كلمة الله أزالت دفاعاتي وسوء فهمي

2022 ديسمبر 16

في عام 2014، عندما كنت قائدة للكنيسة، كنت فعالة إلى حد ما في واجبي ولدي بعض الاختبار، لذلك شعرت أنني فهمت الحق. عندما حدثت أمور، غالبًا لم أطلب مبادئ الحق، لكنني كنت أتصرف تعسفيًا. حينئذ، أفاد بعض الناس أن قادة كنيستين كان لديهما إنسانية سيئة، وقمعا الآخرين وقيَّداهم. لقد استمعت للتقارير وصدقتها، دون التحقيق في الوقائع، وأعفيت قائدًا كان يمكنه القيام بعمل عملي، وكدت أُبعد آخر عن طريق الخطأ، مما أثر بشكل خطير على عمل الكنيستين. تعامل معي رؤسائي بقسوة لأداء واجبي تعسفيًا، وعدم التصرف بحسب مبادئ الحق، وإعفاء الناس وإبعادهم متى شاءوا. لكن لم يكن لدي الكثير من المعرفة بنفسي، فظللت أجادل وأبرر نفسي، وظننت أن الجميع أخطأوا في واجبهم. لأنني لم أقبل الحق، غالبًا ما فعلت أشياء ضد المبادئ، وتصرفت تعسفيًا، وأزعجت عمل الكنيسة، فأعفاني رؤسائي من واجبي. بعد أن أُعفيت، لم يرتبوا لي أي واجب، لكن قالوا لي أن أقوم بتأمل روحي في المنزل. حينئذ، لم أفهم مشيئة الله، وكنت سلبية للغاية. اعتقدت أنني كنت أؤمن بالله منذ سنوات، كنت قد تركت زواجي، وتركت عملي، وكثيرًا ما أؤدي واجبي رغم مرضي. حتى لو لم أتميز، فعلى الأقل عملت بجد. كان الإعفاء سيئًا بما فيه الكفاية، ولكن قيل لي الآن أنني لا أستطيع أداء واجب إطلاقًا. لقد ارتكبت خطأين فقط، لذا اعتقدت أن التعامل معي هكذا كان قاسيًا للغاية، خاصة عندما رأيت آخرين لم يكونوا قادة وعاملين ما زالوا يقومون بواجبهم، بينما أنا، التي كنت قائدة، لم يكن لدي أي واجب إطلاقًا. فكرت: "يبدو أنني لا أستطيع أن أكون قائدة. هناك معايير عالية ومتطلبات صارمة للقيادة. إذا كنت مهملًا بعض الشيء، فقد تنتهي حياة إيمانك بالله. كيف يمكنك الحصول على نهاية وغاية جيدتين؟ في المستقبل، لن أكون قائدة مجددًا، مهما حدث". لسنوات بعد ذلك، كنت أقوم دائمًا بعمل كتابي في الكنيسة. رغم وجود فرص للترشح للانتخابات كقائدة أو عاملة، كنت دائما أتجنب المشاركة. لم أدرك مشكلتي حينئذ. اعتقدت أن القيام بالأشياء بهذه الطريقة كان من الحكمة.

في مايو 2020 أوصاني إخوتي وأخواتي بالترشح للانتخابات، سيطر الصراع على ذهني. كنت أبلي حسنًا في العمل الكتابي، ولم أرغب في المشاركة في الانتخابات. إذا اُخترت قائدة، سيكون ذلك خبرًا سيئًا. اعتقدت أن كونك قائدًا هو عمل صعب، ونكران للجميل. القيام بذلك بشكل جيد أمر إلزامي، وإذا ارتكبت أخطاء، يتحمل القائد المسؤولية دائمًا. مثل عبارة "الجميع يجني الثمار، وواحد فقط يتحمل اللوم". في السابق، عندما كنت قائدة، كنت أخطئ. إذا عملت كقائدة مجددًا وفعلت شيئًا مخالفًا للمبادئ، ملحقة ضررًا كبيرًا بعمل الكنيسة، ففي أحسن الأحوال، سأعفى، وفي أسوأها، سأطرد، وبعد ذلك أفقد فرصتي في الخلاص. بالتفكير في هذا، قلت إن حالة قلبي ساءت مؤخرًا، فلم أتمكن من المشاركة في الانتخابات. حينئذ، شعرت ببعض الذنب. ألم أتجنب الانتخابات؟ ولكن بعد ذلك اعتقدت أنني لم أكن حقًا لأكون قائدة، وكان قلبي غير مرتاح في الآونة الأخيرة، لذلك كان لدي سبب لعدم المشاركة. عند هذه الفكرة، اختفى الشعور بعدم الارتياح والذنب الذي شعرت به. بعد شهر، قالت القائدة في رسالة إن الإخوة والأخوات اختاروني كمرشحة مجددًا. بعدما قرأت، بدأت أتساءل: "لماذا أوصوا بي كمرشحة؟ أن تكون قائدًا لأمر خطير! عناك الكثير من العمل والمشكلات، ويمكن كشفي في أي وقت. يبدو أن بعض الأشخاص من حولي لا يواجهون أي مشكلات عندما لم يكونوا قادة، ولكن بمجرد توليهم القيادة، كُشفوا كقادة كذبة، وأُعفوا، بينما ظهر البعض الآخر على أنهم أشرار أو أعداء للمسيح وطُردوا. يبدو أن المكانة يمكن أن تكشف حقًا الناس". لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات. لكن القائدة قالت إن عليَّ الوصول في الموعد المحدد، فذهبت كُرهًا. خلال تلك الأيام القليلة من الاجتماعات، لم يكن لدي الكثير لأقوله. عندما حان وقت التصويت، عانيت طويلًا. أخيرًا، أخبرت الجميع: "أنا أمتنع عن التصويت. لن أصوِّت ولن أخوض الانتخابات".

بعد فترة وجيزة من وصولي إلى المنزل، تكرر مرضي. أصبت بالإسهال والحمى ولم يساعدني تناول الدواء. بعد عدة أيام، تحسنت حالتي أخيرًا، وبعد ذلك غطت بقع حمراء ذراعيَّ ورقبتي. لقد أصبح الأمر أكثر وأكثر خطورة، وبمجرد أن بدأت في التعرق، شعرت بآلام لاذعة في جميع أنحاء جسدي. بعد أيام قليلة، صرت منهكة تمامًا من هذه الأمراض. أدركت أن هذا المرض لم يكن مصادفة. إنه تأديب الله. ولكني لم أعرف كيف أفكر. صليت إلى الله، طالبة أن يرشدني في معرفة نفسي وتعلُّم درسي.

لاحقًا، عندما علمت قائدتي أنني أعاني المرض، ذكرتني بالتأمل في موقفي تجاه الانتخابات، ووجدتْ مقطعًا من كلمة الله بخصوص حالتي. "لذلك فإنه بمجرد أن يربح الأشخاص ذوو الطبيعة الشيطانية المكانة، يصبحون عندئذ في خطر. أليس لديهم طريق يتبعونه؟ ألا يمكن أن تتغير هذه الحقيقة؟ قل لي، في اللحظة التي يكتسب فيها الفاسدون مكانةً – بصرف النظر عن هويَّتهم – هل يصبحون بعد ذلك أضدادًا للمسيح؟ هل هذا مطلق؟ (إذا لم يطلبوا الحقّ، فسوف يصبحون أضدادًا للمسيح، ولكن إذا طلبوا الحقّ، فلن يكونوا كذلك). ذلك صحيح تمامًا: إن لم يسعَ الناس إلى الحق، فمن المؤكد أنهم سيصبحون أضدادًا للمسيح. وهل الحال هي أن جميع الذين يسيرون في طريق أضداد المسيح يفعلون ذلك بسبب المكانة؟ يعود ذلك بصورة رئيسية إلى أنهم لا يُكنّون أي محبة للحق؛ ولأنهم ليسوا على حق. وبغض النظر عما إذا كانوا يتمتعون بمكانة أم لا، فإن الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق يسلكون جميعًا طريق أضداد المسيح. ومهما يكن عدد العظات التي سمعوها، فإن أناسًا كهؤلاء لا يتقبلون الحق، ولا يسلكون الطريق القويم، وبذلك يسلكون حتمًا الطريق المعوجّ. وهذا مشابهٌ لما يأكله الناس: لا يتناول البعض الطعام الذي يمكن أن يغذّي أجسامهم ويدعم الوجود الطبيعيّ، ولكن بدلًا من ذلك يصرّون على تناول أطعمةٍ تضرّهم، وفي نهاية المطاف يؤذون أنفسهم. أليس هذا اختيارهم؟ بعد طرد بعض القادة والعاملين، يقومون بنشر المفاهيم، قائلين: "لا تكن قائدًا، ولا تدع نفسك تكتسب المكانة. فالناس يصبحون في خطرٍ بمُجرَّد حصولهم على أيّ مكانةٍ، وسوف يكشفهم الله! بمُجرَّد انكشافهم، لن يكونوا مُؤهَّلين حتَّى ليكونوا مؤمنين عاديّين، ولن يتلقّوا أي بركات على الإطلاق". أيّ قول هذا؟ في أحسن الأحوال، إنه يُمثِّل سوء فهمٍ لله؛ وفي أسوأ الأحوال، هذا تجديفٌ عليه. إذا كنت لا تسلك المسار الصحيح، ولا تتبع الحقّ، ولا تتبع طريق الله، ولكنك بدلًا من ذلك تصرّ على السير في طريق أضداد المسيح وينتهي بك المطاف في طريق بولس، وفي النهاية تواجه الآخرة نفسها أي عاقبة بولس نفسها، وكنت لا تزال تلوم الله وتدينه باعتباره ظالمًا، أفلست أنت الأداة الحقيقيَّة لضدّ المسيح؟ مثل هذا السلوك ملعون! عندما لا يفهم الناس الحق، يعيشون دائمًا على مفاهيمهم وتصوراتهم، ويسيئون فهم الله، ويشعرون أن أعمال الله مناقضة لمفاهيمهم، الأمر الذي يولّد فيهم مشاعرَ سلبية. يحدث هذا لأن الناس يمتلكون شخصيات فاسدة. فهم يقولون أشياء سلبية تبعث على الاستياء؛ لأن إيمانهم ضعيف جدًا، وقامتهم هزيلة للغاية، ولا يفقهون سوى القليل جدًا من الحقائق: وهذا كله يغفره الله ولا يذكره. لكن ثمة أولئك الذين لا يسيرون في الطريق القويم، والذين يسلكون تحديدًا طريق خداع الله ومقاومته وخيانته ومحاربته. هؤلاء سيعاقبهم الله ويلعنهم في نهاية المطاف، ويتردَّون في الهلاك والدمار. كيف يصلون إلى هذه المرحلة؟ لأنهم لم يتأملوا في أنفسهم ويعرفوها، ولأنهم لا يقبلون الحق مطلقًا، وهم طائشون ومعاندون، ويرفضون التوبة بعناد، ويتذمَّرون على الله بعد أن كُشف أمرهم وطُردوا، قائلين إن الله غير بارّ. هل يمكن لهؤلاء أن ينالوا الخلاص؟ (لا). لا يمكنهم. إذن، هل الحال أن كل من يُطرد يفوته الخلاص؟ لا يمكن القول إنهم ميئوس من حالهم. ثمة أولئك الذين لا يفهمون سوى القليل من الحقائق، وهم صغار السن ويفتقرون إلى الخبرة؛ الذين بمجرد أن يصبحوا قادة أو عاملين ويحظوا بالمكانة، توجههم شخصيتهم الفاسدة، ويسعون وراء المكانة، ويستمتعون بهذه المكانة، وهكذا يسيرون بصورة طبيعية في طريق أضداد المسيح. وإذا استطاعوا، بعد انكشافهم ودينونتهم، أن يتأملوا في أنفسهم ويتوبوا توبة صادقة، بحيث يتخلون عن الشر، مثل أهل نينوى، ولا يعودون يسيرون في طريق الشر الذي اعتادوا أن يسلكوه من قبل، فلا يزال عندئذ لديهم الفرصة للخلاص. ولكن ما هي شروط مثل هذه الفرصة؟ بعد انكشافهم وتمييزهم، يتوبون بصدق، ويتمكنون من قبول الحق؛ مما يعني أنهم لا يزال لديهم بعض الأمل. أما إذا كانوا غير قادرين على التأمل في أنفسهم، ولا نية لديهم للتوبة بصدق، فسوف يُطرحون خارجًا تمامًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تعالج إغواءات المكانة وعبوديتها). بعد قراءة كلام الله ذكرتني قائدتي، "تشعرين دائمًا أنك كقائدة، من السهل كشفك أو استبدالك أو استبعادك. فهل هذا القول صحيح؟ ما إذا كان الناس يُكشفون في النهاية ويستبعدون، يعتمد على ما إذا كانوا يسعون للحق والمسار الذي يسلكونه. بصرف النظر عن كونهم قادة". "إذا كان الشخص لا يسعى وراء الحق أو يسير في الطريق الصحيح كقائد، وإذا ارتكب الشر وأفسد عمل الكنيسة ورفض التوبة، بالتأكيد سيُكشف ويُستبعد. ولكن بالنسبة للبعض، فحتى إن أخطأوا في واجباتهم وارتكبوا معاصٍ، فإذا كان بإمكانهم قبول الحق والتفكُّر في أنفسهم والتوبة الحقيقية، سيمنحهم بيت الله فُرصًا لأداء واجباتهم. حتى لو كانت مقدرتهم ضعيفة ولم يكونوا قادرين على أن يكونوا قادة، سيُنقلون إلى واجب مناسب". "من بين جميع القادة في بيت الله، لماذا يفهم البعض الحق بشكل متزايد ويتحسنون في واجباتهم؟ لماذا يفعل بعض الناس أشياء شريرة، ومن ثم يُكشفون كقادة كذبة، وأعداء المسيح ويُطردون؟ هل إخفاقاتهم لها علاقة بكونهم قادة؟ كما أن بيت الله كشف كثيرين من الأشرار واستبعدهم، لم يكن الكثير منهم قادة. لقد استبعدوا لأنهم كرهوا الحق، ولم يسلكوا الطريق الصحيح، وجمحوا في واجباتهم، وتسببوا في إزعاج واضطرابات". "أهذا له علاقة بكونك قائدا؟"

حينئذ، تأثرت قليلًا بهذا. "صحيح، لا يُكشف جميع القادة ويُستبعدون بمجرد حصولهم على مكانة. يحدث ذلك لأنهم بعد حصولهم على المكانة، لا يسيرون في الطريق الصحيح، لا يسعون وراء الحق، ولا يشتهون إلا فوائد المكانة، ويتصرفون تعسفيًا ويجمحون، ويسببون الإزعاج والاضطرابات. وهذا ما يجعلهم قادة كذبة وأعداء للمسيح ينكشفون ويستبعدون". فكرت في الأخ وو، الذي أعفي منذ بعض الوقت. كقائد، كان دائم الغطرسة والتباهي، قلَّل من شأن شركائه ونبذهم في كل شيء، جعل شركاءه يشعرون بأنهم مقيدون وغير قادرين على أداء واجباتهم بشكل طبيعي. كان قادته يشاركون معه عدة مرات، لكنه لم يتغير أبدًا، ولم يُعفَ إلا بعد ذلك. فكرت في سنواتي السابقة كقائدة. غالبًا ما كنت أتصرف تعسفيًا. عندما أبلغَ إخوتي وأخواتي إلى قائديِّ الكنيستين، لم أحقق وأتحقق بحسب المبدأ. بل أدنتهم بشكل أعمى، وذهبت إلى حد إعفائهم وطردهم. نتيجة لذلك، أضررت القائدَين وأدخلت الفوضى في الكنيسة. بالتفكير في الأمر الآن، رأيت أن كل ما فعلته كان شريرًا. كنت أعطل عمل الكنائس وألحق الأذى بالإخوة والأخوات. لحسن الحظ، اكتشفت قراراتي الجائرة والكاذبة وأُبطلت. وإلا لكانت العواقب رهيبة. أدركت أن إعفائي في الواقع ليس له علاقة بالحصول على مكانة أو كونك قائدًا. كان ذلك لأن شخصيتي كانت متغطرسة جدًا، لم أطلب الحق، وتصرفت تعسفيًا وعشوائيًا، وعطلت عمل الكنيسة، وعندما تم تهذيبي والتعامل معي، لم أفكر في نفسي أو أتوب. هذا هو سبب إعفائي. كان هذا متوافقًا مع المبادئ، وكان أيضًا برَّ الله. ومع ذلك، لم أكن أعرف نفسي، وعشت في حالة من سوء الفهم والتحفُّظ من الله. ظننت أنني كُشفت لأنني كنت قائدة. كنت سخيفة جدًا وغير معقول! أدركت الآن فقط أنني لو لم أعفَ في الوقت المناسب، وأُوقفتْ مساراتي، فبالنظر إلى شخصيتي المتغطرسة، كنت سأفعل شرًا أعظم بكثير. كان إعفائي بمثابة تحذير لي، وأيضا فرصة جيدة لي للتفكير في نفسي. فكرت في الأخت وانغ، التي كانت شريكتي سابقًا. لقد أعفيت، ولكن بعد فشلها، استطاعت أن تفكر في نفسها وتتعلَّم الدروس وتتوب إلى الله. لاحقًا، عندما أصبحتْ قائدة مجددًا، أمكنها أن تطلب مبادئ الحق عندما تتصرف، وأحرزت تقدمًا واضحًا. بعد التفكير في هذا، فهمت أن الناس لم يُستبعدوا لأنهم حصلوا على مكانة، ولكن بسبب شخصياتهم الفاسدة. إذا لم يتم تعالج شخصياتنا الفاسدة، فحتى لو لم نكن قادة ولا نفعل الشر من مكانة القائد، سنظل مستبعدين لعدم السعي وراء الحق.

بمجرد أن أدركت هذا، بدأت حالتي تتغير، لكن ظلت لدي بعض المخاوف، "فهمي للحق سطحي، وعلى القادة أن يقرروا أشياء كثيرة. إذا عطَّلت ترتيباتي غير الملائمة عمل الكنيسة، قد أرتكب تجاوزات. إذا لم أكن قائدة، ولم أتفاعل مع مثل هذا العمل، فلن أفعل الشر أو أقاوم الله بسبب هذه الأمور. ظللت أعتقد أن من الأفضل ألا أخوض الانتخابات". ثم أرتني القائدة مقطعًا آخر لكلمات الله، "لا أريد أن أرى أيّ شخصٍ يشعر كما لو أن الله قد تركه في البرد، أو أن الله قد تخلَّى عنه أو أدار ظهره له. كل ما أريده هو أن أرى كلّ شخصٍ على طريق السعي إلى الحقّ وطلب فهم الله، وأن يسير بجرأةٍ إلى الأمام بإرادةٍ لا تتزعزع دون أيّ شكوكٍ ودون تحمُّل أيّ أعباءٍ. بغضّ النظر عن الأخطاء التي قد ارتكبتها، وبغضّ النظر عن مدى ضلالتك أو مدى تَعدّيك، لا تدع هذه الأمور تصير أعباءًا أو أمتعةً زائدة عليك أن تحملها معك في سعيك إلى فهم الله: واصل السير إلى الأمام، ففي جميع الأوقات، يحمل الله خلاص الإنسان في قلبه، وهذا لا يتغير أبدًا. هذا هو الجزء الأكثر قيمة في جوهر الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)). لقد تأثرت بشدة من كلمة الله. لا يتخلى الله عن خلاص الناس بسبب الإخفاقات والتجاوزات المؤقتة. بدلًا من ذلك، يمنحهم فرصًا للتوبة. ارتكاب الأخطاء والتجاوزات في واجبك ليس شيئًا مخيفًا. ما دام يمكن للناس أن يتغيروا، فإن الله يستمر في إرشادهم. رغم أنني أظهرت بعض التجاوزات، ما زالت الكنيسة زالت تمنحني الفرص للتفكير والتوبة، ولم تدينني أو تستبعدني بسبب تجاوز واحد. لكني لم أفكر في نفسي بصورة صحيحة. عشت في حالة من التحفظ من الله وسوء فهمه، ولم أكن أرغب في أن أكون قائدة أو عاملة. كنت قاسية جدًا. عندما أدركت ذلك، شعرت بالندم والذنب، فصليت إلى الله: "يا إلهي، أنا متمردة للغاية. لم أعد أرغب في إساءة فهمك والتحفظ منك. أود الآن أن أتوب. أرجوك أرشدني، لأتمكن من تغيير حالتي غير الصحيحة".

بعد ذلك تساءلت لماذا أسأت الفهم وتحفظت من الله. ما السبب الجذري؟ حينئذ، أرسلت لي قائدتي مقطعًا من كلمة الله، كان مفيدًا لي جدًا. يقول الله القدير، "إن كنت مخادعًا جدًا، إذن سيكون لك قلب متحفظ وأفكار مملوءة بالشكّ في جميع الأمور وكل الناس. لهذا السبب، فإن إيمانك بيَّ مبني على أساس الشك، هذا النوع من الإيمان هو إيمان لن أعترف به أبدًا. عندما تفتقر إلى الإيمان الأصيل، ستبتعد أكثر عن الحب الحقيقي. وإن كنت قادرًا على الشك في الله وافتراض تخمينات عنه متى شئتَ، فأنت بلا شك أكثر المخادعين بين البشر. أنت تُخمّن فيما إن كان الله يمكن أن يكون مثل الإنسان: يرتكب خطايا لا تُغتفر، وذو شخصية هزيلة، ويخلو من العدالة والمنطق، ويفتقر إلى الإحساس بالعدالة، ويُسَلَّم إلى تكتيكات دنسة، ومخادع وماكر، وأيضًا يُسَرُّ بالشر والظلمة، وما إلى ذلك. أليس السبب في أن الإنسان لديه أفكار مثل هذه هو أن الإنسان ليس لديه أدنى معرفة عن الله؟ هذا النوع من الإيمان ليس أقل من الخطية!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). جعلتني كلمة الله أدرك لقد أسأت فهم الله واحتفظت به لأن طبيعتي كانت مخادعة للغاية. بعد أن أعفيتُ، لم أفكر في المسار الذي سلكته وأدى إلى الفشل، أو أتعلَّم الدروس لتجنب تكرار أخطائي. على النقيض، اعتقدت أن كوني قائدة يعني أنه سيكون من السهل كشفي واستبعادي. اعتقدت أن لقب "القائد" أضر بي. حتى أنني تخيلت أنَّ الله مثل الحاكم الدنيوي من سيحكم على الناس بالإعدام لارتكابهم خطأ ما، لذا شعرت بالرعب من فكرة الانتخابات. كنت أخشى أنه إذا تم اختياري قائدة، سأكشَف وأفقد فرصتي في آخرة جيدة، لذا كنت دائمة التأهب والدفاع. قدمت عذرًا تلو الآخر لتجنب ورفض الترشح في الانتخابات. كنت مخادعة جدًا! بيت الله يدرِّب القادة والعاملين لمنحهم الفرصة للممارسة، ليتمكنوا من فهم الحق وتحمُّل إرسالية الله. لكنني اعتقدت أن الله قصد أن يكشفني ويستبعدني. كنت أسيء الفهم وأجدف على الله! أنا أؤمن بالله، لكنني دائمًا ما كنت أرى الأشياء من منظور الأشرار، أشكو وأتحفَّظ من الله. ما كشفته في هذا كان شخصيات شيطانية. ألم يكن الإيمان هكذا مقاومة لله؟

لاحقًا، بعد قراءة كلمة الله، فهمت المزيد عن مشيئة الله. تقول كلمات الله، "يستخدم الله في بعض الأحيان أمرًا مُعيَّنًا ليكشفك أو ليُؤدِّبك. هل هذا يعني إذًا أنك تعرَّضت للاستبعاد؟ هل يعني أن نهايتك قد حانت؟ لا ... ففي الواقع، كثيرًا ما ينبع قلق الناس من مصالحهم الخاصَّة. وبشكلٍ عامّ، هذا هو الخوف من ألّا تكون لهم آخرة. فدائمًا ما يُفكِّرون في قرارة أنفسهم: "ماذا لو كشفني الله واستبعدني ورفضني؟" هذا هو سوء فهمك لله؛ فهذه ليست سوى أفكارك. عليك معرفة قصد الله. فكشفه للناس لا يهدف لاستبعادهم، بل لإظهار عيوبهم وأخطائهم وجوهر طبائعهم، وليعرّفهم بأنفسهم، وليكونوا قادرين على تقديم توبةٍ صادقة؛ وعلى هذا النحو، يهدف كشف الناس لمساعدة حياتهم على النموّ. فدون فهمٍ خالص، يكون الناس عرضةً لإساءة فهم الله ولأن يصبحوا سلبيّين وضعفاء، بل وقد يستسلمون لليأس. وفي الواقع، أن يكشف الله الناس لا يعني بالضرورة استبعادهم. إنه يهدف لمنحك المعرفة وجعلك تتوب. وفي كثيرٍ من الأحيان، نظرًا لأن الناس مُتمرِّدون ولا يطلبون الحقّ لإيجاد حلٍّ عندما يكونون غارقين في الفساد، يتعيَّن على الله ممارسة التأديب. وهكذا في بعض الأحيان، يكشف الله الناس فيُظهِر قبحهم وتفاهتهم ويتيح لهم أن يعرفوا أنفسهم ممَّا يساعدهم على النموّ. توجد نتيجتان مختلفتان لكشف الناس: من جهة الأشرار، كشفهم يعني استبعادهم. ومن جهة أولئك الذين يمكنهم قبول الحقّ، كشفهم هو تذكيرٌ وتحذير؛ إذ يدفعهم ذلك إلى أن يتأمَّلوا أنفسهم، ويروا حالتهم الحقيقيَّة، ويتوقَّفوا عن الضلال والاستهتار؛ لأن الاستمرار على هذا النحو سيكون أمرًا خطيرًا. وكشفُ الناس بهذه الطريقة تذكيرٌ لهم بحيث عندما يُؤدِّون واجبهم لا يكونون مُشوَّشين ومهملين، ولا يستخفّون بواجبهم، ولا يكتفون بالقدر الضئيل من الفعالية معتقدين أنهم أدّوا واجبهم بمستوى مقبول، بينما يكونون في الواقع قد قصَّروا كثيرًا عند قياس ذلك وفقًا لما يطلبه الله. ومع ذلك، ما زالوا راضين عن أنفسهم ويعتقدون أنهم على ما يرام. في مثل هذه الظروف، سوف يُؤدِّب الله الناس ويُحذِّرهم ويُذكِّرهم. وأحيانًا يكشف الله عن قبحهم كأمرٍ واضح للتذكير. في مثل هذه الأوقات، يجب أن تتأمَّل نفسك: أداء واجبك بهذه الطريقة غير مناسبٍ، فهو ينطوي على التمرُّد، ويشتمل على الكثير من السلبيَّة، وهو أمرٌ روتينيّ تمامًا، وإذا لم تتب فسوف تنال العقاب. عندما يُؤدِّبك الله ويكشفك، فهذا لا يعني بالضرورة استبعادك. يجب التعامل مع هذا الأمر بطريقةٍ صحيحة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يتحقق تغيير في الشخصية إلا من خلال ممارسة الحق وطاعة الله). عندما قرأت كلام الله تأثرت كثيرًا. كما شعرت بالخزي والذنب. الله يكشف الناس ويتعامل معهم ويؤدبهم، حتى نعرف أنفسنا ونتوب ونتغير. عندما جاءني التهذيب والتعامل والفشل، لم أرَ نية الله في خلاص الناس. لقد تمسَّكت بإصرار بمغالطات الشيطان وأكاذيبه، مثل "كلَّما كبروا، صار سقوطهم قاسيًا" و "في القمة شعور بالوحدة". اعتقدت أن كوني قائدة في الكنيسة كان مثل كونك مسؤولًا دنيويًا، وأنه كلما تسامى موقعي، زاد خطر كشفي واستبعادي. طوال هذه السنوات، بينما أسأت فهم الله وتحفظت منه، بقي قلبي منغلق على الله. رفضت مرارًا أن أخدم كقائدة وتجنبت الانتخابات، وظللت شديدة الحذر والقلق في واجبي، فلم أستطع أن أعطي كل ما عندي وأسلم قلبي بالكامل إلى الله، وكان لدي دائمًا موقف فاتر تجاه الحق. وقعت في فخ الشيطان، أتأذى من الشيطان، ولم أكن أعرف حتى الضرر الكبير الذي كان يلحقه بحياتي. الآن، كنت على شفا الخطر، لذا لم يعد بإمكاني إساءة فهم الله وإيذاء الله. صليت إلى الله بصمت: "إنني أتوب إليك يا الله، وسأتعامل مع الانتخابات بصورة صحيحة. وسواء اُخترت أم لا، فسأخضع لترتيباتك".

عندما حان وقت الانتخابات، كنت لا أزال متضاربًا، "إذا اختاروني حقًا، يجب أن أقبل، لكن قدرتي ومقدرتي محدودتين، لذا من الأفضل السماح لشخص آخر بالقيام بذلك. هكذا، لن أضطر إلى الكشف مجددًا". في معضلتي، فكرت فجأة في كلمة الله: "عندما يُؤدِّي شعب الله واجبه في الملكوت، وتُؤدِّي مخلوقات الله واجبها أمام الخالق، يجب أن يكون لديهم قلبٌ يتَّقي الله ويتصرَّف بهدوءٍ، ويجب ألَّا يكونوا جبناء وخجولين وفزعين: فهل من المخجل أن يُؤدِّي المرء واجبه؟" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أيقظتني كلمة الله على الفور. نعم، في اللحظة الحرجة، أردت أن أتراجع وأهرب. لطالما كنت قلقة بشأن الانتخابات. أين كانت شجاعتي وكرامتي؟ كنت جبانة وهيَّابة كما قال الله! إنه صحيح ومناسب للمحلوق أن يؤدي واجبه؛ إنه أمرٌ مشرِّف. لكنني تراجعت وتواريتُ في جُبن مخجِل. كان ذلك غبيًا ومثيرًا للرثاء! كان عليّ أن أتجه نحو الله، وأن أكون بسيطة وصادقة، وأتوقف عن القلق بشأن نهايتي وغايتي، وأقدم قلبي لله. بصرف النظر عما إذا اُنتخبتُ أم لا، لم يعد بإمكاني تجنب الأمر بعد الآن، وإذا اُخترت، كان عليَّ أن أقبل وأقوم بواجبي جيدًا. عندما عبَرتُ هذا الخط في ذهني، شعرتُ بعبء ثقيل رُفع عن قلبي، وغمرتني الراحة.

عندما ظهرت النتائج، اُنتخبت أنا وأخت أخرى. هذه المرة، لم أعد دفاعية وأسيء الفهم، ولم أعد أخشى أن اُستبعد إذا لم أؤدِ واجبي جيدًا. بدلًا من ذلك، كنت على استعداد لاغتنام الفرصة، وتأدية واجبي بأفضل ما في وسعي للتعويض عن تجاوزاتي السابقة. لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله: "هل تخشى سلوك طريق أضداد المسيح؟ (نعم). هل الخشية مفيدة لوحدها؟ كلا؛ فالخشية وحدها لا يمكن أن تصلح المشكلة. الخوف أمر طبيعي، والمخافة في القلب تدل على أن المرء محب للحق، وأنه شخص مستعد للاجتهاد لبلوغ الحق والسعي إليه. إذا كان ثمة خوف في قلبك فعليك إذن أن تسعى إلى الحق وتجد سبيل الممارسة. يجب أن تبدأ بتعلم التعاون مع الآخرين بانسجام. إن كانت ثمة مشكلة، فحُلَّها بالشركة والنقاش، بحيث يعرف الجميع المبادئ، وكذلك المنطق المحدَّد والبرنامج المتعلق بالقرار. ألا يبعدك هذا عن اتخاذ عمل استبدادي أحادي الجانب؟ أضف إلى ذلك أنك إن كان لديك قلب يخشى الله فستكون قادرًا بشكل طبيعي على استقبال تمحيص الله، ولكن يتعيَّن عليك أن تتعلم أيضًا قبول الإشراف من شعب الله المختار، الأمر الذي يتطلب منك التحمُّل والقبول. ... من الضروري بلا ريب أن تقبل الإشراف، غير أن الأمر الرئيسي هو أن تصلي لله وتتكل عليه، بحيث تُخضِع نفْسَك لتفكُّر دائم. ولا سيما عندما تكون قد سلكت الطريق الخطأ، أو فعلت شيئًا خاطئًا، أو عندما توشك على اتخاذ إجراء استبدادي أو أحادي الجانب، ويذكره شخص مجاور لك وينبِّهك، فإنك بحاجة إلى قبول ذلك والمسارعة إلى تأمل نفسك، والإقرار بخطئك، وتصحيحه. يمكن أن يحفظك هذا من أن تطأ قدمك طريق أضداد المسيح. إن كان هناك شخص يساعدك وينبِّهك بهذه الطريقة، ألا تحظى بالحفظ دون أن تدري؟ أجل، ستحظى به. ذلك صونٌ لك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). أشارت كلمة الله إلى مبدأ الممارسة لتجنب السير في الطريق الخطأ، وهو أن تطلب الحق مهما حدث، وتناقش الأمر مع الإخوة والأخوات، وتتعاونوا بانسجام، وتؤدي واجبك بحسب مبادئ الحق، ولا تتصرف تعسفيًا بناء على شخصيتك المتغطرسة، ولا تطلب القول الفصل، بل أن تقبل إشراف إخوتك وأخواتك في واجباتك. إذا كنت تخشى أن تسلك طريق عدو المسيح وأن تُكشف، وبالتالي تفشل في أداء واجبك، لن تَحِل المشكلات، وستدمِّر فرصتك في ربح الحق والخلاص. إنه مثل تجويع نفسك خوفًا من الاختناق. لاحقًا، تعلمت دروس إخفاقاتي السابقة، وكان لدي موقف أكثر صحة في واجبي. ناقشت الأمور بوعي مع الجميع وتمكنت من العمل معهم جيدًا. وسعينا إلى مبادئ الحق معًا. مر بعض الوقت، ورأيت إرشاد الله، وحققت واجباتي بعض النتائج.

هذا الاختبار سمح لي بالتأمل في شخصيتي الفاسدة، لأتمكن من فهم مشيئة الله، والتوقف عن سوء فهمه، وأداء واجبي باقتناع. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

عدم السعي في واجبي أضرّ بي

عام 2018، كنت أعمل كمحرر لمقاطع الفيديو في الكنيسة. في البداية، لم أكن أتمتع بالخبرة في مجال تحرير مقاطع الفيديو، وكنت غير مُلمّ بالمبادئ...

سبب عدم قبولي الإشراف

كنت أروي الوافدين الجدد في الكنيسة منذ أكثر من عام. في سياق واجبي، أتقنت تدريجيًا بعض المبادئ، كما تحسنت سقايتي للوافدين الجدد. شعرت أن لدي...

تحررت روحي

"إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل...

واجب مُلزِم

في سبتمبر 2020، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بعد ذلك، كنت كثيرًا ما أحضر الاجتماعات وأسأل إخوتي وأخواتي عن أي شيء لم أفهمه. كما...

اترك رد