البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون من المبادئ بوقاحة، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء السابع)

ثالثًا: احتقار كلام الله

اليوم، سنواصل شركتنا حول البند العاشر من المظاهر المتنوعة لأضداد المسيح – إنهم يحتقرون الحق، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله. في المرة السابقة، عقدنا شركة حتى وصلنا إلى القسم الثالث من هذا الموضوع الرئيسي، وهو احتقار أضداد المسيح لكلام الله. قُسِّمَت شركتنا وتشريحنا لهذا القسم إلى ثلاثة موضوعات فرعية. ما هذه الموضوعات الفرعية الثلاثة؟ (الأول هو أن أضداد المسيح يتلاعبون بكلمات الله ويفسرونها بشكل تعسفي؛ والثاني هو أن أضداد المسيح يتنصّلون من كلام الله عندما لا يتفق مع مفاهيمهم؛ والثالث هو أن أضداد المسيح يتطفلّون على الآخرين لمعرفة ما إذا كان كلام الله يتحقق أم لا). هل هذه الموضوعات الثلاثة هي مجمل ما يعنيه احتقار أضداد المسيح لكلام الله؟ (ينبغي أن يكون هناك المزيد). ما الإشارات والمظاهر الأخرى الموجودة؟ (أضداد المسيح يعاملون كلام الله باستخفاف). هل يُعدّ الاستخفاف بكلام الله واحدًا من مظاهر احتقارهم لكلام الله؟ أليس الاستخفاف بكلام الله تفسيرًا لاحتقاره؟ لسنا هنا بحاجة إلى تفسيرات، بل إلى مظاهر وممارسات أضداد المسيح المتنوعة التي تستطيع أن تراها وتلمسها، والتي سمعت عنها. يبدو أنكم لا تفهمون جيدًا المظاهر المتنوعة لاحتقار أضداد المسيح لكلام الله. قد يكون لديكم بعض الفهم الحرفي للبنود الثلاثة التي عقدت شركة حولها سابقًا، لكنكم لا تستطيعون التفكير في أي مظاهر أخرى قد تكون موجودة لاحتقار أضداد المسيح لكلام الله، أليس كذلك؟ كان ينبغي لكم أن تتذكروا المظاهر الثلاثة التي عقدنا شركة حولها سابقًا. هل سلوكيات ومظاهر أضداد المسيح في احتقارهم كلام الله صريحة و علنية؟ هل هي ما ينبغي أن يفعله النُزهاء؟ (كلا). هذه المظاهر لا ينبغي أن توجد في الإنسانية الطبيعية؛ إنها ليست إيجابية، بل سلبية. يشير الجوهر الكامن وراء هذه السلوكيات القليلة إلى الشيطان، إلى الأبالسة، إلى أعداء الله. في تعامل أضداد المسيح مع كلام الله، ليس هُناك خضوع، ولا قبول، ولا اختبار، ولا تنحية لمفاهيمهم الخاصة وقبول كلام الله ببساطة وانفتاح – ولكنهم بدلًا من ذلك، يُبدون مواقف شيطانية مختلفة تجاه كلام الله. إنّ الشخصية التي تتكشَّف من خلال هذه المظاهر والسلوكيات لأضداد المسيح هي بالضبط ما يكشف عنه الشيطان في العالم الروحي. هذه السلوكيات، في أي موقف، وفي أي عصر، وبين أي مجموعة من الناس، ليست إيجابية. إنها شريرة وسلبية، وليست هي المظاهر أو السلوكيات التي ينبغي أن يمتلكها كائن مخلوق أو شخص طبيعي. وبالتالي، نَصِفُها بأنها مظاهر أضداد المسيح. بعد عقد الشركة حول هذه البنود الثلاثة، قد يظن معظم الناس أن هذه المظاهر الثلاثة ربما تشمل جميع المواقف الأساسية لأضداد المسيح تجاه كلام الله. ومع ذلك، هناك نقطة أغفلتموها: إن مُعاملة أضداد المسيح لكلام الله لا تقتصر على هذه النُهُج الثلاثة. هناك مظهر وسلوك آخران يوضحان أيضًا أن أضداد المسيح يحتقرون كلام الله. ما هذا المظهر؟ هو أن أضداد المسيح يعاملون كلام الله كسلعة. إذا نظرنا إلى المعنى الحرفي لهذا، فقد تكون لدى البعض صورًا في أذهانهم تشير إلى أفراد معينين، إنما المظاهر المحددة والحقيقية لهذا لا تزال غير واضحة تمامًا؛ لا تزال غامضة وعامّة للغاية. إذًا، سنعقد شركة اليوم حول كيف يعامل أضداد المسيح كلام الله كسلعة.

د. أضداد المسيح يعاملون كلام الله كسلعة

أضداد المسيح يعاملون كلام الله كسلعة؛ ويمكن أيضًا القول إن أضداد المسيح يعاملون الحق نفسه كسلعة. ما معنى معاملتهم كسلع؟ إن ذلك يعني مجرد تقديم بعض الادعاءات اللفظية، والتباهي، ثم الحصول على ثقة الناس ودعمهم وتأييدهم بشكل احتيالي لنيل الشهرة والمكسب والمكانة. وهكذا يصبح كلام الله والحق أحجارًا يدوسونها للارتقاء. هذا هو موقف أضداد المسيح تجاه الحق. إنهم يستغلون الحق ويتلاعبون به ويدوسون عليه، وهذا ما يحدده جوهر طبيعة أضداد المسيح. إذًا، ما كلام الله والحق بالضبط؟ كيف ينبغي أن نُعرِّف الحق بدقة؟ أخبرني، ما الحق؟ (الحق هو معيار تصرف الإنسان وأفعاله وعبادته لله). هذا تعريف دقيق ومُحدّد للحق. كيف تفهمون جميعًا هذه العبارة؟ كيف ينبغي أن تطبقوا هذه العبارة في حياتكم اليومية وطوال حياتكم؟ كيف ينبغي لكم اختبار هذه العبارة؟ قولوا ما يخطر ببالكم وتفهمونه على الفور بدون تصفية أو معالجة. بلغة اختباركم، ما الحق؟ ما كلام الله؟ (الحق يمكن أن يغير قيم الشخص ونظرته إلى الحياة، ما يمكنه من أن يعيش شبه الإنسان الطبيعي). إن كُل ما قلتموه، رغم أنه غير شامل، فإنه ينقل فهمًا اختباريًا للحق؛ إنها الرؤى والتقديرات التي اختبرتموها ولخصتموها من الحياة اليومية. مَن يود أن يشارك أيضًا؟ (الحق يستطيع أن يُطهِّر شخصياتنا الفاسدة، ما يمكننا من التصرُّف وفقًا للمبادئ والقيام بالأشياء بما يتماشى مع مقاصد الله). هذه العبارة جيدة جدًا وثاقبة. استمروا من فضلكم. (الحق هو الحياة، طريق الحياة الأبدية. فقط بالسعي إلى الحق والعيش به يمكن للمرء أن ينال الحياة). (الحق يُمكّن الناس من اتقاء الله والحيد عن الشر، ليصبحوا بشرًا حقيقيين). هاتان النقطتان تتضمنان مبادئ الممارسة لحياة الناس اليومية. رغم أن التفسيرات عميقة ورفيعة نسبيًا، فإنها عملية للغاية. (الحق يستطيع أن يكشف الشخصيات الفاسدة بداخلنا، وأن يغيِّر وجهات نظرنا الخطأ حول الأمور، ويمكِّننا من أن نعيش شبه الإنسان الحقيقي). هذه العبارات عملية وتتضمن قيمة الحق وأهميته لدى الناس، وكذلك التأثيرات التي يمكن أن يحدثها الحق في الناس. لقد تحدثنا غالبًا من قبل عمّا ذكرتموه جميعًا. ورغم اختلاف موضوع تركيز كل شخص، فإن الكُل يتعلق بالعبارة الموضحة والمُعرّفة سابقًا عن الحق – الحق هو معيار قياس كل شيء. هل يمكن المساواة بين الحق وكلام الله؟ (نعم). إن كلام الله هو الحق. بناءً على الفهم الاختباري الذي شاركتموه في شركتكم، هل يمكننا القول إن الحق هو واقع كل الأشياء الإيجابية؟ (نعم). الحق هو واقع كل الأشياء الإيجابية، ويمكن أن يكون حياة الإنسان والاتجاه الذي يسلكه؛ يمكن أن يسمح للمرء بالتخلّص من شخصيته الفاسدة، وأن يتمكن من اتقاء الله والحيد عن الشر، وأن يصبح شخصًا خاضعًا لله ومخلوقًا مؤهلًا، شخصًا يحبه الله ويجده مقبولًا. بالنظر إلى القيمة الثمينة للحق، ما الموقف والمنظور الذي ينبغي أن يكونا لدى المرء تجاه كلام الله والحق؟ الأمر واضح تمامًا: بالنسبة إلى أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله ولديهم قلب يتّقي الله، فإن كلامه هو شريان حياتهم. ينبغي للناس أن يثمّنوا كلام الله، وأن يأكلوه ويشربوه، وأن يتمتعوا به، وأن يقبلوه حياةً لهم، واتجاهًا يسلكونه، ومعينًا وإمدادًا جاهزين؛ ينبغي للناس أن يمارسوا ويختبروا وفقًا لعبارات الحق ومتطلباته، وأن يخضعوا لكل من المتطلبات والمبادئ التي يمنحها لهم الحق. حينئذٍ فقط يمكن للإنسان أن يربح الحياة. إن السعي إلى الحق هو أساسًا ممارسة كلام الله واختباره، وليس إخضاعه للتمحيص والتحليل و التنظير والشك. ولأن الحق هو معين الناس وإمدادهم الجاهزان، ويمكن أن يكون حياتهم، ينبغي لهم أن يعاملوا الحق كأثمن شيء. هذا لأنهم يجب أن يعتمدوا على الحق ليحيوا، وليصلوا إلى لتلبية مطالب الله، واتقائه والحيد عن الشر، ولكي يجدوا في حياتهم اليومية طريق الممارسة ويستوعبوا مبادئ الممارسة، ويحققوا الخضوع لله؛ يجب على الناس أيضًا أن يعتمدوا على الحق للتخلص من شخصياتهم الفاسدة، ليصبحوا مُخلّصين ومخلوقات مؤهلة. فمهما كان المنظور أو كانت طريقة التعبير، فإن أدنى موقف يمكن أن يكون لدى الناس تجاه الحق هو معاملة كلام الله والحق كمنتج أو حتى كسلعة يتم تداولها بشكل اعتيادي. هذا هو آخر ما يريد الله أن يراه، وهو أيضًا آخر أنواع السلوك والمظاهر التي ينبغي أن تكون لدى كائن مخلوق حقيقي.

ما غرض أضداد المسيح ومقصدهم من معاملتهم كلام الله كسلعة؟ ما الذي يهدفون إلى فعله حقًا، وما دافعهم؟ عندما يحصل التاجر على سلعةٍ، يأمل منها أن تجلب له المنافع والمال الوفير الذي يرغب فيه. إذًا، عندما يعامل أضداد المسيح كلام الله كسلعة، فهم بلا شك يعاملونه كشيء مادي يمكن استبداله بالمنافع والمال. إنهم لا يُثمِّنون كلام الله، ولا يقبلونه، ولا يمارسونه، ولا يختبرونه على أنه الحق، ولا هم يعتبرون كلام الله منهجًا للحياة ينبغي لهم الالتزام به، ولا يعتبرونه الحق الذي يجب عليهم اتباعه للتخلص من شخصياتهم الفاسدة. بل يعاملون كلام الله كسلعة. بالنسبة إلى التاجر، فإن أعظم قيمة للسلعة هي استبدالها بالمال، بالربح المنشود. وهكذا، عندما يعامل أضداد المسيح كلام الله كسلعة، فإن مقصدهم ودافعهم متطابقان في جوهرهما. يعامل أضداد المسيح كلام الله كسلعة، أي أنهم لا يستخدمونه للأكل والشرب والتمتع، ولا لاختبارهم أو ممارستهم، بل كبضائع في أيديهم يُتاجرون بها ويبيعونها في أي وقت وفي أي مكان، ويُقدمونها لمن يستطيعون التربُّح منه. عندما يُعامل أضداد المسيح كلام الله كسلعة، حرفيًا، فهذا يعني مُعاملته كبضاعة، تُستخدم في المعاملات لمبادلتها مقابل المال؛ فهم يجعلون من شراء كلام الله وبيعه مهنةً لهم. من منظور حرفي، يظهر هذا جليًا للعيان فورًا. مثل هذه الأفعال والسلوكيات لأضداد المسيح مُشينة، وتُثير نفور الناس واشمئزازهم. إذًا، ما المظاهر المحددة لمعاملة أضداد المسيح كلام الله كسلعة؟ هذه هي النقطة الرئيسية التي سنعقد شركة عنها. لأضداد المسيح بعض المظاهر الواضحة جدًا لمعاملة كلام الله كسلعة. ولتوضيح الأمر لكم وتسهيل فهمه عليكم، سنناقشها واحدة تلو الأخرى. لماذا أتبع هذا النهج؟ بناءً على سنوات خبرتي الطويلة في العمل والتحدث، فإن معظم الناس لديهم أفكار مشوشة ويفتقرون إلى القدرة على التفكير بشكل مستقل. بناءً على ذلك، فكرت في أبسط الأساليب وأكثرها فعالية، وهي شرح وتوضيح أي مسألة أو موضوع - مهما كان - بندًا فبند، لمساعدتكم على التدبُّر والتمعُّن فيه. هل هذا مناسب؟ (نعم). يقول بعض الناس: "هذا مثالي تمامًا، إذ يوفر علينا عناء إرهاق أدمغتنا والتفكير مليًا. نحن مشغولون جدًا وليس لدينا الوقت لذلك! نستنفد طاقتنا وأفكارنا في الأمور الكبيرة، وليس هذه القضايا التافهة بحجم حبة البازلاء. إن جعلنا نتفكر في هذه الأمور الصغيرة، يبدو وكأنك تقلل من شأننا ولا توظِّف موهبتنا العظيمة كما ينبغي". هل هذا صحيح؟ (كلا). ما الأمر إذًا؟ (إن مستوى قدراتنا ضعيف لدرجة أننا أحيانًا لا نستطيع استيعاب الحق، ونحتاج أن يعقد الله معنا شركة بالتفصيل، كلمةً بكلمة، جملةً بجملة، لنفهم بعضًا منه). كما ترون، وصفتُ الوضعَ الفعلي للأمور دون قصد، كاشفًا ما يحدث لكم جميعًا، ولكن هذه هي الحقائق فحسب. سيظل الأمر كذلك حتى لو لم أكشفه. ليس من سبيل آخر إلا القيام بالأمر بهذه الطريقة. إذا تحدثتُ فقط عن الموضوعات الرئيسية ببساطة وبشكل عام، فسيكون كلامي عبثًا وسأضيع جهدي. إن هذا لمجرد إضاعة للوقت، أليس كذلك؟ لنعُد إلى الموضوع الرئيسي. فيما يتعلق بمعاملة أضداد المسيح كلام الله كسلعة، سنقسم هذا إلى عدة موضوعات فرعية لشرح وتوضيح كيفية قيام أضداد المسيح بذلك خطوةً بخطوة، وما الأمثلة والمظاهر المحددة التي تثبت بما يكفي أن أضداد المسيح يحتقرون كلام الله، وتؤكد أيضًا أن أضداد المسيح يمتلكون هذا الجوهر بالفعل. سنعقد شركة حول هذا البند في جزأين رئيسيين.

