الغرور والسمعة أضرا بي

2022 أغسطس 1

في عام 2017، انتُخبت لمنصب قيادي وتوليت مسؤولية أعمال عدد من الكنائس. لاحظت أن جميع قادة تلك الكنائس كانوا مؤمنين لفترة أطول مني. عملت الأخت غاو والأخت صن كقائدتين لسنوات عديدة وكنا نشارك معًا في اجتماعات الزملاء في الماضي، لذلك كانتا تعرفان إلى حد كبير ما يمكن توقعه مني. قامت الأخت يوان، القائدة من كنيسة أخرى، بسقايتي بعد أن قبلت عمل الله مباشرة. كنت جاهلة تمامًا في ذلك الوقت، ولكن كلما واجهت أي مشكلات، كانت تساعدني دائمًا بتقديم شركة حول الحق. وكن يتفوقن عليّ من كل الجوانب، سواء الخبرة في العمل أو مدة الإيمان. بدا لي أنه إذا حاولت أن أتحمل المسؤولية عن عملهن ومساعدتهن في حل مشكلاتهن، كنت سأنتهي فقط بإحراج نفسي. ومع ذلك، علمت أيضًا أن هذه الإرسالية كانت لتمجيد الله. لم أستطع رفض هذا الواجب لمجرد حفظ ماء الوجه والحفاظ على مكانتي. كان علي أن أقبل وأخضع.

لذلك كتبت إلى قادة الكنيسة لعقد اجتماع لأتعرف على الكنائس في أسرع وقت ممكن. عادةً ما أكتب الرسائل بسرعة كبيرة، لكن ليس عندما كتبت إلى الأخت غاو. فقد واصلت كتابة وإعادة كتابة تلك السطور القليلة، ومراجعتها مرارًا وتكرارًا. ظللت أشعر بالقلق لئلا أفشل في التواصل بوضوح وأن تنظر إليّ بازدراء. عندما حان وقت الاجتماع، أصبحت أكثر قلقًا. كانت الأفكار تتصارع في عقلي: اعتدنا على عقد الاجتماعات معًا كزملاء عمل، و إذا كنت لا أقدم الشركة بشكل جيد أو لا يمكنني حل مشكلاتهم، ماذا سيظنون بي؟ هل سيقولون: "من أنت لتستضيفي الاجتماعات وتحاولين حل مشكلاتنا بمثل مكانتك؟". مستحيل، لا بد لي من تقديم شركة جيدة لأبين لهم أنني قادرة على القيام بهذا العمل. في محاولة لأبدو متماسكة، بدأت في الانشغال بعملهم. قمت بتدوين أي مشكلات تظهر وبحثت عن كلام الله لحلها. لكن بسبب التوتر الشديد، لم يعد لديّ ما أقوله بعد الشركة لفترة من الوقت. عندها فقط، لاحظت أن الأخت غاو كانت تعلو وجهها نظرة صارمة. قلت لنفسي: "هل هذا لأنني لم أحل مشكلاتهم بالشركة التي أقمتها؟". في محاولة لاستعادة بعض كرامتي، أجبرت نفسي على مواصلة الشركة. أثناء حديثي، ظللت أراقب تعبيرات وجوههم، لأعرف إذا ما كان صبرهم قد نفد. كان قلبي يخفق مع أدنى تغيير في سلوكهم. قرب نهاية الاجتماع، التزم الجميع الصمت وكنت الوحيدة التي تتحدث. شعرت أن الوقت لا يتحرك، واستمر الاجتماع ببطء شديد. أخيرًا، انتهى الاجتماع وتوجهت إلى المنزل، وقد خارت قواي تمامًا. شعرت وكأنني انتهيت للتو من يوم من العمل الشاق، وكل ما أردت فعله هو الراحة، ولكنني تذكرت أنني كنت قد رتبت لاجتماع في اليوم التالي مع الأخت يوان وبعض الأخوات الأخريات. إذا انتهى بهن الأمر إلى وجود مشكلات لم أتمكن من حلها، ماذا سيظنن بي؟ لا، كان علي الاستعداد مسبقًا. التقطت تقرير عمل كنيستهن وبدأت في القراءة، لكن سرعان ما أصابني النعاس. أستيقظت في التاسعة مساءً بفزع. قلت لنفسي: "هذا غريب. عادة لا أشعر بالنعاس مبكرًا أبدًا". فوقفت أمام الله وصليت إليه قائلة: "يا إلهي، إن القيام بهذا الواجب يضعني تحت ضغط كبير. أنا قلقة للغاية من أن ينظر إليّ قادة الكنيسة بازدراء إذا لم أقدم شركة جيدة. أشعر بتقييد شديد ولا أعرف كيف يجب أن أتغلب على هذا الموقف. أدعو أن تنيرني وترشدني لأعرف نفسي".

ثم قرأت هذا المقطع من كلام الله: "يعاني جميع البشر الفاسدين مشكلةً مشتركة: عندما يكونوا بلا مكانة، وعندما يكونوا إخوة وأخوات عاديين، فإنهم لا يتعالون عند التفاعل أو التحدث مع أي شخص، ولا يتبنون أسلوبًا أو نبرة معينة في حديثهم. إنهم ببساطة عاديون وطبيعيون وليسوا بحاجة إلى تجميل أنفسهم. لا يشعرون بأي ضغط نفسي، ويمكنهم الشركة علانية ومن القلب. إنهم ودودون ويسهل التفاعل معهم، ويشعر الآخرون أنهم أناس صالحون جدًا. لكنّهم بمجرد وصولهم إلى المكانة، يتكبرون ويتعظَّمون، وكأن لا أحد يستطيع الوصول إليهم. يشعرون أنهم جديرون بالاحترام، وأنهم من جبلة مختلفة عن الأشخاص العاديين. ينظرون إلى الأشخاص العاديين نظرة دونية ويتوقفون عن الشركة علانيةً مع الآخرين. لماذا لم يعودوا يقدمون شركة علانية؟ إنهم يشعرون أن لديهم الآن مكانة وأنهم قادة. إنهم يعتقدون أن القادة يجب أن تكون لهم صورة معينة، وأن يكونوا أسمى قليلًا من الناس العاديين، وأن يتمتعوا بقامة أكبر، وأن يكونوا قادرين على تحمل المزيد من المسؤولية. وهم يعتقدون أنه يجب على القادة أن يتحلوا بمزيد من الصبر مقارنة بالناس العاديين، وأن يكونوا قادرين على المعاناة وبذل المزيد، وعلى مقاومة أي إغواء. حتى إنهم يعتقدون أن القادة لا يستطيعون البكاء، مهما كان عدد أفراد أسرهم الذين قد يموتون، وأنهم إذا اضطروا إلى البكاء، فيجب عليهم البكاء خفية، حتى لا يرى أحد أي عيوب أو نقائص أو ضعف بهم. حتى إنهم يشعرون أن القادة لا يمكنهم أن يدَعوا أي شخص يعرف ما إذا كانوا قد أصبحوا سلبيّين، وبدلًا من ذلك، يجب عليهم إخفاء كل هذه الأشياء. إنهم يعتقدون أن هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الشخص ذو المكانة. عندما يقمعون أنفسهم إلى هذا الحد، ألا تصبح المكانة إلههم وربهم؟ وفي هذه الحالة، هل ما زالوا يمتلكون طبيعة بشرية؟ عندما تكون لديهم هذه الأفكار، وعندما يضعون أنفسهم في هذا الصندوق، ويقومون بهذا النوع من التصرف – ألم يصبحوا مفتونين بالمكانة؟" ("ليعالج الفرد شخصيته الفاسدة، يجب أن يكون لديه مسار محدد للممارسة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كشف كلام الله بشكل قاطع عن حالتي في ذلك الوقت. كنت أجد أن عقد هذه الاجتماعات أمر متعب ومؤلم لأنني كنت شديدة الاهتمام بالكرامة والمكانة. تذكرت الماضي قبل انتخابي كقائدة، حينها لم أكن مقيدة في لقاءاتي مع الأخت غاو والأخوات الأخريات. أقمت شركة على قدر فهمي، ووثقت من أنه لن يزدريني أحد بسبب تقديمي شركة سطحية، نظرًا لأنني لم أكن مؤمنة منذ فترة طويلة. ومع ذلك، بعد القيام بواجباتي كقائدة، شعرت أنه بما أنني كنت في مركز أعلى منهم، سيقل احترامهم لي إن لم أقم شركة جيدة، ولم أستطع حل مشكلاتهم. بذلت فوق طاقتي للتباهي ولتأكيد نفسي في الاجتماعات حتى أنال إعجاب الآخرين وليقولوا إنني أستحق هذا المنصب. لم تكن لدي كل هذه الخبرة العملية، لكنني لم أكن راغبة في التحدث عن أوجه القصور لدي. واصلت فقط المضي قدمًا. نصبت لنفسي مكانة عالية، ظنًا مني أنه ينبغي للقادة أن يتمتعوا بمكانة معينة وأن يكونوا أفضل من أي شخص آخر من جميع الجوانب. أخفيت كل عيوبي وأوجه القصور لدي، ولم أسع علانية إلى فهم ما لم أفهمه وتظاهرت بأنني أفهمه، كل ذلك خوفًا من أن يُنظر إلي بازدراء. لقد جلبت كل هذه المعاناة على نفسي لأنني كنت شديدة الافتتان بالمكانة. أعطاني الله فرصة لتدريب نفسي من خلال إنعامه عليّ بهذا المنصب القيادي، وسماحه لي أن أتعلم كيفية إقامة شركة حول الحق وحل المشكلات. ومع ذلك، لم أول أقل قدر من الأهمية لكيفية أداء واجباتي بشكل جيد ومساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم وقضاياهم. بدلاً من ذلك، اعتبرت واجبي فرصة للترويج لذاتي، وفرصة لجعل الآخرين يقدرونني. حتى أنني صدرت واجهة زائفة وخدعت إخوتي وأخواتي. لم يكن لدي أدنى عقل – كنت وقحة تمامًا. أتيت أمام الله وصليت إليه تائبة، وطلبت منه أن يرشدني إلى التخلص من قيود السمعة والمكانة.

بعد الصلاة، قرأت هذا المقطع من كلام الله. "يعتقد بعض الناس دائمًا إنه عندما يكون للناس مكانة فيجب أن يتصرفوا كالمسؤولين الرسميين، الذين لن يأخذهم الناس على محمل الجد ويحترمونهم ما لم يتحدثوا بطريقة معينة. إذا أمكنك إدراك أن تلك الطريقة في التفكير خاطئة، فعندئذٍ ينبغي أن تصلي إلى الله وتدير ظهرك للأمور الجسدية. لا تسلك هذا الطريق. عندما تكون لديك أفكارٌ مثل هذه، ينبغي عليك الخروج من تلك الحالة وعدم السماح لنفسك بأن تعلق فيها. بمُجرَّد أن تعلق في تلك الأفكار والآراء وتتشكَّل في داخلك، سوف تخفي نفسك وسوف تربطها بإحكامٍ شديد حتَّى لا يتمكَّن أحدٌ من رؤية ما بداخلك أو من معرفة ما يدور بقلبك وعقلك. سوف تتحدَّث إلى الآخرين كما لو كنت تتحدَّث من وراء قناعٍ. لن يتمكَّنوا من رؤية قلبك. ينبغي أن تتعلَّم السماح للآخرين برؤية ما في قلبك؛ وتثق في الناس وتقترب منهم أكثر. ينبغي أن تنأى عن الميول الجسدية، ولا حرج على الإطلاق في ذلك، وهذا مسار ممكن أيضًا. مهما كان ما يحدث لك، يجب أن تفكر أولًا في المشكلات الموجودة في تفكيرك. إذا كنت لا تزال تميل إلى القيام ببعض الأعمال أو التظاهر، فعليك الصلاة إلى الله بأسرع ما يمكن: "يا الله! أريد أن أخفي نفسي من جديدٍ وأنا على وشك الانخراط في الحيل والخدع مرَّةً أخرى. يا لي من شيطانٍ! إنني أجعلك تمقتني كثيرًا! أشعر الآن بالاشمئزاز من نفسي. أرجوك هذَّبني ووبِّخني وعاقبني". ينبغي أن تُصلِّي وتُخرِج موقفك إلى النور. هذا ينطوي على كيفيَّة ممارستك. أيّ جانبٍ من جوانب الإنسانيَّة تستهدفه هذه الممارسة؟ إنها تستهدف الخواطر والأفكار والمقاصد التي كشف عنها الناس فيما يرتبط بموضوعٍ ما، وكذلك المسار الذي يسلكونه والاتّجاه الذي يتخذونه. وهذا يعني أنه عندما تكون لديك أفكار للتظاهر، اتكل على الله في كشفها وتشريحها وإبقائها تحت السيطرة. عندما تقوم بتشريحها وإبقائها تحت السيطرة بهذه الطريقة، فلن يكون هناك أي مشاكل فيما تفعله، لأن شخصيتك الفاسدة ستكون مُحبَطة ولن تكون موجودة بعد الآن" ("ليعالج الفرد شخصيته الفاسدة، يجب أن يكون لديه مسار محدد للممارسة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أعطتني قراءة هذا الكلام من الله أيضًا طريقًا للممارسة. ربما تم انتخابي لأكون قائدة، لكن مكانتي لم تتغير. فأدائي لهذا الواجب لا يعني أنني فهمت فجأة كل الحقائق، وأنه يمكنني إدراك كل شيء وحل جميع المشكلات. كان علي أن أواجه أوجه القصور لدي، وإذا لم أتمكن من حل المشكلة، يجب أن أعترف بصراحة أنني لم أفهم. ثم يمكنني طلب الحق مع الآخرين لحل المشكلة. في اجتماع لاحق، أثار قادة الكنيسة أثناء الشركة المشكلات التي كانت تعترضهم. كنت قلقة بعض الشيء في ذلك الوقت. إذا لم أتمكن من حل مشكلاتهم، فهل سيقل احترامهم لي؟ لذلك دعوت الله بصمت، طالبة منه أن يصحح سلوكي ويسمح لي أن أواجه بهدوء أوجه القصور لدي. حتى لو رأوا قدرتي الحقيقية وقل احترامهم لي لا يزال يتعين علي ممارسة الحق. كان ذلك جيدًا طالما حللنا جميع مشكلاتنا وسار عملنا بسلاسة. بعد ذلك، كنت أقيم شركة فقط بقدر ما أفهم، وإذا كنت أجد صعوبة في حلها، كنت أصرح بذلك لإخوتي وأخواتي، وكنا نبحث عن حل معًا. شعرت بتحرر كبير من جراء الممارسة بهذا الشكل. تدريجيًا، توقفت عن التعلق الشديد بالكرامة والمكانة، وشعرت باسترخاء أكثر في الاجتماعات. كنت أشعر في كثير من الأحيان أن الله ينورني ويوجهني، وكنت قادرة على التعرف على بعض المشكلات في العمل وإيجاد سبل لحلها من خلال أقوال الله القدير. شعرت بالراحة والسلام من خلال القيام بواجبي بهذه الطريقة.

في وقت لاحق، حدثت بعض الأشياء الأخرى، مما جعلني أفكر في نفسي بطريقة أعمق. في عام 2019، توليت مهمة التحرير في الكنيسة. كنا بحاجة إلى تنظيم مجموعة دراسة حول المبادئ ذات الصلة تتألف من إخوة وأخوات من عدد من الكنائس. لم أنظّم مثل هذه المجموعة الدراسية الكبيرة من قبل، وشعرت بضغط شديد جدًا، شعرت حرفيًا وكأن هناك حجر يجثم على صدري. كنت قلقة من أن أفقد ماء الوجه إذا لم أتمكن من تقديم شركة واضحة. ذات مرة، طلب مني قائد المجموعة المشاركة بنشاط في الشركة لمجموعة دراسة قادمة. خفق قلبي بشدة – لم يكن هذا اجتماعًا صغيرًا لعدد قليل من الناس. ماذا لو لم أتمكن من تقديم شركة واضحة أمام الكثير من إخوتي وأخواتي؟ ماذا سيفكرون بي؟ هل سيتساءلون كيف يُسمح لشخص له قدراتي بأداء واجبات التحرير؟ كلما فكرت في الأمر، زاد قلقي. قبل الاجتماع، قرأت المبادئ مرارًا وتكرارًا. قدحت زناد فكري، محاولة التفكير في أوضح طريقة وأكثرها تنظيماً لتقديم شركة حولها. دعوت الله بلا توقف في قلبي، وطلبت منه أن يجلب السلام والصفاء لقلبي. ولكن عندما حان وقت الاجتماع، كانت أعصابي لا تزال مشدودة. واصلت العد التنازلي للدقائق حتى جاء دوري للشركة. لم تكن حالتي تسمح لي بالتأمل في المبادئ. لا أعرف حقًا كيف مر الاجتماع. شعرت بقدر هائل من الضغط – لم أرغب في تنظيم هذا النوع من مجموعات الدراسة. قلت لنفسي: "ربما ينبغي أن ألغي مجموعة الدراسة برمتها وأن يدرس الجميع فيما بينهم. بهذه الطريقة لن أضطر إلى القلق بشأن تقديم شركة سيئة وإحراج نفسي أمام الجميع". ذهبت إلى القائد وأخبرته أن مجموعة الدراسة بشكلها الحالي غير فعالة. وانتهى الأمر بإلغائها. لم يكن أحد آخر على علم بنواياي الدنيئة، لكن الله كان يراقب. وضع لي الله سيناريو لاحقًا. سألتني أخت عدة مرات: "لماذا لا تنظمين مجموعة دراسة للإخوة والأخوات لمراجعة المبادئ؟". قالت أيضًا إنها تود حقًا حضور هذا النوع من مجموعات الدراسة. عندما سمعتها تقول هذا شعرت ببعض الذنب. كنت مسؤولة عن أعمال التحرير في الكنيسة. كان من واجبي أن أقود إخوتي وأخواتي في دراسة المبادئ. لكنني ألغيت مجموعة الدراسة حفاظا على ماء الوجه ولأحافظ على وضعي، دون أدنى تفكير في احتياجات الآخرين، أو ما هو الأفضل لعمل الكنيسة. ألم أكن بذلك أؤذي إخوتي وأخواتي؟ كنت شديدة الأنانية والوضاعة!

رأيت لاحقًا مقطعًا مؤثرًا للغاية من كلام الله يفضح فيه أضداد المسيح. من خلال تولية أهمية كبيرة للمكانة والسمعة، كنت في الواقع أكشف عن شخصيتي ضد المسيح. تقول كلمات الله، "إن اعتزاز أضداد المسيح بمكانتهم وهيبتهم يتخطى مكانة وهيبة الأشخاص العاديين، وهو شيء في داخل شخصيتهم وجوهرهم؛ إنها ليست مصلحة مؤقتة، أو تأثيرًا عابرًا لمحيطهم – إنه شيء في حياتهم، وعظامهم، ومن ثمَّ فهو جوهرهم. أي إنه في كل ما يفعله ضد المسيح، فإن الاعتبار الأول عنده هو مكانته وهيبته، ولا شيء آخر. المكانة والهيبة بالنسبة إلى أضداد المسيح هما حياتهم وهدفهم مدى الحياة. الاعتبار الأول لديهم في كل ما يفعلونه هو: "ماذا سيحدث لمكانتي؟ ولهيبتي؟ هل القيام بهذا يمنحني هيبة؟ هل سيرفع مكانتي في أذهان الناس؟" هذا هو أول ما يفكرون فيه، وهو دليل كافٍ على أن لديهم شخصية أضداد المسيح وجوهرها؛ لن يجاهدوا هكذا بطريقة أخرى" ("لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). عندما رأيت نفسي في ضوء كلام الله، رأيت أن هوسي الأخير بالسمعة والمكانة كان مظهرًا من مظاهر شخصيتي ضد المسيح. أثناء تنظيم مجموعة الدراسة، كنت قلقة من أنني لم أكن أملك فهمًا جيدًا للمبادئ وأن الآخرين سينظرون إليّ بازدراء إذا لم أقدم شركة جيدة. قبل الاجتماع، قرأت المبادئ مرارًا وتكرارًا، وسعيت جاهدة لمعرفة أفضل طريقة ممكنة للتعبير عن نفسي. ولكن كل هذا العمل الشاق لم يكن لفهم الحق والمبادئ، أو لمساعدة إخوتي وأخواتي في تعلم شيء عملي ومفيد، ولكن لأصنع صورة لنفسي بصفتي "محترفة متمكنة"، ولكسب إعجاب الآخرين. لقد أوليت أهمية كبيرة للغاية للسمعة والمكانة، واعتبرت أن الاجتماعات ما هي إلا فرصة لبناء سمعتي. كنت أدرك تمامًا أن هذه طريقة فعالة للدراسة، لكني كنت خائفة من فقدان ماء الوجه بسبب عدم تقديم شركة جيدة، لذلك تهربت من واجباتي، واختلقت الأعذار لإلغاء مجموعة الدراسة. قضيت اليوم بطوله وكل يوم أفكر في كيفية عدم فقدان ماء الوجه وكيف أكسب إعجاب الآخرين. لقد أعطيت الأولوية لمصلحتي الشخصية فوق كل شيء آخر. لم يكن لإرسالية الله مكان في قلبي، ولم أفكر أي مسار عمل سيكون الأفضل لإخوتي وأخواتي، وبالتالي سيكون الأفضل لعمل بيت الله. كم كنت أنانية ووضيعة! قد لا أفعل أي شر واضح كضد للمسيح من الخارج، لكن في الجوهر لم تكن شخصيتي مختلفة. كنت أسير في طريق ضد المسيح. لو كانت لدي مكانة حقيقية، فسأتصرف بالتأكيد كضد المسيح، وأعيق عمل بيت الله وأقاطعه لإرضاء مصالحي الشخصية. سينتهي بي الأمر بارتكاب كل أنواع الشر ويقصيني الله. بمجرد أن أدركت كل هذا، شعرت بالخوف والندم حقًا. فصليت الى الله: "يا الله، لقد أفسدني الشيطان بشدة. أحاول دائمًا الحفاظ على السمعة والمكانة، ولم أكن مكرسة أو مسؤولة في واجبي. يا إلهي، أنا لا أريد التمرد عليك بعد الآن – أريد أن أتوب. أرجو أن تنورني وتوجهني!".

أثناء بحثي، عثرت على مقطع فيديو فيه قراءة لكلام الله. يقول الله القدير، "يجب أن تسعى إلى الحق لحل أي مشكلة تنشأ، بغض النظر عن ماهيتها، ولا تتنكر بأي حال من الأحوال أو تضع وجهًا مزيفًا أمام الآخرين. كن صريحًا تمامًا بشأن جميع عيوبك، ونقائصك، وأخطائك، وشخصياتك الفاسدة، وأقم شركة بشأنها جميعًا. لا تحتفظ بها بالداخل. إن تَعلُّم كيفية التصريح بما في داخلك هو الخطوة الأولى نحو الدخول إلى الحياة، وهو العقبة الأولى، وهي أصعب عقبة يجب التغلب عليها. وبمجرد أن تتغلب عليها، يصبح دخول الحق أمرًا سهلاً. علام يدل اتخاذ هذه الخطوة؟ إنه يعني انفتاح قلبك وإظهارك لكل ما لديك، سواء كان جيدًا أم سيئًا، إيجابيًا أم سلبيًا؛ وأنك تكشف نفسك ليراك الآخرون ويراك الله؛ وأنك لا تخفي شيئًا، أو تستر شيئًا، أو تحجب شيئًا عن الله، خاليًا من الخداع والغش، وبالمثل تكون منفتحًا وصادقًا مع الآخرين. بهذه الطريقة، تعيش في النور، ولن يتفحصك الله فحسب، بل سيتمكن الآخرون أيضًا من رؤية أنك تتصرف بمبدأ ودرجة من الشفافية. لستَ بحاجة إلى استخدام أي طرق لحماية سمعتك وصورتك ومكانتك، ولا تحتاج إلى التستُّر على أخطائك أو تمويهها. لا تحتاج إلى الانخراط في هذه الجهود غير المجدية. إذا كان بوسعك التخلي عن هذه الأشياء، فستكون مستريحًا جدًا، وستعيش بلا قيود أو ألم، وستعيش بالكامل في النور" ("وحدهم الذين يمارسون الحق يخافون الله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). رأيت كيف يأمل الله أن نتمكّن جميعًا من ممارسة الحق وأن نكون صادقين. سواء كان ذلك بسبب عيوبنا أو أوجه القصور أو تعبيرًا عن الفساد، يجب أن نكون صرحاء بشأنها. لا يجب أن نحتفظ بالأشياء بداخلنا أو نخفي أنفسنا من أجل الآخرين أو من أجل الله. يجب أن نكون مستعدين لإخضاع كل أقوالنا وأفعالنا لتمحيص الله. عندها فقط يمكننا أن نكتسب ثناء الله. في الحق، بغض النظر عن كيفية إخفائي لنفسي، لا يمكنني تغيير قامتي. حتى لو استطعت أن أخدع إخوتي وأخواتي ليقدرونني، فلا يمكنني أن أخدع الله. يجب أن أخضع نفسي بشدة وبصراحة لتمحيص الله، وأن أكون شخصًا أمينًا.

في وقت لاحق، قمنا بتنظيم المزيد من الاجتماعات للدراسة مع الإخوة والأخوات من عدد من الكنائس. أردت أن تكون هذه الاجتماعات فعالة وأن تساعد إخوتي وأخواتي بشكل حقيقي وعملي، لذلك في كل مرة أبدأ فيها بإعداد المواد الدراسية، كنت أصلي بصدق إلى الله وأطلب إرشاده. كنت أطرح أي أسئلة لم أكن متأكدة منها لكي تناقشها المجموعة معًا. في الاجتماعات السابقة، فكرت مليًا في طرق للتأكد من أن الآخرين سيقدرونني، فقط لينتهي بي الأمر بالشعور بالتوتر والإرهاق بشكل لا يصدق. الآن، لم أعد أبحث عن المكانة أو أحاول حفظ ماء الوجه، وأشعر الآن بأنني أكثر استرخاء وحرية. لقد أدركت أيضًا أنه ليكون الاجتماع فعالًا، نحتاج إلى تعاون الجميع، وأن تنوير الروح القدس واستنارته أساسيان. عندما كنت أقارب كل اجتماع بالسلوك الصحيح، كنت أشعر باستنارة الله وإرشاده. في بعض الأحيان عندما كان الجميع يضيفون إلى أفكار بعضهم بعضًا أثناء الشركة، كنت أشعر أنني استفدت كثيرًا من الاجتماع. من خلال هذه التجربة، شعرت حقًا بمدى حماقة السعي وراء المكانة والكرامة. كنت أعذب نفسي فحسب، وعلاوة على ذلك، اشمئز الله من عدم قيامي بواجباتي. فقط من خلال الممارسة حسب كلمة الله، أسعى لأكون خليقة الله وأن أؤدي واجبي بصدق وإخلاص، وأستطيع أن أعيش بفرح وبلا قلق.

التالي: حل قيود القلب

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف واجهتُ اضطهاد أسرتي

عندما كنتُ صغيرة السِّن، كثيرا ما كانت أمي تقول لي: "بالنسبة لامرأة، لا يوجد شيء أفضل في الحياة من العثور على زوج صالح وتكوين أسرة متآلفة....

النضال لأجل النزاهة

يقول الله القدير، "ملكوتي يطلب الصادقين، لا المنافقين ولا المخادعين. أليس الحال أنّ المخلصين الصادقين لا يحظون بشعبية في العالم؟ أنا على...

اترك رد