ما الذي يتسبب بالحالة السلبية

2023 يوليو 13

خلال العامين الماضيين، كنت أسقي المؤمنين الجدد. وذات مرة جاءت القائدة لتتحدث معنا عن عملنا، قائلةً إنها أثناء متابعة عملنا خلال هذه الفترة الزمنية، لاحظت أن بعض عمال السقاية لم يروا الجوهر الحقيقي لمشاكل المؤمنين الجدد، ولم يحلوا مشاكلهم، واكتفوا بتشجيعهم ونصحهم، لذا لم يحضر البعض الاجتماعات بشكل طبيعي، وأصبحت أعمال السقاية غير فعالة. وهذا يعني أن عمال السقاية لا يؤدون واجباتهم. سماع القائدة تقول هذا حطم قلبي. "غير فعالة"، "لا يؤدون واجباتهم"، كان سماع هذه الكلمات صعبًا عليّ، وأشعرني بالاكتئاب والتجهم. كنت أروي المؤمنين الجدد طوال هذا الوقت. عندما قالت القائدة هذا، لا بد أنها قصدتني أيضًا. فكرت كيف بذلت في السقاية مجهودًا أكبر مما بذلت في أي وظيفة أخرى، وكم كنت مُجتهدة عند التعامل مع كل مؤمن جديد. لقد بذلت جهدًا حقيقيًا في التفكير في حالاتهم وصعوباتهم والقيام بالشركة. في بعض الأحيان يكون للمؤمنين الجدد أسباب مختلفة لعدم حضور الاجتماعات، أو قد يكون بعضهم مزاجيين ولا يجيبون على الرسائل. على الرغم من صعوبة الاحتمال، فمن خلال الصلاة وقراءة كلام الله، كنت مستعدة لإهمال نفسي. كما أنني لا أجيد الكلام، لكنني بذلت جهدًا للتغلب على عقباتي؛ وساعدت المؤمنين الجدد بحب وصبر كيفما عاملوني. شعرت بأنني بذلت قصارى جهدي بالفعل. على الرغم من أنه لا يمكن القول إنني كنت فعالة جدًّا، فقد قمت على الأقل ببعض التحسينات في العمل، وقال المؤمنون الجدد إنني كنت متعاونة. لم أظن أبدًا أن القائدة سترى كل ما فعلته غير فعال أو أنني لا أؤدي واجبي. بعد انتهاء الاجتماع أردت البكاء. شعرت فجأة بأنني فقدت الحياة، وتغلبت علي المشاعر السلبية، وفكرت: "أعترف بأنه لا تزال لدي أوجه قصور كثيرة ومجال للتحسين في واجبي، لكنني لست غير فعالة تمامًا. لقد بذلت قصارى جهدي، فلماذا لم يُعتَرف بجهودي؟ إذا لم يكن لأي من جهودي أي تأثير، فلا أعرف حقًا كيف أتعامل مع واجبي. ربما لست مناسبة لسقاية المؤمنين الجدد". لذا عشت في حالة من السلبية، ولم يكن لدي أي دافع في واجبي. سابقًا، حين لم يحضر بعض المؤمنين الجدد اجتماعًا ما، كنت أقلق وأتوتر حقًا، وأسارع إلى سؤالهم عن سبب عدم حضورهم. وكنت بعد الاستماع إلى مشاكلهم وصعوباتهم أفعل كل ما بوسعي للشركة والمساعدة. لكنني لم أعد أقلق كثيرًا حين لا يحضر المؤمنون الجدد الاجتماعات، واكتفيت بتأدية العمل ظاهريًّا حين ألتقي بهم، ولم أفكر في كيفية جعل شركتي أكثر فعالية. أردت توكيل مهمة سقاية الوافدين الجدد ذوو الصعوبات إلى أشخاص آخرين. شعرت بأنه ما دامت شركتي غير فعالة، ولم تحل مشاكلهم، فلماذا أكون مجتهدة واستباقيًة؟ لم يلاحظ أحد كل الأفكار والتضحيات التي قدمتها. لذا فما الفائدة؟ ظاهريًّا، كنت أؤدي واجبي كالمعتاد، لكنني كنت في حالة فتور وكان قلبي بعيدًا عن الله. لم يكن لدي الكثير لأقوله أثناء الصلاة، ولم أستطع بذل أي جهد.

لاحقًا، عندما قرأت مقطعًا من كلمة الله، بدأت أفهم حالتي السلبية. يقول الله، "عندما يؤدي الكثير من الناس واجبهم، توجد دائمًا دوافع وخبائث. فهم يحاولون دائمًا تمييز أنفسهم ويحبون دائمًا الثناء عليهم وتشجيعهم؛ وإذا فعلوا شيئًا جيدًا، فهم يريدون دائمًا شيئًا من الربح أو المكافأة. وإذا لم توجد مكافأة، فإنهم لا يبالون بأداء واجبهم. وإذا لم يوجد من يشاهدهم أو يشجعهم، فإنهم يصبحون سلبيين. إنهم متقلبون كالأطفال. ما الذي يحدث هنا – لماذا دائمًا ما يكون لدى هؤلاء الناس هذه الدوافع والخبائث ولا يمكنهم أبدًا تنحيتها جانبًا؟ السبب الرئيسي هو أنهم لا يقبلون الحق؛ ونتيجةً لذلك، مهما عقدت شركة معهم عن الحق، فإنهم لا يقدرون على تنحية هذه الأشياء جانبًا. وإذا لم تُحل هذه المشكلات مطلقًا، فسوف يكون من السهل بمرور الوقت أن يصبحوا سلبيين وغير مبالين تجاه أداء واجبهم. عند رؤية كلام الله عن المدح أو البركة، يتحمسون قليلًا ويتحفزون نوعًا ما؛ ولكن إذا لم يشارك أحد معهم عن الحق، وإذا لم يحفزهم أحد أو يمدحهم، فإنهم يصبحون غير مبالين. إذا كان الناس يشيدون بهم ويُثنون عليهم ويمدحونهم كثيرًا، فإنهم يشعرون أن كل شيء يسير على ما يرام، ويكونون على يقين في قلوبهم أن الله يحميهم ويباركهم. في مثل هذه الأوقات، تتحقق رغباتهم في التميُّز عن الآخرين وتُشبَع، بينما يهدأ مؤقتًا دافعهم لنيل البركة، ويجري استخدام مهاراتهم ومواهبهم مما يمنحهم الاعتبار. يسعدون للغاية فيما يمرحون خارجًا بوجوه مبتهجة. هل هذا هو تأثير طلب الحق؟ (لا). فالسبب وراء هذا ببساطة هو تحقق رغباتهم. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية متكبرة. ليس لديهم أدنى وعي بذاتهم، ولكن لديهم رغبات مسرفة. وفي مواجهة بعض الشدائد أو الصعوبات، أو إذا لم يُشبَع كبرياؤهم وغرورهم، أو إذا تعرضت مصالحهم للخطر ولو لأدنى حد ممكن، فإنهم يصبحون سلبيين ويسقطون. كانوا في الماضي يقفون كالعمالقة، ولكن في غضون أيام قليلة انهاروا إلى كومة من الغبار؛ والفارق كبير. إذا كانوا يطلبون الحق، فكيف يمكن أن يسقطوا بهذه السرعة؟ من الواضح أن الناس الذين تدعمهم الحماسة والرغبات والطموح ضعفاء للغاية؛ فهم يسقطون عندما يواجهون بعض الانتكاسات أو الفشل. وعندما يرون أن تصوراتهم تتلاشى ورغباتهم لا تتحقق ويفقدون الأمل في نيل البركة، فإنهم يسقطون على الفور. ما يُظهره هذا هو أنه مهما كانت حماستهم لواجبهم في ذلك الوقت، فإن السبب لم يكن أنهم فهموا الحق. كانوا يؤدون واجبهم على أمل نيل البركة وبسبب الحماسة. مهما كانت حماسة الناس، أو عدد كلام التعليم الذي يمكنهم الوعظ به، إذا كانوا غير قادرين على ممارسة الحق ولم يتمكنوا من أداء واجبهم وفقًا للمبدأ ولم يتكلوا إلا على الحماسة، فلن يتمكنوا من الاستمرار لفترة طويلة، وسوف يواجهوا الضيقة أو الكوارث، ولن يقدروا على الصمود، وسوف يسقطون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يستطيع المرء التعامل مع مفاهيمه وسوء فهمه لله إلّا باتباع الحق). وصفت كلمة الله حالتي الفعلية. في الماضي شعرت بأنني مجتهدة في أداء واجباتي؛ إذ كنت مستعدة للتغلب على الصعوبات التي واجهتني مهما بلغ عددها، ولم أكن خائفة من العمل الشاق. عندما واجهت انتكاسات، مسحت دموعي واستمررت. فلماذا لا أستطيع استجماع قواي الآن؟ اتضح أن ذلك لأن "العبء" و"الاجتهاد" اللذان كانا لدي في الماضي كانا معتمدين على شرط مسبق وهو إرضاء رغبتي، بدلًا من أداء واجبي لإرضاء الله. كنت متحمسة لأداء واجبي عندما مدحني الآخرون، لكن عندما تم تهذيبي والتعامل معي، أصبحتُ سلبية. اعتقدت أن جهدي لم يحقق أي شيء، لذلك أصبحت سلبية ومتراخية، ونفَّستُ عن إحباطاتي في واجبي، بل ندمت على تولي هذا الواجب. كنت أفتقر إلى الضمير! في الواقع، لقد ربحت الكثير أثناء سقاية المؤمنين الجدد. أصبحت كيفية حل المشكلات من خلال الشركة عن الحق أكثر وضوحًا. ومن خلال سقاية المؤمنين الجدد، تعلمت أن أفكر مليًّا، وأكون مسؤولة، وأصبحت أكثر نضجًا. كانت هذه كلها فوائد حقيقية. لقد ربحت الكثير، لكن بكلمة واحدة مؤلمة من القائدة، اعتقدت أنني لم أحصل على أي شيء. لم أكن أعرف ما هو جيد لي. بعد أن أدركت ذلك، شعرت بالفزع. لم أستطع الاستمرار في الشعور بالاكتئاب الشديد. كان علي أن أسرع وأسعى للحق وأصلح حالتي السلبية.

بعد ذلك، بدأت أتأمل في نفسي. لماذا كان لدي مثل رد الفعل الكبير هذا عندما قالت القائدة شيئًا واحدًا لم يعجبني؟ وقرأت بعض كلام الله. "في ظل الظروف العادية، يوجد نوع من حالة العناد والتمرد في أعماق قلوب الناس – ويرجع ذلك أساسًا إلى أن لديهم في قلوبهم نوعًا معينًا من المنطق البشري والمفاهيم البشرية، وهي كما يلي: "ما دامت مقاصدي صحيحة، فلا تهم النتيجة، وينبغي ألا تتعامل معي؛ وإذا فعلت ذلك، فلست مضطرًا للطاعة". إنهم لا يتأملون فيما إذا كانت أفعالهم تتماشى مع مبادئ الحق، أو ما ستكون العواقب. وما يتمسكون به دائمًا هو: "يجب أن يقبلني الله ما دامت مقاصدي حسنة وصحيحة. وحتى إن كانت العاقبة غير جيدة، فينبغي ألّا تهذبني أو تتعامل معي، فضلًا عن أن تدينني". هذا هو المنطق البشري، أليس كذلك؟ هذه هي مفاهيم الإنسان، أليس كذلك؟ يركز الإنسان دائمًا على منطقه – فهل ينطوي على أي طاعة؟ لقد جعلتَ منطقك هو الحق، ووضعت الحق جانبًا. تؤمن أن ما يتوافق مع منطقك هو الحق، وما لا يتوافق معه ليس هو الحق. هل يوجد من هو أسخف من ذلك؟ هل يوجد من هو أكثر كبرياءً وغرورًا؟ ما الشخصية الفاسدة التي ينبغي حلها لتتعلم درس الطاعة؟ إنها في الواقع شخصية الكبرياء والاعتداد بالبر الذاتي، وهي العائق الأكبر أمام الناس الذين يمارسون الحق ويطيعون الله. فالناس ذوو الشخصية المتكبرة والمعتدّة بالبرّ الذاتي هم الأكثر ميلًا إلى الجدال والعصيان، ويعتقدون دائمًا أنهم على حق، وبالتالي لا يوجد شيء أكثر إلحاحًا من حل شخصية المرء المتكبرة والبارة في عيني ذاتها، والتعامل معها. بمجرد أن يصبح الناس خاضعين ويتوقفون عن استخدام جدالهم، ستُحل مشكلة التمرد وسيتمكنون من الطاعة. وإذا تمكن الناس من تحقيق الطاعة، فهل يحتاجون إلى امتلاك درجة معينة من العقلانية؟ ينبغي أن يتمتعوا بحس الإنسان العادي. في بعض الأمور مثلًا: بصرف النظر عما إذا كنا قد فعلنا الشيء الصحيح أم لا، إن كان الله غير راضٍ، يجب أن نفعل ما يقوله الله، فكلام الله هو معيار كل شيء. هل هذا عقلاني؟ هذا هو الحس الذي يجب أن يوجد لدى الناس قبل أي شيء آخر. بصرف النظر عن مقدار ما نعاني منه، وبصرف النظر عن مقاصدنا وأهدافنا وأسبابنا، إذا لم يرضَ الله – وإذا لم يتم تلبية متطلبات الله – فإن أفعالنا بلا شك لا تكون متوافقة مع الحق، ولذلك ينبغي علينا الاستماع إلى الله وطاعته، ويجب ألا نحاول النقاش أو التسويغ مع الله. عندما تكون لديك مثل هذه العقلانية، وعندما تملك حس الإنسان العادي، يكون من السهل حل مشكلاتك، وسوف تكون مطيعًا حقًا. بصرف النظر عن الموقف الذي تكون فيه، لن تكون عاصيًا، ولن تتحدى متطلبات الله، ولن تُحلل ما إذا كان ما يطلبه الله صحيحًا أم خاطئًا أو جيدًا أم سيئًا. سوف تتمكن من الطاعة، وبالتالي تحل حالة جدالك وعنادك وتمردك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يتعين الوفاء بها للانطلاق في المسار القويم للإيمان بالله). بعد قراءة كلام الله، أصبح سبب سلبيتي أكثر وضوحًا: السبب الذي جعلني أشعر بالسلبية بعد سماع القائدة تقول إن بعض عمال السقاية لم يكونوا فعالين كان لأن شخصيتي كانت عنيدةً ومتعجرفةً وكنت أقدِّر نفسي كثيرًا. عندما لا يروق لي رأيي شخص ما بي، كان من الصعب حقًا أن أقبل وأخضع. ظاهريًا، لم أجرؤ على مناقشة الأمر، لكن قلبي رفضه. ظننت أنني بذلت جهدًا في عملي كعاملة سقاية وفعلت ما بوسعي. مهما كلف الأمر، في قلبي أردت أن أؤدي واجبي بشكل جيد. طالما كانت لدي نوايا حسنة وعملت بجد وقدمت تضحيات، لا أحد يستطيع أن يقول إنني غير فعالة. سيكون ذلك غير عادل بالنسبة إلي. لكنني لم أفكر قط فيما إذا كان هذا المنطق هو الحقيقة، وما إذا كان واجبي فعالًا بالفعل. على الرغم من أنني بذلت مجهودًا، لأنني لم أفهم الحق وكنت بلا خبرة، عندما كان المؤمن الجديد يواجه مشاكل حقيقية في حياته أو عمله، في كثير من الأحيان، كان كل ما يمكنني فعله هو قول بضع كلمات من التعاليم لتشجيعه. لم أتمكن من حل مشاكلهم من خلال الشركة عن الحق، وجعلهم يفهمون مشيئة الله، أو منحهم مسارًا للممارسة. أحيانًا أيضًا كان عملي غير مبدئي لأنني لم أفهم الحق، وتسبب بضرر لعمل الكنيسة. لم أنظر إلى الناس والأشياء وفقًا لكلمة الله، أو أميِّز جوهر الناس الحقيقي، وكنتُ أتعامل بلطف بشكل أعمى مع بعض غير المؤمنين، وأدعمهم وأساعدهم دائمًا. اتضح أنني عملت كثيرًا لكن بلا فائدة. إذ بقي غير المؤمنين أولئك في الكنيسة ونشروا مفاهيمهم، مزعجين المؤمنين الجدد الآخرين. بالتفكير في ذلك، لم يحقق عملي حقًا أي نتائج فعلية، ولم يكن له أي دور جوهري مهم. عندما كشفت القائدة مشاكلي، لم أكتفِ فقط بعدم القبول، بل كنت سلبية ومقاومة وصعبة. كنت غير عقلانية أبدًا! بالنظر إلى الطريقة التي تعاملت بها مع وظيفتي، كان يجب أن أكون ممتنةً لأن الكنيسة سمحت لي بمواصلة سقاية المؤمنين الجدد. كان يجب أن أرى كم كنت بعيدةً عن أداء واجبي وفقًا للمعايير، وأن أعمل بجد أكبر لفهم الحق، وأنظر فيما إذا كان لواجبي أي تأثير عملي، وما القضايا والانحرافات والأخطاء التي لا تزال موجودة. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق النمو وأداء واجبي بشكل صحيح.

قرأت هذا في كلام الله. "توجد مبادئ لكيفية تصرف الله تجاه الناس الذين غالبًا ما يكونون سلبيين. عندما يكون الناس سلبيين باستمرار، تكمن مشكلة. لقد قال الله الكثير، وعبَّر عن الكثير جدًا من الحقائق، وإذا كان الشخص يؤمن حقًا بالله، فسوف تقل لديه الأشياء السلبية بعد قراءة كلام الله وفهم الحق. إذا كان الناس سلبيين دائمًا، فمن المؤكد أنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق، وبالتالي، بمجرد أن يواجهوا شيئًا يتعارض مع مفاهيمهم الخاصة سيصبحون سلبيين. لماذا لا يطلبون الحق في كلام الله؟ لماذا لا يقبلون الحق؟ بالتأكيد لأن لديهم مفاهيم وحالات سوء فهم عن الله، بالإضافة إلى أنهم لا يطلبون الحق أبدًا. فهل سيعيرهم الله مع ذلك أي اهتمام عندما يتعاملون مع الحق بهذه الطريقة؟ أليس أمثال هؤلاء الناس منغلقين على المنطق؟ ما موقف الله تجاه أولئك المنغلقين على المنطق؟ ينبذهم ويتجاهلهم. آمن كيفما شئت؛ فالأمر متروك لك بخصوص ما إذا كنت تؤمن أم لا؛ إذا كنت تؤمن بالحق وتطلبه بالفعل، فسوف تربح الحق، وإذا كنت لا تطلب الحق، فلن تناله. يعامل الله كل شخص بالعدل. إذا لم يكن لديك موقف قبول الحق، ولم يكن لديك موقف الطاعة، وكنت لا تسعى جاهدًا لتلبية متطلبات الله، فآمن كيفما شئت؛ وأيضًا، إذا كنت تفضل المغادرة، فيمكنك ذلك فورًا. إذا كنت لا ترغب في أداء واجبك، فإن بيت الله لن يجبرك على ذلك؛ يمكنك الذهاب أينما شئت؛ فالله لا يحث أمثال هؤلاء الناس على البقاء. هذا هو موقف الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينطلق في المسار الصحيح للإيمان بالله إلا من خلال معالجة مفاهيمه (3)). بقراءة كلام الله، شعرت بالخوف، وبأن شخصية الله لا تقبل الإثم. لم أستطع قبول كلام القائدة الواقعي، بل كانت لدي أفكار غير منطقية ومتنافرة، وكنت سلبية ومتراخيةً في العمل. لم أكن أقبل الحق، لقد سئمت منه! كان الله مشمئزًا من موقفي تجاه الحق وكارهًا له. موقف الله من أمثالي واضح: سوف يقصيهم. في الواقع، كنت نكرة، لكنني كنت أُبالغ في تقييم نفسي. لم أكن أعرف قامتي أو مقدرتي أو قدرتي الحقيقية على العمل، وأردت دائمًا نيل استحسان الناس ومديحهم. أردت أن تكون لي مكانة في عيون الآخرين، ويظنوا أنني ذات قيمة. كنت متعجرفةً جدًا وغير عقلانية! بعد أن رأيت مشكلتي بوضوح، صليت بسرعة إلى الله، "يا الله، لا أستطيع الاعتراف بحقيقتي، فأنا مخدرة جدًا. لا أريد أن أبقى سلبية هكذا. أرجوك قُدني لأداء واجبي بشكل جيد".

بعد ذلك، بحثت عن مسار للممارسة في كلام الله، ورأيت هذا الكلام. "مهما يكن من أمر، ينبغي ألّا تُعالجَ السلبية بوسائل سلبية وغير فاعلة. يرى بعض الناس أن عليهم أن يتغاضوا عن السلبية عندما تظهر فيهم؛ فإذا انتظروا إلى أن يصبحوا سعداء، ستنقلب سلبيتهم بصورة طبيعية إلى فرح. هذا خيال. إن لم يقبل الناس الحق، فلا يمكن أن تتبدد سلبيتهم من تلقاء نفسها. وحتى إن نسيتها، ولم يعد لديك إحساس بها في قلبك، فما زال هذا لا يعني أن السلبية قد عولجت من جذورها؛ إذْ حالما تلقى البيئة الملائمة فإنها تطل برأسها من جديد، وهذا أمر شائع. إن كان الناس أذكياء ويتمتعون بالعقل، فينبغي أن يسارعوا إلى طلب الحق عندما تظهر لديهم السلبية، وذلك باستخدام قبول الحق كوسيلة لمعالجتها. إذا تصرفوا على هذا النحو، فسوف يعالجون مشكلة السلبية من جذورها؛ ذلك أن كل من يعاني السلبية غالبًا ما يرجع السبب في ذلك إلى العجز عن قبول الحق. ... إذا غرقت في السلبيَّة بسبب شيءٍ واحد أو جملةٍ واحدة أو فكرةٍ واحدة أو رأيٍ واحد، وبرزت في قلبك الشكاوى، فهذا يثبت أن معرفتك بهذا الأمر منحرفة، وأن لديك مفاهيم وتصوُّرات، وأن وجهة نظرك في هذا الأمر لا تتوافق بالتأكيد مع الحقّ. تتطلَّب مثل هذه الأوقات منك السعي إلى الحق ومواجهة الأمر مواجهةً صحيحة، والسعي الجاد لتفادي هذه المفاهيم والتصورات في أقرب وأسرع وقتٍ ممكن، لئلا تجعل هذه المفاهيم تعيقك وتُضلِّلك وتُغرِقك في حالةٍ من العصيان وعدم الرضا والشكاية تجاه الله. من المُهمّ علاج تلك السلبيَّة علاجًا سريعًا شاملًا. بالطبع، بصرف النظر عن الوسيلة أو الطريقة، فإن أفضل نهجٍ هو ببساطةٍ طلب الحقّ وقراءة المزيد من كلام الله والقدوم أمام الله لطلب استنارة الله" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). "ليس من السهل إتقانُ المرء أداء واجبه إرضاءً لله، وتحقيقُ تقوى الله والحيدان عن الشر. لكنني أخبركم بمبدأ الممارسة: إذا كنت تتخذ موقف السعي والطاعة عندما يحدث شيء لك، فهذا سيحميك. فالهدف النهائي ليس أن تحصل على الحماية، بل هو إفهامك الحق وقدرتك على الدخول في واقع الحق، والظفر بخلاص الله لك؛ هذا هو الهدف النهائي. إن كان لديك هذا الموقف في كل ما تختبره فلن تعود تشعر أن أداء واجبك، وامتثالك لمشيئة الله، هي كلمات وشعارات جوفاء، ولن يعود الأمر يبدو مرهقًا جدًّا. بدلًا من ذلك، لن تشعر إلّا وقد أصبحت تفهم بضع حقائق تمام الفهم، وإذا حاولت أن تختبر هكذا، فمن المؤكد أنك ستجني الجوائز. لا يهم من أنت، أو كم عمرك، أو درجة تعليمك، أو عدد الأعوام التي آمنت فيها بالله، أو ما الواجب الذي تؤديه. فما دمت تظهر موقف الطلب والطاعة، وما دمت تختبر بهذه الطريقة، فمن المؤكد في النهاية أنك سوف تفهم الحق وتدخل إلى واقع الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). منحني كلام الله مسارًا للممارسة. عند مواجهة أشياء تتعارض مع آرائك أو تسبب مشاعر سلبية، يجب أن تأتي بسرعة أمام الله، وتصلي وتسعى للحق، وتتحلى بالطاعة. حتى لو شعرت بأنك مظلوم أو مشوش، ابدأ بعدم المقاومة أو الجدال، وتأمل في المشاكل التي لديك، وبالمجالات التي لم تؤدِّ فيها جيدًا ويمكن أن تتحسن أو تؤدي فيها بشكل أفضل. حتى لو لم تعرفها على الفور، يجب أن تبحث عن كلام الله ذو الصلة لقراءته، أو تطلب من شخص يفهم الحق الشركة معك. بهذا الموقف من القبول تجاه الحق، من السهل أن تنال استنارة من الله، وتعرف مشاكلك، ومبادئ الحق التي يجب أن تدخلها. في المستقبل، لا يمكنني تبني موقف سلبي ومقاوم للتعامل مع المواقف؛ فهذا سيؤذيني فحسب. وحتى بخوض العديد من الاختبارات، لن أتعلم درسي أبدًا، ولن أربح الحق. ولن أنمو أو أحصد الفوائد.

