مَن مزَّق شَمل عائلتي حقًّا؟
كنت معلّمة وكان زوجي مهندسًا. حظينا بعلاقة رائعة طوال زواجنا بأكمله، وكانت ابنتنا تتمتع بالذكاء وحسن السلوك. لقد أُعجب بنا كلُّ أصدقائنا وزملائنا. ثم في ديسمبر 2006، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بقراءة كلام الله، تعلّمت أن مخلِّصنا، الله القدير، قد عبَّر عن الكثير من الحقائق لتطهير البشرية وخلاصها. التحلِّي بالإيمان وقراءة كلام الله وربح الحق، ونبذ الخطيئة وشخصياتنا الفاسدة، هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يحمينا الله به خلال الكوارث العظيمة، وأخيرًا الدخول إلى ملكوته. كما تعلَّمت أن حياة كلِّ واحد منا قد أتت من الله، وأن الله منحنا كل شيء نملكه. يتعيَّن علينا أداء واجبنا بصفتنا كائنات مخلوقة. في وقت لاحق بدأت في مشاركة الإنجيل وريّ الوافدين الجدد. شعرت كل يوم بالرضا الكامل. لاحظ زوجي أنه منذ أن صرت مؤمنة، كانت الابتسامة دائمًا تعلو وجهي، وقال لي بسعادة: "في السابق، كنتِ دائمًا تصابين بالإرهاق الشديد بعد يوم من العمل وكنت أشعر بالقلق عليكِ. بصفتكِ مؤمنة، فأنتِ مشغولة بنفس القدر يوميًّا، لكنكِ تبلين بلاءً حسنًا فأحسن. على ما يبدو، التحلِّي بالإيمان شيء رائع!" لكن الأشياء الجيدة لا تدوم طويلًا. سرعان ما بدأ في اضطهادي والوقوف حجر عَثْرة في طريق إيماني.
في أحد أيام مارس 2007، عاد إلى المنزل من العمل وبمجرد دخوله قال بصرامة: "اليوم، دعا رئيسنا إلى اجتماع عام للقيادات من جميع الإدارات وقال إنه في السنوات الأخيرة أصبح هناك عدد متزايد من الناس يؤمنون بالله القدير، ما أصاب الحزب بالذعر. لقد أدرجوا كنيسة الله القدير ضمن الأهداف الوطنية الرئيسية، وكل المؤمنين بالله القدير عُرضة لاعتقال الحزب الشيوعي. الوضع أسوأ بالنسبة للموظفين الحكوميين: سيُطرد أي أحد يتبيَّن أنه مؤمن أو له أحد من أفراد عائلته في الكنيسة، دون استثناء! ونظرًا لأنه لم يكتشف أحد في مدرستكِ إيمانك بعد، فلتتخلي عنه قبل فوات الأوان. سيُقبض عليكِ إن اكتشف رئيسكِ في العمل!" كنت أعتقد أن التحلِّي بالإيمان هو المسار الصحيح ولا يخرق أي قوانين، إذن لمَ يريد الحزب منعي؟ فقلت له: "عندما انضمَّت الصين إلى منظمة التجارة العالمية، ألم يُعلن أن هناك حرية للعقيدة في الصين؟ فلمَ القمع الآن؟ وما الخطأ في إيماني؟" فثار غضبه وأجاب: "أعلم أن الإيمان شيء جيد، لكن الحزب لا يسمح بذلك، فماذا يمكننا أن نفعل؟ لا يمكن للذراع التغلُّب على الساق. إذا استمررتِ على إيمانكِ، فقد يُقبض عليكِ وتُسجنين في أي لحظة. إذا أُلقي القبض عليكِ، ألن يدمر ذلك عائلتنا؟ عليكِ أن تتخلي عن إيمانكِ من أجل هذه العائلة!" شعرت بالسخط لسماع هذا منه. لم أكن أتخيل أن الحزب في سعيه لمنع الناس من الإيمان بالله، سيستخدم رؤساء الناس للضغط عليهم، لكن ذلك فسَّر التغيير المفاجئ في قناعات زوجي. تساءلت عما إذا كان الحزب سيتركني دون عقاب إن اكتشفوا يومًا ما بشأن إيماني. لمَاذا يصعب جدًّا أن تكون مؤمنًا في الصين؟ ثم تذكرت مقطعًا من كلام الله قرأته لي أخت ذات مرة. "إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد، وكنتيجة لذلك، تتحقق هذه الكلمات فيكم أيتها الجماعة من الناس. ولأنه يتم في أرضٍ تُعارضه، فإن عمل الله كله يواجه عقبات هائلة، كما أن تحقيق الكثير من كلماته يستغرق وقتًا، ومن ثمَّ تتم تنقية الناس كنتيجة لكلمات الله، وهذا أيضًا أحد جوانب المعاناة. إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ ينفذ الله عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمُ من خلال هذه المعاناة مرحلةً واحدةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). أتذكر أنها شاركت أيضًا: "الحزب الشيوعي هو حزب ملحد. إنه يكره الله ويقف ضده. بصفتنا مؤمنين في دولة يحكمها الحزب الشيوعي، فمن الحتميِّ أن نتعرض للقمع والإذلال. قال الرب يسوع ذات مرة: "طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 5: 10). إن الله يستخدم هذه البيئات القمعية لتكميل إيمان الناس. القدرة على التمسك بالشهادة في بيئة قمعية ومؤلمة هو أكثر شيء يستحسنه الله!" لقد منحني هذا إيمانًا. كنت أعلم أنني لا أستطيع الاستسلام بسبب قمع الحزب. مهما وقف زوجي حجر عَثرة في طريقي، كنت عازمة على الإيمان.
لفترة وجيزة، كانوا يعقدون اجتماعات تقريبًا بشكل يومي في عمله، مشدِّدين على أنه من المستحيل أن يكون هناك مؤمنين بين الموظفين أو أفراد عائلاتهم. عاد زوجي إلى المنزل وحاضرني عن العقيدة الفكرية تقريبًا بشكل يوميٍّ. وفي إحدى الليالي عندما وصلت إلى المنزل من اجتماع، بدا جادًّا وقال: "هل ذهبتِ إلى اجتماع آخر؟ كم مرة أخبرتكِ أنه لا يمكنكِ حضور الاجتماعات، لمَ لا تنصتين إليَّ؟ لا يبدو وكأنكِ لا تعرفين أن الحزب يحظر الدين. لقد أخبرنا رئيسنا مرارًا وتكرارًا أن الحزب لن يعفو عن أي من المؤمنين بالله القدير بكل بساطة! ألا تبحثين عن المتاعب إذا احتفظتِ بإيمانكِ في مثل هذا الوقت الحَرج؟" قلت: "إن التحلِّي بالإيمان لا يخرق أي قوانين. أي حق يملكه الحزب في عدم السماح بذلك؟" كان جوابه: "لا يبالي الحزب إذا خرقتِ أي قوانين أم لا. يُعتبر المؤمنون بالله القدير مجرمين سياسيين. إذا قبض عليكِ الحزب بسبب إيمانكِ، فلن تفسدي سمعتكِ فحسب، بل ستعرِّضين حياتكِ للخطر، وستتورط عائلتكِ". قلت لزوجي: "تعلم جيدًا أن الحزب معادٍ الله، لكنك مؤيد لهم، وتقف حجر عَثرة في طريقي. ألست خائفًا من العقاب؟" فقال باستخفاف: "العقاب ليس مهمًّا، بل المهم أن نفهم الاتجاه الذي تهبُّ منه الرياح. الحزب الشيوعي في السُّلطة الآن، لذا إن أردتِ البقاء تحت حكمهم، أفلا يتعيَّن عليكِ فعل ما يقولونه؟ أتقاضى المال من الحزب، لذلك عليَّ التحدث والتصرف نيابة عنهم. أنتِ أيضًا تعملين وتتقاضين راتبًا تحت مظلة الحزب، فلماذا يعفون عنكِ إذا اتبعتِ الله بدلًا من الحزب؟ عليكِ أن تدركي ما هو على المحكِّ! هل توافقين الحزب أم الله القدير؟ عليكِ الاختيار اليوم!" شعرت بصراع شديد حينذاك. إذا قررت الحفاظ على إيماني، يمكن لرئيسي اكتشاف ذلك في أي وقت. ثم سأفقد منصبي وعلى الأرجح ستقبض عليَّ الشرطة. لقد احتفظت بوظيفتي لأكثر من عقد. حتى ذلك الحين، عملت بجدٍّ وترقّيت إلى معلِّمة متوسطة الدرجة الوظيفية. حظيت بإعجاب الطلاب واحترام آبائهم وحسد زملائي وتقدير رئيسي واستحسانه. أينما ذهبت، عاملني الأقارب والأصدقاء معاملة طيبة. إذا فقدت وظيفتي، سأواجه رفض عائلتي وسخرية الآخرين وازدراء زملائي. كنت أخشى أن تفسد سمعتي إن حدث ذلك. ثم فكرت: "عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة هو المرحلة الأخيرة من عمله لخلاص البشرية. السبيل الوحيد للتحرر من الفساد هو الخضوع لدينونة الله وتطهيره، فعندئذٍ، تحت حماية الله يمكننا النجاة من الكوارث ونُنقل إلى وجهة جميلة. إذا فاتتكِ هذه الفرصة، فسوف تندمين عليها لبقية حياتكِ". فكرت في شيء يقوله الله. "وإن كنت في مركز عالٍ، وسمعة كريمة، ولديك معرفة غزيرة، وتمتلك العديد من العقارات ويدعمك أناس كثيرون، غير أن هذه الأمور لا تمنعك من المجيء أمام الله لقبول دعوته وإرساليته، وتنفيذ ما يطلبه منك، عندها فإن كل ما ستفعله سيكون الأكثر أهمية على الأرض ومهمة البشرية الأكثر برًّا. إن رفضتَ دعوة الله من أجل مكانتك وأهدافك الخاصة، فكل ما ستفعله سيكون ملعونًا وسيَرْذُلُك الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 2: الله هو من يوجِّه مصير البشرية). ابتهج قلبي عند التفكير في كلام الله. التحلِّي بالإيمان والسعي إلى الحق وأداء الواجب ككائن مخلوق هو الشيء الوحيد الذي له قيمة ومغزى. لكن أمام الاختيار بين الإيمان والعمل، كنت مقيَّدة بالاسم والمكانة، وبسبب إيماني خشيت أن يسلب الحزب الشيوعي وظيفتي، ما سيفسد سمعتي. كانت حياتي المهنية واسمي، كل ما يهمني. لكن ماذا يمكن أن تفعل تلك الأشياء لي؟ ستُشبع غروري مؤقتًا فحسب؛ ولن تساعدني أبدًا على ربح الحق أو التخلص من شخصيتي الفاسدة. وما الهدف من إعجاب الآخرين؟ علمت أيضًا أن الحزب الشيوعي هو عدوٌّ لله. للاحتفاظ بوظيفتي والاستمتاع بمكانة وسمعة جيدتين، إذا تخلَّيت عن إيماني وعشت وجودًا منحطًّا تحت حكم الحزب، ألن تكون تلك خيانة لله؟ لم أستطع أن أكون ذلك النوع من الأشخاص. وهكذا، قلت لزوجي بهدوء شديد: "لن أتخلَّى عن إيماني أبدًا". فحدَّق إليَّ مباشرة وقال بصرامة: "إذا استمررتِ على إيمانكِ، سأبلغ عنكِ الشرطة وأجعلهم يقبضون عليكِ". وبينما كان يقول هذا، بدأ في إجراء مكالمة هاتفية. صُعِقت تمامًا آنذاك. كان يعلم أن الحزب الشيوعي يضطهد المؤمنين، لكنه كان لا يزال يريد تسليمي إليهم. ألم يكن ذلك مثل إلقائي إلى الذئاب فحسب؟ لقد تجاهل حبنا كزوج وزوجة؛ لخدمة مصالحه الخاصة وأراد إبلاغ الشرطة لإرغامي على التخلِّي عن إيماني. لم أتمكن من الرضوخ له. ثم سألني المرة تلو الأخرى: "ألم تحسمي قراركِ؟" قلت: "حتى ولو قُبض عليَّ وسُجنت، سأحافظ على إيماني!" شحب وجه زوجي وألقى بالهاتف على الأرضية في غضب.
أتذكر في ليلة من الليالي، أنه حين رآني أقرأ كلام الله، تغيَّرت تعابير وجهه وقال: "كم من المرات أخبرتكِ؟ لا يمكنكِ ببساطة أن تسلكي طريق الإيمان في الصين! من الحكومة المركزية إلى السلطات المحلية، ومن الإدارة إلى فرادى الموظفين، تتم مراقبة الأشياء وتنفيذها على جميع المستويات. سيقبض عليكِ الحزب إن واصلتِ إيمانكِ بالله!" سماع زوجي يقول هذا طوال الوقت، والتفكير أيضًا في خطر الاعتقال الدائم بصفتي مؤمنة في دولة الحزب كان مخيفًا بالنسبة لي. تساءلت عما إذا كان بإمكاني الصمود أمام التعذيب لو اعتُقلت يومًا ما. ماذا لو أوسعوني ضربًا حتى الموت أو العجز؟ إذا لم أتمكن من تحمُّل المعاناة وصرت يهوذا وخنت الله، ألن تكون هذه نهاية حياتي؟ علمت أنني لم أكن في حالة جيدة، وسرعان ما تلوت صلاة إلى الله في قلبي، سائلة إياه الإيمان حتى لا أفقد الشهادة خلال هذا القمع والمشقة. قرأت هذا في كلام الله: "عندما يكون الناسُ مُستعدين لأن يضحّوا بحياتهم يصبح كلُّ شيء تافهًا، ولا يمكن لأيٍّ كان أن ينتصر عليهم. ما الذي يُمكِنُ أن يكون أكثر أهمية من الحياة؟ وبذلك يصبح الشيطان عاجزًا عن إحداث المزيد في الناس؛ إذ لن يكون هناك ما يمكنه فعله مع الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار "كلام الله إلى الكون بأسره"، الفصل السادس والثلاثون). إن كلام الله بليغ للغاية. عندما نكون على استعداد للمخاطرة بحياتنا ولا يقيِّدنا الموت، تصبح أيدي الشيطان مكبَّلة. كنت أخشى من تعرُّضي للضرب حتى الموت على أيدي الشرطة ويُعزى أساسًا إلى أنه كان ينقصني الإيمان. لقد أفرطت في تقدير حياتي. كل شيء يأتمر بأمر الله، بما في ذلك حياتنا وموتنا. كان عليَّ أن أهَب نفسي لله وأن أخضع لتنظيماته وترتيباته. حتى ولو ضُربت حتى الموت، فسيكون ذلك اضطهادًا في سبيل البر، والذي له قيمة. بالثقة التي منحني إياها كلام الله، قرأت بعضًا منه لزوجي: "نحن نثق أنه لا توجد دولة ولا قوة بإمكانها الوقوف في طريق ما يريد الله تحقيقه. أولئك الذين يعرقلون عمل الله، ويقاومون كلمته، ويُربِكون خطة الله ويعطّلونها سيعاقبهم الله في النهاية. كل مَنْ يتحدى عمل الله سيُرسَل إلى الجحيم؛ أية دولة تتحدى عمل الله ستُدَمَر؛ وأية أمَّة تقوم ضد عمل الله ستُمحى من على هذه الأرض ولن يعود لها وجود" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 2: الله هو من يوجِّه مصير البشرية). لقد قدمت شهادة إلى زوجي حول شخصية الله البارَّة التي لا تتسامح مع الإساءة. إن اعتقال الحزب الشيوعي واضطهاده للمؤمنين هو عمل شرير ومقاومة لله وسيعاقبهم الله. بمساندته للحزب وثنيي عن الإيمان، كان يرتكب الشر معهم. بعد الاستماع، قال بعجز: "أتعتقدين أنني أريد هذا؟ الحزب الشيوعي هو المتسبب في حدوث هذا. إذا لم أُثنِكِ عن الإيمان بالله، يمكن أن أفقد مصدر رزقي أيضًا. لمَ لا تفكرين بي؟ إذا قُبض عليكِ أو سُجنتِ لأنكِ مؤمنة، إن لم يقتلوكِ، فسيمزقون بعضًا من لحمكِ على الأقل. كيف يمكنني مشاهدتكِ وأنتِ تتألمين؟ ماذا أفعل لأُثنيكِ عن إيمانكِ؟" قلت: "الله القدير هو الإله الحقيقي الواحد ولن أتخلَّى أبدًا عن إيماني!" وبشكل صادم، عندما رأى أنني لن أرضخ له، اعتدى عليَّ جسديًّا. في حالة من الغضب العارم، قال لي: "إذا قُبض عليكِ من أجل إيمانكِ، فقد وصلنا إلى طريق مسدود. أنتِ تصرِّين على تسليم نفسكِ إليهم. لكن أخبريني، ما فائدة الإيمان إذا متِّ؟" بعد أن ثبَّتني بقوة على السرير كالمجنون وأمسك عنقي بإحكام وقال: "سأخنقكِ، ثم سنرى ما إذا كان باستطاعتكِ الإيمان!" كنت أختنق ولم أتمكن من التنفس وكنت أصارع بأقصى ما أستطيع، لكن دون جدوى. فغِبت عن الوعي. وبينما كنت أستعيد وعيي شيئًا فشيئًا، فكرت كيف أن زوجي الذي لم يضربني قطُّ على مرِّ سنوات الزواج، قد صار شديد الوحشية تجاهي ليحافظ على مكانته ووظيفته، لدرجة أنه كاد يخنقني حتى الموت. صُدمت بشدة. كما ازدادت كراهيتي للحزب الشيوعي. إذا لم يستغلوا وظائف أفراد العائلة ومستقبلهم في تهديداتهم، لما تصرف زوجي أبدًا بهذه القسوة الشديدة.
في كل مرة كانت وظيفة زوجي تفرض عليه المزيد من الضغط، كان يزيد من اضطهاده لي. في أحد الأيام عندما عاد إلى المنزل من اجتماع، أعطاني محاضرة أخرى عن العقيدة الفكرية. وقال إنه بموجب حكم الحزب الشيوعي الصيني، تعاني الأسرة بأكملها إذا كان أحد أفرادها مؤمنًا، لذا لم أتمكن من الحفاظ على إيماني وإلا فقد يفقد كلانا وظيفته، وسيؤثر على دراسات ابنتنا وحياتها المهنية. سأل كيف ستتمكن ابنتنا من رفع رأسها عاليًا لو سُجنت بسبب إيماني، وقال حتى لو لم أفكر في كلينا، فيجب أن أفكر فيها. كنت أعتقد أنه إذا سلب الحزب الشيوعي وظيفة زوجي ودمر مستقبل ابنتي بسبب إيماني، ألن يكرهاني إلى الأبد؟ لقد شعرت بالأسى الشديد آنذاك، فدعوت الله بصمت، أطلب منه أن يرشدني. تذكرت هذا من كلام الله: "لا يوجد في كل ما يحدث في الكون شيءٌ لا تكون لي فيه الكلمة الفصل. هل يوجد أي شيء خارج سيطرتي؟ كل ما أقوله نافذ، ومَنْ مِن البشر بوسعه أن يُغيِّر رأيي؟ ... ألستُ أنا شخصيًا الذي صنعتُ كل هذه الترتيبات؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الأول). كل شيء بيد الله. سواء فقدت أنا وزوجي وظيفتينا، وسواء تأثرت دراسات ابنتي وما إذا كانت ستحصل على وظيفة، كل هذا رتَّبه الله. الله وحده هو الذي يقرر كل شيء وليس الحزب الشيوعي. عند التفكير في هذا، قلت لزوجي: "إن مصائر الناس بيد الله وتحت حكمه. أتعتقد أنك إذا استمعتَ إلى الحزب الشيوعي تضمن وظيفتك؟ لا يستطيع الحزب حتى التحكم في مصيره، فكيف يمكنه التحكم في مصائر الآخرين؟" ثم أجاب بغضب: "إذا صمّمتِ على الإيمان، فسوف ينال منكِ الحزب. إنهم يرسلون المؤمنين الذين يعثرون عليهم إلى حتفهم. ستكونين أفضل حالًا إن مِتِّ على يديَّ". وقبل أن أتمكن من الرد، ركض إلى المطبخ كما لو أنه فقد عقله والتقط سكِّينًا ووقف أمامي، ثم رفع السكين وقال بصرامة: "هل ستصبحين مؤمنة أم ستحظين بحياة هانئة؟ إذا أصررتِ على الإيمان، فسأنحر عنقكِ!" وبمزيج من الغضب والخوف، دعوت الله بسرعة في قلبي. عندئذٍ، خرجت ابنتنا فجأة من غرفتها، ووضعت نفسها أمامي وصرخَت: "أبي! إن كنت ستقتل أمي، فعليك أن تقتلني أولًا!" فصُدم مما فعلَته، وبعينيه المثبتتين عليها، تجمَّدت عضلات وجهه في مكانها. وأخفض اليد التي تحمل السكين ببطء. شعرت بخسارة وألم في قلبي لا يمكن تفسيرهما وانهمرت دموع الحزن والسخط. لم أتخيل قطُّ أن زوجي سيهدد حياتي لأنني أؤمن بالله. لم يكن هذا هو الرجل الذي تزوجته. كان من الواضح أنه شيطان!
قرأت هذا في كلام الله أثناء عبادتي في أحد الأيام. "لماذا يحب زوج زوجته؟ لماذا تحب زوجة زوجها؟ لماذا يكون الأطفال مطيعين لوالديهم؟ لماذا يكون الوالدان مولعين بأطفالهما؟ ما أنواع النيَّات التي يكنَّها الناس حقًا؟ أليس غرضهم هو من أجل إرضاء خططهم ورغباتهم الأنانية؟ هل يهدفون حقًا إلى العمل لأجل خطة تدبير الله؟ هل يعملون حقًا لأجل عمل الله؟ هل غرضهم تتميم واجبات كائن مخلوق؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). "أي شخص لا يعترف بالله هو عدو؛ بمعنى أن أي شخص لا يعترف بالله المُتجسِّد – سواء كان ضمن هذا التيار أو خارجه – هو ضد المسيح! مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الشياطين، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟ أليسوا هم هؤلاء الناس الذين يعصون الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). فكرت في كلام الله. دار في ذهني مشهدًا تلو الآخر لزوجي وهو يقمعني وكأنه فيلم. لمَ كان زوجي الذي لم يصرخ في وجهي أو يضربني قطُّ، يبذل قصارى جهده لاضطهادي منذ إيماني؟ لمَ انهار زواج دام كل هذه السنوات بسبب مكاسب شخصية؟ لا يوجد حب حقيقي بين البشر؛ كل شخص يستغل الآخر فحسب. كان زوجي لطيفًا معي في السابق لأنني تمكنت من الذهاب إلى العمل وجنى المال وإنجاب أطفاله. كنت مفيدة في نظره. لكن الآن بعد أن اخترت الإيمان، ما أثر على مصالحه ولم يكترث بالمشاعر بيننا. ولثَنيي عن الإيمان بالله، أراد إبلاغ الشرطة، لقد خنقني حتى فقدت الوعي بل وهددني بسكين. أصرَّ أنه لا يريدني أن أتحلَّى بالإيمان لأنه كان يفكر بي وكان يخشى الاعتقال، لكن فعل كل ذلك لنفسه فقط. لقد وضع حياته المهنية وسمعته قبل كل شيء. للحفاظ على مصدر رزقه، كان على استعداد ليكون الكلب الطليق للحزب الشيوعي وخادمه، وأرغمني على سلك طريق مسدود. حتى أنه استخدم جميع أنواع الأساليب الدنيئة والشريرة لمنعي من الإيمان بالله. كان في جوهره شيطانًا كره الله وقاومه. ثم قرأتُ مقطعًا آخر من كلام الله. "وبصفتكم أشخاصًا عاديين تسعون وراء محبة الله، فإن دخولكم إلى الملكوت لتصبحوا من شعب الله هو مستقبلكم الحقيقي، وحياة بالغة القيمة وذات معنى. لا أحد مبارك أكثر منكم. لماذا أقول هذا؟ لأن أولئك الذين لا يؤمنون بالله يعيشون من أجل الجسد، ويعيشون من أجل الشيطان، لكنكم تعيشون اليوم من أجل الله، وتعيشون لإتمام مشيئة الله. لهذا السبب أقول إن حياتكم لها معنى أكبر. هذه المجموعة فقط من الناس، الذين اختارهم الله، قادرة على عيش حياة ذات معنى أكبر: ولا أحد آخر على الأرض قادر على عيش حياة لها هذه القيمة والمعنى" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه). كان كلام الله ملهمًا حقًّا بالنسبة لي وساعدني على رؤية المغزى من الحياة. التحلِّي بالإيمان والسعي إلى الحق وأداء الواجب ككائن مخلوق هو السبيل الوحيد لعيش حياة ذات مغزى وقيمة. كنت أعمل حتى أرهق نفسي تمامًا في العالم الخارجي وصنعت اسمًا لنفسي نوعًا ما، لكنني شعرت بالفراغ والبؤس في أعماقي. لقد مرضت من الإرهاق وصار صوتي الرائع أجشًّا لدرجة أنني بالكاد تمكنت من النطق. شعرت في تلك اللحظة حقًّا أنه مهما كان عدد شهادات التكريم أو مقدار الإعجاب الذي حصلت عليه، فلن يعالج ذلك مرضي أو فراغي الروحي أبدًا. لم تمكنني السمعة التي سعيت إليها وحظيت بها لسنوات من ربح الحق أو إنقاذي من فساد الشيطان وإيذائه. وفوق ذلك، كنت أرسِّخ في أذهان الطلاب خلال سنوات تدريسي كل أنواع الأشياء التي تنكر الله. كنت أتملَّق الحزب الشيوعي بالثناء عليه طوال الوقت. إذا استمر هذا، لكان من المستحيل أن أنال آخرة طيبة. تعيَّن عليَّ التوقف عن خدمة الحزب. فصليت إلى الله في قلبي، سائلة إياه أن يمنحني مَخرجًا. لاحقًا، عندما توجهت إلى الفحص الطبي، قال لي الطبيب: "حلْقكِ في حالة مزرية. لقد تغيَّر لون الحلق بالكامل وهو محتقن بالدماء للغاية. إنه متورِّم ومتضخِّم بدرجة كافية للتأثير على أحبالكِ الصوتية. بالنظر إلى مهنتكِ، إذا لم تتوقفي عن استخدام حلقكِ، فعلى الأرجح ستفقدين القدرة على النطق تمامًا". ثم اقترح أن آخذ إجازة مرضية لمدة ستة أشهر. تقدمت إلى الله بخالص شكري. اعتقدت أنه سيكون لدي المزيد من الوقت لقراءة كلام الله وأداء واجبي، لكن زوجي بدأ في استخدام أساليب أكثر خِسَّة ووقف حجر عَثرة في طريقي.
في أحد أيام فبراير 2009، طلب من اثنين من زملائي في المدرسة ومن أخي الأصغر المجيء. أجبروني على ركوب سيارة وأخذوني إلى مستشفى للأمراض العقلية. لكني لم أكن أعاني من أي مشكلة، لذلك لم تقبلني المستشفى. قال زوجي: "تعلمين أن الحزب يعتقل المؤمنين وأن هذا هو حكم بالإعدام، لكنكِ تصرِّين على الإيمان. فقط أولئك الذين يعانون من مرض عقلي لا يخافون الموت. هناك اختبارات محدودة يمكن إجراؤها في هذا المستشفى. يحتوي مستشفى الأمراض العقلية في المقاطعة على مرافق أفضل وأطباء أكثر كفاءة. سآخذكِ إلى هناك لإجراء فحص طبي لمعرفة ما إذا كنتِ تعانين من مرض عقلي". أجبته بغضب: "أعتقد أنك الذي يعاني من مرض عقلي. الأمر ليس أنني لا أخاف الموت. لقد اخترت الإيمان. حتى لو كان يعني الموت، لأنني أعلم أن الله القدير هو مجيء المخلِّص. لقد عبَّر عن الكثير من الحقائق ويمكنه تخليص الإنسان من الخطيئة والكوارث. أولئك الذين يرفضون دينونة الله وتطهيره من غير المؤمنين سيموتون جميعًا في الكوارث". ولكنه لم يستمع إليَّ. وأرغمني على الذهاب إلى مستشفى المقاطعة للأمراض العقلية في وقت مبكر من صباح اليوم التالي. صعدنا إلى الطابق الثاني ورأيت سيدة مجنونة مستلقية على أرضية الردهة مثل الكرة ومكبَّلة بسلسلة ثقيلة جدًّا. أمسك رجل في منتصف العمر بأحد طرفي السلسلة وسحبها بشدة وجرَّ المرأة على الأرضية. مدَّت ذراعيها في خوف وهي تمسك بالسلسلة، وقاومت بكل ما أُوتيَت من قوة وصرخت بصوت عالٍ. رؤية شعرها الذي يبدو كالقش وتعابير وجهها المفزعة، وسماع صرخاتها المفجعة كانت تجربة تقشعِرُّ لها الأبدان. في تلك اللحظة، غمرني شعور بالألم والظلم. شعرت أنها كانت إهانة كبيرة لكرامتي وأردت على الفور الالتفات والنزول إلى الطابق السفلي والخروج من ذلك المكان الملعون، لكني عجزت عن ذلك. كان زوجي يتتبعني في كل تحركاتي. ثم تذكرت شيئًا من كلام الله. "كثيرة هي الليالي المؤرقة التي احتملها الله من أجل عمل البشرية. من أعلى الأعالي إلى أدنى الأعماق، نزل إلى الجحيم الحي الذي يسكن فيه الإنسان ليقضي أيامه معه، ولم يشتكِ قط من الخسة الموجودة بين البشر، ولم يَلُمْ الإنسان قط على عصيانه، بل تحمل مهانةً عظيمة بينما ينفذ شخصيًّا عمله. كيف يمكن أن ينتمي الله إلى الجحيم؟ كيف يمكن أن يقضي حياته في الجحيم؟ لكن من أجل خاطر البشرية جمعاء، كي تجد كل البشرية الراحة قريبًا، تحمل المهانة وعانى الظلم ليأتي إلى الأرض، ودخل شخصيًّا إلى "الجحيم" و"العالم السفلي"، دخل إلى عرين النمر، ليخلص الإنسان. كيف يتأهل الإنسان لمعارضة الله؟ ما السبب الذي لديه ليشتكي من الله مرةً أخرى؟ كيف يتحلى بالسفاهة ليتطلع إلى الله مجددًا؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (9)]. لخلاص البشرية، تجسَّد الله في الأيام الأخيرة وأتى إلى الصين التي يحكمها الملحدون، وظهر وعمل في هذا المكان الأكثر شرًّا ومعاداة لله وعانى من قمع وإدانة الحزب الشيوعي والعالم الديني وتحمَّل إذلالًا كبيرًا، لكن الله تحمَّل كل هذا دون التفوُّه بكلمة. إنه رب الخَلق، الأسمى والمُشرَّف، لكنه أتى للعيش بين البشر الفاسدين، وتحمَّل إذلالًا هائلًا، وعبَّر عن الحقائق بين البشر وعمل بهدوء من أجل خلاص الإنسانية. لكنني، إنسانة فاسدة، ونظرًا لأنني كنت سأنتسب إلى المرضى العقليين، شعرت أن كرامتي قد انتُهكت وكان ذلك إذلالًا بالنسبة لي. لقد أردت الهروب. لم يكن لدي أدنى إصرار على المعاناة من أجل الحق. شعرت بالحَرج من التفكير في هذا وتلوت صلاة صامتة إلى الله، وأقسمت أنه بصرف النظر عما يجب عليَّ مواجهته بعد ذلك أو نوع الإذلال الذي عانيته، فلن أستسلم أبدًا للشيطان. أعطاني الطبيب بلا مبالاة كيسين من الدواء فحسب وأرسلني إلى المنزل. لم يتمكن زوجي من ثنيي عن إيماني حين رأى ذلك لاحقًا وتجاهلني فحسب. وتوليت واجبًا مرة أخرى. ثم في أكتوبر 2012، وشى بنا أحد الأشخاص، اكتشفت الشرطة أنني قد أكون قائدة في الكنيسة وبدأوا في إرسال ضباط في ثياب مدنية لتعقبي. اضطررت إلى مغادرة المنزل والذهاب إلى منطقة أخرى لأداء واجبي لتجنب التعرض للاعتقال. اكتشفت في وقت لاحق أنه بعد اليوم التالي لمغادرتي المنزل، أتت الشرطة إلى منزلي لاعتقالي. كما ألقوا القبض على ثلاثة إخوة وأخوات آخرين لاستجوابهم عن مكان وجودي، وبدأت عملية مطاردة واسعة النطاق باستخدام صورتي. بعد شهرين، فتَّش قطاع الأمن القومي الوطني منزلي وصادروا كتابين من كتب كلام الله، وأخبروا زوجي أنهم سيقبضون عليَّ حتى ولو هربت إلى أقاصي الأرض. كما أتى أفراد من مكتب التعليم إلى منزلي بشكل عمليٍّ يوميًّا؛ لإجبار زوجي على البحث عني. في ذلك الوقت، كنت على رأس قائمة المطلوبين من الحزب الشيوعي.
حتى أنهم استغلوا ابنتي لإقناعي بالعودة إلى المنزل. بعد ظهر أحد الأيام في نهاية ديسمبر 2012، تلقيت مكالمة هاتفية غير متوقَّعة من ابنتي: "أمي، كنت خائفة من الاتصال بكِ. إن الشرطة تبحث عنكِ في كل مكان ولقد فتَّشوا منزلنا. أتصل بكِ الآن لأخبركِ أن القادة من مكتب التعليم ومن مدرستكِ طلبوا من أبي ومني إبلاغكِ أنهم يريدونك أن تتخلَّي عن إيمانكِ وتعودين إلى المنزل، ويعِدون بأنكِ لن تتعرضي للمساءلة. كما قالوا طالما عدتِ إلى المنزل، حتى لو لم تذهبي إلى العمل مطلقًا، فسوف يستمرون في دفع راتبكِ بالكامل". شعرت بالسخط عندما سمعت بهذا. كان الحزب الشيوعي يستخدم المكانة والمال لإغوائي للتخلِّي عن إيماني. يا للحقارة! ما أحزنني حقًّا أن ابنتي بدت واثقة بشدة فيما قاله قادة الحكومة والمدرسة. من هذا رأيت بوضوح أن الحزب الشيوعي قد خدع زوجي وابنتي واستغلَّهما. قلتُ لابنتي بحزم: "عزيزتي، أنتِ تنظرين إلى الأمر بسذاجة كبيرة. أتعرفين ماذا سيحدث إن عدت للمنزل؟ سأصبح مثل خروف يُلقى للذئاب. لا يمكنني العودة إلى المنزل". فأجابتني بقلق: "قالوا إن لم تعودي إلى المنزل، فسيلغون أكثر من 20 عامًا من معاشكِ التقاعدي. أمي، عودي. إذا لم تعودي، فسيجبرون أبي على تطليقكِ وحَملي على قطع العلاقات معكِ. إذا لم تعودي إلى المنزل، فلستِ أمي بعد اليوم". لقد صُعقت آنذاك. لم يكن الحزب الشيوعي يسلبني مصدر رزقي فحسب، بل يرغِم زوجي على تطليقي وابنتي على قطع علاقاتها معي. لقد كان شريرًا ووضيعًا! كرهت الحزب من صميم قلبي. فكرت في كلام الله: "الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية! مَن تبنّى عمل الله؟ مَن وضع حياته أو سفك دمه من أجل عمل الله؟ لأنه من جيل إلى جيل، من الآباء إلى الأبناء، قام الإنسان المُستَعبَد باستعباد الله بكل وقاحة. كيف لا يثير هذا الغضب؟ استقرّ بُغض آلافِ السنين من الكره في القلب، ونُقشت ألفُ سنة من الخطية فيه. كيف لا يثير هذا الاشمئزاز؟ انتقمْ لله، بَدِّدْ عدوَّه بالكامل، لا تدعه يستفحل أكثر، ولا تسمح له بأن يحكم كطاغية! هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده ودفع الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه هذا الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات، للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير. لماذا تضع مثل هذه العقبة المنيعة أمام عمل الله؟ لماذا تستخدم مختلف الحيل لخداع شعب الله؟ أين هي الحرية الحقيقية والحقوق والمصالح المشروعة؟ أين العدل؟ أين الراحة؟ أين المودّة؟ لماذا تستخدم حيلًا مختلفة لتخدع شعب الله؟ لماذا تستخدم القوّة لتعيق مجيء الله؟" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)]. يتحدث الحزب الشيوعي بفخر عن حرية الدين، لكنه يستخدم سِرًّا كل أنواع الأساليب المنحطَّة لقمع المؤمنين. وهذا يبدي بوضوح طبيعته الشريرة المتمثلة في كراهية الحق ومعارضة الله. كان الحزب يحاول استخدام سياسة العصا والجزرة لثَنيي عن الإيمان، أولًا باستخدام راتب سخيٍّ كطُعم، وحاول استخدام المال لإغوائي بالعودة إلى المنزل ليتمكنوا من اعتقالي. عندما لم أنخدع بذلك، أرادوا سلب وظيفتي وراتبي، وقطعوا كل مورد لدخلي، وملاحقتي بعيدًا عن المنزل. أظهر لي هذا بوضوح أن الحزب يبدو أخلاقيًّا وعادلًا من الخارج، لكن في أعماقه وحشيٌّ وشرير. إنهم عصابة شيطانية منحرفة تخالف الله في كل خطوة. لقد كرهته ورفضته من صميم قلبي وأقسمت بالانفصال عنه حتى ولو كلَّفني ذلك حياتي! لم أعد إلى المنزل. أُجبر زوجي على تطليقي وابنتي على قطع علاقاتها معي.
في السابق عندما كنت أعمل ضمن النظام الحزبي، لم أتمكن من رؤية جوهره الشرير. لطالما امتدحت الحزب وخدمته بإخلاص. بعد معاناتي من اضطهاده، رأيت أخيرًا جوهره الشرير المتمثِّل في كراهية الحق والعمل ضد الله، وكرهته تمامًا وتخلَّيت عنه وأقسمت بعدم اتباعه أبدًا. كما رأيت محبة الله. منحني كلام الله الإيمان والقوة، وسمح لي بالوقوف بحزم في خِضمِّ الاضطهاد والمشقة مرارًا وتكرارًا. أشعر بالامتنان الشديد لله. مهما كان الطريق صعبًا أمامي، سأتبع الله القدير إلى النهاية دون تردد!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.