هل يستطيع الكتاب المقدس أن يمثّل الرب؟

2020 سبتمبر 12

يقول الله القدير، "الله نفسه هو الحق والحياة، والحق والحياة متلازمان. لذلك فإن مَنْ لا يستطيع أن يصل إلى الحق لن يصل مطلقًا إلى الحياة. فبدون إرشاد الحق ودعمه وعنايته لن تصل إلا إلى مجرد حروف وعقائد لا بل إلى الموت نفسه. حياة الله موجودة دائمًا، وحقه وحياته متلازمان. إذا تعذر عليك العثور على مصدر الحق، فلن تصل إلى طعام الحياة، وإذا تعذر عليك أن تصل إلى طعام الحياة، فبالتأكيد لن تدرك الحق، حينئذٍ، وبعيدًا عن التصورات والمفاهيم النظرية، يصبح جسدك كله لحمًا فحسب، لحماً نتنًا. اعلم أنَّ كلمات الكتب لا تُعتَبَر حياةً، وأنَّ سجلات التاريخ لا تُكرَّم كالحق، وعقائد الماضي لا يمكن اعتبارها تسجيلاً للكلام الذي يتكلم به الله اليوم. إن ما يعبّر عنه الله عندما يجيء إلى الأرض ويعيش بين البشر هو الحق والحياة وإرادة الله ومنهجه الحالي في العمل" ("الكلمة يظهر في الجسد"). في إيماني، كنت ألتزم فقط بالمعنى الحرفي للكتاب المقدس، على اعتقاد أن الكتاب المقدس يمثل الرب وأنه الطريق الوحيد لربح الحياة. لقد جعلني كلام الله أرى أن ذلك لم يكن سوى مفهومي وتخيلاتي. الله وحده هو الحق وهو مصدر الحياة البشرية. الكتاب المقدس هو مجرد سجل لعمل الله، ولا يمكن أن يحل محل عمله وكلامه الحاليين. إذا تمسكنا كمؤمنين بكلام الكتاب المقدس فحسب، لكن لم نتبع خطى الله أو نقبل الحقائق التي يعبر عنها الله في الأيام الأخيرة، سنؤمن حتى النهاية دون اكتساب الحق والحياة.

ذات يوم في صيف عام 2017 قال لي أحد الزملاء بصرامة: "أعتقد أن والدتك كانت على اتصال بالبرق الشرقي. توخي الحذر. فطريقهم لا يتبع الكتاب المقدس، بل يخرج عن حدود الكتاب المقدس". وجدت هذا الأمر صعب التصديق. كانت أمي شماسة بالكنيسة والكتاب المقدس ركيزتها. كيف يمكن أن تكون على اتصال بالبرق الشرقي؟ كنت أشعر بالقلق حقًا، لذلك قررت أن أعود مسرعة إلى المنزل لأرى بنفسي.

عندما وصلت إلى هناك، أخبرتني أمي أن الرب يسوع قد عاد، وأنه كان يعبّر عن الكثير من الكلام ويقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله. ونصحتني بأن أنظر في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. فأجبتها: "يقول القس دائمًا أن الكتاب المقدس موحى به من الله، وأنه كله كلام الله. نحن نؤمن بالرب، أي نؤمن بالكتاب المقدس. أي شيء آخر ليس إيمانًا بالرب. يتجاوز أسلوب البرق الشرقي الكتاب المقدس وقد انحرف عن طريق الرب. لا تتواصلي معهم بعد الآن". لكن أمي قالت بلطف: "لقد اجتمعت مع أعضاء كنيسة الله القدير لبضعة أيام وتعلمت بعض الحقائق، وتخلصت من الكثير من الارتباك في إيماني. شركتهم بها نور، وبها إرشاد الروح القدس وتنويره. كل هذه الأمور لا يتحدث عنها القس أبدًا. كان اللقاء معهم ممتعًا ومغذيًا بالنسبة إليّ. الترحيب بمجيء الرب ليس بالأمر الهين. اقرئي أولًا كلام الله القدير واستمعي إلى شركة الإخوة والأخوات". عندما رأيت مدى إصرارها، لم أقل أي شيء آخر. ذهبت إلى غرفتي وفكرت بهدوء فيما قالته. كانت محقة. كنت أدين البرق الشرقي بلا تروي دون أن أسمعهم أولاً. لم يكن ذلك معقولاً. ولكنني فكرت بيني وبين نفسي: "يقول القس دائمًا إن كل شيء في الكتاب المقدس موحى به من الله، وإنه أساس إيماننا. هذا صحيح أيضًا". ملأتني مشاعر متضاربة ولم أكن أعرف إلى من أستمع. صليت إلى الرب وطلبت منه أن يرشدني إلى معرفة الصواب من الخطأ.

في اليوم التالي أخبرتني أمي مرة أخرى أنني يجب أن أنظر في عمل الله القدير. وقالت أيضًا إنه إذا فاتتني هذه الفرصة للترحيب بالرب، سأندم بعد فوات الأوان. فكرت: "أعتقد أنه يمكنني الذهاب فحسب لرؤية ما يكرزون به بحيث يمكنني أن أعرف ما إذا كان الله القدير هو حقًا الرب يسوع العائد". وافقت على الاستماع إلى شركتهم. في أحد الاجتماعات، تحدث الأخ يانغ من كنيسة الله القدير عن خطة تدبير الله الممتدة لستة آلاف عام لخلاص البشرية، وعن كيفية إفساد الشيطان للناس، وكيفية عمل الله خطوة بخطوة من أجل خلاص البشرية. لم أكن قد سمعت مثل هذه الشركة المنيرة من قبل، وقد اجتذبتني أكثر فأكثر. فقررت أنني يجب أن أدرس البرق الشرقي.

سألت ذات مرة الأخ يانغ في أحد الاجتماعات قائلة: "يقول القس دائمًا أن كل الكتاب المقدس موحى به من الله وكل شيء فيه هو كلمته، فلماذا تقول إنه ليس كله كلام الله، بل يحتوي أيضًا على كلام البشر؟" فرد بصبر: "يعتقد الكثير من المتدينين أن كل الكتاب المقدس موحى به من الله، وأن كله كلام الله. لكن لم يسبق لأحد أن حقق فيما إذا كان قائمًا حقًا على كلام الله. في واقع الأمر، لم يقل الروح القدس ذلك قط، ولا قاله الرب يسوع، كما أن هذا ليس مكتوبًا في أسفار الأنبياء. "كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ" هو ما قاله بولس الرسول. كان بولس مجرد شخص عادي، لذلك لم يكن كلامه هو الحق. إذا لم نحقق في الوقائع، لكن جزمنا بشكل أعمى أن كل الكتاب المقدس هو كلام الله بناءً على هذه العبارة، ألن يكون ذلك اعتباطيًا؟ الحقيقة هي أن هناك جزء من أسفار الأنبياء موحى به من الله، وهو كلامه. ويظهر هذا بوضوح عند ذكر "هكذا يقول يهوه"، "قال لي الرب يهوه". أو "رؤيا إشعياء" وهكذا. كلام الإنسان يشكل الباقي، وهو في الغالب سجلات الإنسان عن عمل الله. أليس من المربك والمضلل أن نقول من دون أي أساس إن كلام الإنسان في الكتاب المقدس موحى به من الله، وإنه كلام الله؟ في العهد الجديد، وبصرف النظر عن كلام الرب يسوع والنبوءات في سفر الرؤيا، فهو في معظمه خطابات التلاميذ والرسل إلى الكنائس، وهذه خبرة الإنسان ومعرفته. هناك تنوير الروح القدس في هذه الأشياء وهي تتماشى مع الحق. إنها تبني، لكنها تظل مجرد كلام إنسان. كيف يمكن وصفه بكلام الله، أو أنه موحى به من الله؟ الله هو الطريق والحق والحياة. هو فقط يستطيع التعبير عن الحق. لا يمكن لأي إنسان أن يعبر عن كلام الله أو الحق. الله هو الله، والإنسان هو الإنسان. لا يمكن أن يكون كلام الإنسان وكلام الله على قدم المساواة. إذا تم اعتبار كلام الإنسان، بولس، في الكتاب المقدس على أنه كلام الله، فهذا تجديف! وبالتالي، فكرة أن الكتاب المقدس كله موحى به من الله وأن كل ما به هو كلامه هو مجرد تفسير بشري سخيف، وليس له أساس على أرض الواقع".

اتفقت مع شركة الأخ يانغ. هناك بالتأكيد كلام بشر في الكتاب المقدس، وليس فقط كلام الله، لكنني لم أستطع قبوله بالكامل على الفور. تصورت هذا: "يعتقد العالم الديني بأكمله أن الكتاب المقدس كله موحى به من الله. فهل يمكن أن يكون الجميع على خطأ؟" صليت صلاة صامتة للرب: "يا رب، إذا كان صحيحًا أن كلام الكتاب المقدس ليس كله منك، أرجوك نوّرني وأرشدني لأفهم هذا".

تابع الأخ يانغ قائلًا: "إذا كان الكتاب المقدس كله موحى به من الله، لا يجب أن يكون هناك أدنى خطأ في الكتاب بأكمله. لكن الحقيقة هو أن هناك عدد غير قليل من الأخطاء. اعتلاء يهوياكين العرش، على سبيل المثال. مكتوب في سفر أخبار الأيام الثاني 36: 9: "كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ". وفي سفر الملوك الثاني 24: 8 مكتوب: "كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ". تسجل هاتان الآيتان أن يهوياكين أصبح ملكًا، ولكن في مكان يقول في سن "ثمانية" بينما في الآخر يقول "ثمانية عشر". يقول في أحدها إنه ملك لمدة ثلاثة أشهر وعشرة أيام، لكن الآخر يقول إنه حكم لمدة ثلاثة أشهر. هناك أيضًا رواية إنكار بطرس للرب في الأناجيل الأربعة. يقول متى 26: 75: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". لكن مرقس 14: 72: يقول: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". إنه نفس الحدث، ولكن هناك تضارب واضح في التوقيت. من الواضح أن بعض أجزاء الكتاب المقدس هي سجلات بشرية وليست بوحي من الله".

تركتني شركة الأخ يانغ عاجزة عن الكلام. وفكرت في هذا: "هذا صحيح! هناك اختلافات واضحة في الآيات المختلفة التي تسجل نفس الحدث. لو أنها جاءت من الروح القدس لما كان هناك أي اختلاف". لم ألاحظ هذه المشكلات من قبل. كنت أتصور أن الكتاب المقدس كله موحى به من الله وأن كله كلامه، ولكن بعد ذلك رأيت الخطأ في هذا الفهم.

فكرت بجدية في شركة الأخ يانغ بعد الاجتماع وأعدت قراءة بعض كلام الله القدير الذي كنا قد درسناه. "اليوم، يؤمن الناس أن الكتاب المقدس هو الله وأن الله هو الكتاب المقدس. لذلك يؤمنون أيضًا أن كل كلمات الكتاب المقدس هي الكلمات الوحيدة التي قالها الله، وأنها جميعًا قيلت من قبل الله. أولئك الذين يؤمنون بالله يعتقدون أنه على الرغم من أن جميع أسفار العهدين القديم والجديد الستة والستين كتبها أُناس، إلا أنها جميعًا موحى بها من الله وهي سجل لأقوال الروح القدس. هذا تفسير خاطئ من الناس ولا يتوافق بالكامل مع الحقائق. في الواقع، بخلاف أسفار النبوة، معظم العهد القديم هو سجل تاريخي. بعض رسائل العهد الجديد تأتي من خبرات الناس، وبعضها يأتي من استنارة الروح القدس؛ رسائل بولس على سبيل المثال جاءت من عمل إنسان، وكلّها كانت نتيجة استنارة الروح القدس، وكُتبت للكنائس كتشجيع ووعظ للإخوة والأخوات في الكنائس. لم تكن كلمات تكلم بها الروح القدس – لم يستطع بولس أن يتكلم بالنيابة عن الروح القدس، ولم يكن نبيًا، فضلاً عن أنه لم يرَ الرؤى التي رآها يوحنا. لقد كتب رسائله لكنائس أفسس وفلادلفيا وغلاطية وكنائس أخرى. ... إن كانت الناس ترى أن رسائل وكلمات مثل رسائل وكلمات بولس هي أقوال الروح القدس، ويعبدونها كالله، فلا يمكن أن يُقال إلَّا أنَّهم يفتقرون كل الافتقار إلى التمييز. ولأصيغها بصورة أقسى، أليس هذا إلا تجديفًا؟ كيف يمكن لإنسان أن يتكلم نيابةً عن الله؟ وكيف ينحني الناس أمام سجلات رسائله وأقواله كما لو كانت كتابًا مقدسًا أو سماويًّا؟ هل يمكن أن ينطق إنسان بكلمات الله بلا اكتراث؟ كيف يمكن لإنسان أن يتحدث نيابةً عن الله؟" ("الكلمة يظهر في الجسد"). يوضح الله القدير أن ما في الكتاب المقدس هو كلام الله، وأيضًا كلام الإنسان وخبراته وفهمه. لقد تأكدت من أن الكتاب المقدس ليس بأكمله كلام الله. فكلام يهوه الله والرب يسوع، والأنبياء موحي به من الله وكذلك نبوءات سفر الرؤيا هي كلام الله. والباقي هو في الغالب كلام البشر وما سجلوه.

في اليوم التالي أثناء الاجتماع أخبرت الأخ يانغ بهذا: "الآن أفهم أن قول بولس "كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ" لم يكن دقيقًا، ولكن ثمة أمر ما زال يثير حيرتي. يخبرنا القس أن الكتاب المقدس هو أساس الإيمان المسيحي، وأنه يمثل الله، وأن التمسك بالكتاب المقدس هو السبيل الوحيد للإيمان بالله. هذا ما أعتقده أيضًا، لكنني لا أعرف ما إذا كان ذلك صحيحًا".

قال الأخ يانغ: "هذا ما يعتقده الكثير من المتدينين، فهم يساوون بين الكتاب المقدس وبين الله، أو حتى يضعونه فوق الله. هل هذا يتماشى مع مشيئة الرب؟ الله هو الخالق، مصدر الحياة كلها. إنه ينبوع المياه الحية التي لن تجف أبداً. وفرة الله لا تنضب. لكن الكتاب المقدس هو مجرد سجل لعمل الله، إنه كتاب تاريخي. إن تسجيلاته لأعمال الله وكلامه محدودة للغاية، فكيف يمكن أن يكون مساويًا لله، وكيف يمكن أن يمثل الله؟" كما عرض لي مقطعي فيديو لقراءات كلام الله. يقول الله القدير، "منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم". "يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل أناسًا تشبَّثوا بالكلمات بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل أناسًا يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس. وفي سبيل حماية مصالح الكتاب المقدس، ورفعة شأنه وحماية كرامته، ذهبوا مذهبًا بعيدًا حتى إلى صلب يسوع الرحيم على الصليب، وهو ما فعلوه لمجرد الدفاع عن الكتاب المقدس والحفاظ على وضع كل كلمة من كلماته في قلوب الناس. لذلك فضَّلوا أن يتنازلوا عن مستقبلهم وعن ذبيحة الخطيّة حتى يدينوا يسوع الذي لم يلتزم بعقيدة الكتب المقدسة ويحكموا عليه بالموت. أليسوا بذلك عبيدًا لكل كلمة في الكتب المقدسة؟" ("الكلمة يظهر في الجسد").

