البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله (الجزء الثالث)
ملحق: تشريح للثقافة التقليدية الشرقية والغربية
أخبروني ما الحق؟ ألم نعقد شركة عن هذا الموضوع من قبل؟ (بلى، فعلنا). حسنًا إذًا، أخبروني ماذا يكون الحق بكلماتكم الخاصة. (الحق هو المبدأ والمعيار الذي يُقاس به جميع الأشخاص والأحداث والأشياء). جيد. هل من أحد آخر؟ هل من أسلوب آخر لوصفه؟ لا تفكروا في أي من كلمات التعليم ستستخدمون، أو أي سطر من كلام الله ستختارون لإجابتكم، أجيبوا فحسب باستخدام كلمات من اختباركم الفعلي وفهمكم الفعلي. لا بأس إن لم تكن عميقة. يقول بعض الناس، "كلام الله هو الحق". في حين أن هذا صحيح، فإن كنت قادرًا على التحدث بهذه الكلمات فحسب، لكن لا تفهم معناها الفعلي، فما هي إلا تعليم بالنسبة إليك. فلنخطُ الآن خطوة واحدة أبعد – ما الحق؟ ما كلام الله؟ ما جوهر كلام الله؟ هل الحق هو المعيار الذي يحققه الناس من خلال الفكر والمراعاة؟ (لا، ليس كذلك). هل الحق هو حصيلة ما اختبره الناس والمعرفة التي اكتسبوها؟ أم هو نوع من الثقافة الاجتماعية؟ أم هو ثقافة تقليدية أُنتجت في سياق مجتمعي معين؟ (لا، ليس كذلك). إذًا، هل الحق هو المبادئ التي يستخلصها الناس بأنفسهم من أجل تصرُّفهم وأفعالهم؟ (لا، ليس كذلك). إذًا، ماذا يكون بالضبط؟ كيف يمكننا تحديد المبادئ المذكورة هنا، حتى يكون لها معنى محدد ويعرف الناس أنها الحق فور سماعها؟ كيف يمكننا أن نعبّر عن الأمر على نحو يبدو للناس موجزًا ودقيقًا؟ (متطلبات الله من الإنسان كلها حق). متطلبات الله من الإنسان كلها حق، هذا صحيح، لكن كيف يمكنكم قول ذلك على نحو أدق؟ (الحق هو واقع كل الأشياء الإيجابية). كثيرًا ما قيل هذا من قبل. قلنا في كثير من الأحيان أن كلام الله ومتطلباته من الإنسان وواقع كل الأشياء الإيجابية، هي الحق – ماذا تبقى غير ذلك؟ (الحق هو المعيار والمسار الذي ينبغي للناس أن يتعاملوا مع الأمور ويتصرفوا وفقًا له). الحق هو المعيار والمسار الذي ينبغي للناس أن يتعاملوا مع الأمور ويتصرفوا وفقًا له. هذا صحيح أيضًا. الآن، اجمعوا كل هذه الجوانب وعرّفوا الحق في جملة واحدة موجزة. (الله هو الحق). الله هو الحق؛ هذا تعريف بالغ التعميم والشمولية. يجب أن يكون أكثر تحديدًا، حتى يشعر الناس عندما يسمعونه بأنه تعريف دقيق، وليس تعريفًا أجوفًا، بل ملموسًا وعمليًا تمامًا، ويرون أنه يبدو مناسبًا. جربوا تلخيص الأمر مرة أخرى؛ كيف يمكنكم التعبير عنه على نحو أدق؟ (سبق أن قدم الأعلى شركة عن أن الحق هو معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله). أليس هذا موجزًا؟ (بلى، إنه كذلك). الحق هو معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله. لماذا نعرّفه بأنه معيار؟ كيف لنا أن نفهم كلمة "المعيار" بالمعنى الحرفي؟ (على أنه مبدأ دقيق). على أنه مبدأ دقيق أو قاعدة دقيقة؛ يمكن أيضًا أن نسميها لائحة. إذًا، ما الذي يشير إليه "المعيار"؟ (مقياس مرجعي). يشير إلى مقياس مرجعي، ومبدأ دقيق وقاعدة دقيقة. هذا ما نسميه بالمعيار. معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله – إن كانت هذه التعريفات دقيقة، فبمَ يتعلق هذا المعيار؟ إلام يشير هنا؟ كما عُرّف آنفًا: هو معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله. هذا هو الحق. والآن، عندما يقرأ شخص ما هذه الجملة، هل يصح أن يفكر، "ثقافتنا التقليدية هي الحق أيضًا"؟ هل يصح وضع هذا تحت تصنيف الحق؟ (كلا. لا يصح). لا يصح. هل يصح أن يقولوا: "لدينا نتيجة أبحاث أكاديمية وهي الحق"؟ أو "شعبنا لديه ثقافة أو اختبار أو مقياس أخلاقي جيد وهو أيضًا الحق"؟ هل يصح تعريف الحق على هذا النحو؟ (كلا. لا يصح). لماذا لا يصح استخدام هذه الأشياء لتعريف الحق؟ لماذا نقول إن هذه الأمور لا علاقة لها بالحق؟ (ليس لها أي علاقة بعبادة الله). هذا صحيح. قد تتعلق هذه الأمور بتصرُّف الناس، لكنها لا تتعلق بعبادة الله. إلام يشير التصرُّف الذي يتحدثون عنه؟ ما مقاييسهم وقواعدهم؟ السلوك الحسن الذي يأتي من الشيطان. لا تتعلق بعبادة الله، بل بعبادة الشيطان والدفاع عنه. هي مجموعة من الأقوال أو الثقافات حول التصرُّف والتي استُخلصت من التصورات والمفاهيم الإنسانية، ومما يعتقد الناس أنها أخلاق أو سلوكيات صالحة. هي لا تنطوي على الحق أو عبادة الله – ليس لها أي علاقة بعبادة الله.
لخَّص الصينيون ثقافة تقليدية لا تناسب إلا الصينيين، ولا يستطيع الغربيون قبولها. لدى الغربيون أبطالهم القوميون وحسهم القومي بالاستقامة الأدبية، وثقافاتهم القومية، لكن إن أحضروا ثقافاتهم إلى الشرق، فهل سيقبلها الناس هناك؟ (كلا، لن يقبلوها). لن تُقبل كذلك. لذلك، مهما كانت مكانة هذه الثقافات عالية في نظر الناس، أو مهما بدت هذه التقاليد نبيلة في أعينهم، فهل من أي علاقة بينها وبين الحق؟ (كلا، لا علاقة). ما من علاقة. على سبيل المثال، يوجد في الشرق نوع من الثقافة التقليدية تنص على أن البوم ليس من الحيوانات الجالبة للبركة. ماذا يقول الناس؟ "لا تخف من البومة التي تبكي، بل خف من البومة التي تضحك. حين تسمع نداء البوم، فلا بد أن يقع سوء". في الثقافة الشرقية التقليدية، يُعتقد أن البوم نذير شؤم ونحس. إذًا، هل يحب أهل الشرق هذا الحيوان "المنحوس"؟ (كلا، لا يفعلون). إلام يستند هذا الكره؟ يستند إلى الثقافة الشرقية التقليدية، والموروثات عبر الأجيال، والتي يُقال فيها، "سماع صوت البومة ينذر بموت في العائلة". قد يكون هذا قانونًا استخلصه الناس أو تصورًا بشريًا أو مصادفة، من هنا يعتقد الناس في قلوبهم أن البوم سيء. يرون أنه لا ينبغي لأحد أن يعبد البوم أو يعامله على أنه من الحيوانات الجالبة للبركة، وأنهم إن رأوا بومة، فيجب عليهم إبعادها بسرعة وعدم الترحيب بها. أليس هذا نوع من الثقافة؟ (بلى، هو كذلك). بصرف النظر عما إن كان هذا النوع من الثقافة إيجابيًا أم سلبيًا، فهو نوع من الميراث الشعبي. حاليًا، فلنترك الحديث عما إن كان هذا صحيحًا أم خطأً، ولنقل فقط إن هذا النوع من الثقافة يؤيده كل شخص في الشرق تأييدًا كاملًا، لا سيما في الصين. يعتقد كل شخص هناك من قلبه أن البوم من الحيوانات السيئة والمشؤومة، لذلك يسارعون إلى تجنب البوم إن رأوه. أما في الغرب، فيعتقد بعض الناس أن البوم نوع من الحيوانات الجالبة للبركة، ويستخدمون تماثيل البومة ولوحاتها للزينة. تحتوي جميع أنواع الأعمال المطرزة والطواطم أيضًا على تصميمات بها بوم، ويعاملونه على أنه من الحيوانات الجالبة للبركة. ما المقصود بالحيوان الجالب للبركة؟ المقصود أن هذا الحيوان ربما يجلب لك الحظ السعيد، ولن تتعرض لسوء الحظ بعد سماع صوت بومة أو رؤيتها. وهذا نوع من الثقافة التقليدية الشعبية في الغرب. لن نحكم أي هذه الثقافات هو الصحيح وأيها الخطأ؛ لن نحكم على هذا. ولكن، من خلال هذا الأمر نستطيع أن نرى أن الحيوان نفسه الذي خلقه الله يخضع لوجهات نظر ومفاهيم مختلفة في الشرق والغرب، وهي علاوة على ذلك متباينة تمامًا. لا ينظر أهل الشرق إلى البومة على أنها شيء حسن، وسواء ضحكت البومة أم بكت، فهم لا يعدون الأمر خيرًا لهم، في حين يظن أهل الغرب أنها جالبة للبركة بصرف النظر عما إن كانت تبكي أو تضحك، وأن رؤيتها فحسب قد تجلب لهم الحظ السعيد، لذلك يعاملون البومة على أنها حيوانات جالبة للحظ. تأتي وجهتا النظر هاتان وطريقتا التعامل مع البوم من الثقافة التقليدية: ثقافة تؤمن بأن البوم منحوس، وأخرى تراه يجلب البركة. بنظرنا إلى الأمر الآن، أيهما يتفق مع الحق، وأيهما لا يتفق؟ (لا يتفق أي منهما مع الحق). إلام تستندون في هذا التأكيد؟ (لا تأتي أي من وجهتي النظر من الله). هذا صحيح. عندما يقول الناس إن البوم ليس من الحيوانات الجالبة للبركة، فإلام يستندون في ذلك؟ إلى الثقافة الشرقية التقليدية؛ ما يعتقدون أنه جالب للبركة أو مشؤوم أو جالب للكوارث أو سوء الحظ أو الحظ السعيد، يُقاس وفقًا للثقافة التقليدية. إنها طريقة للنظر إلى الأشياء مستمدة من التصورات والمفاهيم التي ينشأ منها هذا النوع من الثقافة. يظن الغربيون أن هذا النوع من الحيوانات يمكن أن يجلب الحظ السعيد للناس، وبالطبع هذا أفضل قليلًا وأكثر تقدمًا من التعامل مع البوم على أنه منحوس واعتباره كذلك. هذا يجعل الناس يشعرون بأنه حيوان جيد للغاية، وعلى الأقل سيشعرون بالهدوء والاتزان بعد رؤية بومة، ما يُعد أفضل من الشعور بالنحس. ولكن ماذا يمكنك أن تكسب من فهم الأمر بهذه الطريقة؟ هل يمكن للبوم أن يجلب لك الحظ السعيد حقًا؟ (كلا، لا يستطع ذلك). إن كنت قد وُلدت في الصين، فهل يمكن للبوم أن يحدد حظك حقًا؟ كلا أيضًا. إذًا، ماذا ترى من هذا؟ بصرف النظر عما إن كنت تعتقد أن هذا الحيوان يمكن أن يجلب لك الحظ السيء أو الحظ السعيد، فما هو إلا اعتقاد ومفهوم إنساني، وليس حقيقة. ماذا يثبت هذا؟ (أن الثقافة التقليدية ليست الحق). صحيح؛ لا توجد ثقافة هي الحق. فكيف ينبغي أن تتعامل مع البوم بما يتوافق مع الحق؟ هذا يتطرق إلى معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله. ما المعيار هنا؟ أقصد، نوع المنظور الذي ينبغي لك أن تنظر من خلاله إلى هذا المخلوق، وكيف ينبغي لك أن تتعامل معه عندما يظهر أمامك، بصرف النظر عما إن كان يبكي أو يضحك — فلهذه الأشياء معيار. ما المعيار؟ (الحق). المعيار هو الحق. عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع البومة، إلام يجب أن تستند؟ (إلى كلام الله). وماذا يقول كلام الله عن التعامل مع هذا النوع من المخلوقات؟ كلامه لا يقول على نحو محدد، "يجب أن تعامل البوم معاملة صحيحة، وليس لك أن تكون متحيزًا في هذا الأمر. ليس لك أن تقول إن البوم منحوس، ولا إنه يجلب لك الحظ السعيد. يجب عليك أن تعامل البوم بموضوعية وإنصاف". الله لم يقل هذا. إذًا، ما الأساس الذي يجب أن تستند إليه وجهات نظرك حول البوم حتى تتفق مع المعيار، مع الحق؟ (حقيقة أن الله خلق كل شيء). يجب أن يكون الأساس هو حقيقة أن الله خلق كل شيء، هذا هو الحق. لكل الأشياء في يدي الله وظيفتها وإرساليتها وقيمتها في الوجود. ماذا أيضًا؟ (كل الأشياء حسنة من منظور الله). صحيح، كل الأشياء التي خلقها الله حسنة، ولها قيمة في الوجود، ويلزم وجودها. ما دام أن الشيء أتى من الله ومن صنعه، فلن يكون غير ضروري أبدًا. ما معنى "لن يكون غير ضروري أبدًا"؟ يعني أنه لن يجلب سوء الحظ للناس عشوائيًا. هل يمكن لبومة ضئيلة الحجم أن تجلب لك عشوائيًا الحظ السيئ حقًا؟ ألن يجعل ذلك البومة بالغة القدرة؟ أيهما أعلى: الإنسان أم البومة؟ البشر هم المسؤولون عن كل شيء، والأكثر دقة هو قول إنهم يتحكمون في مصائر البوم، ويمكنهم القضاء على جميع البوم بسهولة. يستحيل أن يغيِّر البوم مصير الإنسان. إذًا، ما طريقة التعامل مع هذا المخلوق التي تتفق مع الحق؟ التعامل معه وفقًا لكلام الله. خلق الله كل الأشياء وكل المخلوقات المختلفة والبشر أيضًا. البوم من المخلوقات، لذا يجب أن ننظر إليه من المنظور الذي نتعامل به مع كل المخلوقات. أولًا، ليس لنا أن ندمر قوانين بقائه بشكل عفوي. فمثلًا، من عادة البوم وسماته أن ينام في أثناء النهار، وأن يصطاد وينشط في الليل. إن صادفت بومة مصابة، وعطفت عليها وآويتها، فكيف ينبغي لك التعامل معها؟ (وفقًا لعاداتها). صحيح، يجب أن تحترم القوانين التي تعيش وفقًا لها. لا تفكر في جعلها تنام في الليل وإطعامها حبوبًا منومة إن لم تنم. هذا خطأ. وإذا كانت صاخبة دائمًا في الليل، وهذا يعكر صفو راحتك، فيمكنك نقلها إلى مكان لا تزعجك فيه، ولكن لا يمكنك أن تعطل القوانين التي تعيش وفقًا لها، أو تنتهك أسلوب بقائها على قيد الحياة. أليست هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها؟ (بلى، هي كذلك). ينبغي أن يكون هذا منظورك تجاه كل الأشياء التي خلقها الله. أولًا، يجب أن تمتلك منظورًا صحيحًا. هذه هي الخطوة الأولى التي ينبغي لك اتخاذها عند فعل أي شيء. ثانيًا، يجب عليك استخدام هذا المنظور الصحيح عند فعل الأشياء أو تسيير الأمور، فيكون ما تفعله متفقًا مع الحق. هذه هي المعايير. والمعايير، بصريح العبارة، هي قواعد ونواميس مُحكمة. فمثلًا، عندما ترى القطة فأرًا، فإنها تريد الإمساك به. لنفترض أنك ترى أن الفئران هي أيضًا من مخلوقات الله، وتريد أن تقيّد القطة وتمنعها من إمساك الفأر، فهل هذا خطأ؟ (نعم، هو كذلك). ما رأيك في هذا النهج؟ (ينتهك النواميس). يتعارض مع نواميس الطبيعة. عندما يرى بعض الناس سمكة في الماء، فإنهم يفكِّرون: "يقول الجميع إن السمكة لا تستطيع العيش من دون الماء. ولكنني سأبذل قصارى جهدي لإخراجها من الماء وجعلها تعيش على البر". يؤدي هذا إلى موت السمكة بعد فترة قصيرة. ما وصف هذا؟ (سخيف). هذا سخيف. من خلال المناقشة بشأن البوم، هل تمكنتم، إلى حد ما، من فهم ماهية المعايير، وما تستند إليه؟ (تستند إلى كلام الله). صحيح، تستند إلى كلام الله. إذًا، كيف ينبغي لكم أن تتعاملوا مع البوم في المستقبل؟ إن كانت بومة تصرخ في إحدى الليالي إلى جانب نافذتك، فكيف ينبغي لك التعامل معها؟ على الأقل، نعلم أن لها الحق في الصراخ، وينبغي أن نمنحها هذا الحق. إن كانت صاخبة جدًا، فيمكنك إبعادها، لكن لا داعي للقلق بشأن ما إذا كنت ستواجه سوء حظ في اليوم التالي. لا ضرورة إلى التفكير في هذا، فمصير الإنسان وحياته وموته كلها أمور في يد الله وتحت سيادته. الناس لا يفهمون الحق، لذلك يتحيزون بسهولة تجاه الأشياء، بل ويمكن أن تتكون لديهم تصورات ومفاهيم، أو يصبحون مؤمنين بالخرافات نوعًا ما. وهذا يؤدي إلى أن يكون لدى الناس آراء غير صحيحة بشأن كثير من الأشياء، وأن يفشلوا في التصرف وفقًا لمبادئ الحق أو تلبية معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله في كل شيء. ما السبب في هذا؟ (عدم فهم الحق). هذا يحدث بسبب عدم فهم الحق.
عندما يتعامل بعض أهل الشرق مع الغربيين، فإنهم يرون سماتهم المميِّزة - جسور أنوفهم البارزة وعيونهم الكبيرة وألوان شعورهم المتنوعة ومدى أناقتهم جميعًا - وينشأ لديهم دون وعي شعور بالحسد أو بالإعجاب تجاههم. ثم، ومن خلال الاحتكاك المستمر، فإنهم يتقبلون الثقافة الغربية باستمرار. لماذا هم قادرون على تقبّلها؟ بسبب الحسد الذي في قلوبهم، ورغبتهم في أن يصبحوا مثلهم. يظنون أن المظاهر قدَر من الله ولا يمكن تغييرها، لكنهم سيصبحون موقَّرين إن استطاعوا مطابقة طرق الحياة الغربية، مثل طريقة تناولهم للطعام وملابسهم والطريقة التي يستخدمون بها الأشياء، وكذلك طريقة كلامهم وطريقة تفكيرهم وثقافتهم. ما رأيكم في نوع هذه الفكرة؟ هل لدى الجميع هذه الفكرة؟ (نعم، لديهم). بعض أهل الشرق يحبون تقليد الغربيين، وأول ما يقلدونه هو شرب القهوة. يرون أن شرب الشرقيين للشاي أمر غير متطور، لذلك يتعلمون شرب القهوة من الغربيين. على وجه الخصوص، يرى بعض الشرقيين الكثير من الغربيين يسرعون إلى العمل كل صباح، ممسكين بأكواب القهوة، وبمرور الوقت يتعلمون فعل ذلك أيضًا، وأحيانًا عندما لا يكونون في الواقع مشغولين فعلًا. يُسمى هذا بالتقليد. ليس لدى الشرقيون هذه العادة في الواقع، ولكنهم يرون أن عادات الغربيين جيدة ونبيلة وأنيقة. يعتقدون أنه إن لم تكن لديهم هذه العادة، فيجب عليهم تعلمها وتقليدها، وإن تعلموها فعلًا وعاشوا وفقًا لهذه العادة، يحسبون أنهم سينضمون بالتأكيد إلى صفوف الغربيين ويصبحون منهم. هذا نوع من عبادة الغربيين. إن كنت حقًا تحب شيئًا ما، فادرسه بكل تأكيد، ولكن إن كنت تتعلم نوع هذه العادة كواجهة فحسب لتتفاخر بها أمام الآخرين، فهذا تقليد. إن كان شخص ما لا يفهم الحق، فلا يكون له معيار في أي شيء يفعله، وسيكون مثل ذبابة بلا رأس، بلا هدف ولا اتجاه. عندما يرون الغربيين، فإنهم يدرسون كيف يتصرف الغربيون؛ وعندما يرون ما الذائع في العالم، فإنهم يدرسونه. هذا هو حال غير المؤمنين، وإن كان المؤمن بالله يفعل الشيء نفسه، فأي نوع من الأشخاص هو؟ (عديم الإيمان). هذا صحيح. هل لديهم أي مقاييس أو مبادئ عند فعلهم للأشياء؟ (كلا، ليس لديهم). ليس لديهم مبادئ. لماذا؟ لأنهم يعشقون الأمور الدنيوية الرائجة والشر؛ فهم لا يعظّمون الله، ولا يحبون الحق في قلوبهم، ولا يقبلون الحق ولا يطلبونه. أمثال هؤلاء كلهم عديمو الإيمان. فلدى هذا النوع من الأشخاص هذه الجواهر، وحتى لو كان في الكنيسة يقرأ كلام الله ويستمع إلى العظات، فلا يزال غير قادر أبدًا على العثور على معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله. وهذا يعني ضمنيًا أنه لن يتمكن أبدًا من اكتساب الحق. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى، هو كذلك). تقليد الآخرين في شرب القهوة يمكن أن يكشف عن تفضيلات الشخص، والمسار الذي يسلكه، ومبادئ أفعاله. أخبروني، هل شرب الشاي هو الحق؟ أم شرب القهوة هو الحق؟ (لا علاقة لأي منهما بالحق). أحسنتم القول. ما الحق إذًا؟ يقول بعض الناس: "كل ما يأتي من الله هو الحق. كلام الله الذي يقول إنه من المفيد أن تأكل الأطعمة الموسمية هو الحق". هذا صحيح. الحق هو معيار تصرُّف الإنسان وأفعاله وعبادته لله. إذًا، ماذا يشمل معيار التصرُّف؟ هو يتطرق إلى كل جانب من جوانب الحق المتعلقة بالتصرُّف. ماذا عن معيار الأفعال؟ هو الطريقة والوسيلة التي تتعامل بها مع الأشياء. وبالتأكيد، كلنا نعلم معيار عبادة الله. نطاق هذا المعيار يشير إلى هذه الأشياء، وكلها تشمل الحق. لنفترض أن أحدهم يقول: "لماذا لا تحب الشاي؟"، فتقول: "هل عدم حبي للشاي لا يتوافق مع الحق؟" ويقول شخص آخر: "أنت في الغرب، فلماذا لم تتعلم شرب القهوة؟ فمن عدم الذوق ألّا تشرب القهوة!" وتقول: "هل تحاول أن تدينني؟ هل عدم شرب القهوة خطيئة؟ هل "الذوق" هو الحق؟ كم تبلغ قيمة الذوق؟" ليس له قيمة على الإطلاق، صحيح؟ عدم فهم الحق هو ما لا قيمة له فعلًا! ماذا ينبغي للناس أن يفهموا من هذا المثال؟ عليهم أن يفهموا وجهات النظر التي ينبغي لهم أن تكون لديهم تجاه هؤلاء الأشخاص والأحداث والأشياء، ويفهموا كيف يتعاملون معها كما يطلب الله، وذلك من أجل أن تُلبَّى مقاييس الله المطلوبة. ماذا ينبغي للناس أن يفهموا ويطلبوا من كل هذا؟ المعيار الذي ينبغي لهم اتباعه للتعامل مع أنواع الأشياء كافة.
هل تظنون أن الثقافة التقليدية أو الشعور القومي يستحقان مصطلح "المعيار"؟ (كلا). على سبيل المثال، "أن تكون إنسانًا يعني أنك يجب أن تحب وطنك" - هل هذا معيار؟ (كلا، ليس معيارًا). "أن تكون إنسانًا يعني أنه يجب عليك أن تكون بارًا بوالديك" - هل هذا معيار؟ (كلا، ليس معيارًا). ويقول البعض أيضًا: "يجب على النساء أن يكنّ عفيفات"، أو "يجب على النساء أن يتبعن القيم الكونفشيوسية"، ولكن هل هذه معايير؟ (كلا، ليست معايير). "لا يجوز للرجل أن يتزوج إلا زوجة واحدة، ويجب أن يكون مخلصًا" - هل هذا معيار؟ هل يرقى أن يكون الحق؟ (كلا، لا يرقى). هو سلوك صحيح وأخلاقي، وهو أكثر الأمور أصالة وأساسية في الإنسانية، لكنه لا يرقى إلى الحق. هو يتفق مع المقاييس الأخلاقية والسلوكية للإنسانية الطبيعية، لكن هل يمكن اعتباره المعيار؟ ما الذي يشير إليه المعيار؟ (الحق). يشير المعيار إلى الحق، وكل ما لا يرقى إلى الحق ليس المعيار. هل ترون؟ هل المتطلبات من الرجال والنساء في الثقافة التقليدية التي ذكرتها للتو هي متطلبات الله؟ (كلا، ليست كذلك). حسنًا، ماذا يطلب الله من الرجال؟ ماذا يقول الكتاب المقدس؟ (أن يعملوا ويجتهدوا من أجل إعالة أُسرهم). هذا هو مطلب الله من الرجال، وهو أكثر الأمور أصالة والتي ينبغي للرجل أن يكون قادرًا على فعلها. وما حكم الله للنساء؟ (أن يكون اشتياقهن إلى أزواجهن). ولما كان هذا كلام الله، فإنه هو الحق، وهو ما ينبغي للناس أن يلتزموا به. أيًا ما يأتي من الثقافة التقليدية للإنسان أو الكتب الأخلاقية، مهما كان صحيحًا، ليس الحق. لماذا أقول إنه ليس الحق؟ (لأن الله لم يقله). ما لا يقوله الله ليس الحق بالتأكيد، وكذلك ما لا علاقة له بمتطلبات كلام الله. ما المعايير التي يعرّف بها الشرقيون النساء؟ يعتقدون أن النساء الصالحات يجب أولًا أن يكنّ لطيفات وعفيفات، ومثقفات ونقيات، وظريفات وصغيرات الحجم، وأنه بعد الزواج يجب عليهن رعاية الجميع في الأسرة، صغارًا وكبارًا، دون شكوى. فما هنّ إلا ممسحات أرجل. هذه صورة النساء التي صنعها الشرقيون، وهذه هي المقاييس المطلوبة بالنسبة إلى النساء. لننظر الآن إلى المقاييس التي يطلبها الغربيون بالنسبة إلى النساء، أي ما يعلّمونه ويناصرونه من خلال أفكارهم وآرائهم. يعتقد الغربيون أنه ينبغي للنساء أن يكنّ مستقلات وحرات وأندادًا - هذه هي في الأساس حقوق النساء التي يناصرها الغرب. هذه الحقوق لها تعريف أساسي للنساء ومتطلبات منهن، أي أنها تقدّم مفهومًا أساسيًا لأسلوب حياة النساء ومظهرهن. ما هذا المفهوم؟ أن النساء لا ينبغي لهن أن يكنّ خاضعات ومثيرات للشفقة، ويتمتعن بحسن السلوك طوال اليوم، مثل ممسحات الأرجل. يعتقدون أن هذا أمر سيئ، وأن النساء يجب أن يكنّ قويات وجريئات. هذه هي المقاييس المطلوبة بشأن النساء في قلوب الغربيين. إنهم يعتقدون أن النساء لا يحتجن إلى أن يكنّ مثل الدمى اللاتي يخضعن بخنوع للمِحَن يوميًا، وينتظرن من الآخرين أن يوبخوهن أو يأمروهن. يرون أنه لا داعي لذلك. يناصر الغربيون أن تكون النساء استباقيات ومستقلات وشجاعات في أفعالهن. وبالتأكيد، ما نفهمه قد لا يكون متناسبًا تمامًا مع تفكيرهم، ولكن هذا في الأساس هو الفرق الأساسي بين النساء الشرقيات والغربيات. أي من هاتين النظرتين صحيحة؟ (كلتاهما خطأ). في الواقع، لا يتعلق هذا الأمر بالصواب والخطأ. في ظل خلفية اجتماعية شرقية، وداخل مثل هذا المجتمع، عليكِ أن تعيشي هكذا. هل تستطيعين أن تتمردي إن أردتِ؟ داخل العائلة، أنتِ تخاطرين بالتعرض للموت إن تمردتِ. في الغرب، يمكنكِ أن تعيشي كما تعيش المرأة الغربية، ولكن بغض النظر عن كيفية عيشكِ، وعن أي خلفية اجتماعية أو مجتمع تعيشين في ظله، فما هي وجهة النظر التي تتفق مع الحق؟ (لا تتفق أي منهما مع الحق). لا تتفق وجهتي النظر مع الحق، بل كلتاهما يخالفانه. لماذا أقول هذا؟ يريد الشرقيون أن تحسن النساء السلوك دائمًا، وأن يُجسدن القيم الكونفشيوسية، وأن يكنّ عفيفات ولطيفات - وذلك لأي غرض؟ ليسهل السيطرة عليهن. هذه أيديولوجية خبيثة نشأت من الثقافة الشرقية التقليدية، وهي في الواقع ضارة بالناس، فتدفع النساء في النهاية إلى أن يعشن حياة من دون اتجاه أو أفكار خاصة بهن. لا تعرف هؤلاء النساء ما ينبغي لهن فعله، أو كيف يقمن به، أو أي الأفعال صحيح وأيها خطأ. هن حتى يقدّمن حياتهن إلى عائلاتهن، ولكنهن يظللن يشعرن أنهن لم يفعلن ما يكفي. هل هذا نوع من الأذى للنساء؟ (نعم، هو كذلك). هن حتى لا يقاومن عندما تُسلب منهن حقوقهن، الحقوق التي ينبغي لهن أن يتمتعن بها. لماذا لا يقاومن؟ يقلن: "المقاومة خطأ، فهي ليست من الفضائل. انظروا إلى فلانة وفلانة، إنهن يفعلن ما هو أفضل مني بكثير وعانين أكثر بكثير، ومع ذلك لا يشكون أبدًا". لماذا قد يفكرن بهذه الطريقة؟ (هن متأثرات بالتفكير الثقافي التقليدي). السبب هو هذه الثقافة التقليدية التي ترسخت في أعماقهن، وسببت لهن معاناة كبيرة. كيف يستطعن تحمل هذا النوع من العذاب؟ يعلمن جيدًا أن هذا النوع من العذاب مؤلم، ويشعرهن بالعجز ويؤلم قلوبهن، فكيف لا يزلن يستطعن تحمله؟ ما السبب الموضوعي؟ السبب هو خلفيتهن الاجتماعية، فلا يستطعن التحرر منها، إنما يستسلمن لها بخنوع فحسب. هذا هو شعورهن الشخصي أيضًا. إنهن لا يفهمن الحق، أو كيف ينبغي للنساء أن يعشن بكرامة، أو طريقة العيش الصحيحة للنساء. لم يخبرهن أحد بهذه الأشياء. وعلى حد علمهن، ما معيار تصرّف النساء وسلوكهن؟ الثقافة التقليدية. إنهن يرين أن ما توارثته الأجيال هو الصحيح، وإن خالفه أحد، فينبغي إدانة ضميره. هذا "معيارهن". ولكن هل هذا المعيار صحيح فعلا؟ هل ينبغي وضع الكلمة بين علامتي الاقتباس؟ (نعم، ينبغي ذلك). هذا المعيار لا يتفق مع الحق. بغض النظر عن درجة قبول أو تفضيل سلوك شخص ما تحت سيطرة هذا النوع من التفكير ووجهة النظر، هل هو في الواقع معيار؟ ليس معيارًا، لأنه يتعارض مع الحق والإنسانية. لفترة طويلة، كان على النساء في الشرق أن يعتنين بأسرهن بأكملها، وكن مسؤولات عن جميع الأمور الصغيرة التافهة. هل هذا عادل؟ (كلا، ليس عادلًا). فكيف يستطعن تحمل ذلك؟ لأنهن مكبلات بهذا النوع من التفكير ووجهة النظر. قدرتهن على تحمل ذلك تشير إلى أنهن في أعماقهن متأكدات بنسبة 80% أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، وأنهن إن صبرن فحسب، فسيكن قادرات على تلبية مقاييس الثقافة التقليدية. لذا، فإنهن يركضن في هذا الاتجاه، نحو تلك المقاييس. إن كنّ في أعماقهن يرين أن هذا خطأ وأنه لا ينبغي لهن أن يفعلنه، وأنه لا يتفق مع الإنسانية، وأنه يتعارض مع الإنسانية والحق، فهل لا يزال بإمكانهن فعله؟ (كلا، ليس بإمكانهن). سيتعين عليهن أن يفكرن في طريقة للابتعاد عن هؤلاء الناس، وألا يكنّ عبيدًا لهم. لكن معظم النساء لا يجرؤن على فعل هذا - ماذا يرين؟ أنهن يستطعن النجاة من دون مجتمعهن المحلي، ولكنهن سيحملن وصمة عار فظيعة إن غادرن، وسيعانين من عواقب معينة. وبعد أن يمعنّ التفكير في الأمر، يرين أنه لو فعلن ذلك، لتحدثت زميلاتهن عن مدى انعدام عفافهن، وسيدينهن المجتمع بطرق معينة، ويحمل بشأنهن آراء معينة، وكل هذا يجلب عواقب وخيمة. في النهاية، يقلّبن الأمر في عقولهن ويفكرن: "من الأفضل أن نتحمل. وإلا فإن ثقل الإدانة سيسحقني!" هكذا هن النساء الشرقيات، عبر الأجيال. ماذا يتحملن جراء كل هذه الأعمال الصالحة؟ حرمانهن من كرامتهن وحقوقهن الإنسانية. هل هذه الأفكار والآراء تتفق مع الحق؟ (كلا، لا تتفق). هي لا تتفق مع الحق. لقد حُرمن من كرامتهن ومن حقوقهن الإنسانية، وفقدن نزاهتهن، ومساحات معيشتهن ومساحات تفكيرهن المستقلة، وحقوقهن في التحدث والتعبير عن رغباتهن الخاصة - كل ما يفعلنه هو من أجل أولئك الأشخاص في البيت. ما غرضهن من فعل هذا؟ هو تلبية المقاييس التي تطلبها الثقافة التقليدية من النساء، وحمل الآخرين على الثناء عليهن ووصفهن بأنهن زوجات صالحات ومن الناس الصالحين. أليس هذا نوعًا من التعذيب؟ (بلى، هو كذلك). هل هذه الطريقة في التفكير سليمة أم محرَّفة؟ (طريقة محرَّفة). هل تتفق مع الحق؟ (كلا، لا تتفق مع الحق). خلق الله الإرادة الحرة للبشر، فما هي الأفكار التي تنبع من هذه الإرادة الحرة؟ هل تتفق مع الإنسانية؟ ينبغي أن تكون هذه الأفكار متفقة مع الإنسانية على أقل تقدير. بخلاف ذلك، قصد الله أيضًا أن يكون لدى الناس وجهات نظر وفهم دقيق لكل الأشخاص والأحداث والأشياء في مسار حياتهم، ثم أن يختاروا الطريق الصحيح للعيش وعبادة الله. الحياة التي تُعاش هكذا هي هبة من الله ويجب الاستمتاع بها. لكن الناس مقيدون ومكبلون ومشوهون طيلة حياتهم بواسطة هذه الثقافات التقليدية والكتب الأخلاقية، وفي النهاية ماذا يصبحون؟ يصبحون دمى للثقافة التقليدية. أليس هذا بسبب عدم فهم الناس للحق؟ (بلى). هل ستختارون أن تسلكوا هذا المسار في المستقبل؟ (لا، لن أفعل). إذًا، ماذا ينبغي لك أن تفعل؟ افترض أنك تقول: "سأحاربهم"، أو "سأتوقف عن خدمتهم. لي حقوق إنسانية، ولدي نزاهتي". هل هذا لائق؟ (كلا). هذا غير لائق. هذا انتقال من تطرف إلى آخر، وليس تقديم الشهادة لله أو تمجيده. إذًا، كيف ينبغي لكم أن تتصرفوا؟ (وفقًا للمبادئ). بالطبع من الصواب التصرف وفقًا للمبادئ، ويجب أن تعاملوا الجميع وفقًا للمبادئ، وأن تعاملوهم معاملة الإخوة والأخوات إن كانوا يؤمنون بالله، ومعاملتهم كغير المؤمنين إن كانوا لا يؤمنون. لا داعي لأن تظلم نفسك، أو تشوه نزاهتك، أو تتنازل عن كرامتك وحقوقك بأن تضحي بحياتك من أجلهم. لا يستحقون ذلك. لا يوجد سواه في هذا العالم يستحق أن تقضي حياتك من أجله. من هو؟ (الله). لماذا؟ لأن الله هو الحق، وكلامه هو معيار وجود الإنسان وتصرّفه وأفعاله. ما دام لديكم الله، وكلام الله، فلن تحيدوا، وستكونون دقيقين في تصرفاتكم وسلوككم. هذا هو التأثير النهائي الذي يحققه كلام الله في شخص ما فور أن يُخلَّص.
"ما الحق؟" هو موضوع واسع جدًا. لقد ضربنا بعض الأمثلة فحسب، أحدها كان كيفية التعامل مع البوم. ما الأمثلة الأخرى التي ضربناها؟ (شرقيون يقلدون الغربيين في شرب القهوة). (المقاييس التي يطلبها الشرقيون والغربيون من النساء). هذه هي الأمثلة الأكثر وضوحًا. إذًا، بين وجهتي نظر أهل الشرق والغرب في مختلف الأمور، أيهما المعيار؟ (كلتاهما ليستا المعيار). لا تحوي أي منهما الحق، فكلتاهما وجهتا نظر ورأيان بشريان. وعلى نحو أدق، فإن كلتاهما آراء خطأ ومغالطات. هما ليستا معيارين، بل هما استراتيجيات الشيطان ونظرياته وفلسفاته التي تؤذي الناس. هل زاد فهمكم قليلًا لهذا الأمر بعد أن عقدت شركة عنه بهذه الطريقة؟ (نعم، زاد فهمنا). لو لم أتحدث عن هذا، لربما فكرتم يومًا ما في تقليد الغربيين بشرب القهوة وتناول الهامبرغر، لمحاكاتهم. هل يتوافق ذلك مع المبادئ؟ حتى لو كنت تأكل الطعام الغربي كل يوم، فسيكون كل هذا بلا فائدة إن لم تسع إلى الحق، ولن تملك معيار التصرّف. المفتاح هو ما إن كنت تستطيع أن تطلب الحق وتتصرف وفقًا للمبادئ - في هذا فائدة لك. من خلال تقديمي للشركة بهذه الطريقة، هل لديكم بعض الفهم للحق والمعايير؟ (نعم، لدينا). هل يوجد حق في ثقافة الناس التقليدية أو معاييرهم الأخلاقية؟ (كلا، لا يوجد). هل يوجد حق في الكتب الأخلاقية؟ (كلا، يوجد). هل تستطيعون الآن أن تتيقنوا من أن كلام الله هو الحق؟ (نعم، نستطيع). بعد التيقن من أن كلام الله هو الحق، عليكم أن تفكروا في: ما كلام الله؟ ما المبادئ المطلوبة في كلامه؟ ما المعايير التي أخبرَها للإنسان؟ كيف ينبغي لهم أن يتصرفوا بالضبط حتى يكونوا متوافقين مع كلام الله، وما المبادئ الصحيحة لفعل ذلك؟ هذا ما يجب أن تطلبوه، لكن حاليًا، هذا ختام هذا الموضوع.
ملحق:
يوم في حياة شياوجيا
دعونا ننتقل إلى الموضوع التالي. ماذا ينبغي أن يكون؟ ربما ينبغي لي أن أروي قصة. القصص أيضًا تتطرق إلى الحق، ومعايير سلوك الإنسان، وتصرفاته، وعبادته لله. استمع إلى علاقة هذه القصة بالحق، ومعايير السلوك البشري. إنها تتحدث عن يوم في حياة شياوجيا. بطلنا هو شياوجيا، وعلى مدى كم من الوقت تقريبًا تدور أحداث القصة؟ (يوم واحد). يوم واحد. قد يقول بعض الناس: "هل تستحق أحداث يوم واحد أن تُروى؟" حسنًا، ذلك يعتمد على ما تقوله. إذا كان الأمر كله مجرد ثرثرة وصواب وخطأ، فلا يستحق أن نحكيه. ولكن إذا تطرق الأمر إلى الحق فلا مانع من أن يكون يومًا واحدًا، فحتى أحداث دقيقة واحدة تستحق أن تُروى، أليس كذلك؟ (هذا صحيح).
شياوجيا هو شخص شغوف بالسعي ومتحمس للقيام بواجبه، وتبدأ قصته في وقت مبكر من صباح أحد الأيام بعد أن استيقظ لِتوِّه. بعد استيقاظه، وقراءته لكلام الله، وممارسة عباداته، توجه شياوجيا لتناول الإفطار وأخذ وعاءً من العصيدة وبعض الخضروات. ثم رأى بعض البيض، وفكر: "ينبغي أن آخذ اثنتين. بيضتان في اليوم تكفيان للتغذية". ولكن ما إن مدّ يده حتى تردد: "آخذ اثنتين أم واحدة؟ سيكون الأمر سيئًا إذا رآني الآخرون آخذ اثنتين. إنه طمع شديد، وسيعتقد الآخرون أنني شره. من الأفضل أن آخذ واحدة فقط". سحب يده قبل أن يمدها مرة أخرى ويلتقط بيضة. في تلك اللحظة، جاء شخص آخر لأخذ بيضة، وخفق قلب شياوجيا بشدة عندما فعل ذلك. وفكر: "في الواقع، من الأفضل عدم تناول البيض. لديّ عصيدة وخضراوات، وكذلك بعض الكعك المطهو على البخار، وهذا يكفي للإفطار. لا ينبغي لي أن أكون طماعًا جدًا. ولماذا حتى الرغبة في تناول البيض؟ كم سيكون فظيعًا لو رأى الآخرون ذلك. ألن يكون ذلك انغماسًا في النعيم؟ لن أتناول أيًا منها". هكذا فكّر شياوجيا في الأمر، وأعاد البيضة إلى مكانها، وبعد الانتهاء من تناول الإفطار بعد بضع دقائق، بدأ في القيام بواجبه. انشغل بالمهام التي بين يديه، حيث كان ينهي شيئًا تلو الآخر. يمر الوقت بسرعة، وفي غمضة عين يحين وقت الغداء. ذهب الجميع لتناول الطعام، لكن شياوجيا نظر إلى ساعته ورأى أن الساعة كانت 12:40 ظهرًا. قال لنفسه: "انتظر دقيقة. لا ينبغي أن أكون في عجلة من أمري للذهاب لتناول الطعام في الوقت الذي يأكل فيه الجميع. إذا اندفعتُ مع الجميع، ألن أكون مثلهم تمامًا، وأبدو شرهًا؟ سأنتظر قليلاً. مضى فيما كان يفعله، لكن معدته خذلته وبدأت تقرقر. أمسك ببطنه ونظر شارد الذهن إلى الكمبيوتر وهو يفكر: "إنني أتضور جوعًا! ماذا لدينا على الغداء اليوم؟ هل يمكن أن يكون هناك بعض اللحوم؟ سيكون من الرائع لو استطعت الحصول على القليل من اللحم!" ظلّت معدته تقرقر بينما كان يفكّر، ولم يتمكن من الانتظار حتى عودة الجميع من الغداء إلا بصعوبة بالغة. قال أحد الأشخاص: "كيف لم تتناول الغداء؟ أسرع واذهب، فالطعام سيبرد". قال شياوجيا: "لا داعي للقلق. لم أنته مما أقوم به. سوف أذهب عندما أنتهي من عملي". "أليس من الأفضل أن تستمر في العمل بعد أن تتناول الطعام؟" قال الآخر: "لا بأس. سوف أنتهي قريبًا". لذا، تحمّل شياوجيا جوعه واستمر في عمله. في الواقع، كان جائعًا جدًا الآن، ولم يكن في مزاج يسمح له بمواصلة العمل، لكنه مع ذلك تحمّل جوعه وواصل تظاهره. وبعد فترة من الوقت، نظر إلى ساعته مرة أخرى، ورأى أنها كانت الواحدة والنصف ظهرًا، وفكّر: "هذا يكفي. ربما ينبغي لي أن أذهب لتناول الغداء الآن". وبينما كان يهم بالنهوض والذهاب لتناول الطعام، أحضرت له إحدى الأخوات صينية طعام وقالت له: "الوقت متأخر جدًا! كيف لم تذهب لتناول الغداء؟ لا يهم مدى انشغالك، فلا يزال عليك أن تأكل، وسوف تعاني من مشاكل في المعدة إذا لم تأكل في الوقت المحدد". فأجاب: "لا بأس. سوف أتناول الطعام بعد أن أنتهي". قالت: "لست بحاجة إلى الذهاب. لقد أحضرتُ لك وجبتك، لذا أسرع وتناول طعامك". قال: "لِمَ العجلة؟ أنا لست جائعًا بعد". وبينما كان يقول إنه لم يكن جائعًا، قرقرت معدته بصوت يشبه صوت الرعد. أمسك شياوجيا بطنه، وابتسم بخجل، وقال للأخت: "لا تشغلي بالك بشأن إحضار الطعام لي مرة أخرى". قالت: "ولكن إذا لم أفعل ذلك، سوف يبرد الطعام وسيتعين تسخينه مرة أخرى. وقد تم تسخينه مرة أخرى بالفعل". قال: "حسنًا إذًا، شكرًا لك!" أخذ شياوجيا وجبته من الأخت ولعابه يسيل. وعندما نظر نظرة سريعة إلى الصينية، كان سعيدًا للغاية: كعكتان مطهوتان على البخار، وخضروات، ولحم، وحساء. خطرت ببال شياوجيا فكرة أخرى عندما رأى الكعك المطهو على البخار، وقال للأخت: "لا يمكنني تناول كعكتين. أنا مشغول جدًا هذه الأيام، ولا أستطيع النوم جيدًا، وليس لديّ شهية كبيرة. أليس من التبذير أن تعطيني كعكتين؟ أعيدي واحدة". أجابت الأخت قبل أن تغادر: "لا بأس. يمكنك إعادتها إذا كنتِ لا تستطيع إكمالها حقًا". فكر شياوجيا في نفسه: "أسرع هيا. أنا أتضور جوعًا". التقط الوعاء، ورأى أنه لم يكن هناك أحد في الجوار، لكنه كان لا يزال يشعر ببعض الحرج، وأخذ رشفة بحذر. ثم نظر إلى اللحم، وقال: "يا للروعة! أستطيع أن أشم رائحة لحم الخنزير المطهو على نار هادئة من على بعد أميال. ولكن لا يمكنني تناوله على الفور، حيث يجب أن أتناول الخضروات أولاً. سوف أتناول كمية أقل من اللحم إذا تناولت الكثير من الخضراوات، وإلا سأنهي نصف طبق اللحم، ألن يكون ذلك محرجًا؟" فكّر للحظة قبل أن يفعل ذلك. أخذ يأكل بشهية الكعك المطهو على البخار والخضراوات، ويشرب حساءه. وبينما كان يأكل، شعر برغبة في تناول القليل من اللحم، فأخذ قطعة من لحم الخنزير المطهو على نار هادئة. وما أن وضعها في فمه حتى أغمض عينيه وتذوقها بعناية، وقال: "لذيذة جدًا! اللحوم جيدة حقًا، ولكن لا يمكنني تناول الكثير منها. لقمة واحدة تكفي، ثم المزيد من الخضار والمزيد من الحساء". استمر في تناول الكعك المطهو على البخار، لكنه ظل يحدق في اللحم وهو يأكل، قائلًا لنفسه: "هل ينبغي لي أن آكل هذا اللحم؟ إنه لذيذ جدًا، وسيكون من السيئ حقًا ألا آكله". بدأ اللعاب يسيل مرة أخرى في فمه، وفكر: "أنا أعرف! سوف أقطع الكعك إلى قطع وأغمسها في المرق. أليس هذا مثل أكل اللحوم؟ بهذه الطريقة يمكن للآخرين أن يروا أنني لا آكل اللحم، ولكنني سأظل أستمتع بكل نكهة اللحم. ما أروع ذلك!" وبهذه الفكرة، وضع قطعة من الكعكة المطهوة على البخار في المرق قبل أن يخرجها ويأكلها، فوجدها لذيذة وتشبه اللحم تمامًا. ثم قام شياوجيا على الفور بتقطيع الكعكة بأكملها ووضعها في المرق...وفي أقل من عشر دقائق، كان قد تناولها كلها، وأنهى حسائه أيضًا. لقد أكل كعكة واحدة فقط مطهوة على البخار، متحملاً رغبته في تناول الأخرى وكبح جماح نفسه. وبعد الانتهاء من جميع الأطباق كما هو مخطط، كان شياوجيا ممتلئًا إلى حد ما، ولم يعتقد أنه بحاجة إلى المزيد. ثم فكّر: "ليس من اللائق أن آكل بهذه السرعة، وكأنني أتضور جوعًا. لقد كنت جائعًا جدًا حقًا، ولكن ليس من الجيد أن يراني الناس هكذا. يجب أن آكل ببطء. ولكن ماذا يمكنني أن أفعل الآن بعد أن انتهيت بالفعل؟ حسنًا، لديّ فكرة. سوف أعيدها في غضون عشر دقائق". أمسك بساعته وحدق في الوجه، وقال "خمس دقائق ... عشرة ... خمسة عشر ... حسنًا، الساعة الثانية. رائع، أعدها!" وبكل سرور، أعاد ما تبقى من لحم الخنزير المطهو على نار هادئة والكعكة المطهوة على البخار.
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد الظهر عندما عاد شياوجيا. ذهب إخوته وأخواته لقضاء استراحتهم بعد الظهر، ولم يكن لديه أي شيء يفعله بمفرده، لذا كان يشعر بالملل الشديد. وفكر: "هل ينبغي أن آخذ قيلولة أيضًا؟ من الجيد دائمًا الحصول على قيلولة بعد تناول الطعام. ولكن لا، إذا نمت بينما ينام الجميع، ماذا سيفعل ذلك لي؟ لا أستطيع النوم. لا بد لي من الانتظار. ولكن كيف أظل مستيقظًا؟ لن أكون قادرًا على النوم وأنا واقف، ولكن إذا كنت واقفًا دائمًا، فسوف أُفزع أحدهم إذا دخل فجأة. لا، لا يمكنني الوقوف. حسنًا، سوف أجلس أمام حاسوبي إذًا. إذا رآني أي شخص سوف يظن أنني أعمل، ولكنني في الحقيقة سآخذ استراحة. يا لها من حركة جيدة". لذا جلس بشكل طبيعي أمام الكمبيوتر، يحدق فيه بانشداه، ولكن خلال خمس دقائق كان نائمًا ويشخر على لوحة المفاتيح. وبعد مرور أربعين دقيقة، استيقظ شياوجيا فجأة من نومه العميق وقفز من مكانه قائلاً: "ألست واقفًا؟ كيف تأتَّى لي أن أغفو؟" نظر إلى الوقت، ورأى أن الوقت قد تأخر، فذهب ليغسل وجهه بينما لم يكن هناك أحد. عندما رأى نفسه في دورة المياه، قال: "أوه، لا! وجهي مغطى بعلامات لوحة المفاتيح! كيف يمكن رؤيتي هكذا؟" فرك وجهه بسرعة ودعكه وربت عليه، وظل في دورة المياه لبرهة من الوقت. ثم نظر في المرآة فرأى أن آثار لوحة المفاتيح اختفت تقريبًا، ففرح في قلبه: "لن يلاحظ أحد ذلك أبدًا، إلا إذا كان منتبهًا فعل". بعد ذلك قام بتمشيط شعره وضبط ياقة قميصه، وأدرك فجأة أن ياقة قميصه فاتح اللون كانت دهنية بعض الشيء، وعند التدقيق في أكمامه وجدها متسخة قليلاً أيضًا. فكر في نفسه: "لم أغسل ملابسي أو أغيرها منذ بضعة أيام، ولكن هناك بعض الفائدة في عدم الغسل. القليل من الاتساخ لا يؤذي أحدًا، ولا يزعجني القليل من الوَسَخ. على أي حال، ألا يبدو الأمر أكثر روحانية عندما يكون المرء متسخًا بعض الشيء؟" قام ببساطة بقلب ياقة وأكمام قميصه وشمر أكمام سترته كاشفًا عن جميع المناطق المتسخة. كان راضيًا جدًا، فابتهج وخرج بهدوء من دورة المياه. وبعد برهة من الوقت، كان معظم الناس في أماكنهم وبدأوا ينشغلون بالعمل. وعندما رأى شياوجيا أن الجميع كانوا هناك، قال: "أنتم يا رفاق لم تنالوا قيلولة طويلة! يمكنكم حقًا أن تعانوا وتدفعوا الثمن! لم أحصل حتى على قيلولة، بل أغمضت عينيّ لدقيقة قبل أن أرش وجهي ببعض الماء. ما كانت ستكون لديَّ أي طاقة ما لم أفعل". لم يُجب أحد؛ فشعر بالضجر الشديد، لذا بدأ العمل أيضًا. ونظرًا لأنه كان قد تناول الكثير من الحساء على الغداء، فقد ظل يرغب في استخدام دورة المياه، ولكنه قاوم رغبته في ذلك وهو يفكر: "إذا ذهبت، ألن يظن الناس أنني كسول؟ هذه ليست سمعة جيدة، لذا لا يمكنني الذهاب". لذلك صمد وتحمل إلى أن ذهب شخص آخر أخيرًا إلى دورة المياه، ورأى فرصته. وسرعان ما انضم إلى الطابور مفكرًا: "من الرائع أن أتبع الجماعة، حيث لن يقول أحد أي شيء عني".
كانت فترة ظهيرة مزدحمة. قام شياوجيا بالكثير من العمل، حيث كان يتعاون مع هذا الشخص، ويطرح الأسئلة على ذلك الشخص، ويبحث عن الموارد، ويقوم بكافة أنواع المهام ذات الصلة بواجباته. وبعد كل هذا النشاط، حان أخيرًا وقت العشاء. هذه المرة تأخر شياوجيا قليلاً عن الآخرين، لكنه انتهى من تناول الطعام في الوقت المحدد تقريبًا. كانت الفترة التي تلت العشاء هي أسعد وقت في يوم شياوجيا، لأنه كان الوقت الوحيد الذي يستطيع فيه تناول فنجان القهوة التي يحبها بهدوء، دون أي لوم للذات أو انتقاد من الآخرين، بل بقلب هادئ. لماذا؟ لأنه كان لديه ما يكفي من الأسباب التي تجعله بحاجة إلى شرب القهوة، وهي أسباب مشروعة تمامًا في نظر الجميع. وبالتالي كان هذا أسعد أوقاته. وبينما كان يعدّ قهوته، تمتم في نفسه قائلاً: "أمم، يجب أن أعمل لوقت إضافي اليوم مرة أخرى. لا أعرف حتى إلى متى. أعتقد أنني سأرى إلى متى ستُبقيني هذه القهوة صامدًا". ضرب كوب القهوة المُعَدَّة حديثًا على الطاولة، وكأنه يقول للجميع: " ماذا؟ أنا أتناول قهوتي، ماذا ستفعلون حيال ذلك؟" نظر إلى الآخرين من حوله. لم يكن أحد ينظر إليه، لكنه مع ذلك التقط فنجانه بلا مبالاة وأخذ رشفة من القهوة وهو يفكر: "الكل يقول إن القهوة جيدة، وهي كذلك بالفعل. يختلف مذاقها كل يوم، مما يوفر تجربة مختلفة. إنها رائعة!" كان سعيدًا، وارتشف قهوته بفخر، ثم نظر حوله بلا هدف باحثًا عن عمله المسائي. لم يكن لديه في الأساس أي أهداف في ذهنه، وشعر بالإرهاق بعد يوم حافل بالعمل، لكنه أجبر نفسه على الاستمرار. لم يكن يستطيع أن يغفو، ولم يكن يستطيع أن يجعل الآخرين يرون أنه متعب أو أن لديه أي تهاون، أو استهتار، أو استخفاف في التعامل مع عمله أو واجبه. أجبر نفسه على النهوض والجلوس إلى حاسوبه لمواصلة العمل، وبطبيعة الحال، شرب القهوة تلو القهوة. وكلما شرب أكثر، أصبح أكثر يقظة وأقل نعاسًا. كان شياوجيا يُلقي نظرة خاطفة بين الحين والآخر على ساعته، وفكر قائلًا: "لقد تجاوزت الساعة الواحدة، لكنني لا أستطيع النوم لأنني حددت لنفسي هدف الساعة الثالثة. لا يمكنني حتى الذهاب إلى النوم في الساعة 2:50 صباحًا، لأن ذلك سيكون خرقًا لوعدي ولن أجد تفسيرًا أمام الله. هذا وعد ينبغي أن يفي به الكائن المخلوق، لذا يجب أن أفي به. لقد قلت إنني سأنام في الثالثة صباحًا، لذا سأنام في الثالثة صباحًا، حتى لو اضطررت إلى شرب الكثير من القهوة". لذا، شرب القهوة وقاوم تعبه، وكبح جماح نفسه وسيطر عليها. وعند الساعة الثالثة صباحًا، كان لدى شياو جيا مهمة هامة عليه القيام بها، فأخذ هاتفه وأرسل رسالة نصها: الأخت فلانة، هذا هو شياوجيا. لديّ تذكير مهم لك ألا تنسين أن هناك اجتماعًا جماعيًا في العاشرة من صباح الغد. الحضور إلزامي، ولا تتأخري عن الموعد المحدد. وقّع أدناه: شياوجيا. وفي ذات الوقت الذي كان يشعر فيه بالارتياح بعد إرسال الرسالة، فكر شياوجيا أيضًا: "إرسالها شيء، ولكن ماذا لو لم تستلمها؟ هل تعلم أنني أرسلت إليها رسالة؟ لا أستطيع النوم بعد. أحتاج إلى الانتظار لأرى ما إذا كانت سترد". وبعد انتظار دام نصف ساعة لم يتلق أي رد، ففكّر: "هل هي نائمة؟ كيف لها أن تنام مبكرًا إلى هذا الحد؟ كم هذا بلا جدوى، إنها نائمة بالفعل في الثالثة صباحًا". لقد انتظر إلى أن ردت الأخت الساعة 3:50 صباحًا قائلة: لم أنسَ أمر اجتماع الساعة العاشرة من صباح الغد. آمل ألا تنسى أنت أيضًا، وأن تأتي في الوقت المحدد. قرأها شياوجيا وفكر: "أوه، أي نوع من الأشخاص تكون؟ كيف يمكنها أن تنام متأخرة عنّي؟" لكنه لم يستطع التحمل أكثر من ذلك. "لا مزيد من القهوة! إذا تناولت المزيد فلن أنام الليلة على الإطلاق. أحتاج إلى الذهاب إلى الفراش، حيث يجب أن أستيقظ في الخامسة والنصف أو السادسة صباحًا على أقصى تقدير. لا يمكنني أن أتأخر عن إخوتي وأخواتي الآخرين، إذ يجب أن يراني الجميع وأنا أصلي، وأقرأ كلام الله، وأستمع إلى العظات بعد أن يستيقظوا. لذا لا يمكنني الاستيقاظ متأخرًا. كل هذا بسبب هذه الرسالة التي جعلتني لا أستطيع النوم مبكرًا. لكن لا يهم، فالآخرون يعرفون أنني بقيت مستيقظًا حتى وقت متأخر. ومع ذلك، لقد حققت هدفي، وسأحاول الخلود إلى النوم بحلول الساعة الرابعة غدًا". بينما كان شياوجيا يحاول التفكير، لم يسعه سوى الشعور بالدوار لدرجة أنه لم يخلع ملابسه حتى عندما عاد إلى غرفته. لقد انهار على سريره، وكان نصف نائم بالفعل، لكنه أجبر نفسه على التذكر: لا تأكل بيضًا في الصباح، لا تأكل سوى كعكة واحدة مطهوة على البخار على الغداء، لا تأكل لحم الخنزير المطهو على نار هادئة، اذهب إلى النوم الساعة الثالثة صباحًا، لا يزال لديك رسائل تريد إرسالها …. وظل شياوجيا يفكر ويفكر حتى استلقى أخيرًا ساكنًا، وغلبه النعاس من التعب والإرهاق والأحلام والأوهام. وكان هذا يومًا في حياة شياوجيا.
