كيف يخلِّص المخلِّص البشرية عندما يأتي

2021 سبتمبر 15

عندما نتحدث عن المخلِّص، يتفق جميع المؤمنين أنه سيأتي إلى الأرض بالتأكيد في الأيام الأخيرة، ليخلِّص البشرية. قال العديد من الأنبياء إن المخلِّص سيأتي في الأيام الأخيرة. فمن هو المخلِّص؟ الطوائف المختلفة لها تفسيرات متباينة، والأديان المختلفة تقول أمورًا متباينة عنه. فمن هو المخلِّص الحقيقي؟ المخلِّص الحقيقي هو الرب الذي خلق السموات والأرض وكل الأشياء. وهو الإله الواحد الخالق. وحده الرب الذي خلق كل شيء، هو الإله الواحد الحقيقي. ووحده الإله الحقيقي في الجسد هو المخلِّص القادر على تخليص البشرية. إن لم يكن الإله الحقيقي هو الذي خلق كل الأشياء، فهذا الشخص ليس هو الخالق ولا يستطيع خلاص البشرية. هذا شيء نحتاج إلى معرفته جيدًا. تذكروا! لا يوجد سوى إله واحد حق، ووحده الله المتجسِّد هو المخلِّص. وحده الله الحقيقي في الجسد يمكنه التعبير عن الحق وخلاص البشرية بأسرها، وأخذنا إلى غاية جميلة. هناك العديد من الآلهة الكاذبة، لذلك لا داعي لإدراجهم جميعًا، لكن هناك مخلِّص واحد حق. من هو إذًا هذا المخلِّص حقًا؟ قبل ألفي عام جاء الرب يسوع وقال: "تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متّى 4: 17). ثم صُلب ليفدي خطايا الإنسان. لقد أكمل عمل الفداء وبدأ عصر النعمة، سامحًا للناس بالمجيء أمام الله، ليصلوا، ويتواصلوا مع الله، ويتبعوا الله حتى الآن. كان هذا هو عمل الرب يسوع للفداء. كان الرب يسوع هو المخلِّص الذي جاء بين البشر وعمل. من هو المخلِّص، بناءً على ما رأيناه حتى الآن؟ الله في الجسد الذي يأتي بنفسه ليخلِّص البشرية. قام الرب يسوع بعمل الفداء، وغفر خطايا الناس، لكن الناس ما زالوا يخطئون باستمرار ولا يمكنهم تحقيق التوبة الحقيقية. خلاص الله هو أن يتوب الناس حقًا، وليس فقط أن يغفر خطايانا وينتهي الأمر. لهذا السبب وعد الرب يسوع أنه سيعود في الأيام الأخيرة ليخلِّص البشرية بالكامل. عاد المخلِّص الآن وهو بيننا. لقد عبَّر عن حقائق كثيرة ليطهِّر الإنسان ويخلِّصنا من الخطية، حتى نتمكَّن من التحوُّل إلى الله بالكامل، ويربحنا، ثم ندخل إلى الغاية الجميلة التي أعدها لنا؛ وهي ملكوته. يوجد الآن أشخاص في جميع أنحاء العالم سمعوا صوت الله وقد رُفعوا أمام عرشه. إن الله يدينهم ويطهرهم ولديهم شهادة جميلة. هم الغالبون الذين كمَّلهم الله. للأسف، لا يزال هناك الكثير من الناس الذين لم يسمعوا صوت الله، الذين لم يروا ظهور الله وعمله. لذلك نحن نشهد الآن كيف يخلِّص المُخلِّص البشرية.

عندما نتحدث عن الخلاص، لدى بعض الناس هذه الفكرة الغامضة، أن الله سينزل فجأة من السماء ويرفع المؤمنين مباشرة، للهروب من الكوارث والذهاب إلى السماء. هذا مفهوم وخيال إنساني، لكنه ليس واقعيًا. هناك مشكلة أخرى مهمة. لقد أفسد الشيطان الناس بشدة ولديهم طبيعة شيطانية. كل شخص يعيش في الخطية، زاخر بالدَنس والفساد. هل يمكن حقا أن نُختطف مباشرة؟ هل نحن مستحقون لملكوت السموات؟ إذا انتظر الجميع نزول المخلِّص متشبثين بهذا المفهوم، سيضيع هذا هباءً. سيسقطون في الكوارث، ويبكون ويصرُّون على أسنانهم. فكيف يخلِّص المخلِّص البشرية عندما يأتي؟ أولًا، يخلِّصنا من الخطية. لقد قام الرب يسوع بعمل الفداء فحسب، حتى تُغفر خطايانا، ولكن رغم هذا الغفران، ما زال لا يسعنا إلا الاستمرار في الخطية. لم ننجُ من أغلال الخطية. وهذه حقيقة ساطعة. الله قدُّوسٌ وبارٌّ. يظهر في مكان مقدَّس ويختبئ من أرض الدَنس. لا يستطيع الناس أن يروا الرب، كونهم غير مقدَّسين، فكيف لنا، ونحن نعيش في الخطية، أن نكون مستحقين للدخول إلى ملكوت الله؟ لهذا تجسَّد الله مرة أخرى في الأيام الأخيرة وهو يعبِّر عن الحقائق، ويعمل عمل الدينونة والتوبيخ، ليطهِّر الناس بالكامل ويخلِّصنا من الخطية، ومن الشيطان. كما قال الله القدير: "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًّا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملًا ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع لسيادة الله، سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

لقد جاء المخلِّص بالفعل. لقد عاد الرب يسوع في الجسد، وهو الله القدير المتجسِّد. لقد عبَّر الله القدير عن جميع الحقائق التي تطهِّر البشرية وتخلِّصها، مؤديًا عمل الدينونة ابتداءً من بيت الله. لا أحد غير الله في الجسد يمكنه التعبير عن الحق وخلاص البشرية، مهما كان عظيمًا أو مشهورًا. وحده الله المتجسِّد الذي يأتي إلى الأرض هو المسيح مُخلِّصنا. ماذا تعني كلمة "المسيح"؟ إنها تعني المخلِّص. كيف إذًا، يقوم الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة، بعمل الدينونة لتطهير البشرية وخلاصها؟

يخبرنا الله القدير: "سيستخدم مسيح الأيام الأخيرة مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن كل هذه الطرق في الكشف والتعامل والتهذيب بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها، يمكن إخضاع الإنسان وإقناعه اقتناعًا كاملًا بالله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًّا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق).

في الأيام الأخيرة، يخلِّص الله البشرية بالتعبير عن الحق لكشف طبيعتنا الخاطئة، حتى نتمكن من فهم أصل خطايانا، وحقيقة إفساد الشيطان لنا. بمجرد أن يتعرَّف الشخص على هذا، يمكنه أن يصاب بالندم الحقيقي ويحتقر نفسه ويكرهها. ثم يمكنه البدء في التوبة بصدق، ولا يتوق إلا إلى فهم الحق وربحه. عندما يصبح قادرًا على ممارسة الحق، يكون قد تعلَّم كيف يخضع لله. يفهم الحق ويعيش وفقًا لكلام الله والحق، لذلك تبدأ شخصيته الحياتية في التحوُّل. من خلال اختبار دينونة كلام الله باستمرار، يُطهَّر في النهاية من شخصيته الفاسدة. هذا هو الشخص الذي خلُص بالكامل وبعد ذلك يمكنه الدخول إلى الغاية الجميلة التي أعدَّها الله للإنسان. لهذا علينا أن نقبل دينونة كلام الله القدير وتوبيخه. يجب أن نتوب بصدق، ونتغيَّر حقًا، ونصبح أناسًا نخضع لله ونعبده. هذا فقط هو الخلاص الحقيقي، وهذا فقط يجعلنا مستحقين لدخول ملكوته.

