البند السابع: إنهم أشرارٌ وماكرون ومخادعون (الجزء الثالث)

ملحق: الهدايا

قبل أن أتناول الموضوع الرئيس لهذه الشركة، سأقصّ عليكم قصة. فما نوع القصة التي يجب أن أرويها؟ إذا لم يكن لها تأثير في الآخرين، أو إذا لم تكن تثقّف أو تفيد المؤمنين بالله فيما يتعلق بدخول الحياة ومعرفة الله، فلا جدوى من سردها. إذا كنتُ سأقصّ قصةً، فيجب أن تكون في حد ذاتها تثقيفية إلى حدٍ ما، ويجب أن تكون ذات قيمة ومعنى. لذا، استمعوا إلى هذه القصة اليوم واعتبروها إن كانت تثقيفية ومفيدة لكم. بعض القصص حقيقية، وبعضها عبارة عن اختلاقات مستعارة من أحداث واقعية. ورغم أنها ليست حقيقية، فغالبًا ما تُرى في الحياة، بالتالي فهي ليست منفصلة عن الواقع. وسواء كانت مختلقة أو حدثت بالفعل، فهي كلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحياة الآخرين. لماذا إذًا أسرد لكم مثل هذه القصص؟ (حتى نتمكن من فهم الحق). هذا صحيح: حتى تتمكنوا من فهم الحق منها - وبعض الحقائق التي يجد الآخرون صعوبةً في معرفتها في الحياة الواقعية. فلنستخدم الحكي لتقريب معرفة الناس بالحق وبالله من الواقع ولتسهيل فهمهم للحق ولله.

عندما أتواصل كثيرًا مع الناس لفترة زمنية طويلة، تصبح الحوادث الغريبة والمضحكة محتومة. وقعت هذه في ربيع هذا العام. مع اقتراب نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع، ازداد اعتدال الطقس، وبدأت جميع أنواع براعم النباتات في الظهور، حيث كانت تنمو يومًا بعد يوم تحت أشعة الشمس والمطر. بعض هذه النباتات كانت برية، وبعضها مزروع؛ كانت هناك نباتات للاستهلاك الحيواني، وأخرى للاستهلاك البشري، وأخرى للاستهلاك الحيواني والبشري. كان مشهدًا ربيعيًا: مسطحات خضراء نابضة بالحياة. وهنا تبدأ القصة. في أحد الأيام، فوجئتُ بتلقي هدية خاصة. ما نوع هذه الهدية؟ كيس من الخضراوات البرية. قال لي الشخص الذي أعطانيها، "هذه عشبة مخلاة الراعي - إنها صالحة للأكل ومفيدة لصحتك. يمكنك أن تمزجها مع البيض". هذا جيدٌ. ثم قارنتُها بمخلاة الراعي التي اشتريتُها في وقتٍ سابقٍ، وما إن فعلتُ ذلك حتى ظهرت المشكلة. هل باستطاعتكم تخمين ما هي؟ لقد صادفتُ "لغزًا". ما هذا اللغز؟ تبدو مخلاة الراعي في الصين مختلفةً عما عادها خارج الصين. هل هناك خطأ هنا؟ (نعم، يوجد خطأ). إذا كانت هي نفسها، فيجب أن يكون شكلهما هو نفسه، فما أول شيء يتبادر إلى الذهن عند اكتشاف هذا الاختلاف؟ هل هذه مخلاة الراعي أم لا؟ لم أستطع التأكُّد. ألم أكن أحتاج إلى سؤال ذلك الشخص عن الأمر؟ لذلك لاحقًا، ذهبتُ وسألتُه، "هل أنت متأكد من أن هذه مخلاة الراعي؟" فكَّر في الأمر وأجابني، "أوه، لست متأكدًا ما إذا كانت مخلاة الراعي أم لا". إذا لم يكن متأكدًا، فكيف أمكنه تقديمها لي؟ لماذا تجرأ على إعطائها لي؟ لحسن الحظ، لم آكلها على الفور. وبعد يومين، صرتُ متأكدًا من أنها ليست مخلاة الراعي. ماذا قال ذلك الشخص؟ قال، "كيف علمت أنها ليست مخلاة الراعي؟ لستُ متأكدًا، لكن انسَ الأمر: لا تأكلها". هل يمكن لهذا الشيء أن يؤكل؟ (لا يمكن). لا يمكن أكله. وإذا قلتُ، "أنت لست متأكدًا، لكنني سأجازف وأكلها، لأنك طيب جدًا"، هل يفيد ذلك؟ (لا يفيد). ما طبيعة التصرُّف على هذا النحو؟ هل سيكون أحمقًا؟ (نعم، سيكون كذلك). نعم، هذه حماقة. لحسن الحظ، لم آكلها، ولم أنشغل بالأمر أكثر من ذلك، لذا، اعتبرتُه أمرًا منتهيًا.

بعد فترة من الوقت، بدأت نباتات برية من جميع الأنواع في النمو بالحقول: نباتات طويلة وقصيرة، ومزهرة وغير مزهرة، ونباتات من كل لون وشكل. زادت أعدادها، وصارت أكثر كثافةً وجمالاً. وفي يوم من الأيام، تلقيتُ كيس هدايا آخر، لكنه لم يكن كيسًا مليئًا بنبتة كيس الراعي، بل كان يحتوي على عشبة حبق الراعي الصينية، وكان من نفس الرجل. لقد كان لطيفًا بما يكفي لإرسال كيس آخر، ومعه الإرشادات: "جرِّب هذا. إنه حبق الراعي الصيني؛ يطرد البرد، ويمكنك أيضًا تناوله مع البيض المخفوق". نظرتُ إليه، وتساءلتُ: أليس هذا حبق الراعي السنوي؟ يوجد حبق الراعي الصيني في العديد من أجزاء الصين، ولأوراقه رائحة مميزة، لكن ليس هذا ما أرسله الرجل، فكيف يمكن أن يكون هذا حبق الراعي الصيني؟ الأوراق متشابهة بعض الشيء، لكن هل كان كذلك أم لا؟ سألتُ الرجل الذي أعطاني إياه، لكنه قال إنه لا يعرف. بقوله هذا، أزاح عن نفسه المسؤولية. بل إنه حتى سأل، "لماذا لم تتناول أيًا منه حتى الآن؟ فرغم أنني لست متأكدًا من ماهيته، يجب أن تأكل بعضًا منه. لقد أكلتُ بعضًا منه، وهو لذيذ حقًا". لم يكن متأكدًا، ورغم ذلك، حثني على أكله. ماذا تعتقدون جميعًا أنه كان يجب علّي أن أفعله؟ هل كان يجب أن أجبر نفسي على أكله؟ (لا). لم يكن ينبغي أكله بالتأكيد، لأن الشخص الذي أرسله لم يكن حتى يعرف ماهيته. إذا كنتُ قد خاطرتُ وأكلتُه لتجربة شيء جديد، فربما لم يكن سيحدث شيء، لأن الشخص الذي أكله قال إنه سيكون جيدًا. لكن ماذا عن مسار يتمثل في التفكير في أنه جيد، وتناوله بجهل؟ أليس هذا هو التعامل مع الأشياء بشكل أعمى؟ أي نوع من الأشخاص يفعل مثل هذه الأشياء بشكل أعمى؟ فقط الشخص الفظ والمتهور من يفعل هذا؛ الشخص الذي يعتقد: "لا يهم في كلتا الحالتين؛ على وجه التقريب جيد بما يكفي". هل تعتقدون أنني يجب أن أفعل هذا؟ (لا). لماذا لا؟ هناك الكثير من الأشياء التي يمكن تناولها؛ فلم المجازفة بتناول نبات غير معروف؟ في أوقات المجاعة، عندما لا يكون ثمة طعام باقٍ حقًا، يمكن استخراج مختلف الخضروات البرية لمحاولة أكلها، ويمكن القيام ببعض المجازفات. في مواقف مثل هذه، باستطاعتك تناول نبات غير معروف. ولكن هل هذا الآن واحد من تلك المواقف؟ (كلا). توجد الكثير من الأشياء التي يمكن تناولها، فلمَ الحفر بحثًا عن الخضروات البرية؟ هل من الضروري المخاطرة لمجرد الحصول على بعض الفوائد البسيطة غير المرئية وغير الملموسة والخيالية؟ (كلا). لذلك، قررتُ عدم تناوله. من حسن الحظ أنني لم آكله؛ ولم أبحث في الأمور أكثر من ذلك، واعتُبِرت المسألة منتهية أيضًا.

بعدها، أعطاني الرجل هدية أخرى؛ كانت هذه هي المرة الثالثة. كانت الهدية هذه المرة خاصة جدًا: لم تنبت من التربة، ولم تثمر على شجرة. ما كانت؟ بيضتا طيور، ملفوفتان بعناية في كيس ورقي مكتوب عليه "بيض طيور من أجل الله". إنه أمر مضحك، أليس كذلك؟ عندما فتحتُ الكيس الورقي، رأيتُ أن قشرتي البيضتين كانتا ملونتين بشكلٍ جميلٍ. لم أر مثلهما من قبل، لذلك لم أستطع معرفة نوع الطائر الذي وضعهما؛ فكرتُ في البحث عن المعلومات على الإنترنت، لكنني لم أتمكن من العثور على أي أدلة، لأنه كان هناك العديد من البيض من نفس النمط واللون، لذلك لم تكن هناك طريقة لتحديدهما بناءً على الحجم واللون. هل يعتقد أي منكم أنه كان من المفيد لي أن أسأل ذلك الرجل عن نوع بيض الطيور؟ (لا). لماذا لا؟ (لم يكن ليعرف أيضًا). لقد خمنتُم ذلك؛ لم يكن ليعرف أيضًا. لذلك لم أسأله. ولو كنت فعلتُ ذلك، كنت لأجرح مشاعره، وكان ليفكر، "إنني حسن النية ولطيف، لكنك ما زلت تشك فيّ. لماذا بحثت عنهما على الإنترنت؟ بما أنني أعطيهما لك لتأكلهما، فما عليك سوى أكلهما!" هل تعتقدون أنني كان عليّ أن آكل البيضتين أم لا؟ (لم يكن ينبغي لك ذلك). لو كان قد أعطاهما لكم، هل كنتم ستأكلونهما؟ (لا). لم أكن لأفعل ذلك أيضًا. هاتان البيضتان مخصصتان لتفقيس الطيور وتكاثرها. ألن يكون من القسوة أكلهما؟ (سيكون كذلك). لم أستطع فعل ذلك، لذلك اعتبرتُ مسألة بيض الطيور منتهية، لكن مثل هذه الأمور استمرت في الحدوث.

ذات يوم، صادفتُ بعضًا من عشبة حبق الراعي السنوي – التي بدت كعشبة حبق الراعي الصيني– تجف على درابزين في مكان ما، لذلك سألت إحدى الأخوات عن الغرض منها. أجابت: "أليس هذا هو نوع عشبة حبق الراعي الصيني نفسه الذي قدمه لك ذلك الرجل آخر مرة؟ يمكن لعشبة حبق الراعي الصيني التخلُّص من الرطوبة وطرد البرد. ألست أنت حساسًا للبرد؟ قال الرجل إنه بمجرد أن تجف، سيحتفظ بها لك لاستخدامها في نقع القدمين في الماء الساخن لطرد البرد". ماذا تعتقدون جميعًا كان رد فعلي عند سماع ذلك؟ كلمة واحدة. (عاجز عن الكلام). هذا صحيح، كنت عاجزًا عن الكلام. في ظروف مثل هذه، ألم يكن ينبغي لي أن أتأمل في مدى اهتمام هذا الشخص، وكيف بذل قصارى جهده حقًا؟ كيف لي أن أعجز عن الكلام؟ كان الأمر فقط أن هذا الشخص لم يكن يقظًا لعدة مرات من قبل بشأن هذه الأمور ثم غيّر نهجه، وكأنه يقول، "لقد أعطيتُك خضراوات وبيضًا لتأكلها، لكنك لم تأكلها، لذلك جففت بعض حبق الراعي الصيني لك لنقع قدميك في الماء الساخن، وبذلك لا تذهب جهودي سدى". أمام هذا المشهد، كنت عاجزًا عن الكلام حقًا. لاحقًا، كنتُ أخبر شخصًا آخر أن العديد من الصيدليات تخزن الآن حبق الراعي الصيني. يمكنك شراء ما تريد: إنه يأتي في مجموعة متنوّعة من العبوات، وتنتجه بلدان مختلفة، ويُعالج بشكلٍ صحي. إنه أفضل بكثير مما أرسله إليَّ الرجل، لذا، أليس جهدًا ضائعًا أن يجمعه من جانب الطريق ثم يضعه على درابزين ليجف في الشمس؟ إذا جففه وأعطاني إياه، هل تعتقد أنني أريده؟ (أنت لا تعتقد ذلك). أنا لا أريده. وبمرور الوقت، لم تعد هناك أي عشبة حبق الراعي على الدرابزين، لأن ما قلته بلغه، فتوقف عن إرسالها. لاحقًا، عندما كان هناك المزيد من الخضراوات البرية في الحقل، فلا بد أنها لم تعد تعتبر نادرة بعد الآن، لذلك لم يرسل أحد الخضراوات البرية إليَّ بعد الآن. وأعتقد أن بيض الطيور ربما فقس في غضون ذلك ولم يعد من الممكن جمعه، لذلك حتى الآن، لم أتلق أي بيض طيور أو خضراوات برية أخرى. وهذه كانت قصتي.

في المجمل، كانت هناك أربع وقائع في القصة، تعلّقت جميعها بأشياء أُرسِلَت إليَّ: اثنتان كانتا عن إرسال خضراوات برية مجهولة، وواحدة عن إرسال بيض طيور مجهول، والرابعة عن "الأدوية الصينية التقليدية" المجفَّفة في الشمس. قد يبدو الحديث عن هذه الأشياء سخيفًا بعض الشيء، لكن فيما يتعلق بالوقائع نفسها، ما الانطباعات، إن وُجدت، التي تتكوّن لديكم بعد سماعها؟ هل هناك أي شيء ينبغي أن تفهمونه أو تستوعبونه منها، أي دروس ينبغي أن تتعلموها؟ ما الذي كنتم تفكرون فيه جميعًا عندما كنتم تسمعونها؟ هل كانت الأمور التي رويتها موجهة إلى أي شخص معين؟ بالتأكيد لا. لكن إذا لم تكن موجهة إلى أي شخص معين، فلماذا أتحدث عنها؟ هل هذا ذو دلالة؟ أم أنه مجرد لهو الحديث؟ (ليس كذلك). بما أنكم لا تعتبرونها لهو الحديث، فهل تعرفون لماذا أتحدث عنها؟ لماذا فعل هذا الرجل مثل هذه الأشياء؟ ماذا كانت طبيعة سلوكه؟ ماذا كان دافعه؟ ما المشكلات هنا؟ هل يلزم وضعها ضمن سياق؟ ستتمكنون من فهم الحق إذا نظرتم إلى ما بداخل الأشخاص وإلى طبيعة الوقائع نفسها ضمن سياق. هل تعتقدون أن الرجل الذي فعل هذه الأشياء كانت لديه مقاصد صالحة أم سيئة؟ (مقاصد صالحة). أولًا وقبل كل شيء، هناك شيء واحد مؤكد: كانت لديه مقاصد صالحة. ما الخطأ في مقاصده الصالحة؟ هل يعني القيام بالأشياء بمقاصد صالحة أنكم تهتمون؟ (ليس بالضرورة). إذا كانت المقاصد الصالحة هي الدافع وراء قيام شخص ما بشيء ما، فهل تكون دناءة الشخصية الفاسدة غائبة بالضرورة؟ ليس كذلك. إذًا، أسألكم جميعًا، إذا كنت محترمًا ومطيعًا تجاه والديك، فلماذا لا ترسل لهما هذه الأشياء ليأكلاها؟ أو إذا كنت تهتم برؤسائك وقادتك، فلماذا لا تعطيهم أشياء مثل هذه ليأكلوها؟ لماذا لا تجرؤ على فعل ذلك؟ هذا لأنك تخاف من حدوث خطأ ما. أنت خائف من إيذاء والديك، وقادتك، ورؤسائك، أفلا تخاف من إيذاء الله؟ ما مقاصدك؟ ما الذي ينطوي عليه لطفك؟ هل تحاول خداع الله؟ هل تحاول التلاعب به؟ هل تجرؤ على فعل مثل هذه الأشياء مع الله ككائن روحي؟ هل سيكون لديك قلب يتقي الله إذا رأيت أن جسد الله هو جسد بشر عادي، وبدلًا من الخوف منه، تجرأت على فعل مثل هذه الأمور؟ إذا لم يكن لديك قلب يتقي الله، فهل سيكون اهتمامًا منك حقًا القيام بمثل هذه الأشياء؟ هذا ليس اهتمامًا: إنه خداع لله وتلاعب به، وهو جرأة كبيرة منك! إذا كنت فردًا مسؤولًا حقًا، فلماذا لا تأكل شيئًا وتتذوقه بنفسك أولًا للتأكد من عدم وجود خطأ قبل تقديمه إلى الله؟ إذا أحضرته مباشرةً إلى الله دون أن تأكله وتتذوقه بنفسك، ألا يكون هذا تلاعبًا بالله؟ ألا تشعر أنك تسيء إلى شخصية الله بفعلك هذا؟ هل هذا شيء يمكن لله أن ينساه؟ حتى لو نسيته أنت، فلن ينساه الله. عندما تفعل شيئًا كهذا، ما الذي يجول في فكرك؟ أنت لم تتذوقه، وليس لديك أي دليل علمي، ومع ذلك تجرؤ على إعطائه لله. هل هذا سلوك مسؤول؟ إذا كنت تسببت في أذى الله، فما المسؤولية التي ستتحملها؟ حتى لو لم يتعامل القانون معك، فإن الله سيعاقبك إلى الأبد. لم تكن لتظن حتى أن هذا الهراء جيد بما يكفي لإعطائه للقادة والمسؤولين غير المؤمنين، وكنت ستعتبره مهينًا، فما كان نوع مقاصدك عند إعطائه لله؟ هل قيمتي ضئيلة إلى هذا الحد؟ إذا أعطيت رئيسك كيسًا من الخضراوات البرية، فبماذا سيفكر؟ "هل هذا كل ما أستحقه؟ يعطيني الناس المال والأشياء واسعة الشهرة، وأنت تعطيني حفنة من الأعشاب؟" هل ستكون قادرًا على القيام بذلك؟ بالتأكيد لا. لكن إذا قمت بذلك، فما الذي قد يقلقك؟ أول شيء عليك التفكير فيه هو، "ماذا يحب المدير؟ هل يحتاج هذا الشيء؟ إذا لم يكن بحاجة إليه، وما زلت أعطيه له، فهل سيضايقني؟ هل سيتنمر عليَّ ويجعلني أعاني في العمل؟ إذا أصبحت الأمور خطيرة، فهل سيطردني من خلال البحث عن ذريعة والإيقاع بي؟" هل تفكر في أيّ من هذا؟ (أفعل ذلك). إذا كنت ترغب في إرضاء مديرك، فما أول شيءينبغي أن تقدمه له؟ (شيء يحبه). إن مجرد إعطائه شيئًا يحبه ليس كافيًا. إذا كان يحتاج الآن إلى كوب، على سبيل المثال، فهل يمكنك إنفاق 10 أو 20 يوانًا لشراء كوب وإعطائه له؟ (لا). يجب أن تقدم له شيئًا ذهبيًا أو فضيًا أو شيئًا لائقًا. لماذا تقدم له شيئًا قد تتردد في شرائه لنفسك؟ (لإرضائه). ما الغرض من إرضائه؟ أولًا وقبل كل شيء، يمكنه، كحد أدنى، أن يهتم بك ويراعيك، وباستخدام السلطة التي لديه، يمكنه الدفاع عنك وجعل وظيفتك وراتبك مستقرين وآمنين. وعلى الأقل، لن ينغّص عليك حياتك. لذا، فلن تقدم له أبدًا مجموعة من الخضراوات البرية غير المعروفة. أليس كذلك؟ (هذا صحيح). لا يمكنك أن تفعل ذلك حتى لرئيسك، فلماذا فعل الرجل الذي أعطاني الأعشاب ذلك بي؟ هل فكر في العواقب؟ بالتأكيد لم يفكر فيها. ولماذا لا؟ قد يقول البعض: "لأنك لن تعذبنا". هل الأمر بهذه البساطة؟ لأنني لن أنغّص عليه حياته، أليس كذلك؟ كيف تجرأ على تقديم أشياء كهذه؟ (لقد اعتقد أن مقاصده كانت صالحة). هذا صحيح -لقد غطى كل قبحه وشرّه بمقاصد صالحة، أي "لدي مقاصد صالحة تجاهك، لكن الآخرين ليس لديهم ذلك! انظر إلى كل هذه الخضراوات البرية، مَن استخرجها لك؟ أليس أنا؟" ما نوع هذا السلوك؟ ما نوع هذه العقلية؟ هل هذه المقاصد الصالحة متوافقة مع الإنسانية؟ إذا لم تكن حتى متوافقة مع الإنسانية، فهل يمكن أن تكون متوافقة مع الحق؟ (لا يمكن أن تكون كذلك). لا يمكن أن تكون أبعد عن الحق! ما هذه المقاصد الصالحة؟ هل هي مقاصد صالحة حقًا؟ (ليست كذلك).فما نوع السلوك الذي تنطوي عليه هذه المقاصد؟ وما نوع الدناءات والجواهر التي تتضمنها؟ حتى أنتم أيها الشباب، يا مَن لا تملكون من الخبرات إلا القليل، تفهمون أنه لا يجوز لكم تقديم الهدايا لرؤسائكم بأي طريقة، بل عليكم التفكير في العواقب. لذا، وإذا أعطاني رجل محنَّك على نحوٍ خاص في الأربعينيات أو الخمسينيات من عمره مثل هذه الأشياء، فما طبيعة هذا من وجهة نظركم؟ وهل يستحق الأمر أن نناقشه هنا؟ (نعم، يستحق المناقشة). إذًا، وبعد كل ما قيل وفُعل، فما طبيعة هذا الأمر؟ لقد أعطاني الرجل بعض الخضراوات البرية بلا مبالاة، طالبًا مني أن آكلها دون أن يعرف حتى ما هي. وعندما أخبرتُه أنها لا تبدو كهذا النوع من الخضراوات البرية، لم يهدر أي وقت في إخباري بألا أتناولها – وهذا ليس كل شيء. لقد أرسل إليَّ خضراوات برية من نوع آخر لآكلها. لم آكلها، وقال لي: "خذ بعضًا منها، إنها لذيذة. لقد جربتُها". ما نوع السلوك هذا؟ (إنه سلوك غير محترم وغير مسؤول). هذا صحيح. هل تشعرون جميعًا بهذا السلوك؟ (نعم، نشعر به). أهو نابع من حُسن المقصد؟ لا توجد أي مقصد حسن هنا! لقد حصل على شيء ما عشوائيًا دون أن يتكلّف مقابله شيئًا، ثم وضعه في كيس بلاستيكي وأعطاني إياه، طالبًا مني أن آكله. حتى لو قطفت بعض الخضراوات البرية لإطعام الأغنام والأرانب، فلا زلتَ بحاجة إلى أن تفكِّر، "أيمكن أن تتسمَّم الحيوانات إذا تناولت هذا؟" أليس هذا شيئًا يجب أن تضعه في اعتبارك؟ إذا لم تكن على استعداد لتحمُّل المخاطرة عند إطعام الماشية، فكيف يمكنك جمع حفنة من الخضراوات البرية وإعطائها لي لأتناولها؟ ما نوع الشخصية هذا؟ ما طبيعة المشكلة؟ هل تفهمون الأمر؟ إذا كان هذا الشخص يعاملني بهذه الطريقة، فكيف تعتقدون أنه سيعامل مرؤوسيه أو شخصًا يعتبره عاديًا في الشارع؟ هذا مجرد عبث. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية شريرة وخبيثة. هل يمكن اعتباره شخصًا صالحًا؟ (لا، لا يمكن اعتباره كذلك). لا يُعتبر شخصًا صالحًا. إنه لمن الغرابة حقًا ألا تُراعى أجساد الناس وحياتهم، وأن يغامر بها دون الشعور بشيء بعد ذلك، ودون الإحساس بوخز الضمير على الإطلاق، بل والقدرة على فعل الشيء ذاته مرارًا وتكرارًا.

في بداية القصة، قلتُ بضع كلمات ربما لم تنتبهوا إليها كثيرًا. قلتُ إن بعض تلك الخضراوات البرية كانت مُخصَّصة للاستهلاك البشري، وبعضها للاستهلاك الحيواني، وبعضها للاستهلاك البشري والحيواني معًا. هذه "مقولة شهيرة"، وهناك مصدر لها. هل تعرفون من أين أتت؟ إنها إشارة إلى قصة، تأتي من الرجل الذي قدم هذه الهدايا القليلة في تلك القصة. كان هذا الرجل مسؤولًا عن الزراعة، وكان لديه ثلاثة أنواع من الذرة المزروعة. ما الأنواع الثلاثة؟ النوع الذي يأكله البشر، والنوع الذي تأكله الحيوانات، والنوع الذي يأكله البشر والحيوانات. هذه الأنواع الثلاثة من الذرة مثيرة للاهتمام. هل سمعتم عنها من قبل؟ لم تسمعوا عنها، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عنها أيضًا، فهي نادرة. في النهاية، وبسبب انعدام مسؤولية الأشخاص الذين زرعوها، اختلطت الأنواع الثلاثة من الذرة. لقد أطعموا الناس النوع المُخصّص للاستهلاك الحيواني، بينما أطعموا الحيوانات النوع المخصَّص للاستهلاك البشري. وبعد تناولها، اشتكى الجميع من أن الذرة كانت غير مستساغة الطعم، حتى أن مذاقها لم يكن يشبه الحبوب، وأنها احتوت على نكهة عشبية قليلًا. فماذا فعل الأشخاص الذين زرعوا الذرة؟ لأنهم لم يكونوا على قدر من المسؤولية في القيام بواجبهم، خلطوا بين ما هو مخصَّص للاستهلاك البشري وما هو مخصَّص للاستهلاك الحيواني، حتى لم يعد بإمكان أحد التمييز بين النوعين، واضطروا لشراء المزيد من البذور وزراعتها من جديد. كيف تعتقدون جميعًا أن هذا العمل قد نُفِّذ؟ هل هذه الأنواع من الناس ليس لديهم مبادئ في تصرُّفاتهم؟ (كلا، ليس لديهم مبادئ). هل يطلبون الحق في تصرُّفاتهم؟ (كلا، لا يطلبونه). مع هذا النوع من السلوكفي الكيفية التي يتصرَّفون بها، وكونهم غير محترمين وغير مسؤولين تجاه الجميع، فبماذا يفكرمثل هؤلاء الناس فيما يتعلق بالإيمان بالله؟ ما نهجهم تجاه الحق؟ ما مقدار ثقل الحق في قلوبهم؟ وما أهمية هوية الله؟ هل يعرفون؟ (كلا، لا يعرفون). هلينبغي لهم ألا يعرفوا بمثل هذه الأساسية؟ فلماذا لا يعرفون إذًا؟ الأمر يتعلق بشخصيتهم. ما هذه الشخصية؟ (إنها الشر). إنها الشر، وهي النفور من الحق. إنهم لا يدركون طبيعة ما يفعلونه، ولا يحاولون أبدًا التأمل أو الطلب، ولا يفحصون أنفسهم بعد القيام بالأشياء. بدلًا من ذلك، يفعلون ما يحلو لهم، معتقدين أنه ما دامت كانت لديهم مقاصد صالحة وسديدة فإنهم ليسوا بحاجة لأحد كي يشرف عليهم أو ينتقدهم، إذ يرون أن مسؤولياتهم والتزاماتهم قد استُوفيت، فهل هذا صحيح؟ البعض يقول: "نحن نفهمالقصة التي أخبرتنا بها، لكننا ما زلنا غير فاهمين للجزء الذي يهمنا أكثر، وهو: ما سلوكك تجاه حدوث هذا النوع من الأشياء؟ ما سلوكك تجاه الشخص الذي يفعل مثل هذه الأشياء؟ هل هو الغضب والازدراء والاشمئزاز؟ أم ييعجبك هذا النوع من الأشخاص؟"(إنه الكراهية). ألاينبغي أن نكره هذا النوع من الأشياء؟(بلى، ينبغي ذلك). بماذا ستفكرون إذا حدث لكم هذا النوع من الأشياء؟ فلنفترض أن هناك شخصًا طيبًا يعطيك بعض الأشياء غير المعروفة مرارًا وتكرارًا، ويبذل قصارى جهده لإقناعك، قائلًا: "تناولها، فهي مفيدة لصحتك، تناولها، فهي ستحافظ على صحتك، تناولها، فهي ستحسّن مظهرك وحيويتك. من الأفضل لك أن تستمع لنصيحتي!" بماذا ستفكر إذا تبيَّن، حال التحقُّق، أن هذه الأشياء لا قيمة لها؟ (لو كنتُ مكانك، ربما لن أرغب في إزعاج نفسي بهذا النوع من الأشخاص بعد الآن. كنتُ لأتضايق منه وأعجز عن الكلام أي ستنتابني مشاعر من هذا القبيل). ينبغي للإنسان أن يكره مثل هؤلاء الأشخاص وينفر منهم. وماذا أيضًا؟ هل ينبغي للإنسان أن يشعر بالغضب أو الحزن أو الألم؟ (لا جدوى من ذلك). لا جدوى من ذلك، أليس كذلك؟ أليس هناك مَن يقول: "ربما فعل هذا الشخص ذلك لأنه لا يفهم الحق؟" إن أغلب الناس لا يفهمون الحق، ومع ذلك، كم منهم قادر على القيام بمثل هذه الأشياء؟ ألا يختلف الناس من شخص لآخر؟ (بلى، يختلفون). الناس يختلفون. الأمر أشبه بتعامل الناس مع بعضهم البعض: عندما يكون هناك تبادل للسلع المادية، يسعى البعض إلى العدل والمعقولية. حتى لو سمح هؤلاء الناس للطرف الآخر باستغلالهم قليلًا، فإن هذا لا يهمهم – هكذا تستمر علاقتهم، فهم يتمتعون بالإنسانية ويشعرون أنه ليس من الصعب للغاية أن يتحملّوا أضرارًا بسيطة. يفتقر الآخرون إلى الإنسانية ويحبون دائمًا استغلال الآخرين. إن تعاملاتهم مع الآخرين لا تهدف إلا إلى الاستغلال والتربُّح على حساب الآخرين. وإذا تمكنوا من انتزاع بعض المنافع منك، فسوف يسترضونك ويحافظون على علاقتهم معك. لكن إن لم يتمكنوا من ذلك، فسيتخلصون منك. إنهم لا يظهرون أي صدق تجاهك؛ فهؤلاء الناس لا إنسانية لديهم.

ما رأيكم في نوع الناس الذين يقدمون هدايا كتلك المذكورة في القصة المرويِّة اليوم؟ لماذا يقدِّم مثل هؤلاء الناس هدايا كهذه؟ أهي مصادفة؟ إذا حدث ذلك مرة واحدة على مدار سنوات عديدة، فقد يكون مصادفة، لكن هل يمكن اعتبار الأمر مصادفةً إذا حدث أربع مرات في موسمٍ واحدٍ؟ (كلا، لا يمكن). لم يكن سلوكه هذا غير مقصودٍ، ولا يمكن أن نطلق على شخصيةٍ من هذا النوع وصف إعلان وتعبير مؤقت عن الفساد. ماذا كانت طبيعة سلوكه إذًا؟ كما قلنا سابقًا، كان سلوكه غير محترم وغير مسؤول ومتهور وطائش ومندفع وذا شخصية همجية. فلماذا فعل ذلك؟ لماذا لم يعطِ هذه الأشياء لأي شخص آخر، بل لي أنا فقط؟ إن هويتي ومكانتي المختلفتين تؤهلانَني لتلقي هذه الهدايا. هل هذا يجعل مقصد الرجل الذي أعطى الهدايا وطبيعة ما فعله واضحين؟ ماذا كان هدفه؟ (التملُّق). هذا صحيح. ما الكلمة الأكثر دقة لوصف هذا التملُّق من جانبه؟ إنها حيلة رخيصة: التملُّق والانتهازية. إنها طريقة ذكية لتملُّقك، وإغرائك للسقوط في الحفرة التي حفرها دون أن تدرك أنت ذلك، ولكي يكون لديك شعورٍ جيد تجاهه، في حين أنه، في الواقع، ليس صادقًا بأقل القليل، فهو يريد تحقيق أهدافه الخاصة دون دفع أي ثمن. لقد فعل هذا دون أي اعتبارٍ متأنٍ للعواقب، ولم يقدم لك سوى شيء حصل عليه دون مقابل، ما جعلك تشعر بأنه حنون، آخذًا بيدك إلى حالةٍ من السعادة. ماذا يعني هذا حقًا؟ معناه أنه، حتى بدون إنفاق قرشِ واحدٍ، فقد جعلك تشعر بأنك استفدت كثيرًا على حسابه، وهذا يعني أنه يعتبرك أحمقًا بكل وضوح. أليس هذا هو معنى ما حدث؟ إنه يفكِّر في قرارة نفسه، "إنني لا أنفق قرشًا واحدًا، ولن أحيد عن مساري؛ وليست لديَّ أي مصداقية تجاهك. سأعطيك شيئًا تتذكرني به فحسب، حتى تعتقد أنني طيب وحنون ومخلص، وأنني أحبك من أعماق قلبي". إنها لحيلة رخيصة أن يجعلك تعتقد خطأً أن هذا هو حاله، وهذه أيضًا انتهازية. إن استخدام أرخص أنواع ما يطلق عليه اللطف لتحقيق أكبر فائدة وأكبر ميزة دون دفع أي ثمن أو التحلي بالصدق لهو حيلة رخيصة. هل يمكن لأي منكم أن يفعل ذلك؟ الجميع يفعله، كل ما في الأمر أنكم لم تفعلوا الشيء نفسه الذي فعله هذا الشخص، لكنكم ستفعلونه إذا أتيحت لكم الفرصة. هذا هو أول شيء استنتجتُه عند التعامل مع مثل هؤلاء، وهو أنهم جيدون للغاية في الحيل الرخيصة. إن ما يؤمنون به ليس الله؛ بل يتبعون شخصًا يعتقدون أنه سيفيدهم ويباركهم ويستحق أن يتبعوه. لقد كشفت هذه الحادثة تمامًا عن نوع إيمان هذا الشخص وحقيقة ما هو عليه حقًا. إن فهم مثل هؤلاء الأشخاص للحب والولاء والخضوع لله هو فهم غاية في البساطة، وهم يريدون استخدام أسلوب الحيلة الرخيصة لكسب استحسان الله ونيل البركات. هل هم صادقون تجاه الله؟ هل يتقونه بأي شكل من الأشكال؟ (كلا، ليسوا كذلك). إذًا، فالأمور الأخرى مفروغ منها بشكلٍ أكبر. هذا هو أول شيء استنتجتُه. في رأيكم، هل أنا مُحقُّ؟ (بلى، أنت كذلك). هل أصفه بشكل غير عادل؟ هل أبالغ في ردة فعلي على أمر لا يستحق؟ كلا بالتأكيد. إذا نظرنا إلى جوهره، فإن الأمر أكثر خطورة من ذلك. على أقل تقدير، فهو يخدع الله ويستخف به.

الأمر الثاني الذي استنتجتُه هو ما يمكن فهمه من هؤلاء الأشخاص. إن القلب البشري بغيض! أخبرني، ما هذا الخوف؟ لماذا أقول إن القلب البشري بغيض؟ (هذا الشخص يتملَّق الله كي يحقق مقصده ورغبته في الحصول على البركات، ثم يكون غير مسؤولٍ ولا يراعي ما الذي سيحدث لجسد الله بعد تناوله تلك الأشياء أو ماذا ستكون العواقب. إنه دائمًا سيراعي عواقب أيًا كان ما يعطيه لعائلته كي تأكله، لكنه عندما يعطي لله شيئًا، فهو لا يراعي عواقب ذلك على الإطلاق. إنه يفعل ذلك كله كي يحقق غاياته من خلال تملُّق الله بشتى الوسائل، عادلة كانت أو دنيئة؛ وقد نرى أنه أناني وحقير على نحوٍ خاص، وأنه لا يملك لله مكانًا في قلبه، وأنه لا يتعامل مع الله على أنه الله). ضمنًا، ألا يعني هذا أنه لا يعاملني كإنسان؟ أيمكن عرض الموضوع بهذا الشكل؟ (بلى، يمكن ذلك). يا لها من مقاصد بغيضة! (نعم، إنه لن يخدع الله حتى لو تعامل معه على أنه أحد أقاربه). هذا بغيض حقًا. إن كان شخص ما صديقك، هل سيعاملك على هذا النحو؟ كلا، إذ سيخبرك بالنافع لتأكله، وإذا كانت هناك تأثيرات جانبية لتناول شيء ما، فسيثنيك بإصرار عن تناوله؛ هذا أمر حتى الأصدقاء يفعلونه. لكن هل بإمكان هذا الشخص فعل ذلك؟ لا. طالما أنه فعل مثل هذا الأمر معي، فسيفعله بالتأكيد معكم. ما الأشياء المخيفة الأخرى بخصوصه؟ (إنه ماكر إلى حدٍ بعيد، وهو يغلِّف مكره هذا بعطفٍ خارجي، لكنه من الداخل يكيد المكائد، ساعيًا، قدر استطاعته، للحصول على أكبر منفعة من وراء أرخص الأشياء، وهذا الشعور بغيض). من الجيد أن تنظر للأمر بهذه الصورة. وما أشرتَ إليه مسبقًا هو جانبه الأناني، في حين يشير هذا إلى مكائده. وبناءً على ما ذكرتموه جميعًا، فمن أين تنبع تلك الأشياء المتعمقة في نفس الشخص، تلك الأشياء التي تنكشف من إنسانيته، الأشياء التي يمكنه أو لا يمكنه الإلمام بها، وتلك التي قد يستطيع أو لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو تفسيرها؟ هل يتعلمها الشخص من والديه؟ هل يتعلمها في المدرسة؟ أم أنها تترعرع في المجتمع؟ كيف تنشأ؟ هناك أمرٌ واحدٌ مؤكدٌ، وهو أن هذه الأشياء فطرية. لماذا أقول ذلك؟ ما الذي ترتبط به الأشياء الفطرية؟ إنها مرتبطة بجوهر طبيعة المرء. لذلك، لكي يفكر بهذه الطريقة، فهل كان هذا سبق إصرار مستفيض أم نزوة مفاجئة؟ أألهمه شيء رأى آخر يفعله، أم أنه اضطر إلى فعله تحت ظروف معيَّنة؟ أم أنني أرشدتُه لفعل ذلك؟ لا شيء مما سبق ذكره. رغم أن هذه الأشياء الصغيرة قد تبدو ظاهريًا عادية، فإن الطبيعة الضمنية لكلٍ من هذه الأشياء غير عادية. هل أمكن للشخص الذي فعل هذه الأشياء إدراك عواقب فعلها؟ لا، لم يمكنه ذلك. ولمَ لا؟ افترض أنك تشتري شيئًا رخيصًا من كشكٍ في الشارع لتعطيه لرئيسك. قبل أن تعطيه إياه، ألا ينبغي عليك تقييم الأمور وأن تسأل نفسك: "هل بإمكان الرئيس إيجاد هذا الشيء في كشك بالشارع؟ ألا يمكنه البحث عن تكلفته عبر الإنترنت؟ ألا يمكن لأي شخص إخباره بتكلفته؟ بمَ سيفكر فيَّ عند رؤيته؟" أليست هذه أمور ينبغي عليك تقييمها؟ إنك ستقيِّمها أولًا ثم تقوم بالشراء. وإذا شعرتَ، بعد تقييمها، بأن تقديم هذا الشيء كهدية سيكون له عواقب غير محمودة، فهل ستصر على منحها؟ بالتأكيد لن تفعل ذلك. إذا افترضتَ أن تقديم شيءٍ غير مكلفٍ كهذا إلى رئيسك سيفرحه، فستعطيه إياه بالتأكيد. لكن هذا الرجل في القصة لم يقيِّم أي من هذه الأمور، ففيم كان يفكر إذًا؟ كلُ ما كان يفكر فيه هو أن هذا كان السبيل الوحيد لتحقيق مقاصده. والآن بعد التحليل، تتضح طبيعة هذه المسألة. ما الذي يمكن استنباطه من طبيعة هذه المسألة؟ النتيجة الثانية المرئية في الأشخاص من خلال التواصل معهم هي أن قلوبهم بغيضة. هل يمكن التوصُّل إلى استنتاج بخصوص الشخصية الفاسدة التي قد يُظهرها هؤلاء الأشخاص، سواء كان ذلك عن قصد أم لا إراديًا؟ ما الذي يجعل القلب البشري بغيضًا إلى هذا الحد؟ أذلك لأنه متبلِّد الإحساس للغاية؟ الشخص متبلِّد الإحساس هو مَن يفتقر إلى الإدراك. أسيكون وصفه بتبلُّد الإحساس وصفًا دقيقًا؟ (كلا). أهذا بسبب الجهل إذًا؟ (لا). إذًا، ما السبب الذي ينبغي إيعاز ذلك له؟ يجب إيعاز ذلك إلى شخصيات الناس الشريرة. عليّ إخباركم أين يكمن الخوف من الناس: إنه كامن في حقيقة أن الأبالسة تسكن قلوبهم. كيف تشعرون حيال ذلك؟ لماذا أقول إن الأبالسة تسكن قلوب الناس؟ ماذا فهمكم لذلك؟ ألا تعتقدون أن هذا قول بغيض؟ ألا تشعرون بالخوف عند سماعه؟ لم تعتقدوا أن الأبالسة سكنت قلوبكم من قبل؛ لقد ظننتم فقط أن لديكم شخصية فاسدة لكنكم لم تعرفوا أن الأبالسة سكنتكم. الآن أنتم تعرفون. أليست هذه مشكلة عويصة؟ هل تعتقدون أنني فهمتها بشكلٍ صحيحٍ؟ (نعم). ألا يتوصَّل هذا إلى أصل المشكلة؟ (بلى). تفكَّروا في سبب قولي إن الأبالسة تسكن قلوب الناس. فكروا في ذلك: هل سيخدع شخصٌ ذو ضمير وعقل اللهَ بهذه الطريقة؟ أهذا هو الخضوع لله؟ هذا لمقاومة الله مع سبق الإصرار وعدم معاملته على أنه الله مطلقًا. والآن، نزل الله إلى الأرض لتخليص البشرية، فما العلاقة بين الإنسان والله؟ أهي علاقة بين رئيس ومرؤوس؟ أم أنها علاقة صداقة؟ أم قرابة؟ ما نوع هذه العلاقة حقًا؟ كيف تتعامل مع هذه العلاقة وما نهجك بشأنها؟ ما نوع العقلية التي ينبغي أن تمتلكها عندما تتواصل مع الله وتتقرب منه؟ ما الذي ينبغي أن تحتفظ به في قلبك وأنت تتقرب من الله؟ (الخوف). يبدو الخوف غير واقعي للجميع. (الخشية). الخشية لا يمكن تحقيقها. إذا عاملتَني على أنني شخص عادي، كأحد المعارف فحسب، دون فهم بعضنا البعض بشكلٍ جيدٍ للغاية وبما لا يكفي لأن نكون أصدقاء مع ذلك، فكيف يمكن للعلاقة بيننا أن تكون متناغمة وودودة إذًا؟ ينبغي للشخص الذي يتمتع بحس الضمير أن يعرف كيفية القيام بمثل هذه الأشياء بصورة مناسبة. (لا بد من وجود الاحترام). هذا هو الحد الأدنى البَحْت الذي ينبغي أن تمتلكه. افترض أن شخصين تقابلا: إنهما غير معتادين على بعضهما بعد، ولا يعرفان أسماء بعضهما. إذا رأى أحدهما أن الشخص الآخر ساذج ويرغب في العبث معه، أليس هذا تنمرًا؟ إن كان لا يوجد حتى الحد الأدنى من الاحترام، أهناك أي إنسانية متبقية؟ لكي ينسجم الناس مع بعضهم، بغض النظر عن النزاعات أو الخلافات التي قد تنشأ، بل عليهم على الأقل احترام بعضهم. إن الاحترام هو الحس السليم الأولي لما يعنيه أن تكون إنسانًا، وهناك حد أدنى من الاحترام بين جميع البشر. إذًا، هل يوجد هذا الاحترام عندما يتفاعل الناس مع الله؟ إذا لم يكن بإمكانك حتى الوصول إلى هذه النقطة، ففي تصوُّرك إذًا، ما العلاقة بين الله وبينك حقًا؟ لا توجد علاقة على الإطلاق، إذًا، ليست حتى علاقة دخيل. لذلك، فإن الشخص الذي قدم الهدايا كان قادرًا على التعامل مع الله بهذه الطريقة. إنه لم يكتفي بعدم احترام الله، بل رغب في خداعه. لم يشعر في قلبه بأنه ينبغي احترام الله، أو أنه يجب مراعاة صحته وعواقب أكله الهدايا بعناية وحرص، لم تكن هذه الأمور ضمن نطاق اعتباراته. كان من الجيد بما يكفي بالنسبة إليه أن يستخدم الحيل فقط لتضليل الله من أجل أن يحابيه؛ وكان أفضل شيء بالنسبة إليه هو أن يكون قادرًا على خداع الله. كان هذا قلبه. أليس فظيعًا للإنسان أن يمتلك قلبًا كهذا؟ إنه بغيض!

بعض الأشخاص يؤمنون بالله، ويبدو، ظاهريًا، أنهم يتبعونه. لكن في قرارة أنفسهم، هل سبق وأن تدبروا المسار الذي اتخذوه والثمن الذي دفعوه؟ هل فحصوا وسعوا لمعرفة ما إذا كانوا قد أدوا الواجبات التي ائتمنهم الله عليها؟ ما بالضبط موقف الناس في تعاملهم مع الله؟ انطلاقًا من الأشياء المتعددة التي يكشفها الناس ويعلنون عنها، وحتى مكائدهم الباطنة، ناهيك عن جميع الشخصيات المنكشفة في تلك الأشياء التي يقومون بها عند التعامل مع الله، فما الذي فعله الناس لأجل الله؟ بعيدًا عن دفع ثمنٍ الأشياء النافعة لهم ومراعاتها مراعاةً كاملةً، فما هي نُهُج الناس تجاه الله، وما الذي يقدمونه له؟ لا شيء سوى تدبير المكائد والحذر والحرص ونهجٍ ازدرائي. الازدراء هو نهجٌ، وما السلوك الذي ينشأ عن هذا النهج إذا عبرنا عنه بفعلٍ؟ "يستهزئ". هل سمعتم هذه الكلمة من قبل؟ (نعم، سمعناها). "يستهزئ" هي كلمة رسمية إلى حدٍ ما. ما الذي نقوله في الكلام العاميّْ؟ نقول "يهزأ"، "يحتال على شخصٍ ما"، "يعبث مع شخصٍ ما". إنك تبدو لهم بسيطًا، وتبدو لهم ساذجًا؛ في رأيهم أنت لا شيء، وهم يجرؤون على الاستهزاء بك علانيةً، ما نوع الشخصية هذه؟ بالنسبة لشخص ذي شخصية كهذه، هل يسكن قلبه ملاك أم إبليس؟ (إبليس). إنه إبليس. إذا كانوا قادرين على معاملة الله بهذا الشكل، فما هم حقًا إذًا؟ هل يمكنهم ممارسة كلام الله؟ هل بإمكانهم الخضوع لكلام الله؟ شخص ما كالرجل الذي أرسل لي الهدايا على سبيل المثال، إنه لا يطلب الحق، ولا يستوعب مقاصد الله. ليست لديه أدنى فكرة عما يطلبه الله من الإنسان، ما الذي يريد الله رؤيته، أو ما الذي يريد الله أن يكسبه من الإنسان. إنه مثل شخصٍ يتفاعل مع رئيسه، حيث يركز على كيفية تملُّقه وخداعه، مع معاملته بأي طريقة تسمح له بتحقيق أهدافه، ما الذي يعيش هذا الشخص وفقًا له حقًا؟ إنه يعيش بالنفاق، حيث يعيش بصعوبة حياة دنيئة من خلال تملُّق قادته. لماذا أظهر لي هذا "الاهتمام" و"العطف"؟ لم يتمالك نفسه، أليس كذلك؟ هل كان بإمكانه أن يتوقُّع كيف كنتُ سأشعر حيال هذا؟ (كلا). هذا صحيح؛ إنه لم يفهم. إنه يفتقر كليةً إلى العقل البشري الطبيعي. ولم يعرف أيضًا أو يهتم بالطريقة التي قد أدرِك أو أُعرِّف أو أُقيِّم بها سلوكه وشخصيته. ما الذي يهتم به؟ إنه يهتم بكيفية تملُّقي لتحقيق أهدافه، ثم يتركني بانطباعٍ جيدٍ عنه. هذا هو مقصده عندما يفعل الأشياء. ما نوع هذه الإنسانية؟ أهذا ما سيفعله شخصٌ ذو ضميرٍ حيٍّ وعقلٍ رشيدٍ؟ لقد عشتَ لسنواتٍ عديدةٍ، لذلك يتعيّْن عليك فهم ما يلي: أولًا، إنني لا أحتاج تملُّقك. ثانيًا، إنني لا أحتاج منك أن تقدم لي أي شيء. ثالثًا، والأهم، ينبغي أن تستوعب أنه مهما فعلتَ، ومهما تكون مقاصدك وأهدافك، وما طبيعة ما تفعله، فإنني أحدد كل هذه الأمور وأتوصَّل إلى استنتاجٍ بخصوصها. لا يتعلق الأمر بقيامك بشيء ما ثم ينتهي، فعلى النقيض، إذ عليَّ رؤية مقاصدك ودوافعك بوضوح. إنني أنظر إلى شخصيتك فقط. ربما سيقول البعض: "إنك قاسٍ على الناس للغاية!" هل أنا قاسٍ؟ لا أعتقد ذلك على الإطلاق. إنما لأنني لستُ قاسً على الإطلاق، فإن بعض الناس يحاولون استغلال الموقف. أليس الأمر هكذا؟ بمجرد أن يتواصل معي بعض الناس، فإنهم يفكرون: "إنني أراك مجرد شخصٍ عادي. ليست هناك حاجة للانتباه لك كثيرًا. إنك تشبهني إلى حدٍ كبيرٍ، فأنت تأكل ثلاث وجبات في اليوم أيضًا، ولا أرى أنك تملك أي سُلطان أو قوة. لن يكون لديك شيء لتقوله مهما كانت طريقة معاملتي لك. ما الذي يمكنك أن تفعله بي؟" ما طريقة التفكير هذه؟ من أين تأتي؟ إنها تأتي من شخصية المرء. لماذا يكون لدى الناس مثل هذه الشخصية؟ هذا لأن الأبالسة تسكن في قلوبهم. ومع وجود أبالسة تسكن قلوبهم، فلا يهم كيف يرون الله عظيمًا، فلا يهم كيف يرون نُبل مكانة الله، ولا يهم كيف يؤمنون بأن الله يعبِّر عن الحق لتخليص الناس، ولا يهم مقدار تعبيرهم لفظيًا عن امتنانهم، ولا يهم كيف يُظهرون استعدادهم للمعاناة ودفع الثمن، فعندما يحين الوقت للقيام بواجبهم، ستتولى الأبالسة أمر قلوبهم، والأبالسة هي التي ستؤدي العمل. برأيكم، ما نوع الشخص الذي يجرؤ على أن يخدع حتى الله ويسخر منه؟ (إبليس). إنه إبليس، هذا لا شك فيه.

في الشركة التي عقدناها سابقًا، من أي حوار بين الشيطان والله يمكننا رؤية شخصية الشيطان؟ قال الله للشيطان: "يا شيطان، مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" بماذا أجاب الشيطان؟ ("مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا" (أيوب 1: 7)). ما نوع ذلك الكلام؟ (كلامٌ إبليسي). إنه كلامٌ إبليسي! إذا عامل الشيطان الله على أنه الله، كان سيقول: "إن الله قد وجَّه لي سؤالًا، لذلك سأخبره من أين أتيتُ بطريقةٍ مهذبةٍ". أليس هذا كلامًا معقولًا؟ (بلى، هو كذلك). إنها جملة تتوافق مع التفكير البشري الطبيعي: جملة كاملة، صحيحة نحويًا ويسهل فهمها على الفور. هل هذا ما قاله الشيطان؟ (كلا). فماذا قال؟ "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا". هل تفهمون هذه الجملة؟ (لا). حتى الآن، لا يفهم معناها أي شخص. إذًا، مِن أين كان الشيطان آتيًا؟ أين كان جَوَلَانه؟ من أين كان آتيًا، وإلى أين كان ذاهبًا؟ هل توجد أي إجابات حاسمة عن تلك الأسئلة؟ حتى يومنا هذا، لم يستطع مفسِرو الإنجيل التوصُّل إلى المكان الذي كان الشيطان آتيًا منه حقًا، أو كم استغرق من الوقت للمثول أمام الله والتحدُّث إليه، فتلك أشياء مجهولة. إذًا، كيف أمكن للشيطان الرد على سؤال الله له بتلك اللهجة وبتلك اللغة؟ هل طرح عليه الله السؤال بجدية؟ (بلى). هل أجابه بطريقة مشابهة إذًا؟ (كلا). ما النهج الذي اتخذه عند الرد على الله؟ نهج الاستهزاء. الأمر يشبه عندما تسأل شخصًا ما: "من أين أنت؟" ويجيبك: "خمِّن". "لا يمكنني التخمين". إنه يعلم أنك لا تستطيع تخمين ذلك، لكنه يجعلك تخمِّن على أي حال. إنه يعبث معك. هذا هو النهج الذي يُشار إليه بأنه عبثٌ مع شخصٍ ما أو استهزاءٌ به. إنه غير أمين، وهو لا يريدك أن تعرف. إنه يريد فقط أن يحتال عليك ويعبث معك. للشيطان مثل هذه الشخصية بالضبط. قلتُ إن الأبالسة تسكن قلوب بعض الناس، أليست هذه هي الطريقة التي يعاملون بها الله؟ بالنظر إلى مظهرهم الخارجي، من حيث السعي والقيام بالأشياء وتحمُّل بعض المصاعب أحيانًا ودفع ثمنٍ قليلٍ، فلن يبدو أنهم مثل هؤلاء الأشخاص؛ يبدو أنهم أشخاصٌ يحملون الله في قلوبهم. لكن تبعًا لنهجهم، من حيث أسلوب تعاملهم مع الله ومع الحق، ترى أن ما يسكن قلوبهم هو إبليس، وهذا هو كل ما في الأمر. إنهم لا يمكنهم حتى الرد على أسئلة الله بطريقة مباشرة، فهم نوع الأشخاص الذي يلتف ويتلوَّى كالثعابين، حتى أنه لا يمكنك إيجاد الإجابة، بل تتحيَّر مما يقولونه. ما نوع هؤلاء الأشخاص بالتحديد؟ هل يمكن أن يكونوا أمناء في تعاملهم مع الله؟ تبعًا لنهج الدناءة والازدراء الذي يتعاملون به مع الله، هل يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص ممارسة كلام الله على أنه الحق؟ (كلا). لمَ لا؟ لأن الأبالسة تسكن قلوبهم. أليس الأمر كذلك؟ (بلى، فهم لا يعاملون الله على أنه الله على الإطلاق). ذلك هو شر هؤلاء الأشخاص. إن شرهم يكمن في اعتقادهم أن ما يرونه من كمال الله وتواضعه وحالته الطبيعية وجانبه العملي ليست هي الأمور التي تجعل الله مُحبَّبًا، لكن ما هذه الأمور إذًا؟ إنهم يعتقدون أن هذه الأمور هي نقائص الله، أن تلك هي المواضع التي تجعل الناس عرضةً لتكوين المفاهيم، أن تلك هي أكبر العيوب لدى الله الذي يؤمنون به، وأن تلك هي عيوب ومشكلات وأخطاء. كيف ينبغى النظر إلى مثل هؤلاء الأشخاص؟ هذا هو الأسلوب والنهج اللذان يعاملان الله بهما، إنه أمر مُهينٌ لله، لكن ماذا عنه بالنسبة إليهم؟ هل يحصلون على أي منفعة من ورائه؟ إنه إهانة لهم أيضًا. لماذا أقول ذلك؟ كشخصٍ عادي، إذا تصادف وأن أعطاك شخصٌ ما شيئًا لتأكله، وأخذتَه وأكلتَه كالأحمق، دون الاهتمام بحقائق الأمر ودون حتى التساؤل عن ماهية الأمر كله، ألا يشير هذا إلى أن هناك شيئًا كان مُفتَقَدًا في إنسانيتك؟ هل يكون الشخص الذي يفتقد شيئًا في إنسانيته شخصًا طبيعيًا؟ كلا. إذا لم يمتلك المسيح المتجسِّد إنسانيةً طبيعيةً من هذا النوع، هل سيزال جديرًا بإيمان أي شخص؟ كلا. ما العلامات الدالة على إنسانية الله المتجسِّد؟ عقلانيته، وتفكيره، وضميره هي العلامات الأكثر طبيعيةً. ألديه القدرة على الدينونة؟ (بلى). إذا لم يكن لديَّ ذلك، إذا كنتُ مجرد شخص مشتت الأفكار بدون إدراك سليم أو بصيرة، عاجز عن التفكير عندما تحل بي الأحداث، ألا يزال بالإمكان اعتباري إنسانًا طبيعيًا؟ ستكون تلك إنسانية معيبة، وليست طبيعية. هل يمكن أن يُسمى شخصٌ مثل هذا "المسيح"؟ عندما تجسّْد الله، أكان سيختار جسدًا كهذا؟ (كلا). كلا بالتأكيد. إذا قمتُ بذلك دون مبالاةٍ، هل سيستحق الله هذا، ذلك المعروف بأنه الله المتجسِّد، أن يتَّبَع؟ كلا، وستكونون على الطريق الخاطئ. هذا جانبٌ واحد، من منظوري. من ناحيةٍ أخرى، من منظوركم، إذا اعتبرتموه الله، كأساس لاتباعك، وبوصفك تابعه، فإنك تعامله بهذه الطريقة، أين تضع نفسك إذًا؟ أليس ذلك مُهينًا لك؟ (بلى). إذا كان الله الذي تؤمن به لا يستحق احترامك إلى هذه الدرجة في رأيك، لكنك لا تزال تؤمن به، إذًا، ماذا يجعلك هذا؟ هل أنت مشوَّش الذهن؟ هل أنت تابعٌ متحيِّرٌ؟ ألن تكون تهين نفسك؟ (بلى). لكن إذا اعتقدتَ أنه يملك جميع جوانب الإنسانية الطبيعية هذه، وأنه الله المتجسِّد، وأنك تقوم بكل ذلك على أي حال، ألستَ تهين الله؟ كلا المنظورين صحيحٌ. يمكنك أن ترى المشكلة، سواء كنتَ تنظر إليها من منظور الله أو من منظور الإنسان، والمشكلة هنا مشكلةٌ خطيرةٌ! أليست كذلك؟ (بلى). من منظورٍ إنساني، إذا اعتبرتَه الله ثم عاملتَه بهذه اللطريقة، فإنك إذًا تهين الله علانيةً. إذا اعتقدتَ أنه ليس الله، بل إنسانًا، ولكنك لا تزال تتبعه، أفلن يكون هذا تناقضًا؟ ألن تكون مُهينًا لنفسك؟ تفكَّر في هذين الجانبين، ألستُ على صوابٍ؟ أليس الأمر كذلك؟ لماذا لا يمكن للناس التفكير في هذه الأمور؟ لماذا لا يزالون يتصرَّفون بهذه الطريقة؟ أهذا فقط لأنهم لا يدركون الحق؟ دعونا لا نبحر كثيرًا في الأمر، ولننظر إليه فقط من منظور مستوى القدرات، إنهم معتلُو العقول بلهاء. لماذا أقول إنهم بلهاء؟ ما العقل الذي أشير إليه؟ الأمرُ متعلقٌ بالتفكير. إن القيام بشيء ما بدون تفكير، بدون الدراية بتقليب الرأي بين الإيجابيات والسلبيات، بدون الدراية باعتبار طبيعة ما الذي تقوم به أو سواء ينبغي عليك القيام به أم لا، هذه هي البلاهة. ما نوع الشيء الذي لا يملك عقلًا؟ الحيوانات والوحوش ليست لديها عقول، لكن البشر سيراعون تلك الأشياء. قد يقوم الناس بأشياء غبية في لحظة طيش، لكن إن كرروا الأشياء الغبية نفسها مرارًا وتكرارًا، فإنهم قد يتصفون حينها بالبلاهة. الشخص الأبله هو شخص ذو تفكيرٍ عليلٍ، أو، باللغة العامية، هو شخصٌ مخبول. غير أن أنانيته واضحة، وحيله الماكرة جليَّة تمامًا، ولهذا أقول إن الأبالسة تسكن قلوب الناس.

هل جميعكم يعتقد أن بالأمر مبالغةً لإثارة قضية تقديم الهدايا بغرض عقد شركة عنها؟ إن لم أكن قد عقدتُ شركةً عنها، وذكرتُها مجرد ذكرٍ عابرٍ، أكان هذا الذكر ليُحدِث هذا التأثير فيكم عندما تستمعون إليه؟ (كلا). على الأغلب، كنتم ستستمعون إليه وتتفكرون: "كيف أمكن لهذا الرجل أن يفعل شيئًا كهذا؟ إنني لا أفعل أشياء على ذلك النحو، يوجد أنواع شتَّى من الناس في هذا العالم حقًا!" في الغالب، هذا ما كنتم ستفكرون به. ربما كنتم ستتحدثون عنه قليلًا، وينتهي الأمر، لكن هل كنتم ستفهمونه بهذه العُمق؟ (لا). لم يكن فهمكم ليتسم بذلك العمق. إذًا، ما المنافع التي تجلبها لكم كلماتي؟ ما الحق الذي ربحتموه؟ أولًا وقبل كل شيء، ينبغي أن أذكركم: ما أفضل علاقة يمكن إقامتها بين الإنسان والله؟ عندما يتقرّْب شخصٌ من الله، كيف ينبغي له أن يستأنس بالله عندما يكون على اتصال وثيق به؟ أليس من الضروري طلب المبادئ لهذا؟ (بلى). علاوةٌ على ذلك، وبعد الإيمان بالله لسنواتٍ عديدةٍ، ما الأحداث التي وقعت في حياة الناس اليومية ولها الطبيعة نفسها كما فعل الرجل في القصة؟ ألا تستحق هذه الأسئلة التدبُّر؟ هل يمكن لشخصٍ أن يتعلم درسًا ويقول: "إن الله لا يتغاضى حتى عن أبسط الأخطاء، لذا فإن هذا الأمر خطير للغاية. الأفضل ألا نتقرب منه أو نكون على صلةٍ وثيقةٍ به أو نتعامل معه، ليس هو مَن يُستهان به! إذا أفسدت الأمر، فسيُخرِجه عن قَدْرِه، وستقع في مشكلة كبيرة. إنني بالتأكيد لن أعطيه أي شيء؟" هل من المقبول أن تفكر بهذه الطريقة؟ (لا). في الواقع، لستم بحاجة إلى القلق، إننا لا نحصل على العديد من الفرص للاتصال الوثيق، وتتوافر لنا لحظاتٍ أقل للتفاعل مع بعضنا. لذلك، ليست هذه مسألة تحتاج إلى قلقكم بشأنها. إذا تفاعلتُ معكم يومًا ما، فلا تقلقوا؛ سأخبركم بسرٍ. سواء كنت تستأنس بي أو تصلي وتطلب سرًا، ما السر الأول والأهم؟ مهما فعلت، فلا تنافسني؛ وإذا كانت لديك نزعة عنيفة، فحافظ على مسافة بينك وبيني. هناك بعض الناس الذين يتحدثون بمكرٍ شديدٍ، ويحيكون عدة مخططاتٍ في لمح البصر، وكل جملة ينطقون بها يشوبها الدنس؛ فإذا تكلموا أكثر، فلن تعرف أي الكلمات صدق وأيها كذب. مثل هؤلاء يجب ألا يقتربوا مني أبدًا. عندما تتواصل مع الله وتتفاعل معه، ما الشيء الرئيسي الأول الذي ينبغي لك فعله؟ وما المبدأ الرئيسي الأول الذي ينبغي لك الالتزام به؟ يجب أن يكون قلبك صادقًا في معاملتك لله. أيضًا، تعلَّم التوقير. التوقير ليس هو الأدب؛ إنه ليس تملقًا أو مداهنةً، كما أنه ليس تودُّدًا أو نفاقًا. إذًا، ما التوقير تحديدًا؟ (إنه معاملة الله على أنه الله). إن معاملة الله على أنه الله هو مبدأ رئيسي. وماذا عن التفاصيل؟ (تعلَّم الاستماع إلى الله). هذا جانبٌ واحدٌ من الممارسة. بعض الناس يتقربون مني، ويبدأون في التحدث أكثر مني ويرفعون صوتهم. لذلك أتركهم ينهون حديثهم قبل أن أستمر. وكيف يعاملونني عندما أتحدث؟ إنهم يستمعون إليَّ وأعينهم مغلقة. إلامَ يشير هذا؟ إنه كقول: "ما تقوله هراء. ماذا تعرف أنت؟" هذا هو موقفهم. قد لا أعرف كل شيء، لكن لدي مبادئ، وأخبرك بما تعلمته ورأيته وأستطيع فهمه، بالإضافة إلى المبادئ التي أعرفها، ويمكنك أن تربح الكثير من ذلك. ولكن إذا كنت تنظر إليَّ دائمًا، معتقدًا أنني لا أعرف شيئًا، ولا تستمع إليَّ باهتمام، فلن تربح شيئًا، وسيتعيَّن عليك اكتشاف الأشياء بنفسك فقط. أليس هذا هو الحال؟ لذا، عليكم أن تتعلموا الاستماع إلى كلام الله. عندما تستمعون، فهل أقيدكم في التعبير عن آرائكم؟ لا أفعل ذلك. بمجرد أن أنتهي من الحديث، أسألكم جميعًا إذا كانت لديكم أي أسئلة، وإذا كان لدى أي شخص أي أسئلة، أجيب عنها على الفور وأخبركم بالمبادئ التي تنطوي عليها تلك الأسئلة. أحيانًا لا أخبركم بالمبادئ فحسب، بل أخبركم مباشرةً بما ينبغي أن تفعلوه، مع تفصيل كل جانب. وعلى الرغم من وجود بعض المجالات التي لا أفهمها، إلا أن لدي مبادئي الخاصة، ولديَّ وجهات نظري وطرق التعامل مع مثل هذه الأمور. لذلك، أعلمكم بناءً على ما أعتقد أنه وجهات نظر ومبادئ سليمة. لماذا أستطيع أن أعلمكم؟ ذلك لأنكم لا تفهمون حتى هذه الأشياء. بمجرد الإجابة عن هذه الأسئلة، سأسأل مرة أخرى إذا كانت هناك أي أسئلة أخرى؛ وإذا كانت هناك أسئلة أخرى، فسأجيب عنها مرة أخرى دون تأخير. إنني لا أريدك أن تستمع إليَّ فقط؛ بل أعطيك الفرصة لتتحدث، لكن ما تقوله ينبغي أن يكون معقولًا، بدون هراء، ولا إضاعة للوقت. في بعض الأحيان، أقاطع بعض الناس لنفاد صبري. تحت أيِّ ظروف؟ عندما يكونون مسهبين، يستخدمون عشر جمل لما يمكن قوله في خمس. في الواقع، إنني أفهمهم بمجرد أن أسمعهم؛ وأعرف ما سيأتي بعد ذلك. لذا، ليس عليهم قول أي شيء آخر. فكن موجزًا ومباشرًا؛ ولا تضيع وقت الآخرين. بمجرد أن تنتهي من الكلام، سأعطيك إجابةً، وأخبرك بما ينبغي لك فعله والمبادئ التي يجب أن تتبعها في ذلك. ينبغي أن يكون هذا هو نهاية الأمر، أليس كذلك؟ لكن بعض الناس لا يمكنهم فهم هذا، قائلين، "لا، يجب عليك احترامي؛ فالاحترام بيننا يسير في الاتجاهين. لقد انتهيتُ من التحدُّث، لكنني لم أنتهِ من التعبير عن وجهة نظري. وجهة نظري هي هذا، يجب أن أتحدث من البداية مرة أخرى". إنهم يريدون دائمًا التعبير عن آرائهم معتقدين أنني لا أعلم بها، في حين أنني، في الواقع، بمجرد أن يبدأوا الكلام، أعرف ماذا تكون آراؤهم، فهل هناك أي حاجة لاستمرارهم في الحديث؟ لا توجد حاجة لذلك. بعض الناس لديهم معدل ذكاء منخفض لدرجة أنهم يحتاجون عشر جمل لأجل مسألة لا تتطلب سوى جملتين، وما لم أقاطعهم، فسيستمرون في الكلام. لقد فهم الجميع؛ فهل ما زلتُ لا أفهم؟ ومع ذلك، فإنهم يريدون التعبير عن أنفسهم، لذا فإن الأمر ليس فقط أن معدل ذكائهم منخفض، بل إن عقلهم واهٍ أيضًا! هل قابلتم مثل هؤلاء الأشخاص من قبل؟ (نعم). إنهم يعتقدون أنهم أذكياء حتى وإن كان عقلهم واهٍ ومعدل ذكائهم منخفض. أليس هذا مثيرًا للاشمئزاز؟ إنه مقزز ومثير للاشمئزاز. عندما يتواصل الناس مع الله، فإن أول شيء هو معاملته بقلب صادق؛ والشيء الثاني هو أنه ينبغي للناس تعلُّم التوقير؛ والشيء الثالث والأهم هو تعلُّم طلب الحق. أليس هذا هو الأهم؟ (بلى، إنه كذلك). ما فائدة الإيمان بالله إذا لم تطلب الحق؟ ما قيمة الإيمان به؟ أين الحس فيه؟ قد يفشل أغلب الناس في هذه النقطة، فلماذا نثيرها إذن؟ إنها تحضير للمستقبل؛ إنكم تحتاجون تعلُّم الممارسة بهذه الطريقة عندما تحدث لكم مثل هذه الأشياء في المستقبل.

في الكنيسة، التقيتُ بالعديد من الأشخاص، بعضهم كلفتُه ببعض الأمور للقيام بها. وبعد بضعة أيام، أعطوني ملاحظاتهم، وأظهروا لي أنهم سجلوا كل ما كلفتهم به، وأنهم الآن يباشرون تنفيذ كل منها. وعندما التقوا بي، أبلغوني عن التقدُّم في التنفيذ، وما الأمور التي استدعت الطلب، وأيها لا تزال تنتظر النتائج، وأعطوني تقريرًا كاملًا بشأن المستجدات. لقد شرحوا التفاصيل بوضوح شديد، وعلى الرغم من أنهم كانوا في بعض الأحيان تافهين بعض الشيء، فإن مواقفهم أظهرت أنهم جادون ومسؤولون في تعاملهم مع كلام الله، وأنهم يعرفون ما مسؤولياتهم وواجباتهم والتزاماتهم. بعض الناس كانوا مختلفين: كلفتهم بمهمتين، وكتبوهما في دفاترهم، ولكن بعد أسبوع، عندما لم ينفذوا أي شيء بعد، تذكروا بمجرد أن سألتهم عنها فقط، ثم كتبوا كل شيء في دفاترهم مرة أخرى. وبعد مرور أسبوع آخر، عندما سألتُهم لماذا لم ينهوا الأمر بعد، قدموا الأعذار، مشيرين إلى هذه الصعوبات وتلك، قبل أن يدونوا كل شيء بجدية في دفاترهم مرة أخرى. أين سجلوا كل شيء؟ (في دفاترهم). لكنهم لم يدونوا أي شيء في أذهانهم. أليس هذا تكليفًا لشخص غير مناسب؟ هؤلاء الناس ليسوا بشرًا. أيٌّ مما أوكلته إليهم أعاروه أذنًا صماء، لم يأخذوه على محمل الجد إطلاقًا. كل المهام المتعلقة بمهنة معينة أو بشؤون عامة، إلى جانب بعض الأمور الخاصة بعمل الكنيسة، التي أُسندُها إلى الناس تكون ضمن نطاق ما يمكنهم تحقيقه؛ ولا يُقصد من أيِّ منها تصعيب الأمور صعبة عليهم. ومع ذلك، في كثيرٍ من الأحيان عندما أوكلتُ القادة والعمال للقيام بأشياء، لم أتلقَ تقارير من معظمهم بعد تنفيذ بالإرسالية، ولم أسمع أيَّ شيء عن حالة العمل. سواء رُتب، أو كيف تم، وما الأخطاء التي حدثت، والنتائج الحالية، لم يبلغوا أبدًا عن أيٍّ من ذلك أو ينخرطوا في الطلب. لقد وضعوا إرساليتهم جانبًا، ولم أستطع حتى سماع أي من النتائج. لقد عانى بعض الناس من مشكلة أكثر خطورة، وهي أنهم بالإضافة إلى فشلهم في تنفيذ ما كلفتُهم به، فقد جاؤوا أيضًا لتملُّقي وخداعي، وأخبروني أين ذهبوا وماذا فعلوا بالأمس، وماذا فعلوا في اليوم السابق لذلك، وماذا يفعلون الآن. انظروا إلى مدى براعتهم في التظاهر والمغالطة، إنهم لم يفعلوا أيًا من الأشياء التي كلفتُهم بها على وجه التحديد، بل انشغلوا بمهامٍ عديمة الفائدة بينما كان العمل المهم يعاني حالةً فوضى عارمة. أيُّ نوع من السلوك كان هذا؟ لقد أهملوا تمامًا مهامهم الصحيحة، وكانوا مليئين بالكذب والخداع!

كان هناك رجل مسؤول عن الزراعة. سألتُه: "هناك بعض الخضراوات التي تبدو جيدة هذا العام. هل احتفظتَ بأي بذور؟" أجاب: "نعم، فعلت". قلتُ: "لقد سمعتُ أنهم حصدوا كل الخضراوات منذ بعض الوقت ولم يحتفظوا بأي بذور". فقال: "لم ينتهوا من الحصاد. لا يزال هناك بعض الخضراوات المتبقية!" ثم تساءلتُ: "أين الخضراوات المتبقية؟ دعني ألقي نظرة عليها". قال: "أوه؟ حسنًا! دعني أذهب وأتحقَّق أولًا". هل احتفظ بأي بذور بالفعل أم لم يقم بذلك؟ إنه لم يفعل. من بين هذه الكلمات القليلة التي نطق بها، هل كانت عبارته الأولى "نعم، فعلت" كذبة؟ (نعم). وعبارته الثانية، "لم ينتهوا من الحصاد. لا يزال هناك بعض الخضراوات المتبقية"، ألم تكن كذبة؟ لم يكن يعرف إن كانوا قد احتفظوا بأي بذور، وقال: "دعني أذهب وأتحقَّق أولًا". لذا، فإن العبارة الثالثة كانت كذبة هي الأخرى. أصبحت الأكاذيب أكثر خطورة من عبارة إلى أخرى؛ كان يضع كذبة فوق كذبة، ويزداد بالتدريج عمقًا وعمقًا، بفمٍ مليء بالأكاذيب! هل تكونون جميعًا على استعداد للتفاعل مع شخص فمه مليء بالأكاذيب؟ (كلا). كيف تشعر عندما تتحدث وتعمل مع أشخاص مليئين بالأكاذيب؟ هل تغضب؟ لقد كانت لديه الجرأة لخداع أي شخص؛ كان مخطئًا إذا ظن أنني لا أعرف! أيمكن للأمر أن يستحق الخداع؟ ما الذي كان ليكسبه من كونه مخادعًا إلى هذا الحد؟ إذا رأيتَ هذا الموقف في كيفية تصرفه، إذا عاملك بهذه الطريقة، فبماذا ستشعر؟ إذا كان 99 بالمئة مما يقوله الشخص كذبًا، بغض النظر عما إذا كان ينم أو يتحدث عن العمل أو الأمور الجادة، أو يعقد شركة عن الحق، فإن هذا الشخص لا أمل له. إنه يستطيع خداع أي شخص؛ ماذا يجعله ذلك؟ كم من الوقت آمن بالله؟ يقول بعض غير المؤمنين دائمًا: "حسب علمي"، أو "متحدثًا من القلب"، وبهذا الافتراض، فإنهم يقولون شيئًا صادقًا. لقد آمن ذلك الرجل بالله لسنوات عديدة، واستمع إلى العديد من الخطب، لكنه لم يستطع حتى أن يقول كلمة حق واحدة؛ كل ما قاله كان كذبًا. أي نوع من المخلوقات هو إذًا؟ أليس هذا مثيرًا للاشمئزاز ومقززًا؟ هل هناك الكثير من الأشخاص هكذا؟ هل أنتم هكذا؟ عندما تتفاعلون معي، ففي أي ظروف ستكذبون عليَّ؟ إذا تسببتم في بعض الكوارث، وتعلمون أن العواقب وخيمة وأنه يمكن طردكم، فبمجرد أن يذكر الآخرون ذلك، فإنكم تكذبون للتستُّر عليها. يمكن لأي شخص أن يكذب بشأن هذه الأمور. ماذا يمكن للأشخاص أن يكذبوا بشأنه أيضًا؟ الكذب لتعزيز صورتهم ولرفع مكانتهم لدى الآخرين. إذًا، هناك مَن يعرفون أنهم غير أكفاء في عملهم، لكنهم لا يخبرون الأعلى صراحةً، خوفًا من إعفائهم إن فعلوا ذلك. وعندما يبلغون عن عملهم إلى الأعلى، يتظاهرون بالبحث عن طرق لإصلاح المشكلة، ما يعطي الآخرين انطباعًا خطأً. كل ما يقولونه كذب، وهم غير قادرين على القيام بالعمل بشكل أساسي. وإذا لم يطرحوا بعض الأسئلة، فإنهم يخشون أن يكتشف الأعلى التناقضات ويستبدلهم، لذلك يتسرعون في التظاهر. هكذا هي عقلية القادة الكذَبة وأضداد المسيح.

تأملوا المبادئ الثلاثة للتفاعل مع الله التي عقدتُ الشركة عنها للتو. أيٌّ منها لا تستطيعون فعله، وأي منها يسهل عليكم تحقيقه؟ في الواقع، ليس من السهل تنفيذ أيٍّ منها حقًا، لأن الأبالسة تسكن قلوب الناس. لن تتمكن من تحقيقها قبل أن تطرد إبليس من قلبك. عليك أن تحارب الشيطان في قلبك، وإذا تمكنتَ من التغلب عليه في كل مرة، فستتمكن من تحقيقها. وإذا فشلتَ في كل مرة ووقعتَ في أسره، فلن تتمكن من تحقيقها؛ ولن تتمكن من تنفيذ أي من المبادئ. إذا تمكنتم من تحقيق الثلاثة مبادئ، ليس فقط عند الاستئناس بي أو التفاعل معي، وإنما أيضًا في تفاعلاتكم المعتادة مع الإخوة والأخوات، وباتباع هذه المبادئ، ألن يستفيد الجميع من هذا؟ (بلى). الآن وقد انتهت القصة، فلننتقل إلى الموضوع الرئيسي.

تشريح كيف أن أضداد المسيح خبثاء، وماكرون، ومخادعون

في المرة السابقة، عقدنا الشركة حول المظهر السابع من مظاهر أضداد المسيح؛ وهو أنهم خبثاء وماكرون ومخادعون، وقد عقدنا الشركة حول هذا العنصر مرتين. كانت المناقشة الأولى عن الطبيعة الشريرة لأضداد المسيح – على ماذا كان التركيز في تلك المناقشة؟ (على عدوانيتهم تجاه الحق وبغضهم له). إن أضداد المسيح عدوانيون تجاه الحق ويبغضونه، ويكرهون كل الأشياء الإيجابية التي تتوافق مع الحق ومع الله، وهذا هو المظهر الأول والأساسي لخبث أضداد المسيح. كانت المناقشة الأولى حول ما يبغضه أضداد المسيح. الناس العاديون يبغضون الأشياء السلبية والقوى الخبيثة؛ يبغضون الأشياء القذرة والمظلمة والخبيثة. لكن على عكس هذا، فإن أقوى دليل على المظهر الأول من مظاهر الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح هو أنهم لا يبغضون الأشياء السلبية ولكنهم يبغضون كل الأشياء الإيجابية المتعلقة بالحق وبالله، وهذا هو أول دليل قوي على خبثهم. كانت مناقشتنا الثانية عن الدليل القوي الثاني على مظاهر خبث أضداد المسيح. إذا كانوا يبغضون الأشياء الإيجابية، فماذا يحبون؟ (الأشياء السلبية). ما الذي يحبه الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية؟ إنهم يحبون العدالة والعطف والجمال، إلى جانب المحبة والصبر والتسامح المتعلقين بالإنسانية، وكذلك الحس السليم والمعرفة الإيجابية والمفيدة للناس، وجميع الأشياء الإيجابية من الله، بما فيها القوانين والقواعد التي وضعها الله لكل شيء، ونواميس الله ومراسيمه الإدارية، وجميع الحقائق وطرق الحياة التي يعبر عنها الله، وكذلك الأشياء الأخرى المتعلقة بالله. الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح تتعارض مع هذا؛ فَهُمْ لا يحبون هذه الأشياء – ماذا يحبون؟ (الأكاذيب والخداع). صحيح، إنهم يحبون الأكاذيب والخداع، إلى جانب المؤامرات، والمخططات، والوسائل المختلفة للتعاملات الدنيوية، والتزلُّفَ إلى الناس وتملّقهم، وكذلك الصراع، والمكانة، والسلطة. إنهم يحبون كل هذه الأشياء السلبية التي تتعارض مع الحق والأشياء الإيجابية، وهو ما يوضح بدقة الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. أليست هذه الأدلة دامغة؟ (بلى). على الرغم من أن هذه الأدلة كلها دامغة، فإن هناك جزأين فقط لا يمكن اعتبارهما كاملين بعد. سنواصل اليوم مناقشة الجزء الثالث من كيف أن أضداد المسيح خبثاء وماكرون ومخادعون. هذا الجزء الثالث يختلف بالتأكيد عن الجزأين الأول والثاني، لكنه مرتبط بهما. كيف يرتبط بهما؟ تناقش الأجزاء الثلاثة كلها هذا الجوهر – الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. وفيمَ يختلف هذا الجزء؟ في هذا الجزء، يختلف ما تحبه طبيعتهم الخبيثة وتحتاجه، وكذلك الأشياء التي يكرهونها، عما ناقشناه في الجزأين السابقيْن – المحتوى مختلف. هذا الاختلاف لا يعني أنّ أضداد المسيح يحبّون أيضًا أشياء إيجابية معينة أو أنّهم يكرهون أيضًا بعض الأشياء السّلبية؛ بل يتألّف من جزء آخر، لا يتعلّق فحسب بما يحبّونه أو يحتاجونه، بل يُرتقى إلى ما تقدِّره هذه القوّة الخبيثة لدى أضداد المسيح؛ وبعبارةٍ أخرى، ما يعبدونه أو يُعْجَبون به. قد يقول البعض: "ينبغي أن تُسْتَخْدَمَ مصطلحات مثل "تقدير" و"عبادة" و"إعجاب" للإشارة إلى الأشياء الإيجابيّة، فكيف يمكن تطبيقها على أضداد المسيح؟ هل هذه المصطلحات مناسبة؟" هذه المصطلحات ليست للمدح ولا للازدراء؛ بل هي محايدة. ومن ثَمَّ، فإن استخدامها هنا لا ينتهك أي مبادئ وهو مسموح به.

ثالثًا: تشريح للأشياء التي يعبدها أضداد المسيح ويعجبون بها

ما الذي يعبده أضداد المسيح ويعجبون به؟ بادئ ذي بدء، من المؤكد أنهم لا يعبدون الحق أو الله، أو أي شيء جميل أو صالح يتعلق بالله. إذًا، ماذا يعبدون بالضبط؟ هل يمكنكم التفكير في شيءٍ؟ دعوني أقدم لكم تلميحًا. أولئك المتدينون الذين يؤمنون بالرب، كيف غرقوا في المسيحية؟ لماذا يوصفون الآن كديانة وطائفة، وليس ككنيسة الله وبيت الله، أو موضوع عمل الله؟ لديهم تعاليم دينية؛ فَهُم يجمعون العمل الذي قام به الله في الماضي والكلمات التي تحدث بها الله في الماضي في كتاب، في مواد تعليمية، ثم يفتحون المدارس، ويستقطبون مختلف اللاهوتيين ويدربونهم. ما الذي يدرسه هؤلاء اللاهوتيون؟ هل هو الحق؟ (لا). إذًا ماذا يدرسون؟ (المعرفة اللاهوتية). يدرسون المعرفة والنظريات اللاهوتية التي لا علاقة لها بعمل الله أو بالحق الذي يقوله الله. إنهم يستبدلون كلام الله وعمل الروح القدس بالمعرفة اللاهوتية، وهكذا يغرقون في المسيحية أو الكاثوليكية. ما المُقدّرُ في الدين؟ إذا ذهبت إلى كنيسة، فسألك شخصٌ ما عن مدة إيمانك بالله، فأجبتَ بأنّك بدأت تؤمن للتوِّ، فلن يعيرك أيّ اهتمام. لكن إذا دخلتَ حاملًا نسخةً من الكتاب المقدس وقلتَ: "لقد تخرّجتُ للتّو في مدرسة كذا وكذا اللاهوتية"، فسوفَ يدعُوكَ للجلوس في مقعدٍ شرفيٍّ. إذا كنت مؤمنًا عاديًا، فما لم تكن لديك مكانة اجتماعية بارزة، فلن يتكبَّد عناء الاهتمام بك. هذه هي المسيحية، وهكذا حال العالم المتديِّن. أولئك في الكنائس الذين يبشرون ويمتلكون المكانة والمنصب والوجاهة هم مجموعة من الأشخاص المدربين في المدارس اللاهوتية على امتلاك المعرفة والنظريات اللاهوتية، وهم في الأساس الكيان الرئيس الذي يدعم المسيحية. تُدَرِّبُ المسيحية مثل هؤلاء الناس على اعتلاء المنصات للوعظ، والتبشير والقيام بالعمل في كل مكان. إنهم يعتقدون أن وجود المسيحية حتى يومنا هذا مضمونٌ بوجود مواهب مثل طلاب اللاهوت والقساوسة المبشرين واللاهوتيين هؤلاء، وأن هؤلاء الناس صاروا هم قيمة وجود المسيحية ورأس مالها. إذا كان قسُّ كنيسة ما خريج مدرسة لاهوتية، ويتقن مناقشة الكتاب المقدس، وقد قرأ بعض الكتب الروحية، ولديه بعض المعرفة والفصاحة، فستزدهر نسبة الحاضرين إلى هذه الكنيسة وستصبح أكثر شهرة بكثيرٍ من الكنائس الأخرى. ما الذي يقدّره هؤلاء المسيحيون؟ المعرفة، المعرفة اللاهوتية. من أين تأتي هذه المعرفة؟ ألم تتناقلها الأجيال منذ العصور القديمة؟ كانت هناك نصوص مقدسة منذ العصور القديمة، تُتَنَاقَلُ من جيل إلى جيل، وهكذا يقرأها الجميع ويتعلمها حتى يومنا هذا. يُقسِّم الناس الكتب المقدسة إلى أقسام مختلفة، ويجمعون نسخًا مختلفة، ويشجعون على الدراسة والتعلم، لكن دراستهم للكتاب المقدس ليست لفهم الحق من أجل معرفة الله، ولا لفهم مقاصد الله من أجل اتقاء الله والحيد عن الشر؛ بل لدراسة معرفة الكتاب المقدس وأسراره، ولمعرفة أي أحداث حدثت في أي وقت حققت أيًّا من نبوءات سفر الرؤيا، ومتى ستأتي الكوارث العظمى والألفية – إنهم يدرسون هذه الأشياء. هل ترتبط دراستهم بالحق؟ (كلا، لا ترتبط). لماذا يدرسون أشياء لا علاقة لها بالحق؟ ذلك لأنه كلما درسوا أكثر، زاد شعورهم بأنهم يفهمون أكثر، وكلما زادت الكلمات والتعاليم التي يتزودون بها، عَلَت مؤهلاتهم. وكلما عَلَت مؤهلاتهم، زاد شعورهم بقدراتهم واعتقدوا أنهم سيُبَارَكُون أخيرًا في إيمانهم، أو أنهم سيذهبون إلى السماء بعد الموت، أو أن الأحياء سيُخْتَطَفون في الهواء لمقابلة الرب. هذه هي مفاهيمهم الدينية، والتي لا تتماشى على الإطلاق مع كلام الله.

قساوسة العالم المتدين وشيوخه جميعهم أناسٌ يدرسون المعرفة القائمة على الكتاب المقدس واللاهوت؛ إنهم فريسيون منافقون يقاومون الله. كيف يختلفون عن أضداد المسيح المختبئين في الكنيسة إذًا؟ بعد ذلك، دعونا نتحدث عن العلاقة بين الاثنين. هل أولئك المسيحيون والكاثوليك الذين يدرسون الكتاب المقدس واللاهوت وحتى تاريخ عمل الله مؤمنون حقًا؟ هل يختلفون عن المؤمنين وأتباع الله الذين يتحدث عنهم؟ في نظر الله، هل هم مؤمنون؟ كلا، إنهم يدرسون اللاهوت، ويدرسون الله، لكنهم لا يتبعون الله ولا يقدمون الشهادة له، ودراستهم لله مثل دراسة أولئك الذين يدرسون التاريخ، أو الفلسفة، أو القانون، أو علم الأحياء، أو علم الفلك. كل ما في الأمر أنهم لا يحبون العلم أو الموضوعات الأخرى؛ إنهم يحبون دراسة اللاهوت تحديدًا. ما عاقبة التماسهم أجزاءً متفرقة من عمل الله لدراسة الله؟ هل يمكنهم اكتشاف وجود الله؟ كلا، أبدًا. هل يمكنهم فهم مقاصد الله؟ (كلا). لماذا؟ نظرًا لأنهم يعيشون في الكلمات، وفي المعرفة، وفي الفلسفة، وفي العقل البشري والأفكار البشرية؛ فلن يروا الله أو ينيرهم الروح القدس أبدًا. كيف يصفهم الله؟ يصفهم بأنهم عديمو إيمان، وغير مؤمنين. عديمو الإيمان وغير المؤمنين هؤلاء يمتزجون داخل ما يسمى المجتمع المسيحي، ويتصرفون بوصفهم مؤمنين بالله، وبوصفهم مسيحيين، ولكن هل لديهم عبادة حقيقية لله في الواقع؟ هل لديهم خضوع حقيقي؟ (لا). لماذا؟ شيء واحد مؤكّد، وهو أن عددًا كبيرًا منهم لا يؤمنون بوجود الله في قلوبهم؛ لا يؤمنون بأنّ الله خلق العالم وأنه صاحب السّيادة على كلّ شيء، وهم أقلُّ إيمانًا بأنّ الله يمكن أن يصير جسدًا. ما معنى عدم الإيمان هذا؟ إنه يعني الشك والإنكار. إنهم حتى يتبنون موقف عدم الأمل في أن تُتَمَّمَ أو تتحقق النبوءات التي نطق بها الله، لا سيما تلك المتعلقة بالكوارث. هذا هو موقفهم تجاه الإيمان بالله، وهو الجوهر والوجه الحقيقي لإيمانهم المزعوم. هؤلاء الناس يدرسون الله لأنهم مهتمون بشكل خاص بموضوع اللاهوت ومعرفته، وبالحقائق التاريخية لعمل الله؛ إنهم ببساطة مجموعة من المثقفين يدرسون اللاهوت. هؤلاء المثقفون لا يؤمنون بوجود الله، فكيف سيكون رد فعلهم عندما يعمل الله، وعندما يُتَمَّمُ كلام الله؟ ماذا سيكون رد فعلهم الأول عندما يسمعون أن الله قد صار جسدًا وبدأ عملًا جديدًا؟ "مستحيل!" وأيًا يَكُن من يبشر باسم الله الجديد وعمل الله الجديد، فإنهم يدينون ذلك الشخص، بل يريدون قتله أو إزاحته. ما نوع هذا المظهر؟ أليس هذا مظهر ضد المسيح النموذجي؟ ما الفرق بينهم وبين الفريسيين، ورؤساء الكهنة، والكتبة القدامى؟ إنهم عدوانيون تجاه عمل الله وتجاه دينونة الله في الأيام الأخيرة وتجاه صيرورة الله جسدًا، وهم أكثر عدوانية تجاه تتميم نبوءات الله. إنهم يعتقدون أنه: "إذا لم تَصِرْ جسدًا، إذا كنت في هيئة جسد روحي، فأنت إله إذًا؛ لكن إذا تجسدت وصرت شخصًا، فأنت لست إلهًا، ونحن لا نعترف بك". ما الذي يعنيه هذا؟ يعني أنه ما داموا موجودون، فلن يسمحوا لله بأن يصير جسدًا. أليس هذا ضدّ مسيحٍ نموذجي؟ هذا ضدُّ مسيحٍ حقيقيٌّ. هل ينخرط العالم الديني في مثل هذا الجدل؟ صوت هذا الجدل مرتفع وقوي للغاية، إذ يقول: "صيرورة الإله جسدًا أمر خاطئ ومستحيل! إذا كان متجسدًا، فلا بُدَّ أنه كاذب!" وهناك أيضًا أشخاص يقولون: "من الواضح أنهم يؤمنون بإنسانٍ؛ إنهم مُضَلَّلون فحسب!" وبما أنهم استطاعوا أن يقولوا هذا، فإنهم ما كانوا ليؤمنوا بالرب يسوع لو كانوا حاضرين في الوقت الذي ظهر فيه الرب يسوع وعمل قبل ألفيْ عام. إنهم يؤمنون الآن بالرب يسوع، لكنهم في الواقع يؤمنون فقط باسم الرب يسوع، بالكلمتين "الرب يسوع"، ويؤمنون بإله غامض في السماء. ومن ثَمَّ، فهم ليسوا مؤمنين بالله، بل هم عديمو الإيمان. إنهم لا يؤمنون بوجود الله، ولا بتجسد الله، ولا بعمل الخلق من الله، وهم أقل إيمانًا بعمل فداء الله للبشرية جمعاء من خلال صَلْبِهِ على الصليب. إن علم اللاهوت الذي يدرسونه هو نوعٌ من النظريات أو الأطروحات الدينية، وليس أكثر من مغالطات تبدو معقولة وتضلّل النّاس. ما العلاقة الحتمية التي تربط بين هؤلاء المثقفين المسيحيين اللاهوتيين المزعومين وبين أضداد المسيح في كنيستنا؟ ما العلاقة بين مختلف سلوكياتهم وبين جوهر طبيعة أضداد المسيح الذين نتناقش بشأنهم؟ لماذا نتحدث عنهم؟ دعونا نتوقف عن الحديث عن الأشخاص المسيحيين في الوقت الحالي؛ وبدلًا من ذلك، دعونا نلقي نظرة على كيفية تعامل أولئك الموصوفين بأنهم أضدادٌ للمسيح مع الحق، ومن خلال موقفهم تجاه الحق، دعونا نرى ما يقدرونه بالفعل. أولًا، بعد أن أدركوا بعض الحقائق، كيف يفهمون هذه الحقائق؟ كيف يتعاملون مع هذه الحقائق؟ ما موقفهم تجاه هذه الحقائق؟ هل يقبلون هذه الكلمات كطريق ممارسةٍ لهم، أم إنهم يتسلحون بها باعتبارها نوعًا من النظريات، ثم يذهبون ليبشروا الآخرين بها؟ (إنهم يعاملونها باعتبارها نوعًا من النظريات يُبشر بها). يعاملونها باعتبارها نوعًا من النظريات للتعلم، والتحليل، والدراسة، وبعد دراستها، يتعلمونها في أذهانهم وفي أفكارهم؛ ثم يتذكرونها، ويستطيعون النقاش بشأنها، والتحدث بها بطلاقة، ثم يستعرضونها في كل مكان. ومهما طالت مدة حديثهم، هناك شيء واحد لا يمكنك رؤيته، وهو أنهم مهما تحدثوا بالتعاليم، أو مهما كانوا بارعين في الحديث، أو مهما كان عدد الأشخاص الذين يتحدثون إليهم، أو مدى فصاحتهم في الحديث، أو حجم محتواه، أو إن كان في توافقٍ مع الحق أم لا، فلا يمكنك رؤية أي نتائج منهم؛ لا يمكنك رؤية ممارستهم. ما الذي يشير إليه هذا؟ إنهم لا يقبلون الحق. ماذا اعتبروا الحق؟ أداة للتباهي بأنفسهم. على سبيل المثال، يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين ويشرح مظاهر الشخص الصادق، وكيف ينبغي للشخص الصادق أن يتحدث ويتصرف ويقوم بواجبه. فما رد فعلهم بعد الاستماع إلى هذا؟ ما تأثير هذه الكلمات فيهم؟ أولًا، لا يقبلون هذه الكلمات أبدًا. ما موقفهم؟ "أفهم ذلك: الأشخاص الصادقون لا يكذبون، والأشخاص الصادقون يقولون الحقيقة للآخرين ويمكنهم فتح قلوبهم، والأشخاص الصادقون يؤدون واجباتهم بإخلاص، وليس بلا مبالاة". إنهم يحتفظون بهذه الكلمات كنظرية في قلوبهم. هل يمكن لمثل هذا النوع من النظريَّات أن يغيِّرهم بمجرَّدِ أن يتجذَّر في قلوبهم؟ (كلا). لماذا لا يزالون يتذكرونها إذًا؟ إنهم يحبون الصواب في هذه الكلمات، ويستخدمون هذه النظريات الصائبة لتقديم أنفسهم، لتحقيق اعتبارٍأعلى من الآخرين. ما الذي يكن له الناس اعتبارًا كبيرًا؟ إنه قدرتهم على التحدث بكلماتٍ صحيحةٍ بطلاقة وإسهاب – هذا ما يريده هؤلاء الناس. بعد سماعهم هذه الكلمات، هل أخذوها على محمل الجد؟ (كلا، لم يفعلوا ذلك). لمَ لا؟ كيف تعرف ذلك؟ (إنهم لا يمارسونها). لماذا لا يمارسونها؟ إنهم يفكرون في قلوبهم: "إذًا هذه هي كلمات الإله؟ بسيطة، سأتذكرها بعد سماعها مرة واحدة. يمكنني أن أستظهر كيف ينبغي أن يتصرف الشخص الصادق بعد سماعه مرة واحدة؛ بينما ما زلتم جميعًا بحاجة إلى تدوين الملاحظات والتفكير فيها، لكنني لا أحتاج أن أفعل ذلك!" إنهم يعتبرون كلمات الله نوعًا من النظريات أو المعرفة؛ لا يتأملون كيف يكونون أشخاصًا صادقين في قلوبهم، ولا يقارنون أنفسهم بهذا، ولا يفحصون أفعالهم لمعرفة سبب عجزهم عن أن يكونوا أشخاصًا صادقين أو ما الإجراءات التي يتخذونها وتتعارض مع مبادئ كونهم أشخاصًا صادقين، ولا يفكرون أبدًا: "هذه كلمات الله، إذًا فهي الحق. ينبغي للناس أن يكونوا صادقين، إذًا كيف ينبغي للمرء أن يتصرف لكي يكون شخصًا صادقًا؟ كيف يمكنني التصرف بطريقة ترضي الله؟ ما الذي فعلته ويتصف بعدم الصدق؟ أيُّ سلوكيات ليست سلوكيات شخصٍ صادقٍ؟" هل يفكرون بهذه الطريقة؟ (كلا). فيمَ يُفَكِّرون إذًا؟ إنهم يفكرون: "إذًا، أهذا هو الشخص الصادق؟ أهذا هو الحق؟ أليس هذا مجرد نظرية، مجرد شعارٍ؟ فقط استخدم نبرة أخلاقية عالية، ليست هناك حاجة لتطبيقها". لماذا لا يطبقونها؟ إنهم يشعرون: "إن أخبرتُ الآخرين بكلّ ما في قلبي، ألستُ أكشف نفسي؟ إن كشفتُ نفسي ورآني الآخرون على حقيقتي، فهل سيظلون يظنون بي خيرًا؟ إن تحدثتُ، فهل سيظل الآخرون يستمعون؟ معنى كلمات الله هو أن الشخص الصادق لا يستطيع الكذب؛ لكن بدون الكذب، هل ستتبقى في قلوب الناس أيُّ خصوصيةٍ؟ ألن يسمح ذلك للآخرين برؤيتهم على حقيقتهم؟ ألن يكون العيش هكذا حماقة؟" هذه هي وجهة نظرهم، وهذا يعني أنهم عندما يقبلون نظرية يعتبرونها صحيحة، فإنهم يكوِّنون أفكارًا في قلوبهم. ما هذه الأفكار؟ لماذا أقول إنهم خبثاء؟ إنهم أولًا يحللون التأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه الكلمات فيهم، والميزات والعيوب التي تقدمها لهم. وبمجرد أن يحللوا الكلمات ويجدوا أنها ليست في صالحهم، يفكرون: "لا يمكنني الممارسة على هذا النحو، لن أفعل هذا، أنا لست بهذه الحماقة، لن أكون أحمقًا وساذجًا مثلكم! مهما كان الوقت، يجب أن ألتزم دائمًا بأفكاري الخاصة وأن أحافظ على آرائي الخاصة. قد تكون لديك ألف خطة، لكنّني أحافظ على قاعدة واحدة – لا أستطيع أن أكشِف عن المخطّط الذي في قلبي، فمن الغباء أن يكون المرء صادقًا!" من ناحية، ينكرون أن كلام الله هو الحق؛ ومن ناحية أخرى، يتذكرون بعض العبارات الأساسية نسبيًا لتقديم أنفسهم، ما يعزز من نظرة الناس إلى الواحد منهم كمؤمنٍ حقيقيٍ بالله، وكشخصٍ روحيّ. هذا ما يحسبونه في قلوبهم.

من خلال ردّ فعل أضداد المسيح تجاه الحقّ بعد سماعهم له، يتضح أنّهم غير مهتمّين بالحقّ ولا يحبّونه. ماذا يحبون؟ إنهم يحبون المعرفة النظرية الصحيحة، والحديثة، والأكثر دقة إلى حد ما، والتي يمكن أن تُظهرهم بشكل أكثر كمالًا، وأكثر شرفًا، وبمزيدٍ من الكرامة، وتجعل الناس يعبدونهم أكثر. أليس هذا خبثًا؟ (بلى). ما الخبث فيه؟ أيًا كان جانب الحق الذي يعقد ضد المسيح شركة عنه، يمكنه دائمًا استحضار مجموعة من النظريات التي تبدو معقولة أو الكلمات الصحيحة لتضليل الناس وحَمْلِهِم على اتباعه، وهو أمر خبيث مثل الشيطان تمامًا. يتجلى خبث ضد المسيح في مخططاته الشريرة، ونواياه المعقودة مسبقًا، وفي مجموعة كاملة من الخطط، حيث يرغب في رفع راية قراءة كلام الله لإيجاد أساس نظري لتنفيذ خبثه؛ هذا هو خبث ضد المسيح. إنه يقتبس كلام الله خارج سياقه لتضليل الناس والتباهي بنفسه فقط. وعندما يستمع إلى الشركات والعظات ويسمع عبارة جديدة يمكنه الاستفادة منها، فإنه يدوِّنها على الفور. يرى الأشخاص الحمقى مثل هذا السلوك ويفكرون قائلين: "ما أشدَّ جوعه وعطشه إلى البر، يدوِّنُ الملاحظات كلما سمع عظة، وما أكثر الفهم الروحي الذي لا بدَّ أنه يمتلكه، بتدوينه كل نقطة حاسمة!" هل تدوينه للملاحظات هو نفسه كتدوين الآخرين لها؟ لا، ليست كذلك. يدون بعض الأشخاص الملاحظات لأنهم يفكرون: "هذه عبارة جيدة. أنا لا أفهمها، لذلك أحتاج إلى تدوينها وتطبيقها لاحقًا في الممارسة، حتى يكون لدي طريقٌ ومبادئ في ممارستي". هل يفكر ضد المسيح بهذه الطريقة؟ ما دافعه؟ إنه يفكِّر: "لقد دونت اليوم عنصرًا من الحق لم يسمعه أي منكم، ولن أخبر أي شخص عنه أو أعقد الشركة عنه مع الآخرين؛ لقد ربحته، وفي يوم من الأيام سأتحدث إليكم جميعًا عنه وأتباهى لأُعْلِمَكُم أنني أفهم الحق حقًا، وسيظهر الجميع استحسانهم". قد تعتقد أن أضداد المسيح يحبون الحق ويتعطشون له بما أنهم يدوِّنون الملاحظات بهذا الشكل، وملاحظاتهم دقيقة تمامًا، ولكن ماذا يحدث بعد انتهائهم من تدوين الملاحظات؟ يغلقون دفتر ملاحظاتهم، وهذا كل شيء. عندما يصبح ضد المسيح واعظًا في يوم من الأيام ولا يعرف أي موضوع يعظ عنه، فإنه يتصفح دفتر ملاحظاته سريعًا، وينظم محتوى عِظَتِهِ، ويقرؤه، ويحفظه، ويكتبه من الذاكرة حتى يصبح كل شيء واضحًا في ذهنه. عندها فقط يشعر "بالثقة بنفسه"، معتقدًا أنه أخيرًا يمتلك "الحق" ويمكنه التفاخر بذلك أينما ذهب. إحدى سمات ما يتحدث به هؤلاء الناس هي أنه كله تعاليم، وحجج، ولوائح جوفاء. عندما تواجهُ مصاعب محددة أو تكتشف مشكلات وتطلب منهم حلولًا لها، فإنهم سيقدمون لك حفنة من التعاليم، وسيتحدثون بوضوح ومنطقية. وإذا سألتهم عن كيفية تطبيقها، يعجزون عن الكلام. إذا لم يتمكنوا من صياغة ذلك بوضوح، فهناك مشكلة خطيرة، وهذا يثبت أنهم لا يفهمون الحق. الأشخاص الذين لا يفهمون الحق والذين لا يحبون الحق غالبًا ما يتعاملون معه على أنه مجرد مقولة أو نظرية. وماذا يحدث في النهاية؟ بعد سنوات عديدة من الإيمان بالله، عندما يحدث لهم شيء ما، لا يمكنهم رؤيته على حقيقته، ولا يمكنهم الخضوع، ولا يعرفون كيفية طلب الحق. وعندما يعقد شخصٌ ما شركة معهم، يجيبون بـ"القولٍ المشهورٍ": "لا تخبرني بأي شيء، فأنا أفهم كل شيء. عندما كنت أعظ في الماضي، لم تكن أنتَ قد تعلمتَ حتى المشي بعد!" هذا هو "قولهم المشهور". يزعمون أنهم يفهمون كل شيء، فلماذا يتعثرون كلما ظهرت مشكلات؟ بصفتك شخصًا يفهم، لماذا لا يمكنك اتخاذ أي إجراء؟ لماذا يعيقك هذا الأمر ويربكك؟ هل تفهم الحق أم لا؟ إذا كنت تفهمه، فلماذا لا تستطيع أن تقبله؟ إذا كنت تفهمه، فلماذا لا تستطيع أن تخضع؟ ما أول شيء ينبغي للناس فعله بمجرد فهمهم للحق؟ ينبغي لهم الخضوع؛ ولا شيء آخر. يقول بعض الناس: "أنا أفهم كل شيء؛ لا تعقد شركة معي، فلست بحاجة إلى مساعدة من الآخرين". لا بأس إذا لم يحتاجوا إلى مساعدة الناس، ولكن ما يُؤْسَفُ له هو أنه حينما يكونون ضعفاء، فإن تلك التعاليم التي يفهمونها تكون غير ذات فائدة على الإطلاق. إنهم لا يريدون حتى القيام بواجباتهم، كما تظهر داخلهم أيضًا رغبة شريرة في التخلي عن إيمانهم. وبعد سنوات عديدة من الوعظ بالنظريات اللاهوتية، يتوقفون عن الإيمان فجأة، ويبتعدون فجأة؛ هل لديهم أي قامة؟ (كلا). بدون قامة، لا توجد حياة. إن كانت لديك حياة، فلماذا لا تستطيع التغلُّب على أمرٍ صغيرٍ كهذا؟ أنت فصيحٌ للغاية، أليس كذلك؟ أقنع نفسك إذًا. إذا كنت لا تستطيع حتى إقناع نفسك، فما الذي تفهمه بالضبط؟ أَهُوَ الحق؟ يمكن للحق أن يحل المصاعب الواقعية للناس، ويمكنه أيضًا معالجة شخصيات الناس الفاسدة. لماذا لا تحل تلك "الحقائق" التي تفهمها مصاعبك الخاصة حتى؟ ما الذي تفهمه بالضبط؟ إنها مجرد تعاليم.

فيما يتعلق بالمظهر السابع من مظاهر أضداد المسيح - أنهم خبثاء وماكرون ومخادعون – تحدثت للتو عن الجزء الثالث من هذا المظهر: إنهم يُقدِّرون المعرفة والعلم. يُقدِّر أضداد المسيح المعرفة والعلم – ماذا في ذلك يمكن أن يوضح شخصياتهم الخبيثة؟ لماذا يقال إن تقدير المعرفة والعلم يعني أن لديهم جوهرًا خبيثًا؟ بالتأكيد يجب أن نتحدث عن الحقائق هنا، لأننا إن ناقشنا كلمات أو نظريات فارغة فقط، فقد يتبنى الناس فهمًا أحادي الجانب وأقل شمولًا لهذا الأمر. أولًا، دعنا نبدأ بشيء حدث في عهدٍ سابقٍ من التاريخ. بينما أتحدث، قارن كلماتي بأفعال أضداد المسيح وسلوكياتهم، وقارنها بمظاهر أضداد المسيح وجوهرهم. دعنا نتحدث أولًا عن الفريسيين الذين عاشوا منذ ألفي عام. في ذلك الوقت، كان الفريسيون أناسًا منافقين. عندما صار الله جسدًا، وظهر وعمل لأول مرة، ليس الأمر أن الفريسيين لم يقبلوا ذرة واحدة من الحق فحسب، بل أدانوا الرب يسوع بشدة وقاوموه، وبالتالي لعنهم الله. هذا يمكن أن يؤكد أن الفريسيين هم ممثل نموذجي لأضداد المسيح. أصبح "أضداد المسيح" اسمًا آخر للفريسيين، وهم في جوهرهم من نوع الناس نفسه الذي ينتمي إليه أضداد المسيح. لذلك، فإن البدء بالفريسيين في تشريح الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح هو طريق مختصر. إذًا، ما الذي فعله الفريسيون وأظهر للناس أنهم يمتلكون الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح؟ ذكرتُ للتو أن أضداد المسيح يقدرون المعرفة والعلم؛ ومن هم الأشخاص الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالمعرفة والعلم؟ من هم تجسيد هؤلاء الأشخاص؟ هل يشير ذلك إلى طلاب الماجستير والدكتوراه؟ كلا، هذا شَطَطٌ – يشير ذلك إلى الفريسيين. السبب في أن الفريسيين منافقون، والسبب في أنهم خبثاء، هو أنهم ينفرون من الحق ولكنهم يحبون المعرفة، لذلك يدرسون الكتب المقدسة ويسعون إلى المعرفة بالكتاب المقدس فقط، ومع ذلك لا يقبلون الحق ولا كلام الله. إنهم لا يُصَلُّون لله عند قراءة كلامه، ولا يطلبون الحق ولا يعقدون الشركة عنه. بدلًا من ذلك، يدرسون كلام الله، ويدرسون ما قاله الله وفعله، وبالتالي يحولون كلام الله إلى نظرية وتعليم لتعليمهما للآخرين، وهو ما يُسَمَّى بالدراسة الأكاديمية. لماذا ينخرطون في الدراسة الأكاديمية؟ ما الذي يدرسونه؟ في نظرهم، هذا ليس كلام الله ولا تعبير الله، ناهيك عن أن يكون الحق. بل هو نوع من العلم، أو حتى يمكن للمرء أن يقول إنها معرفة لاهوتية. في رأيهم، الترويج لهذه المعرفة وهذا العلم هو ترويج لطريق الله، ونشر الإنجيل – هذا ما يسمونه الوعظ، ولكن كل ما يعظون به هو المعرفة اللاهوتية.

