تأملات بعد عبادة الناس بصورة عمياء

2023 فبراير 5

عندما كنت قائدة في كنيسة في عام 2019، قابلت اثنتين من القادة الأعلى. وعندما أقامتا شركة عن الحق وعالجتا المشكلات، دخلتا صلب الموضوعات بشكل مباشر، وقدمتا شركة، وحللتا الأمور بدءًا من السطح، ثم تعمقتا أكثر بطريقة منظمة. وشعرت بأنني استفدت من الاستماع إليهما. واعتقدت أنهما تمتلكان نظرة ثاقبة للأمور، وأنهما تملكان واقع الحق. وفي ظل خبرتي المحدودة في الحياة، فكرت أنه في ظل وجود أشخاص مثل هؤلاء لإرشادي، سوف أحقق قطعًا تقدمًا سريعًا، وأتعلم المزيد عن الحق، وأضمن خلاصي. بعد ذلك، أيًّا كانت المشكلات أو الصعوبات التي أواجهها في عملي، كان أول شيء أفعله هو أن أكتب لهما طلبًا للمساعدة. فكانتا تقدمان إرشادات مفصلة وتوجيهات واضحة في ردودهما، وتقدمان الحلول لمشكلاتي. كنت أنظر إليهما بإعجاب واحترام وازداد اعتمادي عليهما. ومع مرور الوقت، أصبحت ألجأ إليهما طلبًا للمساعدة في كل مشكلة، كبيرة كانت أم صغيرة، وفي الشؤون العامة أيضًا. وكلما شعرت بحالة سلبية، لم أركز على قراءة كلام الله وطلب الحق، أو عقد شركة مع الأخت التي أتشارك معها، ولكني كنت أنتظر الاجتماع بهاتين القائدتين لعلاجها. وعندما كانتا تقدمان شركة في الاجتماعات، كنت أنصت بانتباه وأدوِّن الملاحظات بجدية خشية أن يفوتني شيء ما. في الاجتماعات، غالبًا ما كانتا تحددان المشكلات وتحللانها، وكانتا تواجهاننا على الفور إذا جادلنا ودافعنا عن أنفسنا عندما تتعاملان معنا. وأحيانًا عندما أظهر بعض الفساد الذي لم أكن على علم به، كانتا تستطيعان الإشارة إلى الدوافع الكامنة وراءه، وتحليل طبيعة أفعالي. وزاد هذا من شعوري بأنهما تفهمان الحق وتمتلكان واقع الحق، لذلك نظرت إليهما باحترام أكبر، وازداد إعجابي بهما. لكن بعد معرفتهما لفترة من الوقت، أدركت أنهما عندما تشرعان في حل المشكلات، فإنهما تشيران إلى الشخصية الفاسدة التي نظهرها فحسب، لكنهما نادرًا ما تقيمان شركة عن الفساد الذي يظهرانه أو عن خبراتهما الحقيقية. وغالبًا ما تتحدثان عن طريقتهما الإيجابية في الدخول، وكأنه ليس لديهما أي فساد، وكأنهما تستطيعان ممارسة الحق بالفعل. خالجني إحساس مبهم بأنهما تركزان كلية على العمل ولم تحققا أي دخول إلى الحياة، لكني اعتقدت أنهما تستطيعان رؤية مشكلات الآخرين وتوجيه عملنا، إذن، أليس هذا نوع من الدخول إلى الحياة وامتلاك الواقع؟ لذلك استمررت في الإعجاب بهما وتملقهما، بل وشرعت أيضًا في تقليد أسلوبهما في العمل. وكنت عندما أرى مشكلات في واجبات الإخوة والأخوات، أو شخصية فاسدة يكشفونها، أقوم بكشفهم والتعامل معهم بلا هوادة، مثل هاتين القائدتين تمامًا. ونتيجة لذلك، غرق بعضهم في السلبية، وأصبحوا يخشونني؛ حيث كنت أقيدهم. كنت معجبة بهما أيما إعجاب، لذلك عندما كنت أواجه المشكلات، لم أتكل على الله، ولم أطلب الحق، بل ألجأ إليهما. وبالتدريج، شعرت بأن تفكيري يزداد تشوشًا ورؤيتي للأمور تزداد ضبابية. ومع حالات الإخوة والأخوات والمشكلات في العمل، عجزت عن فهم أي شيء. ولم أعرف ما يجب فعله حيال المشكلات التي كنت أستطيع حلها في السابق. لم أستطع الشعور بعمل الروح القدس، وازدادت حيرتي وارتباكي، لكني لم أتأمل في نفسي.

وذات يوم في شهر أبريل، وردتني أخبار غير متوقعة عن أن هاتين القائدتين اعترفتا بخطأهما واستقالتا، وأنهما كُشفتا كقائدتين مزيفتين، كأشخاص لا يطلبون الحق. لم أستطع تصديق أن هذا كان حقيقة. وظللت، لبضعة أيام، أتساءل كيف يمكن أن تعترفا بخطأهما وتستقيلا. إنهما تعرفان الكثير وتتمتعان بالكفاءة في العمل. لقد كُشفتا كأشخاص لا يسعون إلى الحق، ولم أكن ندًّا لهما، إذن، هل أستطيع أداء واجبي على خير وجه، وأنال الخلاص إذا استمررت في الممارسة بتلك الطريقة؟ شعرت بانزعاج شديد في ذلك الوقت. بل أنني فكرت في الاعتراف بأخطائي والاستقالة أيضًا. لكني استطعت أن أرى بوضوح أنني لست بحالة صحيحة. سألت نفسي عما إذا كنت أؤمن بالله أم بالناس. لماذا أثرت استقالة اثنتين من القادة الأعلى فيَّ كل هذا التأثير، حتى اعتقدت أنه لا أمل لي في الفوز بالخلاص؟ أدركت أنني آمنت بالله لكنني عبدت الناس ولم يكن لله مكانًا في قلبي، لدرجة أنني كنت في حالة خطيرة. لشعوري بالخوف، سارعت إلى الصلاة، وطلبت من الله أن يرشدني لأعرف فسادي. وفي اليوم التالي، قرأت هذا في كلام الله: "من الأفضل لأولئك الذين يدّعون أنهم يتبعون الله أن يفتحوا عيونهم وينظروا جيدًا ليروا بالضبط من الذي يؤمنون به: هل تؤمن حقًّا بالله أم بالشيطان؟ إن كنت تعرف أن ما تؤمن به ليس الله بل أوثانك، فإنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن. وإن كنت لا تعلم حقًّا بمن تؤمن، فأقول مجددًا إنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن، إذ إن قولك هذا يُعد تجديفًا! لا أحد يجبرك على أن تؤمن بالله. لا تقُولوا إنكم تؤمنون بي؛ لأنني سمعت ما يكفي من هذا الكلام، ولا أرغب في سماعه مجددًا؛ لأن ما تؤمنون به هو الأوثان التي في قلوبكم، والمتنمرون المحليون الموجودون بينكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). قراءة كلام الله حركت مشاعري، وخاصة الجزء الذي يقول: "أن يفتحوا عيونهم وينظروا جيدًا ليروا بالضبط من الذي يؤمنون به". أثار هذا مشاعري بالفعل – وكأن الله يواجهني. وعندما راجعت جميع تفاعلاتي مع هاتين القائدتين، أدركت أنهما كانتا تتبعان أسلوبًا واضحًا ومنهجيًّا في كيفية حل الأمور وتنظيم الخطب، واعتقدت أنهما تعرفان الحق وتملكان واقع الحق، وإذا أكثرت من شركاتي معهما، فسوف أنمو بسرعة أكبر في الحياة وأضمن الخلاص. لذلك أيًّا كانت المشكلات أو الصعوبات التي أواجهها، بدلًا من حلها عن طريق الاعتماد على الله وطلب الحق، كنت دائمًا ما ألجأ إليهما، وأعتمد عليهما، وأفعل كل ما يقولانه أيًا كان. وفي أعماق قلبي، أصبحت الاثنتان أوثاني، وطواغيتي. والآن، بعد أن اعترفتا بأخطائهما واستقالتا، شعرت بأنني بلا اتجاه، وبدون طريق يرشدني في أداء واجبي. ثم أدركت أخيرًا أنني طوال الوقت كنت أعتمد على