الآن هناك شيء واحد واضح لنا بالتأكيد. وحده الله، وحده الخالق، هو القادر على خلاص البشرية وجلبنا إلى تلك الغاية الجميلة. هذا الإله، هذا الخالق، كان يتكلَّم ويعمل لإرشاد البشرية وخلاصها طوال الوقت، حتى اليوم. الكتاب المقدَّس بأكمله هو شهادة على ظهور الله وعمله. يشهد على أن السماء والأرض، وكل الأشياء، خلقها الله، ويشهد على ظهور الخالق وعمله. وحده هذا الإله الحقيقي المتجسِّد الذي يحل بيننا هو المخلِّص. وحده يستطيع أن يخلص البشرية. يجب أن يكون هذا المخلِّص هو الله في الجسد ويجب أن يعبِّر عن الحق. هذا هو المخلِّص الحقيقي الوحيد. أي مخلِّص مزعوم لا يستطيع التعبير عن الحق هو روح شرير يخدع الناس. هناك العديد من الآلهة الزائفة، مثل المشاهير الذين يبجلهم الأباطرة ثم يحسبونهم آلهة بعد وفاتهم. هل يمكن لهذا أن يُقنع حقًا؟ هؤلاء الناس مجرَّد بشر فاسدين يذهبون إلى الجحيم عندما يموتون، فمَن يمكنهم أن يُخلِّصوا؟ لا يمكنهم حتى خلاص أنفسهم، ويعاقبهم الله على خطاياهم. فهل يمكنهم خلاص البشرية؟ كل هؤلاء الأباطرة ماتوا منذ زمن بعيد، وجميعهم في الجحيم الآن. إن الآلهة الكاذبة التي قدموها لا يمكن أن تخلِّص البشرية حقًا. لا تؤمنوا بإله زائف، بأي ثمن. هذه حماقة وجهل، ستودي بكم بالتأكيد إلى الخراب. تذكروا أن المخلِّص يجب أن يكون الله المتجسد، وأن يعبِّر عن الحق. هذا لا يمكن أن يأتي إلا من الله. أي مخلِّص مزعوم لا يستطيع التعبير عن الحق هو كاذب ويقود الناس إلى الضلال. أي شخص ليس الله في الجسد، ولكنه يدعي أنه الله، هو مسيح كاذب وروح شرير. هؤلاء الناس ليسوا مخلِّصين ولا يمكنهم خلاص البشرية. يتظاهر الشيطان وجميع الأرواح الشريرة بأنهم آلهة، لكنهم ما زالوا لا يجرؤون على الادعاء بأنهم خالقي كل الأشياء، وهم على وجه الخصوص لا يجرؤون على الادعاء بأنهم خلقوا الإنسان. كما أنهم لا يجرؤون على الادعاء بأنهم يستطيعون التحكم في مصير الإنسان. إنهم يُظهرون فقط بعض الآيات والمعجزات هنا وهناك لقيادة الناس إلى الضلال وكسب ولائهم. هذه الآلهة الكاذبة والأرواح الشريرة كلها أبالسة، شياطين تضل الناس وتفسدهم. هم أعداء الخالق، االله الواحد الحقيقي. ويحاولون انتزاع البشرية منه. هذا هو السبب في أن هؤلاء الأبالسة والأرواح الشريرة هم أعداء الله الألداء، ولهذا السبب يبغضهم ويلعنهم. كل من يخاف هذه الشياطين والأرواح الشريرة ويعبدها، سيلعنه الله ويدمِّره. يقول الله القدير، "طالما أن العالم القديم لا يزال موجودًا، سأعجِّل بغضبي على أممه، وأعلن مراسيمي الإدارية في أرجاء الكون، وألقي بالتوبيخ على كل مَنْ ينتهكها: ما أن ألتفت بوجهي للكون لأتكلم، تسمع البشرية جميعها صوتي، فترى كافة الأعمال التي فعلتها عبر الكون. أولئك الذين يسيرون ضد مشيئتي، أي أولئك الذين يقاومونني بأعمال الإنسان، سيقعون تحت توبيخي. سآخذ النجوم العديدة في السماوات وأجعلها جديدة، وبفضلي ستتجدد الشمس ويتجدد القمر – لن تعود السماوات كما كانت؛ إذ ستتجدّد أشياء لا تُحصى على الأرض. الكل سيصير كاملاً من خلال كلماتي. سوف تُقسّم الشعوب العديدة داخل الكون من جديد ويُستبدل بها ملكوتي، حتى تختفي الشعوب الموجودة على الأرض إلى الأبد وتصير ملكوتًا يعبدني؛ ستفنى جميع الشعوب على الأرض، ولن توجد فيما بعد. أما من جهة البشر الذين في الكون، فسيفنى كل مَنْ ينتمون للشيطان؛ وسيسقط كل مَنْ يعبدون الشيطان تحت ناري الحارقة، أي إنه، باستثناء مَنْ هم الآن داخل التيار، سيتحول الباقون إلى رماد. عندما أوبخ العديد من الشعوب، سيعود أولئك الذين في العالم الديني إلى ملكوتي بدرجات مختلفة، وتُخضعهم أعمالي، لأنهم سيرون مجيء القدوس راكبًا على سحابة بيضاء. سيُفرز كل الناس حسب نوعهم، وسينالون توبيخات تتناسب مع أفعالهم. أولئك الذين وقفوا ضدي سيهلكون جميعًا؛ وأولئك الذين لم تتضمني أعمالهم على الأرض، سيستمرون في الحياة على الأرض تحت حكم أبنائي وشعبي، بسبب الطريقة التي برّؤوا بها أنفسهم. سأعلن عن نفسي للعديد من الشعوب والأمم، وسأصدر صوتي على الأرض لأعلن اكتمال عملي العظيم لجميع البشر ليروا بأعينهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل السادس والعشرون).

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد