38. التحرّر من المكانة

أصبحت قائدة كنيسة في عام 2019. كنت أقوم بالأمور على طريقتي الخاصة، وكنت عديمة المسؤولية في واجبي، كما أنني لم أعيّن الأشخاص المناسبين للقيام بالمهمات المناسبة، وكل ذلك ترك أثرًا سلبيًّا على حياة الكنيسة. شعرت بأنني مترعة بالندم. ولذلك عقدت العزم على فهم عمل الكنيسة والتعامل معه بشكل ناجح. وقتئذ، حان موعد إعادة تعيين اثنتين من قادة المجموعات، لكنني كنت غير قادرة على إيجاد أي شخص مناسب للحلول مكانهما. كنت قلقة جدًا، وفكّرت: "إذا لم أستطع إيجاد أي شخص مناسب لهاتين الوظيفتين، ستقول قائدتي إنني غير قادرة على القيام بعمل عملي. وماذا لو أدى ذلك إلى استبدالي في نهاية المطاف؟" أجهدت عقلي في التفكير، ثم خطرت في بالي الأخت تشانغ: كانت تتمتع بخامة جيدة وكانت صالحة في أداء واجبها. ستكون خيارًا رائعًا كقائدة مجموعة. عندما فكرت في ذلك، تنفست الصعداء. شعرت وكأنني وجدت أحدهم لشغل هذا المنصب، وأن عملي سيصبح أكثر سهولة مع وجود الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة.

لكن في تلك اللحظة بالذات، اتصلت بي الأخت لي، وهي قائدة في كنيسة أخرى، وقالت إنّ كنيستها تشهد تدفق كمّ كبير من المهتدين الجدد في ظلّ عدم وجود عدد كافٍ من الأشخاص لسقايتهم. أرادت أن تتحدث معي عن إمكانية تعيين الأخت تشانغ في كنيستها لتولي مسؤولية سقاية المهتدين الجدد. كنت معارضة تمامًا لهذه الفكرة. فكّرت: "ماذا عن كنيستنا؟ ماذا سنفعل إذا تم تعيين الأخت تشانغ في مكان آخر؟ إذا كنت لا أستطيع إيجاد شخص ليكون قائد المجموعة ولا التعامل مع هذا العمل بنجاح، قد يؤدي ذلك إلى استبدالي بشخص آخر في نهاية المطاف!" بعد أن لاحظت أنني التزمت الصمت، قالت الأخت لي: "إن معظم الناس في كنيستك مؤمنون منذ زمن طويل ومتجذّرون في إيمانهم. إذا نُقلت الأخت تشانغ، يظل باستطاعتك دائمًا تدريب شخص آخر. ولن يتأثر عملك كثيرًا." لم أرغب حقًا في سماع ذلك، وشعرت بمقاومة شديدة. فكّرت: "إنك تستخفّين بالأمر، كما لو أن تدريب شخص جديد هو بهذه السهولة!" كنت أعرف أن كنيسة الأخت لي بحاجة إلى المساعدة، لكني كنت أرزح تحت سيطرة شخصيتي الفاسد. بصرف النظر عما قالته، رفضت أن أعطيها مبتغاها. لا بل ألقيت باللائمة عليها، وفكّرت أنها أنانية وتفكر في مصلحة كنيستها فحسب. بعد أن رأت كم كنت مقاومة للفكرة، كفّت الأخت لي عن الإصرار. بعد المكالمة شعرت بانزعاج شديد وعقدت العزم في قرارة نفسي على ألا أرضخ، وعلى أنني لن أتنازل عن الأخت تشانغ، أيًّا تكن الجهة التي تطلب ذلك. في اليوم التالي، قدِمت قائدتي للتحدث معي عن هذه المسألة. استرسلت في الحديث عن كيفية افتقار كنيستنا إلى الأشخاص وعن جميع الصعوبات التي نواجهها. وأسهبت في الكلام عن صعوباتنا بحيث تصبح القائدة غير قادرة على إثبات وجهة نظرها. وفي النهاية، لم يعد لديها شيء لتقوله، ولم تذهب أبعد من ذلك في الحديث عن المسألة. شعرت بالرضى في هذا الخصوص: أمكنني الاحتفاظ بالأخت تشانغ. في ذلك المساء، اجتمعت ببعض الشمامسة لمناقشة ترقية الأخت تشانغ. أخفقت، مع ذلك، في ذكر الصعوبات التي كانت الأخت لي تواجهها في كنيستها، أو أن قائدتنا أتت لتطلب أن تتم إعادة تعيين الأخت تشانغ. ولأنني لم أخبرهم بكل ما حدث، وافقوا جميعًا على أن تصبح الأخت تشانغ قائدة للمجموعة. وفي اللحظة التي كنت أشعر فيها بالرضا عن نفسي، قامت قائدتنا بزيارة مفاجئة للحديث معي ومع شريكتي في العمل. لقد تقرر، وفق ما تقتضيه احتياجات العمل، أن تتم إعادة تعيين الأخت تشانغ. عندما رأيت الجميع يوافقون على القرار صرت وكأنني غير قادرة على الاعتراض، لكنني لم أكن سعيدة بذلك على الإطلاق، بل شعرت وكأن أحدهم قام بقطع ذراعي اليمنى. خلال اليومين التاليين، كنت أنزعج حقًا كلّما فكّرت في هذه المسألة برمتها. كذلك فقدت الكثير من رغبتي في القيام بواجبي. كنت أرقد في سريري في الليل، أتقلب يمنة ويسارًا، وأنا غير قادرة على إغماض جفنيّ، وأنهك عقلي في التفكير بهذه المسألة. أخيرًا، صلّيت إلى الله قائلة: "عزيزي الله، كنت غير مستعدة للسماح للأخت تشانغ بالرحيل، وذلك من أجل حماية منصبي. لا أستطيع التخلي عنه فحسب. عزيزي الله، أرجوك أن ترشدني وتقودني عبر هذا الوضع. اجعلني من فضلك قادرة على التخلي عن نفسي والتوصل إلى معرفتها قليلًا."

بعد أن تفوّهت بهذه الصلاة، قرأت ذلك في كلمات الله: "نادرًا ما يمارس الناس الحق، وكثيرًا ما يديرون ظهورهم للحق، ويعيشون في شخصيات شيطانية فاسدة أنانية وخسيسة، فيحمون مكانتهم، وسمعتهم ووضعهم، ومصالحهم الذاتية، ولم يربحوا الحق. وبالتالي، معاناتهم عظيمة ومخاوفهم كثيرة وقيودهم بلا عدد" (من "يجب أن يبدأ دخول الحياة باختبار تأدية واجبك" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر – فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد – فأعمال من هي حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ينبغي أن يُعاقَب الشرير). اخترقت كلمات الله قلبي. لقد كشف الله قبح فساد الجنس البشري بواسطة الشيطان، واقتتال الناس فيما بينهم من أجل الشهرة والثروة – وهو ما كان ينطبق على حالتي بالضبط. فكرت في ما أظهَرْته في قضية الأخت تشانغ هذه. من أجل حماية منصبي كقائدة، تجاهلت عمل بيت الله برمته، خوفًا من أننا إذا فقدنا الأخت تشانغ، فسيتأثر عمل كنيستنا سلبًا وأفقد منصبي كقائد. ولهذا السبب عندما أتت القائدة لطلب الأخت تشانغ، كنت أقدّم بجميع أنواع الأسباب للرفض. لقد أصدرت الأوامر وأخذت زمام المبادرة في ترتيب واجبات الأخت تشانغ. وحاولت خداع الأخت لي وقائدتي وخططت لخداع الشمامسة. لقد بذلت كل ما في وسعي وأجهدت عقلي لحماية شهرتي وثروتي ومكانتي. كم كنت أنانية وحقيرة ومخادعة! جعلني ذلك أفكر في الوحوش البرية في مملكة الحيوان. فهُم يتقاتلون ويقتل واحدهم الآخر من أجل الأرض والغذاء، والأقوى يسيطر ويحكم. وها أنا على مثالهم: من خلال التنافس من أجل السيطرة على الأشخاص ومحاولة حماية منصبي، كنت أتصرف مثل الوحش البري، بدون أية مبادئ إنسانية. أدركت كم أن سلوكي كان مخيفًا. فرغم أنني بدوت وكأنني أحمل عبئًا وأراعي عمل كنيستنا، إلا أن ما كنت أفكر فيه حقًا هو الحفاظ على موقعي. وذلك كما تكشفه كلمات الله تمامًا: "فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟" من البداية إلى النهاية، كنت أحاول السيطرة على الأخت تشانغ، وكنت غير مستعدة للسماح لها بالرحيل. كنت أفكّر فيها بوصفها عضوة في كنيستنا، وأننا ينبغي أن تكون لنا الكلمة الفصل في واجبها. كان ينبغي أن أكون الآمرة والناهية، ولم يكن يُسمح لأحد بالتدخل. رأيت كم كنت مغرورة فحسب. لقد فقدت حتمًا إنسانيتي وعقلي! في تلك اللحظة بالتحديد، تذكّرت أنه عندما كنت أبشّر المتديّنين بالإنجيل، رأى القساوسة أن أعضاء كثيرين من رعاياهم يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة وأن مناصبهم تُصبح غير محميّة. ولذا فعلوا كل ما في وسعهم لمنع الناس من تقصّي الطريق الصحيح. لم يهاجموا فقط أولئك الذين نشروا الإنجيل، بل ادّعوا بلا خجل أن المؤمنين هم قطيعهم الخاص، وأن لا أحد سيسرقهم منهم. أدركت آنئذ أن سلوكي، في جوهره، لا يختلف في شيء عن سلوك هؤلاء القساوسة. فمن أجل الحفاظ على منصبي وسبيل رزقي، أردت إبقاء الإخوة والأخوات تحت سيطرتي ولم أسمح لبيت الله بإعادة تعيينهم في مكان آخر. كنت أحاول الاستيلاء على خراف الله وأتنافس مع الله على هؤلاء الأشخاص! عند تفكيري بذلك، بدأت أشعر بالخوف. وفي خوفي، توجّهت إلى الله وصلّيت: "عزيزي الله، لقد أخطأت. لقد قاومتك وأتمنى أن أتوب إليك."

