تعلَّمتُ التنسيق مع الآخرين

2020 سبتمبر 12

يقول الله القدير، "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله. مع أنّ بعض الناس قد يبدون ظاهريًا أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، لكنّهم لا يعاملونه كالله على الإطلاق. يشعرون دائمًا بأنّهم يملكون الحق ويُبالغون بالإعجاب بأنفسهم. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له. إن الأشخاص المُتكبِّرين والمغرورين، وخصوصًا أولئك المُتكبِّرين لدرجة أنهم فقدوا عقولهم، لا يمكنهم الخضوع لله في إيمانهم به، حتَّى إنهم يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها. ومثل هؤلاء الناس يقاومون الله أكثر من غيرهم. فإذا كان الناس يرغبون في معرفة كيفيَّة اتّقاء الله، فينبغي عليهم أوَّلًا حلّ مشكلة شخصيَّاتهم المُتكبِّرة. وكلَّما حللت شخصيَّتك المُتكبِّرة تمامًا، ازداد اتّقاؤك لله، وعندئذٍ فقط يمكنك أن تخضع له وأن تكون قادرًا على بلوغ الحق ومعرفة الله" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). لطالما عرفتُ أن شخصيتي كانت متغطرسة، لكنني لم أفهم بحق أبدًا كلمات: "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله". كما لم أركِّز أبدًا على السعي للحق، لمعالجتها. فقط عندما عرقلت عمل الكنيسة بسبب غطرستي، لأنني تباهيت بأقدميتي، وجعلت الناس يفعلون ما أقوله لهم في واجبي، بدأت أخيرًا أقدّر كلمات الله وأرى كيف يمكن للغطرسة أن تجعل الناس يفعلون الشر ويقاومون الله. عندها فقط ركَّزت على السعي للحق لمعالجة شخصيتي المتغطرسة.

في مايو 2018 كلفتني الكنيسة بواجب كتابة. عندما بدأت للمرة الأولى، لم أشعر أنني مؤهلة بأي شكل. كثيرًا ما صليت واتكلت على الله في واجبي وعقدت شركة حول مبادئ تحرير المقالات مع الأخوات اللاتي عملت معهن. بعد فترة، شعرت أن لدي فهمٌ جيد لمبادئ والمهارات المهنية لتحرير المقالات، وأنني كنت على مستوى المهمة. مع مرور الوقت، أصبحت أقل تركيزًا على السعي لمبادئ الحق في واجبي. عند تحرير المقالات نادرًا ما استمعت إلى اقتراحات الآخرين، وكثيرًا ما تمسَّكت بآرائي الخاصة. ذات مرة كان هناك مقالًا يفتقر لتسلسل أفكار واضح. قالت أختان إنه ينبغي لنا الشركة بحسب كلمات الله ومبادئه وضبط تسلسل الأفكار قبل تحريره. فكرت: "هل نحتاج حقًا للبحث عن كلمات الله ومبادئه؟ نحن نقوم بهذا الواجب منذ فترة طويلة، لذا يجب أن نكون قادرات على حل مثل هذه المشكلة الصغيرة!" شرحت تسلسل الأفكار في المقال للأخريات كما فهمته وضغطت عليهما لإقناعهما بصحة رأيي. مع إصراري، لم تبحث الأختان عن كلمات الله ومبادئه ولكن أخرجتا المقال بحسب فهمي. مرة أخرى كنا نعقد شركة حول جوهر مقال عندما اقترحت الأختان العثور على بعض المواد التعليمية حول الكتابة يمكننا دراستها. كنت ضد هذه الفكرة بشدة، وفكرت: "لقد حررنا جميعًا عدة مقالات، فما فائدة المزيد من الدراسة؟ تسلسل الأفكار في الكتابة هو شيء نشعر به. أنتما تحاولان فقط إصلاح ما هو مضبوط". وجدت عذرًا لتأجيل ذلك، وعلَّمتهما ما كنت أعرفه عن الكتابة حتى تسيرا تحت طوعي. وأخيرًا، لم يكن أمام الأختين أي خيار سوى مجاراتي.

ذات يوم، جاءت أخت جديدة لتحرير المقالات معي. اكتشفت أنها كانت جديدة في الإيمان ولم تقم بواجب الكتابة من قبل. كذلك، عندما تعرفت إليها اكتشفت أنها لم تكن في مثل جودتي في الصياغة اللغوية. فكرت: "لقد كنت أقوم بهذا العمل لفترة أطول منك وأنا أفهم من المبادئ والمهارات أكثر مما تفهميه. عليك أن تفعلي ما أقول فحسب من الآن فصاعدًا". ذات مرة، رأيت أنها لم تحرّر مقالًا بما يتوافق مع أفكاري. شعرت بعدم الارتياح، وفكرت، "ما مشكلتك؟ لقد عقدتُ شركة معك حول مثل هذه التفاصيل، فلماذا لا تصغين؟ هذا لن يجدي. يجب أن أكون صارمة معك". وهكذا أشرت إلى شاشة الحاسوب، وقلتُ بنبرة توبيخ: "انظري، ماذا تفعلين؟ الأفكار مبعثرة! لقد كنت هنا لفترة طويلة وأنا أعرف عن المبادئ والمهارات أكثر مما تعرفينه. لو كنتِ قد حررتِها فقط كما أخبرتك، لما أحدثت مثل هذه الفوضى". تخضَّب وجه الأخت بالحُمرة، وأطرقت برأسها في صمت. عندما رأيتها مستاءة للغاية، شعرت ببعض السوء، وفكرت: "كيف أمكنني التحدث معها بهذه الطريقة وإحراجها؟" لن أفعل ذلك ثانية". ولكن بعد وقت قصير لاحقًا، عندما كنا نناقش مقالًا، قضيت وقتًا طويلًا في الشركة مع الأخت، حول أفكاري الخاصة لكنها لم تحرّره بالطريقة التي أخبرتها بها. كنت غاضبة جدًا، وفكرت: تقبل عضوات الفريق القديمات اقتراحات التحرير التي أقدمها وحتى الشخص المسؤول يوافق، فلماذا لا تفعلين ما أقول؟ لا، يجب أن أفكّر في طريقة تجعلك تصغين لي". ثم عقدتُ شركة معها مرارًا وتكرارًا، لا أتوقف إلا بمجرد قبولها لاقتراحاتي. بالإضافة إلى ذلك، حتى عند القيام بالخلوات التعبدية اليومية، كنت أستخدم وقتي الأطول في الإيمان وفهمي الأكبر كذريعتين لأخبرها أن تستمع لعظات معينة في دقيقة ثم أن تقرأ فصولًا معينة من كلام الله في الدقيقة التالية حتى لم يعد لديها فكرة عما تفعله. مع استمرار هذا، انتهى الأمر بالأخت بالشعور بأنني أقيّدها بشدة. لقد كانت كثيرة الكلام ومبتسمة للغاية في البداية، وكثيرًا ما عبَّرت عن آرائها الخاصة. لكنها الآن صارت صامتة وعابسة، ونادرًا ما تتحدث. صارت أيضًا سلبية حقًا ولم تعد تريد أن تؤدي واجباتها هناك. كنت مستاءة لرؤيتها في مثل هذه الحالة واعتقدت أنه لا يجب أن أعاملها بهذه الطريقة. لكن في اللحظة التي نشأت فيها مشكلة، لم أستطع إلا أن أظهِر غطرستي.

بعد وقت قصير، ظهرت الكثير من القروح في فمي، وأصبح من الصعب تناول الطعام. والأسوأ من ذلك أنني لم أتمكن من الإحساس بعمل الروح القدس وإرشاده. لم يكن لدي ما أقوله لله في الصلاة، ولم أنل أي استنارة من كلام الله. حرَّرتُ عددًا قليلًا من المقالات، في أكثر من شهر. كنت أشعر دومًا بعدم الارتياح، لذلك وقفتُ أمام الله لأصلّي لكي يرشدني لمعرفة حالتي الخاصة. فيما بعد، قرأت بعض كلمات الله المقتبسة في مقالٍ كنت أعمل عليه، والتي كشفت حالتي بالضبط. تقول كلمات الله: "أنتم تؤدّون واجبكم، ويمرّ الوقت وتلقون بعض النجاح، لكنّكم لم تحرزوا تقدمًا في دخولكم إلى الحياة. لم تحقّقوا إنجازات، وكل ما تفهمونه هو تلك التعاليم القليلة، ولم تمتلكوا معرفةً عن واقع الحق لوقت طويل. في وضع كهذا، ماذا ستفعلون وعن أي طباع فاسدة ستكشفون؟ (التعجرف والغرور.) هل ستصبحون حتى أكثر تعجرفًا وغرورًا أم أنكم ستبقون على حالكم؟ (سنصبح حتى أكثر تعجرفًا وغرورًا.) لماذا؟ (سنظنّ أنّنا مؤهلون.) على أي أساس تحدّدون مدى أهليتكم؟ هل هذا محدد على أساس المدة التي قضيتموها في تأدية واجبكم وكمية الخبرة التي كدّستموها في أدائه؟ هل ستبدأون بتصنيف أنفسكم بحسب الأقدمية ببطء وبثبات؟ ... عندما لا يملك الناس مؤهلات، يعرفون أنّهم يجب أن يتصرّفوا بحيطة وحذر، ويذكّرون أنفسهم دائمًا بعدم اقتراف أخطاء. وعندما يملكون بعض المؤهلات، يعتقدون أنّهم بارعون بما يكفي، ويبدأون بتصنيف أنفسهم بحسب الأقدمية. عندما يحصل هذا، لا يعود هناك مكان لله في قلوبهم، وتنقطع علاقتهم بالله، وهذا خطير جدًا" ("تسجيلات لأحاديث المسيح"). فكرتُ بعد قراءة كلمات الله، أنني عندما بدأت في واجب الكتابة. لم أكن أعرف شيئًا عن المبادئ أو المهارات، لكن كان لدي بعض الوعي الذاتي. أمكنني أن أخلي ذاتي وأسعى وأتعلَّم مع أخواتي. بعد قليل، اعتقدت أنني قد استوعبت بعض المبادئ وبدأت أرى نتائج في واجبي. دون أن أدرك ذلك، كنت أتصرف بتعالٍ، معتقدة أن لدي مقدرة جيدة، ولذا بدأت أحتقرُ أخواتي. لم أعد أستمع إلى اقتراحاتهن وعندما أردن السعي إلى المبادئ أو الرجوع إلى مواد الدراسة، ظننتُ أنه ليست هناك حاجة لذلك، وأن عليهما فعل ما أقوله. احتقرتُ الأخت الجديدة أكثر من ذلك. ظننت أنه لأنني قمت بهذا الواجب لفترة طويلة وفهمت أكثر، يجب أن تحترم أقدميتي وأن تساير أفكاري. عندما لم تفعل، كنتُ أعطيها محاضرة حتى تقبل اقتراحاتي. لدرجة أنني جعلتها تقرأ ما طلبت منها أن تقرأه خلال الخلوات التعبدية. لقد كبتُها لدرجة أنها صارت سلبية، وتتألم، ولم تعد تريد حتى أن تقوم بواجبها. لم أكن أقوم بواجبي، كنت أفعل الشر! كنت أستغل خبرتي، وأصبح متغطرسة أكثر فأكثر، دائما ما أكبت الآخرين وأؤذيهم وأقمعهم. على الرغم من أنني كنت أعرف أن حالتي كانت خاطئة، كنت عنيدة ورفضت السعي للحق أو التفكير في نفسي. حينها فقط أدركتُ كيف أصبَحتْ روحي مظلمة ومرِضتُ. كان هذا تأديب الله لي، بل بالأحرى حمايته لي. كان الله يستخدم هذا الموقف لإجباري على الوقوف أمامه والتأمل في نفسي. عندما فكرت في الأذى الذي سبَّبته شخصيتي المتغطرسة لأختي، شعرت بالغضب والذنب. كنت أفتقر تمامًا إلى الإنسانية! هرعت لأقف أمام الله للصلاة والتوبة. في وقت لاحق، في اجتماع، عقدتُ شركة عن الفساد الذي أظهرته وفهمي له، وقدمت أشدّ الاعتذار لأختي. لم يقتصر الأمر على أنها تعاملت مع الموضوع ببساطة، ولكنها تصارحت حول الكثير من اختباراتها أيضًا. شعرت فجأة وكأن قلبينا قد تآلفا سويًا. بينما عملنا سويًا في واجبنا بعد ذلك، تمكنا من الشركة معًا وتعويض كل منا لما تفتقر إليه الأخرى. كما أصبحت الأفكار في المقالات أكثر وضوحًا مع تحريرنا لها وعملنا بسرعة كبيرة جدًا. ثم اختبرت أنني من خلال عدم الحياة بحسب شخصيتي الفاسدة والعمل جيدًا مع الآخرين، قد كوفئت بإرشاد الله وبَركاته.

ذات يوم قرأت هذا المقطع من كلمات الله، خلال الخلوات العبدية: "إذا كنت تمتلك الحق بداخلك، فإن المسار الذي تسير فيه سيكون بطبيعة الحال المسار الصحيح. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف، ستجد أنه من المستحيل الابتعاد عن تحدّي الله، ستشعر بأنك مرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتراه بدون أهمية، وسيجعلانك تمجّد نفسك باستمرار وتُظهر نفسك، وفي النهاية، تجلس مكان الله وتقدم شهادة لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة! لحل مشكلة شرّهم، فَعَليْهِم أولاً أن يحلّوا مشكلة طبيعتهم! فبدون إحداث تغيير في الشخصيَّة، لن يكون من الممكن إيجاد حلّ جذري لهذه المشكلة. عندما يكون لديك فهم لله، عندما ترى فسادك وتتعرف على حقارة وقبح الغطرسة والغرور، فستشعر بالاشمئزاز والإرهاق والإحباط. ستكون قادرًا على القيام ببعض الأشياء بوعي لإرضاء الله، وعند القيام بذلك، ستشعر بالراحة. سوف تكون قادرًا على الشهادة بوعي لله، وعند القيام بذلك، ستشعر بالمتعة. سوف تكشف عن نفسك عن وعي، وتكشف عن قبحك، وعند قيامك بذلك، ستشعر بالراحة داخليًا وتشعر بأنك في حالة ذهنية أفضل" ("الكلمة يظهر في الجسد"). أظهرت لي كلمات الله أن طبيعتي المتغطرسة والمغرورة كانت هي السبب الجذري لمقاومتي لله. تحكَّمت طبيعتي المتغطرسة بي، ودائمًا ما بالغت في تقدير نفسي. شعرت أنني متمكنة من العمل، وأنني أفهم أكثر من أي شخص آخر، ولذا أردت دائمًا أن يكون لي القول الفصل. عندما اختلفت آراء أخواتي عن وجهة نظري، رفضت قبولها وألححت في إقناعهن بأفكاري الخاصة حتى قبلنها. عندما أرادت أخواتي السعي للحق والرجوع إلى مواد دراسة الكتابة، وقفت في طريقهن وأجبرتهن على قبول آرائي بدلًا من ذلك. ألم أكن أتسيد عليهن وأتحكّم بهن وأتصرف من المنظور الخطأ؟ وحده كلام الله هو الحق والمبادئ للسلوك البشري، وهو ما يجب أن نطيعه ونقبله. لكنني لم أدع أخواتي يسعين لمبادئ الحق أو يطعن الله، ولكن بدلًا من ذلك جعلتهن يفعلن ما أقوله، كما لو كانت كلماتي هي الحق. حاولت استبدال وجهات نظري وآرائي بالحق. ألم أكن أحاول أن أضع نفسي على قدم المساواة مع الله؟ يلتزم الشيطان بمنطق "أنا الأفضل في الكون كله" و"دع الذين يقاومونني يهلكون". إنه يرغب دائمًا في السيطرة على البشرية والحلول محل الله. كنت أحيا أيضًا بحسب هذه السموم الشيطانية، أريد دائمًا أن أكون كبيرة القوم، لأحكم ويكون لي القول الفصل. لم أؤذِ أخواتي فحسب، بل أضررت أيضًا بعمل الكنيسة. كانت شخصيتي الشيطانية رهيبة للغاية. كنت أسير في مسار معارضة الله وأسأت بشدّة إلى شخصيته! لقد وجدتني شخصية الله البارة. بدون عمل الروح القدس، كنتُ كأنني عمياء، غير قادرة على فهم أي مشكلة، ولا تحقيق أي شيء في واجبي. لم يكن بوسعي إلا إطراق رأسي في مواجهة الحقائق، وأعترف أنه حتى لو كانت هناك نجاحات صغيرة في واجبي، فقد كانت جميعًا من صنع الله. كل ما فعلته هو التعاون قليلًا. ولكنني لم أكن أعرف نفسي على الإطلاق، وكنت متغطرسة بشكل أعمى، وآمر الناس من حولي. لم يكن لدي معرفة بالذات على الإطلاق. شعرت بالخزي الشديد عندما فكرت في ذلك. عقدت العزم على العمل جيدًا مع الآخرين من ذلك الوقت، حتى لا أحيا بحسب الشخصية المتغطرسة فيما بعد، لأعرف كيف أسمح لنفسي بقبول اقتراحات الآخرين بصورة أكبر.

ذات مرة، عندما كنا نحلِّل تسلسل الأفكار في مقال، طرحت الأخت تشانغ بعض الأفكار الوجيهة ولكنني أردت منها، مرة أخرى، أن تفعل ما اعتقدته. بينما كنتُ على وشك التأكيد على سبب صحة أفكاري، أدركت فجأة أنني أظهرت شخصيتي المتغطرسة مرة أخرى، وأحاول أن أجعل أختي تفعل ما أقوله. فكرت كيف أذيت أخواتي وأثرت في واجبي من قبل لأنني كنت أحيا بحسب شخصيتي المتغطرسة. لم أعد أرغب في أن أفعل ذلك، لذلك صليّت وطلبت الله في قلبي. فوردت إحدى شركات الله إلى ذهني حينها. بعد أن طلب الله من آدم تسمية كافة الكائنات الحية، أخذ الله هذه الأسماء وأعطاها لتلك الكائنات الحية. تقول كلمات الله، "لقد أعطى الله للإنسان ذكاءً، واستخدم الإنسان ذكاءه المُعطى من الله للقيام بأشياء. إن كان ما يفعله الإنسان إيجابي في عينيّ الله، فإن الله يؤكده ويقر به ويقبله بلا أي تقييم أو نقد. هذا شيء لا يمكن لأي شخص أو روح شرير أو شيطان أن يفعله. هل ترون إعلانًا عن شخصية الله هنا؟ هل يمكن لإنسان، إنسان فاسد، أو شيطان أن يقبل أن يمثله الآخرون في فعل الأمور بطريقة صحيحة تحت سمعه وبصره؟ بالطبع لا! هل سيتقاتلون على منصب مع شخص آخر أو قوة أخرى مختلفة عنهم؟ بالطبع سيفعلون هذا! في تلك اللحظة، لو كان الذي مع آدم هو شخص فاسد أو شيطان، فمن المؤكد أنه كان سيرفض ما كان يفعله آدم. لإثبات أن لديهم القدرة على التفكير بطريقة مستقلة وأن لديهم أفكارهم الفريدة الخاصة، فمن المؤكد أنهم كانوا سينكرون ما فعله آدم: "هل تريد أن تسميه هكذا؟ حسنًا، لن أسميه هكذا، سأسميه كذلك؛ أنت دعوته توم أما أنا فسأدعوه هاري. يجب أن أظهر ذكائي". ما نوع هذه الطبيعة؟ أليست هذه غطرسة شديدة؟ لكن هل لله الشخصية نفسها؟ هل كان لدى الله أية اعتراضات غير عادية على هذا الشيء الذي فعله آدم؟ الإجابة بوضوح هي كلا! في الشخصية التي يكشفها الله لا يوجد أدنى جدلية أو غرور أو بر ذاتي. هذا واضح وضوحًا جليًا هنا" ("الكلمة يظهر في الجسد"). تحرَّكت مشاعري بشكل مذهل عندما كنت أتأمل كلمات الله. سمَّى آدم كل الكائنات الحية ووافق الله على ما فعله آدم دون تغيير أي شيء. يستخدم الإنسان ذكاءه الذي منحه الله إياه لعمل أشياء إيجابية ويقبل الله هذه الأشياء ولا يتدخل. رأيت أن الله متواضع للغاية ولا يحب الظهور، لدرجة أنه لا يتباهى على الإطلاق. جوهر الله جميل للغاية وحَسَن! ومع كوني أقل من يرقة، كنت فقط متغطرسة ومغرورة ومتفاخرة بأقدميتي. لطالما أردت أن أحكم الفريق وأجعل الآخرين يفعلون ما أقوله؛ كنتُ وقحة! بالعودة إلى ما حدث للتو، رأيت بوضوح أن أفكار الأخت تشانغ بها وجاهة أكثر من أفكاري، ولكنني ظللت أرغب في استبعادها، وجعلها تفعل ما أريد. لقد أصبحت خرقاءً تمامًا في غطرستي! عند هذه الفكرة، كرهت نفسي حقًا وأردت أن أصفع نفسي بقوة بضع مرّات. صليت لله بصمت، قائلة كم أردت أن أخلي ذاتي وأقوم بما اقترحته أختي. فقلت للأخوات الأخريات: "إن أفكار الأخت تشانغ وجيهة، وهي أفضل من أفكاري. فلنفعل ما تقترحه". وافقت الأخوات الأخريات على ما قلته. حررنا هذا المقال لاحقًا، و سار العمل بسلاسة، بإرشاد من الله، وانتهى سريعًا. لقد شعرنا جميعًا بإحساس كبير بالعِتق. تحدثت أختان بعد ذلك، قائلتان، "لقد تغيرتِ. فأنت لا تتشبثين بأفكارك بنفس القدر، ويمكنك قبول اقتراحات الآخرين". عندما سمعتهما تقولان هذا، شكرت الله من أعماق قلبي!

السابق: تحوُّل ممثلة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

نتائج التملق

في عام 2019، كنت أتدرب في منصب قيادي، وكنت أعمل إلى جانب وانغ. على مدار تفاعلاتنا، علمت أنه خدم في القيادة لعدة سنوات في الصين، وتولى...

تبشير والدي بالإنجيل

آمنت في طفولتي، وتعهدُّتُ أن أخدم الرَّب طوال حياتي. انتهى بي المطاف بحضور مدرسة لاهوتية لثلاث سنوات حيث قبلتُ عمل الله القدير في الأيام...

ألم لا مناص منه

في سن السابعة والأربعين، أخذ بصري يتدهور بوتيرة متسارعة. قال الطبيب إنني سأفقد البصر تدريجيًّا. لذا كان عليّ ملازمة المنزل والخلود إلى...