البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها
ملحق: صيد الجرذان
سمعت مؤخرًا عن أمر جديد؛ فاستمع وفكر في علاقة هذا الأمر بسلوكيات الناس وشخصياتهم، وفي مغزى هذه القصة، ونوع المشكلة التي توضحها. بعد أن جاء بعض الصينيين إلى أمريكا، بخلاف رؤيتهم أن البيئة الاجتماعية والجو هنا يختلفان اختلافًا كبيرًا عن الصين، فقد كان هناك شيء آخر وجدوه مثيرًا جدًا للاهتمام كذلك، وهو أن الناس في هذا البلد، لم يكونوا وحدهم هم الأحرار، بل كانت جميع أنواع الكائنات الحية والحيوانات حرة جدًا أيضًا، ولم يكن أحد يؤذيها. إن الحرية الإنسانية هي بالطبع نتاج للنظم الاجتماعية، فما الذي يمنح الحرية لجميع أنواع الكائنات الحية والحيوانات؟ هل هذا مرتبط بالنظم الاجتماعية؟ (نعم، إنه كذلك). الأمر مرتبط بكيفية حماية النظم الاجتماعية والسياسات الحكومية للبيئة الطبيعية بأكملها وكيفية إدارتها. وهنا، الحياة البرية موجودة في كل مكان ويمكن رؤيتها في كل مكان. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يرى الأوز البري يأكل العشب في مرج على الطريق السريع، وهناك بعض الحدائق، والمروج، والغابات التي يمكن للمرء أن يرى فيها بعض الغزلان، أو الدببة، أو الذئاب، وكذلك الديوك الرومية، وطيور الدراج، وجميع أنواع الطيور البرية الأخرى. ما الانطباع الأول الذي يأخذه الناس عندما يرون مشهدًا كهذا؟ (يشعرون أنهم رأوا الطبيعة). وما نوع المشاعر التي يشعرون بها عندما يرون الطبيعة؟ ألن يقولوا: "انظروا إلى بلدهم هذا. ليس الناس فقط هم الأحرار، بل حتى الحيوانات هنا أحرار. إن إعادة التجسد في صورة حيوان في هذا المكان سيكون أفضل من العيش كإنسان في الصين، لأنه حتى الحيوانات هنا حرة ولا أحد يسيء معاملتها؟" ألن تكون لديهم مثل هذه المشاعر؟ (بلى). بالنسبة إلى أولئك الذين مكثوا هنا لفترة طويلة، تصبح هذه الأشياء مألوفة لديهم، وليست غير عادية على الإطلاق؛ هم يعتقدون أن هذه الأشياء طبيعية جدًا. لكن بالنسبة إلى بعض الأشخاص، بعد أن يألفوا هذا النوع من البيئة، تبدأ بعض الأفكار النشطة في الظهور بداخلهم: "هذه الحيوانات كلها حرة طليقة، ولا أحد يشرف عليها أو يراقبها، فهل يمكنني أن أصطادها وآكلها؟ سيكون من الرائع أن أتمكن من أكلها، ولكن لا يمكنني أن أفعل ذلك بشكل عشوائي تحسبًا لأن تكون محمية بموجب القانون. يجب أن أبحث في هذا الأمر". وبعد التحقق من المعلومات، يجدون أن القانون ينص صراحةً على أن الحيوانات البرية محمية جميعها بموجب القانون الوطني، وأنه لا يمكن للناس صيدها وقتلها كما يحلو لهم. وإذا أراد الناس صيد الحيوانات، فعليهم أن يفعلوا ذلك داخل منطقة صيد محددة من قبل الدولة؛ كما أنهم يحتاجون إلى ترخيص، وقد يضطرون إلى دفع رسوم مقابل الحيوانات التي يصطادونها. باختصار، يحمي القانون هذه الحيوانات البرية وله اشتراطات واضحة بشأنها. لا يستطيع بعض الناس فهم قانون حماية الحيوانات البرية، ويتساءلون: "توجد كل هذه الحيوانات البرية الشهية، ومع ذلك لا تسمح لنا الحكومة باصطيادها وأكلها كما يحلو لنا. إنه لأمر مؤسف! في الصين، لا أحد يهتم بهذا الأمر، ولسان حالهم: "إذا لم يبلغ أحد عن ذلك، فلن تحقق السلطات في الأمر". ما دام لا أحد يعلم بذلك، فيمكنك اصطياد الحيوان وأكله. ولكن لا يمكنك فعل ذلك في بلد ديمقراطي. هنا توجد لوائح قانونية، ولا يمكنني أن أفعل ما أريد في أراضي الآخرين. لكن هذه الحيوانات كلها طرائد برية؛ ومن المؤسف أنه يمكننا فقط النظر إليها وليس أكلها! أحتاج إلى التفكير في حل. كيف يمكنني أن آكل هذه الطرائد دون أن يلاحظ أحد ودون أن أخالف القانون؟" يفكر بعض الناس في حيلة ويقولون: "إذا صنعت قفصًا ووضعت فيه بعض الطعام اللذيذ لجذب الحيوانات، وأمسكت ببعض الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب البرية، ثم وجدت مكانًا منعزلًا لأقتلها وأكلها، فإنني بذلك لن أكون قد خالفت القانون، أليس كذلك؟ هذه الحيوانات الصغيرة ليست محمية من قبل الدولة، ولا يوجد في القانون نصوص محددة بشأنها، وإذا فعلت ذلك، يمكنني أن آكل الطرائد البرية وأضمن أيضًا أنني لا أخالف القانون. هكذا أجمع بين الأمرين". وبعد أن يتوصلوا إلى هذه الفكرة، يجهزون قفصًا ويبدأون في الصيد. وقبل انقضاء يومين، يدخل جرذ إلى القفص، فيقتلونه ويأكلونه على عجل وهم يشعرون أنه طريدة برية حقيقية! وما النتيجة التي يتوصلون إليها بعد أكله؟ "الحيوانات البرية لذيذة جدًا، ومن الآن فصاعدًا سأفكر في طرق أخرى لأكل أنواع أخرى من الطرائد، وأنا لا أخشى أكلها طالما أنني لا أخالف القانون". وهنا تنتهي القصة.
يتساءل البعض: "هل هذه قصة حقيقية أم أنها مختلقة؟" في الوقت الحالي، لا تقلق بشأن ما إذا كانت حقيقية أم مختلقة، وما إذا كانت قد حدثت بالفعل أم لا. فكر فقط في ما هو خطب هؤلاء الأشخاص الذين يفعلون مثل هذه الأشياء، استنادًا إلى هذه القصة. هل فعل مثل هذه الأشياء خطأ جسيم؟ هل يعتبر انتهاكًا للقانون؟ هل يُعتبر مخالفًا للعدالة الأخلاقية؟ (نعم، هو كذلك). هل هو مخالف للعدالة الأخلاقية، أو ضد الإنسانية، أو ضد شيء آخر؟ أخبروني أولًا: هل يستحق هذا النوع من السلوك المدح أم الذم؟ إلى أي جانب تنحازون؟ (الإدانة). بغض النظر عما إذا كان يتعارض مع العدالة الأخلاقية، أو ضد القانون، أو ضد الإنسانية، ففي جميع الأحوال، هذا النوع من السلوك سيئ، وليس سلوك الأشخاص الذين يمتلكون الإنسانية. فماذا يكون إذن؟ هل يشكل هذا النوع من الشخصية أو السلوك مشكلة خطيرة؟ كيف تحكمون على هذا الأمر وفقًا لمعاييركم الخاصة؟ هل هذا النوع من السلوك شائع في الحياة اليومية وبين جميع فئات الناس؟ (نعم). إنه ليس تصرفًا ماكرًا أو شريرًا للغاية، ولكنه غير لائق، وليس مظهرًا يجب أن يتحلى به الأشخاص أصحاب الإنسانية الطبيعية. ما نوع هذا المظهر بالضبط؟ هيا، أعطوه تصنيفًا. ما نوع هذا السلوك؟ هل يجب تشجيعه؟ (لا). إنه ليس جديرًا بالتشجيع، ولا يستحق الثناء من الناس، لذا ينبغي إدانته واحتقاره. هذا النوع من السلوك شائع، وغالبًا ما يظهر بين جميع فئات الناس وفي الحياة اليومية، ويلاحظ بكثرة، وهناك أناس يمارسون هذا النوع من السلوك كثيرًا. ألا يستحق الأمر إذن إفراده ومناقشته، بحيث يتسنى لكل شخص أن يكون لديه تعريف صحيح لهذا الأمر، ويفضل أن ينأى بنفسه عن هذا النوع من السلوك؟ ألن يكون ذلك جيدًا؟ (بلى). إذن دعونا نحدده؛ ما نوع هذا السلوك؟ هل هو متعجرف؟ هل هو عنيد؟ هل هو مخادع؟ (كلا). هل هو شرير؟ (إلى حد ما). إنه قريب من ذلك إلى حد ما. من بين الكلمات التي تعلمتموها وفهمتموها، هل هناك أي كلمات يمكن أن تُعرف هذا النوع من السلوك؟ (دنيئ). نعم إنه يتسم ببعض من صفة الدناءة. تتضمن هذه الكلمة هذا النوع من السلوك والجوهر، لكنها لا تلخصه بشكل كامل وشامل. هذا السلوك لا يمكن اعتباره خبيثًا، لأنه لو كان قتل جرذ أمرًا خبيثًا لكانت إبادة الجرذان أمرًا سلبيًا. لكن إبادة الجرذان أمر إيجابي؛ فالجرذان تؤذي الناس، لذا فإن إبادتها أمر صائب. لكن أليس هناك فارق بين إبادتها وأكلها؟ (بلى، هناك فارق). كيف يمكن إذن تلخيص هذا السلوك؟ ما هي الكلمات التي يمكنكم أن تفكروا فيها وترتبط بهذا النوع من السلوك؟ (حقير). (إنه خُلقُ وضيع). خُلقُ وضيع، دنيء، وحقير. في الحياة اليومية، ما هي الكلمة التي تستخدم لتلخيص السلوك الحقير وعدم أداء المرء عمله كما ينبغي؟ (حثالة). تلخّص كلمة "حثالة" هذا النوع من السلوك بدقة وبطريقة قاطعة. لماذا يُعرّف بأنه "حثالة"؟ إذا قيل إنه دنيء، أو أناني، أو حقير، فهذا نوع واحد فقط من المظاهر التي تكشف عنها حثالة الناس. تتضمن كلمة "حثالة" العديد من المعاني؛ أن يكون الشخص دنيئًا، أو فاسدًا، أو حقيرًا، أو أنانيًا، أو غير أخلاقي، أو ليس مؤدبًا، أو غير صريح في تصرفاته، بل يتصرف بطريقة خبيثة، ولا يقوم إلا بالأشياء غير اللائقة. هذه هي السلوكيات والمظاهر المختلفة لحثالة الناس. على سبيل المثال، إذا أراد شخص عادي أن يفعل شيئا ما – ما دام شيئًا لائقًا – فإنه يفعله علانية، وإذا كان ينتهك القانون فسوف يستسلم ولن يفعله. لكن حثالة الناس ليسوا كذلك؛ بل سيحققون أهدافهم بأي وسيلة كانت ولديهم استراتيجيات لمواجهة قيود القانون. إنهم يتحايلون على القانون ويبحثون عن طرق لتحقيق أهدافهم، بغض النظر عما إذا كان القيام بذلك يتماشى مع الأخلاقيات، أو السُلوك القويم، أو الإنسانية، وبغض النظر عن العواقب. إنهم لا يهتمون بأي من هذه الأمور، ويسعون فقط لتحقيق أهدافهم بأي وسيلة ممكنة، وهذا تجسيد لمعنى "حثالة". هل يتمتع حثالة الناس بأي نزاهة أو كرامة؟ (كلا). هل هم أناس نبلاء أم وضيعون؟ (وضيعون). بأي طريقة هم وضيعون؟ (لا يوجد أساس أخلاقي لسلوكهم الشخصي). هذا صحيح، فمثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي أساس أو مبادئ تحكم سلوكهم الشخصي؛ إنهم لا يفكرون في العواقب، ويفعلون ما يريدون فحسب. إنهم لا يهتمون بالقانون، ولا بالأخلاق، ولا بما إذا كانت ضمائرهم تقبل أفعالهم، ولا بما إذا كان هناك من يستنكر أفعالهم، أو يحكم عليهم، أو يدينهم. إنهم لا يبالون بكل هذا، ولا يجدون مانعًا ما داموا يكسبون المنافع ويمتعون أنفسهم. إن أسلوبهم في القيام بالأشياء مُنْحَرِف، وتفكيرهم حقير، وكلاهما مُشِين. هذا هو معنى أن تكون حثالة. هل يمكن استبدال كلمة "حثالة" بمظاهر تلك الشخصيات المتعددة التي تحدثنا عنها من قبل؟ لن يفلح ذلك حقًا؛ فكلمة "حثالة" خاصة جدًا، فهل حثالة الناس نوع خاص من الناس؟ كلا، ليسوا كذلك. هل لديكم أي عناصر حثالة بداخلكم؟ (نعم). ما هي المظاهر المحددة الخاصة بذلك؟ (أحيانًا، بعد أن يغسل الناس وجوههم يتركون الماء على منضدة الحوض ولا يمسحونه. وعندما ينتهون من تناول الطعام لا ينظفون حبات الأرز وحساء الخضار من على المائدة. وعندما تتسخ ملابسهم يرمونها جانبًا في مكان ما دون أن يطووها. أعتقد أن هذه أيضًا من مظاهر كونهم حثالة). في الواقع، هذه الأمور كلها تفاصيل صغيرة من الحياة اليومية، وكون المرء غير نظيف لا يجعله حثالة حقًا، فالأمر له علاقة بعيش المرء بإنسانية. إذا لم يكن المرء يقوم بأشياء مفيدة للآخرين عند وجوده في جماعة، وإذا لم يتربى تربية صحيحة أو حسنة، وأصبح مزعجًا للناس وجعل الآخرين يمقتونه، ولم يعرف الالتزام بالقواعد أو الأنظمة في أي مكان يذهب إليه، وافتقر لهذا الوعي، فهل لا تفتقر إنسانيته إلى شيء ما؟ (بلى). ما الذي تفتقر إليه؟ تفتقر إلى العقل. ألا يفتقر أمثال هؤلاء الناس للكرامة؟ (بلى). ليس لديهم كرامة، ولا نزاهة، وتربوا تربية سيئة. ولهذا علاقة بأساس السلوك الشخصي، وعيش الإنسانية الطبيعية، إذا لم يستطع الإنسان حتى تلبية هذه المعايير، فكيف يمكنه بأي حال أن يمارس الحق؟ كيف يمكنه بأي حال تمجيد الله؟ كيف يمكنه بأي حال أن يتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ إنه بعيد كل البعد عن القيام بأي من هذه الأشياء. هذا النوع من الأشخاص ليس لديه ضمير أو عقل؛ فهل من السهل إدارته؟ هل من السهل عليه أن يتغير؟ ليس من السهل على الإطلاق. إذن كيف يمكن أن يتغير؟ سوف يعتمد هذا على إشراف الجميع عليه، وكبح جماحه، وتشجيعه. وفي الحالات المهمة، يجب أن ينهض الجميع لانتقاده. ما هو الهدف من هذا النقد؟ إنه ليُعِينه ويساعده على التصرف بشكل مناسب، ومنعه من القيام بأشياء مخزية وتفتقد إلى الذوق. إذن، ما الذي يشير إليه بالضبط أن تكون حثالة؟ ما هي الأعراض والمظاهر الأساسية لذلك؟ انظر ما إذا كان ملخصي دقيقًا أم لا. ما الذي يعادله حثالة الناس؟ إنهم يعادلون حيوانات متوحشة، غير مروضة، سيئة التربية، ومظاهره الأساسية هي الغطرسة، والوحشية، وغياب ضبط النفس، والتصرف بتهور، وعدم قبول الحق بأي قدر، بالإضافة إلى فعل المرء ما يحلو له، وعدم الاستماع إلى أحد، أو السماح لأحد بتوجيهه، والتجرؤ على معارضة أي شخص، وعدم احترام أي أحد. أخبروني، هل المظاهر المختلفة لكون المرء حثالة خطيرة؟ (نعم، إنها كذلك). على أقل تقدير، هذه الشخصية الي تتسم بالغطرس، وانعدام العقل، والتصرف بتهور شديد، هي شخصية خطيرة للغاية. فحتى لو بدا أن شخصًا مثل هذا لا يفعل أمورًا تُدين الله أو تقاومه، بسبب شخصيته المتغطرسة، فمن المحتمل جدًا أن يفعل الشر ويقاوم الله. كل أفعاله هي إعلان عن شخصياته الفاسدة. عندما يصبح شخص ما حثالة إلى درجة معينة، يصبح قاطع طريق وإبليسًا، وقطاع الطرق الأبالسة لن يقبلوا الحق أبدًا؛ بل يجب إهلاكهم فحسب.
هل ثمة قيمة في الحديث عن هذه القصة؟ (نعم). على الرغم من أن هذه القصة لا تتطرق إلى جوهر طبيعة الإنسان أو شخصيته، فإنها تتعلق بسلوك الإنسان، وهو أمر لا يختلف كثيرًا عن جوهر الإنسان أو لا علاقة له به. ماذا يجب أن تسمى هذه القصة؟ دعونا نعطها اسمًا يحمل طابعًا مجازيًا، ولا يجعلها مباشرة جدًا. (صيد الجرذان). "صيد الجرذان" اسم جيد جدًا. اصطاد أحدهم جرذًا بطريقة "مشروعة تمامًا" وقال "ماذا يمكنني أن أفعل؟ لقد ركض إلى هنا وأشعر بالأسف عليه. كما أنه أصيب، وإذا هرب مرة أخرى سيموت، وسوف تأكله الحيوانات الأخرى على أي حال، فلماذا لا آكله أنا؟ ألن يكون ذلك مشروعًا تمامًا؟". من أجل أكل ذلك الجرذ، اختلق كل تلك الأعذار واختلق كل تلك الأسباب، ثم أكله بضمير مستريح. هذا سلوك الحثالة. ليس الأمر كما لو كان الناس في أمريكا لا يأكلون اللحم، لذا فإنه لا يستحق الأمر كل هذا العناء وبذل كل هذا الجهد للقيام بمثل هذا الشيء. هذا هو نوع الأشياء التي يفعلها حثالة الناس. هل يفعل الأشخاص الطبيعيون هذا النوع من الأقعال؟ هل يفعل الأشخاص الذين يتمتعون بالإنسانية والنزاهة هذا النوع من الأقعال؟ (كلا). لماذا لا يفعلون ذلك؟ هذا مرتبط بالنزاهة. أما أولئك اللصوص بطبيعتهم غير القابلين للإصلاح فإنهم دائما ما يسرقون وينهبون ويفعلون أشياء مخزية. هل يفتقرون إلى شيء ما في موطنهم؟ ليس بالضرورة. فنظرا لأنهم حثالة، فلا بد لهم من السرقة لأنهم يعتمدون على السرقة لإشباع رغباتهم وشخصياتهم الجشعة التي لا تشبع. إن فعل هذه الأشياء يجلب السلوى لقلوبهم، وإذا لم يفعلوا هذا النوع من الأشياء فسيشعرون بالضيق. هذا معنى أن تكون حثالة. والآن سأنهي القصة وأنتقل إلى الموضوع الرئيسي.
قبل أن أتحدّث عن الموضوع الرئيسي، فلنتأمل أولًا في محتوى شركتنا الأخيرة. يمكن تقسيم الواجبات التي يؤديها شعب الله المُختار إلى ستّ فئاتٍ رئيسية. لقد انتهينا من مناقشة الفئة الأولى، وهم الأشخاص الذين يؤدون واجب التبشير بالإنجيل. الفئة الثانية هي أولئك الذين يؤدون واجبات القادة والعاملين في الكنيسة على مختلف المستويات. ويمكن تقسيم أفراد هذه الفئة بشكلٍ أساسي إلى نوعين رئيسيين، وفي المرة السابقة، تحدّثنا عن أحد هذين النوعين، ألا وهو أضداد المسيح. كيف يعمل أضداد المسيح، وما هي مظاهرهم، وما هي الأشياء التي يقومون بها والتي يمكن أن تميزهم بوصفهم أضدادًا للمسيح؟ لقد صنّفنا هذه المظاهر والشخصيات لأضداد المسيح. ما هي البنود المُحدَّدة الموجودة؟ (البند الأول: يحاولون ربح قلوب الناس ؛ البند الثاني: يهاجمون المُنشقّين ويستبعدونهم؛ البند الثالث: يستبعدون أولئك الذين يسعون إلى الحقَّ ويُهاجمونهم؛ البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها؛ البند الخامس: يُضَلِّلون الناس، ويستميلونهم، ويُهدِّدونهم، ويتحكَّمون بهم). في المرة السابقة، لُخِّصت خمسة بنود، وقد سجلتموها جميعًا. الآن سجلوا البنود التالية: البند السادس: إنهم يتصرَّفون بطرق ملتوية، فهم متعسفون ومستبدون، ولا يعقدون شركة مع الآخرين، ويُكرهون الآخرين على إطاعتهم؛ البند السابع: إنهم خبيثون وماكرون ومخادعون؛ البند الثامن: يريدون أن يخضع الآخرون لهم وحدهم، وليس للحق أو لله؛ البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل إنهم حتَّى يخونون تلك المصالح، ويبيعونها مقابل المجد الشخصيّ؛ البند العاشر: يحتقرون الحق، وينتهكون المبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله؛ البند الحادي عشر: لا يقبلون تهذيبهم، ولا يتبنون موقف التوبة عندما يرتكبون أي خطأ، ولكنهم بدلًا من ذلك ينشرون المفاهيم ويطلقون الأحكام على الله علنًا؛ البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات؛ البند الثالث عشر: إنهم يتحكَّمون في أموال الكنيسة علاوةً على سيطرتهم على قلوب الناس؛ البند الرابع عشر: يعاملون بيت الله وكأنه مجالهم الشخصي؛ البند الخامس عشر: لا يؤمنون بوجود الله، ويُنكِرون جوهر المسيح. هناك خمسة عشر بندًا إجمالًا، وكلها تُشرح وتكشف المظاهر المختلفة لأضداد المسيح. تُلخص هذه البنود الخمسة عشر بشكلٍ أساسي الأنواع المختلفة من السلوكيات، والمظاهر، والشخصيات التي يمتلكها أضداد المسيح. يبدو بعضها كسلوكياتٍ ظاهرية، ولكن وراء هذه السلوكيات يكمن جوهر الشخصية الخفية لأضداد المسيح. أليست هذه البنود الخمسة عشر سهلة الفهم من حيث معناها الحرفي؟ كلها مُصاغة بلغة واضحة، ومن ناحية، يسهل فهمها، بالإضافة إلى أنّ كل بند منها يُلخِّص ما يتعلق بمظاهر الإنسان، وكشوفاته، وجوهره. كل بند هو نوع من الشخصية؛ وليس سلوكًا مؤقتًا أو فكرة عابرة. ما هي الشخصية؟ كيف يُمكن للمرء أن يُشرح ماهية الشخصية؟ الشخصية هي عندما لا تتغيَّر أفكار الشخص وآرائه، ومبادئه في القيام بالأشياء، وأساليبه العملية، والهدف الذي يسعى إليه، مع تغير الزمان والموقع الجغرافي، بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه. إذا اختفت طريقة الشخص في القيام بالأشياء ما إن تتغير بيئته، فهذا ليس كشفًا عن شخصية فاسدة، بل هو سلوك عابر. إلى ماذا تُشير الشخصية الحقيقية؟ (يمكنها أن تُهيمن على الشخص في أي وقت وفي أي مكان). هذا صحيح، يمكنها أن تُهيمن على كلمات وأفعال الشخص بغض النظر عن الزمان والمكان، دون قيود أو تأثيرات مشروطة؛ هذا هو الجوهر. الجوهر هو الشيء الذي يعتمد عليه شخصٌ ما للبقاء على قيد الحياة، ولن يتغيَّر تبعًا لتغير الزمان، أو المكان، أو العوامل الخارجية الأخرى. هذا هو جوهر الشخص. يقول بعض الناس: "لديَّ تقريبًا جميع مظاهر أضداد المسيح هذه التي لخّصتَها، لكنني لا أسعى إلى مكانة، ولم أُولد بأي طموحات. علاوة على ذلك، لا أتحمَّل أي مسؤوليات في الوقت الحالي. لست قائدًا أو عاملًا، ولا أحب أن أكون محط الأنظار، لذا ألا يكون جوهر طبيعة أضداد المسيح غير ذي صلةٍ بي؟ وإذا كان غير ذي صلة، أفلا يُفترض أنني لستُ بحاجة إلى الاستماع إلى هذه الشركات، ولا أن أُقارن نفسي بها؟" هل هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور؟ (كلا). كيف ينبغي للمرء أن يتعامل مع مظاهر أضداد المسيح هذه إذًا؟ كيف ينبغي للمرء أن يتعامل مع الحقائق التي تُعقَد شركة عنها فيما يتعلق بهذه المظاهر؟ يجب على المرء أن يفهم الحق ويعرف نفسه من خلال هذه الشركات، ثم يجد الطريق الصحيح، ويصل إلى امتلاك مبادئ لأداء واجبه وخدمته لله. بهذه الطريقة فقط يُمكنهم الابتعاد عن طريق أضداد المسيح، والشروع في طريق التكميل. إذا استطعتم ربط مظاهر أضداد المسيح هذه بأنفسكم، فسيكون هذا بمثابة تحذير، وتذكير، وكشف، ودينونة لكم. وإذا لم تتمكنوا من ربطها بأنفسكم، لكنكم تشعرون أن لديكم أيضًا حالات مماثلة، فعليكم محاولة التأمُّل في أنفسكم ومعرفتها بشكل أفضل، وطلب الحق لمعالجة تلك الحالات. بهذه الطريقة، يُمكنكم أيضًا التخلص تدريجيًا من شخصياتكم الفاسدة وتجنُّب السير في طريق أضداد المسيح.
تشريح كيف يَرفع أضداد المسيح أنفسهم ويشهدون لها
شركة اليوم تتعلَّق بالبند الرابع من مظاهر أضداد المسيح المختلفة: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها. يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها، ويفتخرون بأنفسهم، ويحاولون أن يجعلوا الناس ينظرون إليهم بإكبار ويعبدونهم – البشرية الفاسدة قادرة على أمور كهذه. هكذا يتفاعل الناس بصورة فطرية عندما تسود عليهم طبائعهم الشيطانية، وهذا مألوف لجميع البشرية الفاسدة. كيف يَرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها عادةً؟ كيف يحققون هدف جعل الناس ينظرون إليهم بإكبار ويعبدونهم؟ يشهدون على مقدار ما فعلوا من عمل، وما كابدوا من معاناة، وما بذلوا من أنفسهم، وما دفعوا من ثمن. إنهم يَرفعون أنفسهم عن طريق التحدث عن رأسمالهم، الذي يمنحهم مكانة أسمى، وأقوى، وأكثر رسوخًا في عقول الناس، حتى يحترمهم عددٌ أكبر من الناس، ويكبرونهم، ويعجبون بهم، بل وحتى يعبدونهم ويتطلعون إليهم، ويتبعونهم. ولكي يحقق الناس هذا الهدف، يفعلون أشياء عدَّة للشهادة لله في الظاهر، لكنهم في الأساس يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها. هل التصرُّف على هذا النحو عاقل؟ إنهم خارج حدود العقلانية، ولا يخجلون: أي أنهم يشهدون دون حياء لما قاموا به من أجل الله، وكم قاسوا في سبيله. إنهم حتى يتباهون بمواهبهم، وملكاتهم، وخبراتهم، ومهاراتهم الخاصة، وأساليبهم الذكية في التعاملات الدننيوية، والوسائل التي يستخدمونها كي يتلاعبوا بالناس، وغير ذلك. إن طريقتهم في رفع أنفسهم والشهادة لها هي التباهي بذواتهم والتقليل من شأن الآخرين. كذلك فإنهم يتقنَّعون ويتظاهرون، فيخفون مواطن ضعفهم، وعيوبهم ونقائصهم عن الناس، بحيث لا يرون سوى ذكائهم. بل إنهم لا يجرؤون على أن يخبروا الناس الآخرين عندما يحدوهم شعور سلبي؛ فهم يفتقرون إلى الشجاعة للمصارحة والشركة معهم، وعندما يرتكبون خطأ، تجدهم يبذلون قصارى جهدهم لإخفائه والتستر عليه. كذلك لا يذكرون مطلقًا الضرر الذي ألحقوه بعمل الكنيسة في معرض قيامهم بواجبهم. لكن عندما يقدمون مساهمة ضئيلة أو يحققون بعض النجاح الضئيل، يسرعون إلى التباهي به، ولا يسعهم الانتظار كي يعرّفوا العالم كله كَمْ أنهم قادرون، وكم هي عظيمة مقدرتهم، وكَمْ هم متميزون، وكَمْ هم أفضل من الناس العاديين. أليست هذه وسيلة لرفع أنفسهم والشهادة لها؟ هل رفع النفس والشهادة لها شيء يفعله ذو ضمير وعقل؟ لا، ليس كذلك. لذلك عندما يقوم الناس بهذا، فأي شخصية يُكشَف عنها عادةً؟ العجرفة. هذه إحدى الشخصيات الرئيسية التي يتم الكشف عنها، ويعقبها الخداع الذي ينطوي على القيام بكل ما هو ممكن كي يجعلوا الآخرين ينظرون إليهم بإكبار. كلماتهم مُحكَمَة تمامًا، وتشتمل بوضوح على دوافع ومخططات، وهم يتباهون، لكنهم يريدون إخفاء هذه الحقيقة. ومحصلة ما يقولونه هي جعل الناس يشعرون بأفضليتهم عن الآخرين، وأنه لا يوجد ثمة مَنْ يعادلهم، ودونية مَنْ سواهم. لكن ألا تتحقق هذه المحصلة إلا بوسائل مخادعة؟ ما الشخصية الكامنة خلف تلك الوسائل؟ هل ثمة عناصر للشر؟ (نعم). تلك نوعية من الشخصية الشريرة. يتضح أن تلك الوسائل التي يستخدمونها تُوجَّه بشخصية مخادعة؛ فلماذا إذن أقول إنها شريرة؟ ما الرابط بين هذا والشر؟ ما رأيكم: هل بوسعهم أن يكونوا صرحاء بشأن أهدافهم من وراء رفع أنفسهم والشهادة لها؟ لا يمكنهم ذلك. ولكن توجد دائمًا رغبة في أعماق قلوبهم، وما يقولونه أو يفعلونه يكون في خدمة تلك الرغبة، أما الأهداف والدوافع الكامنة وراء ما يقولونه وما يفعلونه فتظل سرية للغاية. إنهم – على سبيل المثال – سوف يستعملون التضليل أو بعض التكتيكات الغامضة لتحقيق هذه الأهداف. ألا تُعَد هذه السرية منحرفة في طبيعتها؟ ألا يُسمَّى ذلك الانحراف شرًا؟ (بلى). يمكن أن يُسمى ذلك حقًا شرًا، وهو يتوغل أعمق من الخداع. إنهم يستخدمون طريقة أو منهجًا معينًا لتحقيق أهدافهم. تمثل هذه الشخصية الخداع. لكن الطموح والرغبة الكامنة في أعماق قلوبهم في أن يكون لديهم دائمًا أشخاص يتبعونهم، ويتطلعون إليهم، ويعبدونهم كثيرًا ما توجههم نحو رفع أنفسهم والشهادة لها، وفعل هذه الأشياء بلا ضمير ودونما خجل. ما هذه الشخصية؟ إنها ترقى إلى مستوى الشر. الشر هو أكثر من مُجرِّد ضيق أفق عادي، أو خداع وكذب. إذا استطاع شخصٌ ما أن يرتقي من الفساد العادي إلى مستوى الشر، أفلا يعني هذا أنّه أعمق فسادًا؟ (نعم). إذًا صِف مستوى الشر؛ ما هي الطريقة المناسبة لوصفه؟ لماذا يرتقي شخصٌ ما من الفساد العادي إلى الشر؟ هل تستطيعون رؤية هذا الأمر بوضوح؟ ما الفارق بين الخداع والشر؟ من حيث طريقة ظهورهما، يرتبط الشر والخداع ارتباطًا وثيقًا، لكن الشر أشدّ خطورةً؛ إنه خداعٌ يصل إلى الحد الأقصى. إذا قيل إن شخصًا ما لديه شخصية شريرة، فهذا الشخص ليس مخادعًا عاديًا، لأن الخداع العادي قد يعني فقط أنّه كاذب مُعتاد أو أنّه ليس صادقًا تمامًا في أفعاله، في حين أن الشر أشدّ خطورة ويقع على مستوى أعمق من الخداع. خداع الشخص ذي الشخصية الشريرة أعظم وأشدّ خطورة من خداع الشخص العادي، ووسائله وأساليبه في القيام بالأشياء، والمُخطّطات وراء أفعاله، كلها أكثر دهاءً وسرية، ومعظم الناس لا يستطيعون رؤيتها. هذا هو الشر.
كيف يختلف رفغ أضداد المسيح أنفسهم والشهادة لها عن قيام الشخص العادي بالشيء نفسه؟ كثيرًا ما يتباهى الشخص العادي ويتفاخر لجعل الناس يُفكِّرون فيه بإكبار، وسيكون لديه أيضًا مظاهر لهذه الشخصيات والحالات، فكيف يختلف رفع أضداد المسيح أنفسهم والشهادة لها عن قيام الأشخاص العاديين بالشيء نفسه؟ أين يكمن الاختلاف؟ يجب أن تفهم هذا بوضوح؛ لا تجمع كل مظاهر رفع الذات أو التباهي بها أحيانًا تحت فئة أضداد المسيح. أليس هذا خطأً مفاهيميًا؟ (إنه كذلك). إذًا كيف يُمكن تمييز هذا الأمر بوضوح؟ أين يكمن الاختلاف؟ إذا استطعتَ توضيح ذلك، يُمكنك فهم جوهر أضداد المسيح تمامًا. جرّب ذلك. (طريقة أضداد المسيح في القيام بالأشياء أكثر سرية، فهم يستخدمون بعض الوسائل التي تبدو مناسبة جدًا لتضليل الناس. يبدو أنهم يتحدثون عن أمرٍ مناسب، لكن سرعان ما يبدأون في رفع أنفسهم والشهادة لها، دون أن يُدرك أحد ذلك. وسائلهم سرية نسبيًا). وسائل سرية نسبيًا؛ هذا يُميِّزهم من خلال طريقتهم في رفع أنفسهم والشهادة لها. هل هناك أيّ شيءٍ آخر؟ أخبرني، ما الفارق في الطبيعة بين رفع الذات والشهادة لها بوعي والقيام بذلك دون وعي؟ (النوايا مختلفة). أليس هذا هو موضع الاختلاف؟ (بلى). عندما ترفع شخصٌ عاديٌ ذو شخصيات فاسدة نفسه ويتباهى بها، يكون ذلك لمجرد التباهي. فما إن يتباهى بنفسه، ينتهي الأمر، ولا يهتم بما إذا كان الآخرون يُفكِّرون فيه بإكبار أو احتقار. نيته ليست واضحة تمامًا، إنها مجرد شخصية تتحكَّم فيه، وكشف عن شخصية. هذا كل ما في الأمر. هل من السهل تغيير هذا النوع من الشخصية؟ إذا سعى الشخص المعني إلى الحق، فسيكون قادرًا على التغير تدريجيًا عندما يختبر التهذيب، والدينونة، والتوبيخ. سيكتسب تدريجيًا المزيد من الشعور بالخجل والعقلانية، وسيُظهر هذا النوع من السلوك بشكل أقل فأقل. سيدين هذا النوع من السلوك، ويمارس ضبط النفس ويكبح جماح نفسه. هذا هو رفع الذات والشهادة لها دون وعي. وعلى الرغم من أن الشخصيات التي تتضمَّن رفع الذات والشهادة لها بوعي والقيام بذلك دون وعي هي نفسها، إلا أن طبيعة الاثنين مختلفة. كيف تختلف طبيعتهما؟ يتم رفع الذات والشهادة لها بوعي عن نية. الأشخاص الذين يفعلون ذلك لا يتحدَّثون عرضًا؛ ففي كل مرة يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها، يكون لديهم نوايا وأهداف خفية معينة، ويفعلون هذا النوع من الأشياء بطموحاتٍ ورغباتٍ شيطانية. ظاهريًا، يبدو وكأنه نفس النوع من المظاهر. في كلتا الحالتين، يَرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها، لكن كيف يُعرِّف الله رفع الذات والشهادة لها دون وعي؟ باعتباره كشفًا عن شخصية فاسدة. وكيف يُعرِّف الله رفع الذات والشهادة لها بوعي؟ على أنه شخصٌ يُريد تضليل الناس، وينوي جعل الناس يُفكِّرون فيه بإكبار، ويعبدونه، وينظرون إليه باحترام، ومن ثم يتبعونه. عملهم مُضلِّل بطبيعته. لذلك، بمجرد أن تكون لديهم نية تضليل الناس، والاستحواذ على الناس حتى يتبعوهم ويعبدوهم، فإنهم سيستخدمون بعض الوسائل والأساليب عند التحدُّث والتصرُّف التي يُمكن أن تُضلِّل وتُضِلّ بسهولة أولئك الذين لا يفهمون الحق ويفتقرون إلى أساسٍ عميقٍ. هؤلاء الناس لا يفتقرون إلى التمييز فحسب، بل على العكس من ذلك، يعتقدون أن ما يقوله هذا الشخص صحيح، وقد ينظرون إليه باحترام ويُفكِّرون فيه بإكبار، ومع مرور الوقت سيعبدونه، بل ويتبعونه. من أكثر الظواهر شيوعًا في الحياة اليومية أن يبدو شخص ما وكأنه يفهم عظةً ما جيدًا بعد سماعها، لكن في وقت لاحق، عندما يُصيبه شيءٌ ما، لا يعرف كيف يعالجه. يذهب أمام الله ليطلب منه الحل، لكن هذا لا يُؤتي ثماره، وفي النهاية، يجب عليه الذهاب إلى قائده ليستفسر منه عن هذا الأمر وليطلب منه حلًا. كلما أصابه شيءٌ ما، يُريد أن يطلب من قائده أن يحلّه. يشبه ذلك الطريقة التي يُصبح بها تدخين الأفيون إدمانًا ونمطًا لدى بعض الناس، ومع مرور الوقت، لن يتمكّنوا من الاستمرار دون تدخينه. لذلك، يُصبح رفع أضداد المسيح لأنفسهم والشهادة لها دون أن يُدركوا ذلك نوعًا من المخدرات لأولئك الذين هم صغار القامة، وغير مميزين، وحمقى وجهلاء. كلما أصابهم أيّ شيء، سيذهبون ليسألوا ضد المسيح عنه، وإذا لم يُصدر ضد المسيح أمرًا، فلن يجرؤوا على تنفيذ أي شيء، حتى لو انتهى الجميع من مناقشته وتوصّلوا إلى إجماع على هذا الأمر. إنهم يخشون مخالفة إرادة ضد المسيح والتعرض للقمع، لذا فمع كل مسألة، لا يجرؤون على اتخاذ أي إجراء إلا بعد أن يتكلّم ضد المسيح. حتى عندما يفهمون مبادئ الحق بوضوح، فإنهم لا يجرؤون على اتخاذ قرار أو التعامل مع الأمر، بل ينتظرون "السيد" الذي يُبجِّلونه ليُصدر الحكم والقرار النهائي. إذا لم يقل سيدهم شيئًا، فإن من يتعامل مع الأمر سيشعر بعدم اليقين بشأن ما يجب عليه القيام به. ألم يُسمَّم هؤلاء الناس؟ (لقد سُمِّموا). هذا هو المقصود بالتسميم. ولكي يُسمَّموا بهذا العمق، ما مقدار العمل الذي يتعيّن على ضد المسيح القيام به، وكمية السم التي يحتاج ضد المسيح إلى تمريرها إليهم؟ إذا قام ضد المسيح بتشريح نفسه بشكل مُتكرِّر وتعرَّف على نفسه، وكثيرًا ما عرض نقاط ضعفه، وأخطائه، وذنوبه على الملأ ليراها الناس، فهل سيظل الجميع يعبدونه هكذا؟ بالطبع لا. يبدو أن ضد المسيح يبذل جهدًا كبيرًا بغرض رفع نفسه والشهادة لها، وهذا هو سبب تحقيقه لهذا "النجاح". هذه هي النتيجة التي يريدها. فبدونهم، لن يعرف أحد كيف يقوم بواجباته على النحو اللائق، وسيكون الجميع في حيرةٍ تامة. من الواضح أنه أثناء تحكُّم ضد المسيح في هؤلاء الناس، فإنه يدسُّ لهم سرًا سمومًا كثيرةً ويبذل جهدًا كبيرًا! إذا لم يقولوا سوى بضع كلمات، فهل سيظل هؤلاء الناس مُقيدين بهم على هذا النحو؟ بالطبع لا. عندما ينجح ضد المسيح في تحقيق هدفه المُتمثّل في جعل الناس يعبدونه، وينظرون إليه بإكبار، ويطيعونه في كلّ أمر، ألم يفعل أشياءً عديدةً ويتحدّث بكلماتٍ كثيرة ترفعه وتشهد له؟ وما النتيجة التي يحققونها من خلال القيام بذلك؟ النتيجة هي أن الناس سيفتقرون إلى طريقٍ ولن يتمكّنوا من الاستمرار في الحياة بدونهم؛ كما لو أن السماء ستسقط والأرض ستتوقف عن الدوران بدونهم، وأن الإيمان بالله لن يكون له قيمة أو معنى، والاستماع إلى العظات سيكون بلا فائدة. كما أن الناس يشعرون أن لديهم بعض الأمل في حياتهم عندما يكون ضد المسيح موجودًا، وسيفقدون كل أمل إذا مات ضد المسيح. ألم يقع هؤلاء الناس في أسر الشيطان؟ (بلى، وقعوا). ألا يستحق مثل هؤلاء الناس ذلك؟ (بلى، إنهم يستحقون). لماذا نقول إنهم يستحقون ذلك؟ إن الله هو الذي تؤمنون به، فلماذا تعبدون أضداد المسيح وتتبعونهم، وتدعونهم يُقيِّدونكم ويتحكِّمون بكم في كل شيء؟ وإلى جانب ذلك، بغض النظر عن الواجب الذي يقوم به المرء، فقد زوّد بيت الله الناس بمبادئ وقواعد واضحة. إذا كانت هناك صعوبة لا يستطيع المرء حلها بمفرده، فعليه أن يسأل شخصًا يفهم الحق، وأن يسأل الأعلى في الأمور الأشد خطورة. لكنك لا تطلب الحق فحسب، بل على العكس من ذلك، تعبد الناس وتبجلهم، مُصدِّقًا ما يقوله أضداد المسيح هؤلاء. لقد أصبحتَ تابعًا للشيطان، أفلا يجب أن تلوم نفسك فقط على ذلك؟ ألا تستحق هذا؟ إن رفع الذات والشهادة لها سلوك وظاهرة مشتركة بين أضداد المسيح، وهي من أكثر المظاهر شيوعًا. ما هي السمة الرئيسية لكيفية رفع أضداد المسيح لأنفسهم والشهادة لها؟ بأي طريقة يختلف ذلك عن كيفية رفع الشخص العادي لنفسه والشهادة لها؟ في أن أضداد المسيح لديهم نيتهم الخاصة وراء هذا الفعل، ولا يفعلونه دون وعي على الإطلاق. بل إنهم بالأحرى يُضمِرون النوايا، والرغبات، والطموحات، وعواقب شهادتهم لأنفسهم بهذه الطريقة رهيبة للغاية بحيث لا يُمكن تخيُّلها؛ يُمكنهم تضليل الناس والسيطرة عليهم.
دعوني أعطيكم مثالًا. يُمكنكم أن تُفكّروا فيما إذا كان هذا النوع من المظهر والشخصية مرتبطًا برفع الذات والشهادة لها. ذات مرة، كان هناك قائد يقوم بعمل الكنيسة في مكان معين لمدة عامين أو ثلاثة أعوام. كان يتنقل بين الكنائس، ثم استقر أخيرًا في تلك الكنيسة. ماذا يعني أنه استقر؟ هذا يعني أن معظم الناس باتوا يعرفونه ويُفكِّرون فيه بإكبار، وأنه كان معروفًا نسبيًا في ذلك المكان. فما إن يراه الناس، كانوا يُرحِّبون به، ويعرضون عليه الجلوس على مقاعدهم، ويُقدِّمون له شيئًا لطيفًا ليأكله. لم تكن هناك أصوات مُعارضة، ولا أشخاص يُعارضونه؛ كان الجميع يعرفون هذا القائد جيدًا، وفي أعماقهم كانوا جميعًا يستحسنون تمامًا طريقة قيامه بالأشياء ويتقبلون قيادته. من غير المُؤكَّد مقدار العمل الذي قام به القائد هناك، أو مقدار ما تحدّث به، أو ما الذي تحدّث عنه؛ هذه التفاصيل غير معروفة، ولكن باختصار، استحسن معظم الناس قيادته تمامًا. وبعد مرور بعض الوقت، قال القائد: "جميع الإخوة والأخوات هنا مطيعون وخاضعون، والأمور تسير على ما يُرام في الكنيسة من جميع النواحي. لكن للأسف، هناك شيء واحد غير مُرضٍ تمامًا، وهو أن البيئة هنا رهيبة. لو كانت البيئة مناسبة، لوجدنا يومًا مشمسًا جميلًا للذهاب إلى حديقة كبيرة لتجمُّع كبير مع آلاف الأشخاص، ولنشرنا الحق باستخدام ميكروفون ومجموعة من مكبرات الصوت الكبيرة، ولجعلنا المزيد من الناس يؤمنون بالله. ألن يُؤتي عملنا ثماره حينها؟" بعد سماع ذلك، قال الجميع "آمين"، واستحسنوا ذلك. أخبرني، هل هناك مشكلة في عبارة "لنشرنا الحق"؟ (نعم). ما هي المشكلة؟ (كان القائد يُعامل نفسه كإله). لقد أدركتم جميعًا أن هناك مشكلة في ذلك، لكن الناس المُشوّشين الذين كانوا هناك لم يُدركوا ذلك. بل إنهم ردّوا على هذه الجملة بكلمة "آمين"! هل هذا القائد هو مَنْ ينشر الحق؟ من هو؟ إنه قائد عادي، قام ببضع سنوات من العمل ثم بدأ يعتقد أنه متفوق على أي شخص آخر ونسي مَنْ هو، بل وأراد التعبير عن الحق؛ ستكون هذه مهمة شاقة بالنسبة إليه. ماذا يُثبت هذا؟ يُثبت أنه لم يكن يعرف من يكون، ولم يكن يعرف ما هو الواجب الذي كان يقوم به. وبما أنّ لديه هذا النوع من الشخصية، فهل أي جزء من عمله المعتاد أو كلامه يتماشى مع الحق؟ من المُؤكَّد أن عمله وكلامه المعتاد مليء بالكلام المُشوّش والكلام الشيطاني، ولا يُمكنه إطلاقًا تحقيق نتيجة إعالة الكنيسة وسقايتها. إنه لا يعرف ما هو الحق، فضلًا عما يعنيه التعبير عن الحق. بعد العمل في مكان ما لمدة عامين أو ثلاثة أعوام فقط، شعر أن لديه بعض المكانة ورأس المال، ثم نسي من يكون، وشعر برضا كبيرٍ عن نفسه، وأراد التعبير عن الحق. أليس امتلاك مثل هذا المفهوم الخاطئ أمرًا مُقززًا؟ من أين يأتي هذا المفهوم الخاطئ؟ هل كان يُعاني من اضطراب عقلي، أم أنه كان اندفاعًا لحظيًا؟ لقد قام ببعض العمل، ولم يُعارضه أحد في الكنيسة المحلية، وبدا أن كل شيء يسير بسلاسة بالنسبة إليه، لذلك اعتقد أن كل شيء كان نتيجة للعمل الذي قام به، وشعر فجأة أنه يستطيع أن ينسب الفضل إليه. لقد فكَّر: "إذا كان بإمكاني القيام بهذا العمل المهم، أفلا أكون إلهًا؟ وإذا كنت إلهًا، فأنا مُقيَّد بشدّة الآن؛ إذا كانت البيئة الخارجية أفضل، فيُمكنني التعبير عن الحق!" خطرت له هذه الفكرة فجأة. أليس ثمة خطبُ ما في رأسه؟ (بلى). ثنى خطبُ ما في رأسه. ألا يفتقر إلى العقل؟ هل يُمكن لأفعال وكلمات الشياطين وأضداد المسيح أن تستحوذ على عقل الإنسانية الطبيعية؟ لا يُمكنها ذلك على الإطلاق. لقد قام هذا القائد ببعض العمل وحقق بعض النتائج، ثم نسي فجأة أنه إنسان. أليست قدرته على التفوّه بهذه الكلمات غير المعقولة مرتبطة بشخصيته؟ (بلى). ما وجه الارتباط؟ داخل شخصياته، هل يرغب في أن يكون تابعًا؟ هل يعرف أنه مُجرد تابع عادي لله؟ إنه لا يعرف ذلك على الإطلاق. إنه يعتقد أن مكانته وهويته محترمتان للغاية ومتفوقتان على جميع الآخرين. ألا تعرفون هذا النوع من السلوك وطبيعته؟ لماذا سقط الشيطان من السماء؟ (أراد أن يكون على قدم المساواة مع الله). لقد أراد أن يكون على قدم المساواة مع الله. نظرًا لأن الشيطان لم يكن يعرف مكانه في الكون، ولم يكن يعرف من يكون، ولم يكن يعرف حجمه الخاص، عندما سمح الله للشيطان بالسير في نفس المكان الذي يوجد فيه، بدأ الشيطان يعتقد أنه الله. أراد أن يفعل الأشياء التي فعلها الله، وأراد أن يُمثله، ويحل محله، وينكر وجوده، ونتيجة لذلك، سقط من السماء. يفعل أضداد المسيح الشيء نفسه، وطبيعة أفعالهم واحدة، وهم من نفس مصدر الشيطان. بالنسبة لأضداد المسيح، فإن مثل هذا المظهر ليس كشفًا عرضيًا أو نتيجة نزوة؛ إنه هيمنة مطلقة لطبيعتهم الشيطانية وكشف طبيعي عن شخصيتهم الشيطانية. ما هي طبيعة مظهر القائد الذي تحدَّثتُ عنه للتو؟ (إنه مظهر ضد المسيح). لماذا نناقش هذا المظهر فيما يتعلق ببند رفع الذات والشهادة لها؟ كيف ترتبط طبيعة هذا المظهر برفع الذات والشهادة لها؟ ما هي طبيعة عبارة "نشر الحق" التي قالها؟ لماذا أقول إن هذه العبارة مرتبطة برفع الذات والشهادة لها؟ (اعتقد القائد أنه يستطيع تزويد الناس بالحق). هذا ما كان يقصده. عندما قال مثل هذه الأشياء، فكَّر الناس الذين سمعوها: "لديك مثل هذا الأسلوب المذهل، ويُمكنك التحدُّث بهذه النبرة؛ أليست هذه هي النبرة التي ينبغي أن يتحدَّث بها الله؟ أليس هذا هو نوع الأسلوب الرائع وسعة الأفق التي ينبغي أن يتمتع بها الله؟" ألم يحقق هذا القائد هدف رفع نفسه والشهادة لها؟ لقد جعل الناس يمتلكون دون وعي مشاعر الاحترام، والعبادة، والإعجاب تجاهه. ألم يكن هذا هو الحال؟ (بلى). هذا هو المظهر البغيض لضد المسيح؛ هذا هو ضد المسيح الذي يَرفع نفسه ويشهد لها سرًا.
هل ثمة أيّ مظاهر أخرى لرفع الذات والشهادة لها؟ يجب عليكم جميعًا أن تتأملوا في أنفسكم فيما يتعلق بهذا الأمر. هل كنتم لتفعلوا شيئًا مثل الشهادة لأنفسكم؟ هل يُمكن أن يكبح ضميرُك وعقلُك جماحَك ويمنعك من القيام بشيءٍ مشينٍ كهذا؟ إذا استطعتَ كبح جماح نفسك، فهذا يُثبت أن لديك عقلانية، وأنك مختلف عن أضداد المسيح. أما إذا لم تمتلك هذه العقلانية، ولديك هذا النوع من الطموحات والرغبات، وكنت قادرًا أيضًا على فعل شيء مثل الشهادة لنفسك، فأنت مثل ضد المسيح. إذًا، ما هو الحال بالنسبة إليكم؟ هل تتصرَّفون بضبطٍ نفس؟ إذا كان لديك قلب يتقي الله، وشعور بالخجل، وعقلانية، فعلى الرغم من أنك ترغب في القيام بهذه الأشياء، فسوف تعتقد أنها ستُسيء إلى الله وستثير ازدراءه، وستتمكن حينها من كبح جماح نفسك ولن تجرؤ على الشهادة لنفسك. إذا كبحتَ جماح نفسك مرة ثم مرتين، فبعد فترة من الوقت ستبدأ هذه الأفكار، هذه النوايا والخواطر، في التضاؤل ببطء، شيئًا فشيئًا. سيكون لديك تمييز لهذه الأفكار وستشعر أنها حقيرة ومُقزِّزة، وستتضاءل دوافعك ورغباتك في القيام بمثل هذه الأشياء، وستتمكَّن وستتمكن تدريجيًا من كبح جماح نفسك والتحكُّم بها، إلى الحد الذي سيقل معه تكرار هذه الأفكار. إذا كنتَ تُدركها ولكنك غير قادر على كبح جماح نفسك، وكنت تُضمر نوايا قوية للغاية، وتريد فقط جعل الناس يعبدونك، وتشعر بعدم الرضا إذا لم يعبدك أحد أو يتبعك، وتمتلئ بالكراهية، وتريد أن تفعل شيئًا، وتتمكَّن من الشهادة لنفسك دون أي رادع وتتمكَّن من التباهي – فأنت إذن ضد المسيح. ما هو الحال بالنسبة إليكم؟ (عندما أُدركها، أكون قادرًا على كبح جماح نفسي). على ماذا تعتمد لكبح جماح نفسك؟ (أعتمد على امتلاك بعض المعرفة بالله وامتلاك قلب يتّقي الله). إذا كان لدى المرء قلب يتّقي الله، فيُمكنه ممارسة ضبط النفس. لا يتحقَّق ضبط النفس من خلال كبح المرء جماح نفسه أو إعاقة نفسه، ولكن بالأحرى نتيجة تتحقَّق من خلال فهم الحق وتقوى الله. يكبح المرء جماح نفسه عن طريق العقلانية والإدراك، وفي الوقت نفسه، يمارس ضبط النفس لأن لديه القليل من تقوى الله ويخشى الإساءة إليه. إذا لم تستطع عقلانيتك أن تكبح جماحك، ولم يكن لديك أيضًا قلب يتّقي الله، وإذا لم تكن تشعر بالخجل عند الشهادة لنفسك وترغب في الاستمرار في فعل ذلك، وعدم الاستسلام حتى تُحقِّق هدفك، فإن طبيعة هذا الأمر مختلفة؛ فأنت ضد مسيح إذن.
إن الأساليب والمظاهر التي يمتلكها أضداد المسيح لرفع أنفسهم والشهادة لها متنوعة. يتضمَّن بعضها قيام أضداد المسيح برفع أنفسهم والشهادة لها مباشرةً، والتحدُّث عن جميع مزاياهم، بينما يتضمَّن البعض الآخر إيجاد طرق لاستخدام عبارات أو أساليب ملتوية غير مباشرة لجعل الناس يُفكِّرون فيهم بإكبار خلسةً، وتحقيق هدفهم المُتمثِّل في جعل الناس يتطلعون إليهم، ويعبدونهم، ويتبعونهم، بل ويحتلون مكانة في قلوب الناس؛ هذه هي طبيعة مثل هذا السلوك. تختلف شخصية أضداد المسيح المُتمثِّلة في رفع أنفسهم والشهادة لها عن شخصية الناس العاديين من حيث طبيعتها، والعواقب التي تُسفِر عنها، بالإضافة إلى الطرق التي تظهر بها، ونواياها وأهدافها الكامنة. علاوة على ذلك، هل يتحدَّث الأشخاص الذين يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها ببساطة عن جميع مزاياهم؟ في بعض الأحيان، يتحدَّثون أيضًا عن جوانبهم السيئة، لكن هل يُشرّحون أنفسهم حقًا ويحاولون معرفتها عندما يفعلون ذلك؟ (كلا). إذًا كيف يكتشف المرء أن معرفتهم الذاتية ليست حقيقية، وأنها بدلًا من ذلك مُزيفة وسمة نية خفية وراءها؟ كيف يُمكن للمرء أن يفهم هذا الأمر تمامًا؟ النقطة المحورية هنا هي أنه في الوقت نفسه الذي يحاولون فيه معرفة أنفسهم وكشف نقاط ضعفهم، وعيوبهم، ونقائصهم، وشخصياتهم الفاسدة، فإنهم يبحثون أيضًا عن أعذار وأسباب لتبرئة أنفسهم من الذنب. يقولون للناس سرًا: "كل إنسان يمكن أن يرتكب أخطاء، وليس أنا فقط. أنتم جميعًا يمكن ان ترتكبوا أخطاء أيضًا. الخطأ الذي ارتكبته يمكن غفرانه، إنه خطأ صغير. إذا ارتكبتم الخطأ نفسه، فسيكون الأمر أشد بكثير من حالتي، لأنكم لن تتأملوا في أنفسكم وتُشرّحوها. على الرغم من أنني أرتكب أخطاء، إلا أنني أفضل منكم ولدي المزيد من العقلانية والنزاهة". وعندما يسمع الجميع هذا، يُفكِّرون: "أنت مُحق تمامًا. أنت تفهم الحق كثيرًا، وتمتلك قامة حقًا. عندما ترتكب أخطاء، فأنت قادر على التأمل في نفسك وتشريحها، أنت أفضل بكثير منا. إذا ارتكبنا أخطاء، فإننا لا نتأمل في أنفسنا ولا نحاول معرفتها، وخوفًا من الإحراج، لا نجرؤ على تشريح أنفسنا. أنت لديك قامة وشجاعة أكبر منا". لقد ارتكب هؤلاء الناس أخطاء ومع ذلك فقد فازوا بتقدير الآخرين وتغنَّوا بمناقبهم الخاصة؛ ما هذه الشخصية؟ بعض أضداد المسيح بارعون للغاية في التظاهر وخداع الناس، ووضع قناع زائف. وعندما يُقابلون أشخاصًا يفهمون الحق، يبدأون في الحديث عن معرفتهم الذاتية، ويقولون أيضًا إنهم أبالسة وشياطين، وأن إنسانيتهم سيئة، وأنهم يستحقون اللعنة. افترض أنك سألتهم: "بما أنك تقول إنك إبليس وشيطان، فما هي الأعمال الشريرة التي ارتكبتها؟" سيقولون: "لم أفعل شيئًا، لكنني إبليس. ولست إبليسًا فحسب، بل أنا أيضًا شيطان!" ثم تسألهم: "بما أنك تقول إنك إبليس وشيطان، فما هي الأعمال الشريرة التي ارتكبتها بوصفك إبليسًا وشيطانًا، وكيف قاومت الله؟ هل يمكنك قول الحق عن الأشياء الشريرة التي فعلتها؟" سيقولون: "لم أفعل شيئًا شريرًا!" ثم تضغط أكثر وتسأل: "إذا لم تكن قد فعلت شيئًا شريرًا، فلماذا تقول إنك إبليس وشيطان؟ ما الذي تُحاول تحقيقه بقول هذا؟" عندما تُصبح جادًا معهم على هذا النحو، لن يكون لديهم ما يقولونه. في الواقع، لقد فعلوا أشياء كثيرة سيئة، لكنهم بالتأكيد لن يُشاركوك الحقائق حول هذا الأمر. سيتحدَّثون فقط ببعض الكلام الكبير ويتفوّهون ببعض التعاليم للحديث عن معرفتهم الذاتية بطريقة جوفاء. عندما يتعلق الأمر بكيفية اجتذابهم للناس على وجه التحديد، وخداعهم، واستغلالهم بناءً على مشاعرهم، وعدم أخذ مصالح بيت الله على محمل الجد، ومخالفة ترتيبات العمل، وخداع الأعلى، وإخفاء الأشياء عن الإخوة والأخوات، ومدى الضرر الذي ألحقوه بمصالح بيت الله، فلن ينطقوا بكلمة واحدة عن هذه الحقائق. هل هذه هي المعرفة الحقيقية بالذات؟ (كلا). بقولهم إنهم أبالسة وشياطين، أليسوا يتظاهرون بمعرفة الذات من أجل رفع أنفسهم والشهادة لها؟ أليست هذه طريقة يستخدمونها؟ (بلى، هي كذلك). لا يستطيع الشخص العادي رؤية هذه الطريقة. عندما يُعفى بعض القادة، يُعاد انتخابهم بعد فترة وجيزة، وعندما تسأل عن السبب، يقول بعض الناس: "هذا القائد يتمتع بمستوى قدرات جيد. إنه يعرف أنه إبليس وشيطان. من لديه مثل هذا المستوى من المعرفة؟ فقط الأشخاص الذين يسعون حقًا إلى الحق يمتلكون تلك المعرفة. لا أحد منا قادر على اكتساب تلك المعرفة عن أنفسنا، الشخص العادي ليس لديه تلك القامة. لهذا السبب، اختاره الجميع مرّةً أخرى". ما الذي يحدث هنا؟ لقد تعرض هؤلاء الناس للتضليل. كان هذا القائد يعرف أنه إبليس وشيطان لكن الجميع اختاروه، فما هو التأثير والنتيجة المترتبة على قوله إنه إبليس وشيطان على الناس؟ (يجعلهم يفكرون فيه بإكبار). هذا صحيح، يجعلهم يفكرون فيه بإكبار أكثر. يُطلق غير المؤمنين على هذه الطريقة اسم "التراجع من أجل التقدم". هذا يعني أنه لجعل الناس يفكرون فيهم بإكبار أكثر، فإنهم يقولون أولًا أشياء سيئة عن أنفسهم حتى يعتقد الآخرون أنهم يستطيعون الانفتاح ومعرفة أنفسهم، وأن لديهم عمقًا، وبصيرة، وفهمًا عميقًا، وبسبب هذا، يعبدهم الجميع أكثر. وما هي نتيجة عبادة الجميع لهم أكثر؟ عندما يحين الوقت لاختيار القادة مرّةً أخرى، يظلون يُعتبرون الشخص المثالي لهذا الدور. أليست هذه الطريقة ذكية للغاية؟ أما إذا لم يتحدثوا عن معرفة الذات على هذا النحو ولم يقولوا إنهم أبالسة وشياطين، وكانوا سلبيين بدلًا من ذلك، فعندما يرى الآخرون ذلك، سيقولون: "بمجرد أن تم إعفاؤك وفقدت مكانتك، أصبحت سلبيًا. كنت تُعلمنا ألا نكون سلبيين، والآن سلبيتك أشد من سلبيتنا. لن نختارك". لا أحد سيفكر في هذا القائد بإكبار. على الرغم من أن الجميع سيظلون يفتقرون إلى القدرة على تمييزه، إلا أنهم على الأقل لن يختاروه ليكون قائدًا مرّةً أخرى، ولن يحقق هذا الشخص هدفه في جعل الآخرين يفكرون فيه بإكبار. لكن هذا القائد يأخذ زمام المبادرة قائلًا: "أنا إبليس وشيطان، فليعلني الله وليرسلني إلى الدرك الأسفل من الجحيم ولا يسمح لي بالتناسخ إلى الأبد!" يشعر بعض الناس بالأسف تجاههم عند سماع ذلك ويقولون: "لقد عانى قائدنا كثيرًا. يا له من ظلم! إذا لم يأذن الله له بأن يكون قائدًا، فسوف ننتخبه نحن". يدعم الجميع هذا القائد إلى هذا الحد، لذا، أفلم يتعرضوا للتضليل؟ لقد تأكَّدت النية الأصلية لكلماتهم، مما يُثبت أنهم يُضلِّلون الناس حقًا بهذه الطريقة. في بعض الأحيان، يُضلِّل الشيطان الناس برفع نفسه والشهادة لها، وفي بعض الأحيان، يمكنه الاعتراف بأخطائه بطريقة مُلتوية عندما لا يكون لديه خيار آخر، لكنها كلها مُجرَّد قناع زائف، وهدفه هو كسب تعاطف الناس وتفهمهم. يمكنه حتى أن يقول: "لا أحد كامل. كل شخص لديه شخصيات فاسدة والجميع يمكن أن يرتكب أخطاء. ما دام المرء يستطيع تصحيح أخطائه، فهو شخص صالح". وعندما يسمع الناس هذا، يشعرون أنه صحيح، ويستمرون في عبادة الشيطان واتباعه. تتمثَّل طريقة الشيطان في الاعتراف بأخطائه بشكل استباقي، ورفع نفسه سرًا ورفع مكانته في قلوب الناس، بحيث يتقبَّل الناس كل شيء عنه – حتى أخطائه – ثم يغفرون هذه الأخطاء، وينسونها تدريجيًا، وفي النهاية يتقبلون الشيطان تمامًا، ويُصبحون مُخلصين له حتى الموت، ولا يتركونه أو ينبذونه أبدًا، ويتبعونه حتى النهاية. أليست هذه هي طريقة الشيطان في فعل الأشياء؟ هذه هي الطريقة التي يتصرَّف بها الشيطان، ويستخدم أضداد المسيح أيضًا هذا النوع من الأساليب عندما يتصرَّفون من أجل تحقيق طموحاتهم وأهدافهم المتمثلة في جعل الناس يعبدونهم ويتبعونهم. العواقب التي يؤدي إليها هذا هي نفسها، ولا تختلف إطلاقًا عن عواقب تضليل الشيطان للناس وإفسادهم.
عندما يتحدّث بعض الناس عن معرفة ذواتهم، فإنهم يُصوّرون أنفسهم على أنهم في حالة يُرثى لها وأنهم عديمو الفائدة، حتى أنهم يقولون إنهم أبالسة وشياطين، وأنهم يستحقون أن يُلعَنوا، وأنهم لن يشتكوا إذا استبعدهم الله. ومع ذلك، ليس لدى هؤلاء الناس فهمٌ حقيقيٌ لجوهر طبيعتهم أو لشخصياتهم الفاسدة، وهم غير قادرين على مُشاركة أيّ شيءٍ عن حالتهم الحقيقية. وبدلًا من ذلك، يُحاولون استخدام واجهة لتضليل الآخرين، ويستخدمون أسلوب وطريقة الاعتراف بأخطائهم بشكلٍ استباقي و"التراجع من أجل التقدم" لتعمية الناس وخداعهم، ومن ثمَّ جعل الناس يُكوِّنون رأيًا جيدًا عنهم. هذه هي ممارسة أضداد المسيح. في المرة القادمة التي تُقابِلون فيها شخصًا مثل هذا، كيف يجب أن تعاملوه؟ (نتعمق في التفاصيل). هذا صحيح، يجب أن تتعلَّموا التحقيق في المسألة والتعمُّق في التفاصيل. وإلى أي عمقٍ يجب أن تُحقِّقوا؟ افعلوا ذلك حتى يتوسَّلوا طلبًا للرحمة ويقولوا: "لن أُضلِّلكم مرّةً أخرى. حتى لو اخترتموني لأكون قائدكم، فلن أضطلع بهذا الدور". قولوا لهم: "لن نُضلَّل مِنْ قِبلك مرّةً أخرى أو نختارك قائدًا لنا، فتوقف عن الحُلم!" كيف يبدو ذلك؟ كل أولئك الذين يتحدثون بطريقة مُبالغ فيها للغاية عن معرفة ذواتهم، بل ويلعنون أنفسهم، دون أن يبدو أيٌّ من ذلك حقيقيًا على الإطلاق، هم أشخاص زائفون روحيًا ومُنافقون، وكل كلامهم مُضلِّل. ثمة سمة مُميّزة وبعض التفاصيل في كلام هؤلاء الأشخاص يجب أن تكونوا قادرين على تمييزها. على سبيل المثال، أخبروني، إذا طُلب من أحدهم كتابة قَسَم لحفظ القرابين، فماذا يجب أن تكون الجملة الأولى من القَسَم؟ ماذا سيكتب شخص يتمتع بالعقلانية والإنسانية؟ ما هي النبرة والصياغة التي سيستخدمها للوقوف في مكانه المناسب وإبداء موقفه؟ عندما يتحدّث الناس العاديون، يمكن للجميع أن يشعروا أنهم يتحدّثون بشكلٍ طبيعي، لكن الأشخاص الطموحين الذين هم أشرار أو أضداد للمسيح لديهم نبرة مُعيَّنة عندما يتحدّثون تختلف عن نبرة الشخص العادي. على سبيل المثال، يقولون: "إذا أنا اختلستُ، فلان، سنتًا واحدًا من قرابين الله، فليتني أموت موتة بائسة؛ ليت سيارة تدهسني!" ما نوع هذه النبرة؟ إنهم يبدأون بكلمة "أنا"، مُتخذين أعلى نبرة رنانة؛ يمكن ملاحظة الدافع وراء نبرتهم وأسلوبهم في الكلام من الكلمات الحرفية التي يستخدمونها. الكلمة الأولى هي "أنا" – يستخدمون نبرة رنّانة، وبمثل هذه النبرة العالية – أليس هذا قَسَمًا رنّانًا؟ ماذا يُسمَّى هذا النوع من القَسَم؟ يُطلق عليه رنّانًا ومُنافقًا. وبكتابة قَسَم بمثل هذه العدوانية؛ ما نوع هذه الشخصية؟ هذا قَسَم، فلمن تُقسم هذا القَسَم؟ إنك تُقسم هذا القَسَم لله، فكيف ينبغي لشخصٍ طبيعي أن يتحدّث في هذه الحالة؟ يجب أن يتحدّث بأسلوب مُتواضع، وأن يقف في مكانه الصحيح، وأن يُصلّي لله، وأن يتحدّث من القلب. لا ينبغي له أن يستخدم كلمات رنّانة أو يكون عدوانيًا. هؤلاء الناس عدوانيون للغاية حتى عند أداء القَسَم؛ إن شخصيتهم الشيطانية شديدة للغاية! من الصعب تحديد ما إذا كان قسمهم حقيقيًا أم زائفًا. ما يقصدونه هو: "ألا تثق بي؟ هل تخشى أن أستغل بيت الله، وأن أسرق القرابين؟ أنت تستخدمني لكنك لا تثق بي، وتطلب مني أن أُقسم؛ سأُقسم إذًا، فقط شاهد وانظر ما إذا كنتُ أجرؤ على أداء هذا القَسَم أم لا! لا أصدق أنه يمكنني أن أفعل شيئًا من هذا القبيل". ما نوع هذا الموقف؟ هذه عدوانية وانعدام ضمير. بل إن لديهم الجرأة للصراخ في وجه الله، واستخدام القَسَم لتبرير أنفسهم وتضليل الناس. هل هذه هي تقوى الله؟ لا تقوى في هذا على الإطلاق. هذا النوع من الأشخاص هو شيطان وضد للمسيح، هكذا يتحدّث أضداد المسيح. أداء قَسَم بنبرات صاخبة؛ ما نوع هذه الشخصية؟ هل لا يزال من الممكن لهذا النوع من الأشخاص أن يُخلص؟ هل سبق لكم أن قابلتُم هذا النوع من الأشخاص من قبل؟ ألا تعرفون كيفية تمييز هذه المظاهر، أو الاستعلانات، أو الشخصيات التي يُظهرونها؟ حتى أن بعض الناس يعتقدون أن هذا النوع من الأشخاص يتمتّع بفكر سليم، ولديه فهم روحي، وصادق، ومخلص لله. أليست هذه حماقة؟ أليس هذا عدم تمييز؟ يمكن ملاحظة هذا السلوك والشخصية الفظيعة في الكلمات الحرفية وصياغة قسمهم، لكن الناس لا يزالون يعتقدون أن ضد المسيح هذا صالح للغاية. هل يفهم هؤلاء الناس الحق؟ يبدو أن كل ما تفهمونه هو التعاليم، وأنكم لا تستطيعون سوى الحديث عن التعاليم والتحدُّث بكلماتٍ فارغة، وأنكم غير قادرين على التمييز عندما يتعلق الأمر بأمور وقضايا مُحدَّدة. في المُستقبل، إذا واجهتم هذا النوع من الأمور، فهل ستكونون قادرين على التمييز؟ (نعم، سنكون كذلك). إن الأشخاص الذين يكتبون مثل هذه الأقسام كلهم وحوش، وكلهم يفتقرون إلى الإنسانية. هل سبق أن رأيتم هذا النوع من القَسَم من قبل؟ هل سبق أن كتبتم قَسَمًا مثل هذا من قبل؟ (نعم). هل كانت له نفس النبرة ونفس الافتتاحية مثل هذا القَسَم؟ (لم تكن مُباشرة بالقدر نفسه). هل كانت طبيعته هي نفسها إذًا؟ (نعم). كانت طبيعته هي نفسها. إن أداء القَسَم ليس مثل دخول ساحة المعركة، الأمر الذي يتطلَّب روح التضحية البطولية بالنفس. لا يتطلَّب هذا النوع من الروح. عندما تُقسم قَسَمًا لله، يجب أن تُفكّر في الأمر مليًا، وأن تفهم سبب حاجتك إلى كتابة هذا القَسَم، ولمَنْ تُقسم هذا القَسَم وتقطع هذا العهد. ما يُريده الله هو موقف الشخص، وليس نوعًا من الروح المتحمسة. إن روحك عدوانية وصاخبة؛ إنها مظهر من مظاهر شخصية الشيطان المُتغطرسة. إنها ليست تقوى وليست مظهرًا ينبغي أن تتحلّى به الكائنات المخلوقة، فضلًا عن أن تكون مكانة ينبغي أن تتخذها الكائنات المخلوقة. ألم يتأثر الأشخاص الذين يُظهرون هذا المظهر بالبطولة الوطنية؟ هل يرتبط الأمر بهذا؟ لقد تسمّم الناس بشدة؛ فما إن يكتبوا قَسَمًا أو تعهدًا حتى يفكروا في جميع الشخصيات الشهيرة عبر العصور الذين كانوا مخلصين لبلدانهم وشعوبهم. كانت تلك الشخصيات الشهيرة جزءًا من عصابة الشيطان، وقد تصرّفوا بطريقة عديمة الضمير لتمييز أنفسهم والشهادة لأنفسهم، ومن أجل احتلال مكانة في قلوب الناس وترك سُمعة طيبة لأنفسهم حتى يتمكَّنوا من تخليد أسمائهم في التاريخ واكتساب سُمعة طيبة تدوم إلى الأبد. اعتبرت الأجيال اللاحقة هذا تفانيًا أعمى لبلدانهم، فهل تعتقد أنهم كانوا عميان حقًا؟ ما هو هذا العمى في الواقع؟ إنه أكثر الممارسات غدرًا وشرًا، وهناك نية شخصية بداخله. إنه ليس عمى، وهو بالتأكيد ليس تفانيًا؛ إنه شر.
لقد عقدنا شركة كثيرًا جدًا بالفعل عن موضوع شهادة أضداد المسيح لأنفسهم. هل هناك أي مسائل أخرى ذات صلة بهذا الموضوع لا تزالون لا تفهمونها تمامًا؟ يشهد بعض الناس لأنفسهم باستخدام اللغة، ويتحدّثون ببعض الكلمات التي يتباهون بها، بينما يستخدم آخرون السلوكيات. ما هي مظاهر الشخص الذي يستخدم السلوكيات للشهادة لنفسه؟ ظاهريًا، ينخرطون في بعض السلوكيات التي تتوافق إلى حد ما مع مفاهيم الناس، والتي تجذب انتباه الناس، والتي يراها الناس نبيلة تمامًا وتتوافق إلى حد كبير مع المعايير الأخلاقية. هذه السلوكيات تجعل الناس يعتقدون أنهم شرفاء، وأنهم يتمتّعون بالنزاهة، وأنهم يحبون الله حقًا، وأنهم أتقياء جدًا، وأن لديهم حقًا قلبًا يتّقي الله، وأنهم أشخاص يسعون إلى الحق. إنهم كثيرًا ما يُظهرون بعض السلوكيات الخارجية الصالحة من أجل تضليل الناس؛ ألا ينم هذا أيضًا عن رفع الذات والشهادة لها؟ عادة ما يَرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها من خلال الكلمات، مستخدمين كلامًا صريحًا للتعبير عن مدى اختلافهم عن عامّة الناس وعن مدى امتلاكهم لآراء أكثر حكمة من الآخرين، من أجل جعل الناس يفكرون فيهم بإكبار ويُبجِّلونهم. لكن هناك بعض الأساليب التي لا تتضمن كلامًا صريحًا، حيث يستخدم الناس بدلًا من ذلك ممارسات خارجية لتشهد لهم بأنهم أفضل من الآخرين. هذه الأنواع من الممارسات مدروسة جيدًا، وتحمل في طياتها دافعًا ونية مُعينة، وهي مُتعمَّدة تمامًا. لقد أُخفيت وعُولجت بحيث يكون ما يراه الناس هو بعض السلوكيات والممارسات التي تتوافق مع مفاهيم الإنسان، والتي هي نبيلة وتقية وتتوافق مع آداب القديسيين، والتي هي حتى مُحبة لله، وتتقي الله، وتتوافق مع الحق. يُحقِّق هذا نفس هدف رفع أنفسهم والشهادة لها وجعل الناس يُفكرون فيهم بإكبار ويعبدونهم. هل سبق لكم أن قابلتم أو رأيتم شيئًا مثل هذا؟ هل لديكم هذه المظاهر؟ هل هذه الأشياء وهذا الموضوع الذي أناقشه مُنفصلان عن الحياة الواقعية؟ في الواقع، إنها ليست كذلك. سأُقدم مثالًا بسيطًا للغاية. عندما يقوم بعض الناس بواجباتهم، فإنهم يبدون مشغولين للغاية ظاهريًا؛ إنهم يواصلون العمل عمدًا في الأوقات التي يأكل فيها الآخرون أو ينامون، وعندما يبدأ الآخرون في القيام بواجباتهم، يذهبون للأكل أو النوم. ما هدفهم من القيام بذلك؟ إنهم يُريدون أن يجذبوا الانتباه وأن يُظهِروا للجميع أنهم مشغولون للغاية بالقيام بواجباتهم لدرجة أنه ليس لديهم وقت للأكل أو النوم. إنهم يُفكِّرون قائلين: "أنتم حقًا لا تتحملون عبئًا. كيف تكونون مبادرين للغاية إلى الأكل والنوم؟ أنتم عديمو الفائدة! انظروا إليَّ، أنا أعمل بينما أنتم جميعًا تأكلون، وأظل أعمل في الليل عندما تكونون نائمين. هل تستطيعون أن تعانوا على هذا النحو؟ أنا أستطيع تحمُّل هذه المعاناة؛ إنني أضرب المثل بسلوكي". ما رأيكم في هذا النوع من السلوك والمظهر؟ ألا يفعل هؤلاء الناس ذلك عمدًا؟ يفعل بعض الناس هذه الأشياء عمدًا، وما نوع هذا السلوك؟ يُريد هؤلاء الناس أن يكونوا مُتميزين؛ أن يكونوا مُختلفين عن عامّة الناس وأن يُظهِروا للناس أنهم مشغولون بالقيام بواجباتهم طوال الليل، وأنهم قادرون تمامًا على تحمُّل المعاناة. بهذه الطريقة سيشعر الجميع بالأسف تجاههم ويُظهرون تعاطفًا شديدًا معهم، معتقدين أنهم يحملون عبئًا ثقيلًا على عاتقهم، لدرجة أنهم غارقون في العمل ومشغولون للغاية بحيث لا يستطيعون الأكل أو النوم. وإذا لم يستطيعوا أن يُخلّصوا، فسيتوسل الجميع إلى الله من أجلهم، ويتضرّعون إلى الله نيابة عنهم، ويصلون من أجلهم. ومن خلال القيام بذلك، يستخدم هؤلاء الأشخاص سلوكيات وممارسات جيدة تتوافق مع مفاهيم الإنسان، مثل تحمل المشقة ودفع الثمن، لخداع الآخرين والحصول على تعاطفهم وثنائهم بشكل احتيالي. وما النتيجة النهائية لهذا؟ كل من تواصل معهم ورآهم يدفعون ثمنًا سيقولون بصوت واحد: "قائدنا هو الأكثر كفاءة، والأكثر قدرة على تحمُّل المعاناة ودفع الثمن!" ألم يُحقِّقوا إذًا هدفهم المتمثل في تضليل الناس؟ ثم في يوم من الأيام، يقول بيت الله: "قائدكم لا يقوم بعمل فعلي. إنّه يشغل نفسه ويعمل دون جدوى، ويتصرّف بتهورٍ وهو مُتعسِف ومستبد. لقد أفسد عمل الكنيسة، ولم يقم بأيّ عملٍ مما ينبغي عليه القيام به، ولم يقم بأداء عمل الإنجيل أو عمل إنتاج الأفلام، كما أن حياة الكنيسة أيضًا في حالة من الفوضى. لا يفهم الإخوة والأخوات الحق، وليس لديهم دخول في الحياة، ولا يستطيعون كتابة مقالات الشهادة. والأمر الأكثر إثارة للشفقة هو أنهم لا يستطيعون حتى تمييز القادة الكذبة وأضداد المسيح. هذا النوع من القادة غير كفء على الإطلاق؛ إنهم قادة كذبة يجب إعفاؤهم!" في ظل هذه الظروف، هل سيكون من السهل إعفاؤهم؟ قد يكون الأمر صعبًا. نظرًا لأن جميع الإخوة والأخوات يستحسنونهم ويدعمونهم، إذا حاول أي شخص إعفاء هذا القائد، فإن الإخوة والأخوات سيقدمون احتجاجًا ويقدمون طلبًا إلى الأعلى للاحتفاظ بهم. لماذا ستكون هناك مثل هذه العاقبة؟ نظرًا لأن هذا القائد الكاذب وضد المسيح يستخدم سلوكيات خارجية صالحة مثل تحمُّل المشقة ودفع الثمن، بالإضافة إلى الكلمات الرنانة، للتأثير في الناس، وشرائهم، وتضليلهم. وما إن يستخدموا هذه المظاهر الكاذبة لتضليل الناس حتى يتحدّث الجميع نيابة عنهم ولن يكونوا قادرين على تركهم. إنهم يعرفون بوضوح أن هذا القائد لم يقم بالكثير من العمل الفعلي، وأنه لم يُرشِد مختاري الله لفهم الحق واكتساب دخول الحياة، لكن هؤلاء الناس يظلون يدعمونهم ويستحسنونهم ويتبعونهم، ولا يهتمون حتى ما إذا كان ذلك يعني أنهم لن يربحوا الحق والحياة. وعلاوة على ذلك، بسبب تضليلهم من قِبل هذا القائد، فإن كل هؤلاء الناس يعبدونهم، ولا يقبلون أي قادة سواهم، ولا يُريدون حتى الله بعد ذلك. ألا يعاملون هذا القائد على أنه الله؟ إذا قال بيت الله إن هذا الشخص لا يقوم بعمل فعلي وأنه قائد كاذب وضد مسيح، فإن الناس في كنيسته سيحتجون ويثورون في تمرد. أخبرني، إلى أي مدى أضلَّ ضد المسيح هذا هؤلاء الناس؟ إذا كان هذا هو عمل الروح القدس، فإن أحوال الناس ستتحسّن، وسيفهمون الحق أكثر، ويُصبحون أكثر خضوعًا لله، ويكون لديهم مكان أكبر لله في قلوبهم، ويُصبحون أفضل حالًا في تمييز القادة الكاذبين وأضداد المسيح. من وجهة النظر هذه، فإن الموقف الذي ناقشناه للتو ليس عمل الروح القدس على الإطلاق؛ فوحدهم أضداد المسيح والأرواح الشريرة هم من يستطيعون تضليل الناس إلى هذا الحد بعد العمل لفترة من الزمن. لقد ضُلِّل الكثير من الناس وسُيطِر عليهم من قِبل أضداد المسيح، وفي قلوبهم، ليس لديهم سوى مكان لأضداد المسيح وليس لله. هذه هي النتيجة النهائية التي حقّقها أضداد المسيح برفع أنفسهم والشهادة لها من خلال السلوكيات الخارجية الصالحة. إنهم يستخدمون السلوكيات الخارجية الصالحة المُتمثِّلة في تحمُّل المشقة ودفع الثمن لرفع أنفسهم والشهادة لها، وهي إحدى الوسائل التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس والسيطرة عليهم. ترون هذا الأمر بوضوح الآن، أليس كذلك؟ أليس استخدام ضد المسيح للسلوكيات الخارجية الصالحة المُتمثِّلة في تحمُّل المشقة ودفع الثمن لتضليل الناس أمرًا ماكرًا وخبيثًا؟ ألا تفعلون هذه الأشياء أنتم أيضًا في بعض الأحيان؟ يشرب بعض الناس القهوة لتعزيز طاقتهم في المساء استعدادًا للسهر لوقت متأخر للقيام بواجباتهم. يقلق الإخوة والأخوات على صحتهم ويطبخون لهم حساء الدجاج. وعندما ينتهون من الحساء، يقول هؤلاء الناس: "الحمد لله! لقد استمتعت بنعمة الله. أنا لا أستحق هذا. الآن بعد أن انتهيت من حساء الدجاج هذا، يجب أن أكون أكثر كفاءة في القيام بواجباتي!" وفي الواقع، يستمرون في القيام بواجباتهم بالطريقة نفسها التي يقومون بها بواجباتهم عادةً، دون أن يزيدوا من كفاءتهم على الإطلاق. ألا يتظاهرون؟ إنهم يتظاهرون، وهذا النوع من السلوك هو أيضًا رفع للذات والشهادة لها بشكلٍ مُستتر، والعاقبة التي يُحقِّقونها هي جعل الناس يستحسنونهم، ويفكرون فيهم بإكبار، ويُصبحون أتباعًا مُتعصبين لهم. إذا كان لدى الناس هذا النوع من العقلية، أفلم ينسوا الله؟ لم يعد الله في قلوبهم، فمن هو الشخص الذي يُفكرون فيه ليلًا ونهارًا؟ إنه "قائدهم الصالح"، "محبوبهم". بعض أضداد المسيح مُحبون للغاية لمعظم الناس ظاهريًا، ويستخدمون أساليب عندما يتحدّثون، بحيث يرى الناس أنهم مُحبون، ويكونون على استعداد للاقتراب منهم. إنهم يبتسمون لأي شخص يقترب منهم ويتفاعل معهم، ويتحدّثون إلى هؤلاء الأشخاص بنبرةٍ لطيفة للغاية. وحتى لو رأوا أن بعض الإخوة والأخوات كانوا بلا مبادئ في أفعالهم، وبالتالي أضروا بمصالح الكنيسة، فإنهم لا يهذبونهم على الإطلاق، وإنما فقط ينصحونهم ويواسونهم، ويتملقونهم أثناء قيامهم بواجباتهم؛ إنهم لا يكفون عن تملُّق الناس حتى يُحضروا الجميع أمامهم. يتأثر الناس تدريجيًا بأضداد المسيح هؤلاء، ويستحسن الجمع قلوبهم المُحبّة تمامًا، ويُطلقون عليهم أشخاصًا يحبون الله. وفي النهاية، يعبدهم الجميع ويسعون إلى أن يعقدوا شركةً معهم في كل مسألة، ويُخبرون أضداد المسيح هؤلاء بجميع أفكارهم ومشاعرهم الأعمق، لدرجة أنهم لا يعودون حتى يُصلون لله أو يسعون إلى الحق في كلام الله بعد الآن. ألم يُضلَّل هؤلاء الناس من قِبل أضداد المسيح هؤلاء؟ هذه وسيلة أخرى يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس. عندما تنخرطون في هذه السلوكيات والممارسات، أو تُضمِرون هذه النوايا، هل تُدركون أن هناك مشكلة في هذا؟ وعندما تُدرك ذلك، هل يُمكنك تغيير مسار أفعالك؟ إذا استطعتَ التأمل في نفسك والشعور بندمٍ حقيقي عندما تُدرك وتفحص أن سلوكك، أو ممارساتك، أو نواياك تسبب المتاعب، فهذا يُثبت أنك قد غيَّرت مسارك. أما إذا كنت تدرك مشاكلك ولكنك تدعها تمرّ وتتصرّف وفقًا لنواياك الخاصة، وتسقط أعمق فأعمق إلى أن تصل إلى نقطة لا تعود قادرًا فيها على تخليص نفسك، فأنت لم تُغيِّر مسارك وتتعمّد وضع نفسك في مواجهة الله، وترفع نفسك وتشهد لها، وتنحرف عن الطريق الحق. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية ضد المسيح. هل هي خطيرة؟ (نعم). ما مدى خطورتها؟ إن عاقبة اتباع الشخص لأساليب أكثر خبثًا وخداعًا، واستخدام تحمُّل المشقة ودفع الثمن لتضليل الناس، ومحاولة جعلهم يعبدونه ويتبعونه، هي نفسها عاقبة الشخص الذي يَرفع نفسه علنًا ويشهد لها؛ فهي ذات طبيعة واحدة. وبغض النظر عن الوسائل التي تستخدمها لرفع نفسك والشهادة لها، سواء كان ذلك كلامًا صريحًا أو بعض السلوكيات الصالحة الواضحة، فكلها متشابهة في طبيعتها. إنها تحمل سمة ضد المسيح، وسمة محاربة الله على مختاريه. مهما كان الشكل الذي تتخذه مظاهرك أو الوسائل التي تستخدمها، ما دامت نيتك لا تتغيّر والعواقب هي نفسها، فإنها كلها متشابهة في طبيعتها. من الواضح إذًا أن أضداد المسيح ماكرون جدًا. إنهم لا يحبون الحق، ولا يسعون إليه، ولكنهم قادرون على استخدام تحمُّل المشقة ودفع الثمن بوصفه وسيلة لتضليل الناس؛ هذا هو شرّ أضداد المسيح.
يتحدّث بعض الناس عن بعض النظريات السخيفة والحجج المُجرّدة ليجعلوا الناس يظنون أنهم مثقفون وواسعو الاطلاع، وأن أفعالهم عميقة جدًا، وبالتالي تحقيق هدفهم المُتمثِّل في جعل الناس يعبدونهم. أي أنهم يُريدون دائمًا المُشاركة وإبداء رأيهم في جميع الأمور، وحتى عندما يكون الجميع قد اتّخذوا قرارًا نهائيًا بالفعل، فإذا لم يكونوا راضين عنه، فسوف يتفوّهون ببعض الأفكار الرنانة للتباهي بها. أليست هذه وسيلة لرفع المرء نفسه والشهادة لها؟ في بعض الأمور، يكون الجميع قد ناقشوا الأمور بالفعل، وتشاوروا مع بعضهم البعض، وحددوا المبادئ وقرّروا خطة عمل، لكنهم لا يقبلون القرار ويعرقلون الأمور بطريقة غير معقولة، قائلين: "هذا لن ينجح. أنتم لم تفكروا في الأمر بشكل شامل. بخلاف الجوانب القليلة التي تحدّثنا عنها، فكّرتُ أيضًا في جانب آخر". في الواقع، الجانب الذي فكروا فيه هو مُجرد نظرية سخيفة، إنهم يُعلِّقون فقط على أمور تافهة. إنهم يُدركون تمامًا أنهم يُعلِّقون على أمور تافهة ويُصعِّبون الأمور على الآخرين، لكنهم يظلون يفعلون ذلك. ما هدفهم من هذا؟ أن يُظهِروا للناس أنهم مُختلفون، وأنهم أذكى من الآخرين. ما يقصدونه هو: "إذًا هذا هو المستوى الذي أنتم جميعًا عليه؟ يجب أن أُريكم أنني في مستوى أعلى". عادة ما يتجاهلون كل ما يقوله الآخرون، ولكن ما إن يظهر شيء مهم حتى يبدأوا في إفساد الأمور. ماذا يُسمى هذا النوع من الأشخاص؟ بالعامية، يُطلق عليهم اسم متصيدي الأخطاء والأشخاص الأشرار. ما هي الأساليب الشائعة لمتصيدي الأخطاء؟ إنهم يستمتعون بالتفوّه بأفكار رنانة والانخراط في بعض الممارسات الدنيئة والملتوية. إذا طلبت منهم تقديم خطة عمل صحيحة، فلن يكونوا قادرين على تقديم واحدة، وإذا طلبت منهم التعامل مع شيء مهم، فلن يتمكَّنوا من ذلك. إنهم لا يفعلون إلا الأشياء الدنيئة، ودائمًا ما يُريدون أن يُفاجئوا الناس ويتباهوا بقدراتهم. ماذا تقول تلك العبارة مرّةً أخرى؟ "السيدة العجوز تضع أحمر الشفاه لتعطيك شيئًا تنظر إليه". هذا يعني أنهم يُريدون دائمًا إظهار قدراتهم، وبغض النظر عما إذا كان بإمكانهم إظهارها بشكل جيد أم لا، فهم يُريدون أن يعرف الناس: "أنا أكثر تميُّزًا منكم يا رفاق. أنتم لستم جيدين جميعًا، أنتم مجرد بشر، أشخاص عاديون. أنا غير عادي ومُتسامٍ. سأُشارككم أفكاري لأُدهشكم ومن ثمَّ يُمكنكم أن تروا ما إذا كنت متفوقًا أم لا". أليس هذا إفسادًا للأمور؟ إنهم يُفسدون الأمور عن قصد. ما نوع هذا السلوك؟ إنهم يتسبَّبون في اضطرابات وإزعاجات. ما يقصدونه هو: لم أُظهر مدى ذكائي في هذا الأمر بعد، لذا فبغض النظر عن مصالح مَن تضررت وبغض النظر عن جهود مَن ضاعت سُدى، سأُخرب هذا الأمر حتى يعتقد الجميع أنني متفوق، وقادر، ومؤهّل. عندها فقط سأدع هذا الأمر يمضي دون عوائق. هل هناك أشخاص سيئون مثل هؤلاء؟ هل سبق لكم أن فعلتم مثل هذه الأشياء من قبل؟ (نعم. في بعض الأحيان، كان الآخرون قد انتهوا من مُناقشة أمر ما ووجدوا خطة مُناسبة، لكن بما أنهم لم يُخبروني خلال عملية اتخاذ القرار، فقد تعمدتُ العثور على بعض العيوب فيها). عندما فعلتَ ذلك، هل عرفتَ في قلبك ما إذا كان ذلك صحيحًا أم خاطئًا؟ هل عرفتَ أن طبيعة هذه المشكلة خطيرة، وأنها تسبب اضطرابًا وإزعاجًا؟ (لم أكن أُدرك ذلك حينها، ولكن من خلال التهذيب الشديد من قِبل إخوتي وأخواتي، ومن خلال أكل كلام الله وشربه عن الدينونة والتوبيخ، رأيتُ أن هذه المشكلة خطيرة في طبيعتها، وأنها تُعرقل عمل الكنيسة وتُزعجه، وهي نوع من السلوك الشيطاني). وبما أنك أدركت مدى خطورة هذا الأمر، فعندما وقعت أحداث مماثلة لك بعد ذلك، هل استطعتَ التغيُّر قليلًا والحصول على بعض الدخول من حيث نهجك؟ (نعم. عندما كشفتُ عن مثل هذه الأفكار والآراء، أدركتُ أنها كانت شخصية شيطانية، وأنه لا يُمكنني القيام بالأشياء بهذه الطريقة، واستطعتُ أن أُصلي لله بوعي وأتمرد على تلك الأفكار والآراء غير الصحيحة). لقد تمكَّنتَ من التغيُّر إلى حد ما. عندما تواجه مثل هذه المشكلات من الفساد، يجب عليك طلب الحق لمعالجتها، وكبح جماح نفسك، والصلاة لله. عندما تعتقد أن الآخرين ينظرون إليك بازدراء، وأنهم لا يُفكرون فيك بإكبار أو يأخذونك على محمل الجد، وبالتالي ترغب في إحداث اضطراب، فعندما يكون لديك هذا التفكير، يجب أن تُدرك أنه لا يأتي من إنسانية طبيعية، بل من شخصية شيطانية، وأنك إذا واصلت على هذا النحو، فستكون هناك مُشكلة، ومن المُرجَّح أنك ستسيء إلى شخصية الله. يجب عليك أولًا أن تعرف كيف تكبح جماح نفسك، ثم تأتي أمام الله لتصلي له وتُغيّر مسارك. عندما يعيش الناس داخل أفكارهم الخاصة، داخل شخصياتهم الفاسدة، فلا شيء مما يفعلونه يتوافق مع الحق أو يمكنه أن يُرضي الله؛ كل شيء يفعلونه يكون مُعاديًا لله. يُمكنكم إدراك هذه الحقيقة الآن، أليس كذلك؟ إن الرغبة الدائمة في الكفاح من أجل الشهرة والمكسب، وعدم التردُّد في إعاقة وإزعاج عمل الكنيسة من أجل اكتساب السمعة والمكانة، هي أكثر مظاهر أضداد المسيح وضوحًا. في الواقع، كل الناس لديهم هذه المظاهر، ولكن إذا استطعتَ إدراك ذلك والاعتراف به، ثم تغيير مسارك، واتخاذ موقف توبة حقيقية أمام الله، وتغيير نهجك وسلوكياتك وشخصياتك، فأنت شخص يسعى إلى الحق. أما إذا لم تعترف بهذه المشاكل الحقيقية، فبالتأكيد ليس لديك موقف توبة، ولست شخصًا يسعى إلى الحق. وإذا واصلت السير في طريق ضد المسيح، واتبعت هذا الطريق حتى النهاية، وكنت لا تزال تعتقد أن هذه ليست مُشكلة وأنك غير راغب في التوبة، ومُصرًّا على التصرُّف بهذه الطريقة والمُنافسة على الشهرة والمكسب مع العمال والقادة، والإصرار على التميُّز أكثر من الآخرين، والظهور وسط الحشد، وأن تكون أفضل من الآخرين بغض النظر عن المجموعة التي أنت فيها، فأنت في ورطة! إذا واصلت السعي وراء السمعة والمكانة ورفضت التوبة بعناد، فأنت ضد للمسيح، ومُقدر لك أن تُعاقب في النهاية. كلام الله، والحق، والضمير والعقل هي أشياء ليس لها تأثير عليك، ومن المؤكد أنك ستُلاقي نهاية أضداد المسيح. لا يمكنك أن تُخلص، ولا يمكن فداؤك! يعتمد ما إذا كان بإمكان الناس أن ينالوا الخلاص وأن يسيروا في طريق تقوى الله وأن يحيدوا عن الشر على ما إذا كانوا يُظهرون مظاهر التوبة الحقيقية بعد أن عرفوا أنفسهم، والموقف الذي يتعاملون به مع الحق، بالإضافة إلى الطريق الذي يختارونه. إذا لم تنبذ طريق ضد المسيح، واخترت بدلًا من ذلك إرضاء طموحاتك ورغباتك الخاصة، وخالفت الحق بوقاحة، ووضعت نفسك في مواجهة الله، فأنت غير قابل للفداء. إذا لم يعرف شخص ما كيف يخاف بغض النظر عن حجم أخطائه أو عدد أعماله الشريرة التي ارتكبها، ولم يشعر بالذنب، واستمر في تقديم الأعذار لنفسه، دون أن يشعر بذرة ندم، فهو ضد مسيح حقيقي وإبليس. وإذا كان لدى شخص ما مظاهر مختلفة فقط لأضداد المسيح، لكنه يستطيع أن يعترف بأخطائه وأن يرجع، ولديه قلب نادم، فهذا يختلف في طبيعته عن أضداد المسيح، وهو أمر مختلف تمامًا. لذا، فإن مفتاح ما إذا كان شخصٌ ما يستطيع أن ينال الخلاص أم لا يكمن في ما إذا كان بإمكانه التأمل في نفسه، وما إذا كان لديه قلب نادم، وما إذا كان بإمكانه السير في طريق السعي إلى الحق.
البند الرابع، رفع النفس والشهادة لها، هو نهج ثابت لأضداد المسيح. أنتم قادرون على تمييز الوسائل، والطرق، والأساليب الواضحة التي يَرفعون بها أضداد المسيح أنفسهم ويشهدون لها، لكن هل يمكنكم تمييز السلوكيات والمظاهر الأكثر خفاءً؟ عندما يتعلق الأمر بأشياء واضحة مثل استخدام اللغة لرفع النفس والشهادة لها، أنتم تكشفون عن هذه الأشياء، وقد رأيتم آخرين يكشفون عنها أيضًا، ويمكنكم تمييزها. ولكن إذا لم تُستخدم لغة ولم تكن هناك سوى مظاهر سلوكية، فهل ستظلون قادرين على تمييزها؟ يمكن القول إن معظم الناس غير قادرين على ذلك. إذن، ما هي سمات السلوكيات التي يَرفع بها أضداد المسيح أنفسهم ويشهدون لها؟ من المؤكد أن سلوكهم يتماشى مع مفاهيم البشر، وتصوراتهم، وأخلاقهم، وضميرهم، ومشاعرهم. وماذا أيضًا؟ (سلوك جمع استحسان الناس وعبادتهم). جمع الاستحسان والعبادة؛ هذه هي النتيجة التي يُنتجها السلوك. إذا نظرنا إلى ذلك من منظور النتيجة، فإن هذا السلوك له سمة مضللة حقًا. من منظور طبيعة هذا الإجراء، فهو هادف للغاية. فعلى سبيل المثال، عندما يمرض شخص ما، إذا كان يريد تضليل الناس وجعلهم يُفكرون فيه بشكل كبير، فهل سيتناول دواءه أمام الناس أم عندما لا يكون هناك أحد حوله؟ (أمام الناس). أليس هناك قصد من وراء هذا؟ هذا يعني أنهم هادفون للغاية. ما هو هدفهم الحقيقي من تناول الدواء بهذه الطريقة؟ إنهم يُريدون نيل الفضل لأنفسهم من خلال فعل ذلك، ويقولون لك: "انظر، أنا مُتعب جدًا من أداء واجبي لدرجة أنني مرضت، ومع ذلك لم أشتكِ أو أذرف دمعة واحدة. أنا أعالج مرضي، لكن لا يزال بإمكاني الاستمرار في أداء واجبي أثناء تناول الدواء". في الواقع، هم لم يُصابوا بهذا المرض بالضرورة نتيجة لإرهاق أنفسهم في القيام بواجبهم أو بعد أن آمنوا بالله. إنهم يُحاولون فقط استخدام جميع أنواع السلوكيات لنقل رسالة إلى الناس، وهي أنهم يتحملون المعاناة ويدفعون ثمنًا، وأنهم عانوا كثيرًا في هذه البيئة لكنهم لم يشتكوا مرة واحدة، ولا يزالون يؤدون واجبهم بنشاط، وأنهم يمتلكون العزم لتحمل المعاناة. ما الذي يُخبر به هذا الناس بشكل غير ملحوظ؟ أن إخلاصهم لله لا شك فيه. إن ما يُريدون التعبير عنه هو أنهم مخلصون ومستعدون لدفع الثمن. أليس هذا شكلًا من أشكال رفع النفس سرًا؟ لو كان لديهم عقل، ما كانوا ليُثيروا هذه المسألة، ولصلّوا لله عندما لا يكون هناك أحد حولهم، مُعبرين عن عزمهم ومُحاولين معرفة أنفسهم، أو لتناولوا دواءهم بشكل طبيعي. باختصار، هم لن يستخدموا هذه السلوكيات الخارجية لإخبار الناس بأنهم يُعانون، وأنهم يقومون بواجباتهم بإخلاص، وأنه ينبغي مكافأتهم. لن يُضمروا هذه النوايا. ولكن إذا تصرفوا بطريقة استعراضية للغاية، راغبين في جعل الناس يُعجبون بهم ويثنون عليهم، فهذا يكون هادفًا جدًا. وما هو هدفهم؟ إنه تحقيق نتيجة رفع النفس والشهادة لها من خلال الرسالة التي ينقلونها إلى الناس. إذا كانوا مخلصين، فسوف يعرف الله ذلك، فلماذا يتباهون بذلك أمام الآخرين ويجعلون الجميع يعرفون ذلك؟ ما هو هدفهم من جعل الجميع يعرفون ذلك؟ إنه جعل الناس يُعجبون بهم. إذا لم يكن هذا هدفهم، فإنهم سيتصرفون دون نوايا، ولن يراهم الآخرون يفعلون هذه الأشياء. إذا كانوا هادفين جدًا، فسيقيسون حجم أفعالهم، ويُثيرون ضجة ويُفكرون في الوقت والمكان، في انتظار أن يكون الجميع موجودين ليطلبوا من شخص ما إحضار دوائهم، ويكشفون ذلك علنًا وبضجة كبيرة. ثمة غرض واضح جدًا من هذا. إذا لم يكن لديهم هذا الهدف، فسوف ينتظرون حتى لا يكون هناك أحد لتناول دوائهم. إن استعدادك لتحمل المعاناة ودفع الثمن يتعلق بعلاقتك مع الله؛ لست بحاجة إلى توضيح ذلك وإعلام الآخرين به. إذا أوضحت ذلك للآخرين، فماذا يمكنهم أن يُقدموا لك؟ بخلاف اكتساب تعاطفهم وثنائهم، هل ثمة أي شيء آخر يمكنك كسبه منهم؟ لا، لا يوجد شيء. عندما تتحمل بعض المعاناة وتدفع بعض الثمن في أداء واجبك، فهذه من ناحية أشياء يجب عليك القيام بها وأنت على استعداد للقيام بها، وأنت تقوم بواجبك. ومن ناحية أخرى، هي مظاهر يجب أن تُظهرها تجاه الخالق بوصفك كائنًا مخلوقًا، فلماذا يجب عليك أن تعلنها؟ عندما تعلنها، فإنها تُصبح مُقززة؛ فماذا تُصبح طبيعة مثل هذا السلوك؟ يتحول إلى رفع للنفس وشهادة لها وتضليل للآخرين؛ تتغير الطبيعة. على سبيل المثال، بعض الناس دائمًا ما يحكون فروة رأسهم أمام الآخرين، وعندما يسألهم أحد عن ذلك، يقولون: "لم أغسل شعري منذ أكثر من عشرة أيام؛ لقد كنتُ أقابل متلقي الإنجيل المحتملين واحدًا تلو الآخر. منذ بضعة أيام، حَاولتُ تخصيص بعض الوقت لغسل شعري، ولكن بعد ذلك جاء متلق محتمل للإنجيل للتحقيق، ولم أستطع المغادرة". وفي الحقيقة، إنهم يتعمدون عدم غسل شعرهم لإعطاء الناس انطباعًا بأنهم مشغولون جدًا بالقيام بواجباتهم. هذا ما يسمى تباهي المرء بذاته. ما هو هدفهم من التباهي بالذات؟ إنه جعل الناس يُعجبون بهم، وطبيعة هذا السلوك هي رفع النفس والشهادة لها. حتى فيما يتعلق بمسألة بسيطة كهذه، فإنهم لا يدعونها تمر، ولا يزالون يُريدون جعلها قضية كبيرة، وتحويلها إلى نوع من الموارد القيّمة التي يُمكنهم استخدامها للتباهي، وإرضاء طموحاتهم ورغباتهم، وتحقيق هدفهم المتمثل في جعل الناس يُعجبون بهم ويعبدونهم. أليس هذا مخجلًا؟ إنه مخزٍ ومثير للاشمئزاز. من أين تأتي كل هذه الأشياء؟ إنها تأتي من شخصية الشيطان الفاسدة، التي يكمن بداخلها التظاهر، والخداع، والشر، والطموحات. يُفكر أمثال هؤلاء الناس باستمرار في صورتهم، ومكانتهم، وسمعتهم. إنهم لا يدعون أي شيء يمر، ويبحثون دائمًا عن طرق لتحويل تلك الأشياء إلى رأس مال، إلى موارد يمكنهم استخدامها لجعل الناس يُعجبون بهم ويعبدونهم. وفي نهاية المطاف، عندما يحققون هدفهم، يتصرفون وكأنهم لا يهتمون بذلك. هذا أيضًا نوع من المظهر الزائف، ومن الداخل، هم في الواقع يحتفون بأنفسهم سرًا ويُسرون بها. أليس هذا أكثر إثارة للاشمئزاز؟ من الواضح أنهم يتمتعون بالفعل بمكانة عالية جدًا، وأن الجميع يقدرونهم، وينظرون إليهم باحترام، ويطيعونهم، ويتبعونهم، لكنهم ظاهريًا لا يزالون يتظاهرون بأنهم لا يُحبون المكانة. هذا أكثر نفاقًا. وفي النهاية، يُضللون الجميع، ويقولون إنهم وُلدوا بلا أي طموحات، وأنهم يهتمون بالأفعال. في الواقع، يمكن لاختبار صغير أن يكشف عن هذا: إذا جُردوا من مكانتهم، فسيتوقفون فورًا عن القيام بواجباتهم. سيكون الأمر بهذه السرعة؛ شيء واحد صغير سيكشف عن طموحاتهم. هذه هي السلوكيات والأساليب التي تُبرزها شخصية الشيطان الفاسدة في الناس، إضافة إلى الحالات القبيحة المختلفة للناس. من هذه المظاهر، يُمكن ملاحظة أن الناس يُحبون المكانة ويُريدون احتلال مكانة في قلوب الآخرين. إنهم يُريدون امتلاك قلوب الآخرين، وكسبهم، وحملهم على عبادتهم، والنظر إليهم بإكبار، بل حتى اتباعهم، وبالتالي يحلوا محل مكانة الله في قلوب الآخرين. هذه رغبة يمتلكها كل شخص منذ الولادة. وماذا يُثبت هذا؟ يثبت أن الشيء الذي يتحكم في حياة الناس هو شخصية الشيطان. بين البشر الفاسدين، لا يوجد شخص واحد لا يُحب المكانة؛ فحتى الحمقى يُريدون أن يُصبحوا مسؤولين، وحتى البلهاء يُريدون إدارة الآخرين. الجميع يحبون المكانة، والجميع يفعلون الأشياء من أجل المكانة، ويتنافس مع الله على المكانة. كل شخص لديه هذه الأنواع من السلوكيات والتوجهات، إضافة إلى هذا النوع من الشخصية. لذا، عندما نكشف رفع أضداد المسيح لأنفسهم وشهادتهم لها، فإننا نكشف أيضًا الشخصيات الفاسدة لكل شخص. ما هو الهدف من كشف هذا؟ الهدف هو جعل الناس يفهمون أن هذه السلوكيات ومظاهر رفع النفس والشهادة لها ليست ما يجب أن تمتلكه الإنسانية الطبيعية، بل هي بدلًا من ذلك كشوفات للشخصيات الفاسدة، وأشياء سلبية وبغيضة. مهما كان مدى ذكاء أساليبك في رفع النفس والشهادة لها، ومهما كان مدى سرية أفعالك، فإن أيًا من هذه الأشياء ليست أشياء ينبغي أن تمتلكها الإنسانية الطبيعية، وكلها مكروهة، ومُدانة، وملعونة من الله. لذا، يجب على جميع الناس التخلي عن هذه التوجهات. رفع الذات والشهادة لها ليست غريزة خلقها الله للإنسان؛ وإنما هي واحدة من أكثر الكشوفات النموذجية عن شخصية الشيطان الفاسدة، وأكثر من ذلك أنها واحدة من أكثر الشخصيات والتوجهات النموذجية والمُحددة لجوهر الشيطان الفاسد.
هل عقد شركة عن بعض الأمثلة المحددة مُفيد لكم في فهم المظاهر المختلفة لرفع النفس والشهادة لها، سواء كانت طرقًا واضحة أو أكثر خفاءً للتحدث والتصرف؟ (نعم، إنه مُفيد). بماذا يُفيد؟ إنه يُفيد الناس في تمييز أنفسهم والآخرين. كل هذه الحالات والمظاهر والكشوفات التي أتحدث عنها هي أشياء تُظهرونها بشكل مُتكرر، ويجب عليكم أن تُقارنوا حالاتكم بها، وتفهموا حقيقة أنفسكم بالضبط، وما هي الحياة التي تعتمدون عليها وتستندون إليها للبقاء على قيد الحياة، وما هو موجود بالضبط داخل هذه الحياة، وما الذي تجعل هذه الشخصيات الناس يفعلونه بالضبط، وما الذي تجعلهم يعيشونه. من خلال فهم هذه السلوكيات، والمظاهر، والتوجهات، والشخصيات، والتصرفات المُحددة، يُمكن للناس أن يُشرّحوا أنفسهم تدريجيًا ويتعرفوا عليها، وعلى جوهرهم، وطبيعتهم المُعادية لله، وبالتالي يتخلوا عن هذه التوجهات، ويأتوا أمام الله ويغيروا أنفسهم حقًا، ويُمارسوا وفقًا للحق ويعيشونه. بعض الناس يقولون: "بما أن رفع النفس والشهادة لها هو توجه لا يتماشى مع الحق وأنه من الشيطان وأضداد المسيح، إذا لم أقل أو أفعل أي شيء، ألا يعني ذلك أنني لا أمجد نفسي أو أشهد لها؟" هذا غير صحيح. إذن، ما هي طريقة التصرف التي لا ترفع النفس وتشهد لها؟ إذا تفاخرت وشهدت لنفسك فيما يتعلق بمسألة معينة، فستُحقق نتيجة تجعل بعض الناس يُعجبون بك ويعبدونك. ولكن إذا كشفت عن نفسك وشاركت معرفتك الذاتية فيما يتعلق بنفس المسألة، فإن طبيعة هذا الأمر مُختلفة. أليس هذا صحيحًا؟ إن كشف الذات للحديث عن معرفة الذات هو شيء ينبغي أن تمتلكه الإنسانية العادية. إنه شيء إيجابي. إذا كنتَ تعرف نفسك حقًا وتتحدث عن حالتك بدقة، وصدق، وإيجاز؛ إذا تحدثت عن معرفة تستند تمامًا إلى كلام الله؛ إذا كان أولئك الذين يستمعون إليك مُستنيرين ويستفيدون منها؛ وإذا كنت تشهد لعمل الله وتمجده، فهذه شهادة لله. أما إذا تحدثت كثيرًا – من خلال كشف ذاتك – عن نقاط قوتك، وكيف عانيت، ودفعت الثمن، وتمسكت بشهادتك، ونتيجة لذلك، كان لدى الناس إعجاب بك وعبدوك، فهذه شهادة لنفسك. يجب أن تكون قادرًا على معرفة الفارق بين هذين السلوكين. على سبيل المثال، إن شرح مدى ضعفك وسلبيتك عند مُواجهة التجارب، وكيف فهمت أخيرًا مقصد الله بعد الصلاة وطلب الحق، واكتسبت الإيمان، وتمسكت بشهادتك، هو رفع الله والشهادة له. إنه بالتأكيد ليس تباهيًا وشهادة لنفسك. لذا، ما إذا كنتَ تتباهى وتشهد لنفسك أم لا يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كنتَ تتحدث عن تجاربك الحقيقية، وما إذا كنتَ تُحقق تأثير الشهادة لله؛ ومن الضروري أيضًا أن تنظر إلى نواياك وأهدافك عندما تتحدث عن شهادتك الاختبارية. سيُسهل ذلك تمييز نوع السلوك الذي تُمارسه. إذا كانت لديك النية الصحيحة عندما تشارك شهادتك، فحتى لو كان الناس يحترمونك ويعبدونك، فهذه ليست مشكلة حقًا. أما إذا كانت لديك نية خاطئة، فحتى لو لم يكن أحد يوقرك أو يعبدك، فإن هذه تظل مشكلة؛ وإذا كان الناس يحترمونك ويعبدونك، فهذه مشكلة أكبر. لذلك، لا يُمكنك النظر فقط إلى النتائج لتحديد ما إذا كان الشخص يَرفع نفسه ويشهد لها أم لا. يجب أن تنظر في المقام الأول إلى نيته؛ الطريقة الصحيحة للتمييز بين هذين السلوكين تعتمد على النوايا. إذا حَاولتَ فقط تمييز هذا بناءً على النتائج، فستكون عرضة لاتهام الأشخاص الطيبين زورًا. بعض الناس يُشاركون شهادة حقيقية للغاية، ونتيجة لذلك، يحترمهم البعض الآخر ويعبدونهم؛ فهل يُمكن القول إن هؤلاء الناس يشهدون لأنفسهم؟ لا، لا يُمكن ذلك. لا توجد مشكلة مع هؤلاء الناس، فالشهادة التي يُشاركونها والواجب الذي يقومون به مفيدان للآخرين، وفقط الأشخاص الحمقى والجهلاء الذين لديهم فهم مُحرّف هم من يعبدون أشخاصًا آخرين. إن مُفتاح تمييز ما إذا كان الناس يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها أم لا هو النظر في نية المتحدث. إذا كانت نيتك هي إظهار كيفية انكشاف فسادك للجميع، وكيف تغيرت، وتمكين الآخرين من الاستفادة من هذا، فإن كلماتك جادة وصادقة، وتتماشى مع الحقائق. مثل هذه النوايا صحيحة، وأنت لا تتباهى أو تشهد لنفسك. أما إذا كانت نيتك أن تُظهر للجميع أن لديك تجارب حقيقية، وأنك قد تغيرت وتمتلك واقع الحق، لكي يحترموك ويعبدوك، فإن هذه النوايا غير صحيحة. هذا تفاخر وشهادة لنفسك. إذا كانت الشهادة الاختبارية التي تتحدث عنها كاذبة ومغشوشة وتهدف إلى خداع الناس، لمنعهم من رؤية حالتك الحقيقية، ومنع نواياك، أو فسادك، أو ضعفك، أو سلبيتك من أن تنكشف للآخرين، فإن مثل هذه الكلمات مُضللة ومُخادعة. هذه شهادة كاذبة، وهذا خداع وإساءة لله، وهذا ما يكرهه الله أكثر من أي شيء آخر. هناك اختلافات واضحة بين هذه الحالات، ويُمكن تمييزها جميعًا بناءً على النية. إذا كان بإمكانك تمييز الآخرين، فستكون قادرًا على رؤية حالاتهم، وبعد ذلك ستتمكن أيضًا من تمييز نفسك، ورؤية حالاتك الخاصة.
بعد الاستماع إلى كل هذه العظات، يظل بعض الناس يواصلون رفع أنفسهم والشهادة لها كما فعلوا من قبل. كيف يجب عليكم معاملة مثل هؤلاء الناس؟ يجب عليكم تمييزهم، وكشفهم، والحفاظ على مسافة بينكم وبينهم. إذا كانت كلماتهم ذات قيمة كنقطة مرجعية، فيُمكنكم أن تأخذوا تلك الكلمات، ولكن إذا لم تكن لها أي قيمة مرجعية على الإطلاق، فيجب عليكم أن تتخلوا عنها ولا تتأثروا بها. إذا كان الأشخاص المعنيون قادة، فاكشفوهم وأبلغوا عنهم وتخلوا عنهم ولا تقبلوا قيادتهم. قولوا هذا: "أنت تشهد دائمًا لنفسك وترفعه، وتُخدرنا دائمًا وتتحكم فينا، وتُضلّلنا. لقد ابتعدنا جميعًا عن الله، ولم يعد الله في قلوبنا؛ لا يوجد سواك. الآن سنقاوم ونتخلى عنك". يجب عليكم التصرف بهذه الطريقة، ويجب عليكم الإشراف على بعضكم البعض، والإشراف على أنفسكم والآخرين. ألم تحكوا فروة رأسكم بشكل مُتكرر أمام الآخرين، أو تُخبروا الناس أنكم قد فوّتتم عدة وجبات بينما كنتم في الواقع تتناولون الكثير من الوجبات الخفيفة من وراء ظهورهم؟ عندما لا تسمح البيئة بذلك في بعض الأحيان، فمن الطبيعي ألا يستحم الناس لمدة شهر، أو أن يفوّتوا الاستحمام أو غسل شعورهم لأنهم مشغولون جدًا بالعمل. كل هذه أحداث شائعة، وهي الثمن الذي يجب أن يدفعه الناس. إنها ليست مشكلة كبيرة؛ لا تجعلوا من حبة صغيرة جبلًا ضخمًا. إذا جعل شخص ما هذه الأمور شيئًا أكبر مما هي عليه حقًا، وحكَ فروة رأسه عمدًا أمام الآخرين وقال إنه لم يغسل شعره لعدة أيام، أو تناول الدواء عمدًا أمام الآخرين، أو تظاهر بأنه مُنهك وبحالة بدنية سيئة للغاية، فيجب على الجميع النهوض لكشفه والتعبير عن استيائهم منه. بهذه الطريقة، يُمكن تقييد هذا الشخص الوقح. إنهم مُنافقون، يتباهون بأنفسهم أمام الآخرين، ومع ذلك يُحاولون جعل الناس يُعبرون عن استحسانهم لسلوكهم، وينظرون إليهم بحسد، وإعجاب، وتقدير. أليسوا يُخدعون الناس؟ هذه الأساليب هي نفسها التي اتبعها الفريسيون عندما حملوا الكتب المقدسة وصلوا لله في زوايا الشوارع. إنهم لا يختلفون عن هذا. وما إن يذكر أحدهم الفريسيين وهم يحملون الكُتب المقدسة ويقفون في زوايا الشوارع يقرأون الكُتب المقدسة أو يصلون، يُفكر هؤلاء الناس: "هذا أمر مخزٍ للغاية. ما كنت لأفعل شيئًا كهذا". ومع ذلك يتناولون الدواء عمدًا أو يحكون فروة رأسهم أمام الآخرين، دون أن يدركوا أن ما يفعلونه له الطبيعة نفسها. إنهم لا يستطيعون رؤية ذلك. فيما بعد، عندما تُواجهون مثل هذه الأمور، يجب عليكم أن تتعلموا تمييز هؤلاء الناس وكشفهم، وكشف كل نفاقهم؛ عندها لن يجرؤوا على التصرف بهذه الطريقة. يجب عليكم ممارسة القليل من الضغط عليهم، وجعلهم يُفكرون في أن مثل هذه الأساليب، والسلوكيات، والشخصيات مخزية ومكروهة للغاية من قِبل الجميع. وإذا كان الناس يزدرونهم إلى هذا الحد، فهل يزدريهم الله؟ إنه يزدريهم أكثر. بطبيعة الحال، أنت لا قيمة لك. أنت مثير للشفقة بما فيه الكفاية بالفعل، حتى لو لم ترفع نفسك وتشهد لها، لذلك فإذا كنت مثيرًا للشفقة ولا تزال ترفع نفسك وتشهد لها، ألا يثير هذا اشمئزاز الناس؟ إنك لم تقم بواجبك بإخلاص قط، ولم تتصرف قط وفقًا للمبادئ، ولم تلبِ مطالب الله في أي جانب. أنت في ورطة بالفعل، لذا إذا كنت أيضًا ترفع نفسك وتشهد لها، ألن تُصبح الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لك؟ ستكون أبعد عن مطالب الله، وعلى مسافة أكبر من معيار نيل الخلاص.
أخبروني، ما هي طبيعة مشكلة رفع النفس والشهادة لها؟ لقد أفسد الشيطان الناس إلى هذا الحد؛ أليست إنسانيتهم وعقلهم غير طبيعيين بعد الآن؟ هل أظهرتم مظاهر رفع النفس والشهادة لها في أداء واجباتكم؟ من يستطيع أن يتحدث عن هذا؟ (لقد أظهرت مثل هذا المظهر. عندما أؤدي واجبي حتى وقت متأخر من الليل، أرسل رسالة إلى مجموعة الاجتماع حتى يعرف الآخرون أنني لم أنم بعد في هذه الساعة، وحتى يعتقدوا أنني أستطيع تحمل المعاناة ودفع الثمن. لقد فعلتُ ذلك ورأيت آخرين يفعلون ذلك أيضًا كثيرًا). يبدو أن هناك الكثير من هؤلاء الناس وأنهم ليسوا أقلية. أليس القيام بمثل هذا الشيء لا داعي له؟ يا لها من حماقة! من يُريد أن يقول شيئًا آخر؟ (لقد أظهرت مثل هذا المظهر. عندما أرى أن بعض المشاكل موجودة في عمل الكنيسة، أشرع في حلها، مُعطيًا الناس انطباعًا زائفًا بأنني مُتحمس للغاية، لكن في معظم الأحيان لا أفعل أي شيء في الواقع بعد التحدث. لا تتقدم أفعالي، ولا تتسم بالكفاءة، وفي النهاية لا تُحل المشكلة، وتُترك المسألة دون حل. أستخدم حماسي السطحي لخداع الناس والتستر على حقيقة أنني لا أُمارس الحق). أنت تتحدث بكلمات فارغة، وتثرثر بطموح، ولا تتخذ أي إجراء حقيقي. تجعل الناس يرون حيويتك، كما لو كنت تُمارس الحق، ولكن عندما يحين وقت فعل شيء ما، لا تشرع في فعله بثبات وتهتف بالشعارات فحسب. في نهاية المطاف، أنت تبدأ بضجة وتنتهي بأنين متذمر، تاركًا المسألة غير مكتملة. مثل هذا المظهر مُضلِّل أيضًا. وفي المُستقبل، عندما يُصيبك شيء مُماثل، هل ستتمكن من تمييز هذه المسألة؟ (الآن يُمكنني تمييزها إلى حد ما). هل لديك اتجاه لتغيير مسارك؟ إذا أصابك مثل هذا الشيء مرة أخرى، يُمكنك اتباع خطوتين: الخطوة الأولى هي الحكم على ما إذا كان يُمكنك فعلًا الاهتمام بهذه المسألة أم لا. إذا استطعتَ، فعليك أن تتعامل مع الأمر بجدية وبشكل عملي. الخطوة الثانية هي الصلاة أمام الله وطلب إرشاده لك في هذه المسألة، وعندما تتخذ إجراءً، فأنت بحاجة أيضًا إلى قبول إشراف الجميع بينما تكون في الوقت نفسه عازمًا على القيام بدورك والتعاون مع الجميع لإكمال هذه المهمة. إذا تعلمتَ القيام بالأشياء خطوة بخطوة والعمل بطريقة عملية، فستحل هذه المشكلة. إذا كنتَ تتحدث دائمًا بكلمات فارغة، وتبالغ، وتثرثر، وتتصرف بشكل سطحي وبدون إخلاص عندما تفعل شيئًا ما، ولم تكن واقعيًا على الإطلاق، فأنت محتال. ونظرًا لأنك قادر على رؤية وجود مشكلة في عمل الكنيسة وقادر على اقتراح كيفية حل المشكلة، فهذا يُثبت أنك قد تمتلك إمكانات وقد تكون لديك القدرة على العمل لحل هذه المسألة. الشيء الوحيد هو أن هناك مشكلة في شخصيتك؛ أنت تتصرف بتهور، ولا ترغب في دفع الثمن، وتركز فقط على الهتاف بشعارات فارغة. ما إن تكتشف مشكلة ما، انظر أولًا ما إذا كان يُمكنك حلها أم لا، وإذا استطعتَ، فتولى هذه المهمة وتابعها حتى النهاية، وحل المشكلة، وقُم بتنفيذ مسؤوليتك والوفاء بها، وتقديم تقرير عنها إلى الله. هذا هو معنى أداء واجباتك والتصرف بطريقة عملية. وإذا لم تستطع حل المشكلة، فأبلغ عنها لقائدك وانظر من هو الأنسب للتعامل معها. أولًا، يجب عليك الوفاء بمسؤوليتك؛ وبهذه الطريقة، ستكون قد تمسكت بواجبك ووقفت في الموضع الصحيح. بعد اكتشاف المشكلة، إذا لم تستطع حلها ولكنك كنت قادرًا على الإبلاغ عنها، فقد أوفيت بمسؤوليتك الأولى. وإذا شعرتَ أن هذا واجب يجب عليك أداؤه وأنك على مستوى المهمة، فعليك طلب مُساعدة إخوتك وأخواتك، أولًا بعقد شركة عن المبادئ ووضع خطة، ثم التعاون معًا بتناغم لإكمال هذه المسألة. هذه هي مسؤوليتك الثانية. إذا تمكنت من تحمل هاتين المسؤوليتين، فقد أديت واجباتك بشكل جيد، وستكون كائنًا مخلوقًا يفي بالمعايير. لا تتكون واجبات الناس من أكثر من هذين الجانبين. إذا استطعتَ تحمُّل الأشياء التي تراها وقادر على فعلها، وأداء واجباتك جيدًا، فأنت تتوافق مع مقاصد الله.
هل هناك أي مظاهر أخرى لرفع النفس والشهادة لها؟ (لقد كان لديَّ مؤخرًا مثل هذا المظهر. عندما كنتُ أؤدي واجباتي، كنتُ أشغل نفسي بالأشياء طوال اليوم، وكانت هناك بعض المشاكل في الكنيسة لم أحلها عمليًا وبدلًا من ذلك، تعاملتُ معها بلا مبالاة. ومع ذلك، رأى بعض الناس أنني كنتُ منشغلًا بأداء واجبي كل يوم، لذلك احترموني وأعجبوا بي. ألا يحتوي هذا السلوك أيضًا على عناصر رفع النفس والشهادة لها؟ لا أستطيع رؤية هذه المسألة بوضوح وأشعر دائمًا بأنني مقيد إلى حد ما). هل هذا شهادة لنفسك؟ إذا كنتَ مشغولًا بأداء واجباتك، وقادرًا على تحمل المعاناة ولم تكن تشكو، ويحترمك مختارو الله ويُعجبون بك، فهذا أمر طبيعي ولا ينتج عن الشهادة لنفسك. أنت منشغل فقط بأداء واجباتك ولا تتباهى أو تتفاخر، ولا تستمر في الحديث عن تجاربك في المعاناة، لذا فهذا لا علاقة له بالشهادة لنفسك. غير أنه يبدو أن العديد من الناس مشغولون ظاهريًا عند أداء واجباتهم، بينما في الواقع، لم يسفر عملهم عن أي نتائج ولم يحلوا أي مشاكل. هل يستحسن الله الأشخاص المنشغلين بهذه الطريقة؟ إذا كنتَ منشغلًا طوال اليوم بمشاكل بسيطة قد يحلها الأشخاص الذين يفهمون الحق ويفهمون المبادئ في ساعتين، وتشعر بالتعب الشديد وأنك قد عانيت كثيرًا، ألا تشغل نفسك بلا شيء، وتكد بلا هدف فحسب؟ هل تستطيع أن تنال استحسان الله من خلال أداء واجباتك بهذه الطريقة؟ (كلا). أنت تعمل بشكل غير كفء للغاية! في هذه المسألة، يجب عليك البحث عن مبادئ الحق. في بعض الأحيان، يكون لدى الناس الكثير من الأشياء ويكونون مشغولين حقًا، وهذا أمر طبيعي، لكن في بعض الأحيان، لا يكون لديهم الكثير ليفعلوه ومع ذلك يظلون مشغولين. ما سبب هذا؟ أحد الأسباب هو أن عملك لم يُخطَّط له ويُرتَّب بشكل معقول. يجب عليك فهم واجبات العمل الرئيسية، والتخطيط لها وترتيبها بشكل معقول، وأداء واجباتك بكفاءة أكبر. الركض بلا هدف وشغل نفسك عبثًا لن ينال استحسان الله. حالة أخرى هي عندما تكون نيتك هي جعل الناس يعتقدون أنك مشغول، وتستخدم هذه الوسيلة والمظهر الزائف لخداع الآخرين. لا يحل بعض القادة والعاملين المشاكل الفعلية كلما اجتمعوا وبدلًا من ذلك يُدْلُون بملاحظات لا طائل من ورائها، وينحرفون عن الموضوع بدون توقف، ويتحدثون كثيرًا دون الوصول إلى النقطة الرئيسية. هذه الطريقة في الانشغال – طريقة عدم السعي لتحقيق الكفاءة أو التقدم – تُسمى شغل النفس بلا شيء. وما نوع هذا الموقف؟ إنه أداء العمل بغير إخلاص، وأن تكون لا مباليًا، وتضيع الوقت، وفي النهاية تظل تُفكر: "مهما كان ما يعتقده الآخرون أو ما يعتقده الله، فما دام ضميري مستريحًا، فسأكون بخير. على الأقل لستُ خاملًا، على الأقل لا أحصل على وجبة غداء مجانية". ظاهريًا، قد يبدو أنك لستَ خاملًا، وأنك لا تحصل وجبة غداء مجانية، وأنك كل يوم إما تحضر اجتماعات أو تؤدي واجبك، وأن كل ما تفعله يتعلق بعمل الكنيسة، لكن في الواقع، في أعماقك، تعرف أن الأشياء التي تفعلها ليست مُفيدة أو ذات قيمة على الإطلاق، وأنك تؤدي عملك بلا اهتمام. هذه مشكلة. إذن، ما مدى جودة أدائك لواجبك؟ أنت تعلم جيدًا أن لديك مشكلة، لكنك لا تبحث عن الحق لحلها؛ وهذا يعني أنك لا مبالٍ، وخامل، وعنيد. ما هي نتيجة كونك لا مبالٍ ومُماطل عند أداء واجباتك؟ من المؤكد أنك لن تنال استحسان الله، لأنك لا تتصرف بمبادئ أو بكفاءة، وأداء واجبك بهذه الطريقة هو كدح فحسب. وإذا هُذّبت وتلقيت المساعدة ولكنك لا تتوب برغم ذلك، وحتى تُقدم شكاوى وتكون سلبيًا وتتكاسل أثناء العمل، فلا يُمكن إلا أن تُستبعد. لذلك، إذا لم تسعَ إلى الحق لحل مشكلة كونك لا مُباليًا، فلن يُجدي نفعًا مهما طال أداءك لواجباتك، وستكون دون مستوى أداء واجباتك بإخلاص. الأمر يستحق التفكير في هذه المشكلة. يطالب الله الناس بالتصرف بمبادئ، وأن يُمارسوا الحق، وأن يكونوا صادقين. وإذا استطاع المرء أن يدخل في هذه الحقائق، فإنه سيحقق نتائج في أداء واجباته، وعلى الأقل سيتمكن من التصرف بمبادئ. يكمن هنا أساس زيادة كفاءة المرء. إذا لم يكن لدى المرء مبادئ الحق، فلن يرى نتائج حقيقية مهما كان مشغولًا بأداء واجباته ومهما طال عمله كل يوم. عند الحكم على ما إذا كان الناس يؤدون واجباتهم بإخلاص، لا ينظر الله إلى المدة التي يؤدون خلالها واجباتهم، بل ينظر إلى نتائجهم العملية وكفاءتهم في العمل، وما إذا كانوا يتصرفون وفقًا للمبادئ ووفقًا للحق. ببساطة، ينظر إلى ما إذا كان لدى الناس شهادة اختبارية حقيقية ودخول في الحياة في أداء واجباتهم. إذا لم يكن لدى الناس أي واقع للحق، فهم مجرد عمال، ولكن إذا كان بإمكانهم ممارسة الحق والتصرف وفقًا للمبادئ، فهذه علامة على أنهم يؤدون واجباتهم بوصفهم شعب الله. من خلال هذه المُقارنة، يُمكن أن نفهم أنه فقط أولئك الذين يوفون بمعايير أداء واجباتهم يُمكن اعتبارهم شعب الله. أما أولئك الذين لا يوفون بالمعايير في واجباتهم، الذين يكونون دائمًا لا مُبالين، فهم عمال. إذا تمكن المرء أن يفهم الحق ويتصرّف وفقًا للمبادئ، فلن يكون أداء أي واجب مشكلة بالنسبة له، وطالما أنه يتلمس طريقه لفترة من الوقت، فسوف يؤدي واجباته في النهاية بطريقة تفي بالمعايير. أما بالنسبة لأولئك الذين هم ذوو مستوى قدرات مُنخفض للغاية أو الذين يكونون دائمًا لا مُبالين، فسيكون من الصعب عليهم تلبية المتطلبات، وأداء واجباتهم ليس أكثر من مُجرّد كدح. أما بالنسبة للأشخاص المُشوّشين، والبلهاء، والأشخاص ذوي الإنسانية الضعيفة الذين لا يقومون بعمل لائق، ولا يقبلون الحق مهما قُدّمت شركة عنه، ويستمرون في التصرف بتهور، فلا يُمكنهم إلا أن يُستبعدوا ويُتركوا ليؤمنوا بالله كيفما شاؤوا. لذا، إذا لم يؤدِ المرء واجبه بمبادئ وكان يكد دون هدف ويشغل نفسه بلا شيء كل يوم، فيجب عليه أن يطلب الحق بسرعة لمعالجة هذا والتصرف وفقًا للمبادئ. يجب أن يكون قادرًا على أداء واجبه بشكل طبيعي كل يوم، وليس أن يكون راضيًا فقط عندما يعمل لفترة طويلة، مع إعطاء أهمية للكفاءة وخلق منتج نهائي؛ فقط هؤلاء الناس هم من ينالون استحسان الله والذين يؤدون واجباتهم بإخلاص.
في هذه الأيام، هناك العديد من الأشخاص الذين يتبعون الله ويؤدون واجباتهم، لكنّ جزءًا منهم لم يسعَ إلى الحق قط، وعندما يؤدون واجباتهم، يتصرّفون دائمًا بتهوّر ووفقًا لرغباتهم الخاصة، ويفعلون ما يحلو لهم. إنهم لا يرتكبون أخطاءً كبيرة، لكنهم يرتكبون أخطاءً صغيرة طوال الوقت، ويبدون وكأنهم مشغولون كل يوم، بينما في الواقع، هم لم يتعاملوا مع أي مسائل مناسبة ويُضيّعون وقتهم. بل يمكن للمرء أيضًا أن يقول إنهم يقومون بعملهم لمُجرَّد تدبر أمورهم. أليس هؤلاء الناس في خطر؟ إذا كان المرء يتعامل دائمًا مع واجباته ويتعامل مع إرسالية الله بمثل هذا الموقف الوقح، فما نوع العواقب التي ستترتّب على ذلك؟ إنّ العمل بشكلٍ غير فعّال وإعفاء المرء من واجباته هو نتيجة طفيفة؛ إذا قام المرء بجميع أنواع الأعمال الشريرة، فيجب إخراجه، وسوف يُسلّم الله مثل هذا الشخص إلى الشيطان. ماذا يعني تسليمه إلى الشيطان؟ يعني أنّ الله لن يعتني به بعد الآن، وأنّ الله لن يُخلّصه، وأنه سيبدأ في اتخاذ الطريق الخاطئ ثم سيُعاقب. أنتم تفهمون هذا، أليس كذلك؟ الآن هو الوقت الذي يكشف فيه الله الناس، وإذا لم تتبع الطريق الصحيح مؤقتًا، فسوف يستخدم الله البيئة العملية لمنحك فرصة للتعرف على مشاكلك. ولكن ما إن تعرف أنّ الله قد أعطاك بعض الوقت للتأمل، وأنّ الله يُعطيك فرصة أخيرة، إذا كنتَ لا تزال لا تتراجع وتستمر بعناد في أداء واجبك بلا مبالاة، فعندئذٍ سيتصرّف الله. عندما أراد الله تدمير مدينة نينوى، هل فعل ذلك على الفور؟ لم يفعل ذلك. ما هي الخطوة الأولى التي اتخذها الله عندما تصرّف؟ لقد أبلغ يونان أولًا، وأخبره صراحةً كيف ستسير العملية برمتها وما هي مقاصده. بعد ذلك، ذهب يونان إلى نينوى وسار في جميع أنحاء المدينة، مُعلنًا: "بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى" (يونان 3: 4). وصلت هذه الرسالة إلى آذان الجميع؛ سمع بها الرجال والنساء، والصغار والكبار، وأشخاص من جميع مناحي الحياة؛ كانت معروفة لكلّ بيت، وحتى ملكهم سمع الخبر. لماذا تصرّف الله بهذه الطريقة؟ بالنظر إلى هذه المسألة، يمكن للمرء أن يرى ما إذا كان يُخلّص الناس، أو يكشفهم، أو يُعاقبهم، فالطرق التي يتعامل بها مع الناس جميعها كانت لها إجراءات ومبادئ. إنه لا يتصرّف بناءً على نزوة مفاجئة، فيُدمِّر شخصًا ما على الفور عندما لا يُعجبه مظهره. وبدلًا من ذلك، يدع بعض الوقت يمر. ما هو غرضه من السماح بمرور هذا الوقت؟ (للسماح للناس بالتوبة). لإعلام أهل نينوى بما سيفعله، للسماح لهم بالتفكر وفهم مقاصده شيئًا فشيئًا، والبدء في العودة تدريجيًا. هناك عملية لكي يدرك الناس هذا، وهذه الأيام الأربعون هي الوقت الذي أعطاه الله للناس ليعودوا. وإذا لم يعودوا بعد أربعين يومًا ولم يعترفوا بخطاياهم له، فسيُنجز الله هذا الأمر وفقًا لما قال إنه سيفعله. هذا لأنّ الله يعني ما يقوله، وما يقوله يجب أن يتمّ؛ لا يوجد زيف في هذه الكلمات. إذًا، ماذا كان رد فعل أهل نينوى عندما تلقوا هذا الخبر؟ هل تابوا وأظهروا الندم؟ كلا، كانت هناك عملية. في البداية، ربما كان الناس في شك: "الله سيدمّرنا؛ هل قال ذلك حقًا؟ ماذا فعلنا؟" وبعد ذلك، أبلغت جميع البيوت بعضها البعض عن هذه المسألة وناقشوها معًا. شعروا أنّ أزمة ما قد حلّت وأنهم كانوا على مفترق طرق الحياة والموت. ماذا يجب أن يفعلوا إذًا؟ هل يعترفوا ويتوبوا، أم يتشككوا ويُقاوموا؟ إذا اختاروا حقًا الشك والمقاومة، فستكون النتيجة هي تدميرهم بعد أربعين يومًا، لكن إذا اعترفوا بخطاياهم وعادوا، فسيظل لديهم طوق نجاة. بعد مناقشة هذه المسألة على جميع المستويات لعدة أيام، تمكّنت أقلية ضئيلة للغاية من المواطنين من اتخاذ موقف الاعتراف بخطاياهم والعودة. لقد كانوا قادرين على السجود عابدين، أو تقديم الذبائح، أو إظهار بعض السلوكيات والمظاهر الطيبة. لكن كان هناك شخصية واحدة بالغة الأهمية أنقذت هذه المدينة؛ فمن كان هذا؟ كان ملك نينوى. لقد أمر الدولة بأكملها، من الملك إلى أدنى واحد من عامة الشعب، بالتوبة وإظهار الندم، والاعتراف بخطاياهم والتوبة إلى الله يهوه. بعد إصدار مثل هذا الأمر، هل يُمكن لأي شخص في المدينة أن يجرؤ على عدم القيام بذلك؟ يتمتّع الملك بهذا النوع من النفوذ. إذا كان قد استخدم النفوذ الذي كان يمتلكه للقيام ببعض الأشياء السيئة، لكان أهل البلاد قد عانوا من كارثة عظيمة، لكنه بدلًا من ذلك استخدم هذا النفوذ للقيام بأمور جيدة، وهي أمور عبادة الله والعودة إليه، وقد تمّ الحفاظ على المدينة، ونجا شعب الدولة بأكملها، وبات لديهم أمل في نيل الغفران. ألم يتقرَّر هذا بفكرة واحدة من هذا الملك؟ لو قال: "بغض النظر عمّا إذا كنتم على استعداد للتوبة، فلن أفعل ذلك؛ أنتم وما تشاؤون. أنا لا أؤمن بمثل هذه الأشياء، ولم أفعل أيّ شر. وعلاوة على ذلك، لديّ مكانة، فماذا يمكن أن يفعل الله بي؟ هل يُمكنه أن يمنعني من العرش؟ إذا تدمَّرت المدينة، فليكن. بدون هؤلاء العامة، سأظل ملكًا، كما كنت من قبل!" ماذا لو كانت لديه مثل هذه الفكرة، مثل هذا التوجّه الفكري؟ عندئذٍ كان سينجو عدد أقل بكثير من عامة الناس، وربما أخرج الله بشكلٍ انتقائيٍ في النهاية الأشخاص الذين كانوا على استعداد للتوبة. وبعد أن يخرجهم، كان أولئك الذين يفضلون الموت على التوبة ليهلكوا مع المدينة، وبالطبع كان الملك سيكون بينهم. أما بالنسبة لأولئك الذين كانوا على استعداد للتوبة، فسيكونون قادرين على الاستمرار في العيش بعد أن أخرجهم الله من المدينة. لكن أفضل ما في الأمر هو أنّ ملك نينوى كان قادرًا على تولي زمام المبادرة في التوبة وإظهار الندم، وأيضًا إخبار عامة الناس في المدينة، سواء كانوا نساءً أو رجالًا، صغارًا أو كبارًا – أيًا كانت هويتهم، وأيًا كان مدى ارتفاع مكانة مسؤول أو مدى انخفاض مكانة فلاح – من الأرستقراطيين إلى المدنيين العاديين، أنّ عليهم جميعًا إظهار التوبة والندم والركوع أمام الله يهوه في العبادة، والسجود والاعتراف بخطاياهم، والتعبير عن موقفهم بالعودة، والابتعاد عن طريقهم الشرير والتخلِّي عن الشر في أيديهم، والتوبة إلى الله، والصلاة لكي لا يُدمّرهم. أخذ ملك نينوى زمام المبادرة بالتوبة والاعتراف بخطاياه إلى الله، وبذلك أنقذ جميع سكان المدينة، واستفاد كثير من الناس معه. ومن خلال أخذ زمام المبادرة في القيام بذلك، أصبح نفوذه ذا قيمة. إنّ هذا الملك الذي يقود شعبه للعودة أمام الله هو أمر يتذكره الله.
هل عقد شركة عن محتوى رفع أضداد المسيح لأنفسهم والشهادة لها بهذا التفصيل له أيّ فوائد لكم؟ بعد عقد شركة مرارًا وتكرارًا على هذا النحو، وإعطاء أمثلة، وسرد قصص، واستخدام وسائل ومصطلحات مختلفة لوصفها وتعريفها؛ إذا كان الناس لا يزالون لا يفهمون، فإنهم حقًا يفتقرون إلى الفهم الروحي، ومثل هؤلاء الناس لا يُمكن فداؤهم. ما هو هدف عقد شركة بهذا التفصيل؟ هو التأكُّد من أن ما يفهمه الناس ويقبلوه، بعد سماع هذه الكلمات، ليس مجرد تعاليم، ولا معنى حرفيًا، ولا تعبيرًا معينًا، بل هو الحق بشأن طبيعة الأشياء وبعض الحقائق والمبادئ المتعلقة بجوهر الناس، ووجودهم، وحياتهم. إذا استطعتم أن تُقارنوا هذه الأقوال أو هذه الأمثلة التي تحدَّثتُ عنها بحالتكم الفعلية أو بالأشياء التي تكشفون عنها في حياتكم الخاصة، فيُمكنكم عندئذٍ فهم الحق، وأنتم أشخاصًا لديهم فهم روحي. إنّ عقد المقارنة بينهما يعني ربط كل مثال وموضوع يتمّ مناقشته بحالتك، وربط كل جانب من جوانب الحق الذي قُدّمت شركة عنه بحالتك الخاصة وكشوفاتك الخاصة. إذا كنتَ تعرف كيفية ربط هذه الأشياء معًا وتطبيقها، فإن لديك فهم روحي، ولديك أمل في الدخول إلى واقع الحق، ويُمكنك فهم الحق. وإذا كنتَ لا تفهم أيّ شيءٍ مما قيل، إذا لم تتمكّن من ربط هذه الأمور بنفسك، إذا شعرتَ أنّ ما تسمعه لا علاقة له بما تكشفه وبجوهر طبيعتك الخاصة، وإذا لم تتمكّن من العثور على العلاقة، فأنت جاهل تمامًا ولا يُمكنك إدخال أيّ شيء في رأسك؛ أنت تفتقر إلى الفهم الروحي. وهؤلاء الأشخاص الذين يفتقرون إلى الفهم الروحي لا يصلحون إلا للعمل ولا يُمكنهم الدخول في واقع الحق. يجب على الأشخاص الذين يُريدون نيل الخلاص أن يدخلوا إلى واقع الحق، ولدخول واقع الحق يجب على المرء أن يفهم هذه الكلمات ويفهم هذه القصص والظروف التي تحدَّثتُ عنها، بالإضافة إلى ماهية كل مسألة، وكل نوع من أنواع الكشف، وجوهر كل نوع من الأشخاص، ومظاهرهم، وحالاتهم، ويُصبح قادرًا على مُقارنة كل ذلك بنفسه. بهذه الطريقة فقط يُمكنه فهم الحق؛ وإذا لم يصل إلى هذه النقطة، فلا يُمكنه فهمه. الأمر أشبه بالأشخاص الذين يُربّون الدجاج؛ إذا قام أحدهم بتربية دجاجة لمدة نصف عام، ولم تضع بيضة بعد، فهل يُمكن القول إنّ هذه الدجاجة لا تضع بيضًا؟ (كلا). أما إذا كان صاحب هذه الدجاجة قد امتلكها منذ ثلاث سنوات وأطعمها الحبوب والخضروات، لكن مهما كان ما تأكله، فإنها لا تزال لا تضع بيضة، فهل يُمكن القول إنّ هذه الدجاجة لا تضع بيضًا؟ (نعم). لذلك، عندما يتعلق الأمر بالناس، فإنّ بعضهم لا يفهم مهما كانت العظات التي يستمعون إليها، ومهما كانت الكيفية التي تُعقد بها الشركة عن الحق لهم. هذا شخص بلا فهم روحي. وثمة نوع آخر من الأشخاص، وهو النوع الذي يُمكنه فهم ما سمعه ولكن لا يطبّقه، ولا يعود. إن هذا النوع من الأشخاص قد انتهى أمره وهو مثل أهل سدوم؛ محكوم عليه بالهلاك. ينتمي أضداد المسيح إلى هذه الفئة من الناس؛ لن يعودوا مهما كانت الكيفية التي تُقدّم بها الشركة عن الحق لهم. هل هذه مجرد شخصية عنيدة؟ (كلا). إنهم يمتلكون جوهر طبيعة يُعادي الله ويعادي الحق، وبالنسبة لمثل هذا الشخص، فمن المستحيل أن يفهم الحق. مثل هؤلاء يجعلون من الحق عدوًا، ويُعادون الحق والله، ويُعادون الأشياء الإيجابية، لذلك عندما تُقدّم شركة عن الحق، فإنهم لا يتعاملون معه على أنّه الحق، بل على أنّه نوع من النظرية، أو العلم، أو التعاليم. وبعد أن يستمعوا إلى الشركة، يتزودون بها في قلوبهم حتى يتمكّنوا بعد ذلك من التباهي وكسب مصالحهم، ومكانتهم، وشهرتهم، ومكاسبهم الخاصة. هذا هو هدفهم. وأيًا كانت الكيفية التي تُقدِّم بها شركة عن الحق وأيًا كانت الأمثلة التي تناقشها، لا يُمكنك إصلاحهم، ولا يُمكنك تغيير مقاصدهم أو تغيير طريقة قيامهم بالأشياء. إنهم أشخاص لا يسعون إلى الحق. لا يُمكن تغيير الأشخاص الذين لا يقبلون الحق ولا يُمارسونه بعد سماعه، ولن يُخلّص الله مثل هؤلاء الأشخاص. يُمكن تمييزهم هؤلاء بشكل أساسي على أنّهم أشخاص مُعادون للحق، وعلى وجه التحديد، هم أضداد للمسيح. هذا هو الفارق بين أضداد المسيح والأشخاص العاديين.
بعض الناس لديهم شخصية ضد المسيح، وغالبًا ما يكشفون عن شخصيات فاسدة مُعينة، لكن في الوقت نفسه الذي لديهم فيه مثل هذه الكشوفات، فإنهم يتأملون أيضًا ويعرفون أنفسهم، ويكونون قادرين على قبول الحق وممارسته، وبعد فترة من الوقت، يُمكن رؤية التغيير فيهم. إنهم أهداف محتملة للخلاص. وهناك من يبدو من الخارج أنهم قادرون على التخلّي عن الأشياء، وبذل أنفسهم، وتحمل المشقة، ودفع الثمن، لكن في جوهرهم، هم نافرون من الحق ويكرهونه. عندما تعقد شركة عن الحق معهم، فإنهم ينفرون منه ويقاومونه. إنهم يغفون وينامون أثناء الاجتماعات والعظات؛ يجدونها مُملة، وحتى لو فهموا ما يسمعونه، فإنهم لا يُطبقونه. وهناك آخرون يبدو أنهم يستمعون بجدية إلى العظات، لكن قلوبهم لا تتوق إلى الحق، وموقفهم من كلام الله هو أنهم يُقيّمونه على أنّه نوع من المعرفة الروحية أو النظرية. لذا فأيًا كان عدد السنوات التي يقضوها باعتبارهم مؤمنين، أو مقدار كلام الله الذي قرأوه، أو عدد العظات التي سمعوها، فلا يوجد تغيير في وجهة نظرهم تجاه السعي وراء المكانة وتقدير النفوذ، أو في موقفهم من النفور من الحق، وكراهية الحق، ومقاومة الله. إنهم أضداد مسيح نموذجيون. إذا فضحتهم بقولك: "ما تفعله هو محاولة لكسب الناس، وعندما ترفع نفسك وتشهد لها، فأنت تُضلّل الناس وتتنافس على المكانة مع الله. هذه هي أفعال الشيطان وأضداد المسيح"، فهل يكونون قادرين على قبول هذه الإدانة؟ كلا بالتأكيد. وما الذي يفكرون فيه؟ إنهم يفكرون قائلين: "أنا على حق في التصرف بهذه الطريقة، لذا فهذه هي الطريقة التي أتصرف بها. مهما أدنتني، ومهما قلتَ، ومهما بدا ما تقوله صحيحًا، فلن أتخلّى عن هذه الطريقة في القيام بالأشياء، أو هذه الرغبة، أو هذا السعي". قُضي الأمر إذن: هؤلاء أضداد للمسيح. لا شيء تقوله يُمكن أن يُغيّر آراءهم، أو نيتهم، أو خطتهم، أو طموحاتهم، أو رغباتهم. هذا هو جوهر شخصية أضداد المسيح النموذجية؛ لا أحد يستطيع تغييرهم. مهما عقد الناس شركة عن الحق معهم، أو أيًا كانت اللغة أو الصياغة التي يستخدمونها، وأيًا كان الوقت أو المكان أو السياق، فلا شيء يُمكن أن يُغيّرهم. ومهما تغيرت بيئتهم، ومهما تغيّر الناس، والأحداث، والأشياء من حولهم، ومهما تغيّرت الأوقات، أو عظمة الآيات والعجائب التي يُظهرها الله، ومقدار النعمة التي يمنحها لهم، أو حتى كيفية معاقبة الله لهم، فإنّ الطريقة التي ينظرون بها إلى الأشياء وخطتهم لن تتغير أبدًا، ولن يتغير طموحهم ورغبتهم في انتزاع السلطة أبدًا. لن تتغير أبدًا طريقة تصرفهم وتفاعلهم مع الآخرين، ولن يتغير موقفهم من كراهية الحق والله. وعندما يُشير الآخرون إلى أنّ ما يفعلونه هو رفع النفس والشهادة لها ومحاولة تضليل الناس، فإنهم يُغيّرون طريقة كلامهم إلى طريقة لا يستطيع الآخرون أن يجدوا فيها عيبًا أو يُميّزوها. إنهم يستخدمون وسائل أكثر دهاءً لمواصلة تنفيذ مشاريعهم الشخصية وتحقيق هدفهم المتمثل في حكم شعب الله المُختار والسيطرة عليه. هذا ما يتجلى في ضد المسيح، وينتج عن جوهر ضد المسيح. حتى لو أخبرهم الله أنهم سيعاقبون، وأنّ نهايتهم قد حانت، وأنهم ملعونون، فهل يُمكن أن يُغيّر هذا جوهرهم؟ هل يُمكن أن يُغيّر موقفهم من الحق؟ هل يُمكن أن يُغيّر حبهم للمكانة، والشهرة، والمكاسب؟ لا يُمكن ذلك. إنّ تحويل الأشخاص الذين أفسدهم الشيطان إلى أشخاص ذوي إنسانية طبيعية يعبدون الله هو عمل الله؛ ويُمكن تحقيقه. لكن هل من الممكن تحويل الشياطين، والأشخاص الذين يرتدون جلد الإنسان ولكن جوهرهم شيطاني، والذين يُعادون الله، إلى أشخاص عاديين؟ سيكون ذلك مستحيلًا. لا يقوم الله بهذا النوع من العمل؛ وهؤلاء الأشخاص ليسوا ضمن أولئك الذين يُخلّصهم الله. فكيف يحكم الله إذًا على هؤلاء الناس؟ إنهم ينتمون إلى الشيطان. إنهم ليسوا موضوع اختيار الله أو خلاصه؛ الله لا يُريد مثل هؤلاء الناس. ومهما طال إيمانهم بالله، ومهما عانوا أو ما أنجزوه، فإنّ خطتهم لن تتغيَّر. لن يتخلوا عن طموحاتهم أو رغباتهم، فضلًا عن أن يتخلّوا عن دافعهم ورغبتهم في التنافس على المكانة وعلى الناس مع الله. إنّ مثل هؤلاء الأشخاص هم أضداد مسيح حقيقيون.
يقول بعض الناس: "ألا يفعل أضداد المسيح الشر ويُقاومون الله بسبب التشويش المؤقت للذهن؟ إذا أظهر الله بعض الآيات والعجائب أو عاقبهم قليلًا، حتى يتمكّنوا من رؤية الله، ألن يتمكّنوا عندئذٍ من الاعتراف بالله والخضوع له؟ ألن يتمكّنوا عندئذٍ من القبول والإقرار بأنّ الله هو الحق وعدم التنافس على المكانة مع الله بعد الآن؟ أليس الأمر أنّهم ليس لديهم إيمان لأنهم لم يشهدوا إظهار الله لأيّ آيات أو عجائب أو رؤية جسد الله الروحي، وبالتالي فهم ضعفاء جدًا ومن ثمّ ينخدعون من قبل الشيطان؟" لا، ليس الأمر كذلك. إنّ طموحات أضداد المسيح، ورغباتهم، وجوهرهم مُتمايّزة ومُختلفة تمامًا عن شخص ينخدع ويُصبح أحمقًا مؤقتًا ولا يفهم الحق. يمتلك أضداد المسيح بطبيعتهم طبيعة شيطانية، وهم ينفرون من الحق ويكرهونه منذ الولادة. إنهم شياطين لا يُمكن التوفيق بينهم وبين الله، ويُقاومون الله ويتنافسون معه حتى النهاية، وهم شياطين أحياء يرتدون جلد الإنسان. يُعرَّف هؤلاء الأشخاص على أنّهم أضداد للمسيح وفقًا لجوهر شخصيتهم، فما الدور الذي يُمكنهم لعبه وما الأشياء التي يُمكنهم فعلها في بيت الله؟ إنهم يُعطلون عمل الله، ويُزعجونه، ويهدمونه، ويُدمّرونه. لا يسع هؤلاء الناس إلا أن يقوموا بهذه الأشياء في بيت الله. هذا هو نوع الشيء الذي هم عليه، لديهم طبيعة شيطانية، وهو أشبه بذئاب تدخل بين القطيع، تنوي التهام الخراف؛ هذا هو غرضهم الوحيد. وبالحديث من منظور آخر، لماذا يسمح الله لهؤلاء الناس بالظهور في بيته؟ حتى يتمكّن شعب الله المختار من التطور في التمييز. هل يستطيع الناس أن يروا بوضوح أي نوع من الأشياء هو إبليس الشيطان، وما هو جوهر كلماته وأفعاله، وما هي الشخصيات التي يكشف عنها، أو كيف يُضلّل الناس ويُعارض الله في العالم؟ عندما يُذكر إبليس الشيطان، لا يستطيع الناس أن يذكروا بوضوح ما إذا كان هو إبليس أم الشيطان بالتحديد؛ ويشعرون أنّه مُجرّد وفارغ، وأنّه ليس ملموسًا بما فيه الكفاية. يسألون: "أين الشيطان؟" يأتي الرد: "في الهواء". "إذًا، ما حجم الشيطان؟ ما هي المعجزات التي يُؤديها على وجه التحديد؟ إلى أيّ مدى يُعارض الله على وجه التحديد؟ ما هو جوهر طبيعته؟" إنهم يشعرون أنّ كل شيء مُجرّد، وغامض، وفارغ. لكن من خلال مظاهر وكشوفات أضداد المسيح، يُمكنهم مُطابقة هذه الأشياء مع ما يفعله الشيطان وجوهر طبيعته، ثمّ يُصبح كل شيء ملموسًا ولا يعود مُجرّدًا أو فارغًا. وما إن يُصبح كل شيء ملموسًا، يُمكن للناس عندئذٍ سماعه يتحدَّث، ورؤية سلوكه، وتمييز جوهر طبيعته بعناية. بهذه الطريقة، ألا يشعرون عندئذٍ أنّ جوهر إبليس الشيطان الذي يتحدث عنه الله يُصبح أكثر واقعية وملموسًا أكثر، ويُمكنهم إجراء مُقارنة عملية؟ بعض الناس ذوو قامة غير ناضجة ولا يفهمون الحق، ومن خلال بعض الحماقات اللحظية، ينخدعون من قبل أضداد المسيح ويُضلَّلون، وبالتالي يغادرون لمدة عام أو نحو ذلك. وعندما يعودون إلى بيت الله، يُدركون أنّه ليس من الجيد اتباع الشيطان. عندما يبدأ هؤلاء الناس في اتباع أضداد المسيح للمرة الأولى، يشعرون أنّ لديهم سببًا كافيًا وثقة كبيرة، قائلين: "لا يُريد الأعلى أن نتبع أضداد المسيح، لكننا سنتبعهم على أيّ حال، وفي يوم من الأيام سيثبت أنّنا على حق!" ونتيجة ذلك هي أنهم – بعد مرور بعض الوقت – يشعرون أنّهم فقدوا عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بأيّ تأكيد في قلوبهم. بالنسبة لهم، يبدو الأمر كما لو أنّ الله لم يعد معهم، وأنّ إيمانهم قد فقد معناه واتجاهه، ويُصبح لديهم تدريجيًا المزيد والمزيد من التمييز لأضداد المسيح. لقد اعتقدوا سابقًا أنّ أضداد المسيح فهموا الحق حقًا، ومن خلال اتباعهم، لا يُمكن أن يخطئوا في إيمانهم، لكنهم الآن يرون أنّ أضداد المسيح لديهم مشاكل خطيرة، وأنّ أضداد المسيح يتحدَّثون كما لو أنّهم يفهمون الحق، لكنهم لا يُمارسون الحق أبدًا؛ هذه حقيقة. إنهم يرون أنهم اتبعوا أضداد المسيح لفترة طويلة ولم يكتسبوا أيّ حق، وأنّه من الخطر حقًا الاستمرار في اتباع أضداد المسيح، وبالتالي يشعرون بالندم، ويرفضون أضداد المسيح، ويُصبحون على استعداد للعودة إلى بيت الله. وما إن يستعيد بيت الله هؤلاء الناس، يُطلب منهم سرد اختبارهم، فيقولون: "كان ضد المسيح هذا جيدًا جدًا في تضليل الناس. في ذلك الوقت، كان يبدو على حق مهما كانت الطريقة التي أفكر بها فيه، لكن النتيجة هي أنني لم أكسب شيئًا، ولم أفهم أيّ حق، ولم أمتلك حتى أيّ واقع للحق بعد اتباعه لأكثر من عام. لقد أهدرت وقتًا ثمينًا. لقد تكبّدت خسارة كبيرة حقًا!" تُصبح تجربة الفشل هذه هي ذاكرتهم الأكثر عمقًا. وبعد عودتهم إلى بيت الله، كلما استمعوا أكثر إلى العظات، فهموا الحق أكثر وأصبحت قلوبهم أكثر إشراقًا. وعندما يتذكَّرون الوقت الذي أمضوه في اتباع أضداد المسيح هذا ويرون كيف تكبّدوا الخسارة، يشعرون أنّ أضداد المسيح هم حقًا شياطين وليس لديهم حق أبدًا، وأنّ الله وحده هو الحق، وأنهم لا يجرؤون على اتباع إنسان آخر مرة أخرى. وعندما يحين وقت اختيار قائد مرة أخرى، يُدلون بأصواتهم بحذر شديد، مُفكّرين: "إذا أدليت بصوتي لشخص مُعين، فمن المرجح أن يُختار ضد المسيح. وإذا لم أدلِ بصوتي لشخص مُعين، فربما لن يُختار ضد المسيح. يجب أن أكون حذرًا وأُقيّم الناس وفقًا للمبادئ". أليست أفعالهم الآن مبنية على المبادئ والمعايير؟ (بلى، هي كذلك). هذا شيء جيد. بعض الناس يُضلِّلهم أضداد المسيح ويقولون: "لماذا حدث هذا لنا؟ هل أبعدنا الله؟ هل لم يعد يهتم بنا بعد الآن؟" في مثل هذا الموقف، هل ستوافق إذا أخبرك الله ألا تتبع أضداد المسيح؟ لا، لن تفعل. ستظل تُصرّ على اتباعه، وكل ما يُمكن أن يفعله الله هو السماح لك بفعل ذلك ثمّ يُعلّمك درسًا باستخدام الحقائق. وبعد اتباع أضداد المسيح لبعض الوقت، تفيق فجأة وتُدرك أنّك قد تكبّدت خسارة في حياتك، وعندها فقط تشعر بالندم وتُصبح على استعداد لرفض أضداد المسيح والعودة أمام الله مرة أخرى. ولحسن حظك، فإن الله متسامح ورحيم، ولا يزال يُريدك. إذا لم يكن كذلك، لكنتَ قد انتهيت تمامًا، ولن تُتاح لك المزيد من الفرص لنيل الخلاص؛ لا توجد خاتمة حسنة لاتباع أضداد المسيح.
يجب أن ترى أضداد المسيح بوضوح وتتعرّف عليهم بشكل صحيح. يجب أن تعرف كيف تُميِّز مظاهر أضداد المسيح المُختلفة، وفي الوقت نفسه، يجب أن تعرف بوضوح أنّ هناك العديد من الأشياء التي يشترك فيها جوهر طبيعتك مع أضداد المسيح. هذا لأنكم جميعًا تنتمون إلى البشرية التي أفسدها الشيطان، والفارق الوحيد هو أنّ أضداد المسيح يخضعون لسيطرة الشيطان تمامًا، وقد أصبحوا شركاءً للشيطان ويتحدثون بالنيابة عنه. أنت أيضًا تنتمي إلى البشرية الفاسدة، لكنّك قادر على قبول الحق ولديك أمل في نيل الخلاص. لكن هناك العديد من الأشياء التي تشترك فيها مع أضداد المسيح من حيث الجوهر، وأساليبك وخططك هي نفسها. ما إن تسمع الحق وتستمع إلى العظات، يُمكنك تغيير المسار، وأن تكون قادرًا على تغيير المسار يُحدِّد أن لديك أملًا في نيل الخلاص؛ هذا هو الفارق بينك وبين أضداد المسيح. لذا، عندما أفضح أضداد المسيح، يجب عليك أيضًا إجراء مُقارنة والتعرف على الأشياء التي تشترك فيها أنت وأضداد المسيح، وأيّ مظاهر، وشخصيات، وجوانب من الجوهر تشترك فيها معهم. من خلال القيام بذلك، ألن تكون قادرًا على معرفة نفسك بشكل أفضل؟ إذا كنتَ تشعر دائمًا بالمقاومة، معتقدًا أنّك لستَ ضدًا للمسيح، وشاعرًا بكراهية شديدة لأضداد المسيح، وغير راغب في إجراء هذه المُقارنة أو التفكير في نفسك وفهم المسار الذي تتبعه، فما هي العاقبة؟ بشخصية شيطانية، من المُرجح جدًا أن تُصبح ضد مسيح. هذا لأنّه لا يوجد ضد للمسيح يسعى عن قصد ليُصبح ضدًا للمسيح ثمّ يُصبح كذلك؛ بل لأنه لا يسعى إلى الحق، وبطبيعة الحال ينتهي به الأمر باتباع طريق ضد المسيح. أليس كل من في العالم الديني ممن لا يُحبون الحق هم أضداد للمسيح؟ كل شخص لا يتأمل ولا يفهم جوهر طبيعته الخاصة، ويؤمن بالله وفقًا لمفاهيمه وتصوراته، هو ضد للمسيح. وما إن تبدأ في طريق ضد المسيح، ما إن تكتسب المكانة، إلى جانب حقيقة أن لديك بعض المواهب والمعرفة، ويُعجب بك الجميع، فمع مرور الوقت الذي تقضيه في العمل، تُصبح لك مكانة في قلوب الناس. ومع اتساع نطاق العمل الذي أنت مسؤول عنه، تُصبح قائدًا للمزيد والمزيد من الناس، وتكتسب المزيد والمزيد من رأس المال، ثمّ تُصبح بولسًا حقيقيًا. هل كل هذا يرجع إليك؟ لم تكن لديك خطة لاتباع هذا المسار، لكن كيف سلكت دون علم طريق ضد المسيح؟ أحد الأسباب المهمة لذلك هو أنّه إذا كنتَ لا تسعى إلى الحق، فستسعى بالتأكيد إلى المكانة والهيبة، وستنخرط في مشروعك الخاص، حتى تتبع في النهاية طريق ضد المسيح، دون أن تُدرك ذلك. إذا لم يُغيّر الأشخاص الذين يتبعون طريق ضد المسيح مسارهم في الوقت المناسب، فعندما يكتسبون مكانة، فمن المُحتمل جدًا أن يُصبحوا أضداد مسيح؛ هذه النتيجة حتمية. وإذا لم يتمكّنوا من رؤية هذه المسألة بوضوح، فهم في خطر، لأنّ كل شخص لديه شخصيات فاسدة وكل شخص يُحب السمعة والمكانة؛ إذا لم يُحبوا الحق، فهم عُرضة جدًا للسقوط بسبب السمعة والمكانة. بدون دينونة الله وتوبيخه، سيتبع الجميع طريق ضد المسيح ويسقطون بسبب السمعة والمكانة، وهذا شيء لا يُمكن لأحد إنكاره. أنت تقول: "لديَّ فقط هذه الكشوفات من حين لآخر، إنها مجرد مظاهر مؤقتة. على الرغم من أنني أملك الجوهر نفسه مثل جوهر أضداد المسيح، فإنني لا أزال مختلفًا عن أضداد المسيح لأنني ليس لديّ مثل هذه الطموحات الكبيرة التي لديهم. أيضًا، أثناء قيامي بواجبي، أتأمل باستمرار في نفسي، وأشعر بالندم، وأطلب الحق، وأتصرف وفقًا لمبادئ الحق. وبناءً على سلوكي، فأنا لستُ واحدًا من أضداد المسيح ولا أرغب في أن أكون واحدًا منهم، لذلك لا يُمكنني أن أُصبح أحد أضداد المسيح". قد لا تكون أحد أضداد المسيح الآن، لكن هل يُمكنك التأكد من أنّك لن تتبع طريق ضد المسيح وتُصبح ضدًا للمسيح؟ هل يُمكنك تقديم مثل هذا الضمان؟ لا، لا يُمكنك. كيف يُمكنك تقديم مثل هذا الضمان؟ الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي السعي إلى الحق. كيف يجب عليك إذًا أن تسعى إلى الحق؟ هل لديك طريقة للقيام بذلك؟ أولًا، يجب عليك الإقرار بحقيقة أنّك تُشارك جوهر شخصية أضداد المسيح نفسه. وعلى الرغم من أنّك لستَ ضدًا للمسيح الآن، من وجهة نظرك، فما هو الشيء الأكثر فتكًا وخطورة؟ هو أنّك تمتلك جوهر شخصية أضداد المسيح نفسه. هل هذا شيء جيد بالنسبة لك؟ (كلا). إنه ليس كذلك بالتأكيد. هذا قاتل بالنسبة لك. لذلك، أثناء استماعك إلى هذه العظات التي تفضح مظاهر أضداد المسيح المُختلفة، لا تعتقد أنّ هذه الأشياء لا علاقة لها بك؛ هذا موقف خاطئ. إذًا، ما نوع الموقف الذي يجب أن تتبناه لقبول هذه الحقائق والمظاهر؟ قارن نفسك بهم، واعترف بأنّ لديك جوهر شخصية ضد المسيح، ثمّ افحص نفسك لمعرفة أيّ من مظاهرك وكشوفاتك مُتطابقة مع مظاهر وكشوفات أضداد المسيح. أولًا، اعترف بهذه الحقيقة؛ لا تُحاول التنكُّر أو تغطية نفسك. إنّ المسار الذي تسلكه هو مسار ضد المسيح، لذا فمن المُطابق للحقائق أن نقول إنّك ضد المسيح؛ فقط لم يُميزك بيت الله على هذا النحو بعد ويُعطيك فرصة للتوبة، هذا كل شيء. هل تفهم؟ أولًا، اقبل واعترف بهذه الحقيقة، ثمّ ما عليك فعله هو أن تأتي أمام الله وتطلب منه أن يُؤدبك ويُراقبك. لا تبتعد عن نور حضرة الله أو تترك حمايته، وبهذه الطريقة ستكون مُراقبًا بضميرك وعقلك عندما تقوم بالأشياء، وسيكون لديك أيضًا كلام الله ليضيئك، ويقودك، ويُراقبك. علاوة على ذلك، سيكون لديك عمل الروح القدس ليرشدك، ليرتّب الناس، والأحداث، والأشياء من حولك لتكون بمثابة تحذيرات لك ولتُؤدبك. كيف يُحذّرك الله؟ يتصرّف الله بطرق عديدة. في بعض الأحيان، سيجعل الله لديك شعورًا واضحًا في قلبك، مما يسمح لك أن تدرك بوضوح أنك بحاجة إلى أن تكون مُراقبًا، وأنّك لا يُمكنك التصرُّف بإرادتك، وأنّه إذا تصرّفت بشكل خاطئ، فسوف تُسيء إلى الله وتجعل نفسك أحمقًت، وبالتالي تُقيّد نفسك. أليست هذه حماية من الله لك؟ هذه إحدى الطرق. في بعض الأحيان، سيوبّخك الله في داخلك ويُقدّم لك كلمات واضحة ليُخبرك أنّ التصرُّف بهذه الطريقة أمر مخزٍ، وأنّه يكرهه، وأنّه ملعون، أي أنّه يستخدم كلمات واضحة ليوبّخك لكي تُجري مُقارنة مع نفسك. ما هو هدف الله من توبيخك بهذه الطريقة؟ يفعل ذلك لجعل ضميرك يشعر بشيء ما، وعندما تشعر بشيء ما، ستُفكّر في التأثير، والعواقب، وشعورك بالعار، وستُمارس بعض ضبط النفس في أفعالك ومُمارساتك. وما إن تُمرّ بالعديد من هذه التجارب، ستجد أنّه على الرغم من أنّ هذه الشخصيات الفاسدة مُتجذِّرة داخل الناس، فعندما يُصبح الناس قادرين على قبول الحق ورؤية حقيقة شخصياتهم الفاسدة بوضوح، فإنه يُمكنهم أن يتمردوا عن قصد على جسدهم؛ عندما يُصبح الناس قادرين على تطبيق الحق، تتطهَّر شخصيتهم الشيطانية وتتغيَّر. إنّ شخصية الإنسان الشيطانية ليست غير قابلة للتدمير أو غير قابلة للتغيير؛ بل عندما تُصبح قادرًا على قبول الحق وتطبيقه، ستتحطم شخصيتك الشيطانية وتتبدل بشكل طبيعي. وما إن تتذوق حلاوة تطبيق الحق، ستُفكّر: "لقد كنتُ وقحًا جدًا من قبل. مهما كانت كلماتي وقحة أو كيف مجّدت نفسي لجعل الآخرين يعبدونني، لم أكن أشعر بالعار ولم يكن لديّ وعي بعدها. الآن أشعر أنّ التصرُّف بهذه الطريقة كان خاطئًا وأنني فقدتُ ماء الوجه، وأشعر كما لو أنّ العديد من العيون مسلطة عليّ". هذا عمل الله. إنه يُعطيك شعورًا، وستشعر وكأنك تُوبّخ نفسك، ثمّ لن ترتكب شرًا أو تتمسّك بطريقك بعد ذلك. ودون أن تشعر، ستُصبح طرق رفعك لنفسك والشهادة لها أقل فأقل، وستُمارس ضبط النفس بشكل متزايد، وتشعر أكثر فأكثر بأنّ قلبك هادئ وضميرك مستريح من خلال التصرُّف بهذه الطريقة؛ هذه هي الحياة في النور، ولم تعد هناك حاجة إلى أن تكون في حالة ترقب أو إلى استخدام الأكاذيب أو الكلمات اللطيفة لإخفاء نفسك. في الماضي، كنتَ تكذب وتستمر في الأكاذيب كل يوم لحماية سمعتك. في كل مرة تكذب فيها، كان عليك بعد ذلك الاستمرار في هذه الكذبة، خائفًا جدًا من أن ينكشف السر. كانت نتيجة ذلك أنّك قلتَ المزيد والمزيد من الأكاذيب، واضطررتَ لاحقًا إلى بذل جهد كبير وعصر دماغك للاستمرار في أكاذيبك؛ كنتَ تعيش حياة لا تُشبه حياة البشر ولا حياة الأبالسة، ومُرهقة للغاية! والآن، أنت تسعى لأن تكون شخصًا صادقًا، ويُمكنك أن تفتح قلبك وتتحدَّث بأشياء حقيقية. لستَ بحاجة إلى الكذب والاستمرار في أكاذيبك كل يوم، ولم تعد مُقيّدًا بالأكاذيب، وتُعاني أقل بكثير، وتعيش حياة مُسترخية، وحرّة، ومتحرّرة بشكل متزايد، وفي قلبك تستمتع بمشاعر السلام والفرح؛ أنت تتذوّق حلاوة هذه الحياة. وبينما تتذوّق حلاوة هذه الحياة، لم يعد عالمك الداخلي مخادعًا، أو شريرًا، أو زائفًا. وبدلًا من ذلك، أنت الآن على استعداد للمجيء أمام الله، والصلاة لله وطلب الحق عندما تواجه مشكلة ما، وقادر على مناقشة الأمر مع الآخرين عندما تواجه مشكلة ما، ولم تعد تتصرَّف بشكلٍ أحادي أو تعسفي. ستشعر أكثر فأكثر أنّ الطريقة التي اعتدت أن تفعل بها الأشياء كانت حقيرة، وأنك لا تُريد أن تفعل مثل هذه الأشياء بعد الآن. وبدلًا من ذلك، ستتصرَّف بأيّ طريقة تتوافق مع الحق، مع العقل، ومع مقاصد الله؛ لقد تغيّرت الطريقة التي تتصرَّف بها. وعندما تكون قادرًا على تحقيق هذه الأشياء، ألا يعني ذلك أنّك قد ابتعدت عن طريق ضد المسيح؟ وعندما تبتعد عن طريق ضد المسيح، ألا يعني ذلك أنّك قد شرعت في طريق الخلاص؟ وعندما تشرع في طريق الخلاص وتأتي أمام الله في أغلب الأحيان، لن يعود موقفك، ونيتك، ومنظورك، وأهداف حياتك، واتجاهك في الحياة مُعارضة لله، وستبدأ في حب الأشياء الإيجابية، وفي حب الإنصاف، والبرّ، والحق. وعندما يحدث هذا، سيبدأ قلبك وأفكارك الداخلية في التغيير. عندما تشرع في طريق الخلاص، هل سيظل بإمكانك أن تُصبح ضدًا مسيح؟ هل سيظل بإمكانك أن تُقاوم الله عمدًا؟ لا، لن يُمكنك ذلك، وستكون في مأمن من الخطر الآن. فقط من خلال الدخول إلى هذه الحالة، يكون الناس على المسار الصحيح للإيمان بالله، وفقط من خلال طلب الحق وقبوله بهذه الطريقة، يُمكنهم التخلُّص من المشاكل، والسيطرة، والاضطراب الناجم عن طبيعتهم الشيطانية وطبيعة ضد المسيح. هل شرعتَ الآن في الطريق الصحيح في حياة السعي إلى الحق؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فسارع وابذل قصارى جهدك للوصول إليه. إذا لم تستطع الوصول إلى طريق السعي إلى الحق، فستظل تعيش في خطر؛ كل من يسلك طريق أضداد المسيح مُعرّض لخطر الاستبعاد في أيّ وقت.
أغلب الناس، أثناء قيامهم بواجبهم، يكافحون ضد شخصية ضدّ المسيح الخاصة بهم، مُنهكين من الكفاح من أجل السمعة، والمكانة، والمال، والمصالح، ومُرهَقين عقلًا وجسدًا. فمتى يُمكن حلّ هذه المشكلة؟ فقط من خلال السعي إلى الحقّ والقدرة على قبول الحقّ، يُمكنك التخلُّص تدريجيًا من قيود وروابط جوهر طبيعة ضدّ المسيح الخاصة بك، مما يؤدّي إلى إضعاف شخصيّتك الشيطانيّة واختفاءها تدريجيًا، وبذلك يكون لديك أمل في تحرير نفسك من سيطرة الشيطان. هل بكيتم سرًا بسبب هذه الأشياء، وشعرتم أنّكم لا يُمكنكم أبدًا أن تتغيّروا، ولن تحبوا الحقّ أبدًا، ولن تتعاملوا مع الأشياء أبدًا وفقًا لمبادئ الحقّ، وأنكم تكرهون أنفسكم لدرجة أنّكم تصفعون وجوهكم وتذرفون الدموع المريرة؟ هل فعلتم هذا مرّات عديدة؟ إذا لم يفعل شخص ما هذا كثيرًا، ألا يجعله ذلك فاقدًا للإحساس؟ لا يُمكن لمثل هذا الشخص أبدًا أن يُدرك أنّه فاسد، ومع ذلك يعتقد أنّه يعمل بشكل جيّد، وأنّ لديه مستوى قدرات وموهبة، وأنّه يفهم العديد من الحقائق، وأنّه يُمكنه التعامل مع العديد من الأشياء وفقًا للمبادئ، ويشعر بالاطمئنان الشديد؛ مثل هذا الشخص فاقد للإحساس، ويعتقد أنّه عظيم، وهذا أمر خطير للغاية بالنسبة له! هل يُمكنكم الآن حقًا أن تُدركوا أنّ قامتكم ضئيلة للغاية، وأنّكم بعيدون عن التخلّص من شخصيّاتكم الفاسدة، وأنّكم لا تزالون في منطقة الخطر؟ الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحقّ ليس لديهم هذا الإدراك، ولا الأشخاص الذين ليس لديهم عمل الروح القدس. معظم الناس في حالة ذهول وتشوّش، معتقدين أنّهم ما داموا يقومون بواجبهم بطريقة مُنظّمة ولا يفعلون الشرّ، فهم لا يتّبعون طريق أضداد المسيح، وأنّهم ما داموا لا يفعلون الشرّ بجميع أنواعه، فهم ليسوا أضدادًا للمسيح. ولهذا السبب، يكونون في معظم الأوقات في حالة من فقدان الإحساس، وغالبًا ما يشعرون بالرضا عن أنفسهم، معتقدين أنّهم عظماء وأنّهم سينالون الخلاص قريبًا، وأنّ طريق أضداد المسيح لا علاقة له بهم. يُمكن استخدام صلواتكم اليوميّة لقياس ما إذا كنتم في هذه الحالة أم لا. بماذا تُصلّون عندما تأتون أمام الله كلّ يوم؟ إذا كنتم كلّ يوم تقولون: "يا الله، أنا أحبّك! يا الله، أنا على استعداد للخضوع لك! يا الله، أنا على استعداد لإتمام إرساليتك التي كلَّفتني بها! يُمكنني القيام بواجبي بإخلاص، ولدي العزم لإرضائك ولأن أن تُكملني. أيًا كانت مظاهر ضدّ المسيح التي أمتلكها أو مدى قلّة معرفتي بنفسي، فإنك لا تزال تُحبّني وترغب في خلاصي"، فما هو هذا المظهر؟ هذا فقدان للإحساس، وأنت تُعرب فقط عن عزمك، وليس لديك أيّ فهم لجوهر طبيعتك على الإطلاق. أنت في مرحلة الحماس، وبعيد كلّ البعد عن امتلاك واقع الحقّ. كم من الوقت يمرّ قبل أن تتمكّنوا من قول صلاة واحدة صادقة، والتعبير عمّا في قلوبكم لله، وإخباره عن وضعكم الفعليّ، والشعور بالسلام والفرح في قلوبكم، والشعور بأنّكم تعيشون حقًا أمام الله؟ أخبروني، كم من الوقت يمرّ قبل أن تتمكّنوا من القيام بذلك مرّة واحدة؟ شهر، شهران، ستّة أشهر، أم سنة؟ إذا لم تكونوا قد قُلتم صلاة حقيقيّة واحدة، ولا تزالون تُصلّون كما يُصلّي الناس في العالم الدينيّ، قائلين دائمًا إنّكم تُحبّون الله، ومُعبِّرين دائمًا عن عزمكم، وقائلين دائمًا العبارات المُحدّدة نفسها، فأنتم قاصرون للغاية وليس لديكم أيّ واقع للحقّ على الإطلاق. عادةً، لا يقول الأشخاص الذين آمنوا بالله لمدة ثلاث أو خمس سنوات مثل هذه الأشياء الطفوليّة والجاهلة عندما يأتون أمام الله، لأنّهم على يقين من أنّهم سيتّبعون الله، ولديهم إيمان أيضًا، وهم يفهمون بوضوح حقائق رؤى عمل الله، ومقاصد الله، وخطة تدبير الله، والغرض من عمل الله. ما الذي يُصلّون من أجله في الغالب عندما يأتون أمام الله؟ أحد الأشياء هو معرفة أنفسهم، وشيء آخر هو قول بعض الكلمات الصادقة: يا الله، لديّ بعض الصعوبات اليوم، لقد فعلتُ شيئًا جعلني مدينًا لك، وأنا مُقصّر في أحد الأمور، وأطلب منك أن تحميني، وأن ترشدني، وتُنيرني، وتُضيئني. يبدأ هذا الشخص في قول بعض الأشياء الصادقة تمامًا والمتعلّقة بواقع الحقّ، ولا يعود يقول تلك التعبيرات عن العزم والشعارات التي يقولها أولئك الأشخاص المُتحمّسون الذين بدأوا للتوّ في الإيمان. لماذا لا يقولون هذه الأشياء؟ إنّهم يشعرون أنّه لا جدوى من قول مثل هذه الأشياء، وأنّ مثل هذه الأشياء لا يُمكن أن تُلبّي حاجتهم الداخليّة للحقّ أو حاجتهم إلى دخول الحياة. أيًا كان عدد السنوات التي كنتَ فيها مؤمنًا، وبغضّ النظر عمّا إذا كنتَ تؤدي الحركات بلا اهتمام أم تأتي بصدق أمام الله عند الصلاة إليه، كم يومًا من أصل عشرة أيّام تقول فيه هذه الكلمات والعبارات الفارغة؟ قد يقول شخص ما يومًا واحدًا، فكيف يُصلّي في الأيّام التسعة الأخرى؟ إذا كانت صلواته تتعلّق بواجبه ودخوله الحياة، فهذا جيّد، وهذا يُشير إلى أنّه يتحمّل بعض العبء تجاه الحقّ، وتجاه كلام الله، وتجاه واجبه، وأنّه لم يعد فاقدًا للإحساس إلى هذا الحدّ. ما الذي أعنيه بعبارة "لم يعد فاقدًا للإحساس إلى هذا الحدّ"؟ أعني أنّه عندما تُذكَر أمورٌ مُتعلِّقة بشخصيّات الناس الفاسدة ومختلف الحالات، فإنّه يشعر بشيء ما ويكون لديه وعي، ويُمكنه الفهم أيضًا. إنّه قادر على تحقيق الفهم والاستيعاب، وهو يفهم هذه الأمور مهما كانت كيفيّة شرحها، ويكون مُتوافقًا معها تقريبًا؛ وهذا يُشير إلى أنّه اكتسب قامة معقولة إلى حد ما. ما هي المظاهر التي يُظهرها الأشخاص فاقدو الإحساس؟ إنّهم يعيشون كلّ يوم بهذه الطريقة، لا يجتهدون ولا يُحرزون تقدّمًا، ولهذا السبب يقولون دائمًا الأشياء القديمة نفسها عندما يُصلّون لله. إنّهم لا يفهمون دخول الحياة على الإطلاق، وليس لديهم فهم روحيّ، ولا يشعرون بأيّ شيء، ولا يُبدون أيّ ردّ فعل مهما استمعوا إلى العظات، وأيًا كانت كيفيّة عقد شركة معهم عن الحقّ، فإنّهم يشعرون أنّها رتيبة وأنّها تعني كلّها الشيء نفسه. فهل لديهم ما يقولونه لله؟ ما يُصلّي به الناس ويقولونه عندما يأتون أمام الله يعتمد على الكلمات الموجودة في قلوبهم والتي يُريدون أن يقولوها لله، ويشعرون أنّه يتعيّن عليهم تمامًا أن يقولوا هذه الأشياء لله. في قلبك، يجب أن يكون لديك على الأقلّ فهم لمتطلّبات الله، والصعوبات التي تُواجهها، وكيفيّة تلبية متطلّبات الله. إذا لم يكن هناك شيء في قلبك، وكلّ ما يُمكنك فعله هو قول بعض الكلمات المعسولة وبعض الشعارات والتعاليم، والقيام بالحركات بلا اهتمام، فهذه ليست صلاة. إذا كنت قد تعهّدت بالولاء طوال تلك السنوات ولكنك لم تفعل شيئًا عمليًا على الإطلاق، وفي النهاية لا تزال عُرضة لأن تخون الله، وتنكره، وتنسحب في أيّ وقت، فهذا يُشير إلى أنّك بلا قامة. إذا كنتم تستطيعون – عندما تأتون أمام الله للصلاة الآن – أن تُبقوا علاقتكم مع الله ذات صلة بمتطلّبات الله وتغيير شخصيّاتكم، فعندئذٍ ستكون علاقتكم مع الله راسخة، ولن تتّبعوا طريق ضدّ المسيح، وهذا يعني أنّكم ستشرعون في المسار الصحيح للإيمان بالله.
هل اتّضحت لكم الآن مظاهر أضداد المسيح المُختلفة في رفع أنفسهم والشهادة لها، وكذلك تعريفات طبيعة هذا السلوك؟ هل هناك أيّ فارق بين مظاهر أضداد المسيح ومظاهر الشخصيّات الفاسدة للأشخاص العاديّين؟ هل يُمكنكم عقد مُقارنة عند مُواجهة مشكلة حقيقيّة؟ هل يُمكنكم اعتبار مظاهر أضداد المسيح مظاهر لأشخاص فاسدين عاديّين، والعكس؟ كيف يجب عليكم التمييز بين هذين الأمرين؟ إنّ الحكم على شخصية شخصٍ ما من خلال مظاهره وكشوفاته المُتّسقة والحكم على جوهره من شخصيّته هو طريقة دقيقة لتمييزه. لا يقبل أضداد المسيح الحقَّ ولا يَرفعون الله؛ إنّهم يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها فحسب. هذا المظهر واضح وبارز للغاية، وهو خاضع بالكامل لطبيعتهم الشيطانيّة. وعلى الرغم من أنّ الناس العاديّين يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها أيضًا، فعندما تعقد شركة عن الحقّ معهم، فإنّهم يكونون قادرين على قبوله والإقرار بأنّ الله هو الحقّ، ويُمكنهم قبول الحقّ، إلا أن التغيير لا يحدث بسرعة أو بسهولة بالنسبة لهم؛ هذا هو الفارق بين أضداد المسيح والناس العاديّين. بعد قول هذا، هل يُصبح من السهل التمييز بينهم؟ لدى أضداد المسيح سمة مُميّزة: عندما لا يُحبّون الحقّ أو ينكرون الحقّ، هل ينكرونه مباشرةً؟ (كلا). ما الطريقة التي يستخدمونها لإنكار الحقّ حتى ترى أنّهم لا يعترفون بالحقّ؟ سوف يلجؤون إلى المغالطات لدحضك، قائلين إنّ ما تعقد شركة عنه ليس الحقّ، وأنّ ما يعقدون شركة عنه هو وحده الحقّ. على سبيل المثال، يشهدون لأنفسهم ويكشفهم شخص ما، وبعد ذلك، ما هي المظاهر التي يُظهرونها والتي تسمح للآخرين بالتأكيد على أنّهم لا يُحبّون الحقّ أو يقبلونه؟ اللجوء إلى المغالطات ومحاولة تبرير أنفسهم هو أحد المظاهر، وهناك أيضًا إخفاء الحقيقة الواقعية، وهذه الحقيقة هي خطّتهم. خطّتهم هي الشهادة لأنفسهم حتى يُقدّرهم الآخرون. هم لن يسمحوا لك بمعرفة خطّتهم؛ سيقولون فقط أشياء كاذبة ومُرضية، ويلجؤون إلى المغالطات، ويُخدعونك، ويُربكونك، حتّى تقول في النهاية إنّهم لا يشهدون لأنفسهم، وعندئذٍ يكونون قد حقّقوا هدفهم. إنّهم يتحدّثون بأشياء كاذبة ومُرضية، ويلجؤون إلى المغالطات، ويُخدعون الناس، ولا يعترفون أنّهم يشهدون لأنفسهم، ولا يقبلون كشفك لهم، ولا يقبلون توبيخك، فضلًا عن أن يقبلوا هذا التمييز الواقعي. إنّهم لا يقبلون هذا على الإطلاق، بل يختلقون الأعذار، قائلين: "هذا لا يعني أنني أشهد لنفسي. هناك سبب وسياق لقولي ذلك. إنّ قول بعض الأشياء غير المُناسبة في هذا الموقف أمر طبيعيّ تمامًا وليس مشكلة. هل يُمكن اعتباره شهادة لنفسي؟ علاوة على ذلك، لقد قمتُ بكلّ هذا العمل، وحتى لو لم أكن قد حققت أي إنجازات، فقد تحملت المشاق. إن تقدير بعض الناس وعبادتهم لي ليس بالأمر المهمّ". إنّهم لا يعتقدون أنّ هذا السلوك المخزيّ، مثل هذا الفعل المُقزّز، هو أمر مهمّ؛ فهل هذا موقف قبول الحقّ؟ إنّهم لا يشعرون بالعار بسبب هذه الأعمال الشريرة، بل يعتقدون أنّهم عظماء؛ هذا هو جوهر الأشخاص الأشرار. يعتقد أضداد المسيح أنّ رفع أنفسهم والشهادة لها أمر مُناسب تمامًا وهو ما يُفترض أن يفعلوه. إنّهم يُفكّرون: "أفعل ذلك لأنّ لديّ هذه القدرة؛ هل الآخرون جديرون بالقيام بذلك؟ لقد كسبتُ دعم الجميع، لقد بذلتُ الكثير من الجهد في القيام بعمل الكنيسة، لقد قدّمتُ مُساهمات كبيرة لبيت الله وتحملتُ الكثير من المخاطر! هل من العدل ألّا تُعطيني أيّ مُكافأة أو منفعة؟ أليس الله بارًا؟ ألا يُجازي كلّ شخص وفقًا لأفعاله؟ إذًا، ألا أستحقّ دعم الجميع بسبب تقديم كلّ هذه المُساهمات وتحمل كلّ هذه المخاطر؟" إنّهم يعتقدون أنّه يجب أن يحصلوا على شيء مُقابل القيام بواجبهم، وأنّ الحدّ الأدنى من المُكافأة يجب أن يكون دعم الجميع والقدرة على التمتُّع بالولاء، والشرف، والمنافع التي يستحقّونها. هل هذا موقف قبول الحقّ؟ (كلا). ما هو الحقّ هنا إذن؟ على سبيل المثال، أنت تقول لهم: "مهما كان مدى معاناة الناس، فإنّهم كائنات مخلوقة، ويجب أن يُعانوا لأنّ لديهم شخصيّات فاسدة. إنّ المعاناة أثناء القيام بالواجب هي إحدى الطرق التي يُعاني بها الناس. مهما كانت قدراتنا أو المواهب التي نمتلكها، فلا ينبغي أن نتوقّع أيّ مُكافأة أو نحاول عقد صفقات مع الله". أليس هذا هو الحقّ؟ هذا هو الحقّ الأساسيّ الذي يجب أن تفهمه الكائنات المخلوقة. لكن، هل يُمكن العثور على هذا الحقّ في فلسفاتهم للتعاملات الدنيويّة، وفي أفكارهم وآرائهم؟ (كلا). هل يقبلون هذا الحقّ عندما يسمعونه؟ كلا، لا يفعلون. ما هو موقفهم؟ إنّهم يعتقدون أنّ التواجد في بيت الله يُشبه التواجد في العالم، وأنّه يجب مُكافأتهم وفقًا لعملهم، وأنّه يجب أن يحصلوا على شيء لأداء واجبهم، وأنّه إذا تحمّلوا بعض المخاطر، فيجب أن يحصلوا على المنافع والنعمة التي يستحقّونها. إنّ أداء الواجب هو مسؤوليّة والتزام كلّ شخص، ولا تدخل المُكافأة في ذلك. هل يقبل أضداد المسيح هذا الحقّ؟ ما هو موقفهم؟ إنّهم مُتهكمون ومقاومون، يقولون: "أيّها الحمقى، تقبلون هذا حتى! هل هذا هو الحقّ؟ هذا ليس الحقّ، هذا مُجرّد خداع للناس. العدالة والمساواة بين الناس؛ هذا هو الحقّ!" ما نوع هذا الكلام؟ هذا هو منطق الشيطان، وهرطقته، ومغالطته. وهل يُمكنهم تضليل أولئك الذين لا يفهمون الحقّ؟ يُمكنهم تضليلهم بسهولة بالغة! بعض الناس ضعفاء، ولا يفهمون الحقائق المتعلّقة بأداء واجب المرء، إضافة إلى أنّهم يفتقرون إلى مستوى القدرات والقدرة على الاستيعاب، وليس لديهم إيمان كبير، وعندما يسمعون مثل هذه الأشياء، يشعرون أنّها منطقيّة تمامًا، ويُفكّرون: "نعم، بالطبع. كيف يُمكنني أن أكون غبيًا إلى هذا الحد؟ لقد قابلتُ أخيرًا اليوم شخصًا يفهم. ما يقوله صحيح!" يستمع هؤلاء الأشخاص فقط إلى الأشياء التي تبدو معقولة وتتماشى مع مفاهيمهم ويقبلونها؛ إنّهم لا يتعاملون مع كلام الله وفقًا لمبدأ أنّ كلام الله هو الحقّ. سواء أكان كلام الله يتوافق مع مشاعر الناس، مع تفكير الناس ومنطقهم، مع عادات الناس وتقاليدهم أو ثقافتهم التراثيّة، فإنّ كلام الله نهائيّ، وكلّ كلمة منه، من البداية إلى النهاية، هي حقّ. لا يحتاج كلام الله إلى أيّ شخص للتشكيك فيه أو تحليله، وبغضّ النظر عمّا إذا كانت البشريّة جمعاء تعتقد أنّه صحيح أم خاطئ، أو ما إذا كان أيّ شخص يستطيع قبوله، فإنّ كلام الله هو الحقّ إلى الأبد. لا يحتاج كلام الله إلى أن يصمد أمام اختبار الزمن، ولا يحتاج إلى البشريّة للتحقّق منه من خلال الخبرة؛ كلام الله هو الحقّ. هل هذا ما يُفكّر فيه أضداد المسيح؟ إنّهم يُفكّرون: "يجب أن يكون الله معقولًا! ماذا يعني برّ الله؟ أليس من يُعانون كثيرًا ويكونون ذوي قدرات عالية ينالون مُكافآت كبيرة، ومن يُعانون قليلًا، ولا يمتلكون قدرات عالية، ولا يُقدّمون أيّ مُساهمة ينالون مُكافأة قليلة؟" هل يقول الله هذا؟ (كلا). الله لا يقول هذا. ماذا يقول الله؟ يقول الله إنّ أداء الواجب هو وظيفة كلّ إنسان مفرد، وأنّ أداء الواجب يأتي بمبادئه الخاصّة، وأنّه يجب على الجميع أداء واجبهم وفقًا لمبادئ الحقّ، وأنّ هذا ما يُفترض أن تفعله الكائنات المخلوقة. هل هناك أيّ ذكر للمُكافأة هنا؟ أيّ ذكر للمُكافأة؟ (كلا). لا يوجد ذكر للأجر أو المُكافأة؛ إنّه التزام. ماذا يعني "الالتزام"؟ الالتزام هو شيء يُفترض أن يفعله الناس، وهو شيء لا ينطبق عليه مبدأ مُكافأة الشخص وفقًا لعمله. لم ينص الله قط أنّ من يؤدّي واجبه كثيرًا يجب أن ينال مُكافأة كبيرة، وأنّ من يؤدّي واجبه قليلًا أو يؤدّيه بطريقة غير جيّدة يجب أن ينال مُكافأة قليلة؛ لم يقل الله شيئًا كهذا قط. فماذا يقول كلام الله؟ يقول الله إنّ أداء الواجب هو وظيفة كلّ شخص، وأنّه شيء يُفترض أن تفعله الكائنات المخلوقة؛ هذا هو الحقّ. هل هذا ما يفهمه أضداد المسيح؟ كيف يتعاملون مع كلام الله هذا؟ سيتعاملون معه بطريقة مُختلفة. من منظور مصالحهم الخاصّة، سيكون لديهم تفسير مُحرّف لكلام الله. وعلى وجه الدقّة، ما يفعلونه هو التلاعب بكلام الله، باستخدام وسائلهم وفهمهم الخاص لتحويل كلام الله والحقّ إلى تفسير آخر. وما هي طبيعة هذا التفسير؟ إنّه مُفيد لهم، ويُمكن أن يُضلّل الناس، ويُمكن أن يُثير الناس ويُغريهم. إنّهم يُحوّلون كلام الله إلى أسلوبهم في الكلام، كما لو أنّه حقائق يُعبّرون عنها، وبعد أن يقول الله شيئًا ما، يتعيّن عليهم تغيير طريقة قول الله له ومبادئ كلام الله إلى طريقتهم الخاصّة. فهل يظل هو الحق بعد أن غيّروه بطريقتهم الخاصّة؟ كلا، لا يظل كذلك؛ لقد صار مغالطة وهرطقة. هل أنتم قادرون على تمييز هذه المسألة؟ (نعم، إلى حدّ ما). بعد الاستماع إلى العديد من العظات، اكتسب بعض الناس قدرًا من التمييز. ما هو جوهر مُعارضة أضداد المسيح للحقّ وإنكاره؟ (التلاعب بكلام الله وتفسيره بشكل مُحرّف). وما هو قصدهم من التلاعب بكلام الله وتفسيره بشكل مُحرّف؟ هو ألّا يقبل الناس الحقّ، ويقبلوا مغالطاتهم وهرطقاتهم بدلًا من ذلك. إنّهم يُحرِّفون الحقّ وفقًا لتفكيرهم ومنطقهم، ومصالحهم وآرائهم، ومفاهيمهم. هذا مُفيد لهم، ويُمكنهم أيضًا إثارة وتضليل بعض الناس الحمقى والجهلاء، والذين لا يفهمون الحقّ. قد تبدو كلماتهم صحيحة لك عندما تسمعها للمرة الأولى، ولكن إذا حلّلتها بعناية، فستجد طموحات ومكائد الشيطان كامنة بداخلها. ما هو الغرض من طموحاتهم ومكائدهم؟ غرضهم هو تحقيق المنفعة لأنفسهم، وجعل طرقهم في القيام بالأشياء وسلوكياتهم مقبولة، وجعل الناس يُقيِّمونهم بشكلٍ جيّد، وتغيير سلوكهم السيّئ والشرير إلى سلوك لائق وطرق للقيام بالأشياء تتوافق مع الحقّ. بهذه الطريقة، يعتقدون أنّ الناس لن يرفضوهم، وأنّ الله لن يُدينهم. قد يتمكّنون من تضليل الآخرين حتى لا يرفضهم الناس، لكن هل يُمكنهم جعل الله لا يُدينهم؟ هل يستطيع الإنسان أن يُغيّر جوهر الله؟ (كلا). هنا يكون أضداد المسيح في غاية الغباء. إنّهم يُريدون استخدام ألسنتهم المعسولة و"عقولهم الألمعية" للتفكير في نوع من المغالطة والهرطقة للتلاعب بالحقّ حتى يُصبح كلامهم مقبولًا، وبالتالي دحض أقوال الله وإنكار وجود الحقّ؛ أليس هذا تفكيرًا خاطئًا؟ هل يُمكنهم تحقيق هدفهم؟ (لا). يسأل بعض الناس ما الذي يُمكن فعله عندما يُضلّل ضدّ المسيح بعض الناس. إذا كان هؤلاء الناس قد ضُلِّلوا فعلًا وغير قادرين على تغيير المسار، فهذا يعني أنهم قد كُشِفوا واستُبِعدوا، وهم يستحقّون ذلك. هذا هو مصيرهم ولا يُمكنهم الهروب منه؛ إنّهم محكوم عليهم بالهلاك، ولم يُخطّط الله أبدًا لخلاص أناس مثلهم. إنّهم يدخلون إلى الكنيسة مُتذّرعين بذرائع زائفة ويؤدّون بعض العمل ويتمتّعون ببعض النعمة، وعندما لا يُريدهم الله بعد الآن، يُسلِّمهم إلى الشيطان. لقد تصادف أنهم سمعوا هرطقة ومغالطة، وبمجرد سماعها، صفّقوا واستحسنوها، ثمّ ذهبوا لاتّباع الشيطان. ما هذا؟ هذا هو استخدام الشيطان ليُؤدّي خدمة. هناك آية في سفر الرؤيا تقول: "مَنْ يَظْلِمْ فَلْيَظْلِمْ بَعْدُ، وَمَنْ هُوَ نَجِسٌ فَلْيَتَنَجَّسْ بَعْدُ، وَمَنْ هُوَ بَارٌّ فَلْيَبْرَرْ بَعْدُ، وَمَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْد" (رؤيا 22: 11). هذا يعني تصنيف الناس حسب نوعهم. عندما يتعلّق الأمر بأولئك الأشخاص الذين يتّبعون أضداد المسيح، هل هذا مجرد إهمال عابر من جانبهم؟ هل كان ذلك لأن الله لم يكن يراقب؟ هذا هو مصيرهم المحتوم! بعد الارتباط بهؤلاء الأشخاص لفترة من الوقت، سترى أنّهم لا يستحقّون الخلاص؛ إنّهم بائسون للغاية! بناءً على شخصيّتهم وسعيهم إلى الحقّ، فإنّ طبيعتهم شريرة وتنفر من الحقّ، وهم لا يستحقّون الخلاص، ولا يستحقّون أن يرثوا مثل هذه النعمة الهائلة من الله. إذا لم يمنحهم الله هذه النعمة، فلن ينالوها، لذا فإنّ الطريقة الأكثر دقّة لتلخيصهم في ثلاث كلمات هي "محكوم عليهم بالهلاك".
إنّ رفع النفس والشهادة لها هو المظهر الرئيسيّ لأضداد المسيح، وتمييز جوهرهم وفقًا لهذا المظهر مُناسب وواقعي للغاية؛ إنّه ليس تمييزًا فارغًا. من خلال النظر إلى خططهم، وطموحاتهم، وكشوفات جوهرهم، والأهداف المُتّسقة لأفعالهم، يُمكن للمرء أن يرى أنّ رفع النفس والشهادة لها هو مظهر مُميّز لأضداد المسيح. هل هناك أيّ أضداد للمسيح لم يَرفعوا أنفسهم أو يشهدوا لها أبدًا؟ (كلا). لم لا؟ لأنّ طموحاتهم ورغباتهم هائلة للغاية، ولا يُمكنهم السيطرة عليها. أيًا كانت مجموعة الأشخاص الذين يعيشون بينهم، إذا لم ترفعهم أحد أو يعبدهم، فإنّهم يشعرون أنّ الحياة ليس لها قيمة أو معنى، ولهذا السبب يتوقون إلى رفع أنفسهم والشهادة لها لتحقيق أهدافهم. إنّهم يعيشون ليتفوّقوا على الآخرين، ويحتاجون إلى أشخاص يعبدونهم ويتبعونهم، وحتى لو كان هؤلاء الأشخاص مثل الذباب المُزعج والمُقزّز أو عصابات المتسوّلين، فإنّهم لا يُمانعون. ما دام هناك أشخاص يعبدونهم ويتبعونهم، فإنّهم يشعرون بالراحة. إذا كان بإمكانهم الحصول على تصفيق جنونيّ من المُعجبين كما يفعل المُغنّون المشهورون، فسيكونون في غاية السعادة، فهم يُحبّون الاستمتاع بذلك؛ هذه هي طبيعة أضداد المسيح. وأيًا كان نوع الأشخاص الذين يتبعونهم أو يعبدونهم، فإنّ أضداد المسيح يُحبّونهم جميعًا. وحتى لو كان الأشخاص الذين يتبعونهم هم الأكثر بؤسًا وإثارة للاشمئزاز، وحتى لو كانوا وحوشًا، فما داموا يَرفعونهم ويُرضون طموحاتهم ورغباتهم في المكانة، فإنّ أضداد المسيح لا يُمانعون. فهل يستطيع أضداد المسيح منع أنفسهم من رفع أنفسهم والشهادة لها، والتفاخر في كلّ مكان يذهبون إليه؟ (كلا). هذا هو جوهرهم. أخبرني، ما نوع الأشخاص الذين يتّبعون الله حقًا؟ من بين البشريّة، هناك نوع من الأشخاص يُريد الله اصطفاءهم وخلاصهم، وهؤلاء الأشخاص لديهم حدّ أدنى من الضمير، والعقل، والحياء. وأولئك الذين هم أفضل قليلًا من هذا قادرون على حبّ الحقّ، وحبّ الأشياء الإيجابيّة، وحبّ عدالة الله وبره؛ إنّهم قادرون على كراهية الشرّ، ويشعرون بالسخط عندما يرون أشياء ظالمة أو شريرة، وحتى لو لم يتمكّنوا من فعل أيّ شيء حيال هذه الأشياء، فإنّهم يظلون يكرهونها؛ وهؤلاء الأشخاص هم الذين يُريدهم الله، على أقل تقدير. أمّا بالنسبة لأولئك الذين لا يمتلكون هذه الإنسانيّة والجوهر، فإنّ الله لا يُريدهم، مهما تحدّثوا عن صلاح الله أو عظمة الله. على سبيل المثال، الفريسيّون في الدين يَرفعون الله ويشهدون له باستخدام النظريّات الفارغة القديمة والكلمات السطحيّة نفسها، ولا يسأمون من قولها حتى بعد ألفي عام. الآن، يُعبّر الله عن العديد من الحقائق لكنّهم لا يستطيعون رؤيتها، ويتجاهلونها، بل إنّ بعضهم يُدينها ويجدّف عليها. هذا يكشفهم تمامًا، وقد ميزهم الله منذ فترة طويلة على أنّهم فريسيّون مُنافقون، وجميعهم جزء من عصابة الشيطان؛ لقد ميزهم الله على أنّهم أبالسة وشياطين، وخنازير وكلاب. وعندما يصل أضداد المسيح إلى مثل هذه المجموعة من الأشخاص ويرون أنّ عددًا قليلًا جدًا منهم يستطيع فهم الحقّ، وأنّ ليس لديهم أيّ تمييز أو موهبة، يُسارعون إلى اغتنام هذه الفرصة للتفاخر. يتباهى البعض بأنّهم قد قُبِلوا في جامعتين عالميّتين في الوقت نفسه، ولم يذهبوا في النهاية لأنّهم آمنوا بالله وقبلوا إرساليته. وبعد سماعهم يقولون هذا، يبدأ بعض الناس في تقديرهم بشكل كبير. إذا كنتَ لا تفهم الحقّ، وإذا كانت الأشياء التي تُحبّها ونظرتك للعالم هي نفسها نظرة الناس الدنيويّين، فسوف تعبد أناسًا مثل هؤلاء، ولهذا السبب عندما يقول أضداد المسيح مثل هذه الأشياء، فسوف تُضلَّل وتُخدَع بواسطتهم. يَرفع أضداد المسيح أنفسهم سرًا بهذه الطريقة، ويُضلَّل أولئك الأشخاص الحمقى الذين ليس لديهم تمييز بواسطتهم. ينتهي الأمر بأضداد المسيح إلى الشعور بسعادة بالغة، مُعتقدين أنّه لا يوجد أحد تحت قيادتهم عاديّ، بينما في الواقع، كلّ هؤلاء الأشخاص ليسوا سوى مجموعة من الأشخاص المُشوّشين الذين لا يصلحون لأيّ شيء. كلّ من ليس لديه القدرة على فهم الحقّ يُمكن أن يُضلَّل من قِبل الشياطين وأضداد المسيح. عندما يسمعون الشياطين وأضداد المسيح يتحدَّثون، يشعرون أنّ ذلك يتطابق حقًا مع أفكارهم وأذواقهم الخاصّة، لذلك يستمتعون بالاستماع إليه. إنّهم غير قادرين على استخدام التفكير الطبيعيّ لإصدار حكم على ما يستمعون إليه، ولن يجدوا شخصًا يفهم الحقّ ليساعدهم على تمييز هذه الأشياء؛ ما داموا يشعرون أنّ ما يستمعون إليه يبدو معقولًا، فسيكونون على استعداد لقبوله، وبالتالي يُضلَّلون دون أن يُدركوا ذلك. وإذا سمع الأشخاص الذين لديهم القدرة على فهم الحقّ ولديهم تمييز أضداد المسيح يتحدَّثون، فسوف يعرفون أنّ هؤلاء الأشخاص يُحاولون تضليل الآخرين وسيُقاومونهم. سيعتقد هؤلاء الأشخاص المُرتبكين الذين يفتقرون إلى التمييز أنّ أضداد المسيح لديهم معرفة، وأنّهم ذوو مستوى قدرات جيّد، وأنّ لديهم آفاقًا. سيرون الأشياء بهذه الطريقة، ويُضلَّلون ببعض الظواهر السطحيّة؛ لن يعرفوا ما هي مبادئ الحقّ، وسيتبعون الشياطين. ألا يتسبَّب هؤلاء الأشخاص في تدمير أنفسهم بسبب حماقتهم وجهلهم؟ هذا هو الحال. إذا كان لديك تمييز لمظاهر أضداد المسيح المُختلفة في رفع أنفسهم والشهادة لها بشكلٍ مُتكرّرٍ، أو طرقهم المُختلفة في القيام بذلك، وكنتَ قادرًا على الحكم على الغرض والخطّة الكامنة وراء كلماتهم، فسيكون من السهل عليك أن تُدرك جوهر أضداد المسيح، وستكون قادرًا عندئذٍ على رفضهم ولعنهم على الفور، وعدم رؤيتهم مرّة أخرى. لماذا ستفعل هذا؟ لأنّك عندما ترى أضداد المسيح يتحدَّثون ويتصرَّفون، ستكرههم وتبغضهم، وستشعر بالاشمئزاز كما لو كنتَ تنظر إلى ذباب، وستحتاج إلى طردهم في أسرع وقت مُمكن. لذلك، ما إن تُميّز تصرّفات أضداد المسيح وسلوكهم، يجب عليك فضحهم على الفور حتى يتمكّن الآخرون من تمييزهم، ثمّ طردهم من الكنيسة وفقًا للمبادئ. هل تجرؤون على فعل هذا؟ إذا كان بإمكان شعب الله المختار أن يفعل هذا، فهذا يُشير إلى أنّهم قد كبروا في القامة، وأنّه يُمكنهم أن يُظهِروا مراعاةً لمقاصد الله ويحافظوا على عمل بيت الله. عندما يفهم شعب الله المختار الحقّ ويكون لديه تمييز، فلن يكون لأضداد المسيح موطئ قدم في الكنيسة أو في بيت الله.
إذا كانت لدى أضداد المسيح أي فرصة في أي مناسبة كانت، فسوف يتفاخرون ويشهدون لأنفسهم، وما دام هناك أناس يعبدونهم ويوقرونهم وينظرون إليهم بحسد وتبجيل، فسيكونون سعداء؛ إنهم لا يهتمّون بمن يكون هؤلاء الناس. هل لديهم معايير يتطلّبونها من أولئك الذين يتّبعونهم، ويعبدونهم، وينظرون إليهم بتوقير؟ (لا). بغضّ النظر عمّا إذا كان هؤلاء الأشخاص أغبياء، أو بلهاء، أو أشرارًا، أو عديمي الإيمان، وبغضّ النظر عن نوع الأشخاص الذين هم عليه، حتى أولئك الذين يجب تطهيرهم واستبعادهم، فما دام هؤلاء الأشخاص يُمكنهم اتّباعهم، وعبادتهم، ورفعهم، فإنّ أضداد المسيح يقبلونهم، ويُحبّونهم كثيرًا، ويكسبون هؤلاء الأشخاص إلى جانبهم ويحمونهم. يعتبر أضداد المسيح هؤلاء الأشخاص خرافهم، وممتلكاتهم الشخصيّة، ولا يسمحون لأيّ شخص آخر بنقلهم، أو فضحهم، أو التعامل معهم. ومهما تملّق هؤلاء الأشخاص أضداد المسيح وتودّدوا إليهم، ومهما قالوا من أشياء مُقزّزة ومُثيرة للاشمئزاز، فإنّ أضداد المسيح سيستمتعون بها جميعًا؛ لا بأس بذلك لدى أضداد المسيح ما دام هؤلاء الأشخاص يُجامِلونهم. كلّ ما يقوله أضداد المسيح ويفعلونه الهدف منه هو أن يُقدِّرهم الآخرون، وُيعجبون بهم، ويتّبعونهم، وأيًا كان عدد الأشياء السيئة التي يفعلها الأشخاص الذين يتّبعونهم، فلن يُحقِّق أضداد المسيح في أمرهم، ولن يُمانعوا مهما كانت إنسانيّتهم مُخادعة وخبيثة. ما دام هؤلاء الأشخاص يتّبعونهم ويعبدونهم، فإنّ أضداد المسيح سيُحبّونهم، وما دام هؤلاء الأشخاص يُمكنهم الحفاظ على سلطة أضداد المسيح ومكانتهم، ولا يخالفونهم أو يُعارِضونهم، فإنّ أضداد المسيح سيشعرون بالرضا التام؛ هكذا هم أضداد المسيح. وعلى العكس من ذلك، كيف يتعامل أضداد المسيح مع أولئك الأشخاص الذين يفضحونهم دائمًا والذين يمنعونهم من رفع أنفسهم والشهادة لها، والذين يحتقرونهم لقيامهم بذلك، إضافة إلى أولئك الذين يُقدِّمون شركة عن الحقّ معهم، والذين يُمكنهم إدراك جوهر مشاكلهم، والذين لديهم تمييز حقيقيّ لهم؟ إنهم يغضبون على الفور بسبب الخزي، ويحذرون من هؤلاء الأشخاص، ويستبعدونهم، ويُهاجمونهم، ويحاولون أخيرًا بكل الطرق الممكنة عزل أولئك الذين يُمكنهم تمييزهم ومُعارضتهم. ما هو السبب وراء قيامهم بذلك؟ السبب هو أنّهم عندما يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها، فإنّهم يعتقدون دائمًا أنّ هؤلاء الأشخاص هم مصدر إزعاج وأشواك في جانبهم، وأنّ هؤلاء الأشخاص سيُميِّزونهم، ويرفضونهم، ويفضحونهم، ويُدمّرون الشيء الجيّد الذي حققوه. في اللحظة التي يضعون فيها أعينهم على هؤلاء الأشخاص، سيشعر أضداد المسيح بعدم الارتياح في قلوبهم ويريدون دائمًا التخلص من هؤلاء الأشخاص، مُعتقدين أنّه ما دام يُمكنهم تدبر أمر هؤلاء الأشخاص، فعندما يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها مرّة أخرى، فلن يكون هناك أيّ شخص يفضحهم أو يمنعهم، وسيكونون قادرين على ارتكاب الشرّ بشكل جامح. هذا هو المبدأ الذي يتصرّف أضداد المسيح وفقًا له. وأيًا كان نوع الأشخاص الذين يُجامِلونهم، أو يمدحونهم، أو يَرفعونهم، وبغضّ النظر عمّا إذا كان ما يقوله هؤلاء الأشخاص يتوافق مع الحقائق أم لا، وحتى إذا كانوا يكذبون، فإنّ أضداد المسيح سيكونون على استعداد لقبولهم، وسوف يستمتعون بالاستماع إليهم، وسيُحبّون هؤلاء الأشخاص من أعماق قلوبهم. إنّهم لا يهتمّون بالمشاكل التي يُعاني منها هؤلاء الأشخاص، وحتى إذا اكتشفوا مشاكل لدى هؤلاء الأشخاص، فإنّهم سيخفونها، ويُغطّونها، ولن يتفوّهوا بكلمة عنها. ما دام أضداد المسيح لديهم هؤلاء الأشخاص بجانبهم، يتّبعونهم ويُجامِلونهم، فإنّهم سيستمتعون بذلك. هذه هي الطريقة التي يقوم بها أضداد المسيح بالأشياء. هل أنتم قادرون على فعل هذه الأشياء التي يفعلها أضداد المسيح؟ على سبيل المثال، لنفترض أنّكم قادة وعاملين في الكنيسة، وأنّكم أشخاص ذوو مكانة وسمعة بين شعب الله المختار. إذا كان الإخوة والأخوات يُقدّرونك، ويُجامِلونك، ويتملّقونك، ويمدحونك كثيرًا، قائلين إنّك تُقدّم عظات جيّدة، وإنّك وسيم، وإنّك أفضل قائد بالنسبة لهم، فكيف ستشعر؟ هل ستكون قادرًا على تمييز النيّة الكامنة وراء كلماتهم؟ هل ستكون قادرًا على رفض هؤلاء الأشخاص وتجنّبهم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فأنت في خطر. أنت تعرف بوضوح أنّك لستَ وسيمًا إلى هذا الحدّ، وأنّك غير قادر على عقد شركة عن واقع الحقّ، لكنّك لا تزال تشعر بالسعادة عندما تسمع الناس يُجامِلونك بهذه الطريقة، وتريد دائمًا الاقتراب من هؤلاء الأشخاص وترقيتهم، ألا يعني ذلك أنّك في مشكلة؟ هذا يعني أنّك في خطر.
عندما يعمل القادة والعاملون، فإن الروح القدس يُنيرهم ويُضيئهم، ويُمكنهم التحدُّث عن بعض الاختبارات الحقيقيّة، وبطبيعة الحال سيكون لديهم أناس يُقدّرونهم ويعبدونهم، وبطبيعة الحال سيكون لديهم أناس يتّبعونهم، لا ينفصلون عنهم مثل ظلهم؛ فكيف يجب أن يتعاملوا مع هذه الأشياء في مثل هذه الأوقات؟ الجميع لديه ميوله الخاصّة، الجميع مغرورون؛ إذا سمع الناس شخصًا ما يتحدّث عنهم باستحسان ومُجامَلة، فسوف يستمتعون بذلك كثيرًا. هذا شعور طبيعيّ وهو ليس بالأمر الجلل. ولكن إذا قاموا بترقية شخص يُمكنه أن يُغدِق عليهم بالثناء والمُجامَلة، ويستخدمون شخصًا كهذا في بعض الاستخدامات المهمّة، فهذا أمرٌ خطيرٌ. هذا لأنّ الأشخاص الذين يُحبّون المُجامَلة والإغداق بالثناء على الآخرين جميعهم ماكرون ومُخادِعون للغاية، وليسوا صادقين أو أمناء. وما إن يكتسب هؤلاء الأشخاص مكانة، فإنّهم يكونون بلا فائدة فيما يتعلق بدخول شعب الله المختار في الحياة أو عمل الكنيسة. هؤلاء الأشخاص ماكرون، وهم الأكثر قدرة على إفساد الأمور. أما أولئك الذين يكونون مُستقيمين نسبيًا فإنهم لا يُغدِقون أبدًا بالثناء على الآخرين. حتى لو استحسنوك في قلوبهم، فلن يقولوا ذلك بصوت مرتفع، وإذا اكتشفوا أنّ لديك عيوبًا أو أنّك قد ارتكبتَ خطأً ما، فإنّهم سيُشيرون لك بذلك. غير أن بعض الناس لا يحبون الأشخاص الصريحين، وعندما يُشير شخص ما إلى عيوبهم أو يُوبِّخهم، فإنّهم سيضطهدون هذا الشخص ويستبعدونه، بل وسيستغلّون عيوب هذا الشخص ونواقصه ليحكموا عليه ويُدينوه باستمرار. وبالقيام بذلك، ألا يضطهدون ويؤذون الأشخاص الصالحين؟ إنّ القيام بأشياء كهذه واضطهاد هؤلاء الأشخاص الصالحين هي أشياء يكرهها الله بشدّة. إنّ اضطهاد الأشخاص الصالحين هو أمر شرير! وإذا اضطهد شخص ما عددًا كبيرًا من الأشخاص الصالحين، فهو إبليس. يجب أن يُعامل القادة والعاملون الجميع بإنصاف ومحبّة، ويجب أن يتعاملوا مع الأمور وفقًا للمبادئ. لا سيما عندما يكون لديك أناس يُجامِلونك ويتملِّقونك، ويدورون حولك، يجب أن تُعامِلَهم بشكل صحيح، وتُساعدهم بمحبّة، وتجعلهم يؤدّون مهامهم الصحيحة، ولا تُجامِل الناس كما يفعل غير المؤمنين؛ أوضِح موقفك ومنظورك بوضوح، واجعلهم يشعرون بالإهانة والخجل حتى لا يفعلوا ذلك مرّة أخرى. إذا استطعتَ الالتزام بالمبادئ ومُعامَلة الناس بإنصاف، ألن يشعر هؤلاء المهرّجون المنحطون الذين هم أمثال الشياطين بالخجل؟ هذا سيجعل الشيطان يشعر بالخجل، وسوف يُرضي الله. يعتقد أولئك الذين يُحبّون المُجاملة أنّ القادة والعاملين يُحبّون جميعًا الأشخاص الذين يُجامِلونهم، وكلّما قال أيّ شخص أيّ شيء مُجامِل أو مُتملّق لهم، فإنّ غرورهم ورغبتهم في المكانة تُشبَع. لا يُحبّ الأشخاص الذين يُحبّون الحقّ كلّ هذا، بل يكرهونه بشدّة ويشعرون بالاشمئزاز منه كله. القادة الكذبة فقط هم من يستمتعون بالمُجامَلة. قد لا يُصفّق لهم بيت الله أو يمدحهم، لكن إذا صفّق لهم شعب الله المختار ومدحهم، فإنّهم يشعرون بالرضا الشديد ويستمتعون به كثيرًا، وفي النهاية يستمدّون بعض السلوى منه. يستمتع أضداد المسيح بالمُجامَلة أكثر، والشيء الذي يستمتعون به أكثر هو عندما يقترب منهم أمثال هؤلاء الناس ويدورون حولهم. أليست هذه مشكلة؟ هكذا هم أضداد المسيح؛ إنّهم يُحبّون أن يمدحهم الناس ويُصفّقون لهم، ويعبدونهم ويتبعونهم، بينما أولئك الذين يسعون إلى الحقّ والذين يكونون مُستقيمين نسبيًا لا يُحبّون أيًا من هذا. يجب أن تقترب من الأشخاص الذين يُمكنهم التحدُّث معك بصدق؛ إنّ وجود أشخاص مثلهم إلى جوارك هو أمر مُفيد لك إلى حدّ كبير. وعلى وجه الخصوص، إنّ وجود مثل هؤلاء الأشخاص الصالحين من حولك، مثل أولئك الذين لديهم الشجاعة لتوبيخك وكشفك عندما يكتشفون مشكلة لديك، يُمكن أن يمنعك من الضلال. إنّهم لا يهتمّون بمكانتك، وفي اللحظة التي يكتشفون فيها أنّك فعلتَ شيئًا مُخالفًا لمبادئ الحقّ، فإنّهم سيوبّخونك ويكشفونك إذا لزم الأمر. مثل هؤلاء الأشخاص وحدهم هم الأشخاص المُستقيمون، الذين لديهم حسّ بالعدالة، ومهما كشفوك ووبّخوك، فإنّ كلّ ذلك مُفيد لك، وكلّه يتعلّق بمُراقبتك ودفعك إلى الأمام. يجب أن تقترب من هؤلاء الأشخاص؛ فبوجود أشخاص مثلهم إلى جوارك يُساعدونك، تُصبح أكثر أمانًا نسبيًا؛ وهذا هو معنى حماية الله. إنّ وجود أشخاص يفهمون الحقّ ويتمسّكون بالمبادئ إلى جوارك كلّ يوم يُراقبونك هو أمر مُفيد للغاية لك في أداء واجبك والعمل بشكل جيّد. يجب ألا يكون لديك الأشخاص الماكرون والمُخادعون الذين يتملَّقونك ويُجامِلونك باعتبارهم مساعدين لك؛ إنّ وجود أشخاص مثلهم ملتصقين بك أشبه بوجود ذباب كريه الرائحة عليك، ستكون مُعرّضًا للعديد من البكتيريا والفيروسات! من المُرجّح أن يُزعجك هؤلاء الأشخاص ويُؤثّروا على عملك، ويُمكنهم أن يجعلوك تقع في الغواية والضلال، ويُمكنهم أن يُجلبوا لك الكوارث والمصائب. يجب أن تبتعد عنهم، وكلّما ابتعدت أكثر كان ذلك أفضل، وإذا استطعتَ تمييز أنّ لديهم جوهر عديمي الإيمان وتطهيرهم من الكنيسة، فهذا أفضل. ما إن يرى شخص مُستقيم يسعى إلى الحقّ أنّ لديك مشكلة، سيُخبرك بالحقيقة بغضّ النظر عن مكانتك، وبغضّ النظر عن كيفيّة مُعامَلتك له، وحتى إذا قمتَ باستبعاده. لن يُحاول أبدًا التستر على الأمر أو التهرّب منه. من المُفيد جدًّا أن يكون لديك المزيد من الأشخاص مثل هؤلاء من حولك! عندما تفعل شيئًا ما يُخالف المبادئ، فإنّهم سيكشفونك، ويُبدون آراءهم بشأن مشكلاتك، ويُشيرون إلى مشكلاتك وأخطائك بصراحة وصدق؛ لن يُحاولوا مُساعدتك على حفظ ماء وجهك، ولن يُعطوك حتى فرصة لتجنُّب الإحراج أمام الكثير من الناس. كيف يجب عليك مُعامَلة هؤلاء الأشخاص؟ هل يجب عليك تعذيبهم أم الاقتراب منهم؟ (الاقتراب منهم). هذا صحيح. يجب عليك أن تفتح قلبك وتعقد شركة معهم، قائلًا: "هذه المشكلة التي لديّ والتي أوضحتها لي كانت صحيحة. في ذلك الوقت، كنتُ مليئًا بالغرور وأفكار المكانة. شعرتُ أنّني كنتُ قائدًا لسنوات عديدة، لكنّك لم تُحاول فقط مُساعدتي على حفظ ماء وجهي، بل أشرتَ أيضًا إلى مشكلاتي أمام الكثير من الناس، لذلك لم أستطع قبول ذلك. ومع ذلك، أرى الآن أنّ ما فعلتُه أنا كان في الواقع مُخالفًا للمبادئ والحقّ، وأنّه ما كان ينبغي عليَّ فعل ذلك. ما أهميّة منصب القائد؟ أليس هذا ببساطة واجبي؟ إنّنا جميعًا نقوم بواجبنا، وجميعنا مُتماثِلون في المكانة. الفارق الوحيد هو أنّني أتحمّل مسؤوليّة أكبر قليلًا، هذا كلّ شيء. إذا اكتشفتَ أيّ مشكلة في المُستقبل، فقُلْ ما يجب عليك قوله، ولن تكون هناك ضغائن شخصيّة بيننا. إذا اختلفنا في فهمنا للحقّ، فيُمكننا أن نعقد شركة معًا. في بيت الله وأمام الله والحقّ، سنكون مُتّحدين، لا مُنفصلين". هذا هو موقف مُمارسة الحقّ وحب الحق. ماذا يجب أن تفعل إذا كنتَ ترغب في تجنّب طريق ضدّ المسيح؟ يجب عليك أن تأخذ زمام المبادرة للاقتراب من الأشخاص الذين يُحبّون الحقّ، والأشخاص المُستقيمين، والاقتراب من الأشخاص الذين يُمكنهم الإشارة إلى مشكلاتك، والذين يُمكنهم التحدُّث بصدق وتوبيخك عندما يكتشفون مشكلاتك، لا سيما الأشخاص الذين يُمكنهم تهذيبك عندما يكتشفون مشكلاتك؛ هؤلاء هم الأشخاص الأكثر فائدة لك، ويجب أن تُقدّرهم. إذا قمتَ باستبعاد هؤلاء الأشخاص الصالحين والتخلُّص منهم، فسوف تفقد حماية الله، وستحلّ عليك الكوارث تدريجيًا. من خلال الاقتراب من الأشخاص الصالحين والأشخاص الذين يفهمون الحقّ، ستنال السلام والفرح، وستكون قادرًا على تجنّب الكوارث؛ ومن خلال الاقتراب من الأشخاص الحقراء، والأشخاص الوقحين، والأشخاص الذين يُجامِلونك، ستكون في خطر. لن تُخدَع بسهولة فحسب، بل قد تُصيبك الكوارث في أيّ وقت. يجب أن تعرف أيّ نوع من الأشخاص يُمكن أن يُفيدك أكثر؛ إنّه أولئك الذين يُمكنهم تحذيرك عندما تفعل شيئًا خاطئًا، أو عندما ترفع نفسك وتشهد لها وتُضلّل الآخرين، والذين يُمكنهم إفادتك أكثر. إنّ الاقتراب من هؤلاء الأشخاص هو الطريق الصحيح الذي يجب اتّباعه. هل أنتم قادرون على هذا؟ إذا قال شخص ما شيئًا يضرّ بسمعتك وأمضيتَ بقيّة حياتك مستاءً منه، قائلًا: "لماذا كشفتني؟ لم أُعاملك مُعامَلة سيّئة قطّ. لماذا يجب عليك دائمًا أن تُصعِّب الأمور عليَّ؟" وتحمِل ضغينة في قلبك، وتنشأ فجوة، وتُفكّر دائمًا: "أنا قائد، ولديّ هذه الهويّة والمكانة، ولن أسمح لك بالتحدُّث بهذه الطريقة"، فما نوع هذا المظهر؟ إنّه عدم قبول الحقّ ووضع نفسك في تعارض مع الآخرين؛ إنّه عدم سماع صوت العقل إلى حدّ ما. أليست فكرة المكانة هذه الخاصّة بك هي التي تُثير المتاعب؟ هذا يُشير إلى أنّ شخصيّاتك الفاسدة شديدة للغاية. أولئك الذين يُفكّرون دائمًا في المكانة هم أشخاص لديهم شخصية ضدّ مسيح شديدة. إذا ارتكبوا الشرّ أيضًا، فسيُكشفون ويُستبعدون بسرعة كبيرة. من الخطير جدًّا أن يرفض الناس الحقّ ولا يقبلونه! إنّ الرغبة دائمًا في التنافس على المكانة والرغبة في الانغماس في منافع المكانة هي إشارات خطر. عندما يكون قلب المرء مُقيّدًا دائمًا بالمكانة، هل يظل بإمكانه مُمارسة الحقّ والتعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ؟ إذا كان المرء غير قادر على تطبيق الحقّ وكان يتصرّف دائمًا من أجل الشهرة، والمكاسب، والمكانة، ويستخدم سلطته دائمًا للقيام بالأشياء، ألا يكون عندئذٍ ضدّ مسيح واضحًا يظهر على حقيقته؟
إنّ مظاهر مثلرفع النفس والشهادة لها هي المظاهر الأكثر شيوعًا لأضداد المسيح. وسواء أكان ذلك في الحياة اليوميّة أو في الطريقة التي يتعاملون بها مع الآخرين ويُعاملون بها الأشياء، أو في حياة الكنيسة، فيُمكن دائمًا رؤية هذه المظاهر، لأنّ هذه المظاهر هي كشوفات لشخصيّات فاسدة. على سبيل المثال، الحقائق المتعلّقة بكيفيّة تعامل المرء مع واجبه، وكيفيّة مُعامَلة الآخرين، وكيفيّة تمييز الآخرين هي حقائق تناولناها في الشركة. هل تعرفون المظاهر الملموسة لهذه الأشياء في حياتكم العاديّة، لكن لا يُمكنكم إدراك أنّها مشكلات؟ أم أنّكم لم تشرعوا في الدخول بناءً على هذه المشكلات المُحدَّدة؟ إذا لم تبدأوا بالشخصيّات، أو أظهرتم أحيانًا هذه المظاهر ولكن لا تعرفون ما إذا كانت مشكلة في الشخصيّة، وبالتالي تتجاهلونها، فأنتم لستُم قريبين من تحقيق تغيير الشخصيّة. إذا لم تُدرِك أنّ هذه المظاهر هي رفع لنفسك وشهادة لها، وإذا لم تكن تعلم أنّ هذه المظاهر تحكمها شخصيّتك الفاسدة، وتعتبرها نوعًا من سمات الشخصيّة أو طريقة فطريّة للقيام بالأشياء أو الإدراك، وتُقلِّل من شأنها، ولا تعتبرها كشوفات لشخصيّتك الفاسدة وجوهرك الفاسد، فسوف تجد صعوبة في تغيير الشخصيّة الفاسدة ذات الصلة. إنّ ما يُمكن أن يُدركه الناس والمتعلّق بالشخصيّات، سواء أكان طريقة للقيام بالأشياء أم حالة يكونون فيها، سواء أكان سلوكًا خارجيًا أم كلامهم وأقوالهم، سواء أكانت أفكارهم وآراءهم أم فهمهم لمسألة مُعيّنة، فما دام الأمر يتعلّق بجوهر الشخصيّة، فيجب أن يعتبروه دائمًا تجسيدات أو كشوفات لجوهر طبيعة الإنسان، وبهذه الطريقة، ألن يتوسّع فهمهم؟ لا ينبغي أن يفهموا الأشياء الكبيرة فقط، مثل أن يقاوم المرء الله، أو لا يُحبّ الحقّ، أو يكون جشعًا للمكانة، أو أن يُضلّل الناس بالأشياء التي يقولها، بل يجب أن يفهموا كلّ شيء بدءًا من الأشياء الصغيرة، مثل الأفكار والنوايا المُحدَّدة، وصولًا إلى الأشياء الكبيرة مثل الحجّة أو التصريح. لقد ذكرتُ للتوّ ستّة أشياء إجمالًا، من بينها الأفكار والآراء، بالإضافة إلى فهم المرء لمسألة مُعيّنة. الأفكار والآراء هي أشياء موجودة داخل وعي المرء وفكره؛ الفهم هو شيء يُدرَك بالفعل ويُمكن للمرء أن يُكوِّن عنه كلمات وأقوال ملموسة؛ ثمّ هناك السلوك واللغة. هذه أربعة أشياء إجمالًا. وهناك أيضًا التصريحات والحُجج. ما الذي تتعارض معه التصريحات والحُجج؟ (النوايا والأفكار). الأفكار هي أشياء غامضة إلى حدّ ما تنشأ دون وعي في العقل. لم تُعرَّف بعد على أنّها صحيحة أم خاطئة، أنت تُفكّر فيها فقط، ولم تتشكّل بعد في داخلك، بينما الحُجج المنطوقة تشكلت بالفعل. هناك ثلاث مجموعات وستّة أشياء إجمالًا. خُذوا هذه الأشياء الستّة كمسار لتشريح جوهر شخصيّاتكم الفاسدة وتحقيق تغيير الشخصيّة، وابدأوا من الآن فصاعدًا في معرفة شخصيّاتكم الفاسدة وجوهركم الفاسد من هذه الأشياء الستّة، وبهذه الطريقة ستعرفون أنفسكم حقًا.
هل تحتاجون إلى بعض الوقت بعد الاستماع إلى شركة اليوم لتستوعبوا ما سمعتموه؟ عندما تجتمعون معًا، هل يُمكنكم عقد شركة عن بعض الإضاءات أو إجراء مُقارنة مع أنفسكم على هذا الأساس؟ هذا أمر أساسي، وهو الأكثر فائدة لكم. عندما تجتمعون معًا، تحتاجون إلى عقد شركة، وتبادل الأفكار، ومُناقشة اختباراتكم وإدراكاتكم؛ هذا هو الشيء الأكثر فعاليّة. لطالما استخدمنا كلمة "التأمُّل" من قبل؛ بعبارات عاميّة، نقول "تقليب الأفكار". هذا يعني أن تقرأ أكثر، وأن تقرأ مصليًا أكثر، وأن تُفكّر أكثر، وأن تطلب أكثر، وأن تأخذ ما فهمتَه في ذلك الوقت، وما لم تفهمه واعتبرتَه تعليمًا، والنقاط المهمّة، والنقاط التي أُسيء فهمها من قِبل الجميع، والنقاط التي لم تستوعبها، وتركّز عليها جميعًا في الشركة؛ هذا هو معنى "تقليب الأفكار". بهذه الطريقة، سيُصبح فهمك لتفاصيل هذه الحقائق، والاختلافات المتعددة بين الحقائق، وتعريفات كلّ حقّ، أكثر وضوحًا ودقّة بشكل مُتزايد. هل تعتقدون أنّ الحقائق المُختلفة التي فهمتموها وطبّقتموها في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر غموضًا أم وضوحًا مُقارنةً بما كانت عليه من قبل؟ (أكثر وضوحًا). وعلى مدار هذه السنوات، هل كان هناك أيّ تغيير كبير في طريق إيمانكم بالله، والاتجاه الذي تتصرَّفون فيه، والنيّة والدافع والزخم الأصليّ وراء القيام بواجبكم؟ (بعد المرور ببعض توبيخ الله وتأديبه، وأكل كلام الله وشربه، أشعر أنّ هناك بعض التغيير). إنّ وجود تغيير هو أمر صحيح، وهو ما يُفترض أن يحدث. كان بعض الناس لا مبالين طوال الوقت ولم يتغيّروا على الإطلاق بعد الاستماع إلى العديد من العظات. إنهم لا يتأثّرون في قلوبهم، أي أنّه لا يُمكن لأيّ اجتماع أو شركة أن تُغيّر الاتجاه الذي يسيرون فيه؛ إنهم متبلدو الحس وبلهاء للغاية! يجب أن يُصبح طريق نيل الخلاص الآن أكثر وضوحًا، ويرى أولئك الذين لديهم خبرة بوضوح الطرق التي يُخلِّص بها الله الإنسان والغرض من قيامه بذلك. إذا كنتَ، بعد الإيمان بالله طوال هذه السنوات، لا تزال لا تعرف كيف يُخلِّص الله الناس وكيف يُطهّرهم من الفساد، فهذا يُشير إلى أنّه ليس لديك أيّ فهم للحقّ على الإطلاق، ولا أيّ استيعاب لعمل الله. أليس هؤلاء الأشخاص جميعًا مُشوَّشين في إيمانهم؟
20 مارس 2019