كيف تتجلى الجوانب الشريرة من الفريسيين؟ أولًا، دعونا نبدأ مناقشتنا حول كيفية تعامل الفريسيين مع الله المتجسد، وحينها قد تفهمون أكثر قليلًا. في حديثنا عن الله المتجسد، يجب أن نتحدث أولًا عن نوع الأسرة والخلفية التي ولد فيها الله المتجسد منذ ألفي عام. بادئ ذي بدء، لم يولد الرب يسوع في أسرةٍ ثرية على الإطلاق – فلم يكن نَسَبُهُ مميزًا للغاية. كان والده الحاضن يوسف نجارًا، وكانت والدته مريم مؤمنة عادية. تمثل هوية والديه ومكانتهما الاجتماعية الخلفيةَ الأسرية التي وُلِدَ فيها الرب يسوع، ومن الواضح أنه وُلِدَ في أسرةٍ عَامِّية. ما معنى "عَامِّية"؟ هذه إشارةٌ إلى الجماهير العادية، إلى أسرة عادية في الدرجة الدنيا من المجتمع، لا علاقة لها بالعائلات النبيلة، ولا ترتبط بمكانة بارزة على الإطلاق، وبالتأكيد ليست أرستقراطية. لقد وُلِدَ في أسرةٍ عادية، مع والديْن عاديين، يفتقران إلى أي مكانة اجتماعية لامعة أو خلفية عائلية متميزة، ومن الواضح أن خلفية ميلاد الرب يسوع والأسرة التي وُلِدَ فيها كانا عادييْنِ لأبعد الحدود. هل يسجل الكتاب المقدس أن الرب يسوع تلقى أي تعليم خاص؟ هل تلقى تعليمًا من مَدْرسةٍ لاهوتيةٍ؟ هل تدرب على يد كاهن كبير؟ هل قرأ العديد من الكتب كما فعل بولس؟ هل كان على اتصال أو تعامل وثيق مع النخبة الاجتماعية أو كبار كهنة اليهودية؟ كلا، لم يكن كذلك. بالنظر إلى المكانة الاجتماعية للأسرة التي وُلِدَ فيها الرب يسوع، من الواضح أنه لم يكن ليتواصل مع الطبقة العليا من الكتبة اليهود والفريسيين؛ وإنما كان يقتصر في الأساس على العيش بين اليهود العاديين. في بعض الأحيان، كان يذهب إلى الكنيس، وكان الأشخاص الذين قابلهم جميعًا من عامة الناس. ما الذي يوضِّحه هذا؟ بينما كان الرب يسوع يكبر، وقبل أن يبدأ عمله رسميًا، ظلت الخلفية التي نشأ فيها من دون تغيير. بعد سن الثانية عشرة، لم تبدأ أسرته في الازدهار ولم يصبح ثريًا، ناهيك عن نَيْلِ فرصة التفاعل مع الناس في الطبقات العليا من المجتمع أو العالم الديني، كما لم تتح له الفرصة لتلقي التعليم العالي في أثناء نشأته. ما الرسالة التي يعطيها هذا للأجيال اللاحقة؟ هذا الشخص العادي والطبيعي، الذي كان الله المتجسد، لم تتح له الفرصة ولا الظروف لتلقي التعليم العالي. كان مثل الناس العاديين، عاش في بيئة اجتماعية عاميَّة، في أسرة عادية، ولم يكن ثمة شيءٌ يميزه. لهذا السبب على وجه التحديد، بعد سماع أولئك الكتبة والفريسيين عن عِظات الرب يسوع وأفعاله، تجرؤوا على الوقوف والحكم عليه والتجديف عليه وإدانته علانية. ما الأساس الذي استندوا إليه في إدانتهم؟ مما لا شك فيه أنها استندت إلى شرائع العهد القديم ولوائحه. أولًا، قاد الرب يسوع تلاميذه إلى عدم مراعاة يوم السبت – ظلَّ يعمل في السبت. بالإضافة إلى ذلك، لم يلتزم بالشرائع واللوائح ولم يذهب إلى المعبد، وعندما واجه الخطاة، سأله بعض الناس عن كيفية التعامل معهم، لكنه لم يتعامل معهم وفقًا للشريعة، وبدلًا من ذلك أظهر لهم الرحمة. لم يتوافق أي من هذه الجوانب من أعمال الرب يسوع مع المفاهيم الدينية للفريسيين. ولأنهم لم يحبوا الحق وبالتالي كرهوا الرب يسوع، انتهزوا ذريعة انتهاك الرب يسوع للشريعة لإدانته بشدة، وقرروا أنه سيُقْتَل. لو كان الرب يسوع قد ولد في أسرةٍ بارزة ومتميزة، ولو كان قد تلقى تعليمًا عاليًا، ولو كان على علاقة وثيقة مع هؤلاء الكتبة والفريسيين، فلم تكن الأمور في ذلك الوقت لتسير معه كما سارت لاحقًا – وربما تغيرت. إن وضعه العادي وحالته الطبيعية وخلفية ميلاده هي بالضبط سبب إدانة الفريسيين له. ماذا كان أساس إدانتهم للرب يسوع؟ كان تلك اللوائح والشرائع التي تمسكوا بها، والتي اعتقدوا أنها لن تتغير إلى الأبد. حمل الفريسيون النظريات اللاهوتية التي فهموها كمعرفة وكأداة لتقييم الناس وإدانتهم، بل واستخدموها على الرب يسوع. هكذا أُدِينَ الرب يسوع. لم تعتمد الطّريقة التي قيّموا أو عاملوا بها الشّخص أبدًا على جوهر الشّخص، ولا على ما إذا كان ما وعظ به الشّخص هو الحقّ، أو حتى على مصدر الكلمات الّتي قالها الشّخص؛ فالطّريقة الّتي قيّم بها الفريسيّون الشّخص أو أدانوه اعتمدت فقط على اللوائح والكلمات والتعاليم الّتي فهموها في العهد القديم من الكتاب المقدّس. على الرغم من أن الفريسيين عرفوا في قلوبهم أن ما قاله الرب يسوع وفعله لم يكن خطيئة أو انتهاكًا للشريعة، إلا إنهم ظلوا يدينونه، لأن الحقائق التي عبر عنها والآيات والعجائب التي قام بها جعلت الكثير من الناس يتبعونه ويسبِّحونه. كان الفريسيون يكرهونه بشكل متزايد، وحتى أرادوا إزاحته. لم يعترفوا أن الرب يسوع هو المسيَّا الذي سيأتي، ولم يعترفوا أن كلماته حملت الحق، ناهيك عن أن يعترفوا أن عمله التزم بالحق. حكموا على الرب يسوع بأنه يتحدث بكلمات تجديفية ويُخْرِجُ الأبالسة ببعلزبول رئيس الأبالسة. إن قدرتهم على إلصاق هذه الخطايا بالرب يسوع تظهر مدى كراهيتهم له. لذلك، عملوا بحماس على إنكار أن الرب يسوع قد أرسله الله، وأنه ابن الله، وأنه هو المسيَّا. ما قصدوه هو: "هل كان الإله ليفعل الأشياء بهذه الطريقة؟ لو كان الإله متجسدًا، لكان قد ولد في أسرةٍ ذات مكانة هائلة، وَلَكَانَ عليه أن يقبل التوجيه من الكتبة والفريسيين. سيكون عليه أن يدرس الكتاب المقدس بشكل منهجي، وأن يكون لديه فهم للمعرفة في الكتب المقدسة، وأن يكون مجهزًا بكل المعرفة في الكتب المقدسة قبل أن يتمكن من حمل اسم "الله المتجسد". لكن الرب يسوع لم يكن مزودًا بهذه المعرفة، لذلك أدانوه، قائلين:"أولًا، أنت غير مُؤهَّلٍ، ولذلك لا يمكن أن تكون إلهًا؛ وثانيًا، دون هذه المعرفة بالنصوص المقدسة لا يمكنك أن تُؤدِّي عمل الإله، ناهيك عن أن تكون الإله؛ وثالثًا، يجب ألا تعمل خارج المعبد، فأنت لا تعمل في المعبد الآن بل دائمًا بين الخطاة، ولذلك فإن العمل الذي تُؤدِّيه يتجاوز نطاق الكتب المقدسة، ما يقلل أكثر من احتمال أن تكون الإله". من أين جاء أساس إدانتهم؟ من الكتب المُقدَّسة، ومن عقل الإنسان، ومن التعليم اللاهوتيّ الذي تلقّوه. ونظرًا إلى أن الفريسيين كانوا مليئين بالمفاهيم والتصوُّرات والمعرفة، فقد اعتقدوا أن هذه المعرفة صحيحة، وأنها الحقّ، وأنها أساسٌ سليمٌ، وأن الله لم يستطع في أيّ وقتٍ أن يخالف هذه الأشياء. هل كانوا يطلبون الحقّ؟ كلا. ما الذي طلبوه؟ إلهًا خارقًا للطبيعة يظهر على هيئة جسد روحيّ. ومن ثَمَّ، حددوا معايير عمل الله، وأنكروا عمله، وحكموا ما إذا كان الله على صوابٍ أم على خطأٍ وفقًا لمفاهيم الإنسان وتصوراته ومعرفته. وماذا كانت النتيجة النهائية لهذا؟ لم يكتفوا بإدانة عمل الله فحسب، بل سمّروا الله المتجسد على الصليب. هذا ما أسفر عنه استخدامهم لمفاهيمهم وتصوراتهم ومعرفتهم لتقييم الله، وهذا ما هو خبيث فيهم.

بالنظر إلى تقدير الفريسيين للمعرفة والعلم، أين يكمن خبثهم؟ كيف يتجلى؟ كيف يمكننا التعمُّق في الطبيعة الخبيثة لمثل أولئك الناس وتشريحها؟ من المعروف توقير الفريسيين للمعرفة والعلم، وليس هناك حاجة للخوض في هذا بالتفصيل. إذًا، ما الطبيعة الخبيثة التي تنكشف هنا بالضبط؟ كيف يمكننا تشريح الطبيعة الخبيثة لمثل أولئك الناس ورؤيتها على حقيقتها؟ فليتكلم أحدكم. (إنهم يستخدمون المعرفة النظرية لمعارضة جوهر الله؛ هذا أحد مظاهر خبثهم). المعارضة هي فعل، إذًا لماذا عارضوا؟ تحمل المعارضة شخصيةً شرسة إلى حدٍ ما، لكنك لا تزال لم تتطرق بعد إلى الخبث. لماذا عارضوا؟ هل كانت مسألة إعجابهم بالله أو كرههم له؟ لقد كرهوا لله هكذا، معتقدين أن "الله ينبغي أن يكون في السماء، السماء الثالثة بالأخص، يُجِلُّه الجميع، ولا يمكن للبشر الوصول إليه، غامضًا بالنسبة إليهم، وأن يكون هو الذي تتطلع إليه البشرية جمعاء، وجميع الكائنات المخلوقة، وحتى جميع الكائنات الحية في الكون – هكذا هو الإله! الآن قد جاء الإله، لكنكَ ولدتَ في منزل نجار، ووالداك مجرد شخصين عاديين، بل إنك وُلِدتَ في مذود. خلفية ميلادك ليست عادية فحسب، بل هي أقلُّ من العادية وأقل من المعتادة – كيف يمكن للناس أن يقبلوا ذلك؟ إنْ كان الإله سيأتي حقًا، فلن يأتي هكذا!" أليس هكذا يضع الناسُ الحدود لله؟ الجميع يضع حدودًا لله بهذه الطريقة. في الواقع، شعروا في أعماقهم شعورًا مبهمًا بأنّ الرّبّ يسوع لم يكن شخصًا عاديًّا، وأنّ ما قاله الرّبّ يسوع كان صحيحًا، وأنّ الخطايا العديدة التي اتهمه بها الناس لا تتطابق في الواقع مع الحقائق. كان الرب يسوع قادرًا على شفاء المرضى وطرد الأبالسة، ولم يتمكنوا من العثور على أي خطأ أو انتهاز أي شيء في الكلمات والعظات التي قالها وألقاها، لكنهم ظلوا غير قادرين على قبول الأمر، وظلوا متشككين في قلوبهم: "أهكذا هو الإله حقًا؟ الله عظيم جدًا في السماء، لذلك إن صارَ جسدًا وجاء إلى الأرض، فينبغي أن يكون أعظم بكثير، وأن يعشقه جميع الناس، وأن يسير بين العائلات النبيلة، وأن يتحدث بفصاحة، وألَّا يكشف أبدًا عن عيب واحد أو نقطة ضعفٍ بشريةٍ واحدة. علاوة على ذلك، ينبغي عليه أولًا استخدام معرفته وعلمه ومهاراته لإخضاع رجال الدين في الهيكل. يجب أن يربح هؤلاء الناس أولًا؛ كان هذا ليكون مقصد الإله". أما فيما يتعلق بما فعله الرب يسوع، فلم يقتنعوا به، ولم يرغبوا في قبول هذه الحقيقة أو الاعتراف بها. عدم الرغبة في الاعتراف بهذه الحقيقة ليس مشكلة كبيرة؛ فقد امتلكوا في أعماقهم شيئًا أكثر فتكًا: إن كان مثل هذا الشخص هو الإله، فيمكن لجميع رجال الدين أن يكونوا آلهة، وجميعهم كانوا أشبه بالإله من الله ذاته، وكانوا جميعًا مؤهلين أكثر من الرب يسوع ليكونوا مسحاء. أليس هذا مزعجًا؟ (بلى). بينما كانوا يدينون الرب يسوع، كانوا أيضًا يعارضون ويسخرون من كل جوانب الخلفية المتعلقة بالجسد الذي اختاره الله لتجسده هذه المرة. لم نناقش بعد مَكْمَنَ خبث الفريسيين – دعونا نواصل شركتنا.

يصير الله جسدًا كشخص عاديّ، ما يعني أنّ الله يتواضع من صورة وهويّة ومكانة سامية فوق كلّ شيء ليصير شخصًا عاديًّا تمامًا، وعندما يصير شخصًا عاديًا، لا يختار أن يولد في عائلة ثرية متميزة؛ فخلفية ميلاده معتادة جدًا، بل رَثَّةٌ. إذا نظرنا إلى هذه المسألة من منظور شخص عادي، شخص لديه ضمير وعقلانية وإنسانية، فإن كل ما يفعله الله يستحق إجلال الناس ومحبتهم. كيف ينبغي أن يتعامل الناس مع هذه المسألة؟ (بإجلال). يجب على الشخص العادي والطبيعي الذي يتبع الله أن يُسَبِّحَ بجمال الله لحقيقة أن الله يتواضع من مكانة سامية إلى شخص عادي بشكل غير عادي – إن تواضع الله وخفاءه جميلان للغاية! هذا شيء لا يمكن لأي شخص فاسد ولا للأبالسة والشيطان تحقيقه. هل هذا شيء إيجابي أم سلبي؟ (شيء إيجابي). ما الذي يوضحه بالضبط هذا الشيء الإيجابي، وهذه الظاهرة، وهذه الحقيقة؟ تواضع الله وخفاءه، ومحبة الله وعزته. الحقيقة الأخرى هي أن الله يحب الناس؛ ومحبة الله حقيقية، وليست كاذبة. محبة الله ليست خطابًا فارغًا، وليست شعارًا، ولا وهمًا، بل حقيقية وواقعية. الله ذاته يصير جسدًا ويتحمل سوء فهم البشرية، فضلًا عن السخرية والافتراء والتجديف. إنه يتواضع ويصير شخصًا عاديًا، ليس نبيلًا في المظهر، وليست لديه مواهب خاصة وبالتأكيد ليست لديه معرفة عميقة أو علم – لأي غرض؟ لغرض الاقتراب من الناس الذين اختارهم وينوي تخليصهم بهذه الهوية وبمظهرٍ بشريٍّ سيكون الأسهل في التواصل بالنسبة إليهم. أليس كل هذا الذي يفعله الله هو الثمن الذي دفعه؟ (بلى). هل يمكن لأي شخص آخر فعل ذلك؟ لا أحد يمكنه ذلك. على سبيل المثال، بعض النساء اللواتي يحببن الجمال للغاية يضعن الماكياج دائمًا ولا يخرجن بدونه. إن طلبت من امرأةٍ من هذا القبيل أن تخرج بوجه خالٍ من الماكياج أو أن تظهر على خشبة المسرح بدونه، فهل ستستطيع فعل ذلك؟ لن تستطيع. إنها لم تتعرض حتى للإهانة في هذه الحالة؛ لكن مجرد خروجها بدون ماكياج أمر مستحيل بالنسبة إليها، ولا يمكنها التخلي حتى عن هذا القدر من الخيلاء، وهذا القدر من المنفعة الجسدية. ماذا عن الله إذًا؟ عندما يتواضع الله ليولد بين أدنى طبقات المجتمع كشخص عادي، فَعَن ماذا يتخلى؟ إنه يتخلى عن كرامته. لماذا الله قادر على التخلي عن كرامته؟ (من أجل محبّة النّاس وتخليصهم). من أجل محبة الناس وتخليصهم، وهو ما يكشف عن شخصية الله. إذًا، كيف ينطوي ذلك على فقدان الكرامة؟ كيف ينبغي النظر إلى هذا الأمر؟ يقول بعض الناس: "أيُّ كرامةٍ يفقدها الله؟ أليست لديك هوية الله حتى بعد صيرورتك جسدًا؟ أليس ثمة أشخاص لا يزالون يتبعونك ويستمعون إلى وعظك؟ ألا تظل تقوم بعمل الله؟ – فأيُّ كرامةٍ تفقدها؟" يشمل "فقدان الكرامة" هذا عدة جوانب. من ناحية، دافِع الله للقيام بكل هذا هو من أجل الناس، ولكن هل يستطيع الناس فهم هذا؟ حتى الأشخاص الذين يتبعونه لا يمكنهم فهم هذا. ما مضمون هذا الافتقار إلى الفهم؟ هناك سوء فهم وسوء تفسير ونظرات غريبة أو نظرات احتقار من قِبَل أشخاص بعينهم. الله موجود في العالم الروحي، في خضم كل شيء، وكل البشرية تقع تحت قَدَميْ الله، ولكن بعد أن صار الله الآن جسدًا، فهذا يعني عَيْشَهُ في البيئة نفسها التي يعيش فيها الناس مساويًا لهم، وصار عليه أن يواجه استهزاء البشرية وافتراءها وسوء فهمها وسخريتها، وكذلك مفاهيمها وعداءها وأحكامها – هذا هو ما عليه أن يواجهه. هل تعتقدون أنه يتمتع بأيُّ كرامةٍ إذ يواجه هذه الأشياء؟ وفقًا لهوية الله، لا ينبغي له أن يعاني هذه الأشياء، ولا ينبغي أن يعامل الناسُ اللهَ بهذه الطريقة، ولا ينبغي أن يتحمل هذه الأشياء؛ هذه ليست أشياء ينبغي أن يتحملها الله، ولكن عندما يصير الله جسدًا، يصير عليه أن يقبلها، عليه أن يتحمل كل هذا بلا استثناء. قد تقول البشرية الفاسدة العديد من الأشياء لطيفة الوقع لله في السماء، لكنهم لا يُولون أهميةً لله المتجسد. إنهم يفكرون: "االله يصير جسدًا؟ أنت عادي وطبيعي للغاية، ولا شيء استثنائي فيك؛ يبدو أنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء بي!" إنهم يتجرؤون على قَوْل أي شيء! عندما يتعلق الأمر بمكاسبهم الخاصة أو سمعتهم، فإنهم يجرؤون على النطق بأي حكم أو إدانة. لذلك، عندما يصير الله جسدًا، على الرغم من أنه يملك هذه المكانة ويتمتع بهذه الهوية عندما يتفاعل مع البشر ويعيش مع البشرية الفاسدة، ففي الوقت نفسه عليه في الواقع أن يتحمل كل أنواع الإذلال التي تجلبها عليه هويته. إنه يفقد كل كرامته – هذا هو أول شيء يضطرُّ الله أن يتحمله، حيث يواجه كل الارتباك وسوء الفهم والشك والامتحان والتمرد والحكم والازدواجية، وما إلى ذلك من الأمور التي تتصرف بها البشرية الفاسدة تجاهه. عليه أن يتحمل كل هذا؛ أيْ فقدان كرامته. ماذا أيضًا؟ لا يوجد فرق جوهري بين التجسد والروح – هل هذا صحيح؟ (نعم). لا يوجد فرقٌ جوهري، ولكن هناك جانب واحد: لا يمكن للجسد أبدًا أن يحل محل الروح. وهذا يعني أن الجسد محدود في وظائفه العديدة. على سبيل المثال، يمكن للروح أن يسافر عبر الفضاء، ولا يتأثر بالزمن أو المناخ أو البيئات المختلفة، وهو موجود في كل مكان، بينما يخضع الجسد لهذه القيود. ما الخسارة التي لحقت بكرامة الله؟ ما الصعوبة في هذا الأمر؟ الله ذاته يتمتع بهذه القدرة، ولكن لأنه محدود بالجسد، فعليه خلال فترة عمله أن يتمسك بعمل الجسد بإخلاص وهدوء وطاعة حتى يكتمل العمل. خلال الوقت الذي يعمل فيه الله في الجسد، ما يمكن أن يراه الناس من الله، وما يمكنهم فهمه منه ضمن مفاهيمهم، هو هذا الجسد الذي تستطيع عيونهم أن تراه. إذًا، أليست عظمة الله وقدرته الكلية وحكمته وحتى سلطانه تخضع لقيود معينة بحسب ما في تصوراتهم ومفاهيمهم؟ (بلى). تخضع تلك الأشياء إلى حد كبير لقيود معينة. ما الذي يسبب هذه القيود؟ (كونه متجسِّدًا). هذه القيود ناتجة عن كونه متجسدًا. يمكن القول إن التجسد يسبب لله ذاته نوعًا من الإزعاج. بالطبع، استخدام كلمة "إزعاج" هنا غير دقيقٍ بعض الشيء، ولكن من المناسب قولها بهذه الطريقة – لا يمكن قولها إلا بهذه الطريقة. هل لهذا الإزعاج تأثيرٌ معيّنٌ في فهم النّاس لله وفي ارتباط النّاس الحقيقيّ بالله وتفاعلهم مع الله من أجل محبته والخضوع له؟ (نعم). لهذا الإزعاج بالفعل تأثير معين. طالما رأى الشخص جسد الله، وطالما كانت لديه تعاملات مع جسد الله، وطالما سمع جسد الله يتكلم، فمن الممكن أن تظل صورة الله وحكمة الله وجوهر الله وشخصية الله إلى الأبد في ما يدركه هذا الشخص ويراه ويفهمه في هذا الجسد طوال عمره. هذا ظلم لله. أليس هذا هو الحال؟ (بلى، هو كذلك). هذا ظلم لله. إذًا فلماذا لا يزال الله يفعل ذلك؟ لأنه من خلال صيرورة الله جسدًا فقط يمكن تحقيق أفضل نتائج تطهير الله وخلاصه للناس – إن الله يختار هذا الطريق. يصير الله جسدًا ويعيش بين الناس وجهًا لوجه، ما يسمح للناس بسماع كلماته، ورؤية كل تحركاته، ورؤية شخصيته، وحتى طبعه، وأفراحه وأحزانه. على الرغم من أن هذه الشخصية وهذه الأفراح والأحزان يمكن أن تطوِّر مفاهيم لدى الناس حينما يشهدونها، ما يؤثر في استيعاب الناس لجوهر الله، ويحد من قدر استيعابهم، فإن الله يفضل أن يُسيء الناس فهمه ويظل يختار هذه الطريقة لتحقيق أفضل النتائج لخلاص الناس. ولذلك، من وجهة نظر فهم الناس لوجه الله الأصلي وهوية الله الحقيقية ومكانته وجوهره، فقد ضحى الله بكرامته. ألا يمكن قول ذلك؟ هذا من وجهة النظر هذه. تأمل الأمر بعناية: وفقًا لفهم الناس، هل يوجد في مختلف جوانب ما دفعه الله وفعله أي شيء يعادل تلك النظريات والشعارات التي يقولها الفريسيون وأضداد المسيح؟ لا يوجد. على سبيل المثال، عندما قال الفريسيون: "الله شريف"، كيف فهموا هذا الشرف؟ كيف ينبغي أن يتحقق شرف الله في أعينهم؟ فقط بأن يكون الله عالي المقام. أليس هذا تعليمًا مفاده بأن "الله شريف، الله شريف للغاية"؟ (بلى). ما الذي يعتقدون أنه شرف الله؟ هو أن الله إذا جاء إلى العالم، فسيكون ذا مكانة بارزة، ومعرفة وموهبة من الدرجة الأولى، وقدرة من الدرجة الأولى، وفصاحة من الطراز الأول، ومظهر متميز على أعلى مستوى. ما ذلك الشرف الذي اعتقدوا فيه؟ إنه ما يستطيع الناس رؤيته. أليس هذا النوع من الشرف شيئًا يفعله الشيطان؟ (بلى). الله لا يفعل ذلك! انظر أي نوع من الناس اختاره الله لشعب الله المختار، وانظر أي نوع من الناس هم النخب البارزة في عالم الشيطان. بالمقارنة بينهم بهذه الطريقة، ستعرف نوع الأشخاص الذين يخلِّصهم الله ونوع الأشخاص الذين لا يمكن أن يُخَلَّصوا. أولئك المتغطرسون للغاية، والأبرار في أعين أنفسهم، والموهوبون، وذوو المَلَكَات هم الأقل احتمالًا لقبول الحق. كلامهم مليء بالمعرفة، وفصيحٌ للغاية، ويجعل النّاس يعبدونهم ويُعجبون بهم، لكنّ نقطة ضعفهم الخطيرة هي عدم قبول الحق، وهم ينفرون من الحق ويكرهونه، ما يُحدِّد أنّهم سيسلكون طريق الدمار. لكن من جهةٍ أخرى، ليس لدى أيّ من شعب الله المختار أي مواهب أو مَلَكَاتٍ خاصة، ولكن يمكنهم قبول الحق، والخضوع لله، والتخلي عن شهرتهم ومكسبهم ومكانتهم لاتباع الله، وهم على استعداد للقيام بواجبهم. هذه هي أنواع الناس الذين يخلِّصهم الله. مَنْ الذين يعبدهم غير المؤمنين؟ إنهم جميعًا يعبدون المثقفين رفيعي المستوى والأشخاص ذوي المكانة العائلية البارزة. وفيما يتعلّق بالمواهب والتخصصات والمكانة العائليّة، فليس لدينا أيٌّ من هذه – نحن متشابهون. ما رأيكم في هذا؟ الله لا يفعل مثل هذه الأشياء – هل الأمر بهذه البساطة؟ لماذا لم يرتب الله الأمر بهذه الطريقة؟ يكمن مقصد الله في هذا. من السهل جدًا على الله أن يرتب العائلة التي يولد فيها الشخص، والمعرفة التي يمكنه تعلمها. هل يمكن لله أن يتصرف بهذه الطريقة؟ (نعم). حقًا يمكنه! إذًا لماذا لم يرتب الله لنا أن نولد في عائلات ثرية بارزة؟ هذا هو جمال الله، وهذا هو استعلان جوهر الله، وفقط أولئك الذين يفهمون الحق يمكنهم أن يروا هذا الأمر على حقيقته. بعد أن يصير الله جسدًا، فمهما كان مدى عظمة مفاهيم الناس، ومدى الصعوبات التي يواجهها الله في عمله، ومدى العقبات التي يواجهها، ومدى السخرية والافتراء اللذين يتلقاهما، ومهما كان مقدار ما يفقده من كرامةٍ بعد أن يصير جسدًا بهذه الطريقة، هل يهتم؟ لا يهتم. إذًا، بماذا يهتم؟ إذا كنتم تستطيعون فهم هذه النقطة، فأنتم تعلمون حقًا أن الله جميل. ما الذي يهتم به الله؟ ما مقصد الله المُضْنِي في دفع هذا الثمن وبذل مثل هذا الجهد الكبير؟ لماذا فعل ذلك بالضبط؟ (لتكون هذه المجموعة التي اختارها الله قادرة على فهم الله بشكلٍ أفضل، ولتكون على اتّصال أفضل مع الله من خلال جسده المُتجسّد، ومن ثمّ تكتسب فهمًا حقيقيًّا لله). من أجل أن تكتسب فهمًا لله – إذًا، أيظل هذا مفيدًا لله؟ هل دفع الله الكثير من أجل هذا الهدف وحده؟ نعم أم لا؟ هل عَمِلَ الله بجد لمدة 6000 سنة ليجعل الناس يفهمون الله فحسب؟ أخبروني، بعد أن خلق الله الناس، وبعد أن نأى البشر بأنفسهم عن الله واتبعوا الشيطان، وبدأ كل إنسان يقضي حياته مثل إبليسٍ حي؛ مَنْ هو الأسعد؟ (الشيطان). من الضحية؟ (الناس). إذًا، من هو الأشدُّ حزنًا؟ (الله). هل أنتم الأشدُّ حزنًا؟ (لا). في الواقع، لا يمكن لأحد أن يرى حقيقة هذه الأشياء. لا أحد يعرف هذه الأشياء بنفسه: فالجميع يقبلون كل ما تؤول إليه حياتهم، وعندما تطلب منهم ممارسة الحق، لا يعتقدون أن هذا يمكن أن يجدي نفعًا. إنهم يعيشون باستمرار وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم، ولطالما تمردوا ضد الله. ويكون الأكثر حزنًا والأشد انكسارًا للقلب، في الواقع، هو الله. خلق الله البشر؛ فهل تعتقدون أن الله يهتم بالحالة الحالية للوجود البشري، أو بما إذا كانت حياتهم جيدة أم لا؟ (إنه يهتم). الله هو الأكثر اهتمامًا، وربما لا يشعر الأشخاص المعنيون بذلك، ولا يفهمونه هم أنفسهم فعليًا. هكذا كانت البشرية خلال حياتها في هذا العالم قبل مائة عام، والآن لا تزال على هذا النحو، تتكاثر جيلاً بعد جيل، وتعيش بهذا الحال جيلًا بعد جيل، بعض الناس يعيشون في رخاء، وبعضهم في فقر – الحياة متقلبة على الدوام. جيلاً بعد جيل يأتي الناس، ويرتدون ثيابًا مختلفة، ويأكلون الطعام نفسه، ولكن تتغير البنية والأنظمة الاجتماعية شيئًا فشيئًا؛ حتى يصل الناس بدون إدراك إلى الحاضر – فهل هم على دراية؟ ليسوا على دراية. إذًا، من هو الأكثر دراية؟ (الله). إن الله هو الأشدُّ اهتمامًا بهذا الأمر. أحد الأشياء التي لا ينساها الله هو كيفية معيشة الناس الذين خلقهم، وطبيعة الحالة الحالية لحياة الناس، وما إذا كانوا يعيشون بشكل جيد، وما يأكله الناس ويرتدونه، وكيف سيكون مستقبلهم، وما يفكر فيه الناس كل يوم في قلوبهم. إذا كان كلُّ ما يفكِّر فيه الناس كل يومٍ هو الشرّ، وكيفية تغيير قوانين الطبيعة ومقاومتها، وكيفية محاربة السماء، وكيفية اتباع الاتجاه الشرير في العالم، فهل يشعر الله بالارتياح تجاه هذا عندما ينظر إليه؟ (كلا، لا يشعر بالارتياح). إذًا، هل يكتفي الله بعدم الشعور بالارتياح فحسب؟ أليس عليه أن يفعل شيئًا حيال ذلك؟ (بلى، عليه أن يفعل شيئًا). عليه أن يجد طريقة لجعل هؤلاء الناس يعيشون بشكل جيد، وأن يتيح لهم فهم مبادئ السلوك الذاتي، والسماح لهم بمعرفة عبادة الله، ليخضعوا لجميع قوانين الطبيعة ولتنظيم الله وترتيبه، حتى يتمكن الناس من العيش بشبه الإنسان، وحينها سوف يرتاح الله. حتى لو ترك الله هؤلاء الناس، سيظلُّ بإمكانهم العيش في مثل هذه البيئة بشكل طبيعي، بدون التعرض للأذى من الشيطان – هذا هو مقصد الله. عندما يرى الشيطان أن الناس يستطيعون أن يخضعوا لله ويعيشوا بحسب شبه الإنسان، فإنه يَخْزَى ويفشل تمامًا، لذلك يتخلى تمامًا عن هؤلاء الناس ولا يوليهم اهتمامًا مرة أخرى. إذًا، بمن يهتم الشيطان؟ إنه يهتم فقط بأولئك الذين يؤمنون بالله ولكنهم لا يسعون إلى الحق، وأولئك الذين لا يقرأون كلام الله ولا يُصَلُّون لله، وأولئك الذين يقومون بواجبهم بفتور، وأولئك الذين يريدون دائمًا العثور على شخص ما للزواج به، وتأسيس أسرة، وبناء حياة مهنية. إنه يريد إغواء هؤلاء الناس، وتضليلهم حتى ينأوا بأنفسهم عن الله، ولا يقوموا بواجبهم، ويخونوا الله، حتى يستبعدهم الله – حينها يكون سعيدًا للغاية. كلما كنت لا تسعى إلى الحق، أصبحَ هو أسعد، وكلما سعيتَ إلى الشهرة والربح والمكانة، وكلما كنت لامباليًا في القيام بواجبك، أصبحَ هو أسعد. إذا كنت تنأى بنفسك عن الله وتخونه، يصبح هو أكثر سعادة – أليست هذه عقلية الشيطان؟ أليست عقلية أضداد المسيح هكذا؟ كل مَن على شاكلة الشيطان لديهم هذه العقلية؛ فَهُم يريدون إغواء أيّ شخص يرونه لا يؤمن جدّيًّا بالله، وأيّ شخص يولي اهتمامًا لتعلّم المعرفة والسّعي إلى الشّهرة والمكسب والمكانة، وأي شخص لا يؤدي عمله كما ينبغي عند أداء واجبه. عندما يقابلون أشخاصًا مثل هؤلاء، فإنهم يتحدثون معهم بلغة مشتركة، ويكون لديهم الكثير مما يُقال عند لقائهم، ويعبرون عن آرائهم بحرية، دون وازع. كيف يشعر الله عندما يرى هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق؟ إنه يشعر بالقلق! إذًا، ما السبب وراء كل هذا الثمن الذي دفعه الله؟ السبب هو مخاوفه ورعايته وقلقه بشأن البشرية. يحمل الله في قلبه هذه المخاوف والاهتمامات ودواعي القلق بشأن الناس، ولأن الله يتخذ مثل هذا الموقف تجاه الناس، يُنْتَجُ عمله خطوة بخطوة. بغض النظر عما إذا كان الله في نظر الناس متواضعًا وخفيًا، أو يحب الناس حقًا، أو مُخْلِصًا، أو عظيمًا، فإن الله يعتقد أن كل هذه التكاليف تستحق العناء وقد تكون مُجْزِيَة. ما معنى أنها مُجْزِيَة؟ يعني أن الأشياء التي يقلق بشأنها في قلبه لن تحدث مرة أخرى، وسيتسنَّى للأشخاص الذين يهتم بهم في قلبه أن يعيشوا وفقًا لمقاصده، وفي الطريق والاتجاه الذي علمهم إياه وأرشدهم خلاله، ولن يفسد الشيطان هؤلاء الناس بعدئذٍ – لن يعيشوا بعدئذٍ في معاناة، وستختفي مخاوف الله وسيرتاح. إذًا، فيما يتعلق بكل ما فعله الله - بغض النظر عن دافعه الأساسي، وبغض النظر عن كِبَر خطته أو صِغَرها – أليس هذا كله شيئًا إيجابيًا؟ (بلى، هو كذلك). هذه كلها أشياء إيجابية. بغض النظر عمَّا إذا كانت الطريقة التي يعمل بها الله غير ملحوظة للناس، وعمَّا إذا كان الأمر يستحق الذكر أم لا، وبغض النظر عن كيفية حكم الناس على طريقة عمل الله لدينونة الناس وتخليصهم، وانطلاقًا من كل الأشياء التي فعلها الله وكل الثمن الذي يمكن أن يدفعه، ألا يستحق الله التسبيح؟ (بلى). إذًا، هل الله عظيم أم قليل الشأن؟ (إنه عظيم). عظيم جدًا! لا يمكن لأحد من بين البشر أن يدفع مثل هذا الثمن. يقول بعض الناس إن "حب الأم هو الأعظم بين البشر". هل حب الأم بمثل هذه العظمة؟ بشكل عام، بعد أن يستقل الأبناء بحياتهم، لا تُغْدِق أمهاتهم عليهم الرعاية طالما أنهم يستطيعون تدبُّر أمورهم بأنفسهم، بل إنهنَّ لا يستطعن إغداق الرعاية عليهم حتى إن أردنَ ذلك. إذًا كيف يعامل الله هذه البشرية؟ ولِكَمْ ألفًا من السنين تحمَّلَهَا؟ لقد تحملها الله لمدة ستة آلاف عام ولم ييأس حتى الآن. ومن أجل هذا القدر القليل من القلق والاهتمام فقط، دفع الله مثل هذا الثمن الباهظ. كيف يبدو هذا الثمن الباهظ في نظر الفريسيين وأضداد المسيح أولئك؟ إنهم يدينونه، ويحكمون عليه، بل يجدِّفون عليه. من وجهة النظر هذه، أليس أضداد المسيح أولئك ذوي طبيعةٍ خبيثة؟ (بلى، هم كذلك). لقد قام الله بمثل هذه الأشياء الجديرة بالثناء، وجوهر الله وما لديه وماهيته يستحقون مدح الناس. لكنهم لا يكتفوا بعدم مدحه فحسب، بل يستخدمون مختلف الأعذار والنظريات لإدانته والحكم عليه، وحتى يرفضون الاعتراف بأنه المسيح. أليس هؤلاء الناس مكروهين؟ (بلى، هم كذلك). أليسوا خبثاء؟ وبالنظر إلى سلوكهم الخبيث، أليسوا يعبدون المعرفة والتعلم؟ أليسوا يعبدون السلطة والمكانة؟ (بلى، هم كذلك). كلما كان الشيء أكثر إيجابية، وكلما كان أكثر جدارة بثناء الناس وتذكرِّهم ونشرهم له، ازداد شجب أضداد المسيح له. هذا هو أحد كشوفات الطبيعة الخبيثة لأضداد المسيح. لا بُدَّ من القول أنّ درجة خبث أضداد المسيح تتجاوز نظيرتها لدى معظم الأشخاص ذوي الشخصيات الفاسدة.

