قبول الله بصفته سيّدك الفريد هو الخطوة الأولى في نوال الخلاص

2019 أكتوبر 15

يتعيّن على كل شخصٍ أن ينظر بجدّيةٍ إلى الحقائق المتعلّقة بسلطان الله وأن يختبرها ويفهمها بقلبه؛ لأن هذه الحقائق لها تأثيرٌ على حياة كل شخصٍ، وعلى ماضيه وحاضره ومستقبله، وعلى المنعطفات الحاسمة التي يتعين على كل شخصٍ المرور بها في الحياة، وعلى معرفة الإنسان بسيادة الله والموقف الذي ينبغي أن يواجه بها المرء سلطان الله، وبطبيعة الحال، على الوجهة النهائيّة لكل شخصٍ. ولذلك؛ يتطلّب الأمر مقدارًا من الطاقة طوال الحياة للتعرّف إليها وفهمها. عندما تنظر بإنصاف إلى سلطان الله، وعندما تقبل سيادته، فسوف تُدرِك بالتدريج وتفهم حقيقة وجود سلطان الله. ولكن إذا لم تعترف قط بسلطان الله ولم تقبل سيادته قط، فبغضّ النظر عن عدد سنوات حياتك لن تكتسب أدنى معرفةٍ بسيادة الله. إذا لم تعرف أو تفهم سلطان الله حقًّا، حتّى إذا كنت قد آمنت بالله على مدى عقودٍ، عندما تصل إلى نهاية الطريق لن يكون لديك ما تُظهِره لحياتك، ولن تكون لديك أدنى معرفة بسيادة الله على مصير الإنسان. أليس هذا أمرًا مُحزِنًا للغاية؟ ولذلك، بغضّ النظر عن مسيرتك في الحياة، وبغضّ النظر عن سنّك الآن، وبغضّ النظر عن طول المدة المتبقيّة من رحلتك، يتعيّن عليك أولًا الاعتراف بسلطان الله والتفكير به على محمل الجدّ، وقبول حقيقة أن الله هو سيّدك الفريد. تحقيق معرفة وفهم واضحين دقيقين لهذه الحقائق فيما يتعلّق بسيادة الله على مصير الإنسان درسٌ إلزاميّ للجميع، وهو المفتاح لمعرفة الحياة البشريّة وبلوغ الحقيقة، وهكذا هي حياة معرفة الله ومضمار دراسته الأساسية الذي لا بد أن يواجهه كل شخصٍ يوميًّا ولا يمكنه أن يتهرب منه. إن رغب شخص في الوصول إلى هذا الهدف بطرقٍ مختصرة، فإنني أقول لك الآن إن هذا أمرٌ مستحيل! إذا أردت الإفلات من سيادة الله، فهذا حتى أقل إمكانية! الله هو الربّ الوحيد للإنسان، والسيّد الوحيد على مصير الإنسان، وبالتالي من المستحيل على الإنسان أن يأمر بمصيره لنفسه، ومن المستحيل عليه أن يتجاوزه. مهما كانت قدرات المرء لا يمكنه أن يُؤثّر على مصائر الآخرين، فضلًا عن أن يُنظِمها أو يُرتّبها أو يتحكّم بها أو يُغيّرها. الله ذاته، الفريد، يُملي جميع الأشياء للإنسان. ولأن الله وحده، الفريد، يملك السلطان الفريد والسيادة على مصير الإنسان؛ فإن الخالق هو وحده السيّد الفريد على الإنسان. سلطان الله يملك السيادة ليس على البشريّة المخلوقة فحسب، بل أيضًا على الكائنات غير المخلوقة التي لا يمكن للإنسان رؤيتها، على النجوم، على الكون. هذه حقيقةٌ لا جدال فيها، وهي حقيقةٌ موجودة بالفعل، لا يمكن لأيّ إنسانٍ أو شيءٍ تغييرها. إذا كنت لا تزال غير راضٍ عن الأشياء كما هي، معتقدًا أن لديك مهارة أو مقدرة خاصة ما، ولا تزال تظن أنه يمكنك بضربة حظ أن تُغيّر ظروفك الحاليّة أو أن تهرب منها؛ إذا حاولت تغيير مصيرك بالجهد البشريّ، وبالتالي تميز نفسك عن أصحابك وتكسب الشهرة والثروة؛ فإني أقول لك إنك تُصعّب الأمور على نفسك، وإنك لا تريد سوى المتاعب، وإنك تحفر بنفسك قبرك! يومًا ما، عاجلًا أم آجلًا، سوف تكتشف أنك اتّخذت الخيار الخاطئ وضاعت جهودك. سيقودك طموحك ورغبتك في الصراع ضد المصير وسلوكك السافر إلى طريق اللاعودة، وبسبب ذلك سوف تدفع ثمنًا مريرًا. على الرغم من أنك لا ترى في الوقت الحاضر شدّة العواقب، حيث تختبر وتقبل باستمرار وبعمق أكبر حقيقة أن الله هو سيّد قدر الإنسان، فسوف تُدرِك ببطء ما أتحدّث عنه اليوم وتداعياته الحقيقيّة. ما إذا كان لديك حقًّا قلبٌ وروح، وما إذا كنت شخصًا يحبّ الحق، هذا يعتمد على الموقف الذي تتّخذه تجاه سيادة الله وتجاه الحق. وبطبيعة الحال، يُحدّد هذا ما إذا كنت تعرف حقًّا سلطان الله وتفهمه. إذا لم تكن قد شعرت قط في حياتك بسيادة الله وترتيباته، فضلًا عن أن تعترف بسلطان الله وتقبله، فسوف تكون عديم القيمة تمامًا وسوف تُزدرى دون شكٍّ من الله نظرًا للمسار الذي سلكته والاختيار الذي اتّخذته. لكن أولئك الذين، في عمل الله، يمكنهم أن يقبلوا اختباره وسيادته ويخضعوا لسلطانه ويكتسبوا بالتدريج اختبارًا حقيقيًّا لكلامه، سوف يحظون بمعرفة حقيقيّة عن سلطان الله وفهمًا حقيقيًّا لسيادته، وسوف يستسلمون حقًّا للخالق. هؤلاء الناس وحدهم سوف ينالون الخلاص حقًّا. ولأنهم عرفوا سيادة الله وقبلوها، فإن تقديرهم لحقيقة سيادة الله على مصير الإنسان وخضوعهم لها حقيقيّة ودقيقة. عندما يواجهون الموت، سيكون لهم، مثل أيُّوب، عقلٌ لا يهاب الموت، وسيخضعون لتنظيمات الله وترتيباته في جميع الأشياء، دون خيارٍ فرديّ ودون رغبةٍ فرديّة. لن يتمكّن سوى مثل هذا الشخص من العودة ليكون بجوار الخالق كإنسانٍ مخلوق وحقيقيّ.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

المنعطف الثالث: الاستقلال

بعد أن يمرّ الشخص بمرحلتيّ الطفولة والمراهقة ويصل تدريجيًّا إلى مرحلة النضج لا محالةٍ، فإن الخطوة التالية له هي أن يُودّع شبابه تمامًا،...

اترك رد