من المعاناة ينبعث أريج المحبة

2019 أكتوبر 17

شاوكاي – مقاطعة جيانغشي

أنا امرأة ريفية عادية، وبسبب الفكرة الإقطاعية المتمثلة في إعلاء قيمة الأطفال الذكور فقط، لم أتمكن من رفع رأسي أمام الآخرين لشعوري بالخزي لأنني لم أنجب أبناء من الذكور. وعندما كنت في أوج معاناتي، اختارني الرب يسوع، وبعد عامين، قبلت خلاص الله القدير. وعلاوة على ذلك، فهمت الكثير من الحق من خلال كلام الله القدير ونالت روحي الانطلاق الحقيقي. ومع ذلك، بينما كنت أؤدي واجبي لمبادلة الله محبته، ألقت حكومة الحزب الشيوعي الصيني القبض عليّ مرتين وتعرضت للتعذيب الوحشي والألم على أيدي بيادق الحزب الشيوعي الصيني. وما أن شارفت على الموت، حتى كان كلام الله القدير يرشدني باستمرار ويلهمني وسمح لي أن أتمسك بالشهادة في خضم إيذاء الشيطان القاسي، مما عزز تصميمي على اتباع الله ومحبته طوال حياتي.

حوالي الساعة 5 بعد ظهر أحد أيام مايو 2003، كنت في طريقي لأداء واجبي عندما ظهر فجأة أمين لجنة القرية على دراجة نارية وسد طريقي، وصرخ في وجهي بلهجة آمرة: "توقفي! ماذا تفعلين؟ تعالي معي!" تفاجأت من الأمر، وأدركت أنه كان هناك من يتبعني. وفكرت على الفور في جهاز الاستدعاء، وإيصالات الكنيسة النقدية وغيرها من الأشياء التي كانت في حقيبتي، وأنه بمجرد أن تصبح هذه الأشياء في حوزته، سيجلب هذا خسارة كبيرة لعمل الكنيسة. لذلك ركضت بأسرع ما يمكنني، على أمل أن أجد الفرصة للتخلص من الأشياء التي في حقيبتي، ولكنه أمسكني قبل أن أتمكن من الابتعاد كثيرًا. وقبل مضى وقت طويل اقتربت سيارة سوداء وخرج منها خمسة أو ستة من رجال الشرطة الذين تلوح عليهم الشراسة، وأحاطوا بي في الحال، وضحكوا بخبث قائلين: "هذه المرة أوقعنا بك حقًا أيتها القائدة. هل لا زلت تعتقدين أنه يمكنك الهرب؟ أنت تحلمين!" ثم قاموا بثني يديّ بعنف خلف ظهري، ووضعوني في سيارة الشرطة واقتادوني إلى مركز الشرطة المحلي.

عندما وصلت إلى مركز الشرطة، دفعتني الشرطة الشريرة إلى غرفة صغيرة، مظلمة، كريهة الرائحة، وبدؤوا في الصراخ فيّ بشدة: "اعترفي! ما اسمك؟ من أين أنت؟ ماذا تفعلين هنا؟ انطقي!" كان قلبي يدق بعنف لرؤيتي كيف يهددونني، وخشيت أن تسقط الأشياء التي في حقيبتي في أيديهم، وكنت أخشى أيضًا أن يعذبوني بقسوة. بينما كان كل هذا يحدث، صرخت بيأس إلى الله: "يا الله القدير، لقد سمحت اليوم بأن أقع في براثن الشياطين، ومهما يفعلون بي، أرغب فقط في الوقوف بجانبك. أصلي من أجل أن تمنحني الحكمة والإيمان لأتمسك بالشهادة." في تلك اللحظة تحديدًا، فكرت في كلام الله: "يجب ألا تخاف من هذا وذاك، ومهما كانت المصاعب والأخطار التي تواجهها، فلا بد أن تظل ثابتًا أمامي...لا تخف؛ فَمَنْ ذا الذي يستطيع أن يسد الطريق إذا كان دعمي موجودًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). نعم بالفعل، الله لا شبيه له. إنه يدير كل الأشياء وله السيادة على كل شيء، لذلك أليس هؤلاء الشُّرْطةُ الأشرار القلائل جزءًأ من ترتيبات الله بالأكثر؟ مع وجود الله ودعمه، ماذا عساهُ أن يخيفني؟ لقد أعطاني كلام الله إيمانًا وأصبح جسدي بالكامل مملوءًا بالقوة، ولن أخاف الشيطان بعد الآن. لكن في ذلك الوقت، كنت لا أزال أشعر بالقلق إزاء الأشياء الموجودة في حقيبتي، وكان قلبي يصرخ باستمرار إلى الله طلبًا لحمايته. شكرت الله على استماعه لصلاتي، حيث اكتفت هذه المجموعة من رجال الشرطة الأشرار باستجوابي، ولكنهم لم يفتشوا حقيبتي. وعندما حان الوقت لتغيير مناوبة العمل، غادروا الغرفة جميعًا، وأخذت على عجل إيصالات الحسابات والمواد الدينية التي كانت في حقيبتي وألقيتها من النافذة، ثم كسرت جهاز الاستدعاء على الأرض وألقيته في سلة المهملات، وعندها فقط استطعت أن أتنفس الصعداء. وما أن انتهيت من القيام بهذا حتى دخلت الغرفة مناوبة العمل الجديدة من رجال الشرطة الأشرار، ونظروا إليّ بشراسة، ثم فتشوا حقيبتي على عجل، ولكنهم لم يعثروا على شيء. ورأيت بأم عيني قدرة الله وسيادته، وزاد إيماني بدرجة كبيرة. ونظرًا لأنهم لم يتوصلوا إلى شيء، فقد استجوبني رجال الشرطة الأشرار بضراوة، وسألوا عمن أتصل بهم بالضبط، ومن هم القيادات العليا، وما إلى ذلك. كنت خائفة من أن تتسرب مني معلومة وتقع في قبضتهم، لذلك لم أقل شيئًا على الإطلاق. عند رؤية ذلك، انقض خمسة أو ستة من رجال الشرطة الأشرار عليّ مرة واحدة في نوبة من الضرب والركل، وشتموني أثناء ذلك، قائلين: "إذا لم تخبرينا، فسنضربك حتى الموت!" تعرضت للضرب بشدة حتى أنني تكورت على نفسي وظللت أتدحرج ذهابًا وإيابًا على الأرض، ثم قام شرطي شرير بسحبي بعنف من شعري وهددني بشدة: "أنت لا تزالين عنيدة للغاية. أترفضين الكلام؟ لدينا طرقنا، لذلك سترين كيف سننكّل بك الليلة!" كنت أعرف أن الله معي، ولذا فقد واجهت الاستجواب والتعذيب التاليين بهدوء.

في تلك الليلة بعد الساعة 8 مساءً وضع شرطيان شريران الأصفاد في يدي ورافقاني إلى مكتب الأمن العام البلدي. عند الدخول إلى غرفة الاستجواب، بدأ شرطي شرير في الأربعينات من عمره يلعب دور الشرطي الصالح، محاولاً إغرائي وإقناعي: "أنت شابة وجميلة. ما حكاية إيمانك بالله؟ تعاوني مع عملنا. إن أخبرتنا من هم القيادات العليا، فسأكلف أحدًا أن يذهب بك إلى المنزل على الفور. يمكنني مساعدتك في أي صعوبة قد تواجهينها. فيم المعاناة هنا؟ ..." بفضل حماية الله، عرفت أن هذه كانت خدعة الشيطان الماكرة، ولم ألتفت إليه مهما قال. رأى الشرطي الشرير أن حيلته لم تنجح، لذلك ظهر على حقيقته على الفور. أمسكني من شعري وضغط عليّ تجاه الأرض، وأخذ يركل رأسي بقسوة حتى أصبت بالدوار وشعرت بأن المكان كله يدور بي، وبعد ذلك ضغط على رأسي وقال بشراسة شديدة: "ألن تتكلمي؟ سأفعل كل شيء ممكن لتعذيبك اليوم، وسوف تتمنين لو لم تولدي. هل ستخبريننا بما نريد أن نعرفه؟" وعندما رأى أنني ما زلت لا أقول شيئًا، استدعى العديد من رجال الشرطة الأشرار الآخرين الذين جروني حتى وقفت على قدميّ وبدأوا يصفعون وجهي مرارًا وتكرارًا، حتى آلمني وجهي كثيرًا، كما لو كان يحترق بالنار. لكن مهما ضربوني، كنت أصلي باستمرار وبصمت إلى الله، وأطبقت أسناني ولم أنبس ببنت شفة. عندما رأوا أنني ما زلت لا أستسلم، جروني إلى غرفة أخرى، وهم يدمدمون ويستشيطون غضبًا. التقط شرطي شرير صاعقًأ كهربائيًا وضحك لي ضحكة حقودة، وقال: "لا يهم أن تكوني عنيدة. لدينا طرقنا! فلنر من سيصمد أكثر – أنت أم صاعقنا الكهربائي!" ثم قام بصعقي بلا رحمة. في لحظة، شعرت بصدمة في جسمي كله بفعل التيار الكهربائي الهائل وتشنج جسمي لا إراديًا. كان الأمر كما لو أن حشرات لا تعد ولا تحصى تقرصني في جسدي، ولم أملك سوى إطلاق صرخات مدوّية متشنجة. ودون انتظار أن ألتقط أنفاسي، أخذ شرطي آخر شرير كومة من المجلات السميكة وبدأ يضربني بها على رأسي بكل قوته، ثم شدّني من شعري وضرب رأسي بقسوة في الحائط. لف الظلام كل شيء وسقطت على الأرض. صرخ رجال الشرطة الأشرار في وجهي قائلين: "تتظاهرين بالموت!" ثم جروني على الأرض وأمروني بالركوع، لكن لفرط ضعفي لم أستطع الركوع إلا لبضع لحظات قبل الانهيار على الأرض مرة أخرى. في تلك اللحظة، شعرت حقًا بأنني لم أعد أستطيع الصمود لفترة أطول، ولم أملك إلا أن أشعر بالضعف، وفكرت: "هذه الشياطين وحشية حقًا، وسأموت اليوم بالفعل بين أيديهم ...". في خضم الألم والعجز، صليت إلى الله بجدية مطلقة، وطلبت منه أن يرشدني، وأن يمنحني القوة لهزيمة الشيطان. عندها فقط، ومض كلام الله في ذهني: "الله القدير، رئيس جميع الأشياء، يستخدم قوّته الملكيّة من عرشه. يحكم الكون وجميع الأشياء ويرشدنا على الأرض كلّها. سوف نقترب منه كثيرًا...إذا لم يكن لديك سوى نفَسٍ واحد، فإن الله لن يَدَعَك تموت" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس). لقد جعلني كلام الله أفهم أن الله يُبقي حياتي بين يديه وأنه ما دام الله لم يمنح الإذن، فإن هؤلاء الشياطين لن يجرؤوا على أخذ عمري. فكرت كيف اتبعت الله حتى الآن، وكيف حماني الله طوال الطريق، وكيف استمتعت بحب الله بكثرة وبقوة، وفكرت كيف أن الوضع الذي يتكشف الآن هو طريقة الله في اختبار ولائي وحبي، وأنه كان فرصة بالنسبة لي لمبادلة الله محبته. كان الشياطين يعذبونني بهذه الطريقة بهدف مثير للاشمئزاز، وهو دفعي إلى خيانة الله. لكنني لن أستسلم وسأكون صلبة وقوية الإرادة. حتى لو عذبوني حتى الموت، مع ذلك لن أستسلم للشيطان. لا يمكن أن أكون يهوذا لأعيش هذا الوجود المنحط. لن أسمح لمؤامرة الشيطان أن تنجح، بل يجب أن أتمسك بالشهادة لله ليستريح قلبه! منحني كلام الله قوة لا تنضب؛ حتى إنني نسيت الألم الذي دمر جسدي كله، ثم أصبح لدي من الإيمان والشجاعة ما يجعلني أواصل قتال هذه الشياطين.

ثم، من أجل انتزاع اعتراف مني، بدأت الشرطة الشريرة تتناوب على حراستي وتمنعني من النوم، وبدأت تضغط عليّ بالأسئلة مرارًا وتكرارًا: "من هم القادة الكبار في كنيستك؟ أين يعيشون؟ من هم الأعضاء الآخرون؟ ..." وعند رؤيتهم أنني ظللت صامتة، كانوا بين الحين والآخر يمسكون بي من شعري ويركلونني. وبمجرد أن أغمض عينيّ كانوا يضربونني ويركلونني ويستخدمون حاميات أصابع الأقدام في أحذيتهم الجلدية لدوس مفاصلي وطحنها بكل قوتهم. تسبب لي الألم المبرح في معاناة لا توصف، وظللت أصرخ. كانوا يركلونني فيما بينهم مثل كرة القدم. ومع اقتراب الفجر، كنت قد تعرضت للتعذيب لدرجة أن جسدي كان مغطّى بكدمات لا حصر لها وكنت أشعر بألم لا يُطاق. عندما فكرت كيف أنني لم أكابد مثل هذه المصاعب من قبل، وبالتفكير في الأضرار والعذاب الذي كنت أعانيه الآن على أيدي الشرطة الشريرة التابعة للحزب الشيوعي الصيني بسبب إيماني بالله، غلبتني فجأة موجة من الضعف والحزن. في تلك المرحلة، كان كل شيء مظلماً بداخلي، وتنامى خوفي أكثر وأكثر، وأنا لا أعرف أنواع التعذيب القاسية التي كانوا يحتفظون لي بها. وبينما كنت مستلقية وأنا أتألم، صليت إلى الله بصمت: "يا الله القدير، أطلب منك أن تنيرني وأن تقودني لفهم مشيئتك في محنتي، حتى لا أفقد شهادتي." وبينما كنت أصلي، فكرت في ترنيمة مأخوذة من كلام الله: "يجب أن تعاني المشقّات في طريقك للحق. يجب أن تسلّم نفسك بالكامل، تحتمل الذلّ، وتجتاز المزيد من المعاناة. تفعل هذا من أجل ربح المزيد من الحق. يجب أن تسعى وراء كلّ شيء جميل. يجب أن تطلب كلّ ما هو صالح، تطلب طريقًا في حياة ذات معنى. تخلَّ عن كل الملذّات، أَهمِل الجسد من أجل الحق. لا تتخلَّ عن كلّ الحقائق فقط من أجل المتعة" ("ينبغي أن تهمل كلّ شيء من أجل الحق" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").‎‎ أيقظ كلام الله قلبي وجعلني أفهم أن ألم الاضطهاد الذي كنت أعانيه الآن بسبب إيماني بالله كان ذا قيمة قصوى وأهمية قصوى. لقد فهمت أن الله كان يستخدم هذه البيئة من المعاناة ليريني بوضوح جوهر الشيطان المعادي لله، حتى أتمكن من التخلي عنه تمامًا ومن ثم أعيد قلبي نحو الله وأصل إلى محبته محبة حقيقية. لقد تحمل الله بالفعل شتى أنواع الألم من أجل خلاصي، لذا ألا يجب لإنسان فاسد مثلي أن يعاني أكثر من أجل ربح الحق ولكي يحقق تغييراً حقيقياً في شخصية حياته؟ فكرت أن هذه المعاناة هي شيء يجب عليّ تحمّله في سعيي لنيل الخلاص، وأنني بحاجة لمثل هذه المحنة لتهدئتي وتهذيبي؛ هذا هو ما تحتاجه حياتي وأنا أرغب في قبول محبة الله العظيمة. اليوم، أعاني إلى جانب المسيح وأشاركه في ملكوته وفي محنته – وهذا كله من خلال رفعة الله لي، وعظيم محبته وبركاته لي، وأنه ينبغي لي أن أسعد بهذا. وعندما فكرت في هذا شعرت براحة كبيرة، وتوقفت عن الإيمان بأن مواجهة مثل هذه البيئة هو أمر مؤلم، لكن على العكس من ذلك، شعرت أن الله قد أسبغ عليّ بركة خاصة. قدمت صلاة صامتة إلى الله قائلة: "يا الله القدير! أقدم لك الشكر على تنويري حتى أفهم مشيئتك. مهما يعذّبني الشيطان، فلن أتهاون أو أستسلم له مطلقًا. سواء عشت أو متّ، أرغب في الخضوع لترتيباتك وتكريس نفسي لك تمامًا، وأن أحبك حتى أموت! عذبتني الشرطة الشريرة لمدة ليلتين ويوم ولم تحصل على شيء مني على الإطلاق. في النهاية، كان كل ما استطاعوا قوله هو إنني قد أصبحت "ممتلئة من الله" بالفعل، وأرسلوني إلى مركز الاحتجاز.

