1 كل ما يفعله الله يشمل جانبه القدير بالإضافة إلى جانبه العملي. قدرة الله هي جوهره، كما أن عمليته هي أيضًا جوهره؛ هذان الوجهان لا ينفصلان. إنّ قيام الله بأفعال بطريقة فعلية وعملية هو تجلّي وجهه العملي، وتُظهر قدرته على العمل بهذه الطريقة وجهه القدير أيضًا. كل ما يفعله الله يحوي وجهيه كليهما – قدرته وعمليته – ويجري كله بالاستناد إلى جوهره؛ هذا تعبير عن شخصيته بالإضافة إلى كونه استعلانًا لجوهره وماهيته.

2 قدرة الله على القيام بعمله بطريقة فعلية وعملية، وعلى تطهير البشرية وحلّ فسادها بالتعبير عن الحق، بالإضافة إلى قدرته على قيادة الناس مباشرةً – تُظهر هذه الأشياء جانبه العملي. هو يعبّر عن شخصيته وماهيته ويستطيع القيام بأيّ عمل يعجز البشر عن القيام به؛ يمكن رؤية جانبه القدير في هذا. يملك الله السلطان لخلق ما يقوله، ولجعل أوامره راسخةً، ولجعل ما يقوله ينفَّذ. بينما يتكلّم الله، تُكشف قدرته. يحكم الله كل الأشياء، ويناور الشيطان كي يخدمه، ويدبّر بيئات ليختبر الناس وينقّيهم، وليطهّر شخصياتهم ويحوّلها – كل هذه تجليّات لجانب الله القدير. جوهر الله قدير وعملي في الوقت عينه، وهذان الوجهان يكمّلان أحدهما الآخر. كل ما يفعله الله هو تعبير عن شخصيته واستعلان لماهيته. تشمل ماهيته قدرته وبرّه وجلاله.

مقتبس من الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث