البند الأول: يحاولون ربح قلوب الناس

ملحق: حقائق إضافية في نشر الإنجيل

في الاجتماعات القليلة السابقة، كان الموضوع الذي ناقشناه هو كيفية أداء المرء واجباته على نحو مناسب، وقد قمنا بتصنيف الواجبات التي ينبغي على الأشخاص وفئات العاملين القيام بها. ما هي هذه الفئات المحددة؟ (الفئة الأولى تشمل الأشخاص الذين ينشرون الإنجيل، والفئة الثانية تضم القادة والعاملين على مختلف المستويات في الكنيسة، والفئة الثالثة تشمل الأشخاص المكلفين بواجبات خاصة عديدة، والفئة الرابعة تتكون ممن يقومون بواجبات عادية، والفئة الخامسة تتضمن من يؤدون واجباتهم في أوقات فراغهم، والفئة السادسة تشير إلى الذين لا يؤدون واجباتهم). في المجمل، هناك ست فئات. في المرة السابقة، ناقشنا الفئة الأولى التي تتعلق بالمبادئ والحقائق المرتبطة بواجب نشر الإنجيل، وشمل ذلك جميع جوانب نشر الإنجيل، بما فيها نقاط يجب الانتباه إليها، والمبادئ والحقائق ذات الصلة، والمجالات التي يجب على الناس الحذر منها، بالإضافة إلى الأخطاء والانحرافات الشائعة التي تحدث في أثناء أداء هذا الواجب. بعد الاستماع إلى عظة حول موضوع معين، هل يمكنكم تلخيص النقاط الرئيسية فيها؟ إذا تمكنتم من فهم المحتوى الأساسي للموضوع واستيعاب الحقائق ذات الصلة واعتناقها، ثم، بمرور الوقت وفي أثناء أداء واجبكم، قمتم بتحويل هذه الحقائق إلى واقعكم الخاص، إلى حياتكم ومسار ممارستكم، فحينها تكونون قد استوعبتم فعلًا المحتوى الذي عقدت عنه الشركة. أما إذا كنتم بعد الاستماع إلى الشركة تتذكرون فقط الفكرة العامة أو بعض الأحداث والقصص، دون أن تفهموا الحقائق والمبادئ الأساسية أو سبب مناقشة هذه الأمور، فهل يُعد ذلك استيعابًا؟ هل يُعد ذلك فهمًا للحقيقة؟ (كلا، لا يُعد كذلك). هذا ليس فهمًا للحق؛ أي أنكم لم تدركوا الحقائق التي تمت مناقشتها، ولم تستوعبوها أو تتقبلوها. فهل يمكنكم بعد ذلك تقديم ملخص؟ هل يمكن لأحدكم أن يذكر لي النقاط الرئيسية من اجتماعنا الأخير؟ (لقد لخصنا سبع نقاط: أولًا، كيفية تعريف الأشخاص الذين ينشرون الإنجيل؛ ثانيًا، جوهر واجب نشر الإنجيل؛ ثالثًا، مواقف الناس تجاه هذا الواجب ووجهات نظرهم الداخلية؛ رابعًا، مبادئ الممارسة المحددة لنشر الإنجيل، مثل من يتوافق مع المبادئ ومن لا يتوافق؛ خامسًا، كيفية التعامل مع الذين يتبعون مبادئ نشر الإنجيل؛ سادسًا، العواقب المترتبة عندما يتخلى العاملون في نشر الإنجيل عن مناصبهم ويهربون أثناء تأدية واجبهم؛ سابعًا، تضحيات القديسين على مر التاريخ في نشر الإنجيل، وكيف ينبغي لنا تقدير الفرص الحالية لأداء واجباتنا والإسراع في تجهيز أنفسنا بالحق). يغطي ملخصك في الأساس الجوانب الرئيسية من شركتنا السابقة؛ جيد جدًا. هل هناك أي نقاط لم تُذكر؟ (ثمة نقطة إضافية: تغيير وجهات نظر الناس ليفهموا أن نشر الإنجيل ليس واجبًا يختص به العاملون في مجال الإنجيل فحسب، بل هو أيضًا مسؤولية لا يمكن أن يتخلى عنها كل من يؤمن بالله ويتبعه. هذه حقيقة يجب أن يفهمها شعب الله المختار). نشر الإنجيل هو مسؤولية وواجب لكل فرد؛ وهذا أيضًا أحد جوانب من الموضوع. هل تعرفون الغرض من عقد شركة حول هذا الحق؟ الهدف هو معالجة الانحرافات في فهم الناس. هل تعرف في أي الجوانب توجد الانحرافات؟ (لا أعلم). عدم المعرفة يثبت أنكم لا تفهمون هذا الجانب من جوانب الحق. لماذا كان من الضروري إذًا أن أعقد شركة حول هذا الحق؟ على الجانب الإيجابي، إنه أحد جوانب الحق التي يجب على الناس فهمها. وعلى الجانب السلبي، الهدف هو تصحيح الانحرافات التي يعاني منها جميع الناس في فهمهم لنشر الإنجيل.

كثير من الناس لديهم انحرافات في فهمهم لمسألة نشر الإنجيل. يفكر بعض الناس: "أنا أقوم حاليًا بواجب خاص، لذا فلا علاقة لي بنشر الإنجيل. هذا ليس من شأني. لذا فإن الحقائق، والمبادئ، ومتطلبات الله التي يجب فهمها لنشر الإنجيل لا علاقة لها بي. لا أحتاج إلى فهم هذه الأمور". لذا، عندما نعقد شركة حول هذا الجانب من الحق المتعلق بنشر الإنجيل، يكونون غير مبالين، ولا يبدون اهتمامًا واعيًا، ولا ينتبهون. وحتى إذا استمعوا، لا يدركون ما كنا نناقشه. وهناك أيضًا هؤلاء الذين يقولون: "بعد أن آمنت بالله، كنت قائدًا على الدوام. إنني أمتلك مستوى قدرات جيد و لديَّ القدرة على العمل. لقد وُلدت لأكون قائدًا. يبدو أن الواجب الذي أعطاني إياه الله، ومهمتي في الحياة، هو أن أكون قائدًا". يعني هؤلاء ضمنيًا أن نشر الإنجيل ليس من شأنهم. لذا، عندما نعقد شركة عن الحق المتعلق بنشر الإنجيل، لا يأخذون الأمر على محمل الجد. وعندما يُطلب منهم تلخيص ما عقدنا شركة عنه في الاجتماع الأخير، يقلب البعض في الملاحظات التي دونوها لفترة طويلة ولا يعرفون الإجابة رغم ذلك. لماذا يحدث هذا؟ هل السبب هو ضعف ذاكرتهم؟ (كلا). هل السبب أن لديهم الكثير من المشاغل، وعقولهم مشغولة بأمور كثيرة؟ (كلا). هذا ليس السبب. بل يظهر أن موقفهم تجاه الحق هو النفور منه وعدم محبته. لذا فإنني أُذكر الجميع وأوضح أن نشر الإنجيل ليس مسؤولية خاصة تضطلع بها فئة معينة من الأشخاص أو مجموعة من الناس، بل هو مسؤولية كل فرد يتبع الله. لماذا يجب على الناس فهم حقيقة نشر الإنجيل؟ لماذا يحتاج الناس إلى معرفة هذه الحقائق؟ بصفتك كائنًا مخلوقًا وواحدًا من أولئك الذين يتبعون الله، بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو مدى شباب المرء أو شيخوخته، فإن نشر الإنجيل هو مهمة ومسؤولية يجب على الجميع أن يقبلوها. إذا أُسندت إليك هذه المهمة وتطلبت منك بذل نفسك، أو دفع ثمن، أو حتى التضحية بنفسك، فماذا يجب أن تفعل؟ يجب أن تكون ملزمًا بقبولها دون تردد. هذا هو الحق، وهو ما يجب أن تفهمه. هذا ليس مجرد تعليم بسيط؛ بل هو الحق. لماذا أقول إنه الحق؟ لأنه بغض النظر عن تغيّر الأزمنة، أو مرور العقود، أو تغير المواقع والأماكن، فإن نشر الإنجيل والشهادة لله سيظلان دائمًا أمرين إيجابيين. لن يتغير معناهما وقيمتهما أبدًا؛ لن يتأثرا على الإطلاق بتغير الزمان أو الموقع الجغرافي. نشر الإنجيل والشهادة لله هما أمران أبديان، وبوصفك كائنًا مخلوقًا، يجب أن تقبل هذا وتمارسه. هذا هو الحق الأبدي. يقول بعض الناس: "نشر الإنجيل ليس الواجب الذي أؤديه". غير أن هذا الحق المتعلق بنشر الإنجيل هو شيء يجب على الناس فهمه، لأنه يتعلق بالرؤى، وينبغي لأولئك الذين يؤمنون بالله أن يفهموه؛ فهو أساسي للإيمان بالله ومفيد للدخول في الحياة. علاوة على ذلك، أيًا يكن الواجب الذي تؤديه في الكنيسة، ستكون هناك فرص للتواصل مع غير المؤمنين، ومن ثم مسؤولية لنشر الإنجيل لهم. ما أن تفهم الحق بشأن نشر الإنجيل، ستعرف في قلبك: "إنها مسؤوليتي أن أعلن عن عمل الله الجديد، وأن أنشر إنجيل عمل الله لخلاص البشرية. وبغض النظر عن الزمان أو المكان، وبغض النظر عن موقعي أو دوري، إذا كنت أعمل ممثلًا، فإن لديَّ التزامًا بنشر الإنجيل؛ وإذا كنت حاليًا قائدًا في الكنيسة، فإن لديَّ أيضًا التزامًا بنشر الإنجيل. وأيًا كان الواجب الذي أؤديه حاليًا، فإن لديَّ التزامًا بالإعلان عن إنجيل الملكوت. ومتى توفرت فرصة أو كان لديَّ وقت فراغ، يجب أن أذهب لنشر الإنجيل. هذه مسؤولية لا يمكنني التهرب منها". هل هذا ما يفكر فيه معظم الناس حاليًا؟ (كلا). إذن، ما الذي يفكر فيه معظم الناس؟ يفكرون: "لديَّ واجب ثابت حاليًا. أنا أدرس وأتعمق في تخصص معين، في فرع من فروع المعرفة، لذا فلا علاقة لي بنشر الإنجيل". ما نوع هذا الموقف؟ إنه موقف تهرب من مسؤولية المرء ومهمته؛ موقف سلبي. هؤلاء الأشخاص لا يراعون مقاصد الله، بل يتمردون على الله. بغض النظر عمن تكون، إذا لم تتحمل عبء نشر الإنجيل، أليست هذه علامة على أنك تفتقر إلى الضمير والعقل؟ إذا لم تكن تتعاون بشكل فعال وبناء، وتتحمل المسؤولية، وتخضع، فإنك تتعامل مع الأمور بسلبية وتؤديها بشكل روتيني دون اهتمام؛ وهذا الموقف غير مقبول. أيًا كان الواجب الذي تؤديه، وأيًا كان المجال المهني أو التعليمي الذي يتضمنه، فإن أحد النتائج الأساسية التي يجب أن تحققها هو القدرة على الشهادة لله وإعلان إنجيل عمل الله في خلاص البشرية. هذا هو الحد الأدنى من المتطلبات للكائن المخلوق. فإذا لم تتمكن حتى من تلبية هذا الحد الأدنى من المتطلبات، فما الذي اكتسبته من أداء واجبك خلال هذه السنوات من الإيمان بالله؟ ما الذي ربحته؟ هل تفهم مقاصد الله؟ رغم أنك كنت تؤدي واجبك علىى مدار سنوات عديدة وصرت خبيرًا بارعًا في مهنتك، فإذا لم تتمكن من قول أي شيء عن أي جانب من جوانب الحق أو من عقد شركة حوله عندما يُطلب منك الشهادة لله، فما هي المشكلة هنا؟ المشكلة هي أنك لا تفهم الحق. قد يشعر بعض الناس أنه ليس من الإنصاف القول إنهم لا يفهمون الحق. قد يعتقدون أنهم كانوا يؤدون واجبهم بفعالية، لكنهم لا يفهمون رؤى عمل الله ومقصده لخلاص البشرية. هل يكافئ هذا فهم الحق؟ على أقل تقدير، لم تقم ببناء أساس في الطريق الصحيح لإيمانك بالله. ليس لديك أي عبء للإعلان عن عمل الله وإنجيل خلاصه للبشرية، وتفتقر إلى أي رؤية، أو فهم، أو إدراك. هل يمكن أن تُعتبر حقًا شخصًا يتبع الله؟ هل أقمت علاقة طبيعية مع الله؟ إذا لم تحقق أيًا من هذه الأمور، فإنك لا تمتلك وقائع الحق.

لنَعُد الآن إلى الموضوع الذي كنا نتحدث عنه سابقًا. نشر الإنجيل هو مسؤولية والتزام جميع شعب الله المختار. بعد مناقشة هذا الجانب من الحق، ما الأمر الذي يجب على الجميع فهمه؟ بغض النظر عما إذا كان المرء يدفع ثمنًا، أو يترك عائلته وعمله ليبذل نفسه من أجل الله، أو حتى يقدم حياته، فإن هذه الأمور في الواقع جميعها سطحية. ما الذي يطلبه الله في النهاية من الناس؟ أن تبدأ تدريجيًا، مع نمو قامتك ونضوج حياتك ومع مرور الوقت، في فهم الحقائق المختلفة عن عمل الله ومقصده لتخليص البشرية. إن عبئك لنشر الإنجيل والشهادة لله يصبح أكثر وضوحًا، وتزداد قوة تصميمك على تحمُّل هذا الواجب. إذا كان أحد قادة الكنيسة يعمل لسنوات عديدة، ولكن مع مرور سنوات قيادته للكنيسة، يشعر بعاطفة أقل، ويقل تأثره، ويتناقص شعوره بالعبء تجاه نشر الإنجيل، فكيف يؤدي واجبه؟ (لا يؤديه جيدًا). لماذا؟ ما المشكلة التي تظهر هنا؟ إذا تطور أو عاش في مثل هذه الحالة، فهناك على الأقل شيء واحد مؤكد: هذا الشخص لم يسعَ إلى الحق خلال هذه السنوات ولم يقم بأي عمل حقيقي. كأنه ضمن الإطار البيروقراطي للتنين العظيم الأحمر. ونتيجة لذلك، ليس لديه عبء ولا بصيرة لإعلان اسم الله والشهادة لعمله. أليست هذه النتيجة؟ (بلى). إنها عاقبة حتمية. أيًا كان عدد السنوات التي عمل فيها هذا الشخص، حتى لو اعتقد أن له قامة عظيمة، وبإمكانه مراعاة عبء الله، والخدمة وفقًا لمقاصد الله، فإنه عندما يتعلق الأمر بنشر الإنجيل، ينسحب، ولا يعرف كيف يفعل ذلك. وعندما يلتقي بأشخاص متلهفين لظهور الله ويأتون للبحث والاستقصاء عن الطريق الحق، يصبح عاجزًا عن الكلام. لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة، ولا يعرف من أين يبدأ. ما المشكلة هنا؟ المشكلة أنه لا يفهم الحق ولم يكتسب الحق، لذا لا يمكنه الشهادة لله. فقط أولئك الذين يفهمون الحق يمكنهم الشهادة لله. يقع نشر الإنجيل والشهادة لله ضمن نطاق واجباتك. إذا كنت تفهم الحق، وإذا كنت قد ربحت الحق، فلماذا ليس لديك شيء تقوله عندما تقابل أشخاصًا يستقصون عن الطريق الحق؟ أليست هذه مشكلة؟ هل تجدون أنفسكم غالبًا في مثل هذه المواقف؟ (نعم). ما المشكلة هنا؟ ليس لديكم عبء. أليس عدم وجود عبء مشكلة؟ هل يمكنكم أداء واجبكم دون عبء؟ حتى لو أديتم واجبكم، هل يمكنكم القيام به بإخلاص؟ هل يمكنكم القيام به بشكل وافٍ؟ على الرغم من أن عدم وجود عبء قد لا يكون قضية قاتلة، إلا أنه لا يزال مشكلة خطيرة، لأنه يؤثر على جودة أداء واجبكم. أليست هذه المشكلة بحاجة إلى حل؟ (بلى، تحتاج إلى حل). إذًا، كيف تحلون هذه المشكلة؟ عليكم أن تعكسوا وجهات نظركم الخاطئة حول نشر الإنجيل وأن تفهموا الحق بشأن هذا. كل العمل الذي تقومون به حاليًا مرتبط بشكل مباشر بنشر الإنجيل ويقع ضمن نطاق نشر الإنجيل. إنه يهدف إلى الشهادة لله، وتوسيع عمل الإنجيل، والشهادة لاسم الله، وإعلان هذا الإنجيل الخاص بعمل الله في تخليص البشرية، حتى يصبح المزيد من الناس على دراية به، ويأتي المزيد من الناس أمام الله، ويقبلوا إخضاع الله، وينالوا تخليص الله، وأخيرًا، إذا كانوا محظوظين بما يكفي، يتلقوا تكميل الله لهم؛ وهذا أفضل. ماذا يعني أن يأتي المزيد من الناس أمام الله، وما هي العاقبة النهائية التي ينبغي تحقيقها؟ (جعل المزيد من الناس ينالون تخليص الله). لماذا ينبغي تحقيق هذا الهدف؟ لأنه مقصد الله. لهذا السبب نشرح هذه الحقائق بلا كلل. إذا لم يكن للأمر علاقة بمقصد الله، فإن الحديث عن هذه الأمور سيكون عديم الفائدة وفارغًا. ونظرًا لأنه مقصد الله، فإننا نوضح الأمر ونساعد الجميع على فهمه، حتى يعرفوا أن هذا هو الحق، وأن على الجميع بذل جهد في هذا الحق المتعلق بنشر الإنجيل، حتى يكون لكل شخص هذا النوع من البصيرة ويكتسب هذا النوع من العبء.

السؤال التالي هو: لماذا يجب أن نتيح للمزيد من الناس أن يفهموا مقصد الله حتى يتمكنوا من نشر الإنجيل وإتمام واجباتهم؟ لماذا يجب القيام بذلك؟ قد يقول البعض: "يريد الله الخلاص لجميع الناس، ولا يريد أن يعاني أحد الهلاك، لذلك يجب أن نتيح للمزيد من الناس أن يقبلوا عمل الله". هذا القول صحيح، لكنه ليس الجواب الجوهري عن السؤال. فما هو الجواب الجوهري عن هذا السؤال؟ هل تعرفون؟ (يريد الله أن يكسب جماعة من الناس على قلب وفكر واحد معه). يريد الله أن يكسب جماعة من الناس على قلب وفكر واحد معه، وهذا لا يتحقق إلا من خلال نشر الإنجيل. نحن الآن نتحدث عن نشر الإنجيل على نطاق واسع. هل ثمة فارق بين نشر الإنجيل على نطاق واسع وبين كسب جماعة من الناس؟ (نعم). إذن، ما الهدف من نشر الإنجيل على نطاق واسع؟ (تخليص أكبر عدد ممكن من الناس). إن تخليص أكبر عدد ممكن من الناس هو أحد مبادئ خلاص الله، لكنه ليس الجواب عن هذا السؤال. منذ بداية هذا العمل، ذكرت مرارًا أن الله جاء، هذه المرة، لينجز عملًا لتدشين عصر جديد، ليُحضِر عصر جديد وينهي القديم؛ ليُحضِر عصر الملكوت وينهي عصر النعمة. جميع من قَبِل عمل الله في الأيام الأخيرة شهدوا هذه الحقيقة. يقوم الله بعمل جديد، يعبّر عن الحق ليُدين البشرية، ويطهّرها، ويخلّصها. بدأ إنجيل الملكوت ينتشر في العديد من البلدان. لقد خرجت هذه البشرية بالفعل من عصر الناموس وعصر النعمة. لم يعودوا يقرأون الكتاب المقدس، ولا يعيشون في ظل الصليب، ولا يستعينون باسم المخلص يسوع. وبدلًا من ذلك، يصلون باسم الله القدير وفي الوقت نفسه يقبلون كلماته الحالية باعتبارها مبادئ، وأساليب، وأهداف للنجاة في حياتهم. من هذا المنطلق، أليس هؤلاء الناس قد دخلوا بالفعل عصرًا جديدًا؟ (نعم). لقد دخلوا عصرًا جديدًا. إذًا، في أي عصر يعيش المزيد من الناس الذين لم يقبلوا الإنجيل في الأيام الأخيرة ولم يقبلوا كلمات الله الجديدة؟ لا يزالون يعيشون في عصر النعمة. والآن، ما هي مسؤوليتكم؟ مسؤوليتكم هي إخراجهم من عصر النعمة وإدخالهم في العصر الجديد. هل يمكنكم إتمام إرسالية الله بمجرد الصلاة أو الدعاء باسمه؟ هل يكفي مجرد التبشير بكلمات قليلة لله؟ كلا بكل تأكيد. هذا يتطلب منكم جميعًا أن تتحملوا عبء تولي إرسالية نشر الإنجيل، وأن تنشروا كلام الله على نطاق واسع، وأن تنشروا كلام الله بطرق مختلفة، وأن تعلنوا وتوسعوا إنجيل الملكوت. ما معنى التوسع؟ معناه نقل كلام الله إلى الذين لم يقبلوا عمل الله في الأيام الأخيرة، وتعريف المزيد من الناس بأن الله يقوم بعمل جديد، ثم الشهادة لكلام الله أمامهم، واستخدام اختباراتكم للشهادة على عمل الله، وإدخالهم أيضًا في العصر الجديد؛ وبهذه الطريقة سيدخلون إلى العصر الجديد كما فعلتم. إن مقصد الله واضح. لا يريد فقط أن تدخلوا أنتم الذين سمعتم كلماته وقبلتموها واتبعتموه إلى العصر الجديد، بل يريد أن يقود البشرية كلها إلى هذا العصر الجديد. هذه هو مقصد الله، وهو حق يجب أن يفهمه كل من يتبع الله الآن. لا يقود االله مجموعة من الناس، أو فئة صغيرة، أو مجموعة عرقية صغيرة إلى العصر الجديد؛ بل ينوي أن يقود البشرية جمعاء إلى العصر الجديد. كيف يمكن تحقيق هذا الهدف؟ (من خلال نشر الإنجيل على نطاق واسع). بالفعل، يجب تحقيق ذلك عن طريق نشر الإنجيل على نطاق واسع، باستخدام طرق وقنوات متنوعة لنقل الإنجيل. يبدو الحديث عن نشر الإنجيل على نطاق واسع سهلًا، لكن كيف يمكن فعل ذلك تحديدًا؟ (يتطلب هذا تعاون البشر). بالضبط، يتطلب هذا تعاون البشر. إذا ظل الناس متمسكين دائمًا ببعض الأمور القديمة في قلوبهم، وكانوا يضمرون دومًا عناصر محرفة معينة، ويتمسكون بالتنظيمات والممارسات القديمة، لكنهم لا يأخذون عمل الإنجيل بجدية، ولا يقبلون إرسالية الله، ويعاملون عمل الإنجيل على أنه غير ذي صلة بهم، فهل يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يُرقوا ويستخدموا من قبل الله؟ هل يمكن أن تكون لديهم المؤهلات للعيش أمام الله؟ هل يمكن أن ينالوا استحسان الله؟ بالطبع لا. لذلك يجب أن أركز على أفكاركم، وأحيط علمًا بأي عناصر لا تفهمونها، وأشرح الحقائق ذات الصلة بلا كلل حتى تستوعبوها. وبغض النظر عن مدى تبلدكم وضعف استيعابكم، يجب أن أواصل الحديث إليكم وأجعلكم تفهمون أن هذا هو مقصد الله، وهذا هو الواجب الذي يجب أن تؤدوه، وهذه هي مهمتكم والتزامكم في هذه الحياة. وإذا لم تنتبهوا لما أقوله أو لم تفهموه، فعليّ أن أستمر في الحديث. حتى إذا ضقتم ذرعًا بذلك، يجب أن أواصل حتى تفهموا الحق. ما هو الحق؟ الحق هو ما يعبر عنه الله؛ إنه مقاصد الله، ومتطلبات الله للبشرية، وهو واقع الحق الذي يجب أن يمتلكه الناس في العصر الجديد. كيف يجب أن يعامل الناس مقاصد الله؟ يجب عليهم قبولها دون تحفظ وبشكل مطلق، ثم يخضعوا ويتعاونوا، وبذلك يرضوا مقاصد الله. هذا هو التزام الإنسان. هل تفهمون عندما أشرح الأمر بهذه الطريقة؟ قد يقول البعض: "يا إلهي، الله يطلب من الناس قبول إرساليته، لكن ما علاقة هذا بنا نحن الأشخاص غير المهمين؟" هل تعتقدون أن لذلك أي علاقة بهم؟ (نعم، له علاقة بهم). ما علاقته بهم؟ اسمحوا لي أن أوضح. الله هو الخالق، والبشر هم مخلوقاته. ما العلاقة بين "الخالق" و"المخلوق"؟ إنها العلاقة بين الفعل ومن يقع عليه الفعل، بين أن تخلِق وأن تُخلَق. وبما أنك عرفت مقاصد الخالق، فما الموقف الذي يجب أن تستجيب به؟ (قبولها والتعاون بكل جهدي). بالضبط، يجب عليك الخضوع لها وقبولها، والتعاون بكل ما لديك من قوة، مهما كلف الأمر. هل يشمل هذا التعاون طلب الحق؟ هل يشمل فهم الحق؟ يشمل كلاهما. وبما أنك تفهم متطلبات الله وإرساليته، فإنها تتعلق بمهمتك، وهي واجبك؛ وبما أنك تعرف هذا، فيجب عليك قبولها. هذا ما يجب على من لديه ضمير وعقل أن يفعله. إذا كنت تعرف متطلبات الله وإرساليته ولكن لا يمكنك قبولها، فإنك تفتقر إلى الضمير والعقل، ولا تستحق أن يُطلق عليك إنسانًا. قد يظل بعض الناس لا يفهمون، قائلين: "ما علاقة مقاصد الله بنا؟" إذا كانت مقاصد الله لا تخصك، فأنت لست تابعًا لله ولست فردًا في بيت الله. على سبيل المثال، إذا أنجبك والداك وربياك لسنوات عديدة، وأكلت من طعامهما، وعشت في بيتهما، وأنفقت أموالهما، ولكن عندما تحدث مشكلة في المنزل تقول إنها لا تعنيك، فتتجاهلها وتهرب، فما نوع مثل هذا الخسيس؟ قد يكون من المبهج أن تقول على نفسك غريبًا، لكنك في الواقع خسيس متمرد، ووحش في هيئة إنسان، وأدنى من البهائم. لقد وضحت مقصد الله لكم، والله يقول: "لقد قبلتم هذه المرحلة من العمل، وقد أعطيتكم هذه الكلمات أولًا، لكي تسمعوها أولًا، وقد سمعتموها، وفهمتموها، وأدركتموها. الآن، سأخبركم أيضًا بمقصدي ومطلبي منكم. يجب عليكم أن تعلنوا عن عملي، وكلامي، والأشياء التي سأنجزها، لكي تسمع البشرية كلها صوتي؛ يجب عليكم أن توسعوا إنجيل مملكتي لتدعوا البشرية كلها أن تقبل بسرعة عمل الله وتدخل إلى عصر الملكوت. هذا هو مقصد الله ومطلبه". فيما يجب أن تتأمل عند سماع هذا؟ ما الموقف الذي ينبغي أن يكون لديك؟ كيف يجب أن تختار؟ وكيف يجب أن تؤدي الواجب الذي يجب على كائن مخلوق أن يؤديه؟ قد يشعر بعض الناس أن العبء ثقيل، ولكن الشعور وحده لا يكفي؛ تحتاج إلى العمل والفهم الحقيقي. يجب أن تصلي لله هكذا: "يا الله، لقد عهدت إليَّ بمسؤولية نشر الإنجيل، وهذا هو تمجيدكَ لي. على الرغم من أنني لا أفهم إلا القليل جدًا من الحق، فإنني على استعداد لبذل قصارى جهدي لإتمام هذه الإرسالية. لقد سمعت العديد من العظات وفهمت بعض الحقائق، كل هذا ببركتك، والآن لدي هذه المسؤولية لأشهد لكلام الله وعمله، لأتمم هذه الإرسالية". هذا صحيح؛ عندما يكون لدى الناس قلب خاضع لله، فإن الله يرشدهم. لقد أخبر الله الناس بوضوح بالفعل وقال إن نشر إنجيل الله التزام ومسؤولية لا يمكن لأحد أن يتهرب منها. إنه واجب مستمر مدى الحياة، وواجب كل كائن مخلوق. هل تحتوي هذه الكلمات على وصية من الله؟ هل تحتوي على عظة منه؟ (نعم). هل تحتوي على مقصد الله؟ (نعم). هل تحتوي على حقائق يجب أن يفهمها الناس؟ (نعم). هل هناك مبادئ ومسارات عملية هنا يمكن اتباعها؟ (نعم). كم عدد النقاط التي ذكرتها إجمالًا؟ (أربع نقاط: الأولى هي وصية الله وموعظته. الثانية هي مقصد الله. الثالثة هي الحقائق التي يجب أن نفهمها. والرابعة هي المبادئ والمسارات العملية التي يجب اتباعها). هذا صحيح؛ لقد ذكرت هذه النقاط الأربع إجمالًا. بعد ذلك، دعونا نعقد شركة عن محتوى كل واحدة منها بالتفصيل.

البند الأول هو وصية الله. ما هي وصية الله؟ (إعلان إنجيل الملكوت). إنها نشر إنجيل الملكوت على نطاق واسع. والبند الثاني هو مقصد الله. ما هو مقصد الله؟ هو أن يدرك المزيد من الناس أن الله قد جاء بالفعل، وأنه يقوم بعمل جديد، ويعتزم تغيير العصر، وإنهاء العصر القديم، وقيادة البشرية نحو عصر جديد. هذا هو مقصد الله، أليس كذلك؟ فهل يمكن القول إن مقصد الله هو نشر الإنجيل؟ الأمر ليس بهذه البساطة. نشر الإنجيل له غاية ونتيجة نهائية؛ فماذا ينبغي أن تكون؟ (أن يتاح للمزيد من الناس معرفة أن الله قد جاء، وأنه يقوم بعمل جديد، ويعتزم إنهاء العصر القديم، وقيادة البشرية جمعاء إلى عصر جديد). هذا صحيح، قيادة البشرية جمعاء إلى عصر جديد. ما تأثير ذلك على البشرية؟ البشرية تدخل عصرًا جديدًا؛ لقد تغير هذا العصر. إذًا، ما هو مقصد الله؟ كرروا ذلك، من فضلكم. (الله يعتزم تغيير العصر، وإنهاء العصر القديم، وقيادة البشرية إلى عصر جديد). لا يمكنكم إغفال أي شيء، هل قمتم بتسجيل كل ذلك؟ (نعم). البند الثالث هو الحق الذي يجب أن يفهمه الناس. ما هو هذا الحق؟ (نشر الإنجيل واجب كل كائن مخلوق ومسؤوليته). هذا هو الحق. وفي نطاق هذا الحق، ما ينبغي على الناس فعله هو تقبل واجب نشر الإنجيل، ثم البحث عن المبادئ ومسارات الممارسة في إطار هذه العبارة. هذه العبارة هي الحق بالنسبة للبشر. ما هي هذه العبارة؟ (نشر الإنجيل واجب كل كائن مخلوق ومسؤوليته). ينبغي أن يكون هو الواجب والإرسالية. كيف تفهمون الواجب والإرسالية؟ الواجب هو المسؤولية التي يجب على المرء إتمامها، والمسؤولية التي يجب على المرء إتمامها تمثل واجبه أيضًا. أما الإرسالية فهي مختلفة؛ الإرسالية أعظم، وأكثر موائمة، وتتسم بمعنى أعمق وثقل أكبر من المسؤولية. هل قمتم بتسجيل ذلك؟ (نعم). لقد لاحظت شيئًا الآن؛ كل هذه المحتويات التي نناقشها تحتاج إلى أن تُسجل كتابةً قبل أن تتكوّن لديكم فكرة عنها. إذا لم تسجلوها واكتفيتم بالاستماع فقط، فلن تترك حتى مجرد انطباع. ما الذي يشير إليه هذا؟ يظهر أن الناس لا يستوعبون الحق؛ بل يدركون القليل فقط من التعاليم، ويعرفون التعريفات، والمفاهيم، والخطوط العريضة لحقائق معينة. أما عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل المحددة عن هذه الحقائق، وكيفية ممارستها وتطبيقها، فإنهم غالبًا ما يكونون جاهلين بها، أليس كذلك؟ بالنسبة لمعظمكم، التحدث عن التعاليم لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات ليس أمرًا صعبًا، ولكن عندما يتعلق الأمر بتطبيق الحق لمعالجة المواقف، واستخدام المبادئ ومسارات الممارسة التي اختبرتموها وفهمتموها، يكون الأمر صعبًا. ما المشكلة هنا؟ عدم فهم الحق، أليس كذلك؟ والآن، دعونا ننتقل إلى البند الرابع. ما هو البند الرابع؟ (المبادئ ومسارات الممارسة التي ينبغي أن يتبعها المرء). كيف تُحدد هذه المبادئ والمسارات؟ تُحدد بناءً على شيئين أساسيين: الأول هو مقصد الله، والآخر هو الحق. هذان الشيئان هما ما يجب على الناس فهمه. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالتردد في نشر الإنجيل عندما يُطلب منك ذلك، ولكن الله يقول إن نشر الإنجيل هو مقصده، فما الذي ينبغي أن تفعله؟ ماذا ينبغي أن تكون مبادئ ممارستك؟ ماذا يجب أن يكون موقفك؟ يجب أن تخضع له وتقبله بالكامل، دون رفض، ودون تحليل أو تمحيص، ودون تساؤل عن السبب. هذا هو الخضوع الحقيقي. إنه مبدأ مهم ينبغي اتباعه أثناء ممارسة الحق. عندما نتحدث عن مقصد الله بطريقة تعريفية، إلى ماذا يشير عادةً؟ يشير مقصد الله في جوهره إلى رغبة الله، وغاية أفعاله، ومصدرها، ونقطة انطلاقها. من منظور روحي، يُشار إليه باسم "مقصده" أو "رؤيته". عندما يكشف الله عن مقصده لك، فإنه يمنحك اتجاهًا عامًا، مما يسمح لك بمعرفة ما يعتزم فعله. لكن إذا لم يقدّم الله التفاصيل أو المبادئ، فهل ستعرف المسار المحدد والاتجاه الدقيق للممارسة؟ لن تعرف. لهذا السبب، عندما أطلب من الناس القيام بشيء ما، فإن أولئك الذين يمتلكون عقلًا واعيًا، وقلبًا وروحًا، يسارعون بعد قبول الأمر إلى البحث عن التفاصيل وكيفية التنفيذ بالضبط. أما من يفتقرون إلى العقل، والقلب، والروح فقد يعتقدون أن الأمر سهل ويندفعون للعمل دون انتظار تفاصيل إضافية. وهذا هو المعنى الحقيقي لغياب العقل وإنجاز المهمة بشكل أعمى. عندما تتلقى إرسالية من الله وتسعى إلى إتمام واجبك وإكمال مهمتك، يجب أولًا أن تفهم مقصد الله. تحتاج إلى أن تعرف أن هذه الإرسالية آتية من الله، وأنها مقصده، ويجب أن تقبلها، وأن تكون مراعيًا لها، والأهم من ذلك، أن تخضع لها. ثانيًا، يجب أن تطلب الحقائق التي يجب عليك فهمها لأداء هذا الواجب، وأن تعرف المبادئ التي يجب أن تتبعها، وكيفية الممارسة بطريقة تفيد شعب الله المختار وتفيد عمل بيت الله. هذه هي مبادئ الممارسة. وبعد فهم مقصد الله، ينبغي عليك فورًا طلب الحقائق المتعلقة بأداء هذا الواجب، وفهمها، وبعد فهم الحق، التحقق من المبادئ ومسارات ممارسة هذه الحقائق. إلى ماذا تشير "المبادئ"؟ يشير المبدأ تحديدًا إلى الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه بلوغ هدف ما أو تحقيق نتائج عند ممارسة الحق. على سبيل المثال، إذا كُلّفتَ بشراء سلعة ما، فما هي مبادئ الممارسة المحددة؟ أولًا، تحتاج إلى فهم مواصفات ونموذج السلعة المراد شراؤها، ومعايير الجودة التي يجب توافرها، وما إذا كان السعر مناسبًا. في عملية البحث، ستتضح لك المبادئ المحددة للممارسة. هذه المبادئ توفر لك مقياسًا ونطاقًا؛ وستكون بخير حال طالما بقيت ضمن هذا النطاق. وما إن تفهم المبادئ الأساسية المتعلقة بمواصفات، وجودة، وسعر السلعة، فهذا يعني أنك استوعبت المعايير المطلوبة لهذه المهمة. هذا يعني أنك تعلمت بشكل أساسي كيفية الممارسة. يجب على المرء أن يستوعب المبادئ لكي يمارس الحق: المبادئ هي الأساس، وهي العنصر الرئيسي. وما إن تفهم المبادئ الأساسية لأداء واجبك، فهذا يُظهر أنك تفهم المعايير المطلوبة لأداء ذلك الواجب. إتقان هذه المبادئ يعادل معرفة كيفية ممارسة الحق. إذن، على أي أساس تُبنى هذه القدرة على الممارسة؟ تُبنى على أساس فهم مقصد الله وفهم الحق. إذا كنت تعرف جملة واحدة فقط مما يطلبه الله، فهل يُعتبر هذا فهمًا للحق؟ كلا، لا يُعتبر فهمًا للحق. ما هي المعايير التي يجب تلبيتها ليُعتبر ذلك فهمًا للحق؟ يجب أن تفهم معنى أداء واجبك وقيمته، وما إن يتضح لك هذان الجانبان، تكون قد فهمت حقيقة أداء واجبك. علاوة على ذلك، بعد فهم الحق، يجب أن تفهم أيضًا مبادئ أداء واجبك ومسارات الممارسة. وما إن تتمكن من استيعاب وتطبيق مبادئ أداء واجبك، وباستخدام قليل من الحكمة أحيانًا، يمكنك ضمان فعالية أداء واجبك. ومن خلال استيعاب هذه المبادئ والعمل بمقتضاها، يمكنك أن تكون مؤهلًا لممارسة الحق. إذا قمتَ بأداء واجبك دون مزج أي مقاصد بشرية، وإذا تم ذلك من خلال الخضوع التام لمتطلبات الله ووفقًا لترتيبات عمل بيت الله، وعلى نحو يتماشى تمامًا مع كلام الله، فإنك تكون قد أتممت واجبك بشكل ملائم تمامًا. وحتى إذا كان هناك بعض التباين في النتائج مقارنةً بمتطلبات الله، فإن هذا لا يزال يُعتبر تحقيقًا لمتطلبات الله. إذا قمتَ بأداء واجبك بالكامل وفقًا للمبادئ، وإذا كنتَ مخلصًا، وقمتَ بذلك بأفضل ما في قدرتك، فإن أداءك للواجب يتماشى تمامًا مع مقصد الله. لقد أتممت واجبك بوصفك كائنًا مخلوقًا بكل قلبك، وعقلك، وقوتك، وهي النتيجة التي تتحقق بممارسة الحق. والآن، لفهم المبادئ ومسارات الممارسة، ما الذي يجب أن تفهمه أولًا لتحقيق هذه النتيجة؟ (أولًا، يجب أن نفهم مقصد الله، ثم نقبله ونخضع له بالكامل ودون رفض). هذا ما يجب أن يمتلكه المرء من حيث الممارسة والموقف. وما الذي يجب فهمه بعد ذلك؟ يجب أن تفهم الحق، والتفاصيل التي يتضمنها الحق تُشكّل المبادئ والمسارات. ولاستيعاب المبادئ ومسارات الممارسة التي يجب عليك اتباعها، فإن أول ما يجب أن تفهمه هو مقصد الله، ويليه الحق. هاتان هما النقطتان الرئيسيتان، وكل شيء آخر يتكوّن من محتويات تفصيلية ضمن هاتين النقطتين.

الفئة الأولى المتعلقة بمن يقوم بواجبه في نشر الإنجيل ستُختتم مؤقتًا هنا. أضفتُ اليوم بعض النقاط كملحق لتكون بمثابة تذكير بالمحتوى الرئيسي الذي تمت مناقشته في المرة السابقة. وفي الوقت نفسه، يهدف هذا المحلق إلى تحذير الجميع لإدراك أهمية هذا الحق، بحيث تكون كل مهمة تقوم بها وكل واجب تؤديه موجّهًا نحو هذا الاتجاه وهذا الهدف، ويُنفذ على هذا الأساس؛ كلها متعلقة بنشر الإنجيل. وعلى الرغم من أنك لستَ في الخطوط الأمامية للتفاعل مع المستهدفين بالإنجيل، فإن جميع الواجبات التي تؤدّيها حاليًا يمكن القول إنها مرتبطة بعمل الإنجيل. وعلى هذا الأساس، أليس من المفترض أن يكون لدى المرء فهم أوضح وأكثر إضاءة للحق المتعلق بنشر الإنجيل؟ (بلى). من خلال ملحق اليوم، هل اكتسبتم رؤية واضحة بشأن وزن واجب نشر الإنجيل وأهميته؟ (نعم). الآن إذن، ما هو الموقف الأنسب والأكثر ملاءمة الذي يجب اتخاذه تجاه هذا الحق في المستقبل؟ إن نشر الإنجيل هو مقصد الله. فالله يعتزم إنهاء هذا العصر القديم، وجلب المزيد من الناس إليه، وإخراجهم من هذا العصر إلى العصر الجديد. هذا هو مقصد الله، وهو أمر ينبغي على الجميع فهمه. قد يقول البعض: "أنا أفهم ذلك، لكنني لا أستطيع استجماع الحماس المطلوب لنشر الإنجيل، وليس لدي رغبة في التعاون". ما المشكلة هنا؟ (نقص الإنسانية). بالظبط. أنت تعترف بأنك كائن مخلوق وتابع لله، ولكن عندما يتعلق الأمر بمقصد الله الذي يوصي به الناس مرارًا وتكرارًا، وبمقصده العاجل الذي تم شرحه بوضوح للجميع، إذا لم تُعرْه أي انتباه ولم تُبْدِ أي اكتراث، فماذا يدل ذلك عنك كشخص؟ إنه دليل على نقص إنسانيتك. أنت تودّ أن تبجل الله وتعترف بأنه إلهك وربك، ولكن عندما يتعلق الأمر بمقصد الله، لا تُبدي أي اكتراث أو اهتمام على الإطلاق. هذا نقص في الإنسانية، ومثل هذا الشخص قاسي القلب. وبهذا نختتم الحديث في هذا الموضوع.

تعريف القادة والعاملين، وأسباب اختيارهم لمناصبهم

بعد ذلك، دعونا نناقش الفئة الثانية: أولئك الذين يؤدون واجبات القادة والعاملين. على الرغم من قلة عدد هؤلاء الأشخاص، فهم يلعبون دورًا مهمًا من حيث طبيعة عملهم. تتضمن واجبات القادة والعاملين العديد من الحقائق أيضًا؛ حقائق أكثر حتى من نشر الإنجيل. لماذا أقول هذا؟ هذه الواجبات واسعة النطاق للغاية. أحد جوانب هذه الواجبات هو عمل نشر الإنجيل خارجيًا، والآخر هو سقاية شعب الله المختار وإعالتهم داخليًا، وتدبير حياة الكنيسة بشكل جيد، وكذلك التعامل مع أمور الكنيسة وحل جميع أنواع المشكلات. هذا يعني أنه يجب على القادة والعاملين فهم المزيد من الحقائق، وتُطْلَب منهم مطالب أكثر صرامة فيما يتعلق بمبادئ معينة للممارسة، وينبغي أن تكون علاقتهم بالله أوثق. يتضمّن كونك قائدًا أو عاملًا الممارسة والدخول في مختلف جوانب الحق، والمسارات التي يسلكها الناس، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى. بالمقارنة مع أداء واجب نشر الإنجيل، فإن كونك قائدًا أو عاملًا يرتبط ارتباطًا أوثق بالدخول في الحياة ويتطلب أيضًا تحقيق تغيير في الشخصية. هذا يعني أن مختلف الحقائق المتعلقة بكيفية القيام بعمل القادة بشكلٍ جيدٍ أكبر من حيث العدد والنطاق. لكن أيًا كان عددها، فإنها لا تزال تندرج تحت العديد من الموضوعات الرئيسية، لذلك دعونا نتناولها عنصرًا تلو الآخر، نقطة تلو الأخرى، وستفهمونها تدريجيًا. دعونا نبدأ بالحديث عن تعريف القادة والعاملين. لماذا من الضروري تعريفهم؟ التعريف يعادل تحديد موضع شيءٍ ما، أي إن التعريف يخبر الناس بطبيعة مسؤوليات هذه الواجبات ونطاقها، وكذلك ألقاب أولئك الأشخاص؛ وبعبارة أخرى، ماذا سيُسَمَّون. من خلال التعريف الدقيق لهذه الواجبات، يمكن للناس أن يكتسبوا وضوحًا ذهنيًا فيما يتعلق بالمكانة التي تتمتع بها هذه الفئة من الناس في ذهن الله، وما يطلبه منهم، ومتطلباته منهم فيما يتعلق بأداء هذه الواجبات، وماهية المسار الذي ينبغي أن يسلكوه، وماهية المبادئ التي ينبغي أن يمارسوها. بغض النظر عما إذا كانوا صغارًا أو كبارًا في السن، أو من ذوي المناصب العالية والنبيلة، أو من ذوي المناصب الدنيئة والوضيعة، وبغض النظر عن خلفيتهم، على أي حال، فقد اشترط الله معايير في مثل هؤلاء الأشخاص. وبعبارة أخرى، هناك حقائق يجب أن يفهمها الأشخاص الذين يؤدون مثل هذه الواجبات؛ هناك مبادئ للحق ينبغي أن يفهموها ويمارسوها، وهناك مسار معين يجب أن يتبعوه. إذن، كيف يتم تعريف أولئك المختارين من بين أتباع الله للقيادة والعمل؟ ما هو التعريف الدقيق؟ ما الذي يعتقد الناس أنه التعريف؟ وما هو موضع هؤلاء الأشخاص في قلوب الآخرين بالضبط؟ أليس هذا مرتبطًا بتعريف هوية مثل هؤلاء الأشخاص ومكانتهم؟ ما الموضع الذي يخصصه الآخرون لهذه المجموعة من الأشخاص في قلوبهم؟ هل يعتبرونهم رسلًا؟ كلا. هل يعتبرونهم تلاميذ؟ لا يعتبرونهم تلاميذ أيضًا. هل هناك من يدعوهم رعاة؟ (نعم). هل "الرعاة" لقب مناسب؟ (غير مناسب). لماذا هو غير مناسب؟ (إنّه الموضع الخاطئ). هل الناس قادرون على أداء دور الرعاة؟ (لا). وبما أنهم ليسوا رسلًا أو تلاميذ، وبما أن لقب "الرعاة" غير مناسب أيضًا، فما هو بالضبط الاسم الأنسب للأشخاص الذين يؤدون هذه الواجبات؟ ما هو المصطلح الأكثر ملاءمة؟ (حراس). هل لقب "الحراس" مناسب؟ لا أرى أي فارق بين هذا اللقب ولقب "الرعاة". إنه اسم رنان، لكن العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص صغير للغاية. لا شيء من هذه الألقاب مناسب. إذن، بناءً على طبيعة الواجبات التي يؤديها هؤلاء الأشخاص، ما هو الاسم والتعريف الأكثر ملاءمة؟ ما هي مبادئ تعريف مثل هؤلاء الأشخاص؟ يجب أن يتوافق التعريف مع طبيعة عملهم، وكذلك هويتهم ومكانتهم، ويجب أن يكون لائقًا تمامًا، وليس رنانًا أكثر من اللازم. إذا عرفنا هؤلاء الناس على أنهم "رسل"، فهل سيكون ذلك مبالغة في التعظيم؟ (نعم). أو، ماذا عن تعريفهم بـ"الحراس"؟ (هذا أكثر مبالغة في التعظيم). هل أنت قادر على حراسة الناس؟ إذا لم تكن كذلك، فأنت لست حارسًا. ماذا عن لقب "الرعاة"؟ ماذا يعني لقب "الرعاة"؟ (الأشخاص الذين يرعون الغنم). إنه يشير إلى الأشخاص الذين يرعون قطيعًا من الغنم ويعتنون به. يتناسب الاسم في الواقع مع هذه المجموعة، بناءً على طبيعة عملهم فقط. لكن بالنظر إلى ما يمكن أن يتحمله الأشخاص هذه الأيام، وما يمكنهم تحقيقه، وشخصياتهم الفاسدة، هل لقب "الرعاة" مناسب؟ (لا). إنه مبالغ في التعظيم بعض الشيء. إنهم غير قادرين على هذا، ولا يتوافق اللقب مع طبيعة أو نطاق العمل الذي يقوم به الأشخاص هذه الأيام. من الواضح أن هذا اللقب لا يناسبهم. ما هي، إذن، الطريقة الأنسب لتعريف هذه الفئة من الناس؟ (تعريفهم كقادة وعاملين). هذه العبارة مناسبة نسبيًا.

ما هو سبب ظهور فئة الأشخاص الذين هم قادة وعاملون؟ كيف ظهروا؟ على نطاق كبير، يحتاجهم عمل الله؛ وعلى نطاق أصغر، يحتاجهم عمل الكنيسة، كما يحتاجهم شعب الله المختار. بغض النظر عن هويتهم أو مكانتهم، وبغض النظر عن الدور الذي يلعبونه، فهم متساوون مع الأفراد العاديين من شعب الله المختار؛ يتساوون في هويتهم ومكانتهم أمام الله. على الرغم من أن مصطلح "القادة والعاملين" موجود في الكنيسة، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأفراد هم "قادة" و"عاملون" يؤدون واجبات مختلفة عن واجبات إخوانهم وأخواتهم، فإن لقبهم "كائنات مخلوقة" أمام الله يظل هو نفسه؛ هذه الهوية لن تتغير. الفارق بين القادة والعاملين وبين الأفراد العاديين من شعب الله المختار هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوراهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأفراد؟ يقود جميع أفراد شعب الله المختار في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فإن جميع من في الكنيسة سيتبعونهم في المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر على جميع أفراد شعب الله المختار في الكنيسة. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذا، عندما يأخذ القادة سبيلهم المتفرع الخاص بهم، فإنهم لا يكونون الوحيدين الذين يتأثرون، بل تتأثر بذلك أيضًا الكنائس وشعب الله المختار الذين يقودونهم. إن كان قائد شخصًا مناسبًا يسلك الطريق الصحيح ويسعى إلى الحق ويمارسه، فسيأكل الأشخاص الذين يقودهم ويشربون كلام الله بشكل طبيعي ويسعون وراء الحق بشكل طبيعي، وفي الوقت عينه، سيكون اختبار القائد الشخصي وتقدّمه ظاهرًا باستمرار للآخرين. إذًا ما هو الطريق الصحيح الذي على قائد أن يسلكه؟ إنّه القدرة على قيادة الآخرين إلى فهم للحق ودخول إلى الحق، وقيادتهم إلى أمام الله. ما هو الطريق الخاطئ؟ أن يسعى المرء للمكانة والشهرة والربح، ويتباهى بنفسه كثيرًا ويشهد لنفسه مرارًا، وألّا يشهد لله أبدًا. ما تأثير هذا على شعب الله المختار؟ (يجلبهم أمام نفسه). سينحرفون بعيدًا عن الله ويقعون تحت سيطرة هذا القائد. إذا قدت الناس ليأتوا أمامك، فأنت تقودهم كي يأتوا أمام شخص فاسد، وأمام الشيطان، وليس الله. وحدها قيادة الناس كي يمثلوا أمام الحق هي قيادتهم كي يمثلوا أمام الله. القادة والعمال، بغض النظر عما إذا كانوا يسلكون المسار الصحيح أو الخطأ، لهم تأثير مباشر في شعب الله المختار. وعندما يخفق شعب الله المختار في فهم الحق، فإن غالبيتهم يتبعون على نحو أعمى. يمكن أن يكون القائد شخصًا صالحًا، وسيتبعونه. ويمكن أن يكون القائد شخصًا سيئًا، وسيتبعونه أيضًا؛ إنهم لا يميِّزون. إنهم يتبعون كما يُقادون، أيًّا كان القائد. ولذا فمن الأهمية بمكان أن تختار الكنائس الصالحين ليكونوا قادتها. إن المسار الذي يسلكه كل شخص يؤمن بالله يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمسار الذي يسلكه قادته، ويمكن أن يتأثر بهؤلاء القادة والعمال بدرجات متفاوتة. دعونا نبدأ بعقد الشركة في هذين المسارين حول مختلف الحقائق التي تنطوي عليها واجبات القادة والعاملين؛ المسار الصحيح، من ناحية، والمسار الخطأ، من ناحية أخرى. أي من هذين يجب أن نعقد الشركة حوله أولًا؟ (المسار غير الصحيح). لماذا تختار هذا؟ هل من الأفضل مناقشة المسار الصحيح أولًا، أم المسار الخطأ؟ (الخطأ). كلاهما صحيح، في الواقع؛ ولكن المسار الذي نناقشه منهما أولًا سيكون له تأثير مختلف. إذا بدأنا بمناقشة المسار الخطأ، يمكن للناس اكتشاف المزيد عن المسار الصحيح ضمن المسار الخطأ، وكذلك اكتشاف العديد من الأشياء أو المعرفة غير الفعالة والسلبية، والتي يمكنهم استخدامها لوعظ أنفسهم. يمكنهم استخلاص شيء إيجابي من هذا، وإذا انتقلنا بعد ذلك إلى مناقشة المسار الصحيح، فسيكون الناس قادرين على فهم ما هو إيجابي على مستوى أعمق وبسرعة أكبر. في الأساس، هذا النهج قابل للتطبيق، وهو مفيد للناس. لذلك دعونا نبدأ بمناقشة المسار الخطأ.

الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح للسيطرة على الناس

ما إن يُخْتَار الشخص قائدًا أو عاملًا ويبدأ في أداء واجباته، هل ينبغي عليه أن يتبنى سلوكًا معينًا؟ يسأل البعض: "أي سلوك؟ هل ينبغي أن يركب السحاب أو يأمر الريح والمطر؟" لا هذا ولا ذاك صحيح. على الرغم من أنه لا يفترض به أن يركب السحاب أو يأمر الريح والمطر، وبالتأكيد لا يفترض به أن يصيح بأعلى صوته ليلفت الانتباه لنفسه، لأنه إنسان فاسد كونه صاحب شخصية الشيطان الفاسدة وجوهره، ففي مثل هذه الأوقات، يشعر كل شخص بقوة هادرة في أعماق نفسه. إنهم جميعًا يمتلكون طموحات سامية، ويشعرون بدافع للنجاح في مسيرتهم المهنية، وإظهار مهاراتهم، ولفت الأنظار إليهم، وبذل كل ما في وسعهم. دعونا لا نناقش في الوقت الحالي ما إذا كان هذا النوع من الدوافع صحيحًا أم خاطئًا. عندما يُختار شخص ما قائدًا أو عاملًا، فإنه يُضْمِرُ مشاعر معقدة للغاية في أعماقه. ما الذي أعنيه بالمعقَّدة؟ يعتقد البعض أنه ليس من السهل على الإطلاق اختيارهم قادة، وعلى الرغم من أنهم غير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم القيام بعمل جيد، ولا يعرفون كيف سيكون مسارهم المستقبلي، إلا أن طبيعتهم المتأصلة تجعلهم سعداء جدًا بهذه الفرصة، وسعداء جدًا بقبول هذه المسؤولية المشرفة والعبء الثقيل. كما أنهم يشعرون بعض الشيء في أعماقهم بأنهم راضون عن أنفسهم ومحظوظون. ما الذي يجعلهم يشعرون بأنهم محظوظون؟ إنهم يعتقدون: "لقد تم اختياري من بين العشرات من الآخرين؛ لا بد أنني ممتاز وقادر تمامًا. لا بد أنني أفضل من الناس العاديين، وأنني أمتلك إدراكًا أفضل وفهمًا روحيًا أكثر من معظم الناس. لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، وبذلتُ الكثير وكددتُ كثيرًا. تثبت الحقائق أنني مؤهل لأخذ زمام المبادرة في الكنيسة، وإرشاد الناس للدخول في كلام الله وفهم الحق. هناك الكثير من الناس الذين هم أكثر براعة، وأفضل تعليمًا، وأكثر فصاحةً مني، فلماذا تم اختياري بدلًا منهم؟ هذا يظهر أنني قادر ولديَّ إنسانية صالحة. هذه هي نعمة الله". هذا هو حوارهم الداخلي. عبارة "نعمة الله" مضافة في النهاية، ولكن في الواقع أفكارهم الحقيقية وفهمهم الحقيقي يكمنان في الجزء الأول مما قالوه. إنهم يفكرون: "على الرغم من أنني لم أتنافس أو أقاتل من أجل هذا، تم اختياري. ماذا يجب أن أفعل الآن؟ لا يمكنني أن أخذل الجميع، يجب أن أبذل قصارى جهدي!" وكيف يبذلون قصارى جهدهم؟ في يومهم الأول في العمل، يستدعون المشرفين على كل مجموعة للاجتماع، ويكون لديهم سلوك وطاقة معينين تجاههم. أي نوع من الطاقة؟ إنهم يتصرفون بسرعة وحسم، ويكونون في غاية الجدية، متلهفين على تحقيق بداية مثيرة للإعجاب. أولًا، يحاولون أن يُظهروا للجميع مدى قدرتهم، ثم يحاولون جعل الناس يميزون أسلافهم ويتخلون عنهم. يقولون: "اليوم، دعونا أولًا نقضي بعض الوقت في تشريح سلفي، على سبيل المثال، في الطرق التي قيد بها الناس، وجوانب العمل التي كان معيبًا أو مهملًا فيها، وما إلى ذلك؛ يمكننا عقد شركة عن كل هذه الأشياء. وعندما ننتهي من الشركة، ويكون لديكم تمييز واضح للقائد السابق، وتكونون قادرين على التخلي عنه، ولا تعودون مقيدين به، ولا تعودون تشتاقون إليه، يمكنكم حينها اعتبار أنكم تمتلكون الفهم، وأنكم مخلصون وخاضعون لله. في اجتماع اليوم سنبدأ بانتقاد القائد الكاذب وضد المسيح السابق. دعونا نكشفه". وردًا على ذلك، يقول الجميع إنهم قد عقدوا شركة حول هذا الأمر بالفعل، وميَّزوا أن السلف كان قائدًا زائفًا وضدًا للمسيح، لذلك لا شيء لديهم ليكشفوه. لكن هؤلاء القادة الجدد لا يوافقون على ذلك، ويبدأون في الانفراد بالأشخاص كلُ على حدة وإقناعهم بعقد الشركة. لا تعجبهم الشركة التي يعقدها بعض الناس، لذلك يطلبون من أحد الإخوة والأخوات الذين كانوا أقرب إلى القائد السابق كشفه وتشريحه، ولكن بعد سماع هذه الشركة، يفكر هؤلاء القادة الجدد قائلين لأنفسهم: "هذا الشخص ليس لديه تمييز لسلفي، ولم يتخلَّ عنه أيضًا. يبدو وكأنه لا يزال لديه مكان في قلب هذا الشخص. هذا لن يفيد على الإطلاق؛ اليوم يجب أن أفكر في طريقة لكشف سلفي تمامًا". وبعد ذلك، يطلبون من شخص كان على أسوأ علاقة بالقائد السابق النهوض وكشفه. وما إن يكشف هذا الشخص القائدَ السابق، يشعرون بالرضا، ويعتقدون أن هذا الشخص جدير بالرعاية. وما الذي يريدون رعايته؟ إنهم يريدون أن يرعوا شريكًا متواطئًا، أن يرعوا وينموا قوتهم الخاصة. هكذا يسير الاجتماع الأول. وهل يتمكنون من تحقيق هدفهم بعد هذا الاجتماع؟ ليس على نحو شامل، وليس بهذه السرعة. ما الذي يخططون له في قلوبهم؟ يفكرون: "لا شيء أكثر غموضًا من قلب الإنسان، ولا شيء أكثر شرًا منه. يجب أن أتثبَّتَ من رأي كل شخص في سلفي، ويجب أن أستوضح رأيهم بي، وما إذا كانوا يعرفون ماضيي أم لا، وما إذا كانوا يعرفون كل شيء عني، وفي النهاية أظهر لهم جميعًا أنه لا ينبغي العبث معي. لكن يجب أن أختار أساليبي وتكتيكاتي بعناية. لا يتعين عليَّ كشف نواياي؛ بل يجب أن أخفيها". ومن أين تأتي هذه الأفكار، وأساليب العمل، والدوافع؟ من طبيعتهم الشيطانية. هل لديكم مثل هذه المظاهر؟ في اليوم الذي تم فيه اختياركم قادة أو عاملين، ربما تكونون قد بدأتم بتحذير أنفسكم من السير في الطريق الخطأ، والسير في طريق القادة الكذبة وأضداد المسيح. ربّما قلتم لأنفسكم إنّه يجب عليكم التخلّي عن المكانة، وألاّ تعملوا من أجل سمعتكم، أو مكاسبكم، أو مكانتكم، أو ألّا تقودكم الرّغبة أثناء عملكم، وبدلًا من ذلك تعملوا بجدٍّ للقيام بواجباتكم، وأن تكونوا مخلصين لله. لكن مع مرور الوقت، يظهر أولئك الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، وما إن يتحدثوا أو يتصرفوا، يصبح هدفهم واضحًا جدًا؛ يحاولون على الفور تعزيز مكانتهم وكسب قلوب الناس. وما إن يكشف شخص ما عن أدنى لمحةٍ من عدم الرضا أو التحدي، فإنهم ينزعجون، وعلى الرغم من أنهم قد لا يستبعدون الشخص أو يهاجمونه علنًا، فإنهم يشعرون في أعماقهم بالنفور الشديد منه. كيف يظهرون هذا الشعور بالنفور؟ (يتجاهلون ذلك الشخص). تجاهله هو مظهر صامت، فما هي التصرفات المحددة التي ينطوي عليها النفور؟ على سبيل المثال، يُجلسون الأشخاص الذين يحبونهم قُبالتهم في الاجتماعات، ويفتعلون الأسباب لإجلاس الأشخاص الذين لا يحبونهم جانبًا. هل هذا هجوم؟ (نعم). هذه هي بداية هجومهم. إنهم يقومون بتصرفات عملية، أليس كذلك؟ (بلى). التصرفات أكثر جدية وشدة من الكلمات أو الأفكار. لماذا هي أكثر شدة؟ التفكير في شيء ما ولكن مع عدم التصرف بناءً عليه؛ هذا مستمد من عقل المرء وأفكاره. ولكن ما إن يحدث تصرف، يصبح حقيقة. وعندما يصبح سلوكًا، فهو ليس مجرد شخصية الشيطان الفاسدة بل عملًا شريرًا. بعد اختيار الأشخاص ليكونوا قادة، يجلبون رغباتهم، وتطلعاتهم، ومُثُلَهُم إلى العمل الذي يقومون به والواجبات التي يؤدونها. ولكن ما هو المظهر المشترك الذي يظهر في جميع البشر الذين يمتلكون شخصية الشيطان الفاسدة؟ ما الذي يشتركون فيه جميعًا؟ إنهم يحاولون الاستيلاء على السلطة وتعزيز مكانتهم الخاصة. ما هي الوسائل التي يحاولون بها الاستيلاء على السلطة؟ أولًا، يلاحظون من يحاول تمَلُّقَهُم والتقرُّب منهم في المجموعات. وبعد ذلك، يتقربون بشكلٍ فعالٍ من أولئك الأشخاص، وسواء من خلال الإطراء أو من خلال تقديم خدمات صغيرة، يخلقون روابط خفية ويتوددون إليهم، بحيث يصبح هؤلاء الأشخاص – الذين يشاركونهم التفضيلات، أو المصالح، أو الطموحات، أو الطبيعة نفسها – أتباعهم المتشددين، ويتَّحِدُونَ معهم. وما هو هدفهم من جعل هؤلاء الناس يتَّحِدُونَ معهم؟ ترسيخ مكانتهم وتوسيع نطاق قواتهم. وما إن يكسبوا السلطة، لا يتوقف الأمر على أن يكون لهم القول الفصل، وهكذا فحسب؛ بل إنهم يريدون أيضًا حمل المزيد من الأشخاص على اتباعهم، ودعمهم، والتحدث نيابة عنهم، بحيث إنه حتى عندما يقولون شيئًا خاطئًا، أو يفعلون أشياء سيئة، أو يهاجمون الناس ويقيدونهم، يظل هناك من يفعل ما يقولونه ويوافق عليه. هذا هو هدفهم. ثمّ إذا اكتشف الأعلى مشاكلهم واستبدلهم يومًا ما، فسيظلّ هناك أشخاص يبذلون قصارى جهدهم للتحدّث نيابةً عنهم، ويتقدمون للدفاع عنهم، ويحاولون حماية سمعتهم. وما هي الطريقة التي يستخدمونها لكي تحقق تصرفاتهم هذا النوع من النتائج؟ كسب قلوب الناس. يستخدمون طريقة كسب قلوب الناس من أجل ترسيخ مكانتهم وتوسيع نطاق قوتهم. هذه هي إحدى الطرق التي يستولي بها أضداد المسيح على السلطة.

فيما يتعلق بالأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لترسيخ مكانتهم، فإن الأسلوب الأول هو كسب قلوب الناس والثاني هو مهاجمة المعارِضين واستبعادهم. كسب قلوب الناس يعني أنهم يستخدمون طريقة كسب الناس مع أولئك الذين يتملقونهم، والذين يتقرَّبون منهم، والذين يثقون بهم، والذين يتبعونهم بغض النظر عما إذا كانوا على صواب أو على خطأ. مهاجمة المعارضين واستبعادهم تعني أنهم ينظرون إلى جميع أولئك الذين يفهمون الحق، والذين يمكنهم بالتالي تمييزهم، والامتناع عن اتباعهم، والابتعاد عنهم، باعتبارهم أعداء. إنهم يعاملون هؤلاء الناس كأنهم مسامير في أعينهم وأشواك في خواصرهم، والأسلوب الذي يستخدمونه مع هؤلاء الناس هو مهاجمتهم واستبعادهم. على سبيل المثال، لنفترض أن ضد المسيح يلاحظ أنه في كل مرة يعقد فيها شركة، يكون الناس متحمسين للغاية، حيث يقوم البعض بتدوين الملاحظات أو تسجيلها على جهاز تسجيل. لكن هناك أخت شابة واحدة فقط لا تدون الملاحظات ولا تعبر عن رأيها أبدًا. لذا، يفكر في نفسه: "هل لديها مشكلة معي؟ أم أنها تعتقد أنني لا أعقد الشركة بشكلٍ جيد؟ علاوة على ذلك، في كل مرة أَصِلُ فيها، يرحب بي الآخرون ويومئون لي في وِدٍّ، ويصبون الماء من أجلي ويقدمون لي مقعدًا، لكنها لم تعاملني قطُّ بهذه الطريقة. يبدو أنها لا تُذْعِنُ لي؛ يجب أن أفكر في طريقة وأجد فرصة لتلقينها درسًا! ما نوع الفرصة التي يجب أن أبحث عنها؟ سأرتب لها الذهاب للتعامل مع شيء من المؤكد أنها ستبلي فيه بلاءً سيئًا؛ هذا سيعطيني مبررًا لأوبِّخَها بقسوة. هذه أفضل فرصة أمامي لحملها على الإذعان لي". في وقت لاحق، يرتب لهذه الأخت التوجُّه للعمل في مكان خطير. يفكِّر: "سأجعلها تذهب لتنشر الإنجيل إلى قس متديِّن عجوز، وهو فاسق بعض الشيء ولا يقبل الحق. لِنَرَ ما إذا كان بإمكانها هدايته. ماذا ستقول دفاعًا عن نفسها إذا لم تستطع؟ إذا لم تذعن لي، فسأطردها!". بعد ذلك، يقول لها: "في الوقت الحالي، يُكِنُّ لكِ معظم الإخوة والأخوات الآخرين احترامًا بالغًا. لقد آمنتِ بالله لسنوات عديدة، وفهمتِ العديد من الحقائق. ثمة قس متديِّنٌ يعرف الكتاب المقدس جيدًا، وأنتِ الشخص الأنسب للذهاب إليه لنشر الإنجيل له". وعندما تلتقي الأخت بالقس، يرى القس أنها شابة وجميلة، ويعجب بها؛ حتى إنه يتجاوز بعض حدوده معها. وبعد عودتها، تقول الأخت إنها لا تريد العودة مرة أخرى، فيردُّ عليها ضدُّ المسيح: "لقد كلفتكِ الكنيسة بنشر الإنجيل له. هذا واجبكِ، ويجب أن تذهبي!" وعند سماع الأخت ذلك، لا يصبح أمامها خيار سوى الطاعة، ونتيجة لذلك تبكي بعد كل زيارة. هذا القائد قادر على القيام بمثل هذه الأشياء من أجل مهاجمة الآخرين والانتقام منهم. أي نوع من الأشخاص هذا؟ شخص شرير. لو كان ذلك الشخص امرأةً، هل كانت ستورُّط نفسها في مثل هذا الموقف؟ (لا). بالطبع لا. ستجتنب ذلك أكثر من أي شخص آخر. إنه يلاحظ من يثير استياءه، ومن تَسْهُلُ مضايقته، ومن لا يذعن له ولا يتملقه، ثم ينتهز الفرص للكيد لهؤلاء الناس والانتقام منهم. أخبرني، عندما تكون لدى شخص ما نوايا سيئة وشريرة، أفلا يكون قادرًا على القيام بكل أنواع الفظائع؟ وكيف تنشأ هذه النوايا السيئة والشريرة؟ أحد الأسباب الرئيسية هو أن جوهر طبيعته سيئ وخبيث للغاية، والآخر هو أنه لا يمتلك قلبًا يتقي الله. عندما لا يمتلك الناس قلوبًا تتقي الله، لا يوجد شيء لا يجرؤون على فعله؛ إذ لن يؤذوا الآخرين فحسب، بل يمكنهم حتى القيام بأشياء مثل إدانة الله وخيانته؛ إن إيذاء الناس أمر سهلٌ عليهم للغاية. لن يروا أنها مشكلة كبيرة مهما كان مدى إيذائهم للآخرين؛ فهم لا يتعاطفون مع الآخرين، وهم خبيثون للغاية في جوهرهم. وماذا كان هدف ضد المسيح هذا عندما دفع هذه الأخت الشابة نحو حفرة النار؟ لم يفعل ذلك لنشر الإنجيل وكسب الناس؛ وإنما فقط لتعذيبها. ما نوع الناس الذين يُعَذِّبُهم؟ إذا كان شخصٌ يمتثل له ويطيعه، فهل سيعذبه؟ لا، لن يفعل. إذن لماذا تعرضت الأخت لمثل هذه المعاملة؟ (لأنها لم تذعن له). نظرًا لأنها لم تذعن له، أو تتملقه، أو تفعل كما قال، أو تعامله كَذِي شأنٍ عظيمٍ، واحتقرته بدلًا من ذلك، عوملت بهذه الطريقة وأوذيت نتيجة لذلك. إذا كان أضداد المسيح يؤذون الناس بهذه الطريقة، كيف سيكون ردّ فعل أولئك الذين هم صغارٌ القامة ولا يفهمون الحقّ عمومًا؟ سيفكرون في أنفسهم: "يتمتع المسؤولون المحليون بسيطرة أكبر من مسؤولي الدولة. الآن، نحن تحت سيطرة هذا الشخص، لذلك يجب أن نفعل ما يقوله ونذهب حيثما أمرنا بالذهاب. وكيفما كان تعامل الآخرين معه، كذلك ينبغي أن نتعامل معه. يجب أن نتكامل مع المجموعة. يجب أن نتملقه بنفس الطريقة التي يتملقه بها الآخرون، ويجب أن نفعل ذلك بشكل أفضل وأكثر لُطفًا من الآخرين. عندها فقط يمكن أن يتركنا هذا القائد وشأننا. ليس من السهل خدمة هذا القائد؛ ينبغي ألا نعبث معه!". أليست هذه هي النتيجة التي يريد ضد المسيح أن يراها بالضبط؟ (بلى). هكذا حقق هدفه. أليس هذا هو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الشيطان لإيذاء الناس؟ (بلى). ما الذي يوضِّحه هذا؟ يوضِّح أن أفعاله تمثل الشيطان. لقد أصبح منفذًا للشيطان وممثلًا له؛ إنه يتصرف نيابة عنه. هل أداء الواجب بهذه الطريقة هو الأداء الحقيقي للواجب؟ هل هذا يخدم الله؟ (لا). مثل هؤلاء القادة لا يصلحون لأن يُطلق عليهم اسم قادة؛ إنهم أشرار وشياطين.

ما إن يصبح أضداد المسيح قادة حتى يكون أول شيء يفعلونه هو محاولة ربح قلوب الناس، وحمل الناس على تصديقهم، والوثوق بهم، ودعمهم. عندما تكون مكانتهم آمنة، يبدؤون في الانحراف. ولحماية مكانتهم وسلطتهم، يبدؤون في مهاجمة المنشقين واستبعادهم. سيحاولون فعل أي شيء تجاه المنشقِّين – لا سيما تجاه الأشخاص الذين يطلبون الحق – باستخدام وسائل ثابتة ودقيقة ولا هوادة فيها لقمعهم، ومهاجمتهم، وتعذيبهم. إنهم لا يشعرون بالراحة إلا عندما يُسْقِطُونَ أي شخص يهدد مكانتهم ويشوهون سمعته. كل أضداد المسيح كذلك. ما هدفهم من استخدام هذا العدد الضخم من التكتيكات لربح الناس وقمعهم؟ هدفهم هو كسب السلطة، وترسيخ مكانتهم، وتضليل الناس والتحكُّم بهم. ما الذي تمثله مقاصدهم ودوافعهم؟ إنهم يرغبون في تأسيس مملكتهم المستقلة الخاصة بهم، ويريدون الوقوف ضد الله. مثل هذا الجوهر أشد خطورة من الشخصية الفاسدة؛ فقد انكشفت فيه تمامًا طموحات الشيطان ومخططاته الغادرة. ليس الأمر مجرد انكشاف شخصية فاسدة. على سبيل المثال، إذا كان الناس متغطرسين قليلًا وبارين في أعين أنفسهم، أو كانوا في بعض الأحيان مخادعين بعض الشيء وكذّابين، فهذه مجرد استعلانات لشخصية فاسدة. وفي الوقت نفسه، كل ما يفعله أضداد المسيح هو ربح قلوب الناس، ومهاجمة المنشقِّين واستبعادهم، وترسيخ مكانتهم، والاستيلاء على السلطة، والتحكُّم بالناس. ما طبيعة هذه التصرفات؟ أَهِيَ مُمَارَسةٌ للحق؟ أَهِيَ قيادةٌ لشعب الله المختار في الدخول إلى كلام الله والمجيء أمام الله؟ (كلا). ما الذي يفعلونه إذًا؟ إنهم ينافسون الله على شعبه المختار، ويتنافسون على قلوب الناس، ويحاولون إقامة مملكتهم المستقلة الخاصة. من يجب أن يكون له مكان في قلوب الناس؟ يجب أن يكون لله مكان. لكن كل ما يفعله أضداد المسيح عكس ذلك تمامًا. إنهم لا يسمحون لله أو للحق أن يكون لهما مكان في قلوب الناس؛ وبدلًا من ذلك، يريدون أن يكون للإنسان، ولأنفسهم بوصفهم قادة، وللشيطان مكان في قلوب الناس. وما إن يكتشفوا أنه لا مكان لهم في قلب شخص ما، وأن هذا الشخص لا يعاملهم كما يعامل قائدًا، حتى يشعروا بالاستياء الشديد، وربما سيحاولون قمعه وتعذيبه. كل ما يفعله أضداد المسيح ويقولونه يدور حول مكانتهم وسمعتهم، ويهدف إلى حَمْل الناس على احترامهم، وإلى حَمْل الناس على حسدهم وعبادتهم؛ بل حتى حَمْل الناس على الخوف منهم. إنهم يريدون أن يجعلوا شعب الله المختار يعاملهم مثل الله، ويفكرون: "أيًا تكن الكنيسة التي أنا فيها، يجب أن يستمع الناس إلي، ويجب أن يقتدوا بي. أي مشكلة يبلغ بها أحد إلى الأعلى يجب أن أوافق على إبلاغها أولًا، ويجب ألا يُسْمَح لأحد بإبلاغ التقارير إلا إليَّ، وليس إلى الأعلى مباشرةً. إذا قال لي أي شخص "لا"، فسأعاقبه، حتى يشعر كل من يراني بالخوف، والارتياع، والارتعاد في قلبه. وعلاوة على ذلك، إذا أعطيتُ أمرًا أو جزمتُ بشيٍء ما، فيجب ألا يجرؤ أحد على مخالفتي؛ أيًا كان ما أقوله، يجب أن يطيعه الناس. يجب أن يستمعوا إليَّ تمامًا، ويجب أن يطيعوني في كل شيء، ويجب أن أكون أنا من يتخذ القرارات هناك". هذه هي بالضبط النغمة التي يتحدث بها أضداد المسيح، وهذا هو صوت أضداد المسيح، وهذه هي الطريقة التي يحاول بها أضداد المسيح التسلُّطَ على الكنائس. فإذا فعل شعب الله المختار ما يقولونه وأطاعوهم، ألن تصبح مثل هذه الكنائس ممالك لأضداد المسيح؟ إنهم يقولون: "يجب أن أتحقق من ترتيبات العمل الصادرة من الأعلى، ويجب أن أتحمل المسؤولية عنكم، ويجب أن أكون الشخص الذي يحلل الصواب والخطأ، ويجب أن أكون أنا من يقرر العاقبة. ليس لديكم قامة كافية، ولستم مؤهلين بما فيه الكفاية. أنا قائد الكنيسة وكل شيء يعتمد عليَّ". أليس الناس الذين يقولون هذه الأشياء مختالين للغاية؟ إنهم حقًا متغطرسون لدرجة أنهم يفتقرون إلى أي عقل! ألا يحاولون تأسيس مملكتهم المستقلة الخاصة بهم؟ أي نوع من الناس أقرب إلى محاولة إنشاء مملكتهم الخاصة؟ أليسوا أضداد المسيح الحقيقيين؟ أليس الهدف من كل شيء يقوله أضداد المسيح ويفعلونه هو حماية مكانتهم؟ ألا يحاولون تضليل الناس والتحكُّم بهم؟ لماذا يسمون أضداد المسيح؟ ما الذي تعنيه كلمة "ضد"؟ تعني التضاد والكراهية. تعني العدوانية تجاه المسيح، والعدوانية تجاه الحق، والعدوانية تجاه الله. وما الذي تعنيه "العدوانية"؟ تعني وقوف المرء على الجانب المعاكس، ومعاملتك على أنك عدو، كما لو أن المرء مليء بكراهية عظيمة وعميقة؛ تعني المعارضة التامة لك. هذه هي العقلية التي يتعامل بها أضداد المسيح مع الله. ما هو موقف مثل هؤلاء الناس – الذين يكرهون الله – تجاه الحق؟ هل هم قادرون على حب الحق؟ هل هم قادرون على قبول الحق؟ بالطبع لا. لذا فإن الناس الذين يقفون موقف المعارضة لله هم أناس يكرهون الحق. أول ما يظهر فيهم هو النفور من الحق وكراهية الحق. ما إن يسمعوا الحق أو كلام الله حتى تتكوَّن الكراهية في قلوبهم، وعندما يقرأ أي شخص كلام الله عليهم، يظهر تعبير عن الغضب والغيظ على وجوههم، تمامًا كما هو الحال عندما يُقْرَاُ كلام الله على شيطان عندما ينشر الناس الإنجيل. يشعر الناس الذين ينفرون من الحق ويكرهون الحق في قلوبهم بأقصى قدر من النفور من كلام الله والحق، إن موقفهم هو موقف مقاومة، بل يصل بهم الأمر إلى حد كره أي شخص يقرأ كلام الله عليهم أو يعقد معهم شركة عن الحق، بل إنهم يعاملون ذلك الشخص بوصفه عدوًا. إنهم يشعرون بالنفور الشديد من مختلف الحقائق، ومن الأشياء الإيجابية. كل الحقائق مثل الخضوع لله، وقيام المرء بواجباته بإخلاص، وأن يكون المرء شخصًا صادقًا، وطلب الحق في كل شيء، وما إلى ذلك؛ هل لديهم القليل من التوق الذاتي لها أو الحب لها؟ كلَّا، على الإطلاق. ومن ثَمَّ، نظرًا إلى هذا النوع من جوهر الطبيعة الذي لديهم، فإنهم يعارضون الله والحقَّ معارضةً مباشرةً بالفعل. لا شك أن هؤلاء الناس في أعماقهم لا يحبون الحق أو أي شيء إيجابي؛ بل إنهم يشعرون في أعماقهم بالنفور من الحق ويكرهونه. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يشغلون مناصب القيادة يجب أن يكونوا قادرين على قبول آراء إخوانهم وأخواتهم المختلفة، ويجب أن يكونوا قادرين على الانفتاح وكشف حقيقتهم للإخوة والأخوات، وأن يكونوا قادرين على قبول التأنيب منهم، ويجب ألا يتمسَّكوا بمكانتهم. ماذا سيقول أضداد المسيح عن كل هذه الطرق الصحيحة للممارسة؟ سيقولون: "إذا استمعت إلى آراء الإخوة والأخوات، فهل سأظل قائدًا؟ هل سأظلُّ أحوز المكانة والهيبة؟ إذا لم تكن لدي المكانة، فأيُّ عملٍ يمكنني القيام به؟". هذا هو بالضبط نوع الشخصية التي يمتلكها أضداد المسيح؛ إنهم لا يقبلون حتى أقل القليل من الحق، وكلما كانت طريقة الممارسة أصحَّ، زادت مقاومتهم لها. إنهم لا يقبلون أن التصرف وفقًا لمبدأ هو ممارسة للحق. ما هي ممارسة الحق في اعتقادهم؟ إنهم يعتقدون أنه يجب عليهم استخدام التآمر والحيل والعنف على الجميع، بدلًا من الاعتماد على كلام الله والحق والمحبة. كل وسائلهم وطرقهم شريرة. كل هذا يمثل بالكامل جوهر طبيعة أضداد المسيح. إن الدوافع والآراء ووجهات النظر والمقاصد التي يكشفون عنها غالبًا هي كلها شخصيات نفور من الحق وكراهية له، وهي جوهر طبيعة أضداد المسيح. إذًا ماذا تعني معارضة الحق والله؟ إنها تعني كراهية الحق والأشياء الإيجابية. على سبيل المثال، عندما يقول شخص ما: "ككائن مخلوق، يجب على المرء تتميم واجب الكائن المخلوق. أيًا يكن ما قد يقوله الله، يجب على الناس أن يخضعوا، لأننا كائنات مخلوقة"، كيف يفكر أضداد المسيح؟ "يخضعوا؟ صحيحٌ أنني كائن مخلوق، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخضوع، فإن ذلك يعتمد على الموقف. بادئ ذي بدءٍ، يجب أن أنال بعض المنفعة، ويجب ألا أكون في وضع سيئ، ويجب أن تكون الأولوية لمصالحي. إذا كانت هناك مكافآت أو بركات كبيرة يمكن ربحها، فيمكنني الخضوع، ولكن بدون مكافآت وبدون غاية، لماذا يجب أن أخضع؟ لا يمكنني الخضوع". هذا هو موقف عدم قبول الحق. إن خضوعهم لله مشروط، وإذا لم تُسْتَوْفَ شروطهم، فإنهم ليسوا فقط لا يخضعون، بل يكونون أيضًا أقرب إلى مناهضة الله ومقاومته. على سبيل المثال، يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين، لكن أضداد المسيح هؤلاء يعتقدون أن الحمقى فقط هم الذين يحاولون أن يكونوا صادقين، وأن الأشخاص الأذكياء لا يحاولون أن يكونوا صادقين. ما جوهر مثل هذا الموقف؟ إنه كراهية الحق. هذا هو جوهر أضداد المسيح، وجوهرهم يحدد المسار الذي يسلكونه، والمسار الذي يسلكونه يحدد كل ما يفعلونه. عندما يكون جوهر طبيعة أضداد المسيح هو كراهية الحق والله، فما أنواع الأشياء التي يمكن أن يفعلوها؟ يكونون أقرب إلى محاولة ربح قلوب الناس، ومهاجمة المنشقين واستبعادهم، وتعذيب الناس. الهدف الذي يحاولون تحقيقه بقيامهم بهذه الأشياء هو تولِّي السلطة، والتحكُّم في شعب الله المختار، وإقامة مملكتهم المستقلة الخاصة بهم. لا شكّ في ذلك. إن الشخص الذي يصير غير قادر على الخضوع المطلق لله وغير قادر على اتباع الله أو طلب الحق ما إن يحوز مكانة هو ضد للمسيح.

ما نوع الأشياء التي يفعلها أضداد المسيح أثناء قيامهم بواجب القادة؟ تحدثنا للتو عن محاولاتهم ربح قلوب الناس ومهاجمة المنشقين واستبعادهم أيضًا، لكن أضداد المسيح يشتركون في مظهر آخر مشترك؛ ما هو موقفهم تجاه أولئك الذين يطلبون الحق؟ (الكراهية). وما الذي تدفعهم إليه الكراهية؟ هل يتوقف الأمر ببساطة على مجرد كراهيتهم لأولئك الأشخاص؟ لا، إنهم يبحثون عن طرق لاستبعادهم وقمعهم. إنهم يهاجمون المنشقين ويستبعدونهم. قد يكون هؤلاء المنشقون أشخاصًا مشوشين بعض الشيء، ولا يعرفون كيفية تملّق الآخرين أو استخدام فلسفات التعاملات الدنيوية. قد يكونون أيضًا أشخاصًا متحمسين نسبيًا ومبالغين بعض الشيء في طلب الحق. إذًا، ما الأسلوب الثالث الذي يستخدمه أضداد المسيح؟ إنهم يستبعدون أولئك الذين يطلبون الحق ويهاجمونهم. وهناك أسلوب آخر أيضًا؛ إنهم يحاولون تأمين مكان لأنفسهم في قلوب الناس. ماذا يسمى هذا؟ (احتلال قلوب الناس). هذا ما يحاولون تحقيقه. ما الطرق التي يستخدمونها للقيام بذلك؟ (يمجدون أنفسهم ويشهدون لها). وما هدف أضداد المسيح من تمجيد أنفسهم والشهادة لها؟ الهدف هو احتلال قلوب الناس والتحكم بهم. ما نوع الأشياء التي يتحدث عنها الناس عادة عندما يمجدون أنفسهم ويشهدون لها؟ أحد هذه الأشياء هو الحديث عن مؤهلاتهم. على سبيل المثال، يتحدث بعض الناس عن استضافتهم لبعض قادة الكنيسة من المستويات العليا. حتى أن البعض يقول: "لقد استضفتُ الله نفسه، وكان لطيفًا جدًا معي؛ سأُكَمَّلُ بالتأكيد". ما الذي يقصدونه بهذا؟ (إنهم يحاولون حَمْلَ الناس على احترامهم). لديهم هدف من قول هذه الأشياء. ويقول آخرون: "لقد اتصلت بالأعلى، ولديه انطباعٌ جيدٌ عني، وحثني على الجدِّ في سعيي". في الواقع، لا أحد لديه فكرة عن انطباع الأعلى عنه. بعض الناس يبالغون حقًا، وأحيانًا يختلقون أشياء. لكنهم لن يعرفوا كيفية التصرف إذا اجتمعت مجموعة من الناس للتأكد من قصصهم والتحقق منها. قد يقول الأعلى لشخص ما: "أنت ذو مستوى قدرات جيد ولديك قدرة على الفهم. يجب عليك أن تمارس تدوين شهادتك الاختبارية. ما إن تكون لديك خبرة حياتية، يمكنك أن تصبح قائدًا". ما مضمون هذا الكلام؟ على الرغم من أن هذا الشخص موهوب، فهو لا يزال بحاجة إلى التدريب واختبار الأشياء لفترة من الوقت. عندما يختال هذا الشخص ويتباهى قبل التدريب أو اكتساب الخبرة، ماذا تكون طبيعة هذا؟ إنه متكبر ومغرور، وقد فقد عقله، أليس كذلك؟ حتى لو قال الأخ في الأعلى إن هذا الشخص يمتلك مستوى قدرات وإنه موهوب، فهو لم يفعل سوى تقديم التشجيع له أو إعطائه تقييمًا. فما هدف هذا الشخص من التباهي بهذه الطريقة؟ إنه حَمْلُ الناس على احترامه، وحَمْلُ الآخرين على عبادته. ما يقوله هو: "انظر، الأَخ في الأَعلى يحترمني، فلماذا لا تحترمني أنت؟ الآن وقد أخبرتك بهذا، يجب أن تحترمني أنت أيضًا". هذا هو الهدف الذي يرغب في تحقيقه. وهناك أيضًا من يقول: "سبقَ أن كنتُ قائدًا. كنت قائدًا لمنطقة، أو مقاطعة، أو كنيسة – ظللت أنزل في المراتب عدة مراتٍ، وأترقى في المراتب عدة مراتٍ – رُقِّيتُ وخُفِضَت دَرَجَتي عدة مرات. وفي نهاية المطاف، تأثرت السماء بإخلاصي، واليوم، عدتُ قائدًا من المستويات العليا مرة أخرى. ولم أكن سلبيًا مرة واحدة". وعندما تسأله لماذا لم يشعر أبدًا بالسلبية، يجيب: "لديَّ إيمان بأن الذهب الحقيقي مقدر له أن يتألق في النهاية". هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه. هل هذا هو واقع الحق؟ (كلا). ما هو إذًا، إذا لم يكن واقع الحق؟ إنها نظرية غريبة؛ بل يمكننا أيضًا القول إنها مغالطة. وما العواقب التي قد تترتب على حديثه بهذه الطريقة؟ قد يقول بعض الناس: "هذا الشخص يطلب الحقَّ حقًا. لم يصبح سلبيًا بعد ترقيته وخفض درجته عدة مرات. والآن عاد قائدًا مرة أخرى؛ الذهب الحقيقي يتألق حقًا. إنها مسألة وقت فحسب قبل أن يُكَمَّل". أليس هذا ما كان الشخص يهدف إليه؟ في الواقع، هذا هو بالضبط ما كان يهدف إليه. أيًا كانت الطريقة التي يتحدث بها أضداد المسيح، فمن الضروري دائمًا جعل الناس يُجلُّونهم ويعبدونهم، لاحتلال مكان معين في قلوبهم، وحتى أخذ مكان الله فيها؛ هذه كلها أهداف يرغب أضداد المسيح في تحقيقها عندما يشهدون لأنفسهم. ومتى كان الدافع وراء ما يقوله الناس ويعظون به ويعقدون عنه شركة هو جعل الآخرين يُجلُّونهم ويعبدونهم، فإن مثل هذا السلوك هو تمجيد لأنفسهم وشهادة لها، ويكون هذا من أجل احتلال مكان في قلوب الآخرين. ومع أن الطرق التي يتحدث بها هؤلاء ليست هي نفسها تمامًا، فإن لها تأثير الشهادة لأنفسهم وجعل الآخرين يعبدونهم بدرجة أو بأخرى. توجد مثل هذه السلوكيات بدرجات متفاوتة في جميع القادة والعاملين تقريبًا. فإذا وصلوا إلى نقطة معينة، إلى النقطة التي لا يستطيعون معها إيقاف أنفسهم وأصبح من الصعب كبح جماح أنفسهم، وكانوا يضمرون نية قوية وواضحة للغاية وهدف لجعل الناس يعاملونهم كما لو كانوا الله أو وثنًا ما، ومن ثم يمكنهم تحقيق هدفهم المتمثل في تقييد الآخرين والسيطرة عليهم، والوصول إلى مرحلة حملهم على طاعتهم وعبادتهم، فإن طبيعة كل هذا هي تمجيد أنفسهم والشهادة لها، وهذا جزء من طبيعة أضداد المسيح. ما الوسائل التي يستخدمها الناس عادة لتمجيد أنفسهم والشهادة لها؟ (يتحدثون عن رأس المال). ما الذي يشتمل عليه الحديث عن رأس المال؟ الحديث عن المدة التي آمنوا فيها بالله، وكم عانوا، ومقدار الثمن الذي دفعوه، ومقدار العمل الذي أنجزوه، والمسافة التي سافروها، إلى جانب عدد الأشخاص الذين ربحوهم ومدى الإذلال الذي تحملوه خلال نشر الإنجيل. كثيرًا ما يتحدث بعض الأشخاص أيضًا عن عدد المرات التي اُعتقلوا فيها ودخلوا السجن دون أن يخونوا الكنيسة أو الإخوة والأخوات، وتمسكوا فيها بشهادتهم، وما إلى ذلك؛ كل هذه الأشياء تنتمي إلى الحديث عن رأس المال. إنهم يديرون عملياتهم الخاصة تحت ستار القيام بعملهم في الكنيسة، ويعززون مكانتهم، ويخلقون انطباعًا جيدًا لأنفسهم في قلوب الناس. وفي الوقت نفسه، يستخدمون جميع أنواع الأساليب والحيل لربح قلوب الناس، بل ويذهبون إلى حد مهاجمة واستبعاد أي شخص لديه آراء مختلفة عن آرائهم، ويفعلون كل ما يستطيعون تحديدًا لاستبعاد أولئك الذين يسعون إلى الحق ويتمسكون بالمبادئ. أما بالنسبة لأولئك الحمقى والجهلاء والمشوشين في إيمانهم، وكذلك أولئك الذين آمنوا بالله لفترة قصيرة فحسب، والذين يتمتعون بقامة صغيرة، فما هي الأساليب التي يستخدمونها مع هؤلاء الأشخاص؟ إنهم يضللونهم ويستميلونهم، بل ويهددونهم، مستخدمين هذه الاستراتيجيات لتحقيق هدفهم المتمثل في تعزيز مكانتهم. هذه كلها من أساليب أضداد المسيح.

كثيرًا ما تحدث أشياء من هذا القبيل في الكنائس: يستمع بعض الإخوة والأخوات إلى المواعظ والشركة التي يقول فيها الأعلى إنه إذا فعل قائدٌ أو عاملٌ شيئًا ينتهك ترتيبات عمل بيت الله، فإنه يحق لشعب الله المختار الإبلاغ عن الأمر. وبعد سماع بعضهم هذا الكلام وإدراك أن القائد في كنيستهم يعمل بطريقة لا تتماشى مع ترتيبات العمل، يقررون أنهم يريدون الإبلاغ عن القائد. ومن ثم، يكتشف القائد ذلك، ويفكر في نفسه: "اتضح أن هناك أشخاصًا لا يزال لديهم من الوقاحة ما يدفعهم للإبلاغ عني. كيف يجرؤون! مَنْ هؤلاء الناس؟" وبعد ذلك، يحقق في أمر كل واحد من أفراد الكنيسة الذين يُعَدُّونَ بالعَشرات. إلى أي مدى يتمادى في هذا التحقيق؟ يستقصي عن عمر الجميع، ومنذ متى يؤمنون بالله، والواجبات التي أدوها في الماضي، وواجباتهم الحالية، ومَن الذين يتصلون بهم، وما إذا كان بإمكانهم الاتصال بالأعلى أم لا، وما إلى ذلك. يستقصي عن كل هذه الأشياء، ويبذل الكثير من الجهد في ذلك. وبعد اكتمال تحقيقه الشامل، يكتشف أن شخصين أو ثلاثة أشخاص هم المُشْتَبَهُ فيهم، لذلك يلقي القائد أثناء الاجتماع التالي موعظةً تستهدف هذا الأمر على وجه التحديد. يقول: "يجب أن يكون لدى الناس ضمير. مَنْ الذي قادك في إيمانك بالله حتى الآن؟ أنت تفهم الآن الكثير من الحقائق؛ إذا لم أعقد الاجتماعات والشركة معك، فهل كنتَ ستتمكن من فهم هذه الحقائق؟ لقد استقطبت كنيستنا الكثير من الناس من خلال نشر الإنجيل لهم، وقد حقق نشر الإنجيل تقدمًا هائلًا. إذا لم أكن هنا لأوجِّه هذا العمل، فهل كنتم ستتمكنون من استقطاب أي شخص؟ مَنْ عليكم أن تشكروه على كل هذا على أي حال؟". يمعن بعض الناس التفكيرَ في هذا ويفكرون: "الله هو الوحيد الذي يجب أن أشكره؛ ما هي المساهمات التي قدمها الإنسان؟". ولكن بعد ذلك، يواصل القائد حديثه، قائلًا: "لو لم أجلب هذه الكتب التي تضم كلام الله من أجلكم، فهل كنتم ستتمكنون من الحصول عليها؟ إذا لم أكن أنظم الاجتماعات، هل كنتم ستتمكنون من التجمع؟ يجب أن يكون لدى الناس ضمير! لذا، إذا كان لديك ضمير، فماذا ينبغي أن تفعل؟ عندما يرتكب قائدك خطأً بسيطًا من حين لآخر، يجب ألا تحقق فيه بدقة أكثر من اللازم. هل َتُحَاوِلُ التمردَ عليه بالوقوف على عيوبه وعدم تجاهلك لها؟ إذا حدث خطأ بسيط، فيجب علينا حلُّه داخليًا. ما الفائدة من الإبلاغ؟ الأشخاص الذين يبلغون عن المشكلات غير أكفاء وصغار القامة. هل من اللائق إبلاغ كل شيء إلى الأعلى؟ كيف يمكن أن يكون لدى الأعلى الوقت لحل مثل هذه المشكلات؟ إذا كان لا بد من حلها، فيجب على قادة الكنيسة حلها. ألا يمكن مناقشة الأمور خلف الأبواب المغلقة؟ هل يجب عليك إبلاغ كل شيء إلى الأعلى؟ ألن يكون هذا مجرد إزعاجٍ للأعلى؟ اسمع، إذا أبلغتني بشيءٍ ما، فسأجد حلًا بهدوء وودية دون تهذيبك. ولكن هل تعرف كيف سيكون موقف الأعلى إذا أبلغتهم بالأمر؟ لا ينبغي التلاعب بالأعلى؛ إنهم مثل الأسود والنسور. هل يمكن للأشخاص صغار القامة أمثالنا بلوغ مستواهم؟ لا طائل من إبلاغك الأعلى بالمشكلة؛ فبالتأكيد سيُخْضِعونك للتهذيب. لقد حدث لي هذا عدة مرات؛ فكيف يمكن لشخص صغير القامة مثلك أن يتمكن من تحمُّله؟ إنك حتى قد تتوقف عن الإيمان، ومن سيتحمل عواقب ذلك؟ إذا كنت ترغب في الإبلاغ عن شيء ما، فستتحمل العواقب. عندما يحين وقت تهذيبك وتصبح سلبيًا وضعيفًا، لا تَلُمْنِي. إذا كنت ترغب في الإبلاغ، فلن أمنعك. افعل ذلك؛ سأرى من يبلغ عن ذلك!". هل سيجرؤ أي شخص على الإبلاغ عن أي شيء إذا كان هذا القائد مخيفًا إلى هذه الدرجة؟ (كلا). قد يرغب بعض النّاس في ذلك، لكنّهم سيكونون أشدّ خوفًا من أن يفعلوا ذلك. أليس هؤلاء الناس عديمي الفائدة؟ ما الذي يخشونه؟ كيف يمكن أن يخافوا من القائد إلى هذه الدرجة؟ حتى لو أراد ذلك القائد تعذيبهم حتى الموت، فإن حياتهم ليست بين يديْ ذلك القائد؛ إذ كيف يجرؤ ذلك القائد على تعذيبهم دون إذن الله؟ بعد بضع كلمات مخيفة من ذلك القائد، سيكون بعض الناس أكثر خوفًا من أن يُبلغوا بأي شيء؛ وقد يفكرون في أنفسهم: "لا أرى الله في أي مكان. هل سيتعامل الأعلى مع القائد إذا أبلغتهم بالأمر؟ ماذا لو لم يفعلوا؛ هل سينتقم القائد مني؟ هل سأظل قادرًا على القيام بواجبي بشكل طبيعي حينها؟ يجب ألا أبلغ بشيء إذًا. وفوق ذلك، هذا الأمر ليس من شأني. لم يبلغ أي شخص آخر عن ذلك، فلماذا أفعل أنا؟". سيتراجعون، ولن يجرؤوا على تقديم تقرير. هل من المحتمل أن يرأف ضد المسيح بهؤلاء الناس؟ (كلا). ماذا سيفعل بهم؟ ما إن يتيقَّن مِمَّن يخططون للإبلاغ عنه، مِمَّن لا يشاركونه الرأي، سيبدأ في التّفكير: "إنّك تخطط دائمًا لشيءٍ ما؛ أنت تريد دائمًا طرح أفكارٍ رنانة، وتتطلّع دائمًا إلى إثارة المتاعب، وترغب دائمًا في الإبلاغ عن مشكلاتي؛ هذا أمرٌ شائن! لقد كنت تبحث عن فرصة للتواصل مع الأعلى حتى تتمكن من إبلاغهم بوضعي. والآن تتراجعُ، ولا تجرؤ على القيام بذلك؛ ولكن من يدري، ربما إن وجدتَ الفرصة المناسبة، فقد تبلغ عني. آه، سأنال منك!". لذا، سيبحث ضد المسيح عن ذرائع وفرص للحط من قدر هؤلاء الناس، لتنفير الإخوة والأخوات منهم. ثم سيبتكر شتى الطرق الممكنة لفضحهم، ولخلق المتاعب لهم وتشويه سمعتهم. وماذا سيقول أولئك الناس لأنفسهم بعدها؟ "هذا فظيع! لقد عصيت القائد، وحاولت بتهورٍ الإبلاغ عنه، والآن أذوق المعاناة. يجب أن أتذكر هذا الدرس: يجب ألا أسيء إلى القائد مطلقًا! في الوقت الحالي، القائد هو الذي يتخذ القرارات. إذا قال "شرق"، لا يحق لي أن أقول "غرب"؛ وإذا قال "واحد"، لا يحق لي أن أقول "اثنان". يجب أن أفعل كل ما يأمرني به القائد. يجب ألا أتصل مطلقًا بالأعلى للإبلاغ عن المشكلات. هذا أمر خطير حقًا! لقد أذاقني القائد المعاناةَ، والأعلى لا يعرفون ذلك؛ من سيدافع عني؟ كما يقال: "يتمتع المسؤولون المحليون بسيطرة أكبر من مسؤولي الإقليم!". لقد أصبح هؤلاء الناس سلبيين. إنهم لا يعتقدون أن الحق يحكم في بيت الله، فضلًا عن أن الله له السيادة على كل شيء. هل لا يزال الله في قلوبهم؟ لا، الله ليس في قلوبهم. إنهم يفتقرون إلى الإيمان الحقيقي بالله، ويريدون الإبلاغ عن المشكلات لكنهم خائفون من ذلك الشخص الشرير، وليس لديهم تمييز للقوى الشريرة على الإطلاق، لقد أذاقهم ذلك الشخص الشرير المعاناة في المكان الذي يسيطر فيه على السلطة، وأصبحوا عديمي الفائدة. كان لديهم في الأصل حسٌّ بالعدالة إلى درجةٍ ما، وهي صفة مرغوبة، ولكن لأنهم لا يفهمون الحق ولا يعرفون كيفية التصرف وفقًا للمبادئ، فقد سحقهم ذلك الشخص الشرير، القائد الكاذب، ضد المسيح، لدرجة أنهم فقدوا كل إيمان؛ إنهم لا يعرفون كيفية الاعتماد على الله لطلب الحق أو للتصرف على أساس الحكمة. والآن يصبحون خائفين وجبناء كلما رأوا ضد المسيح. ما مدى خوفهم؟ إنهم يفكرون: "الأشرار يسيطرون على السلطة في هذا العالم. أيًا كانت المجموعة التي أنتمي إليها، يجب أن أحسن التصرف. أفتقر إلى هذا النوع من القوة والشجاعة، لذلك أينما ذهبت، سيتعين عليَّ أن أتحمل سوء المعاملة عن طيب خاطر وأطيع الآخرين عن طيب خاطر؛ يجب أن أعاملهم على أنهم أسلافي. إذا قالوا "شرق"، لا أستطيع أن أقول "غرب". لا يمكنني التعبير عن آراء مخالفة، ولا يمكنني الإبلاغ عن مشكلات الآخرين، ولا يمكنني التدخل في شؤون الآخرين. لا يسعني سوى التركيز على الإيمان بالله. يجب ألا أسيء إلى القادة والعاملين، أو ألتزم بمبادئ الحق، أو أتوق إلى النور، أو أحب العدالة؛ لا يوجد نور أو عدالة في هذا العالم. سأركز فقط على التحمل حتى النهاية، وعلى أن أتذكَّر إعطاء الأولوية دائمًا للحفاظ على السلام أينما ذهبتُ في المستقبل!". هذا هو الاستنتاج الذي توصلوا إليه. ألم يغلبهم ضد المسيح ذاك؟ (بلى). ما الذي يؤكد هذا؟ بعد أن قمعهم ضد المسيح ذاك، أصبحوا يرتجفون رعبًا، فهم أشدُّ خوفًا من أن يقولوا أو يفعلوا أي شيء. لقد فقدوا إيمانهم الحقيقي ولم يعودوا يؤدون واجباتهم بإخلاص؛ انطفأت شعلة حب العدالة الصغيرة في قلوبهم؛ لقد هزمهم وغلبهم ضد المسيح ذاك تمامًا. أليسوا عديمي الفائدة؟ أليسوا جبناء؟ (بلى). كيف تعرف ذلك؟ إذا سألتهم: "كيف حال فلان في كنيستكم؟" سيجيبون: "ليس سيئًا". وإذا قلت: "وماذا عن قائد الكنيسة الجديد الذي اخترتموه جميعًا؛ هل تعرفه؟" سيجيبون: "لستُ على معرفةٍ جيدةٍ به". إذا سألت: "كيف هي حياة الكنيسة هناك الآن؟ هل تسبب أي شخص في اضطرابات؟" سيقولون: "الأمور بخير، الأمور على ما يرام". مهما سألتهم، سيكتفون بالإجابة بهذه الكلمات القليلة. أليس هذا لأنهم كانوا خائفين؟ لماذا هم خائفون إلى هذا الحد؟ لأنهم لا يعرفون بر الله؛ لا يمكنهم أن يروا حقيقة شر الشيطان، وقسوته، وضراوته، وظلامه؛ إنهم لا يعرفون معنى أن يحكم الحق، ولا أهمية هذا؛ لذا فهم خائفون. لذلك، مهما سألت، سيكون ردهم مبهمًا وغامضًا؛ لن تحصل منهم على إجابة حول ما يحدث بالفعل في الكنيسة، أو تكتشف ما يفكرون فيه حقًا في داخلهم. سوف ينغلقون على أنفسهم، ولن تكون حتى على يقين مما يتحدثون عنه. لن يتحدثوا عن المشكلات الموجودة في الكنيسة، أو عن أحوال القادة والعاملين، ولن تعرف أي شيء عن الصعوبات التي يواجهها شعب الله المختار. لن تكتشف أيًا من هذا؛ لن يتحدثوا معك إلا بهذه الطريقة. وما الذي ستشعر به وأنت تستمع إليهم؟ ستشعر أن هناك حاجزًا بين قلبك وقلب محدِّثك. عقليتهم هي: "لا تسعَ إلى معرفة أي شيء عني، لا أريد الكشف لك عن أي معلومات أو عمَّا يحدث بالفعل. ابتعد عني؛ إذا حاولت معرفة ما يحدث في الكنيسة مني، فأنت تحاول التسبب لي في المتاعب وتعطيل بيئة معيشتي الحالية ونظام حياتي ووضعي. لا تتدخل في أي جانب من جوانب حياتي؛ دعني أتعامل مع هذه الأشياء بنفسي". إنهم خائفون من أن يذيقهم ضد المسيح المعاناة أو ينتقم منهم، وهم خائفون من الإبلاغ عن أي مشكلات تخص كنيستهم. أليس هذا استسلامًا لضد المسيح ذاك؟ ألم يضللهم ضد المسيح ذاك ويتحكم بهم؟ (بلى). ويسعد ضد المسيح بأن يرى هذا. لقد عذب الناس لدرجة أنهم لا يجرؤون على الإبلاغ عن مشكلاتهم بعد الآن، لذلك لديهم سيطرة محكمة على الكنيسة. هل يتحكم أضداد المسيح بالعديد من الأشخاص في الكنيسة بهذه الطريقة؟ هل سبق لكم أن منعتم شخصًا ما من الإبلاغ عن مشكلة؟ ربما تكونون قد فعلتم ذلك ولكنكم لم تعوا ذلك، أو قد تفعلون ذلك في المستقبل. إذن، هل يمكن اعتبار الناس الذين يربحهم أضداد المسيح ويتحكمون بهم مشكلة؟ (نعم). يقول بعض الناس: "بعض الناس في الكنيسة يخافون من ضد المسيح، لكنهم لا يؤمنون بضد المسيح ذاك أو يتبعونه، فضلًا عن أن يخدموه. الأمر فقط هو أن ضد المسيح ذاك كان يقيدهم بعض الشيء، وتأخروا في الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله. لماذا تقول إن هذه مشكلة؟". من ناحية، من خلال النظر إلى الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لربح الناس والتحكم بهم، ينبغي أن تكون قادرًا على رؤية أن جوهر طبيعة أضداد المسيح هو جوهر الشيطان؛ هذا الجوهر معادٍ للحق ولله. يريد أضداد المسيح التنافس مع الله على الناس، والتنافس على شعبه المختار. ومن ناحية أخرى، فإن الأساليب والطرق التي يعمل بها أضداد المسيح يمكن أن يكون لها بالفعل تأثير على الأشخاص الحمقى، والجهلاء، والمرتبكين، والذين لا يفهمون الحق. يمكنهم بالفعل تضليل هؤلاء الناس، وإبقائهم يتصرفون تحت سيطرة أضداد المسيح، واضطرارهم إلى استشارة أضداد المسيح والامتثال لهم في كل شيء. لا يبقي أضداد المسيح أفواه هؤلاء الناس مغلقة فحسب، بل يتحكمون أيضًا في أفعالهم، ويؤثرون على تفكيرهم وأفكارهم، ويؤثرون على الاتجاه الذي يسيرون نحوه. هذه هي الآثار والعواقب التي تجلبها أفعال أضداد المسيح على أولئك الحمقى والجهلاء.

لقد تحدثتُ للتو عن حقائق مختلفة تتعلق بأداء واجب القائد أو العامل. كما كشفتُ أيضًا عن بعض القضايا التي تتعلق بالقادة والعاملين، وركَّزتُ بشكل رئيسي على مظاهر أشد أنواع الأشخاص قسوة؛ وأي نوع من الأشخاص ذاك؟ (أضداد المسيح). ما هو المظهر المشترك الذي يتشارك فيه جميع أضداد المسيح؟ إنهم يحاولون الاستيلاء على السلطة لأنفسهم والتحكم بالكنيسة. رغبتهم في السلطة تفوق كل شيء آخر؛ القوة هي حياتهم وجذورهم؛ إنها الموضوع، والاتجاه، والهدف الذي يدور حوله كل ما يفعلونه في الحياة. لذا فإن أفعال أضداد المسيح والشخصيات التي يكشفون عنها متطابقة مع التكتيكات التي يستخدمها الشيطان لتضليل الناس، وربحهم، والتحكُّم بهم. يمكن القول إن كل ما يفعله هذا النوع من الأشخاص لا يجعلهم سوى منفذ للشيطان، وتجسيد له، وتعبير عنه؛ فهدفهم الرئيسي من كل عملٍ وسلوكٍ هو امتلاك السلطة. ومن الذي يحاولون السيطرة عليه؟ إنهم الأشخاص الذين يقودونهم، الذين هم أتباع الله، إنهم الأشخاص الذين هم تحت نطاق سلطتهم، والذين يقدرون على التحكُّم بهم. قبل لحظات، تحدثنا أيضًا عن الأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح للتحكم بالناس. الأول هو أنهم يحاولون ربح قلوب الناس؛ والثاني هو أنهم يهاجمون المنشقين ويستبعدونهم؛ والثالث هو أنهم يستبعدون أولئك الذين يطلبون الحق ويهاجمونهم؛ والرابع هو أنهم يمجدون أنفسهم ويشهدون لها باستمرار؛ والخامس هو أنهم يضللون الناس ويستميلونهم ويهددونهم ويتحكمون بهم. كل هذه المظاهر الرئيسية الخمسة هي أساليب ووسائل أساسية يستخدمها أضداد المسيح من أجل الحصول على السلطة، وامتلاك الناس والتحكم بهم. هذه هي الفئات الواسعة. وفيما يلي، سنحلل هذه الفئات ونعقد شركة عنها بمزيد من التفصيل.

تشريح لكيفية محاولة أضداد المسيح استمالة قلوب الناس

أ. استمالة الناس بتقديم خدمات صغيرة

الأسلوب الأول الذي يستخدمه أضداد المسيح للتحكم في الناس هو ربح قلوبهم. كم عدد الطرق المتاحة لربح قلوب الناس؟ تتمثل إحدى الطرق في استمالتهم بالخدمات الصغيرة. في بعض الأحيان يعطي أضداد المسيح للناس بعض الأشياء اللطيفة، وأحيانًا يجاملونهم، وأحيانًا يقدمون وعودًا صغيرة لهم. وفي بعض الأحيان، يرى أضداد المسيح أن بعض الواجبات قد تمكن الناس من الظهور في دائرة الضوء، أو أن الآخرين يعتقدون أن هذه الواجبات يمكن أن تجلب مزايا لمن يؤديها وتجعل الجميع يقدرونه، وحينها يسندون هذه الواجبات إلى أولئك الذين يريدون أن يربحوهم. "الخدمات الصغيرة" تشمل أشياء كثيرة: في بعض الأحيان تكون أشياء مادية؛ وفي بعض الأحيان تكون أشياء غير ملموسة؛ وفي بعض الأحيان تكون كلمات سارَّة يحب الناس سماعها. على سبيل المثال، يصبح الشخص ضعيفًا عندما يصيبه شيء ما، ويفقد الحافز في أداء واجبه، وعندما يقيس ضعفه هذا على كلام الله، يدرك أنه عدم إخلاص لله، وعدم رغبة في القيام بواجبه، وافتقارٌ للخضوع الحقيقي، فيشعر بالخزي الشديد. قد يقول القائد حينما يرى ذلك: "أنت صغير القامة فحسب. لن ينظر الله إلى هذا الأمر بتلك الطريقة. أنت لم تؤمن إلا منذ فترةٍ قصيرةٍ فحسب. لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها. هذا النوع من الأشياء يستغرق وقتًا؛ لا تتعجَّل الأمر. لا يشترط الله على الناس مطالب كبيرة، وبالنسبة إليك، كشخصٍ آمن به منذ فترةٍ قصيرةٍ فحسب، فإن كونك ضعيفًا بعض الشيء في بعض الأحيان أمر طبيعي ولا يجب أن تقلق بشأنه". معنى هذا هو أنه لا يوجد ما يدعو للقلق في أن تكون ضعيفًا، وأنه لا داعي للقلق بشأن الاستمرار في أن تكون ضعيفًا، وأن كل هذا هو سلبية طبيعية، ولا يتذكرها الله. بعض الناس عاطفيون بشكل مفرط، وهم دائمًا مقيدون بمشاعرهم عند أداء واجبهم، ويقول قائدهم: "هذا بسبب قامتك الصغيرة، لا بأس بذلك". بعض الناس كسالى وغير مخلصين في واجباتهم، لكن قائدهم لا يوبخهم، بل يقول أشياء لطيفة الوقع يحب أولئك الناس سماعها في كل مناسبة من أجل إرضائهم ونيل استحسانهم، وإظهار مدى تفهمه ومحبته لهم. يفكر أولئك الناس: "قائدنا مثل الأم المحبة. لديه حقًا محبة لنا؛ إنه يمثل الله حقًا. إنه من الله حقًا". المعنى الضمني غير المعلن لهذا هو أن قائدهم يمكن أن يكون بمثابة الناطق بلسان الله، وأنه يمكن أن يمثل الله. هل هذا هو هدف هذا القائد؟ ربما ليس ذلك واضحًا، لكن أحد أهدافه واضح: أن يحمل الناس على القول إنه قائد رائع، ومُرَاعٍ للآخرين، ومتعاطف مع نقاط ضعف الناس، ومتفهمٌ جدًا لقلوبهم. عندما يرى قائد الكنيسة الإخوة أو الأخوات يقومون بواجباتهم بلا مبالاة، قد لا يوبِّخهم، على الرغم من أنه ينبغي عليه ذلك. عندما يرى بوضوح شيئًا أن مصالح بيت الله تتضرر، لا يبالي بذلك ولا يجري أي استفساراتٍ، ولا يقوم بأدنى إساءةٍ للآخرين. وفي الواقع، هو لا يظهر أي مراعاة لنقاط ضعف الآخرين؛ وبدلًا من ذلك فإن نيته وهدفه هو كسب قلوب الناس. إنه يدرك تمامًا أنه: "ما دمت أفعل هذا، ولا أتسبَّب في الإساءة لأيّ شخصٍ، فسيظنون أنني قائدٌ جيِّد. سوف يُكوِّنون رأيًا جيِّدًا عني. سوف يستحسنونني ويحبّونني". إنه لا يبالي بمقدار الضرر الذي يلحق بمصالح بيت الله، أو بالخسائر الفادحة التي تلحق بدخول الحياة بالنسبة إلى شعب الله المختار، أو مدى اضطراب حياتهم الكنسيَّة، إنه فقط يصر على فلسفته الشيطانيَّة، ولا يتسبب في أي إساءة لأي شخص. لا يوجد أي شعورٌ بتوبيخ الذات في قلبه على الإطلاق. فعندما يرى شخصًا يتسبب في إعاقات واضطرابات، فإن أقصى ما يفعله هو أن يتحدث معه ببضع كلمات حول هذا الأمر، مقللًا من حجم المشكلة، وهكذا ينتهي الأمر. لن يعقد شركة عن الحقّ، أو يوضح جوهر المشكلة لذلك الشخص، وبالأحرى لن يشرّح حالته، ولن يعقد شركة أبدًا عن مقاصد الله. القائد الزائف لا يفضح أبدًا أو يُشرح الأخطاء التي يرتكبها الناس كثيرًا، أو الشخصيات الفاسدة التي يكشفون عنها في كثير من الأحيان. إنه لا يحل أي مشاكل حقيقية، ولكن بدلًا من ذلك يتسامح دائمًا مع ممارسات الناس الخاطئة، وكشفهم عن الفساد، ومهما كانت سلبية الناس أو ضعفهم، يظل غير مبال ولا يأخذ الأمر على محمل الجد. هو يعظ فقط ببعض الكلام والتعاليم، ويتحدث ببضع كلمات الوع والتحفيز للتعامل مع الموقف بطريقة لا مبالية، محاولًا الحفاظ على التناغم. ونتيجة لذلك، لا يعرف شعب الله المختار كيف يتأملون في أنفسهم ويعرفون أنفسهم، ولا يكون هناك أي علاج لأي شخصيات فاسدة يكشفون عنها، ويعيشون وسط كلمات وتعاليم، ومفاهيم وتصورات، دون أي دخول في الحياة. بل إنهم يؤمنون في قلوبهم قائلين لأنفسهم: "قائدنا يفهم نقاط ضعفنا أكثر مما يفهمها الله. إن قامتنا أصغر من أن ترقى إلى مستوى متطلبات الله. نحن نحتاج فقط إلى تلبية متطلبات قائدنا؛ نحن نخضع لله من خلال الخضوع لقائدنا. إذا جاء يوم يطرد فيه الأعلى قائدنا، فسنجعل صوتنا مسموعًا؛ ولكي نحافظ على قائدنا ونمنع طرده، سنتفاوض مع الأعلى، ونجبره على الموافقة على مطالبنا. هكذا نعطي قائدنا حقه". عندما يكون لدى الناس مثل هذه الأفكار في قلوبهم، وعندما يكونون قد أقاموا مثل هذه العلاقة مع قائدهم، ونشأ في قلوبهم مثل هذا النوع من الاتكال، والإعجاب، والتبجيل تجاه قائدهم، يزداد إيمانهم بهذا القائد، ويرغبون دائمًا في سماع كلمات قائدهم، بدلًا من طلب الحق في كلام الله. لقد كاد مثل هذا القائد أن يحل محل الله في قلوب الناس. إذا كان أحد القادة عازمًا على الحفاظ على مثل هذه العلاقة مع شعب الله المختار، وإذا كان يستمد من هذا شعورًا بالبهجة في قلبه، وكان يؤمن بأن شعب الله المختار يجب أن يعاملوه بهذه الطريقة، فلا فارق بين هذا القائد وبين بولس، ويكون قد وضع قدمه بالفعل على طريق أضداد المسيح، ويكون شعب الله المختار قد تم تضليله بالفعل على يد ضد المسيح هذا، ويكون مفتقرًا تمامًا للتمييز. في الواقع، ذلك القائد ليس لديه واقع الحق، ولا يتحمل عبئًا على الإطلاق فيما يتعلق بدخول شعب الله المختار في الحياة. لا يمكنه إلا الوعظ بالكلمات والتعاليم، والحفاظ على علاقاته مع الآخرين. إنه يجيد التباهي باستخدام الأساليب المنافقة، ويتوافق كلامه وأفعاله مع مفاهيم الناس، وبالتالي يضلل الناس. إنه لا يعرف كيفية تقديم شركة عن الحق ولا يعرف نفسه، وهذا يجعل من المستحيل عليه قيادة الآخرين إلى واقع الحق. إنه يعمل من أجل السمعة والمكانة فحسب، ولا يقول إلا كلمات لطيفة ذات وقع لطيف لإيقاع الناس في حبائله. لقد حقق بالفعل تأثير حَمْل الناس على عبادته وإجلاله، وقد أثر بشكل خطير على عمل الكنيسة وعلى دخول الحياة لشعب الله المختار وأَخَّرَهُ. أليس شخصًا مثل هذا ضدًا للمسيح؟ يتصرف بعض الناس بالطريقة نفسها التي يتصرف بها ضد المسيح، ولكن عندما يرون كشف ضد المسيح، يكونون قادرين على مقارنة أنفسهم بضد المسيح ذاك. يشعرون أن الطريق الذي يسلكونه هو أيضًا طريق ضد المسيح، وأنه يجب عليهم إيقاف أنفسهم عن الوصول إلى حافة الكارثة والتوبة إلى الله في الحال، والتوقف عن التركيز على مكانتهم الشخصية وصورتهم؛ يعتقدون أنه يجب عليهم تمجيد الله والشهادة له في كل شيء، وحَمْل الناس على أن يكون لله مكان في قلوبهم، وعلى تبجيله بصفته عظيمًا؛ يشعرون أنهم حينها فقط سيعرفون السلام الحقيقي في قلوبهم. فقط الشخص الذي يفعل هذا هو الذي يحب الحق ويمكنه قبوله. إذا كانت لدى الشخص طبيعة ضد المسيح، فسوف يشعر أيضًا بشيءٍ من الحرج في قلبه عندما يسمع كلمات تكشف أضداد المسيح، لكنه لن يكون قادرًا على قبول دينونة كلام الله وتوبيخه، أو الانفتاح والكشف عن شخصياته الفاسدة. هذا يدل على أنه لا يستطيع قبول الحق، وأن التوبة الحقيقية مستحيلة بالنسبة إليه. سيستمر في الإصرار على التمسُّك بمكانته، والتمتع بمنافع المكانة، والتمتع بعبادة شعب الله المختار له وإجلاله له. هذا يجعل أولئك الذين أضلَّهم يبتعدون عن الطريق الحق وعن كلام الله؛ يحيدون عن الله ويتبعون ذلك الشخص بدلًا منه. غير أن هذا الشخص لا يتأمل في نفسه على الإطلاق. يظلُّ معتزًا بنفسه كثيرًا، ويستمر في تضليل الآخرين وربحهم، غير مدرك أنه قد وقع بالفعل في خطر. وما دام الناس يهتمون بما يقوله ويطيعونه، فمهما كان مدى لا مبالاة هؤلاء الأشخاص أو عدم مسؤوليتهم في أداء واجباتهم، فسوف يغض الطرف عن ذلك. وعلاوة على ذلك، سيسعد بالاستمتاع بعبادة أولئك الجهلة الحمقى وإجلالهم له، وحتى منحهم إياه الحماية، وعدم السماح لأي شخص بكشفه أو تمييزه. وبقيامه بهذا، أليس ضدُّ المسيح ينشئ مملكة مستقلة لنفسه؟ لا يقوم ضد المسيح بعمل حقيقي، ولا يعقد شركة عن الحق لكي يحل المشاكل، ولا يرشد الناس من أجل أكل كلام الله وشُربه والدخول إلى واقع الحق. إنه يعمل فقط من أجل المكانة، والسمعة، والمكسب، ولا يهتم سوى بصنع مكانة لنفسه، وحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس، بحيث يجعل الجميع يعبدونه، ويبجلونه، ويتبعونه طوال الوقت؛ هذه هي الأهداف التي يريد تحقيقها. هكذا يحاول ضد المسيح كسب قلوب الناس والسيطرة على شعب الله المختار؛ أليست هذه الطريقة في العمل شريرة؟ إنها ببساطة مقززة للغاية! إنه يعمل بهذه الطريقة لفترة من الوقت، مما يجعل الناس ينظرون إليه بعين الاستحسان، ويثقون بهم، ويعتمدون عليهم؛ لكن ما هي العواقب؟ أولئك الناس ليسوا فقط غير قادرين على فهم الحق، وليسوا فقط يفشلون فشلًا ذريعًا في دخول الحياة؛ وبدلًا من ذلك، يتخذون من ضد المسيح أبًا روحيًا لهم، بديلًا لله، مما يسمح لضد المسيح بإزاحة مكانة الله في قلوبهم. عندما تكون لدى شخص ما مشكلة، فإنه يكف عن المجيء أمام الله، ومهما كانت المشكلة التي تصيبه، فهو لا يصلّي إلى الله ولا يعتمد عليه، ولا يبحث عن الحق في كلامه. وبدلًا من ذلك، يتوجَّه إلى ذلك القائد ليسأله عن المشكلة. يطلب من القائد أن يرشده في الطريق، وَيُجِلُّ ذلك القائد ويعتمد عليه أكثر فأكثر. إنه لا يعرف كيفية طلب الله، ولا يعرف كيفية إجلاله والاعتماد عليه، فضلًا عن كيفية التصرف وفقًا للحق والمبادئ. وأيًا كان ما يصيبه، فإنه ينتظر بفارغ الصبر حتى يقوم القائد باتخاذ قرارٍ بشأن ذلك الأمر. إنه يفعل كل ما يأمره به القائد، ويمتثل لأي توجيهات منه. أليس ضد المسيح يضلل الناس ويتحكم بهم من خلال الوصول بهم إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا يطلب شعب الله المختار الحقَّ من الله عندما تحدث لهم الأشياء؟ لماذا يطيع شعب الله المختار ما يقوله قائدهم طاعةً عمياء، دون إخضاع كلماته للفحص أو ممارسة التمييز؟ لماذا يسنطيع شعب الله المختار الخضوعَ لكلمات قائده فور سماعها، ولكن لا يستطيع فعل ذلك مع كلام الله؟ إنهم يطلبون رغبات قائدهم بدلًا من طلب رغبات الله؛ إنهم ينصتون إلى كلمات قائدهم بدلًا من الإنصات إلى كلام الله، وبدلًا من طلب الحق والخضوع له. إنهم يعتمدون على قائدهم للتصرف، وكذلك لدعمهم، والتحدث نيابة عنهم، واتخاذ القرارات نيابة عنهم، بدلًا من الاعتماد على الله، وإجلاله، والخضوع له. ألم يحتل هؤلاء القادة المزعومين مكانة بارزة في قلوب الناس؟ هذه هي عاقبة تضليل أضداد المسيح للناس وإيقاعهم في شراكهم.

عندما يحدث شيء ما لبعض الناس فتطلبُ منهم أن يصلوا لله، يقولون إنهم صغار القامة للغاية وأنهم لا يعرفون كيفية الطلب. إذا طلبت منهم أن يأكلوا كلام الله ويشربوه، يقولون إن مستوى قدراتهم ضعيف ولا يمكنهم كسب نور عظيم. إذا طلبت منهم أن يستمعوا إلى المواعظ، يقولون إن محتوى المواعظ سَامٍ وعميق للغاية بالنسبة إليهم، وأنه فوق إدراكهم. إنهم يعتقدون أنه إذا كان الشخص ذا مستوى قدراتٍ ضعيفٍ، ولديه نقاط ضعف، وكان غير لائقٍ من جميع النواحي، فإنه يحتاج إلى البحث عن القادة. لنفترض أنك سألته: "لماذا تحتاج إلى البحث عن قائد؟ لماذا لا تطلب الله وتأتي أمامه؟" سيقول: "من الصعب جدًا على الناس أن يأتوا أمام الله: فلدينا مفاهيم، ومستوى قدراتنا ضعيف، ونحن بطيئو البديهة وبُلداء الإحساس. كلام الله ليس واضحًا جدًا دائمًا، وليست هناك أي أمثلة في كلامه توضِّح ما يعنيه. يخبرنا قائدنا فحسب بما ينبغي القيام به، بطريقة واضحةٍ حقًا، مثل طريقة واحدٌ زائد واحدٍ يساوي اثنين. عندما يتعلق الأمر بقراءة كلام الله، إذا كان بإمكاني تلاوته بصوت عالٍ، فهذا أمر جيد بالفعل، لكن ليس لدي أي فكرة عما يعنيه، ولا أعرف ما يطلبه الله من الإنسان أو كيفية الممارسة بطريقة تتماشى مع مقاصد الله. لا أستطيع أبدًا العثور على إجابات. ونظرًا لأنني شخص ذو مستوى قدراتٍ ضعيفٍ، وشخص ضئيل القامة للغاية، وأحمق ومتبلد الإحساس، ولا يمكنه فهم أي شيء، فيجب أن أسأل قائدنا عن كل ما يحدث، وأجعله يتخذ القرارات. يمكن لقائدنا أن يجد لي إجابات؛ أنا أفعل فحسب ما يقول لي. هكذا أنا؛ شخص بسيط ومطيع". تقول له: "لا حرج في أن تكون بسيطًا ومطيعًا، ولكن هل لدى قائدكم حقًا واقع الحق؟ هل هو حقًا شخص يخضع لله؟ إذا كان كل ما يمكنه فعله هو الوعظ بالكلمات والتعاليم وليس شخصًا يخضع لله، فهل يعني خضوعك له أنك تخضع لله؟" فيجيبك: "قائدنا ذو مستوى قدراتٍ مرتفع، وكل ما يقوله صحيح. هذا يثبت أنه يفهم الحق وأنه يتماشى مع مقاصد الله". ثمة بعض التفكير المنطقي فيما يقوله، أليس كذلك؟ كل هذا قائمٌ على مشاعره الشخصية. مستوى قدراته ضعيف ويفتقر إلى التمييز، لذلك إذا كان هناك حقًا شيء خاطئ في قائده، فلن يتمكن من رؤيته. معظم الناس حمقى وجهلاء وذوي مستوى قدراتٍ ضعيف، ولكن دعونا نضع هذا السبب جانبًا في الوقت الراهن. وبالنظر إلى الأمر من منظور القائد، إذا أظهر الناس هذه المظاهر، وكانت لديهم مثل هذه الدرجة من الاعتماد على قائدهم، وكانت لديهم مثل هذه النظرة والموقف تجاهه، أليس هذا مرتبطًا بعض الشيء بتكتيكات القائد وأساليبه في ربح قلوب الناس؟ (بلى). ما حجم هذا الارتباط؟ هل يرتبط هذا ارتباطًا مباشرًا بطريقة عمل القائد؟ يمكننا القول بيقين إن هناك صلة مطلقة ومباشرة، وأن هذين الأمرين يرتبط بعضهما ببعضٍ مائة بالمائة. لماذا أقول هذا؟ هناك الكثير من القادة الذين يرغبون، بإرادتهم الذاتية، في جَلْبِ الناس أمام الله، ولكن لأنهم لا يفهمون الحق، ولا يعرفون كيفية حل المشكلات الحقيقية المختلفة، لا يمكنهم التعامل إلا مع بعض المهام الإدارية والشؤون العامة، والتباهي حتى يحترمهم الناس، فإنهم يسيرون عن غير قصد على طريق أضداد المسيح. إنهم يستخدمون طرقهم ووسائلهم الخاصة للاستمرار في محاولة ربح قلوب الناس، والتحكم بقلوبهم، وسلوكهم، وأفكارهم، بحيث يفعل الناس دائمًا كما يقولون هم في أفعالهم، وممارستهم للحق، وفي كل جانب من جوانب أدائهم لواجباتهم. إذا كان الناس يخضعون لضد المسيح، ولا يخضعون حقًا لله – إذا خضعوا لضد المسيح أكثر بكثير مما يخضعون لله – ولا يُسفر أداؤهم لواجباتهم عن أي نتائج على الإطلاق، ولا يقومون بواجب الإنسان جيدًا، فهل مثل أولئك الناس هم الذين سيُخَلَّصُون؟ لدى الناس مسارات ممارسة "دقيقة" لطاعة القادة والعاملين والولاء لهم، لكنهم لا يمارسون حتى بدقة عندما يتعلق الأمر بالخضوع لله والولاء له؛ لا أحد يعقد شركة حول هذا، ولا أحد يؤدي هذا الجانب من العمل الحقيقي. يحب الناس جميعًا أن يتحدثوا ويتصرفوا من أجل مكانتهم وسمعتهم، ويجهدون أدمغتهم وينسون أن يأكلوا أو يناموا بينما يعملون على حَمْل شعب الله المختار على طاعتهم وعبادتهم. من الواضح أنهم يفعلون كل هذا من أجل تحقيق هدفهم المتمثل في حكم الكنيسة بوصفهم قادة أو عاملين. ما سبب ذلك؟ السبب هو أن البشرية الفاسدة جميعها لديها الشخصية نفسها والتفضيلات نفسها. عندما يوجِّهك شخصٌ ما إلى مسارٍ ما، وأنت على استعداد تام لممارسته، فهذا لا يعني أنك تمارس الحقّ؛ إنه يعني أنك تفعل ما يقوله ذلك الشخص وتطيعه. إذًا، لماذا لا يرغب الناس في المجيء أمام الله، أو طلبه؟ لأنه لا يوجد في إنسانية الإنسان شيء يتماشى مع الحق. ما يحبه الناس، وما يتوقون إليه، وما يحملونه في قلوبهم، كل ذلك يخالف الحق، ويتعارض معه. لذا، إذا طلبت من شخص ما أن يطلب الحق عندما يصيبه شيء ما، فسيجد ذلك أصعبَ من الطيران إلى القمر؛ لكن إذا طلبت منه الإنصات إلى شخص ما، فسيجد ذلك أسهل بكثير. من الواضح أن أضداد المسيح يحققون النتائج بسرعة كبيرة عندما يستخدمون أسلوب ربح قلوب الناس للتحكم بالناس. فمن خلال تعليق بسيط عابر، يمكنهم حَمْل شخصٍ ما على تكوين رأيٍ إيجابيٍّ عنهم؛ ومن خلال تعليقٍ عاديٍّ يُضْمِرُ بعض النوايا أو وجهات النظر، يمكنهم حَمْلُ شخصٍ ما على رؤيتهم من منظور جديد، في ضوء جديد. هذا يكشف بالضبط ماهية الأشياء التي داخل الناس. هذا يعني أنّه إذا كنت لا تطلب الحقّ، وبدلًا من ذلك تتخذ طريق السعي إلى المكانة والسلطة، فإنّ تأثير ونتيجة كلّ ما تفعله على أيّ فردٍ من البشرية الفاسدة سيكون حَمْلهم على تجاهل الطّريق الصّحيح، والحيد عن الحقّ، والحيد عن الله، ورفض الله. هذه هي النتيجة الوحيدة، والعاقبة الوحيدة. هذا أمر واضح للعيان.

أول مظهر من مظاهر محاولة أضداد المسيح ربح قلوب الناس هو استمالة الناس بالخدمات الصغيرة. الخدمات الصغيرة ليست بالضرورة أشياء مادية؛ فهي تشمل مجالًا كبيرًا من الأمور. في بعض الأحيان، تكون كلمات مراعية؛ وفي بعض الأحيان، تكون تحقيق رغبة شخص ما أو تفضيله؛ وفي بعض الأحيان، تكون استشعار أفكار الشخص وقول أيَّ شيءٍ لطيف الوَقْع يود الشخص سماعه، لِحَمْل هذا الشخص على الاعتقاد أن قائده صالحٌ جدًا ومتفهم للغاية. وبعبارة أخرى، يُبالِغ أضداد المسيح في التسامح، والمحبة، والدفء، وما يسمى بالمراعاة، من أجل إخفاء طموحهم السري للتحكم بالناس. إذا تبرع الإخوة والأخوات ببعض الأشياء اللطيفة، على سبيل المثال، فقد يشاركون بعضًا من هذه الأشياء مع من هم على علاقة جيدة به. إنهم يستخدمون هذه الأشياء الصغيرة لربح قلوب الناس ورِشْوَتهم. إذا كانت في الكنيسة وظيفة سهلة، وظيفة لا تنطوي على التعرض لمخاطر البيئة وقد تُمَكِّنُ شخصًا ما من الظهور في دائرة الضوء، فسيطلبون من أي شخص على علاقة جيدة بهم أن يتولى هذه الوظيفة. لماذا هم قادرون على فعل ذلك؟ جزء من السبب هو أنهم بطبيعتهم لا يحبون الحق، ويتصرفون دون مبادئ. والجزء الآخر هو أنهم يحتفظون بهذا الواجب الجيد لأولئك الذين هم على علاقة جيدة بهم، ثم يقولون لهم بعض الأشياء اللطيفة، حتى يشعر أولئك الأشخاص بالامتنان لهم. وبذلك، يحققون هدفهم المتمثل في ربح قلوب هؤلاء الناس. هذا الأسلوب لا يتعلق فقط بإعطاء أشياء صغيرة وقول شيء لطيف هنا أو هناك؛ بل ثمة نية وراءه، ثمة هدف. وما هو ذلك الهدف؟ الغرض هو أن يتركوا لأنفسهم تقديرًا إيجابيًا في قلوب الناس. إذا كانت هناك مجموعة من عشرة أشخاص، فسيبدؤون بتقييمهم: "من بين هؤلاء العشرة، هناك اثنان يجيدان تملُّق الناس. لا أحتاج إلى إقلاق نفسي بشأنهما، وسيتملقانني على أيِّ حال. ثم هناك شخصان مشوشان؛ سيفعلان ما أقوله إذا أعطيتهما بعض الامتيازات. واثنان آخران لديهما مستوى قدراتٍ عالٍ؛ وما دمت أعظ ببعض المواعظ السامية وأتحدث إليهما ببعض الكلمات المثيرة للإعجاب، فسوف يذعِنان لي. ثم هناك ثلاثة يبدو أنهم يطلبون الحق، لذلك سيكون من الصعب قليلًا التعامل معهم. سأحتاج إلى فهم واضح لوضعهم الفعلي، ومعرفة ما يحتاجون إليه، ثم إرضائهم. إذا لم يقبل أي منهم هذا ولم يطعني، فسأتعامل معهم في النهاية وأُخْرِجُهُم. وحتى إذا كان الأخير ضدي، فلن يستطيع أن يسبب لي الكثير من المتاعب، وسيكون من السهل التعامل معه". بنظرةٍ سريعةٍ من أعينهم، يمكنهم تحديد مَنْ يمكنهم التعامل معه في المجموعة ومن لا يمكنهم التعامل معه. كيف يمكنهم معرفة ذلك بهذه السرعة؟ إنهم قادرون على ذلك لأن قلوبهم مليئة بالسياسات والفلسفات الشيطانية. لا تتعلق مبادئ سلوكهم وطرقهم في التصرف مع الآخرين والتفاعل معهم بالانسجام الودي مع الناس، أو إقامة علاقات شخصية طبيعية، ولا تتعلق بمساعدة الآخرين أو إعالتهم، أو تنويرهم، أو التعامل مع الآخرين على قدم المساواة، أو استخدام مبادئ الحق للتعامل مع الأمور والتعامل مع الآخرين. إنهم لا يمتلكون أدنى جزء من هذه المبادئ على الإطلاق. ما هي مبادئهم؟ "كيف ينظر إليَّ كل شخص في قلبه؟ لا أحتاج إلى القلق بشأن أولئك الذين يبجلونني كثيرًا، والذين يحملونني في قلوبهم، والذين يخافون مني، ويحترمونني، ويوقرونني. كذا وكذا هو ما يجب أن أفعله بعد ذلك مع أولئك الذين لا يوقرونني، وكذا وكذا هو ما يجب أن أفعله مع أولئك الذين يوقرونني، لكن لم يُذْعِنوا لي بعد. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يهتمون بشكل عام بالآخرين، فيجب أن أفعل معهم كذا وكذا". إن لديهم منهجية تسير خطوة بخطوة للتحكم بالناس. لماذا ينتجون هذه الخطوات والأفكار؟ لأن الرغبة في السلطة في قلوبهم جامحة. إذا انسجموا بشكل ودي مع الأشخاص في مجموعة، فسيشعرون بعدم الرضا وعدم التوقير. ما هو هدفهم إذًا؟ حَمْل الجميع على جعل مكان لهم في قلوبهم؛ إن لم يكن المركز الأول، فالمركز الثاني، وإن لم يكن الثاني، فالثالث. التفاعل مع الآخرين على قدم المساواة لن يفي بالغرض. بوصفهم قادة، هل يمكن لهؤلاء الناس أن يلتفتوا إلى آراء الآخرين المختلفة؟ لا يمكنهم ذلك. ما الذي يدور حوله كل ما يفعلونه؟ (السلطة). كل ما يفعلونه يدور حول السلطة. ما هي الأشياء التي يفعلونها والتي تدور حول السلطة؟ أولًا، يفتشون في قلبك ويحللون ما يجري فيه؛ أي أنهم يَرْشُونَك أولًا، ويجعلونك تنفتح لهم، ويجعلونك تتحدث بمشاعرك الحقيقية، ويكتشفون رأيك الحقيقي فيهم. وبعد أن يدركوا ذلك، يكيِّفون أساليبهم تبعًا لكل موقف، بحيث يتصرفون في كل حالة على حدة. إنهم يريدون التحكم بقلوب الناس، وعندما يجدون شخصًا لا يُشاطِرهم الرأي، شخصًا لا يوقرهم، شخصًا غير مخلص لهم، عندها يؤذون ويعذبون ذلك الشخص. لذا، فإن دافِعَ أضداد المسيح في ربح قلوب الناس هو السلطة. وما هي الطرق والأساليب التي يستخدمونها للوصول إلى السلطة؟ إنهم يفهمون قلوب الناس ويستوعبونها ويتحكمون بها تمامًا. ما الذي يتحكم بأفكار الناس؟ قلوبهم وطبيعتهم. عندما يتحكَّم ضد المسيح بقلب شخصٍ ما، فإن أفكار ذلك الشخص وتفكيره لا يصبحان مصدر قلق. فما إن يتحكم ضد المسيح في قلب شخص ما، فإنه يتحكم في شخصه بالكامل.

ب. التباهي بنقاط قوتهم حتى يعبدهم الناس

بخلاف استخدام أضداد المسيح لصنائع المعروف الصغيرة، التي تحدثنا عنها للتو، ما هي الأساليب الأخرى التي يستخدمونها بشكل شائع أو معتاد لربح قلوب الناس؟ على سبيل المثال، لنفترض أن الجميع لديهم انطباع سيء عن قائدٍ ما. يعتقد الناس أن هذا القائد يفتقر إلى الموهبة، وأنه لا يستطيع التحدث إلا بالكلمات والتعاليم، وأنه ليس لديه فهم حقيقي للحق. إذا اكتشف ذلك القائد أن الناس يُضْمِرون مثل هذا الانطباع عنه، فهل سيبذل قصارى جهده لإخفاء هذه الأخطاء والعيوب؟ (نعم). ماذا سيفعل؟ ما نوع الأشياء التي سيقولها؟ أحد جوانب هذا أن يتظاهر بالانفتاح. وماذا أيضًا؟ (التبرير). التبرير أيضًا يُستخدم كوسيلةٍ للإخفاء. إضافة إلى ذلك، قد يستخدم القائد نقاط قوته والأشياء التي يراها الآخرون رائعة لإخفاء نقاط ضعفه. هل هذا أسلوبٌ شائعٌ؟ (نعم). على سبيل المثال، يقول أحد الأشخاص: "لقد آمنت بالله منذ فترة قصيرة فحسب، فلماذا اُخترت قائدًا؟ لأنني كنت أدير شركة في العالم العلماني، وقد ارتفع عدد موظفينا من 10 أشخاص إلى 200، ما يدل على أن لديَّ القدرة على القيادة. على الرغم من أن بيت الله لا يعلق أهمية على مثل هذه الأمور، فإن هذه القدرة مفيدة في بعض المواقف، أليس كذلك؟" وبعد سماع هذا، يختلف معه الآخرون، لذلك يستمر هذا الشخص في أدائه، قائلًا: "على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث إلى موظفيك، لكنهم لا يستمعون، فماذا يجب أن تفعل؟ سيستمعون إليك عندما تحقِّق نتائج جيِّدة. ولقد قدمت بالفعل دليلي: لقد طُرِحَتْ شركتي للاكتتاب العام!" في البداية، قد يقول البعض إن هذه موهبة، وأن هذه هي الطريقة التي يفعل بها غير المؤمنين الأشياء، ولكن هناك بالفعل طرق ونتائج لكيفية عمل هذا الشخص، لذلك ينتقل بعض الناس من الشك فيه إلى الثقة به، إلى البدء بدون وعي في عبادته، شيئًا فشيئًا، أثناء عمله. إضافة إلى ذلك، يضلل هذا الشخص الآخرين، ويخفي عيوبه؛ إنه يشتري قلوب الناس دون درايةٍ منهم، فُيضللهم، فيسجدون أمامه. أليس هذا أحد الأساليب؟ (بلى). ما هذا الأسلوب؟ أن يبذل الشخص قصارى جهده للتباهي بخبرته ومواهبه والتفاخر بقدراته ومهاراته. ما الهدف من هذه الأفعال؟ الهدف أيضًا هو ربح قلوب الآخرين. ومن أجل ربح قلوب الآخرين، فبخلاف منح بعض الأشياء اللطيفة، يتعين عليه أيضًا جعل الآخرين يقدرونه. لو كان مجرد شخص عادي، أو شخصًا غير متعلم لم يتلقَّ كثيرًا من التعليم المدرسي، فمن سيقدره؟ لذا، يتعمد هذا الشخص استعراض شهاداته، مما يجعل الناس يعرفون أنه يحمل درجات علمية متقدمة ومؤهلات أكاديمية متقدمة، ونتيجة لذلك يُضَلِّلُ بعض الناس. إنه يبذل قصارى جهده للتباهي بمواهبه، وخبراته، وقدراته ليحمل الآخرين على تكوين رأيٍ إيجابيٍّ وانطباعٍ جيدٍ عنه، وحتى يفكر الناس في كثير من الأحيان في طلب النصيحة منه، أو يكون لديهم الدافع لذلك أثناء قيامهم بمختلف الأشياء. أليس كل ما يفعله لتحقيق هذا الهدف هو أيضًا استراتيجية لربح بقلوب الناس؟ هذان مظهران من مظاهر ربح أضداد المسيح لقلوب الناس. الأول هو استخدام صنائع المعروف الصغيرة. والثاني هو تباهي الشخص بقدراته ومواهبه، وبعبارة أخرى، بالأشياء التي تجعله متفوقًا، واستخدام هذه الطريقة للتفوق على بقية المجموعة، حتى يبرز وسط الحشد، وحتى يحترمه الجميع، ويعجبوا به، ويتقدموا إليه عن طيب خاطرٍ لاتباع أوامره وقبول قيادته، وحتى يقبلوا ويطيعوا عن طيب خاطر جميع ترتيباته. أليس هذا شكلًا من أشكال الهجوم النفسي؟ (بلى). إن ربح قلوب الآخرين هو نوع من الهجوم النفسي. ما المقصود بـ "الهجوم النفسي"؟ إنها وسيلة يحتل بها الشيطان قلوب الناس ويتحكم بها. يمحِّصُ الله أعماق قلب الإنسان. إنه يُخْضِعُ قلوب الناس ويربحها. إذًا لماذا لا تستخدم عبارة "كسب قلوب الناس" عند الإشارة إلى الشيطان وأضداد المسيح؟ لأن الشيطان وأضداد المسيح يستخدمون أساليب منحرفة وشريرة للاستيلاء على قلوب الناس، وتضليلها، واستمالتها، والتحكم بها، بحيث لا يسع الناس سوى تكوين رأي إيجابي عنهم واحترامهم والإعجاب بهم بعمق.

لقد عقدنا شركة للتو عن اثنين من تكتيكات ربح قلوب الناس. ما هي التكتيكات الجوهرية الأخرى؟ إذا لم تكونوا قد اختبرتم التكتيكات والأساليب التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس وتقييدهم، فيمكنكم أن تنظروا إلى أنفسكم لتروا كيف تقارنون أنفسكم بها. انظروا ما إذا كانت فيكم هذه المظاهر. كل من يعيش وسط شخصيات فاسدة لديه هذه الأشياء. تقديم صنائع المعروف الصغيرة، وتضليل الناس، واستمالة الناس؛ أليست هذه أشياء تفعلونها في كثير من الأحيان؟ كذلك بذل قصارى جهدكم للتباهي بمواهبكم ونقاط قوتكم؛ أليس هذا أيضًا شيئًا تفعلونه في كثير من الأحيان؟ (بلى). تحديدًا عندما تفعلون شيئًا يتعارض مع الحق، وعندما تنكشف نقاط ضعفكم وأخطاؤكم، وحتى عندما تتعرضون للتهذيب وفقدان الاعتبار الشديد وتنجرف كلُّ ذرةٍ من وجاهتكم، ألا تفعلون أشياء مثل استخدام هذه الطرق والأساليب لتصحيح الوضع واستعادة مكانتكم ووجاهتكم في قلوب الناس؟ (نحن أيضًا نفعل مثل هذه الأشياء). عندما تفعلون هذه الأشياء، هل يكون لديكم وعيٌ، وتشعرون أن هذا هو المسار الخاطئ وأنه لا يحق لكم فعل ذلك؟ هل تشعرون بتأنيب الضمير؟ هل تكونون غير مبالين بذلك في أغلب الأحيان، أم إن ضمائركم تؤنبكم، ولكن تشعرون بوجوب فعل هذه الأشياء على أي حال، رغمًا عنكم، لأن سمعتكم وصورتكم ذات أهمية بالغة بالنسبة إليكم؟ أي الأمرين يحدث؟ (نفعلها رغمًا عنا). تفعلون ذلك رغمًا عنكم؛ حسنًا، هل تشعرون بتأنيب الضمير؟ أم إنكم لا تشعرون به على الإطلاق، وإنما تستخفون بتلك الأشياء ما إن تفعلوها، وتستمرون في الأكل والنوم كما كنتم تفعلون من قبل؟ (نشعر بتأنيب الضمير). إذا كنتم تشعرون بتأنيب ضمائركم، فالوضع ليس سيئًا للغاية. هذا يثبت أن خَدَرَكم لم يتعمَّق كثيرًا؛ لا يزال لديكم وعي. الأشخاص الذين لديهم وعي لديهم أمل في الخلاص؛ أما أولئك الذين لا يملكون الوعي فليست لديهم إنسانية، لذا فهم في خطر.

ج. استخدام المظاهر الزائفة لتضليل الناس وربح رأيهم الإيجابي

ما هي الأساليب الأخرى التي يستخدمها أضداد المسيح عادة لربح قلوب الناس؟ ثمة موقف آخر، وهو أنه أيًا كان ما يفعله أضداد المسيح، فإنهم لا يفعلونه أمام الله، ولكن أمام الناس. ما هو هدفهم من ذلك؟ (استمالة الناس). إنه استمالة قلوب الناس. ظاهريًا، هم يبدون أكثر استعدادًا من الآخرين للمعاناة ودفع الثمن؛ يبدون أكثر روحانية من الآخرين، وأكثر ولاءً لله، وأكثر جدية في واجبهم. لكن عندما لا يكون هناك من يراقبهم، لا يتصرفون بهذا الشكل. ليست نيتهم الحقيقية التصرف بتلك الطريقة؛ وإنما لديهم دافع خفي. إنهم يتصرفون بتلك الطريقة أمام الآخرين حتى يرى هؤلاء الأشخاص الصلاح في تصرفاتهم، وأنهم يقومون بواجباتهم بمثل هذا الإخلاص، في حين أن الإخلاص ليس في الواقع دافعهم الداخلي على الإطلاق. هدفهم هو جعل الناس ينظرون إليهم على أنهم مخلصون ومسؤولون. إنهم يقنعون الآخرين تمامًا من خلال دفع الثمن بهذه الطريقة. وبالتالي، فإنَّ الآخرين يصيرون على استعداد لقبول قيادتهم، ومسامحتهم أيًا كانت الأخطاء التي يرتكبونها. أي نوع من السلوك هذا؟ هذا استخدام للمظاهر الزائفة لتضليل الناس. ماذا تعني "المظاهر الزائفة" هنا؟ إنها تعني السلوكيات والأفعال الصالحة التي تبدو متماشية مع الحق. استخدام مظاهر زائفة تبدو متماشية مع الحق لتضليل الناس وربح رأيهم الإيجابي؛ هذا يلخص خصائص هذا السلوك، أليس كذلك؟ هدفهم هو ربح رأي الناس الإيجابي في نهاية المطاف. وما إن يكوِّن الناس رأيًا إيجابيًا في أضداد المسيح، ويشعروا ببعض الاحترام لهم حتى يكون أضداد المسيح قد احتلوا موقعًا بارزًا في قلوبهم باستخدام هذه الطريقة. على سبيل المثال، هناك نوع من الأشخاص الذين هم على استعداد لدفع ثمن في أدائهم لواجبهم، وغالبًا ما يعتمدون على الخبرة في أفعالهم، ولا ينتهكون في الأساس أيًا من المبادئ الرئيسية، ولكن عندما تعقد معهم شركة عن طلب مبادئ الحق، ماذا يقولون؟ "لا حاجة لعقد شركة معي عن هذا. كل هذه الأشياء في اعتباري!" وعندما يواجهون مشكلة بالفعل، فإنهم ليسوا فقط لا يطلبون نصيحة أي شخصٍ آخر، بل يرفضون أيضًا الاستماع إلى النصيحة، فضلًا عن الآراء؛ إنهم يفعلون كل ما يعتقدون أنه صالح فحسب. عندما يدفعون ثمنًا، وعندما تجعلهم أفعالهم يبدون سريعين وحاسمين ويمتلكون سلطة واضحة، كيف ينظر إليهم الآخرون في قلوبهم؟ هل يكوِّنون عنهم رأيًا إيجابيًا أم لا؟ من وجهة نظر الآخرين، هم لم ينتهكوا الحق بأي طرق واضحة، وهم ماهرون جدًا في فعلهم للأشياء. مستوى "إخلاصهم" وخبرتهم في أداء واجباتهم كافيان لإقناع الآخرين. يفكر الناس: "انظر إليهم: لقد آمنوا بالله لسنوات عديدة، ولديهم خبرة في القيام بهذا الواجب. إنهم متمرِّسون. لم نستطع نحن فعل ذلك". وعندما ينظر إليهم الناس بمثل هذه النظرة الإيجابية، فهل تكون أهميَّتهم في قلوب أولئك الناس كبيرة أم صغيرة؟ (كبيرةٌ). كبيرةٌ؛ إنهم ذوو أهمية بالغة في قلوبهم. بعض الناس لا يطلبون الحق أبدًا، ويرجع ذلك من ناحيةٍ إلى افتقارهم إلى الفهم الروحي، ومن ناحيةٍ أخرى، إلى أنهم لا يهتمون بالحق، ولا يحبون الحق على الإطلاق، وليس لديهم أي فهم على الإطلاق لمبادئ الحق. إنهم يعتمدون فقط على حماسهم العابر، ونواياهم الطيبة، وسنوات خبرتهم في القيام بواجباتهم. لكنهم لا يرغبون في السماح للآخرين بمعرفة هذه الأشياء، لذلك يبذلون ما في وسعهم لبذل جهد كبير ودفع ثمن. إذا اكتشف أي شخص أنهم يفتقرون إلى الفهم الروحي، أو أنهم لا يفهمون الحق، وأنهم يفعلون الأشياء بدون مبادئ، فإنهم يسارعون في إنتاج بعض الإنجازات ليراها الناس. يقولون: "راقب وانظر ما إذا كان لديَّ فهمٌ روحيٌّ حقًا أم لا. ألقِ نظرة؛ انظر ما إذا كنت أتصرّف حقًّا وفقًا للمبادئ أم لا، وما إذا كنت أفهم الحقّ حقًّا". وبينما يتصرفون على هذا النحو، يُضَلِّلون عددًا كبيرًا من الناس. سيقولون: "هؤلاء الأشخاص لديهم خبرة في أداء واجباتهم، ويفهمون المبادئ؛ نحن الذين لا نفهم". فما الذي تكشف عنه عبارة "نحن الذين لا نفهم"؟ إنها تكشف أنهم في أعماقهم يوافقون على السلوك الصالح الظاهري لأولئك الأشخاص. وماذا تعادل هذه الموافقة؟ إنها تعادل الاعتقاد بأنهم أشخاص يمارسون الحق، ويحبون الله، ويتلقَّون تكميلهم من الله. أليس تقييم الآخرين لهم بهذه الطريقة يعني احتلالهم موقعًا بارزًا في قلوب الناس؟ وبشكل أكثر تحديدًا، يمكن القول إن لديهم نوعًا من الوجاهة. وما الذي تجلبه لهم هذه الوجاهة إذًا؟ إنها تجعل الآخرين يتطلعون إليهم بإكبار، ويقدرونهم، وحتى يعتمدون عليهم. كيف يعتمد الآخرون عليهم؟ ما إن يواجهوا مشكلة حتى يبحثوا عنهم على الفور. لنفترض أن شخصًا ما يقول: "هذه مشكلة كبيرة، ونحن لا نفهمها؛ لذا يجب أن نسأل الأعلى، أليس كذلك؟". سيقول البعض: "لا حاجة لذلك. يمكننا أن نسأل قائدنا فحسب. قائدنا يفهم كل شيء". يدور في بال كل شخص حولهم أن القادة والعاملين مشغولون بعملهم معظم الوقت ولم يفعلوا شرًا، وبالتالي يعتقدون أنهم بالتأكيد أشخاص يفهمون الحق ويتصرفون وفقًا للمبادئ. ما رأيكم في هذا الفكر؟ إذا لم يفعل شخص ما الشر ظاهريًا، فهل هذا يعني أنه يفهم الحق؟ ليس بالضرورة. هناك حدود لفهم أي شخص للحق. إذا كنتَ تعتقد بأن القادة يفهمون كل شيء، ولذلك لا تصلي لله، ولا تطلب شيئًا منه، ولا تبحث في كلامه مهما كانت المشكلة التي لديك، وإنما تتوجه مباشرةً إلى القائد لتسأله عنها، أليس هذا سيؤخر الأشياء؟ إذا كنت تفعل دائمًا ما يقوله القادة، وتتطلع إليهم بإكبارٍ دائمًا، فقد تسوء بعض الأشياء، وقد تتسبب في خسائر لعمل الكنيسة. لهذا فإن عبادة الناس والتطلع إليهم بإكبارٍ هي أسهل طريق للضلال وارتكاب الأخطاء، وللتسبب في خسائر في حياتك، وفي بيت الله وعمل الكنيسة.

هناك ثلاثة مظاهر رئيسية لربح أضداد المسيح لقلوب الناس: الأول هو استمالة الناس بصنائع المعروف الصغيرة؛ والثاني هو التباهي بنقاط قوتهم ومواهبهم ومَلَكَاتِهِم؛ والثالث هو استخدام المظاهر الزائفة لتضليل الناس وربح رأيهم الإيجابي. قد توجد هذه المظاهر في الجميع. غالبًا ما يكشف بعض الأشخاص عن بعض القيل والقال الذي لا يعرف به الآخرون، أو يتحدثون عن جميع أنواع الموضوعات، أو يتشاركون بعض الآراء الفريدة والخبيرة. ماذا يسمى هذا؟ ثمة قول مأثور من شَطْرَيْن يقول: "تضع العجوز أحمر الشفاه؛ لتظهر بمظهرٍ يلفت انتباهك". يريد هؤلاء الأشخاص دائمًا إظهار مهاراتهم وربح تقدير الناس. لكنهم في بعض الأحيان لا يفعلون هذا بشكلٍ جيدٍ، ويرى الناس العيوبَ فيهم، لذلك يفعلون كل ما بوسعهم لتصحيح الوضع ويجادلون إنقاذًا لأنفسهم. وأيًا كانت الأشياء التي فعلوها والتي تتعارض مع ضميرهم والحق، أو التي لا علاقة لها بأداء واجباتهم، فإنهم لا يعرفون أبدًا الاعتراف بالخطأ أو التأمل في أنفسهم والتوبة، ولا يدركون أبدًا مدى خطورة هذه المسألة. وعلى العكس من ذلك، فإنهم يفكرون بجد ويجهدون أدمغتهم بحثًا عن طرق للدفاع عن أنفسهم وتهدئة الأمور. إنهم لا يطيقون صبرًا على تحقيق أهدافهم، حتى إنهم لا يستطيعون تناول الطعام أو النوم، خشية أن يتعرَّض وضعهم الجيد في نظر الآخرين إلى انحطاط مفاجئ ومدمر. بعض الناس، على سبيل المثال، يعتقدون أن كتاباتهم جيدة، وأنهم كتاب بارعون؛ ويعتقد البعض أنهم قادة صالحون، وأنهم الأعمدة التي تدعم الكنيسة؛ ويعتقد آخرون أنهم أشخاص صالحون. وما إن يفقد هؤلاء الأشخاص صورتهم الذاتية الجيدة لسبب أو لآخر، فإنهم يستثمرون الكثير من التفكير ويدفعون ثمنًا من أجلها، ويجهدون أدمغتهم محاولين تصحيح الوضع. ومع ذلك، فإنهم لا يشعرون أبدًا بالخزي، أو بتأنيب الضمير، أو أنهم مدينون لله بسبب الطرق الخاطئة التي سلكوها، أو بسبب مختلف الأشياء التي فعلوها والتي تتعارض مع الحق. لم يسبق لهم أبدًا أن شعروا بمثل هذه المشاعر. إنهم يستخدمون كل أنواع التكتيكات لتضليل الناس وربح قلوبهم. هل هذا أداء لواجب الكائن المخلوق؟ بالطبع لا. هل هذا هو العمل الذي ينبغي على قادة الكنيسة القيام به؟ بالطبع لا. إنهم يعيشون بشخصيات شيطانية، ويفعلون الشر ويعرقلون عمل الكنيسة، ويعرقلون ويزعجون عمل بيت الله. وبالنظر إلى أفعالهم وسلوكياتهم، والطرق التي يسلكونها، ومختلف سلوكياتهم التي تضلل الناس وتتحكم بهم، فإنهم لا يقومون بواجب القائد، بل يقومون بتفكيك وتعطيل عمل الله لتخليص الإنسان، ومنع الناس من القدوم أمام الله، ومحاولة إبقاء الناس في أيديهم، وتحت سيطرتهم. أليست هذه أفعال أضداد المسيح وسلوكياتهم؟ لا شك في هذا. هذا دليل كافٍ على أن أضداد المسيح يلعبون دور الشيطان بامتياز. وبالنظر إلى طبيعة هذه الأشياء التي يفعلونها، فإنهم ليسوا فقط فاشلين في القيام بالواجب الذي ينبغي عليهم القيام به بشكل جيد؛ بل إنهم – على العكس – يلعبون دور الشيطان. كل ما يفعلونه هو التنافس مع الله على شعبه المختار. إن خِرَافَ الله يجب أن تتبع الله وأن يربحهم هو، لكن هؤلاء الناس يمنعون الآخرين من اتباع الله؛ إنهم يأخذون خراف الله في أيديهم ويتحكمون بها، ويحملون الناس على عبادتهم واتباعهم. هذه هي طبيعة أفعالهم. هل يمكن تسمية أولئك الأشخاص "قادة"؟ (كلا). ماذا يجب أن نسميهم إذًا؟ (خُدامًا أشرارًا). "خُدام أشرار"؛ هذا اسم مناسب. "أضداد المسيح"، "خُدام أشرار"؛ كلاهما مناسب، أليس كذلك؟ هؤلاء الناس يرفعون راية القيام بواجب القائد، لكنهم لا يفعلون ما يجب على القائد فعله. ما يفعلونه ليس أداءً لواجب القائد على الإطلاق، بل لعبًا لدور ضد المسيح، وتمثيلًا للشيطان في إزعاج وتدمير عمل بيت الله، وتضليل شعب الله المختار حتى يحيد عن الطريق الصحيح ويحيد عن الله. جميع أفعالهم وسلوكياتهم تكشف عن شخصية الشيطان وطبيعته، ونتيجتها هي جعل الناس يحيدون عن الله، ويرفضون الحق والله، ويعبدونهم ويتبعونهم. وفي يوم من الأيام، عندما يضللون الناس تمامًا ويضعونهم تحت سيطرتهم، سيبدأ الناس في عبادتهم، واتباعهم، وطاعتهم. حينها سيكونون قد حققوا هدفهم المتمثل في اصطياد قلوب الناس. إنهم قادة الكنيسة، لكنهم لا يقومون بالعمل الذي ائتمنهم الله عليه؛ إنهم لا يقومون بعمل القادة والعاملين. وبدلًا من ذلك، يؤثرون على شعب الله المختار، فيضلّلونهم، ويوقعونهم، ويتحكمون بهم، ويأخذون الخراف التي تنتمي بوضوح إلى الله في أيديهم، وتحت سيطرتهم. أليسوا لصوصاً وقطَّاع طرق؟ أليسوا يعملون خدمًا للشيطان بتنافسهم مع الله على شعبه المختار؟ أليس أضداد المسيح أولئك أعداء لله؟ أليسوا أعداء لشعبه المختار؟ (بلى). إنهم كذلك مائة في المائة. إنهم أعداء الله وشعبه المختار؛ ما من شكٍّ في هذا.

حينما كنت في الماضي أتحدث وأعمل في جميع الكنائس في برِّ الصين الرئيسي، كان يصحبني شخصٌ كان مسؤولًا عن التسجيلات الصوتية وتفريغ المواعظ. كان هذا الشخص موهوبًا إلى حد ما، وكان متوقِّد الذهن سريع الاستجابة. ولكن كان ثمة شيء هو أكثر ما يميزه: لقد كان بارعًا في قول أشياء لطيفة الوَقْع يحب الناس سماعها. إذا قلتَ إن طعامًا ما مذاقه جيد، فسيقول: "أنت على حق. لقد جربتُه. إنه رائع". وإذا قلت إن الجو حار، فسيقول: "بالتأكيد. أنا أتصبب عرقاً". إذا قلت إن الجو بارد، فسيقول: "الجو بارد فعلًا. لقد ارتديتُ حذاءً مبطنًا بالصوف". كان من الصعب عليه أن يقول شيئًا حقيقيًا أو صادقًا. كان يبدو وكأنه شخص يسعى باجتهاد حقًا، ولكن حينما كان يجدُّ أمرًا يتطلب دفع ثمنٍ، كان يختبئ. كان متسترًا ومخادعًا. هكذا كان كشخصٍ. قد يسأل البعض: "حسنًا، لماذا اخترت شخصًا كهذا؟" لم أختره؛ لقد تقرر ذلك وفقًا للظروف في ذلك الوقت. كان من الصعب العثور على شخص مثله في ذلك الوقت، وعلى الأقل كان سريع الاستجابة؛ كان يضغط زِرَّ التسجيل ما إن أبدأ في التحدث. كان يتبعني في كل مكان، يسجِّل المواعظ ويفرِّغها؛ كان يقوم بعملٍ جادٍ. لكنه كان يتصرَّف في حضوري بطريقةٍ تختلف عن الأشياء التي كان يفعلها في الكنيسة، كأنها أفعال شخصين مختلفين تمامًا. في حضوري، كان يتظاهر بأنه مطيعٌ، وحسن السلوك، ومجتهد، ويقظ الضمير؛ لكن هل كان كذلك حينما كان يقوم بواجبه في الكنيسة؟ بالنظر إلى أن هذا ما كان عليه عندما كان يتصل مع الأعلى، هل كان كذلك أيضًا عندما كان بين شعب الله المختار؟ هل كنتَ لتجرؤ على تقديم إجابة مؤكدة على هذا؟ لا، لم تكن لتجرؤ على ذلك. إذًا، كيف كان سيمكنك معرفة وضعه الحقيقي؟ للقيام بذلك، يجب أن تكون على اتصال به. بعد أن تتفاعل معه لفترة من الوقت، سيظهر كل شيء في جوهر طبيعته. كان يحب المكانة بشدة، وكان مغرورًا بوضوح؛ كلما كان بصحبة أي شخص، كان يحب جدًا التحدث عن رأس ماله، والتباهي بالأشياء التي يستطيع فِعْلَها، والأشياء التي فَعَلَها، ومقدار معاناته، ومدى روعته. لقد فعل هذه الأشياء وتحدث بهذه الطريقة كثيرًا، وكان شخصًا مختلفًا تمامًا مقارنةً بما كان عليه حينما كنتُ أتواجد. بالإضافة إلى ذلك، كان أي شخصٍ في محيطه يشعر بأنه يتعرَّضُ للتقييد والتنمُّر، ولم يكن أحدٌ يجرؤ على قول أي شيء عن ذلك. ماذا كانت المشكلة الأكبر هنا؟ لقد كان يأخذ هذا الجزء من العمل الذي كان يقوم به، وهذا الجزء من الواجب الذي كان يقوم به، ويعامله على أنه رأس مال يتباهى به أينما ذهب. إلى أي درجة كان يتباهى بذلك؟ كان الجميع يتطلعون إليه بإكبارٍ، ويعبدونه، ويحسدونه. وأخيرًا، قالوا: "لقد عانى هذا الرجل كثيرًا من أجل الله. فقط انظر إلى إيمانه، وحبه لله! لا يمكننا حتى أن نقارن أنفسنا بشعرةٍ من رأسه. نحن أقل شأنًا منه!". كان الناس يذكرونه دائمًا، وأولئك الذين لم يتمكنوا من مقابلتي كانوا يعتقدون أن مقابلته تُعادل مقابلتي. وصل تأثيره على معرفة الناس وأفكارهم وعقولهم في النهاية إلى هذا المستوى. ولكي يصل تأثيره إلى هذه النقطة، لا بدَّ أنه قد قال وفعل بعض الأشياء، أليس كذلك؟ من المؤكد أنه لم يكتفِ باستخدام بضع كلماتٍ يذكر بها الواجبات التي قام بها، بل تحدث بالتأكيد وتكلَّم عن هذه الأشياء بإسهاب؛ علاوة على ذلك، كانت لديه دوافعه وأهدافه الخاصة، وقال بعض الأشياء التي قد تغوي الناس وتضللهم، مما يجعل الناس يعبدونه، وفي النهاية حقق هدفه. ما رأيك في هذا النوع من الأشخاص؟ كان وصوله إلى أن يؤدي واجبه إلى جانبي أمرًا جيدًا بالنسبة له، سواء من حيث تعلمه كيفية التصرف أو ربح الحق. كانت تلك فرصة له ليُكَمَّلَ مبكرًا. لكنه للأسف لم يقدِّر هذه الفرصة. لم يرَ مدى قيمة هذه الفرصة وأهميتها، ولا أنها كانت طريقًا، وأساسًا، ومصدرًا لربح الحق وتحقيق معرفة الله. وبدلًا من ذلك، استغل هذه الفرصة لتحقيق هدفه الخاص المتمثل في التميز عن الناس وربح قلوب الناس. كان هذا ناقوس خطرٍ؛ لقد كان يسير في الطريق الخطأ. أخبرني، بما أنه كان ينشر الأخبار بتهوُّرٍ عن مدى معاناته، وإرشاد الله له، ومعاملة الله له، وثقة الله به، هل كان قادرًا على إدراك أن هناك نية شخصية في هذا؟ (نعم). كان يُفترض أن يكون قادرًا على ذلك. لم يكن هذا شيئًا يستحيل إدراكه. كان بإمكانه إدراكه؛ فلماذا لم يتمكن من كبح أفعاله الشريرة؟ لأنه لم يحب الحق؛ كان يحب النفوذ والمكانة فحسب. عندما يكشف الشخص الذي يحب الحق حقًا عن الفساد، وعندما يشهد على مدى معاناته، يشعر بتأنيب الضمير والاتهام لنفسه. حينها يشعر أن فعل ذلك كان حقارةً منه، وأنه يقاوم الله، وأنه يجب ألا يفعل ذلك مرة أخرى. وعندما يريد فعل ذلك مرة أخرى في المستقبل، يكون قادرًا على كبح جماح نفسه ووضع حد لفعله مثل هذه الأشياء. هذا أمر طبيعي تمامًا. ولكن في مثل هذه الأوقات، حتى لو شعر أضداد المسيح بتأنيب الضمير، فلن يستطيعوا التحكم في طموحهم ورغبتهم، وحتى لو تعرَّضوا للتهذيب، فلن يقبلوا الحق. لماذا تتضخم طبيعتهم وتتوسع بلا رجعة؟ (لأنهم لا يحبون الحق). في طبيعتهم، لا يحبون الحق. ماذا يحبون إذًا؟ (يحبون المكانة). ماذا ستجلب لهم المكانة؟ ستجعل الناس يعبدونهم، ويقدرونهم، ويحسدونهم. في نهاية المطاف، هدفهم هو التمتع بالمكانة والمعاملة نفسها التي يتمتع بها الله، وكذلك الشرف، والسعادة، والفرح الذي تجلبه لهم هذه المكانة. بعد الاستماع إلى كل ما قلته للتو، ألا تشعرون بالاشمئزاز؟ (بلى). كان ثمة شيء آخر فعله ذلك الشخص وكان أكثر إثارة للاشمئزاز. في وقت لاحق، مَرِضَ وعاد إلى بلدته، وهذا جعله يشعر أكثر أنه يستحق التمتع بمنافع المكانة. كيف تعتقدون أنه كان سيتصرف تحت سيطرة هذه الفكرة عليه؟ ألم يكن سيطلب من الناس أن يقدموا له المزيد من المعاملة الأفضل؟ (بلى). لماذا طالب بذلك؟ ألم يشعر أنه مفرط أو غير معقول؟ لقد شعر أنه يستحق ذلك. لقد فكر: "لقد عانيتُ الكثير من أجل الله، ومن أجل إخوتي وأخواتي. لديَّ الحق في هذا؛ لقد مرضتُ لأنني عانيتُ كثيرًا، لذلك يجب على إخوتي وأخواتي خدمتي". بينما كان مريضًا، لم يحرِّك أنملة؛ لقد استلقى على السرير طوال اليوم، مما جعل الآخرين يعتنون به ويطعمونه. وبعد أن استلقى لفترة طويلة، بدأ يشعر بالملل، لذلك جعل الناس يجلبون الطعام والشراب ويخرجون معه لتخفيف ملله. هذا مثير للاشمئزاز، أليس كذلك؟ إذا كان مريضًا إلى هذا الحد حقًا، فلم يكن الأمر ليكون بهذه الأهمية؛ وإذا لم يكن مريضًا إلى هذا الحد، فمن المؤكد أن سلوكه كان يفتقر إلى العقل، أليس كذلك؟

بعض الناس يبدون متحمسين جدًا في إيمانهم بالله. إنهم يحبون الاهتمام بشؤون الكنيسة والانهماك فيها، وهم سباقون دائمًا. ومع ذلك، وعلى نحو غير متوقع، فإنهم يخيبون آمال الجميع ما إن يصبحوا قادة. إنهم لا يركزون على حل المشكلات العملية لشعب الله المختار، بل يبذلون قصارى جهدهم في العمل من أجل سمعتهم ومكانتهم. إنهم يحبون التباهي لجعل الآخرين يقدرونهم، ويتحدثون دائمًا عن بذلهم لأنفسهم ومعاناتهم من أجل الله، ومع ذلك لا يبذلون جهودهم في السعي إلى الحق والدخول في الحياة. ليس هذا ما يتوقّعه أيّ شخص منهم. على الرغم من أنهم يشغلون أنفسهم بعملهم، ويتباهون في كل مناسبة، ويعظون ببعض الكلمات والتعاليم، ويكسبون احترام بعض الناس وعبادتهم، ويضللون قلوب الناس، ويعززون مكانتهم، فما الذي سيحدث في النهاية؟ بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الأشخاص يستخدمون صنائع المعروف الصغيرة لرشوة الآخرين، أو التباهي بمواهبهم وقدراتهم، أو يستخدمون أساليب مختلفة لتضليل الناس وبالتالي ربح رأيهم الإيجابيّ، وأيًا كانت الطريقة التي يستخدمونها لربح قلوب الناس واحتلال موقعٍ فيها، فما الذي فقدوه؟ لقد فقدوا الفرصة لربح الحق أثناء القيام بواجبات القادة. وفي الوقت نفسه، تراكمت لديهم أيضًا أعمال شريرة من شأنها أن تحقق العاقبة النهائية التي يريدونها، بسبب مظاهرهم المختلفة. بغض النظر عما إذا كانوا يستخدمون صنائع المعروف الصغيرة لرشوة الناس وإيقاعهم، أو يتباهون بأنفسهم، أو يستخدمون المظاهر الزائفة لتضليل الناس، وأيًا كان عدد المنافع ومدى الإشباع التي يبدو ظاهريًا أنهم يحصلون عليها من فعل ذلك، إذا نظرنا إلى الأمر الآن، فهل هذا الطريق صحيح؟ هل هو طريق السعي إلى الحق؟ هل هو طريق يمكن أن يحقق للمرء الخلاص؟ من الواضح أنه ليس كذلك. بغض النظر عن مدى ذكاء هذه الأساليب والحيل، فإنها لا يمكن أن تخدع الله، وكلها في نهاية المطاف مدانة ومكروهة من قبل الله، لأن ما يكمن وراء مثل هذه السلوكيات هو طموح الإنسان، وموقفه، وجوهر العداء تجاه الله. لن يعترف الله في قلبه أبدًا بهؤلاء الأشخاص على أنهم أولئك الذين يقومون بواجباتهم، وسيعرِّفهم بدلًا من ذلك على أنهم فاعلون للشرّ. ما هو الحكم الذي يصدره الله عند التعامل مع فاعلي الشر؟ "ٱذْهَبُوا عَنِّي يا فَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" وعندما يقول الله "ٱذْهَبُوا عَنِّي"، إلى أين يريد أن يذهب مثل هؤلاء الناس؟ إنه يسلمهم إلى الشيطان، إلى الأماكن التي تسكنها حشود من الشياطين. وما هي النتيجة النهائية بالنسبة إليهم؟ تعذِّبهم الأرواح الشريرة حتى الموت، وهذا يعني أن الشيطان يلتهمهم. الله لا يريد هؤلاء الناس، ما يعني أنه لن يُخَلِّصَهُم، فهم ليسوا خِرَافَ الله، فضلًا عن أن يكونوا أتباعه، لذا فهم ليسوا من بين الذين سيُخَلِّصُهُم. هكذا يُعرِّف الله هؤلاء الناس. إذًا، ما هي طبيعة محاولة ربح قلوب الآخرين؟ إنّه طريق ضد المسيح؛ إنّه سلوك ضد المسيح وجوهره. والأخطر من ذلك أنه جوهر التنافس مع الله على شعبه المختار؛ مثل هؤلاء الناس هم أعداء الله. هكذا يُعَرف أضداد المسيح ويُصنفون، وهما تعريف وتصنيفٌ دقيقان تمامًا.

22 يناير، 2019

التالي: البند الثاني: يهاجمون المنشقّين ويستبعدونهم

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب