ماذا ربحتُ من تهذيبي والتعامل معي
بدأت الإشراف على عمل الفيديو في نوفمبر 2018. كانت أعصابي متوترة كل يوم بسبب عبء العمل الثقيل. كنت مشغولة بحل جميع المشكلات ومتابعة عمل الآخرين. لم تسنح لي الفرصة للاسترخاء. بعد مرور وقت قصير، قدمت الأخت ليو نصائح بشأن مقاطع الفيديو الخاصة بنا، وقالت إن كل هذه المشكلات وقعت بسبب قلة جهدنا. شعرت بمقاومة شديدة عندما رأيت هذه الرسائل منها. كنا بالفعل نبذل قصارى جهدنا لتقليل الأخطاء، وتحقيق هذا الكم في العمل بالفعل كان لا بأس به. ألم تكن تعطّل العملية بتصيدها لتوافه الأمور؟ لم آخذ اقتراحاتها أبدًا على محمل الجد، ظنًا أنها كانت تختلق ضجة من لا شيء وتعطل عملنا. ذات يوم، حددت موعدًا مع الأخت ليو لنتحدث. ودمجت بعض المبادئ لأقدم شركة عن كيف يؤثر تصيدها للأخطاء على تقدم عملنا. لقد فوجئت عندما قالت بنبرة قاسية بعد الشركة مباشرةً: "هذا أحد جوانب مبدأ الأمر. لكن دعيني أذكركِ – لا تظني أن المبادئ ذريعة لسلوك مهمل وغير مسؤول في واجبك. هذان شيئان مختلفان. لا تخلطي بينهما". عندما سمعت ما قالت، لم أقل أي شيء، ورغم أنني كتمته في داخلي، فكرت: "ألا تقصدين أنني مهملة وغير مسؤولة في واجبي؟ من الواضح أنكِ تتصيدين الأخطاء وتعطلين الأمور، بل وتنتقدينني! ما هي المشكلة العويصة حيال بعض المشكلات البسيطة؟ لن تؤثر على جودة مقاطع الفيديو إطلاقًا، وما حققناه بالفعل جيد جدًا. أنتِ لا تدرين حجم عبء العمل لدينا، لكنكِ تتصيدين الأمور الصغيرة ثم تأتين إليّ هكذا. أنتِ متعجرفة للغاية!" بعد ذلك رفضت التفاعل مع الأخت ليو. عندما تشير إلى أمر ما، كنت أعرب عن معارضتي، وتدخّلت مشاعري عند التعامل مع المشكلات.
كل نصف شهر تقريبًا بعد هذا، كانت الأخت ليو تعد لنا ملخصًا عن الملاحظات حول أمور العمل. ذات مرة، شاركت هذه الملاحظات مع القائدة. عندما سمعت هذا، شعرت بالغضب. لقد ارتكبنا بعض الأخطاء، ولكن مع وجود عبء ثقيل كهذا كل شهر، ألم يكن من الطبيعي وجود أشياء صغيرة لم تتم كما ينبغي؟ أكان إخبار القائدة ضروريًا حقًا؟ أنتِ مهووسة بأشياء صغيرة، ومعاييركِ عالية جدًا. هل تعامليننا نحن الإخوة والأخوات كالآلات؟ ألا يمكننا أن نخطئ أبدًا؟ كلما فكرت أكثر ازداد غضبي. عندما جاءت القائدة للتحدث معي، وجهتُ أصابع الاتهام مباشرةً إلى الأخت ليو، قائلة إنها كانت متعجرفة للغاية. لم تعِ لذاتها، لكنها أوضحت مشكلاتنا فحسب. رأت القائدة أنه ليس لديّ وعي ذاتي، وقدّمت شركة أنني بحاجة إلى أن أحسن معاملة الأخت ليو. طلبت مني أن أراجع ذاتي وأن أتعلم درسًا. لكن كلام القائدة لم يلق آذاناً صاغية. لقد تباطأت في حل المشكلات التي ذكرتها الأخت ليو في ملاحظاتها، ولم أبذل أي جهد في التفكير في كيفية تجنب مشكلات مماثلة في المستقبل. هل وعيت في ذلك الوقت أنكِ لم تكوني في حالة جيدة؟ كنت مدركة بعض الشيء، وطلبت الله في الصلاة، سائلة إياه أن يرشدني إلى تعلم الدرس وربح الوعي الذاتي في هذا الأمر.
