44. أرى حقيقة نفسي أخيرًا
يقول الله القدير، "بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وتكميله للإنسان يتحقَّق أساسًا من خلال الدينونة. بعض الناس لا يفهمون ويسألون لماذا لا يكون باستطاعة الله أن يُكمِّل الإنسان إلا من خلال الدينونة واللعنة. يقولون: "إذا كان على الله أن يلعن الإنسان، أفلن يموت الإنسان؟ وإذا كان على الله أن يدين الإنسان، أفلن يكون الإنسان مدانًا؟ فكيف رغم هذا يمكن جعله كاملًا؟" هذه هي كلمات الناس الذين لا يعرفون عمل الله. ما يلعنه الله هو عصيان الإنسان، وما يدينه الله هي خطايا الإنسان. ومع أنه يتكلم بصرامة، وبدون أدنى درجة من الرقة، إلا أنه يكشف كل ما بداخل الإنسان، ومن خلال هذه الكلمات الصارمة يكشف ما هو جوهري في داخل الإنسان، ولكن من خلال مثل هذه الدينونة يمنح الإنسان معرفة عميقة بحقيقة الجسد، وهكذا يستسلم الإنسان إلى الطاعة أمام الله. إن جسد الإنسان هو جسد خطية، وهو من الشيطان، وهو متمرد، وهو موضع توبيخ الله – ومن ثمَّ، فمن أجل السماح للإنسان بمعرفة نفسه، يجب أن تحلَّ كلمات دينونة الله عليه ويجب أن توظَّف كل أنواع التنقية؛ عندها فقط يمكن أن يكون عمل الله فعالًا" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). تقول كلمات الله إنه يعمل على تطهير الناس وتكميلهم في الأيام الأخيرة في الغالب من خلال دينونة كلامه وتوبيخه. قد تكون كلماته صارمة، ولكن الأمر هكذا حتى نتمكَّن من معرفة طبيعتنا وشخصياتنا الشيطانية، ونرى حقيقة كيف أفسدنا الشيطان. عندئذٍ يمكننا أن نفيق ونحتقر أنفسنا ونتوب حقًا. اعتدت أن أعتبر نفسي إنسانة صالحة. كنت دائمًا ما أنسجم مع الإخوة والأخوات وكنتُ سعيدة لمساعدة أي شخص لديه مشكلة. لم أفهم حقًا كلمات الله التي تدين الجوهر الفاسد للجنس البشري وتكشفه. ولكن فيما بعد، عندما أُعلنت الحقائق، وأدانتني كلمات الله وكشفتني، صار لديّ القليل من الفهم لشخصيتي الخبيثة. بدأت السعي للحق لمعالجة فسادي.
كان واجبي في الكنيسة عام 2018 هو ترجمة المستندات، كنت منسجمة في العمل مع الأخت زانغ والأخت ليو بشكل رائع. عقدنا شركة، خلال اجتماع، حول كيف تم تمييز قائد زائف. وكان هذا تقييم الأخت ليو للقائد الزائف: "إنه يُبدِّل الناس دون أي مبادئ. لقد نقل الأخت زانغ لكنه أبقى أختًا أخرى في الفريق وهي غير مكترثة ولا مجتهدة في واجباتها". عندما قرأ القائد الآخر هذا للإخوة والأخوات تخضَّب وجهي على الفور بالحُمرة. شعرت أن كلمات الأخت ليو كانت قاسية بشكل خاص. أجبرت نفسي على الحفاظ على رباطة جأشي، لكنني كنت في حالة اضطراب. مع وجود ثلاثتنا فقط في الفريق، كنت واثقة من أنني كنت الشخص الذي ذَكَرَتْهُ. شعرت أن الجميع سيظن أنني لم أكن مكترثة أو مجتهدة في واجبي. كيف يمكنني رفع رأسي بعد ذلك؟ لقد حملتُ ضغينة ضد الأخت ليو منذ ذلك الحين وصارت علاقتنا أكثر جفاءً.
سرعان ما اُختيرت هي كقائدة فريق. كانت حقًا ذات ضمير حي، تفحص كل ما أترجمه بعناية. حافظتُ على موقف إيجابي في البداية، ولكن بعد فترة بدأت أشعر بمقاومة نحوها. شعرت أنني كنت أقوم بهذا الواجب لفترة طويلة لكنها ما زالت لا تثق بي، كما لو كنتُ أفتقد المهارات. أعطتني أيضًا اقتراحات من وقت لآخر، لذلك شعرت أنها كانت تزدريني وتصعِّب الأمور عليَّ. ما لم أستطع تحمله حقًا هو أننا عندما كنا نناقش عملنا، كانت دائمًا ما تظهِر أوجه قصوري أمام الشخص المسؤول. فكرت: "ألست تحاولين فقط أن تجعلينني أبدو سيئة أمامه؟" نما استيائي تجاهها كثيرًا، وأصبحت أحمل ضغينة أكبر. في عملنا سويًا فيما بعد، كرهتُ رؤيتها، وأزعجتني. لم يعجبني متابعتها لعملي وكان الامتعاض يظهر على وجهي كلما وجهَّتني. في بعض الأحيان كنت أفكر في طريقة يمكنني بها أن أجعلها تبدو سيئة وأن أقلل منها. لم أرغب في مساعدتها عندما رأيت مشكلات في واجباتها، ولكن بدلًا من ذلك قللتُ من شأنها وأَملتُ حتى في أن تتعثر في واجبها لتتلقّن درسًا. ذات مرة، تصارَحتْ الأخت ليو في اجتماع، قائلة إنها شعرت بأنني أخنقها في تعاوننا، لدرجة أنني كنتُ سريعة الغضب، ولم تعرف كيف تعمل معي. انفجرتُ غضبًا بمجرد أن قالت ذلك. وفكرتُ: "ألستِ تحاولين أن تكشفينني للآخرين تحت ستار المصارحة؟ الآن بعد أن عرف الجميع أن غضبي خانق لك، فماذا سيظنون بي؟" كلما فكرت في الأمر شعرت بالغضب. شعرت وكأنها كانت تحاول إظهاري بمظهر سيئ. صرتُ متحيزة ضدها وجلست هناك عابسة في صمت لنهاية الاجتماع. بعد ذلك، لاحظتْ الأخت ليو أنني بدوت متعكرة المزاج قليلًا، لذلك جاءت لي وقالت بهدوء: "أنت تبدين مستاءة، ولم تتفوهي بأي شيء في الاجتماع. إذا كان هناك شيء ما في ذهنك، يسعدني أن نتحدث عنه. يمكنك إبلاغي بأي عيوب قد تكون لدي أيضًا". لكنني لم أستطع تحمّل رؤيتها، ولم أشعر بأي شيء سوى النفور تجاهها. فكرت: "هل عليك حقًا أن تسألي؟ من سيكون سعيدًا لسماعك "تتصارحين" هكذا؟ ثم جَلَستْ بجواري. فنظرت إليها نظرة مليئة بالازدراء ولم أستطع احتواء غضبي عندما فكرتُ أنها أساءت لي لفظيًا أمام الجميع، فأطلقت لنفسي العنان للحديث عن أخطائها والفساد الذي أظهرته، قائلة إنها كانت تفتقر إلى الحكمة، وأظهرت الآخرين بمظهر سيئ عن عمد، وخنقت الناس، وإنها كانت متغطرسة حقًا. وتماديتُ في الحديث. شعرت بالهدوء عندما رأيتها تبدو قانطة وتحني رأسها. لقد نفثتُ كل هذا الغضب المكبوت الذي كنت أحمله. ثم قالت لي الأخت ليو: "لم أتخيل أبدًا أنني أذيتكم كثيرًا. أعتذر حقًا". شعرت بوخز الضمير عندما رأيتها تبتعد عني وتمسح دموعها خلسة. هل تماديتُ كثيرًا؟ هل يضعها هذا في حالة سلبية؟ ولكن بعد ذلك فكرت: "كنت صادقة فحسب. قلتُ هذا حتى تتمكَّن من معرفة نفسها". عند ذلك، تبخَّر شعوري بالذنب. أصبحتْ الأخت ليو مقيّدة مني أكثر بعد ذلك، ولم تعد تجرؤ على متابعة عملي، ناهيك عن إعطائي اقتراحات.
بعد بضعة أيام، طلبت قائدة كنيستنا من الجميع كتابة تقييمات لقادة الفرق حتى تتمكن من تقييم فعاليتهم بحسب المبادئ. لقد سررت لسماع ذلك. كنت متلهفة لكشف كل الفساد الذي أظهرته الأخت ليو حتى يعرف الجميع حقيقتها، ويمكن أن تتضع بعض الشيء. شعرتُ بعدم ارتياح عابر، وأدركتُ أن تفكيري كان خاطئًا، وأنه ينبغي لي أن أكون عادلة وموضوعية، وأقبل تمحيص الله. كنت أنوي أن أكون عادلة وموضوعية في تقييمي، ولكن عندما فكرت في الطريقة التي تضعني بها الأخت ليو تحت المجهر دائمًا كنت غارقة في الاستياء، وسكبت كل تحيزاتي ضدها في هذا التقييم على أمل أن تتعامل معها القائدة بجدية أو حتى تنقلها. سأكون سعيدة طالما أنها ليست في فريقي. سرعان ما أُعفيت الأخت ليو. جعلتني هذه الأخبار أشعر بعدم ارتياح. فكرت: "هل لهذا علاقة بأي شيء كتبَته؟ لقد كتبت عن بعض فسادها فحسب، ولكن لا ينبغي لهذا أن يجعلها تُعفَى، أليس كذلك؟" رأيت أن الأخت ليو كانت في حالة سلبية بعد ذلك وكان لدي شعور غامض بالذنب. لم يكن لدي أي طاقة لواجبي.
تحدثت إلى القائدة عن حالتي بعد ذلك بيومين، وأخبرتني أن الأخت ليو أُعفيت في الغالب بسبب مقدرتها المحدودة وأنها لم تكن على مستوى قيادة فريق. لم يكن لذلك علاقة بتقييمي. لكنها قالت إنني كنت قاسية تجاه عيوبها، ولم أستطع معاملة الناس بعدل، وإنني كنت انتقامية وكان لدي شخصية خبيثة. تسارعت ضربات قلبي عندما سمعت ذلك. أليست صفات مثل "انتقامية" و "شخصية خبيثة" نقولها عن الأشرار؟ تعرضتُ لموجات من الكرب، لبضعة أيام، كلما فكرت فيما قالته. تساءلتُ إنْ كنتُ حقًا شخصية خبيثة. وقفتُ أمام الله لأصلي وسط ألمي: "يا الله، قالت هذه الأخت إن لدي شخصية خبيثة، لكنني لا أستطيع رؤيتها. أرجوك أنرني حتى أتمكّن من معرفة نفسي حقًا".
بعد الصلاة، قرأت هذا المقطع من كلمات الله: "هل أنتم قادرون على ابتكار طرق مختلفة لمعاقبة الناس لأنهم لا يعجبونكم أو لأنهم لا ينسجمون معكم؟ هل فعلتم شيئًا كهذا من قبل قط؟ أيَّ قدْر منه قد فعلتم؟ أما كنتم دائمًا تقللون من شأن الناس بشكل غير مباشر، وتصدرون تعليقات جارحةً وتتصرفون بتهكّم تجاههم؟ (بلى.) في أي حالات كنتم عندما كنتم تفعلون أشياءَ كهذه؟ حينئذٍ، كنتم تُفْرغون غضبكم وتشعرون بالسعادة وتكسبون السيطرة على الوضع. لكنكم بعد ذلك، فكرتم بينكم وبين أنفسكم: "لقد قمتُ بهذا الشيء البغيض. فأنا لست متقيًا لله، وقد عاملتُ ذلك الشخص بإجحاف كبير." هل شعرتم بالذنب في أعماقكم؟ (نعم.) ومع أنكم لا تخافون الله، فأنتم تتمتعون على الأقل ببعض الضمير. بالتالي، هل ما زلتم قادرين على تكرار هذا النوع من الأفعال في المستقبل؟ هل بوسعك التفكير في الهجوم والسعي إلى الانتقام من الناس ومضايقتهم والتكبر عليهم كلما أبغضتَهم وأخققتَ في الانسجام معهم، أو كلما لم يطيعوك أو يصغوا إليك؟ هل ستقول: "إن كنتَ لا تفعل ما أقوله، فسأجد فرصةً لمعاقبتك من دون أن يدري أحد. لن يكتشف أحد هذا، لكنني سأجعلك تخضع لي وسأريك قوتي. بعدذلك، لن يجرؤ أحد على العبث معي!" قل لي هذا: أي نوع من البشر هو الشخص الذي يقوم بشيء كهذا؟ فهو خبيث من حيث بشريته، وذا ما قسناه بالحق، فهو لا يتّقي الله" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد أنَّت عليَّ أحشائي بعد قراءة دينونة كلمات الله. لقد أعلَنَت وضعي الدقيق. بالتفكير في الماضي، عملت أنا والأخت ليو معًا بشكل جيد حقًا في البداية. لقد أنشأتُ مشكلة معها عندما جرحني تقييمها لشخص آخر وأذى كبريائي أمام الآخرين. بدأتْ تبرِز عيوبي بعد أن أصبَحتْ قائدة فريق. شعرت وكأنني فقدت ماء وجهي ووضِعتُ تحت المجهر. بدأت تزعجني حقًا وأردت أن أجعلها تبدو حمقاء. عندما تصارَحتْ عن حالتها للعثور على حل، ظننت أنها كانت تكشف عيوبي فحسب وتعايرني، وتقلّل من شأني أمام الإخوة والأخوات. نما تحيّزي ضدها وضخَّمتُ مشكلاتها لأكشفها، تصرَّفت بدافع الخبث وجعلتها سلبية. استخدمت تقييمي لها كفرصة للانتقام. كتبت كل عيوبها وفسادها الذي لاحظته دون ذكر نقاط قوتها على الإطلاق. أردت فقط أن تكتسب القائدة تمييزًا نحوها، على أمل أن تُنقل. التفكير في الطريقة التي تصرَّفتُ بها كان مزعج لي للغاية. لم أكن كثيرة الشكوى إلا لأن كلمات الأخت ليو قد جرحت كرامتي ومكانتي، لذلك اتخذت موقفًا عدائيًا ضدها. فعلت أيًا كان ما أردت فعله. أدركت أنني كنت أفتقر تمامًا إلى مخافة الله ولدي طبيعة خبيثة حقًا! كنت أظن أنني أنسجم جيدًا مع الإخوة والأخوات وأنني حريصة على مساعدة أي شخص يواجه صعوبات. اعتقدت أنني إنسانة صالحة لأنني فعلت بعض الأشياء الجيدة. أدركت الآن أن السبب الوحيد لذلك هو أن أحدًا لم يضرّ مصالحي الشخصية. خرجت شخصيتي الشيطانية بكامل قوتها، عندما تضررت مصالحي. لم يسعني إلا أن أهاجِم وأنتقم. أدركت أنه بدون معالجة هذه الشخصية، قد أفعل الشر في أي وقت. كان ذلك خطيرًا جدًا!
تأملتُ في نفسي بعد ذلك. إذا كنت قادرة على هذا النوع من الشر، فما هي الأفكار التي كانت تتحكَّم بي؟ قرأت هذه الكلمات من الله: "إن مصدر معارضة الإنسان وتمرده على الله هو الإفساد الذي ألحقه به الشيطان. ولأن ضمير الإنسان قد أفسده الشيطان، فإنه أصبح مخدرًا، وغير أخلاقي، واضمحلت أفكاره، وأصبحت لديه نظرة ذهنية متخلفة. أما قبل أن يفسد الشيطان الإنسان، فقد كان الإنسان يتبع الله بالطبيعة ويطيع كلماته بعد سماعها. كان بطبيعته يتمتع بتفكير سديد وضمير سليم وطبيعة بشرية عادية. أما بعدما أفسده الشيطان أُصيب منطقه وضميره وإنسانيته الأصليين بالتبلد ولحقها التلف بفعل الشيطان. وبهذه الطريقة، فقد طاعته ومحبته لله. أصبح منطق الإنسان شاذًا، وأصبحت شخصيته مشابهة لشخصية الحيوان، وأصبح تمرده على الله أكثر تكراراً وأشد إيلاماً. ومع ذلك فإن الإنسان لا يعلم ذلك ولا يلاحظه، وبكل بساطة يعارض ويتمرد. إن الكشف عن شخصية الإنسان هو تعبير عن تفكيره وبصيرته وضميره، ولأن عقله وشخصيته فاسدان، ولأن ضميره تخدّر إلى أقصى حد، فقد أصبحت شخصيته متمردة على الله" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). "يُفكِّر الناس هكذا: "إذا لم تكن طيِّبًا، فلن أكون عادلًا! إذا كنت فظًّا معي، فسوف أكون فظًّا معك أيضًا! وإذا لم تعاملني بكرامةٍ، فلماذا أعاملك بكرامةٍ؟" أيّ نوعٍ من التفكير هذا؟ أليست طريقة تفكيرٍ انتقاميَّة؟ في رأي الشخص العاديّ، هل هذا النوع من المنظور غير قابلٍ للتطبيق؟ فمبدأ "العين بالعين والسنّ بالسنّ" ومبدأ "سوف تذوق من الكأس نفسه" بين غير المؤمنين كلّها مبرِّراتٌ تبدو سليمة وتتوافق تمامًا مع المفاهيم البشريَّة. لكن بما أنك تؤمن بالله وتسعى لفهم الحقّ وتسعى للتغيير في الشخصيَّة، هل تقول إن مثل هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ ماذا يجب أن تفعل لتمييزها؟ من أين تأتي مثل هذه الأشياء؟ إنها تأتي من الطبيعة الخبيثة للشيطان، وتحتوي على السمّ وعلى الوجه الحقيقيّ للشيطان بكلّ شرّه وقبحه. إنها تحتوي على جوهر تلك الطبيعة ذاتها. فما طبيعة الرؤى والأفكار والتعبيرات والكلام وحتَّى الأفعال التي تحتوي على جوهر تلك الطبيعة؟ أليست من الشيطان؟ هل تتماشى جوانب الشيطان هذه مع البشريَّة؟ هل تتماشى مع الحقّ أو مع واقع الحقّ؟ هل هي الأعمال التي يجب أن يفعلها أتباع الله، والأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تكون لديهم؟ (كلا)" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). أدركتُ أن الناس فاسدون وأشرار كليًا بسبب فساد الشيطان. من خلال التعليم الرسمي والتأثيرات الاجتماعية، الشيطان، إبليس، يغرقنا في كل سمومه، مثل: "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، "نسالمُ من يسالمُنا، ونعادي من يعادينا"، "الجزاء من جنس العمل"، و"لا يفوت الأوان أبدًا على رجل نبيل ليأخذ بثأره". يتخذ الناس منها قوانين للبقاء دون حتى أن يدركوا ذلك. يصبحون أكثر غطرسة ومكرًا وأنانية وخبثًا طوال الوقت. الناس لا يهتمون أو يسامحون بصدق، ولا توجد محبة حقيقية. إنهم لا يشعرون إلا بالإساءة فقط ويحافظون على جفائهم عندما يمس أي شيء مصالحهم الشخصية. حتى إنهم قد يكتسبون أعداءً أو ينتقمون. يصبح الناس أكثر برودة وجفاءً ويفقدون كل الإحساس بالإنسانية الطبيعية. كنت منغمسة في هذا النمط من التفكير منذ صغري. لقد عشت بحسب هذه الأمور، لذلك أصبَحتْ شخصيتي أكثر خبثًا وأنانية. عندما مسَّت إنسانة أخرى مصالحي الشخصية، لم يسعني إلا أن أكرهها وأنتقم. في تعاملي مع الأخت ليو، قالتْ وفعلتْ الأشياء التي عرَّضت مصالحي للخطر، لذلك أصبحت مستاءة واستغللت فرصتي للانتقام منها. أردتها أن ترى معدني، حتى لا تجرؤ على الإساءة لي مرة أخرى. حتى إنني أردت طردها. كيف كان سلوكي مختلفًا عن ضد المسيح والأشرار الذين طردتهم الكنيسة؟ هؤلاء الناس أرادوا قبول الآخرين وثنائهم ولكن لم يمكنهم التسامح مع أي كلمات صريحة كشفت فسادهم. يهاجمون أي شخص قال أو فعل أي شيء ليسيء إليهم. وبكل شرهم، انتهى بهم الأمر إلى الإساءة لشخصية الله، وأغضبوا الآخرين، وطُرِدوا من الكنيسة. لقد فقدوا فرصتهم في الخلاص إلى الأبد. وكنت أنتقد الأخت ليو لمجرد أن كلماتها جرحت كبريائي. لم أفعل شيئًا سوى إيذائها. كنت أخطئ وأفعل الشر! رأيت كم كانت إنسانيتي مريعة، وأن لدي نفس الطبيعة والجوهر الشريرين لضد المسيح، وفاعل الشر، وهذا كان مقززًا لله. إذا لم أتُب فورًا، فسأغرق في الشر فحسب وسيعاقبني الله تمامًا كضد المسيح، وكفاعلة شرٍّ! كلما فكرتُ في هذا ارتعبتُ أكثر، فوقفتُ أمام الله في صلاة: "يا الله، أنا أفتقر للإنسانية. كنت أعيش في شخصيتي الفاسدة وأنتقد أختي. أنا بلا شَبَه إنساني على الإطلاق. بدون أن تخلق هذا الوضع للتعامل معي، لم أكن لأتأمل في نفسي أبدًا. كنت سأستمر في فعل الشر وإيذائها. إنني أتمنى التوبة يا الله. لا أريد أن أعيش بسموم الشيطان بعد الآن. أرجو أن ترشدني لأكون ذات ضمير حي وعقلانية، وذات إنسانية".
بعد ذلك، قرأت هذا في كلمات الله: "المحبة والكراهية أمران يجب أن تتمتّع بهما الطبيعة البشرية، لكن يجب أن تميّز بوضوح بين ما تحبه وما تكرهه. في قلبك، يجب أن تحب الله والحق والأشياء الإيجابية وإخوتك وأخواتك، بينما يجب أن تكره الشيطان إبليس والأشياء السلبية والمُسحاء الكَذَبَة والأشخاص الأشرار. إن كنت تضمر الكراهية لإخوتك وأخواتك، فستميل إلى قمعهم والانتقام منهم، وسيكون هذا مخيفًا جدًا. لا يملك بعض الناس إلا أفكار كراهية وشر. وبعد فترة من الزمن، إن كان هؤلاء الأشخاص لا يقدرون على الانسجام مع الشخص الذي يكرهونه، فسيبدؤون بالابتعاد عنه، لكنهم لا يسمحون لهذا بالتأثير في واجباتهم أو في علاقاتهم العادية بين الأشخاص؛ لأنّ الله في قلوبهم ولأنهم يتّقونه. إنهم لا يريدون أن يُغضِبوا الله وهم يخافون من إغضابه. ومع أنّ هؤلاء الناس قد يضمرون بعض الآراء حول شخص ما، فإنهم لا يضعون تلك الأفكار موضع التنفيذ أبدًا ولا حتى ينطقون بكلمة واحدة تتجاوز الحدود، ولا يريدون أن يغضبوا الله. أي نوع من السلوك هذا؟ هذا مثال على التصرف والتعاطي مع الأمور بحسب المبدأ والنزاهة. قد تكون غير متوافق مع شخصية أحدهم، وقد لا يعجبك، لكن عندما تعمل معه، تبقى محايدًا ولا تنفّس عن إحباطك في قيامك بواجبك، أو تضحّي بواجبك، أو تصبّ إحباطك على مصالح أسرة الله. يمكنك القيام بأشياء بحسب المبدأ، وبالتالي لديك تقوى أساسية لله. وإن كنت تتمتع بأكثر من ذلك بقليل، فعندما ترى أنّ في أحدهم بعض العيوب أو نقاط الضعف، حتى لو أهانك أو أضرّ بمصالحك، لا تزال قادرًا على مساعدته. سيكون هذا حتى أفضل، وسيعني أنّك شخص يتمتّع بإنسانية وبواقع الحق وبتقوى لله" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). رأيت من كلمات الله أن أولئك الذين يخافون الله يمكنهم أن يعاملوا الآخرين بحسب مبادئ الحق. أحيانًا، قد يكون لديهم بعض التحيزات ضد الإخوة والأخوات، لكنهم لا يتعمدّون تفاعلاتهم ولا يفعلون أي شيء للإساءة إلى الله أو إيذاء الآخرين. الناس الذين لا يخافون الله يفعلون ما تشتهيه قلوبهم الشريرة، وهذا هو فعل للشر، ويدينه الله. كانت الأخت ليو صريحة جدًا، ولكن ما قالته عني كان صادقًا. لم تكن تستهدفني. كما قامت بواجبها بجدية ومسؤولية، وكانت معظم اقتراحاتها مفيدة لعملنا. ما كان يجب عليّ تعمُّد أن أجعل الأمور صعبة معها. تصارحتُ معها عن فسادي واعتذرتُ. قالت الأخت ليو إنها لم تفكر في أي شيء، وعقدت معي شركة عن بعض الحق لمساعدتي. شعرت بالخجل وكرهتُ نفسي أكثر. لم أعد أرغب في الحياة بحسب شخصيتي الفاسدة، بعد الآن. فيما بعد، عندما كانت الأخت ليو تقترح عليَّ اقتراحات أو تجرح كبريائي بشيء قالته أو فعلَته، كنت قادرة على التعامل معها بشكل صحيح، والتركيز على السعي للحق والتأمل الذاتي. أمكننا العمل سويًا بشكل جيد مجددًا. كان هذا مصدر راحة كبيرة لي. أقدِّم الشكر لدينونة الله التي غيرتني بهذا القدر الطفيف.