لنكمل بمناقشة حول بولس. ما نوع العائلة التي ولد فيها بولس؟ وُلِدَ في عائلة مثقفة، عائلة متعلمة. لقد وُلِدَ في مثل هذه العائلة، وكانت خلفية ميلاده تعتبر جيدة، وكان متعلمًا تعليمًا عاليًا. وفقًا للمعايير الحالية، ربما كان ينتمي إلى النوع الذي يدرس اللاهوت أو يدرس في الجامعة. إذًا، هل كانت معرفته وتعلمه أعلى من معرفة وتعلم معظم الناس؟ (بلى). أكان من السهل على بولس، انطلاقًا من معرفته وعلمه، أن يدرك أنّ الرّبّ يسوع هو المسيح؟ (بلى، كان ذلك سهلًا). سهلًا للغاية. لكن لماذا لم يُدرك الرب يسوع بصفته المسيح؟ (كان يعبد المعرفة ويعتبر أن الرب يسوع لم يكن واسع المعرفة مثله، لذلك لم يُدركه). التعبير عن الأمر بهذه الطريقة بسيط للغاية. إن لم يكن الرب يسوع واسع المعرفة مثله، فلم يكن ليتمكنَ من التعرُّفِ عليه، وإن كانت لديه حقًا معرفة، فربما تمكَّن من التعرف عليه. هذا استنتاجٌ ناقصٌ بعض الشيء. الآن، نقول فقط أن أضداد المسيح يعبدون المعرفة؛ أي إنهم عندما يستمعون إلى الناس ويتعاملون مع الناس والأمور، يُبدون وجهة نظر تسمح للآخرين بملاحظة أنهم يعبدون المعرفة والتعلم. على سبيل المثال، إذا كانت كلماتك منطقية للغاية، وعالية المستوى، وذكية، ولا يمكن فهمها، ومجردة، فهذا هو بالضبط ما يحبه. الكلمات المجرَّدة والتي تتماشى مع المنطق والفلسفة وحتى ترتبط بتعلُّم معين – هذا هو بالضبط ما يريده. الرب يسوع هو تجسد الله، وكل ما يقوله هو كلمات الله وحقائقه. إذًا، عندما ينظر الأشخاص ذوو المعرفة والتعلم إلى هذه الكلمات والحقائق، كيف يقيمونها؟ "الكلمات التي تتحدث بها مبتذلة وسطحية للغاية. كلها أشياءٌ تافهةٌ عن الإيمان بالإله، وهي ليست عميقة ولا صعبة الفهم. ليست ثمة ألغاز، ومع ذلك تقول أنها الحقُّ. ما المميَّزُ للغاية في الحق؟ أنا أيضًا يمكنني أن أقول هذه الأشياء!" ألا يعتقد أضداد المسيح هذا؟ (بلى). إنهم يزنون الأمور هكذا، ويفكرون: "دعني أرى ما إذا كانت الأشياء التي تتحدث عنها أعلى من معرفتي أو أقل منها في نهاية المطاف". وبمجرد سماعهم لهذه الأشياء، يطعنون فيها، قائلين: "كلامك ككلام طالبٍ في المدرسة الابتدائية. أنا طالب جامعي، لذلك أنت لست بمثل براعتي!" ثم يجدون خطأ ما في كلمات الله، فيقولون: "يبدو أنك لا تفهم قواعد اللغة، إذ أحيانًا تكون الكلمات التي تستخدمها وأنت تتحدث غير مناسبة. أنت لا تبدو مثل الإله". ينظرون إلى مظهره ليعرفوا إن كان هو الله أم لا؛ ولا يستمعون إلى محتوى كلامه، ولا يستمعون إلى ما إذا كان المُعَبَّرُ عنه هو الحق أم لا، أو إن كانت الكلمات تأتي من الله. أليس هذا افتقارًا إلى الفهم الروحي؟ (بلى، هو كذلك). ومن ثَمَّ، فإن لأضداد المسيح أيضًا خاصية أخرى؛ وهي أنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي. نظرًا إلى أنهم يقدرون المعرفة والتعلم، فهم لا يفهمون الحق، ولن يتمكنوا أبدًا من فهم الحق. من المقدر لهؤلاء الناس أن يكونوا من الأنواع التي تفتقر إلى الفهم الروحي. إنهم يستخدمون معرفتهم لِوَزْنِ كل جملة يقولها الله. هل يمكنهم فهم الحق؟ هل يمكنهم أن يعرفوا أن هذا هو الحق؟ هل يمكنهم التوصل في النهاية إلى استنتاجٍ مفاده بأن كل هذه الكلمات التي يقولها الله هي الحق؟ هل يمكنهم إدراك هذا؟ لا يمكنهم إدراك هذا. إذًا، كيف يرَوْن الله المتجسد في نظرهم؟ إنهم يفكرون: "كيفما نظرتُ إلى الأمر، أجد أنه إنسان. كيفما نظرتُ إلى الأمر، لا أستطيع أن أرى سمات الإله. كيفما استمعتُ، لا يمكنني تمييز أي من كلماته تتماشى مع الحق وأي منها هو الحق". ومن ثَمَّ، يفكِّرون في أعماق قلوبهم: "إذا قَدَّمتَ شيئًا جديدًا تمامًا، وإذا استطعتُ كسب بعض النظريات والاستفادة منك في كَنْزِ بعض رأس المال، فسوف أتبعك في الوقت الراهن وأرى النتيجة". ولكن هل يمكنهم قبول الرب يسوع من أعماق قلوبهم؟ (كلا، لا يمكنهم). لن يقبلوه مطلقًا. لماذا لا يقبلونه؟ ما سبب ذلك؟ السبب هو أنهم معجبون بالمعرفة أكثر من اللازم. إن إعجابهم والمعرفة التي تجهَّزوا بها وتعلموها تُعْمِي أعينهم وعقولهم، ما يمنعهم من رؤية كل ما فعله الله. حتى إن كان ما يقوله الله هو الحق بوضوح، وحتى إن كان العمل الذي يقوم به الله يعبر بوضوح عن هوية الله وجوهره، فَهُم لا يستطيعون رؤية ذلك. لماذا لا يرون ذلك؟ لأن معرفتهم وعلمهم يجعلانهم ممتلئين بالمفاهيم والتصورات والأحكام عن الله. في النهاية، كيفما استمعوا إلى العظات وكيفما تواصلوا مع الله، لا يمكنهم فهم ما يقوله الله، ناهيك عن قبول أن ما قاله هذا الشخص يمكن أن يغير الناس أو أنه هو الحق والطريق والحياة. هذا شيء لا يمكنهم قبوله أبدًا. لا يمكنهم قبوله أبدًا، ما يُقَدِّر عليهم ألَّا يُخَلَّصوا، تمامًا مثل بولس. هل اعترف بولس بأن الرب يسوع هو المسيح؟ لم يعترف بذلك حتى في النهاية. يقول بعض الناس: "ألم يصرخ إلى الرب عندما صُرع في طريقه إلى دمشق؟ كان من المفترض أن يعترف. كيف يُقالُ أنّه لم يعترف؟". تثبت إحدى الحقائق أن بولس لم يعترف أبدًا بالرب يسوع المسيح كَمُخَلِّصٍ له. أي إنه حتى بعد أن صُرع، كان لا يزال يسعى إلى أن يكون هو المسيح. هل يمكن أن يصيرَ أيُّ شخصٍ المسيحَ بهذه السهولة؟ المسيح هو الله المتجسد في إنسان. إنه الله، ولا يمكن لأحد أن يصيرَ المسيح لمجرد أنه يريد ذلك. ما مِنْ أحدٍ لا يريد أن يكون المسيح، ولكن هل هذا شيء يمكن للبشر فعله؟ لا تتعلق المسألة برغبة البشر في فعل ذلك. حتى إن بولس أراد أن يكون المسيح. بناءً على سعي بولس، هل استطاع أن يدرك أن الرب يسوع هو المسيح والرب؟ (لا، لم يستطع). إذًا، ماذا كانت هوية الرب يسوع ومكانته بالنسبة إليه؟ ابن الله. ما معنى ابن الله؟ إنه: "أنت لست إلهًا، أنت ابن الإله، أنت أقلُّ من الإله، أنت مثلنا؛ نحن أبناء الإله، وأنت أيضًا ابن الإله، لكن الإله قد أعطاك إرسالية مختلفة وأنت قمتَ بعمل مختلف. إذا أعطاني الله هذا العمل، يمكنني القيام به وتحمل أعبائه أيضًا". ألا يعني هذا أن بولس لم يعترف بحقيقة أن الرب يسوع المسيح هو الله؟ (بلى). كان يعتقد أن إله إيمانه كان في السماء، وأن هذا المسيح لم يكن إلهًا، وأن هوية الإله ومكانته لا علاقة لهما بهذا المسيح. كيف تطور استيعابه وموقفه تجاه الرب يسوع؟ استدلَّ عليهما من معرفته وتصوراته. كيف استدلَّ عليهما؟ في أيّ جملةٍ رآهما؟ قال الرب يسوع: "أبي مثل هذا أو ذاك"، و"أفعل هذا أو ذاك بأبي الذي في السماء"، فسمع هو هذا وفكر: "أتشير أيضًا إلى الإله على أنه إله؟ أتشير أيضًا إلى الإله الذي في السماء على أنه أب؟ إذًا، هل أنت ابنٌ للإله؟". أليس هذا تصورًا من تصورات الدماغ البشري؟ هذا استنتاج توصَّل إليه أناس واسعو المعرفة: "إذا كنت تدعو الإله الذي في السماء أبًا، ونحن ندعوه أيضًا أبًا، فنحن إخوة إذًا. أنت الابن الأكبر، ونحن الأبناء الثواني، والإله الذي في السماء هو إلهنا المشترك، ومن ثَمَّ، أنت لست إلهًا، ونحن جميعًا على قدم المساواة. ومن ثَمَّ، ليس الرب يسوع المسيح هو الذي يقرر في النهاية من يُكَافَأ، ومن يُعاقَب، وما عاقبته – بل الإله في السماء". توصَّل بولس إلى هذه الاستنتاجات ووجهات النظر السخيفة باستخدام عقله للحكم والتحليل بعد دراسة اللاهوت والمعرفة، وكانت هذه هي النتيجة.

اعتبر بولس المعرفةَ هي القشَّةَ التي يتعلق بها الغريق، ورأس ماله، وأكثر من ذلك هدفًا لسعيه. لو لم يكن بولس قد عَبَدَ المعرفة، ولو كان استطاع أن يتخلى عن المعرفة التي تعلمها من قبل، واعتبر الرب يسوع هو الرب، الواحد الذي يمكن اتباعه، الواحد الذي يمكنه التعبير عن الحق، واعتبر كلمات الرب يسوع هي الحق الذي يجب طاعته وممارسته؛ لكانت النتيجة مختلفة. كان تمكُّن بطرس من إنكار الرب ثلاث مرات سببه من ناحية أنه كان خائفًا، ومن ناحيةٍ أخرى أنه رأى أن الرب يسوع كان رجلًا عاديًا مُعْتَقَلًا وكان يعاني. كان لديه ضعف في قلبه، لكن لم يكن هذا هو العيب القاتل، ولم يكن عيبًا قاتلًا أن يتمكن من إنكاره للحظة. ليس هذا هو الدليل الذي يمكن أن يقرر في نهاية المطاف عاقبة الشخص. ما الذي يحدد عاقبته في النهاية؟ ما يحدد عاقبة الشخص هو ما إذا كان يعامل كلام الله على أنه كلام الله، وما إذا كان بإمكانه قبول كلام الله وطاعته وممارسته على أنه الحق. بولس وبطرس مثالان مختلفان تمامًا. كان بطرس ضعيفًا ذات مرة، وأنكر الرب ذات مرة، وَشَكَّ في الرب ذات مرة، لكن النتيجة النهائية كانت أن بطرس قد كُمِّلَ، أما بولس فقد عَمِلَ من أجل الرب وعانى لسنوات عديدة، لذا فمن المنطقي أنه كان يُفْتَرَضُ به أن يحصل على تاج، ولكن لماذا انتهى به الأمر بأن يعاقبه الله؟ لماذا كانت عاقبته مختلفة عن عاقبة بطرس؟ هذا يعتمد على جوهر طبيعة الشخص والطريق الذي يسعى إليه. ماذا كان جوهر طبيعة بولس؟ يوجد عنصر من الشر على أقل تقدير. لقد سعى بشكل محموم إلى المعرفة والمكانة، وسعى إلى المكافآت والتاج، واجتهد وعمل ودفع ثمن ذلك التاج، بدون السعي إلى الحق على الإطلاق. علاوة على ذلك، فخلال فترة عمله لم يقدم الشهادة لكلمات الرب يسوع قَطُّ، ولم يشهد أن الرب يسوع هو المسيح أو الله أو الله المتجسد، ولا أن الرب يسوع يمثل الله، ولا أن جميع الكلمات التي يقولها هي الكلمات التي يقولها الله. لم يستطع بولس استيعاب هذه الأشياء. إذًا، ما الطريق الذي سلكه بولس؟ لقد سعى بعناد إلى المعرفة واللاهوت، وتحدى الحق، ورفض قبول الحق، واستخدم مواهبه ومعرفته للقيام بالعمل من أجل إدارة مكانته والحفاظ عليها وتثبيتها. ماذا كانت عاقبته النهائية؟ ربما لا يمكنك أن ترى من الظاهر أيَّ عقوبةٍ تلقاها قبل وفاته، أو ما إذا كان تجلَّى فيه مظهر غير طبيعي، لكن عاقبته النهائية كانت مختلفة عن عاقبة بطرس. على ماذا اعتمد هذا "الاختلاف"؟ على جوهر طبيعة الشخص من ناحيةٍ، وعلى الطريق الذي يسلكه من ناحيةٍ أخرى. فيما يتعلق بموقف بولس ووجهة نظره تجاه الرب يسوع، كيف كانت مقاومته مختلفة عن مقاومة الأشخاص العاديين؟ أيضًا، ما الفرق بين إنكار بولس للرب ورفضه له، وبين إنكار بطرس لاسم الله وعدم اعترافه بالرب ثلاث مرات بدافع الضعف والخوف؟ استخدم بولس المعرفة والتعلم ومواهبه للقيام بعمله. لم يمارس الحق على الإطلاق، ولم يتبع طريق الله. من ثَمَّ، هل استطعت أن ترى ضعفه في الفترة التي قضاها يجتهد ويعمل، أو في رسائله؟ لم تستطع، أليس كذلك؟ لقد علّم الناس مرارًا وتكرارًا ما يجب عليهم فعله وشجعهم على السعي إلى الحصول على المكافآت والتيجان والغاية الصالحة، لكن لم يكن لديه خبرة أو استيعاب أو تقدير لممارسة الحق. بينما كان بطرس بسيطًا جدًا في أفعاله؛ إذ لم تكن لديه تلك النظريات أو الرسائل العميقة التي كانت مشهورة للغاية، وإنما كان لديه بعض الاستيعاب الحقيقي وممارسة الحق. على الرغم من أنه اختبر الضعف والفساد في حياته، كانت العلاقة التي أقامها مع الله، بعد العديد من التجارب، هي العلاقة بين الإنسان والله، والتي كانت مختلفة تمامًا عن بولس. على الرغم من أن بولس عَمِلَ، فلم يكن لأي شيء فعله أي علاقة بالله. لم يقدِّم الشهادة عن كلام الله أو عمله أو محبته أو خلاصه للبشرية، فضلًا عن مقاصد الله تجاه الناس أو مطالبه. حتى إنه أخبر الناس في كثير من الأحيان أن الرب يسوع هو ابن الله، ما أدى في النهاية إلى أن ينظر الناس إلى الله على أنه ثالوث. مصطلح "الثالوث" نشأ من بولس. إذا لم يكن هناك ما يُسَمَّى "الآب والابن"، فهل يمكن أن يكون هناك "ثالوث"؟ لا يمكن. إن التصورات البشرية "خصبة" للغاية. إذا كنت لا تستطيع فهم تجسد الله، فلا تصدر أحكامًا عمياء. ما عليك سوى الاستماع إلى كلمات الرب يسوع ومعاملته على أنه الله، الله الظاهر في الجسد والذي يصير إنسانًا. يُعد التعامل مع الأمر بهذه الطريقة أكثر موضوعية.

عندما قُدِّمَت الشهادة لأول مرة إلى الله المتجسد كأنثى في هذه المرحلة من عمله، لم يستطع الكثير من الناس قبول الأمر ووجدوا صعوبةً في هذا. شعروا بأن "الكلمات التي يُنْطَقُ بها كلها حقائق، والعمل الذي يؤدَّى هو الدينونة بالكلمات - هذه الأشياء تبدو وكأنها عمل الله، ويمكنني أن أعترف بأن هذا الشخص هو الله المتجسد - كل ما في الأمر أن هذا الجنس ليس من السهل قبوله". ولكن لأن هذه الكلمات كلها هي الحق، فإنهم لا يزالون يقبلونه على مضض، ويفكرون في قلوبهم: "سأتبعه أولًا وأرى ما إذا كان هو الله حقًا" - وقد تبعه العديد من الناس بهذه الطريقة. خَلْقُ الله للبشرية يتمثَّلُ في جِنْسَيْ الذكور والإناث، وتجسد الله ليس استثناء، فهو إمَّا ذكرٌ أو أنثى. سألني أحدهم على نحو مفاجئ ذات يوم: "كيف يمكن أن يُفهم أن التجسد هذه المرة أنثى؟". أجبتُ: "حسنًا، كيف ترى الأمر؟ لا يتصرف الله بما يتماشى مع مفاهيم الناس: إذا كنت متأكدًا من أن هذا من فِعل الله، فلا ينبغي لك البحث فيما يفعله الله، وإذا كنت لا تفهمه، فعليك الانتظار، وإذا كنت تطلب وتظل لا تحصل على نتائج، فما عليك سوى أن تحاول الخضوع. إذا كنت تستطيع الخضوع، فأنت عقلاني، ولكن إذا كنت تجد صعوبةً بسبب هذا وتنكر كل ما فعله الله، فأنت لست عقلانيًا، ولست مؤمنًا حقيقيًا بالله. يفعل الله عشرة أشياء تراها صحيحة ومتماشية مع مفاهيمك، ولكن عند وجود شيء واحد لا يتماشى مع مفاهيمك، تنقلب على كل الأشياء العشرة - أي بائسٍ هذا؟ أليس هذا إبليسًا؟" عندما عَقَدُّتُ الشركة هكذا، قالوا: "نعم، إذًا عليَّ قبول الأمر الآن". بعد أن اختتمت شركتي، استوعبوا الأمر على الفور وقبلوه - أليس مستوى قدراتهم جيدًا جدًا؟ لنفترض أنه كذلك. واصلوا كلامهم قائلين: "خلق الإله الرجل والمرأة، وفي المرة الأولى التي صار فيها الإله جسدًا كان رجلًا، ابنًا للإله. هذه المرة صار جسدًا كامرأة - ألن تكون هذه ابنة للإله؟ أعلمني إذا كان فهمي للأمر صحيحًا. عندما يُنْجِبُ الناس أطفالًا، يرغبون في إنجاب ابن وابنة على حدٍ سواء - فهل يريد الإله أيضًا إنجاب الاثنين؟" كيف كان ينبغي أن أجيبهم وأشرح هذا الأمر؟ ألا ينبغي أخذ هذا الأمر على محمل الجد؟ ألا يحتاج إلى تصحيح؟ هل هناك مشكلة فيما كانوا يقولونه؟ هناك مشكلة فيه. قالوا: "للإله ابن، وهو الرب يسوع، وهذه المرة التجسد أنثى، إذًا في هذه الحالة هي ابنته. إذَا، فللإله ابنٌ وابنة، لديه الاثنان، لذا ليس هناك حاجة للروحِ القدس. هناك الآب المقدس والابن المقدس والابنة المقدسة، هذا الثالوث؛ كم هو مناسب ومُكَرَّمٌ! بدون ابنة، لن يكتمل الثالوث". كيف تشعر بعد استماعك إلى ذلك؟ لا تعرف هل تضحك أم تبكي. أخبرني، أليست هذه مزحة؟ (بلى، هي كذلك). هل هناك أي فرق بين فهمهم للتجسد وفهم بولس له؟ (كلا). لا يوجد أي فرق بينهما. إن اعتمد الناس دائمًا على ذكائهم وتصوراتهم ومفاهيمهم لتكوين استدلالات واستنتاجات حول مسائل فهم الله، لا سيما التعامل مع مسائل هوية الله وجوهره، وطَبَّقوها بوجهات نظر معينة، فسيكون هذا مزعجًا، وسوف يرتكبون الأخطاء ويواجهون المشكلات. إذًا، ما الطريقة الأنسب للتعامل مع هذا الأمر؟ بعض الأمور أكثر عمقًا وتجريدًا، وليس من السهل على الناس فهمها، وليس من السهل رؤية حقيقة جوهر هذه المشكلة وسببها الجذري؛ وإذا كانت هذه الأشياء لا تنطوي على الحق، أو لا تؤثر في سعيك إلى الحق، فماذا يجب أن تفعل؟ تَخَلَّ عنها أولًا. ما فائدة البحث فيها؟ ليس من حقك البحثُ فيها. كلّ ما عليك فعله هو التركيز على الدخول في الحياة وأن تكون قادرًا على القيام بواجبك بشكلٍ جيّد، وفي يوم من الأيام ستفهم هذه الأمور بشكل طبيعي. يقول بعض الناس إنهم لا يستطيعون التخلي عنها ويريدون البحث فيها، وهو أمر مزعج. يجب ألا تبحث فيها. يجب ألا يتعامل الناس بموقف الباحث مع الأمور التي تنطوي على هوية الله، وجوهر الله، ومكانة الله. إذا واصلت البحث، فسيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة، وفي الحالات الخطيرة، سوف تجدف على الله. كيف ينبغي أن يتعامل الناس مع الأمور التي تنطوي على هوية الله وجوهره؟ كن بسيطًا، وحتى لو لم يكن هذا الأمر واضحًا تمامًا لك، فهناك شيء واحد مؤكد: يمكنه تمثيل الله، وهو ظهور الله، وما يعبر عنه هو الحق، وما ينبغي أن يقبله الناس هو الحق، وهذا يكفي للحصول على الحق.

بالنظر إلى جوهر طبيعة أضداد المسيح، ما أكثر شيء يعبدونه؟ ما يدعى بالنظريات اللاهوتية المتعالية والفارغة والمجردة. هذه النظريات قيمة للغاية بالنسبة إليهم. إنهم يقدرون هذه الأشياء ويحبونها كثيرًا، ويفكرون في مختلف طرق الحصول على هذه الأشياء، من أجل التميز عن الآخرين. إنهم يهتمون بهذه الأشياء في قلوبهم وينظرون إليها على أنها رأس مال، ونقطة انطلاق لتحقيق أهداف حياتهم الخاصة، ولا يعرفون أن هذه الأشياء ليست هي الحق في الأساس، لكنهم يحبون التزوُّدَ بهذه النظريات اللاهوتية، والتي تصبح بعد ذلك راسخة، ويعتبرون أنها الحق. إنهم يستخدمون هذه المعرفة اللاهوتية لدراسة كلام الله والحقائق التي يعبِّر عنها الله. عندما يرون أن كلام الله والحقائق التي يعبر عنها الله لا تتفق مع النظريات اللاهوتية التي يناصرونها، لا يستطيعون منع أنفسهم من الحكم على كلام الله وإدانة كلامه، ولا يشعرون بالتقوى في قلوبهم، إذ يعتقدون أن لديهم أساسًا مبنيًا على الكتاب المقدس لفعل ذلك، حتى إن بعضهم يدينون كلام الله، قائلين: "كلام الإله ممل للغاية، وبعضه غير منطقي، والبعض الآخر غير دقيقٍ نحويًا، وحتى بعض المفردات التي يستخدمها الإله ليست مناسبة تمامًا". إنهم يعيشون داخل رؤوسهم وأفكارهم فقط، مستخدمين المعرفة والعلم اللذيْنِ يملكونهما لتحليل كلام الله ودراسته، حتى إن العديد منهم يستخدمون تصوراتهم وأحكامهم ليجدوا في كلام الله تعريفَ اللهِ لأناسٍ معينين أو الغايات التي يحددها لأناسٍ معينين، ثم يحللون تلك الأشياء ويدينونها وفقًا لما يقوله الكتاب المقدس، وبالتالي يبدؤون في إنكار كلام الله. وبينما يحللون كلام الله ويدينونه، يحدث شيء فظيع. هل تعرفون ذلك الشيء؟ عندما يحلل الناس اللهَ ويدرسونه، وعندما تنشأ لدى الناس عقليَّة الإدانة، فإن الروح القدس يزدري هؤلاء الناس ولا يعمل فيهم. أليس هذا شيئًا فظيعًا؟ وأنتم تعرفون عواقب عدم عمل الروح القدس. عندما لا يعمل الروح القدس، فإنه يتجنَّب هؤلاء الناس، وهو ما يعادل أن يكونوا منبوذين، وبعبارة أخرى، لن يخلصهم الله. يمكننا تحليل السبب. من أين تأتي هذه النظريات اللاهوتية التي تحصنوا بها على مدار نصف حياتهم؟ مَنْ يُمَثِّلون؟ هذا ليس واضحًا في قلوبهم. في الواقع، هذه الأشياء ليست من الله على الإطلاق، ولا هي فهم بشري خالص. إنها التفسيرات المغلوطة لدى الناس، وعلى هذا النحو، يمكن للمرء أن يقول إنها من الشيطان وأنها تمثِّل الشيطان تمامًا. ما الذي تتضمنه هذه المعرفة اللاهوتية أيضًا؟ إلى جانب التفسيرات المغلوطة للكتاب المقدس، فإنها تشمل منطق الناس وحُجَّتهم، ومفاهيم الناس وتصوراتهم، وكذلك تجارب الناس وأخلاقهم ومبادئهم وأفكارهم الفلسفية. عندما يستخدمون هذه الأشياء لتقييم ما يقوله الله وتقييم عمله، فَهُم بوضوحٍ يقفون في صف الشيطان في معاملتهم لله. ومن ثَمَّ، يخفي الله وجهه عنهم، وينبذهم الروح القدس. هل سبق أن اختبرتم هذا؟ في الماضي، ناقش بعض الناس خبراتهم في هذا الصدد، قائلين: "عندما بدأت أؤمن بالله لأول مرة، كنت حريصًا على دراسة الله؛ إذ درست ما يقوله، واستخدامه للكلمات، وكيفية معاملته الناس، ومَنْ يُحسن الله معاملتهم، ونوع الأشخاص الذين يحبهم أو يكرههم. نتيجة لكل هذه الدراسة، أصبح قلبي مظلمًا، ولم أستطع أن أشعر بالله في صلواتي، وذهبت حالة الحرية والتحرر في قلبي، ولم أعد أشعر بالسلام أو الفرح. كان الأمر كما لو أن حجرًا كان يضغط على قلبي". هل سبق أن مررتم بمثل هذه الخبرة؟ (نعم). أولئك الذين يدرسون الله باستمرار لا يحصلون على الاستنارة أو الإضاءة من الروح القدس، حتى قراءة كلام الله لا تجلب لهم أي نور. أضداد المسيح بارعون في دراسة الله، لكنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق. في الكنيسة، ليست لديهم أي علاقات شخصية طبيعية، ودائمًا ما يضعون أنفسهم فوق الآخرين لوعظهم، وكثيرًا ما يتباهون بمعرفتهم وينظرون بازدراء إلى الإخوة والأخوات العاديين. إذا تفاعل أحد أضداد المسيح معك واكتشف أنك لست ذا تعليمٍ عالٍ، فلن يهتم بك. حتى لو كنت تستوفي معايير أن تكون قائد كنيسة أو قائد فريق، فلن يستخدمك. ما نوع الناس الذين يستخدمهم أضداد المسيح؟ إنهم يبحثون عن أشخاص يتمتعون بالمكانة الاجتماعية والسلطة والمعرفة والمواهب، ويمكنهم التحدث بفصاحة - إنهم يركزون أعينهم على هؤلاء الأشخاص، ويشرعون في استخدامهم. إذا تُرِكَ في أيديهم اختيار الأشخاص واستخدامهم، فإنهم يختارون فقط الأفراد الذين يتمتعون بوضوح الكلام والتعليم العالي والمعرفة ويتمتعون بمكانة في المجتمع. حتى إن كان مثل هؤلاء الأشخاص لا يسعون إلى الحق أو لا يستطيعون القيام بأي عمل، فإنهم لا يزالون يُعجبون بهم. ما الذي يشير إليه هذا؟ يشير إلى أنهم ينتمون جميعًا إلى الفئة نفسها؛ فعلى كل حال، الطيور على أشكالها تقع. يفهم بعض أضداد المسيح كلمات وتعاليم معينة ثم يفكرون في جميع الطرق التي يمكنهم من خلالها ممارسة التبشير بإلقاء المواعظ. إلى أي حدٍّ يمارسون؟ إلى الحد الذي يمكنهم فيه التحدث بوضوح وعلى نطاق واسع، بحيث يخطبون على المسرح دون القراءة من ورقة، ويتحدثون لساعات في كل مرة. يعتقدون أن هذا قيامٌ بالعمل، وأن هذه هي أكثر لحظاتهم مجدًا، وأنه الوقت الذي يمكنهم فيه عرض أنفسهم على أفضل وجه. يغتنمون مثل هذه الفرص ولا يتخلون عنها أبدًا. لكن فيما يتعلق بالموضوعات التي كثيرًا ما يعقد الله الشركة حولها، والأشياء المتعلقة بالإنسانية الطبيعية، وبضمير الناس وعقلهم، وبالأشياء الأكثر ارتباطًا بالإنسانية في الحياة الواقعية للأشخاص الطبيعيين - على الرغم من أن هذه قد تبدو تفاصيل صغيرة وغير مهمة للناس، فهي في الواقع مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بدخول واقع الحق. كيف ينظر أضداد المسيح إلى هذه الأشياء؟ إنهم يحتقرونها من القلب، ولا يأخذون هذه الكلمات على محمل الجد، ويدينون هذه الأمور في قلوبهم، ويشعرون أنها بلا معنى. مهما كانت طريقتك في عقد شركة عن واقع الحق، مثل أن يكون المرء شخصًا صادقًا أو شخصًا مخلصًا أو شخصًا متواضعًا ومستقيمًا، مهما كانت طريقتك في عقد شركة حول هذه الأمور، تظل وجهة نظرهم لا تتغير. يريد الواحد منهم أن يكون شخصًا يمكنه التحدث بفصاحة، ويبدو أنه يفيض بالموهبة ويتمتع بقدرات خاصة، أو حتى أن يكون شخصًا يتمتع بقدرات خارقة للطبيعة، مثل التحدث بلغات متعددة، والقدرة على القراءة بسرعة غير عادية، وامتلاك ذاكرة فوتوغرافية، وما إلى ذلك. لو امتلكوا أيضًا هذه القدرات، لامتلأت قلوبهم بالفرح. إنهم يسعون وراء هذه الأشياء ويقدرونها في أعماق قلوبهم. على سبيل المثال، انتهيتُ للتو من قول شيء ما، وبعد لحظة، نسيته، وعندما سألت الجميع، لم يتذكر أحدٌ أيضًا. كما ترى، ذكرياتنا متشابهة تمامًا، أليس كذلك؟ (بلى). ولكن عندما يرى أضداد المسيح هذا، يقولون: "ذاكرتك ليست جيدة أيضًا! انظر إلى هذا الشخص الروحي الفلاني؛ يمكنه القراءة بسرعة ولديه ذاكرة فوتوغرافية. أنت المسيح - كم عدد السطور التي يمكنك قراءتها بنظرةٍ واحدةٍ؟" أقول: "لا أتمتع بتلك القدرة الخارقة للطبيعة. في بعض الأحيان لا أتذكر جملة بعد قراءتها، ويجب أن أقرأها مرة أخرى". فيقولون: "ألا يُفْتَرَضُ بالإله أن يكون قديرًا؟" هكذا يبدؤون في تشكيل المفاهيم. في أعماق قلوبهم، كيف ينظرون إلى الله المتجسد؟ "الإله المتجسد هو مجرد شخص عادي تمامًا وطبيعي تمامًا. ذاكرته ليست جيدة، وبِنْيَتُهُ ليست بهذه العظمة؛ لا يبدو إلهًا بأي شكل من الأشكال". ومن ثَمَّ، عندما يسمعون شخصًا يبشر عن محبة الله، فإنهم يفكرون: "إذا كان فلانٌ الروحيّ ذاك أو فلانٌ المشهور ذاك إلهًا، فيمكنني أن أقبله وأحبه. ولكن إذا كان هذا المسيح الحالي هو الإله، فلا أستطيع أن أحبه لأنه لا يبدو إلهًا على الإطلاق". في قلوبهم، لكي يكون المرء إلهًا، يجب أن يبدو إلهًا؛ إذ يجب أن يتحدث ويتصرف ويبدو إلهًا، بحيث عندما يراه الناس، لا تتكوَّن لديهم أي مفاهيم على الإطلاق - هذا ما يفكرون فيه. لماذا؟ يفكّرون: "أوّلًا، أنت لا تملك قدرات خارقة للطّبيعة. ثانيًا، ليست لديك مواهب خاصّة. ثالثًا، ليست لديك المواهب التي لدى أولئك الأشخاص في العالم الذين يحققون أشياء عظيمة. أنت لست استثنائيًا بأي شكل من الأشكال، فلماذا ينبغي أن أستمع إلى ما تقوله؟ لماذا ينبغي أن أحترمك؟ لماذا ينبغي أن أخضع لك؟ لا يمكنني الخضوع". أي مشكلة هذه؟ أي نوع شخصية هذا؟ حتى لو لم يفهموا الحق، يفترض أن يظلَّ لديهم ضمير الشخص العادي وعقله. لدى الناس مفاهيم، والله لا يدينهم على ذلك، ولكن عندما يُضْمِرُ الناس مفاهيم ثم يقاومون الله ويدينونه عن عمد، فإن ذلك ببساطةٍ يسيء إلى شخصية الله. إن كون أضداد المسيح يستطيعون إدانة الله ومقاومته بحرية ناتج عن طبيعتهم الشريرة. بعد اكتسابهم المعرفة، تتكون لديهم تصورات أكبر وأكثر اتساعًا وشمولية عن الله وسموُّهِ وجوهره وسلطانه وقدرته، ثم يحاولون مطابقة هذه التخيلات مع الله الذي يمكنهم رؤيته والتفاعل معه. هل يمكنهم مطابقتها؟ لا يمكنهم أبدًا مطابقتها. كلما درسوا الله أكثر، زاد إنكارهم لله في قلوبهم، وتمكَّنوا من إدانة الله ومقاومته؛ هذا حتميٌّ.

مما رأيتم في الكتاب المقدس وجميع أقوال الله الحالية، هل يؤيِّدُ الله المواهب والتعلم والمعرفة؟ (كلا). على العكس من ذلك، يشرِّح الله المعرفة البشرية والتعلم. كيف يعرّف الله المواهب؟ كيف يعرِّف القدرات الخارقة للطبيعة والمواهب المتميزة؟ ينبغي أن تفهموا أن المواهب والقدرات الخارقة للطبيعة والمَلَكات المتميزة لا تمثل الحياة على الإطلاق. ما معنى أنها لا تمثل الحياة؟ هذا يعني أن هذه الأشياء ليست نتيجة لاكتساب الناس للحق. من أين تأتي هذه الأشياء في الواقع؟ هل تأتي من الله؟ لا، فالله لا ينقل المعرفة أو التعلم إلى الناس، وبالتأكيد لا يعطي المزيد من المواهب للناس حتى يتسنَّى لهم السعي إلى الحق. الله لا يتصرف بهذه الطريقة. أنتم تفهمون الأمر الآن بعد أن أوضحته على هذا النحو، أليس كذلك؟ إذًا، أين يظهر شر أضداد المسيح؟ كيف ينظرون إلى المواهب والتعلم والمعرفة؟ إنهم يقدرون هذه الأشياء ويتبعونها، بل ويرغبون فيها، خاصة المواهب والقدرات الخارقة للطبيعة. إذا قلتَ لأحد أضداد المسيح: "إذا كانت لديك قدرات خارقة للطبيعة، فسوف تجذب الأرواح الشريرة"، فسيقول: "أنا لست خائفًا!" وسترد: "حينئذٍ لن يكون ثمة أملٌ في خلاصك مُسْتَقْبَلًا، وسَيُلْقَى بك إلى المستوى الثّامن عشر من الجحيم، في بحيرة النّار والكبريت"، وسيظل يردد: "أنا لست خائفًا!" إذا كان بإمكانك جعله يتحدث بعشر لغات مختلفة ليتباهى أمام الآخرين حتى ينظروا إليه بإجلال، فسيوافق وسيكون على استعداد. يتحدث الله بشكلٍ عاديٍّ للغاية ويعمل بشكلٍ عمليٍّ للغاية في إطار الإنسانية العادية، وَهُم لا يقبلون طريقة هذا العمل وشكله ومحتواه - إنهم يحتقرونه. كيف ينبغي أن يميز الناس هذه الأمور؟ على سبيل المثال، يستطيع بعض الأشخاص التحدث بلغات مختلفة. هل يمكنك قبول هذه الحقيقة؟ هل تعتقد أن هذا طبيعي أم غريب؟ (غريب). إذًا، ضمن النطاق العقلاني للإنسانية الطبيعية، هذا غير مقبول. شخص يتذكر كل شيء، مثل الألوان والأشكال والوجوه والأسماء، ويمكنه تذكر مئات الصفحات من كتابٍ بعد قراءته، وسرده من البداية إلى النهاية - بعد تفاعلك مع مثل هذا الشخص، ألن تشعر أنك واجهت شيئًا شاذًا؟ (بلى). لكن أضداد المسيح يُعجبون بهذه الأشياء. أخبرني، عندما تتواصل مع أولئك الذين يُسَمُّونَ بالإنجيليين والوعاظ والقساوسة في المجتمع المتدين، المعروفين مجتمعين باسم الفريسيين، هل تشعر أن هؤلاء الناس هم ما يحتاجه قلبك، أم أن الإله العملي هو ما يحتاجه قلبك؟ (الاتصال بالله هو ما تحتاجه قلوبنا). الإله الطبيعي والعملي هو الأقرب إلى احتياجاتك الداخلية، أليس كذلك؟ إذًا، تحدثوا عن شعوركم عندما تتفاعلون مع الفريسيين، وإيجابيات هذا التفاعل وسلبياته، وما إذا كان يجلب أي فوائد. (إنْ تفاعلتُ مع الفريسيين، يبدو التفاعل مزيفًا وفاترًا. الأشياء التي يتحدثون عنها جوفاء وكاذبة للغاية؛ حتى إن الاستماع إليها كثيرًا يُشعرني بالتقزز، ولا أريد التفاعل معهم بعد ذلك أبدًا). هل وجهات النظر التي يعبر عنها الفريسيون صحيحة أم سخيفة؟ (سخيفة). طبيعة وجهات نظرهم سخيفة. أيضًا، هل الأشياء التي يقولونها غالبًا عملية أم جوفاء؟ (جوفاء). هل يكره معظم الناس سماع الأشياء السخيفة والجوفاء، وكذلك الأشياء المبنية على التصورات والمفاهيم التي يقولونها، أم يستمتعون بسماعها؟ (معظم الناس يكرهون سماع هذه الأشياء). معظم الناس يكرهونها وغير راغبين في الاستماع إليها. بعد سماع وجهات نظرهم وكلماتهم، وملاحظة شخصيتهم وسلوكهم الكاذب والمنافق، بماذا تشعر في قلبك؟ هل أنت على استعداد لسماع المزيد؟ هل أنت على استعداد للاقتراب منهم، والتفاعل معهم بعمق، وفهم المزيد عنهم؟ (كلا). أنت لستَ على استعداد للتفاعل معهم. المشكلة الرئيسية هي أن كلماتهم جوفاء للغاية، ومليئة بالنظريات والشعارات؛ وحتى بعد الاستماع إليها لدهورٍ، تظلُّ تشعر بأنك لا تفهم ما يقولونه. إلى جانب ذلك، فإن شخصيتهم كاذبةٌ ومدعية؛ إذ يتظاهرون بالتواضع والصبر والمحبة، وبأنهم يتحلَّون بسلوك المؤمن المتمرس، المؤمن "الوَرِع" بشكل خاص. عندما ترى وجوههم الحقيقية في نهاية المطاف، تشعر بالاشمئزاز. لم يكن لديكم الكثير من التفاعل العميق معي؛ فما رأيكم في المواعظ التي ألقيتها؟ هل هناك فرق بينها وبين ما يتحدث عنه الفريسيون؟ (نعم). ما الفرق؟ (مواعظ الله عملية). هذه هي النقطة الأساسية. علاوة على ذلك، فإن ما أتحدث عنه يتعلق بممارستكم وخبراتكم وبجوانب مختلفة من الأمور التي تواجهونها في عملية أداء واجباتكم وفي الحياة الواقعية. هذا ليسَ أمرًا نظريًا ولا مبهمًا. أيضًا، هل كل حقيقة أناقشها أو وجهة نظر أتبناها في الأمور عملية أم جوفاء؟ (عملية). لماذا تقولون أنها عملية؟ لأنها لا تبتعد عن الحياة الواقعية، فهي لا تدور حول طرح نظريات جوفاء لا صلة لها بالحياة الواقعية. كلها تتعلق بتمييز الناس وفهمهم وممارستهم في الحياة الواقعية، والحالات التي تنشأ فيهم عند مواجهة مختلف المشكلات في أثناء أداء واجباتهم. باختصار، إنها تشمل موضوعات تتعلق بكيفية ممارسة الناس لإيمانهم بالله، وحياتهم في الإيمان بالله، ومختلف حالاتهم في أثناء أداء واجباتهم. نحن لا نفتح الكتاب المقدس لنشرح سفر التكوين أو سفر إشعياء بشكل أجوف، ولا نتحدث بشكل فارغ عن سفر الرؤيا. لا أحب قراءة سفر الرؤيا أكثر من غيره ولا أريد التحدث عنه. ما فائدة التحدث عنه؟ إذا أخبرتك أيَّ وباءٍ حدث، فما شأن ذلك بك؟ هذا هو عمل الله. حتى لو تُمِّمَ عمل الله، فكيف سيؤثر ذلك فيك؟ ألن تظل كما أنت؟ إذا أخبرتك بالوباء الذي حدث، فهل ستكون قادرًا على التخلص من شخصيتك الفاسدة؟ هل سيحدث الأمر بذلك الشكل الإعجازيّ؟ كلا. من ثَمَّ، عندما يَتْبَعُ الناس حتى النهاية، سُيفصَلون بعضهم عن بعض وفقًا لنوعهم. أولئك الذين يمكنهم قبول الحق والاستمتاع بقراءة كلام الله، ويمكنهم ممارسة الحق، سيقفون بثبات. أما أولئك الذين لا يرغبون في قراءة كلام الله أو الاستماع إلى المواعظ، الذين يرفضون بإصرار قبول الحق ولا يرغبون في القيام بواجباتهم، سيُكْشَفونَ ويُستبعدون في نهاية المطاف. على الرغم من أنهم يحضرون الاجتماعات ويستمعون إلى المواعظ، فَهُم لا يمارسون الحق البتة، ويبقون من دون تغيير، وينفرون من الاستماع إلى المواعظ؛ فَهُم غير راغبين في الاستماع إليها. وبالتالي، حتى عندما يقومون بواجباتهم، يكون ذلك بطريقة لا مبالية، بدون تغيير أبدًا. هؤلاء الناس ببساطةٍ عديمو الإيمان. إذا كان الأشخاص الذين يؤمنون بالله بصدق يُصاحِبون عديمي الإيمان ويعيشون معهم كثيرًا، فكيف سيشعرون؟ ليس الأمر أنهم لن يستفيدوا أو يتقووا فحسب، بل سيشعرون من قلوبهم بالنفور تجاههم بشكلٍ متزايد أيضًا. لنفترض أنك تتواصل مع الفريسيين وتسمعهم يتحدثون، ووجدتَ أنهم يتحدثون بوضوح ومنطقية، وأنهم يشرحون جميع القواعد واللوائح المختلفة بطريقة مفهومة، وأن كلماتهم تبدو وكأنها تحتوي على نظريات عميقة، ولكن عند التحليل الدقيق، لا شيء منها هو واقع الحق، وكل ذلك محض نظريات جوفاء. على سبيل المثال، يناقشون نظرية الثالوث، واللاهوت، والنظريات حول الله، وكيف يكون الله في السماء مع الملائكة، والظروف المحيطة بتجسد الله والرب يسوع. كيف ستشعر بعد سماع كل هذا الحديث؟ ستكون النتيجة أقرب إلى الاستماع إلى القصص الخرافية. إذًا، لماذا يستمتع أضداد المسيح بالاستماع إلى هذه الأمور ومناقشتها، ولماذا هم على استعداد للتفاعل مع مثل هؤلاء الأفراد؟ أليس هذا شَرَّهُم؟ (بلى). ما الذي يمكن ملاحظته من شرهم؟ في أعماقهم، لديهم احتياجٌ معين يدفعهم إلى عبادة هذه المعرفة والتعلم، وعبادة هذه الأشياء التي لدى الفريسيين. إذًا، ما احتياجهم؟ (أن يحظوا بتقدير كبير من الآخرين). إنهم لا يحتاجون إلى أن يُكِنَّ لهم الآخرون تقديرًا كبيرًا فحسب، بل في أعماق قلوبهم، يريدون دائمًا أن يكونوا بشرًا خارقين، وأن يكونوا أفرادًا متفوقين أو مشاهير واسعي المعرفة؛ فَهُم ببساطة لا يريدون أن يكونوا أشخاصًا عاديين. ماذا تعني رغبتهم في أن يكونوا بشرًا خارقين؟ بالمصطلحات الدارجة، تعني أنهم فاقدون للإحساس بالواقع. على سبيل المثال، قد يتمنى معظم الناس على الأكثر: "يا ليتني أستطيع الطيران عاليًا في السماء على متن طائرة". قد تكون لديهم مثل هذه الرغبة، أليس كذلك؟ ولكن ما رغبة أضداد المسيح؟ "في يوم من الأيام، أريد أن تنبت لي أجنحة وأحلق إلى مكان بعيد!" لديهم مثل هذه الطموحات؛ فهل أنت كذلك؟ (كلا). لماذا لست كذلك؟ لأن هذا ليس واقعيًا. حتى لو تَزَوَّدتَ بجناحين كبيرين، فهل يمكنك الطيران؟ أنت لست هذا النوع من المخلوقات، أليس كذلك؟ (صحيح). يعتمد أمثال أضداد المسيح دائمًا على تصوراتهم، ويسعون باستمرار وراء رغباتهم. هل يمكن تخليصهم؟ (كلا). ليس هؤلاء من نوع الأشخاص الذين يخلصهم الله. يُخَلِّصُ الله أولئك الذين يحبون الحق، ويركزون على الواقع، ويسعون إلى الحق بطريقة راسخة. أولئك الذين يرغبون باستمرار في أن يكونوا بشرًا خارقين أو أفرادًا متفوقين هم مجانين، وَهُم ليسوا أشخاصًا عاديين، ولن يخلصهم الله.

عندما يتواصل أضداد المسيح مع الله المتجسد، فإنهم عادةً يطرحون أسئلة غريبة. إن قدرتهم على طرح مثل هذه الأسئلة تمثل احتياجاتهم العميقة وما يعبدونه في قلوبهم. في البداية، عند الشهادة لله المتجسد، كان بعض الناس يتساءلون دائمًا: "هل يقرأ الإله الكتاب المقدس في المنزل؟ ليس الأمر أنني أسأل لنفسي، في الواقع لست فضوليًا بشأن هذا الأمر؛ أنا فقط أسأل نيابة عن الإخوة والأخوات، فلدى العديد منهم أيضًا هذه الفكرة. إنهم يفكرون في قلوبهم أنه إذا كان الإله يقرأ الكتاب المقدس بالفعل كثيرًا، فإن قدرته على التحدث عن الكتاب المقدس والتعبير عن الحق أمر طبيعي تمامًا. لكن إذا لم يقرأ الإله الكتاب المقدس ولا يزال بإمكانه تفسيره، فستكون هذه معجزة، وسيكون حقًا إلهًا!" بالطبع، لم يصيغوا الكلام بهذا الشكل بالضبط؛ بل سألوا مباشرة: "هل يقرأ الإله الكتاب المقدس في المنزل؟" ماذا تعتقدون؟ هل ينبغي لي أن أقرأه أم لا؟ هل تقرأونه؟ إذا لم تؤمنوا قَطُّ بيسوع، فسيكون من الطبيعي جدًا ألا تقرأوه. هل يقرأه الناس الذين آمنوا؟ (بلى يقرؤونه). أولئك الذين آمنوا يفعلون ذلك بالتأكيد. بدأتُ بالإيمان بيسوع، فكيف لا أقرأ الكتاب المقدس؟ ماذا لو لم أقرأه؟ (هذا طبيعي أيضًا). قراءة الكتاب المقدس أمر طبيعي، وعدم قراءته أمر طبيعي بالطبع أيضًا. ما الذي يحدده قراءته أو عدم قراءته؟ لو لم أكن في هذا المنصب، فهل كان أي شخص سيهتم بما إذا كنت قد قرأت الكتاب المقدس أم لا؟ (كلا). لن يستفسر أحد عما قرأته. نظرًا إلى كوني في هذا الوضع الخاص، فإن بعض الناس يدرسون هذا الأمر، إذ يدسُّون أنوفهم فيه دائمًا ويسألون: "هل قرأ الكتاب المقدس عندما كان صغيرًا؟" ما الذي يريدون معرفته بالضبط؟ هناك تفسيران محتملان، اعتمادًا على ما إذا كنتُ قد قرأتُهُ أم لا. إن كنتُ قد قرأته، فإنهم سيظنون أن قدرتي على شرح الكتاب المقدس ليست إنجازًا كبيرًا، لكن إن لم أكن قرأتُ الكتاب المقدس ولا يزال بإمكاني تفسيره، فهذا أمر شبه إلهيٍّ إلى حد ما. هذه هي النتيجة التي يرغبون فيها. إنهم يريدون الوصول إلى حقيقة الأمر؛ إذ يفكرون: "إن لم تكن قد قرأتَ الكتاب المقدس ولا يزال بإمكانك مناقشته في مثل هذه السن المبكرة، فهذا أمرٌ يستحق التقصي. هذا هو الإله!" هذه هي وجهة نظرهم، وهم يدرسون الله بهذه الطريقة. الآن، ضع في اعتبارك أولئك الفريسيين الذين كانوا على دراية جيدة بالكتاب. هل فهموا حقًا كلمات الكتاب؟ هل اكتشفوا الحق من الكتاب؟ (كلا). الآن، هل فكر في هذا أي شخص سألني عما إذا كنتُ قد قرأتُ الكتاب المقدس أم لا؟ لو كانوا قد دققوا في الأمر، لما بحثوا باستمرار في هذه المسألة، ولَمَا فعلوا شيئًا بهذه الحماقة. يلجأ النّاس الذين لا يستوعبون الحقّ أو ليس لديهم فهم روحيّ، ولا يستطيعون فهم جوهر الله وهويّته إلى مثل هذه الطّريقة لحلِّ المسألة في نهاية المطاف. هل يمكن لهذه الطريقة حل المشكلة؟ كلا، لا يمكن، بل يمكنها فقط إشباع بعض الفضول. في الواقع، أنا أقرأ أيضًا الكتاب المقدس. مَنْ مِنَ المؤمنين لا يقرأ الكتاب المقدس؟ أنا أقرؤه قراءةً أساسيةً. على أقل تقدير، قرأتُ الأناجيل الأربعة للعهد الجديد، وتصفَّحتُ سريعًا سِفْرَيْ الرؤيا والتكوين، وألقيتُ نظرة على سِفْرِ إشعياء. أيُّ الأسفار تعتقدون أنني أفضِّل قراءته؟ (سِفْرَ أيوب). بالضبط. القصة في سِفْر أيوب كاملة ومحددة، والكلمات سهلة الفهم، وإلى جانب ذلك، فإن هذه القصة قيِّمة ويمكن أن تكون مفيدة وبناءة للناس اليوم. أظهرت الحقائق الآن أن قصة أيوب كان لها بالفعل تأثير كبير في الأجيال اللاحقة، إذ أدركت العديد من الحقائق من خلال أيوب؛ فمن خلال موقفه تجاه الله، وكذلك موقف الله تجاهه وتعريفه له، أدركت مقصد الله ونوع الطريق الذي ينبغي أن تسلكه بعد الإيمان بالله. أستخدمُ سِفْرَ أيوب كسياق للشركة حول طرق معينة من خلالها يتقي الناس الله ويحيدون عن الشر، بالإضافة إلى طرق معينة للخضوع لله؛ فهذه القصة قيِّمةٌ حقًا. إنها شيء ينبغي للمرء قراءته في وقت فراغه. عندما يرى بعض الناس اللهَ يصير جسدًا ويشهدون الجانب العملي لله وحالته الطبيعية، فقد لا يتمكنون تمامًا من معرفة إن كان هو حقًا الله أو ما سيحدث في المستقبل. لكنّهم يتخلون عن هذه الأسئلة بعد فهمهم لبعض الحقائق، ويتوقفون عن البحث في هذه الأمور أو الاهتمام بها، ويركزون على أداء واجباتهم بشكل جيد، والسير بشكل صحيح في الطريق الذي ينبغي لهم سلكه، والقيام بالعمل الذي يجب عليهم القيام به بشكل جيد. لكن بالنسبة إلى بعض الناس، لن يتخلوا عن هذا أبدًا؛ بل يصرون على دراسته. هل تعتقدون أنه ينبغي لي أن أتعامل مع هذه المسألة؟ أينبغي أن أعطيها أي اهتمام؟ ليست هناك حاجة لإسداء اهتمامٍ لها. أولئك الذين يقبلون الحق يتوقفون بطبيعة الحال عن البحث فيها، في حين أن أولئك الذين لا يقبلون الحق يستمرون في القيام بذلك. ما الذي يشير إليه هذا البحث؟ البحث هو شكل من أشكال المقاومة. في كلام الله، هناك قول مأثور. ما نتيجة المقاومة؟ (الموت). المقاومة تقود إلى الموت.

بعض أضداد المسيح، على الرغم من أنهم قبلوا هذه المرحلة من العمل، غالبًا ما يهتمون بما إذا كانت الكلمات التي نطق بها الله المتجسد والعمل الذي قام به يتضمنان أي عناصر خارقة للطبيعة، وعناصر خارج نطاق الإنسانية الطبيعية، وعناصر يمكن إبرازها لإثبات هويته بصفته الله. غالبًا ما يبحثون في هذه الأمور، ويدرسون بلا كلل كيف أتكلم، وأسلوبي ومظهري بينما أتكلم، وكذلك مبادئ أفعالي. ما الذي يستخدمونه في هذا البحث؟ يقيسون الأمر ويدرسونه مقابل صورة أو مستوى الأشخاص البارزين والعظماء كما يستوعبونها. حتى إن البعض يتساءلون: "بما أنك أنت الإله المتجسد، فلا بدَّ أن هويتك وجوهرك مختلفان بالتأكيد عن الناس العاديين. إذًا، ما الذي تجيده؟ ما الصفات الخاصة التي تملكها بما يكفي لتجعلنا نتبعك ونطيعك، ولتجعلنا نقبل بك كإله لنا؟" لقد أربكني هذا السؤال حقًا. بصراحة، أنا لا أجيد أي شيء. ليس لدي عيون أرى بها في جميع الاتجاهات أو آذان تسمع من جميع الاتجاهات. وفيما يتعلق بقراءة النصوص، لا أستطيع قراءة عشرة أسطر بنظرة واحدة، وبعد فترة من القراءة، أنسى ما قرأته. أعرف القليل عن الموسيقى، لكنني لا أستطيع قراءة النوتة الموسيقية. إذا قام شخص آخر بغناء أغنية عدة مرات، فيمكنني الغناء معه، ولكن هل يُعَدُّ ذلك إجادةً مني؟ هل لدي أي مواهب خاصة، مثل التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة أو التحدث بلغة معينة؟ لا أستطيع فعل أي من هذه الأشياء. ما الذي أجيده إذًا؟ أعرف القليل عن الموسيقى والفنون الجميلة والرقص والأدب والسينما والتصميم. لدي فهم سطحي لهذه المجالات، لكن عند مناقشة النظريات مع الخبراء، أراها كلها مصطلحات فنية صعبة الفهم، لكنني أستطيع فهم الشيء عندما أراه. على سبيل المثال، إذا كان التصميم المعماري يتضمن بيانات احترافية وفنيَّة، فأنا لا أفهمها، لكني أعرف القليل ولدي بعض الرؤى فيما يتعلق بدرجات اللون وتناغم الأنماط. ولكن من الصعب القول ما إذا كان بإمكاني الدراسة لأصبح خبيرًا أو موهوبًا في هذا المجال، لأنني لم أدرسه. بالنظر إلى ما يمكن للناس الوصول إليه حاليًا، والموسيقى، والأدب، والرقص، والأفلام، والأشياء التي تقع في نطاق العمل المهني لكنيستنا، فإن بعض التعلم يمكن أن يمنحني فهمًا أساسيًا. قد يقول البعض: "الآن فهمت خلفيتك؛ لديك فهمٌ أساسيٌّ فحسب". لا أتحدث كذبًا؛ في الواقع، ليس لديَّ سوى فهم أساسي، لكن هناك شيء واحد قد لا تستوعبونه، وهو خبرتي. أي خبرةٍ تلك؟ أفهم ما المهنة المتعلقة بمجال معين، وكيف يتم التعبير عن فن معين، وما النطاق والمبادئ التي ينطوي عليها. بعد إتقان هذه الأمور، أعرف كيفية تطبيق هذه الأشياء المفيدة على عمل الكنيسة، وجعلها تخدم عمل الإنجيل وتحقق فعاليةً في نشر إنجيل الله في الأيام الأخيرة. هل هذه خبرة؟ (نعم). فيما يتعلق بأكثر ما تفتقر إليه البشرية في الوقت الحاضر، إذا كان بإمكان المرء استخدام الأساليب الصحيحة ثم نقل الحق المرتبط بها، ما يسمح للناس برؤيته وقبوله، فهذا هو الأكثر فعالية. إذا كنت تتبنى طريقة يمكن أن يقبلها الناس ويمكنها عرض الحق وشرح عمل الله بوضوح، وبشكلٍ يمكن أن يقبله التفكير البشري العادي ويكون قادرًا على الوصول إليه، فهذا مفيد للغاية للناس. إذا استخدمنا المعرفة السطحية التي نمتلكها وطبَّقنا كل هذه الأشياء المفيدة، فيكفينا امتلاك هذا النوع من الخبرة. أتفوق في شيء واحد، فهل اكتشفتموه؟ (يتفوق الله في تقديم الشركة عن الحق). هل يُعَدُّ تقديم الشركة عن الحق مهارة؟ أليست هذه خبرة؟ إذًا، ما الذي أجيده؟ أنا أتفوق في اكتشاف الجوهر الفاسد فيكم جميعًا. لو لم أكن أجيد هذا، فأخبروني، كيف أمكنني العمل كلما نشأت مشكلات معكم بدون أن أعرف ما الشخصيات الفاسدة أو جوهر الطبيعة الذي تكشفه تلك المشكلات؟ كان ذلك سيكون مستحيلًا. هل يمكن القول أن اكتشاف جوهركم الفاسد هو أكثر شيء أجيده؟ (نعم). لا بدَّ أنه أكثر شيء أجيده. أنا بارعٌ في تحديد الشخصية الفاسدة لدى الأفراد وجوهر طبيعتهم. أتفوق في تمييز الطريق الذي يسير فيه شخص ما وموقفه تجاه الله بناءً على جوهر طبيعته، ثم من خلال مظاهره وسلوكياته وجوهره، أقدِّم شركة عن الحق معه، وأعالج قضايا محددة وأساعده على حل مشكلاته والخروج منها. في الواقع، هذه ليست مهارة؛ إنها خدمتي، إنها العمل الذي يقع في نطاق مسؤوليتي. هل أنتم ماهرون في هذا؟ (لا، لسنا كذلك). إذًا، ما الذي أنتم ماهرون فيه؟ (إظهار الفساد). ليس من الدقيق أنكم ماهرون في إظهار الفساد. أنتم ماهرون في عدم تأثركم بالحق بعد سماعه، والاستخفاف به، وماهرون في التصرف بطريقة لا مباليةٍ في أثناء أداء واجبكم ولا تأخذونه على محمل الجد. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). أقول لكم هذه الأشياء علنًا؛ هل يمكن للفريسيين وأضداد المسيح التحدث إليكم بمثل هذه الطريقة؟ (كلا، لا يمكنهم). إنهم قطعًا لا يتحدثون هكذا. لمَ لا؟ إنهم يعتبرون هذا مخزيًا، وعيبًا في الإنسانية، ومسألة تتعلق بخصوصية المرء وخلفيته. يقولون: "كيف يمكنني السماح للآخرين بمعرفة خلفيتي؟ إن حدث ذلك، ألن أفقد كل ماء وجهي وكرامتي ومكانتي؟ كيف يمكنني أن أُحسن التصرّف بعد ذلك؟" بحسبهم، قد يتوقفون عن العيش أيضًا! إذًا، بعد مشاركتي وضعي معكم بصراحة، هل يؤثر ذلك في إيمانكم بالله؟ (كلا، لا يؤثر). حتى لو كانت لديكم بعض الأفكار حول هذا الأمر، فأنا لست خائفًا. لماذا لست خائفًا؟ وجود بعض الأفكار أمر طبيعي، وهو أمرٌ مؤقت. قد يختبر الناس أوهامًا بصرية وسمعية من وقت لآخر، وهناك دائمًا احتمال حدوث فهم مؤقت أو مشوه أو سوء فهم لحظي، فهل يعني ذلك أن الناس سوف يقررون الرحيل بسبب هذا أو يصبحون سلبيين وضعفاء؟ ولكن إذا كنتَ حقًا شخصًا يسعى إلى الحق، فهل يمكنك إنكار الله أو تركه بسبب المفاهيم اللحظية؟ كلا، لا يمكنك تركه. يمكن للأشخاص الذين يسعون بصدق إلى الحق أن يتناولوا هذه الأمور ويستوعبوها بشكل صحيح، ويمكنهم قبول هذه الحقائق بشكل طبيعي بدون وعي، وتحويلها تدريجيًا إلى معرفة حقيقية بالله، معرفة موضوعية ودقيقة، وهذا فهم حقيقي للحق. في يوم من الأيام، قد يقول أحدهم: "الإله المتجسد مثير للشفقة؛ لا يمكنه فعل أي شيء سوى قول الحق". أي نبرة هذه؟ هذه نبرة ضدٍّ للمسيح. هل تتفقون معه؟ (لا أتفق). لماذا لا تتفق؟ (ما يقوله ليس واقعيًا). ما يقوله واقعي. الله المتجسد، بصرف النظر عن قدرته على التعبير عن الحق في كلامه، لا يعرف كيفية القيام بأي شيء آخر؛ وليست لديه مهارة واحدة معينة. هل هذا مثير للشفقة؟ هل تعتقدون ذلك؟ (كلا). ماذا تعتقدون إذًا؟ يقول بعض الناس: "تحديدًا لأن الله عادي وطبيعي، ويقوم بعمل عملي، فإننا كبشرية فاسدة لدينا الفرصة لتحقيق الخلاص. وإلا، فسينتهي بنا المطاف جميعًا في الجحيم. نحن نحصل على ميزة كبيرة الآن، لذلك دعونا نستمتع بها سراً!" هل لديكم هذا الشعور؟ (نعم). لكن بعض الناس يختلفون. إنهم يشعرون بأن "الإله يتحدث فقط، ولا شيء خارق للطبيعة فيه. ما الذي أكسبه؟ لدي مفاهيمي وأفكاري الخاصة عن الإله، وأحكم على الإله من وراء ظهره، لكن الإله لم يؤدبني، ولم أتحمل المعاناة أو أُعَاقَب". تنمو جرأتهم بثبات، ويجرؤون على قول أي شيء. يقول بعض الناس: "هكذا يجب أن تعرف الإله المتجسد: عندما يتحدث ويعمل ويعبر عن الحق، فإن روح الإله هي ما يعمل بداخله، والجسد هو مجرد قشرة، ومجرد أداة. الجوهر الحقيقي هو روح الإله، روح الإله هي التي تتحدث. لولا روح الإله، هل كان بإمكان الجسد أن ينطق بتلك الكلمات؟" تبدو هذه الكلمات صحيحة عندما تستمعون إليها، ولكن ما المعنى الذي تحمله؟ (التجديف). صحيح، إنها تجديف – يا لها من شخصية خبيثة! ما الذي يحاولون قوله؟ "أنت مجرد شخص عادي. أنت لا تتسم بالمظهر النبيل، ومظهرك ليس مثيرًا للإعجاب إلى هذا الحد. خطابك ليس بليغًا أو متطورًا من الناحية النظرية، وعليك أن تفكر فيه قبل أن تقول أي شيء. كيف يمكن أن تكون أنت الإله المتجسد؟ لماذا أنت مُبَارَكٌ ومحظوظٌ إلى هذا الحد؟ لماذا لست أنا الإله المتجسد؟" في النهاية، يقولون: "هذا كله عمل روح الإله وكلامه؛ الجسد هو مجرد منفذ للروح، إنه أداة". إن قول هذا يجعلهم يشعرون أنهم متكافئون. إنها الغيرة التي تؤدي إلى الكراهية. المعنى الضمني هو: "كيف يمكن أن تكون أنت الإله المتجسد؟ لماذا أنت محظوظ إلى هذا الحد؟ كيف حصلتَ على هذه الميزة؟ لماذا لم أحصل أنا عليها؟ لا أعتقد أنك أفضل مني. أنت لست فصيحًا بما فيه الكفاية، ولست ذا تعليمٍ عالٍ، ولست وسيمًا مثلي، ولست طويلًا مثلي. كيف تكون أنت أفضل مني بأي درجة؟ كيف يمكن أن تكون أنت الإله المتجسد؟ لماذا ليس أنا؟ إذا كنت أنت الإله المتجسد، فإن الكثير من الناس كذلك أيضًا. يجب أن أقاتل من أجل هذا أيضًا. الجميع يقول إنك إله؛ لا يوجد ما يمكنني فعله حيال ذلك، لكنني سأظل أحكم عليك بهذه الطريقة. التحدث بهذه الطريقة يخفف من كراهيتي!" أليس هذا خبثًا؟ (بلى). يجرؤون على قول أي شيء من أجل التنافس على المنصب – أليس هذا طلبًا للتهلكة؟ إذا كنت لا تريد أن تتقبّل أنّه الله، فمن الذي يجبرك؟ هل أجبرتُك؟ لم أجبرك، أليس كذلك؟ أولًا، لم أتوسل منكَ القبول. ثانيًا، لم أستخدم وسائل متطرفة لإجبارك على القبول. ثالثًا، لم يتدخل روح الله ليخبرك أنه يجب عليك قبوله، وإلا ستُعَاقَب. هل فعل الله هذا؟ كلا. لديك الحق في الاختيار بحرية؛ ويمكنك اختيار عدم القبول. إذًا، لماذا ينتهي بك الأمر إلى القبول على أي حال، إن كنتَ لا تريد القبول؟ ألست تطلب البركات فحسب؟ إنهم يرغبون في البركات ولكنهم لا يستطيعون القبول أو الطاعة، أو إنهم ما زالوا يشعرون بعدم الرغبة، فماذا يفعلون؟ يقولون مثل هذه الكلمات الحقودة. هل سمعتم كلماتٍ من هذا القبيل من قبل؟ لقد سمعتها أكثر من مجرد مرة أو مرتين بين بعض الناس. يعتقد بعض الناس: "بدأنا نؤمن بالإله معك. في ذلك الوقت، كنتَ صغيرًا، وغالبًا ما كنتَ تكتب كلمات الإله. في وقت لاحق، بدأت في الوعظ. أنت مجرد شخص عادي؛ نحن نعلم بأمر خلفيتك". ما نوع خلفيتي؟ أنا مجرد شخص عادي؛ هذه هي حقيقتي. أليس السبب في أنك غير راغبٍ هو فقط أنني عادي وطبيعي، ويمكن أن يتبعني الكثير من الناس اليوم؟ إذا كنت غير راغب، فلا تؤمن. هذا عمل الله؛ فلا أستطيع التنصل من مسؤوليتي، وليس لدي عذر، ولم أفعل أي شيء مؤذٍ أو ضار. لماذا تتعامل معي بوجهة النظر هذه؟ إذا كنت غير راغب، فلا تؤمن. آمن بمن ترغب في تصديقه؛ ولا تتبعني. لم أجبرك على ذلك. لماذا تتبعني؟ حتى إن البعض جاء إلى منزلي للتقصِّي. ما الذي كانوا يتقصَّونَ عنه؟ سألوني: "هل تعود إلى المنزل؟ كيف هو وضعك الاقتصادي في المنزل الآن؟ ماذا يعمل أفراد أسرتك؟ أين هم؟ كيف هي حياتهم؟" حتى إن بعض الناس محَّصوا لحافًا أو بطانية إضافية في منزلي. هؤلاء الناس ليسوا على استعداد على الإطلاق للإيمان بالله! لماذا ليسوا على استعداد؟ لأنهم يعتقدون: "لا ينبغي أن يكون الإله هكذا. لا ينبغي أن يكون الله صغيرًا هكذا، وطبيعيًا وعمليًا هكذا، وشائعًا وعاديًا هكذا. إنه شائع للغاية، شائع لدرجة أننا لا نستطيع أن نعرِّفه كإله". هل يمكن لعينيك اللتيْن تفتقران إلى الفهم الروحي أن تدرك الله؟ حتى لو نزل الله من السماء ليخبرك بهذا، فستظلُّ لا تستطيع إدراكه. هل أنت جدير برؤية شخص الله الحقيقي؟ حتى لو قال لك الله بوضوح أنه هو الله، فلن تقبله. هل يمكنك إدراكه؟ ما نوع هؤلاء الناس؟ ما طبيعتهم؟ (الشر). هؤلاء الناس حقًا "يوسعون آفاقي".

منذ أن توليتُ عمل الله، وبينما أقوم بعملي بهذه الهوية وهذا المنصب، تعاملتُ مع أفراد معينين. في مواجهة هذه المجموعة المتنوعة من "المواهب"، لاحظت أن كلمتين لا تنفصلان عن الشخصية الفاسدة للبشر: "الشر" و "الأشرار"، وكلاهما تشمل الأمر. لماذا يدرسونني كل يوم؟ لماذا هم غير راغبين في الاعتراف بهويتي؟ أليس هذا لأنني شخص عادي وطبيعي للغاية؟ لو كنت على هيئة جسد روحيّ، هل كانوا سيجرؤون؟ لم يكونوا سيجرؤون على دراستي بهذه الطريقة. لو كانت لي مكانة اجتماعية معينة مقترنةٌ بقدرات خاصة، وأملك هيئة ومظهر رجل عظيم، وشخصية شريرة واستبدادية وقاسية إلى حد ما، فهل كان هؤلاء الناس سيجرؤون على المجيء إلى منزلي للتقصِّي عني ودراستي؟ لم يكونوا سيجرؤون على الإطلاق؛ بل كانوا سيتجنبونني، وسيختبئون عندما يرونني قادمًا، وبالتأكيد لن يجرؤوا على دراستي، أليس كذلك؟ إذًا، لماذا هم قادرون على دراستي بهذه الطريقة؟ يرونني هدفًا سهلًا. ما الذي يتضمنه كونك هدفًا سهلًا؟ إنه يعني أنني عادي للغاية. ما الذي تتضمنه كلمة "عادي"؟ "أنت مجرد شخص؛ فكيف يمكن أن تكون الإله؟ أنت تفتقر تمامًا إلى المعرفة والتعلم والمَلَكَاتِ والمواهب والقدرات التي ينبغي أن يمتلكها الإله. كيف تكون أنت مثل الإله؟ أنت لست مثله! ومن ثَمَّ، يصعُبُ عليّ أن أتقبل أنك الإله، وأن أتبعك، وأن أستمع إلى كلماتك، وأن أخضع لك. أحتاج إلى إجراء تَقَصٍّ شامل: أحتاج إلى مشاهدتك، ومراقبتك، وعدم السماح لك بفعل أي شيء غير لائق". ما الذي يحاولون فعله؟ لو كانت لي مكانة اجتماعية ومستوى معين من الشهرة، على سبيل المثال، لو كنت مغنيًا من الدرجة الأولى، وفي يوم من الأيام قدَّمتُ الشهادة لأقول إنني الله، المسيح، ألن يقتنع بعض الناس على الأقل؟ سيكون عدد الأشخاص الذين يدرسونني أقل نسبيًا. مجرد حقيقة أنني عادي وطبيعي وعملي وشائع جدًا هي التي تكشف الكثير من الناس فحسب. عمَّا يكشف فيهم؟ إنه يكشف عن شرهم. إلى أي مدى يصل هذا الشر؟ يصل إلى درجة أنني عندما أمرُّ أمامهم، فإنهم يدرسونني لفترة طويلة، ويبحثون عن شبه الله في ظهري، ويتحققون مما إذا كانت هناك أي معجزات تصاحب كلامي. غالبًا ما يتكهَّنون في قلوبهم: "من أين تأتي هذه الكلمات؟ هل تَعَلَّمَها؟ لا يبدو ذلك مرجحًا؛ إذ لا يبدو أن لديه الوقت للدراسة. لقد تغير كثيرًا في السنوات الأخيرة؛ لكن لا يبدو ذلك كشيء قد تَعَلَّمَهُ. إذًا، من أين تأتي هذه الكلمات؟ من الصعب إدراك ذلك؛ أحتاج إلى توخي الحذر"، ويستمرون في الدراسة. أولئك الذين يدرسون باستمرار لا ينخرطون أو يتفاعلون أو يتحدثون معي وجهاً لوجه؛ بل يفكرون دائمًا من وراء ظهري، ويريدون دائمًا العثور على أخطاء في كلماتي، والحصول على ورقة ضغطٍ ما. قد يقضون أيامًا يدرسون جملة لا تتوافق مع مفاهيمهم، ويمكن أن يؤدي توجيه ملاحظةٍ صارمةٍ بعض الشيء لهم إلى تطوير مفهومٍ ما لديهم. من أين تأتي هذه الأشياء؟ إنها تأتي من عقول الناس ومعرفتهم. ما نوع الناس الذين يمكنهم دراسة الله، والذين يمكنهم استخدام أفكارهم باستمرار للتكهن بشأن الله؟ هل يمكن تصنيفهم كأشخاص ذوي شخصية شريرة؟ بالطبع! نظرًا لأن لديك الوقت والطاقة، فسيكون من الرائع أن تتأمل في الحق! أيُّ الحقائق لن تستغرق منك وقتًا لعقد الشركة حولها والتأمل فيها؟ هناك الكثير من الحقائق التي قد لا تتمكن من التأمُّل فيها جميعًا في حياتك. هناك الكثير من الحقائق التي يحتاج الشخص إلى فهمها. إنهم لا يشعرون بأي مسؤولية تجاه هذا الأمر، لكنهم لا ينسون أبدًا تلك الأمور الظاهرية والسطحية ويدرسونها دائمًا. بمجرد أن أتحدث، يرمشون أعينهم، ويحدقون في هيئتي، ويمحِّصون أفعالي وتعبيراتي، ويتكهنون في قلوبهم: "هل يشبه الإله في هذا الجانب؟ لا يشبه الإله في حديثه، ولا يتطابق مظهرهما تمامًا. كيف يمكنني أن أفهمه؟ كيف يمكنني أن أرى ما يفكر فيه عني في أعماق قلبه؟ كيف يرى هذا الأمر وذاك؟ كيف يعرّفني؟" إنهم يُضْمِرون هذه الأفكار دائمًا. أليس هذا شرًا؟ (بلى). هذا الأمر يتخطَّى إمكانية الخلاص – إنه شرير للغاية!

