تأملات حول كتابة تقييم

2023 يونيو 10

في إبريل الماضي، كنت مسؤولة عن العمل النَّصي في الكنيسة. وذات يوم جاءني خطاب من قائدة أعلى تسألني أن أكتب تقييمًا عن قائدة، ليو لي، وأرسله إليها خلال ثلاثة أيام. ولم يسعني سوى أن أخمن: لقد طُلب مني تقييم ليو لي، إذن ربما لم تقم بعمل حقيقي، واقتضت الخطة إعفاءها؟ أو ربما امتلكت مقدرة جيدة واستحقت التنمية، واقتضت الخطة ترقيتها؟ تولت ليو لي عمومًا عبئًا في واجبها واستطاعت فورًا حل المشكلات المتعلقة بفعالية العمل. كل ما في الأمر أنها لم تكن بارعة جدًّا، وحالما تكثر الأشغال في العمل، ترتبك، ولا ترتب الأولويات جيدًا. استمررت في التخمين: إن خططتْ القائدة لترقية ليو لي وتنميتها وكتبتُ الكثير عن عيوبها، فهل ستقول القائدة إنني افتقرت للتمييز ولم أعامل الآخرين بإنصاف؟ ما الذي ستظنه بي بعد ذلك؟ لكن إن خططتْ لإعفائها وكتبتُ الكثير عن مواطن قوتها، فربما تعتقد أنني افتقرت للمقدرة ولم أستطع حتى كتابة تقييم دقيق، إذن كيف سأستطيع الاستمرار في الإِشراف على العمل النَّصي؟ ومن المحتمل أن تأخذ عني انطباعًا سيئًا بعد ذلك. بوضع هذا في الحسبان، لم أجرؤ على وضع القلم على الورق كالمعتاد.

وفي اليوم التالي، حضرت شريكة ليو لي، الأخت وانغ جي، اجتماعًا معنا. فخطرت لي فكرة – أستطيع سؤالها بطريقة غير مباشرة للحصول على المعلومات. لذلك، سألتها سؤالًا استكشافيًّا: "لقد حضرتِ معنا الكثير من الاجتماعات مؤخرًا. فلماذا لم نر ليو لي؟ هل هي مشغولة حقًّا؟" قالت وانغ جي: "إنها مشغولة بعمل آخر". لاحظت أنها أجابت بصوت منخفض جدًّا، واستنتجت أن ليو لي قد تُعفى، وأن وانغ جي كانت تشعر بالذنب لأنها لم تساعدها. لكني ظللت غير متأكدة، لذا سألتها سؤالًا آخر: "هل تسير الأمور جيدًا وأنتما الاثنتان فقط تشرفان على عمل الكنيسة؟" انتبهتُ لتعبيراتها والطريقة التي تحدثت بها، وحاولت التقاط أي دلائل صغيرة، لكن في النهاية لم أستطع استنتاج أي تلميحات واضحة. شعرت بالتوتر وأنا أرى الموعد النهائي للتقييم يقترب، لكنني استمررت في التأجيل، غير متأكدة مما يجب كتابته. في النهاية، لم أكتبه فحسب لكيلا ترى القائدة أنني افتقرت للتمييز. لو سألتني عنه، لقلت إنني كنت مشغولة جدًّا تلك الأيام ولم أجد وقتًا. وهكذا، تفاديت المشكلة بعدم كتابة التقييم. كلما فكرت في هذا لاحقًا، شعرت بالذنب الشديد. طلبت مني القائدة تقييم ليو لي أساسًا لكي تفهم ما إن كانت تقوم بعمل فعلي أم لا، وما إن كان من الممكن تنميتها. وكان هذا يرتبط مباشرة بعمل الكنيسة. كتابة كل ما أعرفه كانت شيئًا يسهل فعله جدًّا، فلماذا أجَّلته؟ ما الذي كان يقيدني؟ تلوتُ صلاة: "إلهي! لقد كنت شديدة الحذر ومترددة بشأن ذلك التقييم. كانت لديَّ الكثير من المخاوف ولم أرد التعاون. أرجوك أرشدني لأفهم مشكلتي".

قرأت هذا في عباداتي. "تعمى أعين أضداد المسيح عن الله، وليس لله موضع في قلوبهم. وعندما يتعرضون للمسيح، فإنهم يعاملونه كما يعاملون شخصًا عاديًّا، إذ يأخذون تلميحات من تعبيرات المسيح ونبرته، ليغيروا نبرتهم حسبما يتناسب مع الموقف، ولا يقولون أبدًا ماذا يحدث حقًّا، ولا يقولون أي شيء صادق أبدًا، ولا يتحدثون إلا بكلماتٍ جوفاء وبتعليمٍ أجوف، محاولين خداع وغش الإله الحقيقي الذي يقف قبالة أعينهم. إنهم دون أدنى مخافة لله، وغير قادرين تمامًا على الحديث إلى الله من قلوبهم، ولا قول أي شيء حقيقي. يتحدَّثون كما يتلوى ثعبانٌ في طريق مُتعرِّج ملتوٍ. وطريقة كلامهم واتّجاهه أشبه بمعترش الشمَّام المتسلِّق. على سبيل المثال: عندما تقول إن شخصًا ما له مقدرة جيِّدة ويمكن ترقيَته، فإنهم يتحدَّثون على الفور عن مدى مهارته وما يظهر وينكشف فيه؛ وإذا قلت إن شخصًا ما رديءٌ، فإنهم يسارعون إلى التحدُّث عن مدى رداءته وشرِّه، وكيف أنه يتسبَّب في إزعاجاتٍ وانقطاعاتٍ في الكنيسة. وعندما ترغب في معرفة الحقِّ بشأن شيءٍ ما، فليس لديهم ما يقولونه. إنهم مراوغون وينتظرون منك الوصول لخلاصة، ويحاولون تبيُّن المعنى في كلامك، حتى يمكنهم تخمين ما تريد سماعه. وكلُّ ما يقولونه إطراءٌ وتملُّقٌ وتزلُّف. لا تخرج كلمة حقٍّ من أفواههم. هذه هي الطريقة التي يتفاعلون بها مع الناس وكيفيَّة تعاملهم مع الله، فهم بمثل ذلك الغدر. وهذه هي شخصيَّة أحد أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء الثاني)]. تكشف كلمات الله أن أضداد المسيح يمارسون الألاعيب كلما واجهوا المسيح. إنهم يتملقون ويداهنون ويستوحون أفعالهم من تعبيراته. ولا ينطقون بالحق أمام المسيح؛ بل يبرعون في الخداع والتظاهر. إنهم ماكرون وأشرار جدًّا ويثيرون مقت الله. ورغم أنني لم أكن أواجه المسيح، فإنني تصرفت وكشفت شخصية مثل ضد المسيح بالضبط. طلبت مني القائدة كتابة تقييم عن ليو لي بسبب احتياجات عمل الكنيسة. ولم يكن هذا شيئًا معقدًا. كان يجب أن أكتب بصدق كل ما عرفته، وأشارك ما أفهمه بإنصاف وموضوعية. لكني جعلت الأمور معقدة جدًّا بتخمين نيات القائدة، وخشيت إن لم أكتبه بشكل جيد، أن تعتقد أنني افتقرت للتمييز وتزدريني. ولأحمي صورتي ومكانتي في قلبها، أخذت أنقب عن نواياها بذريعة القلق على أخواتي. لو أرادت ترقية ليو لي، كان يجب أن أسايرها وأكتب المزيد عن مواطن قوتها. ولو أرادت إعفاءها، لوجب أن أكتب المزيد عن عيوبها ومن ثمَّ تقدرني القائدة. لم أكن أحاول تقييمها اعتمادًا على الحقائق أو المبادئ، وكنت ألاحظ استجابات وانغ جي لأخمن نيات القائدة. كنت أكشف شخصية مثل ضد المسيح – مراوغة ومخادعة! لاكتشاف نيات القائدة، سألت وانغ جي بعض الأسئلة الملتوية، لأحصل على معلومات منها. كنت حقيرة تافهة، بلا أي كرامة أو شخصية. في الواقع، لدى الجميع مواطن قوة وعيوب، ويجب أن نكتب التقييمات بإنصاف وموضوعية، حسب الحقائق. لو كتبتُ تقييمًا إيجابيًّا عن شخص سيئ، وعندئذ اتخذت القائدة قرارًا خطأ، فسوف أعطل عمل الكنيسة، وأرتكب شرًّا، وأعارض الله. ولو كتبتُ تقييمًا قاسيًا عن شخص يسعى للحق، فهذا ظلم وقد يسبب له ضررًا خطيرًا. لو أدى تقييمي غير الدقيق لنقل ليو لي أو إعفائها، فبالتأكيد لارتكبتُ شرًّا ولأغضبتُ الله. تأملت كلمات الله: "يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحقائق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، أن تكون صادقًا، هو أن تكون طاهرًا في أفعالك وأقوالك، ولا تخدع الله، أو الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). لا يطلب الله منا الكثير. فهو يأمل فقط أن نكون صادقين في القول والفعل ونسمي الأشياء بمسمَّياتها، وأن نصبح أشخاصًا عادلين وصادقين لا يغشون أو يخفون الأشياء. يجب أن نتحلى بالصدق فحسب، ونكتب ما نعرفه، ونعامل الناس بعدل في تقييماتنا. لكني لم أستطع فعل ذلك حتى. أرادت القائدة معرفة ما أعتقده بشأن شخص ما، لكنها لم تحصل على كلمة صادقة مني. إن المرواغة والخداع دائمًا يعني أنك لا تتصرف كشخص صادق أبدًا. كرهت نفسي عندما أدركت ذلك.

لاحقًا، قرأت هذا في كلمات الله. "وما معنى اتّقاء الله والحيدان عن الشر؟ عندما تُجري تقييمك لشخص ما مثلًا، فإن هذا يتعلق باتّقاء الله والحيدان عن الشر. كيف تُقيِّمه؟ (ينبغي أن نكون صادقين وعادلين ومنصفين، وينبغي ألا يكون كلامنا مبنيًا على المشاعر). عندما تقول ما تعتقده بالضبط وما رأيته بالضبط، فأنت صادق. وفوق كل شيء، فإن ممارسة الصدق تعني اتّباع طريق الله. هذا ما يُعلِّمه الله للناس. هذا هو طريق الله. ما هو طريق الله؟ اتّقاء الله والحيدان عن الشر. هل الصدق جزء من اتّقاء الله والحيدان عن الشر؟ وهل هو اتّباع طريق الله؟ (نعم). إذا لم تكن صادقًا، فإن ما رأيته وما تعتقده ليس هو نفسه ما يخرج من فمك. يسألك شخص ما: "ما رأيك في ذلك الشخص؟ هل يتحمل مسؤولية عمل الكنيسة؟" فتجيب: "إنه جيد جدًا، ويتحمل مسؤولية أكثر مني، ومقدرته أفضل من مقدرتي، وإنسانيته جيدة أيضًا، وهو ناضج ومستقر". ولكن هل هذا هو ما تفكر به في قلبك؟ إن ما تفكر فيه في الواقع هو أنه على الرغم من أن هذا الشخص يتمتع بالمقدرة، فهو غير موثوق به وماكر إلى حد ما وأناني للغاية. هذا ما تفكر به حقًا في عقلك، ولكن عندما يحين وقت الكلام يخطر ببالك: "لا يمكنني قول الحق، وينبغي ألا أسيء إلى أي شخص"، ولذلك سرعان ما تقول شيئًا آخر، وتختار كلمات لطيفة لتقولها عنه، ولا شيء مما تقوله هو ما تعتقده حقًا، فهذا كله أكاذيب ورياء. هل هذا يدل على أنك تتّبع طريق الله؟ لا. لقد سلكت طريق الشيطان، طريق الشياطين. ما هو طريق الله؟ إنه الحق، وهو أساس سلوك الناس، وهو طريق اتّقاء الله والحيدان عن الشر. على الرغم من أنك تتحدث إلى شخص آخر، فإن الله أيضًا يستمع ويراقب قلبك ويُمحص قلبك. يستمع الناس إلى ما تقوله، لكن الله يمحص قلبك. هل يمكن للناس تمحيص قلب الإنسان؟ في أفضل الأحوال، يمكن للناس أن يروا أنك لا تقول الحق. يمكنهم رؤية ما هو ظاهر. الله وحده يستطيع أن يرى ما في أعماق قلبك، والله وحده يستطيع أن يرى ما تفكر فيه، وما تخطط له، والمخططات الصغيرة التي لديك في قلبك، والطرق الغادرة، والأفكار المخادعة. عندما يرى الله أنك لا تقول الحق، ما رأيه فيك وما تقييمه عنك؟ أنك في هذا لم تتبع طريق الله لأنك لم تقل الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). تعلمت من كلمات الله أنه يجب علينا أن نخشى الله ونقبل تمحيصه خلال كتابة التقييمات. وهكذا سنلتزم الحذر ونواجه الله خلال القيام بهذا، خوفًا من أنه إن كانت لدينا نية خطأ أن نكتب تقييمًا متحيزًا وغير دقيق وبالتالي نُغضب الله. وعند كتابة تقييم يجب أن نصلي، ونركز على السعي لمبادئ الحق، ونشارك بموضوعية فهمنا وآراءنا الحقيقية حيال ذلك الشخص دون أن نخفي نياتنا. يجب أن نقول كل شيء دون أن نحاول تلطيف الأمور. هذه علامة على اتقاء الله. لكن مَن لا يتقون الله يتحدثون ويتصرفون وفق أهوائهم، وأحيانًا يقولون أي شيء يعتقدون أنه سيعود عليهم بالنفع، أو حتى يحرفون الواقع ويشوهون الحقائق. إنهم أناس بشخصيات ماكرة حقًّا. يتصرفون مثل غير المؤمنين بالضبط وهم ليسوا جديرين بالثقة. كتابة ذلك التقييم كشفتني. بعد سنوات من الإيمان، ظلَّت لدي نيات منحرفة وأردت أن أرى اتجاه سير الأمور أثناء كتابته، وأقول أي شيء قد يفيدني. لم أتقِ الله مطلقًا. كنت مخادعة جدًّا، وهذا أثار مقت الله. عند إدراك هذا، شعرت بأن الاستمرار هكذا سيكون خطيرًا، لذا صليت لله، طالبة منه إرشادي للتأمل ومعرفة نفسي.

بعد ذلك، قرأت مقطعًا آخر من كلمات الله. "ما الشر الحقيقي؟ ما الحالات التي تكون شريرة عندما تظهر؟ هل ينطوي الأمر على شخصية شريرة عندما يستخدم الناس تصريحات مدوية لإخفاء النوايا الشريرة والمخزية التي تكمن في أعماق قلوبهم، ثم يجعلون الآخرين يعتقدون أن هذه التصريحات جيدة وصريحة وشرعية للغاية، وفي النهاية يحققون دوافعهم الخفية؟ لماذا يُسمى هذا شرًا وليس خداعًا؟ من حيث الشخصية والجوهر، فإن الخداع ليس بهذا السوء. الشر أخطر من الخداع، فهو سلوك أكثر مكرًا وخسة من الخداع، ويصعب على الشخص العادي أن يكشفه على حقيقته. مثال ذلك، ما نوع الكلمات التي استخدمتها الحية لإغواء حواء؟ كلمات مضللة تبدو صحيحة ويبدو أنها تقال لمصلحتك. لا تدرك أنه يوجد أي خطأ في هذه الكلمات أو أي نية خبيثة وراءها، وفي الوقت نفسه، لا يمكنك التخلي عن هذه الاقتراحات التي يقدمها الشيطان. هذه غواية. عندما تُغوى وتستمع إلى مثل هذه الكلمات، لا يسعك إلا أن تُفتن ومن المحتمل أنك ستقع في فخ، وبالتالي تحقق هدف الشيطان. وهذا يُسمى الشر. استخدمت الحية هذه الطريقة لإغواء حواء. هل هذا نوع من الشخصية؟ (إنه كذلك). من أين ينبع هذا النوع من الشخصية؟ إنه ينبع من الحية ومن الشيطان. هذا النوع من الشخصية الشريرة موجود في طبيعة الإنسان" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يجد من يسعى إلى الحق عونًا إلّا في معرفة النفس). يقول الله إنه عندما يبدو الناس عقلانيين، لكنهم يضمرون الخداع في قلوبهم، ويستخدمون كلمات تبدو لطيفة لتحقيق أهدافهم الخفية، فهذا ليس خداعًا فقط، بل إنه شخصية شريرة أيضًا. يبغض الله هذا النوع من الأشخاص كثيرًا. لأربح استحسان القائدة واحترامها، حاولت تخمين نياتها خلال كتابة تقييمي، وأردت مسايرتها، بل وتظاهرت بالقلق على ليو لي لأكتشف أمرها، وسألت عما إن كانت مشغولة بالعمل لأنني لم أرها منذ فترة، وما إن كانت الأمور تسير جيدًا، وهكذا، وحاولت اكتشاف ما يحدث وما إن كانت ستبقى أم سترحل. في الظاهر، بدا أنني أراعيها وأهتم لأمرها، لكن كانت كلماتي مليئة بالخداع ولم أكن صادقة مطلقًا. كنت مخادعة وشريرة تمامًا. كانت الطريقة التي تحدثت بها مثل الحية التي أغوت حواء لتأكل من فاكهة المعرفة بكلمات تبدو لطيفة ومضللة. كنت مخادعة في أقوالي وأفعالي، أخدع وأراوغ الآخرين. كنت شيطانية. ولو لم أتغير، فمن المحتمل أن أخطئ في كلامي وأغضب الله وشخصيته. عندما أدركت هذا، تلوتُ صلاة، وأردت أن أتوب وأتغير، وأتوقف عن العيش بشخصية شريرة.

لاحقًا، قرأت المزيد من كلمات الله التي منحتني مسارًا للممارسة. يقول الله القدير، "ملكوتي يطلب الصادقين، أولئك الذين ليسوا منافقين أو مخادعين. أليس الحال أنّ المخلصين الصادقين لا يحظون بشعبية في العالم؟ أنا على العكس من ذلك. من المقبول أن يأتي الناس الصادقون إليَّ؛ فأنا أبتهج بهذا النوع من الأشخاص وأحتاج إليهم أيضًا. هذا بالضبط هو بِرّي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث والثلاثون). "أن تكون شخصًا أمينًا هو مطلب الله من الإنسان. إنها حقيقة يجب على الإنسان ممارستها. فما هي إذن المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الإنسان في تعاملاته مع الله؟ كن صادقًا: هذا هو المبدأ الذي يجب اتباعه عند التعامل مع الله. لا تنخرط في ممارسة غير المؤمنين المتمثلة في المداهنة أو التملُّق؛ حيث إن الله ليس بحاجة إلى تملُّق الإنسان ومداهنته. يكفي أن تكون صادقًا. وماذا يعني الصدق؟ كيف ينبغي تطبيق هذا؟ (ببساطة الانفتاح على الله، دون التظاهر أو إخفاء أي شيء أو إخفاء أي أسرار، ومقابلة الله بقلب صادق، والصراحة دون أي خداع أو تلاعب). هذا صحيح. لكي تكون صادقًا، ينبغي لك أولًا تنحية رغباتك الشخصية جانبًا. عوضًا عن التركيز على كيفية معاملة الله لك، قل ما في قلبك، ولا تفكِّر في عواقب كلماتك أو توليها اعتبارًا. قل كل ما تفكِّر فيه، ونحِّ دوافعك جانبًا، ولا تقل أشياء لمجرد تحقيق هدف ما. عندما يكون لديك الكثير من النوايا الشخصية والأشياء المدنسة، فإنك دائمًا تحسب عليك الطريقة التي تتحدث بها، آخذًا في اعتبارك: "يجب أن أتحدث عن هذا، وليس ذاك، يجب أن أكون حذرًا بشأن ما أقوله. سأصيغه بطريقة تفيدني، وتغطي عيوبي، وسأترك عني انطباعًا جيدًا لدى الله". أليست لديك دوافع؟ قبل أن تفتح فمك، فإن عقلك مملوء بالأفكار الملتوية، فأنت تقوم بتعديل ما تريد أن تقوله عدة مرات، بحيث عندما تخرج الكلمات من فمك لا تعود نقية جدًّا، ولا تعود حقيقية إطلاقًا، وتحتوي على دوافعك ومكائد الشيطان. ليس هذا المقصود بأن تكون صادقًا؛ فهذا إضمار لدوافع شريرة ونيات سيئة. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتحدث، فإنك دائمًا ما تأخذ إشاراتك من تعبيرات وجه الله ونظرات عينيه: فإن كان لديه تعبير إيجابي على وجهه، فإنك تواصل الحديث، وإنْ لم يكن الأمر كذلك، تصمت ولا تقول شيئًا. إن كانت النظرة في عيني الله سيئة، وبدا الأمر كما لو أنه لا يحب ما يسمع، فإنك تفكر في الأمر مرة أخرى وتقول لنفسك: "حسنًا، سأقول شيئًا يثير اهتمامك، ويجعلك سعيدًا، ويعجبك، ويجعلك تتعاطف معي". أهذا صدق؟ كلا" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء الثاني)]. من كلمات الله فهمت أنه يحب الصادقين. فالصادقون يتحدثون ببساطة وصراحة، ويصدقون مع الله والناس، دون خداع أو تظاهر. يسمون كل شيء باسمه، وهم واضحون ومباشرون. هذا ما يجب أن يكون عليه أي شخص طبيعي. رأيت أن عددًا كبيرًا من الإخوة والأخوات كانوا يعملون ليكونوا أشخاص صادقين. وعندما رأوا شخصًا ينتهك مبادئ الحق، فإنهم كانوا يقيمون شركة معه ويساعدونه، أو يهذبونه ويتعاملون معه. كانوا صرحاء، وساعدوا ودعموا بعضهم بعضًا. وانفتحوا في الشركة خلال الاجتماعات وشعروا بالحرية. أُعجبت بهم وأردت أن أسعى جاهدة لأكون صادقة مثلما يطلب الله. كان هناك بعض الأشياء التي لم أفهمها وربما كانت بعض آرائي خطأ، لكني على الأقل لم يجب أن أضمر أي خداع، وكان يجب أن أتحلى بالنيات الحسنة. هذا هو المهم. بفهم هذا ابتهج قلبي، وربحت وضوحًا بشأن مسار الممارسة.

بعد وقت قصير، كتبت تقييمًا عن قائدة أخرى، الأخت تشين شياو. قلت لنفسي: "إنني لا أعرفها جيدًا. وإن لم أكن واضحة في تقييمي، فهل ستقول القائدة الأعلى إنني أفتقر للتمييز وتزدريني؟ ربما يجب أن أكتب أكثر عن مواطن قوتها؟" عندما فكرت في هذا، أدركت أنني كنت أحاول ممارسة الألاعيب مرة أخرى. ليست التقييمات شأنًا هينًا – إنها تؤثر على الترقيات والإعفاءات. والكذب فيها قد يغضب الله. لم أستطع الكتابة بناء على مصالحي الخاصة، لذا هرعت للصلاة لله وأهملت نفسي. قرأت هذا المقطع من كلمات الله. "لحماية شهرتك وسمعتك، فإنك تتحدث بطريقة ملتوية، وتفكر كثيرًا في كل كلمة تقولها. وحياتك مرهقة بالفعل! إن كنت تعيش بهذه الطريقة، فهل سيُسعد هذا الله؟ المخادعون هم مَن يمقتهم الله أشدَّ المقت. إن أردت التخلص من تأثير الشيطان وأن تنال الخلاص، فيجب عليك قبول الحق. يجب أن تبدأ بأن تكون شخصًا صادقًا، وأن تقول أشياء حقيقية وواقعية، وألا تقيدك العاطفة، وأن تتخلص من التظاهر والخداع، وأن تتمكن من التحدث والتصرف وفقًا للمبادئ. تتسم هذه الطريقة في العيش بالحرية والسعادة، ويمكنك أن تعيش أمام الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يتخلص المرء من أغلال الشخصية الفاسدة إلا بممارسة الحق). منحتني كلمات الله مسارًا للممارسة. لا أستطيع أن أكون كاذبة لأحمي سمعتي ومكانتي. هذا ليس شبه إنسان حقيقيٍّ. يطلب الله منا أن نكون أمناء، لذا يجب أن نكون صادقين ولا نفكر في سمعتنا أو مكانتنا الشخصية. كان يجب أن أكتب كل ما أعرفه وأترك أي شيء لم أعرفه بوضوح، ولا أقلق بشأن ما يظنه الآخرون بي. لذا، بإنصاف وموضوعية كتبت فهمي لتشين شياو حسب الحقائق وأرسلته. بفعل هذا، شعرت بهدوء وسكينة شديدين. الشكر لله على إرشاده!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ثمرة مشاركة الإنجيل

منذ فترة، قابلت مسيحية فلبينية على الإنترنت، تدعى تيريزا. عندما تعرفت عليها، رأيت أن لديها إيمانًا حقيقيًا بالرب. قالت إنها لم تفهم أي شيء...

لماذا لا أجرؤ على مشاركة آرائي

في مارس من العام الماضي، عينتني الكنيسة مشرفة في إحدى الكنائس. كنت أشعر بالحماس فعلًا لأنني اعتقدت أن اختياري للعمل مشرفة يعني أنني لابد قد...

بعد الزلزال

قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة في يوليو 2019. فيما بعد قرأت الكثير من كلام الله القدير، وفي كل مرة أقرأه، كنت أشعر أن الله كان...

وجدت الطريق إلى معرفة الله

بقلم زياو-كاو – مدينة تشانجزهي – إقليم شانجزي قرأت ذات يومٍ المقطع التالي من كلمة الله: "كيفية تَعرّف بطرس على يسوع": "وبمرور الوقت،...