1. التعامل مع كلام الله كأداة لاكتساب المكانة والسمعة والكرامة

الجانب الرئيسي الأول هو أن المظهر الأكثر شيوعًا لمعاملة أضداد المسيح كلام الله كسلعة هو استخدامهم له كأداة لاكتساب مكانتهم وسمعتهم وكرامتهم، والأكثر من ذلك، لاكتساب المتعة المادية، بل وأيضًا، لاكتساب المال. عندما يتعرض أضداد المسيح لكلام الله، يشعرون بأن: "كلام الله عظيم. كل جملة عقلانية وصحيحة؛ هذه الكلمات لا يمكن أن يتفوه بها بشر، ولا يمكن العثور عليها في الكتاب المقدس". في العصرين الماضيين، لم يقل الله هذه الكلمات. لا توجد مثل هذه الكلمات المنطوقة بشكل صريح وواضح لا في العهد القديم ولا في العهد الجديد. والكتاب المقدس لا يسجل إلا جزءًا محدودًا جدًا من كلام الله. بالنظر إلى ما يقوله الله الآن، نجد أن المحتوى غني جدًا. يشعر أضداد المسيح حينئذٍ بالغيرة والحسد في قلوبهم، ويبدأون في داخلهم بوضع المخططات مُفكرين: "هذا الشخص العادي يستطيع أن يقول الكثير؛ متى أستطيع أنا أيضًا أن أقول هذه الكلمات؟ متى أستطيع أن أقول كلام الله بلا انقطاع مثل هذا الشخص؟" لديهم مثل هذا الدافع وهذه الرغبة في قلوبهم. وانطلاقًا من هذا الدافع وهذه الرغبة، يشعر أضداد المسيح في قلوبهم بالحسد تجاه هذه الكلام الذي يقوله الله ويُوقّرونه. أستخدم كلمتي "الحسد" و"التوقير"؛ بسبب صياغة هذين المصطلحين، ما أقصد قوله هو أن أضداد المسيح لا يعتبرون كلام الله هو الحق، ولا يعتزمون قبوله، بل يحسدون المحتوى الغني لهذا الكلام، وفقراته الشاملة، وأيضًا عمق هذا الكلام، الذي يعكس عمقًا لا يمكن للبشر الوصول إليه – والأكثر من ذلك، إنهم يشعرون بالحسد لأنهم لا يستطيعون هم أنفسهم قول هذا الكلام. ويتضح من جوانب "الحسد" هذه أن أضداد المسيح لا يعتبرون كلام الله تعبيرات عن اللاهوت، ولا يعتبرونه الحق، أو الحياة والحق الذي يعتزم الله أن يخلص بهما الإنسانية ويزودها بهما. بالنظر إلى أن أضداد المسيح يشعرون بالحسد حيال هذه الكلمات، فمن الواضح أنهم في قلوبهم يرغبون أن يصبحوا هم المُعبرين عن مثل هذه الكلمات أيضًا. بناءً على ذلك، بذل الكثيرون من أضداد المسيح جهودًا جبارة خلف الكواليس، يصلون يوميًا، ويقرؤون هذه الكلمات يوميًا، ويسجلون ملاحظاتهم، ويحفظون، ويلخصون، وينظمون. لقد بذلوا الكثير من الجهد في هذا الكلام الذي قاله الله، ويدونون ملاحظات لا حصر لها، ويسجلون العديد من الرؤى خلال عباداتهم الروحية، كما يُصلّون مرات لا تحصى ليتذكُّروا هذا الكلام. ما هدفهم من فعل كل هذا؟ هدفهم هو أنه في يوم من الأيام قد تتفجر لديهم فجأة شرارة الإلهام ويصبحون قادرين على التحدث بلا انقطاع بالكلام الذي يمكن أن يقوله الله، الأمر أشبه بفتح البوابات على مصراعيها أمام السيل؛ يأملون أن يكون كلامهم، مثل كلام الله، قادرًا على تسديد احتياجات الناس، ومنح الحياة للناس، وتوفير ما ينبغي للناس تحقيقه، وفرض المطالب على الناس. وبذلك سيتمكنوا، مثل جسد الله المتجسد، من أن يُصبحوا بديلًا لمنظور الله ومكانته، وأن يقولوا الأشياء نفسها التي يقولها الله، مُستخدمين نبرته وأسلوبه في الحديث، تمامًا كما يرغبون. لقد بذل أضداد المسيح الكثير من الجهد في هذا، وليس من المبالغة في شيء القول إن بعضهم غالبًا ما يخرجون دفاتر ملاحظات سرًا لتسجيل الكلمات التي يريدون قولها، الكلمات التي ينتظرون الله أن يعطيهم إياها. ومع ذلك، مهما فعلوا، تبقى رغبات أضداد المسيح دائمًا غير محققة، وآمالهم لا تُدرك أبدًا. فمهما بذلوا من جهد، ومهما صلّوا، ومهما سجَّلوا من كلام الله، أو كيفما حفظوه ونظموه، فكل ذلك يذهب سدى. الله لا يتكلم من خلالهم بجملة واحدة، ولم يسمح لهم الله أن يسمعوا صوته ولو لمرة واحدة. مهما تاقوا أو تلهّفوا، لا يستطيعون أن ينطقوا بجملة واحدة من كلام الله. كلما ازداد قلقهم وحسدهم، وكلما فشلوا في تحقيق هدفهم، ازداد انزعاجهم الداخلي. مما هم منزعجون، ولماذا هم قلقون للغاية؟ يرون أن كلام الله يجلب المزيد والمزيد من الناس أمام الله ليقبلوا دينونة الله وتوبيخه، ويقبلوا كلمته كحياة، ولكن لا يوجد شخص واحد يعبدهم أو يقدم لهم إجلالًا تحت أقدامهم، وفي حضورهم. هذا ما يجعلهم قلقين ومنزعجين. وفي أثناء انزعاجهم وقلقهم، يظل ما يُفكر فيه أضداد المسيح ويتأملونه هو: "لماذا يؤدي هؤلاء الناس واجبهم في بيت الله؟ لماذا يختلف الأمر عندما يأتون إلى بيت الله مقارنة بعالم غير المؤمنين؟ لماذا يبدأ معظم الناس، بعد مجيئهم إلى بيت الله، في التصرف بشكل جيد ويتحسنون تدريجيًا؟ لماذا يبذل معظم الناس أنفسهم ويدفعون الثمن في بيت الله بدون مقابل، وحتى عندما يتعرضون للتهذيب، فإنهم لا يرحلون، وبعضهم لا يرحلون حتى بعد إخراجهم أو طردهم؟ في الواقع، السبب الوحيد هو كلام الله، إنه تأثير ودور"الكلمة يظهر في الجسد". عندما يرى أضداد المسيح هذه النقطة، يزداد حسدهم تجاه كلام الله. لذلك، بعد أن بذلوا جهدًا كبيرَا ومع ذلك ظلّوا غير قادرين على قول كلام الله أو أن يصبحوا ناطقين باسم الله، يحوِّل أضداد المسيح تركيزهم نحو كلام الله: "رغم أنني لا أستطيع أن أقول كلامًا غير ما قاله الله، إذا استطعت أن أقول كلامًا يتوافق مع كلام الله – حتى لو كان مجرد تعاليم أو كلام أجوف – طالما أنه يبدو صحيحًا للناس، طالما أنه يبدو متوافقًا مع كلام الله هذا، ألا يمكنني أن أؤمِّن مكانًا بين الناس؟ ألا يمكنني أن أقف ثابتًا بينهم؟ أو إذا كنت مرارًا أُبشر وأشرح الكلمات في "الكلمة يظهر في الجسد"، مُستخدمًا في الغالب هذه الكلمات لمساعدة الناس، وكل ما أقوله وأُبشر به يبدو وكأنه مُستقى من كلمات الله ويبدو صحيحًا، ألن تصبح مكانتي بين الناس أكثر استقرارًا؟ ألن أكتسب مزيدًا من المهابة بينهم؟" مُفكّرين هكذا، يشعر أضداد المسيح بأنهم وجدوا طريقة لتحقيق رغباتهم في اكتساب المكانة، والسُمعة الأعظم، والإشادة، ويرون أملًا في تحقيق ذلك. بعد أن رأوا الأمل، يشعر أضداد المسيح سرًا بالسرور في قلوبهم: "ما مدى ذكائي؟ لم يدرك أحد هذا؛ لماذا لا يعرف الآخرون هذا؟ أنا ذكي جدًا! ولكن رغم ذكائي، لا يمكنني إخبار أحد بهذا؛ يكفي أن أعرفه في قلبي". واضعين هذا الهدف وهذه الخطة في الاعتبار، يبدأ أضداد المسيح يبذلون جهدًا جادًا في كلام الله. ويفكرون: "في السابق، كنت ألقي نظرة خاطفة على كلام الله وأستمع إليه عرضًا، وأقول ما يخطر ببالي. أما الآن فعليّ تغيير استراتيجيتي؛ لم أعد أستطيع فعل ذلك، إنه مضيعة للوقت. لم يُسفر القيام بذلك بهذه الطريقة عن أي نتائج من قبل؛ والاستمرار على هذا النحو ليس إلا حماقة!" لذلك، يستجمعون قواهم، مصممين على بذل الجهد في كلام الله وإظهار قدراتهم بشكل كبير. ما الأفعال التي يقوم بها أضداد المسيح لإظهار قدراتهم بشكل كبير؟ إنهم يُمحصون أسلوب الله في الكلام ونبرة كلامه، كما يمحصون المحتوى الدقيق لكلام الله في كل مرحلة وفترة. وفي الوقت نفسه، يُعِدّون كيفية شرح كلام الله هذا، ومتى يبشرون بكلام الله، وكيف يقولونه ويشرحونه بطريقة تجعل الناس يُعجبون بهم ويؤلّهونهم. وهكذا، شيئًا فشيئًا، يكون أضداد المسيح قد بذلوا بالفعل جهدًا كبيرًا في كلام الله. ومع ذلك، هناك أمر واحد مؤكد: لأن دوافعهم وراء هذا الجهد خطأ ومقاصدهم شريرة، فإن الكلام الذي يتحدثون به، بغض النظر عن كيفية استماع الآخرين له، هو مجرد عقائد، إنه مجرد كلام وعبارات منسوخة من كلام الله. لذا، مهما بذل أضداد المسيح من جهد في كلام الله، فإنهم لا يحققون أي مكاسب شخصية لأنفسهم. ماذا يعني عدم تحقيقهم أي مكاسب؟ هذا يعني أنهم لا يتعاملون مع كلام الله كالحق. إنهم لا يمارسونه، بل يبشرون به فقط، لذلك لا يرى أحد أي تغيير فيهم. لا تتغير أفكارهم ووجهات نظرهم الخطأ، ولا تتغير نظرتهم غير الصحيحة للحياة، وليس لديهم أي فهم على الإطلاق لشخصياتهم الفاسدة، ويفشلون تمامًا في مقارنة أنفسهم بمختلف حالات الإنسان كما وصفها الله. لذلك، مهما محَّص أضداد المسيح كلام الله، فإن عاقبتين فقط تظهران فيهم: أولًا، رغم أن كلام الله الذي يتحدثون عنه صحيح، وحتى تفسيراتهم لهذا الكلام ليست خطأ، فلا يمكنك أن ترى أي تغيير فيهم. ثانيًا، مهما روّجوا لكلام الله وبشروا به بنشاط، فإنهم يفتقرون إلى أي معرفة ذاتية على الإطلاق. وهذا واضح للعيان. والسبب وراء إظهار أضداد المسيح لهذا السلوك هو أنهم رغم ترويجهم لكلام الله وتبشير الآخرين به كثيرًا، فإنهم أنفسهم لا يقبلون أن كلام الله هو الحق. إنهم أنفسهم لم يقبلوا هذا الكلام؛ بل يريدون فقط استخدامه لتحقيق دوافعهم الخفية. يأملون في اكتساب المكانة والمنافع التي يرغبون فيها من خلال التبشير بكلام الله، وإذا عاملهم الناس وعبدوهم كما لو كانوا آلهة، فسيكون ذلك مثاليًا. ورغم أنهم لم يتمكنوا بعد من تحقيق هذا الهدف أو هذه النتيجة، فإن هذا هو الهدف النهائي لكل ضد مسيح.