أخبرني، ما سبب كل ذلك؟ ألم يكن الأمر مرهقًا لشياوجيا أن يظل يتظاهر دائمًا على هذا النحو؟ (بلى، كان كذلك). الروبوتات لا تتعب من القيام بنفس الشيء طوال اليوم، لأنها لا تملك عقولًا أو وعيًا، ولكن الأمر مرهق للبشر. لماذا عاش شياوجيا بهذه الطريقة وهو مُتعَب جدًا؟ لماذا فعل ذلك؟ هل كانت لديه خطة؟ (نعم، كانت لديه خطة). حول ماذا كانت تدور خطته؟ (التباهي أمام الآخرين). هل كان هناك أي فائدة نالها من التباهي؟ (قد يثير ذلك إعجاب الناس به). قد يثير ذلك إعجاب الناس به. هل نهج شياوجيا مألوف بالنسبة إليكم؟ أي نوع من الناس يتصرفون بهذه الطريقة؟ (الفريسيون). هذا صحيح. الفريسيون يأخذون السلوكيات الجيدة، والتصرفات والممارسات التي تتماشى مع مفاهيم الناس، ويؤدونها أمام الآخرين حتى يظهروا بمظهر جيد ويتم تبجيلهم. إنهم يستخدمون هذه الطريقة لتحقيق هدفهم المتمثل في تضليل الناس. ما هي طبيعتهم الأساسية التي تجعلهم يتظاهرون بهذه الطريقة، وينخرطون في كافة أنماط السلوكيات الجيدة للتباهي أمام الآخرين؟ هل هذا من قبيل التظاهر أوالخداع أوالتضليل؛ أو أي شيء آخر؟ (روحانية مزيفة). كم عدد الأمور في يوم شياوجيا التي انطوت على شخصيات، والتي هي شائعة لدى كل أولئك القادرين على التزييف؟ تناول البيض، والكعك المطهو على البخار، ولحم الخنزير المطهو على نار هادئة، وشرب القهوة. هذه كلها أمور ظاهرية، ولكن ما الجوهر الذي يمكنكم رؤيته فيها؟ التظاهر وضبط النفس. ما هو التظاهر؟ (التظاهر بالمعاناة). هل ينظر الناس إلى المعاناة على أنها أمر جيد أم سيء؟ (أمر جيد). المعاناة سلوك جيد يُعجب به الجميع بشدة. ماذا يعتبرها الناس؟ الناس يعتبرونها ممارسة للحق. لذا لم يتردد شياوجيا في أن يعاني ويدفع ثمنًا. ما الذي استتبعته معاناته؟ عدم تناول الأطعمة اللذيذة، والسهر، والاستيقاظ مبكرًا، وتأديب جسده. ما طبيعة هذه الأنواع من المعاناة؟ كلها ادعاءات. إنه لم يتألم من أجل الحق أو البر، بل من أجل تقدير الآخرين له وإعجابهم به، ومن أجل السمعة الطيبة والمكانة لنفسه. هل عانى من أجل الحق؟ (كلا، لم يفعل). أي من تصرفاته كانت تتماشى مع مبادئ الحق، وهل كان شياوجيا يتمرد على نفسه ويُجنِّب مصالحه الشخصية من أجل الحق؟ هل كان أي منها من أجل الحق؟ (كلا). ماذا كانت طبيعة معاناته؟ هل كانت وضع الحق موضع التنفيذ؟ هل كانت مظهرًا من مظاهر حبه للحق؟ (كلا، لم تكن كذلك). حسنًا، ماذا كانت؟ (كانت نفاقًا). لقد كانت نفاقًا، ونفورًا من الحق، وخداعًا، وتظاهرًا، وتزييفًا، وتضليلًا، كانت محض تصرفات واختيارات مبنية على تصوراته ومفاهيمه الخاصة، وتمحورت حول مصالحه الخاصة، ولا علاقة لها بالحق على الإطلاق. لم يكن يبحث عن الحق، لذلك لم تكن أفعاله هي الحق أيضًا؛ ولم يقتصر الأمر على أنه لم يكن لها علاقة بالحق على الإطلاق فحسب، بل كانت أيضًا متناقضة تمامًا مع الاحتياجات الطبيعية للبشرية الكامنة في أعماق قلبه. هل أكل البيض خطيئة؟ (كلا، ليس خطيئة). لكن شياوجيا رأى أن أكل البيض طمع. البيض نوع من الطعام الذي خلقه الله للإنسان. إذا كانت لديك أسباب لأكله، فليس من الطمع أن تفعل ذلك، أما إذا لم تكن لديك الأسباب لأكله، وسرقت بيض الآخرين وأكلته، فهذا هو الطمع. كيف عرّف شياوجيا هذا الأمر؟ كان يعتقد أن أكل البيض طمع، بل وأشد طمعًا إذا رآه الآخرون. كان يعتقد أنه إذا أمكنه أكل البيض دون أن يراه أحد، من وراء ظهورهم، فلن يكون ذلك طمعًا. ماذا كان معياره لقياس الطمع؟ كان يعتمد على ما إذا كان أي شخص قد رآه. هل استند في ذلك إلى كلام الله؟ لا، بل كان رأيه الشخصي. في الواقع، هل لدى الآخرين أي أفكار أو آراء حول مسألة أكل البيض هذه؟ (لا، ليس لديهم). كانت هذه مجرد نظرية اختلقها شياوجيا بنفسه. كان يعتقد أن أكل البيض على الإفطار هو طمع، وانغماس في الراحة، وإظهار المراعاة للجسد. وبناءً على وجهة نظره، إذًا، أليس كل من يأكل البيض ينغمس في الراحة ويظهر مراعاة للجسد؟ كان معناه الضمني هو: "عندما تأكلون جميعكم البيض، فإنكم تُظهرون مراعاة للجسد. أنا لا أبدي اهتمامًا بالجسد، ويمكنني كبح جماح نفسي، لذلك لا آكل البيض. ضع البيض أمامي مباشرة، ولا يزال بإمكاني إعادته إلى مكانه حتى بعد أن ألتقطه. هذا هو نوع العزم والإصرار الذي أتمتع به، وهذا هو مقدار حبي للحق. هل يمكنكم فعل ذلك؟ إذا لم يمكنكم فعل ذلك، فأنتم لا تحبون الحق". كيف تعامل مع فكرته؟ تعامل معها باعتبارها معيار لقياس الصواب والخطأ. ألم يكن هذا تزييفًا؟ (بلى، كان كذلك). كان ذلك تزييفًا
تجلى أحد المظاهر التي أبداها شياوجيا في أنه لم يذهب لتناول الطعام عندما حان وقت الغداء. ماذا فعل بدلاً من ذلك؟ (قام بتأجيله). كبت جوعه وأرجأ الذهاب لتناول الطعام. لكن لماذا؟ (للتباهي أمام الآخرين). كان يقدم عرضًا، ويفعل ذلك ليراه الآخرون. ما الذي أراد أن يراه الآخرون ويفهمونه من هذا؟ لقد أراد أن يُظهر للآخرين مدى قدرته على تحمل المعاناة، وكم كان مجتهدًا، ومخلصًا، وجادًا، ومسؤولًا في عمله! لقد أراد أن يرى الناس أنه إنسان خارق فعلًا! عندها يكون قد حقق هدفه، وهذا الهدف هو التقييم الذي أراده. ماذا كان يعني له هذا التقييم؟ لقد كان حياته وقوام حياته. هل هذا حب للحق؟ (كلا، ليس كذلك). إذًا، ماذا يحب أمثاله؟ إنهم لا يترددون في التباهي والتفاخر، والانخراط في التآمر وتدبير المكائد، وخداع الآخرين من خلال التظاهر، وإظهار مدى معاناتهم، وبالتالي تلقي تعليقات منهم من قبيل: "بمقدورك تحمل المعاناة حقًا. أنت شخص يحب الله حقًا، وتقوم بواجبك بإخلاص". إنهم لا يترددون في استخدام المظاهر الكاذبة والحيل لإخفاء الحقائق الفعلية، وخداع الله وخداع الآخرين، وكل هذا من أجل تلقي كلمة طيبة أو تقييم إطرائي من الآخرين. أي نوع من الشخصيات هذة؟ (شخصية شريرة). إنها شريرة. إنهم بارعون جدًا في التظاهر، وفي الاستعراض والخداع! إنها مجرد وجبة، ما المشكلة في الذهاب لتناول الطعام بهدوء؟ أي إنسان حي لا يأكل؟ هل تناول الطعام في حينه خطيئة؟ هل إيجاد المرء ما يأكله وهو جائع خطيئة؟ (كلا، ليس كذلك). إنها حاجة جسدية، وهي معقولة. هؤلاء الناس يتعاملون مع كافة الاحتياجات المعقولة على أنها غير معقولة ويدينونها. ما الذي يروّجون له؟ إنهم يروجون للانضباط الجسدي الدائم، ويخفون الحقائق الفعلية، ويظهرون مظهرًا زائفًا حتى يرى الآخرون كيف يعانون، وكيف يمتنعون عن الانغماس في الراحة، وكيف يدفعون أي ثمن، ويقدمون وقتهم وطاقتهم وكل ما لديهم من أجل عملهم. هذا ما يريدون أن يراه الناس. لكن هل هذا ما يفعلونه حقًا؟ كلا، ليس كذلك. إنهم يضللون الآخرين بمظاهر كاذبة، وهذا مظهر من مظاهر الشخصية الشريرة. إنهم يبذلون كل هذا الجهد الكبير من أجل شيء ضئيل مثل تناول وجبة طعام؛ أي نوع من الناس هم؟ هل هذا ما ينبغي لشخص يتمتع بإنسانية طبيعية أن يفعله؟ (كلا، ليس كذلك). ليس كذلك. الأمر غاية في المكر! هل سيستحسن معظم الناس ذلك أم سيشعرون بالامتعاض إذا سمعوا عن شخص يتباهى بهذا القدر من أجل مسألة بسيطة؟ (سوف يشعرون بالامتعاض). هل يمكنكم التصرف بهذه الطريقة؟ (أحيانا). بنفس هذا القدر من الخطورة؟ (كلا). الجوع شعور يصعب تحمله، لكن بعض الناس قادرين على تحمل هذه المعاناة. إذا طلبت منهم أن يخضعوا لكلام الله، وأن يبذلوا الجهد من أجل كلامه، وأن يعملوا وفقًا لمبادئ كلام الله، وأن يتحدثوا بأمانة، فسيجدون ذلك شاقًا وصعبًا للغاية. وبالنسبة لهؤلاء الناس، سيكون التخلي عن مصالحهم الخاصة وكبريائهم أصعب من الصعود إلى السماء، لكنهم على استعداد – مهما كان الثمن – أن يضعوا كلام الله جانبًا، ويتصرفوا وفقًا لتصوراتهم الخاصة، ويحموا مصالحهم الجسدية. أليس هذا مظهرًا من مظاهر عدم حب الحق؟ (بلى، هو كذلك). هذا أحد الجوانب.
ما المظاهر الأخرى التي أبداها شياوجيا؟ كان يشعر بنعاس شديد، لكنه لم يخلد إلى النوم. أخبروني، لو شعر شخص بالنعاس وذهب إلى الفراش لفترة من الوقت، أو أخذ قيلولة سريعة، ثم استعاد قوته للعمل، ألا يكون هذا معقولًا؟ (بلى، معقول). إنه أمر معقول. هل سَيُدين أحد شياوجيا بسبب نومه؟ (كلا، لن يفعلوا). لماذا إذًا كان خائفًا جدًا، إذا لم يكن هناك من سيدينه؟ ما الذي كان يخشاه؟ (أن يُفوِّت شيئًا ما). هذا صحيح، كان خائفًا من أن يفلت منه شيء ما. في تخيلاته، كان يعتقد أنه كان يحظى بتقدير كبير من الجميع، وأن الجميع يعتقدون أنه صاحب مقدرة فائقة على تحمل المعاناة، وأنه كان ورعًا بشكل استثنائي. كان يشعر أنه إذا انكشفت حقيقته، واكتشف الجميع أنه لم يكن ذلك النوع من الأشخاص، فسوف تنهار صورته الجيدة بأكملها. لم يستطع تحمل التفكير في هذا الأمر، لذا كبح جماح نفسه حتى عن أخذ قيلولة. لقد كان صارمًا مع نفسه إلى هذا الحد. أي نوع من الأشخاص هو؟ أليس مضطربًا عقليًا؟ مثل هؤلاء الناس كثيرًا ما يستمعون إلى العظات، ويقرأون كلام الله، ويجتمعون لعقد شركة، فكيف لا يركزون على الحق؟ من الرائع بالنسبة إليك أن تفكر مليًا في مبادئ الحق. انظر ماذا يقول كلام الله: هل هناك أي تصريحات عن قيلولة الناس في كلام الله؟ (كلا، لا توجد تصريحات). لم يُصدر الله أي تصريح حول هذا الأمر، ولم يذكره حتى. ينبغي لأي شخص لديه تفكير الإنسانية الطبيعية أن يعرف كيفية التعامل مع هذا. من المعقول أن تأخذ قيلولة عندما تشعر بالنعاس. من المعقول أن تستريح في الظهيرة في يوم صيفي حار. بعض كبار السن، بصفة خاصة، الذين لا يستطيعون التحمل فيما يتعلق بأجسامهم، ومستويات طاقتهم، وغير ذلك، يحتاجون إلى النوم لفترة من الوقت بعد الغداء. الأمر لا يعتمد على عادات نمط حياتهم، بل على احتياجاتهم الجسدية. لقد منحك الله الوعي، والإدراك، واستجابات الإنسانية الطبيعية لتتمكن من التعامل مع نظامك الغذائي اليومي، والكدح، والراحة وفقًا لعملك وبيئتك الخاصة؛ فلا ينبغي لك أن تسيء إلى نفسك. على سبيل المثال، لنفترض أنك لا تأكل وجبات فاخرة وتقول: "إن الله لا يسمح للناس بأكل الأطعمة الشهية؛ تناول الأطعمة الشهية دائمًا مايجعل الناس يطمعون". لم يقل الله هذا أبدًا، وليس لديه هذا النوع من المتطلبات من الناس. لكن هذا ما كان يعتقده شياوجيا، وحسب أن الله ربما يفكر أيضًا بنفس الطريقة. كان يعتقد أنه إذا نام شخص ما، فإن هذا يُعتبر انغماسًا في الراحة، والله لا يحب ذلك. أليس هذا جهلًا بالحق؟ (بلى، هو كذلك). عندما لم يفهم شياوجيا الحق، كان بإمكانه السعي وراءه، لكنه لم يفعل ذلك، بل تصرف فقط وفقًا لإرادته الشخصية. إلى أي مدى وصل بهذا الأمر؟ كان يشرب ثلاثة أو أربعة أكواب من القهوة يوميًا، ليتمكن من السهر حتى وقت متأخر. يقول البعض: "لقد شربت الكثير من القهوة أثناء أداء واجبي في السنوات القليلة الماضية حتى أتمكن من القيام بعمل بيت الله". فإذا قال شخص آخر: "من الذي جعلك تشرب القهوة؟ ألم تختر أن تشربها؟" سيفكر في نفسه قائلًا: "هل تعلم لماذا أشرب القهوة؟ ليس من أجل السهر، بل من أجل خسارة الوزن. ألم تكن تعرف ذلك؟ لكن لا أستطيع إخبارك بذلك، لأنه عندها ستعرف. هل سأبدو نحيفًا إذا كنت أنحف مني؟" هذا أمر حسابي حقًا، أليس كذلك؟ ما الآراء والأفكار التي يتضمنها ذلك؟ هل هناك أي قدر من الفهم أو العقلانية التي تتسم بها الإنسانية الطبيعية؟ (كلا، لا يوجد). كلا، ليس هناك سوى معارك الدهاء، والحيل، والمكائد، والادعاء، والتزييف، والتضليل. هذا كل ما في الأمر. يتم الحساب كلما حدث أمر ما. إنهم لن يشاركوا على الإطلاق آراءهم وأفكارهم الصادقة مع أي شخص، فضلًا عن السماح للجميع بمعرفتها، أو أن يراها الله. عقليتهم ليست من نوع: "إنني أكشف عن نفسي. أفعالي تتماشى مع أفكاري، وهذا ما أنا عليه بالضبط". عقليتهم بالتأكيد ليست كذلك، فما هي إذًا؟ إنهم يُضمرون ويتظاهرون بقدر استطاعتهم، خوفًا من أن تكون الصورة التي يحملها الآخرون عنهم ليست عظيمة، أو وَرِعة، أو روحانية بما فيه الكفاية.
لماذا أراد شياوجيا السهر لوقت متأخر؟ الكثير من أنواع العمل لا تتطلب السهر حتى وقت متأخر من الليل، وغالبًا ما يشعر الناس بالنعاس بعد العاشرة مساءً. وحتى إذا استمروا في العمل، فلن يكون ذلك فعالًا، لأن طاقة الناس محدودة. لكن شياوجيا كان يجبر نفسه دائمًا على ذلك، غير مبالٍ بما إذا كان ذلك فعالًا أم لا، على الرغم من أنه كان يدرك جيدًا أنه لم يكن كذلك. لماذا أرسل رسالة قبل النوم؟ (لكي يلاحظ الآخرون ذلك). ليشهد الآخرون أنه نام الساعة الثالثة صباحًا. حتى لو لم تنم طوال الليل، ألن تكون أنت من سيشعر بالنعاس في النهاية؟ ألن تكون أنت من جلبت ذلك لنفسك؟ يسهر بعض الأشخاص حتى وقت متأخر من الليل ويرسلون رسالة في الثالثة صباحًا، وعندما يرد المتلقي في الرابعة صباحًا، ينتظر حتى الخامسة صباحًا للرد، ليظهر أنه سينام في وقت لاحق. إنهم يعذبون أنفسهم ويؤذون بعضهم البعض بهذه الطريقة، وفي النهاية لا ينام أي منهم طوال الليل. أليسوا زوجًا من الحمقى المتهورين؟ أي نوع من السلوك هذا؟ إنه سلوك أحمق. من أين يأتي هذا النوع من السلوك؟ كل ذلك يأتي من شخصية فاسدة. في الوقت الحالي، لن ننظر في الشخصية الفاسدة التي ينبع منها هذا السلوك، بل سنقول فقط كم هي سخيفة. يمكن لهؤلاء الناس أن يغيروا هذا النوع من السلوكيات والممارسات السخيفة باختيار كلام الله الذي ستتم ممارسته. فأي كلمة واحدة من كلام الله يمكن أن تمنحهم القدرة على العيش بسلام وأمان، وتجعل حياتهم أكثر واقعية وعملية. لماذا لا يختارون العيش حسب كلام الله؟ لماذا يعذبون أنفسهم هكذا؟ ألا يحصدون ما زرعوه؟ (بلى، يفعلون). مهما عانى شخص مثل هذا، فسوف تظل معاناتاه ذلك بلا جدوى، ومهما كانت المعاناة التي يكابدها، فستقع عواقب ذلك على عاتقه. يقول البعض: "لقد آمنت بالله طوال هذه السنوات، وأنا قائد منذ 20 عامًا. كنت أسهر دائمًا ولا أنام، وفي النهاية عانيت من الإرهاق العصبي". وأنا أقول: "لقد نجوت بضرر بسيط بإصابتك بالإرهاق العصبي فحسب. إذا واصلت تعذيب نفسك بحماقة والتصرف بهذه الطريقة، فسوف يُصيبك الذهان". هل يمكن لشخص ما أن يكون بصحة جيدة إذا كان لا ينام ليلًا، ودائمًا ما يكون متوترًا، ويعمل جسده بشكل غير اعتيادي؟ لقد جلب هذا لنفسه! افترض أنك قلت له: "التصرف على هذا النحو لن يجدي نفعًا. حاول جاهدًا ترتيب عملك أثناء النهار وزيادة إنتاجيتك. عندما يناقش الجميع العمل، قلل من الهراء ولا تتحدث كثيرًا عن الأشياء غير المهمة. ينبغي أن تفهم النقاط الرئيسية للمناقشة وجوهرها، وموضوعها، وعندما تنتهي المناقشة، ينبغي أن ينصرف كل شخص إلى مهامه الخاصة. لا تستطرد في الحديث ولا تتلكأ". لن ينصت إليك. إنه لا يجيد التعبير عن نفسه، لكنه لا يوجز التجارب، بل يتحدث بالهراء لإضاعة الوقت حتى الواحدة أو الثانية صباحًا، ولا ينام أو يترك أحدًا ينام. أليس هذا تعذيبًا وإيذاءً للآخرين؟ وأخيرًا، يفكر: "يا الله، لقد رأيت، أليس كذلك؟ لقد كانت الساعة الثالثة صباحًا ولم أنم بعد!" لقد رأى الله ذلك. لم يرَ كيف يبدو مظهره الخارجي فقط، بل رأى قلبه من الداخل أيضًا، وهو يقول: "قلبك ملوث. أنت تسهر طوال الليل في عذاب لا طائل من ورائه، ولكن الله لن يتذكر ذلك أبدًا. عندما يحين وقت النوم، أنت لا تذهب إلى الفراش، بل تجبر نفسك على الاستمرار. أنت جلبت هذه المعاناة على نفسك!" عندما يشعر الناس بالنعاس، تنغلق أجفانهم بشكل طبيعي. هذه غريزة، لذلك أنت تستحق المعاناة إذا كنت دائمًا تخالف الغرائز وقوانين الطبيعة! لن يطلب الله منك أن تتحمل معاناة لا طائل من ورائها، أو ناجمة عن انتهاك قوانين الطبيعة، أو انتهاك المبادئ أو الحق. إذا أصررت على هذه الأنواع من المعاناة، فليكن. بعض الناس، عندما يسمع أن شخصًا ما لا ينام قبل الثالثة صباحًا، فإنه يفكر: "أليس هذا مثلي تمامًا؟ حسنًا، في المستقبل، سوف أنام في الثالثة والنصف صباحًا". ثم يسمع أن أحدهم ينام في الثالثة والنصف صباحًا، فيرغب أن ينام في الرابعة صباحًا. أليس هذا مرضًا عقليًا؟ يمكنك التنافس على أي شيء، وأنت تختار التنافس على من ينام آخرًا؛ هذا يعني أنك غير طبيعي عقليًا. هل لدى مثل هؤلاء الأشخاص مشكلة في الفهم؟ (نعم، لديهم). لا يمكنهم فهم الحق. عندما يكون لديك الوقت، توقف عن بذل الجهد وإرهاق عقلك والتفكير في أمور مثل السلوك الظاهري، والتظاهر، والتزييف. ما الذي ينبغي لك إذًا أن تبذل جهدك فيه؟ انظر كيف يفضح كلام الله طبيعة البشر الفاسدة وشخصيتهم الشريرة، وكيف يفضح الله الأشخاص غير المكترثين. اجتهد في مقارنة نفسك بكلام الله هذا الذي يكشف الإنسان، وتأمل كم لديك من المظاهر التي يكشفها الله، وكم من هذه المظاهر غالبًا ما تظهرها أو تكشفها. من الرائع إيجاز هذه الأشياء! كم هو دنيء أن يبذل شخص ما جهدًا دائمًا على القليل من البيض، أو الكعك المطهو على البخار، أو غمس الأشياء في المرق! ما هذا؟ إنه أمر حسابي ويفتقر إلى الحكمة. ماذا يكون شخص من هذا القبيل؟ (أحمق). أحسنت القول. عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يفكرون دائمًا في عدد البيض الذي يجب أن يأكلوه، أو يفكرون دائمًا في شرب القهوة للسهر ليلًا، فليس من المبالغة أن نطلق عليهم اسم حمقى مهووسين بالطعام. في أي المجالات هم حمقى؟ لماذا نقول إن هؤلاء الأشخاص حمقى؟ (إن ما يُكابدونه لا قيمة له على الإطلاق). بالتأكيد لا قيمة له. لماذا تريد القيام بمثل هذه الأمور الصبيانية؟ هل تعتقد أن عدم تناول البيض مدى الحياة سيمكنك من فهم الحق؟ أليس من الحماقة التصرف بهذه الطريقة؟ (بلى، هو كذلك). لا ترتكب الحماقات. ما نوع الأشخاص الذين يميلون إلى ارتكاب الحماقات؟ (الأشخاص الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي). هل لدى هؤلاء الأشخاص القدرة على فهم الحق؟ (كلا). يقول بعض الناس: "إنهم يتمتعون بمستوى قدرات جيد، ويمكنهم تقديم العظات ببراعة كبيرة". قد يعظون ببراعة، ولكن لماذا ينخرطون دائمًا في أنشطة صبيانية كلما حان وقت العمل؟ لماذا يتصرفون بهذه الطريقة غير الناضجة والمثيرة للضحك؟ ما الذي يجري هنا؟ إنهم يتحدثون بطريقة ويعملون بطريقة أخرى. ما يتحدثون عنه هو فهمهم للتعاليم، وما يتصرفون به هو تلك الأشياء التي يفهمونها حقًا ويمكنهم قبولها. في أعماقهم، هل يؤيدون أو يُقرون بالتعاليم التي يبشرون بها؟ (كلا، لا يُقرون بها). إنهم لا يُقرون بأن هذه الأمور هي الحق، أو هي معايير يجب عليهم تطبيقها والالتزام بها. في الواقع، إن ما في قلوبهم من مخططات ومفاهيم، وأفكار وممارسات زائفة، وسلوكيات يراها الآخرون جيدة، هي في الحقيقة ما يعتقدونه معايير ومسارات للممارسة. ألن يُقصى مثل هؤلاء الأشخاص إذا لم يعودوا إلى رشدهم؟ هل سيكون لهم أي فرصة للخلاص؟ ثمة أمل ضئيل.
أخبرني، هل من المعقول أن تحمل مظلة أو ترتدي قبعة من القش في الشمس الحارقة؟ (نعم، إنه أمر معقول). سوف يصاب الأشخاص الذين يعملون تحت أشعة الشمس بالحروق بسرعة ما لم يرتدوا قبعة، لذا من المعقول تمامًا فعل ذلك. بعض الناس لا يفكرون بهذه الطريقة، ويقولون: "أرتدي قبعة من القش؟ ألن يكون هذا إهانة لي؟ هل يمكنني ارتداء قبعة؟ أنا لا أخشى المعاناة ولا السُمرة. في الواقع، إنه أمر صحي". إذا كان هذا هو ما يعتقدونه حقًا، فهذه ليست مشكلة، ولكن المهم هو أن بعض الناس في أعماقهم لا يعتقدون هذا. إنهم يفكرون: "انظروا إلى أنفسكم، أنتم ترتدون قبعات من القش لأنكم تخافون من التعرض للسُمرة أو حروق الشمس في يوم حار. لن أرتدي إحداها! ما الذي يُخشى منه في السمرة أو حروق الشمس؟ إن الله يحب هذه الأشياء، لذا لا يهمني ما يعتقده الآخرون!" ما رأيك في الأشخاص الذين يقولون ذلك؟ هل تعتقد أنهم مخادعون بعض الشيء، ومزيفون بعض الشيء؟ في الواقع، هناك دافع وراء رفضهم لارتداء القبعة، وهو أن يُظهروا للناس أنهم قادرون على المعاناة وأنهم روحانيون حقًا. هذا النوع من السلوك المنافق مثير للاشمئزاز! هل يمكن لأشخاص بهذه البراعة في التظاهر أن يؤدوا واجباتهم جيدًا؟ هل يمكنهم أن يعانوا ويدفعوا ثمن واجباتهم؟ ما إن يصابوا بالسُمرة أو حروق الشمس، ألن يتذمروا ويلوموا الله؟ الفريسيون المنافقون لا يطبقون الحق أبدًا، بل يتظاهرون بالروحانية. هل يمكنهم حقًا أن يعانوا ويدفعوا الثمن؟ بناءً على جوهر المنافقين، يمكنك أن ترى أنهم لا يحبون الحق على الإطلاق، وأنهم أقل قدرة على المعاناة أو دفع ثمن الحق. والأكثر من ذلك أنهم مهما سمعوا من كلام الحق لا ينصتون إليه ولا يفهموه أبدًا على أنه الحق، بل يتعاملون معه ويعظون به بوصفه نوعًا من النظريات الروحية. هذه الأصناف من المنافقين لا يفهمون لماذا يؤمن الناس بالله، ولماذا يريد الله أن يقدم الحق للناس، وما هي عملية قبول الناس لخلاص الله، وأين تكمن أهميته، وماذا يعني الله حقًا بالخلاص. إنهم لا يفهمون أي حق. إذا كان هناك منافق في الكنيسة لا يحب الحق بل يحب أن يكون مزيفًا، فهو حقًا فريسي. إنهم يهتمون بالسلوك، والمظاهر، وتقييمات الناس في قلوبهم، ومهما سمعوا من الحق فإنهم لا يطبقونه أبدًا. كل ما يقولونه صحيح، ويمكنهم التحدث بكل أنواع التعاليم، لكنهم لا يمارسون ما يعظون به. إذا كان شخص ما متوافقًا فعلًا معهم، فهل هو من نفس النوع؟ (نعم، هو كذلك). كيف سينظر شخص ذو تفكير سليم إلى مظاهر هذا المنافق؟ سيفكر قائلًا: "إن طريقتهم في الممارسة خاطئة، أليس كذلك؟ لماذا يبدو الأمر غريبًا جدًا؟ عندما يحين وقت تناول وجبة الطعام، ينبغي أن يذهبوا لتناول الطعام وحسب، فلماذا يدورون في دوائر كثيرة حول هذا الموضوع؟" سيقولون إن هذا الشخص غريب، وأنه يفهم الأشياء بشكل مختلف عن الآخرين، بطريقة مشوهة؛ ولن يتأثروا به. ولكن إذا كان شخص ما من نوع هذا المنافق نفسه، ويولي اهتمامًا خاصًا بالسلوك الخارجي وآراء الناس، فسيقوم بالمقارنة والمنافسة معه. الأمر تمامًا مثلما أرسل شياوجيا رسالة في الثالثة صباحًا، ورد عليه المتلقي في الرابعة صباحًا، وهو يفكر: "أنت أرسلت إليَّ رسالة في الثالثة صباحًا، لذا سأردّ عليك في الرابعة صباحًا"، ثم فكر شياوجيا: "لقد قمت بالرد عليَّ في الرابعة صباحًا، لذا سأرسل رسالتي في الخامسة صباحًا". ومع مرور الوقت، وبسبب هذا التنافس، يصبح الجميع تدريجيًا منافقين. إذا كان قائد كنيسة من هذا النوع من الأشخاص، وكان الإخوة والأخوات يفتقرون إلى التمييز، فهم في خطر، فقد يتم تضليلهم في أي وقت. لماذا أقول هذا الكلام؟ من السهل على الشخص الذي لا يفهم الحق أن ينخدع ويتأثر بالسلوك الجيد الظاهري للآخرين. ولأنه لا يعرف ما هو الصواب، فإنه يعتقد بمفاهيمه أن هذا السلوك جيد. إذا كان بإمكان شخص آخر القيام بهذه السلوكيات، فسيصبح هذا الشخص موضوع عشقه، وسيعتقد أنه ينبغي أن يكون قائدًا، ومُكملًا، ومحبوبًا من الله. سوف يستحسن هذا النوع من السلوك، ويؤكده في أعماق قلبه. ماذا سيحدث إذا أكد ذلك؟ سوف يتبع ذلك الشخص. وإذا كان كلاهما قائدين، فسوف يقارن كل منهما نفسه بالآخر ويتنافسان معًا. ذات مرة، اجتمع قادة وعمال من كنائس في بلدان مختلفة عبر الإنترنت. بعد أن اتصلت بالإنترنت واستمعت لبعض الوقت، شعرت أن ثمة شيئًا ما غير صحيح. فكرت: "ماذا يفعل هؤلاء الناس هنا؟ هل يعظون؟" وبعد أن فهمت الوضع، أدركت أنهم كانوا يصلُّون. تساءلت في نفسي لماذا يصلون بهذه الطريقة. بدا الأمر مخيفًا، وكأنهم يكشرون عن أنيابهم ويلوحون بمخالبهم. هذا ليس بالأمر الجلل في حد ذاته، فما هي المشكلة الرئيسية؟ يبدو أنهم كانوا يصلون بأعين مفتوحة وليس أمام الله، ولا ينطقون بما في قلوبهم. لقد كانوا يتنافسون لمعرفة من هو الأكثر فصاحةً، ومن يستطيع التحدث بمزيد من التعاليم، ومن هو الأكثر إسهابًا وعمقًا. لقد بدا الأمر وكأنه مباراة في حلبة نزال، وبالتأكيد ليس صلاة لله. ألم ينته أمر هؤلاء الأشخاص؟ ألم يُستبعَدوا؟ مع وجود مثل هؤلاء الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية، كم من المعاناة يجب أن يتحملها من هم دونهم؟ ألا يتضرر من هم دونهم؟ لقد صلي كل شخص بحماسة لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، وعلى الرغم من اشتراطات الأعلى بألا يهيمن شخص واحد على الاجتماعات، وأنه لا يجوز للناس أن يعقدوا شركة إلا لمدة 5 إلى 10 دقائق، إلا أنهم استغرقوا بكل وقاحة وقتًا طويلاً في الصلاة. في وقت لاحق، فهمت أخيرًا سبب استمرار الكثير من الاجتماعات من الصباح إلى الليل: هؤلاء القادة المزعومون يستغرقون وقتًا طويلًا في الصلاة، واحدًا تلو الآخر، بينما يعاني من دونهم. كان هؤلاء القادة الكاذبون هناك للتراشق اللفظي والثرثرة، وكان بعضهم غير متماسك لدرجة أنهم نسوا ما إذا كانوا قد قالوا شيئًا ما بالفعل. بالنسبة لهم، كان كل شيء على ما يرام، ما داموا تحدثوا لفترة أطول من الآخرين. لقد كنت في حيرة من أمري: عندما يصلي الشخص، ينبغي أن يصلي لله وعيناه مغمضتان، فلماذا كانت أعينهم مفتوحة؟ ألم يزعجهم حقًا أن يفتحوا أعينهم ويروا كيف كان يصلي الآخرون؟ لا سيما عند الحاجة للتفكير في كيفية صلاة الآخرين والكلمات التي يستخدمونها، والرغبة في التفوق عليهم؛ بقلب مليء بمثل هذه الأمور، هل من الممكن الصلاة لله والتحدث من القلب؟ أليس هذا سببًا غير طبيعي؟ أليست هذه كلها مظاهر للروحانية الزائفة لقادة كاذبين وعاملين كاذبين؟ إنه لأمر جيد أن يجتمع الكل معًا ويقرأوا كلام الله، ويعقدوا شركة عن الحق، ولكن بعض الناس أفادوا قائلين: "أوه، ليس لديك أي فكرة. عندما يجتمع هؤلاء القادة ويصلُّون، فإن الأمر يبدو وكأنهم يرددون الكتب المقدسة، حيث يتحدثون عن شيء واحد، وهو الشيء نفسه في كل مرة نجتمع فيها. لقد سئمت من سماع ذلك". كيف يمكن لاجتماعات كهذه أن تُعلِّم الناس؟ القادة والعاملون الكاذبون يفعلون ذلك دائمًا، فهل يمكن أن يكونوا متوافقين مع مقاصد الله؟ إنهم لا يولون اهتمامًا بعقد شركة عن الحق لمساعدة الناس على فهمه، ولا لحل المشكلات من خلال عقد شركة عن الحق، بل ينخرطون في الروحانية الزائفة للدين. ألا يؤدي هذا إلى تضليل الناس؟ ما المشكلة هنا؟ إنهم لا يفهمون مقاصد الله على الإطلاق، ولا متطلباته من الناس. إنهم ينخرطون فقط في الشعائر الدينية والتباهي! والأدهى من ذلك أنهم يستخدمون الصلاة لفضح الآخرين ومهاجمتهم وإدانتهم، بينما يستخدم البعض الصلاة لتبرير أنفسهم. تبدو صلواتهم في الظاهر أنها لله، لكنها في الحقيقة من أجل الناس. لذا فإن هؤلاء الناس لا يملكون أدنى ذرة من قلوب تتقي الله، بل هم جميعًا عديمي الإيمان ويعيقون عمل بيت الله. هؤلاء القادة الكاذبون يكشفون الكثير من القبح في صلواتهم. البعض يصلي قائلًا أشياء مثل: "يا إلهي، لقد أساء بعض الناس فهمي. لم أقصد ذلك بهذه الطريقة. أنا أصلي لك، لا أشعر بالسلبية، ويمكن للآخرين أن يعتقدوا ما يحلو لهم". يتحدث البعض عن التعاليم، ويتنافس آخرون على من يستمع إلى المزيد من العظات، أو من يتذكر معظم كلمات الترانيم أو كلام الله، أو من يقضي معظم الوقت في الصلاة، أو من هو الأكثر فصاحة، أو من لديه أكثر الطرق تنوعًا للصلاة، ويشارك في أنواع عديدة ومختلفة من الصلاة. هل هذه صلاة؟ (كلا، ليست صلاة). فما هي؟ إنه فعل الشر بلا ضمير! إنه تلاعبٌ بالحق وسحق له، وإهانةٌ لله وتجديفٌ عليه! إن هؤلاء الأبالسة وعديمي الإيمان يتجرأون على قول أي شيء في الصلاة؛ أخبرني هل هم مؤمنون حقًا؟ هل لديهم أي ورع على الإطلاق؟ (كلا، ليس لديهم). مثل هؤلاء الأشخاص يصبحون سلبيين عندما تزول مكانتهم بوصفهم قادة، فهم لا يتأملون في أنفسهم على الإطلاق، بل يشتكون في كل مكان: "لقد عانيت كثيرًا في عملي من أجل الله، ومع ذلك قالوا إنني لم أقم بعمل حقيقي، وأنني كنت قائدًا كاذبًا، واستبدلوني. وعلاوة على ذلك، كم عدد الأشخاص الذين يستطيعون التحدث عن التعاليم بشمولية مثلي؟ كم عدد المحبين مثلي؟ لقد تخليت عن عائلتي وعملي، وأمضيت كل يوم في الكنيسة مع إخوتي وأخواتي، أتحدث لمدة ثلاثة أو خمسة أيام في كل مرة. كيف يمكنهم استبدالي بهذه الطريقة؟" إنهم غير طائعين ويضمرون الشكاوى. وهناك أيضًا من أشاعوا هذا الزعم: "لا تكن قائدًا في بيت الله. حال اختيارك قائدًا، فأنت في مأزق، وما إن تُستبدل لن تكون لديك الفرصة حتى لتكون مؤمنًا عاديًا". ما هذه الكلمات؟ إنها أسخف الكلمات وأحمقها، ويمكن أن يقال أيضًا إنها كلمات عصيان، وعدم رضا، وتجديف على الله. أليس هذا هو معنى تلك الكلمات؟ (بلى، هو كذلك). ما الذي تتضمنه تلك الكلمات؟ هجوم؛ هذه الكلمات ليست حكمًا عاديًا! هؤلاء الأشخاص لا يقولون إنهم استُبدِلوا بسبب تصرفاتهم السيئة وفشلهم في القيام بأي عمل فعلي، بل يشكون من أن الله كان غير بار معهم، وأنه لم يأخذ كبريائهم في الاعتبار في أفعاله، وأنه لم يفهم شعورهم واستثمارهم العاطفي. إن عقليتهم هي عقلية غير المؤمن، وهم بعيدون تمامًا عن وقائع الحق!
كم من الوقت تُصلُّون عادةً خلال الاجتماعات؟ هل يستغرق الأمر الكثير من وقت الجميع؟ هل صلواتكم تزعج الناس؟ يستغرق بعض الناس وقتًا طويلًا في الصلاة، ويشعر الجميع بالملل من الاستماع إليهم، ومع ذلك لا يزال هؤلاء الناس يعتقدون أنهم الأكثر روحانية، ويعتقدون أن هذا ما اكتسبوه وأنجزوه على مدار سنوات عديدة من الإيمان بالله. إنهم لا يكلُّون حتى بعد الصلاة لبضع ساعات، يرددون خلالها الكلام القديم نفسه الذي لا صلة له بأي شيء، ويتحدثون بكل تلك الكلمات والتعاليم والشعارات التي يعرفونها أو أشياء سمعوها من الآخرين أو أشياء اختلقوها. إنهم يفعلون ذلك غير مبالين ما إذا كان الجميع قد سئموا أم لا، وبغض النظر عما إذا كانوا يحبون ذلك أم لا. هل هكذا تصلُّون؟ أخبرني، هل من الصواب أن نصلي بإيجاز أم بإطالة؟ (لا يوجد صواب أو خطأ). هذا صحيح. لا يمكنك الحكم بأن أيًا من هذين الأمرين صحيح أو خاطئ، بل يجب عليك فقط أن تصلي لله وفقًا لاحتياجات قلبك. أحيانًا لا تتطلب الصلاة أي طقوس، وأحيانًا تتطلب ذلك، وهذا يعتمد على البيئة وما حدث. إذا كنت تعتقد أن الصلاة قد تستغرق وقتًا طويلًا، فصلِّ لله منفردًا بشأن أمورك الشخصية. لا تصلِّ عن كل ذلك في الاجتماعات وتأخذ وقت الجميع. هذا ما يسمى العقل. لا يعير البعض هذا الأمر أي اهتمام حفاظًا على كبريائهم وسمعتهم. هذا جهل وافتقار إلى العقل. هل لدى الأشخاص الذين يفتقرون إلى العقل أي حياء؟ إنهم لا يدركون حتى أن الجميع ينفرون من مشاهدتهم وهم يصلون. هل يمكن للأشخاص الذين لا يملكون حتى هذا القدر الضئيل من الإدراك أو الوعي أن يستوعبوا الحق؟ لا يمكنهم ذلك. مبادئ الحق التي يطلب الله من الإنسان أن يطبقها موجودة جميعها في كلامه، وكل كلام الله الذي يعقد شركة عنه بشأن ممارسة الحق يحتوي على مبادئ، وهو نفسه مبادئ، وما على الناس سوى التفكير مليًا فيه بعناية. هناك الكثير من المبادئ في كلام الله عن ممارسة الحق، وتوجد مبادئ ومسارات لكيفية الممارسة في شتى الأمور، والمواقف، والسياقات، المهم هو ما إذا كان لديك فهم روحي وكنت تملك القدرة على الفهم. إذا كان لدى شخص ما هذه القدرة على الفهم، فيمكنه فهم الحق. أما إذا لم يكن لديه هذه القدرة، فكل ما سيفهمونه هو اللوائح، مهما كان كلام الله مفصلًا، وهذا ليس فهمًا للحق. لذلك، يعطيك الله مبدأً حتى تتمكن من مواءمته مع مختلف الظروف. من خلال الاستماع إلى كلماته والتعرف عليه، ومن خلال خبرات مختلفة ومن خلال عقد شركة، وكذلك استنارة الروح القدس، ستفهم جانبًا واحدًا من المبادئ التي يتكلم بها، ومعاييره المطلوبة لنوع واحد من الأمور. عندها ستكون قد فهمت ذلك الجانب من الحق. لو كان على الله أن يشرح كل شيء بالتفصيل، ويخبر الناس كيف يتصرفون في هذا الأمر أو ذاك، لكانت المبادئ التي يتحدث عنها بلا فائدة. إذا استخدم الله هذا الأسلوب، وأخبر البشر باللوائح لأمرٍ تلو الآخر، فما الذي سيكسبه الناس في النهاية؟ فقط بعض الممارسات والسلوكيات. لن يفهموا أبدًا مقاصد الله أو كلامه. وإذا لم يفهم الناس كلام الله، فلن يتمكنوا أبدًا من فهم الحق. أليس هذا هو الحال؟ (بلى، هو كذلك). هل أنتم قادرون على فهم الحق؟ معظم الناس لا يستطيعون ذلك، ووحدهم القِلة الذين لديهم فهم روحي ويحبون الحق هم من يمكنهم تحقيق ذلك حقًا. إذًا، ما هي الشروط المسبقة لأولئك القادرين على تحقيق ذلك؟ بمقدورهم تحقيق ذلك إذا كان لديهم الفهم الروحي، والقدرة على الفهم، والسعي بصدق، وحب الحق والأمور الإيجابية. أما بالنسبة لأولئك الباقين الذين لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، فمن ناحية، يرجع ذلك إلى مشكلات في قدراتهم أو في فهمهم، ومن ناحية أخرى، يرجع إلى مشكلة الوقت. الأمر أشبه بمن هم في العشرينات من عمرهم؛ إذا طلبت منهم تحقيق ما يمكن أن يحققه شخص في الخمسينات من عمره ويجب عليه تحقيقه، أليس هذا إجبارًا لهم على فعل شيء يفوق قدراتهم؟ (بلى، هو كذلك). والآن فكر في الأمر، بماذا تتعلق قدرة الشخص على فهم الحق؟ (مستوى قدراته). الأمر يتعلق بمستوى قدراته. وماذا أيضًا؟ (ما إذا كان يسعى إلى الحق أم لا). الأمر له علاقة معينة بسعيه. بعض الناس في الواقع أكفاء من حيث إدراكهم، وسرعة تفكيرهم، ونسبة ذكائهم، وبمقدورهم فهم الحق، لكنهم لا يحبون الحق أو يسعون إليه. إنهم لا يشعرون بأي شيء إزاء الحق في قلوبهم، ولا يبذلون أي جهد في هذا الصدد. وبالنسبة لأشخاص مثل هؤلاء، سيظل الحق دائمًا شيئًا غامضًا وغير معروف، ومهما كان عدد السنوات التي يؤمنون فيها بالله، فلن تكون ذات فائدة.
حسنًا، لقد انتهيت من رواية قصصي. هل يمكن أن تساعدك حبكة هذه القصص ومحتواها على فهم بعض الحق؟ (نعم). لماذا أسرد هذه القصص؟ هل من الضروري سرد هذه القصص إذا كانت منفصلة عن ظروف الناس المعيشية، وشخصياتهم التي يكشفون عنها، وأفكارهم في الحياة الواقعية؟ (كلا). لن يكون ذلك ضروريًا. الأمور التي ناقشناها كلها ظواهر وحالات شائعة يكشف الناس عنها غالبًا في حياتهم، وهي مرتبطة بالشخصيات البشرية، والآراء، والأفكار. إذا كنتم تعتقدون – بعد الاستماع إلى هذه القصص – أنها مجرد قصص، وأنها طريفة بعض الشيء ومثيرة للاهتمام إلى حد ما ولكن هذا كل ما في الأمر، وأنكم غير قادرين على فهم الحق الموجود فيها، فلن تكون ذات فائدة لكم. يجب عليكم أن تفهموا بعض الحق من هذه القصص؛ على الأقل سيكون لذلك أثره التصحيحي في سلوككم، لا سيما آرائكم بشأن بعض الأمور، وسيُمكِّنكم من الرجوع عن طرق فهمكم المشوهة، وامتلاك فهم نقي لهذه الأمور. وهذا ليس فقط لتغيير سلوككم، ولكن من أجل الحل الجذري للحالات التي تنشأ عن شخصيات فاسدة. هل تفهمون؟ والآن، دعونا نعقد شركة عن الموضوع الرئيسي.
تشريح كيف أنَّ أضداد المسيح يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحقَّ ولا لله
رابعًا. تشريح تظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد للحق بمجرد أن يكتسبوا شيئًا من الخبرة والمعرفة
في المرة السابقة تحدثنا في البند الثامن من مظاهر أضداد المسيح: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله. ينقسم البند الثامن إلى أربعة مواضيع فرعية في مجموعها. لقد انتهينا من عقد شركة عن المواضيع الفرعية الثلاثة الأولى؛ فما هو الموضوع الرابع؟ (يتظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد الحق ما إن يكونوا قد اكتسبوا قليلًا من الخبرة والمعرفة، وتعلموا بعض الدروس). هذا هو الموضوع الفرعي الرابع من البند الثامن. وبطبيعة الحال، فإن هذا يتضمن أيضًا جانبًا من مظاهر موضوع البند الثامن؛ فهما مرتبطان. ما هو هذا الموضوع؟ أنهم يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، ولا يخضعون للحق ولا لله دعونا نقسم هذا الموضوع الفرعي ونتحدث عنه شيئًا فشيئًا. ما الاختبار والمعرفة والدروس، على التوالي؟ ما نوع الأشخاص الذين يمتلكونها؟ ما نوع الأشخاص الذين يحبون تزويد أنفسهم بها؟ ما نوع الأشخاص الذين يركزون على تزويد أنفسهم بهذه الأمور بدلًا من الحق؟ أي نوع من الناس يعتبرون هذه الأمور هي الحق؟ أولًا، ثمة أمر واحد مؤكد: بغض النظر عن مستوى قدرات هؤلاء الأشخاص، ومهما كان إدراكهم، فإن لديهم حبًا كبيرًا للمعرفة، وحبهم للمعرفة يتجاوز حبهم لواقع الحق. الهدف والاتجاه الذي يسعون إليه في إيمانهم بالله هو اكتساب بعض ما يسمى بالاختبار والمعرفة. إنهم يريدون أن يستخدموا هذه المعرفة وهذا الاختبار في تسليح أنفسهم بها وتغليفها بها، حتى يصبحوا على درجة أكبر من الذوق، والأناقة، والثقافة، وأكثر قدرةً على أن يكونوا موضع احترام وتبجيل شديد. بهذه المعرفة وهذا الاختبار، يعتقدون أن حياتهم أكثر قيمة، وأكثر إشباعًا، وأكثر امتلاءً بالثقة بالنفس. في رأيهم، إنهم يؤمنون بالله لتزويد أنفسهم بهذه المعرفة، وبالأقوال التي تتعلق باللاهوت، ومختلف جوانب الحس السليم، والمعرفة، والدروس. إنهم يعتقدون أنه من خلال تزويد أنفسهم بهذه الأمور، يمكنهم أن يحتلوا مكانًا في بيت الله، وفي هذه المجموعة من الناس. لذلك، فإن ما يفكرون فيه، ويعبدونه، ويتبعونه في قلوبهم كل يوم مرتبط بالمعرفة والاختبار وما إلى ذلك.
دعونا أولًا نلقي نظرة على أنواع المعرفة والاختبار والدروس الموجودة، وأي من هذه الأنواع يمكن أن يُطلق عليه التظاهر بأنه تجسيد الحق. أولاً، يمكن القول بيقين إنَّ هذه الأمور لا علاقة لها بالحق، ولا تتماشى مع الحق، وتتعارض مع الحق. قد تكون هذه أمور صحيحة وفقًا لمفاهيم الناس، أمور إيجابية وجميلة وجيدة وفقًا لمفاهيمهم. ولكن في الواقع، هذه الأمور في نظر الله، لا علاقة لها بالحق، بل إن هذه الأمور هي في الأساس مصدر إدانة الناس للحق، وهي الأصل والمصدر لمقاومة الناس لله ومفاهيمهم عنه. الاختبار والمعرفة والدروس – هل يوجد فرق في العمر والجنس بين من يكتسبون هذه الأمور؟ (كلا، لا يوجد). على الأرجح لا يوجد فرق. بعض الناس لديهم مواهب. ما هي المواهب؟ على سبيل المثال، بعد أن يستمع بعض الأشخاص إلى نظرية أو مقولة ما، ويستوعبوا المفاهيم الأساسية أو الجوهرية لهذه النظرية، فإن عقلهم يتفاعل بسرعة كبيرة. إنهم يعرفون على الفور كيف يشرحون مثل هذه النظرية أو المقولة، وكيف يحولونها إلى لغتهم الخاصة التي يستخدمونها للتحدث مع الآخرين. وبعد أن يستمعوا إلى هذه الأمور، يتذكرونها بسرعة؛ وهذا لا يعني أنهم على درجة عالية من الإدراك، بل لديهم فقط ذاكرة ممتازة، وهي نوع من الموهبة الخاصة. هل هناك أي شخص يمتلك موهبة كهذه؟ (نعم). هناك أشخاص من هذا القبيل يمكنهم، بعد أن تقول أنت شيئًا ما، أن يستخدموا هذا الشيء على الفور لاستنتاج شيء آخر. ويمكنهم، عند تقديم معلومات لهم عن أحد جوانب موضوع ما، أن يطبقوا هذه المعلومات على مجالات أخرى. إنهم بارعون جدًا في استخدام الموضوع محل النقاش لطرح أفكارهم الخاصة. إنهم جيدون جدًا في ما يتعلق بالأمور المنطقية واللغوية، مثل المسائل الخارجية والنظريات. هذا يعني أنهم بارعون في لعب ألعاب الكلمات، واستخدام النظريات لاستمالة الآخرين وإقناعهم. هناك بعض الأشخاص لديهم هذا النوع من الموهبة. إنهم فصيحون للغاية، ولديهم تفكير وردود أفعال سريعة للغاية. وعند سماعهم جانبًا من الحق، فإنهم بمهارتهم ومواهبهم التافهة، يفهمون هذا الجانب من الحق بصفته نوعًا من المعرفة والتعلم، ومن ثم يستخدمون هذا النوع من التعلم لعقد شركة مع الآخرين والقيام بما يسمى بعمل السقاية والرعي. ما تأثير ذلك على الناس؟ هل توجد أي نتائج جيدة؟ (كلا، لا توجد). لماذا؟ (هذا ليس عمليًا، ولا يكون لدى الناس مسار للممارسة عندما يسمعونه). بعد الاستماع إلى ما قاله هؤلاء الأشخاص، يعتقد الآخرون أن كل ما قالوه صحيح، وأنه لا توجد كلمة خاطئة ولا كلمة تخالف المبادئ؛ كله كلام صحيح. على الرغم من ذلك، عند تطبيقهم لهذه الكلمات، يشعرون أنها فارغة، وأنه لا يوجد هدف أو اتجاه عند الممارسة، وأنه لا يمكن استخدام هذه الكلمات كمبادئ للممارسة. ما هذه الكلمات إذًا؟ (تعاليم). إنها نوع من التعليم، ونوع من المعرفة. مثل هذه المظاهر لأضداد المسيح واضحة وبارزة للغاية. إنهم ينظرون إلى الحق باعتباره معرفة، أو أمرًا أكاديميًا، أو نظرية. بينما هم لا يفهمون الأمور إلا جزئيًا فقط، يطلبون دائمًا من الآخرين أن يفعلوا هذا أو ذاك. عندما لا يفهم الآخرون ويطلبون منهم أن يشرحوا بالتفصيل، لا يستطيع أضداد المسيح أن يشرحوا بوضوح، وبدلًا من ذلك يردون بدحض قائلين: "أنت لا تحب الحق. لو كنت تحب الحق، لكنت قادرًا على فهم ما أقول، ولكان لك طريق للممارسة". عند سماع ذلك، يعتقد بعض المشوشين الذين يفتقرون إلى التمييز، قائلين: "هذا صحيح. لو كنت أحب الحق فعلًا، لاستطعت فهم كلماته". الأشخاص الذين ليس لديهم تمييز، يشعرون أن ما يقوله هذا الشخص صحيح؛ وهو أنهم لا يفهمون الحق. إنهم يلقون بالمسؤولية على أنفسهم، ومن ثمَّ يضللهم أضداد المسيح فيضلون سبيلهم.
دعونا نتحدث الآن عن الاختبار. الاختبار هو أسلوب جُمع على مدار فترة طويلة من التعامل مع الأمور. هل لدى الأشخاص الذين عملوا لمدة يومين أي اختبار؟ (ليس لديهم). إذًا أولئك الذين عملوا لمدة 10 أعوام أو 20 عامًا لديهم اختبار بالتأكيد. بعض الناس يشعرون أن لديهم اختبار من العمل لسنوات عديدة، وأنه في ما يتعلق بما يجب أن يفعلوه حال تعرضهم لأمور معينة، وكيفية التعامل مع أنواع معينة من الناس، وأنواع التعاليم التي يجب أن يتحدثوا بها مع أي نوع من الناس، فإنهم يعرفون كل شيء. ونتيجة لذلك، عندما يحدث، يومًا ما، أمر جديد لا يعرفون عنه شيئًا، فإنهم يقلبون سجلات عملهم على مدى العشرين عامًا الماضية، ويفكرون فيها مليًا، ثم يطبقون هذه الأقوال والممارسات السابقة، دون تمييز. وعندما يتصرفون بهذه الطريقة، فإن أولئك الذين لا يفهمون الحق يظلون يعتقدون أن ما يفعلونه يتماشى مع الحق، بينما ينظر أولئك الذين يفهمون الحق ويقولون: "هذا الشخص يتصرف بغير هدى. ليس لديه مبادئ في عمله؛ فهو يعتمد كليًا على الاختبار، ولا يفهم مقصد الله، ولا يفهم كيف يتصرف بطريقة تحافظ على مصالح بيت الله وتتفق مع مبادئ بيت الله في كيفية معاملة الناس. إنه يطبق اللوائح بغير هدى". ثمة مشكلة هنا. إذا كان الشخص العادي قد عمل لفترة قصيرة فقط، فقد لا يكون لديه رأس المال ليقول: "لديَّ اختبار؛ أنا لست خائفًا. لقد عملت لسنوات عديدة. "أي نوع من الأشخاص لم أره، وأي أمور لم أتعامل معها؟ لكن هؤلاء الناس يجرؤون على قول ذلك. حتى لو تعاملتَ مع الكثير من الأمور، ومع كثير من الأنواع المختلفة للناس، هل يمكنك ضمان أنك تتصرف وفقًا لمبادئ الحق في التعامل مع كل مسألة، وعند التعامل مع كل شخص؟ في الحقيقة، هذا أمر لا تجرؤ على ضمانه. أما أولئك الذين يعتبرون الخبرة والروتين مثل الحق، إذا اعترض عليهم أحد قالوا: "أنا أعمل منذ سنوات عديدة. وقد عبرت جسورًا أكثر مما مشيت أنت عليه من طُرق، ومع ذلك ما تزال تجرؤ على الاختلاف معي؟ اذهب إلى بيتك وصلِّ، لمَ لا تفعل ذلك!" لا يجرؤ أحد على قول كلمة "لا" أمامهم، أو طرح آراء مختلفة، أو التفوه بكلمة مُخالِفة. ما هذا السلوك؟ إنه النظر إلى الخبرة على أنها الحق واعتقاد المرء بأنه تجسيد الحق. يقول البعض: "أنا لا أنظر إلى نفسي على أنها تجسيد الحق؛ من يجرؤ على حمل مثل هذا اللقب؟ الله وحده هو الحق. أنا لم أتصرف بهذه الطريقة قط، ولم أفكر قط على هذا النحو". من الناحية الذاتية، أنت لا تفكر بهذه الطريقة، ولا تنوي التصرف على هذا النحو. لكن من الناحية الموضوعية، فإن طريقتك في القيام بالأشياء، وسلوكك، وجوهر أفعالك تميزك في نهاية المطاف كشخص ينظر إلى نفسه على أنه تجسيد الحق. لماذا تحمل الناس على أن يطيعوا اقتراحاتك حرفيًا؟ إذا كنت لا تعتبر نفسك إلهًا، وكنت مجرد شخص عادي، فهل أنت مؤهل لجعل الآخرين يطيعونك؟ (كلا، لست مؤهلًا). هناك ظرف واحد يمكن للناس فيه أن يطيعوك، وهو إذا كنت تفهم الحق؛ إذا كنت شخصًا يفهم الحق. ورغم ذلك، حتى لو كنت شخصًا يفهم الحق، فأنت ما تزال مجرد شخص عادي، وهل يمكن لشخص عادي أن يكون تجسيد الحق؟ (كلا، لا يمكنه ذلك). لو استطاع أحد أن يفهم كل الكلام الذي تحدث به الله، وكل الحق الذي يطلب الله من الإنسان أن يفهمه، فهل يمكن أن يصبح هذا الشخص تجسيد الحق؟ (كلا، لا يمكنه ذلك). يقول البعض: "قد يكون ذلك لأنهم لم يُكمَّل. كان بطرس رجلًا مكمَّلًا. هل يمكن أن يُسمَّى بطرس بأنه تجسيد الحق؟" كون المرء مكمَّلًا لا يجعله تجسيد الحق، هل تعرف لماذا؟ (هناك اختلاف في الجوهر). هناك اختلاف في الجوهر؛ هذا أحد الجوانب. ما إذا كان ممكنًّا للإنسان أن يصبح تجسيد الحق؛ هذه مسألة يجب أن نناقشها. لماذا يقال إن الإنسان لا يمكن أن يكون تجسيد الحق؟ هل تجسيد الحق مجرد مسألة جوهر؟ يقول البعض: "يولد الإنسان ككائن مخلوق، والذي في السماء هو الخالق بطبيعته. لسنا بحاجة إلى الجدال في هذا الأمر؛ سيكون الله دائمًا هو تجسيد اللحق. إذًا هل لأن المسيح يفهم الحق ويملك الحق فهو تجسيد الحق؟ إذا حصلنا على كل الحقائق من الله، فهل يمكن أن نُدعى أيضًا تجسيد الحق؟". ويقول آخرون: "لا يمكنكم ذلك. لقد كنت أعتقد أنه عندما يفهم الناس المزيد من الحق، يمكن أن يصبح الواحد منهم مسيحًا ويصبح إلهًا. والآن أعلم أن هذا الجوهر لا يمكن تبديله ولا يمكن تغييره". لقد وصل فهمه إلى هذه النقطة. إذًا، هل أنتم قادرون على فهم هذا الأمر بدرجة أكبر من ذلك؟ يجب أن تفهموا هذا الأمر ما إن أنتهي من عقد شركة معكم. بالحديث عن تجسيد الحق، ما هو هذا "التجسيد" بالضبط؟ هذا المصطلح تجريدي بعض الشيء، لذا دعونا نُبسِّطه. الله ذاته هو الحق، وهو يملك كل الحقائق. الله هو مصدر الحق. ينبع كل شيء إيجابي وكل حق من الله. هو يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء والأحداث وخطئِها. يستطيع الحكم على أشياء قد حصلت، وأشياء تحصل الآن، وأشياء مستقبلية لا يعرفها الإنسان بعد. الله هو القاضي الوحيد الذي يستطيع الحكم على صحة كل الأشياء وخطئِها، وهذا يعني أنّ صحة كل الأشياء وخطأها لا يمكن أن يحكم عليها سوى الله. فهو يعرف معايير كل الأشياء. ويستطيع أن يعبر عن الحقائق في أي وقت ومكان. الله هو تجسيد الحق؛ ما يعني أنّه هو بذاته يملك جوهر الحق. حتى وإنْ فهم الإنسان كثيرًا من الحقائق وكمّله الله، هل ستكون له حينئذٍ أي علاقة بتجسيد الحق؟ لا. هذا مؤكد. عندما يكمَّل الإنسان، فإنه – بخصوص العمل الحالي لله ومختلف المعايير التي يطلبها من الإنسان – سيكون لديه حكم دقيق، وطرقٌ دقيقةٌ للممارسة، وسيفهم مقاصد الله تمامًا. ويستطيع التفريق بين ما هو من الله وما هو من الإنسان، وبين ما هو صواب وما هو خطأ. لكن توجد بعض الأمور التي تبقى بعيدة المنال وغير واضحة للإنسان، أمور لا يستطيع أن يعرفها إلا بعد أن يخبره الله عنها. هل يستطيع الإنسان أن يعلم أو يتنبأ بأشياء غير معروفة حتى الآن، أشياء لم يخبره الله عنها بعد؟ كلا، مطلقًا. علاوةً على هذا، حتى لو كسب الإنسان الحق من الله، وامتلك واقع الحق وعرف جوهر الكثير من الحقائق، وامتلك القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، فهل سيمتلك القدرة على السيطرة على كل الأشياء وحكمها. لن يمتلك هذه القدرة. ذلك هو الفرق بين الله والإنسان. لا تستطيع الكائنات المخلوقة أن تكسب الحق قط سوى من مصدر الحق. هل تستطيع أن تكسب الحق من الإنسان؟ هل الإنسان هو الحق؟ هل يستطيع الإنسان أن يزوّد الآخرين بالحق؟ لا يستطيع، وهنا يكمن الفرق. لا يمكنك سوى أن تتلقّى الحق، لا أن تزوِّد الآخرين به، هل يمكن أن تُسمَّى تجسيد الحق؟ كلا، مطلقًا! ما هو بالضبط جوهر تجسيد الحق؟ إنّ المصدر هو الذي يزوّد الحق، مصدر الحكم والسيادة على كل الأشياء، وهو أيضًا المعيار والمقياس الوحيد الذي تُحكَم وفقًا له كل الأشياء والأحداث؛ هذا هو تجسيد الحق. غالبًا ما يرفض أضداد المسيح قبول هذه النقطة. إنهم يؤمنون أن المعرفة قوة، وأن الاختبار سلاح يتسلح به الناس ليصبحوا أقوياء، وأنه عندما يمتلك الناس الخبرة والمعرفة وهذه الدروس يمكنهم السيطرة على كل شيء. يمكنهم التحكم في أقدار الناس، والتحكم في أفكار الناس والتأثير عليها، وحتى التأثير على سلوك الناس. أو سوف يظن البعض أن هذه الأمور يمكن أن ترشد الناس، وتغير عقولهم، وتغير شخصياتهم. أي نوع من الأفكار هذه؟ (أفكار أضداد المسيح). هذه هي أفكار أضداد المسيح. لماذا يمكن لله أن يسود على قدر البشرية؟ الله هو واقع كل الأمور الإيجابية، وكلامه هو واقع كل الأمور الإيجابية. ما هو جوهر الله؟ جوهر الله هو الحق، ولهذا السبب هو قادر على أن يسود على قدر البشرية. لا يرى أضداد المسيح هذه النقطة أو يعترفون بها، فضلًا عن أن يقبلوها. إنهم يعتبرون أن الحق هو تلك الأمور التي تأتي من الناس، ومن المعرفة، ومن المجتمع والتي يعتبرها البشر الأشرار على أنها الحق، ويحاولون استخدام هذه الأمور لتضليل الناس والسيطرة عليهم والحصول على مكان في الكنيسة وبين شعب الله المختار. ما غرضهم من تضليل الناس؟ ما الغرض من دراستهم لهذه الأمور وتجهيز أنفسهم بها؟ الغرض هو جعل الناس يطيعونهم ويستمعون إلى كلامهم. ما غرضهم في جعل الناس يستمعون إلى كلماتهم؟ (للسيطرة عليهم). هذا صحيح، غرضهم هو السيطرة عليهم. وهذا يعني أنهم عندما ينطقون ببعض الكلمات، فسوف يمتثل الناس لهم، ويتم التلاعب بهم، ويصبحون أدواتهم وعبيدهم. ولأن الناس يتقبلون وجهات نظرهم، ويقبلون ما يسمى باختبارهم ومعارفهم ودروسهم، فإن هؤلاء الناس يعبدونهم بعد ذلك. أليست عبادتهم تعني الاستماع إليهم؟ (بلى، تعني ذلك). أليس الاستماع إليهم يعني أن هؤلاء الأشخاص يمكن التلاعب بهم بسهولة؟ ألم ينجح أضداد المسيح؟ (بلى، لقد نجحوا). إذا استمع إليهم أحد، ألا يعني هذا أنه قد أُخِذ بعيدًا عن الله؟ (بلى، يعني ذلك). هذا يجعل أضداد المسيح سعداء، وهذا هو غرضهم. في واقع الأمر، هم في أعماق قلوبهم، إنهم لا يؤمنون بالضرورة إيمانًا قاطعًا بأنهم تجسيد الحق، وأنهم الحق، لكنهم يفكرون هكذا ويتصرفون هكذا. لماذا يفكرون ويتصرفون بهذه الطريقة؟ إنهم يعتقدون أن معرفتهم واختبارهم وكل ما أتى من مواهبهم صحيح، وهم يريدون استخدام هذه الأمور للسيطرة على الناس والإمساك بهم بقوة من أيديهم. من الواضح أن بعض معرفتهم واختبارهم ودروسهم هي كلام شيطاني يهدف إلى خداع الناس. بعضها، وإن لم يكن واضحًا، لها مخططات ومؤامرات ماكرة ودسائس مخفية، ومن لا يستطيع أن يُدرك حقيقتها سوف يُضلل. ما هي عواقب التعرض للتضليل؟ يبتعد الناس عن الله، ولا يعودون يفهمون الحق، ويعتبرون المعرفة البشرية والاختبار والدروس كأنها الحق، وينحون كلام الله جانبًا. يصبح الناس مشوَّشين للغاية بشأن كلام الله، لكنهم يهتمون كثيرًا بهذه المعرفة وهذا الاختبار ويقدرونهما، حتى إنهم يبذلون جهدًا في ممارستهما وتنفيذهما. هذا هو الغرض من أفعال أضداد المسيح. لو لم يكن لديهم مثل هذا الطموح للتلاعب بالناس، والسيطرة عليهم، وحملهم على الطاعة، فهل كانوا ليزودوا أنفسهم بهذه الأمور؟ ما كانوا ليبذلوا أي جهد في سبيل ذلك. إن لديهم هدفًا؛ وإحساسهم بالغرض واضح للغاية. ما هو هذا الغرض الواضح؟ (السيطرة على الناس). إنه السيطرة على الناس. وبغض النظر عما إذا كانوا يسيطرون على مجموعة كاملة من الناس أو على جزء منهم فقط، فهل سيستطيعون السيطرة على أي شخص دون أساس نظري؟ عليهم أولًا أن يجدوا أولاً مجموعة من الأفكار والنظريات تكون هي الأكثر انسجامًا مع مفاهيم الناس وتصوراتهم والأكثر ملاءمة لأذواقهم، وأن يستخدموا كل وسيلة ممكنة لنشرها بين الناس. وهذا يعني غسيل أدمغة الناس، والقيام بعمل نفسي عليهم، وتلقينهم باستمرار، وجعل الناس يستمعون إلى هذه الأفكار ووجهات النظر ويألفونها ويتقبلونها. في الواقع، يُلقَّن الناس على نحو سلبي، وتُغسَل أدمغتهم على نحو سلبي أيضًا، وهم يقبلون هذه الآراء دون وعي منهم. ولأن الناس لا يملكون القدرة الداخلية على التمييز بين الصواب والخطأ، قبل أن يفهموا الحق، فليس لديهم القدرة على مقاومة هذه الأمور؛ ليس لديهم أجسام مضادة لذلك. عندما يقبل الناس هذه الآراء المغلوطة، سرعان ما يقعون في أسرها. ما المقصود بكلمة "يقعون في أسرها"؟ هذا يعني أنه بعد قبول الناس لهذه الآراء، يصبحون أكثر إصرارًا على الاعتقاد بأن هذه الأمور صحيحة ويستخدمون هذه الآراء باستمرار لإقناع أنفسهم والآخرين. لقد تم تضليلهم والسيطرة عليهم، وهكذا يحقق الشيطان هدفه عندما يضلل الناس.
البعض ممن تعلموا بعض المهارات الاحترافية المميزة في العالم، أو أولئك الذين لهم مكانة اجتماعية خاصة في المجتمع، يكون لديهم فكر مشترك بعد مجيئهم إلى بيت الله، مما يؤدي إلى ظهور مظهر مشترك لديهم. ما هذا الفكر؟ إنهم يعتبرون أنفسهم النخبة في المجتمع. من هم النخبة؟ إنهم أشخاص يبرزون في المجموعات. لقد حصلوا على تعليم عال خاص، كما أن مواهبهم ومستوى قدراتهم، وهباتهم تفوق البقية. ماذا يعني أن يتفوقوا على الآخرين؟ يعني أن من بين مجموعة من الناس، هم يتمتعون بتفكير متميز، وذكاء، وفصاحة، ولديهم قدرة خاصة على فهم أمور ومهارات معينة. هذا ما يسمى بالتفوق على الآخرين، وهؤلاء الأشخاص معروفون بالنخبة في المجتمع. كل بلد ينمِّي هذا النوع من الأشخاص. ما الغرض من تنميتهم؟ الغرض هو جعل البلد يتطور أسرع. عندما يكرس مثل هؤلاء الأشخاص أنفسهم لمختلف المناصب، تتسارع التنمية في جميع مناحي الحياة. هل مكانة مثل هؤلاء الأشخاص في المجتمع عالية أم منخفضة؟ (عالية). بالتأكيد ليست لديهم مكانة عادية. لديهم بعض المواهب الخاصة، وتعلموا بعض المعارف الخاصة، وتلقوا تعليمًا خاصًا. مستوى قدراتهم، ومواهبهم، ومعارفهم المكتسبة أعلى من تلك التي لدى الأشخاص العاديين. إذا جاء هؤلاء الأشخاص إلى الكنيسة، فماذا تكون عقليتهم؟ ما هو أول ما يخطر ببالهم؟ أولًا، يعتقدون: "إنَّ الدب الضعيف يظل أقوى من الغزال. على الرغم من أنني بعد الإيمان بالله لا أسعى إلى الدنيا ولا أتمتع بالشهرة هنا، فإنني بالنظر إلى ما تلقيته من تعليم خاص، وكذلك المعرفة التي تعلمتها، وما تزودت به من مواهب، ينبغي أن أكون قائدًا بينكم. في بيت الله، ينبغي أن أكون دعامة أساسية وركيزة. ينبغي أن أكون الشخص يقود ويرشد". أليست هذه هي الطريقة التي يفكرون بها؟ علامَ يستند هذا التفكير؟ لو كانوا مزارعين متواضعين، هل كانوا سيجرؤون على التفكير بهذه الطريقة؟ (ما كانوا ليجرؤوا). لمَ لا؟ (ليس لديهم رأس المال). ليس لديهم رأس المال للتفكير بهذه الطريقة. إذًا، أي نوع من الناس يمكنهم التفكير الطريقة؟ إنهم جميعًا أشخاص لديهم معرفة معينة، وهبات، ومواهب، وما يسمى بمستوى القدرات. عندما يأتون إلى بيت الله، يفكرون: "لم أعد أسعى وراء الدنيا. الدنيا شريرة للغاية، لذلك سوف آتي إلى بيت الله وأسعى هناك بدلاً من ذلك. في بيت الله، يمكنني أن أحصل على الأقل على منصب قائد أو عامل". هل يُضمرون نوايا حسنة؟ (كلا). لماذا لا يُضمرون نوايا حسنة؟ الأمور التي تعلموها ومكانتهم الاجتماعية تضر بهم بشدة. إذا لم يسعوا إلى الحق، فلن ينزلوا أبدًا عن مثل هذا المنصب في حياتهم. سوف يشعرون دائمًا أنهم في أعالي السحاب، لكنهم في الواقع، من وجهة نظر الله، لا يختلفون عن أي كائن مخلوق عادي. سيضعون أنفسهم دائمًا في مكان عالٍ في السحاب. أليس هذا خطيرًا؟ إذا سقطوا فسوف يسقطون بشدة، وقد تكون حياتهم في خطر! لماذا يشعر هؤلاء الناس أنهم يجب أن يحظوا بمكانة عالية، ويجب أن يُعبدوا، وأن يلتف حولهم الكثير من الناس، وأن يُستشاروا في كل أمر، وأن يُستمع إلى آرائهم، وأن يوضعوا في الاعتبار وفي المقام الأول في كل شيء؟ لماذا يفكرون في كثير من "الواجبات"؟ لأنهم يولون أهمية كبيرة لمكانتهم الاجتماعية، ومعرفتهم والأمور المميزة التي تعلموها. إنهم يفكرون: "مهما بلغ مقدار التحدث بالحق أو مهما علا التحدث به، فإن هذه الأمور التي أملكها لا تزال ذات قيمة؛ فهي أكثر قيمة من الحق، ولا يمكن أن يحل محلها الحق. في المجتمع، أنا رئيس شركة. أدير آلاف الأشخاص. وبإشارة من ذراعي، يجب على الجميع الاستماع إليَّ. أملك مثل هذه القوة العظيمة؛ لذا فكر فقط في نوع المنصب والمكانة اللذين أحملهما! من بين هؤلاء الأشخاص الصغار في بيت الله، كم عدد من هم أعلى مني؟ حينما أنظر حولي، لا أرى الكثير من الأشخاص المميزين. لو كنت أنا من يديرهم، فلن تكون ثمة مشكلة؛ لن تكون مسألة كبيرة!" لنفترض أنك تخبرهم: "حسنًا. من الجيد أن يكون لديك هذا الطموح. سوف أُلبي رغبتك، وسأوصي بك كقائد في الكنيسة. فلتحضِر هؤلاء الأشخاص أمام الله ليعرفوا كيف يقرأون كلام الله ويطبقون الحق، ولتساند الضعفاء والسلبيين وأولئك الذين لا يقومون بواجبهم". سوف يقولون: "هذا سهل. فعندما كنت في مجال الأعمال، قمت بكل ذلك العمل النفسي. هذا شيء أجيده". ماذا يحدث بعد وضع أكثر من ثلاثين شخصًا في الكنيسة بين أيديهم؟ في أقل من شهرين، يصبح الضعفاء أضعف، والسلبيون أكثر سلبية، ولا يستطيع من ينشرون الإنجيل أن يكسبوا الناس. أولئك الذين لا يعرفون كيف يقرأون كلام الله يغشاهم النعاس ما إن يحين وقت الاجتماع، ولا يعودون يرغبون حتى في الاستماع إلى عظات من الأعلى. وعندما يُسأل الواحد منهم: "ألست قادرًا تمامًا؟" يقول: "بلى، لقد كنت رئيسًا. قدراتي واضحة!" أيًا يكن نوع الرؤساء الذي أنت عليه في الدنيا، فهو بلا فائدة. إذا كنت لا تفهم الحق، فأنت شخص عادي في القيام بأعمال الكنيسة. إذا سُمح لهؤلاء الأشخاص بتولي مسؤولية عمل الإنجيل، فلن ينخرطوا إلا في شكليات سطحية لا فائدة منها، ولن يحصلوا على أي نتائج، وكنيسة تضم عشرات الأشخاص لن تُسقى جيدًا. ما الذي يجري هنا؟ مثل هؤلاء الأشخاص ذوي المعرفة كانوا في السابق رؤساء شركات ومديرين في المجتمع، فلماذا لا يستطيعون إظهار مهاراتهم عندما يأتون إلى بيت الله؟ (الروح القدس لا يحفظهم). إن عدم حفظ الروح القدس لهم هو أحد الجوانب، ولكن ما هو السبب الرئيسي؟ هم لا يفهمون الحق، لذلك عندما يتعلق الأمر بحالات الناس، وشخصياتهم الفاسدة، ومتطلبات الله للإنسان، وكلام الله الذي يكشف الإنسان، والطريقة التي يتكلم بها الله، فإنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي ولا يمكنهم إدراك حقيقة ما يجري في هذه الأمور، ويتصرفون بطريقة عمياء وسطحية فحسب. إنهم يعتقدون أن عمل الكنيسة مثل إدارة الأعمال في الدنيا، وأنهم ما داموا يلهمون عقول الناس ويثيرون حماسهم، فإنهم سيكونون قد قاموا بعمل جيد. إنهم يعتقدون أن عليهم من ناحية، القيام بعمل نفسي، ومن ناحية أخرى، الاستفادة جيدًا من طرقهم الراسخة في التعامل مع الأمور في الدنيا، محاولين رشوة من هم فوقهم وشراء من هم دونهم. إنهم يعتقدون أنك ما دمت تضمن حصول الناس على المال، فسوف يستمعون إليك ويتبعونك؛ يعتقدون أن الأمر بهذه البساطة. الأمور الخارجية لا تنطوي على الحق. في الإيمان بالله، كل ما يفعله المرء ينطوي على الحق وتغيرات في الشخصية. هل سيجدي استخدام الأساليب نفسها التي استخدموها في الدنيا؟ (كلا). لن يجدي. عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع حالات الناس، وكيفية التعامل مع نقاط ضعفهم، وكيفية دعم الناس جيدًا، وكيفية التعامل مع مفاهيم الناس عن الله، وكيفية جعل الناس يعرفون أنفسهم عندما يكشفون عن شخصياتهم الفاسدة، وكيفية جعل الناس صادقين، فإنهم جاهلون تمامًا، بل إنهم يتحدثون بالهراء ويفرضون اللوائح بغير هدى. على سبيل المثال، إذا قال شخص ما كلامًا غير متقن، ويفتقر إلى الفهم الروحي، فسيقولون إن مستوى قدرات هذا الشخص سيء، ولا يسعى إلى الحق. إنهم فقط يطبقون اللوائح بغير هدى، ويفعلون ذلك بهذه الطريقة وحتى لا يجد الآخرون طريقًا إلى الأمام، ما يزعجهم ويجعلهم يفتقرون إل الدافع. أولئك الذين يقومون بواجبهم لا تعود لديهم أي طاقة لذلك، بينما يصبح السلبيون أكثر سلبية. يقول بعض الناس إنه سيكون من الأفضل لهم قراءة كلمات الله في المنزل، إذا كان مثل هذا الشخص يقود كنيستهم. ما سبب ذلك؟ عندما يقودون كنيسة، فإنهم يتسببون في فقدان الناس للدافع، مما يجعلهم لا يعودون راغبين في الإيمان بالله. لماذا لا يرغب الناس في أن يؤمنوا؟ لأن الناس في الأصل كانت لديهم رؤية واضحة قليلًا، لكن تصرفات هذا الشخص تزعجهم وتُربكهم. لم يكن في قلوب هؤلاء الناس أي حق من البداية؛ فقط فهم للتعاليم. وبعد أن يزعجهم هذا الشخص، يصبحون على درجة أكبر من تشوش الذهن، ولا يعودون قادرين على فهم عمل الروح القدس. وجود الله نفسه يصبح غير واضح بعض الشيء. فما نوع الأساليب التي يستخدمونها للوصول بالناس إلى هذه النقطة؟ على سبيل المثال، هل عبارة "الإنسان خلقه الله" حق؟ (نعم). يجب أن تستخدم بصيرتك الحقيقية، وفهمك، واختبارك لإثبات هذه العبارة حتى يتمكن الإخوة والأخوات من أن يؤمنوا على نحو راسخ بأن هذه العبارة هي الحق والصواب، ويقتنعوا بأن البشرية جاءت من الله، ومن ثمَّ يزداد إيمانهم بالله. ما إن يكون لدى المرء إيمان بالله، عندما يقبل التأديب أو يعاني من بعض المشقة أو الاضطهاد، سيكون لديه قوة في قلبه. هذه حقيقة. لكن ماذا يقول هؤلاء الناس؟ "ثمة برنامج تلفزيوني يقول إنه تم اكتشاف أن البشر عاشوا في قبائل قبل 100 مليون سنة". عندما يتباهون بمعرفتهم ويتحدثون عن التاريخ بهذه الطريقة، فإن كل من يسمعهم يصاب بالحيرة: "ألم يُقل إن الإنسان خلقه الله؟ عندما تتحدث بهذه الطريقة، فالأمر لا يبدو كذلك. هل جاء الإنسان من القردة؟" انظر، إلى أين أخذوا الناس؟ أليس هذا أذىً للناس؟ (إنه كذلك). متى سنحت لهم الفرصة، يتباهون بمعرفتهم ويتحدثون عن التاريخ والفلسفة وكيفية تعاملهم وتواطؤهم مع المسؤولين الحكوميين في الدنيا، فقط يتباهون بهذه الأمور. عندما يتباهون بهذه الطريقة، وعندما يسمع هذه الأمور بعض الإخوة والأخوات الذين هم صغار القامة، وضعفاء، وإيمانهم قليل، أين تذهب قلوبهم؟ (يركضون نحو الدنيا). هذا صحيح. ما الذي يعنيه ذلك؟ لقد تخلوا عن هؤلاء الأشخاص الذين ائتمنوا عليهم. من الواضح أنهم أشخاص عاديون. ليس الأمر فحسب أنهم لا يفهمون أمور الدخول في الحياة، بل هم أيضًا لا يفهمون ما هي وظيفتهم، فضلًا عن الأمور الروحية في الحياة أو التغيرات في الشخصيات. إنهم لا يفهمون أيًا من هذا، ومع ذلك لا يزالون يتظاهرون بأنهم يفهمون الحق، ويريدون أن يكونوا رعاة لقيادة شعب الله المختار. أليس هذا سخيفًا؟ إذا كنت لا تفهم الأمور الروحية في الحياة، فماذا يجب أن تفعل عند اختيارك كقائد؟ تقول: "أنا شخص عادي، ولم أقُد كنيسة قط. وعليَّ أن أطلب وأرى ما تشترطه ترتيبات العمل في هذا الشأن، وعليَّ أن أجد أشخاصًا يفهمون ذلك لأعقد معهم الشركة عن الكيفية التي يجب تنفيذ العمل بها، أو أجد إخوة وأخوات يفهمون الحق وأُنسِّق معهم". هل هذا هو الموقف الصحيح؟ (إنه كذلك). لكن بعض الأشخاص لا يفعلون ذلك. إنهم يتفاخرون ويقولون: "تريدونني أن أُنسِّق مع الآخرين؛ من لديه مؤهلات أعلى مني؟ من لديه مكانة اجتماعية أعلى مني؟ أنا مشهور جدًا في المجتمع. يجب على كل من يقابلني أن يُظهر بعض الاحترام". إنهم فقط يتفاخرون ويتباهون بقدراتهم بهذه الطريقة. عندما يقودون كنيسة هكذا، هل يظل لدى الإخوة والأخوات أمل في الدخول إلى واقع الحق؟ (كلا). لا يظل لديهم. ورغم أن هذا هو الحال، فإن هؤلاء الأشخاص لا يزالون يجعلون الآخرين يبلغونهم بكل شيء. هؤلاء الأبالسة ذهبوا إلى الجامعة لبعض الوقت، ولديهم قدر من المعرفة، ولذلك يتجرؤون على التباهي والاحتيال في المجتمع العلماني، وعلى فعل كل أنواع الأشياء السيئة. إن لديهم بعض وسائل البقاء، لذلك يريدون أن يأتوا إلى بيت الله لتحقيق شيء ما. من أجل الحصول على المكانة وجلب المجد لأسلافهم، فإنهم يريدون حتى التظاهر بأنهم تجسيد الحق حتى يستمع إليهم شعب الله المختار ويتبعهم. ماذا يعني "تجسيد الحق" بالنسبة لهم؟ إنه يعني: "كل فكرة من أفكاري، ونُهُجي، وآرائي يجب عليكم جميعًا أن تتمسكوا بها على أنها الحق. لقد وضعت قاعدة لك: يجب إبلاغي بجميع الفواتير، حتى تلك التي تقل قيمتها عن خمسة دولارات". ويقول آخرون: "لا داعي للإبلاغ عن خمسة دولارات. نحن أيضا لدينا نطاق سلطة. ألا يمكننا أن نتصرف فحسب وفقًا للمبدأ؟" ما الذي يفكرون فيه؟ "كيف يمكن أن يكون ذلك مقبولًا؟ هذا أمر مهم للغاية. أنا القائد. أنا وحدي صاحب القول الفصل!" رغم أنهم لا يقولون ذلك، فإنَّ هذه هي الطريقة التي يفكرون بها في قلوبهم. هكذا يسيطرون على الناس. يمكن أن يفعلوا أي شيء سيئ أو يخدعوا الآخرين. عندما يخدعون الآخرين ويؤذونهم، لا يرف لهم جفن، ولا تخفق قلوبهم، ولا يشعرون بالقلق في داخلهم على الإطلاق. وعندما يُعطَوْنَ منصبًا في بيت الله، يتجرأون على أخذه. وما إن يأخذوه، لا يريدون أن يتنازلوا عنه ويرغبون في التظاهر بأنهم تجسيد الحق لإجبار الآخرين على الطاعة. هل مثل هؤلاء الأشخاص موجودون؟ (إنهم موجودون).
ثمة أُناس، على الرغم من إيمانهم بالله، لا يبذلون أنفسهم طواعيةً وعن طيب خاطر من أجله، بل يؤدون واجبهم على مضض. إنهم يفكرون فقط في العمل من أجل الحصول على البركات، لكنهم غير مستعدين للسعي نحو الحق. عند أداء واجباتهم، فإنهم غالبًا ما يتصرفون بلا مبالاة، ودونما تدقيق، ويكتفون بتحقيق بعض النتائج فقط حتى لا يتم إخراجهم. لكن بغض النظر عما إذا كان الناس يؤمنون بالله حقًا ويبذلون أنفسهم من أجله، فإن الله يعطي الناس فرصة للتوبة. لن يدينك الله لأنك لا تفهم الحق أو تتصرف بلا مبالاة عند أداء واجبك. سوف يمحصك الله باستمرار ليرى ما إذا كان بإمكانك قبول الحق، وما إذا كان بإمكانك التوبة حقًا واتخاذ مسار الحياة الصحيح. يعتمد الأمر على كيفية اختيارك. بعض الناس لم يفهموا أي حق عندما بدأوا في أداء واجباتهم، لكن لأنهم كثيرًا ما يستمعون إلى العظات، وكثيرًا ما يجتمعون ويعقدون الشركة، فقد أصبحوا يفهمون الحق تدريجيًا. تصبح قلوبهم أكثر فأكثر إشراقًا، ويرون أنهم يفتقرون إلى الكثير، وليس لديهم أي حق على الإطلاق، وليس لديهم مبادئ في أداء واجباتهم، بل يقومون فحسب ببعض الأعمال وفقًا لرغباتهم الخاصة. إنهم يشعرون أن أداء واجباتهم بهذه الطريقة لا يتوافق مع مقاصد الله، وتصبح قلوبهم نادمة. يبدأون في السعي نحو الحق، ويحققون نتائج أفضل وأفضل عند أداء واجباتهم. وهكذا، من ناحية، يكتسبون الدخول في الحياة، ومن ناحية أخرى، يصبحون مؤهلين تدريجيًا في أداء واجباتهم. هذا شخص يمكنه قبول الحق في أداء واجباته. ومع اتضاح فهمهم للحق تدريجيًا، يمكنهم أن يروا بوضوح كشوفتهم عن الفساد. يمكنهم أن يَصِلُوا إلى الله وأن يعتمدوا عليه في قلوبهم، وأن يكونوا راغبين في طرح فسادهم بعيدًا، وأن يطبقوا الحق، ويسلكوا طريق طلب الحق. هذا هو التطور التدريجي للحياة في أثناء أداء المرء لواجبه. كل أولئك الذين يتبعون الله يتوصلون إلى فهم الحق ويدخلون إلى واقع الحق في أثناء أداء واجباتهم. إذا كان المرء لا يحب الحق، فهل يمكن أن يكون هناك مثل هذا التغيير؟ بالطبع لا. بعض الناس متعجرفون ومغرورون للغاية. عندما يأتون إلى بيت الله، لا سيما بعد القيام بواجبهم، يصبح مدى هذا جليًا. يعقدون أذرعهم متقاطعة على صدورهم أو يضعون أيديهم على أوراكهم، مظهرين بذلك التحدي والاستياء. لماذا هم متعجرفون للغاية؟ إنهم يقولون في قلوبهم: "من أجل الإيمان بالله والقيام بواجبي، تخليتُ عن العالم وعائلتي وعملي. أليس هذا الثمن مرتفعًا؟ لقد تخلت عن الكثير من أجل الله. ألا يجب أن يعطيني الله بعض التعويض؟ إضافةً إلى ذلك، وفقًا لمكانتي ودخلي في المجتمع، ألا ينبغي لبيت الله أن يعاملني على الأقل بالمعاملة نفسها؟ الآن إذ أؤدي واجبي، ألا يمكن أن يمنحني الله بعض الفضل الخاص؟ فأنا موهبة خاصة، وأفضل بكثير من الأشخاص العاديين. يجب أن تكون لي مكانة في بيت الله. لو كان بإمكان الآخرين أن يقودوا، فبمقدوري أنا أيضًا أن أقود. لا ينبغي لمكانتي أن تكون أقل من الآخرين، وينبغي أن أتمتع بمعاملة أعلى من الأشخاص العاديين. والأهم من ذلك، هل يمكن أن يطمئنني الله بأنني سأحصل على البركات وأنه سيكون لي غاية جيدة في المستقبل؟". يمكننا، من خلال الأفكار التي في قلوبهم، أن نرى أنهم جاؤوا لعقد صفقة مع الله، وليس لبذل أنفسهم بإخلاص من أجله. إنهم يفكرون بالطريقة نفسها التي فكر بها بولس، إذ يرغبون في القيام بواجبهم في مقابل بركات الله. لكن عقلهم أسوأ بكثير من عقل بولس؛ إنه أقل بكثير من عقل بولس. لماذا أقول هذا؟ لأن بولس عانى كثيرًا بالفعل على مدار السنوات العديدة التي نشر فيها الإنجيل، وكانت ثمار نشره للإنجيل أفضل بكثير من تلك الخاصة بالأشخاص العاديين. على الأقل، ارتحلت خطاه في معظم أنحاء أوروبا؛ وأسس العديد من الكنائس في جميع أنحاء أوروبا. في هذا الصدد، لا يمكن مقارنة أضداد المسيح العاديين بعقل بولس أو بمدى اجتهاده. لكن الشخص الذي ذكرته للتو يصبح متعجرفًا على نحو لا يصدق بعد قيامه بواجبه. أليس ذلك افتقارًا بالغًا إلى العقل؟ إنهم غير معقولين تمامًا، ومثل لصٍ، فإنهم ما إن ينتهزوا الفرصة للحصول على البركات، لا يمكنهم تركها. مثل هؤلاء الأشخاص يبحثون دائمًا، عن عمد، عن فرص للدخول إلى دائرة الضوء في بيت الله، حتى وإن لم يكن ذلك سوى أن يصبحوا قادة فرق أو مشرفين. باختصار، عندما يأتون إلى بيت الله، يكونون غير مستعدين لأن يكونوا تابعين عاديين. بغض النظر عمن يمكنه الإقرار بأنه كائن مخلوق عادي، وأنه مجرد كائن مخلوق عادي مثل جميع الكائنات الحية الأخرى، فلن يقبلوا وجهة النظر هذه أبدًا؛ لن يسمحوا أنفسهم أبدًا بأن يُساء إليهم بهذه الطريقة. إنهم يعتقدون أنهم يستحقون معاملة خاصة وأن الله يجب أن يمنحهم نعمة وبركات خاصة. وهم أيضًا يريدون التمتع بمزايا خاصة للمكانة في بيت الله. إنهم لا يسمحون لبيت الله أن يشكك في مواهبهم، فضلًا عن أن يسمحوا للناس أن يسألوا عن عملهم؛ يجب أن يكون لدى الجميع إيمان مطلق بهم لأنهم تخلوا عن كل شيء من أجل الله وأخلصوا له إخلاصًا مطلقًا. أليس هذا طلبًا غير معقول؟ هل لهذا الشخص أي عقل؟ كم عدد مثل هؤلاء الأشخاص؟ ماذا يمكن أن تكون نسبتهم في الكنيسة؟ يعتقد هؤلاء الأشخاص دائمًا أن لديهم بعض القدرات والمواهب، لذلك فهم يتباهون بمدى ذكائهم. إذًا، ماذا تعني هذه الموهبة المزعومة؟ إنها تعني أنهم يستطيعون التحدث كثيرًا، والتحدث بالكثير من الهراء، وتغيير طريقة حديثهم اعتمادًا على من يتحدثون إليه، وأن تكون لديهم مهارات في الخداع أعلى مما لدى الأشخاص العاديين. إنهم يعتقدون أن هذه موهبة وقدرة، ويريدون استخدام هذه القدرة في التباهي والخداع. ماذا تعني الموهبة الحقيقية؟ تعني امتلاك مهارات خاصة. عندما خلق الله الإنسان، أعطى أنواعًا مختلفة من الناس اختصاصات مختلفة. فمن الناس من يجيد الأدب، ومنهم من يجيد الطب، ومنهم من يجيد مهارات الدراسة، ومنهم من يجيد البحث العلمي، وهكذا. إن اختصاصات الناس هي منحة من عند الله، وليست مدعاة للتفاخر. ومهما كانت اختصاصات المرء، فإن ذلك لا يعني أنه يفهم الحق، ولا يعني بالتأكيد أنه يمتلك واقع الحق. لدى الناس اختصاصات معينة، وإذا كانوا يؤمنون بالله، فعليهم أن يستخدموا هذه الاختصاصات للقيام بواجباتهم. هذا مقبول عند الله. التباهي بتخصص معين أو الرغبة في استخدامه لعقد صفقات مع الله – هذا افتقار شديد إلى العقل. لا يستحسن الله مثل هؤلاء الأشخاص. بعض الأشخاص يعرفون مهارة معينة، ولذلك عندما يأتون إلى بيت الله يشعرون أنهم متفوقون على الآخرين، ويريدون أن يتمتعوا بمعاملة خاصة، ويشعرون أن لديهم وعاء أرز حديدي مدى الحياة. إنهم يعتبرون هذه المهارة كنوع من رأس المال؛ يا لها من غطرسة! كيف ينبغي لك إذًا أن تنظر إلى هذه المواهب والاختصاصات؟ إذا كانت هذه الأمور مفيدة في بيت الله، فهي ليست سوى أدوات لك لتتمم واجبك. لا علاقة لها بالحق. مهما بلغ عدد ما لديك من مواهب وهبات، فهي ليست سوى اختصاصات بشرية ولا علاقة لها بالحق. إن مواهبك واختصاصاتك لا تعني أنك تفهم الحق، وهي بالتأكيد لا تعني أنك تمتلك واقع الحق. إذا استخدمت مواهبك واختصاصاتك في القيام بواجبك، وقمت به جيدًا، فقد استخدمتها في المكان الصحيح، والله يستحسن استخدامها. أما إذا استعملت مواهبك واختصاصاتك للتباهي، والشهادة لنفسك، وبناء مملكة مستقلة، فستكون خطاياك عظيمة، وستصبح آثمًا خطيرًا في مقاومة الله. المواهب تُمنح من الله. إذا لم تستطع استخدامها في القيام بواجبك والشهادة لله، فسوف مفتقرًا للغاية إلى الضمير، ومفتقرًا إلى العقل، وستكون مدينًا جدًا لله؛ هذا تمرد فاحش! لكن مهما بلغت براعتك في إظهار مواهبك واختصاصاتك، فهذا لا يعني أنك تمتلك واقع الحق. إن ممارسة الحق والتصرف وفقًا للمبادئ يعني أنك تمتلك واقع الحق. المواهب والهبات هي دائمًا مواهب وهبات. لا علاقة لها بالحق. مهما بلغ عدد مواهبك وهباتك، ومهما عَلَت سمعتك أو مكانتك، فلن يعني ذلك أبدًا أنك تملك واقع الحق. لن تصبح المواهب والهبات هي الحق أبدًا. لا علاقة لها بالحق. لكن أضداد المسيح لا يفكرون بهذه الطريقة، وهذه هي بالتحديد الأمور التي يقدّرونها كثيرًا. على سبيل المثال، يمتلك بعض الأشخاص مواهب في التمثيل. بعد أن يلعبوا الدور الرئيسي في فيلم تم تصويره في بيت الله، يبدأون في التفاخر. حتى مساعدة ثلاثة أشخاص لهم في وضع المكياج لا تكفي لتلبية احتياجاتهم. لقد كانوا أشخاصًا عاديين من قبل، لكنهم الآن بعد أن آمنوا بالله، وبعد أن قاموا بواجبهم كممثلين، يبدأون في التفاخر. أليسوا يدفعون بأنفسهم إلى التهلكة؟ أعتقد أنهم يفعلون ذلك بالضبط! إنهم ليسوا مميزين في الشكل، ومهاراتهم في التمثيل متوسطة. إنهم ملائمون فقط لأداء أدوار معينة، لذا يُعطوْن دور آخر؛ أليس هذا تعظيمًا لهم؟ وعندما تتاح لهم الفرصة للقيام بواجبهم، فإنهم يتفاخرون. وعند التمثيل، يأمرون الناس من حولهم لخدمتهم بإحضار الشاي وصب الماء، وهو ما أغضب جميع الإخوة والأخوات الذين رأوا ذلك. قلتُ: "صفُّوهم بعيدًا!" وهكذا صفَّتهم الكنيسة بعيدًا. ألا ينبغي أن يُخرَج هؤلاء الأفراد؟ لقد ظنوا أن الكنيسة لا تستطيع أن تصنع أفلامًا بدونهم، لذلك تجرأوا على التفاخر. لم يتوقعوا هذه النتيجة. كان هذا مدفوعًا بطبيعتهم. مثل هؤلاء الناس يعتزون بالمعرفة والموهبة والتعلم والاختبار. إنهم يعلقون أهمية كبيرة على هذه الأمور، لكنهم يتجاهلون أثمن شيء، ألا وهو الحق. إنهم لا يدركون أن الحق يحكم في بيت الله. إن لم يطلبوا الحق، مهما بلغت معرفتهم أو عظمت فصاحتهم، فلن يستطيعوا أن يثبتوا. عاجلًا أم آجلًا، سيتم الكشف عنهم واستبعادهم. هل من السهل على الناس فهم هذا الجزء من التعاليم؟ إن أولئك الذين آمنوا بالله لسنوات عديدة لكنهم لا يستطيعون حتى رؤية حقيقة ذلك هم مجرد أشخاص مشوشي الذهن لا قيمة لهم على الإطلاق. لو كان لديهم قليل من التعقل، لما كانوا متعجرفين إلى هذا الحد. مثل هؤلاء الناس هم شياطين وأبالسة يخونون أنفسهم. الآن، أوضحتُ هذا الأمر مباشرةً حتى تتمكنوا أنتم أيضًا من فهمه بوضوح؛ لكي تتمكنوا من تمييزه قليلًا وإدراك حقيقته. إذا لم أُشر إليه بوضوح، فهل كنتم ستتمكنون من تمييزه على هذا النحو؟ هل كنتم ستتمكنون من إخراجهم؟ لا يستطيع الناس رؤية المشكلة، لذا يجب أن أكون صريحًا. لو لم أكن صريحًا لما أمكن حل المشكلة. بالاعتماد فقط على التعاليم القليلة التي تفهمونها، لا يمكن حل أي مشاكل.
يعتقد أضداد المسيح دائمًا أن لديهم مواهب خاصة. فهم يعتقدون أنهم خريجو جامعات متعلمون جدًا، ويمتلكون ثروة من المعرفة. إنهم يقدرون معرفتهم والنظريات الروحية التي يتعلمونها ويثمنونها كثيرًا، بل إنهم يتعاملون معها على أنها الحق. وعلاوةً على ذلك، هم غالبًا ما يأخذون هذه المعرفة وهذا الاختبار اللذين يعتقدون أنهما صحيحان، ويستخدمونهما لتوجيه مَن حولهم وتضليلهم وتكييفهم. على وجه الخصوص، غالبًا ما يتحدثون عن ماضيهم "المجيد"، الذي يستخدمونه لاستمالة الآخرين وإقناعهم وجعلهم يقدِّرونهم ويبجلونهم. وما ماضيهم "المجيد" هذا؟ سيقول البعض منهم: "كنت ذات مرة محاضرًا في إحدى الجامعات. وجميع طلابي كانوا طلاب ماجستير أو دكتوراة. وفي كل مرة كنت ألقي فيها محاضرة، لم يكن ثمة مقعد واحد فارغ؛ كان كل طالب من الطلاب يجلس في صمت تام، وينظر إليّ وفي عينيه افتتان وإعجاب. لم أكن حتى متوترًا. كم كان كل شيء رائعًا ومثيرًا للإعجاب! لقد وُلِدتُ بمثل هذا الموهبة وبمثل هذه الجرأة". سيقول آخرون: "لقد تعلمت القيادة عندما كان عمري 14 عامًا. وأنا الآن أقود السيارات منذ أكثر من 40 عامًا ومهاراتي في القيادة ممتازة". ماذا يقصدون بذلك؟ إنهم يقصدون: "أنت تقود السيارات منذ بضعة أيام فقط. ما الذي تعرفه؟ سائق متمرس مثلي يقود السيارات طوال حياته. أمتلك كل أنواع الخبرة. في المستقبل، ينبغي أن تسألني إذا كان هناك شيء لا تفهمه. ويجب عليك الاستماع إلى ما سأقوله". عندما يمتلك أضداد المسيح نوعًا من المهارة، فإنهم يظنون أنفسهم مميزون، ويُظهِرون أنفسهم على أنهم غامضون، ويتباهون بأنفسهم ويشهدون لها، مما يجعل الآخرين يقدّرونهم ويبجلونهم. عندما يكون لدى هذا النوع من الناس شيء من القوة أو الموهبة، فإن ذلك يجعلهم يعتقدون أنهم أفضل من غيرهم، ويطمحون إلى تولي قيادتهم. عندما يقصدهم أشخاص آخرون للحصول على إجابات، يحاضرهم أضداد المسيح من فوق، وإذا لم يفهم هؤلاء الأشخاص بعد ذلك، فإنهم ببساطة ينسبون ذلك إلى سوء مستوى قدراتهم، على الرغم من أن أضداد المسيح أنفسهم هم في الواقع من لم يقدموا تفسيرًا واضحًا. على سبيل المثال، عند رؤية شخص ما غير قادر على إصلاح آلة معطلة، سيقول ضِدَ المسيح: "كيف لا تزال تجهل كيفية القيام بذلك؟ ألم أخبرك بالفعل بكيفية فعل ذلك؟ لقد شرحت لك الأمر بوضوح شديد، لكنك ما زلت لا تفهمه. إن مستوى قدراتك سيء حقًا. أنت تفشل في التعلم في كل مرة أعلمك فيها كيفية القيام بذلك". ورغم ذلك، عندما يطلب ذلك الشخص من ضد المسيح أن يصلح الآلة، فإنه سينظر إليها لفترة طويلة جدًا، ولن يعرف هو أيضًا كيفية إصلاحها، وهو حتى سيخفي حقيقة أنه لا يعرف كيفية إصلاحها عن ذلك الشخص. بعد إرسال ذلك الشخص بعيدًا، سوف يبحث ضِدَ المسيح سرًا ويحاول اكتشاف كيفية إصلاح الآلة، لكنه سيظل غير قادر على إصلاحها. سوف ينتهي به الأمر بتفكيك الماكينة وإحداث فوضى عارمة، وعدم القدرة على إعادة تجميعها مرة أخرى. بعد ذلك، خوفًا من أن يرى الآخرون هذا، سوف يقوم بإخفاء القطع. هل من المُخزي عدم معرفة كيفية القيام ببعض الأمور؟ هل هناك من يستطيع القيام بكل شيء؟ لا شيء مخزٍ في عدم معرفة كيفية القيام ببعض الأمور. لا تنس أنك مجرد شخص عادي. لا أحد يقدرك أو يبجلك. الشخص العادي هو فقط ذلك: شخص عادي. إذا كنت لا تعرف كيفية القيام بشيء ما، فلتقل فحسب إنك لا تعرف كيفية القيام به. لماذا قد تحاول التنكر؟ سوف يشعر الناس بالاشمئزاز منك إذا كنت تتنكر دائمًا. عاجلًا أم آجلًا، سوف تكشف عن نفسك، وفي ذلك الوقت، سوف تفقد كرامتك ونزاهتك. هذه هي شخصية ضِدَ المسيح؛ دائمًا ما يفكر في نفسه على أنه شخص متعدد المهارات، وعلى أنه شخص يستطيع القيام بكل شيء، وشخص قادر ومؤهل في كل شيء. ألن يوقعه هذا في المشاكل؟ ماذا سيفعل إذا كان لديه موقف صادق؟ كانوا سيقول: "أنا لست متمكنًا من هذه المهارة الفنية؛ لدي فقط القليل من الاختبار. لقد طبقت كل ما أعرفه، لكنني لا أفهم هذه المشاكل الجديدة التي نواجهها. لذلك، يتعين علينا أن نتعلم بعض المعرفة المهنية، إذا كنا نرغب في القيام بواجبنا جيدًا. سيتيح لنا إتقان المعرفة المهنية القيام بواجبنا بفعالية. لقد ائتمننا الله على هذا الواجب، لذا تقع على عاتقنا مسؤولية القيام به جيدًا. علينا أن نمضي ونتعلم هذه المعرفة المهنية بناءً على موقف تحمل المسؤولية عن واجبنا". هذه هي ممارسة الحق. إنَّ شخصًا لديه شخصية ضِدَ المسيح لن يفعل هذا. إذا كان لدى الشخص قليل من العقل، فسوف يقول: "لا أعرف سوى هذا القدر. لست في حاجة إلى أن تعلي من قدري، ولستُ في حاجة إلى التفاخر؛ ألن يسهل ذلك الأمور؟ من المؤسف أن نستمر في التنكر دائمًا. إذا كان هناك شيء لا نعرفه، فيمكننا أن نتعلمه معًا، ثم نعمل بانسجام للقيام بواجبنا جيدًا. "يجب أن يكون لدينا موقف مسؤول". وعندما يرى الناس هذا الأمر، سيقولون: "هذا الشخص أفضل منا، عندما تحدث له مشكلة لا يكلف نفسه فوق طاقتها على غير هدى، ولا ينقل المشكلة إلى الآخرين، ولا يتنصل من المسؤولية. بدلًا من ذلك، يأخذ الأمر على عاتقه، ويتعامل معه بموقف من الجدية والمسؤولية. هذا شخص صالح يتسم بالجدية والمسؤولية تجاه عمله وواجبه. إنه جدير بالثقة. لقد كان بيت الله على حق عندما ائتمنه على هذه المهمة الجسيمة. "إن الله يمحص حقًا أعماق قلوب الناس!". من خلال القيام بواجبهم بهذه الطريقة، فإنهم سيحسنون مهاراتهم ويكسبون استحسان الجميع. كيف يأتي هذا الاستحسان؟ أولاً، أنهم يتعاملون مع واجبهم بموقف من الجدية والمسؤولية؛ ثانيًا، أنهم قادرون على أن يكونوا أشخاصًا أمناء، ولديهم موقف عملي ودؤوب؛ ثالثًا، لا يمكن استبعاد أنهم يحظون بإرشاد الروح القدس واستنارته. مثل هذا الشخص يحظى ببركة الله، وهذا ما يمكن أن يحققه ذو الضمير والعقل. على الرغم من أن لديه شخصيات فاسدة، وأوجه قصور، ونقائص، ولا يعرف كيفية فعل الكثير من الأمور، فإنه لا يزال على الطريق الصحيح للممارسة. إنه لا يتنكر ولا يخدع؛ ولديه موقف جاد ومسؤول تجاه واجبه، وموقف توَّاق وتقي تجاه الحق. لن يتمكن أضداد المسيح أبدًا من فعل هذه الأمور، لأن طريقة تفكيرهم ستكون دائمًا مختلفة عن أولئك الذين يحبون الحق ويسعون إليه. لماذا يفكّرون بطريقة مختلفة؟ لأن طبيعة الشيطان تكمن في داخلهم؛ فهم يعيشون بشخصية الشيطان من أجل تحقيق هدفهم في تولي السلطة. إنهم يسعون دائمًا إلى استخدام مختلف الوسائل للانخراط في الدسائس والحيل، ويضللون الناس بأي وسيلة ممكنة ليقوموا بتبجيلهم واتباعهم. ولذلك، ومن أجل أن يخدعوا الناس، يجدون شتى أنواع الطرق للتنكر، والاحتيال، والكذب والخداع، لحمل الآخرين على الاعتقاد بأنهم مصيبون في كل شيء، وأنهم قادرون على كل شيء، وأنهم يستطيعون فعل أي شيء، وأنهم أذكى من غيرهم، وأحكم من غيرهم، وأنهم يفهمون أكثر من غيرهم، وأنهم أفضل من غيرهم في كل شيء، وأنهم متفوقون على غيرهم في كل شيء؛ يعتقدون حتى أنهم الأفضل من الأفضل في أي مجموعة. إن لديهم مثل هذه الحاجة؛ فهذه هي شخصية أضداد المسيح. وهكذا، يتعلّمون التظاهر بما ليس فيهم، فينتجون كل هذه الممارسات والمظاهر المختلفة.
فكِّر في الأمر: ما هي الشخصية التي يتحلى بها من يحبون التظاهر بما ليس فيهم؟ ما الذي يتظاهرون به؟ إنهم لا يتظاهرون بأنهم شياطين أو شخصيات سلبية؛ بل يتظاهرون بأنهم شيء راقٍ، وصالح، وجميل، وعطوف، وأنهم شيء يعلي الناس من قدره ويعجبون به؛ إنهم يتظاهرون بأنهم هذه الأشياء التي يمدحها الناس أو يستحسنونها. إنهم يتظاهرون بأنهم يعرفون ويفهمون كل شيء؛ ويتظاهرون بامتلاك الحق، وبأنهم شخصية إيجابية، وبأنهم واقع الحق. أليسوا بهذا يطلبون هلاكهم؟ هل لديهم ذلك الواقع؟ هل لديهم ذلك الجوهر؟ كلا، إنه على وجه التحدي لأنهم لا يمتلكون ذلك، يُقال عنهم إنهم يتظاهرون. فهل سيقول أحد إذًا إنهم تجسيد الحق لأنهم يمتلكون واقع الحق؟ هل هذه العبارة صحيحة؟ (كلا، ليست صحيحة). حتى لو كنت تمتلك بعضًا من قائع الحق، فأنت لست تجسيد الحق، بأي حال من الأحوال. لذلك، فإن أي شخص يتظاهر بأنه تجسيد الحق هو شخص متعجرف ونوع سخيف! إن شخصًا لا يمتلك سوى جزء ضئيل من واقع الحق، ومع ذلك يتجرأ على التظاهر بأنه تجسيد الحق، يشبه مجرد قطرة ماء واحدة تدعي أنها بحر واسع لا حدود له. أليست هذه قمة العجرفة؟ أليست هذه وقاحة فاضحة؟ لكي يتظاهر شخص بأنه تجسيد الحق، يجب أن يكون لديه رأس المال اللازم للقيام بذلك. وما الذي يستخدمه أضداد المسيح للتظاهر بأنهم تجسيد الحق؟ إنها تلك الأمور التي ذكرتها للتو: المعرفة والاختبار والدروس. ويشمل ذلك المهارات والمواهب الخاصة التي يكتسبها الناس من خلال التعلم، إضافة إلى الهبات التي يولدون بها. لدى بعض الناس موهبة التكلم بألسنة، في حين أن آخرين لديهم الموهبة أو الفصاحة للوعظ. وآخرون قد تعلموا أو أتقنوا بعض المهارات المهنية الخاصة. على سبيل المثال، بعض الناس بارعون للغاية في الرقص أو الموسيقى أو الفنون الجميلة أو اللغات أو الأدب، بينما يتمتع آخرون بمهارة في السياسة، أي إنهم بارعون بشكل خاص في التلاعب بالناس، وأنهم يتفوقون في الدبلوماسية، وهكذا. باختصار، يشمل ذلك الأشخاص ذوي المواهب الخاصة من جميع مناحي الحياة. هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بهبات أو مواهب خاصة قد لا يكون لهم بالضرورة مكانة معينة أو مهنة محددة في المجتمع. بعض الناس يعيشون في أماكن صغيرة، لكن يمكنهم التحدث عن مجموعة واسعة من الأمور من الماضي إلى الحاضر بوضوح ومنطقية، وبطريقة فصيحة للغاية. إذا كان الأشخاص الذين يتمتعون بهذه المواهب الخاصة لديهم شخصية ضِدَ المسيح، فلن يرضوا بالأمور كما هي عندما يأتون إلى بيت الله؛ سيُضمرون طموحات ورغبات معينة، وسوف يُكشفون تدريجيًا.
فيما يتعلق ببند تظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد الحق ما إن يكونوا قد اكتسبوا قليلًا من الاختبار والمعرفة، وتعلموا بعض الدروس، فقد ناقشنا للتو نطاق هذه المعرفة وهذا الاختبار وهذه الدروس. وما هو محور هذا النقاش؟ (التظاهر). هذا صحيح. جوهر الأمر هو تظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد الحق. المعرفة، والاختبار، والدروس – لا شيء من هذه الأمور هو الحق؛ فلا علاقة لها بالحق على الإطلاق. هذه الأمور تتعارض حتى مع الحق ويدينها الله. خذ المعرفة، على سبيل المثال، هل يُعتبر التاريخ شكلًا من أشكال المعرفة؟ (نعم). كيف نشأت المعرفة وكتب التاريخ عن تاريخ البشرية، أو تاريخ بعض البلدان أو المجموعات العرقية، أو التاريخ الحديث، أو التاريخ القديم، أو حتى بعض التواريخ غير الرسمية؟ (لقد كتبها الناس). فهل تتوافق الأشياء التي كتبها الناس مع التاريخ الحقيقي؟ أليست أفكار الناس وآراؤهم تتعارض مع مبادئ أفعال الله وطرقها ووسائلها؟ هل هذه الكلمات التي قالها الإنسان لها علاقة بالتاريخ الحقيقي؟ (كلا). لا توجد علاقة. لذلك، وبغض النظر عن مدى دقة السجلات الواردة في كتب التاريخ، فهي مجرد معرفة فقط. وبغض النظر عن مدى فصاحة هؤلاء المؤرخين، ومدى منطقية ووضوح سردهم لهذه التواريخ، فما هي النتيجة التي ستصل إليها بعد الاستماع إليهم؟ (سنعرف عن تلك الأحداث). نعم، سنعرف عن تلك الأحداث. ولكن هل هم يروون هذه التواريخ لمجرد إخباركم بتلك الأحداث؟ لديهم فكرة معينة يرغبون في تلقينك إياها. وما هو محور تلقينهم؟ هذا ما نحتاج إلى تحليله وتشريحه. دعوني أضرب لكم مثالًا حتى يتسنى لكم فهم ما يرغبون في تلقين الناس إياه. بعد مراجعة التاريخ منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، توصل الناس في نهاية المطاف إلى مقولة؛ لقد لاحظوا حقيقة من تاريخ البشرية، ألا وهي: "الفائزون يأخذون التاج، والخاسرون لا يحصلون على شيء". هل هذه معرفة؟ (نعم). تأتي هذه المعرفة من الوقائع التاريخية. هل لهذا القول أي علاقة بالطرق والوسائل التي يسود الله بها على كل شيء؟ (كلا). في الحقيقة، هو على العكس من ذلك؛ إنه يتناقض معها ويخالفها. إذًا، قد لُقِّنَت هذا القول، وإذا كنت لا تفهم الحق، أو كنت غير مؤمن، فماذا قد تفكِّر بعد سماعه؟ كيف ستدرك هذا القول؟ أولًا، يقوم هؤلاء المؤرخون أو كتب التاريخ بسرد جميع الأحداث من هذا النوع، باستخدام الأدلة الكافية والأحداث التاريخية لتأييد دقة القول. في البداية، ربما تكون قد تعلمت هذا القول فقط من كتاب، ولم تعرف إلا هذا القول فحسب. ربما تفهمه فقط على مستوى واحد، أو إلى حد معين إلى أن تصبح على دراية بهذه الأحداث. لكن فور أن تسمع هذه الوقائع التاريخية، سوف يتعمق إدراكك لهذا القول واعترافك به. لن تقول بالتأكيد "بعض الأمور ليست كذلك". بل ستقول: "هكذا هو الأمر؛ بالنظر إلى التاريخ منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، نجد أن البشرية قد تطورت على هذا النحو: الفائزون يأخذون التاج، والخاسرون لا يحصلون على شيء!". عندما تدرك الأمر بمثل هذه الطريقة، ما هي الآراء والمواقف التي سوف تحملها تجاه تصرفك، ومهنتك، وحياتك اليومية، وكذلك الأشخاص والأحداث والأشياء من حولك؟ هل سيؤدي هذا الإدراك إلى تغيير موقفك؟ (نعم). إنه سوف يغيره أكثر من أي شيء آخر. إذًا، كيف سيغير موقفك؟ هل سيوجهك ويغير اتجاه حياتك وأساليبك في التعاملات الدنيوية؟ ربما كنت تعتقد سابقًا أن "التناغم كنز؛ والصبر ذكاء" و"الأخيار ينعمون بحياة السلام". الآن سوف تفكر: "بما أن الفائزين يأخذون التاج، والخاسرين لا يحصلون على شيء، فإذا أردت أن أصبح مسؤول، فسوف يتعين عليَّ أن أفكر في فلان. "إنه ليس في جانبي، لذلك لا يمكنني ترقيته، حتى وإن كان يستحق الترقية". عندما تفكر في الأمور بهذه الطريقة، سيتغير موقفك؛ سيتغير بسرعة. كيف سيحدث هذا التغيير؟ سيكون ذلك بسبب قبولك للفكرة ووجهة النظر القائلة: "الفائزون يأخذون التاج، والخاسرين لا يحصلون على شيء". إن سماع العديد من الوقائع لن يؤدي إلا إلى تأكيد صحة هذا الرأي في الحياة البشرية الحقيقية بالنسبة لك. سوف تعتقد اعتقادًا راسخًا بأنه يجب عليك تطبيق هذا الرأي على أفعالك وتصرفك من أجل السعي وراء حياتك المستقبلية وآفاقك. ألن تكون هذه الفكرة ووجهة النظر إذًا قد غيرتك؟ (نعم). وبينما هي تغيرك، فإنها ستفسدك أيضًا. هكذا هو الأمر. مثل هذه المعرفة تغيرك وتفسدك. لذا، عند النظر إلى أصل هذه المسألة، وبغض النظر عن مدى دقة عرض هذه التواريخ، فإنها تتلخص في نهاية المطاف في هذا القول، ويتم تلقينك بهذه الفكرة. هل هذه المعرفة هي تجسيد الحق أم منطق الشيطان؟ (منطق الشيطان). هذا صحيح. هل شرحت هذا الأمر بالتفصيل الكافي؟ (نعم). الآن أصبح الأمر واضحًا. إذا كنت لا تؤمن بالله، فلن تفهم هذا حتى بعد عُمْرَيْن؛ كلما عشت أكثر، شعرت بأنك أحمق بدرجة أكبر، واعتقدت أنك لست قاسيًا بما يكفي، وأنه يجب أن تكون أكثر قسوة، وأكثر مكرًا، وأكثر خبثًا وشخصًا أكثر سوءًا وشرًا. سوف تفكر في نفسك قائلًا: "إذا كان بإمكانه أن يقتل، فيجب أن أشعل الحرائق. إذا قتل شخصًا واحدًا، فيجب أن أقتل 10 أشخاص. إذا قتل دون أن يترك أثرًا، فسوف أؤذي الناس دون أن يعرفوا؛ أنا حتى سأجعل أحفادهم يشكرونني لثلاثة أجيال!" هذا هو التأثير الذي تركته فلسفة الشيطان ومعرفته واختباره ودروسه على البشرية. في الواقع، إنه محض اعتداء وفساد. لذلك، بغض النظر عن نوع المعرفة التي يتم التبشير بها، أو نشرها في هذه الدنيا، فإنها سوف تلقنك فكرة أو وجهة نظر. إذا لم تستطع تمييز ذلك، فسوف تُسمم. في المجمل، ثمة أمر واحد مؤكد الآن: لا يهم ما إذا كانت هذه المعرفة تأتي من عامة الناس أو من مصادر رسمية، سواء كانت تحظى باحترام أقلية أو الأغلبية؛ لا علاقة لشيء من ذلك بالحق. الحق هو واقع كل الأمور الإيجابية. لا تُحدد صحته بعدد الأشخاص الذين يعترفون به. إن واقع الأمور الإيجابية هو نفسه الحق. لا يمكن لأحد تغيير ذلك، ولا يستطيع أحد إنكاره. سوف يظل الحق دائمًا هو الحق.
دعونا نتحدث عن حقيقة أن الله يسود على كل شيء. منذ أن بدأ الله في قيادة البشرية، فقد احتفظ أيضًا بتاريخ وسجل. كيف ينظر الله إلى تاريخ البشرية؟ ما يريد الله أن يراه الناس هو الحق، والتقييمات والاستنتاجات التي يقوم بها الناس للأشياء ليست هي الحق. ولكن لماذا لا ينظر البشر إلى التاريخ استنادًا إلى كلام الله والحق؟ لأن البشر ينفرون من الحق، ويكرهونه، ولا يقبلون أي جزء من الحق على الإطلاق. وهذا هو السبب في أنهم قادرون على التوصل إلى مجموعة من النظريات الزائفة والسخيفة والعبثية. على سبيل المثال، حُبِلَ بالرب يسوع بواسطة الروح القدس. وهذا أمر إيجابي. لكن، ماذا يقول الشيطان عن ذلك؟ لا يعترف الشيطان بحقيقة الحمل من الروح القدس، بل يجدف بأن الرب يسوع هو ابن زنا، وأنه ولد من إنسان. يأخذ الشيطان أقذر كلمة عند البشر، يأخذ تعبيرًا يزدريه الناس ويحتقرونه، ويطبقه على ميلاد الرب يسوع. أليس هذا تحريفًا للحقائق؟ (بلى). إن الحمل بواسطة الروح القدس هو عمل الله. وبغض النظر عن الشكل الذي يتخذه، هناك شيء واحد مؤكد عن عمل الله: إنه الحق، الحق الذي لا يتغير. فلماذا لا يقبل الشيطان مثل هذا الحقيقة الواضحة، وهي حقيقة قد عينها الله مسبقًا وشهد بها؟ لماذا يتجاهل الشيطان هذا، بل ويصف الرب يسوع بأنه طفل غير شرعي وُلد من إنسان؟ (إنه يكره الحق، ويكره الأمور الإيجابية). إنه يطعن في الله عن عمدٍ! الشيطان على أقصى درجات الوعي بهذه الحقيقة؛ فهو يرى ذلك بوضوح تام في العالم الروحي. فلماذا يفعل ذلك إذًا؟ ما هو دافعه؛ ما هو مقصده؟ لماذا ينشر مثل هذه المقولة؟ إنه يشنِّع على الله ويطعن فيه عمدًا. ما الهدف من الطعن في الله؟ لجعل الناس يعتقدون أن يسوع ابن غير شرعي، ويجدون ذلك مشينًا، ومن ثمَّ لا يؤمنون به. يفكر الشيطان: "إذا لم يكن لدى الناس إيمان بك، فلن تتمكن من إكمال عملك، أليس كذلك؟" في الواقع، سيظل الحق هو الحق دائمًا. حتى وإن كانت البشرية كلها قد رفضته في ذلك الوقت، فإنه بعد ألفي عام، أصبح للرب يسوع في نهاية المطاف، أتباع وأشخاص يسبحونه في جميع أنحاء العالم، والصليب معروض بوضوح في كل مكان، وقد فشل الشيطان. هل أجدت مقولة الشيطان نفعًا؟ (كلا، لم تجدِ نفعًا). بالتالي، فهي ليست الحق؛ إنها ليست متماسكة، ولا جدوى من الطعن في الله. بغض النظر عما إذا كان هذا الأمر الذي فعله الله يتوافق مع مفاهيم الناس وتصوراتهم، أو ما إذا كان يتعارض مع الثقافة التقليدية أو الأقوال أو الأخلاق البشرية التقليدية، فإن الله لا يبالي. لماذا لا يبالي الله؟ بمَ يتعلق هذا الأمر؟ بما أن الله يسود على كل شيء، فهل يمكن لهذا الكلام الشيطاني من الشيطان هذه أن يدمر عمل الله؟ لا يمكنك أن تدرك حقيقة ذلك، أليس كذلك؟ (بلى). أخبرني، أليس كل شيء بيد الله؟ (بلى). هل يمكن لمقولة الشيطان الشيطانية، فقط تلك الكلمات القليلة، أن تدمر خطة تدبير الله؟ هل هذا ممكن؟ (لا، ليس ممكنًا). الشيطان يريد أن ينجح، لكن هل يستطيع ذلك؟ سوف يظل الحق دائمًا هو الحق. هذه هي قوة الحق. قوة الحق أمر لا يستطيع أحد – بما في ذلك الشيطان – أن يغيره. وحتى يومنا هذا، يستمر الشيطان في نشر هذه المقولة. فهل تجدي نفعًا؟ كلا، لا تجدي نفعًا. لقد انتهى عمل عصر النعمة؛ انتشر إنجيل الرب يسوع إلى أقاصي الأرض، وعمل الدينونة في الأيام الأخيرة الجديد، مستمر منذ سنوات عديدة. لقد فشل الشيطان منذ وقت طويل وأُذِلَّ. فهل توجد الآن أي فائدة من أن يغضب الشيطان ويغتاظ؟ كلا، لا توجد أي فائدة. ولذلك، مهما كان الرأي، أو مدى ارتفاع مستوى المعرفة، أو عدد الناس الذين يُطبَّق الرأي بينهم وينتشر، فلا جدوى من كل ذلك؛ لن يصمد. إن عمل الله لا يمكن إيقافه؛ حتى الشيطان لا يستطيع إيقافه. هل تعتقد قلة من الأشخاص غير المهمين حقًا أن بإمكانهم إيقاف عمل الله؟ هذا وهم! لقد نشأ كثير منكم على هذه الشائعات، وتقبلوا آراء الشيطان المضللة، وامتلأت رؤوسكم بأمور مثل منطق الشيطان، وفلسفته، ومعرفته، وعلمه. وماذا حدث بعد ذلك؟ عندما أتاكم كلام الله، سمعتم صوت الله رغم ذلك، وعُدتم أمام الله. كانت شائعات الشيطان وكلامه الشيطاني بلا جدوى. ولم توقف عمل الله عن المضي قدمًا بأدنى درجة. فقد بدأ شعب الله المختار في جميع البلدان يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة. كل يوم، يأكلون ويشربون كلام الله ويستمعون إلى العظات ويعقدون شركة. إنهم يقومون بواجباتهم لله، ويشهدون له. يفكر الشيطان مليًا في هذا الأمر، ويقول: "لماذا كلماتي المُضللة الكثيرة لا تجدي نفعًا؟ لقد فعلت أمورًا كثيرة لقمع شعب الله المختار واعتقالهم وإساءة معاملتهم، فلماذا لم يكن لها تأثير كبير على الإطلاق؟ لماذا يزداد عدد المؤمنين بالله بدلًا من ذلك؟". حينئذٍ يعلم في قلبه أن الله قدير بحق، ثم يُذَلّ بعد ذلك إذلالًا تامًّا، ومن هنا تأتي مقولة: "دائمًا ما سيُقهر الشيطان على يدي الله". هل هذه حقيقة؟ (نعم). إنه بالفعل كلام الله هو القادر على فعل كل شيء! الشيطان وجميع الملوك الأبالسة يؤدون خدمة لحساب الله. بين يدي الله، هم أدوات للخدمة، وشخصيات الضد. هل لأدوات الخدمة وشخصيات الضد هذه علاقة بنا؟ (كلا). كلا، ليس لها علاقة بنا. نحن بحاجة فقط إلى التركيز على الإيمان بالله، فلا علاقة لنا بهم. وسواء كانوا ملوكًا أو لصوصًا، فإنهم ينتمون إلى الشيطان وسوف يتم تدميرهم. ما علينا إلا أن نتبع الله بكل قلوبنا، ونخون الشيطان إلى الأبد، ونسير مع الله فقط. هذا هو الشيء الصواب الواجب فعله.
لقد أعطيت مثالًا على المعرفة والاختبار، لذا يجب أن تفهموا هذه الأمور الآن بدقة أكثر. ما الغرض من عقد شركة عن هذه الأمور؟ الغرض من ناحية، هو تمكينكم من استخدام هذه الحقائق والأمثلة لتمييز أضداد المسيح، وكذلك التعرف على هذا الجانب من شخصية أضداد المسيح في أنفسكم. ومن ناحية أخرى، ألا يمكن لهذا النوع من النقاش أن يكبح جماح بعض الناس عن التصرف بتهور؟ (بلى). في الماضي، كان بعض الناس يميلون إلى الاعتماد على الاختبار والطرق التقليدية في أداء واجبهم، وكانوا يتشبثون بأساليبهم الخاصة في القيام بالأشياء، لذلك كانوا يعطلون عمل بيت الله ويعرقلونه، ومن ثمَّ كان يجري التعامل معهم. كانوا يعلون من قيمة ممارساتهم وخبراتهم البالية فوق كل شيء آخر، ولم يراعوا قط أهم الأمور: ما قاله الله أو طلبه من الناس، أو كيفية الالتزام بمبادئ الحق. هم أيضًا قد تشبثوا بعناد بممارساتهم البالية، وعلاوةً على ذلك قد استخدموا منطقًا سخيفًا كأساس لذلك قائلين: "لطالما فعلنا الأمر بهذه الطريقة"، "لطالما كان الأمر يجري بهذه الطريقة في المكان الذي أتينا منه. هكذا كان أسلافنا يفعلون ذلك". لماذا كانوا دائمًا يؤكدون الأمور على هذا النحو؟ لقد أثبت هذا أنهم لم يقبلوا الأشياء الجديدة؛ أي إنهم لم يقبلوا الحق. لم يتمكنوا من إدراك حقيقة حماقة هذه الطرق البالية وتخلفها وسخافتها. ولم يكونوا على دراية بأن هناك طرقًا جديدة للقيام بالأشياء، وهي طرق أكثر تقدمًا، ودقة، وملاءمة. لقد تمسكوا دائمًا بأساليبهم القديمة، معتمدين على خبرتهم القديمة، معتقدين أنهم متقدمون للغاية، وأنهم يمارسون الحق. أليست هذه الأنواع سخيفة؟ "لطالما كان الأمر يجري بهذه الطريقة في المكان الذي أتينا منه"، و"الطريقة التي فعلت بها ذلك سابقًا"، "لطالما فعلنا الأمر بهذه الطريقة" – هل يمكن لهذه الطرق القديمة، هذه الأساليب المهجورة أن تحل محل مبادئ الحق؟ هل فعل الأمور بالطريقة القديمة يعني أن شخصًا ما يمارس الحق؟ أولئك الأشخاص لم يفهموا شيئًا، ولم يستطيعوا إدراك حقيقة أي شيء. أليسوا أشخاص قديمي الطراز، متمسكين بالطرق التقليدية وعنيدين؟ من العسير جدًا على مثل هؤلاء الأشخاص قبول الحق! أخبرني، بغض النظر عما إذا كان أمر ما جديدًا أو قديمًا، كيف تتعاطى معه؟ كيف تتعامل معه؟ ما هو الأساس الذي تستند إليه في التعامل معه؟ إذا لم يكن لدى الجميع سوى معرفة محدودة عن شيء ما، فكيف يمكنك التعاطي معه بطريقة صحيحة ومتماشية مع المبادئ؟ يجب عليك أولًا أن تسأل شخصًا لديه خبرة نسبية في هذا المجال. ما دمت تجد شخصًا عليمًا، فسوف تجد طريقًا. إذا لم تتمكن من العثور على شخص عليم، فيمكنك حل المشكلة بالكامل بالدخول إلى شبكة الإنترنت لطلب المشورة أو البحث عن المعلومات. وبينما أنت تبحث، لا يزال عليك أن تصلي إلى الله وتتطلع إليه؛ دع الله يفتح لك طريقًا إلى الأمام. ماذا نسمي هذا؟ نسميه مبادئ الممارسة. يفكر بعضكم في نفسه: "أنا محترف في هذا المجال، ولديّ اختبار يتسم بالثراء. أنا حتى قد حصلت على جوائز في هذا المجال، لذا لدي رأس المال هذا. وبما أنني قد ائتمنت على هذا العمل، فأنا الشخص المسؤول عنه. لديّ سلطة اتخاذ القرارات، وكل شيء متروك لي. يجب على الجميع اتباع أوامري وطاعتي. لا يهم ما يقوله أي شخص آخر، وأي شخص يختلف معي يجب أن يسكت!" هل هذه الطريقة في التفكير صائبة؟ إنها ليست صائبة بالتأكيد. إن موقفك والشخصية التي تكشف عنها يمثلان إشكالية. إنك تظن في قرارة نفسك أن قبولك لهذه الإرسالية يخوِّلُك تولي السلطة. أنت تريد أن تقبض على زمام الأمور، ولا يُسمح لأي شخص آخر بأن يكون له رأي. يبدو الأمر كما لو أنك لا تحتاج إلى شريك عمل، أو إلى أن يعبر الجميع عن آرائهم؛ فكل شيء يسير وفقًا لما تقوله، والأمر كله متروك لك. أي نوع من الشخصيات هذه؟ أليس هذا تعجرفًا شديدًا وافتقارًا إلى العقل؟ هذه شخصية ضِد المسيح. قد تكون أفضل من الآخرين قليلًا في مستوى القدرات، وقد يكون لديك شيء من الإدراك، وشيء من الاختبار في هذا الأمر. ومع ذلك، ثمة شيء واحد يجب أن تعرفه بوضوح: لا شيء من هذه الأمور التي تمتلكها هي الحق. إذا كنت تعتقد أنك تتمتع بمستوى قدرات أفصل نوعًا ما، وأنك تمتلك بعض الإدراك، وبعض الموهبة، وبعض المعرفة، وترى هذه الأمور بوصفها الحق، وتعتقد أنك أنت الحق، وتعتقد أنه يجب على الجميع اتباع أوامرك وطاعة ترتيباتك، أليست هذه شخصية ضِد المسيح؟ إذا كنت تفعل الأمور حقًا بهذه الطريقة، فلست أقل من أن تكون أحد أضداد المسيح. ما الخطأ في تعاملك مع مواهبك على أنها الحق؟ إن مستوى القدرات، والإدراك، والمواهب، والمعرفة، التي تمتلكها ليست خاطئة. إذًا، ما الذي نقوم بتشريحه هنا؟ ما نقوم بتشريحه هو شخصيتك؛ شخصية فاسدة تحملها وراء هذه الأمور؛ شخصية متعجرفة، شخصية بارة في عين ذاتها. عندما تتعامل مع مواهبك على أنها الحق، فأنت تعتقد أنك تمتلك الحق، لأنك تمتلك هذه المواهب. أنت تستبدل بالحق مثل هذه المواهب، فأي نوع من الشخصيات هذه؟ أليست هذه شخصية ضِد المسيح؟ يتعامل أضداد المسيح جميعهم مع أفكارهم الخاصة، وتعلمهم، ومواهبهم، وهباتهم على أنها الحق. إنهم يظنون أنهم بامتلاكهم لهذه المواهب فإنهم يمتلكون الحق. لذلك يطالبون الآخرين بطاعتهم، واتباع أوامرهم، والانصياع لسلطتهم. وهذا ما يخطئ فيه أضداد المسيح. هل تمتلك الحق فعلاً؟ أنت لا تملك فهمًا حقيقيًا لله، ولا تملك قلبًا يتقي الله، فضلًا عن أنك لست شخصًا يخضع لله، وأنت لا تملك الحق على الإطلاق، ومع ذلك أنت متعجرف، ومغرور، وبار في عين نفسك، وتعتقد أنك تملك الحق، وأن على الآخرين أن يطيعوك، ويتبعوا أوامرك. أنت ضد مسيح حقيقي.
ينطوي عمل نشر الإنجيل على مشاريع مختلفة تتطلب من الناس دراسة وتعلم مهارات ومهن مختلفة؛ لكن بعض الأشخاص لا يفهمون مقصد الله ويضلون بسهولة. إنهم لا يدرسون سوى المعرفة والمهارات المهنية دون قبول مثقال ذرة من الحق. أي نوع من الأشخاص هذا؟ (شخصٌ له شخصيةٍ ضِد مسيح يركز على المواهب). صحيح. هذا هو نوع الشخص الذي نكشفه؛ فهذا النوع من الأشخاص لديه شخصية ضِد المسيح، وفي الحالات الشديدة يكون أحد أضداد المسيح. إنهم يرغب في استغلال هذه الفرصة لتعلم هذه الأمور، ومن ثم يصبح الأفضل من الأفضل من بين جميع من يعرفون هذه المهنة أو المهارة، وأن يصبح الأكثر تعلمًا وبراعة في هذا المجال حتى يعتمد عليه الآخرون في كل شيء، ويستمعون إليه بدلًا من ممارسة الحق بينما يتولى دورًا قياديًا داخل هذه المجموعة. وهنا تكمن المشكلة. أي نوع من الأشخاص هم هكذا؟ أولئك الذين لا يطلبون إلا الدراسة والتسلح بكل أنواع المعرفة، والتعلم، والاختبار؛ الذين يعتمدون على مستوى قدراتهم، ومواهبهم، وهباتهم لعمل كل شيء. عاجلًا أم آجلًا، سيسلكون جميعًا مثل هذا الطريق. هذا أمر لا مفر منه. إنه طريق بولس. بغض النظر عن النطاق أو المجال الذي تعمل فيه، فإن امتلاك معرفة أكثر قليلًا مما لدى غيرك أو اختبارًا أو دروسًا مستفادة، لا يكفي لإثبات أنك تفهم الحق أو أنك قد دخلت في واقع الحق، وهو بالتأكيد لا يعني أنك قد حصلت على الحق. إذًا، ما الذي يثبت ذلك بشكل كافٍ؟ اكتساب فهم أفضل لمبادئ أداء هذا النوع من الواجب، وكذلك المعايير المطلوبة لبيت الله للقيام بهذا الواجب في أثناء دراسة هذه المهارات المهنية. يوجد بعض الأشخاص الذين تزداد مقاومتهم كلما حاولت أن تجعلهم يتعلمون المعرفة المهنية، ويظنون أنه من المستحيل أن يقوموا بواجبهم، حتى إنهم يقولون: "إن الإيمان بالله يجب أن يعني الانسلاخ من عالم غير المؤمنين، فلماذا يتعين علينا تعلم مهارات غير المؤمنين ومعرفتهم". إنهم لا يريدون التعلم. هذا تكاسل. إنهم لا يتخذون موقفًا مسؤولًا تجاه عملهم، ويفتقرون إلى الولاء، ولا يرغبون في استثمار أي جهد في مثل هذا الأمر. الغرض من تعلم المعرفة والمهارات المهنية هو القيام بواجبك جيدًا. ثمة قدر كبير من المعرفة والحس السليم لم تقابله بعد وتحتاج إلى أن تتعلمه. هذا هو مطلب الله وإرساليته للإنسان. لذلك، فإن تعلم هذه الأمور لن يذهب سدى؛ فهذا كله من أجل القيام بواجبك جيدًا. يعتقد بعض الناس أنه بعد تعلم مثل هذه المهارات، سيتمكنون من الحصول على موطئ قدم في بيت الله. ألا تدل طريقة التفكير هذه على وجود متاعب؟ هذه النظرة خاطئة. هل ثمة شخص قادر على السير في هذا الطريق؟ كلما زادت السلطة، وزاد نطاق العمل، وزادت المسؤولية الملقاة على عاتق هذا النوع من الأشخاص، زاد الخطر المُحدق بهم. كيف ينشأ هذا الخطر؟ هذا بالطبع لأن لديهم شخصيات فاسدة، وشخصية ضِد المسيح. عند قيامهم بالأمور، يركزون فقط على كيفية إنجاز المهمة ويؤدونها بصورة روتينية. إنهم لا يطلبون المبادئ. ومن خلال عملية أداء واجبهم، لا يتوصلون إلى فهم مقاصد الله، ولا إلى فهم مبادئ الحق أو استيعابها على نحو أعمق. إنهم لا يطلبون المبادئ، ولا يفحصون أو يراجعون ما يكشفون عنه من فساد، أو ما ينشأ فيهم من آراء غير صحيحة، أو ما يقعون فيه من حالات خاطئة في أثناء القيام بواجبهم. إنهم يُركّزون فقط على الممارسات الخارجية، ولا يعطون اهتمامًا إلا لإتقان مختلف أنواع المعرفة المطلوبة في واجبهم وتسليح أنفسهم بها. يعتقدون أنه بغض النظر عن مجال عمل المرء، فإن المعرفة تقود الجميع؛ وأنهم سيصبحون أقوياء ويثبتون أنفسهم في مجموعة ما إذا امتلكوا المعرفة؛ وأنه بغض النظر عن المجموعة التي هم فيها، فإن أصحاب المستويات العالية من المعرفة والدرجات الأكاديمية المتقدمة يتمتعون بمكانة عالية. على سبيل المثال، في المستشفى، يكون مدير المستشفى عمومًا هو الأفضل في جميع جوانب المهنة، ويمتلك أقوى المهارات الفنية، ومثل هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن هذا هو الحال أيضًا في بيت الله. هل هذه الطريقة في فهم الأمور صائبة؟ لا، ليست صائبة. وهذا يتعارض مع مقولة: "الحق يحكم في بيت الله". هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن المعرفة تحكم في بيت الله، وأن من لديه المعرفة والاختبار، ومن لديه الأقدمية الكافية ورأس المال الكافي سوف يُثَبَّتُ في بيت الله، وعلى الجميع الإصغاء إليه. أليست وجهة النظر هذه خاطئة؟ قد يفكر بعض الأشخاص بهذه الطريقة ويتصرفون بها دون وعي منهم؛ إنهم يسعون إلى ذلك، وربما ينتهي بهم الأمر يومًا ما إلى الوصول إلى طريق مسدود. لماذا قد يصلون إلى طريق مسدود؟ هل يمكن لشخص لا يحب الحق ولا يسعى إليه، ويتجاهل الحق تمامًا، أن يفهم نفسه؟ (كلا). ورغم أنهم لا يفهمون أنفسهم، فقد تزودوا بالكثير من المعرفة، ودفعوا بعض الأثمان لبيت الله وقدموا بعض المساهمات؛ إلى ماذا حولوها؟ لقد حولوها إلى رأس مال. وبالنسبة لهم، ما رأس المال هذا؟ إنه سجل لممارستهم للحق، ودليل على دخولهم إلى واقع الحق وفهمهم للحق. هذا هو ما حولوا إليه هذه الأشياء. في قلب كل فرد، يعتبر فهم الحق والدخول إلى واقع الحق أمرًا جيدًا وإيجابيًا. بالطبع، هذا صحيح في نظر هذا النوع من الأشخاص أيضًا. على الرغم من ذلك، فمن المؤسف أنهم نظروا إلى المعرفة خطأً على أنها الحق. ومع ذلك، لا يزال لديهم شعور جيد عن هذا الخطأ. هذه علامة على الخطر. أي نوع من الأشخاص يتصرف بهذه الطريقة؟ الأشخاص الذين لا يملكون فهمًا روحيًا كلهم سوف يتصرفون بهذه الطريقة، ويسلكون الطريق الخطأ دون قصد. وما إن يسلكوه، فلن يمكنك إعادتهم إلى الوراء. وإذا عقدت شركة معهم عن الحق، وأشرت إلى حالاتهم، وكشفتهم، فلن يفهموا، ولن يستطيعوا ربط ذلك بأنفسهم. وهذا افتقار إلى الفهم الروحي بدرجة خطيرة. مثل هذا الشخص يتعامل بطبيعة الحال مع معرفته، واختباره، ودروسه على أنها الحق. وما إن يأخذوا هذه الأمور على أنها الحق، سوف ينشأ في نهاية المطاف وضع معين. هذا أمر لا مفر منه. لنفترض أن الله يقول شيئًا، وهذا النوع من الأشخاص يقول شيئًا آخر؛ من المؤكد أن وجهات نظرهم ستكون مختلفة. إذًا، أي وجهة نظر سيعتبرها هذا النوع من الأشخاص صحيحة؟ سوف يعتقدون أن وجهة نظرهم هي الصحيحة فهل سيتمكنون بعد ذلك من الخضوع لله؟ (كلا). ماذا سيفعلون؟ سوف يتشبثون بوجهة نظرهم الخاصة وينكرون ما قاله الله. أليسوا، بفعلهم هذا، يعتبرون أنفسهم تجسيد الحق؟ (بلى). إنهم يعتقدون، مثل البوذيين تمامًا، أنهم قد حققوا أخيرًا النجاح في تنمية الذات؛ إذ ينكرون الله، ويجعلون الآخرين يعاملونهم مثل الله، ويظنون أنهم قد أصبحوا تجسيدًا الحق. كم ذلك سخيف! على سبيل المثال، لنفترض أن شخصًا ما بارع للغاية في مجال معين من المعرفة، أو مجال عمل معين. وبصفتي غير متخصص في هذا المجال، أطرح عليهم أسئلة تتعلق بهذا المجال، ولكن عندما أفعل ذلك، يبدأون في التباهي. أي نوع من الأشخاص هذا؟ أخبرني، هل أنا مخطئ في طرح الأسئلة عليهم؟ (كلا). إذًا، لماذا أطرح عليهم الأسئلة؟ لأن بعض الأمور تتعلق بالعمل والمِهَن، ولأنني لا أفهمها، فيجب أن أسأل شخصًا آخر. إضافة إلى ذلك، أعلم أن لديهم اختبار ويفهمون هذه الأمور. فمن المناسب تمامًا لي أن أطرح الأسئلة عليهم. هل مقصدي ونهجي صحيحان؟ (نعم). لا ينبغي أن يكون هناك أي خطأ في هذا، أليس كذلك؟ إذًا، ما الطريقة الصحيحة التي يجب أن يتعامل بها ذلك الشخص مع هذا الأمر؟ ينبغي أن يخبرني بكل ما يفهمه. وبعد ذلك، كيف ينبغي له أن يفكر في هذا الأمر؟ ما الطريقة الصحيحة للتفكير في الأمر؟ وما الطريقة الخاطئة؟ كيف يمكن لشخص طبيعي وعقلاني أن يفكر في الأمر؟ كيف سيفكر فيه شخص لديه شخصية ضِد المسيح؟ بعض الناس، عندما يسمعون أنني لا أفهم يقولون: "أواه، أنت لا تفهم! أنت لا تعرف كم كان من الصعب علينا فعل ذلك! أنت لا تعرف هذا ولا تفهمه!". وبينما هم يتحدثون، يبدأون في التباهي. إلامَ يشير هذا التباهي؟ أنه توجد مشكلة. هؤلاء الناس عادة ما يكونون في غاية التهذيب والتقوى، لكن لماذا يبدأون فجأة في التباهي؟ (إنهم يعتبرون أنفسهم هم الحق، لأنهم يفهمون القليل من المعرفة، ولديهم القليل من الاختبار). هذا صحيح. في السابق، عندما كان الآخرون يطرحون عليهم سؤالًا، لم يعتقدوا أن هذا بالأمر الجَلل. لكن عندما أسألهم سؤالًا، يفكرون: "ألست أنت الحق؟ أليس من المفترض أن تفهم كل شيء؟ كيف لا تفهم مثل هذا الأمر؟ إذا لم تفهم هذا الأمر، فأنا أعلى منك". إنهم يريدون التباهي قليلًا. أليس هذا ما يفكرون فيه؟ (بلى). إنهم لا يشعرون بالتبجيل، بل على العكس من ذلك، ينبثق منهم نوع من الشخصية الشيطانية. وفجأة، يشعرون أنهم أقوياء للغاية بين الأرض والسماوات رغم كل شيء! أليس هذا إدراكًا خاطئًا؟ أليس هؤلاء حمقى؟ (بلى). أعتقد ذلك أيضًا لا يفكر بهذه الطريقة إلا أحمق. ألا يفهمون فقط قليلًا عن هذا المجال؟ هناك الكثير من الأمور التي لا يعرفها الناس؛ يجب أن يكون لديهم القليل من الوعي الذاتي. بعض الأشخاص يعرفون القليل عن الأقمشة، ويمكنهم تحديد نوع الخامة تقريبًا بمجرد لمسها. إذا أثنيت عليهم بقولك: "يبدو أنك تعرف الأقمشة"، فسوف يرد: "هذا صحيح. أنتم لن تعرفوا هذا لأنكم لم تتعلموه. لقد تعلمته، وأنا أكثر خبرة به منكم. أنا لا أستهين بك، أنت فقط بحاجة فعلًا إلى المزيد من الدراسة". أليس هذا مثيرًا للاشمئزاز؟ يوجد أيضًا أشخاص يقومون بالقليل من الطهي، ويبدأون في التباهي بعدد الأطباق التي يمكنهم تحضيرها، وعدد الوجبات التي يمكنهم طهيها. بعض الأشخاص عملوا كمعاوني أطباء في الريف لبعض الوقت. عندما يصاب أخوهم أو أختهم بمرض طفيف ويطلب منهم تدليكهم، أو إجراء الوخز بالإبر، أو الحجامة لهم، ويستفسرون عما إذا كان ذلك يمكن أن يشفيهم، يردون قائلين: "هل تعتقد أن هذا يمكن علاجه بهذه السهولة؟ أنت لا تفهم؟ جميعنا في مهنة الطب نعلم أن جسم الإنسان معقد. وأن ثمة أسرار تكتنف خلق الله للإنسان. لذلك، يتوقف الأمر على الظروف فيما إذا كان من الممكن استخدام الوخز بالإبر أو الحجامة". في الواقع، هم أيضًا يعرفون القليل جدًا. وهم غير قادرين على شرح أي حالة طبية بوضوح، أو علاج العديد من الأمراض. رغم ذلك، ولحفظ ماء الوجه، لا يزالون يتفاخرون، ويتظاهرون، ويتصرفون كخبراء. إن مظاهر مختلف هذه الأنواع من الناس تُظهر أن البشر الفاسدين لديهم جميعًا شخصية الشيطان وشخصية ضِد المسيح. رغم ذلك، لا تزال ثمة حالات أكثر خطورة حيث يتنكر الناس ويتظاهرون حتى نهاية المطاف. وبغض النظر عما إذا كان الآخرون يمدحونهم أم لا، فإنهم يضمرون فكرة مظلمة في أعماقهم. ما هذه الفكرة؟ "لن أسمح لأحد أبدًا بمعرفة هويتي الحقيقية وقدراتي الحقيقية". على سبيل المثال، إذا كانوا مجرد معاوني أطباء فقط، فإنهم يحاولون دائمًا جعل الآخرين يعتقدون أنهم أطباء مشهورين، ولا يريدون أبدًا أن يعرف أحد أنهم معاوني أطباء فقط، أو ما إذا كانوا يستطيعون علاج الأمراض بالفعل أم لا. إنهم يخشون أن يعرف الآخرون الطبيعة الحقيقة لوضعهم. وإلى أي حد يخفون أنفسهم؟ إلى الحد الذي يظن فيه كل من يتعامل معهم أنهم لا يخطئون أبداً وأنهم بلا أي نقائص، وأنهم يتقنون كل ما تعلموه، ويمكنهم القيام بكل ما يحتاج إليه الآخرون. إذا سألهم الآخرون عما إذا كانوا يستطيعون الطهي أم لا، فسيقولون إنهم يستطيعون. وعند سؤالهم عما إذا كانوا يستطيعون إعداد مأدبة مانشو-هان، بالرغم من أنهم يفكرون في أنفسهم: "لا أستطيع فعل ذلك"، فسوف يجيبون: "نعم!" عندما يُسألون أكثر من ذلك. لكن عندما يُطلب منهم فعل ذلك، سوف يختلقون عذرًا للرفض. أليس هذا خداعًا؟ إنهم يتظاهرون بمعرفة كل شيء، وأن باستطاعتهم فعل كل شيء، وأنهم قادرون على أي شيء؛ أليسوا حمقى؟ ولكن بغض النظر عما إذا كانوا حمقى أو لديهم شيء من مستوى القدرات أو المَلَكات أو المواهب، ما هو الشيء الوحيد المشترك بين أضداد المسيح؟ إنها رغبتهم في التظاهر بفهم كل شيء، والتظاهر بأنهم هم الحق. على الرغم من أنهم لا يدّعون بشكل مباشر أنهم هم الحق، فإنهم يريدون التظاهر بأنهم حقيقة كل الأشياء الإيجابية، وأنهم قادرون على فعل كل شيء. أليس المعنى الضمني إذًا، أنهم تجسيد الحق؟ إنهم يعتقدون أنهم تجسيد الحق، وأن كل ما يقولونه صحيحًا، وأنه الحق.
ثمة أشخاص يُكلَّفون بمهمة خاصة من قِبَل الأعلى. عند معرفتهم بهذا، يفكرون في أنفسهم: "لقد ائتمنني الأعلى على هذه المهمة، ومن ثمَّ أصبحت سلطتي أكبر". الآن سوف أحظى بالفرصة لإظهار مواهبي وقدرتي. سأجعل من هم دوني يرون كم أنا هائل". وعندما يتفاعلون مع الإخوة والأخوات، فإنهم يأمرونهم قائلين: "اذهب وافعل هذا!". وعند سؤالهم عن كيفية فعله، يقولون: "هل ستفعله أم لا؟ إذا لم تفعل، فسوف أُسوِّي الأمر معك! هذا أمر من الأعلى. هل يمكنك تحمل الإساءة إليهم بتأخير الأمر؟ عندما يطالب الأعلى بالمساءلة، فمن يستطيع أن يتحمل هذه المسؤولية؟". يجيب الإخوة والأخوات: "نحن ببساطة نرغب في معرفة الأمر، وطلب المبادئ للقيام به، بدلًا من فعله عشوائيًا وتطبيق أي نهج نراه مناسبًا. يجب فعل كل شيء وفقًا للمبادئ. وبغض النظر عن الأمر أو كم أنه قد يكون ملِّحًا أو مهمًا؛ وبغض النظر عمن يأتمننا عليه، فإن التمسك بالمبادئ حق لا يمكن أن يتغير. هذا واجبنا ولا بد أن نكون مسؤولين. طلب المبادئ هو ما يطلبه الله منا. نحن نطلب ونسأل عن التوضيح بموقف مسؤول. ليس ثمة خطأ في ذلك. عليك توضيح هذه المسألة لنا". رغم ذلك، يجيبون: "وما يُقال في هذه المسألة؟ هل يمكن أن يكون ما قاله الأعلى خطأ؟ أسرعوا وأنجزوا الأمر!". وعلى هذا يجيب الإخوة والأخوات: "بما أن الأعلى قال ذلك، فحتمًا سنفعله على الفور. لكن هل يمكن أن تخبرنا بوضوح كيف ينبغي فعل ذلك؟ هل توجد أي قواعد أو تعليمات محددة؟" فيقولون: "افعلوا ما ترونه مناسبًا. لم تكن التعليمات الواردة من الأعلى مفصلة إلى هذا الحد. فلتتوصلوا إلى معرفة ذلك بأنفسكم!". أي نوع من الأشخاص هذا؟ دعونا ننسى للحظة دافعهم أو السبب الجذري لفعل ذلك؛ وبدلًا من ذلك، لنتفحص شخصيتهم أولًا. هل نهجهم هذا جيد؟ (كلا). كيف أمكنهم التوصل إلى مثل هذا النهج؟ هل هذا نهج طبيعي؟ (كلا، ليس كذلك). إنه ليس طبيعيًا. هل هذه مشكلة في حالتهم الذهنية أم في شخصيتهم؟ (مشكلة في شخصيتهم). هذا صحيح، فشخصيتهم إشكالية. ثمة تعبير يُسمى "انتظار الفرصة السانحة". إنه يعني أنَّ الفرصة المناسبة لم تسنح لهم في الماضي قط لبناء سلطتهم، أما الآن وقد سنحت لهم هذه الفرصة فإنهم سيغتنمونها ويستخدمونها ذريعةً للتصرف. أي نوع من الشخصيات هذه؟ بغض النظر عن الواجب الذي تتلقاه من الأعلى، فلا يمكن لمبادئ أفعالك أن تتغير. عندما يأتمنك الأعلى على عمل أو مهمة، فإن هذا محض تكليف ائتُمِنَت عليه؛ كما أنَّ القيام به واجبك. لكن بعد تلقي التكليف من الأعلى وتولي المهمة، هل يمكنك حينئذ الادعاء بأنك سفير مطلق الصلاحية وخبير بالحق؟ هل لديك الآن السلطة لتأمر الآخرين ولفعل ما يحلو لك؟ هل مسموح لك أن تتبع ميولك الخاصة ببساطة، وتتصرف كما يحلو لك وفقًا لتفضيلاتك وبطريقتك الخاصة؟ هل يوجد أي فرق بين أن يأتمنك الأعلى مباشرة على فعل شيء ما، وبين القيام بواجبك المعتاد كما تفعل عادة؟ لا يوجد فرق؛ كلاهما واجبك. وبما أنَّ كليهما واجبك، فهل تغيرت مبادئ القيام بالأشياء؟ كلا، لم تتغير. لذلك، وبغض النظر عن مصدر تلقيك لواجبك، فإن جوهر الواجب وطبيعته واحد. ماذا أعني بذلك؟ يعني أنه يجب عليك التصرف وفقًا للمبادئ بغض النظر عن الواجب الذي تقوم به. ولا يعني أنه لمجرد أن الأعلى ائتمنك مباشرةً على فعل شيء ما، فبمقدورك فعله بأي طريقة تريد، وأن أي شيء تفعله سيكون صحيحًا ومبررًا. حتى لو كانت لديك بعض القدرات، هل يمكنك أن تحيد عن طريق طلب مبادئ الحق؟ أنت ما تزال إنسانًا فاسدًا. لم تصبح إلهًا؛ لست في مجموعة خاصة. أنت لا تزال كما أنت، وستظل دائمًا بشرًا. في الكتاب المقدس، ثمة العديد من الأشخاص الذين دعاهم الله بأسمائهم شخصيًا، مثل: موسى، ونوح، وإبراهيم، أيوب وغيرهم كثيرون. يوجد أيضًا العديد من الأشخاص الذين تكلموا مع الله؛ رغم ذلك، لم يعتقد أحد من هؤلاء الأشخاص أنه شخصية خاصة أو عضو في مجموعة خاصة. من بين هؤلاء الأشخاص، رأى البعض بأنفسهم ظهور الله في لهيب نار، وسمع آخرون كلام الله بآذانهم، وسمع البعض رسلًا ينقلون كلام الله، بينما آخرون قد تلقوا شخصيًا تجارب الله. وهل كان من بينهم مَن اعتبره الله مختلفًا عن البشر العاديين؟ (كلا). كلا. الله لا يرى الأمر بهذه الطريقة. ولكن إذا فهمت أنت الأمر بهذه الطريقة، ورأيت في نفسك شخصية خاصة، فأي نوع من الشخصيات لديك؟ (شخصية ضِد المسيح). إنها حقًا شخصية ضِد المسيح، وهو أمر مرعب! حتى لو وضع الله يديه على رأسك ومنحك القدرة على إجراء المعجزات مدعومًا بالقدرة الإلهية، أو إنجاز مهام معينة، فسوف تظل دائمًا بشرًا؛ لا يمكنك أن تصبح تجسيد الحق. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه لن يحق لك أبدًا استخدام اسم الله لمخالفة الحق والتصرف كما يحلو لك، هذا هو سلوك رئيس الملائكة. في بعض الأحيان، يستخدم الله أساليب خاصة أو قنوات خاصة ليأتمن أشخاصًا معينين على القيام بأشياء خاصة، أو أداء عمل خاص، أو نقل أحداث أو مهام خاصة. هذا لأن الله يعتقد أن هؤلاء الناس قادرون على تولي مثل هذا العمل، وأنهم قادرون على إكمال العمل الذي ائتمنهم الله عليه، وأنهم جديرون بثقة الله؛ ولا شيء أكثر من ذلك. حتى لو كانوا قد كُلِّفوا شخصيًا من الله نفسه، أو سمعوا الأقوال من فم الله، أو تكلموا مع الله، فلن يصبحوا شيئًا مختلفًا عن كونهم أشخاصًا عاديين، ولن يرتقوا من كونهم كائنات مخلوقة عادية إلى كائنات مخلوقة فريدة أو أعلى. هذا لن يحدث ابدًا. لذلك، في وسط البشر، في بيت الله، مهما كانت خصوصية بعض الأمور مثل مواهب المرء أو هويته أو مكانته أو اختباره أو دروسه، فإنها لا يمكن أن تتحول إلى تجسيد الحق. إذا تظاهر شخص ما باستهتار شديد بأنه كذلك، فهذا الشخص هو بلا شك أحد أضداد المسيح. وبالرغم من أن بعض الناس يكشفون أحيانًا عن مثل هذه الشخصية، فلا يزال بمقدورهم قبول الحق والتوبة. مثل هؤلاء الأشخاص لديهم شخصية ضِد المسيح، ويسلكون طريق ضِد المسيح، ولا يزال لديهم أمل في أن يُخلَّصوا. رغم ذلك، إذا استمر شخص ما في التظاهر بأنه تجسيد الحق، والاعتقاد بأنه على صواب، ويرفض التوبة، فهو أحد أضداد المسيح الحقيقيين. كل من هو ضِد المسيح لن يقبل مثقال ذرة من الحق. حتى لو كُشفوا واستُبعدوا، فإنهم يظلون غير قادرين على معرفة أنفسهم؛ ولا يمكنهم أن يشعروا بالندم حقًا. بعض القادة والعاملين لديهم شخصية ضِد المسيح فحسب. إن المبادئ التي يتصرفون بها والطرق التي يختارونها هي نفسها التي لدى ضِد المسيح. هم أيضًا يفتقرون إلى العقلانية ولا يفهمون الحق، ولا يدركون طبيعة أفعالهم وعواقبها، ويتصرفون بتهور. على الرغم من ذلك، فإن ما يميزهم هو أنه بعضهم لا يزال بإمكانه قبول بعض ما أقوله. ما يزال بإمكان كلماتي أن تحفزهم وتكون بمثابة تحذير لهم. وبالرغم من امتلاكهم لشخصية ضِدَ المسيح، فلا يزال بمقدورهم قبول بعض الحق؛ ويمكنهم قبول بعض التهذيب، ويمكنهم الشعور بالندم حقًا والتوبة إلى حد ما. هذا ما يميزهم عن أضداد المسيح. هؤلاء أشخاص يمتلكون فقط شخصية ضِدَ المسيح. ثمة قاسم مشترك بين امتلاك جوهر طبيعة ضِد المسيح، وامتلاك شخصية ضِد المسيح. الأمران في الأساس متشابهان، والصفة المشتركة بين ضِد المسيح ومن لديه شخصية ضِد المسيح هي أن كلاهما يمتلك شخصية ضِد المسيح. رغم ذلك، يمكن لبعض هؤلاء الأشخاص قبول الحق وإظهار الندم الحقيقي. مثل هذا الشخص ليس من أضداد المسيح، بل هو شخص له شخصية ضِد المسيح. هذا هو الفرق بين ضِد المسيح، وأولئك الذين لديهم شخصية ضِد المسيح. كل من لا يستطيع أن يقبل ولو مزعة من الحق، ويفتقر إلى الندم الحقيقي هو أحد أضداد المسيح الحقيقيين. أي شخص يمكنه أن يقبل الحق ولديه ندم حقيقي، هو شخص لديه شخصية ضِد المسيح، ويمكن خلاصه. ينبغي أن تكون قادرًا على التمييز بوضوح بين هذين النوعين من الأشخاص، وألا تُصدر أحكامًا عمياء. أي نوع أنتم؟ قد يقول بعض الناس: "لماذا أشعر وكأنني مثل أحد أضداد المسيح؟ لا يبدو أن هناك أي فرق؟". هذا الشعور دقيق، فلا يوجد فرق واضح. إذا كان بإمكانك قبول الحق وإظهار الندم الحقيقي، فهذا إذًا هو الفرق الوحيد؛ وهو أيضًا فرق من حيث الإنسانية. هذا يعني أن ضِد المسيح هو شخص شرير. من ناحية أخرى، فإن شخصًا يمتلك شخصية ضِد المسيح، ليس شخصًا شريرًا؛ بل لديه شخصية فاسدة فحسب. هذا هو الفرق الوحيد. لا فرق في شخصياتهم الفاسدة، فكلهم سواء في هذا الصدد، وهذا قاسم مشترك بينهم جميعًا. إن مختلف ظروف البشرية الفاسدة التي كشفها كلام الله دقيقة تمامًا، ولا تحيد عن الواقع قيد أنملة. عندما يقرأ شعب الله المختار كلام الله، فإنهم جميعًا يشعرون الشعور نفسه؛ ويتشاركون جميعًا في الفهم نفسه، فلا يختلفون إلا في عمق اختباراتهم. كلهم يدركون عجرفتهم وافتقارهم إلى العقل. وجميعهم قادرون على إدراك أن لديهم الكثير من الشخصيات الفاسدة، وأن إفساد الشيطان للبشرية عميق جدًا، وأنه ليس من السهل على الله أن يخلِّص البشرية. رغم كثرة ما قد قيل، فلا يزال هناك المزيد ليُقال. إنهم جميعًا يدركون أن البشرية فقيرة، ومثيرة للشفقة، وعمياء، وجاهلة. إنهم جميعًا يدركون أن الشيطان هو من أفسد البشرية بعمق شديد، وأن السبب الجذري لفساد البشرية وشرها يكمن في إفساد الشيطان للبشرية وسيطرته عليها. بعد أن أفسد الشيطان البشرية، أصبحت البشرية ملوثة بسُم الشيطان، ومن ثمَّ تكونت لديها شخصية الشيطان، وفقدت عقلانية البشر الطبيعيين وضميرهم وعقلهم. وافتقر الناس إلى القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. لو لم يضع الله قوانين للبشرية، لما عرف الناس ما إذا كان ضرب شخص ما أو قتله أو السرقة أو الخلاعة صوابًا أم خطأً. كانوا سيعتقدون أن أفعالهم مبررة، وأن عليهم التصرف بهذه الطريقة. لكن بعد أن أقر الله القوانين والوصايا، أصبح الناس على وعيٍ بأن القيام بهذه الأمور خطيئة، وأصبحت عقلانيتهم أكثر طبيعية بعض الشيء. وبالطبع، لم يكن هذا سوى أكثر مستويات العقلانية سطحية، والذي سيصبح بطبيعة الحال أكثر عمقًا ما إن يفهموا الحق. والآن، إذا كان الناس قادرين على فهم مختلف الحقائق بدرجة أكبر، ومعرفة أنفسهم، وإيجاد مكانهم الصحيح، وقياس مستوى قدراتهم بدقة وكذلك إدراكهم وقدرتهم على استيعاب الحق، وإذا كانوا قادرين أيضًا على استخدام الحق كمعيار، والاعتماد على كلام الله للتوصل إلى معرفة مثل هذه الأمور، مثل أي من مختلف المواقف التي يحملها البشر الفاسدون تجاه الله هي مواقف إيجابية وأيها ليست كذلك، وأيها مفاهيم وتصورات، وأيها تتفق مع الحق، فإن عقلانيتهم ستصبح طبيعية بدرجة أكبر. لذلك، فقط الحق يمكنه أن يعطي الناس حياة جديدة. لكن إذا كنت تتسلح بالمعرفة، وتركز على ممارسات معينة، وتتباهى دائمًا، وتعرض نفسك دائمًا، وتتفاخر دائمًا بهذا القدر الضئيل من المعرفة أو التعلم الغامض أو غير المهم، ولا تسعى إلى الحق، فهل ستتمكن من الحصول على هذه الحياة الجديدة؟ لا، سيكون ذلك ضربًا من الوهم. ليس الأمر فحسب أنك لن تتمكن من الحصول عليها، بل ستفقد فرصة الخلاص، وهذا أمر خطير للغاية!
لقد استمع كلٌ منكم إلى العديد من العظات عن الحق، وأصبح لديكم الآن بشكل أو بآخر بعض التمييز تجاه أنواع مختلفة من الناس. بالرغم من أنك تستطيع تمييز الأشخاص الأشرار والسيئين، فلا تزال غير قادر على تمييز القادة الزائفين وأضداد المسيح. والآن، بيت الله يُطَهِّر تدريجيًا من الكنيسة كل أولئك الذين لا يقبلون أدنى قدر من الحق، والذين لا يزالون يتصرفون بتهور ويزعجون عمل بيت الله ويعرقلونه. وهذا يدل على أن عمل الله قد وصل إلى هذه المرحلة، وبدأ شعب الله المختار في الاستفاقة. عندما كنت أحتك بأشخاص معينين في الماضي، كنت أشعر دائمًا بوجود نوع من "الرائحة" تنبعث منهم. أي نوع من الرائحة؟ كانت أشبه برائحة الوحوش البرية والحيوانات الشرسة التي تنفش فراءها وتعوي قبل حتى أن يقترب منها المرء. البشر أيضًا يظهرون بعض السلوكيات المشابهة للحيوانات. كيف تنشأ هذه السلوكيات؟ إنها تأتي من الشخصيات الشيطانية الفاسدة التي يمتلكها الناس. ماذا أعني بكلمة "رائحة"؟ أقصد أنك لا ترى الصدق عندما تنظر في أعينهم؛ بل تقابلك نظرة فارغة شاردة. إنهم يشعرون أنهم غير قادرين على الحكم عليك، ومن ثمَّ فإن أعينهم تَشْرُد عند النظر إليك. لا يمكنك اكتشاف أي صراحة فيما يتحدثون به من كلمات أيضًا، لأنهم في أعماقهم لا يملكون أي صراحة. ماذا أعني عندما أقول إنهم يفتقرون إلى الصراحة؟ أعني أنه بغض النظر عمن يتفاعلون معه، فثمة حاجز دفاعي في أعماقهم. يمكنك إدراك هذا الحاجز الدفاعي من خلال نظرة أعينهم، ونبرة صوتهم، وطريقة حديثهم. إنه نوع الرائحة الموجود لديهم؛ إنه يعطي المرء الشعور بأنهم رغم سماعهم العديد من العظات، فإنهم ما يزالون لا يفهمون الحق، ولم يسلكوا بعد طريق الخلاص. بغض النظر عن كيفية عقدك للشركة معهم عن الحق أو كشفك للشخصية الفاسدة للإنسان، ومهما كنت مخلصًا في معاملتهم أو إعالتهم أو رعايتهم أو مساعدتهم، فلن تحصل منهم على موقف صادق. إذًا، ما الذي يكمن بداخلهم؟ الحذر، والشك – هذان هما الأكثر شيوعًا؛ علاوة على ذلك، ثمة نوع أيضًا من حماية الذات والرغبة في أن ينالوا دائمًا تقديرًا عاليًا. لذلك، فإن كلماتهم، والنظرة في عيونهم، وتعبيرات وجوههم، كلها تكشف عن شيء غير طبيعي تمامًا. أي إنَّ ما تدركه أنت من أعينهم وتعبيراتهم يختلف عما يفكرون به في أعماقهم. باختصار، بغض النظر عما إذا كان الشخص خجولًا أو حذرًا أو كانت لديه صعوبات داخلية، إذا لم تتمكن من رؤية صراحتهم، ألن يمثل ذلك إشكالية؟ (بلى). بالفعل، إنها مشكلة. إذًا، كيف يمكننا معرفة ذلك؟ يمكننا معرفة ذلك من سلوكهم أو الطريقة التي يتحدثون بها. إنهم لا يقولون ما يجول في خاطرهم؛ بل يختارون الكلمات التي يعتقدون أنها مناسبة ويعقدون شركة معك عن أمور قد فكروا فيها بالفعل. هذا أسلوب دفاع عن النفس يتبعه غير المؤمنين. متى ما حلَّ بهم شيء، يقف شعرهم أولًا مثل القنفذ، لحماية أنفسهم. الحق الخاص بهم، وقدراتهم ومواهبهم، والأخطاء التي ارتكبوها، وحيرتهم – وحتى خداعهم ونفاقهم – كل ذلك مغطىً بأشواكهم، ومحجوب عن العالم الخارجي، محجوب حتى عني. إنهم يبذلون جهدًا كبيرًا لتغطية أنفسهم وتخبئتها، وأيضًا لحماية أنفسهم. من أين تأتي هذه الأمور؟ اكتسبت البشرية هذه الأمور بعد أن أفسدها الشيطان. في البداية، بعد أن خلق الله آدم وحواء، قادهما للعيش في جنة عدن، وأخبرهما أي ثمار من أي الأشجار يستطيعان أن يأكلا منها وأيها لا يستطيعان الأكل منها. كانا عريانين وغير خجلين أمام الله. وماذا كان رأيهما في هذا؟ لقد فكرا أنه هكذا خلقهما الله، وأنَّ لديهما ما أعطاهما الله أيًا كان، وأنهما ليسا بحاجة إلى الاختباء من الله؛ لم يفكرا في فعل ذلك قط. لذا، بغض النظر عن كيفية ظهورها أمام الله، كانا دائمًا منفتحي القلب. كان بإمكانك أن ترى الإخلاص في عيونهما؛ لم يكن لديهما في أعماق قلوبهما دفاعات أو جدران واقية من الله. ولم يكونا بحاجة إلى حماية نفسيهما أمام الله، لأنهما كانا يعلمان في قرارة نفسيهما أن الله لا يشكل أي تهديد لهما؛ كانا آمنين تمامًا. وحده الله يحفظهما، ويحبهما، ويعزهما. لن يضرهما الله أبدًا. عميقًا في داخلهما، كانت هذه هي الفكرة الأساسية والثابتة لديهما. ولكن متى بدأ هذا يتغير؟ (حين أكلا من ثمر شجرة معرفة الخير والشر). إن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر هو في الواقع، رمزي. إنه يعني أنه منذ اللحظة التي أغوى فيها الشيطان حواء أولًا، أغواهما الشيطان شيئًا فشيئًا لارتكاب الخطايا، وفعل أشياء خاطئة، والسير في الطريق الخطأ؛ ثم دخلهما سم الشيطان. وبعد ذلك بفترة وجيزة، قبل مجيء الله، كثيرًا ما كانا يختبئان من الله، غير راغبين في أن يجدهما الله. لماذا قد يفعلان ذلك؟ لقد شعرا بأنهما بعيدين عن الله. وكيف نشأ هذا البعد؟ كان هذا بسبب وجود شيء مختلف في داخلهم. الشيطان أعطاهما أفكارًا وآراءً معينة، وأعطاهما نوعًا من الحياة، فجعلهما يشككان في الله ويحتاطان منه. بدآ على الفور يتساءلان عما إذا كان الله سيسخر منهما عند رؤيتهما عاريين. من أين جاءت هذه الفكرة؟ (من الشيطان). لماذا لم يفكرا بهذه الطريقة قبل أن يغويهما الشيطان؟ في ذلك الوقت، كانا يمتلكان الحياة الأكثر بدائية التي منحهما الله إياها، ولم يكونا خائفين من أن يسخر الله منهما، ولم تكن لديهما مثل هذه الأفكار. ولكن بعد أن أغواهما الشيطان، بدأ كل شيء يتغير. في البداية فكرا: "نحن لا نرتدي أي شيء. ألن يسخر الله منا؟ هل هذا يعني أنه ليس لدينا أي خجل؟". نشأت سلسلة من التساؤلات في ذهنيهما. وما إن نشأت هذه الأفكار، لم يسعهما إلا أن يختبئا من الله. من المؤكد أنهما فكرا في نفسيهما: "متى سيأتي الله؟ لو أن الله أتى، فماذا يجب أن نفعل؟ "عليَّ الاختباء بسرعة!" لقد شعرا بالحاجة إلى الاختباء دائمًا. هل هذه شخصية فاسدة؟ (نعم). إن إغواء الشيطان يكمن في جذر هذه الشخصية الفاسدة. عندما يحتاطان من الله ويختبئان منه، هل سيظلان يثقان بالله في قلبيهما؟ هل سيظلان يعتمدان عليه؟ (كلا). ماذا تبقى إذًا؟ (الحذر). لم يبق سوى الحذر والريبة، وكذلك البُعد، والخوف، والشك – كل هذا قد أتى. هما حتى قد فكرا: "هل سيؤذينا الله؟ نحن عريانين وليس لدينا ما ندافع به عن أنفسنا. هل يمكن أن يبطش بنا الله؟ هل يمكن أن يقتلنا؟" لم يخطر ببالهما قط أن الله قد وهبهما حياتهما، ومن المؤكد أنه لم يكن ليقتلهما بسهولة كبيرة. كان عقل كل منهما مشوشًا، وأصبحا حائرين. إنَّ إفساد الشيطان للبشرية مستمر حتى وقتنا الحالي؛ ويمكن رؤية موقف البشرية تجاه الله في عيون الناس، وهو لم يتغير قط. تلاشى الصدق، وتلاشى الإيمان الحقيقي، والثقة، والاتكال على الله. أين يكمن جذر هذا؟ (في فساد الشيطان). هذا صحيح، إنه يكمن في فساد الشيطان. لقد أذى الشيطان البشرية بشدة! بالرغم من أن الناس قد يظنون أن الزمن الذي سبق إفساد الشيطان للبشرية كان جيدًا جدًا، الواقع أنه إذا ما قورن بالزمن الذي يعقب خلاصهم وفهمهم للحق ومعرفتهم لله، فإن الأمور حينها لم تكن جيدة بقدر ما هي جيدة بعد الخلاص. لو كان بإمكانك الاختيار، فأي سيناريو من بين هذين ستختار؟ (الزمن عقب الخلاص). في الواقع، ليس من اللائق أن يختار الناس أحد الأمرين؛ فالبشر لا يمكنهم الاختيار. هذا أمرٌ عيَّنه الله، إنه قدر البشرية. قبل أن يُفسد الشيطان الناس، على الرغم من أنهم كانوا يثقون بالله ويتكلون عليه، فإنَّ البشر الأوائل لم يفهموا الحق ولم يعرفوا من هو الله. في الوقت الحاضر، أصبح لدى الناس على الأقل مفهوم عن هذا الأمر؛ فهم يعلمون أن البشرية جاءت من الله، وأنهم كائنات مخلوقة والله خالقهم. إنهم يعرفون أن الله هو المسيطر على كل شيء. لكن الناس في ذلك الوقت لم يفهموا هذه الأمور. لقد كانوا بسطاء للغاية، بمعنى أنهم لم يكونوا خائفين من أن يراهم الله أو يسخر منهم، وكانوا يلجؤون إلى الله في كل شيء. كانت معتقداتهم بهذه البساطة. لكن هل كانوا يعرفون من هو الله؟ كلا. ولذلك، فإن كل عمل قام به الله له قيمة عميقة ودلالة كبرى للبشرية. كله جيد. عندما نتحدث عن تاريخ تمرد البشرية على الله، هل تشعرون بالحزن الشديد؟ لقد أصبحت العلاقة التي كانت حميمة ذات يوم بين البشرية وبين الله تتسم بالبعد. إن الله يحمي البشرية ويحبها بصدق، لكن البشر يشككون في الله؛ فهم يختبئون ويبتعدون عن الله، بل إنهم حتى ينظرون إلى الله بوصفه عدوًا. إن قول هذا أمر محزن للغاية. لكن لا يمكننا إلا أن نوجه كراهيتنا نحو الشيطان، فالشيطان هو من أفسد البشرية بشدة. وبالرغم من إفساد الشيطان للبشرية إلى هذا الحد، فالله لديه طريقة لخلاص البشرية. ومهما أربك الشيطان، فلن يؤثر ذلك في عمل الله في خلاص البشرية. هذه هي قدرة الله وسلطانه.
يتظاهر أضداد المسيح بأنهم تجسيد الحق ما إن يكتسبوا قليلًا من الاختبار والمعرفة، ويتعلموا بعض الدروس. لقد عقدنا شركة بما يكفي تقريبًا عن هذا الموضوع. ما المعلومات التي ربحتموها من هذا؟ ما هي الحقائق التي فهمتموها؟ (لا ينبغي لنا أن نقدر المعرفة). هذا أحد الجوانب. هل ثمة جوانب أخرى؟ (ليس البشر هم الحق أبدًا، ولا ينبغي لهم أن يتظاهروا بأنهم هم الله). تظاهر المرء بأنه الحق ليس أمرًا إيجابيًا في حد ذاته. ليس الحق أمرًا يمكن للمرء أن يتظاهر به؛ إنه جوهر الله. إن الله يمدك ببعض الحق؛ ربح القليل من الحق هو بالفعل أمر جيد بما يكفي. رغم ذلك فإن بعض الأشخاص يريدون أن يصبحوا تجسيد الحق. وهذا مستحيل. مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، إذا كان الناس يرغبون في الخلاص من خلال الإيمان بالله، فعليهم أن يتعلموا أن يتصرفوا بطريقة واقعية، وألا يسعوا إلى الكمال. بالرغم من أن كلمة "الكمال" قد تكون موجودة، فإنَّ فكرة أن يصبح البشر المخلوقين كاملين هي فكرة يتعذر الدفاع عنها. الكمال لا يمكن أن يُوجد إلا في الله. مَن الكامل من بين البشر الذين امتلأوا بالفساد؟ كل ما يخلقه الله لا عيب فيه. وهذا ما نسميه "الكمال". تأمل الأسماك في البحر، والطيور في السماء، والطيور الداجنة والوحوش التي تجوب الأرض؛ جميعها كاملة. هل يمكنك أن تجد أيًا منها ليس جيدًا؟ توجد أيضًا السلسلة البيولوجية التي تشكلها جميع الكائنات الحية – كم هي مثالية! لا يمكن للبشر الفاسدين إلا أن يتسببوا في تدميرها، مما يجعلها ناقصة ومعيبة وقاصرة. يا للأنانية والخسة! كل ما يخلقه الله جيد. أوراق الأشجار تأتي بجميع الأشكال؛ وتأتي الحيوانات الكبيرة والصغيرة بأنواع مختلفة من البنية، ولكل منها وظيفتها الخاصة. الله مراعٍ للبشر للغاية، لكن البشر، بعد أن أفسدهم الشيطان، فشلوا في رعاية كل الأشياء. وبدلًا من ذلك، أفسد البشر الأشياء وأضاعوا مقصد الله المضني. لم يقدّر البشر كل هذا، بل أتلفوا كل شيء بشدة، وبددوا جميع الموارد ودمروها إلى أقصى حد. وما نتيجة ذلك؟ ما العاقبة النهائية؟ إنهم يجنون ما زرعوه! البيئة مدمَّرة، والسلسلة الغذائية أربِكَت، والهواء ملوث، والماء أيضًا ملوَّث. لم يتبق طعام طبيعي؛ ولا يوجد حتى ماء نظيف للشرب. ولهذا، فإن مفهوم "الكمال" غير موجود بين البشر الذين أفسدهم الشيطان. أي شخص يدعي، تحت شعار السعي إلى الحق، أنه كامل أو أنه يطلب الكمال، فهو يدعي ادعاءً غير متماسك على الإطلاق؛ إنها كذبة خادعة ومضللة. ورغم ذلك، يرغب هؤلاء البشر الفاسدون في التظاهر بأنهم تجسيد الحق! لقد فعلوا الكثير من الأمور السيئة، لكنهم لا يزالون يعتقدون أن بإمكانهم التظاهر بأنهم تجسيد الحق! ألا يعني هذا أن طبيعتهم الشيطانية غير متغيرة؟ (بلى). أن يكون المرء بلا أي حق على الإطلاق، ورغم ذلك يرغب في التظاهر بأنه تجسيد الحق؛ كم هي وقحة هذه الأنواع الشيطانية!
20 نوفمبر 2019