واجبك ليس مهنتك

2022 أكتوبر 30

في العام الماضي كنت مسؤولة عن عمل كنيستين للمؤمنين الجدد. في بعض الأحيان كانت هناك حاجة إلى نقل الناس من كنيستينا للقيام بواجب في مكان آخر. في البداية كنت سعيدة بالتعاون وأرشح الناس على الفور. لكن بعد فتره أدركت أنه كان من الصعب إنجاز عملي عندما يتم نقل الأشخاص الجيدون. كنت قلقة من أن يتأثر أدائي، وأن تطردني القائدة لعدم تحقيق نتائج في عملي، وأن تصبح مكانتي في خطر. لذلك لم أكن مستعدة تمامًا وراغبة في توفير الناس لهم. لم يمض وقت طويل بعد ذلك، حتى لاحظت أن الأخت رانا المؤمنة الجديدة كانت تتمتع بمقدرة جيدة وكانت جادة في سعيها، وقراءة كلام الله ومشاهدة مقاطع فيديو الكنيسة، ودائمًا تسألني أسئلة عن ممارسة الحق والدخول في واقعه. كنت أعلم أن كنيستنا كانت بحاجة إلى عاملة سقاية وكان يجب أن أجهزها لذلك على الفور، لذلك قدمت لها الكثير من المساعدة حتى تفهم المزيد من الحقائق وتكون قادرة على تحمل ذلك. لم أكن فقط أسقي المؤمنين الجدد، لكنني اعتقدت أن الأمر سيبدو وكأنني أحقق نتائج، وكان الناس سيعتقدون أنني قادرة حقًا. وبذلك سيكسب الجميع. ثم قال لي قائدة ذات يوم إن كنيسة أخرى بحاجة إلى شخص ما للسقاية، وبما أن الأخت رانا كانت ناجحة وكانت مُلهمة، يجب أن تذهب للقيام بهذا الواجب في الكنيسة الأخرى. لقد شعرت بالضيق حقًا عندما سمعت هذا، وفكرت أن الكنيسة الأخرى ليست الوحيدة التي تحتاج إلى الناس. شعرت حقًا بمقاومة الفكرة. بعد أيام قليلة طرحت القائدة فكرة نقل الأخت رانا مرة أخرى، قائلة إنها تتمتع بمقدرة جيدة وربما يمكن تدريبها لتحمل المزيد من المسؤولية. تزايدت مقاومتي، وفكرت، "هل تريدين أخذها بهذه البساطة؟ إذا استمر عمل كنيستنا يعاني، فسأُطرد". لذلك قلت، "كنت أفكر في أنها يمكن أن تبقى هنا وأن تُنمى حتى تشغل منصبًا قياديًا". كنت أعلم أن هناك المزيد من المؤمنين الجدد في الكنيسة الأخرى وكان لديهم حاجة أكبر إلى السقاية. لم أجرؤ على القول صراحةً أنني لن أتركها تذهب، لكني كنت مليئة بالغضب المكبوت وشعرت بشعور فظيع، ولم أستطع قبول ذلك. كانت القائدة قد نقلت اثنتين من قادة الفرق من كنيستينا قبل ذلك بوقت قصير، لذلك كنت أشغل الأماكن الشاغرة باستمرار وأعمل على تنمية أشخاص جدد، والأهم من ذلك، كان من الصعب العثور على مرشحين جيدين. إذا لم أحصل على نتائج جيدة، لن أحظى أبدًا بفرصة لأجعل نفسي أبدو جيدة. شعرت أنني لا أستطيع القيام بهذا الواجب، وأصبحت أكثر بؤسًا. شعرت بالظلم الشديد، ولم أستطع كبح دموعي. عندما رأتني القائدة هكذا، قدمت لي شركة حول مشيئة الله ومتطلباته، لكني لم أستوعب أيًا مما تقوله. في وقت لاحق، قالت إنني بتصرفي بهذه الطريقة، كنت أعيق عمل الكنيسة، لكنني لم أستطع قبول ذلك على الإطلاق. فكرت: "لكن أليس هذا من باب الاعتبار لعمل كنيستنا؟ إذا كنت تعتقدين أنني أعيق العمل، يمكنك فعل ذلك. اطرديني فحسب وعندئذ لن أتسبب في المزيد من المشاكل". شعرت بالسوء عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، لذلك صليت: "يا إلهي، أنا لا أستطيع الخضوع فحسب لما يحدث الآن. أشعر بالظلم الشديد. أرجوك أرشدني حتى أتمكن من فهم ما خطبي".

