لماذا لم أجرؤ على الإشراف على العمل؟
منذ عامين، عندما بدأت في الخدمة كقائدة كنيسة، آمن العديد من شركائي بالله لفترةٍ أطول مني. فكّرتُ أنهم فهموا الحقّ أفضل مني وفاقوني خبرةً، لذا لم أجرؤ على السؤال كثيرًا بشأن بعض أعمال الكنيسة. خشيتُ أنهم ربما يقولون إنني أصبحت قائدة للتوّ، لذلك كنتُ أتدخّل في كل العمل وأحاول إقحام نفسي رغم عدم معرفتي بأي شيء. في بعض المسائل المتعلقة بالمبدأ، لم أجرؤ على الدفاع عن وجهات نظري وآرائي. كنتُ أخشى أن يقول الآخرون إنني متغطرسة للغاية وأفتقر للمعرفة الذاتية، لذا كنتُ دائمًا ما أكبح نفسي في واجبي.
حينذاك، رأيتُ أن بعض عمل الكنيسة يتقدّم ببطء شديد، وقام بعض الإخوة والأخوات بواجباتهم دون فهم المبادئ، وتأخّر تقدّمهم لأنهم كثيرا ما كانوا عالقين في أمور تافهة. كانت أبيغايل تشرف على هذا العمل لقُرابة عامين، لكنها مازلت لا تفهم المهنة وعجزت عن حل المشاكل الفعلية. لم تكن مناسبة كقائدة. ولأن أبيغايل كانت تحت مسؤولية سيندي، فقد أبلغتُ عن المسألة إلى سيندي واقترحتُ أن تعفي أبيغايل من العمل، لكنها قالت إن أبيغايل لا يزال بإمكانها القيام ببعض العمل في الوقت الراهن، وأنها لم تستطع إيجاد بديل مناسب لها، لذا أرادت الإبقاء عليها في الوقت الحالي. عندما سمعتُ ما قالته سيندي، خالفتها في عقلي: "كانت أبيغايل القائدة لقُرابة عامين، لكنها حتى لم تحلّ بعض المشاكل الأساسية، مما أثَّر على تقدّم العمل. فكيف تسمحي لها بالبقاء؟ وبما أننا نعلم أنها ليست مناسبة للوظيفة، يجدر بنا التوقف عن الاستعانة بها هنا، وتنمية شخص ما ذو مقدرة جيدة". أردت إخبار سيندي بأنه كان علينا التصرف بحسب المبادئ، لكن بعدها فكّرتُ: "لقد قالت بالفعل إنها لا تستطيع إيجاد بديل مناسب في الوقت الراهن. إنْ ظللتُ أطلب منها نقل أبيغايل، فهل ستشعر بأنني أتخطّى حدودي وأتدخّل في عملها؟ لقد بدأت للتوّ العمل في الكنيسة، لذا إنْ تركت هذا الانطباع عند سيندي، فكيف يمكننا أن نكون شريكتين بعدئذ؟ انسي الأمر، من الأفضل أن أدع الأمر وشأنه".
وجدت لاحقًا أن دينا، التي أشرفت على أعمال الفيديو، لم تقم بعمل فعليّ. كان مشروع الفيديو المنوطة به لم ينتج مقاطع فيديو ترقى للمعيار المطلوب لثلاثة أشهر. لم تكن على علمٍ بحالة الناس في مجموعتها، أو بالمشاكل والصعوبات التي واجهوها في صنع مقاطع الفيديو، وكثيرًا ما اضطروا لإعادة العمل في مقاطع الفيديو أثناء تلك الفترة، مما أخَّر التقدّم. لقد ناقشتُ كيفية التعامل مع هذه المسألة مع زملائي في العمل. ظنوّا جميعًا أن دينا تتمتع بإنسانية كريمة، وكانت منوطة بأعمال الفيديو لبعض الوقت وهي ضليعة بالمهنة، وبما أنه لم يكن هناك مرشحين مناسبين في الوقت الراهن، فبإمكانها أن تظلّ المسؤولة. عندما سمعتُ بهذا، رفضتُ، مما جعلني أفكّر: "ليس بإمكانكم الإبقاء عليها لأن إنسانيتها ليست سيئة وعلى درايةٍ بالوظيفة. ما يهمّ هو ما إذا كانت تقوم بعمل عمليّ وتحلّ المشاكل الفعلية. ليس بإمكان دينا حلّ المشاكل في أعمال الفيديو إطلاقًا. ليس من اللائق إبقائها في المنصب. لابد من استبدالها". كانت لديّ مخاوف: "إنّ مسؤولية جاكي الرئيسية هي أعمال الفيديو، وهم يشعرون جميعًا أن دينا مناسبة، لذا إنْ عارضتهم، فهل سيظنون أنني أتحكّم بشكل مبالغ فيه؟ سابقًا، أردتُ نقل أبيغايل، والآن أريد إقالة دينا. هل سيظن زملائي في العمل أنني متعجرفة للغاية، لدرجة أنني أريد استبدال أي أحد أجده غير مناسب دون إعطائه فرصة للتوبة وأنني مُتَحَجِّرة القلب؟" لذا، عندما كانت الكلمات على طرف لساني، ابتلعتها.
وبعد أكثر من شهرٍ، أُعْفِيَت أبيغايل ودينا من منصبهما لعدم قيامهما بعمل فعليّ. وفي الوقت نفسه، وجد قادتي للمستوى الأعلى أنني قائدة غير مسؤولة، لأنني لم أستبدل قادة كنتُ أعلم أنهم غير مناسبين في الوقت المناسب، مما أخَّر عمل الكنيسة. ولقد تعاملوا معي بقسوةٍ لعدم قيامي بعمل عمليّ، وحلَّلوني، قائلين إنني عشتُ بفلسفة شيطانية لكوني أميل لإرضاء الناس، ولم أمارس الحقّ، ولم أتمسّك بعمل الكنيسة. قالوا إنني غير مناسبة لأكون قائدة، وأُعْفيتُ من منصبي. كان تهذيب وتعامل قادتي أشبه بضربة قوية على رأسي. لم يخطر ببالي أن مشكلتي كانت بالغة الخطورة لدرجة تستحق الإعفاء من العمل. وهذا ما أشعرني بحزن شديد. شعرتُ أن كل ما خلّفته ورائي هما الندم والمديونية لله. لقد كرهتُ نفسي حقًّا. لماذا لم أستطع ممارسة الحقّ والتمسّك بعمل الكنيسة؟ لماذا عِشْتُ دائمًا بفلسفات شيطانية؟ لذا صلّيتُ إلى الله، طالبة منه أن يقودني إلى فَهْم مشاكلي.
في إحدى عباداتي الروحية، قرأت بعضًا من كلام الله: "كيف تكون شخصيَّة الناس عندما لا يتحمَّلون أيّ مسؤوليَّةٍ تجاه واجبهم، ويفعلون ذلك بطريقةٍ غير مباليةٍ وسطحيَّة، ويتصرَّفون كتابعين، ولا يدافعون عن مصالح بيت الله؟ هذا مكرٌ، وهذه هي شخصيَّة الشيطان. فالعنصر الأكثر لفتًا للانتباه في فلسفات الإنسان عن الحياة هو المَكر. يعتقد الناس أنه إذا لم يكونوا ماكرين فسوف يسيئون إلى الآخرين ولن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم. يعتقدون أنه لا بدّ أن يكونوا ماكرين بما يكفي لعدم إيذاء أيّ شخصٍ أو الإساءة إليه، وبالتالي يحافظون على سلامتهم ويحمون سبل عيشهم ويكتسبون مكانتهم بين الناس. يعيش غير المؤمنين جميعهم بحسب فلسفة الشيطان. فهم جميعًا تابعون ولا يسيئون إلى أحدٍ. لقد أتيتَ إلى بيت الله، وقرأتَ كلمة الله، واستمعتَ إلى عظات بيت الله. فلماذا أنت تابعٌ دائمًا؟ التابعون يحمون مصالحهم الخاصَّة فقط وليس مصالح الكنيسة. عندما يرون شخصًا يصنع الشرّ ويضرّ بمصالح الكنيسة، فإنهم يتجاهلون ذلك. يحبّون أن يكونوا تابعين، ولا يسيئون إلى أيّ شخصٍ. هذا استهتارٌ، فمثل ذلك الشخص ماكرٌ للغاية وغير جديرٍ بالثقة. يشعر بعض الناس بالسعادة عند مساعدة الآخرين والتضحية من أجل أصدقائهم بصرف النظر عن التكلفة، وذلك لحماية غرورهم وسمعتهم وللحفاظ على صيتهم ومكانتهم الراقيين. ولكن عندما يحتاجون إلى حماية مصالح بيت الله والحقّ والعدالة، فإنهم لا يحملون مثل هذه النيَّات الحسنة التي تكون قد اختفت تمامًا. وعندما يجب أن يمارسوا الحقّ لا يفعلون ذلك. ما الذي يحدث؟ سوف يدفعون أيّ ثمنٍ ويتحمَّلون أيّ شيءٍ في سبيل حماية كرامتهم وسمعتهم. ولكن عندما يحتاجون إلى أداء عملٍ فعليّ، وحماية الأشياء الإيجابيَّة، وحماية شعب الله المختار وإعالته، لماذا لم تعد لديهم القوَّة لدفع أيّ ثمنٍ ولتحمُّل أيّ شيءٍ؟ هذا أمرٌ لا يمكن تصوُّره. فشخصيَّتهم في الواقع تشعر بالسأم من الحقّ. ولماذا تشعر شخصيَّتهم بالسأم من الحقّ؟ لأنه عندما يتضمَّن شيءٌ ما الشهادة لله أو ممارسة الحقّ أو حماية شعب الله المختار أو محاربة خدع الشيطان أو حماية الأشياء الإيجابيَّة، فإنهم يهربون ويختبئون ولا يفعلون ما هو لائقٌ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. معرفة شخصية المرء هي أساس تغييرها). "عندما ترون مشكلةً ولا تفعلون شيئًا لإيقافها، ولا تقيمون الشركة بخصوصها، ولا تحاولون الحدّ منها، وبالإضافة إلى ذلك لا تبلغون عنها المشرفين عليكم، بل تُؤدُّون دور "الأشخاص اللطفاء"، فهل هذه علامةٌ على الخيانة؟ هل أولئك اللطفاء أوفياء لله؟ لا، مطلقًا. فمثل هذا الشخص ليس مُجرَّد خائنٍ لله – بل يتصرَّف كشريكٍ للشيطان وكخادمٍ وتابع له. وهو خائنٌ في واجبه ومسؤوليَّته، لكنه مخلصٌ تمامًا للشيطان. وهنا يكمن جوهر المشكلة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). تكشف كلمة الله أن الماكرين يفعلون أي شيء لحماية مصالحهم. وليحافظوا على سُمْعتهم، عندما يتوافقون مع الناس، فإنهم يمارسون فلسفات دنيوية ولا يسيئون إلى أحد. إذا كانوا بحاجةٍ إلى ممارسة الحقّ لحماية عمل الكنيسة، فإنهم يتراجعون. لقد كنتُ مجرد إنسانة ماكرة. بعد أن صرتُ قائدة، رأيتُ زملاء العمل الذين آمنوا بالله لفترة أطول وفاقوني خبرة، لذا شعرتُ أنه كان لزامًا عليَّ أن أحظى بمعرفة ذاتية. إنْ لم يكن بسبب العمل الذي كنتُ مسؤولة عنه، لم أكن لأقلق أو أسأل المزيد بعد الآن، لأتجنّب جعلهم يظنون أنني كنتُ فضولية وأترك انطباعًا سيئًا. ولأحافظ على علاقة طيبة مع زملائي في العمل، ولأواصل ترسيخ علاقتي بينهم، أصبحتُ ماكرة ومُخادعة، ولطالما تصرفتُ كشخص يميل لإرضاء الناس. وعندما رأيتُ أن هناك قادة زائفين في الكنيسة، لم أعفِهم في الوقت المناسب. حتى ضمن نطاق مسؤوليتي، لم أجرؤ على طلب الكثير. خشيتُ أن القيام بالكثير سيجعل الآخرون يقولون إنني أتجاوز نطاق عملي. لقد عِشتُ بأقوال: "التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة"، "عندما تعرف أن شيئًا ما خاطئ، من الأفضل أن تُقلل الكلام"، "من يتكلم كثيرًا يخطئ كثيرًا، فالسكوت من ذهب"، "احمِ نفسك، واسعَ لتفادي اللوم"، وفلسفات شيطانية اخرى. في كل الأمور، حافظت على علاقتي مع الناس، وعلى صورتي في أعين زملائي في العمل. اتبعتهم وردَّدتُ وجهات نظرهم، دون أن أضع في الحُسبان ما إذا كان عمل الكنيسة سيعاني. رأيتَ مشكلات، لكنني لم أجرؤ على طرحها للمناقشة. علمتُ أنه عليَّ أن أمارس الحقّ، ومع ذلك حميتُ نفسي وسِرتُ مع التيار. لم أكن ماكرة ومخادعة فحسب، بل كنتُ ضَجِرة من الحقّ. ظننتُ أنه من الذكاء التزام الصمت عن أخطاء الآخرين. بهذه الطريقة، أتمكّن من الحفاظ على العلاقة بيني وبين زملائي في العمل، وأن أربح مَوْطِئ قدم راسخ بين القادة والعمّال. لم أتوقع أن أُكْشَف وأُقَالُ بهذه السرعة. رأيتُ قادة غير مناسبين، لكنني لم أجرؤ على التمسّك بالمبادئ وأعفيهم في الوقت المناسب. بدلاً من ذلك، سمحت لهم بمواصلة التأخير والإضرار بعمل الكنيسة. كنتُ أتستَّر على قادة زائفين، وفي الجوهر، كنتُ أتصرف كشريكة متواطئة مع الشيطان. كنتُ أفعل الشر وأقاوم الله. عندما فكّرتُ في هذا، شعرتُ بوَخْز الضمير. إنْ كنتُ تمسكّتُ بالمبادئ وأعفيتُ القائدين الزائفين مبكرًا، لما تأخَّر عمل الكنيسة لفترة طويلة.
كما تفكّرتُ في نفسي. لِمَ شعرتُ دائمًا بأن التعبير عن آرائي أو قيامي بالمزيد من العمل، كان يتعلّق بنفسي بإفراطٍ؟ عند قراءتي لكلمة الله عن ماهية الواجب، أدركتُ أن هذا الرأي كان عبثيًّا تمامًا. يقول كلام الله: "ما هو الواجب بالضبط؟ إنها مهمة أوكلها الله إلى الناس، وهي جزء من عمل بيت الله، وهي مسؤولية والتزام يجب أن يتحمله كل فرد من شعب الله المختار. هل الواجب نوع من أنواع المساعي؟ هل هو شأن عائلي خاص؟ هل من العدل أن نقول إنه بمجرد أن يتم تكليفك بواجب، يصبح هذا الواجب شؤونك الشخصية؟ الأمر ليس كذلك مُطلقًا. إذن، كيف يجب عليكَ أن تفي بواجبك؟ من خلال التصرف وفقًا لمتطلبات الله وكلماته ومعاييره، وبناء سلوكك على مبادئ الحق بدلًا من الرغبات البشرية الذاتية. يقول بعض الناس: "فور أن يتم تكليفي بواجب ما، ألأ يصير هذا الواجب شأني الخاص؟ واجبي هو مسؤوليتي، وهل ما أنا مكلف به ليس من شأني الخاص؟ إذا تعاملت مع واجبي على أنه شأني الخاص، ألا يعني ذلك أنني سأقوم به بشكل صحيح؟ هل سأقوم بواجبي بشكل صحيح إذا لم أتعامل معه على أنه شأني الخاص؟" هل هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ هذه الكلمات خاطئة؛ إنها تتعارض مع الحق. ليس الواجب شأنًا من شؤونك الخاصة، إنه من شؤون الله، وهو جزء من عمل الله، ويجب أن تعمل ما يطلبه الله؛ فقط من خلال أداء واجبك بقلب تملؤه طاعة الله يمكنك أن تكون على المستوى المتوقع. إذا كنت تقوم دائمًا بواجبك وفقًا لمفاهيمك وتصوراتك الخاصة، وبحسب ميولك، فلن تحقق المستوى المتوقع أبدًا. مجرَّد أداء واجبك كما يحلو لك لا يعتبر أداء لواجبك، لأن ما تفعله ليس ضمن نطاق تدبير الله، وليس من عمل بيت الله؛ بل أنت، على النقيض، تدير عملك الخاص، وتنفذ مهامك الخاصة، ولذا لا يتذكر الله ذلك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). تشرح كلمة الله بوضوحٍ تعريف الواجب. إنّ الواجب هو تكليف وتفويض الله للبشر. عندما نقبل واجبًا، نقبل مسؤولية والتزامًا. أثناء عملية القيام بواجباتنا، علينا أن نسعى لمشيئة الله وأن نقوم بواجباتنا حسب مبادئ الحقّ. وبهذه الطريقة فقط، نمارس وفقًا لمشيئة الله. بصفتي قائدة كنيسة، فإنّ جميع جوانب عمل الكنيسة، بما في ذلك ترتيب أو نقل الموظفين، ومتابعة وحلّ شتّى المشاكل في العمل، والإشراف على عمل زملاء العمل الآخرين، كانت ضمن نطاق مسؤوليتي والأمور التي كان عليَّ أن أفعلها. لكنني فسَّرتُ القيام بوظيفتي على أكمل وجه على أنه تَخَطٍّ للحدود. ظننتُ أن الاهتمام بعملي والاضطلاع بالمزيد من المسؤولية، كان يفعل الكثير، وسوف يسيء إلى الناس، وسيؤثر على علاقتي بزملائي في العمل. لم أخذ بعين الاعتبار أن تأدية واجبي وممارسة الحقّ شيئًا إيجابيًّا، بل على النقيض، شعرتُ أنه بممارسة الحقّ، سأضرُّ بمصالحي. كانت فكرتي في غاية السخافة. كنتُ تحت رحمة هذه الرأي المغلوط، وعاجزة عن التعامل مع واجبي كما ينبغي، دون مراعاة لمشيئة الله إطلاقًا. عندما رأيتُ قادة زائفين في الكنيسة، لم أجرؤ على قول ذلك أو ذكره، ولم أجرؤ على متابعة العمل الذي كان عليَّ القيام به. كنتُ أحافظ على علاقتي مع زملائي في العمل ومنصبي القياديّ. لم أكن أؤدي واجبي إطلاقًا! ذلك لأن مقصدي في واجبي كان خاطئًا، وأن ممارسة الحقّ أصبحت متجاوزة للحدود في عقلي، واسْتَغْلَلْتُ هذا كعذرٍ لعدم القيام بعمل عمليّ. كنتُ شديدة المكر!
أدركتُ أيضًا أنه عند الحكم على ما إذا كانت دينا مناسبة لتكون مشرفة، ساورني القلق أنه إذا اقترحتُ إعفائها، سيظن زملائي في العمل أنني متعجرفة للغاية، لدرجة أنني أردتُ استبدال أي أحد أجده غير مناسب دون إعطائه فرصة للتوبة. في هذه المسألة، لم أعش بفلسفات شيطانية فحسب، بل عجزتُ عن التمييز بين الغطرسة والالتزام بمبادئ الحقّ. بكلمة الله، قرأتُ: "كلَّما كانت لديك فكرةٌ أو رأي، إن أصررت بتهوُّرٍ على أنها صحيحة وأنها هي ما ينبغي عمله، فأنت إذن مُتكبِّرٌ وبارّ في عينيّ ذاتك. وإذا كانت لديك فكرةٌ أو رأي تشعر بأنه صحيحٌ، ولكن ليس لديك الإيمان الكامل بنفسك، وتمكَّنت من التأكُّد من ذلك بالبحث والشركة، فهذا لا يعني أنك بارٌّ في عينيّ ذاتك. فالحصول على موافقة الجميع واستحسانهم قبل تنفيذه هو الطريقة العقلانيَّة للتصرُّف" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته غالبًا). "إذا كنت مُتأكِّدًا من أن شيئًا ما وجدته يُمثِّل مشكلةً، وأن التحدُّث عنه سوف يكون مفيدًا للعمل، ومع ذلك لا تجرؤ على الالتزام بالمبادئ، فما المشكلة الموجودة؟ إذا فهمت أن شيئًا ما يُمثِّل مشكلةً، فلماذا تخاف من الالتزام بالمبادئ؟ هذه مسألةٌ ذات طابع خطير، وهي تمسّ ما إذا كنت تحبّ الحقّ، وما إذا كان لديك حسٌّ بالبرّ. يجب أن تُعبِّر عن رأيك حتَّى إن كنت لا تعرف ما إذا كان صحيحًا. وإذا كان لديك رأيٌ أو فكرة، فعليك أن تقولهما، وأن تدع الآخرين يقيمونهما. سوف توجد فوائد لك عند عمل ذلك، وسوف يساهم ذلك في حلّ المشكلة. إذا فكَّرت في نفسك قائلًا: "أنا لا أتورط. فإذا كان ما أقوله صحيحًا فلن يكون لي الفضل، وإذا كان خطأً، فسوف يجري التعامل معي. والأمر لا يستحقّ"، أليس هذا أنانيًّا وخسيسًا منك؟ دائمًا ما يُفكِّر الإنسان في اهتماماته الخاصَّة ولا يمكنه ممارسة الحقّ. وهذا هو الشيء الأصعب بخصوص الناس. أليس لديكم جميعًا الكثير من هذه الفلسفات للعيش والخطط بداخلكم؟ يوجد عددٌ كبير من عناصر فلسفات الشيطان فيكم جميعًا، وقد اجتاحتكم منذ فترةٍ طويلة. فلا عجب إذًا أن يستمع الناس إلى العظات لأعوامٍ دون فهم الحقّ، وأن دخولهم إلى واقع الحقّ بطيء، وقامتهم تظلّ دائمًا ضئيلة للغاية. والسبب هو أن مثل هذه الأشياء الفاسدة تعيقهم وتزعجهم. ما الذي يعيش الإنسان بموجبه عندما يحتاج إلى ممارسة الحقّ؟ إنه يعيش بموجب هذه الشخصيَّات الفاسدة والمفاهيم والتصوُّرات وفلسفات العيش وكذلك المواهب. وعند عيش الإنسان بموجب هذه الأشياء يصعب جدًّا عليه أن يَمثُلَ أمام الله؛ لأن حِمله كبير للغاية، ونيره ثقيل للغاية. وعيش الإنسان بموجب هذه الأشياء منفصل حتَّى الآن عن الحقّ. فهذه الأشياء تمنعك من فهم الحقّ ومن ممارسة الحقّ. إذا لم تفهم الحقّ، فلن يزداد إيمانك بالله، فما بالك بمعرفتك به. وهذا شيءٌ بائس ومخيف للغاية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو بالضبط الشيء الذي يعتمد عليه الناس للعيش؟). فهمتُ من كلمة الله، إذا كانت لديك فكرة أو وجهة نظر، لكنك لا تسعى لمبادئ الحق، فلا تُقدّم شركة وتناقش ذلك مع الجميع، وتقرر بشكل أعمى أن فكرتك هي الصواب، وتريد من الآخرين الإصغاء إليك، فهذه غطرسة. إذا كانت الآراء التي تعتنقها خاطئة، وعبثية، ولا تتوافق مع مبادئ الحق، لكنك تظن دائمًا أنك مُحقّ، ولا تصغي إلى آراء أي أحد آخر، فهذه أيضًا غطرسة. لكن إنْ سعيتَ للحقّ وتُجْزم أن آرائك وأفعالك تتماشى مع الحقّ وأنك تحمي عمل الكنيسة، إنْ أمكنك التمسّك بالمبادئ دون الخضوع لقيود الآخرين، فذلك مظهر من مظاهر الإحساس بالعدالة والوفاء لله. هذه ليست غطرسة. أيضًا، إنْ لستَ على يقينٍ ما إذا كان تفكيرك صائبًا، فهناك أيضًا مبدأ الممارسة، مما يعني أن تقول ما تعتقده، ليتمكّن الجميع من الشركة، والتمييز، ومعرفة كيفية القيام بالأمور كما يجب. أبيجايل ودينا لم تكونا قائدتين مُسْتَجدتين، تجعلهما تستحقان فرصًا ومساعدة، ودعمًا، بسبب انحرافات بسيطة في واجباتهما. بل كانتا قائدتين لفترة طويلة. وعِلاوة على ذلك، كانت مقدرتهما متواضعة، ولم تقوما بعمل عمليِّ وعجزا عن حلّ أيّ مشكلات في عملهما مَثَلُهما مَثَل القادة الزائفين. إنّ تحديد القادة الزائفين واستبدالهم في الوقت المناسب يعدّ دعمًا لعمل الكنيسة ويتماشى مع المبادئ. إنها ليست غطرسة، ولا حرمانهم من فرصة بلا رحمةٍ. لقد رأيتُ بوضوح أن هناك مشكلات مع القائدتين، لكن لأنني خشيتُ من أن يقول زملائي في العمل إنني متعجرفة، لم أجرؤ على التمسّك بآرائي. عِشتُ بفلسفات شيطانية، وكنتُ أميل لإرضاء الناس، ولم أمارس الحقّ، وراقبتُ تأخر العمل بكل عجزٍ، ولم أحرِّك ساكنًا حيال ذلك. حملتُ لقب قائدة، لكنني لم أقم بعمل فعليّ. كنتُ قائدة زائفة بحق. إنّ الله يكره ويمقتُ ما ارتكبته. لقد أظهر إعفائي من منصبي بِرّ الله بكامله، وكان أيضًا خلاص الله لي. شعرتُ بالامتنان الشديد لله في قلبي، وندمتُ بشدة على ما اقترفته. صلّيت إلى الله: "إلهي، لقد اعتدتُ العيش بفلسفاتٍ شيطانية. مِرارًا وتكرارًا، خُنْتُ الحقّ، ولم أفِ بمشيئتك. أتمنى أن أتوب. أرجوك أرشدني إلى ممارسة الحقّ وحماية عمل الكنيسة". ودون سابق إنذارٍ، بمجرد أن تغيّر سلوكي، اختارني الإخوة والأخوات كقائدة مجددًا، وشجّعوني على تأدية واجبي على أكمل وجه. تأثَّرت بشدة، وكنت ممتنة للغاية أن الله منحني فرصة أخرى.
لاحقًا، بحثتُ عن طريق الممارسة لمشاكلي، وقرأتُ مقطعًا من كلام الله: "إن كنت تتمتّع بحوافز "شخص لطيف" ومنظوره، فلن تتمكَّن من ممارسة الحقّ والالتزام بالمبدأ في جميع الأمور، وسوف تفشل وتسقط دائمًا. وإذا لم تستيقظ ولم تطلب الحقّ أبدًا، فأنت غير مؤمنٍ، ولن تربح الحقّ والحياة أبدًا. ماذا يجب أن تفعل إذًا؟ عندما تواجه مثل هذه الأشياء، ينبغي أن تدعو الله بالصلاة، وتتضرَّع للخلاص، وتطلب من الله أن يمنحك المزيد من الإيمان والقوَّة ليمكّنك من الامتثال للمبادئ، وأن تفعل ما يجب أن تفعله، وأن تتعامل مع الأمور بحسب المبادئ، وأن تدافع عن رأيك، وأن تحمي مصالح بيت الله، وأن تمنع أي أذى من أن يمسّ بعمل بيت الله. إن تمكّنت من التخلي عن مصالحك الذاتية وسمعتك وعن موقف "الشخص اللطيف"، وإن قمت بما يجب أن تفعله بصدق وبقلب كامل، فستكون آنذاك قد هزمت الشيطان، وستكون قد ربحت هذا الجانب من الحق. إذا كنت تعيش دائمًا وفقًا لفلسفة الشيطان، وتحافظ على علاقاتك مع الآخرين ولا تمارس الحقّ أبدًا، ولا تجرؤ على الالتزام بالمبدأ، فهل ستتمكَّن من ممارسة الحقّ في الأمور الأخرى؟ لن يكون لديك الإيمان أو القوَّة. وإذا لم تتمكَّن أبدًا من طلب الحقّ أو قبوله، فهل سيسمح لك مثل هذا الإيمان بالله بنيل الحقّ؟ (لا). وإذا لم تستطع نيل الحقّ، فهل يمكنك أن تنال الخلاص؟ لا يمكنك. إذا كنت تعيش دائمًا وفقًا لفلسفة الشيطان، مُجرَّدًا تمامًا من واقع الحقّ، فلا يمكنك أبدًا أن تُخَلَّص. يجب أن يتَّضح لك أن نيل الحقّ شرطٌ ضروريّ للخلاص. فكيف يجب أن تنال الحقّ إذًا؟ إذا تمكَّنت من ممارسة الحقّ ومن العيش وفقًا للحقّ، وأصبح الحقّ أساس حياتك، فعندئذٍ سوف تربح الحقّ وتنال الحياة، وهكذا سوف تكون واحدًا من أولئك الذين يُخَلَّصون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يجد من يسعى إلى الحق عونًا إلّا في معرفة النفس). ومن كلمة الله، فهمت، أن كوني أميل لإرضاء الناس، والحفاظ على علاقتي بالآخرين، وعدم الجرأة على التمسّك بمبادئ الحقّ وحماية عمل الكنيسة، كان جوهر أفعالي هو حماية مصالحي الشخصية على حساب مصالح الكنيسة. كان هذا إثم في حقّ الله وخيانة لله. إنْ لم أتُب وأسعَ للحقّ، لحل مشاكلي، في نهاية المطاف، سيرفضني الله ويستبعدني. في نفس الوقت، وجدتُ أيضًا طريقًا للممارسة. عندما تحدث الأمور ونريد حماية مصالحنا، علينا أن نصلي ونتَّكل على الله، وأن نطلب من الله أن يمنحنا القوة، ونتخلّى عن الجسد، ونتمسك بمبادئ الحقّ، ونركّز على مصالح الكنيسة. أثناء عملية ممارسة كهذه، وباستنارة الروح القدس، نفهم المزيد من الحقّ، وينمو عزمنا لممارسة الحقّ، ولا تستطيع أن تقيدنا شخصياتنا الفاسدة، لذا يمكننا العيش بحرية أكبر بعض الشيء. لقد عقدتُ العزم أنه في واجبي من الآن فصاعدًا، لن أحافظ على علاقتي مع الآخرين، وفي المسائل المتعلقة بالمبدأ، لابد أن أمارس الحقّ لحماية عمل الكنيسة.
بعد مُضيّ القليل من الوقت، وجدتُ أن نتائج السِّقاية في الكنيسة التي أشرفت عليها روبيرتا كانت ضعيفة، وكان حضور العديد من اجتماعات الوافدين الجُدُد غير منتظم. لقد علمتُ أنروبيرتا لم تقم بعمل عمليّ. ونادرًا ما حلّت مشاكل وصعوبات الوافدين الجُدُد، وقلَّمَا تابعت وعلِمتْ بشأن عمل مجموعة السقاية. كان هناك أيضًا القليل من عاملي السِّقاية ذوي إنسانية سيئة، الذين اعتادوا على التخبُّط في العمل، ولعبوا الحيل، وكانوا ماكرين في واجباتهم، لكنها لم تُعفِهم في الوقت المناسب. عَلِمتُ جيدًا أن روبيرتا لا يمكن أن تظل مشرفة. لكن بعدها فكّرتُ: "لقد كانت روبيرتا شريكتي. إنْ عَلِمَتْ أنني تحرَّيت عنها وأنني أريد إعفائها، ماذا ستظن بي؟ هل ستظن أنني أدير الأمور بقسوةٍ شديدة؟" أدركتُ أنني كنت أرغب في الحفاظ على علاقتي بالناس مجددًا. فصلّيتُ إلى لله، طالبة منه أن يمنحني القوة لأتمكّن من التمسّك بمبادئ الحقّ وحماية عمل الكنيسة. بعدئذ، أخبرت زملاء العمل عن فكرتي في إعفاء روبيرتا. قالت الأخت جاكي: "لقد أشرفت الأخت روبيرتا على عمل السِّقاية لبعض الوقت ولديها بعض الخبرة المهنية. إذا أعفيتِها، سيكون من الصعب إيجاد بديل مناسب على الفور". لكن هذه المرة، تمسّكتُ بوجهة نظري ولم أقدم تنازلات. في الوقت نفسه، أبلغت قادة المستوى الأعلى بهذه المسألة، وبعد شركتهم وتحليلهم، أعفوا روبيرتا من منصبها. أدركتُ من خلال اختباري، أنّ الناس الذين يعيشون بفلسفات شيطانية لا يمكن إلا أن يصيروا حُقَراء وأَخِسَّاء. إنهم لا يضرون عمل الكنيسة فحسب، بل يجعلون الله يكرههم ويمقتهم. إنّ ممارسة الحقّ وكلام الله يمكن أن يجلبا لنا تحررًا روحيًّا وحرية حقيقية.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.