تحررت من أغلال الغيرة

2022 أغسطس 1

في يناير 2018، كنت قد قبلت للتو عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بعد فترة وجيزة، كُلفت بواجب المرنمة الرئيسية في مقاطع الفيديو الموسيقية للترانيم. في البداية لفت أنظار العديد من الإخوة والأخوات، الذين قالوا إنني أجيد الغناء، وحيثما ذهبت، كانوا يتعرفون عليّ. جعلني هذا أشعر بالسعادة لأنني شعرت أنني نجمة. بعد بضعة أشهر، انتُخبت كزعيمة للكنيسة. كان هناك العديد من المؤمنين الجدد لسقايتهم، والكثير من عمل الإنجيل لمتابعته. للتعامل بشكل أفضل مع مشكلات المؤمنين الجدد، كثيرًا ما كنت أشاهد أفلام الإنجيل لتجهيز نفسي وفهم حق عمل الله، وفي كل مرة كان لديهم أفكار أو مشكلات معينة لم يفهموها، كنت قادرة على أقامة شركة معهم وحل مشكلاتهم. كما كنت أستضيف دائمًا اجتماعات كبيرة، وكثيراً ما كان إخوتي وأخواتي يمتدحونني لمقدرتي الجيدة وتفهّمي. كنت سعيدة للغاية بنيلي استحسان إخوتي وأخواتي. ومع ذلك، لم أكن فعالة جدًا في متابعة عمل الإنجيل. في كل مرة كان القادة يحققون في فعالية عمل الإنجيل في كل كنيسة، كانت كنيستي دائما الأسوأ. في وقت لاحق، نُقلت الأخت كاثي إلى كنيستنا للتبشير بالإنجيل. رأيت أن الأخت كاثي تكيفت بسرعة مع عملها، وكانت قادرة على تقديم شركة وحل أي مشكلات يواجهها الآخرون في واجباتهم، كما أنها كانت تقدم شركة بنشاط عند استضافة الاجتماعات. كان ينبغي أن أكون سعيدة لأن الأخت كاثي كانت مسؤولة جدًا في واجبها، لكن لأسباب لم أكن أعرفها، لم أحبها. وفي كل مرة كانت الأخت كاثي تقدم شركة للإخوة والأخوات، لم أكن أرغب حتى في رؤيتها. خاصة عندما كنت أسمعهم يقولون إنهم كانوا يرون أن الأخت كاثي جيدة للغاية إلى درجة أنهم يرغبون في اختيارها لتكون شماسة الإنجيل، عندها شعرت بانزعاج أكبر. وفكرت: "قبل مجيئك، أشاد إخوتي وأخواتي جميعًا بي لمقدرتي الجيدة وفهمي وسقايتي، وكلهم كانوا ينظرون إليّ بإجلال، لكن كلهم الآن يعتقدون أنك الأفضل ويتطلعون إليك بإجلال. الآن من سينظر إليّ بإجلال؟". منذ ذلك الوقت بدأت أشعر بالغيرة من الأخت كاثي، وخشيت من أن تأخذ مكاني في قلوب إخوتنا وأخواتنا.

بعد ذلك، رأيت أن الأخت كاثي كانت تتصل كثيرًا لتسأل عن حالة المؤمنين الجدد، كما سعى العديد من المؤمنين الجدد إليها لحل المشكلات. ذات مرة، واجهت أختًا كنت أقوم بسقايتها صعوبات في عمل الإنجيل وطلبت رأيي. بعد أن أقمت معها شركة، ذهبت إلى الأخت كاثي. وحزنت عندما علمت أنها ذهبت إلى الأخت كاثي. اعتقدت أنها قد لا تأخذ اقتراحاتي على محمل الجد، وقد تعتقد أن الأخت كاثي أفضل مني، وأنها لن تنظر إليّ بإجلال بعد الآن. في وسط حزني فكرت: "بما أنني سيئة للغاية في عمل الإنجيل، فلا بد لي من التغلب على أوجه القصور لديّ. عندئذ لن أكون أسوأ من الأخت كاثي، وفي المستقبل اذا واجه الاخوة والاخوات مشكلات سيأتون اليّ بدلًا منها". في الأيام التي أعقبت ذلك، رأيت أن الأخت كاثي كانت تتناول العشاء في وقت متأخر كل يوم وكانت مشغولة بواجبها، وكانت تعمل أحيانًا طوال الليل. لذلك حاولت أيضًا أن أسهر حتى وقت متأخر لأداء واجبي. بهذه الطريقة، كان يمكن للإخوة والأخوات أن يروا أنني مسؤولة أيضًا ولست أسوأ منها. في وقت لاحق، عقدت الكنيسة انتخابات لاختيار شماسة للإنجيل. في الواقع، من جميع النواحي، كانت الأخت كاثي الأفضل في هذا الواجب، لكنني لم أرغب في اختيارها. تصورت أنها إذا حصلت على منصب في الكنيسة، قد يتحول انتباه الجميع إليها تدريجياً ولربما اعتقدوا أنها أكثر قدرة مني، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن قادة الكنيسة لا يمكنهم القيام بكل العمل بمفردهم ويحتاجون إلى شمامسة لمساعدتهم، تساءلت إذا كان ينبغي لي اختيار الأخت كاثي. إذا اخترتها، من المؤكد أن الإخوة والأخوات سيهرعون إليها ويبتعدون عني. لكن كان عليّ أن أعترف أن الأخت كاثي كانت تتمتع بمقدرة كبيرة، ويمكنها أن تتولى واجبات شماسة الإنجيل. فكرت في الأمر لفترة طويلة، واخترتها في النهاية على مضض.

ذات مرة، كانت الكنيسة تبحث عن أخ أو أخت يجيدان اللغتين الفلبينية والإنجليزية للتسجيل في مجموعة "إم في". كانت لغة الأخت كاثي الفلبينية والإنجليزية جيدتين، وفي النهاية اختارها الإخوة والأخوات. شعرت بإحباط شديد، وفكرت: "لغتاي الفلبينية والإنجليزية جيدتان أيضًا، فلماذا اختاروها بدلا مني؟". شعرت بغيرة شديدة منها، وشعرت أيضًا ببعض الكراهية في قلبي. في ذلك الوقت، لأن الأخت كاثي كانت تتمتع بشخصية متعجرفة إلى حد ما، كان قادتنا يتقصون عن كيفية أدائها لواجباتها، وطلبوا مني كتابة تقييم لها. كنت سعيدة للغاية، وأردت إبراز المزيد من نواقصها، حتى يكلفها قادتنا بواجبات أخرى ولا أضطر للعمل معها بعد الآن. لكنني كنت أعرف أيضًا أن التفكير بهذه الطريقة كان خطأ وأنني يجب أن أعاملها بشكل سليم. أقام قائدنا كذلك شركة معنا قائلًا إنه بالرغم من أن الأخت "كاثي" كانت لديها شخصيات فاسدة، كان علينا أن نعاملها بإنصاف وفقًا للمبادئ. لكن في قلبي، كنت أريدها أن تغادر، لكي لا أقلق بشأن إجلال الإخوة والأخوات لها. وفكرت: "قبل مجيئك، كان الإخوة والأخوات يطلبونني جميعًا في بحثهم عن إجابات. ولكن الآن بعد أن أصبحت هنا، يبدو أنهم دائمًا يسعون إليك بدلاً مني". جعلني التفكير في الأمر أشعر بالحزن والبؤس. حتى أثناء واجباتنا معًا، لم أرغب في رؤيتها. لقد استحوذت الغيرة على قلبي حقًا في ذلك الوقت.

بعد ذلك تعرضت لضغط كبير في متابعة أعمال الكنيسة، وعانيت من بعض المشكلات، لكنني لم أستطع الشعور بمشيئة الله، ولم أكن أعرف كيفية حلها. كان الأمر مرهقًا للغاية. لم أستطع أن أشعر بعمل الروح القدس وإرشاده، وكنت غير فعالة في قيامي بواجباتي. لم أدرك على الإطلاق أن حالتي السلبية كانت تؤثر بالفعل على واجباتي، حتى رأيت هذا الكلام من الله القدير في أحد الاجتماعات: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. هكذا يسهل عليكم أداء عملكم جيدًا. إذا أمكنك تنمية بضعة ساعينَ للحقِّ أن يتعاونوا معك في العمل الذي تعمله، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله. إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد ورعيته حتى أصبح كفئًا، مضيفًا شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد قراءة كلام الله، أدركت أنني كنت أؤدي واجبي طلبًا للسمعة والمكانة، لجعل الناس ينظرون إليّ بإجلال ويعجبون بي. عندما جاءت الأخت كاثي إلى الكنيسة، رأيت أنها تستطيع إقامة شركة عن الحق وحل المشكلات، وعندما سعى إليها الآخرون للحصول على شركة منها بدلاً مني، خشيت أن تأخذ الأخت كاثي مكاني، لذلك شعرت بالغيرة وتنافست معها في كل شيء. أردت أن أُظهر أنني كنت أفهم الحق وأستطيع إقامة شركة وحل مشكلات الناس، حتى يتطلع إليّ إخوتي وأخواتي بإجلال. عندما انتخبت الكنيسة شماسة للإنجيل، كنت أعلم أن الأخت كاثي لديها المقدرة اللازمة لهذه الوظيفة، لكني كنت أخشى أن تسرق مني أمجادي، لذلك لم أرغب في اختيارها، وكرهتها واحتقرتها في قلبي. حتى أنني كانت لدي نوايا شريرة وحاولت أن أكتشف عيوبها. كنت سعيدة عندما رأيتها تكشف عن فساد، وأردت كتابة بعض الأشياء السيئة في تقييمها لإبعادها، حتى يرى إخوتي وأخواتي نقاط قوتي. أدركتُ فقط من خلال إعلان كلام الله أنني شعرت بالغيرة من قدرتها ولم أستطع تحمل أن تكون أفضل مني، وكان ما كشفت عنه شخصية شريرة. كنت ظاهريًا أؤدي واجبي بنشاط، لكن في قلبي لم أفكر في عمل بيت الله. ساعدت الأخت كاثي في عمل بيت الله وجعلت عمل الإنجيل أكثر فعالية. ومع ذلك، لم أفكر إلا في كيف أكون أفضل منها. يفحص الله قلوبنا ومواقفنا تجاه واجباتنا. كنت أؤدي واجبي دون مخافة الله، ولم أكن أهتم إلا بالسعي وراء الشهرة والربح والمكانة. إن التصرف بهذه الطريقة يثير اشمئزاز الله.

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله. "تظل المفاهيم والتصورات والمعرفة والنية والرغبات الشخصية التي تملأ عقولكم دون تغيير عن شكلها الأصلي. لذلك إذا سمعت أن بيت الله سوف ينمّي مواهب متنوعة، وحالما تمسُّ المنصب أو الصيت أو السمعة، تقفز قلوب الجميع تلهفًا، ويريد كلّ منكم دائمًا أن يبرز ويشتهر ويتلقّى التقدير. لا أحد مستعد للإذعان، بل يتمنّون دائمًا المزاحمة – مع أنّ المزاحمة محرجة وغير مسموح بها في بيت الله. لكن من دون مزاحمة، ما زلتَ غير راضٍ. عندما ترى شخصًا يَبرُز، تشعر بالغيرة والكراهية وتصبح مستاءًا، وتشعر بأنّ ما حصل غير عادل. "لماذا لا أستطيع أن أَبرز؟ لماذا هذا الشخص دائمًا هو من يبرز ولا يحين دوري أنا أبدًا؟" ثم تشعر ببعض الامتعاض. تحاول كبته، لكنّك تعجز، فتصلّي لله وتشعر بتحسن لبعض الوقت، لكن عندما تصادف هذا النوع من المواقف من جديد، تعجز عن التغلب عليها. ألا يكشف هذا عن قامة غير ناضجة؟ أليس سقوط شخص في حالات كهذه فخًا؟ هذه هي قيود طبيعة الشيطان الفاسدة التي تأسر البشر" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كشف كلام الله حالتي. شعرت بالغيرة من أختي بسبب رغبتي القوية في الشهرة والمكانة، ولأنني أردت التميز وأن يكون لي مكان في قلوب الناس. أتذكر، في الكلية، أنني كنت أتنافس مع زملائي لكسب المديح والإعجاب من الآخرين، وطالما تمكّنا من التميز، فلا يهم إذا آذينا بعضنا بعضًا. بعد أن آمنت بالله، سعيت أيضًا بنفس الطريقة في بيت الله. عندما رأيت أن الأخت كاثي أفضل مني، أردت أن أتفوق عليها، بل وكرهتها، لأنني أردت الحصول على استحسان المزيد من الناس وطمحت في أن أحظى بإعجاب الناس وعشقهم لي، مما يظهر كم كنت مغرورة. رأيت أيضًا أنني كنت أسعى للحصول على السمعة والمكانة، ولهذا لم أتمكن من أداء واجباتي بشكل جيد، ولم أستطع الحصول على عمل الروح القدس، وشعرت أن عقلي يضيق. تمامًا كما يكشف كلام الله، "هذه هي قيود طبيعة الشيطان الفاسدة التي تأسر البشر". أتذكر ما يقوله الكتاب المقدس: "وَنَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَدُ" (أمثال 14: 30). هذا صحيح. الغيرة هي تعبير عن شخصية شيطانية. يمكنها أن تجعل الناس يكرهون، وحتى يفعلوا أشياء غير عقلانية.

لاحقًا، رأيت مقطعًا آخر من كلام الله ساعدني على فهم جوهر السعي وراء السمعة والمكانة وعواقبه. يقول الله القدير، "إذا كنت تعيش دائمًا بالجسد، وتُشبع رغباتك الأنانية باستمرار، فإن هؤلاء الأشخاص لا يمتلكون واقع الحق؛ وهذه علامة جلب الخزي لله. أنت تقول: "لم أفعل أيّ شيءٍ؛ فكيف سبَّبت الخزي لله؟ ليس في عقلك ما هو ليس شرير." في خواطرك وأفكارك، وفي النوايا والأهداف والدوافع وراء أفعالك، وفي عواقب ما قد فعلته – أي في كُلّ طريقةٍ ترضي بها الشيطان، تكون أضحوكته وتسمح له بأن يملك فيك شيئًا. أنت لا تملك عن بُعدٍ الشهادة التي يجب أن تملكها كمؤمن. أنت تنتمي إلى الشيطان. أنت تُشوِّه اسم الله في كُلّ شيءٍ ولا تملك شهادةً حقيقيَّة. هل سيتذكَّر الله الأشياء التي عملتها؟ وفي النهاية، ما الاستنتاج الذي سوف يستخلصه الله بشأن أفعالك والواجب الذي أدَّيته؟ ألا ينبغي أن يُستخلص شيءٌ ما من ذلك، أي بيانٌ ما؟ يقول الرَّبّ يسوع في الكتاب المُقدَّس: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!". (متى 7: 22-23). لماذا قال الرَّبّ يسوع هذا؟ لماذا أصبح أولئك الذين يشفون المرضى ويُخرِجون الشياطين باسم الرَّبّ ويجولون للتبشير باسم الرَّبّ فاعلي إثم؟ من هم هؤلاء فاعلو الإثم؟ هل هم أولئك الذين لا يؤمنون بالله؟ (لا، إنهم من يؤمنون بالله ولكن لا يمارسون الحق). صحيح. إنهم جميعًا يؤمنون بالله ويتبعونه. إنهم يتخلّون أيضًا عن الأشياء لله ويبذلون أنفسهم من أجله ويُؤدِّون واجبهم. ومع ذلك، فإنهم يفتقرون في أداء واجبهم إلى التكريس والشهادة، ويجمحون، ويصبحون فاعلي إثم. ولهذا السبب قال الرَّبّ يسوع: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد قراءة هذا المقطع من كلام الله القدير، شعرت بالإدانة والخزي. رأيت أن أفكاري وخواطري ونواياي ودوافعي لم تكن لإرضاء الله على الإطلاق، بل كانت كليًا لجعل الآخرين يبدون إعجابهم بي. عندما رأيت إخوتي وأخواتي يهتمون بالأخت كاثي أكثر مني، شعرت بالغيرة والتنافسية وأردت التفوق عليها، بل تمنيت أن تُنقل إلى كنيسة أخرى. رأيت أنني كقائدة للكنيسة، لم أكن أركز على انتقاء الناس للقيام بأعمال الكنيسة، كنت أتجاهل واجبي، وأسلك الطريق الخطأ، وكنت أغار من الموهبة، وعشت في حالة من