤون الآخرين. أليس هذا نفاقًا؟ ألست تخدع الآخرين؟ لا تختبئ وراء قناع الفضيلة. في الواقع، أنت لا شيء على الإطلاق. حتى لو كنت قد قبلت عمل الله الجديد لمدة 20 أو 30 عامًا، فأنت لا تزال نكرة. حتى لو كنت تعيش مع الله كل يوم وتتحدث إلى الله وجهًا لوجه، فأنت لا تزال شخصًا عاديًا. يبقى جوهرك دون تغيير. إن نشر الإنجيل للآخرين هو أداء لواجبك. هذا التزامك، ومسؤوليتك. ينبغي أن تفهم أنه بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين تستميلهم، فأنت تظل على حالك. لم تصبح شخصًا آخر، فأنت لا تزال إنسانًا فاسدًا. على الرغم من أنك قد استملت الكثير من الناس، فلا يجب أن تكون فخورًا، ناهيك عن أن تكون متغطرسًا. لا تتباهى بإنجازاتك قائلًا: "لقد نشرت الإنجيل لسنوات عديدة، وجمعت قدرًا كبيرًا من الخبرة والعديد من الدروس. كل مَن أبشّره، أستطيع أن أعرف بلمح البصر ما إذا كان صالحًا أو شريرًا، وأعرف متى أبشّر ومتى أمتنع عن التبشير. عندما يكون من المناسب أن أنشر الإنجيل، أعرف متى يكون ذلك سهلًا أو ممكنًا. يمكنني دائمًا أن أجد طريقة لإيصال الإنجيل إلى أولئك الذين من الممكن نشره لهم". على الرغم من أن لديك خبرة في نشر الإنجيل، فإن دخولك الحياة لا يزال سطحيًا للغاية. على الرغم من أن لديك بعض الخبرة في الحياة وتغيّرت بعض الشيء، إلا أنك تتبجح أحيانًا لتتباهى. أليست هذه مشكلة؟ الأشخاص الذين لديهم مواهب هم الأكثر ميلًا للتباهي والكلام الفارغ. هم دائمًا يظنون أنفسهم أفضل من الآخرين، ويحبون دائمًا أن يلقوا المحاضرات على المستهدفين بالإنجيل، ويريدون دائمًا أن يتطلع الناس إليهم ويعبدونهم. أليست هذه مشكلة في الشخصية؟ هل يمكن للمرء أن يشهد لله بعد تغيير سلوكه فحسب، وليس شخصيته؟ إن كنت لا تستطيع أن تقدّم شهادة عن تغيير الشخصية، وإن كنت لا تستطيع أن تتكلم إلا عن الحق في الإنجيل لتشهد لله، فهل أنت مؤهل لأن يستخدمك الله؟ بعد أن يقبل الناس الطريق الحق، يحتاجون إلى فهم الحق في دخول الحياة والحق في الممارسة. إن لم تكن لديك خبرة حقيقية، ولا تعرف كيف تتحدث عن شهادتك الاختبارية، أليست هذه أوجه قصور؟ إذا كنت تركز دائمًا على التحدث عن التعاليم حتى يتطلع الناس إليك ويقدرونك تقديرًا كبيرًا، وإذا كنت تريد دائمًا أن تحتل منزلة عالية، فهل هذه شهادة لله؟ قطعًا لا. هذه شهادة للنفس. هذا امتلاك لشخصية فاسدة. إذا لم تخضع للدينونة والتوبيخ، فكيف يمكنك أن تحقق تغييرًا في شخصيتك؟ يتحدث بعض الذين ينشرون الإنجيل عن بعض الشهادات الاختبارية، ويستفيد مستمعوهم من ذلك كثيرًا، ويتأثرون، ويعجبون بهؤلاء المتحدثين من أعماق قلوبهم. ومع ذلك، لا يزال لدى ناشري الإنجيل هؤلاء قلوب تتقي الله. فلا يحتقرون أي مُستهدف بالإنجيل. بل إنهم قادرون على التحدث إلى الناس من القلب، والتوافق مع الناس، وتكوين صداقات بشكل طبيعي، وهم في الواقع يمتلكون شيئًا من عقل البشرية الطبيعية. كيف يحققون هذا؟ هذا يثبت أنهم اكتسبوا شيئًا من إيمانهم بالله. على أقل تقدير، فهموا بعض الحقائق، ولديهم بعض المعرفة بأنفسهم، وتغيّرت شخصياتهم الحياتية إلى حد ما، فلم يعودوا متغطرسين. عندما يرون أناسًا لم يقبلوا الإنجيل، يفكرون: "كنتُ مثلهم في السابق، لذلك لا ينبغي أن أقلل من شأنهم. أنا نفسي لست بهذه العظمة". لم تعد عقليتهم كما كانت. حالما يدرك الناس طبيعتهم الخاصة، سيعتقدون أنه من الطبيعي أن يروا المُستهدفين بالإنجيل يكشفون عن شيء من الجهل، أو الحماقة، أو الضعف. لا تسخروا من الآخرين، ولا تتبنوا الشعور أو الموقف الذي يعتبر كل الآخرين جزءًا من جموع عامة الناس العاديين. إذا كان لديك هذا الموقف، فسوف يعيق عملك في نشر الإنجيل ويعرقله. ومع ذلك، في بعض الأحيان سوف تنشأ هذه الأنواع من الحالات الفاسدة في قلبك عندما ترى العديد من الناس الذين آمنوا بالله للتو. على سبيل المثال، لنفترض أنك قبلت عمل الله في الأيام الأخيرة لمدة 20 عامًا وكنت تنشر الإنجيل لمدة 10 سنوات. عندما تكون وسط مُستهدفين بالإنجيل، سيشعرون دائمًا أنك أعلى منهم مكانةً، قائلين: "لقد آمنت بالله لمدة 20 عامًا، بينما نحن قبلناه للتو فقط. لا تزال قامتنا صغيرة جدًا، وبالمقارنة، نحن بالتأكيد أقل منزلة منك بكثير. أنت شخص بالغ، ونحن مجرد أطفال حديثو الولادة". ما الذي ينبغي أن تفكر فيه عندما يعقدون مثل هذه المقارنات؟ "على الرغم من أنني قبلت الله قبلهم، وآمنت لفترة أطول منهم، فإنني ما زلت بعيدًا عن دخول الحياة وعن الحق. أنا لم أقبل بعد دينونة الله الحقيقية وتوبيخه الحقيقي، وما زلت بعيدًا جدًا عن أن أُخلَّص وأُكمَّل". أنت تعرف حقيقتك في قلبك. مهما نظر الناس إليك نظرة إعجاب أو كان تقديرهم لك كبيرًا، كيف تشعر أنت؟ "أنا مجرد شخص عادي، لا تنظروا إليَّ نظرة إعجاب". سوف تشعر بالاشمئزاز ولن تشعر بأي متعة لأنك في قلبك ترى بوضوح أنك لا شيء على الإطلاق، وأنك لا تفهم أي حقائق، وأنك لا تستطيع سوى أن تقول بعض الكلمات والتعاليم. الناس حمقى ويميلون إلى النظر بإعجاب إلى الآخرين. إذا كنت تستمتع بسرور لشعور النظر إليك بإعجاب وتسعد بذلك، فأنت في ورطة. إذا كنت تنزعج من ذلك وترغب في ترك هذا النوع من المواقف، إذا كنت لا تحب أن يعاملك الآخرون بهذه الطريقة، فهذا يثبت أن لديك بعض المعرفة بنفسك. هذه هي الحالة الصحيحة، وفيها لن تكون عرضة لارتكاب الأخطاء أو فعل أشياء خطأ.
المواقف التي أتحدث عنها هي في الأساس المواقف التي يواجهها الناس عادةً في عملية نشر الإنجيل. على الجانب السلبي من الأمور، يجب أن تتجنبوا بعض الطرق غير اللائقة في الحديث، والممارسات، والسلوكيات، وأن تتأكدوا من أن شخصياتكم لا تكشف عن أشياء غير لائقة لا تتوافق مع الحق. وعلى الجانب الإيجابي، في أثناء تأدية هذا الواجب، يجب أن يكون لديكم موقف الولاء وتحمل المسؤولية تجاه واجبكم حتى النهاية. وبهذه الطريقة، يمكنكم أداء واجبكم كما ينبغي. في هذه العملية، ينبغي أن تطلبوا الحق والمبادئ تدريجيًا حتى تُرضوا مقاصد الله، وأن تسعوا جاهدين للمثابرة والبقاء مخلصين حتى النهاية في أداء كل واجب عليكم. وبغض النظر عن نوع الواجب الذي تؤديه، ينبغي أن تكون قادرًا على إرضاء الله وأن يتذكرك الله بتلك الأشياء التي قمت بها كما ينبغي وبجدارة. يجب أن تسعى جاهدًا خلال فترة نشر الإنجيل إلى ارتكاب عدد أقل وأقل من التعديات وارتكاب عدد أقل وأقل من الأخطاء. يجب أن يقل عدد المرات التي تنخرط فيها في عقد الصفقات أو السعي وراء المكافآت، أو يكون لديك الطموح والرغبة في ذلك أثناء أداء واجبك. وفي الوقت نفسه، يجب أن تسعى بنشاط لإتمام مسؤولياتك، وإتمامها على أكمل وجه، وأن تعتبر واجبك أمرًا يقع على عاتقك. كما يجب أن تسعى جاهدًا إلى أداء واجبك، فيكون ضميرك مرتاحًا عندما تتذكره بعد سنوات عديدة. هذا يعني أنه يجب عليك أن تقلل تدريجيًا من عدد الأشياء التي تجعلك تشعر بأنك مدين. لا يمكنك الاستمرار دون تغيير على الإطلاق. لنفترض أنك لم تؤدِ واجبك جيدًا عند نشر الإنجيل إلى أحد المُستهدفين، وهذا جعلك تشعر بعدم الارتياح، كما لو كنت مدينًا بدين، وشعرت أنك لم تقم بما يكفي من العمل التحضيري. ومع ذلك، عندما نشرت الإنجيل بعد ذلك، كانت حالتك كما هي ولم تقم بأي تغيير. هذا يعني أنك لم تنمُ على الإطلاق خلال هذه الفترة. ماذا يمثِّل هذا الافتقار إلى النمو؟ يعني أنك لم تمارس هذا الجانب من الحق أو تكتسبه، ويعني أن هذه الأشياء التي أعقد الشركة عنها لم تكن أبدًا سوى تعاليم بالنسبة لك. إذا ارتكبتَ عددًا أقل فأقل من التعديات، وارتكبتَ عددًا أقل فأقل من الأخطاء، وقل شعورك بالدين وقل تأنيب ضميرك، فماذا يمثِّل هذا؟ هذا يعني أنك تؤدي واجبك بنقاءٍ أكبر فأكبر، وأن إحساسك بالمسؤولية يزداد قوةً أكثر فأكثر. بعبارة أخرى، أنت تصبح أكثر إخلاصًا في أداء هذا الواجب. على سبيل المثال، كان نشر الإنجيل في الماضي يعتمد على الأساليب البشرية، بدلًا من الاعتماد على تقديم الشركة عن الحق أو تفسير مقاطع الكتاب المقدس. يبدو الآن أن مثل هذا النهج غير مناسب، وأنه ليس ما ينبغي أن يفعله الشخص الذي يقبل إرسالية الله، وأن هذا نوعًا من الإهانة لله. هل راودكم هذا الشعور؟ ربما لا تشعرون بهذا الشعور الآن، ولكن يومًا ما، بعد أن تسلّح نفسك بالمزيد والمزيد من الحقائق من مختلف الأنواع، وتكتسب قامة معينة، ستتبنى موقفًا ومنظورًا أكثر دقة وعملية عند النظر إلى ممارساتك السابقة. هذا يثبت أن حالتك الداخلية أصبحت طبيعية. في الوقت الحالي، لا تشعر بأي شيء تجاه ممارساتك السابقة، ولا تنظر إليها بازدراء، وليس لديك وجهة نظر أو تقييم صحيح لها. بدلًا من ذلك، أنت غير مبالٍ. أليس هذا مزعجًا للغاية؟ هذا يثبت أنك لا تمتلك أيًا من الحقائق المتعلقة بمثل هذه الأشياء. حتى أنك تتبنى موقفًا متبلدًا تجاه أعمال الإنسان الشريرة المختلفة، وحيله، وممارساته التي لا تتفق مع الحق، وتقبل هذه الأشياء القذرة وتتفق معها، بل وتجاريها. إذًا ما حالتك الداخلية؟ أنت تحب الأشياء غير البارة، وتحب الأشياء المتعلقة بالخطيئة، وتحب الأشياء التي لا تتماشى مع الحق بل تخالفه. هذا أمر مزعج للغاية. إذا استمريتَ في التصرف وفقًا لهذه الممارسات، فستواجه عاقبة خطيرة جدًا. ما هذه العاقبة؟ أنت تراكم باستمرار الأعمال الشريرة وتبتعد أكثر فأكثر عن طريق الخلاص. لماذا أقول إنك تبتعد أكثر فأكثر عن طريق الخلاص؟ لأنك، في أثناء تأدية هذا الواجب، تفشل في طلب الحق ولا تلتزم بالمبادئ في الأشياء التي تفعلها. أنت لا تتبع سوى إرادتك وتفضيلاتك الخاصة. فكيف يمكنك أن تؤدي واجبك كما ينبغي؟ إن الغرض الذي تؤدي واجبك من أجله ليس الدخول إلى الحق، بل إكمال مهمة ثم تقديم تقرير عن نفسك. ما تتّبعه ليس إرادة الله، وما تقبله ليس إرسالية الله. طبائع هذه الأشياء مختلفة. لذلك، بينما تمضي في نشر الإنجيل، فإنك لا تسير في الطريق الذي يؤدي إلى الخلاص، بل طريق العمل، طريق بولس الذي عقد صفقات مع الله. عاجلًا أم آجلًا، وبناءً على كل ما تفعله، سيحدد الله لك العاقبة نفسها التي حددها لبولس. ألن تكون هذه هي النتيجة؟ ستكون كذلك بكل تأكيد. وفي المقابل، إذا كانت أساليبك ووسائلك كلها عملية في عملية نشر الإنجيل، وكانت نقطة انطلاقك ومقصدك هما إرضاء الله وجبر محبته، وكانت المبادئ التي تتصرف على أساسها والطريق الذي تسير فيه متوافقين مع متطلبات الله ومتسقين تمامًا مع الحق، فما النتيجة التي ستحصل عليها من خلال هذه الممارسة؟ سيصبح فهمك للحق أعمق وأعمق، وستتعامل مع الشؤون بما يتماشى مع المبادئ أكثر فأكثر، وستنمو حياتك أكثر فأكثر، وسيزداد إيمانك، ومحبتك، وولائك لله تدريجيًا. بهذه الطريقة، سوف تنطلق في طريق الخلاص. وفي الوقت نفسه، خلال عملية أداء واجبك، سوف تفحص تدريجيًا تمردك، وفسادك، وتفحص شخصياتك الفاسدة المختلفة. ثم، في أثناء عملية أداء هذا الواجب، ستكون قادرًا على كبح جماح نفسك أكثر فأكثر، وستمتلك قلبًا يتقي الله وتتحلى بالخضوع. بعد ذلك، سيقوى إحساسك بالمسؤولية أكثر فأكثر، وسيزداد نقاء ولائك أكثر فأكثر. وسوف تتعمق تقوى الله لديك أيضًا. وفي الوقت نفسه، ستكتسب المزيد والمزيد من الخبرة والمعرفة بواقع الحقائق المختلفة. بهذه الطريقة، سيكون الطريق الذي تسلكه معاكسًا تمامًا للطريق الذي سلكه بولس. هذا طريق بطرس في السعي إلى الحق. هذا الطريق هو طريق الخلاص. أما النتيجة النهائية فستختبرها بنفسك. سوف تنال استحسان الله، وسيعرف قلبك المزيد والمزيد من السلام والفرح. في نظر الله، لا يهم كم من التقلبات والمنعطفات التي مررت بها في طريقك، أو كم من الطرق الالتفافية التي سلكتها، أو ما مررت به من سلبية، أو ضعف، أو حتى إخفاقات وسقطات. عندما يُنظر إلى ما فعلته، وما كشفت عنه، وما أظهرته ككل، سيكون الطريق الذي تسلكه هو طريق الخلاص. إذًا، كيف سيحدد الله عاقبتك؟ لن يتسرع الله في تحديد عاقبتك. سوف يدعمك الله، ويساعدك، ويقودك في طريق الخلاص بمنهجية وصبر لطيف. سيسمح لك بقبول دينونته، وتوبيخه، وتجاربه، وتنقياته، وسيُكمِّلك في النهاية. بهذه الطريقة، ستُخلّص خلاصًا تامًا وكاملًا. لذلك، من هذا المنظور، ومن خلال أداء واجب نشر الإنجيل، ألا يملك الناس الفرصة والإمكانية للانطلاق في طريق الخلاص؟ (بلى). لديهم هذه الفرصة وهي ممكنة تمامًا. يعتمد الأمر فحسب على ما إذا كان بإمكانهم السعي إلى الحق وسلك طريق السعي إلى الحق.
عقدنا اليوم شركة في المقام الأول عن حقائق مختلفة تتعلق بأداء واجب نشر الإنجيل. دعونا نعود إلى الموضوع الذي بدأنا به شركتنا. ماذا يجب أن نسمي أولئك الذين يؤدون واجب نشر الإنجيل؟ (الأشخاص الذين يؤدون واجب نشر الإنجيل). هذا صحيح. لا يمكن تسميتهم بالشهود، أو المبشرين، وبالتأكيد ليس رُسُل الإنجيل. في المحصلة النهائية، هم أناس ينشرون الإنجيل. لا تطلق على نفسك لقب شاهد أبدًا. لا يمكن للناس أن يشهدوا على أي شيء، ويكفي أن لا يأتوا بما يجلب العار إلى الله. إن تسمية نفسك مبشرًا أمر أسوأ من ذلك. أنت أبعد ما تكون عن هذا. فما تبشِّر به ليس "الطريق" والأشياء التي تبشِّر بها بعيدة كل البعد عن "الطريق". لذلك إذا استقرينا على اسم "الأشخاص الذين ينشرون الإنجيل"، فسيكون لدى الجميع تعريف دقيق لهذا الواجب، وهو أنهم مجرد أشخاص يؤدون هذا الواجب. هم ليسوا شهودًا أو مبشِّرين على الإطلاق. هم بعيدون كل البعد عن تلك الأشياء. إن كنت تطلق عليهم الشهود أو المبشرين، ألن يشعروا بأنهم في مرتبة أعلى من غيرهم؟ لا يحتاج الناس إلى الكثير لكي يتباهوا ويتفاخروا بأنفسهم. هل التباهي والتفاخر بهذه الطريقة أمر جيد أم سيئ؟ (أمر سيئ). إذا لم تعظِّم الناس وترفع من شأنهم، فإنهم يريدون دائمًا أن يتفاخروا بأنفسهم. إذا كنت تعظِّمهم بالفعل، وتسميهم شهودًا، أو مبشرين، أو رسلًا للإنجيل، فهل يمكنك أن تتخيل كيف سيكونون بعد تلقي مثل هذا المديح؟ سيتفاخرون بأنفسهم لدرجة أنهم سيحلقون في السماء. الآن، هل لديك فهم أساسي للحقائق المختلفة التي ينطوي عليها واجب نشر الإنجيل؟ (نعم). لكي تؤدي واجب نشر الإنجيل جيدًا، يجب أن تكون مُسلحًا بالعديد من الحقائق. بعض الناس يقولون: "أنا لا أنشر الإنجيل، فهل أحتاج إلى تسليح نفسي بالحق؟" ويقول آخرون: "لا أعرف متى سأكون قادرًا على نشر الإنجيل. أنا لم أنشر الإنجيل أبدًا ولستُ متكلمًا لبقًا، فكيف يمكنني نشر الإنجيل؟" قد لا تكون قادرًا على نشر الإنجيل، لكن ألا يمكنك أن تسلح نفسك بالحقائق المتعلقة بنشر الإنجيل؟ ألا يمكنك التدرب على التحدث ومقابلة الناس؟ إذا كان لديك إحساس بالمهمة وشعور بالمسؤولية، وإذا كنت تريد أن تؤدي هذا الواجب جيدًا وتتعاون مع الله، فيجب أن تسلح نفسك بالحقائق المتعلقة بنشر الإنجيل. يجب أن تتسلح بالحقائق المتعلقة بالرؤيا والممارسة. يجب أن يتسلح شعب الله المختار بالحقائق المتعلقة بهذين الجانبين، لأن التسلّح بهذه الحقائق لا يكون أبدًا أمرًا زائدًا عن الحاجة. فهي لا تتعلق بنشر الإنجيل فحسب، بل هي حقائق يجب أن يفهمها البشر. كيف يستفيد الناس من فهم هذه الحقائق؟ ما البركات التي يمكن أن تجلبها لهم؟ ربما يستطيع الجميع فهم الفكرة العامة، ولكن مع استمرار تقدم عمل الله وتعمقه، سيستمر الناس في اختبار عمل الله وسيستمر فهمهم للحق بالمثل في التقدم والتعمق. ستزداد علاقاتهم مع الله قربًا أكثر فأكثر، وسوف تصبح روابطهم معه أكثر تواترًا. سيضع الناس، خطوة بخطوة، الحقائق المتعلقة بالرؤيا وبعمل الله في مقارنة مع أعمال الله وموقف الله تجاه كل فرد. عملية المقارنة خطوة بخطوة هذه هي عملية معرفة الله. أنت ككائن مخلوق، آمنت بالله لفترة طويلة، لكنك لا تعرف من هو الله أو كيف يظهر ويعمل. أليس هذا الإيمان مشوشًا ومضطربًا للغاية؟ لقد أديت واجبك لسنوات عديدة. لكن إن كنت في النهاية ما زلت لا تعرف شيئًا عن الله، فإن إيمانك بالله كان بلا فائدة. إذا سمعت الأبالسة ينشرون بعض الإشاعات عن الله، فهل ستصدقهم؟ (لن نُصدِّق). تقول إنك لن تصدق مثل هذه الأشياء الآن، ولكن إذا كنت لا تفهم الله حقًا، فعندما يأتي اليوم الذي تسمع فيه هذه الإشاعات، ستنتابك الشكوك وتتأمل هذه الكلمات في قلبك، وتفكر: "هل يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ هل يمكن أن يفعل الله شيئًا كهذا؟" وبشعورك بعدم الارتياح، ستكون غير راغب في أداء واجبك. بعد الوقوع تحت تأثير الإشاعات، ستشعر بأن الطريق أمامك كئيب ومظلم، فتصبح تائهًا ومرتبكًا. الناس دائمًا تائهون ومرتبكون، لماذا؟ هم لا يعرفون أين الله، أو ما إذا كان هناك إله أصلًا، لذلك فهم دائمًا تائهون ومرتبكون. في أي ظروف ينشأ هذا الارتباك؟ إنه ينشأ عندما يتحيَّر الناس إزاء العديد من الأشياء التي تبدو متناقضة في الظاهر، فلا يستطيعون رؤية الاتجاه الذي يجب أن يسلكوه بوضوح ولا يعرفون أي طريق يسلكونه. وهكذا، يصبحون تائهين ومرتبكين. هل يمكنكم أن تروا بوضوح الأشياء الكثيرة أمام أعينكم وتميزوها وتتبعوا الطريق الصحيح؟ يتضمن هذا فهمك لله، واستيعابك للحق، ودرجة تسلحك بالحق. ما معنى أن يكون الناس دائمًا تائهين ومرتبكين؟ هل هم حقًا لا يرون الطريق أمامهم؟ هل التائهون والمرتبكون عميان حقًا؟ كلا، إنه عمى القلب وخدر تجاه الحق، والله، وإصدار الأحكام على كل الناس، والأحداث، والأشياء. لماذا هم خدرون؟ لأنهم لا يفهمون الحق، ولا يعرفون أعمال الله، ولا يعرفون شخصية الله، وليس لديهم أساس يستندون إليه في إصدار أحكام دقيقة على جميع الأشياء. لذلك، ليس لديهم معيار للحكم على أي شيء وتوصيفه. هم مشوشون، يرون كل شيء دون وضوح أو فهم، ولا يمكنهم إصدار أحكام. وكذلك لا يستطيعون تحديد الأشياء أو إدراك حقيقتها. وهذا ما يُسمى بالخَدَر. يؤدي الخدر إلى العمى، والعمى يقود الناس إلى الشعور بالتوهان والارتباك. هكذا يسير الأمر. فلماذا إذن لا يزال الناس الذين استمعوا إلى العظات لسنوات عديدة لا يستطيعون تمييز الأشياء؟ هذا لأن مثل هؤلاء الناس لا يفهمون الحق. لا يستطيعون إدراك حقيقة أي شيء، لكنهم بدلًا من ذلك يتبعون اللوائح بشكل أعمى ويستبقون الاستنتاجات. هل يمكن اعتبار هذا عمى؟ على الرغم من أنه لا يمكن القول إنهم عميان بالكامل، إلا أنهم عميان جزئيًا. في الواقع، إذا كنت لا تفهم الحق، فلا يمكنك أن تدرك حقيقة أي شيء. مهما كانت المدة التي آمن فيها شخص ما بالله أو عدد العظات التي استمع إليها، إذا لم يكن قادرًا أبدًا على فهم الحق، فهذا يعني أن المشكلة في مستوى قدراته. يرتبط هذا ارتباطًا مباشرًا بما إذا كان لديهم فهم روحي أم لا. معظم الناس الذين استمعوا إلى العظات لسنوات عديدة يمكنهم أن يفهموا شيئًا من الحق، وربما تفهمون في الواقع قدرًا لا بأس به من الحق، ولكنكم تفتقرون إلى بيئة مناسبة فحسب، لذلك لم تستخدموا بعض الحقائق ولا تزالون تشعرون أنكم لا تفهموها. عندما تختبر ذلك بنفسك حقًا، وعندما يتعين عليك اتخاذ خيار أو تحتاج إلى التفكير في الأمور بجدية، ربما سيتضح لك تدريجيًا جانب الحق ذي الصلة. في الوقت الحالي، انطباعاتك مليئة بالخطوط العريضة الفارغة والأمور العقائدية. وكلما زادت خبرتك وعمرك تدريجيًا، أصبحت العديد من الحقائق أكثر عملية وواقعية في داخلك تدريجيًا. سيسمح لك هذا برؤية جوهر الحق أكثر فأكثر. وبهذه الطريقة، يمكنك حقًا أن تكتسب فهمًا للحق وتنظر إلى المشكلات بحسّ مرهف. مهما كان عدد العظات التي يستمع إليها الناس الذين لا يفهمون الحق، فلن يكونوا قادرين على إدراك حقيقة مظاهر البشرية، ومظاهر الشخصيات الفاسدة، ومظاهر الحالات البشرية المختلفة، ومظاهر جواهر مختلف أنواع البشر، حتى لو كانت أعينهم مفتوحة على مصراعيها. هم عميان. ومع ذلك، يبدو أن الشخص الذي يسعى إلى الحقّ لا يولي اهتمامًا من الخارج، ولكن سيكون لديه رد فعل إزاء سلوك الآخرين وتصرفاتهم في قلبه ويكوِّن انطباعًا عن الأمر دون وعي. من أين يأتي هذا الانطباع أو هذا الشعور؟ إن الحقائق التي يفهمها الناس تمنحهم القدرة على التمييز. وهذا يعطي مثل هؤلاء الناس تعريفًا لجوهر هذا النوع من السلوك، أو الممارسة، أو المظهر. من أين يأتي هذا التعريف؟ إنه الحق الذي يجعل الناس يفهمون، والحق الذي يمنح الناس القدرة على التمييز والحكم. أنتم الآن تفهمون بعض الحقائق ولديكم قدر من التمييز حول بعض الأشياء. ومع ذلك، فإن تمييزكم ليس دقيقًا جدًا، لذلك لا تزالون لا تشعرون بشيء مثل شعور الاطمئنان، ولا تزالون في طور تلمس طريقكم إلى الأمام. يقول بعض الناس: "في هذه الحالة، ينبغي أن تعقد شركة معنا عن كل شيء". هذا ليس ضروريًا. البشر لديهم مسؤوليات بشرية، والله لديه نطاق عمله الخاص. لقد أخبرتكم بكل جانب من جوانب الحق، وما تبقى لكم هو أن تختبروا جميع أنواع الأشخاص، والأحداث، والأشياء في حياتكم اليومية. الروح القدس سيعمل وينظِّم. مطلوب من الناس أن يفعلوا شيئًا واحدًا: الانخراط في التعاون البشري والسعي البشري. إذا لم تنخرط في هذا السعي، فمهما شرحت لك الأمر بوضوح، لن تكتسبه. لن أُلقِّنك بالقوة، ولن أجبرك على المعرفة، والفهم، واكتساب الدخول. لن أفعل ذلك، وكذلك الروح القدس لن يفعل ذلك. لن يؤتي الحق ثمارًا في داخلك دون وعي منك إلا بممارسة الحق عن رغبة، وطواعيةً، وبصورة نشطة والدخول إلى الحق. عندما يؤتي الحق ثمارًا، سيمتلئ قلبك بالنور. هذا فهم الحق. ولكن إذا لم تفهم الحق، فستشعر بالخدر تجاه كل شيء، وستكون بطيئًا في الاستجابة، وغير قادر على رؤية جوهر أي شيء. على سبيل المثال، عندما يفعل شخص ما شيئًا، ويقول شخص آخر إنه عمل شرير وذو طبيعة كذا وكذا، فإنك لن تعرف ولن تكون قادرًا على أن تتحقق بنفسك. عندما يخبرك شخص ما بالإجابة، قد تقبلها وتقر بها بناءً على التعاليم، ولكن من حيث الجوهر، ستظل غير قادر على إعطاء موافقتك. إذا كنت لا تستطيع إعطاء موافقتك، فهل تفهم حقًا؟ أنت لا تفهم، لذلك لا يمكنك سوى اتباع اللوائح للتعامل مع الأشياء التي تواجهها. يحدث هذا لأنك لا تفهم الحق.
كيف يمكنك أداء واجب نشر الإنجيل بإتقان؟ أولًا وقبل كل شيء، يجب أن تفهم الحقائق المختلفة المتضمنة في واجب نشر الإنجيل. على سبيل المثال، فيما يتعلق بتعريف واجب نشر الإنجيل ومكانته، وكذلك الموقف المناسب لتبنيه، والمعاناة المناسبة لتحمُّلها، والثمن المناسب لدفعه، والحقائق المناسبة لممارستها والدخول إليها عند أداء هذا الواجب، إذا فُهمت هذه الحقائق، سيكون من السهل أداء واجب نشر الإنجيل بإتقان. بالإضافة إلى ذلك، من الناحية السلبية، يجب التأمل في الأسئلة المتعلقة بالممارسات الخطأ التي يجب تجنبها، وأيها يصنفها الإنسان على أنها مقاصد حسنة، وما إذا كانت أفكار الناس وممارساتهم تتوافق في النهاية مع مبادئ نشر الإنجيل أم لا. هذا يعني أن كل سلوك، وكل ممارسة، وكل مبدأ، وكل استنتاج في عملية نشر الإنجيل يجب أن يُفحص بوضوح لمعرفة ما إذا كان في النهاية يتوافق مع مبادئ الحق. ثابروا على تلك الأشياء التي تتفق مع مبادئ الحق فقط. ويجب التخلي عن تلك التي لا تتماشى مع مبادئ الحق. وبهذه الطريقة فقط ستتحسن النتائج الناتجة عن إتمام واجب نشر الإنجيل باضطراد. علاوة على ذلك، يجب أن تمارسوا التعاون المتناغم، وهو الأكثر فائدة لعمل الإنجيل. يصعب القيام بالعمل من دون تعاون متناغم. يجب على الإخوة والأخوات أن يكونوا متسامحين وصبورين تجاه بعضهم وأن يدعموا بعضهم. إن التعاون المتناغم مطلوب من أجل أداء واجباتهم بإتقان. أيًا كان من يقول الصواب ينبغي أن يُطاع. لا تتسرعوا دائمًا إلى استنتاج أنكم على صواب والآخرين على خطأ. يجب أن تتخذوا قراراتكم وفقًا لكلام الله. اعقدوا شركة عن الحق وفقًا للمبادئ التي وضعها بيت الله للوصول إلى إجماع. بالإضافة إلى ذلك، في عملية التعاون على أداء واجبكم، يجب أن تتعلموا من بعضكم، وأن تدعوا قوة أحدكم تعوِّض عن عجز الآخر، وألا تقسوا على الآخرين. علاوة على ذلك، يجب عليكم أن تمارسوا الرعاية والحكمة وتعتمدوا على المحبة في معاملتكم للأشخاص الذين يتحرّون الطريق الحق. وذلك لأن كل من يتحرّى الطريق الحق هو غير مؤمن - حتى المتدينين منهم هم غير مؤمنين بشكل أو بآخر - وكلهم يتسمون بالهشاشة: إذا لم يتفق أي شيء مع مفاهيمهم فمن المحتمل أن يعارضوه، وإذا لم تتفق أي عبارة مع إرادتهم فمن المحتمل أن يعارضوها. لذلك، فإن نشر الإنجيل لهم يتطلب منا التسامح والصبر. ويتطلب محبة شديدة من جانبنا، ويتطلب بعض الأساليب والنُهُج. لكن الأمر المهم هو أن نقرأ لهم كلام الله، وننقل لهم كل الحقائق التي يعبِّر عنها الله لخلاص الإنسان، ونسمح لهم أن يسمعوا صوت الله وكلام الخالق. بهذه الطريقة، سيكتسبون منافع. إن أهم مبدأ للتبشير بالإنجيل هو أن تتيح لأولئك المتعطشين إلى ظهور الله والمحبين للحق بقراءة كلام الله وسماع صوته. لذلك قللوا من التحدث إليهم بكلام الإنسان وأكثروا من القراءة لهم من كلام الله. بعد انتهائكم من القراءة، اعقدوا شركة عن الحق. بهذه الطريقة، يمكنهم أن يسمعوا صوت الله ويفهموا قدرًا من الحق. عندها سيكون من المرجح أن يعودوا أمام الله. إن نشر الإنجيل مسؤولية وواجب على الفرد والجماعة. أيًا كان من يقع عليه هذا الواجب، يجب ألا يتملّص منه أو يتذرع بأي أعذار أو أسباب لرفضه. يقول بعض الناس: "أنا لا أجيد التحدث، ولا أفهم الكتاب المقدس، وأنا أيضًا صغير السن جدًا. ماذا يمكنني أن أفعل إذا واجهت إغواءً أو خطرًا؟" مثل هذا الكلام خطأ. إن نشر الإنجيل لا يعني أنك مُكلَّف بالقيام بأشياء خطيرة. لن يسمح لك بيت الله بالذهاب إلى حيث يوجد الخطر. تتَّبع الكنيسة مبادئ في تكليف الناس بنشر الإنجيل. لا يتعلق الأمر بجعل الناس يجازفون، بل باتخاذ ترتيبات معقولة بناءً على الظروف الفردية، ومستوى القدرات، ونقاط القوة. يتعاون الإخوة والأخوات مع بعضهم، ويُسنَد العمل إلى من يصلح لأدائه. لا يمكن القول إنه لا يوجد خطر على الإطلاق. كل من يعيش سيواجه خطرًا في بعض الأحيان. إذا كلّفك الله مباشرةً بإرسالية، فأنت مُلزم بشرف القبول، حتى لو كان ذلك يعني أنك ستواجه إغواءً، أو ألمًا، أو خطرًا. لماذا ينبغي أن ترى نفسك ملزمًا بشرف القبول؟ (هذه مسؤولية الناس). هذا صحيح، بهذه الطريقة فقط تأخذ نشر الإنجيل حقًا كمسؤولية وواجب عليك. هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه الإنسان. هذا هو الحق، وباعتباره الحق، يجب على الناس أن يقبلوه، ويقبلوه دون تحفظ. إذا لم يناسبك يومًا ما أن تؤدي واجبات أخرى، أو إذا كانت هناك حاجة إلى الناس لنشر الإنجيل، لذلك كُلفت أنت بنشر الإنجيل، فماذا ستفعل؟ ينبغي أن تقبل ذلك باعتباره شيئًا أنت مُلزم بشرف فعله، دون أي مشاعر متضاربة، أو تحليل، أو تمحيص. هذه إرسالية الله. إنها مسؤوليتك؛ إنه واجبك. ليس لك أن تنتقي وتختار. بما أنك تتبع الله، فليس لك أن تتخذ خياراتك الخاصة. لماذا ينبغي ألا تتخذ خيارات؟ لأن نشر الإنجيل هو إرسالية الله، ولكل شعب الله المختار نصيب في هذا العمل. يقول بعض الناس: "لقد تجاوزت الثمانين من عمري، ولا أستطيع حتى مغادرة منزلي. هل لا يزال بإمكان الله أن يأتمنني على هذه الإرسالية؟" ويقول آخرون: "عمري 18 أو 19 عامًا فحسب، ولم أرَ الكثير من العالم، ولا أعرف كيف أتفاعل مع الناس. أنا خجول جدًا وأخشى التحدث أمام الجمهور. هل لا يزال بإمكان الله أن يأتمنني على هذا الواجب؟" يكلفك الله بهذه الإرسالية مهما كان عمرك، ويجب أن تفعل كل ما في وسعك لأداء واجبك في نشر الإنجيل. انشره بقدر ما تستطيع ولأكبر عدد ممكن من الناس. بغض النظر عن الواجب الذي تؤديه حاليًا، يجب أن تفعل كل ما تستطيع لنشر الإنجيل. إذا أتيحت لك الفرصة يومًا ما لنشر الإنجيل لشخص ما، هل ينبغي أن تفعل ذلك؟ (نعم). هذا صحيح. كثير من الناس لديهم واجبات خاصة بهم، ولكن يمكنهم نشر الإنجيل في أوقات فراغهم بل وتحقيق بعض النتائج. يستحسن الله ذلك. لذلك، تقع مسؤولية نشر الإنجيل على عاتق الجميع. ينبغي ألا تتخذ خياراتك الخاصة أو تتملّص من هذه المسؤولية، بل تعاون بنشاط وطواعية. لا تتبنَّ موقفًا مُذعنًا أو سلبيًا، ولا ترفض، ولا تختلق أي أسباب أو أعذار لعدم أداء هذا الواجب. يقول بعض الناس: "البيئة التي أعيش فيها خطرة للغاية. هل يمكنني الامتناع عن نشر الإنجيل؟" إذا كنت صغير القامة حاليًا، وإذا كان هناك شخص آخر يحل محلك، وكنت لائقًا لأداء واجبات أخرى، فيمكنك استبدال هذا الواجب بواجب آخر. ولكن ماذا ينبغي أن تفعل إذا كنت من يجب عليه أداء هذا الواجب؟ (أنا مُلزم بشرف القبول). هذا صحيح. أنت مُلزم بشرف قبوله وأن تقبله من الله. هذه مسئولية وواجب على كل كائن مخلوق. يقول بعض الناس: "أنا ضعيف جسديًا، لذلك لا أستطيع تحمّل مشقة الخروج لنشر الإنجيل". إذا كنت لا تستطيع تحمُّل هذه المشقة الكبيرة، فهل يمكنك على الأقل تحمُّل مشاق أصغر؟ إذا كنت لا تستطيع تحمُّل أي مشقة على الإطلاق، ألا يجب أن تعاني المشقة الكبرى للعقوبة؟ ما دمت تعيش وتتنفس، يجب أن تؤدي واجبك، ويجب أن تنشر الإنجيل. هذا أمر طبيعي ومشروع تمامًا. أما إذا رفضت واجبك، ولم تبشِّر بالإنجيل، واخترت التملص والهروب من مسؤولياتك، فهذا ليس الموقف اللائق بالإنسان، ولا ينبغي أن يتبنى الناس موقفًا مقاومًا ودفاعيًا. ينبغي أن يكون الناس مستعدين لاتخاذ نشر الإنجيل كالتزام وواجب عليهم في كل زمان ومكان. يقول بعض الناس: "لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، لكن الكنيسة لم تكلفني أبدًا بنشر الإنجيل". هل هذا شيء جيد أم سيئ؟ هذه ليست مسألة تتعلق بما هو جيد أو سيئ. ربما لا يحتاجك الله أن تذهب لنشر الإنجيل بعد، لكنه يحتاجك لأداء واجبات أخرى. جميع الواجبات مهمة، فكيف ينبغي أن تختار من بينها؟ ينبغي أن تخضع لترتيبات الكنيسة، دون أن يكون لديك أي أمنيات شخصية. عندما يحتاجك الله لنشر الإنجيل، يقول الله: "ليس من المناسب أو المهم لك أن تؤدي واجبك الحالي. واجب نشر الإنجيل أكثر أهمية". ماذاينبغي أن تفعل حينها؟ ينبغي أن تقبله كشيء أنت مُلزم بشرف القيام به، بدون تحليل، أو إصدار أحكام، أو تمحيص، ناهيك عن مقاومته أو رفضه. هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه الكائن المخلوق تجاه الخالق. عندما يتخذ الناس مثل هذا الموقف، هل يمكن القول إن العلاقة بينهم وبين الله طبيعية وملائمة إلى حد ما؟ فيمَ تظهر العلاقة بين الإنسان والله؟ تظهر في كيفية تعاملك مع الأشياء التي يريدك الله أن تفعلها. إذا ائتمنك الله على فعل شيءٍ ما وأخذت تفكر مليًا في الأمر وتتأمل فيه متسائلًا: "لماذا تريدني أن أفعل هذا؟ هل سيفيدني هذا؟" - إذا كان بإمكانك التفكير بهذه الطريقة، فإن علاقتك مع الله غير طبيعية، وفشلت في الخضوع لله. أما إذا قلت: "هذا أمر مهم أمرني الله بفعله. لا يمكنني أن أكون مهملًا فيما طلب الله مني أن أفعله. يجب أن أتعامل معه بعناية. أيًا يكن ما يطلب الله مني أن أفعله، وأيًا يكن ما ائتمنني الله عليه، فهذا واجبي. سأستمع إلى الله وسأفعل كل ما يرتّبه الله. لا يمكنني أن أرفض. إذا لم أستطع المواظبة على أداء واجبي، وإذا رفضته، وإذا لم آخذه على محمل الجد، وإذا لم أكمله على نحو جيد، فهذا خيانة لله" - فأنت إذًا لديك العقل اللائق بكائن مخلوق واتخذت الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه الكائن المخلوق تجاه واجبه. أما إذا كنت تعرف جيدًا أنها إرسالية الله، ومع ذلك ترفض قبولها وتبرر هذا التملّص من واجبك، فإن طبيعة المشكلة خطرة. هذا ليس مجرد تمرد ضد الله، بل خيانة لله. إذا كنت تؤمن بالله، فيجب عليك أن تتخذ موقف ومكانة الكائن المخلوق وتقبل إرساليات الخالق وتخضع لها. هذا الموقف الصحيح. إذا كنت تفتقر إلى الموقف الصحيح تجاه واجبك، فإن طبيعة هذه المشكلة خطيرة للغاية. إذا كنت قد بدأت للتو في الإيمان ولا تفهم الحق، فلا داعي للتعامل معك بجدية. أما إذا كنت قد آمنت بالله لبضع سنوات وتفهم بعض الحقائق، ولكنك ما زلت قادرًا على رفض إرسالية الله، وإذا كنت لا تنشر الإنجيل، وما زلت لا مباليًا عند أداء واجبك، فما طبيعة هذه المشكلة؟ إن هذا لا يدل على الافتقار إلى الضمير والعقل فحسب، بل الأهم من ذلك أنه تمرُّد ومقاومة لله، إنه خيانة لله. يمكن القول إن هذا عصيان كبير. لن يكون ذلك مبالغة. شخص كهذا لا يستحق أن يُدعى إنسانًا وسيتعرض للعقوبة لا محالة. وبما أنك تعترف بأنك كائن مخلوق، فما العقل الذي يليق بالكائنات المخلوقة؟ أن تفعل كل ما يأمرك به الخالق، وأن تخضع لكل ترتيبات الخالق. هذان هما الضمير والعقل اللائقان بالبشر. أما أولئك الذين يفهمون الحق، فالمتوقع منهم أن يخضعوا خضوعًا مطلقًا لتدبير الله وترتيباته بشكل أكبر. يجب عليهم ألا يتمردوا أبدًا بأي شكل من الأشكال.
إن الحق المتعلق بنشر الإنجيل يتعلق بطائفة واسعة من الناس. ويجب أن يتعلق بالجميع. في البداية، عندما سمع بعض الناس الشركة عن هذا الجانب من الحق، ظنوا أنه لا يتعلق بهم. لكن الآن، يجب أن يكون لدى الجميع موقف قبول فيما يتعلق بواجب نشر الإنجيل، ويجب أن يكون لدى الجميع وعي بهذا الجانب من الحق. وينبغي أن يكون لديهم تعريف دقيق لهذا الواجب أيضًا. إذًا، في أي مكانة وضع الناس أنفسهم؟ (في مكانة الكائن المخلوق). أنت كائن مخلوق، فما الأولوية الأولى للكائن المخلوق إذًا؟ (الخضوع للخالق). ما المظهر العينيّ الأول للخضوع للخالق؟ (أن نؤدي واجبنا ككائنات مخلوقة). فما الواجب الأول الذي ينبغي أن يؤديه الكائن المخلوق إذًا؟ (نشر الإنجيل والشهادة لله). هذا صحيح. هذه هي الإجابة التي أبحث عنها. لقد سلكتم طريقًا متعرجًا للغاية قبل أن تصلوا أخيرًا إلى الاستجابة الصحيحة. إن الأولوية الأولى لكل كائن مخلوق هي نشر الإنجيل، والشهادة لعمل الله ونشره في العالم كله وإلى أقاصي الأرض. هذه مسؤولية وواجب على كل من يقبل إنجيل الله. إنه أمر هم مُلزمون به بشرف. قد تكون الحالة أنك لا تؤدي هذا الواجب في الوقت الحالي، أو أن هذا الواجب شيء بعيد عنك، أو أنك لم تفكر أبدًا في أن هذا واجب يجب أن تؤديه. ومع ذلك، يجب أن يكون قلبك واضحًا بشأن هذا الأمر: هذا الواجب مرتبط بك. إنه ليس مسؤولية الآخرين فحسب، بل هو مسؤوليتك وواجبك أنت أيضًا. وكونك لست مُكلفًا حاليًا بأداء هذا الواجب لا يعني أن هذا الواجب لا علاقة له بك، أو أنه ليس مطلوب منك أن تؤدي هذا الواجب، أو أن الله لم يأتمنك على أداء هذا الواجب. إذا كان استيعابك يمكن أن يرتقي إلى هذا المستوى، ألا يعني هذا أن وجهة نظرك التي تحملها في قلبك عن واجب نشر الإنجيل تتوافق مع الحق ومع مقصد الله؟ عندما يرتقي فهمكم إلى هذا المستوى، وتنهون جميعكم العمل الذي بين أيديكم، سيصدر الله يومًا ما أمرًا بأن ينشركم ويوزِّعكم في كل مكان، حتى في بعض الأماكن التي تجدونها أغرب الأماكن، وأكثرها كراهة وصعوبة. ماذا ستفعلون حينها؟ (سوف نكون مُلزمين بشرف القبول). هذا ما تقولونه الآن، ولكن عندما يأتي اليوم المُنتظر، قد تملأ الدموع أعينكم. الآن، يجب أن تستعدوا بهذه الطريقة: يجب أن تصل إلى هذا الوعي، "هذا هو العصر الذي وُلدتُ فيه. أنا محظوظ لأنني قبلت عمل الله في الأيام الأخيرة ومحظوظ لأن لي نصيبًا في عمل خطة تدبير الله. لذلك، يجب أن تكون قيمة حياتي ومغزاها أن أكرِّس كل طاقة حياتي لتوسيع نطاق عمل إنجيل الله. لن أفكر في أي شيء آخر". هل لديكم هذا الطموح؟ (نعم). ينبغي أن يكون لديكم هذا الطموح وأن تكونوا قد أعددتم هذا التحضير والخطة. بهذه الطريقة فقط يمكنك أن تكون كائنًا مخلوقًا حقًا، كائنًا مخلوقًا محبوبًا من الله ومقبولًا لديه. يقول بعض الناس: "أنا لست مستعدًا، وسأخاف إذا طُلب مني نشر الإنجيل الآن". لا تخف، لن يجبرك الله على فعل ذلك قبل أن تكون مستعدًا. وإذا قلت إنك مستعد، فقد لا يستخدمك الله على الفور. فمتى ستُستخدَم إذًا؟ هذا أمر متروك لله، لذلك لا داعي لأن تقلق بشأنه. عندما يريد الله أن يستخدمك، سوف يُهيئ كل شيء. عندما تكون لديك القامة والخبرة اللازمتين وتستوفي جميع الشروط الضرورية الأخرى، قد يرتّب لك الذهاب لنشر الإنجيل في أماكن مختلفة. عندما يحين ذلك الوقت، أيمكن أن يُطلق عليك رسول الإنجيل؟ (كلا). لا يمكن أبدًا أن يُطلق على أولئك الذين يؤدون هذا الواجب رُسُل الإنجيل. هذا لن يتغير أبدًا. ماذا ينبغي أن يُدعى مثل هؤلاء الناس؟ (الأشخاص الذين ينشرون الإنجيل). هذا أكثر دقة. بغض النظر عما يُدعى به هؤلاء الناس، فهذا الواجب الذي يؤدونه. هذا هو الحق ولن يتغير أبدًا. إذا تغيَّر الاسم وتغيَّرت هوية هؤلاء الأشخاص، فإن جوهر العمل سيتغير. حالما يتغير الجوهر، سينحرف عن مسار الحق. وحالما ينحرف العمل عن مسار الحق، سيصبح سلوكًا دينيًا. في هذه الحالة، سيبتعد الناس أكثر فأكثر عن طريق الخلاص، ويذهبون جنوبًا بينما هم يقصدون الذهاب شمالًا. لذلك، لا تسلكوا الطريق الخطأ أبدًا. في جميع الأوقات، عندما يُبعث أولئك الذين ينشرون الإنجيل ويُرسلون إلى أماكن مختلفة، فإنهم لا يفعلون شيئًا أكثر من أداء واجبهم في نشر الإنجيل. هم ليسوا شهودًا، وليسوا مبشِّرين، ولا هم رُسُل الإنجيل. هذه حقيقة أبدية لا تتغير.
بعد ما قلته حتى الآن، سيشعر معظم الناس بالتأكيد بنورٍ يشع في قلوبهم، وسيفرك الكثيرون منهم أيديهم في ترقب متلهف ويفكرون، "هذا رائع، يبدو المستقبل واعدًا جدًا! إن الطريق الذي أعدَّه الله لنا يشرق بنورٍ ساطع!" هذا ليس بالضرورة كذلك. لدى الله خطة لكل واحد من أتباعه. كل واحد منهم لديه بيئة، هيأها الله للإنسان ليؤدي فيها واجبه، ولديهم نعمة الله وفضله ليتمتع بهما الإنسان. لديهم أيضًا ظروف خاصة يهيئها الله للإنسان، وهناك الكثير من المعاناة التي يجب أن يخوضوها؛ ليس الأمر كطريق مفروش بالورود كما يتخيله الإنسان. إضافةً إلى هذا، إن أقررت بأنك كائن مخلوق، فعليك أن تُعدَّ نفسك للمعاناة ودفع ثمن لأجل تتميم مسؤوليتك لنشر الإنجيل ولأجل القيام بواجبك بصورة صحيحة. قد يكون الثمن هو معاناة بعض المرض الجسدي أو المشقة، أو معاناة اضطهادات التنين العظيم الأحمر، أو سوء الفهم من الأشخاص الدنيويين، وكذلك المحن التي يتعرض لها المرء عند نشر الإنجيل: كالتعرض للخيانة أو للضرب والتوبيخ، والإدانة - إلى حد حتى انقضاض الجموع عليه وتعريضه لخطر الموت. ومن المحتمل، أثناء نشر الإنجيل، أن تموت قبل إتمام عمل الله، وألَّا تعيش لترى يوم مجد الله. عليكم أن تكونوا مستعدين لهذا. وليس الغرض من هذا إخافتكم؛ فإنه حقيقة. والآن وقد أوضحتُ هذا، وفهمتموه، إن كنتم لا تزالون تحملون هذا الطموح وكنتم على يقين من أنه لن يتغير، وظللتم مخلصين حتى الموت، فهذا يثبت أنكم تملكون قامة معيَّنة. لا تحسبوا أن نشر الإنجيل في هذه الأمم البعيدة التي تتمتع بالحريات الدينية وحقوق الإنسان سيكون خاليًا من الخطر، وأن كل ما تفعلونه سيسير بسلاسة، وأن كل شيء ستفعلونه سيحظى ببركات الله وسيكون مصحوبًا بقوته وسلطانه العظيمين. هذه أشياء تنبع من مفاهيم البشر وتصوراتهم. آمن الفريسيون أيضًا بالله، ومع ذلك أخذوا الإله المتجسد وصلبوه على الصليب. إذًا ما الأشياء السيئة التي يقدر العالم الديني الحالي على فعلها بالإله المتجسد؟ لقد فعلوا الكثير من الأشياء السيئة - إصدار الأحكام على الله، وإدانة الله، والتجديف على الله - لا يوجد شيء سيئ لا يقدرون على فعله. لا تنسوا أن أولئك الذين أخذوا الرب يسوع وصلبوه على الصليب كانوا مؤمنين. لقد أتيحت لهم الفرصة لفعل هذا النوع من الأشياء فحسب. أما غير المؤمنين فلم يهتموا بهذه الأشياء. هؤلاء المؤمنون هم الذين تواطأوا مع الحكومة لأخذ الرب يسوع وصلبه على الصليب. علاوةً على ذلك، كيف مات تلاميذ الرب يسوع أولئك؟ كان من بين تلاميذه مَن رُجِموا بالحجارة، أو جُروا بربطهم في حصان، أو صُلبوا منكسي الرأس، أو قُطعت أوصالهم بشدهم بين خمسة من الخيل – لقد حلَّ بهم كلُّ نوعٍ من الموت. فماذا كان سبب موتهم؟ هل أُعدموا بطريقة قانونية جراء جرائمهم؟ كلا. أُدينوا، وضُربوا، ووُبخوا، وقُتلوا لأنهم نشروا إنجيل الرب، ورفضهم أناس العالم– هذه هي الكيفية التي استشهدوا بها. دعونا لا نتحدث عن العاقبة النهائية لهؤلاء الشهداء، أو عن تعريف الله لسلوكهم، ولكننا لنسأل هذا السؤال: عندما وصلوا إلى النهاية، هل كانت الطرق التي لقوا بها حتفهم تتوافق مع المفاهيم البشرية؟ (كلا، لم تتوافق معها). وفقًا للمفاهيم البشرية، فأنهم دفعوا مثل هذا الثمن الباهظ لنشر عمل الله لكنهم قُتلوا في النهاية على يد الشيطان. وهذا لا يتوافق مع المفاهيم البشرية، لكن هذا ما حدث لهم بالضبط. هذا ما سمح الله به. ما الحق الذي يمكن البحث عنه في هذا؟ هل كان سماح الله لهم بالموت بهذه الطريقة هو لعنته وإدانته، أم كان خطته وبَركته؟ لم يكن أيًا من هذا أو ذاك. ماذا كان؟ يتأمل الناس الآن في موتهم بكثير من وجع القلب، لكن الأمور كانت تسير هكذا. أولئك الذين آمنوا بالله ماتوا بتلك الطريقة؛ كيف يمكن تفسير هذا؟ عندما نذكر هذا الموضوع، تضعون أنفسكم في مكانهم؛ فهل قلوبكم حزينة إذًا، وهل تشعرون بألم خفي؟ تقولون لأنفسكم: "هؤلاء الناس قاموا بواجبهم لنشر إنجيل الله ويجب اعتبارهم أناسًا صالحين، فكيف وصلوا إلى مثل هذه العاقبة ومثل هذه النهاية؟" في الواقع، كانت هذه هي الطريقة التي ماتت بها أجسادهم ورحلت؛ أي كانت هذه طريقة خروجهم من عالم البشر، لكن ذلك لم يكن يعني أن آخرتهم هكذا. مهما كانت طريقة موتهم ورحيلهم أو كيفية حدوث ذلك، فإنها لم تكن الطريقة التي حدد الله بها الآخرة النهائية لتلك الحيوات، أي لتلك الكائنات المخلوقة. هذا شيء يجب أن تراه بوضوح. فعلى العكس من ذلك، فقد اتخذوا هذه الوسائل لإدانة هذا العالم وللشهادة لأعمال الله. استخدَم هؤلاء الكائنات المخلوقة حيواتهم الأكثر قيمة – واستخدموا اللحظة الأخيرة من حياتهم للشهادة لأعمال الله وللشهادة لقوة الله العظيمة وللإعلان أمام الشيطان والعالم أن أعمال الله صحيحة، وأن الرب يسوع هو الله، وهو الرب، وهو جسد الله المتجسد. لم ينكروا اسم الرب يسوع حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم. ألم يكن هذا شكلًا من أشكال الحكم على هذا العالم؟ لقد استخدموا حياتهم ليعلنوا للعالم وليؤكدوا للبشر أن الرب يسوع هو الرب، وأن الرب يسوع هو المسيح، وأنه جسد الله المتجسِّد، وأن عمل فداء جميع البشرية الذي صنعه يسمح لهذه البشرية بمواصلة العيش – وهذه الحقيقة لا تتغير إلى الأبد. أولئك الذين استشهدوا من أجل نشر إنجيل الرب يسوع، إلى أي مدى أدّوا واجبهم؟ هل كان إلى أقصى حد؟ كيف ظهر الحد الأقصى؟ (لقد ضحوا بحياتهم). هذا صحيح، فقد دفعوا حياتهم ثمنًا. فالعائلة، والثروة، والأشياء المادية في هذه الحياة جميعها أشياء خارجية؛ والشيء الوحيد الذي يرتبط بالنفس هو الحياة. بالنسبة إلى كل شخص حي، فإن الحياة هي أكثر شيء يستحق الاعتزاز به وهي الشيء الأثمن. وبالصدفة، تمكَّن هؤلاء الناس من تقديم أثمن ما لديهم – أي حياتهم – كتأكيد وشهادة على محبة الله للبشر. وإلى اليوم الذي ماتوا فيه، لم ينكروا اسم الله ولم ينكروا عمل الله، واستخدموا آخر لحظات في حياتهم ليشهدوا على وجود هذه الحقيقة. أليست هذه أسمى أشكال الشهادة؟ هذه هي الطريقة الفضلى لقيام المرء بواجبه؛ وهذا هو تتميم المرء بمسؤوليته. عندما هددهم الشيطان وروَّعهم، بل وعندما جعلهم في النهاية يدفعون حياتهم ثمنًا، فإنهم لم يتخلوا عن مسؤوليتهم. وهذا ما يعنيه تتميم المرء لواجبه إلى الحد الأقصى. ماذا أعني بهذا؟ هل أقصد أن عليكم أن تستخدموا الطريقة نفسها للشهادة لله ونشر إنجيله؟ لست بحاجة بالضرورة إلى ذلك، ولكن يجب أن تفهم أن هذه مسؤوليتك، وأنه إذا احتاجك الله لذلك، فينبغي لك قبوله كشيء أنت مُلزم بشرف فعله. يشعر الناس اليوم بالخوف والقلق في داخلهم، لكن ما الغرض من هذه المشاعر؟ إذا كان الله لا يحتاج منك أن تفعل هذا، فما الفائدة من القلق بشأن ذلك؟ إذا كان الله يحتاج منك أن تفعل هذا، فلا ينبغي أن تتملّص من هذه المسؤولية ولا أن ترفضها. ينبغي أن تتعاون بشكل استباقي وتقبلها بدون قلق. مهما كانت الطريقة التي يموت بها المرء، ينبغي ألا يموت أمام الشيطان، وألا يموت بين يدي الشيطان. إذا كان المرء سيموت، فينبغي أن يموت بين يدي الله. لقد جاء الناس من عند الله، وإلى الله يعودون - هذان هما العقل والموقف اللذان ينبغي أن يتحلى بهما الكائن المخلوق. هذه الحقيقة الأخيرة التي ينبغي على المرء أن يفهمها عند نشر الإنجيل وأداء واجبه - يجب أن يدفع المرء ثمن حياته لينشر الإنجيل الخاص بأداء الله المتجسِّد لعمله وخلاص البشرية ويشهد له. إذا كان لديك هذا الطموح، وإذا كنت تستطيع أن تشهد بهذه الطريقة، فهذا أمر رائع. وإذا كنت لا تزال لا تمتلك هذا النوع من الطموح، فينبغي لك على الأقل أن تتمم المسؤولية والواجب اللذين يقعان على عاتقك بشكل صحيح، وتأتمن الله على الباقي. وربما بعد ذلك، ومع مرور الشهور والسنوات وازدياد خبرتك وعمرك، وتعمُّق فهمك للحق، ستدرك أن لديك التزامًا ومسؤولية أن تبذل حياتك لعمل إنجيل الله، حتى آخر لحظة في حياتك.
الآن هو الوقت المناسب لبدء الحديث عن هذه الموضوعات لأن نشر إنجيل الملكوت قد بدأ بالفعل. فيما مضى، في عصر الناموس وعصر النعمة، ضحّى بعض الأنبياء والقديسين القدامى بحياتهم في سبيل نشر الإنجيل، لكي يتسنى لمن يولَدون في الأيام الأخيرة أن يُضحّوا هم أيضًا بحياتهم من أجل هذه القضية. هذا ليس أمرًا جديدًا أو مُفاجئًا، فضلًا عن أن يكون مطلبًا جسيمًا. هذا ما ينبغي على الكائنات المخلوقة أن تفعله، والواجب الذي عليها أن تؤديه. هذا هو الحق؛ هذا هو أعلى درجات الحق. إذا كان كل ما تفعله هو ترديد الشعارات حول ما تريد فعله من أجل الله، وكيف تريد أن تتمِّم واجبك، ومدى رغبتك في البذل والكدّ من أجل الله، فإن ذلك بلا فائدة. عندما تصطدم بالواقع، وعندما يُطلب منك التضحية بحياتك، فإن الامتحان لقامتك هو ما إذا كنت ستتبرّم في اللحظة الأخيرة، وما إذا كنت مستعدًا، وما إذا كنت تخضع حقًا. إذا كنت – في اللحظة التي توشك فيها حياتك أن تُسلب منك – تشعر بالسكينة وكنت مستعدًا وتخضع دون شكوى؛ إذا كنت تشعر أنك قد تمَّمت مسؤولياتك والتزاماتك وواجباتك حتى النهاية؛ إذا كان قلبك فرح وفي سلام؛ إذا رحلت على هذا النحو، فأنت – بالنسبة إلى الله – لم ترحل على الإطلاق. إنما أنت تعيش في عالم آخر وبهيئة أخرى. أنت لم تفعل شيئًا سوى تغيير طريقتك في العيش. لست ميتًا حقًا بأي حال من الأحوال. في نظر الإنسان: "مات هذا الشخص في سن مبكرة، يا للخسارة!" بينما في عيني الله، أنت لم تمُت ولم تذهب إلى المعاناة، بل ذهبت لتتنعّم بالبركات وتقترب من الله. ﻷنك ككائن مخلوق، تلبي بالفعل المعيار في أداء واجبك في عيني الله، والآن قد أكملت واجبك، لم يعد الله بحاجة إلى أن تؤدي هذا الواجب بين صفوف الكائنات المخلوقة. بالنسبة لله، "ذهابك" لا يُسمى "ذهابًا"، بل إنك "أُخِذت" أو "حُمِلت" أو "سِقت"، وهذا شيء جيد. هل تتمنون أن يسوقكم الله؟ (نتمنى هذا). لا تتمنوا هذا. في هذه الحياة، هناك أشياء كثيرة لا يفهمها الإنسان. لا تتسرع في الوصول إلى هذه الخطوة. قبل أن يأتي ذلك اليوم، يجب أن تسعى جاهدًا لفهم المزيد من الحق ومعرفة المزيد عن الخالق. لا تدع مشاعر الندم تُثقلك في المستقبل. لماذا أقول لا تدع مشاعر الندم تُثقلك في المستقبل؟ لأن الناس في هذه الحياة لا يملكون في الواقع إلا وقتًا محدودًا للانتقال من فهم الأشياء إلى أن تتاح لهم الفرصة، وامتلاك مستوى القدرات، واستيفاء شروط الانخراط في حوار مع الخالق، والتوصل إلى امتلاك فهم حقيقي للخالق، ومعرفة به، وتقوى له، والسير في طريق تقوى الله والحيدان عن الشر. إذا كنت تريد الآن أن يقودك الله سريعًا، فأنت بذلك لا تكون مسؤولًا عن حياتك هذه. لكي تكون مسؤولًا، ينبغي أن تسرع بتسليح نفسك بالحق، وأن تتأمل في نفسك أكثر عندما تحدث لك أشياء، وأن تعوِّض بسرعة عن نقائصك. بعد ذلك، ينبغي أن تكون قادرًا على ممارسة الحق، وأن تتصرف وفقًا للمبادئ، وأن تدخل إلى واقع الحق. ينبغي أن تعرف المزيد عن الله، وأن تكون قادرًا على معرفة مقاصد الله وفهمها، وألا تعيش حياتك عبثًا؛ ينبغي أن تعرف أين الخالق، وما مقاصد الخالق، وكيف هو فرح الخالق، وغضبه، وحزنه، وسعادته. حتى وإن لم تستطع أن تنال معرفةً أعمق بهذه الأشياء أو معرفة بها كلها، لا بد على الأقل أن تمتلك فهمًا أساسيًا عن الله، وألا تخون الله أبدًا، وأن يكون لديك توافق أساسي مع الله، وأن تُظهر مراعاة تجاه الله، وأن تقدِّم التعزية الأساسية لله، وأن تفعل ما ينبغي لكائن مخلوق أن يفعله وما يمكن له أن يحققه في الأساس. ليس هذا سهلًا بالفعل. في عملية أداء واجباتهم، يمكن للناس أن يتعرفوا تدريجيًا على أنفسهم، وبالتالي يعرفون الله. هذه العملية هي في الواقع عملية تفاعل بين الخالق والكائنات المخلوقة، وينبغي أن تكون عملية تستحق أن يتذكرها الناس طوال حياتهم. هذه العملية شيء ينبغي أن يكون الناس قادرين على الاستمتاع به حقًا، لا عملية مؤلمة ويصعب تحملها. لذلك، ينبغي للناس أن يعتزوا بالأيام، والليالي، والسنوات، والشهور التي يقضونها في أداء واجباتهم. ينبغي أن يعتزوا بهذه الفترة من الزمن، ولا ينبغي أن يعتبروها عبئًا أو ثقلًا. ينبغي أن يتذوَّقوا هذه المرحلة من حياتهم ويختبروها، ثم يتوصلون إلى فهم للحق ويعيشون قدرًا من شبه الإنسان، ويمتلكون قلبًا يتقي الله، ويقل فعلهم للشر بصورة متزايدة. إذا كنت تفهم الكثير من الحق، ولا تفعل أشياءً تثير استياء الله أو أشياء ينفر منها، وعندما تأتي أمام الله، تشعر أن الله لم يعد يمقتك – فذلك شيء رائع! بمجرد أن يصل الإنسان إلى هذه المرحلة، ألن يكون في سلام حتى لو سيموت؟ إذًا، ما خطب هؤلاء الناس الذين يتوسلون ليموتوا الآن؟ إنهم لا يريدون سوى الهرب ولا يريدون أن يعانوا. لا يريدون سوى نهاية سريعة لهذه الحياة، حتى يتمكنوا من الذهاب وتقديم تقرير إلى الله. أنت تريد أن تقدّم تقريرًا إلى الله، لكن الله لا يريدك بعد. لماذا تقدِّم تقريرًا إلى الله قبل أن يدعوك في الأصل؟ لا تقدِّم تقريرًا إليه قبل أن يحين وقتك. هذا ليس أمرًا جيدًا. إذا عشتَ حياةً ذات معنى وقيِّمة وجمعكَ الله بهِ، فهذا شيء رائع!
هل فهمتم جميعًا ما ناقشناه اليوم؟ آمل ألا تكون هذه الكلمات قد وضعت أي عبء إضافي عليكم، وآمل ألا يكون محتوى شركة اليوم قد أخافكم. بل آمل أن يكون قد سمح لكم بفهم بعض الحقائق التي ينبغي أن تفهموها، حتى تتعاملوا على نحوٍ أفضل مع مسألة الإيمان بالله، وتشعرون بأنكم أكثر ثباتًا ووضوحًا بشأنها. هل حققت كلماتي هذا التأثير؟ (لقد فعلت). صف لي ذلك. (في الماضي، لم أتخذ نشر الإنجيل كواجب عليَّ حقًا. لقد أضمرت العديد من الآراء الخطأ في قلبي. وظننت أنني لن أُكلَّف بنشر الإنجيل إلا إذا أديت واجباتي الأخرى أداء ضعيفًا. لقد بدا لي أن نشر الإنجيل هو أسوأ الواجبات، ولم أعتبر نشر الإنجيل حقًا إرسالية يأتمن الله عليها الإنسان. أما اليوم، فقد أخبرتنا شركة الله أن نشر الإنجيل والشهادة لله هي مسؤولية الإنسان، وينبغي أن يشعر الناس بشرف الذهاب وإتمام هذه المسؤولية. عندها فقط شعرت أن آرائي كانت سخيفة للغاية، وأنها جعلتني لا أريد حقًا أن أؤدي واجب نشر الإنجيل بالشكل المناسب. إن الاستماع إلى شركة الله اليوم قد عكسَ آرائي). ممتاز. هل يريد أي شخص آخر أن يتحدث؟ (اعتدتُ أن أظن أنني مجرد كائن مخلوق صغير، ولم أعتبر أدائي لهذا الواجب أمرًا عظيمًا. شعرت بأن واجبي غير مهم ولا يستحق الاهتمام. ولكنني سمعت الله اليوم يقول إن الواجبات التي يؤديها كل إنسان قد قدَّرها الله مسبقًا ورسمها بنفسه، وأنه قد خطط لها ورتَّبها بعناية. إذا لم يؤدِ الناس واجباتهم بإخلاص، فإنهم يتهربون من مسؤولياتهم والتزاماتهم. عندما سمعتُ في شركة الله على وجه الخصوص أن نشر الإنجيل والشهادة لله هما إرسالية ائتمن الله عليها الجميع وهما مسؤولية الكائنات المخلوقة، أعطاني ذلك إيمانًا عظيمًا وطموحًا كبيرًا للسير في الطريق الذي رسمه الله. أريد أن أتحمل مسؤولية حياتي، وأن أؤدي واجبي على جيدًا، وأن أكمل مهمتي. عندها سأكون قادرًا على تقديم القليل من المواساة لله. بعد الاستماع إلى شركة الله، تأثر قلبي بشكل خاص. شعرت بأنه لم يعد بإمكاني الاستهانة بالإرسالية التي منحني الله إياها). أحسنت القول. الجميع يشعرون بالشعور نفسه، أليس كذلك؟ (بلى). كما ترى، عندما لا يفهم الناس الحق، فإنهم يصبحون مشوشو الذهن ويمكن أن يتجاهلوا حتى أمرًا كبيرًا مثل نشر الإنجيل. ومع ذلك، عندما تُعقد شركة عن الحق بوضوح، يدرك الناس أهمية هذا الأمر، ويعرفون وضعهم ويعرفون قيمة حياتهم. هل هذا يعني أن لديهم اتجاه؟ (نعم). يمكن للحق أن يغيِّر قلوب الناس. هل هناك نظرية أخرى غير الحق يمكن أن تحرِّك قلبك وتغيِّر آراءك؟ لا يوجد، طريق الحق وحده هو الذي يمكنه تغيير آراءك. لماذا يمكن لهذا الطريق أن يغيِّر آراءك؟ لأن هذه الحقائق عملية للغاية بحيث لا يمكن لأحد أن يدحضها. ترتبط هذه الحقائق بحياة الإنسان ومهمة حياة الإنسان. إنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإنسان؛ فهي ليست منقطعة الصلة به. إنها ليست بعض الأشياء التافهة، ولكنها مرتبطة بمهمة حياة الإنسان وقيمة الحياة ومعناها. لذلك، عندما تُقال هذه الكلمات بوضوح، يمكن لهذه الكلمات أن تغيِّر قلوب الناس حتى يتقبلوا هذه الكلمات ويغيروا آراءهم. ينبغي أن يكون لشركة اليوم دورًا معينًا في تغيير مواقف الناس تجاه واجباتهم. إذا كان بإمكان هذه الحقائق أن تغيِّر حياة الناس وطريقة عيشهم والاتجاه الذي يتبعونه في سعيهم، فسيكون ذلك رائعًا. سيعني هذا أنني لم أنطق بهذه الكلمات اليوم عبثًا. الآن وقد أكملت شركتي عن هذه الحقائق، يجب أن تطبقوها، وتختبروها، وتستوعبوها تدريجيًا في حياتكم اليومية. عندما تصبح هذه الحقائق واقعك وحياتك، لن يمحو الله لقبك ككائن مخلوق، وستكون قد اكتسبت شيئًا حقًا. عندما يحين هذا الوقت، عندما يطلب منك الله حقًا أن تبذل حياتك وتستخدم حياتك للشهادة لأعماله والشهادة لإنجيله، ستتحرر من القلق والخوف، وبالتأكيد لن ترفض. سوف تقبل بفرح. بما أنها إرسالية ائتمنك عليها الخالق، فسوف تقبلها من الله. لذا، من أجل انتظار ذلك اليوم والترحيب به، إلى جانب كونك قادرًا على فهم هذه الحقائق، يجب على الناس الآن أن يعملوا بجد لتسليح أنفسهم بكلام الله واكتساب معرفة أكبر وأعمق عن عمل الله وشخصيته. هذا الأكثر أهمية.
25 ديسمبر 2018