ثم قدم هذه الشركة: "إذا كنا نؤله الكتاب المقدس بشكل أعمى أو حتى نستخدمه ليحل محل الرب وعمله، فهذا يعد في الواقع إيمانًا بالكتاب المقدس، وليس إيمانًا بالرب. التشبث بالكتاب المقدس دون السعي وراء عمل الروح القدس أو اتباع خطى الله يعارض الرب. اعتبر الفريسيون الكتب المقدسة فوق كل شيء وتشبثوا بشدة بحرفية كلامها. وعندما ظهر الرب يسوع وعمل كانوا يعرفون أن عمله وكلامه لهما سلطان، لكنهم لم يبحثوا أو يحققوا فيها، بل حاولوا العثور على خطأ فحسب، قائلين إن أعماله وكلامه تجاوزت الكتب المقدسة، فأدانوه وتواطؤوا على صلبه. أهان هذا شخصية الله وعوقبوا. كثير من المتدينين يعبدون الكتاب المقدس بشكل أعمى في الأيام الأخيرة، بل يضعونه فوق الله نفسه. عندما يسمعون الله يعبر عن الحقائق للقيام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، فإنهم لا يدققون في الأمر، بل يقاومون عمل الله القدير وكلامه ويدينونه بشدة لأنه ليس في الكتاب المقدس. كيف يختلف ذلك عن تمسك الفريسيون بالكتب المقدسة ومعارضتهم للرب؟ من الواضح أن عبادة الكتاب المقدس دون البحث عن عمل الروح القدس أو اتباع خطى الله هو خطأ، وانحراف تام عن طريق الرب".

عندما سمعت هذا، شعرت بالخجل والاقتناع التام. رأيت أنني كنت أؤمن بالكتاب المقدس، وليس الرب. لم أكن أطلب مشيئة الرب في إيماني، ولكن آمنت بشكل أعمى بما قاله القساوسة والشيوخ. كنت أعتقد أن كل أعمال الله وكلامه موجودة في الكتاب المقدس، وأنه يمثل الرب، وأن أي شيء آخر لا يعد إيمانًا به. ألم أكن بذلك أرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه الفريسيون؟ ملأني الإعجاب بكلام الله القدير، وفكرت في هذا: "إن كلامه يشرح بدقة حقيقة الكتاب المقدس، بل يفضح موقف البشرية تجاهه بوضوح تام. هل يمكن أن يكون هذا حقًا هو كلام الله؟"

واصل الأخ يانغ تقديم شركته قائلًا: "هذا ليس إنكارًا لقيمة الكتاب المقدس، بل لنتمكن من التعامل معه بشكل صحيح. قال الرب يسوع، "فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 5: 39-40). إن كلام الرب يسوع واضح للغاية. يشهد الكتاب المقدس لله، وهو سجل لعمل الله في عصري الناموس والنعمة. إذا تمسكنا بالكتاب المقدس دون اتباع المسيح أو الخضوع لعمل الله الحالي، لن نكتسب الحق أبدًا طوال حياتنا، ناهيك عن الحياة الأبدية. لا يمكننا كسب الحياة الأبدية إلا باتباع المسيح. لقد صُلب الرب يسوع في عصر النعمة ليفدي البشرية جمعاء وأعطانا طريقًا للتوبة. وعلى الرغم من أن خطايانا يمكن أن تُغفر بالإيمان بالرب، فإن طبيعتنا الخاطئة تبقى. ما زلنا نعيش في حالة من ارتكاب الإثم والاعتراف. لم نهرب من الخطيئة، لم نتطهر. الرب قدوس، فكيف يترك الناس الذين غالبًا ما يخطئون ويقاومونه يدخلون ملكوته؟ لهذا تنبأ السيد المسيح أنه سيأتي مرة أخرى ليتكلم ويقوم بعمل الدينونة لتطهير البشرية وخلاصها بالكامل وإدخالنا إلى ملكوت الله. كما تنبأ الرب يسوع قائلًا: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). ويقول في بطرس الأولى: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). لقد عاد الرب يسوع، فهو الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة. إنه يقوم بعمل الدينونة، ويعبر عن الحقائق لتطهير البشرية وخلاصها خلاصًا تامًا، مثل كيفية معرفة الله وعمله، وحقيقة مراحل عمل الله الثلاث للخلاص وثمارها، وكيف يفسد الشيطان البشرية، وكيف يخلص الله البشرية، وكيف نفهم حقيقة إفساد الشيطان لنا، وكيف نتطهر من شخصياتنا الفاسدة. هناك أيضًا ما يعنيه خوف الله وحبه والخضوع له حقًا، والمزيد. يحقق عمل الله القدير وكلامه نبوءات عودة الرب تمامًا. فقط إذا اتبعنا خطوات الخروف عن كثب، وقبلنا عمل الله القدير، وخضعنا لدينونة الله وتطهيره، يمكننا أن نكتسب الحق والحياة، وأن ندخل ملكوته".

أود أن نشاهد مقطعي فيديو آخرين لكلام الله اختتم الأخ يانغ يقول الله القدير، "الله نفسه هو الحق والحياة، والحق والحياة متلازمان. لذلك فإن مَنْ لا يستطيع أن يصل إلى الحق لن يصل مطلقًا إلى الحياة. فبدون إرشاد الحق ودعمه وعنايته لن تصل إلا إلى مجرد حروف وعقائد لا بل إلى الموت نفسه. حياة الله موجودة دائمًا، وحقه وحياته متلازمان. إذا تعذر عليك العثور على مصدر الحق، فلن تصل إلى طعام الحياة، وإذا تعذر عليك أن تصل إلى طعام الحياة، فبالتأكيد لن تدرك الحق، حينئذٍ، وبعيدًا عن التصورات والمفاهيم النظرية، يصبح جسدك كله لحمًا فحسب، لحماً نتنًا. اعلم أنَّ كلمات الكتب لا تُعتَبَر حياةً، وأنَّ سجلات التاريخ لا تُكرَّم كالحق، وعقائد الماضي لا يمكن اعتبارها تسجيلاً للكلام الذي يتكلم به الله اليوم. إن ما يعبّر عنه الله عندما يجيء إلى الأرض ويعيش بين البشر هو الحق والحياة وإرادة الله ومنهجه الحالي في العمل". "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية).

استنار قلبي حقًا بالاستماع إلى هذا. أدركت أنه على الرغم من أن الكتاب المقدس هو سجل لعمل الله السابق، فهو ليس مصدر الحياة. الله وحده هو مصدر حياتنا. لا يمكننا أن نعلق في الكتاب المقدس، بل الأهم هو إطاعة عمل الله وكلامه الحاليين. عرفت بدون شك أن كلام الله القدير هو كلام الله لهذا اليوم، فهو يفسر بدقة مفاهيمنا وحقيقة الكتاب المقدس. من كان بإمكانه أن يقول كل هذا إن لم يكن الله؟ خلال الأيام القليلة القادمة كنت أنتهز أي فرصة للحصول على شركة حول كلام الله القدير مع الإخوة والأخوات. واكتسبت بعض الفهم لسر تجسد الله، وكيف يدين الله الإنسان ويطهره في الأيام الأخيرة، وأي نوع من الإيمان يتماشى مع مشيئة الله، وعاقبة الناس ووجهاتهم، وغيرها من الحقائق. أصبحت على يقين من أن الله القدير هو الرب يسوع العائد وقبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد