ما ربحته من كوني شخصًا صادقًا!
في أحد الأيام، سألتني إحدى القادة كيف تجري أعمال خدمية السقاية في الكنيسة للوافدين الجدد والتي كنت مسئولاً عنها. لم أعرف ما أقول. لم أكن متابعًا لهذه الأعمال في الأيام القليلة السابقة ولم أعرف تفاصيل العمل. كيف يجب أن أجيب؟ إذا قلت أنني لا أعرف، فإن القائدة والزملاء الآخرين سيقولون أنني لا أقوم بعمل فعلي، وهذا سيكون محرجًا لي. ففكرت أن أشاركهم ما كنت أعرفه من قبل ثم أرى ما يحدث وكيف سأتابع بعد ذلك. وهكذا أجبت، "لقد تمت الترتيبات لكل هذا العمل وقد أضفنا بعض أعضاء الفريق". فقالت القائدة مباشرةً، "أنت لم تجب على السؤال، وإنما تراوغ". وهذا نوع من المكر. إذا كنت لا تعرف، فقط قل ذلك، وتابع ما يجري في أقرب وقت ممكن. لِمَ أنت مراوغ هكذا؟ هذا ليس جيدًا. "الخطأ يبقى خطأ، وعليك أن تتحلى بالشجاعة لتعترف بخطئك". شعرت بالضيق وعدم الارتياح، وكان وجهي يحترق. فقد حدث ما كنت أخشاه. شعرت أنني قد فقدت ماء وجهي تمامًا، وأن الجميع قد رأوا ما كنت أخفيه. لقد عرفت أن ما قالته القائدة كان صحيحًا. لكني لم أتمكن من الخضوع في قلبي. وشعرت أنه لم يكن من داعي أن تطيل الحديث حول ذلك. ألن يكون جيدًا كفاية إذا اهتممت بالأمر في أقرب وقت ممكن؟ لماذا كان عليها تأديبي والتعامل معي حول ذلك أمام كل هؤلاء الناس؟ شعرت بالاستياء الشديد، لذلك صليت بهدوءٍ، "يا إلهي، إنني أشعر أنني أقاوم بشدة أن يتم انتقادي ولا أستطيع الخضوع للأمر أو تقبله. أرجو أن تنيرني وتوجهني حتى أتمكن من معرفة نفسي وتعلم الدرس". لاحقًا قرأت مقطعًا من كلام الله. "دعونا ننظر أوّلاً في نوع السؤال الذي وجّهه يهوه الله إلى الشيطان. "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" هل هذا سؤالٌ مباشر؟ هل يوجد أيّ معنى خفيّ؟ كلا، إنه مُجرّد سؤالٌ مباشر. إذا سألتكم: "من أين أتيتم؟" فكيف ستجيبون؟ هل هو سؤالٌ تصعب إجابته؟ هل يمكنكم القول: "من الجولان في الأرض ومن التمشّي فيها؟" (كلا). لن تجيبوا بهذه الطريقة. كيف تشعرون إذًا عندما ترون الشيطان يجيب بهذه الطريقة؟ (نشعر أن الشيطان سخيفٌ وماكر). هل يمكنك معرفة شعوري؟ في كلّ مرّةٍ أرى هذه الكلمات أشعر بالاشمئزاز؛ لأنه يتحدّث دون أن يقول أيّ شيءٍ! هل أجاب عن سؤال الله؟ لم تكن كلماته إجابةً، ولم توجد أيّة نتيجةٍ. لم تكن إجابةٌ مُوجّهة للردّ على سؤال الله. "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا". ماذا تفهم من هذه الكلمات؟ من أين يأتي الشيطان؟ هل تلقّيتم إجابةً؟ (كلا). هذا "ذكاء" مكر الشيطان بعدم السماح لأيّ شخصٍ باكتشاف ما يقوله حقًّا. ما زلتم بعد سماع هذه الكلمات لا تقدرون على تمييز ما قاله، إلّا أنه انتهى من الإجابة. إنه يعتقد أنه أجاب إجابةً وافية. كيف تشعر إذًا؟ بالاشمئزاز؟ (نعم). والآن تبدأ في الشعور بالاشمئزاز من هذه الكلمات. كلمات الشيطان تتسم بسمات محددة: ما يقوله الشيطان يتركك في حيرةٍ وغير قادرٍ على إدراك مصدر كلامه. أحيانًا يكون للشيطان دوافع ويتحدّث أحيانًا عن عمدٍ وأحيانًا تغلبه طبيعته، وتخرج هذه الكلمات تلقائيًا وتأتي مباشرة من فم الشيطان. لم يستغرق الشيطان فترة طويلة من الوقت ليزن مثل هذه الكلمات، بل عبَّر عنها دون تفكير. وعندما سأل الله الشطيان من أين أتيت، فإنه أجاب بكلمات قليلة غامضة. تشعر بالحيرة الشديدة ولا تعرف تمامًا من أين يأتي. هل يوجد أحدٌ بينكم يتحدّث بهذه الطريقة؟ ما نوع هذا الكلام؟ (إنه غامضٌ ولا يُقدّم إجابةً مُحدّدة). ما نوع الكلمات التي يجب أن نستخدمها لوصف طريقة التحدّث هذه؟ إنها مُخادِعة ومُضلِّلة، أليس كذلك؟ لنفترض أن شخصًا ما لا يريد أن يُعرِّف الآخرين ما فعل بالأمس. تسأله: "لقد رأيتك بالأمس. إلى أين كنت ذاهبًا؟" فلا يُخبرك مباشرةً أين ذهب. بل يقول: "الأمس كان مُتعِبًا جدًّا!" هل أجاب عن سؤالك؟ لقد أجاب، ولكن هذا ليس الجواب الذي كنت تريده. هذا هو "ذكاء" حيلة الشخص. لا يمكنك أن تكتشف أبدًا ما يقصده أو ترى المصدر أو النيّة وراء كلماته. ولا تعرف ما يحاول تجنّبه لأن لديه في قلبه قصّته الخاصّة – وهذه هي الغواية" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)). لقد أدركت مما أظهره لي كلام الله أن كلام الشيطان وأفعاله كلها تحمل دوافع خفية وخداع. للتغطية على نواياه المشينة، يتكلم بطرق ملتوية حقًا حتى يصعب على الناس فهمها. انه فعلا خبيث ومخادع. يجيب الشيطان على أسئلة الله بإجابات غامضة ومضللة. إنه يثير اشمئزاز الله. وبالنسبة إليّ، من الواضح أنني لم أعرف كيف كان سير العمل على سقاية الوافدين الجدد، لكنني لم أكن صادقًا. أعطيت إجابة غامضة بغرض إرباك القائدة. أجبت على الأسئلة بطريقة تمنع القائدة من رؤية الحقيقة. وذلك لأحمي كرامتي ومكانتي، وبالتالي فإن القائدة لن تدرك أنني لم أقم بأداء عمل فعلي وهكذا لن ينظر الإخوة والأخوات إليّ بازدراء، وبكل وقاحة، قلت شيئًا بشكل يخفي الحقائق، لأضللهم وأخدعهم. كنت أُظهِرُ شخصيةً شيطانيةً. عند التفكير بالأمر، لقد كنت أتصرف عادةً بهذه الطريقة مع الإخوة والأخوات. مثلما يحدث أحيانًا حين يسألني شخص ما سؤالًا يتعلق بالمهارات، ولكن لم يكن لدي حقًا فهم جيد لذلك، كنت أخشى أن قول الحقيقة سيجعلهم ينظرون إلي بازدراء، لهذا قلت أشياء مثل؛ "إذا لم تُحَلّ هذه المشكلة، فهي ليست مجرد مشكلة في مستوى مهارتك، أليس كذلك؟ أليس السبب هو في أنك كنت تتخبط في واجبك؟ أم أنك تفشل في التعلم والتواصل؟" بدا من الظاهر أنني كنت أجيب على السؤال، مع أنني كنت أعرف في قرارة نفسي أن هذا النوع من الإجابات لا يحل المشكلة. ظننت أنه في المقابل عندما أسأل أسئلة من هذا القبيل، فإن الشخص سوف يعيد النظر ويمعن في الأمر ويتوقف عن توجيه الأسئلة لي. وهكذا فإن تقصيري لن يظهر للجميع. كنت على الدوام ماكر ومخادع لحماية سمعتي ومكانتي. كنت أسعد باختيار أن أكذب على أن أخسر كرامتي. لقد كشف ذلك تمامًا عن طبيعتي المخادعة الماكرة، وأنني كنت قد سئمت من الحق. اعتقدت أن الكذب والخداع ذكاء، لكنه في الحقيقة غباء. حتى وإن خدعت وضلّلت الجميع، ونظروا إلي كقدوة واعتقدوا أنه يمكنني إنجاز العمل والقيام بواجبي بشكل جيد، لن يرضى عني الله، وسأثير اشمئزازه. وبالتالي فما نفع الرضى الذي أحصل عليه من الجميع؟ في تلك اللحظة، شعرت أنني فارغ وأدعو للشفقة. كنت منشغلًا نهارًا وليلًا، ولكنني لم أكن قادرًا على قول شيء صادق واحد. لم تتغير شخصيتي الشيطانية الماكرة على الإطلاق، ولم يكن لديّ أي إدراك لواقع الحقيقة. لقد كان التعرض للفضح والانتقاد القاسي من قبل القائدة في ذلك اليوم بمثابة تحذير من الله. عرفت أنني لا يمكنني المضي قدمًا في هذا الطريق، كان علىّ أن أتوب إلى الله، وأسعى لأن أكون إنسانًا صادقًا، وأن أعيش هذا الواقع.
بعد ذلك، تساءلت ما هي السلوكيات المخادعة الأخرى التي ما زلت أمارسها. لقد عرفت أن علي التحقق منها وتغييرها. أدركت من خلال التأمّل الذاتي أن هناك بعض الأجزاء الماكرة في ملخص عملي الأخير أيضًا. لقد لاحظت بالتفصيل العمل الذي أُنجِزَ بشكل أكثر دقة، وأكثر شموليةً. لكن العمل الذي أُنجِزَ بشكل غير تامّ وبلا كفاءة كتبت عنه بعبارات عامة، أو لم أكتب عنه على الإطلاق. أتذكر كان هنالك مشروع لم يحقق نتائج جيدة، ثم فكرت ماذا سيظن الجميع بي إذا كتبت الحقيقة. هل سيقولون أنني لم أتمكن حتى من عمل هذا المشروع الصغير بشكل جيد، وأنني غير كفؤ؟ لقد وزنت الإيجابيات والسلبيات، ثم قررت عدم الكتابة حول سير هذا المشروع وهكذا لن يعرف أحد، وبالتالي سيعتقدون أنني لشدة انشغالي نسيت أن أكتب عنه. لقد كنت مخادعاً وكنت أخادع مرة تلو المرة، كنت ماكرًا جدًا. على مدى سنوات إيماني، مع أنني أنجزت الكثير من الواجبات وتحملت بعض الصعوبات، لم أكن أبذل جهدًا في السعي للحقيقة. لم أفكر إلا في حماية سمعتي ومكانتي، لذا لم أتحدّث وأتصرف كشخص صادق إطلاقًا. لم أتحلّ بالشجاعة الكافية لأكون بسيطًا ومنفتحًا وكان هذا مدعاة للشفقة! أحيانًا أسأل نفسي: لقد تكلّم الله إلينا كثيرًا، وكنت قد قرأت الكثير من كلماته، فهل أعيش حقيقة أي من كلامه؟ لم أتمكّن حتى من كتابة ملخص الأعمال بشكل صادق. فما الذي سأكسبه من هذه الطريقة في النهاية؟ وفي تلك اللحظة، شعرت أنني على حافة الخطر. دون التوبة والسعي إلى تغيير في شخصيتي، سينبذني الله في أية لحظة. تلوت صلاة في قلبي، "يا الله، إنني فاسد بعمق. أمارس الكذب والخداع باستمرار، بغية حماية ماء وجهي ومكانتي. أرجوك أنِر لي طريقي ووجّهني حتى أتمكن من معرفة حقيقة نفسي".
بعد ذلك، قرأت مزيدًا من كلام الله. "إذا كنتم قادةً أو عاملين، فهل تخافون أن يستعلم بيت الله عن عملكم ويشرف عليه؟ هل تخافون أن يكتشف بيت الله هفوات وأخطاء في عملكم ويتعامل معكم؟ هل تخافون بعد أن يعرف الأعلى مقدرتكم ومكانتكم الحقيقيتين أن يعيد النظر فيكم وألّا يُفكِّر في ترقيتكم؟ ... لماذا لا تجرؤون على مواجهة الأمر مع علمكم بأن لديكم شخصيَّة ضدِّ المسيح؟ لماذا لا يمكنكم التعامل مع الأمر بصراحةٍ والقول: "إذا كان الأعلى يستفسر عن عملي، فسوف أقول كلّ ما أعرفه، وحتَّى إن انكشفت الشرور التي فعلتها ولم يعد الأعلى يستخدمني بمُجرَّد أن يعرف ذلك وأفقد مكانتي، فسوف أظلّ أقول بوضوحٍ ما يجب أن أقوله"؟ إن خوفك من إشراف بيت الله على عملك واستفساراته عنه يثبت أنك تحبّ مكانتك أكثر من الحقّ. أليست هذه هي شخصيَّة ضدِّ المسيح؟ فالاعتزاز بالمكانة فوق كلّ شيءٍ هو صفة شخصيَّة ضدّ المسيح. لماذا تُقدِّر المكانة إلى هذه الدرجة؟ ما فوائد المكانة؟ إن جلبت عليك المكانة كارثة وصعوبات وإرباكًأ وألمًا، فهل ستظلّ تُقدِّرها؟ (لا). توجد فوائد كثيرة للغاية للتمتع بالمكانة؛ مثل غيرة الآخرين واحترامهم وحُسن ظنّهم وإطرائهم، بالإضافة إلى إعجابهم وتبجيلهم. ويوجد أيضًا الشعور بالتفوُّق والامتياز الذي يمنحك الكرامة وإحساسًأ بقيمة الذات. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضًا التمتُّع بأشياء لا يتمتَّع بها الآخرون؛ مثل مظاهر المكانة والمعاملة الخاصَّة. هذه هي الأشياء التي لا تجرؤ حتَّى على التفكير فيها؛ وهي ما كنت تتوق إليه في أحلامك. هل تعتزّ بهذه الأشياء؟ إذا كانت المكانة جوفاء وبلا معنى حقيقيّ، وكان الدفاع عنها بلا هدف حقيقيّ، أليس من الحماقة الاعتزاز بها؟ إذا كان بإمكانك التخلِّي عن أشياء مثل اهتمامات الجسد ومتعه، فلن تعود الشهرة والمكانة تُقيِّدانك. ما الذي ينبغي حلّه إذًا قبل حلّ المشكلات المرتبطة بالاعتزاز بالمكانة والسعي لها؟ أوَّلًا، انظر إلى طبيعة مشكلة فعل الشرّ والانخراط في الخداع والكتمان والتستُّر، بالإضافة إلى رفض إشراف بيت الله واستفساراته وتحقيقه، من أجل الاستمتاع بمظاهر المكانة. انظر ما إذا كانت هذه مقاومة صارخة ومعارضة لله. فإذا تمكَّنت من رؤية طبيعة وعواقب اشتهاء مظاهر المكانة، فسوف تُحلّ مشكلة السعي وراء المكانة. وبدون القدرة على رؤية جوهر اشتهاء مظاهر المكانة، لن تُحلّ هذه المشكلة أبدًا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)). لقد ساعدني على إدراك أنني لم أتمكن من منع نفسي عن الكذب والخداع لأنني كنت أعتز كثيرًا بسمعتي ومكانتي. لأحمي اسمي ومنصبي، حتى لا ترى القائدة حقيقة فشلي في متابعة سير العمل، حاولت أن أخطط وأتحايل وأضلّل القائدة من خلال كلماتي. في ملخص مجريات الأعمال، قمت بالتغطية على أوجه تقصيري من خلال ذكر الجوانب الجيدة فقط، وعدم ذكر السيئة، حتى يعتقد الآخرون أنني قائد يقوم بعمل فعلي. كنت أخشى أن يروا وجهي الحقيقي ولا ينظروا إليّ بإعجاب من بعد، وبالتالي أفقد إحساسي بالتفوق الذي تمنحني إياه هذه المكانة. عندما رأيت كلمات الله، "فالاعتزاز بالمكانة فوق كلّ شيءٍ هو صفة شخصيَّة ضدّ المسيح"، أدركت أخيرًا مدى خطورة هذا الأمر. وفكرت في أعداء المسيح، أولئك المطرودين. هم دائموا السعي إلى الاسم والمكانة حين يؤدون واجباتهم، وهم يمارسون الحيل والخدع في الخفاء. هذا يعطل عمل الكنيسة بشكل كبير، ولذلك يتم كشفهم وطردهم. هنالك أيضا قادة مزيفون يتمتعون بفوائد المكانة. هم ماكرون دائمًا في أداء واجبهم ويخفون الحقيقة عندما لا يقومون بعمل حقيقي، وهذا يعيق عمل الكنيسة. هذا تمامًا مثلما فعلت الأخت تشين، التي كانت مسؤولة عن عمل الإنجيل. كانت تتولى عملًا آخر في ذلك الوقت أيضًا، وكانت مراوغة ومخادعة في كلا المنصبين. فيما يتعلق بعمل الإنجيل، قالت إنها كانت مشغولة بعملها الآخر، وفيما يتعلق بعملها الآخر زعمت أنها كانت مشغولة بعمل الإنجيل. وفي الحقيقة، هي لم تكن تؤدي واجبها في كلا العملين، فانتهى الأمر بها إلى الفصل. الدروس التي استفدتها من إخفاقات الآخرين كانت بمثابة تحذير لي. أن أكون متحايلًا ومخادعًا في سبيل اسمي ومكانتي كان مجرد خداع لنفسي والآخرين، وهذا غباء. إن الله يرى كل شيء وهو يحب الصادقين. الصادقون وحدهم من لديهم أقدام ثابتة داخل بيت الله، وسيتم كشف الماكرين وطردهم في مرحلة ما. في إيماني لم أكن أسعى لأن أكون شخصًا صادقًا، لكنني كنت أقوم بالتمثيل، لأترك انطباعًا زائفًا، واعتقدت أنني قد خدعت بعض الناس، لكن لا مهرب من تمحيص الله. في نهاية الأمر كان الله سيكشف أمري ويستبعدني. عندها أدركت مدى أهمية أن أكون صادقًا وعرفت؛ أنه حين يكون المرؤ صادقًا كما يطلب الله، ويقبل تمحيص الله في كل شيء يكون هذا هو الطريق الوحيد لنيل رضى الله. تفكّرت في كلام الله: "إذا كان شخص ما يقول دائمًا ما في قلبه حقًا، وإن كان لا يَكذِب أو يُبالِغ أبدًا، وإذا كان أمينًا، ولم يكن مُهمِلًا أو روتينيًا على الإطلاق أثناء أداء واجبه، وإذا كان بإمكانه ممارسة الحقَّ الذي يفهمه، فإنَّ هذا الشخص لديه رجاءٌ في ربحِ الحقِّ. إذا كان الشخص دائمًا ما يتكتَّم ولا يُظهر ما يُضمِر، كيلا يتمكَّن أحدٌ من فهمه بوضوح، وإذا كان يعطي انطباعًا خاطئًا لخداع الآخرين، فعندئذٍ يكون في خطر مُحدق، ويكون في متاعب كثيرة، وسيكون من الصعوبة عليه بمكان أن يربح الحق. يمكنك أن ترى من الحياة اليومية لشخص ما وكلامه وأفعاله ماهية آفاقه. إذا كان هذا الشخص دائم التظاهر، ودائم التباهي، فهذا الشخص ليس إنسانًا يقبل الحقَّ، وسيُكشَف ويُطرَد عاجلًا أم آجلًا. ... أولئك الذين لا يتصارحون أبدًا، والذين يُخفون الأشياء دائمًا، والذين يتظاهرون دائمًا بأنهم مستقيمون، والذين يحاولون دائمًا جعل الآخرين يقدِّرونهم، والذين لا يسمحون للآخرين بفهمهم جيدًا، ويجعلون الآخرين يُعجبون بهم، أليس هؤلاء أغبياء؟ هؤلاء الناس أغبياء للغاية! ذلك لأن الحق بشأن الشخص سيخرج للنور عاجلًا أو آجلًا. أي مسار يسلكون في تصرفهم؟ إنه مسار الفرِّيسيين. هل المراؤون في خطر أم لا؟ إنهم أكثر من يكرههم الله، فهل تتخيلون أنهم ليسوا في خطر؟ كل الفرِّيسيين يسلكون سبيل الهلاك!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). الاختباء والتواري والتظاهر دائمًا هو الطريق الخاطئ، وإذا لم تعد إلى الصواب، فستتعرض للدمار في نهاية الأمر. دعوت الله وعقدت عزيمتي، ميتعدًا للبدء في السعي إلى تغيير في شخصيتي ولأن أكون شخصًا صادقًا.
أقرأ المزيد من كلمات الله لاحقًا: "كل ما تفعله، كل سلوك، وكل نيّة، وكل ردّ فعل يجب أن يُحضر أمام الله. حتى حياتك الروحية اليومية – صلواتك، وقربك من الله، وكيفية أكلك وشربك لكلمة الله، وشركتك مع إخوتك وأخواتك، وحياتك داخل الكنيسة، وخدمتك في الشراكة – يمكن إحضارها أمام الله ليمحّصها. هذه الممارسة هي التي ستساعدك على النمو في الحياة. إن عملية قبول تمحيص الله هي عملية تطهير. كلما قبلت تمحيص الله أكثر، تطهّرت أكثر، وزادت موافقتك لمشيئة الله، حتى لا تقع في الفسق، وحتى يعيش قلبك في حضرته. وكلما قبلت تمحيصه أكثر، ازداد خزي الشيطان وقدرتك على أن تنبذ الجسد. لذلك، فإن قبول تمحيص الله هو طريق للممارسة يجب أن يتبعه الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه). أدركت من خلال التأمّل في كلام الله أن أولئك الذين يقبلون تمحيص الله يتّقونه، وهم قادرين على تهدئة أنفسهم أمامه للبحث عن الحقيقة، و على تقييم أفكارهم بدقة، وعلى معرفة الشيء الصحيح الذي ينبغي عليهم فعله وكيفية نيل رضى الله. بقبول تمحيص الله، يمكننا أن نحيا أمام الله في جميع الأوقات، وعندها فقط يسهل تصحيح دوافعنا ونوايانا الماكرة والمخادعة. هذه هي الطريقة الوحيدة لنصبح أكثر بساطةً وصدقًا، ونضع الحق موضع التنفيذ بسهولة ونؤدي واجبنا على أكمل وجه. بعد فهم مشيئة الله، بدأت أمارس انفتاح قلبي لله، لم أعد أتظاهر أو أخفي حقيقتي، وصرت أقبل تمحيص الله في كل شيء. كنت أُحذّر نفسي عند إعداد ملخصات العمل بعد ذلك لأكون صادقًا وأقبل تمحيص الله، وأصف بدقة الأعمال التي لم أقم بأدائها بشكل جيد. عندما تسأل القائدة عن عملي سأقول الحقيقة بالتأكيد. وعندما يسألني الآخرون أسئلةً، سأكون صادقًا بقول ما أعرفه. فإن كنت أعرف، سأقول ما أعرفه، وإن لم أكن أعرف فسأقول لا أعرف. وضع هذا موضع التنفيذ، كان أكثر راحةً. لقد اختبرت أن قبول تمحيص الله هو طريق للدخول إلى واقع الحق والتخلّص من الفساد. لقد اختبرت كذلك أنه من غير التأديب والمواجهة، لم أكن لأفحص بجدية فساد ذاتي، وما كنت حقًا لأسعى إلى الحق كي أدخل في الواقع. خلافاً لذلك، وبغض النظر عن عدد سنوات إيماني، وعن عدد الواجبات التي أديتها أو عن حجم ما عانيته، لما أمكن أن تتغير شخصيتي الفاسدة على الإطلاق. ولما كنت قادرًا على أن أحظى بالخلاص، ولكان مصيري الحتمي أن يستبغدني الله. إن تعرضي للتأديب والمواجهة في تلك المرة أظهر لي أهمية أن أكون صادقًا، واكتسبت بعض الفهم لشخصيتي الشيطانية المراوغة والماكرة. لقد كانت هذه محبة الله وخلاصه لي!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.