كيف ساعدني قبول الإشراف

2022 أكتوبر 30

كنت مسؤولة عن عمل الإنجيل في فريقين. ليس من زمنٍ بعيد، فُصِلَ بعض الإخوة والأخوات الآخرين لعدم قيامهم بعمل عملي وتخبّطهم الدائم في أداء واجبهم. شعرتُ بشيء من التوتر. كنت أفكر أنه كان علي أن أتأكد من إنجاز عمل حقيقي وحل المشكلات العملية، وإلا سأُطْرَدُ أنا أيضًا. ذات مرة في أحد الاجتماعات، سألتني القائدة: "هل قدّمتِ شركة عن المبادئ مع الإخوة والأخوات الذين نُقِلوا من كنائس أخرى مؤخرًا؟" فاجئني السؤال. كانت هذه مشكلة – لقد أخبرتهم فقط عن سير عملنا وليس المبادئ. ماذا يجب أن أقول للقائدة؟ إذا قلت إنني لم أقدّم شركة معهم، فهل ستعتقد أنني لم أنجز عملاً حقيقيًا؟ ولكن إذا قلت إنني قدّمتُ شركة معهم، فلن يكون ذلك صحيحًا. شعرتُ ببعض الذنب، وقلتُ متلعثمة: "لقد قمت للتو ببعض الشركة بناءً على ما كانوا يفتقرون إليه". ردت القائدة على الفور: "إذا لم تشاركي المبادئ معهم، فلن يكون لديهم أي اتجاه في واجبهم. هل يمكنهم تحقيق نتائج جيدة بهذه الطريقة؟ علينا أن نركز على تنمية هؤلاء الإخوة والأخوات". عندما أشارت القائدة إلى مشكلتي، كدتُ أشعر بوجهي يتخضب خجلاً. كنت أتساءل ماذا ستظن بي بعد ذلك، إذا كانت تعتقد أنني لم أكمل حتى هذه المهمة الأساسية، فهذا يعني أنني لم أقم بعمل عملي.

وسرعان ما بدأ أحد الفرق التي كنتُ منوطة بها في خفض الإنتاجية ووظهر عدد ليس بالقليل من المشاكل في عملي في ذلك الوقت. اكتشفت القائدة أنه إذا استمر ذلك يمكن أن يؤثر على فعالية عملنا، لذلك خفضت عدد الفرق التي كنت مسؤولة عنها من اثنين إلى واحد. كنت مستاءة حقًا عندما سمعت الأخبار. كان عليَّ أن أتساءل إذا اعتقدت القائدة أنني شخص لا يقوم بعمل عملي. وإلا فلن تقلل من نطاق مسؤولياتي. في الآونة الأخيرة كانت تتابع عملي كثيرًا. هل اعتقدت أنني لم أكن أعمل بجد في واجبي، وأنني غير جديرة بالثقة؟ هل ستفصلني إذا وجدت المزيد من أخطائي؟ خلال ذلك الوقت، كلما سمعت أن القائدة ستنضم إلى اجتماعنا، صرتُ أبادر باجترار أنواع الأسئلة التي ستطرحها، وما العمل الذي ستتابعه. اعتقدت أن القائدة ستسأل كيف كان أداء الإخوة والأخوات في واجباتهم تقريبًا في كل مرة، لذلك كنت أسارع لمعرفة ذلك قبل الاجتماع. في بعض الأحيان كانت هناك مشكلات أخرى تحتاج إلى حل، ولكن عند التفكير في عدم القدرة على الإجابة على أسئلة القائدة في اليوم التالي، كنت أخشى أن أُكشَفَ لعدم قيامي بعمل عملي. لذلك كنت أنحي جانبًا تلك المشكلات التي يجب معالجتها على وجه السرعة وأذهب للتحدث مع الآخرين واحداً تلو الآخر. بعد مُضِيّ بعض الوقت، كنت أعمل دون توقف على المهام التي تركز عليها القائدة أكثر، ورغم انشغالي كل يوم، لم أكن أحصل على نتائج أفضل في واجبي – في الواقع، صار أدائي أسوأ. ذات مرة سألتني القائدة خلال اجتماع: "لقد كان أداء الأخت ليو جيدًا جدًا في عملها الإنجيلي في السابق، فلماذا صار أداؤها سيئًا مؤخرًا؟ هل تعرفين السبب؟" صُعِقتُ. لا! كنت أركز تمامًا على التعامل مع مشكلات أخرى. لم أكن أعرف لماذا لم تكن الأخت ليو تعمل بشكل جيد في عملها الإنجيلي. ثم تابعت القائدة لتسألني: "هل بحثتِ في الحقائق التي تقوم الأخت ليو بالشركة حولها عند مشاركة الإنجيل، وإذا ما كانت تحل مفاهيم الناس؟" عند سماع هذا السؤال أصبت بالذعر أكثر. لم أسأل عن ذلك – ماذا أفعل؟ إذا لم أتمكّن من الرد، قد تعتقد القائدة أنني لم أكن أتابع عمل الأخت ليو، وأنني لم أكن أكتشف مشاكلها وأحلها في الوقت المناسب، وهذا هو السبب في انخفاض إنتاجيتها. أرسلت رسالة إلى الأخت ليو على الفور، لكنها لم تراها. كنت قلقة للغاية لدرجة أن راحة يدي كانت تتعرق. ثم تذكرتُ فجأة أن الأخت ليو قد ذكرت لي ما كانت تقدّم شركة عنه، فأخبرتُ القائدة على الفور. لم تقل أي شيء آخر، وهدأ قلقي أخيرًا. لفترة من الوقت، تملّكني الخوف من تلقي رسائل من القائدة، وأحيانًا لم أتمكن حتى من النوم جيدًا في الليلة التي سبقت الاجتماع. إذ لم أستطع التوقف عن التفكير فيما قد تسألني عنه القائدة، فكيف يجب أن أرد؟ كنت أصير أكثر توترًا عندما يحين موعد الاجتماع، قلقة من أنه إذا ظهرت المزيد من المشاكل في عملي، فسَأُطردُ. تمكنت من التخبط خلال كل اجتماع، لكنني شعرت بالبؤس في داخلي، وكان الأمر مرهقًا بالنسبة لي. لم يكن لدي طاقة في واجبي، وعندما ظهرت مشاكل في عمل الآخرين وتراجعت إنتاجيتهم، لم أشعر برغبة في حلها. في تلك المرحلة أدركت أنني لست في حالة جيدة. سرعان ما جئت أمام الله للصلاة والسعي: "يا إلهي، لقد كنت خائفةً حقًا من القائدة التي تشرف على عملي مؤخرًا. أنا قلقة من أن ينتهي بي الأمر بالفصل إذا ظهرت المشاكل. أعلم أن هذا ليس المنظور الصحيح. أريد أن أفكر وأعرف نفسي – أرجوك أرشدني".

ثم قرأت مقطعًا في تعبدي: "لا يؤمن بعض الناس بأن بيت الله يمكنه معاملة الناس بإنصافٍ. لا يؤمنون بأن الله يملك في بيته، وبأن الحقّ يسود هناك. يؤمنون بأنه مهما كان الواجب الذي يُؤدِّيه الشخص إذا ظهرت فيه مشكلةٌ فسوف يتعامل بيت الله مع هذا الشخص فورًا، ويُجرِّده من مكانته لأداء هذا الواجب أو يُبعده أو حتَّى يطرده خارج الكنيسة. هل تسير الأمور هكذا حقًّا؟ إنها بالتأكيد ليست كذلك. فبيت الله يعامل كلّ شخصٍ حسب مبادئ الحقّ. والله بارٌّ في معاملته لكلّ إنسانٍ. فهو لا ينظر فقط إلى كيفيَّة تصرُّف الشخص في موقفٍ واحد بل ينظر إلى طبيعة الشخص وجوهره ومقصده وموقفه، وينظر بشكلٍ خاصّ إلى ما إذا كان يمكن للشخص أن يتأمَّل نفسه عندما يرتكب خطأً، وما إذا كان يشعر بالندم، وما إذا كان بإمكانه النفاذ إلى جوهر المشكلة في ضوء كلام الله؛ بحيث يفهم الحقّ ويمقت نفسه ويتوب حقًّا. ... أخبرني، إذا تمكَّن شخصٌ ارتكب خطأً ما من الفهم الحقيقيّ وكان على استعدادٍ للتوبة، أفلا يمنحه بيت الله تلك الفرصة؟ مع اقتراب خطَّة تدبير الله التي استغرقت ستَّة آلاف عامٍ من نهايتها، توجد العديد من الواجبات التي يجب أداؤها. الأمر المخيف هو عندما لا يكون لدى الناس ضميرٌ أو منطق، وعندما يهملون في عملهم، وعندما يكتسبون فرصةً لأداء واجبٍ ولكنهم لا يعرفون تقديره، ولا يطلبون الحقّ على الأقلّ، تاركين الوقت الأمثل يمضي. فهذا يكشف الناس. إذا كنت مهملًا وغير مُبالٍ باستمرارٍ في أداء واجبك، ولا تخضع على الإطلاق عند مواجهة التهذيب والتعامل معك، فهل سيستمرّ بيت الله في استخدامك في أداء الواجب؟ فالحقّ هو الذي يسود في بيت الله وليس الشيطان. والله له الكلمة الأخيرة في كلّ شيءٍ. إنه هو الذي يُجري عمل خلاص الإنسان ويحلّ المشكلات. لا توجد حاجةٌ إلى تحليلك ما هو صوابٌ وما هو خطأ؛ فدورك فقط هو أن تسمع وتطيع، وعندما تُواجَه بالتهذيب والتعامل معك ينبغي أن تقبل الحقّ وتتمكَّن من تصحيح أخطائك. إن فعلت ذلك، فلن يُجرِّدك بيت الله من مكانتك لأداء الواجب. وإذا كنت تخاف دائمًا من استبعادك ودائمًا ما تُقدِّم الأعذار وتُبرِّر نفسك، فهذه مشكلةٌ. إذا سمحت للآخرين برؤية أنك لا تقبل الحقّ على أقلّ تقديرٍ، ورأى الجميع أنك منغلقٌ على المنطق، فأنت في ورطةٍ. سوف تكون الكنيسة ملزمة بالتعامل معك. وإذا كنت لا تقبل الحقّ على الإطلاق في أداء واجبك وكنت تخاف دائمًا من أن تنكشف وتُستبعد، فإن خوفك هذا مُلوَّثٌ بالقصد البشريّ، وبشخصيَّةٍ شيطانيَّة فاسدة، وبالشكّ والاحتراس وسوء الفهم. ولا شيء من هذه يُمثِّل موقفًا يجب أن يكون لدى الشخص. ينبغي أن تبدأ بتبديد خوفك وكذلك حالات سوء فهمك لله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). أدركت من كلام الله أنني كنت خائفة من الطرد لأنني لم أفهم شخصية الله أو مبادئ صَرف الناس من بيت الله. عندما رأيت أن بعض الناس طردوا لعدم قيامهم بعمل عملي، وكان من الواضح أن هناك عددًا قليلاً من المشاكل في عملي، كنت قلقة من أنه إذا ظهرت المزيد والمزيد من المشاكل، قد تعتقد القائدة أنني لم أكن أقوم بعمل عملي وتفصلني أيضًا. لذلك كنت أعيش في حالة من سوء الفهم والحذر، خائفة من القائدة التي تتفحص عملي. لكن في الواقع، ليس ظهور المشاكل وأوجه القصور في عملي بالأمر السيء. يمكن أن يساعدني هذا في العثور على المشاكل وحلها بسرعة، وتحسين كفاءتي في واجبي. ولكن بالنسبة لي، كنت تافهة وضيقة الأفق. عندما أشرفت القائدة على عملي اتخذتُ حذري وبدأتُ بالارتياب بها، متسائلةً عما إذا كانت تعتقد أنني لا أقوم بعمل عملي، وأنني غير جديرة بالثقة. اعتقدت أنها كانت تراقبني وقد تفصلني يومًا ما. كنت مليئة بالابتكارات والحيل. هناك مبادئ لإقالة الأعضاء في الكنيسة. لن يُفصَل أحد بسبب القليل من السهو أو الخطأ في واجبه. يحصل الناس على أكبر عدد ممكن من فرص التوبة، وإذا رفضوا التغيير وأثروا سلبًا على العمل، فيجب فصلهم. استطعت أن أرى أن بعض الإخوة والأخوات الآخرين لديهم سهو ومشكلاتٍ في عملهم، لكن القائدة لم تفصلهم. بل بذلت قصارى جهدها لدعمهم ومساعدتهم، والشركة معهم حول المبادئ. ثم من خلال التحليل والتغيير المستمرين، تحسن أدائهم لواجباتهم أكثر فأكثر. ومقدرة بعض الإخوة والأخوات لا ترقى للمهمة، لذلك تقوم الكنيسة بترتيب واجب مناسب لهم وفقًا لنقاط قوتهم. ليس هذا فصلاً تعسفيًا. على الرغم من فصل بعض الناس لعدم قيامهم بعمل عملي، بعد مراجعة الذات ومعرفتهم لأنفسهم لبعض الوقت، وربحهم للتوبة