لقد بذل أضداد المسيح جهدًا كبيرًا في كلام الله؛ وقد يُسيء البعض فهم هذه العبارة بمجرد سماعها، متسائلين: "هل يعني هذا أن كل من يبذل جهدًا في كلام الله هو ضد للمسيح؟" إذا فسّرت الأمر بهذه الطريقة، فأنت تفتقر إلى الفهم الروحي. ما الفرق بين الجهد الذي يبذله أضداد المسيح في كلام الله وجهد من يسعون إلى الحق؟ (المقصد والغرض مختلفان. يبذل أضداد المسيح جهدًا في كلام الله لأجل منافعهم ومكانتهم الشخصية، ولإشباع طموحاتهم الشخصية). ما الجهد الذي يبذله أضداد المسيح في كلام الله؟ إنهم يحفظون أجزاءً من كلام الله تتوافق مع مفاهيمهم، ويتعلمون شرح كلام الله بلغة بشرية، ويكتبون بعض الملاحظات والرؤى الروحية. كما أنهم يستخلصون عبارات الله المُختلفة ويلخصونها وينظمونها، مثل تلك العبارات التي يعتقد الناس أنها تتوافق نسبيًا مع المفاهيم البشرية، وتلك العبارات التي يُدركون بسهولة أنها تحمل نبرة الله في حديثه، وبعض الكلمات عن الأسرار، وبعض كلمات الله الشائعة والتي غالبًا ما يُبشّر بها في الكنيسة لفترةٍ ما. إلى جانب الحفظ والتنظيم والتلخيص وكتابة الرؤى، هناك بالطبع المزيد، بما في ذلك بعض الأنشطة الغريبة. سيدفع أضداد المسيح أي ثمن لاكتساب المكانة، وإشباع طموحهم، وتحقيق هدفهم في السيطرة على الكنيسة والتألُّه. غالبًا ما يعملون حتى وقت متأخر من الليل ويستيقظون مع بزوغ الفجر، يسهرون ليلًا ويتدربون على عظاتهم في الساعات الأولى من الصباح، وكذلك يدونون الأشياء البرّاقة التي قالها الآخرون، كل ذلك لكي يزودوا أنفسهم بالتعليم اللازم لإلقاء عظات رفيعة المستوى. إنهم يتفكّرون كل يوم في كيفية إلقاء هذه العظات الرفيعة المستوى، متأملين أي من كلمات الله ستكون الاختيار الأفيد، وستثير إعجابًا ومديحًا بين شعب الله المختار، ثم يحفظونها عن ظهر قلب. وبعد ذلك، يفكرون كيف يُفسرونها بطريقة تُظهر حكمتهم وذكائهم. ولكي يغرسوا كلمة الله في قلوبهم حقًا، فإنهم يجتهدون في الاستماع إلى كلمة الله لعدة مرات أكثر. إنهم يفعلون كل هذا بجهود مماثلة لجهود الطلاب الذين يتنافسون على مرتبة في الكلية.عندما يلقي شخص ما عظة جيدة، أو عظة توفِّر بعض الإضاءة، أو تقدِّم نظرية ما، فإن ضد المسيح يجمعها ويلخصها ويحولها إلى عظة خاصة به. لا يستصعب ضد المسيح بذل أي قدر من الجهد. ما الدافع والنية إذًا وراء جهده هذا؟ أن يمتلك القدرة على الوعظ بكلمات الله، وقولها بوضوح وسهولة، وإتقانها بطلاقة، حتى يرى الآخرون أن ضد المسيح أكثر روحانيةً منهم، وأكثر اعتزازًا بكلام الله، وأكثر محبةً لله. هكذا، يمكن لضد المسيح أن يربح إعجاب بعض الناس من حوله وعبادتهم له. يشعر ضد المسيح بأن هذا أمر يستحق العناء ويستحق أي جهد أو ثمن أو مشقة.بعد بذل هذه الجهود على مدى سنتين أو ثلاث أو خمس سنوات، بالتدريج يصبح أضداد المسيح أكثر فأكثر دراية بأسلوب الله في الكلام ومحتوى كلامه ونبرته؛ حتى أن بعض أضداد المسيح يستطيعون تقليد كلام الله أو ترديد بعض عباراته كلما فتحوا أفواههم. بالطبع، هذا ليسهو أهم شيء بالنسبة إليهم. ما الشيء الأهم؟ بما أنهم قادرون على تقليد كلام الله وترديده كما يشاؤون، يتزايد التشابه بين طريقة كلامهم ونبرتهم وحتى تنغيمهم وبين طريقة الإله، وتتشابه أكثر فأكثر مع المسيح. يفرح أضداد المسيح بهذا في قلوبهم. بم يفرحون؟ يتزايد شعورهم بمدى روعة أن يصيروا آلهة، ويعبدهم الكثير من الناس ويحيطون بهم – كم سيكون ذلك أمرًا مجيدًا! إنهم ينسبون كل هذه الإنجازات إلى كلام الله. يعتقدون أن كلام الله هو الذي منحهم الفرصة، وألهمهم، بل وأكثر من ذلك، فلأجل كلام الله تعلموا تقليد أسلوب الله في الكلام ونبرته. هذا في النهاية يُزيد من شعورهم بأنهم آلهة، ويقتربون أكثر من هوية الإله ومكانته. والأكثر من ذلك، يجعلهم يشعرون بأن القدرة على تقليد طريقة كلام الإله ونبرته، والتحدث والعيش بأسلوب الإله في الكلام وتنغيمه، أمر مُبهج للغاية، ويُشكّل أمتع لحظاتهم. لقد وصل أضداد المسيح إلى هذه النقطة – أتعتقدون أن هذا خطير؟ (نعم). أين يكمن الخطر؟ (يريدون أن يكونوا آلهة). إن رغبتهم في أن يكونوا آلهة أمر خطير، تمامًا مثل بولس، الذي قال إن الحياة بالنسبة إليه هي المسيح. وبمجرد نطق مثل هذه الكلمات، يصبح المرء خارج نطاق الفداء. يعامل أضداد المسيح كلام الله كطريق ليصيروا آلهة. في هذه العملية، ماذا فعل أضداد المسيح؟ لقد بذلوا جهدًا كبيرًا، وكرّسوا وقتًا وطاقةً كبيرين لكلام الله. خلال هذه الفترة، محّصوا كلام الله وحلّلوه، وقرأوه وحفظوه ونظّموه مرارًا وتكرارًا. حتى أنهم قلدوا طريقة الله في الكلام ونبرته عند قراءة كلماته، وخاصة العبارات الشائعة في كلام الله. ما جوهر كل هذه الأفعال؟ أصفه هنا بأنه جوهر لتاجر يشتري البضائع بأسعار الجُملة؛ أي أن أضداد المسيح يستخدمون أرخص الطُرُق لتحويل كلام الله إلى شيء مادي يملكونه. عندما يقرؤون كلام الله، فإنهم لا يقبلونه بوصفه الحق، ولا كطريق ينبغي أن يسلكه الناس ويعتبرونه كذلك. لكنهم يحاولون بكل الوسائل حفظ هذه الكلمات وطريقة الكلام ونبرته، في محاولة لتحويل أنفسهم إلى المُعبّرين الأصليين عنه. عندما يتمكن أضداد المسيح من تقليد نبرة الله وطريقته في الكلام، ويقدرون على الانتفاع الكامل بهذه الطريقة ونبرة الكلام في كلامهم وأفعالهم، وهم يعيشون بين الناس، فإن ما يهدفون إلى تحقيقه ليس أداء واجبهم بإخلاص، أو القيام بالأشياء وفقًا للمبادئ، أو أن يكونوا مخلصين لله. بل إنهم، بتقليدهم نبرة الله وأسلوبه في الكلام، وبالتبشير بكلامه هذا، يريدون التغلغل في قلوب الناس وأن يصبحوا موضوع عبادتهم. إنهم يطمحون إلى اعتلاء عرش قلوبهم والحكم عليها كملوك، والتلاعب بأفكارهم وسلوكياتهم، محققين بذلك هدف السيطرة على الناس.

إذا وصفنا أضداد المسيح الذين يبذلون جهدًا في كلمات الله بأنهم تجار يشترون كلمات الله كسلع بثمن رخيص، أليس إذًا تقليد أضداد المسيح لحديث الله، واستخدامهم لطريقة الله في الكلام ونبرته للوعظ بكلماته، هو نفسه بيع كلمة الله كسلعة؟ (بلى). لا يشتري أي تاجر بضائع بدون بيعها لاحقًا. هدفهم من الحصول على هذه البضائع وامتلاكها هو تحقيق أكبر جراء بيعها، ومبادلتها بمزيد من المال. وبالتالي، فإن الجهد المكثف الذي يبذله أضداد المسيح في كلام الله وموقفهم تجاهه لا يُعد أكثر من أنهم يتصرفون كتجار للحصول عليه بأرخص الوسائل وأقلها تكلفة وأكثرها نفعية، وتحويلها إلى ممتلكات خاصة لهم، ثم بيعها بسعر مرتفع للحصول على المنافع التي يرغبون فيها. وما هذه المنافع؟ إنها التقدير العالٍ من الناس لهم، وتأليه الناس لهم، وإعجاب الناس بهم، وخاصة اتباع الناس لهم. لذلك، من الشائع في الكنيسة أن نرى ظاهرة حيث يكون الشخص لا يمارس كلام الله في الأساس ولا يعرف نفسه لديه العديد من الأتباع، والعديد ممن يعتمدون عليه ويؤلهونه. ما السبب في ذلك؟ السبب هو أن هذا الشخص لديه لسان طلق، وهو فصيح، ويضلل الناس بسهولة. إنه لا يمارس كلام الله، ولا يتعامل مع الأمور وفقًا للمبادئ، ويفشلون أيضًا في تنفيذ عمل الكنيسة وترتيبات الأعلى. ولكن لماذا يظل بإمكانه ترك انطباع جيد لدى بعض الناس؟ عندما يصيبه شيء حقًا، لماذا يتستر عليه الكثير من الناس ويحمونه؟ لماذا يدافع البعض عنه عندما يكون قائدًا؟ لماذا يُعارض البعض بطريقة مانعة إزالته؟ السبب في أن شخص ما مليء بالعيوب، ومُمتلئ بالشخصية الفاسدة للشيطان، ولا يمارس الحق أبدًا، لا يزال يتلقى معاملةً كهذه في الكنيسة هو فقط لأن هذا الشخص ماهر جدًا في الحديث، وجيد جدًا في التظاهر، وبارع جدًا في تضليل الناس – أضداد المسيح هم هؤلاء الأشخاص بالضبط. هل يمكننا إذًا القول إن هؤلاء الأشخاص هم أضداد المسيح؟ نعم، هؤلاء الأشخاص هم بالتأكيد أضداد المسيح. إنهم يقرؤون كلام الله كثيرًا، ويحفظونه ويعظون به مرارًا، وغالبًا ما يستخدمون كلام الله لوعظ الآخرين وتهذيبهم، ويتقمّصون وجهة نظر الله ومواقفه لتلقين الناس دروسًا، ما يجعل الآخرين مطيعين وممتثلين لهم تمامًا، ويجعل الناس عاجزين عن الكلام بعد سماع التعاليم الكبرى التي يتحدثون بها. ومع ذلك، فمثل هؤلاء الأشخاص هم الذين لا يعرفون أنفسهم ولا يتعاملون مع الأمور وفقًا للمبادئ أبدًا. إذا كانوا قادة، يصبح رؤساؤهم غير فعالين. ويستحيل فهم الوضع في الكنيسة تحت قيادتهم. في ظل وجودهم، لا يمكن تنفيذ ترتيبات عمل بيت الله، والمبادئ والمتطلبات التي وضعها بيت الله. أليس هؤلاء الناس أضدادًا للمسيح؟ هل يعاملون كلام الله بوصفه الحق؟ (كلّا، لا يفعلون). لقد بذلوا جهدًا في قراءة كلام الله ويمكنهم ترديد بعضه. خلال الشركة في الاجتماعات، غالبًا ما يذكرون كلام الله، وفي أوقات فراغهم، يستمعون إلى تسجيلات لتلاوة كلام الله. عندما يتحدثون إلى الآخرين، فإنهم يقلدون كلمات الله فقط ولا يقولون شيئًا آخر. كل ما يعظون به ويقولونه لا عيب فيه. مثل هذا الشخص، الذي يبدو مثاليًا جدًا من الخارج، ويُطلق عليه "الشخص المناسب"، يتسبب في أن تصطدم ترتيبات العمل في بيت الله ومتطلباته ومبادئه بطريق مسدود عندما تصل إليه. الأشخاص تحت قيادته لا يعترفون بأحد سواه. أولئك الذين تحت قيادته، وبصرف النظر عن تبجيلهم له وللإله المُبهم في السماء، لا يستمعون إلى أي شخص آخر ويتجاهلون الجميع. أليس هذا ضدًا للمسيح؟ ما الوسائل التي استخدموها لتحقيق كل هذا؟ لقد استغلو كلام الله. الحائرون في إيمانهم، والذين يفتقرون إلى الفهم الروحي، والجهلة، والمشوشون في الفكر، وكذلك الذين لا يسعون إلى الحق، وعديمو الإيمان، والذين كالقصبة التي تحركها الريح، جميعهم يعتبرون ضد المسيح شخصًا روحيًا. إنهم يعتبرون الكلمات والتعاليم التي يعظ بها ضد المسيح واقع الحق ويعتبرون ضد المسيح هدفًا يتبعونه. وبينما هم يتبعون ضد المسيح، يعتقدون أنهم يتبعون الله. إنهم يستخدمون اتباعهم لضد المسيح ليحل محل اتباعهم لله. حتى أن بعض الناس يقولون: "لم يتكلم قائدنا أو يعقد شركة بعد؛ فحتى لو قرأنا كلام الله، لا يمكننا فهمه بمفردنا". "قائدنا ليس هنا – إننا نصلي إلى الله بشأن شيء ما ولكننا لا نستطيع اقتناء النور؛ نقرأ كلمات الله ولكن لا يمكننا فهم الطريق. علينا أن ننتظر عودة قائدنا". "قائدنا مشغول هذه الأيام وليس لديه وقت لحل مشكلاتنا". فبدون سيدهم، لا يعرف هؤلاء الناس كيف يصلون، أو كيف يأكلون كلمات الله ويشربونها، ولا يتعلمون أن يطلبوا الله ويعتمدوا عليه أو أن يجدوا بأنفسهم طريقًا لممارسة كلمات الله. بدون سيدهم، يصبحون كالعميان، وكأن قلوبهم قد اقتلعت. سيدهم هو عيونهم، وكذلك قلوبهم ورئتيهم. يعتقدون أن سيدهم هو الأفضل في أكل كلام الله وشربه. إذا لم يكن سيدهم حاضرًا، فلا يكون لديهم أي اهتمام بأكل كلام الله وشربه بأنفسهم ويجب عليهم انتظار عودة سيدهم ليُصلي بكلام الله وبفسره لهم حتى يتمكنوا من الفهم. في أعماقهم، يعتقد هؤلاء الناس أن سيدهم هو رسولهم الذي يستطيع مساعدتهم في المثول أمام الله. يجد أضداد المسيح أن تحقيق مثل هذا "التأثير" هو الشيء الأكثر استحقاقًا للفرح من أعماق قلوبهم: "كل سنوات جهدي قد أتت ثمارها أخيرًا؛ وأخيرًا، الوقت الذي قضيته لم يذهب سدى. إن هد المُثابرين يُكافأ حقًا – فبالقدر الكافٍ من المثابرة، يمكن طحن قضيب الحديد ليُصبح إبرة. كان الأمر يستحق ذلك الجهد!" عندما يسمعون أن أتباعهم لا يستطيعون العيش بدونهم، لا يشعر أضداد المسيح بأي ذنب في أعماقهم، بل يفرحون سرًا، مفكرين: "كلمات الله رائعة حقًا. كان قراري في ذلك الوقت صائبًا؛ الجهد الذي بذلته خلال هذه السنوات كان صحيحًا، ونهجي خلال هذه السنوات قد تأكد وأثمر". يشعرون بالرضا سرًا. ليس الأمر أنهم لا يشعرون بأي ذنب أو ندم أو كراهية لأفعالهم الشريرة فحسب، بل يزداد اقتناعهم و تأكدهم أن نهجهم صحيح أيضًا. لذلك، في الوقت القادم، في حياتهم المستقبلية، يخططون لدراسة طريقة الله في الكلام ونبرته كما فعلوا من قبل، وأن يفعلوا ذلك بجدية أكثر من الماضي، وأن يقلدوا طريقة الله في الحديث واختيار الكلمات بشكل أشمل وأعمق.