بمجرد وصولي إلى الزنزانة في مركز الاحتجاز، بدأت رئيسة عنبر الزنازين بعد أن حرضتها الشرطة الشريرة تهددني قائلة: "هيا، اعترفي وإلا سأنكّل بك!" وعندما رأت أنني لن أتنازل، تواطأت مع السجينات الأخريات لعقابي بكل طريقة ممكنة: إذ لم يعطينني أي شيء للأكل، ولم يعطينني أي ماء ساخن، وجعلنني أنام على الأرضية الأسمنتية شديدة البرودة كل ليلة، وجعلنني أقوم بالأعمال القذرة والمرهقة، وإذا لم أنته منها، كان عليّ أن أعمل لساعات إضافية، وإذا لم أؤد ذلك جيدًا بما فيه الكفاية، كنت أتعرض للإيذاء اللفظي وأُجبر على الوقوف كعقوبة ... كل يوم كان عليّ أن أواجه السخرية والإهانة والتمييز والضرب والاعتداء اللفظي من قبل السجينات الأخريات. والأكثر من ذلك، أن الشرطة الشريرة قد صادرت أموالي، ومن ثم دون أن يكون لديّ مليم، لم أتمكن حتى من شراء أدوات النظافة وغيرها من الضروريات اليومية. لم يكن لدي أي فكرة متى ستنتهي هذه الأيام وشعرت بحزن شديد في داخلي، وبالوحدة والألم الشديد، وتمنيت دائمًا الخروج من هذا المكان الشيطاني في أسرع وقت ممكن. لكن كلما أردت الخروج من تلك البيئة، كان قلبي يزداد سوادًا وحزنًا، وسقطت الدموع من عينيّ بلا وعي. في عجزي، لم يكن بإمكاني إلا أن أبوح لله مرارًا وتكرارًا بآلامي، آملة بإخلاص أن يقودني الله مرة أخرى ويجعلني قادرة على إطاعة تنظيماته وترتيباته. الله هو من يساعدني ويدعمني في جميع الأوقات، ومرة أخرى قادني إلى التفكير في هذا المقطع من كلامه: "بغض النظر عن كيفية عمل الله أو نوع البيئة التي تعيش فيها، إن تمكنت من السعي للحياة والسعي لتتميم عمل الله فيك والسعي للحق، وإذا كان لديك فهم لأفعال الله ويمكنك التصرف وفقًا للحق، سيكون هذا هو إيمانك الحقيقي، وهذا يدل على أنك لم تفقد رجاءك في الله. فقط إن تمكنت من السعي إلى الحق من خلال التنقية، ستكون قادرًا على محبة الله حقًا، ولن يكون لديك شكوك نحوه. وإن استمريت بغض النظر عمّا يفعله، في ممارسة الحق لإرضائه، وكنت قادرًا على البحث عن إرادته بعمق، ومتفهمًا لإرادته، فهذا يعني أن لديك هذا الإيمان الحقيقي بالله. عندما قال الله من قبل إنك ستملك كملك، فإنك أحببته، وعندما أظهر نفسه علنًا لك، كنت تتبعه. لكن الآن الله محتجب، ولا يمكنك رؤيته، وقد أتت عليك المتاعب. في هذا الوقت، هل تفقد الرجاء في الله؟ لذلك في كل الأوقات يجب عليك السعي وراء الحياة والسعي لإرضاء مشيئة الله. هذا ما يسمى بالإيمان الحقيقي، وهو أصدق أنواع الحب وأجملها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). كان كلام الله مثل الأم المحبة التي تهدئ طفلًا حزينًا، وقد منحني راحة وتشجيعًا كبيرين. شعرت أن الله كان يقف بجانبي وهو يرعاني ويتوقع مني أن أكون قادرة على الحفاظ على إيماني الحقيقي بالله أمام الشيطان، وأن أتحمل الألم وأن أتخلى عما أحببته، وبالتالي اكتسب القدرة على محبة الله وإرضائه والتمسك بالشهادة لله في خضم بيئات مؤلمة وعندما أتعرض لقوى الظلام، فهذه هي أقوى شهادة تخزي الشيطان. على الرغم من أنني علقت في وكر هذه الشياطين، فإن محبة الله كانت معي دائمًا. عندما عانيت من التعذيب والألم القاسي وشعرت بالضعف، وعندما تحملت هجمات الشيطان وشعرت بالألم والحزن، كنت أرى دائمًا تزويد الله لحياتي، وكنت أشعر بتعزية محبة الله، وكان بوسعي أن أرى يد الله وهي تفتح الطريق أمامي. قلت لنفسي: "إن الله دائمًا بجانبي، يرعاني ويرافقني. محبة الله لي عميقة جداً؛ كيف يمكن أن أخيّب مشيئته؟ يجب ألا أستسلم لملذات جسدي، ناهيك عن محاولة الفرار من البيئات التي يرتبها الله لي. يجب أن أستعيد الإيمان الذي كان لدي من قبل، وأكرس محبتي الحقيقية لله وأقدم شهادة لله أمام الشيطان". عندما فكرت في هذه الأشياء، تلاشى الألم من قلبي، وعزمت على محبة وإرضاء الله حتى لو كان لا بد لي من معاناة كل الآلام. لم أملك سوى أن أغني ترنيمة الكنيسة: "أنا شخص لي قلب وروح، فلماذا لا يمكنني أن أحب الله؟ الله عوني، ممَّّ أخاف؟ أتعهد بحياتي أن أحارب الشيطان حتى النهاية. الله يرفعنا، ينبغي علينا أن نترك كل شيء خلفنا ونقاتل لنقدم شهادة للمسيح. سينفذ الله مشيئته على الأرض. سأعد محبتي وولائي وأكرسها لله كلها. سأرحب بمجيء الله بابتهاج عندما ينزل في مجد، وسأقابله من جديد عندما يتحقق ملكوت المسيح" ("الملكوت" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").‎‎ عندما عززت إيماني وأردت إرضاء الله، اختبرت مرة أخرى محبة الله الحنونة لي. ورتب لي الله أن يعطيني ضابط بالسجن العديد من الأشياء للاستخدام اليومي. تأثر قلبي بشدة وشكرت الله من أعماق قلبي. بعد 40 يومًا، رأت الشرطة الشريرة أنه ليس لديها طريقة للحصول على أي شيء مني، لذا ألصقوا بي اتهامات لكوني عضوة في "شيه جياو"، وطلبوا من عائلتي دفع عدة آلاف من اليوانات قبل إطلاق سراحي.

ظننت أنني سأسترجع حريتي حالما عدت إلى المنزل، لكن لم تتخل شرطة الحزب الشيوعي الصيني قط عن مراقبتي وظلت تقيّد حريتي الشخصية، فقد منعوني من مغادرة منزلي، وأمروني بأن أكون دائمًا متاحة لهم، وأرسلوا شخصًا ليراقبني، بل إنهم كانوا يهددون عائلتي كل بضعة أيام تقريباً، محذرين إياهم بأن عليهم متابعتي عن كثب. ظاهريًا، بدا وكأنني قد أُفرج عني، لكن واقع الأمر أن الشرطة الشريرة وضعتني قيد الإقامة الجبرية، لذلك لم أجرؤ على الاتصال بإخوتي وأخواتي في الكنيسة، ولم أتمكن من أداء واجبي، وشعرت في قلبي بالكثير من القمع والألم. وما جعلني أكثر سخطًا هو أن رجال الشرطة الأشرار كانوا يخدعون الناس في قريتي بأكاذيبهم الشريرة، ويخبرونهم أن إيماني بالله قد دفعني إلى الجنون، وأنني لم أكن بكامل عقلي وأنني قادرة على عمل أي شيء…. في مواجهة مثل هذه الشائعات والافتراءات المقيتة، لم أتمالك نفسي من الغضب. فكرت في نفسي: "لا لا يمكن أن يسيطر عليّ هؤلاء الشياطين بهذه الطريقة، وينبغي عليّ أن أناضل من أجل تحرير نفسي من براثنهم الشيطانية ومبادلة الله محبته". وهكذا، لكي أهرب من مراقبة الشرطة الشريرة، لم يكن لديّ خيار سوى مغادرة المنزل والذهاب للقيام بواجبي.

مرت ثلاث سنوات في غمضة عين. اعتقدت أن شرطة الحزب الشيوعي الصيني لم تعد تراقبني، لذلك عدت إلى المنزل لأداء واجبي. لكن حدث الأمر كالصاعقة، ففي وقت مبكر من صباح أحد الأيام في أغسطس / آب 2006، ولم يكن قد مر على عودتي للمنزل أكثر من بضعة أيام، جاءت الشرطة الشريرة لزيارتي. في صباح ذلك اليوم، أيقظني صوت يصرخ من نومي فزعة: "افتحي الباب بسرعة، وإلا فسوف نكسره!" لم يكد زوجي يفتح الباب حتى اجتاح سبعة أو ثمانية من رجال الشرطة الأشرار منزلنا مثل قطاع الطرق، وبدون أي تفسير، أمسكوا بي وأخذوني إلى سيارتهم. ولأن الله كان يحميني، لم أشعر بالخوف، بل صليت وصليت: "يا الله القدير! لقد وقعت اليوم مرة أخرى في براثن هؤلاء الشياطين. آمل أن تحمي قلبي وتعطيني القوة، وأرجو أن أقدم لك الشهادة من جديد." وبمجرد وصولنا إلى مركز الشرطة، التقطت الشرطة الشريرة صورةً لي وأخذوا بصمات أصابعي عنوة. ثم أخذوا قائمة من الأسماء وبدؤوا بالضغط على بالأسئلة: "هل تعرفين هؤلاء الأشخاص؟ من هم شركاؤك؟ "عندما رأيت الأسماء المألوفة لبعض أخواتي على القائمة، أجبت وأنا محتفظة بهدوئي: "أنا لا أعرفهم، وليس لدي شركاء!" لم أكد أنتهي من الكلام حتى صرخ أحدهم فيّ: "لقد اختفيت لعدة سنوات، فأين كنت؟ لديك شركاء. هل ما زلت تؤمنين بالله القدير؟ اعترفي." لقد جعلني كلام الشرطي الشرير على الفور حزينة وساخطة في ذات الوقت، ولم أستطع كبح غضبي. فكرت: "إن من أؤمن به اليوم هو الإله الحقيقي الواحد الذي خلق السماوات والأرض وكل الأشياء. ما أسعى له هو الحق، والطريق الذي أسير فيه هو الطريق الصحيح في الحياة، وكل هذه الأشياء مشرقة وعادلة. ومع ذلك، فإن هؤلاء الشياطين، الذين يفتقرون تمامًا إلى الضمير، يستمرون في ملاحقتي وإيذائي، وتقييد حريتي الشخصية، وإجباري على الخروج من منزلي، ويفصلونني عن لحمي ودمي، ويحاولون إجباري على خيانة الله. ما الخطأ في الإيمان بالله والسعي لأكون شخصًا صالحًا؟ لماذا لا يسمحون لي بالسعي لاتباع الله القدير والسير في الطريق الصحيح في الحياة؟ إن عصابة الشياطين التي تتألف منها حكومة الحزب الشيوعي الصيني هم حقاً رجعيون وملحدون، إنهم أعداء لله لا يمكن أثنائهم عن موقفهم، وأكثر من ذلك هم أعداء لا يمكن أن أتعايش معهم." وسط حزني واستيائي، لم أملك سوى أن أتذكر كلام الله القدير: "هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، لقد ازدروا الله طويلاً، وأساؤوا إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، وليس لديهم أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، ليس لديهم ضمير على الإطلاق، ليس بهم أثر للطف...ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطيئة! ... استقرّ بُغض آلافِ السنين في القلب، وطُبِعَت ألفُ سنة من الخطيئة فيه. كيف لا يثير هذا الاشمئزاز؟ انتقمْ لله، بَدِّدْ عدوَّه بالكامل، لا تدعه يستفحل أكثر، ولا تسمح له بإثارة المتاعب ثانيةً كما يشاء! هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده دافعًا الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). من كلام الله هذا، فهمت مشيئته، وعندها نشأت كراهية شديدة في داخلي تجاه هؤلاء الشياطين. لقد خلق الله السماوات والأرض وكل الأشياء وهو يرفع من شأن الجنس البشري. يستمتع الإنسان بخيرات الله الوفيرة، وكان الإيمان بالله وعبادته دائمًا صحيحًا ومناسبًا. ومع ذلك، تبذل حكومة الحزب الشيوعي الصيني كل ما في وسعها لقمع أولئك الذين يؤمنون بالله القدير بوحشية. فهي تطاردهم بعنف، وتسجنهم بشكل غير قانوني، وتعذّبهم وتضايقهم بقسوة، وتحتجزهم في معسكرات العمل وتهينهم وتسخر منهم، على أمل إبادة كل من يؤمنون بالله والقضاء على عمل الله لخلاص الإنسان في الأيام الأخيرة، ولكن هيهات - إن ذلك هو حقًا شرير وحقير إلى أقصى حد! على مدار هذه السنوات، لولا أن الله القدير يحميني ويرعاني، لأماتني الشيطان إبليس منذ فترة طويلة بوحشية. في مواجهة هذه المعركة الروحية للحياة والموت، عزمت على الدفاع عن الحق وما زلت أحب الله رغم أنني أعاني ألمًا شديدًا. اتعهد بحياتي أن أتمسك بالشهادة لله!

عند رؤيتهم إياي أحدق فيهم دون قول كلمة، صرخ فيّ رجال الشرطة الأشرار قائلين بسخط: "ترفضين الكلام، أليس كذلك؟ انتظري حتى يأتي رؤساءنا لاستجوابك بأنفسهم، وسنرى ما إذا كان فمك سيظل مغلقًا!" عندما سمعت أن قيادات الشرطة الشريرة سيستجوبونني بأنفسهم، لم أملك سوى أن أشعر ببعض التوتر. ثم فكرت كيف أنني، في خضم كل هذه المحن، قد اختبرت حقًا سيادة الله على كل شيء وإدارته لجميع الأشياء، وكيف يتمتع كلام الله بسلطان فريد وحيوية قوية. وعندما أدركت ذلك، سرعان ما نشأ بداخلي إيمان وشجاعة طغيا على قوى الشيطان المظلمة. على الرغم من أن رجال الشرطة الأشرار هؤلاء قساة للغاية وعديمو الرحمة، فهم مجرد نمور ورقية – يبدون أقوياء من الخارج ولكنهم ضعفاء من الداخل - كما تحركهم يدا الخالق. في قلبي، عزمت على هذا الأمر أمام الله: "يا إلهي، مهما كانت الشياطين تعذبني، أطلب فقط أن تثبّت إيماني وأن تقوي قلبي الذي يحبك، وأن تسمح لي بأن أصبح شهادتك المنتصرة وإن كان الثمن حياتي نفسها." لا بد أن الساعة كانت قد تجاوزت 10 صباحًا عندما جاء رجلان يطلقان على نفسيهما نواب مديري مكتب الأمن العام، ونظرا إليّ دون أن ينطقا بكلمة، ثم أمسكني أحدهما من شعري وحاصرني بالأسئلة: "هل ما زلت تؤمنين بالله القدير؟" وعندما رأى أنني ظللت صامتة، زمجر قائد الشرطة الشرير الآخر بوحشية: "إن لم تتكلمي سنذيقك الجحيم اليوم!" وعندما قال هذا وهو ينبح مثل الوحش، أمسكني من شعري ورماني على الأرض، ومن شدة سقوطي لم أتمكن من النهوض من جديد. ثم جراني من شعري وضرباني وركلاني، وكانا يصرخان وهما يضربانني قائلَيْن: "هل ستتكلمين؟" في الحال، شعرت بحرقان مؤلم في وجهي وشعرت بألم لا يُطاق في فروة رأسي كأنها تتمزق. بدا هذان الوحشان اللذان يرتديان ملابس كالسادة المحترمين من الخارج، لكن من الداخل كانا متوحشين وعديمي الرحمة كالحيوانات المفترسة. لقد جعلاني أرى بشكل أكثر وضوحًا أن هذا الحزب السياسي الشرير - الحزب الشيوعي الصيني - هو تجسيد للشيطان، وأن بيادقه هي عصابة من الشياطين الأشرار والأرواح الشريرة! في النهاية سيلقى هؤلاء لعنات الله! رأى هذان القائدان في الشرطة الشريرة أنني لم أكن راغبة في الاستسلام لقوتهم الغاشمة، لذلك، في فورة غضب جنونية على ما يبدو، أمسكا بشعري وبدءا في الضغط عليّ تجاه الأرض، مستخدمَيْن أقدامهما لركلي ووطئي بشكل قاس. ثم سحباني حتى وقفت وضغطا بعنف على ساقيّ من الخلف، وركلاني بقوة حتى سقطت راكعة على الأرض، وقالا لي بوحشية: "اركعي ولا تتحركي! يمكنك الوقوف عندما تعترفين، وإن لم تتكلمي، فلا تفكري في الأمر!" إن تحركت حتى قليلاً، كانا يسحبانني من شعري بعنف ويضربانني ويركلانني. جثوت لمدة ثلاث أو أربع ساعات، تعرضت خلالها للضرب منهم مرات لا تحصى؛ لأنني لم أستطع الصمود. في النهاية، انهرت وانا في حالة ذهول على الأرض، ووبخاني لأنني أتظاهر بالموت بينما كانا يشدان شعري بلا هوادة وبعنف حتى شعرت وكأن فروة رأسي قد انخلعت من رأسي. في تلك اللحظة، بدا الأمر كما لو أن جسمي بأكمله قد انشطر إلى أجزاء، إذ لم أستطع تحريك ولو عضلة وكنت أشعر بألم لا يطاق. شعرت وكأن قلبي سيتوقف عن الخفقان في أي لحظة. وظللت أدعو الله أن يمنحني القوة، ومر في ذهني كلام الله المشجّع والمحفز: "كان بطرس قادرًا على حب الله حتى الموت، وعندما مات بوضعه على الصليب، كان لا يزال يحب الله؛ لم يفكر في تطلعاته الخاصة، ولم يسع وراء آمال مجيدة أو أفكار متطرفة، بل كل ما كان يسعى إليه هو حب الله وطاعة جميع ترتيباته. إن هذا هو المعيار الذي يجب عليك تحقيقه قبل أن تُعد من بين الحاملين للشهادة، وقبل أن تصير شخصًا قد نلت الكمال بعد أن اجتزت الإخضاع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (2)). منحني كلام الله إيمانًا وقوة. وقلت لنفسي: "نعم! لقد صُلب بطرس منكّسًا من أجل الله، وكان لا يزال قادرًا على حب الله كثيرًا حتى عندما كان جسده في ألم لا يطاق. لقد تغلب على الجسد، وهزم الشيطان، ووحده هذا النوع من الشهادات هو المدوّي والقادر على إراحة قلب الله. أريد تقليد بطرس، لكي يتمجد فيّ الله. على الرغم من أن جسدي كان يتألم ألمًا شديدًا، فإنه لا يزال أقل بكثير مما كابده بطرس عندما صُلب منكّسًا. يرغب الشيطان في أن يجعلني أخون الله بتعذيب جسدي، لكن الله يستغل هذه الفرصة لتكميل حبي الحقيقي له. اليوم، لن أستسلم مطلقًا للشيطان ولن أسمح لخطته بالنجاح! أريد أن أعيش من أجل محبة الله!" وإذ فجأةً، لم أعد أخشى الموت؛ وعزمت على أن أبذل نفسي لله تمامًا وأقسمت بحياتي على أن يكون ولائي لله! وعندئذ، صليت لله قائلة: "يا الله القدير، أنا كائن مخلوق يعبدك ويطيعك كما ينبغي لي. أقدم لك حياتي، وسواء عشت أو مت، فأنا أؤمن بك وأحبك!" شعرت على الفور بتخفيف كبير للألم في جسدي، وشعرت في جسدي وعقلي بالكامل بخفة وارتياح. في هذا الوقت، لم أستطع سوى أن أرنم إحدى ترانيم الكنيسة في قلبي: "أقبل اليوم دينونة الله وتطهيره، وغدًا سأتلقَّى بركاته. أنا مستعد لبذل شبابي وتقديم حياتي لرؤية يوم مجد الله. أوه، محبة الله فتنت قلبي. إنه يعمل ويعبِّر عن الحق، مانحًا إياي حياة جديدة. أنا مستعد لأن أتجرَّع من كأس المرارة وأعاني لأربح الحق. سأتحمَّل المهانة دون شكوى، وأتمنى أن أقضي حياتي في ردِّ إحسان الله" ("أتمنى أن أرى يوم مجد الله" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة).‎‎ خارت قوى قائدَي الشرطة الشريرَيْن كليًا من فرط إلحاقهم الأذى بي، ووقفا هناك ولم ينطقا بكلمة لفترة طويلة. في النهاية، وفي حيرة من أمرهم، صرخا فيّ بغضب: "انتظري فحسب!" ثم غادرا. وقف رجال الشرطة الأشرار الأخرون في الجوار يتناقشون معًا: "هذه المرأة قوية للغاية، لا أحد يستطيع فعل أي شيء معها. إنها أكثر قوة من ليو هولان ... "في تلك المرحلة، لفرط تأثري لم أتمكن من منع دموعي من التدفق. لقد انتصر الله! لولا أن كلام الله القدير أمدّني مرارًا وتكرارًا، ولولا أن الله أعانني سراً، لما تمكنت ببساطة من الصمود. كل المجد والتسبيح لله القدير! وفي النهاية، حبستني الشرطة الشريرة في مركز الاحتجاز.

في مركز الاحتجاز، كانت الشرطة الشريرة لا تزال غير راغبة في ترك الأمر، وكانوا يستجوبونني مرة كل بضعة أيام. وفي كل مرة يقومون باستجوابي، كانوا يجعلونني أجلس في غرفة الاستجواب أمام نافذة بها قضبان معدنية، وفي اللحظة التي يشعرون فيها بعدم الرضا عن إجابتي، كانوا يمدون أيديهم ويضربونني على وجهي بعنف او يشدون شعري ويضربون رأسي بالقضبان. وعندما رؤوا أنهم لم يتوصلوا لأي شيء، أعماهم الغضب. وفي النهاية أدركوا أنه لا فائدة من التعامل معي بقسوة، لذا تحولوا إلى الأساليب الناعمة وحاولوا إغرائي وإقناعي قائلين: "أطفالك وزوجك في انتظارك جميعًا في المنزل! وتوسل زوجك إلينا بالنيابة عنك. إن تحدثت معنا سرعان ما تعودين وتجتمعين بهم من جديد." أثار هذا الكلام الزائف اشمئزازي وجعلني أكرههم بشدة لدرجة أنني طلبت من الله في قلبي أن يلعنهم. احتقرت هذه العصابة من الشرطة الشريرة المجللة بالحقارة والعار. وعاهدت نفسي على هذا: "بغض النظر عن الحيلة التي يستخدمونها، لن أتحرك قيد أنملة! في هذه الحياة، لا يمكن لأحد أن يهز تصميمي على اتباع الله القدير! "في النهاية، كانت الشرطة الشريرة قد استنفدت كل حيلها، ولذا أبقوني في الحبس لمدة 40 يومًا، وفرضوا عليّ غرامة قدرها 2000 يوان ثم أفرجوا عني.

خلال اختباراتي، على طول الطريق، توصلت إلى إدراك عميق أنه من خلال أفعال الله العجيبة وقوته القديرة بالكامل، يمكن لشخص مثلي - امرأة ريفية عادية، لم يكن لديها في السابق البصيرة أو الشجاعة - التغلب على العديد من نوبات التعرض للتعذيب للاعتراف، والتي عذبتها شرطة الحزب الشيوعي الصيني بشراسة وآذتها، أن ترى بوضوح الجوهر الرجعي لحكومة الحزب الشيوعي الصيني الذي يعارض الله بعناد ويضر شعب الله المختار بعنف، ويمكن أن يتصور كيف يخدع العامة ليعضد سمعته وليخفي طرقه الشريرة. في خبرتي العملية، أصبحت أقدّر حقًا أن قوة كلام الله وسلطانه عظيمة جدًا، وأن الحيوية التي يسبغها الله على الإنسان لا حدود لها، وأنها يمكن أن تهزم جميع قوى الشر الشيطانية! في المعاناة، أدركت أن محبة الله هي التي أراحتني وشجعتني، ومنعتني من أن أفقد طريقي. بغض النظر عن المكان الذي أكون فيه أو أي نوع من الظروف أجد نفسي فيه، فإن الله يرعاني دائمًا، ومحبته معي دائمًا. إنه لشرف لي أن أكون قادرة على اتباع هذا الإله الحقيقي العملي، بل أن من حسن حظي أنني كنت قادرة على اختبار هذا النوع من الاضطهاد والشدائد لتذوق عجائب الله، وحكمته وقدرته. من هذا اليوم فصاعدًا، أود أن أبذل قصارى جهدي للسعي إلى الحق والوصول إلى معرفة حقيقية عن الله، ومحبة الله حتى النهاية، وأن أكون ثابتة في ولائي!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

النهوض من الظلم القاتم

بقلم مو جوجيان - إقليم غانج دونج وُلِدتُ في منطقةٍ جبليَّة نائية فقيرة كُنَّا نوقد فيها البخور ونعبد بوذا لعدَّة أجيالٍ. توجد معابد بوذيَّة...

نور الله يرشدني عبر المحن

بقلم تشاو شين – مقاطعة سيتشوان عشت منذ طفولتي في الجبال، لذا لم أرَ إطلاقًا الكثير من العالم الخارجي، ولم يكن لدي حقًّا أية تطلعات تتخطّى...

يومٌ لا يُنسى أبدًا

حدث ذلك في أحد أيّام شهر ديسمبر 2012. في حوالي الساعة التاسعة من صباح ذلك اليوم، كنت أنشر الإنجيل مع بعض الإخوة والأخوات عندما توقفّت فجأة...

اترك رد