خلال عبادتي ذات يوم، قرأت بعض من كلام الله: مما ساعدني على ربح بعض الوعي بحالتي. تقول كلمات الله، "عندما يواصل الناس الحديث عن الصواب والخطأ، فإنهم يحاولون توضيح ما إذا كان كل شيء صحيحًا أم خطأً، ولا يتوقفون لحين وضوح الأمر وفهم من كان مُحقًا ومن كان مخطئًا. إنهم متعلقون بمثل هذه الأشياء، ومتعلقون بأشياء لا إجابة لها: فما الهدف من التصرف بهذه الطريقة؟ وهل من الصواب أساسًا الحديث عن الصواب والخطأ؟ (لا). أين الخطأ؟ هل توجد أي صلة بين هذا وممارسة الحق؟ (لا توجد صلة). لماذا تقول إنه لا توجد صلة؟ الحديث عن الصواب والخطأ لا يعني الالتزام بمبادئ الحق، ولا يعني مناقشة مبادئ الحق أو الشركة عنها؛ وبدلًا من ذلك، يتحدث الناس دائمًا عمن كان مُحقًا ومن كان مخطئًا، ومن كان مصيبًا ومن كان مخطئًا، ومن كان منطقيًا ومن لم يكن كذلك، ومن كان لديه سبب وجيه ومن لم يكن كذلك، ومن كان أكثر معقولية؛ هذا هو ما يفحصونه. عندما يختبر الله الناس، فإنهم يحاولون دائمًا الجدال مع الله، ويقدمون دائمًا مبرراً ما أو غيره. هل يناقش الله مثل هذه الأمور معك؟ هل يسأل الله عن السياق؟ هل يسأل الله عن المبررات والأسباب التي أشرتَ إليها؟ لا يفعل ذلك. يسأل الله عما إذا كان لديك موقف الطاعة أو المقاومة عندما اختبرك. يسأل الله عما إذا كنت قد فهمت الحق أم لا، وما إذا كنت مطيعًا أم لا. هذا هو كل ما يطلبه الله، ولا شيء آخر. لا يسألك الله عن سبب عدم طاعتك، ولا ينظر فيما إذا كان لديك سبب وجيه أم لا – فهو لا يفكر في مثل هذه الأشياء على الإطلاق. ينظر الله فقط إلى ما إذا كنت مطيعًا أم لا. بصرف النظر عن بيئتك المعيشية وعن السياق، فإن الله يفحص فقط ما إذا كانت توجد طاعة في قلبك، وما إذا كان لديك موقف الطاعة؛ لا يناقش الله الصواب والخطأ معك، ولا يبالي الله بأسبابك، فالله يهتم فقط بما إذا كنت مطيعًا حقًا، وهذا هو كل ما يطلبه الله منك. أما الناس الذين يواصلون الحديث عن الصواب والخطأ، ويحبون الخوض في الحروب الكلامية، فهل توجد مبادئ الحق في قلوبهم؟ (لا). لماذا لا؟ هل سبق وانتبهوا لمبادئ الحق؟ هل سعوا من أجلها؟ هل سبق وطلبوها؟ إنهم لم يولوها أي اهتمام، ولم يسعوا من أجلها ولم يطلبوها، كما أنها غائبة تمامًا عن قلوبهم. ونتيجةً لذلك، لا يمكنهم العيش إلا في سياق الصواب والخطأ، وكل ما في قلوبهم هو الصواب والخطأ، والصحيح والخاطئ، والذرائع، والأسباب، والمبررات، والحجج، ثم ما يلبثون أن يهاجم بعضهم بعضًا ويُوجهوا الاتهامات فيما بينهم، ويدين أحدهم الآخر. إن شخصية مثل هؤلاء الناس هي أنهم يحبون مناقشة الصواب والخطأ، ويحبون توجيه الاتهامات وإدانة الناس. ومثل هؤلاء الناس لا يحبون الحق ولا يقبلونه، وهم عُرضة لتجريب الله والتجادل معه، بل وتقديم الادعاءات بخصوص الله ومقاومة الله. وفي النهاية، سوف ينتهي بهم الأمر بخضوعهم للعقاب" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). من إعلان الله رأيت أن الأشخاص الذين يتحدثون دائمًا عن الصواب والخطأ في موقف ما، سيحققون أولاً في الأمر بدقة: من مُحق، ومن مخطئ، ومن ينصفه المنطق. إن استطاعوا مراوغة الآخرين، فإنهم يبدأون في مناقشة قضيتهم، ويثبتون نظرتهم على الآخرين، ويصبحون غير ممتثلين، ومعارضين، بل ويهاجمون الآخرين دون البحث عن الحق أو التفكّر في مشاكلهم الخاصة. إنهم لا يخضعون للمواقف التي يضعهم الله فيها. فكرت كيف كنت أتصرف بهذه الطريقة. عندما أوضحت الأخت ليو بعض المشكلات في عملنا، كنت أعلم بوجود هذه المشكلات، لكني وجدت أسبابًا وأعذارًا لتبرير نفسي، ظنًا أن مستوى عملنا كان جيدًا بالفعل مقارنةً بعبء العمل، وأن المشكلات الصغيرة لا مفر منها. حتى أنني حاولت تكذيبها بالمبادئ لمنعها من الإشارة إلى المشكلات، معتقدة أنها بالغت في توقعاتها، وأن المشكلات كانت تافهة وحتى عدم حلها لن يكون مهمًا. عندما انتقدتني الأخت ليو لأني مهملة وغير مسؤولة، لم أتقبل ذلك من الله، بالإضافة إلى أنني كونت تحيزًا ضدها وظننت أنها تتصيد الأخطاء. عندما تحدثت بصرامة وآذت كلماتها كبريائي، وصفت شخصيتها بالعجرفة، بل وحكمت عليها أمام القائدة، وخططت لجعل القائدة تتخذ صفي وتنظر إليها نظرة سيئة. عندما ساعدتني القائدة، رفضت الاستماع. لم أتقبل مواقف من الله أو أتأمل مشكلاتي الخاصة. بل قدمت التبريرات والأعذار وتنازعت على من مُحق ومن مخطئ. لم أُبدِ سوى عنف، دون أدنى طاعة. كيف أدعو نفسي مؤمنة؟ كنت أتصرف كأنني غير مؤمنة.
بعد ذلك، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله مما ساعدني أكثر على فهم مشيئة الله. تقول كلمات الله، "ينطوي فعل أي شيء على طلب الحق وممارسته. وما دام الشيء ينطوي على الحق، فإنه ينطوي على إنسانية الناس وموقفهم. وفي كثير من الأحيان، عندما يفعل الناس أشياءَ بمعزل عن المبدأ، يرجع السبب إلى أنهم لا يفهمون المبادئ التي تستند إليها هذه الأشياء. غير أنه في كثير من الأحيان، لا يقتصر الأمر على أن الناس لا يفهمون المبادئ، ولكنهم لا يرغبون أيضًا في فهمها. وعلى الرغم من أنهم قد يعرفون القليل عنها، فإنهم ما زالوا لا يرغبون في أداء مهمتهم جيدًا؛ فلا هذا المعيار في قلوبهم ولا هذا المطلب كذلك؛ ولذلك من الصعب جدًا عليهم فعل الأشياء جيدًا، ومن الصعب جدًا عليهم أيضًا فعل الأشياء بطريقة تتماشى مع الحق وتُرضي الله. يعتمد أساس معرفة ما إذا كان الناس يمكنهم أداء واجبهم بشكل مقبول على ما يطلبونه وما إذا كانوا يحبون الأشياء الإيجابية أم لا. إذا كان الناس لا يحبون الأشياء الإيجابية، فليس من السهل عليهم قبول الحق – وهذا مزعج للغاية؛ وعلى الرغم من أنهم يؤدون واجبًا، فإنهم يؤدون الخدمة فقط. وبصرف النظر عما إذا كنت تفهم الحق أم لا، وما إذا كان يمكنك فهم المبدأ أم لا، سوف تحقق على الأقل نتائج متوسطة إذا كنت تؤدي واجبك بضمير. وهذا وحده سوف يفي بالغرض. أمّا إذا تمكنت بعد ذلك من طلب الحق وفعلت الأشياء وفقًا لمبادئ الحق، فسوف تتمكن عندئذ من عمل ما يطلبه الله وما يُرضي مشيئة الله تمامًا. ماذا يطلب الله؟ (أن نبذل كل قلوبنا وقوّتنا لإتمام واجبنا). ما تفسير "بذل كل قلبك وقوتك؟" إذا كرس الناس أذهانهم بالتمام لأداء واجبهم، فإنهم يبذلون كل قلبهم، وإذا استخدموا كل مقدار من قوتهم عند أداء واجبهم، فإنهم يبذلون كل قوتهم. هل من السهل أن تبذل كل قلبك وقوتك؟ ليس من السهل تحقيق ذلك بدون الضمير والمنطق. إذا كان الناس لا يملكون قلبًا، أو يفتقرون إلى الفطنة ولا يمكنهم التأمل، وإذا كانوا لا يطلبون الحق عند مواجهة مشكلة وليست لديهم طُرق أو وسائل، فهل يمكنهم عندئذ أن يبذلوا كل قلوبهم؟ بالطبع لا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الإنسان هو المستفيد الأكبر من خطة تدبير الله). بعد التأمل في كلام الله، فهمت مشيئته. لا يطالب الله الناس بتحقيق الكمال في واجباتهم، لكنه ينظر إلى ما إذا كانوا قد بذلوا قصارى جهدهم، وإذا كان سلوكهم هو محاولة تحسين أداء واجبهم. يفحص الله قلوب الناس. تفكّرتُ في موقفي تجاه واجبي في ضوء كلام الله. شعرت دائمًا أن لدي عبء عمل ثقيل، مع وجوب مراعاة العديد من الأشياء والاهتمام بها، وأنه كان من الطبيعي أن تنشأ مشكلات صغيرة في العمل. في بعض الأحيان، حتى لو كنت أعلم أنه بوسعي تجنب هذه المشكلات، لم أرغب في بذل الجهد لتحسين الأمور، مما أدى إلى إطالة المشكلات وعدم حلها. لكن في الواقع، لا يطلب الله ألا أخطئ في واجبي أبدًا. إنه يبغض سلوكي المهمل وغير المسؤول فحسب. كانت الأخت ليو تلفت انتباهي إلى مشكلة بالإشارة إليها، معاونةً إياي في حلها في الوقت المناسب والقيام بواجبي بشكل جيد. بمجرد أن أدركت ذلك، تحسنت حالتي إلى حد ما. بعد ذلك، قدّمتُ شركة مع الآخرين ولخصت معهم، وفكرت في كيفية التغيير. في المرة التالية التي أشار فيها أحدهم إلى مشكلة ما، لم أقاومه أو أتعامل معه بلا مبالاة، لكنني حللت الأمر مع الجميع.
