تأملات حول لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به

2023 يونيو 10

كان لديَّ العديد من المشكلات التي تظهر في واجبي – الكبيرة منها والصغيرة. كان بعضها بسبب استهتاري الشديد، وبعضها بسبب جهلي بالمبادئ. كنت من النوع القلق، وأخشى أن تتعامل معي قائدتي أو الأخت التي أعمل معها، وتقول إنني مهملة في واجبي، لكن نادرًا ما ذكرت شريكتي المشكلات، وكانت فقط تخبرني بأن أكون أكثر حرصًا في المستقبل. وكان هذا يجعلني سعيدة على الدوام. لاحقًا، عندما رأيت بعض المشكلات الواضحة التي لدى الآخرين في واجباتهم، شعرتُ بأنهم مهملون للغاية في عملهم، وأردتُ عقد شركة معهم، وأحلل المشكلة لكي يستطيعوا فهم طبيعتها والعواقب الخطيرة للاستمرار على هذا النحو. لكني بعد ذلك فكرت أن التحدث بصراحة عن مشكلات الآخرين قد يجرح كبرياءهم. سيكون من الأفضل أن أقول ما يكفي لجعلهم يدركون المشكلة، وأترك الأمر على هذا النحو. علاوة على ذلك، كنت أواجه المشكلات نفسها، فكيف يحق لي إذن أن أتحدث عنها؟ ماذا لو تعاملتُ مع الآخرين بشأن شيء ما، ثم فعلته أنا نفسي لاحقًا؟ ألن يكون هذا نفاقًا؟ اعتقدت أنه يجب أقول أشياء لطيفة. فبهذه الطريقة لو ارتكبت خطأ في المستقبل، لن يثير الآخرون ضجة بشأنه. مسامحة الآخرين تعني مسامحة النفس. عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، تبدد البر القليل من قلبي. وقلت لشريكتي: "ليس من الضروري أن ننتقد أشخاصًا محددين لديهم مشكلات. يمكننا الإشارة إلى المشكلات فحسب". فلم ترد عليَّ بشيء. فشعرتُ ببعض الانزعاج بعد ذلك. هل سيدرك الآخرون أن لديهم مشكلة إن لم يحدثهم أحد عنها؟ هل سيتغيرون في المستقبل؟ إن لم يتغيروا، فقد يؤثر هذا على العمل. شعرتُ بالارتباك. فقد أردتُ التحدث لكني لم أجرؤ، وبالسكوت، شعرتُ بأني لا أؤدي واجبي. بعد ذلك، تساءلت لماذا أعتقد أن الأمر صعب جدًّا عليَّ. ما الذي يمنعني من كشف مشكلات الآخرين؟ أديتُ صلاة صامتة، وطلبت من الله أن يرشدني في فهم مشكلتي.

لاحقًا، أخبرت أختًا أخرى بحالتي الحالية، فأرسلت لي مقطعًا من كلام الله. فتحتْ قراءته عينيَّ، وربحتُ بعض الفهم لمشكلتي. يقول الله القدير، "هل تؤيدون المبدأ الأخلاقي: "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به"؟ إذا كان شخص ما يؤيد هذه العبارة، فهل تعتقدون أنه عظيم ونبيل؟ يقول البعض: "انظر، إنه لا يستغل، ولا يُصعِّب الأمور على الآخرين، ولا يضعهم في مواقف صعبة. أليس رائعًا؟ إنه حازم دائمًا مع نفسه ولكنه متساهل مع الآخرين؛ لا يخبر أي شخص أن يفعل شيئًا لا يفعله بنفسه. إنه يمنح الآخرين فيضًا من الحرية ويجعلهم يشعرون بملء الدفء والقبول. يا له من شخص عظيم!" هل هذا هو الواقع فعلًا؟ المعنى الضمني لعبارة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" هو أنه ينبغي عليك إعطاء الأشياء التي تحبها وتستمتع بها إلى الآخرين وتوفرها لهم. ولكن ما الأشياء التي يحبها الفاسدون ويستمتعون بها؟ الأشياء الفاسدة والأشياء المنافية للعقل والرغبات المسرفة. إذا منحت الناس هذه الأشياء السلبية ووفرتها لهم، ألن تصبح البشرية كلها فاسدة أكثر؟ سوف تتناقص الأشياء الإيجابية. أليست هذه هي الحقيقة؟ إن الإنسانية في الواقع غارقة في الفساد. فالبشر الفاسدون يحبون السعي وراء الشهرة والربح والمكانة وملذات الجسد؛ ويريدون أن يكونوا مشاهير وأقوياء وخارقين. يريدون حياةً مريحة وينفرون من العمل الجاد؛ ويريدون الحصول على كل شيء بلا تعب. وتوجد قلة قليلة منهم يحبون الحق أو الأشياء الإيجابية. إذا قدَّم الناس فسادهم وميولهم إلى الآخرين، فماذا سيحدث؟ إنه تمامًا كما تتصور: سوف تزداد الإنسانية فسادًا. أولئك الذين يؤيدون فكرة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" يطلبون من الناس إقناع الآخرين بفسادهم وميولهم ورغباتهم المسرفة، مما يجعل الآخرين يسعون وراء الشر والراحة والمال والتقدم. هل هذا هو الطريق الصحيح في الحياة؟ من الواضح معرفة أن القول "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" ينطوي على إشكاليات كثيرة. فالثغرات والعيوب الموجودة فيه واضحة وضوح الشمس؛ وهو لا يستحق حتى تحليله وتمييزه. فمع أدنى فحص، تظهر أخطاؤه وسخافته للعيان. ومع ذلك، يوجد كثيرون منكم ممن يسهل اقتناعهم وتأثرهم بهذا القول ويقبلونه دون تمييز. فعند التعامل مع الآخرين، تستخدم غالبًا هذا المبدأ لتوبيخ نفسك وحث الآخرين. وبفعل هذا، تعتقد أن شخصيتك نبيلة على وجه الخصوص وأنك عاقل جدًّا. ولكن هذه الكلمات تكون قد كشفت دون أن تدري عن المبادئ التي تعيش وفقًا لها وموقفك من الأمور. وفي الوقت نفسه، تكون قد خدعت الآخرين وضللتهم من خلال التفكير في الناس والظروف وفقًا لآرائك وموقفك. لقد تصرفتَ كمراوغ حقيقي واتخذتَ الطريق الوسط تمامًا. تقول: "مهما كانت المشكلة، لا داعي لأخذها على محمل الجد. لا تُصعِّب الأمور على نفسك أو على الآخرين. إذا صعَّبت الأمور على الآخرين، فإنك تُصعِّبها بذلك على نفسك أيضًا. واللطف مع الآخرين يعني اللطف مع نفسك. إذا قسوت على الآخرين، فأنت بذلك تقسو على نفسك أيضًا. لماذا تضع نفسك في موقف صعب؟ عدم معاملة الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به هو أفضل شيء يمكن أن تفعله لنفسك، والأكثر مراعاةً لمشاعر الآخرين". من الواضح أن هذا الموقف هو عدم التدقيق في أي شيء. ليس لديك موقف أو منظور واضح بشأن أي مسألة، بل لديك نظرة مشوشة لكل شيء. أنت لستَ مدققًا وتغض الطرف عن الأشياء. وعندما تقف أمام الله أخيرًا وتُقدِّم حسابًا عن نفسك، سوف يكون ذلك بمثابة تشويش كبير أيضًا. لمَ ذلك؟ لأنك تقول دائمًا إنه ينبغي عليك ألا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به. هذا مريح وممتع للغاية، لكنه في الوقت نفسه سيُسبِّب لك الكثير من المتاعب، مما يجعلك بلا رؤية أو موقف واضحين في العديد من الأمور. وبالطبع، سوف يجعلك ذلك عاجزًا أيضًا عن الفهم الواضح لمتطلبات الله منك ومعاييره لك عندما تواجه هذه المواقف، أو الآخرة التي ينبغي أن تصل إليها. تحدث هذه الأمور لأنك لستَ مدققًا في أي شيء تفعله، وهي ناتجة عن موقفك المشوش وآرائك المشوشة. هل عدم معاملة الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به هو الموقف المتسامح الذي ينبغي أن تتحلى به تجاه الناس والأشياء؟ لا، ليس كذلك. إنه مجرد نظرية تبدو صحيحة ونبيلة ولطيفة ظاهريًّا، ولكنها في الواقع شيء سلبي تمامًا. يتضح بالطبع أنه لا يرقى إلى مستوى مبدأ للحق ينبغي على الناس الالتزام به" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)]. كشف كلام الله سلوكي تجاه مسايرة الآخرين. عندما رأيت مشكلة في أسلوب شخص ما تجاه واجبه، لم أرد التحدث عنها بوضوح. ظاهريًّا كان الأمر يبدو وكأنني طيبة، أسمح للآخرين بحفظ ماء وجههم، ولا أحرجهم، لكن كان لديَّ دافع خفي. فلأنني كنت أهمل واجبي كثيرًا وأواجه مشكلات مشابهة، خشيتُ أن أتحدث عن مشكلات الآخرين وأظهر المشكلة نفسها لاحقًا. ألن يجعلني هذا منافقة؟ قد يكون التشدد مع الآخرين سيئًا بالنسبة لي، أنا أيضًا، إن لم أترك لنفسي مهربًا، لذلك لم أرغب في التعامل مع مشكلات الآخرين بجدية، وفضلت أن أتستر عليها. كنت أدرك جيدًا أنهم إن أصبحوا مهملين للغاية دائمًا في واجباتهم، فإنهم فقط لن يحققوا نتائج جيدة ولن يقوموا بأي أفعال صالحة، بل إن الأمر سيؤثر أيضًا على عمل الكنيسة، ويتسبب في حالات تعطيل جسيمة. وبصفتي مشرفة، كان يجب أن أتحمل المسؤولية، وأعقد شركة وأوضح مشكلات الآخرين، وإذا لزم الأمر، أكشف وأحلل وأتعامل معهم. لكن لكي أحفظ ماء وجهي وأحمي مكانتي، فقدتُ كل رغبة في ممارسة الحق. في الظاهر، بدا أنني أراعي مشاعر الآخرين بالفعل، لكن في الحقيقة، أردت حماية نفسي ومنع الآخرين من ذكر مشكلاتي. ولولا إعلان كلام الله، لما أدركت مطلقًا أن عدم التحدث عن مشكلات الآخرين ينبع في الحقيقة من الوقوع تحت تأثير وسيطرة الفلسفات الشيطانية. وكان من الممكن ألا أدرك أبدًا مدى خداعي.

قرأتُ شيئًا في كلام الله. "المعنى الحرفي لعبارة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" هو أنه إذا كنت لا تحب شيئًا ما، أو لا تحب أن تفعل شيئًا ما، فينبغي ألا تجبر الناس عليه أيضًا. يبدو هذا ذكيًّا ومعقولًا، ولكن إذا استخدمت هذه الفلسفة الشيطانية للتعامل مع كل موقف، فسوف ترتكب الكثير من الأخطاء. من المحتمل أنك سوف تجرح الناس أو تضللهم أو حتى تؤذيهم. وهذا يشبه تمامًا كيف أن بعض الآباء الذين لا يحبون الدراسة يرغبون في جعل أطفالهم يدرسون ويحاولون دائمًا الجدال معهم وحثهم على الدراسة الجادة. إذا كنت ستُطبِّق هنا شرط "ألا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به"، فلا ينبغي على هؤلاء الآباء إذًا جعل أطفالهم يدرسون لأنهم هم أنفسهم لا يستمتعون بذلك. يوجد أناس آخرون يؤمنون بالله، لكنهم لا يطلبون الحق. ومع ذلك، فإنهم يعرفون في قلوبهم أن الإيمان بالله هو الطريق الصحيح في الحياة. إذا رأوا أن أطفالهم ليسوا على الطريق الصحيح، فإنهم يحثونهم على الإيمان بالله. على الرغم من أنهم هم أنفسهم لا يطلبون الحق، فإنهم ما زالوا يريدون لأطفالهم أن يطلبوه وينالوا البركة. في هذا الموقف، إذا كانوا سيعاملون الآخرين بالطريقة التي يريدون أن يُعامَلوا هم بها، فلا ينبغي على هؤلاء الآباء جعل أطفالهم يؤمنون بالله. سوف يتوافق هذا مع هذه الفلسفة الشيطانية، ولكنه أيضًا سيكون قد قضى على فرصة أطفالهم في الخلاص. من المسؤول عن هذه الآخرة؟ هل المبدأ الأخلاقي التقليدي المتمثل في عدم معاملة الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به لا يؤذي الناس؟ ... ألم تدحض هذه الأمثلة هذا القول تمامًا؟ إنه لا ينطوي على شيء صحيح. مثال ذلك، بعض الناس لا يحبون الحق؛ إنهم يشتهون راحة الجسد ويجدون طُرقًا للتراخي عند أداء واجبهم. إنهم ليسوا على استعداد للمعاناة أو دفع الثمن. يعتقدون أن القول "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" يُعبِّر عن المسألة جيدًا ويقول للناس: "ينبغي أن تتعلموا إمتاع أنفسكم. لستم مضطرين لأداء واجبكم جيدًا أو معاناة المشقة أو دفع ثمن. إن استطعتم التراخي، افعلوا ذلك؛ وإن استطعتم أداء شيء ما بلا حماس، افعلوا ذلك. لا تُصعِّبوا الأمور على أنفسكم. انظروا، إنني أعيش بهذه الطريقة – أليس هذا رائعًا؟ إن حياتي مثالية للغاية! أنتم ترهقون أنفسكم من خلال العيش بهذه الطريقة! ينبغي أن تتعلموا مني". ألا يفي هذا بمتطلبات "عدم معاملة الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به"؟ إذا كنت تتصرف بهذه الطريقة، فهل أنت شخص ذو ضمير وعقل؟ (لا). إذا فقد شخص ما ضميره وعقله، أفلا تنقصه الفضيلة؟ هذا يُسمَّى الافتقار إلى الفضيلة. لماذا نُسمِّيه هكذا؟ لأنه يشتهي الراحة، ويؤدي واجبه بلا حماس، ويحث الآخرين ويُؤثِّر عليهم ليكونوا مثله في اللامبالاة واشتهاء الراحة. ما المشكلة في ذلك؟ أن تكون غير مبالٍ وغير مسؤول في واجبك هو عمل خداع ومقاومة لله. وإذا واصلت لامبالاتك ولم تتب، فسوف تنكشف وتُستبعَد" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)]. "إذا أحب الناس الحق، فسيكون لديهم القوة للسعي إلى الحق، ويمكنهم الاجتهاد في ممارسة الحق. يمكنهم ترك ما ينبغي تركه، والتخلي عمَّا يجب التخلي عنه. وعلى وجه الخصوص، يجب التخلي عن الأشياء التي تتعلق بشهرتك ومكاسبك ومكانتك. فإذا لم تتخلَّ عنها، فهذا يعني أنك لا تحب الحق وليس لديك القوة للسعي إلى الحق. عندما تحدث أشياء لك، يجب أن تسعى إلى الحق. وإذا كان لديك قلب أناني، في الأوقات التي تحتاج فيها إلى ممارسة الحق، ولا يمكنك التخلي عن مصلحتك الذاتية، فلن تكون قادرًا على ممارسة الحق. إن لم تسعَ إلى الحق أو تمارسه أبدًا في أي ظرف من الظروف، فأنت لست شخصًا يحب الحق. مهما يكن عدد سنوات إيمانك بالله، فلن تنال الحق. يسعى بعض الناس دائمًا إلى تحقيق الشهرة والربح والمصلحة الذاتية. مهما كان العمل الذي ترتبه الكنيسة لهم، فإنهم يقلِّبون الأمر دائمًا ويفكرون: "هل سيفيدني هذا؟ إن أفادني الأمر، فسأفعله؛ وإن لم يُفِدني، فلن أفعله". مثل هذا الشخص لا يمارس الحق – فهل يمكنه أداء واجبه جيدًا؟ بكل تأكيد لا يستطيع. حتى إن لم تفعل الشر، فأنت لا تزال شخصًا لا يمارس الحق. إن كنت لا تسعى إلى الحق، ولا تحب الأشياء الإيجابية، ولا تهتم في كل ما يصيبك إلا بسمعتك ومكانتك ومصلحتك الشخصية وما هو مفيد لك، فأنت شخص لا تحركه سوى المصلحة الذاتية، كما أنك أناني ومنحط. ... إذا لم يمارس الناس الحق أبدًا بعد أعوام من الإيمان بالله، فهم من غير المؤمنين وهم أشرار. إذا لم تمارس الحق أبدًا، وإذا تزايدت آثامك أكثر من أي وقت مضى، فإن عاقبتك تكون قد تحددت. من الواضح أن جميع آثامك، والطريق الخاطئ الذي تسلكه، ورفضك للتوبة – هذا كله يندمج في عدد وافر من الأفعال الشريرة؛ وهكذا فإن عاقبتك هي أنك ستذهب إلى الجحيم وسوف تُعاقَب" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لم يسعني سوى الارتجاف مما يكشفه كلام الله. تأسيس التفاعلات على فكرة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" جعلني أبدو متفاهمة مع الآخرين، لكني في الحقيقة كنت أضرهم. لم أكن أمارس الحق أو أدخل في كلام الله أو متطلباته. كنت أتساهل مع الآخرين بشأن مشكلاتهم، ولا أطلب منهم ممارسة كلام الله، وكأنهم يجب أن يكونوا مثلي، لا يسعون للتقدم، بل يصبحوا سلبيين وفاسدين. القيام بالأمور بهذه الطريقة استهتار. إنه إرضاء للناس. وهو يدل على انعدام الضمير وغياب الأخلاق. هذه هي الطريقة التي كنت أتصرف بها. لم أكن أحب الحق، ولم أسع إلا لراحة نفسي فقط. لم أكن أريد أن آخذ واجبي على محمل الجد أو أن أكون دقيقة في عملي. كانت هناك مشكلات وانحرافات في واجبي من جميع الأنواع، لكنني كنت أخشى كشف أخطائي. كنت أرجو ألا تكون القائدة وشريكتي متشددتين للغاية معي. وكنت أخشى أيضًا إن تحدثت بشكل مباشر مع الآخرين، أن أُضطر إلى أن أصبح قدوة لهم وأقبل إشرافهم عليَّ، وهو ما لن يجعل حياتي سهلة. لذلك أردت أن أتستر على الآخرين وسمحت لهم بأن يصبحوا مثلي، بعدم ذكر المشكلات التي لاحظوها، وعدم مراقبة كل واحد منا للآخر. قبل ربح الحق، يميل الناس إلى اتباع شخصياتهم الفاسدة في الحياة، ويتكاسلون ويتصرفون بلامبالاة في واجباتهم. هذا هو الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الإشراف والإرشاد المتبادل. إنه شيء جيد، ويحمي عمل الكنيسة. بصفتي مشرفة، كان يجب أن أبادر إلى ممارسة الحق، لكن علاوة على أني لم أكن قدوة حسنة، سمحت للآخرين بأن يكونوا مهملين وألا يسعوا للتقدم، وأن يصبحوا مثلي فحسب. في الحقيقة، كنت أسأم الحق وغير مستعدة لقبوله. كنت آخذ زمام المبادرة في الإهمال وخداع الله. ولم أؤدِ واجبي بشكل جيد فقط، بل كنت أيضًا أضر إخوتي وأخواتي. كلما تأملت في الأمر، ازددت إدراكًا بأن المشكلة أكثر خطورة مما أعتقد. فلكي أحمي سمعتي ومكانتي، أهملتُ عمل الكنيسة ودخول الإخوة والأخوات في الحياة. كنت أنانية وحقيرة للغاية. وفهمت أيضًا لماذا قال الله إن مثل هؤلاء الأشخاص غير مؤمنين، وأنهم أشرار يتسللون إلى بيت الله. وهذا لأن الشيء الوحيد في قلوبهم هو أنفسهم – فهم لا يفكرون في عمل الكنيسة. يأمل الله أن نستطيع جميعًا ممارسة الحق، وأن نتحدث ونتصرف حسب المبادئ. لكني لم أحب الحق. كنت آمل أن يتستر الجميع على بعضهم البعض، وألا يمارس أحد الحق. كنت أقوم بعكس ما أراده الله – كان هذا فعلًا للشر. اعتدت الاعتقاد بأن التعطيل المتعمد لعمل الكنيسة فقط هو فعل شرير يثير اشمئزاز الله، لكني أدركت بعد ذلك أن حماية مصالحك الشخصية عند كل منعطف، والتحدث والتصرف بدافع الفساد وعدم ممارسة الحق هو أيضًا فعل للشر. عندما أدركت هذا، سارعت إلى الصلاة لله والتوبة إليه: "إلهي، أنا مشرفة، لكني لا أمارس الحق. ولكي أحمي سمعتي ومكانتي، أردت أن يتستر الجميع على بعضهم البعض. ليس لديَّ ضمير أو منطق، ولا أستحق واجبي. إلهي، أريد أن أتوب وأتغير". بعد الصلاة، وضعت قائمة بجميع المشكلات التي كانت لدى الآخرين في واجباتهم مؤخرًا. وذُهلتُ عندما رأيت تفاصيل كل هذه المشكلات. كان هناك شخصان مستهتران ومهملان في واجبهما، وكان هذا يعني أنه يجب إعادة بعض العمل مرة أخرى. جعلتني رؤية المشكلات واحدة تلو الأخرى أشعر بالانزعاج بالفعل. لم أكن أتخيل أنه سيوجد هذا العدد الكبير من المشكلات في واجبات الجميع. لكني كنت لا أزال أعتقد أنني أستطيع ترك الأمور على حالها، وأتساهل مع الآخرين ومع نفسي. لم أكن أراعي مشيئة الله. لو استمرت الأمور على هذا النحو، فسوف أتحمل مسؤولية حالات التأخير في عملنا.

في ذلك المساء قرأت مقطعًا من كلام الله ساعدني على فهم سلوكي. يقول كلام الله: "أيًّا كان ما يفعله أضداد المسيح، فهم يأخذون بعين الاعتبار مصالحهم الخاصة أولًا، ولا يتصرفون إلا بعد أن يفكروا في كل شيء؛ ولا يطيعون الحق على نحوٍ حقيقي وصادق ومُطلَق دون مساومة، لكنهم يفعلون ذلك على نحوٍ انتقائي ومشروط. ما هذا الشرط؟ إنه وجوب الحفاظ على مكانتهم وسمعتهم، وألا يتعرضوا لأي خسارة. فقط بعد استيفاء هذا الشرط، سيقررون ويختارون ما يجب عليهم فعله. أي أن أضداد المسيح يولون اهتمامًا جادًّا لكيفية التعامل مع مبادئ الحق، وإرساليات الله، وعمل بيت الله، أو كيفية التعامل مع الأشياء التي يواجهونها. إنهم لا يفكرون في كيفية تلبية مشيئة الله، أو كيفية تجنب الإضرار بمصالح بيت الله، أو كيفية إرضاء الله، أو كيفية إفادة الإخوة والأخوات؛ هذه ليست الأشياء التي يضعونها في اعتبارهم. فما الذي يضعه أضداد المسيح في اعتبارهم؟ ما إذا كانت مكانتهم وسمعتهم ستتأثر، وما إذا كانت هيبتهم ستقل. إذا كان القيام بشيء وفقًا لمبادئ الحق يفيد عمل الكنيسة والإخوة والأخوات، ولكنه يؤدي إلى تضرر سمعتهم ويجعل كثيرًا من الناس يدركون قامتهم الحقيقية ويعرفون أي نوع من الطبيعة والجوهر لديهم، فمن المؤكد أنهم لن يتصرفوا وفقًا لمبادئ الحق. إذا كان القيام بالأعمال العملية سيجعل المزيد من الناس يقدرونهم، ويتطلعون إليهم، ويعجبون بهم، أو يجعل كلماتهم تحمل سُلطانًا ويجعل المزيد من الناس يخضعون لها، فسيختارون القيام بذلك بهذه الطريقة؛ وإلا، فلن يختاروا إهمال مصالحهم اعتبارًا لمصالح بيت الله أو الإخوة والأخوات. هذه هي طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم. أليست هذه أنانية وشرًّا؟ في أي موقف، يرى أضداد المسيح أن مكانتهم وسمعتهم لهما أهمية قصوى. لا أحد يمكن أن ينافسهم. ومهما كانت الطريقة المطلوبة، ما دامت تكسب الناس وتجعل الآخرين يُبجِّلونهم، فإن أضداد المسيح سوف يفعلونها. ... وببساطة، فإن الهدف والدافع وراء كل شيء يفعله ضد المسيح يدوران حول هذين الأمرين – المكانة والسمعة. سواء كانت طريقته الخارجية في التحدُّث أو السلوك أو التصرُّف، أو نوعًا من التفكير ووجهة النظر أو طريقة البحث، فإن كل شيء يدور حول سمعتهم ومكانتهم. هذه هي الطريقة التي يعمل بها أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. كلام الله واضح تمامًا. يهدف كل شيء يفعله أضداد المسيح إلى حماية سمعتهم ومكانتهم الشخصية. إنهم لا يفكرون مطلقًا في كيفية حماية عمل الكنيسة أو في الأمور التي قد تعود بالنفع على إخوتهم وأخواتهم. ويفضلون أن يروا عمل الكنيسة يتأثر سلبًا على أن يعرضوا مصالحهم الشخصية للخطر. إنهم يهتمون كثيرًا بالسمعة والمكانة. خلال تأملي، أدركت أنني تصرفت وكأنني ضد المسيح. عندما أواجه شيئًا، دائمًا ما أضع مصالحي الشخصية، وماء وجهي، ومكانتي قبل أي شيء آخر. عندما أدركت أن بعض الأشخاص مهملون جدًّا في واجبهم، عرفت أنه يجب عليَّ توضيح الأمر وأن أتعامل معهم لكي يستطيعوا إدراك مشكلاتهم وفسادهم. لكني لم أرد إهانة أي شخص، وأردت أن أحمي نفسي، لذلك لم أمارس الحق. لم أستطع نطق ولو كلمة واحدة تتفق مع الحق. بدلًا من ذلك، قدحت زناد فكري لأتاكد من وجود مهرب. كنت مراوغة ومخادعة بالفعل، أحاول إرضاء الناس، وأردت سلوك الطريق الوسط. استمررت في السعي وراء الشهرة والمكانة وحماية مصالحي الشخصية فحسب، وسمحت للآخرين بأداء واجبهم بدافع الفساد، ولم أفكر في عمل الكنيسة. كنت أسلك مسار ضد المسيح. إن استمررت بتلك الطريقة، فأنا متأكدة من أن الله سيكشفني ويستبعدني. أظهر لي هذا الإدراك مدى خطورة هذه المشكلة. صليتُ لله، وطلبت منه أن يرشدني لكي أستطيع التحرر من سطوة الشهرة والمكانة، وأدعم عمل الكنيسة، وأفي بمسؤولياتي.

بعد ذلك، قرأت المزيد من كلام الله. "فالله لا يطلب من الناس ألا يعاملوا الآخرين بما لا يحبون أن يعاملهم به الآخرون فقط، بل يطلب من الناس أن يكونوا واضحين بشأن المبادئ التي ينبغي عليهم مراعاتها عند التعامل مع مختلف المواقف. إذا كان هذا صحيحًا ومتوافقًا مع كلام الله والحق، فيجب أن تتمسك به. وليس هذا فحسب، بل يجب أن تُحذِّر الآخرين وتقنعهم وتُقدِّم شركةً معهم حتى يفهموا بالضبط مشيئة الله ومبادئ الحق. هذه هي مسؤوليتك والتزامك. لا يطلب منك الله أن تسلك الطريق الوسط، وبالطبع لا يطلب منك إظهار مدى رحابة صدرك. ينبغي أن تتمسك بالأشياء التي نصحك الله بها وعلَّمك إياها، وما يتحدث عنه الله في كلامه: المتطلبات والمعيار ومبادئ الحق التي ينبغي أن يراعيها الناس. لا يجب عليك فقط التمسك بها، ولكن يجب عليك التمسك بها إلى الأبد. يجب أن تمارس أيضًا من خلال أن تكون قدوةً، بالإضافة إلى إقناع الآخرين والإشراف عليهم ومساعدتهم وتوجيههم للتمسك بمبادئ الحق هذه ومراعاتها وممارستها وفقًا لطريقتك نفسها. يطلب الله منك أن تفعل هذا. إنه لا يطلب منك أن تتهرب أنت والآخرون من المواقف العصيبة. يطلب الله منك اتخاذ الموقف الصحيح بشأن المشكلات، والتمسك بالقواعد الصحيحة، ومعرفة المعايير في كلام الله بالضبط، ومعرفة مبادئ الحق بالضبط. وحتى إن لم تتمكن من تحقيق ذلك، وحتى إن كنت لا ترغب في ذلك، أو إن كان لا يعجبك، أو إن كانت لديك مفاهيم، أو إن كنت تقاومه، يجب أن تتعامل معه على أنه مسؤوليتك والتزامك. يجب أن تُقدِّم شركةً مع الناس بخصوص الأمور الإيجابية التي تأتي من الله، وبخصوص الأمور السليمة والصحيحة، وأن تستخدمها لمساعدة الآخرين والتأثير عليهم وإرشادهم كي يستفيد الناس منها ويُثقَّفون من خلالها ويسلكون الطريق الصحيح في الحياة. هذه هي مسؤوليتك، ويجب ألا تتمسك بعناد بفكرة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" التي وضعها الشيطان في ذهنك. يرى الله أن هذا القول مجرد فلسفة للعيش وإحدى حيل الشيطان. إنه ليس الطريق الصحيح وليس أمرًا إيجابيًّا. وكل ما يطلبه الله منك هو أن تكون شخصًا مستقيمًا يفهم بوضوح ما ينبغي عليه فعله وما لا ينبغي عليه فعله. إنه لا يطلب منك أن تكون مُرضيًا للناس أو أن تكون على الحياد؛ ولم يطلب منك أن تسلك الطريق الوسط. عندما يرتبط أمر ما بمبادئ الحق، يجب عليك قول ما يجب قوله وفهم ما يجب فهمه. إذا لم يفهم الشخص شيئًا ما ولكنك تفهمه ويمكنك تقديم أفكار وتساعده، فيجب عليك بالطبع الوفاء بهذه المسؤولية والالتزام. يجب ألا تقف على الحياد وتراقب الأمر، وبالطبع ينبغي ألا تتمسك بالحيل التي وضعها الشيطان في ذهنك مثل عدم معاملة الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به. ... إذا كنت تؤيد هذا دائمًا، فأنت شخص يعيش وفقًا للفلسفات الشيطانية، وشخص يعيش بالكامل وفقًا لشخصية شيطانية. إذا كنت لا تتبع طريق الله، فأنت لا تحب الحق أو تطلبه. وبصرف النظر عما يحدث، فإن المبدأ الذي ينبغي عليك اتباعه والشيء الأهم الذي يجب عليك فعله هو مساعدة الناس بقدر ما تستطيع. ينبغي ألا تفعل ما يقوله الشيطان، أو أن تعامل الآخرين فقط بما تحب أن يعاملوك به، أو أن تكون مُرضيًا "ذكيًّا" للناس. ماذا يعني أن تساعد الناس بقدر ما تستطيع؟ يعني الوفاء بمسؤولياتك والتزاماتك. بمجرد أن ترى أن شيئًا ما جزء من مسؤولياتك والتزاماتك، ينبغي عليك أن تُقدِّم شركةً بخصوص كلام الله والحق. هذا ما يعنيه الوفاء بمسؤولياتك والتزاماتك" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (10)]. من كلام الله أدركتُ أن فكرة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" أسلوب، وخدعة يستخدمها الشيطان لإفساد أفكار الناس والسيطرة عليها لكي يعيشوا حسب الفلسفات الشيطانية، ولا يمارسوا الحق في تفاعلاتهم. ويصبحوا متساهلين، ويترك كل منهم للآخر مساحة للمناورة. إن عاش الجميع حسب شخصياتهم الفاسدة، سيكتسب الشيطان السيطرة، ويصبح للشر اليد العليا. في النهاية، سيهملهم الروح القدس. ورغم أنني لم أستطع بعد الالتزام بتطبيق كلمات الله ومتطلباته، كان عليَّ أن أفي بمسؤولياتي وأعقد شركة مع الآخرين حول استنارتي وفهمي لكلام الله. إن رأيت الناس يعارضون مبادئ الحق في واجباتهم، فبدلًا من اتباع سلوك يتسم بالتساهل والمجاملة، كان يجب أن أتبع المبادئ، وأساعد الآخرين من خلال الشركة والانتقاد. عندها فقط سأدعم عمل الكنيسة وأؤدي واجبي. وكان يجب أيضًا أن أصبح قدوة بممارسة الحق. كان وجود مشكلات في واجبي حقيقة، لكني لم أستطع أن أتساهل مع نفسي، أو أتظاهر، أو أهرب من الواقع. لو فعلت ذلك، فلن أحرز مطلقًا أي تقدم. يجب أن أبادر بالاعتراف بمشكلاتي، وأقبل إشراف الآخرين، وأتعامل مع واجبي بجدية. وأدركت أيضًا أن فكرة أنك يجب أن تكون بلا أخطاء ومشكلات لكي تنتقد الآخرين لا تتفق مطلقًا مع الحق – بل تجعلك تعتقد أنك شخص مثالي. أنا مجرد إنسان فاسد لديه شخصية شيطانية شريرة. غالبًا ما أعارض مبادئ الحق في واجبي، وأحتاج إلى الخضوع لدينونة الله وتهذيبه. وأحتاج أيضًا إلى الإشراف من الإخوة والأخوات. وإذا ظهر المزيد من المشكلات، يجب أن أواجهها، وألا أهرب منها. بصَّرني هذا الإدراك، واكتشفت مسارًا للممارسة. في الاجتماع التالي، تحدثتُ في البداية عن المشكلات التي كانت لديَّ مؤخرًا في واجبي، وكشفت إهمالي وحللته، وطلبت من الجميع مراقبتي بعناية. وأخبرتهم أيضًا بأن يعتبروا هذا تحذيرًا. في النهاية، اخترتُ أيضًا اثنين من الإخوة والأخوات كانا مهملَين بشكل واضح وعقدت شركة حول عواقب الفشل في التغيير. وشعرت بارتياح فعلي بعدما فعلت هذا.

ولقد تأثرت مشاعري بالفعل عندما أدرك أخ تعاملت معه مشكلته لأني تناولت مشكلته بتلك الطريقة، وأرسل لي رسالة يقول فيها: "لو لم أتعرض للكشف والتعامل بهذه الطريقة، لما أدركتُ مطلقًا مشكلتي. شكرًا على مساعدتي بهذه الطريقة. والآن أريد أن أتأمل بالفعل وأدخل في الحق". تأثرت مشاعري بهذه الرسالة بشدة. اعتدت على كراهية التعرض للتعامل والكشف، لذلك أردت أن أفعل هذا مع الآخرين حتى ولو بشكل أقل، لكن في الحقيقة لم يكن هذا في صالحهم. ندمتُ بالفعل على حماية سمعتي ومكانتي، والتساهل دائمًا وإطلاق العنان لمشكلات الآخرين في واجباتهم، وعدم الوفاء بواجبي أو مسؤولياتي. شعرتُ بأنني مدينة لله، وللإخوة والأخوات. وأدركتُ أيضًا أن ممارسة كلام الله هي المبدأ الذي يجب أن نعيش عليه. إن القدرة على التحدث عن مشكلات الآخرين بدون كلمات منمقة مفيدة لهم – وتساعدهم أيضًا. لكن فكرة "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به" في الحقيقة مغالطة شيطانية تؤذي الناس. أدركت أيضًا أن الخوف من التعرض للتعامل عندما تبرز المشكلات في واجبي يعني أنني لا أفهم أهمية التعامل معي. يقول كلام الله: "إن الهدف من الإشراف على الناس، ومراقبتهم، والتعرف إليهم هو مساعدتهم على الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله، وتمكينهم من أداء واجبهم كما يطلب الله ووفقًا للمبدأ، بحيث لا يسببون أي إزعاج أو تعطيل، وبحيث لا يُضيعون الوقت. ينبع الهدف من فعل ذلك بالكامل من المسؤولية تجاههم وتجاه عمل بيت الله؛ وهذا لا ينطوي على الحقد" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). هذا صحيح. لدينا جميعًا شخصيات فاسدة، وجميعنا معرضون لأن نكون مهملين ومخادعين في واجبنا. وإن لم يوجد أحد يشرف على عملنا ويفحصه، أو يقدم شركة وانتقادات حول مشكلاتنا، فليس من المحتمل أن نؤدي عملًا جيدًا. سننصاع لرغبتنا في الراحة فحسب، أو حتى نفعل بطريقة تعسفية شيئًا يتسبب في تعطيل عمل الكنيسة. لذلك، عندما يشرف القادة على العمل أو يقدمون الانتقادات فإنهم يتحملون مسؤولية واجبهم، وهذا يدعم عمل الكنيسة. وهذا جيد أيضًا لدخولنا في الحياة، ولا يصعِّب الأمور علينا. لكني كنت مشرفة أتبع الفكرة الشيطانية "لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به". كنت أرى مشكلات في واجبات الآخرين لكني ظللت أتعامل مع الجميع بلطف. لم أعقد شركة مع أي شخص، أو أساعدهم، أو أتعامل معهم، بل تساهلت معهم وتسترت عليهم. كنت مستهترة، ناهيك عن أنني أضررت الآخرين والكنيسة. صحَّح هذا الاختبار الفكرة الخطأ التي كانت لديَّ وجعلني أدرك أهمية الإشراف والكشف.

أثر هذا الاختبار فيَّ بالفعل. أدركتُ أننا عندما نعيش حسب الفلسفات الشيطانية، تصبح جميع أفكارنا خطأ. ولا نستطيع معرفة الصواب من الخطأ، ولا نعرف الأمور التي تتفق مع مبادئ الحق ومتطلبات الله. من السهل أن نتبع الفلسفات الشيطانية، ونفعل أشياء تتسبب في تعطيل عمل الكنيسة. فقط النظر إلى الأمور والعيش حسب كلام الله هو ما يتفق مع مشيته. وتذوقتُ أيضًا حلاوة ممارسة الحق وربحتُ الثقة اللازمة للتركيز على فعل ما يطلبه الله في المستقبل. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

أخيرًا رأيت مكري

العام الماضي، كنت أسقي المؤمنين الجدد في الكنيسة. أثناء ذلك كان عليَّ اختيار بعض الأشخاص الصالحين لتنميتهم وبذل الجهد والوقت لدعمهم. كان...

وهبتُ قلبي لله

في يونيو 2018، انضممتُ إلى تدريبات لأداء كورال نشيد الملكوت. فكرت أنني سأصعد على المسرح وأرنم الترنيمة لأسبح الله وأشهد له. تشرفت بذلك جدًا...

اترك رد