الحقيقية، ستقوم الكنيسة بترقيتهم واستخدامهم مجددًا. فالمشكلات التي تظهر في واجبك ليست مخيفة على الإطلاق. الأهم هو أن تتمكّن من قبول الحقّ والتفكّر في مشاكلك، ثم التوبة والتغير بصدق. رأيت أن القائدة لم تطردني بسبب انحرافاتي وأخطائي، لذلك لم يكن يجب أن أحذرها أو أسيء فهمها. كان يجب أن ألخص مشاكلي وأتفكّر فيها، وأجري بعض التغييرات. فجئت أمام الله للصلاة بعد ذلك، وشعرت أنني مستعدة للخضوع لترتيبات الله سواء فُصِلتُ أم لا، لأقوم بواجبي بصدق. شعرت بالسلام أكثر بعد صلاتي.

في وقت لاحق، انفتحتُ في الشركة مع أخت عن حالتي. واقترحت أن أقرأ بعض كلام الله عن قبول الإشراف. فقرأتُ هذا في كلام الله: "من الرائع أن تسمح لبيت الله بملاحظتك والإشراف عليك وفحصك؛ فهذا مفيدٌ لك في أداء واجبك، وفي المجيء لأداء واجبك بصورةٍ مُرضية وإرضاء مشيئة الله. وهو يفيد الناس ويساعدهم دون أيّ سلبيَّاتٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن يفهم شخصٌ ما المبادئ في هذا الصدد، هل ينبغي بالتالي أن تكون لديه أيّ مشاعر مقاومةٍ أو دفاع ضدّ إشراف القادة والعاملين وشعب الله المختار أم لا؟ من الممكن فحصك وملاحظتك أحيانًا، ومن الممكن مراقبة عملك، ولكن يجب ألَّا تأخذ هذا على المحمل الشخصيّ. ولم ذلك؟ لأن المهام التي هي الآن مهامك، والواجب الذي تُؤدِّيه، وأيّ عملٍ تعمله ليس شؤونًا خاصَّة أو مُهمِّة شخصيَّة لأيّ شخصٍ واحد؛ بل يتطرَّق إلى عمل بيت الله ويرتبط بجزءٍ واحد من ذلك العمل. وبالتالي، عندما يقضي أي شخص بعض الوقت في مراقبتك أو ملاحظتك، أو يسألك أسئلةً مُتعمِّقة في محاولةٍ منه للتحدُّث إليك بصدقٍ ولمعرفة ما كانت عليه حالتك خلال هذا الوقت، وحتَّى أحيانًا عندما يكون موقفه أقسى قليلًا ويتعامل معك ويُهذِّبك قليلًا ويُؤدِّبك ويُوبِّخك، فإن السبب في هذا كلّه هو أن لديه موقفٌ ضميريّ ومسؤول تجاه عمل بيت الله. يجب ألَّا تكون لديك أفكارٌ أو مشاعر سلبيَّة تجاه هذا" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). كانت قراءة كلام الله نوعًا من التنوير بالنسبة لي. ليست مهام عملنا أمورًا شخصية. إنها أمور مهمة، تشمل عمل الكنيسة ودخول إخوتنا وأخواتنا إلى الحياة. عندما يشرف القادة والعمال وينظرون في واجباتنا، فهم يفعلون ما ينبغي عليهم فعله. ويرجع هذا بالنفع على واجباتنا وعلى عمل الكنيسة. فكل شخص لديه شخصية فاسدة. قبل أن نربح الحق، وقبل أن تتغير شخصية حياتنا، لسنا جديرين بالثقة ولا يعتمد علينا. وإذا لم يتم الإشراف علينا، فمن المحتمل أن نضل طريقنا في أي لحظة. سنصير متعسفين ومخادعين في عملنا، ونفعل أمورًا لتعطيل عمل الكنيسة. لذا، يشرف القادة على عملنا لمساعدتنا على أداء واجبنا، وعلى النهوض بعمل الكنيسة. أتذكر سابقًا، عندما ذكر القائد أنني لم أشارك مبادئ نشر الإنجيل مع أعضاء الفريق الجدد، كان هذا حقًا انحرافًا في واجبي. لم أكن أفكر في إحراز تقدم في واجبي، لكنني كنت راضية عن الوضع الراهن، لذلك اعتقدت أن الإخوة والأخوات الذين لم يكونوا على دراية بالعمل يمكن تعليمهم بمرور الوقت، وهذا لن يؤثر على كفاءتنا في العمل. كان موقفي هذا تجاه واجبي مثار مقت الله. وإذا لم أغيره، بمرور الوقت، لم يكن ذلك سيعيق عمل الكنيسة فحسب، بل كان سيضر بدخولي إلى الحياة. عندما لاحظت القائدة هذا الأمر ونبهتني إليه، أتيحت لي الفرصة لمراجعة نفسي على الفور، لتصحيح أخطائي. كان ذلك مفيدًا لي للغاية. وكلما تفحصت القائدة عملي، كانت تنبهني إلى بعض المشاكل التي لا أراها عادةً. بهذه الطريقة، يمكن حل العديد من المشكلات في عملي دون تأخير، وصار لدي طريقًا للممارسة وتوجهًا في واجبي. بعد إدراكي لكل ذلك، شعرت أنني كنت حمقاء للغاية، وشعرت بالندم. إذا كنت قد تمكنت من مشاركة أخطائي في العمل طواعية مع القائدة، لكان من الممكن حل هذه المشاكل منذ وقتٍ طويل، ولما تأثر عملنا الإنجيلي.

فيما بعد، تفكّرتُ في نفسي. لماذا كنت دائمة الخوف من إشراف القائدة، من أن أفصل؟ ماذا كان أصل المشكلة؟ وقرأتُ هذا المقطع من كلام الله في تعبداتي: "إذا كنتم قادةً أو عاملين، فهل تخافون أن يستعلم بيت الله عن عملكم ويشرف عليه؟ هل تخافون أن يكتشف بيت الله هفوات وأخطاء في عملكم ويتعامل معكم؟ هل تخافون بعد أن يعرف الأعلى مقدرتكم ومكانتكم الحقيقيتين أن يعيد النظر فيكم وألّا يُفكِّر في ترقيتكم؟ ... لماذا لا تجرؤون على مواجهة الأمر مع علمكم بأن لديكم شخصيَّة ضدِّ المسيح؟ لماذا لا يمكنكم التعامل مع الأمر بصراحةٍ والقول: "إذا كان الأعلى يستفسر عن عملي، فسوف أقول كلّ ما أعرفه، وحتَّى إن انكشفت الشرور التي فعلتها ولم يعد الأعلى يستخدمني بمُجرَّد أن يعرف ذلك وأفقد مكانتي، فسوف أظلّ أقول بوضوحٍ ما يجب أن أقوله"؟ إن خوفك من إشراف بيت الله على عملك واستفساراته عنه يثبت أنك تحبّ مكانتك أكثر من الحقّ. أليست هذه هي شخصيَّة ضدِّ المسيح؟ فالاعتزاز بالمكانة فوق كلّ شيءٍ هو صفة شخصيَّة ضدّ المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)). كشف كلام الله عن أصل سبب خوفي من القائدة التي تشرف على عملي. لقد كنت مغرمة جدًا بمكانتي. كنت خائفة من أن تكتشف القائدة المشاكل في واجبي، ثم تعتقد أنني لم أقم بعمل عملي، وتفصلني. لذا، لأتمكن من الاحتفاظ بمكانتي، فعلت الأشياء في واجبي للاستعراض فقط، مجرد عمل ظاهري دون القيام بالعمل الجوهري والأساسي الذي كان يجب أن أقوم به. نتيجة لذلك، أصبح عمل الإنجيل أقل إنتاجية. كنت شديد الأنانية والوضاعة! في الواقع، أولئك الذين يمتلكون قلبًا حقيقيًّا مليئًا بالتبجيل لله يضعون مصالح عمل الكنيسة أولاً في واجبهم. إنهم يفضلون رؤية اسمهم ومكانتهم يعانيان إذا كان ذلك يعني دعم عمل الكنيسة. فيمكنهم أن يقبلوا في واجبهم تمحيص الله وإشراف الإخوة والأخوات. إنهم بسطاء وصادقون. ولكن بالنسبة لي، كل ما فكرت به هو كيفية حماية اسمي ومكانتي، بل وكنت مستعدة لرؤية عمل الكنيسة يعاني للحفاظ على منصبي. فكرت كيف أن أضداد المسيح يعتزون بالمكانة قبل كل شيء، ولن يتوقفوا عند أي شيء للحصول على المكانة. كان سلوكي يكشف تحديدًا عن شخصية ضد المسيح. كلما فكرت مليًّا في الأمر، شعرت أن ما أظهرته يشبه الحياة الوضيعة، دون أي نزاهة أو كرامة. كنت مشمئزة للغاية من نفسي. كنت أتوق من أعماق قلبي لأكون شخصًا مستقيمًا وصادقًا. فكرتُ في كلام الله هذا: "بالنسبة لأولئك الذين يحبون الحقَّ، فإن خيارهم هو ممارسة الحقِّ، ليكونوا أناسًا صادقين. هذا هو المسار الصحيح الذي يبارِكه الله. بالنسبة لأولئك الذين لا يحبون الحقَّ، فماذا يختارون أن يفعلوا؟ يستخدِمون الأكاذيب للدفاع عن سمعتهم ومكانتهم وكرامتهم ووضعهم. يفضِّل هؤلاء الناس أن يكونوا أناسًا مخادِعين وأن يكرههم الله ويرفضهم. إنهم لا يريدون الحق ولا يريدون الله، وما يختارونه هو سمعتهم ومكانتهم. إنهم يريدون أن يكونوا أناسًا مخادعين، ولا يهتمون بما إذا كان ذلك يرضي الله أو إذا كان الله يخلِّصهم، فهل يمكن لله أن يخلِّص مثل هؤلاء؟ بالقطع لا، لأنهم يسلكون المسار الخطأ. لا يمكنهم العيش إلا من خلال الكذب والغش، ولا يمكنهم إلا أن يعيشوا حياة مؤلمة تتمثل في قول الأكاذيب والتستُّر عليها وقدح زناد فكرهم للدفاع عن أنفسهم كل يوم. لعلك تعتقد أن استخدام الأكاذيب يمكن أن يحمي سمعتك المرغوبة ومكانتك وغرورك، لكن هذا خطأ كبير. لا تفشل الأكاذيب في حماية غرورك وكرامتك الشخصية فحسب، بل الأكثر خطورة أنها تتسبَّب أيضًا في إضاعة فرَص ممارسة الحقِّ وأن تكون شخصًا صادقًا. حتى إذا كنت تدافِع عن سمعتك وغرورك في ذلك الوقت، فإن ما تخسره هو الحق، وتخون الله، ما يعني أنك تفقد تمامًا فرصة نوال خلاص الله وتكميله لك. هذه أكبر خسارة وندَم أبدي" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يحيا كإنسان حقيقي إلا بالصدق). شعرت بالخجل عندما فكرت في كلام الله. بالاعتماد على الأكاذيب لحماية اسمي ومكانتي ظاهريًّا، كنت أظنّ أني حاذقة، لكنني كنت أخسر فرصة أن أكون شخصًا صادقًا، وأكثر من ذلك، فرصة ربح الخلاص والحق. هذه خسارة لا يمكن تعويضها. استخدمت الأكاذيب والحيل مرة بعد مرة لحماية اسمي ومكانتي، ولكن الله يرى كل شيء. يمكنني خداع الناس لبعض الوقت، لكن لا يمكنني أبدًا الهروب من تمحيص الله. الحقيقة أنني لم أكن أقوم بعمل حقيقي وكنت أعيق الأمور التي ستظهر عاجلاً أم آجلاً. لا تتسامح شخصية الله في الإساءة. إذا لم أتب، وظللتُ أختار الكذب لحماية مكانتي، كان الفصل سيكون مسألة وقت. فكرت في هؤلاء القادة الكاذبين وأضداد المسيح. إنهم يعملون فقط من أجل الاسم والمكانة، ولا يقومون بعمل عملي. حتى أن بعضهم لن يتوقف عن إحداث فوضى في عمل الكنيسة من أجل اسمه ومكانته، وفي النهاية يفعلون الكثير من الشر، ويُكشفون ويُستبعدون. فكرت أيضا أن أهم عمل في بيت الله الآن هو نشر انجيل ملكوت الله. ولكن كشخص مسؤول عن عمل الإنجيل لم أكن فقط قوة دافعة في عمل الإنجيل، لكنني كنت أحاول حماية اسمي ومكانتي، مما أدى إلى تأخير عملنا الإنجيلي. بناءً على سلوكي، كان يجب أن أُستَبدَل. كانت القدرة على الاستمرار في أداء واجبي هي تسامح الله العظيم معي. بعد أن أدركت كل هذا، جئت أمام الله للصلاة والتوبة، مستعدة لتغيير سعيي الخاطئ، وقبول إشراف القائدة علي، وأداء واجبي على أفضل نحو ممكن.

فيما بعد خلال تعبداتي، قراتُ مقطعًا من كلام الله: أعطاني سبيلاً للممارسة. تقول كلمات الله، "فإن أولئك الذين يمكنهم قبول الإشراف والاختبار والفحص من الآخرين هم الأكثر عقلانية على الإطلاق، فهم يتمتعون بالتسامح وبالطبيعة البشرية العادية. عندما تكتشف أنك تفعل شيئًا خاطئًا، أو يكون لديك فيض الشخصية الفاسدة، وتمكنت من الانفتاح والتواصل مع الناس، فسوف يساعد هذا أولئك الذين هم من حولك على مراقبتك. من الضروري بلا ريب أن تقبل الإشراف، غير أن الأمر الرئيسي هو أن تصلي لله وتتكل عليه، بحيث تُخضِع نفْسَك لتفكُّر دائم. ولا سيما عندما تكون قد سلكت الطريق الخطأ، أو فعلت شيئًا خاطئًا، أو عندما توشك على اتخاذ إجراء استبدادي أو أحادي الجانب، ويذكره شخص مجاور لك وينبِّهك، فإنك بحاجة إلى قبول ذلك والمسارعة إلى تأمل نفسك، والإقرار بخطئك، وتصحيحه. يمكن أن يحفظك هذا من أن تطأ قدمك طريق أضداد المسيح. إن كان هناك شخص يساعدك وينبِّهك بهذه الطريقة، ألا تحظى بالحفظ دون أن تدري؟ أجل، ستحظى به. ذلك صونٌ لك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). الشكر لله! خالجني شعورٌ عظيمٌ بالانطلاق حالما صار لي طريق للممارسة ولم أعد على أهبة الاستعداد ضد إشراف القائدة واستفساراتها. أيضاً، توقفت عن إخفاء مشاكلي وبدأت في التركيز على القيام بعمل عملي وحل المشاكل العملية. لم أشعر بالإجبار عندما سأل القائد عن عملي، وأصبحت قادرة على قبول تمحيص الله وأمارس كوني شخصًا صادقًا. كما يمكنني تحمل ذلك عندما لا أؤدي بعض الأعمال بشكلٍ جيد. وتوقفت عن حماية سمعتي ومكانتي. عندما وجدت القائدة مشكلات في عملي توقفت عن التفكير في عمّا ستظنه بي أو ما إذا كانت ستفصلني، ولكن فكّرت فقط في كيفية التغيير في أقرب وقت ممكن، والقيام بعملي بشكل جيد. لقد شعرت بالراحة حقًا منذ وضع كل هذا موضع التنفيذ، والقيام بواجبي بصراحة هو أمر رائع.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف أصبح واجبي مساومة

في أبريل 2017، كنت أعاني من ارتفاع ضغط الدم لذلك أوقفتي القائدة عن القيام بواجبي حتى أتمكن من العودة إلى المنزل والراحة. كنت مستاءة حقًا...

السبب الحقيقي للعمل غير الفعَّال

زينيي – مدينة شِيان – إقليم شنشي في زياراتي الأخيرة للكنائس، كنت أسمع أحيانًا القادة والعاملين يقولون إن بعض الأشخاص، بعد حضور الشركة معى،...

اختبار شخصية الضد

"يا الله! سواء أكانت لي مكانة أم لا، أنا الآن أفهم نفسي. إذا كانت مكانتي رفيعة فهذا بسبب تزكيتك، وإذا كانت وضيعة فهذا بسبب ترتيبك. فالكلّ...