التخلي عن حذري

2023 يونيو 10

منذ فترة، كان يجب أن نرسم بعض الصور لأعمال تصوير خاصة بالكنيسة. وكان شريكي، الأخ سيمون، قد صمم صورة وقدمها للمراجعة. فقال القائد إن الصورة سيئة جدًّا وتكوينها معيب، ومن الواضح أن هذا بسبب أن سيمون كان لامباليًا ومهملًا. لاحقًا، سألت سيمون عن الأمر. فقال إنه لضيق الوقت لم يجد وقتًا ليعمل على التفاصيل. فلم أجب على هذا، وذكرته بأن يكون أكثر اهتمامًا مستقبلًا، وأن عمل الفيلم مهم للغاية، ولا يمكن أن نهمل ونهدر الوقت في المراجعات. ولم يمض وقت طويل، حتى ظهرت أخطاء مبدئية واضحة في صورة أخرى لسيمون. فتعامل معه القائد لارتكابه مثل هذه الأخطاء الأساسية بعد تدريب طويل، ولأنه مهمل في واجبه، وبناء على ذلك أُعفي من واجبه. أفزعتني تلك النتيجة. لم أفهم الأمر تمامًا. أعفى القائد سيمون لارتكابه خطئين فحسب، ألم يكن هذا قاسيًا؟ قبل أن أعرف، كان بقلبي فهم خطأ وحذر. اعتقدت أنه لا يمكن أن أرتكب أخطاء كبيرة في واجبي، وأنه قد يتم التعامل معي بسبب أخطاء ثانوية وربما أُعفى بسبب أخطاء كبيرة، وأنني سأفقد كل رجاء في نيل الخلاص إن لم أؤدِ واجبي. فوجب أن أكون أكثر حذرًا.

وبعد فترة، شعرت بالتوتر الشديد بشأن إرسال صوري للقائد للمراجعة. اعتقدت أن سيمون أُعفي لأنه ارتكب خطأين فقط، وإن ظهرت أخطاء مبدئية في صوري أيضًا، فربما يقول القائد إنني لا يجب أن أكون قائدة للمجموعة؛ لأنني لم أؤدِ العمل جيدًا. هل سأُعفى مثل سيمون؟ ازداد استيائي كلما فكرت في الأمر. وشعرت بعدم الارتياح في واجبي، ولم أكن بحالة مزاجية تناسب ما كنت أفعله. أدركت خطأ حالتي، وهرعت للصلاة إلى الله وسألته أن يرشدني لحل مشكلتي. بعد ذلك، شاهدت فيديو لكلمة الله. يقول الله القدير، "يستخدم الله في بعض الأحيان أمرًا مُعيَّنًا ليكشفك أو ليُؤدِّبك. هل هذا يعني إذًا أنك تعرَّضت للاستبعاد؟ هل يعني أن نهايتك قد حانت؟ لا. الأمر أشبه بطفل غير مطيع ويرتكب خطأً؛ قد يوبخه والداه ويعاقبانه، ولكن إن لم يستطع فهم مقصد والديه أو سبب عملهما ذلك، سوف يسيء فهم مقصدهما. مثال ذلك، قد يقول الوالدان لطفلهما: "لا تغادر المنزل بمفردك، ولا تخرج وحدك"، ولكن هذا لا يلقى إلا آذانًا صماء، فالطفل يتسلل بمفرده على أي حال. بمجرد أن يكتشف الوالدان ذلك، يوبخان طفلهما وكعقاب له يجعلانه يقف في الركن للتفكير في سلوكه. لا يفهم الطفل مقاصد والديه ويبدأ يسأل نفسه متشككًا: "ألم يعد والداي يرغبان فيَّ؟ هل أنا ابنهما حقًّا؟ أم أنني مُتبنى؟" هذه هي الأشياء التي يفكر بها. فما مقاصد الوالدين الفعلية؟ قال الوالدان إن عمل ذلك كان أمرًا خطيرًا للغاية وطلبا من طفلهما الامتناع عنه. لكن الطفل لم يستمع، ولاقى كلام والديه أذنًا صماء. لذلك، احتاج الوالدان إلى استخدام أحد أشكال العقاب لتهذيب طفلهما كما ينبغي وجعله يتعلم من هذا. ما الذي يريد الوالدان تحقيقه بعمل ذلك؟ هل يقتصر على تعليم الطفل؟ التعلم ليس ما يريدان تحقيقه في الأساس. فهدف الوالدين من فعل ذلك هو جعل الطفل يفعل ما يقال له، ويتصرف وفقًا لنصيحتهما، ولا يفعل أي شيء يعصيهما به أو يثير قلقهما، وهو التأثير الذي يرغبان في تحقيقه. إذا أطاع الطفل والديه، فهذا يدل على أنه يفهم الأمور ويمكن أن يتحرر والداه من القلق. ألن يكونا إذن راضيين عنه؟ هل سيظلان بحاجة لمعاقبته هكذا؟ لن يحتاجا إلى ذلك. الإيمان بالله أشبه بهذا. يجب على الناس أن يتعلموا الاهتمام بكلام الله وفهم قلبه، وعليهم ألا يسيئوا فهم الله. ففي الواقع، كثيرًا ما ينبع قلق الناس من مصالحهم الخاصَّة. وبشكلٍ عامّ، هذا هو الخوف من ألّا تكون لهم آخرة. فدائمًا ما يُفكِّرون في قرارة أنفسهم: "ماذا لو كشفني الله واستبعدني ورفضني؟" هذا هو سوء فهمك لله؛ فهذه ليست سوى أفكارك. عليك معرفة قصد الله. فكشفه للناس لا يهدف لاستبعادهم، بل لإظهار عيوبهم وأخطائهم وجوهر طبائعهم، وليعرّفهم بأنفسهم، وليكونوا قادرين على تقديم توبةٍ صادقة؛ وعلى هذا النحو، يهدف كشف الناس لمساعدة حياتهم على النموّ. فدون فهمٍ خالص، يكون الناس عرضةً لإساءة فهم الله ولأن يصبحوا سلبيّين وضعفاء، بل وقد يستسلمون لليأس. وفي الواقع، أن يكشف الله الناس لا يعني بالضرورة استبعادهم. إنه يهدف لمساعدتك على معرفة فسادك ولجعلك تتوب. وفي كثيرٍ من الأحيان، نظرًا لأن الناس مُتمرِّدون ولا يطلبون الحق لإيجاد حلٍّ عندما يكونون غارقين في الفساد، يتعيَّن على الله ممارسة التأديب. وهكذا في بعض الأحيان، يكشف الله الناس فيُظهِر قبحهم وتفاهتهم ويتيح لهم أن يعرفوا أنفسهم ممَّا يساعدهم على النموّ. توجد نتيجتان مختلفتان لكشف الناس: من جهة الأشرار، كشفهم يعني استبعادهم. ومن جهة أولئك الذين يمكنهم قبول الحقّ، كشفهم هو تذكيرٌ وتحذير؛ إذ يدفعهم ذلك إلى أن يتأمَّلوا أنفسهم، ويروا حالتهم الحقيقيَّة، ويتوقَّفوا عن العناد والاستهتار؛ لأن الاستمرار على هذا النحو سيكون أمرًا خطيرًا. وكشفُ الناس بهذه الطريقة تذكيرٌ لهم بحيث عندما يُؤدُّون واجبهم لا يكونون مُشوَّشين ومهملين، ولا يستخفّون بواجبهم، ولا يكتفون بالقدر الضئيل من الفعالية معتقدين أنهم أدّوا واجبهم بمستوى مقبول، بينما يكونون في الواقع قد قصَّروا كثيرًا عند قياس ذلك وفقًا لما يطلبه الله. ومع ذلك، ما زالوا راضين عن أنفسهم ويعتقدون أنهم على ما يرام. في مثل هذه الظروف، سوف يُؤدِّب الله الناس ويُحذِّرهم ويُذكِّرهم. وأحيانًا يكشف الله عن قبحهم كأمرٍ واضح للتذكير. في مثل هذه الأوقات، يجب أن تتأمَّل نفسك: أداء واجبك بهذه الطريقة غير مناسبٍ، فهو ينطوي على التمرُّد، ويشتمل على الكثير من السلبيَّة، وهو أمرٌ روتينيّ تمامًا، وإذا لم تتب فسوف تنال العقاب. عندما يُؤدِّبك الله ويكشفك، فهذا لا يعني بالضرورة استبعادك. يجب التعامل مع هذا الأمر بطريقةٍ صحيحة. وحتى إن استُبعدت، فعليك أن تتقبل ذلك وتخضع له، وتسارع إلى التأمل والتوبة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يتحقق تغيير في الشخصية إلا من خلال ممارسة الحق وطاعة الله). بعد ذلك، فهمت أن الكشف لا يعني الاستبعاد. فمثلما يفعل طفل خطأ، يخبره والداه بالكف عنه ليستمع إليهما ويتعلم درسًا، ويتوقف عن العصيان. فإن كان الطفل مطيعًا، يريح هذا عقل والديه، وبطبيعة الحال، لن يعاقباه. نحن لا نفهم الحق ونتصرف بلا مبادئ، ولدينا أيضًا شخصيات فاسدة، لذا فارتكاب الأخطاء في واجباتنا لا مفر منه. أحيانًا، لا نستطيع رؤية الأشياء بوضوح لأننا نفتقر للمقدرة ولا نفهم الحق؛ وأحيانًا نكون عنيدين ومتعسفين، وننتهك المبادئ بالتصرف حسب شخصياتنا المتعجرفة، ونعطل عمل الكنيسة؛ وأحيانًا لا ينجز العمل بشكل صحيح لأننا لامبالون ومهملون، وهكذا. بالكشف فقط، نستطيع رؤية فسادنا وعيوبنا، ونسعى للحق ونعوض مواطن ضعفنا ونتعامل مع الأمور بالمبادئ. تقف مقاصد الله الطيبة وراء هذا. لم أفهم مشيئة الله. عندما رأيت سيمون يُعفى، قلقت وخفت. وخشيت أن أُعفى أيضًا بسبب خطأ عابر، وإن كان خطئي خطيرًا، فقد اُستبعد ولا أنال الخلاص. كنت أحذر من الله وأسيء فهمه. لذلك، شعرت بالذنب الشديد. وبدأت أفكر في سبب إعفاء سيمون. تذكرت أن القائد وضح أخطاءه مرتين. في المرة الأولى، قال إن أفكاره عتيقة وتصميمه بدائي للغاية، وأن العديد من المشكلات الفنية الأساسية لم تُعالج بشكل لائق، وأنه من الواضح أن هذا لأن سيمون كان غير مبالٍ. قال القائد إنه يرجو أن يصبح سيمون أكثر اهتمامًا وانتباهًا للتفاصيل، ويحقق نتائج جيدة في واجبه. لكن لم يتعامل سيمون مع هذا بجدية واختلق الأعذار، وقال إن السبب هو ضيق الوقت، ولم يتأمل أو يراجع هذا الأمر بعد ذلك. وكانت المرة الثانية أيضًا لأنه كان مستهترًا ومهملًا في تصميماته. فلم يفحص عمله بشكل لائق ولم يدعنا نراجعه، بل أرسله مباشرة للقائد لمراجعته. ومن ثمَّ، استمرت انتهاكات واضحة للمبادئ دون تصحيح، وكان لابد من مراجعتها، وتعطَّل تقدم هذا العمل المهم. حدثت كل هذه الإخفاقات لأن سيمون لم يتعامل مع واجبه بجدية وكان لامباليًا. تعامل القائد مع سيمون بحزم وأعفاه لكي يستطيع تأمل موقفه نحو واجبه، ويصلح طرقه بسرعة، ويؤدي واجبه باهتمام وانتباه للتفاصيل، ويتصرف حسب مبادئ الحق. إن ساعده التعرض للتعامل والإعفاء على التأمل وتعلم درس، فسيفيد هذا واجبه ودخوله إلى الحياة! عندما فهمت هذا، شعرت بمزيد من الهدوء.

عندئذ، كانت هناك عقدة أخرى بقلبي. شعرت بأن القائد كان قاسيًا جدًّا لأنه أعفى سيمون لارتكاب خطئين فقط في تصميماته. وتساءلت عما إن كنت سأُعفى أنا أيضًا لو ارتكبت نفس نوعية الأخطاء. أعرف أنني ظللت أسيء الفهم وأتوخى الحذر في هذا، لذا سعيت لكلام الله ذي الصلة لأقرأه. تقول كلمة الله: "ظاهريًّا، لا يبدو أن بعض الناس يواجهون أي مشكلات خطيرة طوال الوقت الذي يؤدون فيه واجبهم، إذ لا يفعلون شيئًا شريرًا صريحًا؛ فهم لا يتسببون في اضطرابات أو عرقلة، أو يسيرون في طريق أضداد المسيح. وفي أداء واجبهم، فإنهم ليس لديهم أي أخطاء كبيرة أو مشكلات من ناحية المبدأ، ومع ذلك، فسرعان ما يُكشف عدم قبولهم للحق على الإطلاق، وكضعاف الإيمان، وذلك في غضون سنوات قليلة، فلمَ هذا؟ لا يمكن للآخرين أن يروا هذه المشكلة، لكن الله يفحص أعماق قلوب هؤلاء الناس، ويرى المشكلة. لقد كانوا دائمًا روتينيين وغير نادمين في أداء واجبهم، ومع مرور الوقت، ينكشفون بشكل طبيعي. ماذا يعني أن تظل غير تائب؟ يعني أنهم رغم أدائهم لواجبهم طوال الوقت، فإنهم دائمًا ما كان لديهم موقف خاطئ تجاه ذلك، وموقف من الإهمال والروتينية، وموقف غير عابئ، فلا يتحلون بالضمير أبدًا، ناهيك عن التفاني. ربما يبذلون الجهد اليسير، لكنهم يؤدون أعمالهم ظاهريًّا. إنهم لا يقدمون كل ما لديهم، وتعدياتهم لا نهاية لها. إنهم من وجهة نظر الله، لم يتوبوا قَط؛ وكانوا روتينيين دائمًا، ولم يحدث أي تغيير فيهم، أي أنهم لا يتخلون عن الشر الذي في أيديهم ولا يتوبون إلى الله، ولا يرى الله فيهم موقف توبة، ولا يرى انعكاسًا في موقفهم. إنهم يواصلون النظر إلى واجبهم وإرسالية الله بمثل هذا الموقف وهذه الطريقة. طوال الوقت، لا يوجد تغيير في هذه الشخصية العنيدة والمتصلبة، والأكثر من ذلك، أنهم لم يشعروا أبدًا بأنهم مدينون لله، ولم يشعروا أبدًا أن إهمالهم وروتينيتهم تُعد تعديًا وعمل شر. ليس في قلوبهم دَين، ولا شعور بالذنب، ولا لوم للذات، ولا اتهام للذات. وبقدر ما يمضي الوقت، يرى الله أن هذا الشخص لا يمكن علاجه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). من كلمة الله أدركت أنه إذا عامل المرء واجبه دائمًا باستهتار، ولم يسعَ لمبادئ الحق في أي شيء يفعله، ولم ينتبه أو يجتهد، وأدى واجبه بلا حماسة، فإنه يكون لامباليًا بشدة. وحتى لو لم يبد أنه يسبب تعطيلًا أو اضطرابًا واضحًا، أو يتبع مسار عدو المسيح، إن لم يتب عن موقفه اللامبالي، وكانت هناك انحرافات دائمة في واجبه، فإن الله سيكشفه في النهاية ويستبعده. وبتأمل كلام الله، بدأت أتذكر بعض سلوكيات سيمون في واجبه. كان يعمل في المجموعة لوقت طويل وكان جيدًا في كل الجوانب التقنية، لكنه كثيرًا ما ارتكب أخطاء أساسية. أحيانًا كان يجب مراجعة تصميماته البسيطة حتى عدة مرات. وغالبًا ما ارتكب أخطاء حتى عند عمل نسخ احتياطية للملفات وتصنيفها. ولقد أوضحت له هذا عدة مرات، وكثيرًا ما حذره الآخرون أيضًا، لكنه لم يتعامل قطُّ مع الأمر بجدية أو يتأمل في مشكلاته وموقفه من واجبه. وعندما تعامل القائد معه لأول مرة، لم يتأمل مشكلاته وواصل الدفاع عن نفسه، وعزا الأمر كله إلى ضيق الوقت، لذلك لم يتغير مطلقًا واستمر في الأخطاء. أدركت كم كان سيمون عنيدًا. ورغم أنه كان لديَّ فهم لسلوك سيمون في الماضي، فإنني لم أشعر بالقلق بشأنه لأنه لم يضر العمل قطُّ بخطورة. لكن هذه المرة التي كان فيها لامباليًا وعطل عملًا مهمًّا؛ أعفاه القائد حسب المبادئ ولم يكن مبالغًا مطلقًا. من كلمة الله، رأيت أن اللامبالاة ليست مشكلة بسيطة. فإن اتبع المرء موقف الإهمال دائمًا من واجبه، فعاجلًا أو آجلًا، سيعطل عمل الكنيسة ويُكشف. بالتفكير في سيمون، بدا أنه ارتكب خطئين فقط، لكن بالنظر من قرب، فإنه أُعفي غالبًا بسبب موقفه المهمل تجاه واجبه. كان لامباليًا في هذا الواجب المهم وعطَّل العمل – كشف إعفاؤه شخصية الله البارة!

بعد هذا، تساءلت عن السبب الذي دفعني لعدم السعي للحق، وجعلني أحذر وأسيء فهم الله عندما أُعفي الآخرون. قرأت كلمة الله خلال العبادة. "أخبرني، إذا تمكَّن شخصٌ ارتكب خطأً ما من الفهم الحقيقيّ وكان على استعدادٍ للتوبة، أفلا يمنحه بيت الله تلك الفرصة؟ مع اقتراب خطَّة تدبير الله التي استغرقت ستَّة آلاف عامٍ من نهايتها، توجد العديد من الواجبات التي يجب أداؤها. ولكن عندما لا يكون لدى الناس ضميرٌ أو عقل، وعندما يهملون في عملهم، وإذا اكتسبوا فرصةً لأداء واجبٍ ولكنهم لا يعرفون تقديره، ولا يطلبون الحقّ على الأقلّ، تاركين الوقت الأمثل يمضي، فسوف ينكشفون إذًا. إذا كنت مهملًا وغير مُبالٍ باستمرارٍ في أداء واجبك، ولا تخضع على الإطلاق عند مواجهة التهذيب والتعامل معك، فهل سيستمرّ بيت الله في استخدامك في أداء الواجب؟ فالحقّ هو الذي يسود في بيت الله وليس الشيطان. والله له الكلمة الأخيرة في كلّ شيءٍ. إنه هو الذي يُجري عمل خلاص الإنسان ويملك على كل شيء. لا توجد حاجةٌ إلى تحليلك ما هو صوابٌ وما هو خطأ؛ فدورك فقط هو أن تسمع وتطيع. عندما تُواجَه بالتهذيب والتعامل معك ينبغي أن تقبل الحقّ وتتمكَّن من تصحيح أخطائك. إن فعلت ذلك، فلن يُجرِّدك بيت الله من مكانتك لأداء الواجب. وإذا كنت تخاف دائمًا من استبعادك ودائمًا ما تُقدِّم الأعذار وتُبرِّر نفسك، فهذه مشكلةٌ. إذا سمحت للآخرين برؤية أنك لا تقبل الحقّ على أقلّ تقديرٍ، وأنك منغلقٌ على العقل، فأنت في ورطةٍ. سوف تكون الكنيسة ملزمة بالتعامل معك. وإذا كنت لا تقبل الحقّ على الإطلاق في أداء واجبك وكنت تخاف دائمًا من أن تنكشف وتُستبعد، فإن خوفك هذا مُلوَّثٌ بالقصد البشريّ، وبشخصيَّةٍ شيطانيَّة فاسدة، وبالشكّ والاحتراس وسوء الفهم. ولا شيء من هذه يُمثِّل موقفًا يجب أن يكون لدى الشخص. ينبغي أن تبدأ بتبديد خوفك وكذلك حالات سوء فهمك لله. كيف ينشأ سوء فهم الشخص لله؟ عندما تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لشخص ما، من المؤكد أنه لا يسيء فهم الله. إنه يؤمن بأن الله صالح وجليل وبار ورحيم ومحب ومحق في كل ما يفعله. ومع ذلك، عندما يواجه شيئًا لا يتوافق مع مفاهيمه، فإنه يقول لنفسه: "يبدو أن الله ليس بارًّا بالتمام، على الأقل ليس بارًّا في هذا الأمر". هل هذا سوء فهم؟ كيف يكون الله غير بار بعد كل هذا؟ ما الذي أدى إلى سوء فهمك هذا؟ ما الذي شكَّل رأيك وفهمك بأن الله ليس بارًّا؟ هل يمكن أن تقوله على وجه اليقين؟ أي حكم كان؟ أي أمر؟ أي موقف؟ تكلم حتى يتمكن الجميع من الوقوف على الأمر ومعرفة ما إذا كانت لديك حجة تستند عليها. وعندما يسيء الشخص فهم الله أو يواجه شيئًا لا يتوافق مع مفاهيمه، فما الموقف الذي ينبغي أن يكون لديه؟ (إنه موقف السعي للحق والطاعة). يجب أن يطيع أولًا ويتأمل قائلًا لنفسه: "لا أفهم، لكنني سأطيع لأن هذا هو ما فعله الله وليس شيئًا يجب على الإنسان تحليله. وعلاوة على ذلك، لا أستطيع أن أشك في كلام الله أو عمله لأن كلمة الله هي الحق". أليس هذا هو الموقف الذي يجب أن يتبناه أي شخص؟ عندما يكون لديك هذا الموقف، هل سيظل سوء فهمك يُمثِّل مشكلة؟ (كلا). إنه لن يضر بأداء واجبك أو يربكه. هل تعتقدون أن الشخص الذي يضمر سوء الفهم أثناء أداء واجبه يمكن أن يكون مخلصًا؟ أم أن الشخص الذي لا يضمر سوء الفهم هو الذي يمكن أن يكون مخلصًا؟ (يمكن للشخص الذي لا يضمر سوء الفهم في أداء واجبه أن يكون مخلصًا). وهذا يعني أنه يجب عليك أولًا أن يكون لديك موقف الطاعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تؤمن على الأقل بأن الله هو الحق، وأن الله بار، وأن كل ما يفعله الله صائب. هذا هو الشرط المسبق الذي يحدد ما إذا كان بإمكانك أن تكون مخلصًا في أداء واجبك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أوضحت لي قراءة كلمة الله الأمور. كنت أسيء فهم الله وأحذر منه لأنني افتقرت إلى الإيمان الحقيقي به وفهم بره. رؤية سيمون يتعرض للإعفاء بسبب ارتكاب الأخطاء، جعلتني أشك وأحذر من الله. اعتقدت إنني إن ارتكبت خطأ، سوف اُستبدل واُستبعد. اعتقدت أن بيت الله كالعالم الخارجي، وأن مَن يرتكبون الأخطاء سيُعفون ويستبعدون، وكأن الله يكشف الناس ليستبعدهم فحسب. هناك مبادئ تحدد كيفية إعفاء الكنيسة الناس واستبعادهم. يتم تقييم الناس بعمومًا بناءً على موقفهم تجاه واجبهم، وإنسانيتهم ومقدرتهم، وما إن كانوا يقبلون الحق أم لا، وهكذا. إنهم لا يُعفون أو يُستبعدون بسبب تعديات مؤقتة أو إظهار فساد لحظي. بالتفكير مرة أخرى في القادة والعمال من حولي، تعرض البعض للإعفاء لمقدرتهم الضعيفة وكانوا عاجزين عن أداء عمل فعلي، وأُعفي البعض لافتقارهم للخبرة ولم يكونوا مناسبين لواجباتهم، وأُعفي البعض لشخصياتهم الفاسدة حتى النخاع ولم يسعوا للحق للتخلص منها. لكن طالما أنهم ليسوا أشرارًا ولم يتسببوا في اضطرابات، فلن يستبعدهم بيت الله أو يطردهم. بل، سيُكلفون بواجبات تناسب مقدرتهم ومواطن قوتهم ويُعطَون فرصة للتأمل والتوبة. وخلال إعفائهم، إن قبلوا الحق وتأملوا وتابوا وتغيروا حقًّا، فإن الكنيسة سترقيهم وتستخدمهم مرة أخرى. فقط أعداء المسيح والأشرار الذين لا يقبلون الحق مطلقًا، ولا يتأملون عندما يُعفَون أو يُكشفون، ويواصلون فعل الشر وإحداث الاضطرابات، ستطردهم الكنيسة نهائيًّا. رأيت أن بيت الله يعامل الجميع بطريقة عادلة وبارة وأن الحق يسود هناك بالفعل. على سبيل المثال: أُعفي سيمون لأنه كان مهملًا جدًّا في واجبه، وعطَّل العمل بسبب لامبالاته الدائمة. كان هذا بر الله الذي حدث له. ولو استطاع أن يتعامل معه بشكل صحيح، وسعى للحق وتأمل، لأصبحت هذه فرصة جيدة له ليعرف نفسه ويتوب ويتغير. كان إعفاء سيمون جرس إنذار لي أيضًا. فقد كان لديَّ نفس المشكلة مثله. وكثيرًا ما كنت لامبالية ومهملة في واجبي. وأحيانًا أدركت أن بتصميماتي مشكلات، لكن عندئذ كنت أفكر في الوقت والجهد المطلوبين لإصلاحها وأرسلها فحسب للقائد لمراجعتها، معتقدة أن المشكلات ليست بالأمر الجَلل، فإن وجد القائد بعض المشكلات، أستطيع إصلاحها كلها معًا. ونتيجة لذلك، كان لابد من مراجعة العمل الذي كان يجب إنجازه مرة واحدة، وعطَّل هذا تقدم العمل. وأحيانًا كنت أعرف أن أفكاري التصميمية عتيقة، لكن يتطلب الابتكار الكثير من الموارد والتفكير والبحث. واعتقدت أن هناك الكثير من المتاعب وأن العمل المقبول جيد بما فيه الكفاية، لذا لم يحدث تقدم في تصميماتي لعدة سنوات. علمني فشل سيمون درسًا مهمًّا. لم أسعَ للحق أو أتعلم الدروس من هذا، ولم أفهم مشيئة الله، كما أسأت فهمه وحذرت منه. كنت مخادعة جدًّا. ملأتني هذه الفكرة بالندم والذنب. كان يجب أن أسعى للحق كما ينبغي، وأجد المسار الصحيح للممارسة، وأتوقف عن سوء الفهم والحذر من الله.

لاحقًا، قرأت كلمة الله. "إذا كان شخص ما صريحًا، فهو شخص صادق. هذا يعني أن مثل هؤلاء فتحوا قلوبهم وروحهم تمامًا لله، دون أن يخفوا شيئًا أو يخافوا من شيء. لقد سلموا قلوبهم بالكامل وأظهروها لله، مما يعني أنهم وهبوا أنفسهم بالكامل له. فهل سيظلون بعيدًا عن الله؟ كلا، لن يظلوا كذلك. بهذه الطريقة يسهل عليهم الخضوع لله. إذا قال الله إنهم مخادعون، فسوف يقرُّون بذلك. إذا قال الله إنهم متعجرفون و بارُّون في أعين ذواتهم، فسوف يقرُّون بذلك أيضًا. ولن يقرُّوا هذه الأشياء فقط ويطوون هذه الصفحة؛ فهم قادرون على التوبة، والسعي من أجل مبادئ الحق، والاعتراف بأخطائهم وتصويبها. وسرعان ما سيكونوا قد قاموا بتقويم العديد من طرقهم الخاطئة، وسيصبحون أقل خداعًا وغدرًا وإهمالًا ولا مبالاة. كلما طالت مدة عيشهم وفق هذه الطريقة، أصبحوا أكثر صراحة وشرفًا، وزاد اقترابهم من هدفهم بأن يصبحوا أشخاصًا صادقين. هذا ما يعنيه العيش في النور. كل هذا المجد يعود إلى الله! عندما يعيش الناس في النور، فهذا من عمل الله – ليس لهم أن يتفاخروا به. عندما يعيشون في النور، فإنهم يفهمون الحقائق المختلفة، ويمتلكون قلوب تخاف الله، ويعرفون إنهم يجب أن يبحثوا عن الحق في كل قضية يواجهونها، ويطبقون هذا الحق، ويعيشون بضمير وعقل. على الرغم من أنه لا يمكن تسميتهم أشخاصًا بارِّين، إلا أنهم في نظر الله لديهم بعض شبه الإنسان، وعلى أقل تقدير، لا يتحدون الله في أقوالهم أو أفعالهم، ويمكنهم السعي إلى الحق عندما يصيبهم خطب ما، ويمكنهم الخضوع لله. وبهذه الطريقة يكونون سالمين وآمنين نسبيًا ولا يمكنهم بأية حال خيانة الله. وعلى الرغم من أنهم قد لا يمتلكون فهمًا عميقًا للحق، إلا أنهم قادرون على الطاعة والخضوع، ومخافة الله في قلوبهم، وإبعاد أنفسهم عن الشر. عندما يُكلَّفوا بمهمة أو واجب، فإنهم قادرون على استخدام مجامع قلوبهم وعقولهم، والقيام بذلك بأقصى طاقتهم. هذا النوع من الأشخاص جدير بالثقة والله يثق بهم – أناس مثل هؤلاء يعيشون في النور. فهل أولئك الذين يعيشون في النور قادرون على قبول تمحيص الله؟ هل ما زالوا يخفون قلوبهم عن الله؟ هل ما زال لديهم أسرار لا يستطيعون إخبار الله بها؟ هل لا يزال لديهم أي حيل صغيرة مخفية في جعبتهم؟ كلا. لقد فتحوا قلوبهم تمامًا لله، ولم يخفوا شيئًا على الإطلاق. يمكنهم وضع ثقتهم في الله، وعقد شركة معه حول أي شيء، وإعلامه بكل شيء. لا يوجد شيء لن يقولوه لله ولا شيء لن يظهروه له. عندما يتمكن الناس من بلوغ هذا المستوى من الانفتاح، تصبح حياتهم سهلة وحرة ومتحررة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). ابتهج قلبي كثيرًا بعد قراءة كلمة الله. يرجو الله أن نصبح صادقين وصُرحاء معه. وبصرف النظر عما إذا كشفنا الله أو تم تهذيبنا أو التعامل معنا وإعفاؤنا، يجب أن نخضع أولًا، ولا نعارض الله في قلوبنا، ونؤمن بأن كل ما يفعله خير، ثم نتأمل ونسعى لمبادئ الحق. وعندما نفتح قلوبنا لله، ونحب الحق ونصبح مستعدين للخضوع لله، يسهل أن نربح استنارة وإضاءة الروح القدس، وننال الفهم الحقيقي للحق ونعرف مشكلاتنا، ونصحح أخطاءنا ونتوب ونتغير، ونقوم بواجباتنا حسب كلمة الله ومتطلباته. أيضًا، يجب أن نؤمن ببر الله. لا يدين الله الناس حسب مظهرهم، بل ينظر لنواياهم ليعرف ما إن كانت تهدف لإرضائه والسعي لمبادئ الحق. وإن استطعنا تصحيح مواقفنا، وبذلنا قصارى جهدنا، فحتى لو قصَّرنا، نستطيع التعامل مع الأمر بشكل صحيح، ونتعلم من أخطائنا ونراجع انحرافاتنا. وعندما صححتُ موقفي، هدأت مخاوفي طبيعيًّا.

بعد ذلك، عندما أرسلت صوري للقائد ليراجعها، لم أعد أشعر بالخوف أو المقاومة. كنت مستعدة لتصحيح نيتي، والسعي للمبادئ، وتكريس نفسي لواجبي. ولكي أمضي قدمًا، بذلت الجهد في أساليب البحث والعثور على مواد مرجعية جيدة للدراسة للتجاوب مع المشكلات التي يطرحها القائد خلال مراجعة صوري. وعملت أيضًا حسب المبادئ التي يفرضها بيت الله وجربت باستمرار. وبعد فترة، تحسنت مهاراتي الفنية وجودة عملي كثيرًا. فارتحت حقًّا. وبعد أيام قليلة، عندما أرسلت صورة للقائد للمراجعة، فوجئت عندما سمعته يقول: "هذا التصميم جيد حقًّا، نستطيع استخدامه!" سماع هذا أسعدني وأثَّر فيَّ على نحو لا يوصف. لاحقًا، ربح سيمون فهمًا عن شخصيته الفاسدة وأراد التوبة والتغيير، لذلك استمرت الكنيسة في ترتيب واجب له. كما قادني إعفاء سيمون لتغيير موقفي اللامبالي نحو واجبي. فأصبحت أكثر انتباهًا للتفاصيل، وأقل لامبالاة من السابق. من هذا الاختبار، تعلمت أن الله لا يسمح بتهذيب الناس أو التعامل معهم أو إعفائهم من أجل استبعادهم. إن استطعنا الخضوع والسعي للحق، فمن مثل هذا الاختبار نستطيع ربح معرفة شخصياتنا الفاسدة، والعثور على المشكلات والانحرافات في طريقة قيامنا بواجباتنا، بما يسمح لنا بتغييرها وحلها على الفور، والتقدم في دخول الحياة وواجباتنا. وهذا شيء عظيم. بتنحية سوء الفهم والحذر من الله جانبًا، والاهتمام والانتباه للتفاصيل في واجبي والوفاء بمسئولياتي في جميع الأشياء، شعرت بالهدوء والسكينة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

حَجَبَتْ العاطفة قلبي

في مايو 2017، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما رأى زوجي كيف تعافيت من المرض واستمتعت بنعمة الله بعد إيماني بالله، فقَبِلَ...

واجبك ليس مهنتك

في العام الماضي كنت مسؤولة عن عمل كنيستين للمؤمنين الجدد. في بعض الأحيان كانت هناك حاجة إلى نقل الناس من كنيستينا للقيام بواجب في مكان آخر....

اترك رد