السعي وراء الشهرة والمكانة. أنا مثل الأشرار الذين أدانهم الرب يسوع. على الرغم من أنهم عانوا وعملوا، لم يكن لهم ولاء لله، ولا شهادة، وعملوا على الحفاظ على سمعتهم ومكانتهم وجعل الآخرين ينظرون إليهم بإجلال. كنت الأمر نفسه. لقد عانيت وبذلت نفسي لأكسب الثناء من إخوتي وأخواتي وللحفاظ على سمعتي ومكانتي. بينما كنت مشغولة بالتباهي، لم تعد نواياي في واجبي صحيحة، مما جعله من المستحيل أن أنال عمل الروح القدس. لم يكن هناك نور في شركتي، ولم أستطع حل المشكلات للمؤمنين الجدد. الغيرة هي أمر شرير حقًا، وهي أمر يحتقره الله. قال الرب يسوع، "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 22-23). يكره الله حقًا أولئك الذين يبدون من الخارج أنهم يسافرون ويعانون من أجل الله، ولكنهم في الواقع يعملون فقط لإرضاء نواياهم ودوافعهم. ما يفعلونه هو لمصلحتهم الخاصة. إنه ليس لإرضاء الله أو الشهادة له على الإطلاق. هذا هو سبب قيامهم بالكثير من العمل، ومع ذلك لا يعترف به الله. رأيت نفسي أفعل الشيء نفسه. كنت أؤدي واجباتي ظاهريًا، لكنني لم أسع وراء الحق أو أحاول أن أفكر في نفسي وأعرفها، ولم أحاول التعلم من نقاط القوة لدى شريكتي. بل سلكت المسار الخطأ في السعي وراء السمعة والمكانة، لذلك لم أختلف في شيء عن هؤلاء الأشرار. الإيمان بالله ليس للسعي إلى الحق، بل للسعي وراء الشهرة والمكانة هو طريق مقاومة الله. مهما تخلينا وبذلنا أنفسنا ظاهريًا، فلن ننال استحسان الله أبدًا. فكرت كيف بذل بولس نفسه كثيرًا لمجرد ربح الأكاليل وجعل الآخرين ينظرون إليه بإجلال ويعبدونه. لم يحاول أبدًا تغيير شخصيته الفاسدة، وما فعله لم يكن شهادة لله، بل كان شهادة لنفسه. وفي النهاية عاقبه الله على ذلك. إذا واصلت أداء واجباتي برغباتي الأنانية، سأفسد عمل بيت الله وأعطله، وأصبح فاعلة إثم مثل بولس دون أن أشعر، ويرفضني الله وينبذني. بمجرد أن أدركت ذلك، وقفت أمام الله وصليت. قلت: "يا الله القدير، أعيش في حالة من السعي وراء السمعة والمكانة. أنا أغار من أختي وأقارن نفسي بها وأتنافس معها. يا الله، لا أريد أن أترك شخصيتي الفاسدة تعترض طريق واجبي، أريد علاج شخصيتي الفاسدة والعمل مع أختي لأداء واجبي. أرشدني يا الله لأتمكن من حل هذه المشكلة".

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله. "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو كبريائك أو سُمعتك. ولا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. عندما تكون مقدرتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو لا تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. عندما لا تفكر في رغباتك الأنانية أو تفكر في مصالحك الخاصة في الأشياء التي تفعلها، وبدلاً من ذلك تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل بيت الله، مع مراعاة مصالحه وأداء واجبك جيدًا، ستجمع الأعمال الصالحة أمام الله. الأشخاص الذين يؤدون هذه الأعمال الصالحة هم الذين يمتلكون واقع الحق؛ على هذا النحو، فقد قدموا الشهادة" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أعطاني كلام الله طريقًا للممارسة. لا يجب أن نقوم بواجباتنا أمام الآخرين، حتى يثنوا علينا ويعجبوا بنا. يجب أن نضع سمعتنا جانبًا، ونراعي مصالح بيت الله، ونضع واجباتنا أولاً. هذا يتوافق مع مشيئة الله. كانت الأخت كاثي تقوم بعمل الإنجيل بشكل جيد وكانت تتحمل المسؤولية في واجباتها. ما كان يجب أن أشعر بالغيرة منها. كان يجب أن أتعلم من نقاط قوتها لتعويض نقائصي، وأتوافق معها وأؤدي واجبي معها.

ذات مرة، أردت أن أبشر بالإنجيل لابن عمي، لكن كانت لديه مفاهيم دينية عميقة، ولم أعرف كيف أشهد له بعمل الله في الأيام الأخيرة، وكنت قلقة أيضًا من ألا تكون شركتي واضحة، لذلك أردت أن أجد أختًا لتشاركني، وفكرت في الأخت كاثي، لكنني ترددت. فكرت: "إذا أخذتها كشريكتي، ألا يثبت ذلك أنني أسوأ منها؟ وأنني لا أستطيع أن أشهد بعمل الله أو أن أعالج المفاهيم الدينية؟ إذا اكتشف إخوتي وأخواتي، هل سينظرون إليّ باحتقار؟ إذا عالجت الأخت كاثي المفاهيم الدينية لابن عمي، سوف يتطلع إليها إخوتي وأخواتي بالتأكيد بإجلال". عندما فكرت في ذلك، أدركت أنني كنت أتنافس معها من أجل الشهرة والربح مرة أخرى، لذلك صليت الى الله بصمت. لاحقًا، تذكرت مقطعًا من كلام الله يقول: "يجب أن تتعلّم أن تترك هذه الأمور وتضعها جانبًا، وأن تزكّي الآخرين وتسمح لهم بالبروز. لا تكافح بغضب أو تسرع لاستغلال فرصة لحظةٍ تصادفها كي تبرز أو كي تكسب المجد. يجب أن تتعلّم أن تتراجع، لكن لا يجب أن تؤجّل تأدية واجبك. كن شخصًا يعمل في خمول ذكر وصمت، ولا يتباهى أمام الآخرين بينما تؤدي واجبك بإخلاص. كلّما تخليت عن مكانتك ووضعك، وتخليت عن مصالحك، ستنعم بسلام أكبر، وسيزداد الضياء داخل قلبك، وستتحسّن حالتك. كلّما كافحت وتنافست أكثر، أصبحَت حالتك داكنةً أكثر. إن كنت لا تصدّق، فجرّب وسترى!" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أنارني كلام الله. كان علي أن أتخلى عن كبريائي وأن أتعاون معها. من شأن الممارسة بهذا الشكل أن تساعد في واجباتي. لو ظللت أغار منها وأنافسها على الشهرة والربح، ستصبح حالتي أكثر سلبية وقتامة، لأن السعي وراء الشهرة والمكانة هو طريق الشيطان. صليت إلى الله قائلة: "يا الله القدير، أعلم أنه لا يزال لدي شخصية فاسدة. أغار من أختي، وأفكر في التنافس معها على الشهرة والربح، لكن يجب أن أنحي سمعتي ومكانتي جانبًا. أرجوك أرشدني في التخلي عن الجسد وممارسة الحق لإرضائك". بعد أن صليت، شعرت براحة أكبر، وذهبت إلى الأخت كاثي لشرح الموقف. وافقت على الفور وناقشت معي كيفية التعامل مع الأمر. عندما رأيت ذلك، تأثرت كثيرًا. فكرت كيف عشت دائمًا من أجل سمعتي الخاصة وتظاهرت بالانسجام مع الأخت كاثي، لكنها لم تعرف قط أفكاري الحقيقية. لذا قررت أن أفتح قلبي للأخت كاثي.

بعد العشاء، تحدثت إلى الأخت كاثي، وأقمت شركة حول كل الفساد الذي كشفته. بعد سماعها هذا، قالت: "لا بأس. أنا في الواقع أكثر منك فسادًا في هذا الصدد. هذا النوع من الشركة جيد جدًا". بعد أن فتحت قلبي، شعرت أيضًا براحة تامة، وتمكنت من التخلى عن غيرتي تجاهها. الآن يمكنني أداء واجباتي مع الأخت كاثي، وأشعر بإحساس عميق بالأمان والتحرر. كل هذا كان نتيجة دينونة كلام الله. تجعلنا ممارسة الحق نشعر بالسلام والراحة. الحمد لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الخروج من مستشفى المجاذيب

كان في يناير 2012. شارك أحد الجيران إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة معي، لقد استنفدت نفسي في إدارة عمل، تركني مصابة بشد عضلي قطني وكتف...

يوم استفقت من غطرستي

بدأت نشر الإنجيل عام 2015. سرعان ما حققت بعض النجاحات بإرشاد الله. التقيت أحيانًا بأناس غلبتهم المفاهيم الدينية، ولم يرغبوا في بحث عمل الله...

اترك رد