لاحقًا، عندما قام القائد بتفحص عملي، أدركت أن موقفي القذر، والسلبي، والمتراخي قد أثر بالفعل على عمل الكنيسة. ضُلِّل بعض المؤمنين الجدد من قِبَل القساوسة الدينيين، وكونوا مفاهيم عن الله في أذهانهم، وانسحبوا من مجموعة الاجتماع. وضُلِّلَ البعض من خلال الشائعات التي نشرها الحزب الشيوعي الصيني، وتوقفوا عن حضور الاجتماعات. عندما رأيت هذه المشاكل، كنت خائفة جدًّا وكرهت نفسي. ماذا فعلت كل هذا الوقت؟ لم أقم بأي عمل عمليّ، غرقت في سلبيتي فحسب. كنت أعتقد أن دخول حياتي هو الذي تأثر فحسب عندما كنت أعيش في حالة سلبية. وأنني فعلت كل ما يتطلبه واجبي، ولم أُنفس عن سلبيتي، أو أعطل عمل الكنيسة عمدًا. وكنت على الأكثر، أؤذي نفسي فحسب. ولكن في الواقع، أدى العيش في السلبية إلى عدم حلّي للمشاكل الكبيرة، وعدم اهتمامي بالمسؤوليات التي علي الاهتمام بها، وافتقاري إلى الولاء لواجبي، وأعاق عمل الكنيسة. بالتفكير في هذا، ندمت حقًا على الماضي. لماذا لم أسارع للمجيء أمام الله والسعي للحق حالما وقعت في السلبية؟ لو سعيت إلى الحق ووجدت حلًّا لحالتي في الوقت المناسب، فحتى لو كانت مقدرتي والمشاكل التي أدركتها محدودة، على الأقل لم تكن لتصبح بهذا السوء. بالتفكير في هذا، امتلأ قلبي بالشعور بالندم والذنب. صليت إلى الله قائلةً إنني بحاجة إلى تعويض هذا من خلال العمل الحقيقي، وإلى أن أولي أهمية أكبر للسعي إلى مبادئ الحق في واجبي. عندما لم أعد أعيش في حالة سلبية وبذلت قصارى جهدي للقيام بعمل عمليّ، شعرت بالارتياح والسلام، وعادت حالتي إلى طبيعتها. تمكنت من التعلم من المواقف ومن جني الفوائد. بعد ذلك، حين كنت أقوم بواجبي، كانت المشاكل والانحرافات تظهر أحيانًا في العمل، وكانت قائدتي تنبهني وتتعامل معي. مع ذلك كنت أشعر ببعض السلبية، لكنني كنت أعرف حينها أن هناك شيئًا عليَّ تعلمه، وأن المشكلة بالتأكيد مشكلتي؛ وأنني لم أكن أعمل وفقًا للمبدأ. لم أستطع الاستمرار في العناد؛ كان علي السعي للحق والتأمل في نفسي. بهذا الموقف، سرعان ما حُلت مشكلة حالتي السلبية، وفي كل مرة نبهتني فيها القائدة وتعاملت معي، كنت أصبح أكثر قدرة على معرفة الانحرافات وأوجه القصور في واجبي، وفهم بعض مبادئ الحق. لقد أفهمني هذا الاختبار حقًا مدى أهمية قبول الحق. يمنحك قبول الحق طريقًا للمضي قدمًا، وسيصبح واجبك أكثر فاعلية.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمتّعت بوليمةٍ غنيَّةٍ

زينوي – إقليم زهيجيانج الخامس والعشرون والسادس والعشرون من شهر يونيو 2013، يومان لا يُنسيان؛ فقد شهدت مقاطعتنا حدثًا ضخمًا، حيث اعتقل...

في ترك الأنانية أتحرر

يقول الله القدير، "في شخصيات البشر العاديين لا يوجد التواء أو غش، ويقيم الناس علاقات طبيعية بعضهم مع بعض، ولا يعيشون بمفردهم، كما أن حياتهم...

اترك رد