ننال الشَبه الإنساني بمعالجة الغطرسة

2020 نوفمبر 13

في مارس 2017 بدأت أقوم بعمل تصميمات غرافيك للكنيسة بشكل أساسي لملصقات الأفلام والصور المصغرة. ولم أعرف الكثير عن الجانب الفني في البداية، لذا كنت أتعلّم المبادئ والمهارات التقنية باستمرار. كنت أطلب بتواضع المساعدة من الإخوة والأخوات وكنت حريصة على الأخذ بنصيحة الآخرين في تصميماتي. بعد فترة، بدأت أُلِم بالمهارات التقنية التي احتجتها للواجب. وضِعت الصور المصغرة التي صممتها على الإنترنت وكان معدل النقرات عليها جيدًا جدًا. كان هناك ملصق بعينه لفيلم وثائقي الذي أثنى عليه الكثير من الإخوة والأخوات. كان الآخرون يتشاورون معي كثيرًا بشأن المشكلات الفنية، لذا شعرت أن لدي بعض المواهب الحقيقية في مجال تصميم الغرافيك. أصبحت متغطرسة دون أن أدرك ذلك.

شهادات مسيحية | ننال الشَبه الإنساني بمعالجة الغطرسة

فيما بعد، عندما كنت أصمم صورًا مصغرة التي هي أسهل من ملصقات الأفلام، شعرت أنني ماهرة بما فيه الكفاية لإنجازها بسرعة كبيرة. لذا كنت أنفذها بناءً على المهارات الفنية التي أمتلكها دون التفكير كثيرًا أو السعي للمبادئ. كنتيجة لذلك، تلقيت ملاحظات من الإخوة والأخوات، مفادها أن الإضاءة والألوان كانا غير مناسبين للموضوع. لم أفكر في ملاحظاتهم أو أقبلها، لكنني فكرت: "أليس لديكم أي ذوق؟ هذا إبداع جريء. لقد وضعت كل هذا في اعتباري، وهي ليست مشكلة. أنتم تقترحون أشياء بجهل". اتخذت موقفًا دفاعيًا حقًا، وحتى انفجرت غاضبة. رفضت إجراء أي تعديلات. نتيجة لذلك، رُفِضت بعض صوري المصغرة بسبب مشكلات فيها. سمعت فيما بعد أن أختًا شعرت أنها مقيدة مني حقًا وكانت تخشى إعطائي المزيد من الاقتراحات. شعرت بالسوء عندما سمعت هذا لكنني لم أفكر في نفسي في ضوء ما حدث.

سرعان ما عملت على تصميم ملصق فيلم آخر. كان الفيلم عن مؤمنة ضلّلها القساوسة والشيوخ وسيطروا عليها، وحدَّتها المفاهيم الدينية، وبالتالي لم تكن لتقبل عمل الله الجديد. في النهاية قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة بعد السعي للحق وحضرتْ لتعيش في نور الله. وضعت الفكرة في اعتباري، وفكرت: "يجب أن يمثل الملصق خفوتًا من الظلام إلى النور؛ ليس هناك فكرة أفضل". قضيت وقتًا طويلًا في البحث عن ملصق فيلم مماثل لاستخدامه كمرجع. عندما نظرت إلى صورتي النهائية، فكرت: كان من الجيد حقًا أنه بدا وكأنه ملصق لفيلم رائج. كنت مزهوة بنفسي حقًا. ثم رأت أخت ملصقي وقدمت لي هذا الاقتراح: "المكان مظلم للغاية هنا. ليس هناك تفاصيل وهو ممل للغاية". وكان لدى أخت أخرى هذا الاقتراح: "المكان مظلم للغاية بشكل عام، إنه غير واضح. يبدو قاتمًا نوعًا ما. هذا الفيلم يشهد لله فلا يجب أن تكون الصورة قاتمة جدًا". شعرت بالمقاومة حقًا لما كان عليهما أن تقولاه. فكرت: "أعتقد أن هذا يبدو رائعًا. أنتما لا تعرفان كيفية إدارة التظليل ولكنكما تخبراني كيف أفعل ذلك. أليس هذا تصيُّدا فحسب؟". ما قلته كان: "أليس هذا هو التظليل الصحيح؟ يجب أن يكون هناك تمييز بين النور والظلام. إلى جانب ذلك، إنه مخصص لملصق فيلم، لذا فإن الهدف هو العمل على التظليل. هذه هي الطريقة التي تُصنع بها ملصقات الأفلام الأخرى. لا خطأ في ذلك". ثم أرسلت لهما نسخة من ملصق الفيلم الذي أشرت إليه. لدهشتي، قالتا إن هناك الكثير من المساحة المظلمة في ملصقي وإنه لم يبد جميلًا مثل الآخر. غضبت عندما قالتا ذلك، وفكرت: "لا تنسيا أنكما دائمًا ما تطلبان مني النصيحة بشأن التظليل. ليس لديكما حتى إلمام أساسي بهذا الأمر، لكنكما تخبرانني كيف أفعل ذلك. ألا تحاولا تعليم الأسماك كيفية السباحة؟". لإثبات أنني كنت على حق، أرسلت الصورة التي صممتها إلى الإخوة والأخوات الآخرين، لكنهم أخبروني أيضًا أنها كانت مظلمة جدًا. كان علي فقط أن أرغم نفسي على تغييرها. ظللت أعتقد أن لدي الفكرة الصحيحة وأنها تتفق مع مبادئ التظليل، لذلك لم أجرِ إلا تغييرات طفيفة، ولكن لم تُقبَل. كنتيجة لذلك، كنت أعمل على صورة كان من المفترض أن تستغرق من أسبوع إلى شهر تقريبًا. وأُهمِلت في النهاية بسبب مشكلات في مفهوم التصميم. كان ذلك بمثابة صفعة على وجهي. شعرت حقًا بالإحباط والانزواء، ولم أرغب في التصارح مع الآخرين في شركة. شعرت بكآبة وألم. ثم ذكَّرني قائد الفريق أن أيًا من تصميماتي الحديثة لم يكن ناجحًا وأنني كنت بحاجة للتأمل في نفسي أمام الله على الفور. عندها فقط وقفت أمام الله للتأمل ووجدت بعض كلمات الله ذات الصلة.

ذات يوم، قرأت هذا في عبادتي: "عندما تواجه المشاكل، يجب ألا تكون معتدًّا بنفسك، وألا تفكر قائلًا لنفسك: "أنا أفهم المبادئ، ولدي القول الفصل. أنتم غير مؤهلين للتحدث. ما أدراكم أنتم؟ أنتم لا تفهمون؛ لكن أنا أفهم!" هكذا تكون معتدًّا بنفسك. الاعتداد بالنفس هو طبع شيطاني فاسد، وهو ليس من صفات الطبيعة البشرية". "إذا كان لديك دائمًا شعور بالبر الذاتي وتصر على طرقك الخاصة، قائلًا: "لن أستمع إلى أي شخص. وحتى لو فعلت، فسيكون ذلك من أجل المظاهر – لن أتغير. سأفعل الأشياء بطريقتي؛ أشعر أنني على صواب ومُحِقٌّ تمامًا"، ماذا سيحدث؟ قد تكون لديك مبرراتك وقد لا يوجد خطأ فيما تفعله؛ قد لا تكون قد ارتكبت أية أخطاء، وقد تتمتع بفهمٍ أفضل من الآخرين للجانب التقني لقضية ما، ومع ذلك، فبمجرد أن تتصرف وتمارس بهذه الطريقة، سيرى الآخرون ذلك وسوف يقولون: "شخصية هذا الشخص ليست جيدة! عندما يواجه المشاكل، لا يتقبل أي شيء يقوله أي شخص آخر سواء كان صوابًا أم خطأ. إنها مقاومة. هذا الشخص لا يقبل الحق". وإذا قال الناس إنك لا تقبل الحق، فماذا يعتقد الله؟ هل الله قادر على رؤية تعابيرك؟ الله قادر على رؤيتها بوضوح شديد. لا يبحث الله في أعماق قلب الإنسان فحسب، بل يراقب أيضًا كل ما تقوله وتفعله في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن. وعندما يرى هذه الأشياء، ماذا يفعل؟ يقول: "أنت متصلِّب. وبالتالي أنت هكذا في حالات تكون فيها مُحقًّا، وكذلك في حالات تكون فيها مخطئًا. في جميع الأحوال، تدلّ كل إيحاءاتك وتعابيرك تدل على مُخالفة ومعارضة. أنت لا تقبل أيًّا من أفكار الآخرين أو اقتراحاتهم. ليس في قلبك سوى التناقض والعزلة والرفض. أنت صعب للغاية!" (من "مَنْ لا يستطيعون العيش دائمًا أمام الله هم غير مؤمنين" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). يرى الله حقًا ما في قلوبنا وعقولنا. كشف هذا حالتي تمامًا. كنت أظهِر الشخصية الشيطانية المتغطرسة. عندما كانت ملصقاتي تنال موافقة الإخوة والأخوات وثنائهم، اعتقدت أن ذلك كان بسبب مهارتي الخاصة وأنه لا يمكن لأي شخص آخر مضاهاة تصميمي ومعرفتي التقنية. عندما قدم لي الآخرون اقتراحات رفضت قبولها، واعتقدت أنهم لم يفهموا. حتى عندما قدَّم العديد من الأشخاص نفس الاقتراح، كنت متصلبة جدًا. تظاهرت بقبول ما قالوه لكنني في الواقع تشبثت بتفكيري. لم أغيّر إلا ما يناسبني، ورفضت تغيير ما أختلف معه. وجدت كل أنواع الأعذار لأجادل الناس، حتى إنني فقدت أعصابي. انتهى بي الأمر بكبت أخت بهذه الطريقة. أدركت أنني كنت متغطرسة بما يفوق كل عقل. كنت غير عقلانية تمامًا! كنت متغطرسة وأشعر بالبر الذاتي بشدة، لدرجة أنني لم أرغب في قبول اقتراحات أي شخص آخر. لم يقتصر الأمر على تعديل تصميمي مرارًا، مما يعطل عملنا، لكن استمرت حالتي في التدهور. دون مواجهة تلك الإخفاقات والنكسات لم أكن لأقف أمام الله لأتأمل وأعرف نفسي. إذا لم أتراجع، لكنني ظللت أعيش من خلال شخصيتي المتغطرسة، سيرفضني الآخرون ويشعر الله بالاشمئزاز. امتلأت بالندم وشعرت بالخوف قليلًا من هذه الفكرة. وقفت على الفور أمام الله في الصلاة، على استعداد للتوبة.

بعد ذلك، تصارحت مع الأخوات في الفريق بشأن الفساد الذي كشفته وأخبرتهن أنني على استعداد لقبول الاقتراحات والتعامل معي. قدم لي الإخوة والأخوات عددًا من الاقتراحات، في واجبي منذ ذلك الحين. في البداية كان من الصعب عليَّ قبولها. لكن عندما تذكرت إخفاقاتي الأخيرة، كنت أصلي وأنحى ذاتي جانبًا. فكرت في سبب تقديمهم لهذا الاقتراح، ما الذي يمكن تحقيقه باتباعه، وأين تكمن المشكلة. ثم أضعه في اعتباري على أساس المبدأ. بهذا النهج كان من الأسهل فهم اقتراحات الآخرين وقبولها ونالت تعديلاتي قبولًا أكثر. كما رأيت كم هو رائع ممارسة الحق. لكن كانت شخصيتي المتغطرسة راسخة داخلي لذلك لم أتمكن من اقتلاعها من خلال تجربة واحدة فقط من الفشل.

عدت إلى الغطرسة بعد قليل. كانت هناك مرة صممت فيها صورة مصغرة لتراتيل الكنيسة. وفكرت أنه بما أنهم إخوة وأخوات يعبرون عن التسبيح لله بعد اختبار عمله فيجب أن يكون التصميم دافئًا ورومانسيًا وجميلًا. فكرت في نظرية ألوان تعلمتها قالت إن اللون الأرجواني يجسِّد هذا الشعور، وله معنى مهيب وأنيق. شعرت أن استخدام اللون الأرجواني كلون أساسي لا يمكنه أن يخفق. عندما انتهيت قال بعض الإخوة والأخوات إنهم أحبوا تفكيري في ذلك وكان اللون جميلًا. كنت سعيدة جدًا بنفسي وظننت أنني تمتعت ببعض المقدرة والقدرة على التصميم رغم كل شيء. تفاجأت عندما أرسلت لي أخت بدأت للتو في التصميم اقتراحًا، قائلة: "تراتيل الكنيسة هي تجارب وفهم حقيقي من الإخوة والأخوات. استخدام اللون الأرجواني حالم للغاية ولا يتناسب مع حالة الترانيم. إنه غير مريح بصريًا قليلًا. أود أن أقترح تغييره". قرأت اقتراحها لكنني شعرت ببعض المقاومة الداخلية الحقيقية. وفكرت: "لقد اطلعت على العديد من المواد التدريبية التي تقول إن اللون الأرجواني به شعور لطيف بالدفء. إلى جانب ذلك، هناك الكثير من التصميمات الأخرى عبر الإنترنت التي تستخدم اللون الأرجواني بهذه الطريقة. لماذا تقول إنه غير مريح بصريًا؟ علاوة على ذلك أنتِ جديدة ولم تصممي أي شيء بنفسك، لكنك تعطينني اقتراحات. أنتِ لا تعرفين حدودك". لكنني ظللت لا أشعر بالراحة لدحضها مباشرة، لذلك سوَّفت الأمر، قائلة إنني سأستمع إلى اقتراحات الإخوة والأخوات الآخرين. لم أذهب أبدًا لأطلب رأي أي شخص آخر، ولكنني تجاهلت الأمر فقط.

بعد بضعة أيام قدمت لي أخت أخرى نفس الملاحظات وقالت إن اللون الذي استخدمته كان كئيبًا، واقترحت أن أغيره. عندها فقط ذكَّرني قائد الفريق ألا أكون عنيدة وأن أجري تغييرات لمزيد من المراجعة. لم أجرؤ هنا على التمسك بموقفي الدفاعي، لذلك حاولت إجراء بعض التغييرات. لكنني لم أكن أرغب حقًا في التخلي عن هذا التصميم الأرجواني. فكرت: "لا يمكن أن يكون تصميمي بهذا اللون بهذا السوء حقًا. البعض الآخر يعجبه، فلماذا عليَّ تغييره؟". لكنني عانيت في تغييره عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة. ظل التصميم لا يبدو جيدًا بعد عدة محاولات. ثم ظهر خلل في الصورة بعد أحد التعديلات، مما استدعى أن أقضي فيه ساعات ولكنني لم أجد طريقة لإصلاحه. كنت محبَطة بشكل لا يصدق وفي حيرة بل وأردت الاستسلام. فكرت كيف قضيت شهرًا في تلك الصورة الواحدة وعدلتها ست مرات، وقد قدم لي الآخرون الكثير من الاقتراحات. ما زلت لم أنتهِ منها وكان ذلك يعطل عملنا. كنت مستاءة حقًا. تذكرت كيف كنت أعطل عملنا من قبل لأنني كنت متغطرسة ولم أستطع قبول الملاحظات. الآن أصبحت متغطرسة مرة أخرى وأرفض اقتراحات الآخرين. ألم تكن هذه هي نفس المشكلة القديمة؟ وقفت بسرعة أمام الله في الصلاة قائلة: "يا الله، إن شخصيتي المتغطرسة خطيرة حقًا. لا يمكنني الخضوع في هذا الموقف. أرجو أن تنيرني وترشدني حتى أفهم مشيئتك، وأعرف نفسي حقًا وأخرج من هذه الحالة".

قرأت لاحقًا هذا المقطع من كلام الله: "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله. مع أنّ بعض الناس قد يبدون ظاهريًا أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، لكنّهم لا يعاملونه كالله على الإطلاق. يشعرون دائمًا بأنّهم يملكون الحق ويُبالغون بالإعجاب بأنفسهم. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له. إن الأشخاص المُتكبِّرين والمغرورين، وخصوصًا أولئك المُتكبِّرين لدرجة أنهم فقدوا عقولهم، لا يمكنهم الخضوع لله في إيمانهم به، حتَّى إنهم يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها. ومثل هؤلاء الناس يقاومون الله أكثر من غيرهم. فإذا كان الناس يرغبون في معرفة كيفيَّة اتّقاء الله، فينبغي عليهم أوَّلًا حلّ مشكلة شخصيَّاتهم المُتكبِّرة. وكلَّما حللت شخصيَّتك المُتكبِّرة تمامًا، ازداد اتّقاؤك لله، وعندئذٍ فقط يمكنك أن تخضع له وأن تكون قادرًا على بلوغ الحق ومعرفة الله" (من "مشاركات الله"‎‎). ساعدني هذا على فهم أن الغطرسة هي أصل مقاومة الله. كنت تحت سيطرة شخصيتي المتغطرسة، واعتقدت أنني كنت دائمًا على حق كما لو كانت وجهات نظري هي الحق، وكما لو كانت ذات سلطان. لم تكن لدي أي رغبة في البحث عن الحق والخضوع لله. لم أكن لأقبل اقتراحات أي شخص. خاصة عندما أعطاني شخص غير ماهر تقنيًا أو لم يفهم جانبًا تقنيًا معينًا، اقتراحاته، كنت حقا مقاوِمة. تصرفت وكأنني قبلتها، لكن في الواقع لم آخذ اقتراحاته على محمل الجد. ذكَّرني الله عدة مرات من خلال الآخرين أن أنحي مشيئتي جانبًا، لأركز على ما ينفع بيت الله، للسعي والمحاولة والخروج بأفضل نسخة. لكنني كنت عنيدة ومغرورة بشكل لا يصدَّق. تعاملت مع أفكاري وخبرتي على أنها الحق وتعاملت بتعنت عندما لم تعجبني أفكار الآخرين. عرقل هذا عمل بيت الله. ثم بدأت أخيرًا في فهم كلمات الله هذه: "لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله" ."كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله". أصبحت مقتنعة بها تمامًا. كما شعرت ببعض الخوف. لقد ذكَّرتني بأضداد المسيح في الكنيسة. كانوا متغطرسين ومستبدين حقًا، ولم ينصتوا أبدًا إلى اقتراحات الآخرين. حتى إنهم انتقدوا الأشخاص الذين قدموا ملاحظات واستبعدوهم. وهذا عرقل حقًا عمل بيت الله وأساء إلى شخصية الله. لقد تخلَّص الله منهم جميعًا. لم أفعل ذلك النوع من الشر الذي كان يرتكبه ضد المسيح، لكن هل كانت الشخصية التي أظهرتها مختلفة عن شخصياتهم؟ عندها أدركت مدى خطورة العواقب إذا لم تُعالَج غطرستي. وقفت أمام الله على الفور في الصلاة راغبة في التوبة.

بعد ذلك، قرأت هذا المقطع من كلمات الله: "بالنظر إلى الأمر الآن، هل من الصعب أداء واجب المرء بشكل مناسب؟ في الواقع، ذلك ليس صعبًا؛ إذ ما على الناس سوى أن يكونوا قادرين على اتخاذ موقف متواضع، وأن يتحلوا ببعض العقلانية، ويتبنوا موقفًا مناسبًا. مهما كنت تظن نفسك متعلمًا، وبغض النظر عن الجوائز التي فزت بها، أو مقدار ما حققته، وبغض النظر عن مقدرتك ومنزلتك حسب اعتقادك، يجب أن تبدأ بالتخلي عن كل هذه الأشياء لأنها لا أهمية لها. في بيت الله، مهما كانت هذه الأشياء جيدة ورائعة، لا يمكن أن تعلو على الحق؛ فهي ليست الحق ولا يمكن أن تحل محله. لهذا السبب أقول إنك يجب أن تمتلك هذا الشيء الذي يدعى العقل. إذا قلت: "أنا موهوب جدًّا، وحادُّ الذكاء للغاية، وردود أفعالي سريعة، وأنا سريع التعلم، وأتمتع بذاكرة جيدة للغاية"، وكنت تستخدم هذه الأشياء دائمًا كرأس مال، فهذا سيسبب المتاعب. إذا كنت ترى هذه الأشياء على أنها الحق، أو أنها أعلى من الحق، فسيكون من الصعب عليك قبول الحق وممارسته. إن الأشخاص المتكبرين والمغرورين الذين يتصرفون دائمًا بفوقية يجدون صعوبة أكبر في قبول الحق وهم أكثر عرضة للسقوط. إذا تمكن المرء من حل مشكلة الغرور، فسيصبح من السهل عليه ممارسة الحق. وبالتالي، يجب عليك أولًا أن تتخلى عن تلك الأشياء التي تبدو من الخارج لطيفة وسامية وتثير حسد الآخرين وأن تُنكرها. تلك الأشياء ليست الحق، بل بدلًا من ذلك، هي أشياء يمكنها منعك من دخول الحق" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). ثم فهمت أنني اضطررت إلى تنحية ذاتي وإنكار نفسي لمعالجة شخصيتي المتغطرسة. المهارات البشرية والقدرات والخبرة والمواهب ليست الحق، بغض النظر عن مدى روعتها. إنها مجرد أدوات لمساعدتنا على أداء واجبنا. لا ينبغي أن نحاول الاتكال عليها. السعي للحق، والقيام بالأشياء من حيث المبدأ، والعمل بشكل جيد مع الآخرين، والتعلم من الآخرين كلها ركائز أساسية. هذه هي الطريقة الوحيدة لأداء واجبنا جيدًا. ثم طالعت بعض أفضل الملصقات التي صمَّمتها ووجدت مشكلات واضحة كانت بها، في المفهوم والتظليل والتلوين والتكوين في صوري الأصلية. لكن بعد تعديلها بناءً على ملاحظات الإخوة والأخوات، فإنها تحسَّنت كثيرًا وقد خضع البعض لعملية تحوُّل كلي. كنت محرَجة لرؤية هذا. اعتقدت أنني حققت بعض النجاح في عملي وقد نلت بعض الثناء من الآخرين لأن لدي مهارات تقنية أفضل وخبرة أكثر منهم. لقد استفدت من ذلك، ورفضت الاستماع إلى أي شخص. لكن الواقع كان أن تصميماتي لم تنجح إلا لأنني التزمت بمبادئ الحق وقبلت اقتراحات الآخرين. لقد صُنِعت بإرشاد الله واستنارته ومن خلال العمل بتناغم مع الإخوة والأخوات. عندما لم أتكل إلا على مهاراتي الفنية دون السعي لمبادئ الحق أو أخذ آراء الآخرين، لم تكن صوري جيدة، وهذا أعاق عمل الكنيسة حقًا. شعرت بالخزي الشديد عندما فكرت مرة أخرى في كيف كنت متغطرسة جدًا وأشعر ببر ذاتي في نهجي. من الواضح أنني لم أكن مميزة أبدًا. لقد ألممت بقشور التصميم فحسب وكنت بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي. لكنني كنت لا أزال شديدة الغطرسة والثقة بالنفس. كنت متهورة جدًا. عند هذا الإدراك، تلوت صلاة وتخليت عن آرائي. لقد اتبعت ملاحظات الآخرين، وفكرت حقًا في كيفية إجراء تعديلات لتحقيق نتائج أفضل. لم تُعالَج المشكلة الرئيسية فحسب، بل وجدت أيضًا لونًا أفضل. حصلت على الصورة المعدَّلة بسرعة كبيرة وقال الإخوة والأخوات إن الأمر بدا أجمل كثيرًا بعد تلك التغييرات. شعرت بالخزي الشديد لرؤية هذا. لقد مررنا بعدة مراجعات لتلك الصورة، وذلك بسبب غطرستي، مضيّعة الكثير من الوقت الثمين ومزعجة للآخرين. لقد عرقَلَتْ بشكل خطير عمل بيت الله. لم تتوقف مهاراتي عن التطور فحسب، بل عانى دخولي إلى الحياة من انتكاسة. رأيتُ أن الحياة بحسب شخصيتي المتغطرسة لا تؤدي إلا إلى الأذى. لقد ندمت كثيرًا وقررت بصمت: "بغض النظر عن الملاحظات التي أحصل عليها سأتعلَّم أن أنحي نفسي جانبًا، وأسعى للحق، وأضع مصلحة بيت الله أولًا. لا يمكنني الاستمرار في الحياة بغطرسة".

صمَّمتُ مؤخرًا صورة مصغرة لفيديو لقراءات كلمات الله وعندما عرضت نسختي الأولى على الإخوة والأخوات قالوا إن صورة الكرة الأرضية كانت كبيرة جدًا وبدت محشورة في المركز، لذلك لم يكن مجال الرؤية مفتوحًا بدرجة كافية. أرسلوا لي بعض الصور كمرجع لمساعدتي على إجراء تحسينات. كنت أفكر: "يجب أن تكون الكرة الأرضية بهذا الحجم حتى يكون لها التأثير المناسب وليس لديكم خبرة احترافية في تصميم الغرافيك أو أي تدريب عملي. أنا أكثر مهارة في هذا المجال. ليس هناك ما أربحه من ملاحظاتكم". لذا لم أطالع ملاحظاتهم إلا سريعًا وعشوائيًا وأردت تعديل الصورة بناءً على تفكيري الخاص. أدركت في تلك المرحلة أنني كنت أظهِر غطرستي مرة أخرى، وأنني لم أفكر بهدوء في الملاحظات أو النتيجة النهائية. كنت أصدر أحكامًا عمياء وكان ذلك مخالفًا لمشيئة الله. تلوت على الفور صلاة، طالبة من الله أن يهدئ قلبي حتى أتمكَّن من ممارسة الحق وأهمل جسدي. قرأت هذا المقطع من كلمات الله بعد ذلك: "أولًا، يجب أن تتمتّع بسلوك متواضع، وتضعَ جانبًا ما تعتقد أنّه صحيح، وتسمح للجميع بالشركة. وحتّى إن كنت تعتقد أنّ طريقك صحيح، فيجب ألّا تستمرّ بالإصرار عليه. قبل كل شيء، ذلك نوع من التحسن؛ فهو يُظهر سلوكًا ينمُّ عن سعي إلى الحق، وإنكار لذاتك، وتلبية لمشيئة الله. عندما تتمتّع بهذا السلوك، بينما لا تتقيّد برأيك، ستصلّي في الوقت عينه. بما أنّك لا تعرف الصواب من الخطأ، فأنت تسمح لله بأن يكشف لك عن أفضل ما يمكنك فعله وعما هو أكثر ملاءمة لك وأن يقوله لك. بينما ينضمّ الجميع إلى الشركة، يجلب الروح القدس الاستنارة لكم كلّكم. يزود الله الناس بالاستنارة وفقًا لعملية تُقيِّم أحيانًا سلوكك بكل بساطة. إذا كان سلوكك مبنيًّا على تأكيد الذات بشكل صارم، فسيخفي الله وجهه عنك ويعزل نفسه عنك، وسيكشفك ويجعلك تصطدم بعائق. لكن من ناحية أخرى، إذا كان سلوكك صحيحًا، ولم تكن مُصِرًّا على اتباع طريقتك الخاصة ولا مُعتدًّا بنفسك، أو متعسفًا ومتهورًا، وكان سلوكك قائمًا على السعي إلى الحق وقبوله، فعندئذ، حين تكون في شركة مع المجموعة، ويبدأ الروح القدس بالعمل بينكم، فإنه قد يقودك إلى الفهم من خلال كلمات شخص ما" (من "مشاركات الله"‎‎). ثم فهمت أنه عندما واجهت أفكارًا مختلفة من الآخرين في واجبي، كان ذلك شيئًا سمح به الله. الله يراقب كل فكرنا وعملنا، لذا يجب أن أمارس الحق وأقبل تمحيص الله. لا يمكن أن آخذ الأمور على عواهنها وأحكم على احترافية الآخرين. حتى لو كنت أكثر معرفة، بغض النظر عن مدى معقولية فكرتي، يجب أن أنزل من برجي العاجي، وأترك تصوراتي جانبًا، وأسعى لمبادئ الحق، وأفعل ما سيكون أكثر فعالية. حتى لو ظهر في النهاية أنني على حق، فعلى الأقل كنت أسعى للحق ومارسته. هذا لا يقدَّر بثمن. كره الله شخصيتي الشيطانية التي هي في عداوة معه، لذا فإن إظهار غطرستي كان أسوأ من ارتكاب خطأ. فكرت كيف أن غطرستي لقد عرقلت حقًا عمل بيت الله وشعرت حقًا أنني لا أستطيع أن أكون عنيدة بعد الآن. كان عليَّ مقاربة اقتراحات المراجعات بهدوء والسعي لتحسين الصورة. بعد ذلك أخذت اقتراحات الآخرين على محمل الجد ووجدت أن إحدى الصور المرجعية كانت عصرية حقًا ويمكنني التعلم منها. لقد ناقشت الأمر مع أعضاء الفريق الآخرين واتفق الجميع على إجراء التعديلات على النحو المقترح. لقد أعدت العمل على مخطط التصميم وبعض الجوانب الأخرى وسرعان ما انتهى ذلك. شعرت أن كل هذا قد تحقق من خلال استنارة الله وتوجيهاته. على الرغم من أنني تلقيت بعض الاقتراحات الأخرى، تعاملت معها بشكل مناسب ولم أشعر بمقاومة شديدة. كنت سعيدة بتغييره عدة مرات حسب الضرورة لأشهد لله. بعد عدة جولات من المراجعات، قال الجميع إنه كان رائعًا، ولم يكن لديهم أي اقتراحات أخرى. رأيت كم كان من الرائع أداء واجبي بهذه الطريقة.

بعد تأديبي وكشفي، وبقراءة كلام الله، فهمت أخيرًا شخصيتي الشيطانية المتغطرسة وكرهتها ورأيت كيف أن السعي للحق وقبوله؛ جوهري في كل شيء. أنا لست متغطرسة كما اعتدت أن أكون ويمكنني قبول اقتراحات من الآخرين. لقد تغيرت بهذه الطريقة بالكامل، بسبب دينونة الله وتوبيخه وتأديبه.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمتّعت بوليمةٍ غنيَّةٍ

زينوي – إقليم زهيجيانج الخامس والعشرون والسادس والعشرون من شهر يونيو 2013، يومان لا يُنسيان؛ فقد شهدت مقاطعتنا حدثًا ضخمًا، حيث اعتقل...

دينونة الله خلصتني

في سبتمبر 2019، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. خلال الاجتماعات، أثني على شركتي الجيدة، وفهمي السريع، ومقدرتي الجيدة. لاحقًا،...

واجبك ليس مهنتك

في العام الماضي كنت مسؤولة عن عمل كنيستين للمؤمنين الجدد. في بعض الأحيان كانت هناك حاجة إلى نقل الناس من كنيستينا للقيام بواجب في مكان آخر....