البشر، وأتطلع إليهم باحترام، وليس إلى الله. في الظاهر، أؤمن بالله وأقوم بواجبي، وأصلي لله كل يوم، لكن في الحقيقة لم يكن هناك مكان لله في قلبي. كنت أبحث عن الناس، وأنصت إليهم، عندما أواجه المشكلات. كان من الواضح أنني أؤمن بالناس، لكني لا أزال أقول إنني أؤمن بالله. كنت أخدع الله، وأجدف عليه! تأملت هذه الكلمات من الله: "ينبغي على الناس الذين يؤمنون بالله أن يطيعوا الله ويعبدوه. لا تُمَجِد أي شخص أو تُرفِّعه؛ ولا تعطِ المكانة الأولى لله، والمكانة الثانية للناس الذين تقدرهم، والمكانة الثالثة لنفسك. لا ينبغي لأي شخص أن يشغل مكانًا في قلبك، ولا ينبغي لك أن تعتبر أن الناس – وبالأخص الذين تُبَجِلَهم – هم على قدم المساواة مع الله. هذا أمر لا يتسامح الله معه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المراسيم الإدارية العشرة التي يجب على شعب الله المختار طاعتها في عصر الملكوت). كنت أعتقد أن شخصية الله البارة لا يمكن الإساءة إليها. ويخبرنا الله بوضوح أنه يجب، في إيماننا، أن نعبد الله ونتقيه ونوقره لعظمته، ويجب ألا نوقر الناس، بل نتكل على الله، ونجله. ولن يسمح أبدًا لأي شخص بأن يتملق ويتبع شخصًا آخر تحت ستار الإيمان به. هذا شيء يسيء إلى شخصية الله، وهو لا يتسامح مع هذا. لفترة من الوقت، صليت لله كثيرًا، وتأملت أسباب إعجابي الشديد بهاتين القائدتين. وقرأت بعضًا من كلام الله الذي ساعدني على فهم هذه المشكلة قليلًا. يقول الله القدير، "إن ما يعجبك ليس هو اتّضاع المسيح، بل أولئك الرعاة الكاذبون ذوو المراكز البارزة. إنَّك لا تحب جمال المسيح أو حكمته، لكن تحب هؤلاء المستهترين الذين يرتبطون بالعالم الفاسد. إنَّك تستهزئ بألم المسيح الذي ليس له أين يسند رأسه، بل تُعجب بتلك الجثث التي تخطف التقدمات وتعيش في الفجور. إنَّك لست راغبًا في أن تعاني مع المسيح، لكنك بسعادة ترتمي في أحضان أضداد المسيح غير المبالين مع أنَّهم لا يمدّونك سوى بالجسد وبالكلام وبالسيطرة. حتى الآن لا يزال قلبك يميل إليهم، وإلى شهرتهم، وإلى مكانتهم، وإلى تأثيرهم، وما زلت مستمرًا في تمسُّكك بموقف تجد فيه أن عمل المسيح يصعب ابتلاعه وأنك غير راغب في قبوله. هذا هو السبب في قولي إنَّه ينقصك الإيمان للاعتراف بالمسيح. إن السبب في اتِّباعك له إلى هذا اليوم يرجع كليةً إلى إنَّك لا تملك خيارًا آخر. فهناك سلسلة من الصور النبيلة تطفو إلى الأبد في قلبك؛ ولا يمكنك أن تنسى كل كلمة قالوها وكل فعل أدّوه، ولا حتى كلماتهم وأياديهم المؤثرة. إنَّكم تقدِّرونهم في قلوبكم كمتفوقين دائمًا، وكأبطال دائمًا. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لمسيح اليوم. فهو غير هام في قلبك دائمًا وغير مستحق للمخافة دائمًا، لأنه شخص عادي جدًا، وليس له سوى قدر قليل للغاية من التأثير، ولا يحظى بمقام رفيع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟). "مهما كان مستوى القائد أو العامل، إن كنتم تعبدونهم لفهم قدر قليل من الحق ونيل بضع عطايا، وتعتقدون أنهم يمتلكون واقع الحق، ويمكنهم مساعدتكم، وإذا كنتم تبجلونهم وتتكلون عليهم في كل شيء، وتحاولون الوصول إلى الخلاص من خلال هذا، فهذا في نهاية المطاف حماقة وجهل منكم، وسيذهب كله سدىً، لأن نقطة البداية خاطئة بطبيعتها. مهما كان عدد الحقائق التي يفهمها شخص ما، لا يمكن لأحد أن يحل محل المسيح، ومهما كانت موهبتهم، فإن هذا لا يعني أنهم يمتلكون الحق، وبالتالي فأولئك الذين يعبدون الناس ويكرمونهم ويتبعونهم سيُطرَدون جميعًا في النهاية، وسيُدانون جميعًا. عندما يؤمن الناس بالله، لا يمكنهم إلا تبجيله واتباعه. ومهما كانت منزلة القادة في القيادة، فالقادة والعاملون لا يزالون أشخاصًا عاديين. إذا كنت ترى أنهم رؤساؤك المباشرون، وإذا شعرت أنهم متفوقون عليك، وأنهم أكثر كفاءة منك، وأنهم يجب أن يقودوك، وأنهم يتفوقون على أي شخص آخر من جميع النواحي، فذلك خطأ؛ إنه وهمك. وما هي العواقب التي يوصِّل هذا الوهم إليها؟ سيقودك هذا دون أن تدري إلى أن تقيس قادتك بمتطلبات لا تنسجم مع الواقع، وأن تعجز عن التعامل بصورة صحيحة مع المشكلات والنقائص الموجودة لديهم، وفي الوقت نفسه، ودون أن تدري، ستنجذب بشدة أيضًا إلى أذواقهم ومواهبهم وملَكاتهم، بحيث يصل بك الأمر، قبل أن تدرك ذلك، إلى أن تعبدهم وأن يصبحوا آلهتك. إن ذلك الطريق – من اللحظة التي يصبحون فيها قدوة لك، وموضع عبادتك، إلى اللحظة التي تغدو فيها أحد أتباعهم – هو طريق سيُبعدك عن الله دون أن تعي ذلك. حتى إنك في الوقت الذي تبتعد فيه تدريجيًّا عن الله ستظل تعتقد أنك تتبع الله، وأنك في بيت الله، وفي حضرة الله. أما في الواقع فقد استدرجك بعيدًا أتباعُ الشيطان وأضداد المسيح، حتى إنك لن تدرك ذلك؛ وهذا وضع خطير جدًّا. لحل هذه المشكلة بتطلب الأمر منك، أوّلًّا، القدرة على تمييز طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم، وإدراك قبح كراهيتهم للحق ومعارضتهم لله، كما يستدعي أيضًا التعرُّف على الأساليب التي يشيع استخدام أضداد المسيح لها لتضليل الناس واصطيادهم، وكذلك على الطريقة التي يستخدمونها في فعل الأشياء. ومن جهة أخرى، عليكم السعي لمعرفة شخصية الله وجوهره؛ إذ ينبغي أن يكون واضحًا لكم أن المسيح وحده هو الطريق والحق والحياة، وأن عبادة أي شخص ستجلب عليكم الكوارث والمصائب. عليكم أن تثقوا بأن المسيح وحده يستطيع أن يخلِّصكم، وأن تتبعوا المسيح وتطيعوه بإيمان مطلق. هذا وحده هو السبيل الصحيح للوجود الإنساني. قد يقول البعض: "حسنًا، لديّ أسباب تبرر عبادة القادة؛ ذلك أنني بصورة طبيعية أعبد في قلبي أي شخص موهوب، وأعبد أي قائد ينسجم مع مفاهيمي". لماذا تصر على عبادة الإنسان مع أنك تؤمن بالله؟ إذا وضعنا كل الحقائق في الاعتبار، مَن الذي سيخلِّصك؟ مَن الذي يحبك ويحميك في الحقيقة – ألا تستطيع حقًا أن ترى؟ إن كنت تؤمن بالله وتتبعه فينبغي أن تصغي إلى كلمته، وإن كان أامرؤٌ يتكلّم أو يتصرّف بشكل صحيح، بما ينسجم مع مبادئ الحق، أفلا يجدر إطاعة الحق؟ لماذا أنت وضيع إلى هذا الحد، ولماذا تُصرّ على إيجاد شخص تعبده كي تتبعه – لماذا تحبّ أن تكون عبد الشيطان؟ لِمَ لا تكون بدل هذا خادمًا للحق؟ يُظهر هذا ما إذا كان الشخص يتمتّع بعقل وكرامة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السادس). عندما قرأت هذه المقاطع، شعرت بأني عبدة للشيطان، مثلما وصف الله. كنت أحب عبادة الناس، واتباعهم. وأعجبت بذوي المكانة العالية والمواهب الذين يتمتعون باللباقة وفصاحة اللسان. عندما رأيت هاتين القائدتين تدخلان في صلب الموضوعات بشكل مباشر عند إقامة شركة عن الحق وحل المشكلات، إلى جانب رؤية أن شركاتهما تتسم بالوضوح وحسن التنظيم، انجذبت إلى مواهبهما وقدراتهما في العمل. واعتقدت أنهما تفهمان الحق، وتملكان واقع الحق، لذلك أعجبت بهما، واعتمدت عليهما بشكل أعمى. اعتقدت أنه في ظل قيادتهما لي، فسوف أستطيع تعلم الحق وأداء وظيفتي بشكل جيد، وأنمو بسرعة في الحياة وسيكون لديَّ أمل في نيل الخلاص، وبدون مساعدتهما وإرشاداتهما، ستتبدد آمالي في الخلاص. كنت مرتبكة جدًّا وعمياء تمامًا. الله هو مصدر الحق. وحده الله هو مَن يستطيع أن يعطي الحق للبشر، وأن يحل جميع المشكلات والصعوبات، ويخلصنا من قوات الشيطان. وبصرف النظر عن مدى رفعة مكانة أي شخص، أو مواهبه أو قدراته، فإنه يظل شخصًا أفسده الشيطان ولا يمكننا الاعتماد على مثل هؤلاء الأشخاص أو عبادتهم. وحتى بصفتي مؤمنة، لم يكن لله مكان في قلبي. عند مواجهة المشكلات، لم أعتمد أبدًا على الله ولم أطلب الحق، بل انتظرت من هاتين القائدتين إصلاح الأمور. أليست هذه حماقة؟ لقد امتلكت هاتان القائدتان نظرة ثاقبة في بعض المشكلات، وكانت تستطيعان إبراز فهمهما، لكن كان هذا كل ما تعلمتاه من كلمات الله. أيضًا، بغض النظر عن مدى موهبتهما أو فصاحتهما، فإنهما كانتا بشريتين فاسدتين ولا تملكان الحق مطلقًا. كان يجب عليهما أيضًا قبول دينونة الله وتوبيخه، وكانتا تحتاجان إلى خلاصه. لكني كنت أعبدهما وأنظر إليهما بإعجاب. وأردت أيضًا أن أعتمد عليهما في طريقي الإيماني نحو الخلاص. كنت غبية حقًا. أصابني الذعر عندما أدركت هذا، لم أعتقد أبدًا أنني سأتوقف عن طلب الحق، وأعبد الناس بطريقة عمياء، وأنني سأضع أي شخص في قلبي في مكانة أعلى من الله. لقد نأيت بنفسي عن الله بالفعل وخنته – كنت أسير على طريق عداوة المسيح. غمرتني هذه الفكرة بالندم والشعور بالذنب، وأردت أن أتوب إلى الله.

لاحقًا، عرفت أسباب استقالة هاتين القائدتين. كانت إحداهما تسعى وراء الشهرة والمكانة، وكانت تريد دائمًا أن تتفاخر وتفوز بإعجاب الآخرين بعملها. وعندما لم يثمر عملها عن أي نتائج، شعرت بالاكتئاب والفتور. حاول الإخوة والأخوات إقامة شركة ومساعدتها مرات عديدة، لكنها لم تتغير. وفي النهاية، لم تستطع إنجاز أي عمل حقيقي، فاستقالت. وواجهت الأخرى عقبات من عائلتها واشتكت من صعوبة الإيمان بالله، لذلك تخلت عن واجبها وعادت للعيش مع عائلتها. فصُدمتُ لسماع هذا. فعادة ما كانت الاثنتان تتفاخران خلال شركاتهما في الاجتماعات، وتتحدثان بفصاحة عند حل مشكلات الآخرين، إذن، كيف يمكن أن تتراجعا عندما تواجهان مشكلات مشابهة؟ لماذا لم تستطيعا العمل بالحق؟ في السابق، كنت أعتقد أنهما تستطيعان ممارسة الحق، وأنهما تملكان واقع الحق، لكني أدركت في النهاية أنهما لا تملكان واقع الحق على الإطلاق. تذمرت الاثنتان، وتجاهلتا واجباتهما عندما هدد شيء ما مصالحهما. إنهما لم تطلبا أبدًا الحق. على الفور تحطمت الصورة العظيمة التي حملتها لهما في قلبي.

لاحقًا، قرأت بعضًا من كلام الله عن هذه المشكلة. يقول الله القدير، "إن إعلاء كلام الله وقدرتك على شرحه بلا خجل لا يعنيان أنك تقتني الحقيقة؛ فالأمور ليست بالبساطة التي تتخيَّلها. ما إذا كنتَ تقتني الحقيقة من عدمه لا يعتمد على ما تقوله، بل بالحري يعتمد على ما تحياه. فقط عندما يصبح كلام الله حياتك وأسلوبك الطبيعي في التعبير، يمكن أن يُقال إنك تقتني الحقيقة، وعندئذٍ فقط تُعَد واحدًا ممَّن اكتسبوا فهمًا حقيقيًا وقامة فعلية. لا بد أن تكون قادرًا على تحمُّل الاختبار لمدد طويلة، ولا بد أن تكون قادرًا على أن تحيا الصورة التي يطلبها الله. لا يجب أن يكون ذلك مجرَّد استعراض، بل يجب أن يتدفق منك على نحو طبيعي. حينئذٍ فقط ستقتني بحقٍ الحقيقة، وحينئذٍ فقط تكون قد ربحت الحياة. ... مهما كانت الريح والأمواج عاتية، إذا كان بوسعك أن تظل ثابتًا دون أن تدع ذرة من شك تدخل عقلك، وأن تستطيع أن تظل صامدًا وأن تبقى خاليًا من الإنكار، حتى عندما لا يبقى أحد غيرك، فعندها ستُحسب ضمن أولئك الذين يتمتَّعون بفهم حقيقي، وأنك بصدق تقتني الحقيقة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ليس اقتناء الحقيقة إلَّا ممارسة الحق). "لا يتدرَّب جنود المملكة الأكفاء ليكونوا مجموعة من الناس ليس بوسعهم إلَّا الكلام عن الحقيقة أو التباهي؛ بل يتدرَّبون ليحيوا بحسب كلام الله دائمًا، وليبقوا أشدَّاء مهما قابلوا من انتكاسات، وليعيشوا وفق كلام الله، وألَّا يرجعوا إلى العالم. هذه هي الحقيقة التي يتحدَّث عنها الله، وهذا هو ما يطلبه الله من الإنسان. لذلك لا تعتبروا الحقيقة التي تحدَّث عنها الله كأمرِ شديد البساطة. إنَّ مجرَّد الاستنارة من الروح القدس لا تعادل اقتناء الحقيقة؛ هذه ليست قامة الإنسان، بل هي نعمة الله، والتي لا يسهم فيها الإنسان بأي شيءٍ. ينبغي على كل شخص أن يتحمَّل معاناة بطرس، والأكثر من ذلك، أن يقتني مجد بطرس، وهو ما يعيشه بعد أن يقتني عمل الله، وهذا وحده يمكن أن يُسمى حقيقة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ليس اقتناء الحقيقة إلَّا ممارسة الحق). "سواء كانت المعرفة التي تتكلم عنها تتفق مع الحق أم لا فهذا يعتمد بدرجة كبيرة على ما إذا كانت لديك خبرة عملية فيها. وحيث يكون هناك حق في خبرتك، فستكون معرفتك عملية وذات قيمة. ويمكنك من خلال خبرتك أيضًا الحصول على القدرة على التمييز والبصيرة، وتعميق معرفتك، وزيادة حكمتك ومنطقك السليم فيما يتعلق بحسن تصرفك. التعاليم هي المعرفة التي يعبر عنها الناس الذين لا يملكون الحق، بغض النظر عن مدى سموها. قد يكون هذا النوع من الأشخاص ذكيًّا جدًا حين يتعلق الأمر بأمور الجسد، ولكنه لا يمكنه التمييز عندما يتعلق الأمر بالأمور الروحية؛ وذلك لأن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة على الإطلاق في الأمور الروحية. هؤلاء هم الناس الذين لم يستنيروا في الأمور الروحية ولا يفهمون الأمور الروحية. بغض النظر عن نوع المعرفة الذي تُعبر أنت عنه، ما دام يمثل كيانك، فهو إذًا يمثل خبرتك الشخصية، ومعرفتك الحقيقية. ما يناقشه الناس الذين لا يتحدثون إلّا عن التعاليم، أي، أولئك الذين لا يملكون الحق أو الواقع، يمكن أن يُطلق عليه كيانهم؛ لأنهم توصلوا إلى تعاليمهم من خلال التأمل العميق، وهذا نتيجة تفكيرهم العميق، ولكنها مجرد تعاليم، وليست أكثر من خيال!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وعمل الإنسان).

وهبتني قراءة كلام الله صحوة. كنت معجبة بهاتين القائدتين إعجابًا شديدًا لأنني لم أفهم ما هي التعاليم وما هو الواقع. عندما كنت أرى مدى براعة شركاتهما في الاجتماعات، وأنهما تستطيعان كشف فساد الآخرين، وتحليله، اعتقدت أنهما تملكان واقع الحق. لكني بعد ذلك تعلمت من هذه المقاطع أن إقامة شركة حول فهم كلمات الله وتحليل بعض المشكلات لا يعني امتلاك واقع الحق. فامتلاك الواقع يتعلق بقراءة الناس لكلام الله، ثم قبوله وممارسته، ويتعلق بالقدرة على الخضوع لله بغض النظر عن التجارب التي يواجهونها، وامتلاك الشهادة من خلال ممارسة الحق. الذين يملكون واقع الحق بالفعل يفهمون حقًا طبيعتهم الفاسدة، ويختبرون كلام الله شخصيًا. ويستطيعون استخدام تجاربهم العملية في إرشاد الإخوة والأخوات ومساعدتهم على الدخول في واقع كلام الله. الذين يملكون واقع الحق يفعلون الأمور بطريقة مبنية على المبادئ، ويؤدون واجباتهم بإخلاص. ومهما كان الموقف الذي يواجهونه، فإنهم يستطيعون دعم عمل الكنيسة والقيام بواجباتهم. عادة ما كانت هاتان القائدتان تتحدثان بفصاحة في شركاتهما وتبدوان قادرتين على حل مشكلات الآخرين. لكن عند مواجهة مشكلات حقيقية تخلتا عن واجباتهما من أجل حماية مصالحهما الشخصية. فأدركتُ أنهما كانتا تشاركان التعاليم فقط، وأن هذا ليس عمليًّا، وأنهما تحطمتا مع أول جرعة من الواقع. وهذا يثبت أنهما لم تبحثا عن الحق، وأنهما لا تملكان واقع الحق على الإطلاق. أيضًا، عندما كانتا تعالجان مشكلات الآخرين، كانتا تقارنان تلك المشكلات بما يقوله كلام الله لمساعدتهم على الفهم لكنهما نادرًا ما تحدثتا عن فسادهما وعيوبهما، أو حللتا دوافعهما الخاطئة. نادرًا ما سمعتهما تتحدثان عن تجاربهما في البحث عن الحق وممارسته. وفي معظم الوقت، كانتا تتصرفان بغرور، وتقومان بتحليل الآخرين وإدانتهم، وكأنهما ليستا فاسدتين، وكأن شخصيتيهما ليست فاسدة. وكان بعض الإخوة والأخوات يبكون من انتقاداتهما، ويصابون بالسلبية والوهن، ويخشون رؤيتهما، ويشعرون بأنهم مقيدون بسببهما. أدركت في النهاية بوضوح أن هاتين القائدتين لم تتمكنا مطلقًا من حل المشكلات من خلال الحق. بل كانتا تستخدمان التعاليم الجوفاء وتعتمدان على ذكائهما وخبرتهما العملية. ولم تتمكنا مطلقًا من حل مشكلاتنا في دخول الحياة. في السابق، لم أفطن لذلك، بل عبدتهما وتطلعت إليهما بإعجاب واحترام، بل وقلدت أسلوبهما في العمل. كنت عمياء تمامًا!

عندما واجهت صعوبات في عملي بعد ذلك، حرصت على الاتكال على الله، واللجوء إليه، وطلب مبادئ الحق. لفترة من الوقت، كانت هناك بعض الأعمال التي لا أعرف كيفية إنجازها وبعض المشكلات التي لا أعرف كيفية معالجتها. فأكثرت من الصلاة والاتكال على الله، وبحثت عن الحق، وأقمت شركة مع إخوتي وأخواتي. حُلت بعض تلك المشكلات بهذا الشكل. واكتسبتُ فهمًا لبعض مبادئ الحق، وأحرزتُ بعض التقدم في عملي. ومع مرور الوقت، ازددتُ ثقة في واجبي، وأحرزتُ تقدمًا في الدخول إلى الحياة. شعرتُ بالإنجاز، وسرني ذلك. في تلك المرحلة، شعرتُ في أعماق نفسي بأن الاعتماد على الله في واجبي هو الطريق الوحيد للمضي قدمًا. وإذا أردتُ تأدية واجبي بشكل جيد واكتساب الحق، يجب ألا أضل عن هدي الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ثروات الحياة

بقلم وانج جون – إقليم شاندونج طوال السنوات التي مرت علينا منذ أنّ قَبٍلنا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اجتزتها أنا و زوجتي معًا تحت...

تحوُّلٌ بعد أن تمّ التعامل معي

في مارس الماضي، توليت مسؤولية أعمال الفيديو في الكنيسة. لم أفهم تمامًا الكثير من المبادئ لأنني كنتُ مُستجدّ في ذلك الواجب، لذا فقد كنتُ...