الإنسان الحقيقي يحب الأشياء التي تتوافق مع الإنسانية والضمير والتفكير البشري الطبيعي والحياة الواقعية، والتي تكون طبيعية وعملية، ويغيب عنها التشويه أو الغرابة، وليست مجردة، وليست جوفاء، وليست خارقة للطبيعة، ويسعى إليها. فيما يتعلق بهذه الأشياء، سيتمكن الشخص العادي من الاعتزاز بها والتعامل معها بشكل صحيح وقبولها بشكل معتاد، والتعامل معها على أنها أشياء إيجابية. على العكس من ذلك، عندما يواجه بعض الأفراد هذه الحقائق المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجوانب مختلفة من الحياة الواقعية، مثل الأكل والملبس والمأوى والنقل والسلوك العام والسلوك الشخصي، فإنهم يستخفون بها ويتجاهلونها ويتغاضون عنها. ما المشكلة هنا؟ إنها مشكلة في تفضيلاتهم وجوهر طبيعتهم. كلما كان الشيء أكثر إيجابية، كان شيئًا يحبه الله ويريده ويفعله، وكلما كان يتوافق مع ما يأمل أن يحققه الناس ويقبلوه في مقاصد الله، تساءل هؤلاء الناس ودرسوا وعارضوا وأدانوا – أليس هذا شريرًا؟ إنه شرير للغاية! يتمتع أضداد المسيح بشعبية كبيرة بين غير المؤمنين. إذا كنتُ بين غير المؤمنين، فمن سيكون أكثر قبولًا من قِبَلِ غير المؤمنين، أضداد المسيح أم الله المتجسد؟ (أضداد المسيح). لماذا؟ هل يفضل غير المؤمنين الأناسَ المستقيمين أم الأشرار؟ (الأناس الأشرار). هل يفضلون أولئك الذين يتملقون ويداهنون، أم أولئك الصادقين؟ (أولئك الذين يتملقون ويداهنون). بالضبط، إنهم يفضلون الأفراد من هذا القبيل. إذا كنتَ لا تعرف كيفية استخدام التكتيكات لإدارة العلاقات الشخصية المختلفة في مجموعة ما، ولا تعرف كيفية التلاعب بمختلف الأشخاص أو السيطرة عليهم من خلال الاستراتيجيات، فهل يمكن أن تستوعبك تلك المجموعة؟ إذا كنت مستقيمًا للغاية، وتتحدث دائمًا بالحق، ويمكنك رؤية جوهر العديد من القضايا، ثم تحدثتَ بالحقائق التي أدركتها وفهمتها، فهل يمكن لأي شخص قبولها؟ كلا، لا أحد في هذا العالم يمكنه قبول ذلك. في هذا العالم، لا تتوقع أن تتحدث بالحق؛ فإن فعل ذلك سيجلب المتاعب أو يؤدي إلى كارثة. لا تتوقع أن تكون شخصًا صادقًا؛ فلا فائدة مستقبلية في ذلك. وماذا عن أضداد المسيح؟ إنهم ماهرون في قول الأكاذيب، ويتنكرون بمهارة ويسوِّقون لأنفسهم، ويقدمون أنفسهم على أنهم عظماء ووقورون وفاضلون، ما يجعل الناس يعبدونهم. إنهم يتفوقون في هذه الأشياء، وما يستمتعون به مشابه؛ فهم يستمتعون بمناقشة المعرفة والتعلم الفارغيْن، وكذلك مقارنة المَلَكَات والاستراتيجيات. على سبيل المثال، في شركة تجارية أو مجموعة من الأشخاص، فإن امتلاك أعلى مستوى من المعرفة والتعلّم ليس هو الشيء الأساسي ولا هو العامل الرئيسي في تحديد منصب الشّخص في تلك الشّركة. ما العامل الرئيسي؟ (الاستراتيجيات والموهبة). بالضبط، إنه الاستراتيجيات والموهبة. بدون هذه الأمور، لا فائدة من امتلاك معرفة واسعة. على سبيل المثال، لنفترض أنك عدت من خارج البلاد، وتجهل تمامًا قواعد اللعبة داخل هذه المجموعة من الأشخاص في الوطن. إذا طبقت القواعد واللوائح والمبادئ الخاصة بالسلوك الذاتي للشركات خارج البلاد، فلن تصل إلى نتيجة. أليس هكذا الحال؟ (بلى). هكذا الحال. يجب أن تكون لديك استراتيجيات، ويجب أن تكون شريرًا للارتقاء إلى منصب أعلى. يشبه هذا حال بعض النساء؛ فعلى الرغم من أن لديهن زوجًا يعيلهن، إلا أنهن غير راضيات، ومن أجل التميز والحصول على الشهرة والربح والمكانة، يلجأن إلى أي وسيلة ضرورية، حتى إنهنَّ ينخرطن في التملُّق، وعند الضرورة، يقدمن خدمات المرافقة، وكل ذلك بدون أي إحراج بعد ذلك وبدون شعور بالذنب أو المديونية تجاه أزواجهنَّ أو أسرهن. هل يمكنك القيام بذلك؟ يبدو الأمر مثيرًا للاشمئزاز بالنسبة إليك، ولا يمكنك القيام بذلك. إذًا، كيف يمكنك الارتقاء إلى منصب أعلى بينهم؟ لا سبيل لذلك. كل هذا يتحقق من خلال بيع المرء لروحه وباستخدام أساليب شريرة مختلفة. هل تحب هذه الطريقة في القيام بالأشياء؟ (لا). تقول إنها لا تعجبك الآن، ولكن عندما تُدْفَعُ إلى حد معين في يوم من الأيام، ستعجبك. إذا كان الناس يتنمرون عليك ويعذبونك طوال اليوم، ويجعلون الأمور صعبة عليك، ويتصيَّدون لك الأخطاء، ويريدون طردك، فقد تضطر إلى بيع جسدك من أجل الحفاظ على وظيفتك. سيتعين عليك تعلم أي حيل شريرة يستخدمونها، وفي النهاية، ستصبح مثلهم تمامًا. في الوقت الحالي، أنت تُصَرِّحُ بصرامة: "لا أحب تلك المجموعة من التكتيكات، ولا أريد أن أكون من ذلك النوع من الأشخاص. أنا لست بذلك الشر. لا أريد بيع جسدي. لا أحب المال؛ فوجود ما يكفي من الطعام والثياب يكفي". أي نوع من الأشخاص أنت؟ أنت لا شيء. أنت ما أفسدك الشيطان لِتَكُونَه. هل تعتقد أنه يمكنك أن تكون سيد نفسك؟ يتغير الناس بتغيُّر البيئة، ولديهم شخصية فاسدة، وأنت ببساطة لا تستطيع التغلب على الشهرة والمكاسب والمكانة والمال وجميع أنواع الإغواء. إذا كنت في تلك البيئة، فستكون غير قادر على السيطرة على نفسك مثلك مثل غيرك. المسرح لغير المؤمنين الآن مثل مفرمة اللحم، فبمجرد أن يُفْرَمَ الشخص فيها، فلا سبيل لنجاته. لكنك تستطيع الآن أن تعيش بسلامٍ في حضورِ اللهِ، وذلك من خلال القيامِ بواجبِكَ في بيتِ اللهِ بحماية الله ومن دون أن يتنمر عليك أحد. أنت مبارك للغاية، لذا استمتع بهذا بهدوء! إذا كنت لا تقوم بواجبك بشكل صحيح وتواجه القليل من التهذيب، فلا ينبغي أن تشعر بالظلم. لقد حصلتَ على بركات عظيمة؛ ألا تعرف ذلك؟ (بلى). أخبرني، بِمَ يشعر غير المؤمنين وهم في "مفرمة اللحم"؟ بأن الأفضل لهم أن يموتوا. حجم المعاناة الذي تتحمله في بيت الله هو ما ينبغي للناس تحمُّله؛ إنّه ليس مؤلمًا بدرجة كبيرة على الإطلاق. ومع ذلك، فإن الناس ليسوا راضين، وهم غير مستعدين للتوبة مهما هُذِّبوا. ولكن عندما يُرْسَلون إلى ديارهم، يكونون غير مستعدين للعودة إلى غير المؤمنين لأنهم يشعرون بأنهم أشرار وسيئون للغاية. عندما يواجه الناس الموت بالفعل، لا يريدون الموت؛ فالجميع يعتزون بالحياة ويتبعون مبدأ "حياة سيئةٌ خيرٌ من ميتة جيدة". بمجرد أن يروا تابوتهم، ينفجرون في البكاء. يعرف الناس الآن أنه ليس من السهل العيش بين غير المؤمنين. إذا كنت ترغب في العيش بكرامة وكسب لقمة العيش بناءً على قدراتك، فلا سبيل لفعل ذلك. إن امتلاك القدرات وحده لا يكفي؛ عليك أيضًا أن تكون شريرًا وحاقدًا بما يكفي لتكون ناجحًا. ماذا تمتلك؟ يقول بعض الناس: "لدي القليل من الشر الآن، ولكن ليس ما يكفي من الشر". هذا سهل. ضع نفسك في "مفرمة اللحم"، وفي أقل من شهر، ستصبح شريرًا. إذا كنت شخصًا صالحًا، فسوف يرغبون في قتلك؛ وإذا استبقيتهم أنت فلن يستبقوك هم، لذلك عليك أن تقاوم من أجل البقاء على قيد الحياة. فبمجرد أن تتحوّل إلى شرير، فلا مجال للتراجع، وستصبح إبليسًا أيضًا. يتشكل الشر بهذه الطريقة. عالم غير المؤمنين مظلم وشرير للغاية. كيف يمكن للناس التحرر من التأثير الشيطاني المتمثل في الظلمة والشر؟ يحتاجون إلى فهم الحق لينالوا الخلاص. بما أنك تؤمن بالله، إذا كنت تريد أن تُخَلَّصَ وتتحرر من تأثير الشيطان، فهذه ليست مسألة بسيطة. يجب أن تتعلم الخضوع لله، وأن تتمتع بقلب يتقي الله، وأن ترى الكثير من الأشياء على حقيقتها، وعلاوة على ذلك، يجب أن تكون مبادئ سلوكك حكيمة من ناحية، وألا تسيء إلى الله من ناحية أخرى. أيضًا، لا تسْعَ دائمًا إلى الشهرة والمكاسب، ولا تَسْعَ باستمرار للاستمتاع بمنافع المكانة. يكفي أن يكون لديك ما يكفي من الطعام ولا تجوع حتى الموت. تحتاج إلى الصلاة إلى الله، وأن تطلب أن تُمْنَحَ لك النعمة هكذا، من أجل أن تُضمَن لك الحماية. إذا كنت دائمًا تُضْمِر رغبات مفرطة، فهذا ليس معقولًا، ولن يستجيب الله لصلواتك.

فيما يتعلق بالطبيعة الشريرة لأضداد المسيح، فإننا اليوم نعقد الشركة بشكل أساسي حول مظهرها الثالث، وهو ما يعبده أضداد المسيح. ما الذي يعبده أضداد المسيح؟ (المعرفة والتعلم). المعرفة والتعلم، وأيضًا شيء آخر: المواهب. ما الذي تتضمنه المعرفة والتعلم؟ يتضمنان ما هو موجود في تلك الكتب التي تُدرَّس في العالَم، والخبرة المكتسبة من الانخراط في الصناعات المتعلقة بالمعرفة، وكذلك القيود والقواعد واللوائح المختلفة التي يُوعَظُ بها في المجتمع فيما يتعلق بالأخلاق والإنسانية والسلوك وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، فهما يتضمنان المعرفة من مختلف مجالات العلوم. على سبيل المثال، بعض الناس لا يؤمنون بالتناسخ المذكور في كلام الله، ولكن إذا اكتشف البحث العلمي في يوم من الأيام أن البشر لديهم روح لأن شيئًا ما يُغادر جسد الشخص بعد موته ولأن وزنه ينخفض بمقدار معين، قد يكون هو وزن الروح، فقد يؤمنون. مهما كانت الطريقة التي يتحدث بها الله، فإنهم لا يؤمنون، ولكن بمجرد أن يقيس العلماء شيئًا ما على أساس الوزن، فإنهم يؤمنون به. إنهم يثقون بالعلم فقط. يؤمن بعض الناس فقط بالأمة والحكومة وتفسيرات المعلومات والنظريات والشخصيات الشهيرة ذات الصلة. إنهم يثقون بهذه الأشياء فقط، ولا يأخذون كلام الله أو تعليمه أو توجيهه أو أقواله على محمل الجد، ولكن بمجرد أن يسمعوا أحد المشاهير يتحدث، فإنهم يقبلون كلامه على الفور، حتى أنهم يعبدونه وينشرون كلامه. على سبيل المثال، قال الله إن المَنَّ الذي أنزله للشعب كل يوم لا يمكن تخزينه ولا ينبغي أن يؤكل في اليوم التالي لأنه لن يكون طازجًا، لكنهم لم يصدقوا كلام الله، وفكَّروا: "ماذا لو لم يرسل الله المَنَّ، وَجُعْنَا؟". لذلك، وجدوا طريقة لجمعه وتخزينه. أرسل الله المَنَّ في اليوم الثاني، واستمروا في جمعه، ثم أرسل الله المَنَّ في اليوم الثالث، وظلوا يجمعونه. قال الله الكلمات نفسها كل يوم، وتصرفوا باستمرار بطريقة تتعارض مع ما أمرهم به الله. لم يؤمنوا أو يستمعوا إلى كلمات الله قط. في أحد الأيام، أجرى أحد العلماء بحثًا وقال: "إذا لم يؤكل المَنِّ في اليوم نفسه وتُرِكَ لليوم التالي، فإنه يُصابُ ببكتيريا يمكن أن تسبب مرضًا في المعدة إذا تم استهلاكها، حتى لو بدا طازجًا من الخارج". منذ ذلك اليوم فصاعدًا، توقفوا عن جمعه. بالنسبة إليهم، عبارة واحدة من عالِمٍ تفوق عشر عبارات من الله. أليس هذا شرًا؟ (بلى، هو كذلك). لقد اعترفوا شفهيًا بأن كلام الله هو الحق، واعترفوا بالله واتبعوه وأرادوا الحصول على البركات منه. في الوقت نفسه، تمتعوا بالنعمة والبركات التي منحها الله، مستمتعين برعاية الله وحمايته، ولكن بصرف النظر عن ذلك، لم يستمعوا إلى جُمْلَةٍ مما قال الله، أو ما أمرهم أو أوصاهم أو كلَّفهم به. إذا قال شخص واسع المعرفة ومتعلم يتمتع بالسلطة والمنصب شيئًا أو تفوَّهَ بمغالطة، يقبلونه على الفور، بغض النظر عن الصواب أو الخطأ. ما الذي يحدث هنا؟ هذا شرير، شرير للغاية! على سبيل المثال، طلبتُ من بعض الناس عدم تناول البطاطا الحلوة مع البيض، لأن هذا قد يسبب التسمم الغذائي. علامَ تستند عبارتي؟ أنا لا أختلق الأشياء؛ فقد سبق لأشخاصٍ أن أصيبوا بالتسمم الغذائي عن طريق تناول كلا الطعامين في الوقت نفسه. بعد سماع هذا، ماذا سيكون رد فعل الشخص العادي؟ سيُفكِّر: "في المستقبل، لن آكل البيض عندما أتناول البطاطا الحلوة، على الأقل ليس في الساعتين أو الثلاث ساعات التالية". سيأخذ الأمر على محمل الجد ويغيِّر عاداته الغذائية. لكن بعض الناس لن يصدقوا ذلك، إذ سيقولون: "تسمم غذائي من تناول البيض والبطاطا الحلوة معًا؟ هذا مستحيل. سآكلهما معًا، وسترى ما إذا كنت سأصاب بتسمم غذائي أم لا!" أي نوع من الأشخاص هذا؟ (شرير). أجد هذا الشخص دنيئًا بعض الشيء! أقول هذا فحسب، فَيُصِرُّ على تناولهما معًا؛ أليست هذه دناءة؟ إنه يُعارِض تحديدًا ما هو صحيح وصائب وإيجابي، ويطعن ويجادل فيه – هذا شر. الإنسانية الفاسدة تقدِّر الشر والقوة. مهما تكن المغالطة التي تطرحها الأبالسة والشياطين، يمكن للناس قبولها بلا شك، في حين يعبر الله عن العديد من الحقائق، لكن الناس غير مستعدين لقبولها بل ويكوِّنون العديد من المفاهيم. إليك مثالًا آخر: في العديد من المناطق الريفية في الولايات المتحدة، توجد غابات بدائية تجوبها الحيوانات البرية غالبًا. في هذه الغابات، يُوصى بالخروج مع رفقة، والأفضل عدم الخروج ليلًا ما لم يكن ذلك ضروريًا. إذا كان المرء بحاجةٍ إلى الخروج، فعليه اتخاذ الاحتياطات اللازمة، أو الخروج بصحبة شخص ما، أو حمل أسلحة للدفاع عن النفس؛ فالحذر أفضل من الندم. يقول بعض الناس: "لن يحدث شيء؛ فالله سيحميني". ألا يُعد ذلك امتحانًا لله؟ اتخاذ هذه الاحتياطات هو ما ينبغي للناس فعله. لديك عقل وقلب وروح، فلماذا تصر على أن يحميك الله؟ لا تمتحن الله، وافعل ما ينبغي لك فعله. إذا واجهت عن طريق الصدفة حيوانًا بريًا شرسًا لا تستطيع حتى مجموعة من أربعة أو خمسة أشخاص التعامل معه، فقد تنجو رغم ذلك – هذه هي حماية الله. لقد رأى بعض الناس بالفعل الذئاب وسمعوا الذئاب والدببة تعوي، ما يؤكد وجود هذه الحيوانات البرية. لذلك، عندما أقول لا تخرج ليلًا لأنك قد تواجه الحيوانات البرية، فهل أنا أختلق الأشياء فحسب؟ (كلا). أنا لا أحاول إخافة الناس. يقول بعض الناس بعد سماع هذا: "ينبغي أن أكون أكثر حذرًا. سأجد شخصًا يرافقني عند الخروج، أو أحمل سلاحًا للدفاع عن النفس، في حال واجهتُ حيوانات برية". بعض الناس يأخذون هذا على محمل الجد بعد سماعه، ويؤمنون به ويقبلونه، ثم يشرعون في تطبيق ما قلته. هذا قبول بسيط؛ في غاية السهولة. لكن ثمة نوع معين من الأشخاص الذين يرفضون الاستماع. يقولون: "لماذا لم أرَ حيوانات برية من قبل؟ أين هي؟ دع أحدها يخرج؛ وسأواجهه وأرى مَن الأكثر ضراوة. ما المخيف للغاية بشأن الحيوانات البرية؟ جميعكم جبناء قليلو الإيمان. انظروا إلى إيماني؛ أنا لا أخاف من الدببة!" يخرجون وحدهم عمدًا، ويتمشَّون فحسب دون داعٍ. بعد الوجبات، يجب أن يتمشوا في الخارج ويصرون على الخروج بمفردهم. عندما يقترح الآخرون عليهم إيجاد رفيقٍ يخرج معهم، يجيبون: "مستحيل، لماذا أحتاج إلى رفيق؟ وجود رفيق سيجعلني أبدو عديم القيمة! سأخرج بمفردي!" عليهم أن يجربوا ذلك. أي نوع من الأشخاص هذا؟ دعونا لا نتحدث حتى عما إذا كانوا سيواجهون حيوانات برية أم لا؛ أليس موقفهم تجاه مثل هذه الأمور إشكاليًا؟ (بلى، هو كذلك). ما المشكلة؟ (شخصية مثل هذا الشخص شريرة). تحاول التحدُّثَ معهم عن أمور جادة، فيتعاملون معها كمزحة. أثمة أي فائدة من التحدث إلى مثل هؤلاء الناس؟ الأشخاص من هذا القبيل أسوأ من الوحوش؛ ولا داعٍ لإضاعة الوقت معهم.

قبل برهة، تحدثنا عن حقيقة أن الأشخاص ذوي شخصية أضداد المسيح الشريرة حساسون بشكل خاص للمعرفة والتعلم والمواهب وبعض المَلَكَات المميزة؛ فَهُم يُعجَبون للغاية بذوي المَلَكَات المميزة ويقدرونهم؛ وهم في حالة انبهار تامة وطاعة لما يقوله مثل أولئك الناس. ما موقفهم تجاه المعرفة والرؤى الشائعة والتعلم الحقيقي الذي يفيد الناس والذي يحتاج ذوو الإنسانية الطبيعية إلى امتلاكه، أو الأشياء العملية والإيجابية التي يمكن استيعابها في الفكر الإنساني الطبيعي؟ يحتقرونها، ولا يولون لها اهتمامًا. ماذا يفعلون في كل مرة تُعْقَدُ فيها الشركة حول هذه الكلمات والحقائق في أثناء الاجتماعات؟ إنهم يحكُّون رؤوسهم، وبعضهم يسبلون أجفانهم ويبدون مُخَدَّرين وبطيئي الفهم، وبعضهم يبدو غارقًا في التفكير. كلّما ناقش بيت الله أمورًا جادة أكثر، أصبحوا أقلّ اهتمامًا، وكلما عَقَدَ الشركة حول الحق أكثر، زادت رغبتهم في النوم وشعورهم بالنعاس. من الواضح أن هؤلاء الناس ليس لديهم اهتمام بالحق على الإطلاق. أليس عديمو الإيمان هؤلاء ميؤوسًا من فدائهم؟ عندما كان بعض الناس متدينين، كانوا يستمتعون فقط بسماع الآخرين يتحدثون بلغات مختلفة أو يستمتعون بمشاهدة أشياء غريبة، وكانت رؤية أشياء لا تصدق ترفع معنوياتهم على الفور. يحب بعض الناس عند رؤيتي أن يقولوا: "تخرجتُ بدرجة البكالوريوس وتخصصت في الفلسفة. ماذا دَرَستَ؟" فأجيب: "لم أدرس أي تخصص معين؛ يمكنني فهم بعض الحروف وقراءة الكتب فحسب"، فيقولون: "حسنًا، أنت لا تَرْقَى إلى المستوى المتوقَّع". فأجيب: "هذه مقارنة لا فائدة منها، ولكن دعنا نعقد الشركة لبعض الوقت – هل تواجه أي صعوبات حالية؟" كيف يجيبون؟ "هممم، ما الصعوبات التي أواجهها؟ ليست لدي أي صعوبات. أنا أقوم بواجباتي بشكل جيد للغاية!" عند عَقْدِ الشركة معهم حول الحق، يفقدون الاهتمام، ويتثاءبون حتى تسيل منهم الدموع، كما لو كانوا ممسوسين من قِبَل شبح. إذا استمررتُ في كشف شخصيتهم الفاسدة، فإنهم ببساطة يحجمون ويغادرون، غير راغبين في الاستماع بعدئذٍ، وكلما حاولت أن أتوافق معهم وأتحدث معهم على قدم المساواة، زاد احتقارهم لي. أليس هذا عدم تقديرٍ للنوايا الحسنة؟ كان ثمة شخص يجيد القيادة. سألتُه: "كم عدد السنوات التي قضيتها في القيادة؟"، فقال: "اشتريت سيارة بعد أن كنت أعمل لمدة عامين بعد تخرجي من الكلية". قلت: "إذًا، أنت تجيد القيادة منذ بضع سنوات فحسب. ما زلتُ لا أجيد القيادة". ألستُ بقولي هذا أتعامل معه بتكافؤ؟ أليست هذه محادثة بين شخصين ذوي إنسانية طبيعية؟ (بلى، هي كذلك). بعد سماع هذا، قال: "حقًا؟ ما زلتَ لا تجيد القيادة؟ ماذا تستطيع أن تفعل إذًا؟" قلت: "لا أستطيع فعل الكثير، فأنا أجيد فقط ركوب السيارات". سألتُه: "ما الواجب الذي تقوم به حاليًا؟"، فقال: "أعمل في المالية والمحاسبة، إن عقلي مليء بالأرقام. في الكلية، تفوقت في الرياضيات وكنت الأقوى في العلوم. كان بإمكاني الالتحاق بجامعة تسينغهوا أو جامعة بكين". قلتُ: "أنا سيئ للغاية في الرياضيات. الأرقام تصيبني بالصداع. أفضل دراسة الكلمات وتعلم المفردات والأشياء من هذا القبيل". قال: "تعلُّم تلك الأمور غير مُجْدٍ. الأشخاص الذين يدرسون الفنون الأدبية لا مستقبل لهم بشكل عام". انظروا إلى ما قاله. هل ما قاله ينطوي على عقل بشري طبيعي؟ (كلا، ليس كذلك). عندما تحدثت وتفاعلت معه بطريقة هادئة وودية، لم يتمكن من التعامل مع الأمر بشكل صحيح، وبدلًا من ذلك، نظر إلي بازدراء واستخف بي. إذا واجه شخصًا يتمتع بمكانة أو معرفة، فقد يكون الأمر مختلفًا. بعد قضائنا بعض الوقت معًا، بدأ يشعر: "لقد أصبحت على دراية بالله، وتحدثت معه، وعقدتُ بعض التعاملات معه". سيعتقد أن لديه رأس مال الآن، وبالتالي، ستتغير نبرته. سألتُه ذات مرة: "سمعت أن شخصًا ما لم يعد يريد القيام بواجباته ويتمنى العودة إلى منزله. هل عاد ذلك الشخص إلى منزله؟" أجاب: "أوه، ذلك الشخص؟ لم يكن ينوي قَطُّ العودة إلى منزله!" أي نبرة هذه؟ هل تغيرت؟ عندما قابلته لأول مرة، شعر بأنه لا يستطيع التعامل معي؛ إذ كان محترمًا ويتصرف بأدب، محافظًا على تواضعه. الآن بعد أن صار أكثر دراية، صار أكثر ثقة. أي نبرة هذه؟ إنه يحمل القليل من التحدي وعدم الاكتراث وموقفًا مستخفًا ومتعاليًا وهو يتحدث معي. أي شخصيةٍ هذه؟ هذا شر. هل هذا شخص ذو إنسانية طبيعية؟ (كلا، ليس كذلك). يمكن للشخص العادي الطبيعي التواصل والتحدث معك بشكل طبيعي؛ وهذا هو الشيء الأكثر طبيعية. إذا كان يتنمر عليك أو يقمعك أو يستخف بك، فكيف تشعر تجاه ذلك؟ هل معاملته لك بهذه الطريقة تظهر أي إنسانية طبيعية فيه؟ أخبرني، إذا واجه شخص مثل هذا شخصية مشهورة عالميًا، أو شخصًا يتمتع بمكانة وسمعة، أو رئيسه أو مسؤوله الأعلى منه، فهل سيجرؤ على التقرُّب منه بهذه الطريقة؟ لم يكن سيجرؤ. كان سيسجد له بلهفة، ويضطر إلى قبول ألقابٍ مثل المرؤوس أو التابع أو الخادم أو الرجل المتواضع أو العاميّ أو السوقيّ للإشارة إلى نفسه والتحدث مع هؤلاء الناس. فيما بين غير المؤمنين، يسحق كبار المسؤولين الأشخاص الأدنى منهم، ونظرًا إلى كونك نكرة كما أنت، مَن سيتحدث معك بطريقة هادئة وودية؟ حتى لو كانوا يتحدثون إليك من حين لآخر عندما يكونون في حالة من السعادة، فإنهم لا يحترمونك؛ بل يعاملونك على أنك أقل من إنسان، ويسيئون معاملتك من دون سبب. عندما أتحدث وأدردش مع ذلك الشخص بطريقة هادئة وودية، ليس الأمر أنني لا أتلقَّ منه ردًا إيجابيًا فحسب، بل أواجه أيضًا الازدراء والاستخفاف والاحتقار والسخرية. هل ذلك لأن ثمة خطأ ما في طريقتي في التفاعل مع ذلك الشخص أم بسبب مشكلة في شخصيته؟ (ذلك لأن شخصية هذا الشخص متغطرسة للغاية). صحيح، لقد كنت أفكر في ذلك الاتجاه. أعامل الجميع بالطريقة نفسها، فلماذا يستجيب البعض بشكل صحيح، بينما لا يستجيب الآخرون؟ يمكن تقسيم الناس عمومًا إلى فئتين: ذوو الإنسانية يعرفون كيفية احترام الآخرين ويفهمون علاقتهم بالله ويعرفون من هم، وأولئك الأشرار والمتغطرسين، الذين يفتقرون إلى المعرفة بذواتهم. أخبرني، ماذا تسمي شيئًا يرتدي جلدًا بشريًا ولكنه لا يعرف حتى ما هو؟ هذا وحش بلا عقلانية. في مناسبة أخرى، سألتُه: "كيف انتهى الأمر الذي أمرتك بالتعامل معه قبل بضعة أيام؟ هل تعاملتَ مع تلك الأشياء؟" أجاب: "عَمَّ تتحدث؟" فقلت: "تلك الأشياء القليلة، هل اعتنيت بها؟ هل تمَّ التعامل معها؟" ذَكَّرْتُهُ مرتين، وتذكر أخيرًا، فقال: "أوه، أنت تتحدث عن تلك الأشياء؟ تم التعامل معها منذ فترة طويلة". أي نبرةٍ تنقلها الكلمة الأولى، "أوه"؟ مرة أخرى، إنها نبرة ازدراء، طبيعته الشيطانية تظهر مرة أخرى. بقيت طبيعته من دون تغيير؛ هكذا هو التَّعِس الذي هو على شاكلته. واصلت سؤاله عن كيفية تعامله مع الأمر، فأجاب: "اهتم به بعض الناس وتعاملوا معه على ذلك النحو"، بدون مزيد من التفاصيل. وإذا حاولت أن أطلب المزيد من التفاصيل، حتى لو حاولت استنباطها، لم أكن لأحصل على أي منها. لقد أمرته بالتعامل مع مهمة؛ أليس يحقُّ لي أن أكون مُطَّلِعًا؟ (بلى). إذًا، ماذا كانت مسؤوليته؟ بعد أن قَبِلَ المهمة مني، ألم يكن عليه الإبلاغ عن كيفية تعامله معها؟ (بلى). لكنه لم يبلغ، ولم أتمكن من الحصول على أي مستجدات طوال تلك الفترة. كل ما كان بوسعي هو إرسال شخص ما للاستفسار عن كيفية التعامل مع هذه المسألة، ولكن مع ذلك، لم تكن ثمة استجابة. فكرتُ في قلبي: "حسنًا، سأتذكرك. أنتَ غير جدير بالثقة. لا يمكنني أن أعهد إليك بأي شيء. أنت تفتقر إلى المصداقية كثيرًا!" ما نوع هذا الإبليس؟ ما شخصية مثل ذلك الشخص؟ شخصية الشر. عندما تعامله على قدم المساواة، وتناقش الأمور معه بأدب، وتحاول أن تكون ودودًا، فكيف يتلقى ذلك؟ يرى أن هذا جراء عدم كفاءتك وضعفك، لأنك سهل الانقياد. أليس هذا شرًا؟ (بلى، هو كذلك). إنه شر خالص. على الرغم من أن هذا النوع من الأشخاص الأشرار ليس منتشرًا على نطاق واسع، فإنه موجود في كل كنيسة. قلوبهم قاسية، متغطرسة، نافرة من الحق، وشخصياتهم خبيثة. هذه الشخصيات والسلوكيات على وجه التحديد هي التي تؤكد أن الأشخاص من هذا القبيل أشرار. ليس فقط أنهم يكرهون الجوانب الإيجابية للإنسانية الطبيعية، مثل الطيبة والتسامح والصبر والمحبة، بل على العكس من ذلك، يُضْمِرون التمييز والازدراء في قلوبهم. ما الذي يكمن في أعماق قلوب مثل أولئك الناس؟ الشر. إنهم أشرار للغاية! هذا مظهر آخر من مظاهر شر أضداد المسيح.

اليوم، يختلف محتوى شركتنا عن المظاهر الشريرة لأضداد المسيح إلى حد ما عن الشركتين السابقتين، وتركِّز كل منها على جانب واحد. قل لي، يقدِّر أضداد المسيح في أعماق قلوبهم المعرفة والتعلم والمواهب والمَلَكَات الخاصة؛ فهم يقدِّرون هذه الأشياء تقديرًا عميقًا؛ فهل لديهم إيمان صادق بالله؟ (كلا، ليس لديهم). قد يقول البعض أنهم قد يتغيرون بمرور الوقت. هل سيتغيرون؟ كلا، لن يتغيروا، لا يمكنهم. إن من طبيعتهم ازدراء تواضع الله وخفائه، ومحبته الحقيقية، وأمانته، ورحمته ورعايته للبشرية. ماذا أيضًا؟ إنهم يحتقرون الحالة الطبيعية لله الذي يعيش بين البشر وجانبه العملي، بل وأكثر من ذلك، يحتقرون جميع الحقائق التي لا علاقة لها بالمعرفة والتعلم والعلوم والمواهب. هل يمكن تخليص مثل أولئك الأشخاص؟ (كلا، لا يمكن ذلك). لماذا لا يمكن تخليصهم؟ لأن هذا ليس استعلانًا لحظيًا لشخصيةٍ فاسدةٍ ما؛ بل هو استعلان لجوهر طبيعتهم. مهما نصحهم الآخرون ومهما كان مقدار الحقِّ الذي تُقَدَّم لهم الشركة عنه، لا يمكن لأيِّ من هذا أن يغيِّرَهم. هذه ليست هواية مؤقتة، بل احتياج متجذر في داخلهم لهذه الأشياء. ولأنهم يحتاجون إلى المعرفة والتعلم والهدايا والمواهب الخاصة على وجه التحديد، فإن هذا يمكِّنهم من تقدير هذه الأشياء. ما معنى التقدير؟ إنه يعني أن تكون على استعداد لمتابعة هذه الأشياء والحصول عليها بأي ثمن، وهذا ما يتضمنه التقدير. من أجل الحصول على هذه الأشياء، هم على استعداد لتحمل المعاناة ودفع أي ثمن للحصول عليها، لأن هذه هي الأشياء التي يقدرونها. حتى إن البعض يقول: "كل ما يطلبه مني الإله لا بأس به. يمكنني إرضاء الإله، طالما أنه لا يطلب مني السعي إلى الحق". يأملون في ذلك. لن يقبل هؤلاء الناس كلام الله على أنه الحق أبدًا؛ حتى لو جلسوا هناك يستمعون بهدوء إلى العظات ويقرأون كلام الله، فإن ما يكسبونه من هذه الأشياء ليس الحق. هذا لأنهم يقيسون دائمًا كلام الله على المفاهيم والتصورات البشرية، ويدرسون كلام الله باستخدام المعرفة اللاهوتية، ما يجعل من المستحيل عليهم الحصول على الحق. يأملون في اكتساب المعرفة والتعلم ونوع من المعلومات أو الألغاز من كلام الله؛ نوع من التعلم الذي يتوقون إليه ويطلبونه، وهو نوعٌ غير معروف للجماهير. بعد الحصول على هذا التعلم غير المعروف للناس، يختالون ويتباهون به، آملين عبثًا في تسليح أنفسهم بهذا التعلم وهذه المعرفة والتسويق لأنفسهم بهما، حتى يتمكنوا من عيش حياة أكثر احترامًا وأكثر إشباعًا، فينالون المزيد من الوجاهة والمكانة بين الناس، وجعل الناس يؤمنون بهم أكثر ويعبدونهم أكثر. لذلك، يتفاخرون بلا كلل ببعض الأشياء المهمة التي قاموا بها، والأشياء التي يعتبرونها مجيدة، وكذلك الأشياء التي يعتقدون أنها مثيرة للإعجاب، والتي يمكنهم التفاخر بها واستخدامها لاستعراض قدراتهم وتفردهم. أينما ذهبوا، يعظون بمجموعة النظريات نفسها. لا يمكن لهؤلاء النّاس أن يفهموا الحقّ مهما كانت كيفية قراءتهم لكلام الله أو حضورهم للاجتماعات وسماعهم للعظات. حتى لو فهموا القليل من الحق، فلن يمارسوه على الإطلاق. هذا هو جوهر مثل أولئك الناس، وهو شيء لا يمكن تغييره من قِبَلِ أي شخص. هذا لأنهم موهوبون بطبيعتهم بشيء لا يمتلكه الآخرون، وما يحبونه مرتبط بجوهرهم الشرير؛ وهذا هو عيبهم المميت. مُقَدَّرٌ لهم ألا يقبلوا الحق، ومقدر لهم أن يتبعوا طريق بولس، ومقدر لهم أن يعارضوا الحق والله حتى النهاية. لماذا؟ لأنهم لا يحبون الحق؛ لن يقبلوه أبدًا.

هل اختبرتم شر أضداد المسيح؟ هل يوجد حولكم أشخاصٌ من هذا القبيل؟ هل سبق لكم التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص؟ لماذا قضينا وقتًا في عدة اجتماعات نناقش هذا الموضوع؟ عادة، عندما يتحدث الناس عن معرفة أنفسهم، غالبًا ما أسمعهم يذكرون شخصيات الغطرسة والبر الذاتي والخداع، لكن من النادر أن نسمع الناس يتحدثون عن الشر. الآن، بينما نعقد الشركة حول شخصية شريرة، غالبًا ما أسمع الناس يقولون إن شخصية شخص ما شريرة. يبدو أنكم قد اكتسبتم بعض الفهم. في الماضي، عندما كان الناس يتحدثون عن معرفة أنفسهم، كانوا دائمًا يطرحون مسألة الغطرسة. بالنظر إلى الأمر الآن، أيُّ الشخصيتين أكثر خطورة، شخصية الغطرسة أم شخصية الشر؟ (الشر). صحيح. في الماضي، لم يدرك الناس خطورة مشكلة الشر. في الواقع، فإن شخصية الشر وجوهره أكثر خطورة من الغطرسة. إذا كانت شخصية شخصٍ وجوهر طبيعته شريرين بشدة، فدعني أخبرك أنه يجب عليك تجنب التواصل معه؛ وعدم الاقتراب منه. مثل هؤلاء الناس لن يسلكوا الطريق الصحيح. ما الفوائد التي يمكنك كسبها من صحبة الأشرار والمحافظة على تواصلك معهم؟ إذا لم تكن هناك فوائد، ولكنك تملك "الأجسام المضادة" لمقاومة شرهم، فيمكنك التفاعل معهم. هل لديك هذه الضمانة؟ (كلا). لماذا ينبغي لك تجنب التفاعل مع مثل أولئك الأشخاص إذا لم تكن لديك هذه الضمانة؟ لأن وراء الشر، ثمة شيئان آخران: المكر والخداع. معظم الناس الذين يفتقرون إلى فهم الحق ويفتقرون إلى الاختبار والبصيرة يُضَلَّلون بسهولة. لا حيلة لك إلا أن يقهروك، وفي النهاية، ستصبح أسيرًا لهم. قد تصير أسيرًا لهم بطريقتين: إما أنك لا تستطيع هزيمتهم، وتشعر بعدم الاقتناع بقلبك، ولكن بدافع الضرورة، تضطر للخضوع لهم لفظيًا؛ أو ثمة طريقة أخرى يتم فيها إخضاعك تمامًا من قِبَلِهِم. هذا لأن ثمة شيء غير معروفٍ للناس يكمن في الطبيعة الشريرة لأضداد المسيح؛ إذ يمكنهم استخدام مختلف الوسائل والأحاديث والأساليب والاستراتيجيات والطرق والمغالطات لإقناعك بالاستماع إليهم، وجعلك تعتقد أنهم على حق وعلى صواب وإيجابيون، وحتى لو فعلوا الشر، وانتهكوا مبادئ الحق، وكشفوا عن شخصيات فاسدة، ففي النهاية سوف يقلبون الأمور ويجعلون الناس يعتقدون أنهم على حق. لديهم هذه القدرة. ما هذه القدرة؟ إنها القدرة الهائلة على التضليل. هذا هو شرهم، أنهم مُضَلِّلون للغاية. في قلوبهم، تتشكل الأشياء التي يحبونها ويكرهونها وينفرون منها ويقدِّرونها ويعبدونها من خلال بعض وجهات النظر المشوهة. تتضمن وجهات النظر هذه مجموعة من النظريات، وكلها مغالطات معقولة ظاهريًا يصعب على الناس العاديين دحضها لأنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق ويمكنهم حتى تقديم حجج معقدة لأخطائهم. ومن دون واقع الحق، لا يمكنك إقناعهم من خلال تقديم الشركة عن الحق معهم، والنتيجة النهائية هي أنهم يستخدمون نظرياتهم الجوفاء لدحضك، ويتركونك عاجزًا عن الكلام، فتستسلم لهم تدريجيًا. يكمن شر مثل أولئك الأشخاص في حقيقة أنهم مًضَلِّلون للغاية. من الواضح أنهم لا شيء، وأنهم يفسدون كل واجب يقومون به؛ ومع ذلك لا يزال بإمكانهم في النهاية تضليل بعض الناس حتى يجعلوهم يعبدونهم و"يركعون" عند أقدامهم، وجعل الناس يصيرون مطيعين لهم. هذا النوع من الأشخاص يمكن أن يُحَوِّلَ الخطأ إلى صواب، والأسود إلى أبيض. يمكنهم عكس الحق والباطل، ونسب الأخطاء التي ارتكبوها إلى الآخرين، وينسبون الفضل إلى أنفسهم في الأعمال الصالحة التي قام بها الآخرون كما لو كانت أعمالهم هم. وبمرور الوقت، تصير مرتبكًا، ولا تعرف مَن هم حقًا. إذا حكمتَ من خلال كلماتهم وأفعالهم ومظهرهم، فقد تفكر: "هذا الشخص فائقٌ للعادة؛ نحن لا نُقَارَنُ به!" ألا يعني هذا أنك ضُلِّلت؟ اليوم الذي تُضَلَّلُ فيه هو اليوم الذي تقع فيه في خطر. أليس هذا النوع من الأشخاص الذين يُضَلِّلون الآخرين شريرًا للغاية؟ كل من يستمع إلى كلماتهم قد يُضَلَّلُ ويرتبك، ويجد صعوبة في التعافي لفترة من الوقت. يمكن لبعض الإخوة والأخوات تمييزهم وإدراك أنهم مُضَلِّلون، ويمكنهم كشفهم ورفضهم، لكن الآخرين الذين ضُلِّلوا قد يدافعون عنهم، قائلين: "لا، إن بيت الله يعامله بطريقةٍ غير عادلة؛ يجب أن أقف للدفاع عنه". ما المشكلة هنا؟ من الواضح أنهم مُضَلَّلون، لكنهم يدافعون عن الشخص الذي ضللهم ويبررون له. أليس هؤلاء أناسًا يؤمنون بالله ولكن يتبعون إنسانًا؟ يزعمون أنهم يؤمنون بالله، ولكن لماذا يعبدون هذا الشخص على هذا النحو ويدافعون عنه بهذه الدرجة؟ ألا يعني كونهم لم يتمكنوا من اكتشاف مثل هذه المسألة الواضحة أنهم قد ضُلِّلوا إلى حد ما؟ لقد ضلَّل ضد المسيح الناس لدرجة أنهم لم يعودوا يشبهون البشر ولم يعد لديهم عقل لاتباع الله؛ وبدلًا من ذلك، يعبدون ضد المسيح ويعبدونه. أليس هؤلاء الناس يخونون الله؟ إذا كنت تؤمن بالله، لكنه لم يربحك، وربح ضد المسيح قلبك واتبعته بكل قلبك، فهذا يثبت أنه أبعدك عن بيت الله. وبمجرد أن تغادر رعاية الله وحمايته وتغادر بيت الله، يتمكَّن ضد المسيح من التلاعب والعبث بك كما يشاء، وعندما ينتهي من اللعب بك، لن يرغب فيك بعدئذٍ، وسينتقل إلى تضليل الآخرين. وإذا واصلت الاستماع إلى كلماته وكانت لديك قيمة يمكنه أن يستغلها، فقد يسمح لك باتباعه لفترة أطول. لكن إذا لم يعد يرى فيك أي قيمة يستغلها، وإذا لم يعد لديه أي اعتبار لك، فسوف يتخلص منك. هل يظل بإمكانك العودة إلى الإيمان بالله؟ (لا). لماذا لا يمكنك الإيمان بعدئذٍ؟ لأنَّ إيمانك الأوَّليَّ قد اختفى، تبدَّد. هكذا يُضَلِّلُ أضداد المسيح الناس ويؤذونهم. يستخدمون المعرفة والتعلم الذي يعبده الناس، إلى جانب مواهبهم، لتضليل الناس والتحكُّم بهم، تمامًا كما ضلَّل الشيطان آدم وحواء. بغض النظر عن جوهر طبيعة أضداد المسيح، وبغض النظر عما يحبونه ويكرهونه ويقدرونه في جوهر طبيعتهم، هناك شيء واحد مؤكد: ما يحبونه وما يستخدمونه لتضليل الناس يتعارض مع الحق ولا علاقة له بالحق، وهو معادٍ لله – هذا أمر مؤكد. تذكر هذا: لا يمكن أبدًا أن يكون أضداد المسيح متوافقين مع الله.

أخبرني، أي نوع من الأشخاص يُظْهِرُ علامات ودلالات شر أضداد المسيح؟ (الأشخاص ذوو المواهب). مَن أيضًا؟ (أولئك الذين يحبون التباهي). أولئك الذين يحبون التباهي، هذا ليس شريرًا بما فيه الكفاية. رغم أنهم قد يحبون التباهي، فهم لا يرغبون في التحكم بالآخرين، ولم يصلوا إلى هذا الحد؛ فهذه شخصية فاسدة. فكّر في ذلك بالتفصيل: أيّ النّاس يظهرون علامات ودلالات تسمح لك بالاكتشاف المبكِّر أن هؤلاء التعساء أضدادٌ للمسيح من خلال مختلف السلوكيات والمؤشرات الظاهرة فيهم؟ (الأشخاص المتغطرسون الذين يحبون المكانة). الغطرسة وحب المكانة لهما بعض الأهمية، لكن هذا لا يكفي تمامًا. اسمحوا لي أن أتحدث عن شيء ما، وأنتم استمعوا وانظروا ما إذا كانت هذه النقطة حاسمة أم لا. يطرح بعض الناس باستمرار وجهات نظر تختلف عن الحق والأشياء الإيجابية. ظاهريًا، قد يبدو أنهم يريدون دائمًا كسب إعجاب المحيطين والتميز عن البقية، لكن هذا ليس هو الحال بالضرورة. من الممكن أن تكون وجهات نظرهم هي ما تؤدي إلى مثل هذا السلوك الخارجي. في الواقع، إذا كانت لديهم وجهات نظر مثل هذه حقًا، فستكون ثمة مشكلة خطيرة. على سبيل المثال، عندما يعقد الجميع الشركة، قائلين: "يجب أن نقبل هذا الأمر من الله. وإذا لم نفهم، فيجب أن نخضع أولًا"، ويتفق الجميع على ذلك، فهل وجهة النظر هذه صحيحة؟ (نعم، هي كذلك). هل مبدأ الممارسة هذا خارج المسار؟ (كلا، ليس كذلك). إذًا، ما طريقة الكلمات التي يقولها الناس وتُظهر أن لديهم علامات ودلالات الشخصية الشريرة لأضداد المسيح؟ "الخضوع جانبٌ واحدٌ من الأمر، لكن عليك أن تكون مدركًا لما يحدث، أليس كذلك؟ وأن تتعامل مع كل شيء بجدية، أليس كذلك؟ لا يمكنك الخضوع بشكل مشوش؛ فالله لا يطلب منا الخضوع بلا اكتراث". أليس هذا نوعًا من الجدل؟ (بلى، هو كذلك). يقول بعض الناس: "إن كان ثمة شيء لا نفهمه، فيمكننا الانتظار بصبر، وطلب الشركة مع شخص يفهم. في الوقت الحالي، لا أحد منا يفهم، ولا يمكننا العثور على أي شخص يفهم لنعقد الشركة معه. لذلك، دعونا نخضع أولًا". ما وجهة نظر أضداد المسيح؟ "يا لكم من شرذمةٍ من الضعفاء، تخضعون لكل شيء وتستمعون إلى الإله في كل شيء. استمعوا لي! لماذا لم يذكرني أحد؟ اسمحوا لي أن أقدم إليكم رأيًا سديدًا!" إنهم يريدون مشاركة آرائهم السامية. يعارضون الأشخاص الذين يمارسون الحق، ويعارضون التزامهم بمبادئ الحق. إنهم يريدون دائمًا استعراض غرورهم، وافتعال الشجارات، واللجوء إلى الحيل الشريرة، ومشاركة وجهات نظر سامية، وحمل الناس على النظر إليهم بشكل مختلف. أليست هذه علامة على الشخصية الشريرة لأضداد المسيح؟ أليست هذه دلالةً عليهم؟ ما الخطأ في أن يخضع الجميع؟ حتى لو خضعوا بحماقة، هل هذا خطأ؟ هل سيدين الله ذلك؟ (كلا، لن يفعل). لن يدين الله ذلك. ما الحق الذي لديهم في تعقيد الأمور وتهييجها؟ هل يشعرون بالغضب في قلوبهم عندما يرون الناس يخضعون لله؟ عندما يشهدون الناس يخضعون لله، يشعرون بالامتعاض في قلوبهم، غير راضين عن أنهم لا يحصلون على أي منافع، وأن الناس لا يطيعونهم ولا يستمعون إليهم ولا يطلبون مشورتهم، ويصبحون غير سعداء – يقاومون في قلوبهم، ويفكرون: "مَن الذي تخضعُ له؟ هل تخضع للحق؟ لا بأس بالخضوع للحق، لكننا بحاجة إلى دراسته. إذًا، ما الحق؟ هل تخضعُ بالطريقة الصحيحة؟ ألا ينبغي أن تفهم بواطن الأمر وظواهره على الأقل؟" أليست هذه حجتهم؟ ما الذي يحاولون فعله؟ يريدون تهييج الأمور وتضليل الناس. بعض الناس المخدرين بطيئي الفهم والحمقى يصيرون مُضَلَّلين عند سماعهم هذا، بينما يدحضهم أولئك الذين يمتلكون التمييز، قائلين: "ماذا تفعل؟ هل تغار مني وتحسدني على خضوعي لله؟ هل تكون غير سعيد عندما أخضع لله، لكن تسعد عندما أطيعك؟ هل الصواب فقط أن يطيعك الجميع ويستمعوا إليك ويفعلوا كل ما تقوله؟ هل يتوافق ما تقوله مع الحق؟" عند رؤية هذا، يفكر ضد المسيح: "بعض الناس لديهم تمييز – سأنتظر لبعض الوقت". باختصار، عندما يمارس الجميع وفقًا لمبادئ الحق، لا يطيقون هم انتظار أن يهاجموا. كلما زادت طاعة الجميع لله وخضوعهم لترتيبات بيت الله وممارستهم وفقًا لكلام الله وتعاملهم مع الأمور وفقًا لترتيبات ومبادئ العمل، زاد شعورهم بالانزعاج والضيق وعدم الراحة. هذه علامة على الجوهر الشرير لأضداد المسيح. طالما أن الجميع يستمعون إلى كلام الله ويمارسون الحق ويتعاملون مع الأمور وفقًا للمبادئ، فإنهم يشعرون بالانزعاج والقلق. أليست هذه مشكلة؟ (بلى، هي كذلك). إذا لم يقرأ أحد كلام الله، أو إذا قرأوه ولم يعقدوا الشركة حوله، وإذا استمعوا فقط إلى أضداد المسيح، فسيكون أضداد المسيح سعداء. ما المشكلة التي يوضحها هذا؟ إنهم لا يعقدون الشركة حول كلام الله أبدًا. طالما أن الجميع يعقدون الشركة حول كلام الله بهدوء، وأن أضداد المسيح يرون أن لا أحد يهتم بهم، ولا يستمع إليهم أحد، وأنهم لا يستطيعون كسب عبادتهم، وأن مكانتهم مهددة، وأنهم في خطر؛ فحينها يبدؤون في التخريب لتهييج الأمور، ويقترحون هرطقة أو مغالطة لتضليلك وإرباكك، ما يجعلك غير متأكد مما إذا كان ما ناقشته للتو صحيحًا أم خطأً. فقط عندما يفهم الجميع أخيرًا شيئًا ما من خلال الشركة، يتحدثون ببضع كلمات شيطانية لإثارة القلاقل. أليست هذه هي الشخصية الشريرة لأضداد المسيح؟ ما المظهر الذي يُناظِر هذه الشخصية الشريرة؟ (العدوانية تجاه الحق). بالضبط. كلما زاد فهم الجميع للحق، زاد شعورهم بالضيق. أليست هذه عدوانية تجاه الحق؟ ألا يتطابق هذا؟ (بلى). هل صادفتم أشخاصًا من هذا القبيل؟ بينما يعقد الجميع الشركة حول شيء ما، يظلون هم صامتين لفترة طويلة، وفي النهاية، عندما يظهر بعض الوضوح من خلال الشركة، يظهرون، وبعد ظهورهم يطرحون سؤالًا صعبًا لجعل الأمور صعبة على هؤلاء الأشخاص. قصدهم هو أن يقولوا: "دعوني أريكم، سأدعكم ترون ما يمكنني فعله! أنتم تعقدون الشركة حول الحق، ولا تستمعون إليَّ وتتجاهلونني، ولا تهتمون بي ولا تبالون بي، لذلك سأطرح عليكم سؤالًا صعبًا تعقدون الشركة عنه ويسبب لكم ارتباكًا شديدًا!" أليس هذا إبليسًا؟ (بلى، هو كذلك). هذا إبليسٌ، ضد مسيحٍ حقيقي.

بعض الناس يشعرون بسعادة بالغة كلما سمعوا أن شخصًا ما سلبي أو ضعيف. وتحديدًا يبتهجون للغاية عندما يرون شخصًا يزعج حياة الكنيسة، أو شخصًا يفعل أشياء سيئة للزج بعمل الكنيسة إلى الفوضى، أو عندما يشهدون شخصًا يثير المتاعب بشكل أعمى؛ حتى يكادون يتلهَّفون على إطلاق الألعاب النارية والاحتفال. ما خطب مثل هؤلاء الناس؟ لماذا هم سعداء للغاية ببلايا الآخرين؟ لماذا لا يمكنهم الوقوف إلى جانب الله للدفاع عن مصالح بيت الله في هذه اللحظة الحاسمة؟ أليس مثل أولئك الناس عديمي الإيمان؟ أليسوا خدامًا للشيطان؟ ينبغي لكم جميعًا التأمل فيما إذا كنتم تظهرون مثل هذه السلوكيات، والتحقق أيضًا مما إذا كان ثمة أشخاص من هذا القبيل حولكم، ومعرفة كيفية تمييز هؤلاء الأفراد، وخاصة عندما ترون أشخاصًا أشرارًا يقومون بأعمال شريرة، ماذا يكون موقفكم؟ هل أنت مجرد متفرج يستمتع بالمشهد، أم إنك قد تتخذ الطريق نفسه؟ هل أنت شخصًا من هذا النوع؟ بعض الناس لا يتأملون في أنفسهم بهذه الطريقة. لا يحبون رؤية الخير في الناس؛ بل يفضِّلون أن يكون الجميع أسوأ حالًا منهم؛ وحينها يشعرون بالفرح. على سبيل المثال، عندما يرون شخصًا يبذل نفسه من أجل الله يتعرَّض للتهذيب، أو عندما يذنب شخص يؤمن بالله بصدق، فإنهم يفرحون سرًا ويقولون: "ها قد حان يومك أنت أيضًا. أنت بذلت نفسك من أجل الإله، فكيف سار الأمر معك؟ لقد تعرضت للظلم، أليس كذلك؟ لقد عانيت من الخسارة، أليس كذلك؟ ما الفائدة من بذل نفسك؟ أنت تتحدث دائمًا بصدق، والآن تتعرض للتهذيب، أليس كذلك؟ أنت تستحق ذلك!" لماذا هم بهذه البهجة؟ أليسوا يجدون الفرح في بلايا الآخرين؟ أليست قلوب مثل أولئك الناس في المكان الخطأ؟ عندما يرون شخصًا يسبب إزعاجًا في عمل بيت الله، يكونون سعداء، وعندما يرون عمل بيت الله يعاني الخسارة، يكونون سعداء. ما الذي يجعلهم سعداء؟ يفكرون: "أخيرًا، شخص لا يحب الحق مثلي تسبب في خسارة لمصالح بيت الله، ولا يشعر بتأنيب الذات على الإطلاق". هذا ما يجعلهم سعداء. أليس هذا شرًا؟ (بلى، هو كذلك). هذا شرير للغاية! هل بينكم أناسٌ من هذا القبيل؟ هناك بعض الأشخاص الذين لا يتفوهون بحرفٍ معظم الوقت، ولكن بمجرد أن يروا شخصًا يرتكب خطأ، يبدأون فجأة في الغناء ويتمايلون ويبدون سعداء للغاية، ويفكرون: "اليوم، لدي أخيرًا بعض الأخبار الجيدة. أنا سعيد للغاية، حتى إنني سأطلب صحنين إضافيين من الأرز!" ما نوع هذه الشخصية؟ شخصية الشر. لا يذرفون دمعة واحدة ولا يشعرون بالحزن لثانية واحدة لأن مصالح بيت الله تكبدت خسائر. لا يؤنبهم ضميرهم، ولا يشعرون بالحزن أو الألم، وبدلًا من ذلك، يشعرون بالسعادة والرضا لأن خطأ شخص ما أدى إلى خسائر لمصالح بيت الله وجلب العار لاسم الله. أليس هذا شرًا؟ أليست هذه علامة على امتلاك الطبيعة الشريرة لأضداد المسيح؟ هذه أيضًا علامة.

يقال إن البعض في فرق الإنجيل هم متحدثون فصحاء. لقد استمعوا إلى العظات لسنوات ولخصوا مجموعة من التعاليم، وهم يتفوهون بالكلام الفارغ أينما ذهبوا، ولا يعجزون عن الكلام أبدًا عندما يعظون، ما يدل تمامًا على مواهبهم وفصاحتهم. يظنُّ بعض الناس أن هؤلاء الأفراد قادرون للغاية فيقررون اتباعهم. ما الذي يقولونه في النهاية؟ "نستمع إلى شركة ذلك الشخص، لذا لا نحتاج إلى الاستماع إلى العظات من الأعلى؛ ولا نحتاج إلى الاستماع إلى كلمات الإله أيضًا، فشركة ذلك الشخص تحل محلها". أليس هؤلاء الناس في خطر؟ (بلى). هؤلاء الناس في خطر كبير. إنهم يحبون أفعال أضداد المسيح وسلوكياتهم، وكذلك وقاحتهم وهمجيتهم وشرهم. يحبون ما يحبه أضداد المسيح وينفرون مما ينفر منه أضداد المسيح. يحبون المعرفة والتعلم والتعاليم ومختلف النظريات اللاهوتية والبدع والمغالطات التي يبشر بها أضداد المسيح. إنهم يعبدون هذه الأشياء. إلى أي مدى يعبدونها؟ إنهم يتحدثون بهذه الكلمات حتى في أحلامهم ليلًا. هل هذا خطير؟ هل يمكن لهؤلاء الناس أن يتبعوا الله عندما تصل عبادتهم إلى هذا المستوى؟ قد يقول البعض: "هذا خطأ. لا يزالون في الكنيسة، ولا يزالون يؤمنون بالله". لم تتح لهم الفرصة بعد، وبمجرد أن يجدوا الشخص أو الشيء الذي يريدون عبادته، يمكنهم ترك الله في أي وقت. أليست هذه علامة على امتلاك الجوهر الشرير لأضداد المسيح؟ (بلى). هل يمكنكم تمييز مثل هؤلاء الأشخاص حينما ترونهم؟ (نعم، يمكننا ذلك). ربما لم تكونوا تعرفون في الماضي الطبيعة البالغة الخطورة لمثل هذه الأمور. الآن، هل ستظل لديكم أسئلة في أذهانكم عن هؤلاء الأشخاص عندما تقابلونهم مرة أخرى؟ هل ستتجاهلونهم؟ (لا، لن نفعل ذلك). إذًا، هل اكتسبتم بعض التمييز فيما يتعلق بهؤلاء الأشخاص؟ (نعم). هذه بعض العلامات والمعلومات التي يكشفون عنها. أي إنه بمجرد أن تتاح لهؤلاء الأشخاص فرصة أو مكانة، أو بمجرد أن يضللهم شخص ما، يمكنهم خيانة الله في أي وقت وفي أي مكان. هل يمكن للناس رؤية استعلاناتهم وجوهرهم الشرير؟ هل لذلك بعض الآثار التي يمكن أن يراها الناس؟ (نعم). لا بد من أن لها بعض الآثار. إذا لم أذكر هذه، فقد تفكرون: "مَن الذي يُظهر هذه الدلالات؟ من الذي يكشف عن هذه العلامات؟ لا أحد، لم أرَ أحدًا". ألم تكتشفوا أن مثل هؤلاء الأشخاص موجودون من خلال مناقشتي لهذه العلامات؟ بعضهم أتباع، وبعضهم قادة وعاملون. هذه هي العلامة الثالثة على امتلاك الجوهر الشرير لأضداد المسيح.

الأشخاص الذين يمتلكون الجوهر الشرير لأضداد المسيح لديهم علامة مميزة أخرى، شيء يشتركون فيه جميعًا. تحت ستار حب الحق والتوق إلى الطريق الحق، يأتي هؤلاء الناس لحضور العظات، ويتعلمون مختلف المعارف والموضوعات المتعلقة بالحق، ويتجهزون بالنظريات والمعرفة اللاهوتية، ثم يستخدمون هذه النظريات والمعرفة للانخراط في معارك لفظية مع القادة والعاملين، ويوظفونها لإدانة بعض الأفراد وتضليل الآخرين وإقناعهم، وحتى إعطاء ما يسمى بالإمداد والمساعدة والسقاية لبعض الأشخاص. ومع ذلك، ثمة نقطة توضِّح أنهم ليسوا من محبي الحق. ما تلك النقطة؟ إنه بغض النظر عن الطريقة التي يجهز بها هؤلاء الناس أنفسهم وكيفية تبشيرهم، فإنهم يتحدثون ويقولون الأشياء فقط، ويسلحون أنفسهم فقط، لكنهم لا يتعاملون أبدًا مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق. ما المقصود بـ "أبدًا"؟ تعني أنهم لا يستطيعون قول كلمة صادقة واحدة، ولم يكونوا صادقين قَط، ولم يدفعوا قَط ثمن التخلي عن منافع المكانة. بغض النظر عن المناسبة، فإنهم يبذلون دائمًا قصارى جهدهم من أجل شهرتهم وكسبهم ومكانتهم الخاصة بينما يتحدثون ويتصرفون. على الرغم من أنهم ظاهريًا يبدون أنهم يدفعون الثمن ويحبون الحق، فجوهرهم الشرير يظل من دون تغيير. ما المشكلة هنا؟ من ناحية، لا يسعى هؤلاء الأشخاص أبدًا إلى مبادئ الحق في أفعالهم. ومن ناحية أخرى، حتى لو كانوا يعرفون مبادئ الحق وطريق الممارسة، فإنهم لا يمارسونها. هذه علامة على أنهم يمتلكون الجوهر الشرير لأضداد المسيح. بغض النظر عما إذا كانوا يتمتعون بمكانة أم لا، وما إذا كانوا يقومون بواجبهم في نشر الإنجيل أو أنهم قادة وعاملون، ماذا تكون سمتهم المميزة؟ هي أنهم يستطيعون التكلُّم بالتعاليم الصحيحة فقط، لكنهم لا يفعلون الأشياء الصحيحة أبدًا. هذه هي سمتهم المميزة. إنهم يتحدثون عن التعاليم بشكل أكثر وضوحًا من أي شخص آخر، لكنهم يفعلون أشياء أسوأ من أي شخص آخر – أليس هذا شرًا؟ هذه هي العلامة الرابعة على امتلاك الجوهر الشرير لأضداد المسيح. تحققوا من ذلك بأنفسكم، وقيِّموا ما إذا كان كثيرٌ من الناس من حولكم لديهم الجوهر الشرير لأضداد المسيح. بعد أن ذكرتُ هذه العلامات، يمكنكم تقييم ما إذا كان كثيرٌ من هؤلاء الأشخاص حولكم أم لا. كم تبلغ نسبتهم المئوية؟ هل هم أكثر ضمن القادة أم ضمن المؤمنين العاديين؟ ألم يكن بعضكم يعتقد سابقًا أن القادة فقط لديهم الفرصة ليصبحوا أضدادًا للمسيح؟ (هكذا كان الحال في السابق). إذًا، هل تغيرت وجهة النظر هذه الآن؟ لا يصبح أضداد المسيح أضدادًا للمسيح لأنهم يمتلكون المكانة؛ فقد كانوا بهذه التعاسة حتى عندما كانوا يفتقرون إلى المكانة. الأمر فقط أن حظهم وصل بهم إلى منصب قيادي، وأن ملامحهم الحقيقية كأضدادٍ للمسيح قد انكشفت سريعًا، مثل الفطريات التي تتخمر بسرعة في درجة الحرارة والتربة المناسبتين، فتكشف عن شكلها الحقيقي. إذا لم تتوفر بيئة مناسبة، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول قليلًا حتى ينكشف جوهر طبيعتهم، لكن هذا الاستعلان المتأخر لا يعني أنهم يفتقرون إلى تلك الطبيعة. بمثل هذه الطبيعة، سيتصرف الناس حتمًا ويكشفون عن أشياء، وهذه السلوكيات المكشوفة هي علامات ودلالات على الجوهر الشرير لأضداد المسيح. بمجرد أن يمتلكوا هذه العلامات والدلالات، يمكن تصنيفهم على أنهم أضداد للمسيح.

أخبرني، هل ممارسة الحق والتعامل مع الأمور وفقًا لمبادئ الحق تتطلب أعذارًا ومبررات مختلفة؟ (كلا، لا تتطلب ذلك). طالما أن الشخص لديه قلب صادق، يمكنه تطبيق الحق. هل يأتي الأشخاص الذين لا يمارسون الحق بمختلف الأعذار؟ على سبيل المثال، عندما يفعلون شيئًا خطأً ويخالفون المبادئ، ويقوم شخص ما بتصحيحهم، فهل يمكنهم الاستماع؟ لا يستمعون. هل حقيقة أنهم لا يستمعون هي كل ما في الأمر؟ كيف هم أشرار؟ (يجدون عذرًا يقنعك، ما يجعلك تعتقد أنهم على حق). سيجدون تفسيرًا يتوافق مع مفاهيمك وتصوراتك، ثم يستخدمون مجموعة من النظريات الروحية التي يمكنك الاعتراف بها وقبولها وتتماشى مع الحق لإقناعك وجعلك تُسَايرهم وتعتقد بصدق أنهم على حق، وكل ذلك لتحقيق هدفهم المتمثل في تضليل الناس والتحكم بهم. أليس هذا شرًا؟ (بلى). هذا شرٌّ حقًا. من الواضح أنهم فعلوا شيئًا خطأً، وخالفوا المبادئ والحق في أفعالهم، وفشلوا في ممارسة الحق، ومع ذلك أتوا بمجموعة من المبررات النظرية. هذا شرير حقًا. يشبه الأمر ذئبًا يأكل خروفًا؛ فمن طبيعة الذئب في الأصل أن يأكل الخراف، وخلق الله هذا النوع من الحيوانات ليأكل الخراف؛ فالخراف هي طعامه. ولكن بعد أكلها، لا يزال الذئب يجد أعذارًا مختلفة. هل لديك أي أفكار حول هذا الأمر؟ تفكر: "أنت أكلت خروفي، والآن تريد مني أن أعتقد أنه كان لا بُدَّ من أن تأكله، وأنه كان من المعقول والمناسب لك أن تأكله، بل ينبغي لي أن أشكرك". ألستَ تشعر بالغضب؟ (بلى). ما الأفكار التي تكون لديك بينما أنت غاضب؟ أنت تفكر: "هذا المخلوق شرير للغاية! إذا كنت ترغب في أكل الخروف، فتفضل، هذا ما أنت عليه؛ أَكْلُكَ لخروفي هو جانبٌ من المشكلة، لكن أن تأتي بمجموعة من الأسباب والأعذار وتطلب مني أن أمتنَّ لك في المقابل. أليس هذا خلطًا للصواب والخطأ؟" هذا شرٌّ. عندما يريد الذئب أن يأكل خروفًا، ما الأعذار التي يجدها؟ يقول الذئب: "أيها الخروف الصغير، يجب أن آكلك اليوم لأنني بحاجة إلى الانتقام منك لإهانتك لي العام الماضي"، فيقول الخروف الذي يشعر بالظلم: "لم أكن حتى قد وُلِدتُ العام الماضي". عندما يدرك الذئب أنه أخطأ في الكلام وأخطأ في حساب عمر الخروف، يقول: "حسنًا، لن نحسب ذلك إذًا، لكن لا يزال يتعين عليَّ أن آكلك لأنني عندما شربت الماء من هذا النهر المرة الماضية، عَكَّرتَ الماء، لذلك أحتاج إلى الانتقام منك"، فيقول الخروف: "أنا في اتجاه مجرى النهر، وأنت في اتجاه منبع النهر. كيف يمكنني تلويث المياه في اتجاه المنبع؟ إذا كنت تريد أن تأكلني، فتفضَّل بأكلي. لا تنتحل أعذارًا مختلفة". هذه هي طبيعة الذئب. أليس هذا شرًا؟ (بلى، هو كذلك). هل شر الذئب يُماثل شر التنين العظيم الأحمر؟ (نعم). هذا الوصف هو أنسب وصفٍ للتنين العظيم الأحمر. يريد التنين العظيم الأحمر أن يعتقل الناس الذين يؤمنون بالله؛ يريد أن يتهم هؤلاء الناس بارتكاب جرائم. لذلك، يخلق أولًا جبهات معينة، ويختلق شائعات معينة، ثم يبثها في العالم من أجل جعل العالم بأسره ينهض ليدينك، وهو يوجّه تهمًا متعددة لأولئك الذين يؤمنون بالله، مثل "الإخلال بالنظام العام"، و"تسريب أسرار الدولة"، و"تقويض سلطة الدولة". كما ينشر شائعات بأنك ارتكبت جرائم جنائية مختلفة ويوجه هذه التهم لك. هل من المقبول أن ترفض الاعتراف لهم؟ هل يتعلَّق الأمر باعترافك بارتكابها من عدمه؟ كلا، ليس كذلك. بمجرد أن يعتزم اعتقالك، فإنه يبحث عن أعذار مختلفة، تمامًا مثل الذئب العازم على أكل الخروف. يخلق التنين العظيم الأحمر جبهات معينة، مدعيًا أننا ارتكبنا شيئًا سيئًا، بينما في الواقع، كان أناسٌ آخرون هم الذين فعلوا ذلك. إنه يلقي باللوم على الكنيسة ويلفق لها الاتهامات. هل يمكنك مجادلته؟ (كلا). لماذا لا يمكنك مجادلته؟ هل يمكنك أن تخوض معه مجادلةً واضحةً؟ هل تعتقد أنه من خلال مجادلته وشرح الموقف، فإنه لن يعتقلك؟ أنت تبالغ في حسن الظن به. قبل أن تنتهي من الحديث، سيجذبك من شعرك، ويضرب رأسك في الحائط، ثم يسألك: "هل تعرف من أنا؟ أنا إبليسٌ!" وبعد ذلك، سيكون هناك ضربٌ مبرحٌ، إلى جانب أيام وليالٍ من الاستجواب والتعذيب بالتناوب، وحينها ستتأدَّب. في هذه المرحلة، ستدرك: "لا مجال للمنطق هنا؛ هذا فخ!" التنين العظيم الأحمر لا يجادل معك؛ هل تعتقد أنه يخلق تلك الجبهات عن غير قصد، عن طريق الصدفة؟ إن وراءه مؤامرة، ولديه خطة لخطواته التالية، وهذه مجرد مقدمة لأفعاله. قد يظل بعض الناس يفكرون: "إنهم لا يفهمون الأمور المتعلقة بالإيمان بالله؛ وإذا شَرَحْتُ الأمر لهم، فسيكون كل شيء على ما يرام". هل يمكنك شرح الأمر بوضوح؟ لقد لفَّق لك تُهَمًا بجرائم لم ترتكبها؛ فهل لا يزال بإمكانك شرح الأمور بوضوح؟ عندما لفَّقَ لك التُهَم، ألم يكن يعلم أنك لم ترتكبها؟ أيجهل مَن ارتكبها؟ إنه يعرف جيدًا! فلماذا يلقي باللوم عليك إذًا؟ أنت الشخص الذي يعتقله. هل تعتقد أنه عندما يلقي باللوم عليك، فإنه لا يعرف أنك تُعَامَل بشكل غير عادل؟ إنه يريد أن يعاملك بشكل غير عادل وأن يعتقلك ويضطهدك. هذا شرٌّ.

أي شخص لديه الجوهر الشرير لأضداد المسيح ينفر من الحق ويكرهه في جوهره. وفي قلبه، لا يقبل الحق على الإطلاق ولا نية لديه لممارسته. إذا كنت تعتقد أنه يفتقر إلى فهم الحق وتحاول عقد الشركة معه حول الحق، فماذا سيحدث نتيجة لذلك؟ لن تصل إلى نتيجة؛ فقد وصلتَ إلى الشخص الخطأ. إنه ليس شخصًا يقبل الحقّ، ولا ينبغي لك أن تعقد الشركة معه؛ بل عليك أن تلقِّنهُ درسًا وأن تكون صارمًا معه، وتقول له: "منذ متى وأنت تقوم بواجبك؟ كيف يمكنك اعتبار واجبك مسألة تافهة؟ هل هو عملك الخاص؟ مَنْ تتحدى؟ أنت لست ضدي؛ أنت ضد الله والحق!" ألستَ تشعر بضرورة تلقينه درسًا؟ هل من المفيد عقد الشركة معه حول الحق؟ كلا، ليس مفيدًا. لماذا ليس مفيدًا؟ إنهم ذئاب، وليسوا خرافًا ضائعة أو ضالة. هل يستطيع الذئب ممارسة الحق؟ لا. ما طبيعة الذئب؟ (الشر). في اللحظة التي يرى فيها خروفًا، يبدأ لعابه يسيل، وتمتلئ عيناه بصور الطعام اللذيذ، ويقدر للخروف أن يكون مصدر رزقه. هذه هي طبيعته؛ هذا هو الشر. إذا قلت له: "الخراف مثيرة للشفقة ولطيفة للغاية؛ أرجوك لا تأكلها. اختر حيوانًا شرسًا آخر لتأكله، موافق؟"، فهل يمكن أن يفهم؟ لا يمكن. هذه هي طبيعته. بعض الناس لا يمارسون الحق ويجدون أعذارًا مختلفة؛ هذه هي طبيعتهم. ما هذه الطبيعة؟ إنها الشر. بغض النظر عن مدى دناءة أفعالهم أو تمردها أو تعارضها بشكل صارخ مع المبادئ، فإنهم لا يزالون يريدون حفظ ماء وجههم؛ حتى لو تعارضوا مع الحق، فإنهم يريدون أن يفعلوا ذلك بطريقة عظيمة وكريمة. أليس هذا شرًا؟ هل انتهاك الحق شيء إيجابي أم سلبي؟ (سلبي). كيف يمكن القيام بشيء سلبي بطريقة عظيمة وكريمة ومشرِّفة؟ أليس من الغريب بعض الشيء محاولة الجمع بين هذين الجانبين؟ هذا هو الشر: هذا هو سلوك ومظهر أولئك الذين لديهم الجوهر الشرير لأضداد المسيح. قد يبدو الأمر متناقضًا، ولكن هكذا يعملون، وهذه هي شخصيتهم وما يكشفون عنه. لديهم كراهية للحق، ولا يقبلونه أبدًا – هؤلاء هم أضداد المسيح، وهذا هو جوهر الطبيعة الشريرة لأضداد المسيح. كم عدد العناصر المتعلقة بالجوهر الشرير لأضداد المسيح؟ (أربعة عناصر). عددها الإجمالي أربعة. أليست هذه العلامات الأربع تكفيكم لتمييزه؟ يحتوي الشّر بطبيعته على عناصر ماكرة ومخادعة، وعندما تصل العناصر الماكرة والمخادعة إلى أقصى حدٍّ لها، تُصَنَّفُ على أنّها شخصيّةٌ شرّيرة. يجسد أضداد المسيح هذا النوع من الشخصية الشريرة.

3 سبتمبر 2019

السابق: البند الخامس: يضللون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم

التالي: البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحقَّ ولا لله (الجزء الثالث)

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب