أدركت أنني كنت أسير على درب الفريسيين

2019 سبتمبر 21

بقلم ووكسين – إقليم شانشي

موضوعٌ لطالما ناقشناه في أحاديث الشركة السابقة هو الدرب الذي سلكه بطرس والدرب الذي سلكه بولس. يُقال إن بطرس ركز على معرفة نفسه ومعرفة الله، وكان شخصًا ينال رضا الله، في حين أن بولس لم يهتم إلّا بعمله وسمعته ومكانته، وكان شخصًا يحتقره الله. لطالما خشيت من أن أسلك درب بولس، ولهذا السبب كنت في أحيانٍ كثيرة أقرأ كلمات الله عن تجارب بطرس حتى أرى كيف تعرَّف على الله. بعد أن عشت هكذا لفترة من الزمن، شعرت بأنني قد أصبحت أكثر طاعةً من ذي قبل، وأن رغبتي في السمعة والمكانة قد خَمَدَتْ، وأنه بات لدي قدر يسير من المعرفة بنفسي. كنت أعتقد في هذا الوقت أنه على الرغم من أنني لم أكن أسير على درب بطرس بشكل كامل، يمكن القول إنني قد وصلت إلى طرفه، وكان ذلك يعني على الأقل أنني لم أكن أنحدر نحو درب بولس. إلا أنني كنت أخجل من إعلانات كلمة الله.

في صباح أحد الأيام، عندما كنت أُمارس الخلوات الروحيَّة، رأيت كلمات الله التالية: "فقد كان عمل بطرس الاضطلاع بواجبه كخليقة الله، ولم يقم بعمله في دور رسول، لكنه قام بعمله أثناء سعيه ليحب الله. كذلك اشتمل عمل بولس على سعيٍّ شخصيٍّ له... لم تكن ثمة تجارب شخصية في عمله، لكن الكل كان من أجله وحده، ولم يكن عملٌ يتم في إطار سعيه نحو التغيير. كان كل ما في عمله عبارة عن معاملة خاوية من أي واجب أو خضوع كأحد خلائق الله. لم يحدث لبولس في إطار عمله أي تغيير في شخصيته القديمة، ولم يكن عمله إلا خدمة للآخرين فحسب، فلم يكن قادرًا على إحداث تغييرات في شخصيته. ... بيد أن بطرس كان مختلفًا؛ فقد خضع للتطهير والتعامل، واجتاز التنقيته. كان هدف بطرس من وراء العمل والحافز نحوه مختلفين في الجوهر عن هدف وحافز بولس. رغم أن بطرس لم يقم بقدرٍ كبيرٍ من العمل، لكنَّ شخصيته خضعت لتغييرات كثيرة، وما كان يسعى نحوه هو الحق وتغيير حقيقي. لم يقم بطرس بعمله لمجرد العمل في حد ذاته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه). لقد تلامست كلمات الله مع روحي، وغرقت في صمت: كان بطرس شخصًا يقوم بواجبه ككائنٍ مخلوق. وقد عمل من خلال سعيه إلى محبة الله بدلًا من دوره كرسول. ولكن هل كنت أنا إنسانة تقوم بواجبها ككائنة مخلوقة، أم تراني كنت فقط أقوم بعملي انطلاقًا من مكانتي؟ في هذا الوقت استرجعت مواقف مختلفة من الماضي: عندما كان لدى الكنيسة الكثير من الأعمال لتهتم بها، كان الأخوة والأخوات الآخرون ليقولوا: إنك مثقلة حقًا بعمل الله، فأرد من دون تفكير: نحن القادة ليس لدينا خيار سوى التعامل مع الأمر. وفي بعض الأحيان، سواء كنت عند العائلات المضيفة أو أمام الزملاء، كنت لأرغب في أن أريح جسدي وأسترخي، ولكن بعد ذلك كنت أفكر في نفسي: لا، إنني قائدة، يجب أن أعيش إنسانيَّة عادية ولا أكون فاسقةً وعندما كنت أفقد الشهية لتناول كلمات الله والارتواء منها، كنت أفكّر أيضًا: بصفتي قائدة، إذا لم أتناول كلمات الله وأرتوي منها، فكيف أستطيع حل مشاكل الآخرين؟ كنت أذهب أحيانًا مع إحدى الزميلات إلى الأسرة المضيفة التي كانت تقيم عندها، وعندما كنت أرى أن الأخت المضيفة لم تعاملني بالحماسة نفسها كزميلتي، كنت أشعر بالضيق: ربما لا تعرفين مَن أنا، لكنني قائدتها. في بعض الأحيان، ولأي سبب كان، لا أشعر بالرغبة في التواصل مع الأخوة والأخوات المضيفين، ولكنني حينها أفكر في نفسي: بصفتي قائدًة كيف سينظر إليَّ الناس إذا جئت ولكن لم أتواصل معهم؟ بما أنني قائدة، ينبغي عليّ أن أتواصل مع العائلات المضيفة. ... هذه السلوكيات المختلفة جعلتني أرى الواقع: أنني كنت أعمل من أجل المكانة. سواء كان الأمر يتعلق بالتواصل مع الناس أو حضور الاجتماعات أو التعامل مع الشؤون العامة، فقد كان قيامي بكل هذه الأعمال ليس لشيء إلّا لأنني كنت قائدة وشعرت بالالتزام بالوفاء ببعض واجباتي وبالقيام ببعض الأعمال. لم أكن أؤدي واجبي ككائنة مخلوقة؛ وعلاوة على ذلك، لم أكن أعمل من خلال محبّتي لله كما فعل بطرس. لو بقيت الأمور على ما كانت عليه من قبل، ما كنت ربما لأواظب على تأدية واجبي كما أفعل الآن يوم يتمّ استبعادي واستبدالي، وعندئذٍ فقط رأيت أنني لم أكن إنسانة تمارس الحق أو تتفهّم مشيئة الله، بل كنت إنسانة شريرة حقيرة لم تكن تعمل إلا من أجل السمعة والمكانة. من المستحيل أن يكون لي ولاء لله بالطريقة التي كنت أعمل بها، وكان الأمر مجرّد أداء روتيني. ويعود السبب إلى أنني لم أكن أُمارس الحق وأتفهّم مشيئة الله عن طيب خاطر. وكما قال الله، "لم تكن ثمة تجارب شخصية في عمله، لكن الكل كان من أجله وحده، ولم يكن عملٌ يتم في إطار سعيه نحو التغيير". كيف يمكن أن تُرضي خدمةٌ كهذه إرادة الله؟ كان بولس يعمل في منصبه كرسولٍ؛ كان عمله مليئًا بالصفقات. لقد كنت أعمل وأتفانى في منصبي كقائدة. كيف يمكن أن تكون مثل هذه النوايا والأغراض من وراء الإيمان بالله مختلفة عن نوايا بولس وأغراضه؟

في هذا الوقت، سَقَطْتُ أمام الله: آه يا إلهي! أشكرك من أجل الخلاص في الوقت المناسب، والذي أيقظني من سُباتي، وجعلني أُدرِك وضعي الحقيقي، وأرى أنني كنت لا أزال أسير في درب بولس الفريسي. كنت في عملي وأداء واجبي تمامًا كالفريسيين، ولابد أن هذا قد أثار اشمئزازك. آه يا إلهي القدير! إنني على استعداد لتغيير نواياي ومفاهيمي الخاطئة في ضوء إرشاد كلمتك. إنني مستعدة أن أقوم بواجبي ككائنة مخلوقة، وأن أحذو حذو بطرس في القيام بما يجب عليّ القيام به من خلال محبة الله، وألَّا أعمل بعد الآن انطلاقًا من دوري كقائدة، وأن أبذل قصارى جهدي في السعي والمضي قُدمًا نحو درب بطرس!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لقد كشف الحق الطريق لي

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

ثمرة مشاركة الإنجيل

منذ فترة، قابلت مسيحية فلبينية على الإنترنت، تدعى تيريزا. عندما تعرفت عليها، رأيت أن لديها إيمانًا حقيقيًا بالرب. قالت إنها لم تفهم أي شيء...

فهم وضع الحق موضع الممارسة

هينغشين – مدينة زهوزهو – إقليم خنان منذ أمد ليس ببعيد، كنت قد سمعت بـ "عظات وشركة حول الدخول إلى الحياة"، ممَّا قادني إلى إدراك أن أولئك...

ثروات الحياة

بقلم وانج جون – إقليم شاندونج طوال السنوات التي مرت علينا منذ أنّ قَبٍلنا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اجتزتها أنا و زوجتي معًا تحت...