لماذا أقلق من ارتكاب الأخطاء؟

2023 يونيو 10

خلال العمل في التصميم الفني للكنيسة، واجهت بعض الصعوبات في البداية، لكن من خلال الاتكال على الله ومشاركة الإخوة والأخوات، تحسن أدائي. لاحقًا، عرفت فجأة أنه أُعيد تكليف الأخت ليزا بواجب جديد لأن تصميماتها كانت مليئة بالأخطاء وغالبًا ما كان يجب إعادة العمل عليها. ورغم التذكيرات المتكررة من الإخوة والأخوات، وشركاتهم ودعمهم، فإنها لم تتحسن، وأثَّر هذا بشدة على عمل الكنيسة. وبعد تكليف ليزا بواجب آخر، أخبرت نفسي بأنني يجب أن أكون أكثر حذرًا في عملي وأتجنب ارتكاب الأخطاء. فإذا ارتكبت مجموعة من الأخطاء، وثبت أني غير مناسبة للوظيفة، فستكون مسألة وقت قبل أن أُكلف بواجب آخر. لقد عملت فقط كمصممة في الكنيسة ولا أمتلك أي مهارات أخرى – وإن كُلفت بواجبات أخرى ولم أستطع أداءها، فهل سيظل بإمكاني نيل الخلاص؟ بعد ذلك، مع كل تصميم أقوم به، أصبحت أقدم ثلاث أو أربع نسخ، لكن كانت كل نسخة تصميمًا أوليًّا تمامًا ولا يصلح للاستخدام في الأساس. في الواقع، تكفي نسختان، لكني كنت أحاول أن أكون ذكية، واعتقدت أنني إن قدمت نسخًا عديدة، فمن المحتمل أن تكون هناك واحدة يجدونها مقبولة. نتيجة لذلك، كلما ازددت حذرًا، ازدادت الأخطاء التي ارتكبها في تصميماتي. وذكرتني قائدة الفريق بأنه يجب عليَّ أن أكون أكثر جدية واجتهادًا في عملي، وأن أخصص الوقت اللازم لضمان جودة كل تصميم وألا أعمل بطريقة رتيبة تخلو من الحماس. وعندما أخبرتني القائدة بهذا، لم أتأمل مشكلاتي أو أُجري تقييمًا لانحرافاتي في العمل، بل خشيت فحسب أن تجدني القائدة غير مناسبة للعمل وتكلفني بواجب آخر. لاحقًا، أصبحت أكثر خوفًا من ارتكاب الأخطاء في تصميماتي. وأحيانًا عندما لم أوافق على اقتراحات الإخوة والأخوات، كنت أريد أن أتحدث معهم عن كيفية القيام بعمل أفضل، لكني شعرت بأني لو فتحت فمي، قد يعتقد الناس أنني لامبالية ولا أريد إجراء مراجعات. وإذا أعطيت الناس انطباعًا سيئًا، فإنني كنت سأسير على طريق تكليفي بواجب آخر. شعرت بأنه يجب عليَّ أن أكون أكثر حذرًا وأظهر للجميع أنني أستطيع تقبل الاقتراحات وأكون مجتهدة ومسؤولة. لذلك أبقيت فمي مغلقًا. خلال ذلك الوقت، كلما ازداد خوفي من تكليفي بواجب آخر، ازدادت الأخطاء التي ارتكبتها. وأعيد إليَّ أحد التصميمات عدة مرات وتأخر عملنا. ولم أعد قادرة إلا على إنتاج ربع ما كنت أفعله عادة في أسبوع واحد. عندما رأت قائدة الفريق أن أدائي يعاني بشكل واضح، تعاملت معي قائلة: "أصبحت تصميماتكِ دون المستوى مؤخرًا، وتعاد إليكِ دائمًا، وأنتِ غير كفؤ بالمرة – هل تركزين على عملكِ أم لا؟ ما المشكلة؟ هل تأملتِ؟" أثَّر فيَّ انتقاد قائدة الفريق تأثيرًا قويًّا حقًّا. أدركت أنني كنت أبطئ تقدم العمل وأن حقيقتي قد انكشفت ليراها الجميع حينئذ. بدا من المؤكد أنني سأُكلف بواجب آخر، نظرًا للمشكلات العديدة التي كانت لديَّ. أصابني الإحباط ولم أستطع الشعور بالتحفيز في عملي. كنت أنتظر اليوم الذي تأتي فيه القائدة وتخبرني بأنني كُلفت بواجب آخر.

تواصلت مع الله في الصلاة وسعيت قائلة: لماذا خشيت دائمًا ارتكاب الأخطاء وتكليفي بواجب آخر؟ وذات يوم، رأيت هذه المقاطع من كلمات الله. "يرى عدو المسيح أن نَيْل البَركات أعظم من السموات نفسها، وأعظم من الحياة، وأهم من طلب الحق، وتغيير الطباع، أو الخلاص الشخصي، وأهم من أداء واجبه جيدًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يرقى إلى المستوى المطلوب. إنهم يعتقدون أن كونك مخلوقًا يرقى إلى المستوى، ويقوم بواجبه جيدًا ويخلُص، كلها أمور تافهة لا تكاد تستحق الذِكر، في حين أن ربح البَركات هو الأمر الوحيد في حياتهم بأكملها الذي لا يمكن نسيانه أبدًا. في أي شيء يواجهونه، مهما كان كبيرًا أو صغيرًا. إنهم يهتمون بأن يُباركهم الله، ويتسمون بالتحفظ واليقظة بشكل مذهل، ويتركون دائمًا مخرجًا لأنفسهم. لذلك عندما يتم تعديل واجبهم، إنْ كان التعديل ترقية، سيعتقد ضد المسيح أن لديه أملًا في أن يُبارك. أما إن كان خفض درجة، من قائد فريق إلى مساعد قائد فريق، أو من مساعد قائد فريق إلى عضو مجموعة عادي، أو إذا لم يكن لديهم واجب على الإطلاق، فإنهم يشعرون بأن هذه مشكلة كبيرة، ويعتقدون أن أملهم في الحصول على البركة ضعيفٌ. أي نظرة هذه؟ هل هي نظرة لائقة؟ حتمًا لا. بل هذه نظرة سخيفة. ربح شخص ما استحسان الله من عدمه لا يعتمد على الواجب الذي يؤديه، بل على ما إذا كان يمتلك الحق، وما إذا كان يطيع الله حقًا، وما إذا كان مخلصًا. فهذه هي الأمور الأهم. خلال فترة خلاص الله للبشر، يجب أن يعاني الناس من تجارب كثيرة. يجب أن يمروا بالعديد من الإخفاقات والنكسات، وخصوصًا في أداء واجبهم. ولكن في النهاية، إذا فهموا الحق وكانت لديهم طاعة صادقة لله، فسوف ينالوننعمة عند الله. وفيما يتعلق بنقلهم في واجبهم، يمكن ملاحظة أن أضداد المسيح لا يفهمون الحق ولا يملكون القدرة على قبول الحق على الإطلاق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). "انطلاقًا من موقف أحد أضداد المسيح ومنظوره فيما يخص حدوث تغيير في واجبه، أين تكمن مشكلته؟ هل المشكلة هنا كبيرة؟ (نعم). إن خطأه الأكبر هو أنه ينبغي ألا يربط التغيير في الواجب بنيل البركات؛ فهذا شيء ينبغي عليه عدم فعله بالتأكيد. في الواقع، لا توجد علاقة بين الاثنين، ولكن نظرًا لأن قلب ضد المسيح يفيض بالرغبات في نيل البركة، فمهما كان الواجب الذي يؤديه، فإنه يصله ويربطه بما إذا كان سينال البركة أم لا. وعلى هذا النحو، فإنه لا يتمكن من أداء واجبه أداءً مناسبًا، ويمكن كشفه واستبعاده. هذا هو خطؤه، وقد شرع في هذا الطريق اليائس بنفسه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). كشفت كلمات الله كيف يمتلك أضداد المسيح شخصيات شريرة بشكل خاص وفهم سخيف للحق. إنهم يفكرون في شيء عادي مثل التكليف بواجب آخر من خلال عدسة ربح البركات أو خسارتها ويخشون إن كُلفوا بواجب آخر أوأُعفوا أن يخسروا غايتهم النهائية. ولذلك، يفعلون كل ما بوسعهم لتأمين مستقبلهم. بالتفكر في كلمات الله، تأملت في نفسي. كان سلوكي الشخصي يشبه سلوك ضد المسيح. كنت أفكر في واجبي من ناحية ربح البركات وخشيت إذا كُلفت بواجب آخر، أن أخسر فرصتي في الخلاص. وعندما سمعت أن ليزا كُلفت بواجب آخر، خشيت أن أُكلف بواجب آخر أيضًا. نظرت إلى واجبي على أنه درع حماية واعتقدت أنني إن خسرته لن أنال الخلاص. بعد ذلك، أصبحت ألتزم الحذر، وأقدم عدة نسخ لكل تصميم لكيلا يتعرضوا جميعًا للرفض. لكني فشلت في التركيز على جودة التصميمات ونتيجة لذلك، ازداد ظهور المشكلات في عملي وتناقص بشكل كبير عدد التصميمات المقبولة التي أنتجتها. وأصبحت أكثر تحفظًا في تعاملاتي مع الإخوة والأخوات ولم أصارحهم بأفكاري ولم أناقشها معهم، وخشيت أن يعتقدوا أنني لا أقبل اقتراحاتهم ويقيِّموني بشكل سيئ، فيؤدي هذا إلى تكليفي بواجب آخر. كنت أحترس دائمًا من الإخوة والأخوات وأتظاهر. ولأنني كنت أقلق دائمًا بشأن ربح البركات، لم أستطع التركيز على عملي، ولم أهتم بالتفكير الدقيق في مشكلاتي ولم أسع للحق والمبادئ. نتيجة لذلك، ارتكبت خطأ تلو الآخر، وأصبحت غير كفؤ وأعقت عملنا. وأصبحت أيضًا محبطة بشكل متزايد. وبعد أن تعاملتْ معي قائدة الفريق وهذبتني، لم أهتم بالتأمل في نفسي، بل أصبحت سلبية ومعارضة. قلت لنفسي: "لقد انتهى أمري الآن – تعتقد قائد الفريق أنني غير مجتهدة في واجبي ودائمًا ما ارتكب الأخطاء، ومن المؤكد أنني سأُكلف بواجب آخر". غرقت في السلبية، وتصرفت بطريقة مستهترة وشعرت بالفتور في واجبي. لقد أنعم الله عليَّ بفرصة لأداء واجبي لكي أسعى للحق، وأعمل حسب المبادئ، وأستطيع نيل الخلاص من الله. لكني لم أسر على المسار الصحيح – ولم أُولِ الأهمية للسعي للحق والعمل حسب المبادئ. وكلما ظهرت مشكلة، كنت أخشى فقط أن أُكلف بواجب آخر وأخسر فرصتي في ربح البركات. كنت أرى واجبي وسيلة لربح البركات: اعتقدت أنه ما دمت لم أرتكب أخطاء في واجبي ولم أُكلف بواجب آخر، أستطيع بلا شك نيل الخلاص ودخول ملكوت السموات عندما ينتهي عمل الله. أدركت أنني أقوم بعملي فقط من أجل نيل البركات. كنت أنظر إلى واجبي على أنه "طوق نجاة" لاستغلال الله وخداعه. كل هذا جعل الله يبغضني ويمقتني. فشعرت بالذنب والندم، ولذلك صليت لله وأبديت استعدادي للتوبة.

لاحقًا، رأيت المزيد من كلمات الله. "أخبرني، إذا تمكَّن شخصٌ ارتكب خطأً ما من الفهم الحقيقيّ وكان على استعدادٍ للتوبة، أفلا يمنحه بيت الله تلك الفرصة؟ مع اقتراب خطَّة تدبير الله التي استغرقت ستَّة آلاف عامٍ من نهايتها، توجد العديد من الواجبات التي يجب أداؤها. ولكن عندما لا يكون لدى الناس ضميرٌ أو عقل، وعندما يهملون في عملهم، وإذا اكتسبوا فرصةً لأداء واجبٍ ولكنهم لا يعرفون تقديره، ولا يطلبون الحقّ على الأقلّ، تاركين الوقت الأمثل يمضي، فسوف ينكشفون إذًا. إذا كنت مهملًا وغير مُبالٍ باستمرارٍ في أداء واجبك، ولا تخضع على الإطلاق عند مواجهة التهذيب والتعامل معك، فهل سيستمرّ بيت الله في استخدامك في أداء الواجب؟ فالحقّ هو الذي يسود في بيت الله وليس الشيطان. والله له الكلمة الأخيرة في كلّ شيءٍ. إنه هو الذي يُجري عمل خلاص الإنسان ويملك على كل شيء. لا توجد حاجةٌ إلى تحليلك ما هو صوابٌ وما هو خطأ؛ فدورك فقط هو أن تسمع وتطيع. عندما تُواجَه بالتهذيب والتعامل معك ينبغي أن تقبل الحقّ وتتمكَّن من تصحيح أخطائك. إن فعلت ذلك، فلن يُجرِّدك بيت الله من مكانتك لأداء الواجب. وإذا كنت تخاف دائمًا من استبعادك ودائمًا ما تُقدِّم الأعذار وتُبرِّر نفسك، فهذه مشكلةٌ. إذا سمحت للآخرين برؤية أنك لا تقبل الحقّ على أقلّ تقديرٍ، وأنك منغلقٌ على العقل، فأنت في ورطةٍ. سوف تكون الكنيسة ملزمة بالتعامل معك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). "يحتفظ أضداد المسيح بهذه الأشياء في أعماق قلوبهم ويحثون أنفسهم: "الحذر أساس الأمان؛ والمسمار البارز هو أكثر ما يُدق بالمطرقة؛ والقمة موحشة". إنهم لا يؤمنون بأن كلام الله هو الحق، ولا يؤمنون بأن شخصيَّته بارَّة وقدُّوسة. إنهم ينظرون إلى هذا كلّه بمفاهيمٍ وتخيُّلات بشريَّة، كما يتعاملون مع عمل الله بمنظوراتٍ وأفكارٍ بشريَّة ومكرٍ بشريّ، ويستعملون منطق الشيطان وتفكيره لرسم شخصيَّة الله وهويَّته وجوهره. من الواضح أن أضداد المسيح لا يقبلون ولا يعترفون بشخصيَّة الله وهويَّته وجوهره فحسب، بل إنهم متخمون بالمفاهيم والمقاومة والتمرد على الله، ولا يمتلكون أدنى معرفة حقيقية بشخصه. فتعريف أضداد المسيح لعمل الله وشخصيته ومحبته لا يتخطى علامات الاستفهام ـ الغموض، كما أنهم ممتلئون بالـشك والإنكار والتشويه لها؛ فماذا إذًا عن هويَّته؟ تُمثِّل شخصيَّة الله هويَّته؛ بنظرة كهذه إلى شخصية الله، فإن نظرتهم لهويَّة الله أمرٌ بديهيّ – الإنكار التامّ. هذا هو جوهر أضداد المسيح" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر (الجزء السادس)]. يكشف كلام الله كيف أن أضداد المسيح لا يؤمنون بأن كلام الله هو الحق ولا يرون الأشياء مطلقًا في ضوء كلماته. بل يقيّمون جميع الأمور من ناحية غدرهم ومنطقهم الشيطاني. إن شخصيتهم شريرة بالفعل. عندما تأملت نفسي في ضوء كلمات الله، أدركت أن طريقتي في النظر إلى الأمور لا تختلف عن طريقة ضد المسيح. عندما كُلفت ليزا بواجب آخر، لم أنظر إلى الأمر من ناحية الحق والمبادئ، بل تبنيت الفكرة الشيطانية "الحذر أساس الأمان"، واعتقدت أنه من الأفضل أن أكون أكثر حذرًا وأنه يجب ألا أرتكب أي خطأ. وإذا ارتكبت الكثير من الأخطاء، وكُلفت بواجب آخر، اعتقدت أنني سأكشف تمامًا وأُستبعد. وعند القيام بواجبي، تحفظت في التعبير عن أفكاري خلال التعاملات المعتادة مع الإخوة والأخوات ولم أكن أصارحهم بأفكاري وأشاركهم إياها، وخشيت إذا قلت أو فعلت أي شيء خطأ، أن أُكلف بواجب آخر. وبعد أن تعاملت القائدة معي وذكرتني بأن اجتهد في العمل، شعرت بالقلق، واعتقدت أن التعامل معي علامة مؤكدة على أنني سأُكلف بواجب آخر وأنني سأخسر فرصتي في نيل الخلاص. أدركت أنني كنت أمارس الإيمان لوقت طويل وقرأت الكثير من كلام الله، لكني لم أسع للحق ولم أر الأشياء حسب كلام الله. بل حكمت على عمل الله باستخدام المنطق والاعتقادات الشيطانية، واعتقدت أن الله يشبه تمامًا قادة العالم الذين يفتقرون إلى العدالة والبر. في واجبي، شعرت بأنني في موقف خطير جدًّا وربما أُكشف وأُستبعد، ولا أملك فرصة للتوبة إذا فعلت أو قلت أي شيء خطأ. في اعتقاداتي، كنت أنكر بر الله وأجدف على الله. في الكنيسة، يملك الله والحق القوة. ودائمًا ما يتم استبعاد الناس وتكليفهم بواجب آخر حسب المبادئ. لن تدين الكنيسة الناس أبدًا وتستبعدهم بناءً على حادثة فردية، بل بالأحرى على موقف ذلك الشخص من الحق، وسلوكه العام وطبيعته وجوهره. كانت ليزا دائمًا ما تعمل بطريقة رتيبة تخلو من الحماس، ما أضر بعمل الكنيسة. وأقام الإخوة والأخوات شركة معها حول الحق، ودعموها وكشفوها وتعاملوا معها، لكنها لم تُظِهر أي علامات على التوبة وفي النهاية كُلفت بواجب آخر. أيضًا، كان تكليفها بواجب آخر لا يعني أنها استُبعدت تمامًا. ولو أنها تأملت في نفسها، وسعت للحق، وتابت وتغيرت بالفعل، لظل أمامها فرصة لنيل الحق وخلاص الله. لكنها إن لم تتب وتقبل الحق بعد تلقي الشركات والدعم والتعامل عدة مرات، فسوف تُكشف تمامًا وتُستبعد. ولقد ذُكِّرت بكيفية تعامل الله مع أهل نينوى. عندما أدرك الله فساد أهل نينوى وشرهم وخطاياهم، أرسل يونان لتحذيرهم وأعطاهم أربعين يومًا ليتوبوا. عندئذ ارتدى أهل نينوى المسوح وجلسوا في الرماد وتابوا بحق. ورأى الله صدقهم وصفح عن خطاياهم. تبين هذه القصة كيف أنه لا يتعرض جميع الذين اقترفوا التعديات للاستبعاد – يرى الله ما إذا كان الناس سيتوبون ويصدقون أم لا. إنني لم أسع للحق ولم أر هذا الأمر حسب كلام الله، بل آثرت تبني موقف القلق وسوء الفهم. وعارضت الله وقاومته ولو لم أتب، لكُشفت واستُبعدت.

لاحقًا، رأيت مقطعين آخرين من كلمات الله منحاني فكرة أفضل عن مقاصده. تقول كلمات الله، "ينتهي المطاف بالبعض قائلين: "لقد قمتُ بعملٍ كثير من أجلك، ورغم أنني ربما لم أحقق إنجازات بارزة، لكنني كنتُ مثابرًا في جهودي. أما تدعني أدخل السماء فحسب لآكل من ثمرة الحياة؟" يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلًا سهلًا إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصيتك الحياتية، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). "إن تأدية الإنسان لواجبه هي في الواقع إنجاز كل ما هو متأصل فيه، أي إنجاز كل ما هو ممكن للإنسان. وحينها يكون قد أتمَّ واجبه. تتقلّص عيوب الإنسان أثناء خدمته تدريجيًا من خلال الخبرة المتواصلة وعملية اختباره للدينونة، وهذه العيوب لا تعوق واجبه أو تؤثر فيه. أولئك الذين يتوقفون عن الخدمة أو يتنحّون ويتراجعون خوفًا من القصور الذي قد يكون موجودًا في خدمتهم هم الأكثر جُبنًا بين كل الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). بتأمل كلمات الله، أدركت أن الله يحدد الغايات النهائية للناس ليس اعتمادًا على واجبهم، أو مقدار ما عانوه، أو كمية رأس المال الذي جمعوه، بل بالأحرى على ما إذا كانوا مخلصين في واجبهم، ويخضعون لله، ويقدمون الشهادة عن ممارسة الحق، ويحققون التغيير في شخصياتهم. أيضًا، تتسم طلبات الله من الناس في واجباتهم بأنها جميعًا عملية. إنه لا يطلب أن يحقق الناس الكمال وألا يرتكبوا أي خطأ على الإطلاق، بل أن يستخدموا كل قدراتهم في العمل، ويبذلوا كل ما بوسعهم ويبتعدوا عن العمل بطريقة رتيبة تخلو من الحماس وعن المراوغة. هذه الطريقة في أداء المرء لواجبه ترضي الله. فكرت في أنه رغم أن بعض الناس يؤدون واجباتهم دائمًا دون أن يرتكبوا خطأ أو يتعرضوا للتعامل والتهذيب، فإنهم لا يسعون للحق، بل يعملون بطريقة رتيبة تخلو من الحماس ويفشلون في تحقيق النتائج على المدى الطويل. وفي النهاية، يُكشف مثل هؤلاء الناس ويُستبعدون، وفي الحالات الخطيرة ربما يُقطعون من الكنيسة. لكن يظهر بعض الإخوة والأخوات شخصية فاسدة في واجباتهم، أو تظهر انحرافات معينة في عملهم بسبب الإخفاق في فهم المبادئ، ولذلك يتم تهذيبهم والتعامل معهم. ورغم ذلك، فإنهم يركزون على التأمل في أنفسهم، ويسعون للحق للتخلص من شخصياتهم الفاسدة، ويستفيدون من أخطائهم، ويسعون لمبادئ الحق وفي النهاية، يتحسن أداؤهم ويحرزون التقدم في الحياة. بيَّنت لي هذه الحقائق أن نيل الخلاص لا يرتبط بنوعية الواجب الذي يؤديه المرء. فأكثر شيء مهم هو أنه خلال الواجب، يجب على المرء أن يركز على السعي للحق وممارسته لكي يستطيع العمل حسب المبادئ. هذا، وهذا فقط، هو المسار الصحيح. تذكرت كيف كنت أبدو في الظاهر أنني أؤدي واجبي، لكن عندما كُشفت ولم أجنِ إلا الفشل، كان رد فعلي هو القلق فحسب. لم أسع للحق قطُّ لأحل مشكلاتي. وأدركت أنني كنت في موقف خطير. بعد ذلك، سارعت بالمثول أمام الله لأتأمل – لماذا ارتكبت الأخطاء دائمًا وتراخيت في واجبي، ولماذا أصبحت غير كفؤ؟ في النهاية أدركت أنني لم أقدر شراكتي مع الإخوة والأخوات. لو كنت أستطيع، قبل البدء في التصميم، أن أتواصل معهم عن طريقة تفكيري، وأصل إلى إجماع، وأختار اتجاهًا واضحًا للتصميم بناءً على المبادئ، لكان من الممكن أن أحصل على صورة أكثر وضوحًا وأتجنب إعادة عملي لي وتعطيل تقدم العمل. علاوة على ذلك، لم أسع للحق ليتحسن أدائي لواجبي ورضيت بمستواي الحالي. لم أركز على تقييم مشكلاتي في العمل الذي فعلته، وعلى السعي للمبادئ واكتشاف مجالات الدراسة المستمرة. لذلك استمرت بعض المشكلات في الظهور وانخفضت جودة وكفاءة عملي في التصميم. بتأمل كل هذا، أدركت أخيرًا عدد المشكلات التي كانت موجودة في طريقتي في العمل. أشارت قائدة الفريق إلى المشكلات فحسب وساعدتني على التعرف على مشكلاتي وتصحيحها بسرعة. لكن بدلًا من ذلك كنت أحترس من إخوتي وأخواتي ولم أفشل في إدراك مشكلاتي فحسب، بل أصبحت سلبية ومعارضة أيضًا. كنت غير عقلانية بالمرة! وشعرت بالندم والذنب وقررت إصلاح مشكلاتي بأسرع ما يمكن.

بعد ذلك، صادفت هذا المقطع من كلمات الله. "إذا كان شخص ما صريحًا، فهو شخص صادق. هذا يعني أن مثل هؤلاء فتحوا قلوبهم وروحهم تمامًا لله، دون أن يخفوا شيئًا أو يخافوا من شيء. لقد سلموا قلوبهم بالكامل وأظهروها لله، مما يعني أنهم وهبوا أنفسهم بالكامل له. فهل سيظلون بعيدًا عن الله؟ كلا، لن يظلوا كذلك. بهذه الطريقة يسهل عليهم الخضوع لله. إذا قال الله إنهم مخادعون، فسوف يقرُّون بذلك. إذا قال الله إنهم متعجرفون و بارُّون في أعين ذواتهم، فسوف يقرُّون بذلك أيضًا. ولن يقرُّوا هذه الأشياء فقط ويطوون هذه الصفحة؛ فهم قادرون على التوبة، والسعي من أجل مبادئ الحق، والاعتراف بأخطائهم وتصويبها. وسرعان ما سيكونوا قد قاموا بتقويم العديد من طرقهم الخاطئة، وسيصبحون أقل خداعًا وغدرًا وإهمالًا ولا مبالاة. كلما طالت مدة عيشهم وفق هذه الطريقة، أصبحوا أكثر صراحة وشرفًا، وزاد اقترابهم من هدفهم بأن يصبحوا أشخاصًا صادقين. هذا ما يعنيه العيش في النور. ... فهل أولئك الذين يعيشون في النور قادرون على قبول تمحيص الله؟ هل ما زالوا يخفون قلوبهم عن الله؟ هل ما زال لديهم أسرار لا يستطيعون إخبار الله بها؟ هل لا يزال لديهم أي حيل صغيرة مخفية في جعبتهم؟ كلا. لقد فتحوا قلوبهم تمامًا لله، ولم يخفوا شيئًا على الإطلاق. يمكنهم وضع ثقتهم في الله، وعقد شركة معه حول أي شيء، وإعلامه بكل شيء. لا يوجد شيء لن يقولوه لله ولا شيء لن يظهروه له. عندما يتمكن الناس من بلوغ هذا المستوى من الانفتاح، تصبح حياتهم سهلة وحرة ومتحررة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أظهرت لي كلمات الله أن المرء يجب أن يتخذ موقفًا صادقًا لكي يؤدي أي واجب بشكل جيد. والجانب الأكثر قيمة في الشخص الصادق هو قدرته على قبول الحق وتمحيص الله. وبصرف النظر عن كيفية تعرضه للكشف أو مواجهة الفشل، فإن بمقدوره إدراك أوجه قصوره، والسعي للحق، والتأمل في نفسه، وإصلاح الأخطاء في عمله. من المرجح أن ينال مثل هؤلاء الناس استنارة الله وإرشاده، وتتحسن نتائجهم في واجباتهم باستمرار. عندما يبدأ الناس استثمار طاقاتهم في المسار الصحيح، فإنهم يرون أنفسهم تتحسن، وتتبدد جميع الهموم والمخاوف بشكل طبيعي.

بعد فهم مشيئة الله، مارست بوعي تلك الطريقة في واجبي. ثم ذات مرة عندما تشاركت مع إليشيا حول تصميم ما، أعيدت مسودتي لي لأني لم أفهم المبادئ وخشيت مرة أخرى إذا ارتكبت الكثير من الأخطاء أن أكُلف بواجب آخر. لكن، بمجرد أن شعرت بهذه الطريقة، أدركت فورًا أنني أفكر مرة أخرى في احتمالاتي المستقبلية، ولذلك سرعان ما صليت لله وأبديت استعدادي لاتباع الموقف الصحيح، وألا أتوخى الحذر من الله، وأن أتبنى المنظور الصحيح تجاه عيوبي، وأُقيِّم انحرافاتي وأسعى للمبادئ التي يجب أن أدخل فيها. بعد ذلك، صارحت إليشيا بحالتي فلم توبخني، بل عقدت شركة حول بعض المسارات المحددة التي يمكن تنفيذها مع أوجه قصوري. وتحسنت تصميماتي كثيرًا. ومع المضي قدمًا، تناقصت وتيرة حدوث هذه المشكلة في عملي. وعندما اتبعت أسلوبًا إيجابيًّا في الدخول، أصبحت أقل حذرًا من الله، وتوقفت عن القلق من تكليفي بواجب آخر، واستطعت التركيز على السعي للحق والتأمل في نفسي. ومع مرور الوقت، أحرزت تقدمًا في واجبي وقلت الأخطاء التي ارتكبتها شيئًا فشيئًا. وأيضًا ربحت الكثير في الدخول إلى الحياة وشعرت بالسلام والسكينة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف واجهتُ اضطهاد أسرتي

عندما كنتُ صغيرة السِّن، كثيرا ما كانت أمي تقول لي: "بالنسبة لامرأة، لا يوجد شيء أفضل في الحياة من العثور على زوج صالح وتكوين أسرة متآلفة....

التمييز ضد الغرباء شرٌ عظيم!

زياوجين – مقاطعة بان آن – إقليم زهيجيانج في فبراير 2007، استلمت الكنيسة ترتيبات عمل بعنوان "اسقِ المؤمنين الجدد ومدّهم بما يحتاجون إليه...

في الأمانة سعادة عظيمة

جانإن – مدينة هيفئ – إقليم آنهوي كنت في حياتي أسلك دائماً نهج هذه المقولة في كل تعاملاتي الاجتماعية: " على المرء ألاّ يدع قلبه يسوقه إلى...

تأملات "قائدة جيدة"

علّمني أبواي منذ نعومة أظافري أن أكون لطيفة مع الناس، وأن أكون ودودة ومتعاطفة. إذا ألمّت بمن حولي المشاكل أو أوجه القصور، لم يكن بإمكاني...