كما تفكّرتُ في نفسي أيضًا. لماذا عارضت بشدة اقتراحات الأخت ليو؟ قرأت لاحقًا مقطعًا آخر من كلام الله، وربحتُ بعض الوعي الذاتي. تقول كلمات الله، "إن الموقف الأوَّلي لأضداد المسيح تجاه التعامل والتهذيب هو الرفض الشديد لقبولهما أو الاعتراف بهما. مهما كان مقدار الشر الذي يقترفونه، أو مدى الضرر الذي يلحقونه بعمل بيت الله ودخول المختارين من الله إلى الحياة، فإنهم لا يشعرون بأي ندم أو بأنهم مدينون بأي شيء. من وجهة النظر هذه، هل لأضداد المسيح إنسانية؟ حتمًا لا. إنهم يتسببون في كل أنواع الضرر للمختارين من الله، ويجلبون مثل هذا الضرر إلى عمل الكنيسة، ويمكن للمختارين من الله أن يروا هذا واضحًا كوضوح الشمس، ويمكنهم رؤية الأعمال الشريرة المتعاقبة لأضداد المسيح واحدًا تلو الآخر. ومع ذلك فإن أضداد المسيح لا يقبلون ذلك الحق أو يعترفون به، ويرفضون بعناد الاعتراف بخطأهم، وبأنهم مسؤولون. أليس هذا مؤشرًا على أنهم سأموا الحق؟ مهما كان المدى الذي وصل إليه أضداد المسيح في سأمهم من الحق، ومهما كان قدر الشر الذي يرتكبونه، فهم يرفضون الاعتراف ويظلون عازمين على هذا حتى النهاية. هذا يدل على أن أضداد المسيح لا يأخذون أبدًا عمل بيت الله على محمل الجد كما لم يقبلوا الحق. لم يؤمنوا بالله – إنهم تابعون للشيطان وجاءوا لتعطيل وعرقلة عمل بيت الله. في قلوب أضداد المسيح، لا يوجد سوى السمعة والمنصب. ويظنون أنه لو كان عليهم الاعتراف بخطئهم، لكان عليهم تحمُّل المسؤولية، ومن ثمَّ لتعرضت مكانتهم وهيبتهم للخطر الشديد. ونتيجة ذلك أنهم يقاومون بسلوك "الإنكار حتى الموت"، ومهما كانت مكاشفات الناس وتحليلاتهم، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لإنكارها. وسواء أكان إنكارهم متعمدًا أم لا، باختصار، يتعلق هذا في أحد جوانبه بطبيعة أضداد المسيح وجوهر سأمهم للحق وكراهيته. من ناحية أخرى، يُظهر ذلك مدى تقدير أضداد المسيح لمنصبهم الخاص وسمعتهم واهتماماتهم. في الوقت نفسه، ما موقفهم تجاه عمل الكنيسة ومصالحها؟ إنها حالة ازدراء وإنكار للمسؤولية. فهم يفتقرون تمامًا إلى الضمير والمنطق. أليس هروب أضداد المسيح من المسؤولية يبرهن على هذه المشكلات؟ من ناحية، فإن التهرب من المسؤولية يثبت جوهرهم وطبيعتهم السائمة من الحق والمبغضة له، ومن ناحية أخرى، فإنه يظهر افتقارهم إلى الضمير والمنطق والإنسانية. مهما كان مقدار الضرر يسببه تدخلهم وأفعالهم الشريرة لدخول الحياة للإخوة والأخوات، فإنهم لا يشعرون بأي لوم للذات، ولا يمكن أبدًا أن ينزعجوا جراء ذلك. أي نوع من المخلوقات هؤلاء؟ حتى الاعتراف بجزء من أخطائهم سيُعد كشيء من صحوة الضمير والحس لديهم – لكن أضداد المسيح لا يتمتعون حتى بهذا القدر الضئيل من الإنسانية. ماذا ستقولون عن ماهيتهم إذًا؟ جوهر أضداد المسيح هو إبليس" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثالث)). يكشف كلام الله أن أضداد المسيح لا يقبلون الحق. لقد سئموا من الحق ويكرهون الحق بالفطرة. عندما يتم التعامل معهم وكشفهم، ينهمكون في اختلاق الأعذار، ولا يشعرون بأي ندم حتى لو تسببوا في أضرار جسيمة للعمل. لا يمكنهم حتى الاعتراف بأخطائهم كما يتسمون بالتصلب. تفكّرتُ بعد مقارنة نفسي بكلام الله. من الواضح أنني أهملت في واجبي، وكان هناك العديد من الهفوات والمشكلات، لكنني لم أشعر بالذنب أو الندم. عندما أواجه التهذيب، والتعامل معي، وتذكيري، لا أقبل ذلك. لقد وجدت دائمًا أسبابًا لتبرير نفسي وتجاهل الأمر. لم أرغب في الاعتراف بأخطائي. ظننت أن الاعتراف بالأخطاء سيجعلني أبدو بمظهر سيئ، ويضر بسمعتي، ومكانتي، وصورتي، مما يجعل الآخرين يحتقرونني. تصرفت بلا منطق على الإطلاق. أظهرت شخصية سئمت من الحق. قدم لي آخرون اقتراحات لمساعدتي في اكتشاف طرق كنت أفتقر إليها في واجبي، حتى أتمكن من تدارك المشكلات في الوقت المناسب والقيام بواجبي بشكل أفضل. لكنني لم أقبل هذا من الله أبدًا، ولم أتفكّر في نفسي. لذا، فإن مشكلة الإهمال في واجبي لم تُحل أبدًا، ولم أفِ قط بدوري كمشرفة، مما تسبب في إهمال الآخرين في أداء واجبهم وارتكاب الأخطاء أيضًا. في هذه المرحلة، رأيت أخيرًا أن عدم التخلص من هذه الشخصية الشيطانية المتمثلة في السأم من الحق يجعل من الصعب عليّ قبول الحق واقتراحات الآخرين. إذا واصلت عدم التوبة أوعدم تبديد هذه الشخصية الفاسدة، فإن المشكلات ونقاط الضعف في واجبي ستزداد، وفي النهاية سأفعل الشر، وأعارض الله، وأصبح مُحتقرة ويستبعدني. أزعجني حقًا إدراكي لهذا الأمر، وصليت إلى الله تائبة، وأنا على استعداد لممارسة الحق في واجبي من الآن فصاعدًا، وعدم العيش في الفساد.
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله: والذي ألهمني طريقة للتخلص من شخصية السأم من الحق. تقول كلمات الله، "عندما لا تفهم حقيقةً ما، إن قدم لك شخص ما اقتراحًا وأخبرك بكيفية التصرف وفقًا للحق، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو القبول ومطالبة الجميع بالشركة معًا لمعرفة ما إذا كان هذا هو الطريق الصحيح، وما إذا كان يتوافق مع مبادئ الحق. إذا تأكدت من أنه يتوافق مع الحق، فمارس وفقًا لهذا الطريق؛ وإذا تأكدت من أنه ليس كذلك، فلا تمارس. الأمر بهذه البساطة. يجب أن تبحث عن الحق من كثير من الناس، وأن تستمع إلى ما يقوله الجميع، وأن تأخذ الأمر على محمل الجد؛ لا تتجاهل ولا تزدري الناس. يندرج هذا ضمن واجبك، ولذلك يجب عليك التعامل معه بجدية. هذا هو الموقف السليم والحالة الصحيحة. عندما تكون في الحالة الصحيحة، لن تعود تكشف عن شخصية شأنها السأم من الحق والعداء له؛ فالممارسة بهذه الطريقة تحل محل شخصيتك الفاسدة، كما أنها ممارسة الحق. وما تأثير ممارسة الحق بهذه الطريقة؟ (يوجد إرشاد الروح القدس). يعدّ وجود إرشاد الروح القدس هو أحد الجوانب. أحيانًا ما يكون الأمر بسيطًا للغاية، ويمكن تحقيقه باستخدام فكرك؛ فبمجرد أن يقدم لك الناس اقتراحات وتكون قد فهمت، فإنك تضع الأشياء في نصابها وتتابع ببساطة وفقًا للمبدأ. قد يبدو هذا تافهًا للبشر، لكنه مسألة كبيرة في نظر الله. لماذا أقول هذا؟ عندما تمارس بهذه الطريقة، يرى الله أن بإمكانك ممارسة الحق، وأنك شخص يحب الحق، ولست شخصًا يسأم من الحق، وفي الوقت نفسه يرى الله قلبك كما يرى شخصيتك. وهذه مسألة كبيرة. عندما تؤدي واجبًا وتفعل أشياء أمام الله، فإن ما تعيش وفقًا له وتكشفه هو واقع الحق الذي يجب أن يوجد لدى الناس. إن لموقفك وأفكارك وحالتك في كل ما تفعله الأهمية القصوى أمام الله؛ فهذه الأشياء هي ما يمحصه الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته غالبًا). أشار كلام الله إلى طريق للممارسة. عندما يقدم لي الإخوة والأخوات اقتراحات أو يوضحوا لي مشكلاتي، أولاً، يجب أن أكتسب سلوك القبول والطاعة. عندما لا أعرف كيفية الاضطلاع بأمرٍ، لا يجب أن أحتقره أو أعارضه، لكن يجب أن أقبله أولاً، ثم أطلب شركة من شخص يفهم الحق، ثم أمارسهبمجرد أن يصبح فهمي للمبادئ مناسبًا. هذا هو أداء واجبي بحسب مشيئة الله. فكرت كيف أنه عندما يلاحظ الآخرون المشكلات ويشيرون إليها أو إلى أوجه القصور في عملي، وعندما يقدمون لي اقتراحات ويتعاملون معي، فهكذا يكونون مسؤولين عن عمل الكنيسة مسؤولية تامة، وليس إفرادي أو جعل الأمور صعبة لي. ينبغي أن أقبل ذلك من الله، وأطيعه، وأقبله، وأتأمل مشكلاتي، وأغيرها، وأحلها في الوقت المناسب. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحسين عملي شيئًا فشيئًا، ولتجنب أن تعطل شخصيتي الفاسدة عمل الكنيسة.
ذات يوم، أرسلت الأخت ليو رسالة توضح بعض المشكلات في مقاطع الفيديو الخاصة بنا. عندما رأيتها، شعرت بالمعارضة للحظة. لقد ناقشت بالفعل هذه المشكلات وتناولتها مع الآخرين. لماذا كانت تتطرّق إليها مرة أخرى؟ أردت أن أقول شيئًا ما دفاعًا عن نفسي، لكن عندما توقفت للتفكير في الأمر، وجدت أنها إذا أشارت إلى ذلك، فلا بد من وجود هفوات أو أوجه قصور في العمل. لذلك، بادرت بسؤال الأخت ليو عن ذلك. بعد اكتساب فهمًا متعمقًا، أدركت أخيرًا أنني ناقشت هذه المشكلات مع الإخوة والأخوات فحسب، لكن لم أتابع عملهم في الوقت المناسب بعد ذلك. أدركت أيضًا أنني لم أكن استباقية ومسؤولة تجاه عملي، لكني كنت في انتظار سلبي لإشارة الآخرين إلى المشكلات قبل حلها. لذلك، بادرت بسؤال الآخرين عن المشكلات التي ما مازالت موجودة في مقاطع الفيديو الخاصة بنا، وقدّمتُ شركة، وقمت بحلها في الوقت المناسب. بعد فترة من الوقت، اتضح أن المشكلات بدأت تقل أكثر، وشعرت بالسلام والارتياح في واجبي. شعرت أيضًا في قلبي أنه ليس سوى بالقدرة على قبول اقتراحات الآخرين، والبحث عن الحق، وحل مشكلاتي يمكنني تأدية واجبي على أكمل وجه.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.