عندما يقرأ أضداد المسيح كلام الله، يكون تركيزهم ومقاصدهم معاكسين تمامًا لأولئك الذين يسعون إلى الحق. إن الذين يسعون إلى الحق يهتمون فقط بفهم مقاصد الله، ومبادئ الحق، وماينبغي أن يتمسك به الناس ويتبعونه، وذلك بغض النظر عن طريقة الله في الحديث. على النقيض، يُنحّي أضداد المسيح هذه الأمور جانبًا في أذهانهم ويتجاهلونها، بل ويشعرون بالنفور من العبارات المُتعلقة بهذه الأمور، ويناقضون سرًا العبارات والمصطلحات المعنية بهذه الأمور. بعد تحقيقهم "نتائج" معينة، يستمرّون في التعمق بشكل أكبر وأدق في تمحيص طريقة الله في الكلام ونبرته، وما الفروق الدقيقة في تنغيمه للكلام، وما الكلمات التي يختارها، ولا يغفلون حتى عن تفاصيل استخدامه المعتاد لقواعد اللغة وبناء الجملة، مُستخدمين النهج نفسه الذي استخدموه من قبل. للاقتراب من هدفهم، يعتزم أضداد المسيح سرًا في قلوبهم تمحيص كلام الله بشكل أشد وأكثر حدة وعمقًا، ويعتزمون تمحيص الأهداف والأغراض الكامنة وراء حديث الله، بل وتمحيص الطريقة التي يعبر بها الله – المتحدث الذي يخاطب البشرية والكون بأكمله – عن نفسه. يُمحّص أضداد المسيح كل جانب من جوانب كلام الله بلا كلل، محاولين تقليد كلام الله والتظاهر بأنهم يمتلكون جوهر الله، ويمتلكون ما لدى الله وماهيته، ويمتلكون شخصية الله. يبدو أن كل هذا يحدث بصورة طبيعية وسلسة للغاية؛ إنهم يعملون ويتصرفون نحو أهدافهم كأمر بديهي لا يحتاج إلى عناء – وبديهيًا أيضًا دون أن يدركوا – يحولون أنفسهم إلى إله، إلى شخصية تكون محط إعجاب الآخرين واتباعهم. إنهم يُمحّصون كيف تلمس كلمات الله قلوب الناس وتكشف شخصياتهم الفاسدة، وكيف تكشف كلمات الله عن الحالات المختلفة للناس، و الأكثر من ذلك، كيف تحقق كلمات الله تأثيرات في الناس. ما هدفهم من تمحيص كل هذا؟ هدفهم هو الدخول إلى قلوب الناس، وفهم مواقفهم الفعلية، وبينما يلاحظون أفكارهم الداخلية بدقة، يضللونهم ويسيطرون عليهم. عندما تكشف كلمات الله الشخصيات الفاسدة للناس وتهاجم نقاط ضعفهم، يفكر أضداد المسيح: "هذه الكلمات، هذا الأسلوب، رائعان وعجيبان! أريد أن أتحدث بهذه الطريقة أيضًا، أريد أن أستخدم طريقة الكلام نفسها وأعامل الناس بهذا الأسلوب". طوال السنوات العديدة التي قضوها في قراءة كلام الله والإلمام به، يزداد أضداد المسيح رغبةً في أن يصيروا آلهةً، ويصبح ذلك هو هدفهم الوحيد من الإيمان بالله. لذلك، مهما طالب كلام الله الناس بالسعي إلى الحق والقيام بالأشياء وفقًا للمبادئ، وكذلك جميع الوقائع الأخرى للأشياء الإيجابية، فإن أضداد المسيح لا يأخذون هذا في الاعتبار ويتجاهلونه. إنهم يسعون بعزم وإصرار إلى هدفهم الخاص، ويفعلون ما يريدون وفقًا لدوافعهم الخاصة في التصرف، كما لو أن لا أحد آخر يهم. لا توجد جملة واحدة في كلام الله تحرك قلوبهم أو تغير نظرتهم إلى الحياة وفلسفتهم في التعاملات الدنيوية، ولا أيضًا أي جملة أو عظة أو قول من الله يحقق التوبة في قلوبهم. بغض النظر عما يكشفه كلام الله، وبغض النظر عن أي شخصيات فاسدة للإنسان يكشفها كلام الله، فإن أضداد المسيح يُمحصون فقط في طريقة الله في الكلام ونبرته، والتأثيرات التي يهدف كلام الله إلى تحقيقها في الناس، وما إلى ذلك – جميع الأمور غير المتعلقة بالحق. لذلك، كلما تعرض أضداد المسيح لكلمات الله، زادت قوة رغبتهم الداخلية في أن يصيروا آلهة. ما مدى شدة هذه الرغبة؟ يصل الأمر إلى أنهم يُرددون كلام الله في أحلامهم، وغالبًا ما يتحدثون إلى أنفسهم ويمارسون الوعظ بكلام الله مُستخدمين طريقة كلامه ونبرته. في أعماق قلوبهم، يكررون باستمرار طريقة الله في الكلام ونبرته، كأنهم ممسوسون. مثل هؤلاء هم أضداد المسيح. فمهما كان كلام الله مُحدّدًا أو جادًا أو صادقًا، وبغض النظر عن مقدار المساعدة أو الإلهام الذي يقدمه كلام الله للناس، يظل أضداد المسيح غير مبالين بكل هذا ويتجاهلونه. إنهم لا يُقدّرون كلمات الله هذه. أين هي قلوبهم؟ إن تركيزهم ينصبّ على كيفية تقليد كلمات الله بطريقة تجعل الناس يؤلهونهم. وكلما اشتدت رغبتهم، ازدادت آمالهم في سماع صوت الله والقدرة على فهم الغرض والرغبة والأفكار الكامنة وراء كل جملة يتحدث بها الله – حتى أعمق أفكاره. كلما اشتدت رغبات أضداد المسيح وأمنياتهم، أرادوا تقليد طريقة الله في الكلام أكثر وتطلعوا إلى تحويل أنفسهم بسرعة ليصبحوا أكثر شبهًا بالله في وقت قصير، ويمتلكون طريقة كلام الله ونبرته. والأكثر من ذلك، يريد البعض اتّباع حتى أسلوب الله وسلوكه في أفعالهم. أضداد المسيح، على هذا الحال، يعيشون كل يوم تحت وطأة هذه الخواطر والأفكار والدوافع. ما الذي يفعلونه؟ إنهم يُرغمون أنفسهم يوميًا على السير في طريق أن يصبحوا آلهة، أن يصبحوا المسيح. يعتقدون أن هذا الطريق مستقيم، وأنه طريق مشرق. لذلك، سواء في الاجتماعات أو اللقاءات، بغض النظر عن كيف يعقد الآخرون شركة حول فهمهم لكلمات الله ومشاعرهم حول اختبار كلمات الله، لا شيء يمكن أن يحركهم أو يغير أهدافهم ورغباتهم. إنهم يسيرون بخطى واسعة نحو أن يصيروا مسيحًا، أن يصبحوا آلهة، وكأنهم ممسوسون، كأن هناك كيانٌ غير مرئي يسيطر عليهم، كأنهم يرسفون في أغلال غير مرئية. ما هو نوع هذه العقلية؟ أليست حقيرة؟ (بلى).

في أثناء قراءة كلام الله، يمتص أضداد المسيح كل جانب منها كصفات خاصة لهم، ويعاملونه كسلع يمكن أن تُكسبهم منافع أعلى وأموالًا أكثر. عندما تُباع هذه السلع، وعندما يتم التباهي بهذه الأشياء، يحصلون على المنافع التي يرغبون فيها. كلما فعلوا ذلك، زاد شعورهم الداخلي بالرضا؛ كلما فعلوا ذلك، زادت رغبتهم في أن يصبحوا آلهة وأصبحت أشد. ما نوع هذا الموقف، ما نوع هذا الوضع؟ لماذا تقوى جدًا رغبة أضداد المسيح في أن يصبحوا آلهة؟ أهو شيء تعلّموه من شخص ما؟ من الذي حرضهم أو وجههم؟ هل يطالبهم كلام الله بذلك؟ (كلا). هذا هو الطريق الذي اختاره أضداد المسيح بأنفسهم. رغم أنهم لا يتلقون أي مساعدة خارجية، فإنهم عازمون جدًا – لماذا؟ لأن جوهر طبيعتهم يُقرر ذلك. جوهرهم. يسير أضداد المسيح بلا كلل، وبلا تردد، وغير آسفين في هذا الطريق بدون أي مساعدة خارجية؛ ومهما أدنتهم، فذلك بلا فائدة؛ ومهما شرَّحتهم، فإنهم لا يستوعبون أو يفهمون؛ يبدو الأمر وكأنهم ممسوسون. هذه الأمور تحددها طبيعتهم. يبدو تعامل أضداد المسيح مع كلام الله، ظاهريًا، أنه ليس مقاومًا أو افترائيًا. إنهم يبذلون جهدًا – أكثر حتى من الشخص العادي. إذا كنت لا تعرف ما يفكرون به داخليًا أو الطريق الذي يتبعونه، فاستنادًا إلى المظاهر الخارجية، تبدو مُعاملتهم لكلام الله معاملة نابعة عن اشتياق – على الأقل يمكن استخدام هذا المصطلح لوصفه. ولكن هل يمكن رؤية جوهر الشخص من خلال مظهره الخارجي فقط؟ (كلا). إذًا، كيف يُرى؟ رغم أنه يبدو أنهم يشتاقون إلى كلام الله، و يقرؤونه ويستمعون إليه كثيرًا، بل ويحفظونه، و رغم أنه بالنظر إلى هذه الأفعال الخارجية لا ينبغي تصنيفهم على أنهم أضداد للمسيح، فعندما يتعلق الأمر بممارسة كلام الله في المواقف الحقيقية، هل يمارسونه بالفعل؟ (كلا). بعد قراءة كلام الله وحفظه، عندما يواجهون مواقف حقيقية، قد يقتبسون أحيانًا مقطعًا من كلام الله أو يُرددون بضع جمل منه، بل يفعلون ذلك بدقة في بعض الأحيان. ولكن بعد أن يقتبسوا كلمات الله، راقبوا ما يفعلونه، وما الطريق الذي يسلكونه، وما الخيارات التي يتخذونها في مواجهة المواقف. إذا كان الأمر يتعلق بمكانتهم أو بشيء قد يضر بسمعتهم أو صورتهم، فقطعًا لن يتصرفوا وفقًا لكلمات الله. إنهم يحمون صورتهم ومكانتهم الخاصة. إذا فعلوا شيئًا خطأً، فبالتأكيد لن يعترفوا به، بل سيبحثون عن كل الطرق للتستّر عليه أو لتجنب المشكلة، فلا يذكرونها، وحتى يلقون اللوم على الآخرين عن الأشياء التي فعلوها بدلًا من الاعتراف بخطئهم. إنهم يبذلون جهدًا في قراءة كلمات الله وحماية مكانتهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتخلي عن مصالحهم الخاصة وتحمل المشقة الجسدية من أجل ممارسة الحق والتصرف وفقًا لمبادئ الحق، راقبوا ماذا يختارون. إذا تعيّن عليهم التصرف وفقًا للمبادئ لحماية مصالح بيت الله بغض النظر عمن سيتأذّى أو يواجه إساءة جراء ذلك، فهل سيفعلون ذلك؟ كلا بالتأكيد. خيارهم الأول دائمًا هو حماية أنفسهم. حتى لو كانوا يعرفون من هو المخطئ أو من ارتكب الشر، فإنهم لن يكشفوه. بل قد يفرحون سرًا في قلوبهم. إذا كشف شخص ما الأشرار، فسوف يدافعون عن الأشرار ويقدمون الأعذار لهم. من الواضح أن أضداد المسيح هم أشخاص يستمتعون بمصائب الآخرين. بغض النظر عن الموقف الذي يواجهونه، راقبوا ما يختارونه والطريق الذي يسلكونه. إذا اختاروا التصرف وفقًا لمبادئ الحق، فإن أكلهم كلام الله وشربهم له قد أثمر. وإن لم يختاروا ذلك، فمهما أكلوا كلام الله وشربوه أو مهما حفظوه، فذلك لا ينفع – يظلون لا يعاملون كلمات الله على أنها الحق. علاوة على ذلك، هل يعرف أضداد المسيح أنفسهم؟ (كلا). يقول بعض الناس: "لكن أضداد المسيح يعترفون حتى بغطرستهم وبرهم الذاتي، قائلين إنهم أبالسة وشياطين". إنهم يقولون هذه الأشياء فقط، ولكن ماذا يفعلون عندما يواجهون موقفًا حقيقيًا بالفعل؟ إذا كان شخص ما يعمل مع ضد للمسيح وقال شيئًا صحيحًا، شيئًا يتوافق مع مبادئ الحق التي تتعارض مع الشيء الخطأ الذي قاله ضد المسيح، وإذا رفض ذلك الشخص التوافق مع ما يقوله ضد المسيح، سيشعر ضد المسيح أن صورته ومكانته قد تضررت. ماذا يختار حينئذٍ؟ هل سيختار تنحية ذاته جانبًا لكي يستمع إلى الشخص الآخر ويتصرف وفقًا لمبادئ الحق؟ كلا بالتأكيد. إذًا، هل الكلام الصحيح الذي يقولونه ذو فائدة؟ هل يعكس واقعهم، وقامتهم الحقيقية، وخياراتهم، أو الطريق الذي يسلكونه؟ كلا، لا ينبع هذا الكلام من اختبارهم؛ إنه مجرد كلام تعلموه. ما يخرج من أفواههم مجرد تعاليم وكلمات خادعة. بمجرد أن يمس الأمر مكانتهم أو مصلحتهم الشخصية، يختار أضداد المسيح أولًا ودائمًا الحفاظ على أنفسهم وحمايتها، وتخدير الآخرين وتضليلهم، وتجنب تحمل أي مسؤولية أو الاعتراف بأي تعديات. بالنظر إلى جواهر أضداد المسيح هذه، هل يسعون إلى الحق؟ هل يقرأون كلام الله لفهم الحق والوصول إلى نقطة يمكنهم فيها ممارسة الحق؟ كلا. بالنظر إلى مقاصد أضداد المسيح وأهدافهم من قراءة كلمات الله، فلن يحققوا أبدًا فهمًا لها، وذلك لأنهم لا يقرأون كلمات الله على أنها الحق الذي يجب استيعابه، بل كأداة لتحقيق أهدافهم الخاصة. رغم أن أضداد المسيح لا يُعلنونها صراحةً، "أريد أن أكون إلهًا، أريد أن أكون مسيحًا"، فإن هدفهم في أن يصبحوا مسيحًا واضح من خلال جوهر أفعالهم وجوهر تعاملهم مع كلام الله. كيف يمكن ملاحظة ذلك؟ إنهم يستخدمون كلمات الله وما يرون أن الله يُعلنه، مثل صفاته وماهيته وما إلى ذلك، لتضليل الناس، ولتضليل أولئك الذين لا يفهمون الحق، والجهلة، وأولئك الذين لديهم قامة ضئيلة، وأولئك الذين لا يسعون إلى الحق، وعديمي الإيمان، وحتى بعض الأشرار. إنهم يقودون هؤلاء الناس إلى الاعتقاد بأنهم يمتلكون الحق، وأنهم أشخاص صالحون، وأنهم شخصيات تستحق الإعجاب والاعتماد عليهم. يهدف أضداد المسيح إلى أن يضع هؤلاء الناس آمالهم فيهم ويطلبونهم، وعندما يحدث هذا، يشعرون بالرضا في داخلهم.

أضداد المسيح لا يعترفون أبدًا بأن الله فريد؛ لا يعترفون أبدًا بأن كلمات الله هي الحق، ولا يعترفون أبدًا بأن الله وحده يستطيع التعبير عن الحق. بالنظر إلى موقفهم تجاه كلام الله، والجهد الذي يبذلونه في كلام الله، ورغبتهم في أن يصيروا آلهة، وأن يصبحوا المسيح، يعتقد أضداد المسيح أنه من السهل على الإنسان أن يصبح إلهًا، وأن هذا شيء يمكن للبشر تحقيقه. إنهم يقولون: "الإله المتجسد يسمى مسيحًا ببساطة لأنه يستطيع أن يتفوه ببعض كلمات الإله، أليس كذلك؟ أليس هو مجرد فمًا ناطقًا لكلمات الإله؟ ألايتعلق الأمر فقط بأن يتبعه الكثيرون؟ فإذا كان لشخصٍ ما أيضًا المكانة والسمعة نفسها بين الناس، وإذا كان أيضًا مؤلهًا ومحترمًا من قِبل العدد الكبير نفسه من الناس، ألا يمكنه أن يتمتع بمعاملة المسيح، وأن يُعامل معاملة الإله؟ وعندما يكون الشخص قادرًا على التمتع بالمعاملة التي للمسيح، والتمتع بالمعاملة التي لمن يمتلك هوية الله وجوهره، ألا يجعل هذا الشخص إلهًا؟ ما الصعب للغاية في ذلك؟" وبالتالي، فإن رغبة أضداد المسيح في أن يصيروا آلهة متأصلة؛ فهم يشتركون مع الشيطان في الطموح والجوهر نفسهما. وعلى وجه التحديد، لأنهم أضداد للمسيح ويمتلكون جوهر أضداد المسيح، فإنهم لذلك يظهرون ردود الفعل هذه تجاه كلمات الله. ما يسعد أضداد المسيح هو أن الله قد تجسد؛ يمكن للناس سماع كلماته، وفي الوقت نفسه، يمكنهم رؤيته. إنه شخص عادي يمكن لمسه ورؤيته، وتحديدًا لأن هذا الشخص العادي عديم الأهمية وغير المُميز يمكنه أن يتكلم كثيرًا ومن ثمّ يسمى الله، فإن أضداد المسيح يرون أن فرصتهم في أن يصيرواآلهةقد حانت أخيرًا. إن لم يتكلم هذا الشخص العادي، فسيعتقد أضداد المسيح أن أملهم في أن يصيروا آلهة أو المسيح ضئيل جدًا. ولكن لأن هذا الشخص العادي قد قال كلمات الله وقام بعمل الله، ممثلًا الله ليُخلّص الناس وهو بينهم، فإن أضداد المسيح يرون هذا على أنه فرصتهم التي يجب أن يستفيدوا منها، إذ يمنحهم ذلك المزيد من الأدلة لتقليد كلام الله، ونبرته وطريقة كلامه، وحتى شخصيته، ويجعلون أنفسهم تدريجيًا أكثر شبهًا بالإله، وأكثر شبهًا بالمسيح. وبالتالي، في أعماق قلوبهم، يشعر أضداد المسيح أنهم يصبحون أكثر فأكثر شبهًا بالإله، وأنهم يقاربون الإله بشكل متزايد. إنهم يشعرون بحسد شديد تجاه إله يُبجل ويُتبع ويُعتمد عليه في كل شيء، إله يسعى إليه الناس ويحترمونه في كل شيء. إنهم يحسدون هوية المسيح وقيمته الشخصية. ما الذي يفكر فيه أضداد المسيح في قلوبهم؟ أليست أعماق قلوبهم مظلمة وشريرة؟ أليست أعماق قلوبهم حقيرة وكريهة ومخزية؟ (بلى). إنهم مثيرون للاشمئزاز للغاية!

يقول بعض الناس: "لقد استمعنا إليك مُتحدثًا عن أضداد المسيح، ولكن كيف لم نرَ مثل هذا الشخص قط؟ هل أنت تروي قصصًا فحسب؟ هل تتحدث عن أشياء خيالية؟" هل تعتقدون أن هؤلاء الأشخاص موجودون؟ (نعم). كم عدد الذين قابلتموهم؟ هل أنتم منهم؟ (نحن أيضًا نظهر هذه الحالات ونكشف عن هذه الجوانب. إنها ليست بالحدة التي لأضداد المسيح، ولكن لها جوهر الطبيعة نفسه). هل تعتقدون أن امتلاك هذه الحالات أمر خطير؟ (بلى). إذا كنتم تعلمون أنه خطير، فأنتم بحاجة إلى التغيير. هل من السهل التغيير؟ في الواقع، يمكن أن يكون التغيير سهلًا وصعبًا. إذا اتخذت كلام الله كحقٍ ينبغي الالتزام به، تمامًا وببساطة كما قال الرب يسوع: "بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا"، فيمكنك حينئذ أن تتوب حقًا. على سبيل المثال، قد يطلب منك الله تنفيذ شيء ما، قائلًا: "بعد أن تنتهي من تناول الطعام، العق الوعاء حتى يصبح نظيفًا، كما لو كان مغسولًا. في هذا توفير للطعام ونظافة أيضًا". هل هذه التعليمات بسيطة؟ هل من السهل تنفيذها؟ (بلى). إذا قدّم الله مثل هذا الطلب المكوّن من هذه الجمل القليلة، دون الخوض في الصعوبات التي لدى الناس أو حالاتهم، أو الحديث عن الشخصيات الفاسدة، وبدون التمييز بين الظروف المختلفة، كيف ستنفذ هذا الأمر الواحد وتطبقه؟ بالنسبة إليك، هذه العبارات هي كلام الله، هي الحق، وهي شيء ينبغي لك الالتزام به. ما ينبغي لك فعله هو اتباع متطلبات الله كل يوم، في كل مرة بعد تناول الطعام – عندئذٍ أنت تتبع طريق الله، وتعامل كلام الله كحق، وكأمر يجب عليك طاعته. ستصبح شخصًا يمارس كلام الله، وفي هذا الأمر الغاية في البساطة، تتخلص من شخصية ضد المسيح. وبدلًا من ذلك، قد توافق لفظيًا على هذا الكلام وتتذكره بعد سماعه، ولكن بعد تناول الطعام، عندما ترى بعض حبات الأرز المتبقية في الوعاء، تفكر: "أنا مشغول بأشياء أخرى!" وتترك الوعاء كما هو. وفي الوجبة التالية، تفعل الشيء نفسه. تحتفظ بهذه التعليمات القليلة من الله في ذهنك، ولكن ليس من يومٍ محدد ستمارسها فيه فعليًا. وبمرور الوقت، تنسى هذه الكلمات. وبذلك ليس الأمر أنك لم تمارس كلام الله فحسب، بل تجاهلته أيضًا. أي نوع من الأشخاص يجعلك هذا؟ إذا لم تنفذ هذه الكلمات، هل أنت هكذا شخص يمكنه اتباع طريق الله بمجرد سماع كلامه؟ هل أنت شخص يسعى إلى الحق؟ من الواضح أنه لا. إذا كان المرء لا يسعى إلى الحق، فهل يمكن وصفه بأنه ضد للمسيح؟ هل الإخفاق الحق بالضرورة يعادل أن يكون المرء ضدًا للمسيح؟ (كلا). هذا النوع من الأشخاص يتعامل مع كلام الله كريح تمر على آذانهم، كشيء غير مهم، لا يمارسونه، ولا يفكرون فيه كثيرًا – وببساطة ينسونه. هذا ليس ضدًا للمسيح. هناك نوع آخر من الأشخاص، بعد سماع هذه التعليمات من الله، يفكر: "لعق الوعاء بعد تناول الطعام؟ يا له من أمر محرج! أنا لست متسولًا، وإلى جانب ذلك، ليس الأمر كما لو أنه لا يوجد طعام متاح. بالتأكيد لن أفعل ذلك! يُمكن لأولئك الذين يرغبون في لعق أوعيتهم لتصبح نظيفة تنفيذ ذلك". عندما يقول أحدهم: "هذا هو مطلب الله"، يفكر: "حتى لو كان مطلب الله، فهو غير مقبول. لا ينبغي للإله أن يطلب مثل هذه الأشياء. هذه الكلمات ليست هي الحق! الإله يقول أيضًا أشياء غير مُميزة وغير منطقية وليست عظيمة للغاية. ليست كل مطالب الإله من الناس هي الحق بالضرورة. فهذا المطلب بالذات لا يبدو لي أنه الحق. قال الرب يسوع: "لِأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي". كلمات مثل هذه هي الحق! أيُعتبر لعق الوعاء ليصبح نظيفًا بعد تناول الطعام نظافةً؟ مجرد غسله مباشرة سيكون كافيًا. لماذا علينا أن نلعق الأوعية؟ هذا المطلب لا يتناسب مع مفاهيمي أو تخيلاتي؛ وهو غير مقبول في أي مكان. تجعلونني ألعق وعاءً – مستحيل! أبهذه الطريقة تُعرّف النظافة؟ أنا أغسل وعائي بالماء، باستخدام المطهرات – هذا ما أسميه نظافة!" هذا النوع من الأشخاص، بعد سماعه هذه الكلمات، تتكون لديه أفكاره الخاصة ومقاومته الداخلية؛ حتى أنه يشارك في السخرية والافتراء. ولأن هذه الكلمات هي من الله، فإنه لا يجرؤ على إدانتها علانية، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لديه آراء أو مفاهيم بشأنها. أين تظهر آرائه ومفاهيمه؟ إنه لا يقبل هذه الكلمات أو يمارسها؛ لديه أفكاره الخاصة عنها، وهو قادر على إدانتها وتكوين مفاهيم عنها. لذلك، عندما ينتهي من تناول وجبته ويرى بعض الناس يلعقون أوعيتهم لتصبح نظيفة، فإنه يتنزه عن فعل ذلك، بل ويحمل في قلبه ازدراءً لأولئك الذين يمارسون وفقًا لكلام الله. غالبًا ما يكشف مظهره الخارجي عن السخرية والاستهزاء، وحتى موقف الرغبة في تصحيح سلوك الآخرين. ليس فقط أنه لا يعمل وفقًا لما يقوله الله، بل أيضًا يتصرّف عكس ما يقوله الله، ويشارك في أفعال معاكسة لكلامه. إنه يستخدم أفعاله لإنكار مطالب الله، لمقاومة ما قاله الله، ويسعى أيضًا إلى جذب المزيد من الاهتمام من خلال أفعاله، وإقناع المزيد من الناس بأن ما يقوله الله غير صحيح، وأن طريقه فقط هو الصحيح، ما يزيد من عدد الناس المُقاومين لكلام الله والمُدينين له. إنه ببساطة لا يعمل كما أمر الله؛ ففي كل مرة بعد تناول الطعام، لا يشطف وعاءهم بالماء فحسب، بل يغسله مرارًا وتكرارًا بالمطهرات وسائل غسيل الأطباق، ثم يعقمه في خزانة التعقيم. وفي أثناء قيامه بذلك، فإنه دون وعي تتكون لديه بعض العبارات أيضًا، ويخبر الجميع قائلًا: "في الواقع، اللعق لا يقضي على الجراثيم، ولا الغسل بالماء. إنما فقط باستخدام المطهرات، إلى جانب الحرارة العالية، يمكن تعقيمه تمامًا. هذه هي النظافة". إنه لا يرفض قبول ما يقوله الله أو ممارسة ما أمر به الله فحسب، بل أيضًا يستخدم كلماته وأفعاله لمقاومة ما يطلبه الله والحكم عليه وإدانته. والأمر الأكثر تطرفًا هو أنه يستخدم بعض الآراء التي يعتبرها صحيحة لتحريض المزيد من الناس وتضليلهم للانضمام إليه في الحكم على متطلبات الله ومقاومتها وإدانتها. ما الدور الذي يلعبه هنا؟ إنه ليس قيادة المزيد من الناس للاستماع إلى كلام الله والخضوع لله دون قيد أو شرط، ولا هو علاج مفاهيم الناس عند ظهورها، ولا هو علاج التناقضات بين الناس والله أو الشخصيات الفاسدة للناس عند ظهور مثل هذه التناقضات، لكنه يحرض المزيد من الناس ويضللهم لإدانة الله، وللانضمام إليه في تحليل صحة كلام الله وتمحيصه. من الناحية الظاهرية، يبدو أنه من حُرّاس العدالة، يشاركو فيما يبدو أنه مُنصف. ولكن هل هذا السلوك المُنصف يليق بشخص يتبع الله؟ هل هذا حس إنساني بالعدالة؟ (كلا). إذًا، ما بالضبط جوهر هذا النوع من الأشخاص الكامن وراء سلوكه؟ (لديه جوهر أضداد المسيح، جوهر الأبالسة). هؤلاء الأفراد لا يخفقون في اعتبار كلام الله أنه الحق فحسب، بل والأكثر خزيًا أيضًا أنهم يستطيعون التنكر في هيئة أشخاص روحيين، وغالبًا ما يستخدمون كلام الله لتوجيه الآخرين، وبالتالي تجميل أنفسهم وكسب الإعجاب. هم أنفسهم لا يمارسون كلام الله، ولا يتعاملون معه كحق ينبغي اختباره وتنفيذه. ومع ذلك، غالبًا ما يخبرون الآخرين بصرامة وجدية: قال الله، بعد تناول الطعام، العقوا وعاءكم حتى يصبح نظيفًا؛ إنها عادة جيدة وتحافظ على الطعام". مع كل كلمة وجملة، يُلوّحون براية "قال الله"، أو "هذا كلام الله"، أو "هذا هو الحق"، لكنهم لا يقبلون هذا الكلام أو يمارسونه بأنفسهم على الإطلاق. علاوة على ذلك، فإنهم يُصدرون أحكامًا متنوعة وتفسيرات خطأ لكلام الله. هذا ما يفعله أضداد المسيح.

بعد تحليل مظاهر هذه الأنواع الثلاثة من الناس، أيهم هو الأكثر حدة؟ (النوع الأخير). هذا النوع من الناس لا يمارسون كلام الله بأنفسهم، ويمتلئون بمختلف المقاومات والأحكام ضد كلام الله. علاوة على ذلك، إنهم يستخدمون كلام الله لتضليل الآخرين ولتحقيق أهدافهم الخاصة. مثل هؤلاء الناس هم أضداد المسيح. وبغض النظر عن جانب كلام الله، حتى لو توافق هذا الكلام مع مفاهيمهم، فإنهم لا يعتبرون كلام الله حقًا؛ وهذا ينطبق خصوصًا على كلام الله الذي يتعارض تمامًا مع مفاهيم الإنسان، والثقافة التقليدية، والفلسفة – فإن أضداد المسيح يقللون من أهمية هذا الكلام أكثر وأكثر. لماذا يعظون بكلام الله إذا كانوا لا يرونه مهمًا؟ إنهم يريدون استخدام كلام الله لتحقيق أغراضهم. النوع الأخطر من بين هذه الأنواع الثلاثة هو النوع الأخير. ماذا عن النوع الأول؟ (إنهم يستمعون إلى كلام الله ويمارسونه). هل تعتقدون أن كل الذين يستمعون إلى كلام الله ويمارسونه بلا عقل؟ من الناحية الظاهرية، هل تبدو الطاعة التامة لكل ما يقوله الله ويأمر به الناس شيئًا من الحماقة؟ (كلا). الذين يمارسون كلام الله هم الأذكى. النوع الثاني من الناس يركز على الفعل؛ إنهم لا يمارسون الحق، بل يتصرفون فقط وفقًا لإرادتهم الخاصة ويؤدون بعض العمل. إنهم لا ينتبهون إلى معنى كلام الله أو متطلباته ومعاييره. إنهم لا يفهمون مقاصد الله أو صوته الداخلي، ويركزون فقط على الفعل. إنهم يفكرون: "أعلم أنك تقصد لنا الخير. كل ما تقوله صحيح. يجب أن نخضع لما تقوله ونمارسه؛ أنت فقط تركز على الكلام، وسنستمع جميعًا". ولكن في الواقع، إنهم لا يأخذون كلام الله على محمل الجد أو المتطلبات التفصيلية التي يضعها الله للناس. إنهم يتصرفون بتهور فحسب. التصرف بتهور يمكن أن يؤدي أحيانًا إلى التصرف بجموح وبلا مراعاة للضمير، وإلى إحداث تعطيلات واضطرابات؛ ويمكن أن يؤدي إلى مقاومة الله. مقاومة الله إلى حد شديد تؤدي أحيانًا إلى مشاكل كبيرة، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الدمار. هذه هي النتيجة الأخطر بالنسبة إلى أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، وقد يصل البعض إلى هذه المرحلة. النوع الثالث من الناس، أضداد المسيح، هم أتباع صامدون وراسخون للشيطان. إنهم لا يمارسون الحق أبدًا، مهما كان الأمر. حتى لو كان ما تقوله صحيحًا، فإنهم لن يستمعوا، ناهيك عن الوقت الذي يكون لديهم فيه مفاهيمهم الخاصة. إنهم أعداء الله الألدّاء، وأعداء الحق الألدّاء. من الناحية الظاهرية، يبدو أن هؤلاء الناس هم الأكثر مكرًا ودهاءً. إنهم يميزون ويمحصون كل شيء، ويتفكّرون في كل الأمور ويسعون إلى فهمها. ومع ذلك، بعد كل هذا التمحيص، ينتهي بهم الأمر إلى تمحيص الله نفسه، وتطوير مفاهيم وآراء عنه. مهما كان ما يفعله الله، إذا لم يجتز دينونتهم الخاصة، فإنهم يدينونه بدون استثناء؛ إنهم يرفضون ممارسته، خوفًا من أن يكون ضارًا لهم. من ناحية أخرى، أولئك الذين يبدون حمقى ظاهريًا، كما لو كانوا يفتقرون إلى الذكاء، يفعلون تمامًا كما يقول الله. إنهم يبدون بسطاء وصادقين بشكل استثنائي، ويشاركون علانية حتى ما لا ينبغي مشاركته، ويبلغون حتى عما لا يلزم الإبلاغ عنه، وأحيانًا يظهرون سلوكًا ساذجًا إلى حد ما. إلام يشير هذا؟ إنه يظهر أن قلوب مثل هؤلاء الناس مفتوحة لله، وليست مغلقة أو محجوبة عنه. من خلال مناقشة هذا المثال البسيط، الهدف هو مساعدتكم على فهم ماهية ضد المسيح وما موقفه الحقيقي من كلام الله. إنه لمساعدتكم على تمييز أي نوع من الناس هم أضداد المسيح وأي نوع لا يمارس الحق ولكنه ليس ضدًا للمسيح. وذلك ليكون لديكم هذا النوع من التمييز. لقد طرحت هذا المثال عرضًا لتسهيل فهمكم للموضوع الذي نعقد شركة عنه اليوم. ليس الأمر أنني أطلب منكم فعليًا أن تلعقوا أوعيتكم حتى تصبح نظيفة بعد تناول الوجبات، ولم أُعرّف أيضًا لعق الأطباق بصفته مرادفًا للنظافة أو لعدم إهدار الطعام. لا تحتاجون إلى فعل هذا؛ يجب ألا تسيئوا الفهم.

اليوم، عُقدت شركة حول بند إضافي عن كيف يزدري أضداد المسيح كلام الله: أضداد المسيح يعاملون كلام الله كسلعة. عندما يتعلق الأمر بالسلع، فإن البيع والشراء والربح والمال تكون جميعًا في الحسبان. معاملة أضداد المسيح لكلام الله كسلعة هو أمر لا ينبغي فعله على الإطلاق، إنه أمر خطأ تمامًا. لماذا؟ عندما بدأنا الاجتماع، قدّم الجميع شركة عن فهمهم لكلام الله والحق بلغتهم الخاصة، مُلخصينه بأبسط العبارات. بشكل عام، كلام الله هو الحق. وبالنسب إلى البشرية، فإن الحق مسألة بالغة الأهمية. يمكن أن يكون الحق حياة الإنسان، ويمكن أن ينقذ الناس ويُحييهم من الموت، ويمكّن المرء من أن يصبح مخلوقًا مؤهلًا. لا تُقاس قيمة الحق بالنسبة إلى البشرية بالكلمات أو الأشياء المادية أو المال. إن الحق يستحق أن يُعتز به ويُقدّر، ويستحق أن يكون الدليل والاتجاه والهدف لأفعال المرء وسلوكه وحياته ووجوده بأكمله. ينبغي للناس أن يحصلوا على طريق الممارسة من الحق، وكذلك طريق تقوى الله والحيد عن الشر، من بين أمور أخرى. بالنسبة إلى الناس، الحق يعادل الحياة نفسها. لا يمكن ذكر أي شيء مادي أو ثروة في سياق ذكر الحق. في هذا العالم المادي، أو في عالم الكون بأكمله، لا يوجد شيء يستحق أن يُقارن بالحق، ولا يوجد شيء يمكن أن يُعادله. من خلال هذا، يتضح أنه بالنسبة إلى البشرية التي تحتاج إلى الخلاص، فإن الحق هو أثمن الأصول، وهو لا يقدر بثمن. ومع ذلك، من المدهش أن هناك أفرادًا يعاملون شيئًا لا يقدر بثمن كهذا كسلعة للبيع والمتاجرة من أجل الربح. هل يمكن وصف هؤلاء الأفراد بالأبالسة، بالشياطين؟ بالتأكيد! في العالم الروحي، هؤلاء الأفراد هم أبالسة وشياطين؛ وبين الناس، هم أضداد للمسيح.

لقد عقدنا شركة للتو حول بعض مظاهر كيفية معاملة أضداد المسيح لكلام الله كسلع للبيع من أجل الحصول على منافع شخصية. بالطبع، ينطبق هذا الكلام بمعنى معين ولا يُقصد به تمامًا المعنى الحرفي – ليس واضحًا تمامًا أنهم يعاملون كلام الله كسلع للبيع. ومع ذلك، في الواقع، بالنظر إلى سلوكهم ونهجهم وحتى جوهرهم، فقد عاملوا بالفعل أو بكل تأكيد كلام الله كسلع، كشيء مادي يمتلكونه. وبمجرد امتلاكهم له، يعاملون كلام الله كعنصر في متجرهم الصغير، ويبيعونه في اللحظة المناسبة لأي شخص يحتاجه، ويتربحون منه. ما المنافع التي يحصل عليها أضداد المسيح من هذا؟ إنها تشمل سمعتهم، وحُسن تقدير الآخرين وتأليههم لهم، ونظرات الإعجاب التي تُزين طريقهم، والحماية التي يقدمها لهم الآخرون، مثل حماية مكانتهم ووجوههم. حتى عند طردهم واستبعادهم، سيتحدث الناس دفاعًا عنهم. هذه هي المنافع التي يستمدها أضداد المسيح من كلام الله. هذه المنافع هي بالضبط ما يريده أضداد المسيح ويسعون إليه، وما خططوا له منذ فترة طويلة في قلوبهم. هذا هو جوهر أضداد المسيح. تدفع طبيعتهم أفعالهم وسلوكهم وتسيطر عليها، ومن هذه المظاهر يمكن رؤية جوهر طبيعة أضداد المسيح.

2. بيع كتب كلام الله من أجل الربح الشخصي

بعد ذلك، سنعقد شركة حول الجانب الثاني، وهو سلوك أضداد المسيح ونهجهم الفعلي في معاملة كلام الله على أنه سلع. يشمل هذا النهج تعامل هذا النوع من أضداد المسيح مع أنواع مختلفة من كتب كلام الله على أنه سلع. فعندما يحصلون على كتب كلام الله هذه، يعتقدون أنهم اكتسبوا رأس المال اللازم لكسب المال، ويمتلكون الأصول اللازمة للقيام بذلك. تصبح هذه الكتب المطبوعة التي تتضمن كلام الله هي أصولهم المملوكة، والسلع التي يعتزمون بيعها، والأشياء التي يستخدمونها لتحقيق أرباح طائلة. يحتجز أضداد المسيح هذه الكتب، ولا يوزعونها وفقًا للمبدأ الذي يتطلبه بيت الله، بل يسعون إلى تحقيق ربح غير لائق استنادًا إلى مقاصدهم الخاصة. ما مبدأ توزيع الكتب في بيت الله؟ المبدأ هو توزيعها على كل من يحب قراءة كلام الله ويتعطش إلى الحق، وأن يكون ذلك مجانًا. بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يتلقونها أو عدد الكتب التي تُوزّع، فإنها دائمًا مجانية. عند الإيمان بالله في المسيحية، فإن الكتاب المقدس ليس مجانيًا؛ بل يجب شراؤه. لكن الآن، يُوزّع كلام الله وتُوزّع هذه الكتب مجانًا من قِبل بيت الله، وتلك نقطة أساسية. لكن تظهر المشكلة عندما يحصل أضداد المسيح على هذه الكتب ويفشلون في توزيعها مجانًا وفقًا للمبدأ. في الظروف الطبيعية، فإن أولئك الذين لديهم قلب يتقي الله قليلًا سيوزعون هذه الكتب مجانًا وفقًا للمبدأ، من دون طلب أموال أو السعي لتحقيق أرباح طائلة بطريقة غير لائقة. غير أن أضداد المسيح وحدهم هم من يعتقدون أن ثمة فرصة للتجارة قد حانت ما إن يحصلوا على هذه الكتب. وهكذا يظهر طموحهم وجشعهم: "أليست خسارة أن نهِب هذه الكتب المكتنزة والفاخرة مجانًا؟ أليس من الغباء عدم ربح بعض المال منها؟ علاوة على ذلك، لا يمكن شراء هذه الكتب من أي مكان آخر، ومعظم من يؤمنون بالله يرغبون في قراءتها، مهما كانت التكلفة". ما إن يدرك أضداد المسيح أن الناس لديهم هذه العقلية حتى يبدؤوا في امتلاك أفكار معينة: "لا يمكنني تفويت هذه الفرصة لكسب المال؛ هذه الفرص نادرة الحدوث. عند توزيع الكتب، ينبغي أن أُقسّم الناس إلى درجات، وأطلب المزيد من المال من الأثرياء، وسعرًا معتدلًا من متوسطي الحال، وسعرًا أقل من الفقراء، أو عدم توزيع الكتب عليهم على الإطلاق، وأمنح خصمًا لأولئك الذين يتملقونني، وأحصل على المزيد ممن لا يتوافقون معي". هل هذا يتفق مع لوائح بيت الله لتوزيع الكتب؟ (كلا). إنه عمل تجاري. تنشأ لدى أضداد المسيح هذه الأنواع من الأفكار؛ لنُنحِ جانبًا ما إذا كانوا يوزعون الكتب وفقًا للوائح بيت الله ومبادئه أم لا، ودعونا نرى أولًا كيف يعاملون كلام الله. ما إن تصبح كتب كلام الله في أيديهم، هل يعتزون بها؟ (كلا). إنهم لا يهتمون بطريق الحياة أو الحق الذي يتحدث عنه كلام الله؛ إنهم لا يعتزون بها ولا يشعرون حتى بفضول طفيف تجاهها. إنهم يتصفحون الكتب بشكل سطحي فحسب، ويلقون نظرة على الصفحات ويلمحونها عرضًا ويفكرون: "إنها تتحدث فقط عن كيفية قيام الإله بعمل الدينونة للناس، وكيف أخضع الإله مجموعة من الناس، وكيف يمنحهم غاية صالحة. أما بالنسبة إلى مستقبل البشرية، فإن هذه التفاصيل غير موجودة، لذا فإن هذا الكتاب ليس مثيرًا للاهتمام. ورغم أن الكتاب ليس مثيرًا للاهتمام للغاية، فإن الكثيرين على استعداد لقراءته. هذا جيد؛ يمكنني التربح منه". عندما تقع كتب كلام الله في أيديهم، فإنها تصبح سلعًا، وهذا مفاده أن العديد من الأشخاص، أو على الأقل جزء منهم، سيتعين عليهم إنفاق المال لشراء هذه الكتب. يتدخل أضداد المسيح، تحت ستار الإيمان بالله، والقيام بعمل بيت الله، والمسؤولية عن توزيع كتب كلام الله، ويحولون التوزيع المجاني لهذه الكتب من قِبل بيت الله إلى صفقة، إلى بيع وشراء. يُقدِّم الله كلامه المنطوق بلا مقابل لكل من يستمع بانتباه إلى كلامه؛ إنه مجاني، ولا يتطلب أي مبادلات. لا يُطلَب من الناس سوى قبول كلام الله وممارسته واختباره، وتحقيق الخضوع له، وأن يصبحوا أشخاصًا يتّقون الله ويحيدون عن الشر. عندئذٍ يرضى الله، ويتحقق هدفه، ولا يكون كلامه قد ذهب سُدى، ويجد في ذلك السلوى. هذه هي مشيئة الله، وهي أيضًا الهدف من عمله التدبيري الذي دام لستة آلاف عام والذي يُطبّق على الإنسان، وهي الرغبة الأجمل للخالق تجاه المخلوقات. يُقدم الله كلامه، وما لديه وماهيته، ومقاصده بدون مقابل وباستمرار لأولئك الذين يتبعونه. هذا عمل طاهر ومقدس، وفعل عظيم؛ إنه لا يتضمّن أي صفقة. بالنسبة إلى كل شخص يستمع بانتباه إلى كلام الله ويشتاق إليه، فإن كل جملة يقولها الله لا تقدر بثمن. يستقبل الناس من الله الحق وكلامه مجانًا، وفي أعماق قلوبهم، ما يريدون فعله من أجل الله هو رد الجميل له، وإرضاء مقاصده، ما يؤدي إلى أن يشعر بالسلوى، حتى يتم عمله العظيم قريبًا. هذا هو التفاهم الضمني الذي يجب أن يوجد بين الخالق والبشرية المخلوقة. غير أن أضداد المسيح يُحوّلون هذا الأمر إلى صفقة. إنهم يستغلون فرصة تحدّث الله وعمله، إلى جانب حاجة الناس إلى تقديم كلام الله، لطلب المكاسب شخصية، وللحصول على المال والمنافع التي لا ينبغي لهم الحصول عليها. ألا يستحق مثل هذا السلوك أن يُلعن؟ في أي من أقوال الله رأيتم أو سمعتم أن الله يتحدث إلى البشر مقابل أجر؟ كم الأجر مقابل جملة، وكم مقابل مقطع، أو عظة، أو كتاب، أو مقابل مرة واحدة من التهذيب، أو الدينونة والتوبيخ، أو التنقية، أو منح الحياة؟ هل قال الله مثل هذا الكلام؟ (كلا). لم يقل الله مثل هذه الأشياء قط. فكل جملة ومقطع وقطعة صادرة عن الله، وكل مرة تلقّى فيها الناس من الله تهذيبًا وتوبيخًا ودينونةً، وتجربة وتنقيةً، وكذلك تقديم وتغذية كلام الله لهم، وما إلى ذلك؛ أي من هذا كله يمكن قياسه بالمال؟ أي من ذلك يمكن أن يحصل عليه البشر مقابل المال أو الأشياء المادية، أو بدفع ثمن جسدي؟ لا شيء منه. كل ما يفعله الله، وكل الحقائق التي يعبر عنها الله، لا تقدر بثمن. وتحديدًا لأنها لا تُقدر بثمن، ولأنه ما من مال أو شيء مادي يمكن للناس مبادلته بما يمتلكه الله وماهيته، يقول الله إنه يُقدم كلامه للناس مجانًا. ومع ذلك، لا يستطيع أضداد المسيح أن يروا الطبيعة النفيسة والثمينة للحقائق ولما لدى الله ولماهيته التي يعبر عنها؛ بل يسعون إلى الحصول بطريقة غير لائقة على أرباح بالغة منها، وهو أمر مخزٍ تمامًا!

يقوم بعض أضداد المسيح، بهدف تعذيب الناس، وتأسيس سمعتهم ومكانتهم، وإشعار الآخرين بالرعب منهم وبمدى سلطتهم، باحتجاز كلام الله، ولا يوزعونه على الإخوة والأخوات الذين تحتهم. وهكذا – في بعض الكنائس التي يتولّى فيها هؤلاء الأشرار وأضداد المسيح السلطة – يجد الإخوة والأخوات أنفسهم بدون كلام الله ليقرأوه أو عظات الله ليسمعوها. أليس هؤلاء مستحقين للَعنة؟ كيف عاملوا كلام الله؟ بوصفه ملكية خاصة لهم. كلام الله يُمنح من الله للذين يؤمنون به ويتبعونه بإخلاص؛ لا يُمنح كلام الله لفرد واحد بصورة حصرية، وبالتأكيد هو ليس ملكية خاصة لأي فرد. كلام الله موجه للبشرية جمعاء، ولا يجوز لأحد أن يحتجز كلام الله لأي سبب أو عذر. ومع ذلك فإن أضداد المسيح يلعبون هذا الدور بالضبط، ويخرجون عن المألوف لفعل ذلك. بعض أضداد المسيح – بعد تلقي التسجيلات الأخيرة للعظات – يستمعون إليها أولًا، وعندما يكتشفون نورًا جديدًا وأن هناك محتوى لم يعلموا به من قبل، يقررون ألا يُوزعّوا سلسلة العظات هذه على من هم تحتهم. وبدون علم أي شخص آخر، يحتفظون بتسجيلات تلك العظات. ما الغرض من الاحتفاظ بها؟ الغرض هو التباهي خلال الاجتماعات، ما يُعادل الانخراط في البيع. ومن خلال فعل التباهي هذا، عندما يسمع الناس الذين تحتهم محتوى جديد تمامًا لم يسمعوه من قبل، فإنهم يُجلّون أضداد المسيح، وبهذه الطريقة يتحقق هدف أضداد المسيح. لا يُمكن إنكار أنه في الكنائس في كل مكان، يوجد بالتأكيد بعض الأشخاص الذين لا يوزعون عظات الشركة أو التسجيلات في الوقت المناسب أو بشكل كامل؛ هؤلاء الأفراد موجودون بالتأكيد. وعلاوة على ذلك، يوزع بعض ضد المسيح كتب كلام الله بناءً على مواقف الناس تجاههم، فيعطونها لمن يتقرّبون إليهم أو يتملقونهم. ورغم أن الكتب مجانية، لا يستطيع الجميع الحصول عليها بسهولة؛ لقد فسَد مبدأ التوزيع المجاني وفي الوقت المناسب على أيدي أضداد المسيح، وصار يخضع لشروط مختلفة. قد يُعطون الكتب على مضض للذين معهم أو الذين يستمعون إليهم، ولكن ليس بالضرورة في الوقت المناسب؛ أما بالنسبة إلى الذين يختلفون مع آرائهم أو حتى يعارضونهم، فقد يعطيهم أضداد المسيح الكتب بشكل انتقائي أو لا يعطونهم إياها على الإطلاق. ليس الأمر إن أضداد المسيح يسعون للحصول بشكل غير لائق على أرباح طائلة من توزيع كتب كلام الله فحسب، بل هم أيضًا يستخدمونها باعتبارها وسيلة لاستمالة الناس وكسبهم، وكذلك لقمع الآخرين وتعذيبهم؛ إنهم قادرون على فعل كل أنواع الآثام. يمكنهم حتى تهديد الناس، قائلين إنهم قد يحجبون كلام الله باعتبار ذلك وسيلة لاتخاذ إجراء ضد من يتحدث بسوء عنهم أو من لم ينتخبهم أو يصوّت ضدهم. لذا فإن بعض الناس، خوفًا من عدم قدرتهم على تلقي كُتُب كلام الله أو تسجيلات العظات في الوقت المناسب، يرتعبون من أضداد المسيح هؤلاء. حتى لو فعل أضداد المسيح شرًا وعانى هؤلاء الناس من معاملة غير عادلة، فإنهم لا يجرؤون على الإبلاغ عنهم، خوفًا من القمع والتعذيب من قِبل أضداد المسيح، وفقدان الاتصال بالأعلى، وإضاعة فرصة تلقّي السقاية والإمدادات من الأعلى. هل يوجد مثل هؤلاء الناس؟ بالتأكيد، مائة بالمائة. أضداد المسيح ينخرطون في كل أنواع الأعمال السيئة؛ إنهم لا يقاتلون من أجل السلطة والربح، ويشكلون أحزابًا، ويخلقون ممالكهم المستقلة فحسب، بل إنهم أيضًا لا يضعون أي استثناءات عندما يتعلق الأمر بتوزيع كلام الله. إنهم يستغلّون أي شيء يُمكّنهم من نيل المنافع بشكل غير لائق، وربح مكانتهم وسلطتهم؛ هم لا يدخّرون شيئًا، بما في ذلك كلام الله. هل حدثت هذه الأشياء في كنيستكم، وحولكم؟ بعض أضداد المسيح يهددون الذين تحتهم، قائلين: "إذا لم تنتخبني، إذا أبلغت عني الأعلى، إذا لم تُعجب بي، إذا وشيت بي واكتشفتُ ذلك، فلن تحصل على المزيد من تسجيلات العظات. سأقطع الإمداد المُقدم لك، وأتركك بلا تغذية، وأعطشك حتى الموت، وأجوعك!" أليست شخصية ضد المسيح خبيثة؟ إنها خبيثة للغاية! إنهم قادرون على فعل كل أنواع الأشياء السيئة.

إذا واجهتم مثل أضداد المسيح هؤلاء، كيف ستتعاملون معهم؟ هل تجرؤون على الإبلاغ عنهم إلى الأعلى؟ هل تجرؤون على الاتحاد ورفضهم؟ (نعم). تقولون نعم الآن، ولكن عندما تواجهونهم بالفعل، قد لا تجرؤ؛ وستتراجع، وتفكّر: "أنا صغير القامة، وصغير السن، أنا ضعيف ووحيد. إذا تآمر أضداد المسيح حقًا للتنمر عليَّ، ألن يُقضى عليَّ؟ أين الله؟ من سيستمع إلى مظالمي؟ من سيرد مظالمي وينتقم لي؟ من سيدافع عني؟" لماذا إيمانك قليل جدًا؟ تصبح خوّافًا عند مواجهة ضد المسيح، ولكن ماذا لو هددك الشيطان شخصيًا – هل ستتوقف عن الإيمان بالله حينئدٍ؟ ماذا ستفعل إذا لم يوزع عليك أحد أضداد المسيح كلام الله؟ ماذا لو جعلك تدفع مالًا مقابل كتب كلام الله؟ ماذا لو كان ضد المسيح في كل مرة يوزع عليك كتب كلام الله، يُصعّب الأمور عليك ويتحدث بقسوة؟ هل التعامل مع هذا الموقف سهل؟ دعني أخبرك باستراتيجية ذكية: عندما يقترب وقت توزيع الكتب، ينبغي أن تقف جانبًا مع ضد المسيح، وتتحدث بكلمات لطيفة بحماس، وتثني عليه وتمتدحه بنشاط لكسب ثقته. وبمجرد أن يوزِّع عليك كتب كلام الله وتسجيلات العظات، ابحث عن فرصة للإبلاغ عنه إلى الأعلى. إذا لم يكن هناك سبيل للإبلاغ عنه إلى الأعلى، ابحث عن فرصة للاتحاد مع إخوة وأخوات من ذوي التمييز لتقييد ضد المسيح وتكبيله. إن هذا يستبعد الضرر عن الكنيسة حقًا ويتوافق مع مقاصد الله. قد يسأل البعض، ماذا لو اكتشف ضد المسيح هذه الخطة؟ إذا لم تكن واثقًا هذه المرة، فانتظر الفرصة التالية. عندما تمتلك الشجاعة وتتوفر الظروف المناسبة، تتصرف حينئذٍ. باختصار، إذا كنت خائفًا من أن يقطع ضد المسيح عنك التغذية الروحية، فلا تُظهر الأمور بشكل واضح في البداية. لا تكشف نفسك أو تدع ضد المسيح يكشفك. وعندما تكسب قامة كافية، وعندما يكون لديك أشخاص مناسبون، أشخاص صالحون، والمزيد من الأشخاص الذين يمكنهم الوقوف معك في مواجهة ضد المسيح، والذين يمكنهم تمييز ضد المسيح ورفضه، حينها يمكنك قطع علاقتك مع ضد المسيح. كيف تبدو هذه الاستراتيجية؟ (جيدة). قد يقول البعض: "أليس هذا خداعًا للآخرين؟ ألا يريدنا الله أن نكون صادقين؟ هذا لا يبدو صدقًا". هل هذا خداع للآخرين؟ (كلا). إنه تلاعب بإبليس. أي طريقة تُعد مقبولة عند التعامل مع ضد المسيح، الذي هو إبليس.

هل تخافون من أضداد المسيح؟ لنفترض أن هناك حقًا أحد أضداد المسيح حولك، في كنيستك نفسها. وقد لاحظته؛ لديه سلطة ومكانة، ويؤيده الكثير من الناس. لديه حزبًا، وعددًا قليلًا من الأتباع المخلصين. هل ستخاف منه؟ يقول البعض إنهم سيخافون. هل من الصواب أن تكون خائفًا؟ ثمة جانب واحد على الأقل جيد وصحيح لهذا الخوف. لماذا أقول ذلك؟ إذا كنت تخافه، فهذا يُظهر على الأقل أنك تؤمن في قلبك أنه من الأشرار، وأنه يستطيع تعذيبك وإيذائك، وأنه ليس شخصًا صالحًا أو يسعى إلى الحق – فيكون لديك على الأقل هذا الفهم والتمييز بشأنه في قلبك. رغم أنك قد لا تستطيع تصنيفه كأحد أضداد المسيح أو تمييزه كأحدهم، فإنك على أقل تقدير تعلم أنه ليس شخصًا صالحًا، أو يسعى إلى الحق، أو شخصًا نزيهًا أو طيبًا أو صادقًا، لذلك تخافه. ما نوع الأشخاص الذين يخاف منهم عادة الأشخاص العاديون والطبيعيون أو الودعاء، بخلاف الأبالسة؟ (الأشخاص الأشرار). الجميع يخافون الأشرار. أنت على الأقل تعلم في قلبك أن هذا الشخص شرير. على هذا الأساس، راقب موقفه من كلام الله ومبادئ الحق؛ انظر إن كان يمارس الحق، وميّز سلوكياته المتنوعة، وتوصَّل إلى فهم جوهره وتمييزه من خلال سلوكياته. وفي نهاية المطاف، إذا استطعت تحديد أنه أحد أضداد للمسيح، سيتضمن خوفك عنصرًا آخر – التمييز تجاهه. رغم أنك قد تخافه في قلبك، فإنك لن تكون في صفه، وسترفضه في قلبك – هل هذا شيء جيد أم سيء؟ (شيء جيد). إذا طلب منك أن تنضم إليه في فعل الشر، هل ستوافق؟ هل سيكون في قلبك تمييزًا تجاه ذلك؟ إذا طلب منك أن تنضم إليه في توجيه الإساءة إلى الله أو إدانته، هل ستوافق؟ إذا طلب منك أن تتعاون معه في تعذيب الآخرين، وعدم توزيع كتب كلام الله على أفراد معينين، هل ستوافق؟ رغم أنك قد لا تكون متأكدًا بنسبة 100٪ من عدم موافقتك على فعل هذه الأشياء، فإنك على أقل تقدير سيكون لديك تمييزًا تجاه أفعاله في قلبك. قد تفعل بعض الأشياء معه على مضض وبالإكراه، لكنه سيكون أمرًا أُجبرت على فعله فحسب، ولن يكون طوعًا؛ على الأقل لن تكون الجاني الرئيسي، وستكون مجرد شريكًا في جرائمه على الأكثر. رغم أنك قد لا تفضحه أو تستفزه شخصيًا، فإنك أيضًا لن تتصرف كتابع أو شريك له. هذا، إلى حد ما، رفض لضد المسيح. معظم الناس، بسبب خوفهم من الأشرار وأضداد المسيح، لا يكون بوسعهم إلا تقديم تنازلات لحماية أنفسهم، لذا فإن قدرتكم على فعل هذا كتدبير بديل مؤقت، هو جيد جدًا بالفعل. ولكن هل الوصول إلى هذا المستوى يُعدّ ثباتًا في شهادتكم؟ هل يُعدّ تمسكًا مبادئ الحق؟ هل يُعدّ تغلبًا على الشيطان؟ في نظر الله، لا. إذًا، كيف تستطيعون أن تثبتوا في شهادتكم؟ تفتقرون جميعًا إلى طريق، وتكتفون بتقديم تنازلات لحماية أنفسكم: "هم يفعلون الشر، لكنني لا أجرؤ على الانضمام إليهم في فعل الشر؛ أخشى أن أُعاقب. هم أشخاص أشرار؛ ويفعلون أشياء سيئة لتعذيب الناس. ولكن على أي حال، لا بأس طالما أنني لم أعذب أحدًا بنفسي. لن أُلام على هذا الشر". إذا كان هذا أقصى ما يمكنكم فعله هو هذا، فهو جيد بما يكفي، أنتم مجرد ساعين لإرضاء الناس وتلتزمون بنهج وسطي محايد، ولا تستطيعون أن تقدِّموا الشهادة. ما الذي ينبغي فعلهلتقديم الشهادة إذًا؟ من ناحية التعاليم، يجب أن ترفضوا الأشرار، وترفضوا أضداد المسيح وتفضحونهم، وتمنعون أضداد المسيح من االعيث فسادًا وفعل الأشياء السيئة في بيت الله والتسبب في خسائر لبيت الله. ولكن هل تعرفون تحديدًا كيف تفعلون ذلك؟ (إبلاغ الأعلى وإخباره بذلك). هل هذا هو أقصى نطاق المسؤوليات والالتزامات التي يمكنكم الوفاء بها؟ هل هذه هي كل الشهادة التي يمكنكم الثبات فيها، وكل القامة التي لديكم؟ بخلاف الإبلاغ عن ضد المسيح، ما الذي يمكنكم فعله أيضًا؟ (يمكننا أولًا تجميع حقائق السلوك الثابت لأضداد المسيح وأفعالهم الشريرة، ثم عقد شركة مع الإخوة والأخوات حول تمييز أضداد المسيح بناءً على هذه الحقائق. ما أن يُطور الإخوة والأخوات تمييزًا تجاه ضد المسيح، يمكنهم جميعًا اتخاذ إجراء لفضح ضد المسيح، وبعد ذلك، يمكننا طرده من الكنيسة). الخطوات والإجراءات صحيحة، ولكن ماذا عن بعض الحالات الخاصة؟ أنت تتحدث من موقع القيادة، ولكن ماذا لو لاقى مؤمن عادي أحد أضداد المسيح؟ ألا يشبه ذلك بيضة تصطدم بصخرة؟ ماذا ستفعلون في مثل هذه المواقف؟ دعوني أخبركم بقصة تتعلق بتسجيل الإيرادات والنفقات والإبلاغ عنها. كان هناك شخص مسؤول عن حفظ الحسابات، أحدها للاستخدام الخارجي وآخر للاستخدام الداخلي. ذات يوم، كان هناك فرقًا بمقدار مائتي دولار في الحساب الداخلي. جاء المشرف لاحقًا للتحقق من الحسابات ولاحظ وجود الفرق؛ فقال: "مزقوا الحساب الداخلي. احتفظوا فقط بالحساب الخارجي، لكي لا يكون هناك دليل". اعترض أحد الأشخاص هناك، قائلًا: "إنه عطاء. ومهما كان المبلغ، فهو مال الله؛ لا يمكنك فعل هذا". لم يقل المشرف شيئًا، بينما علق شخص آخر قائلًا: "إنها مجرد مئتي دولار عندما يختلس أضداد المسيح، فإنهم يختلسون عشرات الآلاف في المرة الواحدة". وهكذا حل هؤلاء الأشخاص الأمر بتلك الطريقة. ومع ذلك، شعر شخص لاحقًا أن هذا النهج خطأ وأبلغ عنه إلى مجموعة صنع القرار. قالت المجموعة إن مئتي دولار ليست مبلغًا كبيرًا، وأنهم مشغولون جدًا عن التعامل مع هذا الأمر. وعندما أُبلغ قادة الكنيسة، لم يعالجوا الأمر أيضًا وتجاهلوه جميعًا. شعر الشخص الذي أبلغ عن المشكلة بالضيق، قائلًا: "كيف يكون هؤلاء الناس جميعًا هكذا؟ كيف يكونون غير مسؤولين إلى هذا الحد تجاه العطاء المُقدم لله؟ حتى أنهم يجرؤون على الاشتراك في الخداع بشكل سافر!" كان منزعجًا من هذا الأمر. ذات يوم، عندما زرت أولئك الناس، أبلغني ذلك الشخص عن هذه المشكلة، قائلًا إن الشخص المسؤول عن الحسابات كان مهملًا، وأنه أفسد الحساب، وبذلك أحدث فرقًا في النهاية. رغم أن هذه المشكلة لم تكن كبيرة جدًا، فإن موقف كل شخص مشترك في الأمر كان مختلفًا. هؤلاء المشرفون والقادة المزعومون لم يعالجوا المشكلة. ليس الأمر أنهم لم يُبعدوا الشخص المسؤول عن الحسابات فقط، بل أوجدوا عذرًا لحمايته أيضًا. واستمرَّ الشخص الذي أبلغ عن المشكلة في الإبلاغ عنها؛ ومع ذلك، أبعده الكثيرون. أخبرني، ما نوع العقلية التي يمتلكها هذا الشخص عندما أبلغ عن المشكلة؟ لو كان تبنّى الموقف نفسه الذي تبناه الشخص الآخر – الذي قال: "إنها مجرد مئتي دولار، لماذا تثير جلبة حولها؟ عندما يختلس أضداد المسيح، فإنهم يختلسون عشرات الآلاف في المرة الواحدة" – هل كان سيبلغ عنها حينئذٍ؟ لم يكن ليفعل ذلك. لو قال: "إنه ليس مالي؛ فليختلسه من يريد – سيكون هو المسؤول عن ذلك. على أي حال، لم أختلس شيئًا، لذلك لست بحاجة إلى تحمل هذه المسؤولية"؛ أو "لقد أبلغت عن الأمر بالفعل مجموعة صنع القرارات وقادة الكنيسة، وتجاهلوني جميعًا، هكذا قد قمت بدوري ولا داعي لأن أُكلّف نفسي مزيدًا من العناء" – لو كان لديه هذا الموقف، هل كان سيستمر في الإبلاغ عن المشكلة بلا كلل؟ كلا بالتأكيد؛ معظم الناس سيتوقفون عند الإبلاغ إلى مجموعة صنع القرارات على الأكثر. ولكن عندما أبلغ هذا الشخص مجموعة صنع القرارات، كان قد استمع إلى الشركة التي عقدتها عن قصص نوح وإبراهيم. بعد الاستماع، تأثر، مفكرًا: "بعد سماعه كلام الله، التزم نوح به لسنوات عديدة بدون تراجع. ومع ذلك، أواجه هذه الصعوبة البسيطة ولا أستطيع المثابرة – هذا ليس ما ينبغي للإنسان فعله!" لذلك، استمر في الإبلاغ حتى وصل أخيرًا إلى الأعلى، وعالج الأعلى المشكلة. هل تعتقدون أن هناك الكثيرون ممن هم على شاكلته بينكم؟ إذا واجهتم مثل هذا الموقف، كم منكم سيثابر مثلما فعل هذا الشخص؟ هل تعتقدون أنتم أيضًا أن مئتي دولار ليست مبلغًا كبيرًا، وأنها ليست مشكلة كبيرة، وبالتالي تعتقدون أنه لا داعي للالتزام بالمبادئ بحزم أو أن تكونوا جادين للغاية، وأنه يمكنكم الانتظار حتى يكون هناك فرقًا كبير للإبلاغ؟ هل ستفكرون: "على أي حال، لقد أديت مسؤوليتي. أما معالجة الأمر من عدمه فهو متروك للقادة. أنا مجرد مؤمن عادي، لدي قدر بسيط من السلطة فحسب، ولا يمكنني فعل الكثير. لقد أبلغت عن الأمر، لقد أديت واجبي؛ الباقي ليس من شأني"؟ أليس هذا ما ستفكرون به؟ وإذا قام شخص ما بقمعك، أكنت ستجرؤ على الإبلاغ عن ذلك؟ واجه هذا الشخص قمعًا في أثناء عملية الإبلاغ عن المشكلة، إذ أشار إليه بعض الأشخاص بأصابع الاتهام وأدانوه، وسعوا دائمًا إلى تعذيبه. يا لخبث هؤلاء الأشخاص! أتذكر هؤلاء الأفراد القليلين – لماذا أتذكرهم؟ إنهم أكلوا من طعام بيت الله واستمتعوا بكل الحقائق التي قدمها الله، ومع ذلك كان لديهم مثل هذا الموقف تجاه العطايا المُقدمة لله. هل يمكن اعتبارهم من شعب بيت الله؟ إنهم غير مستحقين لذلك! لم يُطلب منهم أن يثبتوا في شهادتهم، لأنهم لم يمتلكوا هذه السمة الشخصية. ولكن بما أنهم لم يتمكنوا حتى من فعل ما كان يُفترض بهم فعله، فهل كانوا يستحقون البقاء في بيت الله؟ هل ينبغي تذكر هؤلاء الناس؟ هل يعجبكم مثل هؤلاء؟ (كلا). ما نوع الناس الذي يعجبكم إذًا؟ (من يلتزمون بالمبادئ، ومن يثابرون لحماية مصالح بيت الله حتى النهاية). إنني أشمئز من هؤلاء الناس عديمي الفائدة الذين يرتعبون من رؤية ذوي البأس، ولكنهم يظهرون شجاعة أمام الودعاء. إنني أشمئز أيضًا من أولئك الذين يعضون اليد التي تطعمهم، الذين لا يهتمون بالحق، وخاصة الذين استمعوا إلى عظات لسنوات عديدة ولكنهم لم يفهموا الحق على الإطلاق، ولم يتغيروا قيد أنملة، وما زالوا يقاومون الله ويحترزون منه في أعماق قلوبهم. إذا لم تكن هناك حالات لهؤلاء الناس يفعلون الشر بوضوح، فقد لا يتم تصنيفهم على أنهم أضداد المسيح، لكني أشمئز منهم. ما مدى اشمئزازي؟ بقدر اشمئزازي من أضداد المسيح. لماذا؟ أضداد المسيح يعاملون كلمة الله كسلعة للبيع والمتاجرة والمبادلة، ويتربحون منها. في حين أن هذا النوع من الناس قد لا يتربحون من كلام الله، يمكننا أن نستنبط من الموقف الذي يعاملون به كلام الله أنهم كأضداد المسيح تمامًا، وأنهم لا يتبعون طريق الله، أو حتى يمتلكون الموقف البسيط والأساسي الذي يجب أن يتبنوه تجاه العطايا المُقدمة لله، وأنهم يعضون اليد التي تطعمهم. ما نوعيتهم؟ إنهم كيهوذا، يبيعون الرب وأصدقائهم. بعد سماع هذه القصة، ما أفكاركم؟ هل يمكنكم الالتزام بالمبادئ والتمسك بموقفكم في مثل هذه المواقف؟ إذا كنت عديم الفائدة، وتتراجع دائمًا، وتخاف دائمًا من قوة أضداد المسيح، وتخاف أن تتعذب على أيديهم، وتخاف من أن تؤذيك قوتهم، ويتملك الخوف قلبك دائمًا، وتفتقر إلى الحكمة للرد على هذا، وتقدم تنازلات دائمًا لأضداد المسيح، ولا تجرؤ على الإبلاغ عنهم أو فضحهم، أو العثور على آخرين يتحدون معك لرفضهم، فأنت لست شخصًا يمكنه أن يثبت في شهادته لله – أنت عديم الفائدة، أنت شيء يعض اليد التي تطعمه. عندما يعامل أضداد المسيح كلام الله كسلع، ويستخدمونه للحصول بطريقة غير لائق على أرباح بالغة لأنفسهم، لتهديدك، وقطع تغذيتك، إذا كنت لا تزال غير قادر على رفضهم في مثل هذه المواقف، فهل أنت من الغالبين؟ هل تستحق أن تكون من أتباع المسيح؟ إذا كنت تفتقر حتى إلى القدرة على الحصول على الكلام والتغذية الروحية اللذيّن يقدمهما الله لك مجانًا، ولا تستطيع حتى أكل هذه الأشياء أو شربها أو الاستمتاع بها، فإلى أي درجة يجعلك ذلك بلا قيمة؟

إن الحقائق التي عقدت عنها شركة للتو هي بعض مظاهر معاملة أضداد المسيح لكلام الله كسلع. أضداد المسيح لا يأكلون كلام الله ولا يشربونه ولا يقبلون الحق، بل يمرون على كلام الله مرور الكرام ويتصفحونه لتزيين أنفسهم به. إنهم يعاملون كلام الله كصفات وممتلكات خاصة لهم، حتى يتمكنوا من إجراء صفقات للحصول على المال والمنافع التي يرغبون فيها، وحتى يتمكنوا من السيطرة على حرية مختاري الله في قراءة كلام الله وأكله وشربه. إن أضداد المسيح هؤلاء هم أناس أشرار، وأبالسة، وعديمو الإيمان؛ إنهم من فئة غير المؤمنين! ينبغي طرد أي شخص منهم يظهر في بيت الله، طرده إلى الأبد! هل تجرؤون على رفض مثل هؤلاء الأشخاص عندما تلاقونهم؟ هل تجرؤون على الاتحاد وفضحهم؟ ينبغي فضحهم؛ وينبغي رفضهم. يسود الحق بيت الله. إذا كنت لا تملك هذه القامة، فهذا يثبت أن كلام الله والحق لم يصبحا حياة في داخلك. إذا كنت خوافًا، تخاف من الشياطين، وتخاف من الأشرار، وتفضل تقديم تنازلات للحفاظ على نفسك بدلًا من محاربة أضداد المسيح، حتى لو اقتضى ذلك عدم أكل كلام الله وشربه أو ربحه، فإنك تستحق أن تموت جوعًا، ولن يُشفق عليك أحد إذا حدث ذلك. إذا واجهتم مثل هذه المواقف، كيف ينبغي لكم الاختيار والممارسة؟ ينبغي أن تفضحوهم على الفور. إن كلام الله ليس سلع؛ إنه مُقدم لجميع مختاري الله، إنه ليس ملكية خاصة لأي فرد. لا يحق لأحد حجب كلام الله أو امتلاكه لنفسه. ينبغي توزيع كلام الله مجانًا وبدون مقابل على جميع المختارين الذين يتبعون الله. فأي شخص يحجب كلام الله، أو يطلب الحصول على أرباح بالغة منه بطريقة غير لائقة، أو لديه خطط شخصية بشأن كلام الله، فهو يستحق اللعنة. إنهم أشخاص ينبغي لمختاري الله فضحهم ورفضهم، وينبغي إخراجهم واستئصالهم.

هل أوضحا البندان اللذان عقدت شركة عنهما اليوم كيف يزدري أضداد المسيح كلام الله بما يكفي؟ (بلى). أضداد المسيح لا يعاملون كلام الله أبدًا على أنه الحق، ولا يعتزون به أو يثمنونه أو يعاملونه ككلام الخالق، بل يظهرون نواياهم الرديئة الحقيرة الدنيئة في كل منعطف. إنهم يرغبون فقط في استخدام كلام الله لتحقيق أهدافهم غير المعلنة، سواء الأشياء المادية أو المعنوية، فإنهم يريدون استخدام كلام الله للحصول بطريقة غير لائقة على الربح لأنفسهم، أو لكسب المال والأشياء المادية، أو لتحقيق هدفهم في جعل الناس يتملقونهم ويجلونهم ويؤلهونهم ويتبعونهم. هذه الأشياء يبغضها الله وينبغي أن يرفضها الناس. كلما اكتشف أي شخص مثل هؤلاء الأفراد أو هذه الأشياء تحدث، ينبغي أن يهب لفضحهم ورفضهم، ومنع هؤلاء الأفراد من الثبات بين مختاري الله. يقول البعض إنهم سيبلغون الأعلى إذا واجهوا هذه الأشياء، لكن هذا التصرف سلبي وبطيء للغاية. إذا كنت تبلغ هذه الأشياء إلى الأعلى فقط، فأنت تافه جدًا! لقد أكلت وشربت الكثير من كلام الله واستمعت إلى العديد من العظات، ومع ذلك لا تعرف سوى رفع التقارير – هذا يعني أن قامتك صغيرة جدًا! بالتأكيد لديك طرق أخرى للتعامل مع أضداد المسيح. إن إبلاغ الأعلى هو الملاذ الأخير، خطوة يتم اتخاذها عند الضرورة القصوى فقط. إذا كنت الأقل من حيث العدد، والأدنى من حيث التكافؤ، وتفتقر إلى التمييز، وغير متأكد إذا كان شخص ما ضدًا للمسيح أم لا، فقد لا تجرؤ على فضح مظاهره وأفعاله المتنوعة. ولكن إذا كنت متأكدًا أنه من أضداد المسيح وتظل لا تجرؤ على الوقوف لمحاربته ورفضه وهزيمته، ألا تكون تافهُا جدًا؟ إن الجزء الضئيل من الحق الذي تفهمه لا يتم استخدامه. هل أنت متأكد أن ما تفهمه وتسمعه هو الحق؟ إذا كنت متأكدًا، فلماذا لا تجرؤ على الوقوف بصرامة وبر لمحاربة أضداد المسيح؟ إن أضداد المسيح ليسوا هم السلطات الحاكمة – فلماذا تخافهم؟ ما لم يكن هناك موقف يمكنهم فيه تسليمك إلى السلطات إذا فضحتهم بتهور – في ظل هذه الظروف، ينبغي أن تكون حذرًا، وألا تستفزهم، واستخدم طرق حكيمة لانتقاد أضداد المسيح وتشويه سمعتهم خلسة، ما يؤدي إلى استبعادهم تدريجيًا. أليس استبعادهم بهدوء أكثر إثارة للإعجاب؟ (بلى). حسنًا، هذا كل شيء بالنسبة إلى شركة اليوم. وداعًا.

12 سبتمبر 2020

السابق: الملحق الثاني: كيف أطاع نوح وإبراهيم كلام الله وخضعا له (الجزء الأول)

التالي: البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب