الاكتشاف
نحن جميعًا في عائلتي نؤمن بالرب يسوع، وفي حين أنني كنت مؤمنة عادية في كنيستنا، كان والدي أحد زملاء الكنيسة. في فبراير 2004، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وقد بشّرت أختي الصغرى بإنجيل الملكوت بعد ذلك بفترة وجيزة. كنت أصلاً أخطط للشهادة على عمل الله في الأيام الأخيرة لأبي بعد تسليح نفسي ببعض كلام الله وحقائقه، لكن لدهشتي، عندما سمع أبي أنني قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، اهتاج بشدة، وحاول تعطيل إيماني وإعاقته.
في إحدى الأمسيات، جاء والدي إلى منزلي في حالة من الثورة الشديدة وقال لي بغضب: "لم أكن لأصدق أبداً أنك ستتجاهلين نصيحتي ونصيحة قائد كنيستنا وتبدئين في الإيمان بالبرق الشرقي! يحسن بك أن تسرعي وتذهبي إلى مسكن القائد وتتوبي، واسألي الرب أن يغفر لك خطاياك!" فأجبته: "يا أبي، قرأت الكثير من كلام الله القدير وأؤمن حقًا بأنه صوت الله. الله القدير هو الرب يسوع العائد، وأنا متأكدة من إيماني. لقد انتهى عصر النعمة بالفعل، والآن نحن في عصر الملكوت. لقد جاء الله للقيام بعمل جديد وليأخذنا إلى عشاء عرس الخروف. أليس يقول: "هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ" (رؤيا 14: 4) في الكتاب المقدس؟ من خلال إيماني بالله القدير، أتبع خطى الخروف... ". لكن مهما قلت، لم يكن أبي مهتمًا بسماع أي منه وظل يصر على اصطحابي لرؤية قائد كنيستنا، وانضم إليه زوجي أيضًا في الضغط عليّ. أخبرتني النظرة على وجه أبي بأنه كان مصممًا تمام التصميم على إعادتي إلى كنيستي القديمة. أدركت أن المشاعر كانت محتدمة وأنهم وضعوني تحت ضغط لا يصدق، ولم أملك سوى أن أشعر ببعض التوتر، لذلك صليت صلاة صامتة لله وطلبت منه الحماية والإرشاد. وهكذا، جعل أبي زوجي يقودنا جميعًا إلى مكان الاجتماعات بكنيستي القديمة دون السماح لي بأن أقول شيئًا آخر. عندما دخلت الغرفة ورأيت 60 أو 70 شخصًا ينتظرون هناك – بمن في ذلك أختي الصغرى التي أخذتها حماتها إلى هناك – أدركت أن هذا الاجتماع قد تم ترتيبه مسبقًا وأنهم كانوا سيتكاتفون علينا نحن الاثنتين. كان الجميع في الغرفة ينظرون إلىّ وإلى أختي بغرابة، وكان بعضهم يشيرون إلينا ويتهامسون مع بعضهم البعض. هرع القائد الكبير نحونا وبدأ على الفور يحثنا على التوقف عن الإيمان بالله القدير، ثم بدأ يدين عمل الله في الأيام الأخيرة ويجدف عليه دون ضوابط، بل قال مجموعة من الأكاذيب، مثل: "لا يمكن للأشخاص الذين ينضمون إلى البرق الشرقي المغادرة، وإذا هربوا، يتعرضون لقطع أنوفهم وفقء أعينهم..." من خلال النطق بهذه الأكاذيب وتخويف الرعية، أثار القائد غضب وضيق أبي وحماة أختي أكثر، فجعلانا نغمض أعيننا وطلبا من القائد أن يصلي لنا، وعلى الرغم من أنني شعرت بالاشمئزاز إزاء ما كانا يفعلانه، لم نقل أي شيء عندما كان القائد يصلي من أجلنا، إلا أن الأكاذيب التي قالها القائد قد تركت بالفعل أثرًا عميقًا في نفسي.
عند الوصول إلى المنزل، كان لا يزال بإمكاني سماع تلك الأكاذيب الرهيبة ترن في أذني وتعكر صفوي. لم أستطع التركيز حتى على كلام الله. فكرت في كيف كنت على اتصال بالفعل مع الأخت تشانغ من كنيسة الله القدير لبعض الوقت وكيف كانت دائماً مهذبة ومستقيمة في كل من حديثها وسلوكها، كما أبدت الأخت تشانغ الكثير من الحب في الطريقة التي كانت تقيم بها شركة معنا ولم تكن على الإطلاق مثلما وصفها قائد الكنيسة. ولكن أهم شيء هو أن كلام الله القدير كان هو الحق، وكان مليئًا بالسلطان والقوة. هذا الكلام لا يمكن لأي إنسان التعبير عنه، ولذا آمنت بأنه لا بد أن يكون أقوال الله. فلماذا كانت هناك الكثير من الشائعات المخيفة المحيطة بكنيسة الله القدير؟ وهكذا، ظللت أتقلب طوال الليل في الفراش، غير قادرة على النوم، حيث كانت أفكاري تتأرجح من الإيجابية إلى السلبية وتعود مرة أخرى، مرارًا وتكرارًا. في اليوم التالي شعرت بالنعاس وبالفتور – شعرت باضطراب يصعب التعبير عنه – ولم أشعر بالرغبة في عمل أي شيء. جاءت أختي الصغرى، وسرعان ما أصبح واضحًا أنها لم تكن قادرة على الوقوف أمام تكتل قائد الكنيسة وحماتها عليها، ولم تعد تجرؤ على الإيمان بالله القدير وكانت تحثني الآن على التخلي عن إيماني بالله القدير كذلك. قلت لها بقلق، "أختي، أعلم أنك قلقة، وأنا أيضًا مرتبكة ومستاءة للغاية، مثلك تمامًا، لكنني فكرت في هذه المشكلة كثيرًا، وصليت أيضًا إلى الرب طلبًا لإرشاده، وبغض النظر عما يقوله القائد والآخرون، هناك شيء واحد يمكن أن نكون واثقتين منه، وهو أن كلام الله القدير لم يكن من الممكن أن يتحدث به إنسان. أنا متأكدة من أن هذا الكلام هو صوت الله. لقد قرأت "الحمل فتح السفر" عدة مرات، وهذا الكتاب يكشف أسرار خطة تدبير الله الممتدة لستة آلاف عام. علمتني قراءة الكتاب أن هناك ثلاث مراحل لعمل الله لخلاص البشرية، وأن عمل الدينونة بالكلام في الأيام الأخيرة هو العمل الذي سيخلّص الإنسان خلاصًا نهائيًا. فقط عمل الدينونة هو الذي يمكِّننا من التخلص من قيود طبيعتنا الخاطئة ونوال التنقية حتى نٌرفع إلى ملكوت السموات. يتوافق محتوى الكتاب تمامًا مع نبوءات الرب في الكتاب المقدس ويحتوي على حقائق لا يمكن العثور عليها في الكتاب المقدس. الله وحده هو القادر على معرفة هذه الحقائق والأسرار. لهذا السبب أنا متأكدة تمامًا من أن كلام الله القدير هو صوت الله وأن الله القدير هو الرب يسوع العائد الذي انتظرناه بلهفة! أختاه، إيماننا ليس خطأ. مهما فعلت، لا تتخلى عن الطريق الحق بهذه السهولة!" بعد أن غادرت أختي الصغرى، شعرت بالحزن الشديد وفكرت: "من الواضح أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. هذا صحيح وحقيقي للغاية، فلماذا لا يدعنا قائد الكنيسة وعائلتنا نؤمن به؟" بينما كنت أفكر في ذلك، رن جرس الهاتف الخلوي لزوجي. كان أبي، وكان يريدني أن أذهب إلى منزله على الفور. كنت أعرف بلا شك أن والدي سيضايقني مرة أخرى، لذلك قلت إنني لا أريد الذهاب، لكن زوجي أمسك بي وجرني إلى السيارة. عندما وصلت إلى منزل أبي، رأيت أن أختي الصغرى وحماتها كانتا بالفعل هناك. تجهم وجه أبي عند رؤيتي، وقال: "في الليلة الماضية، صلي قائد الكنيسة من أجل التكفير عن ذنوبك أمام الرب يسوع. ولكن أيا منكما لم تعترف بعد بخطاياها وتتوب. لقد دعوتكما هنا اليوم حتى تتمكنا من قول صلاة توبة كاملة أمام الرب، ومن ثم لا تؤمنان بالله القدير أبدًا...". عند سماع كل هذا، شعرت بأنني لم أعد أتحمل. فكرت بيني وبين نفسي: "بقبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، أتبع خطى الحمل وأرحب بعودة الرب. أين الخطية في ذلك؟ لن أخبر الأكاذيب وأتحدث بالهراء عن عمد". عندما رأى أبي وأمي وحماة أختي أنني لن أصلي صلاة توبة، بدأوا في التكتل عليّ، وبدأوا في التشهير بالله القدير والتجديف عليه وتكرار تلك الأكاذيب البشعة من أجل إجباري على الاعتراف والتوبة. دفعني تطاير كل هذه الأكاذيب من حولي وتكتل عائلتي ضدي باستمرار للشعور بأن أنفاسي مبهورة، وبدأت أشعر بالدوار والضعف. فكرت بيني وبين نفسي: "إذا استمروا في الضغط عليّ كل يوم، فلن أتمكن من الاتصال بالإخوة والأخوات ولن أكون قادرة على قراءة كلام الله بشكل صحيح. لا أعتقد أنني سأتمكن من السير في هذا الطريق المحدد للإيمان بالله...". في تلك اللحظة، أمسك والداي وحماة أختي بي بقوة وأجبراني أنا وأختي على إغلاق أعيننا والتوبة. شعرت بالضيق الشديد عندما أدركت كيف كانا يتصرفان بعدوانية، ولم أستطع منع ترقرق الدموع في عينيّ، وبينما كنت أبكي، دعوت الرب قائلة: "أيها الرب يسوع، أعرف أنك عدت كالله القدير، لكن الآن ليس لدي الشجاعة لأؤمن بك. أتوسل إليك أن تغفر لي وأن تعفو عن خطاياي". عند بلوغي هذه النقطة في صلاتي، كنت أبكي كثيرًا لدرجة أنني لم أستطع الاستمرار، وهكذا انتهت صلاتي. بعد ذلك، شعرت فجأة بأن عزمي قد خار، واختفت كل شجاعتي، ولم أشعر بوجود الله على الإطلاق. شعرت بعدم ارتياح هائل، وقلت لأختي الصغرى: "قبل صلاة التوبة هذه، كنت أشعر بأنه ما زالت لدي بعض القوة، ولكن بعد هذه الصلاة، شعرت بالإنهاك التام، كما لو أن الروح القدس قد تركني. في الواقع، الإيمان بالله القدير هو أن نتبع الرب، ومن خلال صلاتنا صلاة التوبة هذه فقد خنّا الرب".
استمر الصراع في قلبي بعد وصولي إلى المنزل. كنت قد قرأت الكثير من كلام الله القدير وأدركت إنه أقوال الله، وكنت أعلم أن الله القدير هو الرب يسوع العائد وأن عدم قبوله يعني خيانة الله، وهو ما سيقودني ليس فقط إلى الفشل في تحقيق الخلاص، بل لإدانة الله لي أيضًا. لكن إذا أصررت على الإيمان بالله القدير، سيواصل قائد الكنيسة وأبي بالتأكيد مضايقتي ولن أعرف يوم سلام أبدًا مرة أخرى. شعرت حقًا أنني لم يكن لدي الشجاعة للمثابرة في إيماني. كان ذهني في حالة اضطراب، حيث كنت أواجه صعوبات في كل طريق ألجأ إليه ولم يكن لدي أدنى فكرة عما يجب فعله. كان رأسي مشوّشًا، وشعرت أنني على وشك الانهيار العصبي. أردت أن تأتي الأخت تشانغ حتى أتمكن من إعادة كتاب كلام الله إليها، وبذلك أتمكن من تخليص نفسي من هذه الحياة المؤلمة.
بعد بضعة أيام، جاءت الأخت تشانغ إلى المتجر لتقديم الدعم لي. كنت متوترة للغاية، حيث كنت قلقة من أن يراها زوجي ويخبر أبي. وهكذا، أخبرتها وأنا مبهورة الأنفاس بكل ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، ثم أخرجت على عجل كتاب كلام الله الذي كنت أخفيه تحت بعض صناديق البضائع وأعطيتها إياه، وقلت لها: "يا أختاه، إن أبواي وزوجي يضايقونني، وقادة كنيستي القديمة والإخوة والأخوات يعيقونني كثيراً لدرجة أنني أشعر بقلق ينهكني. لم أعد أتحمل، لذا خذي هذا الكتاب معك". نظرت إليّ الأخت تشانغ وقالت بصدق شديد: "أيتها الأخت، لقد قبلنا عمل الله الجديد في الأيام الأخيرة، ولذا فإن هذا الإزعاج وهذه الضغوط من الزعماء الدينيين والأسرة هي في الواقع معركة تدور في عالم الروح! قال الرب يسوع: "لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلَامًا عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلَامًا بَلْ سَيْفًا" (متى 34:10). و"وَأَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ" (متى 10: 36). من كلام الرب يمكننا أن نرى أن مجيء الله إلى الأرض للقيام بعمل الخلاص سيؤدي حتمًا إلى معركة في عالم الروح، ذلك لأن الناس الذين يؤمنون حقًا بالله ويحبون الحق سيتبعون الله عندما يسمعون أقواله، وسيثير هذا حتمًا عداوة جميع أولئك الذين سئموا من الحق، والذين يكرهون الحق، ويقاومون الله. ونتيجة لذلك، سينكشف الجانبين: الإيجابي، الذي ينتمي إلى الله، والسلبي، الذي ينتمي إلى الشيطان، وسيُفصل كل منهما وفقًا لنوعه. هذه هي قدرة الله وحكمته! عندما بدأ الرب يسوع عمله لأول مرة، آمن الكثير من اليهود العاديين الذين سمعوا كلام الرب يسوع وشهدوا قوته العظيمة بأن الرب يسوع هو المسيا الذي كان قد سبق التنبؤ به، وبالتالي تبعوه، لكن بدأ جميع رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين اليهود، الذين رأوا القوم العاديين يتخلون عنهم ويتبعون الرب يسوع، في اختلاق الكثير من الشائعات ونشرها لخداع عامة الناس، إذ قالوا إن الرب يسوع اعتمد على بعلزبول ملك الشياطين لإخراج الشياطين، وأنه كان نهمًا ومحبًا لشرب الخمر. وعند قيامة الرب يسوع، قاموا برشوة الجنود الرومان بالفضة لاختلاق الشائعة القائلة بأن جسد الرب يسوع قد سرقه تلاميذه ونشروها. كانت هذه بعض الطرق التي حاولوا بها منع الناس من قبول خلاص الرب يسوع. وماذا حدث في النهاية لجميع اليهود الذين آمنوا بما قاله قادتهم الدينيون ولم يجرؤوا على اتباع الرب يسوع؟ لم يفقدوا خلاص الرب فحسب، بل عاقبهم الله وأدانهم أيضًا: فقد خضعت إسرائيل لما يقرب من 2000 عام من الاستعباد، وذهب اليهود إلى المنفى في جميع أنحاء العالم، حيث تعرض الكثير منهم للاضطهاد والقتل. كانت هذه هي النتيجة الرهيبة لصلبهم الرب والإساءة إلى شخص الله إساءة كبيرة. اليوم، تجسّد الله مرة أخرى للقيام بعمله، والتاريخ يعيد نفسه الآن. اليوم يشبه الزعماء الدينيون الفريسيين القدامى: فهم يرون بوضوح حقيقة أن الله يأتي لأداء عمله، والتعبير عن الحقائق وخلاص الناس، ولكنهم ينكرون عمل الله في الأيام الأخيرة ويدينونه لأنهم لا يحبون الحق، ويلفقون الشائعات لمقاومة الله وإدانته ويستخدمون هذه الشائعات لخداع الناس والسيطرة عليهم، من أجل حماية مناصبهم والحفاظ على سبل عيشهم، بل إنهم يستخدمون بعض الأشخاص غير المدركين ويحرضونهم للضغط على المؤمنين الذين قبلوا الطريق الحق، ويحاولون بشكل محموم تعطيل الناس ومنعهم من اللجوء إلى الله القدير، وبالتالي يدمرون فرصة الناس الأخيرة في الخلاص. أيتها الأخت، يجب أن نكون قادرين على أن نرى بوضوح أن هذه معركة روحية ونرى حقيقة مخططات الشيطان الماكرة". بعد الاستماع إلى شركة الأخت تشانغ، اتضحت كل الأمور فجأة: منذ العصور القديمة، كان الطريق الحق يتعرض دائمًا للاضطهاد وكنت حقًا في معركة روحية مستمرة! كان قادة كنيستي القديمة يلفقون الشائعات ويدينون عمل الله في الأيام الأخيرة، وكانوا يضطهدونني ويضايقونني مراراً وتكراراً لمنعي من الإيمان بالله القدير، كل ذلك لأنهم كانوا يكرهون الحق وكانوا أعداء الله. ساعدتني شركة الأخت على فهم سبب حدوث هذه الأمور لي، لكنني كنت ما زلت أشعر بالضعف الشديد والخوف الشديد من الاحتفاظ بكتاب كلام الله. كنت أعرف أن أبي والآخرين سيأتون إلى منزلي ويثيرون ضجة إذا احتفظت به وسيجعلون الحياة الأسرية صعبة بالنسبة لي، لذلك كنت مترددة في الاحتفاظ بالكتاب. عندما رأت الأخت تشانغ أنني بين شقّي الرحى، أعطتني رقم هاتف وقالت: "أختاه، ما رأيك، سوف آخذ كتاب كلام الله معي إلى المنزل وأبقيه في أمان لك. كلما شعرت بالرغبة في قراءته، فقط اتصلي بي وسأحضره لك". وافقت وأوصلت الأخت تشانغ إلى الباب. في تلك اللحظة تحديدًا جاء زوجي راكضًا وصرخ وهو يشير إلى الأخت تشانغ قائلًا: "خذي هذا الكتاب وارحلي فورًا، ولا تعودي مرة أخرى، وإلا سأريك!" وبينما وقفت أراقب الأخت تشانغ وهي تسير مبتعدة، شعرت بغضب وانزعاج يصعب وصفهما.
في البداية، اعتقدت أن إعادة كتاب كلام الله إلى الأخت تشانغ مرة أخرى يعني أن والدي سيتوقف عن مضايقتي وأن الحياة الهادئة التي كنت أعيشها ستعود، ولكن في واقع الأمر، تحولت الأمور إلى عكس ذلك تمامًا، إذ ليس فقط أنني لم أشعر بعدم وجود سلام في قلبي، بل شعرت بالفعل بفراغ فيه لا يمكن تفسيره. كنت فاترة في كل ما أفعله، وكان كلام الله القدير وترانيم كلام الله تتبادر إلى ذهني في جميع أوقات الليل والنهار. عرفت أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، وأن الكلام الذي عبر عنه الله القدير هو الحق؛ ومع ذلك ظلت تتبادر إلى ذهني الأشياء التي قالها لي قائد الكنيسة، ومشاهد والدي والآخرين وهم يضايقونني ويهاجمونني. كنت أعاني بشدة، وشعرت كما لو أنني سقطت في هاوية عميقة لا أستطيع الخروج منها. لم أستطع تناول الطعام أو النوم بشكل صحيح، وشعرت بالتوتر الشديد، كما لو أن رأسي على وشك الانفجار. في خضم كل هذا الألم، ركعتُ إلى الله وتضرعت إليه قائلة: "يا إلهي، الإله الواحد الحق الذي خلق السماوات والأرض وكل الكائنات الحية! أشعر بألم شديد وأشعر بالضياع في الوقت الحالي. أعلم أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، لكن قامتي الروحية صغيرة جدًا، وكلما فكرت في المضايقات والهجمات التي يكيلها لي أبي، أشعر بالخوف من أن أتبعك. يا إلهي، أنا عالقة عند مفترق طرق، غير قادرة على اتخاذ قرار. لا أدري ماذا أفعل، لذا أرجوك أرشدني وقدني...". أثناء الصلاة، ومن دون أن أدرك ذلك، بدأت فجأة أفكر في الكلام التالي لله القدير: "يجب ألا تخاف من هذا وذاك، ومهما كانت المصاعب والأخطار التي تواجهها، فلا بد أن تظل ثابتًا أمامي، ولا تدع شيئًا يعرقلك حتى يمكن لمشيئتي أن تنفذ ... لا تخف؛ فَمَنْ ذا الذي يستطيع أن يسد الطريق إذا كان دعمي موجودًا؟ تذكَّر هذا! تذكر!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). منحني كلام الله دفعة قوة كانت كافية لجعل قلبي الخجول قويًا، وفكرت: "نعم! مع دعم الله لي، ماذا يمكن أن أخشى على وجه الأرض؟ لا ينبغي أن يقيدني أي شخص أو حدث أو شيء بما أنني قررت بالفعل أن هذا هو الطريق الحق، ولا بد لي من اختراق قوى الظلام وأن أتبع الله بعزم ثابت. كمؤمنة بالله، إذا لم أتمكن حتى من الاعتراف بإيماني عندما أواجه قوى معادية للشيطان، فأي مؤمنة أكون؟ ألن أستسلم للشيطان وأخون الله بهذا؟" تذكرت بعد ذلك كيف أخبرتني الأخت تشانغ أثناء شركتها أن المضايقات التي تعرضت لها من عائلتي وقائد الكنيسة كانت جزءًا من معركة روحية، وأنه إذا اخترت الوقوف معهم، فسوف أقع تمامًا في الفخ الماكر للشيطان، مما يعني أنني سأفقد تمامًا أي فرصة لنوال الخلاص ودخول ملكوت السموات. وبعدها فكرت في المعاناة الروحية التي مررت بها منذ أن استردت الأخت تشانغ كتاب كلام الله، وشعرت أنه لا يمكنني ألا أمتلك الله في حياتي وأن التخلي عن الله كان أكثر إيلامًا من تخلي عائلتي وكنيستي السابقة عني، لذا حملت الهاتف واتصلت بالأخت تشانغ، ورتبت مكانًا لمقابلتها حتى أتمكن من استعادة كتاب كلام الله.
بعد ذلك، كلما تغيب زوجي عن المنزل، كنت أغتنم هذه الفرصة لقراءة كلام الله والترنيم بشغف، وكلما قرأت الكلام زاد استمتاعي به وكلما رنمت أكثر ازداد شعوري بالاسترخاء والراحة. عاد لي إيماني الأصلي، وتبدد كل ألمي ومشاكلي كضباب الصباح. شعرت من داخلي أن كلام الله يمكن أن يغذي حياتي، وأنه يمكنني الاستغناء عن أي شيء ما عدا الله. بعد ثلاثة أشهر، أخذتني الأخت تشانغ إلى كنيسة الله القدير لحضور الاجتماعات.
علم زوجي بشكل غير متوقع بحضوري الاجتماعات في كنيسة الله القدير وأخبر أبي، وذات مساء، كنت في الطابق العلوي عندما سمعت فجأة ضجة كبيرة في الفناء. فتحت الستائر وأخذ العرق البارد يتصبب مني عندما رأيت أبي وأربعة أو خمسة من زملائه في الكنيسة يسارعون بالدخول وكأنهم يتحفزون للمشاكل. بدأ قلبي يخفق، وسرعان ما ركعت ودعوت إلى الله قائلة: "يا الله القدير، لقد أحضر أبي رجال الكنيسة هؤلاء لمضايقتي مرة أخرى وأنا حقًا خائفة. يا الله، أنت تعرف أن قامتي الروحية صغيرة، لذا أرجوك امنحني الإيمان والشجاعة...". وفجأة خطر لي كلام الله هذا: "ينبغي أن تكون شجاعتي في داخلكم، وينبغي أن تكون لديكم مبادئ عندما تواجهون أقرباء غير مؤمنين. لكن لأجلي، يجب ألا ترضخوا لأيٍّ من قوى الظلمة. اعتمدوا على دينونتي في سلوك المسلك القويم، ولا تسمحوا لمؤامرات الشيطان بالسيطرة. ابذل كل جهودك في أن تضع قلبك أمامي وسوف أريحك وأمنحك سلامًا وسعادة في قلبك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). أعطاني كلام الله إيمانًا وقوة، ولم أعد أشعر بالخجل والخوف. وفكرت: "مهما ضايقوني، فلن أسقط في فخ الشيطان مرة أخرى ولن يخدعوني. لقد خلقني الله. إن الإيمان بالله واتباع الله هما قانونان ثابتان لكل من السماء والأرض، وليس لأحد الحق في التدخل، ولا حتى أقرب الناس لي". ونتيجة لذلك، تمكنت من النزول إلى الطابق السفلي وتحية والدي وزملائه في الكنيسة بطريقة هادئة. وبمجرد رؤيتهم لي، بدأوا جميعًا يتحدثون مرة واحدة. وكانت هناك زميلة من بينهم كانت تعلو وجهها نظرة "قلق مُحبة" وهي تقول لي: "فانغ فانغ، أنت سيدة ذكية، فكيف لا يمكنك أن تفهمي مشاعرنا؟ كلنا لا نريد سوى مصلحتك. لا تكوني عنيدة جدًا. تعالي أمام الرب وتوبي، حسناً؟" فأجبتها بهدوء شديد: "يا أختاه، لم يستمع أحدكم إلى عظات البرق الشرقي، ولم تقرؤوا كلام الله القدير. أحثكم جميعًا على التحري عنه بشكل صحيح وألا تدينوا الله القدير وتقاومونه بشكل أعمى. كل ما عليكم فعله هو قراءة كلام الله القدير ومن ثم ستعرفون ما إذا كان الله القدير هو الرب العائد أم لا". فأجابتني قائلة: "لا نجرؤ على قراءة هذا الكتاب لأن المحتوى يملك قدرة كبيرة على جذب الناس إليه، ومن السهل جدًا أن يستحوذ علينا". فأجبتها قائلة: "السبب تحديدًا هو أن ما يعبّر عنه الله القدير هو كل الحقائق ولأن كلامه هو صوت الله الذي لديه القدرة على إخضاع الناس. كلام الله فقط هو الذي يملك هذا النوع من السلطان والقوة. السبب في استحواذ كلام الله على الناس عندما يقرؤونه هو أنهم يستطيعون فهم الحقائق وكسب زاد الحياة من قراءته. من ذا الذي يمكن أن يترك بئر ماء الحياة الحي بعد العثور عليه؟ لم يكن لديهم أي رد على ذلك، لكنهم قالوا فقط الكثير من الأشياء التي جدّفت على الله القدير وحاولوا أن يخيفوني بالقول بأنني سأدان في الجحيم إذا لم أتب، فقلت بنبرة حادة: "افتريتم على كنيسة الله القدير بقولكم: 'من ينضمون إلى البرق الشرقي لا يستطيعون الفرار قط، وإذا فروا، يقطعون أنوفهم ويفقأون عيونهم.'" لا يوجد دليل فعلي على مثل هذا الادعاء. إنها كلها شائعات وافتراء خبيث! جدوا لي شخصًا واحدًا قد قُطع أنفه أو فُقئت عيناه. إذا لم تتمكنوا من تقديم أدلة واقعية، فأنتم مجموعة من الكذابين الذين يخرجون لخداع الناس. لقد انتشر إنجيل مملكة الله القدير بالفعل على نطاق واسع في جميع أنحاء الصين، وقد سمع الجميع عنه الآن. يوجد الآن على الأقل بضعة ملايين من المسيحيين في كنيسة الله القدير. بالطبع، عندما يتم التبشير بالإنجيل، يوجد دائمًا بعض الأشخاص الذين يكرهون الحق ولا يقبلونه. ولكن هل سبق لكم أن رأيتم أي شخص قد قُطع أنفه أو فُقئت عينيه؟ لو كان هناك واحدًا، لكانت وسائل الإعلام قد تحدثت عنه على الفور ولثارت ضجة وطنية. لقد تعرضت أنا وأختي لمضايقتكم عن قصد حتى تخلينا عن إيماننا. لكن يبدو أننا بخير، أليس كذلك؟ أنتم تقولون الأكاذيب من أجل خداع الناس. من خلال الإيمان بالله القدير، أتبع خطوات الله وأختار الطريق الحق. لم أفعل أي شيء خاطئ، لذلك ليس لدي أي شيء لأتوب عنه. لن يتزعزع إيماني بالله القدير أبدًا، لذا إذا كنتم لا تريدون أن تؤمنوا، فلا بأس، ولكن لا تحاولوا على الأقل منعي من الإيمان. بالنسبة إلى ما ستكون عليه نهايتي، فليس لأي إنسان القول الفصل، لأن مصير كل شخص في يد الله. سيكون للناس غاية نهائية جيدة فقط من خلال مواكبة عمل الله وقبول عمل الله في الأيام الأخيرة، لذلك لا تأتوا لمضايقتي مرة أخرى". لم يكد الكلام يخرج من فمي حتى وقف أبي بسرعة وبشكل مفاجئ، وبنبرة صوت عدوانية نطق بهذا التهديد: "إذا واصلت الإيمان بالله القدير، فلن تكوني ابنتي! "
عند سماع تهديد أبي بإنهاء علاقتنا، شعرت بالانزعاج الشديد، وفكرت: "إن الحقائق التي عبر عنها الله القدير هي بالفعل ما يقوله الروح للكنائس. فلماذا لا تستمع إليها، بل تستمع إلى الشائعات والأكاذيب التي ينشرها قادة الكنيسة؟ كيف يمكن أن تكون مثلهم في كرهك لي بسبب إيماني بالله القدير، لدرجة أن تكون على استعداد لإنهاء علاقتنا؟ كلما فكرت في الأمر حزنت أكثر، ولكن فجأة فكرت في فقرة من كلام الله: "خلق الله هذا العالم وجاء فيه بالإنسان، كائناً حيًّا منحه الحياة. وبعدها أصبح للإنسان آباء وأقارب ولم يعد وحيدًا. ومنذ أن وضع الإنسان لأول مرة عينيه على هذا العالم المادي، أصبح مقدرًا له الوجود ضمن ترتيب الله. إنها نسمة الحياة من الله التي تدعم كل كائن حي طوال نموه حتى مرحلة البلوغ. وخلال هذه العملية، لا أحد يشعر أن الإنسان يعيش وينمو في ظل رعاية الله. بل على العكس يرون أن الإنسان ينمو في ظل حُب والديه ورعايتهم، وأن نموه تدينونه غريزة الحياة. وذلك لأن الإنسان لا يعرف مَنْ الذي منحه الحياة أو من أين جاءت، فضلاً عن عدم معرفته بكيف تخلق غريزة الحياة المعجزات" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله مصدر حياة الإنسان). مكنني كلام الله من فهم أنه على الرغم من أن جسدي المادي جاء من أبي وأمي، فإن مصدر حياتي هو الله. فكرت قائلة: "بدون هبة الحياة من الله، سيكون جسدي مجرد قطعة من اللحم المتعفن، وحقيقة أنني على قيد الحياة اليوم ترجع إلى رعاية الله وحمايته، وإلا لكان الشيطان قد ابتلعني منذ زمن طويل. الله هو مصدر حياتي، وليس والديّ، ويمكنني قطع أي علاقة باستثناء العلاقة مع الله. ليس فقط أن والداي لا يهتمان بالسعي لعودة الرب أو التحقيق فيها فحسب، بل يؤازران قادة الكنيسة قلبًا وقالبًا في التشهير بعمل الله والتجديف عليه ومحاولة إجباري على خيانة الله. هذا يثبت أن جوهرهم يقاوم الله ويعاديه، لكنني لن أدعهما يلوثانني بحيث أقاوم الله. سأقف إلى جانب الله، وحتى إذا تبرأ والداي مني، فسأظل أتبع الله حتى النهاية، ولن اتزعزع وسأشهد لله". لذلك قلت لأبي: "أبي، عندما يتعلق الأمر بالإيمان بالله، فأنا أطيع الله، وليس الناس، ولا تؤثر فيّ المشاعر كذلك. إذا كان ما قلته يتماشى مع الحق ومع مشيئة الله لاستمعت إليك. لكن إذا قلت لي أن أخون الله، فلن أفعل ما تقوله أبداً!" عندما رأوا كيف كان موقفي لا يتزعزع، هزوا جميعهم رؤوسهم، ووقفوا، وغادروا والحزن باد على وجوههم. في تلك اللحظة، شعرت أنني فزت ولم أملك سوى أن أسبح الله وأشكره في قلبي: "يا الله القدير، أنت كليّ القدرة تمامًا. كلامك هو الذي منحني الإيمان والشجاعة، وجلب هذه الهزيمة الشاملة والمذلة للشيطان".
على الرغم من أن أفراد المجتمع الديني لم يأتوا لإزعاجي مرة أخرى، استمر قائد الكنيسة في تحريض أبي وأمي على مضايقتي، إذ كانا يأتيان كل بضعة أيام إلى منزلي لحثي على تغيير رأيي، ويصران دائمًا على أن أذهب إلى منزل القائد للتوبة. في أحد الأيام، جاء أهلّي وحاول أبي استخدام مقاطع عشوائية من الإنجيل لخداعي بينما وقفت والدتي بأحد الجوانب وناشدتني باكية أن أذهب إلى منزل القائد للتوبة. لقد أحزنني حقًا أن أرى أمي متضايقة بهذا القدر، وفكرت كيف كانت قد فقدت والدتها وهي في الثالثة من عمرها ثم تعرضت لسوء معاملة زوجة أبيها. لقد عانت كثيرا في حياتها وبدأت الآن تكبر في السن، ولم أكن ابنة بارة للغاية، خاصة في الطريقة التي كنت أجعلها من خلالها تشعر بالقلق الآن. ثم نظرت إلى وجه أبي المسن وشعره الأشيب، الأمر الذي جعلني أشعر أكثر بالحزن، وسرعان ما انهمرت دموعي. وعندما بدأت أضعف، فكرت في فقرة من كلام الله تقول: "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراع" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). ساعدني كلام الله على أن أفهم أنه ظاهريًا يبدو كما لو أن والداي كانا يضايقانني، لكن في عالم الروح كان الشيطان يتراهن مع الله. كان الأمر يشبه الوقت الذي كان أيوب يخضع فيه لتجارب الله، فقالت له زوجته التي لعبت دور أحد عبيد الشيطان: "أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ ٱللهَ وَمُتْ" (أيوب 2: 9). ولكن لأن أيوب كان يخاف الله ويحيد عن الشر، وبخ زوجته، واصفًا إياها بأنها امرأة جاهلة وعنيدة؛ ولم يخطئ بكلامه، بل وقف شاهدًا لله أمام الشيطان، وفي نظر يهوه الله كان رجلًا كاملًا. أتعرض الآن لمضايقات من قبل أبي وأمي، اللذين كانا يؤمنان بكل الأكاذيب الصريحة التي يقولها القادة، وكان هذا أحد إغواءات الشيطان أيضًا. كان الشيطان يعلم أنني أهتم كثيرًا بأبي وأمي واستغل الفرصة لمحاولة الوصول إليّ. لقد كان الشيطان يأمل عبثًا في استخدام تعاطفي مع والديّ ليجعلني أنكر الله وأخونه، وهو ما يوضح مدى شر الشيطان وخبثه، لكنني لن أسعد الشيطان برؤية مخططاته تؤتي ثمارها. لم أكن لأخذل الله وأحزنه، لذا فقد عقدت العزم على الوقوف إلى جانب الله. بعد ذلك، مهما قال والداي، وكيفما حثاني، لم يتأثر قلبي على الإطلاق. غادر والداي عندما رأيا أنني غير متأثرة البتة، وكانا في غاية الحزن.
في وقت لاحق، جعل قائد الكنيسة أبي يقف أمام جميع أعضاء كنيستهم ويعلن أنني قد طُردت من الكنيسة، كما جعل القائد والداي يبتعدان عني، وبدأ زوجي يضطهدني بضراوة نتيجة للمضايقات التي تعرضت لها من قائد الكنيسة ووالدي، إذ أنه في كل مرة أعود فيها إلى المنزل من أداء واجباتي تجاه الكنيسة، كان إما يضربني أو يسبني، وأحيانًا كان يمنعني من دخول منزلنا. كان يتلف دراجتي الكهربائية أو دراجتي العادية، وفي إحدى المرات أخذني إلى مركز الشرطة. عذبني لدرجة أنني شعرت بالإرهاق الجسدي وبدوت منهكة للغاية، حتى بدأ جيراننا في القرية يسخرون مني ويفترون عليّ. في مواجهة هذا الموقف، ضعفت روحي وبدأت أشعر أن الإيمان بالله كان صعبًا للغاية. لم أكن أعرف كيفية المضي قدمًا، ولذا كثيرًا ما كنت أركع أمام الله وأصلي وأبكي، متوسلة إلى الله أن يعطيني الإيمان والقوة. ثم قرأت ذات مرة كلام الله الذي يقول: "أولئك الذين يشير إليهم الله على أنهم غالبون هم الذين لا يزالون قادرين على التمسك بالشهادة والحفاظ على ثقتهم وتقواهم لله حتى في ظل تأثير الشيطان وحصاره، أي عندما يكونون داخل قوى الظلمة. إن كنت لا تزال قادرًا على الحفاظ على قلب طاهر وعلى محبتك الحقيقية لله مهما حدث، وتمسكك بالشهادة أمام الله، فهذا ما يشير الله إليه بكونك غالبًا. إن كان سعيك ممتازًا عندما يباركك الله، ولكنك ترجع بلا بركاته، فهل هذه طهارة؟ إن كنت متأكدًا أن هذا الطريق صحيح، عليك أن تتبعه حتى النهاية؛ ويجب أن تحافظ على تقواك لله. إذ أنك قد رأيت الله نفسه جاء إلى الأرض ليكملك، وينبغي عليك أن تهبه قلبك بالكامل. لا يهم ماذا يفعل، حتى لو حدد نتيجة غير مرضية بالنسبة لك في النهاية، يمكنك أن تستمر في اتباعه. هذا هو الحفاظ على طهارتك أمام الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب عليك أن تحافظ على إخلاصك لله). من خلال كلام الله فهمت أنه خلال الأيام الأخيرة، سيحوّل الله مجموعة من الناس إلى غالبين. سيسمح الله للشيطان أن يغوي الناس، وسواء كان ذلك اضطهادًا من حكومة الحزب الشيوعي الصيني، أو مضايقة من المجتمع الديني، أو التخلي من قبل الأقارب، أو السخرية والشتائم من عامة الناس، فيجب علينا نحن المؤمنين الخضوع لهذه التجارب عمليًا، لأن وحدهم المؤمنون الذين يستطيعون طاعة الله، والبقاء مخلصين لله والشهادة لله في أي موقف هم الذين سيصبحون الغالبين الذين صنعهم الله. لقد رتب الله هذه المواقف الصعبة ليكمّلني، وليرى ما إذا كنت أؤمن به حقًا، وأطيعه حقًا، ومخلصة له حقًا. بعد فهم مشيئة الله، وقفت أمامه وتعهدت بهذا: مهما واجهت من صعوبات أو ظلم، سأتبع الله دائمًا بعزم، وسأقوم دائمًا بواجباتي كواحدة من مخلوقات الله من أجل إرضاء الله، وسأقدم شهادة منتصرة لله أمام الشيطان. بعد ذلك، على الرغم من استمرار زوجي في مضايقتي وإزعاجي بضراوة، ظللت أصلي إلى الله باستمرار، وأتطلع إلى الله، وسلحت نفسي بكلام الله كل يوم، ولم أعد أشعر بأي معاناة في قلبي. فتح الله لي أيضًا طريقُا أمامي، فقد عاقب الله زوجي في عدة مناسبات لاضطهاده المحموم لي، وبعد ذلك لم يجرؤ على ضربي أو العبث بالدراجة مرة أخرى. من خلال هذه التجارب، رأيت قدرة الله وسيادته وأعماله الرائعة. لقد رأيت أنه لا توجد أي قوة ظلامية يمكن أن تفوق سلطان الله وقوته، وشهدت شخصيًا حقيقة أننا طالما نعتمد على الله بإخلاص ونواجه كل ما يصيبنا من خلال الاعتماد على كلام الله، فإن الله سيفتح الطريق أمامنا، وسيقودنا للتغلب على تأثير الشيطان الظلامي. بعد أن عانيت من كل هذا الاضطهاد والمعاناة، على الرغم من أن جسدي قد عانى قليلاً، كنت ما زلت أشعر بأنني ربحت الكثير. لقد انتقل إيماني بالله من قوة إلى قوة، وكانت هذه نعمة الله عليً. شكرًا لك يا الله القدير!
بعد مرور عام، ذهبت مع الأخت تشانغ إلى مكان عمل أختي الصغرى وشهدنا لها مرة أخرى بعمل الله في الأيام الأخيرة. قبلته أختي، وعندما رأيتها تأخذ كتاب كلام الله، أصبحت أقدّر مدى صعوبة خلاص الله لشخص ما تقديرًا عميقًا. إن رغبة الله في خلاص الإنسان حقيقية للغاية! لم أستطع إيقاف دموع الامتنان من الانهمار، وامتلأ قلبي بالشكر والحمد لله! في عام 2006، تعاونت أنا وشقيقتي الصغرى ووعظنا شقيقتنا الأخرى بإنجيل الملكوت، وبعد ذلك تمكنا من جلب بعض أقاربنا الآخرين إلى الله القدير أيضًا. لقد مكنني ذلك من رؤية أنه بغض النظر عن كيفية مشاركة الزعماء الدينيين المحمومة في اختلاق الأكاذيب وإزعاج المؤمنين الحقيقيين ومضايقتهم، فإن إنجيل ملكوت الله سينتشر، ولن يستطيع أحد إيقافه. سوف تسمع خراف الله بالتأكيد صوته ويعودون أمام عرشه. كما يقول الله القدير: "يتسع الملكوت في وسط البشرية، ويتشكَّل في وسطها، ويقوم في وسطها؛ لا توجد قوة تستطيع أن تدمر ملكوتي" ("الفصل التاسع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.