لا تُفوَت الفرصة لمعرفة سيادة الخالق
المنعطفات الستة المذكورة أعلاه مراحل حاسمة وضعها الخالق لابدّ لكل شخصٍ طبيعي أن يمرّ بها في حياته. من منظور الإنسان، كل واحدٍ من هذه...
نرحّب بكل الساعين المشتاقين إلى ظهور الله!
عندما يكبر المرء وينضج، يصبح أكثر بعدًا عن والديه والبيئة التي وُلِدَ ونشأ فيها، فيبدأ بدلًا من ذلك في البحث عن اتّجاهٍ في الحياة ومتابعة أهداف حياته بأسلوب مختلف عن أسلوب حياة والديه. خلال هذه الفترة، لا يعود المرء بحاجةٍ إلى والديه، بل إلى شريك حياةٍ يمكن أن يقضي معه حياته: أي، زوجٍ أو زوجة يرتبط به أو بها مصير المرء ارتباطًا وثيقًا. وهكذا فإن أول حدثٍ رئيسيّ في الحياة بعد الاستقلالية هو الزواج، وهو المنعطف الرابع الذي يتعيّن على المرء أن يمرّ به.

الزواج حدثٌ رئيسيّ في حياة أيّ شخصٍ، فهو الوقت الذي يبدأ فيه المرء حقًّا في تولي أنواعٍ مختلفة من المسؤوليّات، وينجز تدريجيًّا مختلف أنواع المهام. تراود الناس الكثير من الأوهام حول الزواج قبل أن يختبروه بأنفسهم، وكل هذه الأوهام جميلة تمامًا. تتخيّل النساء أن النصف الآخر سيكون الأمير الساحر، ويتخيّل الرجال أنهم سوف يتزوّجون ذات الرداء الأبيض. تُوضّح هذه الأوهام أن كل شخصٍ لديه متطلّبات معينة للزواج ومطالبه ومعاييره الخاصة. على الرغم من أن الناس يوجّهون باستمرارٍ في هذا الزمان الشرير رسائل مشوّهة عن الزواج، مما يخلق المزيد من المتطلّبات الإضافيّة ويُقدّم للناس جميع أنواع المواقف البالية الغريبة، فإن أيّ شخصٍ مرّ بفترة الزواج يعرف أنه مهمّا كان المرء يفهمه، ومهما كان موقفه تجاهه، فإن الزواج ليس مسألة اختيارٍ شخصيّة.
يقابل المرء العديد من الأشخاص في حياته، ولكنه لا يعرف من سيصبح شريكًا له في الزواج. على الرغم من أن كل شخصٍ لديه أفكاره ومواقفه الشخصيّة حول موضوع الزواج، فإنه لا يمكن لأحدٍ أن يتنبأ من سيصبح حقًّا في النهاية نصفه الآخر، وتلعب أفكار المرء حول الأمر دورًا ضئيلًا. فبعد أن تقابل شخصًا ينال إعجابك يمكنك أن تتبعه، ولكن لا يمكنك أن تُقرّر ما إذا كان مهتمًّا بك، وما إذا استطاع أن يكون شريك حياتك. إن هدف عاطفتك ليس بالضرورة الشخص الذي سوف تتمكّن من مشاركة حياتك معه، وفي هذه الأثناء، قد يدخل حياتك بهدوءٍ شخصٌ لم تتوقّعه مطلقًا ويصبح شريك حياتك والعنصر الأكثر أهمّيةً في مصيرك ونصفك الآخر الذي يرتبط به مصيرك ارتباطًا وثيقًا. وهكذا، على الرغم من وجود ملايين الزيجات في العالم، فإن كل زيجةٍ تختلف عن الأخرى: فالعديد من الزيجات لا يبعث على الرضى، وعدد كبير جدًا منها سعيد، وكثير منها يمتد شرقًا وغربًا، كثير منها أيضًا يمتد شمالًا وجنوبًا، وفي العديد منها يكون الطرفان مثاليّين، وفي كثير منها يكون الطرفان متساويين في الرتبة الاجتماعية، والعديد منها يتّسم بالسعادة والانسجام، وكثير منها مؤلم ومُحزِن، كما أن العديد منها يبعث على الغيرة من الآخرين، وكثير منها يُساء فهمه ويمثّل مصدر استياءٍ. كثير من الزيجات مفعم بالفرح، بينما تغمر الدموع العديد منها وتبعث اليأس في النفوس...في هذه الزيجات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، يكشف البشر عن ولائهم والتزامهم الدائم تجاه الزواج: يُظهرون الحبّ والارتباط وعدم القدرة على الانفصال أو الاستسلام وعدم الفهم. بينما يخون البعض زواجهم أو حتى يشعرون بالكراهية نحوه. سواء كان الزواج في حدّ ذاته يجلب السعادة أو الألم، فإن مهمّة كل فردٍ في الزواج سبق الخالق فحدّدها ولن تتغيّر. هذه المهمة هي أمر يتعيّن على الجميع إتمامه. ولن يتغير المصير الكامن وراء كل زيجة لكل شخص، فقد سبق الخالق وحدّده قبل زمانٍ طويل.
الزواج منعطفٌ مهمّ في حياة الشخص. إنه نتاج مصير الشخص ورابطٌ مهمٌ في مصيره؛ لا يتأسّس على الاختيار الشخصيّ للفرد أو تفضيلاته، ولا يتأثّر بأيّة عوامل خارجيّة، ولكن يُحدّده بالكامل مصير الطرفين، من خلال ترتيبات الخالق وسبق تعييناته لمصير الزوجين كليهما. يبدو من الظاهر أن الغرض من الزواج هو استمرار الجنس البشريّ، ولكن الزواج في الحقيقة، ليس سوى طقس يمرّ به المرء في سياق عملية إنجاز مهمّته. في الزواج، لا يؤدي الناس دور تربية الجيل التالي فحسب؛ بل يقومون بجميع الأدوار المختلفة المرتبطة بالحفاظ على الزواج، وبالمهام التي تتطلب تلك الأدوار من المرء إنجازها. وبما أن ميلاد الشخص يُؤثّر على التغيرات التي يتعرض لها الناس والأحداث والأشياء تحيط به، فإن زواجه أيضًا سوف يُؤثّر حتمًا في هؤلاء الناس والأحداث والأشياء، وكذلك سيُغيّرها جميعًا بطرقٍ مختلفة.
عندما يستقلّ المرء يبدأ رحلته الخاصة في الحياة، والتي تقوده، خطوة بخطوةٍ، نحو الناس والأحداث والأشياء التي لها ارتباط بزواجه. وفي الوقت نفسه يقترب الشخص الآخر في ذلك الزواج، خطوة بخطوةٍ، نحو هؤلاء الأشخاص والأحداث والأشياء نفسها. في ظلّ سيادة الخالق، يدخل شخصان غير مرتبطين، لكن مصيريهما مترابطان، بالتدريج، في زواج واحد، ويصبحان، بطريقةٍ عجيبة، عائلة: "جرادتان متشبّثان بالحبل نفسه". ولذلك، عندما يبدأ المرء زواجه، سوف تُؤثّر رحلته في الحياة في نصفه الآخر. وبالمثل، فإن رحلة شريك الحياة سوف تُؤثّر في مصير المرء الخاص في الحياة. وهذا يعني أن مصائر البشر مترابطة، ولا يمكن لأحدٍ أن يتم مهمّته في الحياة أو يُؤدّي دوره بشكلٍ مستقلّ تمامًا عن الآخرين. ميلاد المرء يُؤثّر على سلسلةٍ ضخمة من العلاقات؛ كما أن النموّ ينطوي على سلسلةٍ مُعقّدة من العلاقات. وبالمثل، فإن الزيجة تُوجد حتمًا ويتم المحافظة عليها ضمن شبكةٍ واسعة ومُعقّدة من الروابط البشريّة يشترك بها كل عضوٍ في تلك الشبكة وتُؤثّر على مصير كل من يُعتبر جزءًا منها. الزيجة ليست نتاجًا لعائلتي العضوين، أو الظروف التي كبرا فيها، أو هيئتهما، أو سنهما، أو مستوى قدراتهما، أو مواهبهما، أو أيّة عوامل أخرى. ولكنها تنشأ من مهمّةٍ مشتركة ومصير مترابط. هذا هو أصل الزواج، فهو نتاج مصير الإنسان الذي نظمه ورتبّه الخالق.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
المنعطفات الستة المذكورة أعلاه مراحل حاسمة وضعها الخالق لابدّ لكل شخصٍ طبيعي أن يمرّ بها في حياته. من منظور الإنسان، كل واحدٍ من هذه...
بعد الاستماع إلى كل شيءٍ قلته للتوّ، هل تغيّرت فكرتكم عن المصير؟ كيف تفهمون حقيقة سيادة الله على مصير الإنسان؟ وبصراحة، في ظلّ سلطان الله،...
بعد الكثير من الصخب والضجيج، والكثير من الإحباطات وخيبات الأمل، والكثير من الأفراح والأحزان واليُسر والعُسر، والعديد من السنوات التي لا...
مكان ميلاد الشخص والعائلة التي يولد فيها وجنسه ومظهره ووقت ميلاده – هذه هي تفاصيل المنعطف الأول من حياة الشخص. لا أحد يختار تفاصيل معينة في...