كلام الله يقود الطريق

2019 أكتوبر 10

تقول كلمات الله: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون" ("لا يمكن إحداث تغيرات في الشخصية إلا من خلال ممارسة كلمات الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). في الماضي، لأنني كنتُ أسيء فهم نوايا الله في كشف الناس، فكلما ارتكبت أية أخطاء في أداء واجبي، أو واجهت أي صعوبة، أو واجهت الفشل، أو عانيت من انقلاب الأوضاع، كنت أغرق في حالة من السلبية وسوء الفهم: التباطؤ السلبي في عملي، وعدم السعي لمشيئة الله، وعدم التأمل الداخلي لمعرفة نفسي. تسبب هذا لي في فقد العديد من الفرص لنوال الحق. بفضل البيئة التي رتّبها الله، وكذلك استنارة وإرشاد كلماته، اكتشفت فيما بعد الانحرافات في خبرتي الخاصة، وأدركت أن الله لا يكشف الناس لاستبعادهم، ولكن للسماح لحياتنا بالنمو. بعد فهم مشيئة الله، لم أعد سلبية أو أسيء فهم الله، ووجدت سبيلًا لممارسة الحق والوصول إليه.

واجبي في الكنيسة هو تنظيم المستندات، وقد حققت بعض النتائج في أدائه، لبعض الوقت، بفضل إرشاد الله. وبعد مراجعة مواد الإنجيل وتبويبها لإخوتي وأخواتي لفحصها، لم يكتشفوا أي مشكلات، ولكن عندما يتعلق الأمر بمواد الإنجيل التي جمعوها بأنفسهم، لم أتمكن فقط من العثور على بعض المشكلات، لكنني كنت أيضًا قادرة على مراجعتها وإصلاحها لهم. لم يكن إخوتي وأخواتي في وضع جيد، لكنني تمكنت من استخدام خبرتي الخاصة للتحمل والتواصل معهم بناءً على كلام الله، مما مكّنهم من الخروج من وضعهم الخاطئ. بمجرد حدوث هذا لي، شعرت بالغبطة. شعرت كما لو أنني قمت بعمل جيد جدًا في أداء واجبي، وقد حققت بالفعل بعض التقدم. ولكن لدهشتي الكبيرة، ظهرت مشكلات بشكل متكرر في المواد الإنجيلية التي جمعتها خلال اليومين الماضيين. في أحد الأيام قالت لي أخت: "إن الجُمَل التي تكتبينها في المواد الإنجيلية الخاصة بك كانت دائمًا أكثر تنقيحًا. كيف يمكن أن يكون هناك الكثير من الأخطاء في هذا المستند"؟ باعتبار أنني كنت دائمًا بارعةً في تنقيح الجُمَل، مررتُ بوقتٍ عصيب لأتقبل ذلك. فكرتُ في نفسي: "لقد عملت بجد على تنقيح هذه المادة الإنجيلية، فكيف لا يزال هناك أي مشكلات في جملها"؟ عندما رأيت التصحيحات التي أجرتها هذه الأخت في المستند، شعرت بالتعاسة التامة. لكنني لم أطلب مشيئة الله؛ بل ألقيت نظرة سريعة أخرى على هذه المادة الإنجيلية فحسب وانتهيت منها. وفي اليوم التالي، أثناء مراجعة قطعة أخرى من المواد الإنجيلية التي نقحتها، قالت الأخت نفسها بشكل غير متوقع إن الخط الفكري في مراجعتي لم يكن واضحًا، وأنني أخفقت في إثبات حجتي الكلّيّة. حتى إنها قالت إن الشخص المسؤول رأى هذه المواد أيضًا، وشاركها الرأي. تسارعت دقّات قلبي بشكل ملحوظ لسماع هذا، وفكرت في نفسي: "كيف حدث هذا؟ كيف يمكن أن أكون قد أخفقت في وضع خط فكري واضح في جملي، أو فشلت في إيصال معنى المحتوى بشكل عام؟ الآن، لا تعتقد هذه الأخت وحدها أن عملي لا يرقى إلى المستوى المطلوب، ولكن الشخص المسؤول يشعر بالشيء نفسه. ألا يدل ذلك على وجود عيب كبير في ترتيب الأفكار خلال المستند بأكمله؟ والآن بعد أن عجزت عن رؤية مثل هذه المشكلات الصارخة، هل فقدت عمل الروح القدس؟ هل هناك مشكلة في قدراتي كشخص؟ هل أنا غير لائقة لتتميم هذا الواجب؟ ..."كلما أمعنت في التفكير بالأمر، شعرت بمزيد من الضعف. لقد أسأت فهم الله تمامًا، وشعرت أن الله لم يعد يعمل بي، وأنه تركني. في وقت الغداء، شاهدت أخواتي يتحدثن ويضحكن سويًا، لكنني لم أستطع أن أجعل نفسي أفرح.

حينها فقط، تذكرتُ واحدة من أقوال الله: "عندما لا يفهم الناس الحق أو لا يمارسونه، غالبًا ما يعيشون بشخصية الشيطان الفاسدة. فيتواجدون بين فخاخ شيطانية متنوعة، ويخرّبون أدمغتهم لأجل مستقبلهم وسمعتهم ومكانتهم ومصالح شخصية أخرى. لكن إن طبّقت هذا التوجُّه على واجبك للسعي إلى الحق ومتابعته، فستربح الحق" ("كيف تحلّ مشكلة الإهمال واللامبالاة عند أدائك لواجبك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد هزتني كلمات الله وأيقظتني؛ فهدأت وبدأت في التفكير في الأمور. نشأت مشكلة تلو الأخرى في المستندات التي كنت أراجعها خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن حتى عندما واجهت مثل هذا الإعلان، لم أطلب مشيئة الله على الإطلاق. كما أنني لم أحاول أن أفهم ما أدى إلى ظهور هذه المشكلات في أداء واجبي، سواء كانت قد ظهرت لأنها مسائل تتعلق بشخصيتي ونيتي، أو لأنني لم أحقق الإتقان في عملي، ولم أحظَ بفهم تام لمبادئ معينة،ولم أحاول معرفة كيف يمكنني منع حدوث مثل هذه الأخطاء في المستقبل، حتى أتمكّن من تحقيق نتائج أفضل في أداء واجبي. لم أضع أي اعتبار على الإطلاق لهذه الأسئلة العملية؛ وبدلًا من ذلك، كان ذهني منشغلًا تمامًا بالتساؤل كيف رآني الآخرون، وما إذا كان الله قد أراد كشفي واستبعادي. كنت قد قضيت كل وقتي في التفكير في هذه الطرق الملتوية، وليس التفكير في المسار الصحيح على الإطلاق، ونتيجة لذلك، كلما أمعنت في التأمل، صرت أكثر سلبية واكتئابًا، وفقدت الاهتمام بأداء واجبي. عندها فقط رأيت الانحرافات في خبرتي. عندما كشفني لله، لم أركز على البحث عن الحق ومعالجة مشكلاتي، لكنني فكرت بدلاً من ذلك في سمعتي وموقعي، وكذلك مستقبلي ومصيري. لقد خدعني الشيطان، الأمر الذي دفعني إلى الإيمان بالله لسنوات دون الحصول على دخول الحياة. لم أستطع الاستمرار في هذه الحالة من الاكتئاب. كنت بحاجة إلى السعي لمشيئة الله في هذا النوع من البيئات، وإلى ممارسة التأمل الداخلي لأتعرف على نفسي، وأدخل واقع كلام الله.

جئت أمام الله لأتأمل في نفسي: لماذا كنت دائمًا غير قادرة على قبول الحقائق التي تُكشف؟ لماذا كنت أعاني هكذا في كل مرة تظهر فيها مشكلة في أداء واجباتي. ماهو السبب بالضبط وراء هذا يا تُرى؟ من خلال الصلاة والسعي، تذكرت كلمات الله: "داخل شخصية الإنسان الفاسدة، هناك مسألة عملية تخفى عليكم؛ إنها مشكلة بالغة الخطورة، وتتصل بالطبيعة البشرية لكل فرد من الأفراد. إنها النقطة الأضعف في الطبيعة البشرية، والعنصر الذي يصعب كشفه وتغييره في جوهر الطبيعة البشرية. البشر أنفسهم هم أشياء مخلوقة. فهل يمكن للأشياء المخلوقة أن تصبح ذات قدرة مطلقة؟ هل يمكنهم أن يحققوا الكمال ويصبحوا بلا شوائب؟ هل يمكنهم أن يحققوا البراعة في كل شيء، ويتوصلوا إلى فهم كل شيء وإنجاز كل شيء؟ لا يمكنهم فعل ذلك. لكن ثمة موطن ضعف داخل البشر. فما إن يتعلم البشر مهارة أو مهنة ما، حتى يشعروا بأنهم مقتدرون، وبأنهم أشخاص يتمتعون بالمكانة والقيمة، وبأنهم مهنيون. وبصرف النظر عن مستوى "الكفاءة" يظنون أنهم يتمتعون به، فإنهم يرغبون في تسويق أنفسهم، والظهور بمظهر الشخصية السامية، وإعطاء الانطباع للآخرين بأنهم مثاليون، وبلا عيب، ولا تشوبهم شائبة واحدة في عيون الآخرين. إنهم يرغبون في أن يُنظر إليهم كعظماء، وأقوياء، ومقتدرين تمامًا، وقادرين على تحقيق أي شيء. ... وفيما يتعلق بأوجه الضعف أو القصور أو الجهل أو الحماقة، أو عدم القدرة على فهم الطبيعة البشرية العادية، فسيتجاهلونها، ويخفونها، ويبذلون قصارى جهدهم كي لا يراها الآخرون، ويستمرون بعدئذ في التنكّر والظهور بغير مظهرهم الحقيقي. إن مثل هؤلاء الأشخاص متشامخون دائمًا وغير واقعيين، أليس كذلك؟ أليسوا غارقين في أحلامهم؟ إنهم لا يعرفون حقيقة أنفسهم، ولا يعرفون كيف يعيشون طبيعتهم البشرية العادية. إنهم لم يتصرفوا مرة واحدة كبشر عَمَليين. إذا اختار الناس هذا النوع من المسارات في تصرفاتهم - أي التشامخ دائمًا بدلاً من التواضع والطمأنينة على الأرض، والرغبة في المبالغة دائمًا - فلا بد أن يقعوا في المشاكل. ولكي أكون صادقًا معك، إذا اخترت هذا المسار، وبغض النظر عن طريقة إيمانك بالله، فإنك لن تفهم الحقّ، ولن تكون قادرًا على الحصول على الحقّ؛ لأن المسار الذي اخترته في الحياة غير صحيح، ومنطلقك خاطئ. يجب عليك تعلم كيف تمشي على الأرض، وكيفية السير بثبات، خطوة بخطوة. إذا كان بإمكانك أن تمشي، فامشِ؛ لا تحاول أن تتعلم الركض. إذا كان بإمكانك أن تمشي خطوة واحدة في كل مرة، فلا تسعَ إذًا للمشي خطوتين في كل مرة. يجب أن تكون شخصًا ثابتَ الخُطا على الأرض. لا تحاول أن تكون إنسانًا خارقًا، أو عظيمًا، أو متشامخًا"

"يُخفي البشر، الذين تسيطر عليهم شخصيَّتهم الشيطانيَّة، قدرًا من الطموح والرغبة بداخلهم وتكون مُخبَّأة داخل إنسانيَّتهم. وهذا معناه أن البشر لا يريدون أبدًا البقاء على الأرض بل لا يزالون يرغبون في التحليق في الجو. هل الجو مكانٌ لبقاء المرء؟ إنه مكانٌ للشيطان وليس مكانًا للبشر. عندما خلق الله الإنسان وضعه على الأرض حتَّى تكون حياتك اليوميَّة طبيعيَّة تمامًا وأنماط حياتك منضبطة وبذلك يمكنك أن تتعلَّم المعرفة العامَّة حول كيفيَّة أن تكون بشرًا وتعرف كيفيَّة عيش حياتك وعبادة الله. لم يعطك الله أجنحةً ولم يسمح لك بالبقاء في الجو. أمَّا الطيور فلها أجنحةٌ، والشيطان والأرواح الشرِّيرة والشياطين القذرة هي التي تهيم في الجو. أولئك ليسوا من البشر! إذا استمر الناس في طموحاتهم هذه، ورغبوا باستمرار في أن يصبحوا أشخاصًا غير عاديين، ومتفوقين، ومختلفين عن الآخرين، ومميزين، فتلك إذًا مشكلة حقيقية! أوّلًا، وقبل كل شيء، أنت تبني تفكيرك على أساس خاطئ. "غير عادي ومتفوق" - أي نوع من التفكير هذا؟ "التفوق على الآخرين،" "تحدي جميع المقارنات،" "الخلو من العيوب والشوائب،" "رائع لا نظير له،" و"التميّز في اختيار الطريق،" - عند استخدامها في سياق الحديث عن أهداف البشر ومساعيهم، هل تعدّ هذه العبارات جيدة أم سيئة؟ "بارز"، و "متميز،" و"ذو موهبة خاصة"، و"ذو حضور قوي"، و" ذو شخصية ساحرة"، و"لا يقاوم"، و"مشهور وعظيم"، و"معبود الجماهير"- هل هذه هي الأهداف التي ينبغي للناس أن يسعوا إلى تحقيقها من خلال سلوكهم؟ هل هناك حتى كلمة واحدة في الحقّ كله تدل على أن عليك أن تكون شخصًا من هذا القبيل؟ (كلا.)" ("الحالات الخمس لدى الناس قبل أن يدخلوا المسار الصحيح للإيمان بالله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "في الظروف العادية، ما من شخص يجيد القيام بكل شيء، أو يكون "ماهرًا في جميع الصنائع." وبصرف النظر عن درجة تطوّر القدرات العقلية التي تتمتع بها، وكم هي نافذة بصيرتك، سيكون هناك دائمًا أشياء لا تفهمها أو لا تدري بها، وحِرف أو مهارات لا تجيد القيام بها؛ وفي كل نوع من أنواع الأعمال التجارية أو الوظائف، سيكون هناك دائمًا ثغرات في معرفتك لا تدركها، وأشياء تعجز عن القيام بها، أو تتخطى قدراتك" ("لا يمكن إحداث تغيرات في الشخصية إلا من خلال ممارسة كلمات الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لم أكتشف أنني غير قادرة مطلقًا على قبول كشف الله إياي إلا بعد التأمل في كلامه ومقارنة حالي به. السبب في ذلك هو أنني كنت تحت هيمنة طبيعتي الشيطانية المتغطرسة؛ فلطالما سعيت إلى أن أكون شخصية كاملة، مثالية، نبيلة وشجاعة. بغض النظر عن المكان الذي كنت أذهب إليه أو أؤدي فيه واجبي، فقد كنت أرغب دائمًا في أن أصبح الشخصية الأكثر تميزاً والأرفع مكانة. بدا لي كما لو أنني ينبغي أن أكون هكذا لأصير ناجحة، وأنه بخلاف ذلك، كنت سأكون بلا فائدة وفاشلة. لذلك، في كل مرة كانت تنشأ فيها مشكلة أثناء أدائي لواجبي، لم أكن أواجهها بهدوء، أو أقبل هذا النوع من الكشف من قِبَل الله، وأعترف بأوجه القصور لديّ. بالأحرى، شعرت بالذهول وبأنني لم يكن ينبغي أن أرتكب أي أخطاء، وتساءلت كيف أمكن لهذا أن يحدث، لدرجة أنني كنت أعيش في حالة من السلبية وسوء الفهم، غير قادرة على التعامل مع نفسي بشكل صحيح. أنا حقًا لم أعرف نفسي جيدًا، وكان لدي رأي مرتفع جدًا عن نفسي! لقد أوضحتْ كلمات الله أنني كنت أسعى دائمًا لأن أكون شخصية مثالية كاملة ونبيلة؛ وقد جاء هذا بالكامل من طموح الشيطان ورغباته. لقد كان الشيطان يزعجني ويفسدني، بينما كنت في الحقيقة مجرد كائن مخلوق، غير قادر على تحقيق الكمال إلى الأبد. لم يطلب الله منا أبدًا أن نكون أجلاء أو كاملين؛ لكنه يريدنا أن نكون واقعيين، ونحرز تقدمًا مطردًا، ونتصرف بأمانة كاملة. باستخدام أي نوع من المستوى والمكانة التي كانت لدي كأساس، يجب أن أضع وظيفتي موضع التطبيق، وأن أتعلم الخضوع لعمل الله، وأن أبذل قصارى جهدي لأداء واجبي؛ عندها فقط سيكون لدي عقلانية تليق بكائن مخلوق. لا أحد كامل؛ كل الناس العاديين لديهم عيوبهم وطرقهم التي لا يكونون فيها بالمستوى المقبول. كان من الطبيعي تماماً نشوء الانحرافات أو المشكلات التي نشأت في أداء واجبي، وبكشفي بالفعل اكتشفت أوجه القصور لدي. فقط من خلال التحسين المستمر والتعويض عن أوجه القصور هذه، سأكون قادرة على التقدم أكثر فأكثر، وعلى أداء واجبي بشكل أفضل وأفضل. إذا لم أتمكن من التعامل مع مشكلاتي وعيوبي بشكل صحيح، ولم أطلب الحق لمعالجتها، فكيف يمكنني تحقيق تقدم؟ عندها فقط أدركت إلى مدى كانت الرغبات والطموح تهمين عليّ. لقد غدوت مغرورة جداً لدرجة أنني لم يكن لدي أي معرفة بالذات على الإطلاق؛ وسعيي لأن أكون شخصًا مثاليًا كان مخالفًا تمامًا لمشيئة الله، وبالتالي، لم أستطع نوال بركاته وإرشاده.

قرأتُ كلمات الله مجددًا: "إنّ مقصد الله من كشف الناس لا ترمي إلى إقصائهم، بل إلى جعلهم ينمون. وأكثر من ذلك، أنت تعتقد أحيانًا أنك تتعرض للانكشاف، لكنك لست كذلك في الواقع. غالبًا، بما أن قدرات الناس ضعيفة، وبما أنهم لا يفهمون الحقّ، ويتمتّعون بشخصيّة متغطرسة، فهم يحبّون أن يتباهوا أمام الآخرين، ولديهم شخصيّة متمرّدة، وهم عديمو الضمير، ومهملون، وغير مبالين، ويقومون بعملهم بشكل سيئ، ولا يؤدّون واجباتهم كما ينبغي. ومن ناحية أخرى، أنت تتناسى أحيانًا المبادئ التي نُقِلت إليك، وتتعامل معها بلا مبالاة. أنت تفعل ما يحلو لك، وتتصّرف قبل إجراء المشاركات اللازمة مع الآخرين، وتسنّ قوانين خاصة بك. إن ما تقوم به قليل الجدوى ويتعارض مع المبدأ. في هذا الصدد، يجب أن تنال تأديبًا - لكن كيف يمكن أن يقال إنه تم إقصاؤك؟ يجب مقاربة الأمر بشكل صحيح. ما هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك؟ في القضايا التي تعجز فيها عن فهم الحقّ، عليك أن تسعى. ولا يتعلق الأمر بمجرّد السعي إلى فهم التعاليم، والاكتفاء بذلك. يجب أن تفهم مشيئة الله، والمبدأ الذي يحكم كيفية قيام عائلة الله بعمل محدد. ما هو هذا المبدأ؟ المبدأ ليس هو التعاليم. للمبدأ عدة معايير، ويجب عليك أن تسعى إلى معرفة الحكم في ترتيبات العمل بالنسبة إلى مثل هذه الأمور، وما حكم القيام بمثل هذا العمل، وما تقوله كلمات الله عن أداء هذا النوع من الواجبات، وكيفية تلبية مشيئة الله. وما هي معايير تلبية مشيئة الله؟ إنها تقوم على التصرّف وفقًا لمبادئ الحقّ، وتعتمد بشكل أساسي على التوجيه العام بوضع مصالح عائلة الله وعمل عائلة الله فوق أي شيء آخر. وعلى نحو أدقّ، من جميع الوجوه، لا ينبغي أن تكون هناك مشكلات كبيرة أو أن يلحق بالله أيّ عار. إذا حفِظ الناس هذه المبادئ، فهل ستتراجع مخاوفهم تدريجياً؟ وهل سيتلاشى كذلك سوء فهمهم؟ بمجرد أن تضع جانبًا أوجه سوء الفهم لديك، وتستبعد أيّة أفكار غير عقلانية عن الله، فإنّ الأشياء السلبية ستتوقف ببطء عن تبوؤ موقع مُهيمن في داخلك، وستتعامل مع مثل هذه الأمور بشكل صحيح. لذا، فمن المهم البحث عن الحقّ والسعي لفهم مشيئة الله" ("لا يمكن إحداث تغيرات في الشخصية إلا من خلال ممارسة كلمات الله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد جعلني كلام الله أدرك أن كشفه لي ليس لاستبعادي، بل للسماح لي باكتشاف أوجه القصور في أداء واجبي ومعرفة أي جزء من شخصيتي الفاسدة مازال يعيقني عن أداء واجبي، بحيث يمكنني معالجة هذه المشكلات في الوقت المناسب، وأن أكون قادرة على تحسين نتائج عملي بشكل مستمر، وتحويل شخصية حياتي في أقرب وقت ممكن. بعد فهم مشيئة الله، هدأت نفسي وبحثتُ عن السبب وراء المشكلات التي حدثت في كلٍ من تنقيحاتي الأخيرة لمواد الإنجيل. بالتفكير في الأمر بعناية فائقة، أدركت أنني كلما رأيت بعض التحسن في تنظيمي للمستندات، كنت أغرق في تقديري لذاتي والرضا عن نفسي. لم أعد أجاهد للتقدم، وعند التعامل لاحقًا مع المواد، كنت أفعل ذلك بلا مبالاة؛ بحيث أمرّ بالكاد شكليًا على المستند. فيما يتعلق بتفاصيل الحق التي تنطوي عليها المواد، لم أكن أبحث عن المبادئ التي تقف وراءها حتى وإن لم أفهمها؛ إذ لم يكن لديّ سوى فكرة تقريبية عما تعنيه، واستمررت في حالتي المشوشة. وعليه، فهل كان من المستغرب أن تظهر مشكلات في إتمام واجبي؟ عند التفكير في الأمر، أدركتُ أنني إذا كنت سأبحث عن الحق لمعالجة فسادي، وأن أبذل مزيدًا من الجهد في إكمال مهامي بدأبٍ، عندئذٍ يمكن تجنب هذه المشكلات بالفعل. من خلال الكشف عن الحقائق، سمح الله لي بالتعرف على شخصيتي الفاسدة والموقف الذي كنت أتبعه في أداء واجبي، حتى أتمكن من البحث عن الحق لمعالجة هذه القضايا. ألم يكن هذا بالضبط هو محبة الله لي؟ هذا الإدراك جعل قلبي يُشرق: لقد أدركت أنني يجب أن أتوقف عن إساءة فهم الله، وأنه عليّ أن أسارع وأضبط موقفي لأكرّس قلبي لإتمام واجبي. بعد ذلك، اجتمعت مع الشخص المسؤول لإجراء مزيد من استكشاف المنطق في تلك المادة الإنجيلية، وتحديد الاتجاه الذي ينبغي تنقيحها من خلاله، استنادًا إلى المبادئ. في اليوم التالي، أثناء العمل على ذلك مرة أخرى، ولدهشتي، أضفتُ بعض النقاط البارزة، وبحلول الوقت الذي انتهيت من مراجعتها، شعرت بمزيد من الثقة بالنفس وراحة البال.

جعلتني هذه التجربة أدرك أنه إذا كانت هناك انحرافات أو مشكلات في أداء واجبي، فينبغي ألا أخافأو أجزع إذا كشفني الله. الأمر المخيف هو لو ألاّ أسعى للحق لمعالجة مشكلاتي عند الكشف عنها، وأن أستغرق بعد ذلك في حالة من السلبية مع تحديد نفسي باستمرار، وبالتالي فقد العديد من الفرص لنوال الحق وتأخير تقدمي في الحياة. من الآن فصاعدًا، بغض النظر عن النكسات أو الإخفاقات التي قد أواجهها، أود دائمًا البحث عن الحق أمام الله، والانخراط في التأمل الذاتي للتعرف على نفسي، واستخدام كلام الله لمعالجة شخصيتي الفاسدة، والبحث عن طريق للدخول إلى الحق. فقط من خلال الممارسة بهذه الطريقة، سأكون قادرة على تحقيق المزيد والمزيد من التقدم في الحياة، وأداء واجبي بمزيد من الكفاءة.

السابق: تحرير القلب

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لماذا عجزتُ عن التصرُّف بصدقٍ

حينما بدأت في الإشراف على عمل سقاية الوافدين الجُدُد، كثيرا ما تحدّثت شريكتي الأخت تشانغ عن التعاليم، وعَظّمَتْ من شأنها، وتَبَاهَتْ في...

عواقب توصيتي

في أوائل العام الماضي، انتُخبت كقائدة للكنيسة. في البداية، شعرت أنني لا أملك الصفات المطلوبة، لذلك كثيرًا ما كنت أصلي إلى الله وأفكر في...

قصة جوي

تُدعى بطلة قصة اليوم جوي. إنها أخت من الفلبين. في السابق، كانت دائمًا تعامل الناس وفقًا للعواطف. إذا تصرف أي شخص بلطف نحوها، تبادله اللطف....

اترك رد