بعد الصلاة، فكرت في السبب في أنه عندما احتاجت القائدة إلى إجراء تغييرات عادية، لم يعترض الأشخاص الآخرون على ذلك، لكنني كنت من يعاني من مشكلة. كان عليّ محاربة ذلك فحسب. كان لديّ الكثير من المقاومة الداخلية لذلك، ولم أتصرف بهذه الطريقة مرة أو مرتين فحسب. لماذا كان من الصعب علي الخضوع؟ ما هو السبب الحقيقي وراء ذلك؟ ثم تذكرت هذا المقطع من كلام الله. "لا يُدار الواجب بواسطتك؛ فهو ليس مهنتك أو عملك بل عمل الله. يتطلَّب عمل الله تعاونك، ممَّا يترتَّب عليه واجبك. واجب الإنسان هو الجزء الذي ينبغي أن يتعاون معه الإنسان في عمل الله. فالواجب جزءٌ من عمل الله وليس مهنتك أو شؤونك الداخليَّة أو شؤونك الشخصيَّة في الحياة. سواء كان واجبك هو التعامل مع الشؤون الخارجيَّة أو الداخليَّة، وسواء كان ينطوي على عملٍ بدنيٍ أو ذهني، فهذا هو الواجب الذي يتحتم عليك أداؤه، وهو عمل الكنيسة، ويُشكِّل جزءًا من خطَّة تدبير الله، وهو الإرسالية التي كلَّفك بها الله، وليس عملك الشخصيّ. كيف يجب أن تتعامل مع واجبك إذًا؟ على الأقل، يجب عليك ألَّا تؤدّي واجبك كيفما شئت، يجب ألَّا تتصرًّف بتهور" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). "ما هو الواجب بالضبط؟ إنها مهمة أوكلها الله إلى الناس، وهي جزء من عمل بيت الله، وهي مسؤولية والتزام يجب أن يتحمله كل فرد من شعب الله المختار. هل الواجب نوع من أنواع المساعي؟ هل هو شأن عائلي خاص؟ هل من العدل أن نقول إنه بمجرد أن يتم تكليفك بواجب، يصبح هذا الواجب شؤونك الشخصية؟ الأمر ليس كذلك مُطلقًا. إذن، كيف يجب عليكَ أن تفي بواجبك؟ من خلال التصرف وفقًا لمتطلبات الله وكلماته ومعاييره، وبناء سلوكك على مبادئ الحق بدلًا من الرغبات البشرية الذاتية. يقول بعض الناس: "فور أن يتم تكليفي بواجب ما، ألأ يصير هذا الواجب شأني الخاص؟ واجبي هو مسؤوليتي، وهل ما أنا مكلف به ليس من شأني الخاص؟ إذا تعاملت مع واجبي على أنه شأني الخاص، ألا يعني ذلك أنني سأقوم به بشكل صحيح؟ هل سأقوم بواجبي بشكل صحيح إذا لم أتعامل معه على أنه شأني الخاص؟" ألا يعني ذلك أنني سأقوم به بشكل صحيح؟ هل هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ هذه الكلمات خاطئة؛ إنها تتعارض مع الحق. ليس الواجب شأنًا من شؤونك الخاصة، إنه من شؤون الله، وهو جزء من عمل الله، ويجب أن تعمل ما يطلبه الله؛ فقط من خلال أداء واجبك بقلب تملؤه طاعة الله يمكنك أن تكون على المستوى المتوقع. إذا كنت تقوم دائمًا بواجبك وفقًا لمفاهيمك وتصوراتك الخاصة، وبحسب ميولك، فلن تحقق المستوى المتوقع أبدًا. مجرَّد أداء واجبك كما يحلو لك لا يعتبر أداء لواجبك، لأن ما تفعله ليس ضمن نطاق تدبير الله، وليس من عمل بيت الله؛ بل أنت، على النقيض، تدير عملك الخاص، وتنفذ مهامك الخاصة، ولذا لا يتذكر الله ذلك" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). أدركت أن الواجب ليس مهنة. إنه ليس وظيفتي. إنه إرسالية الله، لذلك يجب أن يتم حسب متطلبات الله وبيته. لا ينبغي أن أفعل ما أريد، بناءً على رغباتي وخططي الشخصية. قد يبدو أنني أقوم بالكثير من العمل، لكن هذا ليس القيام بواجب. بل هو إدارة مشروعي الخاص، ومقاومة الله. تذكرت أنني كنت كلما طُلب مني توفير شخص ما، كنت قلقة من أنني إذا تخليت عن أعضاء الكنيسة من ذوي المقدرة الجيدة، لن تحقق كنيستانا نتائج جيدة، وربما أن أفقد منصبي. لم أرغب في تقديم أشخاص حتى أتمكن من حماية سمعتي ومكانتي. علمت نظريًا أن الله أوكلني واجبي وكان مسؤوليتي، لكن في الممارسة العملية، عاملته كأنه عملي الخاص، ووظيفتي الخاصة. منذ أن كُلفت بهذه الوظيفة، تصورت أنها عملي وأن لي القول الفصل. كنت على استعداد للمساعدة في توفير الناس فقط إذا لم يؤثر ذلك على عملي، ولكن بمجرد أن يكون له تأثير على عملي، كنت أعاند. لذلك عندما علمت أنه سيتم نقل الأخت رانا، شعرت بخيبة أمل ولم أرغب في تركها تذهب. شعرت بالظلم بشكل لا يُصدق، بل أردت أن أثور وأتوقف عن أداء واجبي. كيف كان ذلك أداءً للواجب؟ من الواضح أنني كنت أقوم بتعطيل عمل بيت الله وإعاقته. لم أكن أحافظ على مصالح بيت الله أو أحاول إرضاء الله، لكنني كنت أخطط لنفسي، واستخدم واجبي كفرصة للعمل من أجل سمعتي ومكانتي. كنت أفعل كل ذلك من أجل نفسي. مهما كان مقدار العمل الذي قد أقوم به، فلن يحتفي الله به أبدًا. كلفني الله بهذا الواجب وكان العمل هو من أجل بيت الله. يجب أن أتعاون بحماس كلما احتاجت كنيسة إلى شخص ما. لا أستطيع أن أكون أنانية جدًا، لا أفكر سوى في نفسي.

ذكرت قائدة في اجتماع في اليوم التالي أن وظيفة قادة الكنيسة هي سقاية الإخوة والأخوات مع تنمية الناس أيضًا حتى يتمكن الجميع من القيام بواجب يناسبهم. كان سماع ذلك بمثابة الاستيقاظ من الحلم. كانت محقة. سقاية الإخوة والأخوات ومساعدتهم في إيجاد الواجب الصحيح كان جزءًا من عملي. ولكن عندما احتاج بيت الله إلى شخص ما، على الرغم من أنني لم أجرؤ على الرفض، كنت أحارب ذلك في قلبي، وأعطيت كافة الأعذار لعدم القيام بذلك. لم يكن هذا قيامًا بواجبي. لم أكن أقوم حتى بمسؤولياتي في هذا الدور، وكنت ما زلت أشعر بالرضا عن النفس. لم أفكر في نفسي، بل وقفت في طريق عمل الكنيسة. ألم أعيق عمل الكنيسة، مثلما قالت تلك الأخت؟ تذكرت عندما توليت المهمة لأول مرة، أردت فقط أن أقوم بدوري في عمل الإنجيل في بيت الله. لكني أصبحت عقبة، حجر عثرة. عند ذلك شعرت ببعض الأسف وأردت أن أتوب إلى الله.

بعد أيام قليلة، أرسلت القائدة رسالة تطلب مني نقل شخصين يبشران بالإنجيل إلى كنيسة أخرى. كنت هادئة تمامًا عندما رأيت تلك الرسالة ورأيت أن الله كان يدبر هذا ليعطيني فرصة لممارسة الحق. ولكن عندما كنت أقوم بتقييم أعضاء الفريق، شعرت ببعض التردد في التخلي عنهما، وتساءلت إذا كنت مضطرة حقًا إلى السماح لأفضل أختين في الفريق بالرحيل، أو ربما يمكنني نقل اثنتين لم تكونا بنفس الكفاءة؟ عند تفكيري في هذا، أدركت أنني كنت أنانية وأكرر نفس الخطأ مجددًا. ثم قرأت مقطعًا من كلام الله أود مشاركته. "قلوب المخادعين والأشرار مليئة بطموحاتهم وخططهم ومكائدهم الشخصية. هل من السهل تنحية هذه الأمور جانبًا؟ (لا). ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كنت لا تزال ترغب في أداء واجبك بشكل صحيح ولكن لا يمكنك تنحية هذه الأمور جانبًا؟ ثمَّة سبيلٌ هنا: يجب أن تكون طبيعة ما تفعله واضحةً لك. إذا كان هناك أمرٌ يتعلق بمصالح بيت الله، وكان ذا أهمية خاصة، فلا يجب عليك تأجيله، أو ارتكاب الأخطاء، أو الإضرار بمصالح بيت الله، أو الإخلال بعمل بيت الله. هذا هو المبدأ الذي يجب أن تتبعه في أداء واجبك. وإذا لم تتضرر مصالح بيت الله، فأولًا، نحِّ جانبًا طموحاتك ورغباتك؛ يجب أن تتنازل عن مصالحك بعض الشيء، وأن تُنحيها جانبًا، ولكن من الأفضل أن تعاني قليلًا من المشقة بدلًا من إغضاب شخصية الله، التي هي بمثابة خط أحمر. إذا أفسدت عمل الكنيسة من أجل إرضاء غرورك وطموحاتك البائسة، فماذا ستكون العاقبة الختامية بالنسبة لك؟ سيتم استبدالك، وربما نبذك. وسينصب عليك جام غضب شخصية الله، وربما لن تتاح لك أي فرص أخرى للخلاص. فهناك حد لعدد الفرص التي يعطيها الله للناس. كم عدد الفرص التي تتاح للبشر ليُختَبَروا من الله؟ يتحدد هذا بحسب جوهرهم. إذا حققت أقصى استفادة من الفرص المتاحة لك، وكنت قادرًا على تقديم إتمام عمل الكنيسة على كبريائك وغرورك، فعندئذ تكون لديك العقلية الصحيحة" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). كانت القائدة ترتب هذا لأنه ضروري لعمل بيت الله، ولم أستطع تأجيل ذلك لحماية اسمي ومكانتي. لطالما كنت قلقًة من أنه إذا نُقل أفضل أعضاء الفريق، سيعاني عمل كنيستانا وسأُطرد. من سيُطرد إذا تمسّك بمصالح بيت الله واهتم بمشيئة الله؟ لا أحد. شخص أناني وحقير يرفض التخلي عن أعضاء الفريق الجيدين، مما يؤثر في عمل بيت الله ومصالحه سيكون الشخص الذي سيُطرد ويُستبعد. وحتى لو تمسكت بهاتين الأختين، فهذا لا يعني بالضرورة أن كنيستينا ستعملان بشكل جيد. كانت دوافعي خاطئة. إذا كنت أحمي اسمي ووضعي، فلن أحصل على عمل الروح القدس، فكيف أحقق نتائج جيدة في واجبي دون بركة الله؟ أراحتني هذه الأفكار وقلت لله في قلبي "يا إلهي، أريد أن أمارس الحق وأرضيك وأتوقف عن حماية اسمي ومكانتي". بعد ذلك، قدمت الأختين صاحبتي أفضل أداء. شعرت بالسلام حقًا بمجرد أن مارست هذا. كان من الجيد أن أكون على هذا النحو.

بعد هذه التجربة ظننت أنني قد تغيرت قليلاً، لكن لدهشتي، كُشفت تمامًا بعد ذلك بوقت قصير. ذات يوم قالت إحدى القائدات إنها تريدني أن أقدم المزيد من عاملات السقاية، لأنه كان لدينا عدد غير قليل من المؤمنين الجدد ثنائيّ اللغة في كنائسنا. عندما ذهبت لفحصهم، أدركت أنني يجب أن أتخلى تقريبًا عن كل من يتحدث لغتين ويتمتع بمقدرة جيدة. بدأت أشعر بالقلق على سمعتي ومنصبي مرة أخرى. إذا غادر هؤلاء الأشخاص، كنت أخشى أن يتأثر عمل الإنجيل في كنائسنا بالتأكيد، أو ربما يكون غير فعال. في ذلك المساء، أرسلت لي القائدة رسالة للتحقق من الموقف. شعرت بمقاومة كبيرة. كنت مقابل كل اسم تطرحه أعطي إجابة من كلمة واحدة: "نعم"، "حسنًا". عندما سألت عن التفاصيل لم أرغب في قول أي شيء. فكرت: "لم أرغب في التخلي عن هؤلاء الأشخاص في المقام الأول، لكنك تواصلين طرح الأسئلة. أنتم تجرّفون كنائسنا من الناس الذين يمكنهم القيام بواجب. كيف يُفترض أن أقوم بعملي؟" كنت حقًا مقاومة ولم أستطع الخضوع.

ثم في اجتماع لاحق، شاهدت مقطع فيديو لتلاوة كلام الله ساعدني على فهم فسادي. يقول الله القدير، "إن جوهر أنانية أضداد المسيح ودناءتهم واضح؛ إذْ تبرز مظاهرهم خصوصًا في هذا الجانب. يَعْهَدُ إليهم بيت الله بعمل، وإذا لم يُتِحْ لهم هذا العملُ الفرصة للظهور، فإنه لا يثير اهتمامهم، أما إن عاد عليهم بالشهرة والمنافع، وتركهم يُظهرون وجوههم فإن ذلك يثير اهتمامهم بشدة ويجعلهم مستعدين لقبوله. وإذا كان عملًا لن يفضي إلى تلقي الشُكر، أو يفضي إلى الإساءة إلى الناس، أو لم يكن ذا فائدة لمكانتهم وسمعتهم، فإنهم لا يهتمون به ولا يقبلونه، وكأنه لا علاقة لهم به، وليس بالعمل الذي يتعيَّن عليهم فعله. وعندما تواجههم صعوبات لا تكون لديهم فرصة لأن يسعوا إلى الحق للتغلب عليها، فضلًا عن أن يولوا أي اعتبار لعمل بيت الله، أو يحاولوا رؤية الصورة الأكبر. على سبيل المثال، قد تكون هناك عمليات نقل لعاملين ضمن نطاق عمل بيت الله استنادًا إلى احتياجات العمل الكليَّة؛ فإذا كان ثمة عمل مهم يتطلب اختيار شخص بعناية من إحدى الكنائس، وكان هذا الشخص هو الخيار الأمثل، فما هو يا تُرى مظهر قائد الكنيسة الذي يتعامل مع هذه القضية بتعقل؟ يتعيَّن على القائد أن يجد بديلًا ليملأ الشاغر حسبما تقتضي الظروف. وبمجرد العثور على شخص مناسب ينبغي صرف الشخص الأصلي، والسماح له بالذهاب إلى حيث يحتاجه العمل في بيت الله؛ ذلك لأنه لا أحد ينتمي إلى أي شخص، ولا إلى أي كنيسة بعينها، فضلًا عن أن ينتمي إلى أي قائد أو عامل؛ فكل شخص هو جزء من بيت الله، وعندما تكون ثمة حاجة معيّنة إليه في بيت الله، فيجب أن يطيع التوزيعات والترتيبات في بيت الله. عليه أن يذهب إلى المشروع حيث توجد حاجة له في بيت الله، مالم يتم نقله حسب رغبته خلافًا للمبدأ. أمّا إن كان انتقالًا طبيعيًا طبقًا للمبدأ، فلا يحق لأي قائد منعه. فهل ستقول إن هناك أي عمل ليس بعمل بيت الله؟ هل ثمة أي عمل لا ينطوي على توسعة لخطة تدبير الله؟ إنه كله عمل بيت الله، فكل عمل مساوٍ للعمل الآخر، وليس ثمّةَ ما هو "لك" و"لي"... ينبغي أن يوزِّع بيت الله مختاري الله مركزيًا، وهذا لا علاقة له بأي قائد أو رئيس فريق أو فرد. يجب أن يكون الجميع بحسب المبدأ. هذه هي قاعدة بيت الله. ومن ثم فإن الذين لا يتّبعون مبادئ بيت الله، والذين يتآمرون ويخططون لأجل مكانتهم ومصالحهم، أليسوا أنانيين ودنيئين؟ إنهم يستخدمون الإخوة والأخوات، ويستغلون الأشخاص ذوي القدرات الجيدة، ليعملوا نيابة عنهم، وليساعدوا على اختبار كفاءة العمل وترسيخ مكانتهم. هذا هو ما يرمون إليه؛ وهذه هي الأنانية والدناءة. إذا لم تدقق النظر، فإن ظاهر هذاالشخص يبدو من الخارج ذا ضمير حيٍّ للغاية وشخصًا مسؤولًا، ويدعوه غير المؤمنين بأنه من النخبة والخيرة، ويقولون إنه يتمتع بمقدرة عظيمة وببضع حيل وخدع في جعبته، وذلك عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالمواهب. يعتبر هذا مصدرًا للمنافسة بين غير المؤمنين، وهو شيء تتطلع نفوس الناس إليه، وذو قيمة كبرى لديهم. غير أن بيت الله على النقيض من ذلك: ففي بيت الله يعتبر هذا أمرًا مُدانًا، وهو صفة أنانية ودناءة. فعدم التفكير بالعمل الأوسع نطاقًا في بيت الله، بل الاقتصار في التفكير على مكانتك، وحماية مكانتك دون حساب للكلفة على مصالح بيت الله، والدفاع عن مكانتك ومصالحك الخاصة على حساب عمل الكنيسة: أليس هذا عملًا أنانيًا ودنيئًا؟ وعندما يواجهك مثل هذا الوضع فقلّما تفكر في ضميرك وتقول: "هؤلاء الناس هم جميعًا لبيت الله، وليسوا ملكي الخاص، وأنا أيضًا عضو في بيت الله. أي حقٍّ لي في أن أمنع بيت الله من نقل الأشخاص؟ يتعيّن عليّ أن آخذ في الاعتبار المصالح الكلّيّة لبيت الله بدلًا من التركيز على العمل داخل نطاق مسؤولياتي الخاصة". مثل هذه الأفكار هي التي ينبغي أن توجد لدى الأشخاص الذين يتمتعون بضمير وعقل، والحس الذي ينبغي أن يمتلكه الذين يؤمنون بالله. عندما تكون لدى بيت الله حاجة خاصة فإن أهم شيء هو طاعة ترتيبات بيت الله. والقادة الزائفون وأضداد المسيح لا يملكون مثل هذا الضمير والعقل، بل هم أنانيون، ولا يفكرون إلّا بأنفسهم، ولا يلقون بالًا لعمل بيت الله. إنهم لا يضعون نصب أعينهم سوى المنافع، ولا يعتبرون عمل بيت الله الأوسع نطاقًا، وبالتالي فهم غير قادرين مطلقًا على طاعة ترتيبات بيت الله. إنهم أنانيون ودنيئون للغاية. وهم يمتلكون من الجرأة في بيت الله ما يجعلهم معرقِلين، حتى إنهم ليتجرؤون على التشبث بمواقفهم. هؤلاء هم أناس يفتقرون إلى الإنسانية، إنهم أشرار. تلك هي نوعية الناس الذين هم أضداد المسيح؛ فهم يتعاملون مع عمل بيت الله، ومع الإخوة والأخوات، وحتى مع أصول بيت الله – كل شيء تحت سلطتهم – كما لو أنه مِلكهم. يعود الأمر إليهم في كيفية توزيع هذه الأشياء ونقلها واستعمالها، ولا يُسمَح لبيت الله بأن يتدخل. وما إن تصبح في أيديهم حتى يغدو الأمر كما لو أنها ملك للشيطان، ولا يُسمح لأحد بمسّها. إنهم شخصيات ذات شأن، وكبار القادة، وكل من يذهب إلى مناطق نفوذهم يتعين عليه أن يطيع أوامرهم وترتيباتهم وأن يصبح رهن إشارتهم. هذا هو مظهر الأنانية والدناءة داخل شخصية ضد المسيح. إنه لا يتبع المبدأ على الإطلاق، ولا يولي اعتبارًا لمصالح بيت الله، ولا يفكر إلّا بمصالحه الخاصة ومكانته، وهذه صفة نموذجية تتجلى في الطبيعة البشرية لنوعية الأشخاص الذين هم أضداد المسيح" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. الملحق الرابع: تلخيص شخصيَّة أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الأول)). كشف كلام الله عن حالتي. كانت الرغبة في إبقاء الإخوة والأخوات تحت سيطرتي وعدم تسليمهم إلى بيت الله أنانيًا وحقيرًا، وكنت أظهر شخصية ضد المسيح. شعرت حقًا بالمقاومة وعدم الرغبة كلما كانت القائدة تريد نقل شخص من كنائسنا. تصرفت بدافع الغضب وشعرت بالظلم الشديد. لم أوافق على ذلك حتى شاركت القائدة معي لمساعدتي في تغيير تفكيري وقالت لي أشياء لطيفة. كنت كالمسؤولة التي كشفها الله، الذي يريد أن يكون له القول الفصل في عمليات النقل من الكنائس التي كنت مسؤولة عنها. عندما تكون هناك احتياج إلى الناس، يمكنهم الذهاب إذا قلت ذلك، وإلا فلن يتمكنوا من الذهاب. لا أحد يستطيع أن يذهب بدون أن أعطي الضوء الأخضر. كنت أبقي الكنائس تحت سيطرتي بقوة، وأبقي كل شيء تحت إمرتي. لم يكن المسيح مسؤولاً عن الكنائس، بل أنا. كان الأمر كما لو أن المؤمنين الجدد الذين يتم تنميتهم ينتمون إلي. كنت أرغب في استخدام ما أنجزوه في واجبهم لترسيخ منصبي. كانت هذه وقاحة! هذه كنائس الله وهذا عمل بيت الله، لكني كنت أتصرف كصاحبة السيادة، وأنشئ مملكتي الخاصة. ألم أكن في طريق ضد المسيح وأعارض الله؟ كما جعلني ذلك أفكر في رجال الدين في العالم الديني. إنهم يعرفون أن كنيسة الله القدير تشهد بعودة الرب وعبرت عن الكثير من الحقائق، لكنهم يخشون أن تتبع كنائسهم الله القدير بمجرد أن يروا هذه الحقائق، وبالتالي يفقدون مكانتهم وسمعتهم ومصدر رزقهم، لذلك يحاولون كل ما في وسعهم لإبعادهم عن الطريق الحق. يقولون صراحةً إن الخراف خرافهم وإنهم لن يسمحوا لهم بسماع صوت الله واتباعه. يعاملون المؤمنين مثل ممتلكاتهم الخاصة، ويسيطرون عليهم بشدة ويحاربون الله من أجلهم. إنهم العبيد الأشرار، وأضداد المسيح الذين يُكشفون في الأيام الأخيرة. كيف اختلفت أفعالي في جوهرها عن هؤلاء الرعاة والشيوخ؟ كنت أتحكم في الآخرين لحماية سمعتي ووضعي. كنت أعرف أنني إذا لم أتب، فسوف ينتهي بي الأمر بلعنة الله وعقابه لي مع أضداد المسيح. شعب الله المختار هو لله وليس لأي إنسان. يمكن نقل أي شخص يحتاجه لأداء واجب في بيت الله حسب الحاجة. لم يكن لديّ الحق في الاحتفاظ بأي شخص في الكنيستين اللتين كنت أديرهما. نقل القادة للناس أمر طبيعي جدًا. وكان طلب رأيي بدافع الاحترام، وكان من أجل تعاون أكثر سلاسة. حتى نقل شخص ما مباشرةً دون موافقتي سيكون مقبولًا. لم يكن لدي أي حق في إبقاء الناس تحت سيطرتي. كنت أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار في العيش بأنانية، وأن الله قد وهبني أنفاسي في تلك اللحظة بالذات، فما الذي كنت أقاتل من أجله؟ قد لا أقدم مساهمة كبيرة في بيت الله، لكن لا يجب أن أتدخل على الأقل. كان علي أن أفعل المزيد لأفيد عمل بيت الله.

بعد ذلك كلما لزم الأمر، كنت أساعد في عمليات النقل بسعادة وتوقفت عن التفكير في اهتماماتي الخاصة. في إحدى المرات، أرسلت لي أخت نقلتها إلى كنيسة أخرى رسالة، تقول فيها إنهن استفدن الكثير من تدريبهن على الكرازة هناك. شعرت بالسعادة والخجل. كنت سعيدة بمعرفة أنهن كبرن، حتى أنهن يتمكنن من القيام بدورهن في نشر إنجيل الملكوت. شعرت بالخجل لأنني إذا قدمت الناس عن طيب خاطر دون أن أعترض طريقهم، كان من الممكن تدريبهم قبل ذلك وإعداد الأعمال الصالحة. صليت إلى الله، لا أريد أن أعيش بشخصيتي الفاسدة بعد الآن، ولكن لتوفير مرشحين جيدين، لأقوم بدوري في عمل الإنجيل وأقوم بواجبي.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف توقفت عن الكذب

قبل قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، كنت أكذب وأتملق الناس دون تفكير، لأنني كنت أخشى إحباط الناس أو الإساءة إليهم الناس بقول الحق. أصبحت...

ثروات الحياة

بقلم وانج جون – إقليم شاندونج طوال السنوات التي مرت علينا منذ أنّ قَبٍلنا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اجتزتها أنا و زوجتي معًا تحت...