لم يمض وقت طويل على ذلك، حتى رتّب الله من جديد موقفًا ليختبرني. بعثت قائدة في كنيسة أخرى برسالة تطلب فيها باستعجال شخصًا يمكنه تولي مسؤولية تحرير الوثائق. لقد سمِعَت أن الأخت تشين من كنيستنا تجيد القيام بذلك وتتحمل مسؤولية واجبها، لذا أرادت أن تسأل عما إذا كانت الأخت تشين تستطيع تولّي هذا المنصب. كنت أعرف جيدًا أن الأخت تشين تعدّ الخيار الأمثل لذلك المنصب، لكنها كانت مبشرة بالإنجيل في كنيستنا، وكانت بارعة في ذلك العمل أيضًا. فما الذي سيحدث إذا تم نقل الأخت تشين وتأثر عملنا الإنجيلي سلبًا نتيجة لذلك؟ ماذا لو أدى ذلك إلى أن يتم التعامل معي من جانب القائدة بوصفي غير قادرة على القيام بعمل عملي؟ حتى أنني قد لا أتمكّن من الحفاظ على منصبي. قررت أنه من الأفضل لو أنهم يجدون شخصًا آخر فحسب لذلك تجاهلت عن قصد الرد على رسالة القائدة تلك. ثم حدث فجأة أنني تفكّرت: "لم أكن مستعدة للتخلّي عن الأخت زانغ سابقًا بسبب حرصي على حماية منصبي. لا يمكنني هذه المرّة أن أكون معرقِلة جدًا." لكنني ظللت أشعر فعلًا بالألم والنزاع الداخلي. فكّرت: "لماذا أنا شديدة المقاومة كلما احتاج الأمر إلى إعادة تعيين أحدهم؟ أنا قلقة دائمًا بشأن تأثر عملنا سلبًا وفقدان منصبي. كيف يمكنني التحرر من أغلال وقيود الشهرة والثروة والمكانة؟" بعدئذ قدّمت صلاة صامتة إلى الله، وطلبت منه أن يرشدني ويقودني إلى فهم جوهر سعيي إلى الحصول على المكانة ولمساعدتي على إهمال جسدي وممارسة الحق.

خلال صلواتي، قرأت هذا المقطع من كلمات الله: "إن جوهر سلوك أضداد المسيح هو استخدام وسائل وطرق مختلفة باستمرار لتحقيق هدفهم المتمثل في الحصول على مكانة، وكسب الناس إلى صفهم وجعلهم يتبعونهم ويبجلونهم. ربما لا يتنافسون في أعماق قلوبهم عمدًا مع الله على البشرية، ولكن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا: حتى عندما لا يتنافسون مع الله من أجل البشر، فإنهم لا يزالون يرغبون في أن يكون لهم مكانة وقوة وسطهم. وحتى إن جاء اليوم الذي يدركون فيه أنهم يتنافسون مع الله على المكانة، وكبحوا أنفسهم، فإنهم ما زالوا يستخدمون طرقًا أخرى لاكتساب مكانة في الكنيسة، معتقدين أنهم سيكتسبون الشرعية من خلال الفوز باستحسان الآخرين وموافقتهم. باختصار، مع أن كل شيء يفعله أضداد المسيح يبدو أنه يشتمل على أداء أمين لواجباتهم، ويبدو أنهم أتباع حقيقيون لله، فإن طموحهم في السيطرة على الناس – واكتساب المكانة والقوة بينهم – لن يتغير أبدًا. بغض النظر عمَّا يقوله الله أو يفعله، وبغض النظر عمَّا يطلبه من الناس، فإنهم لا يفعلون ما ينبغي عليهم القيام به أو يقومون بواجباتهم بطريقة تناسب كلامه ومتطلباته، ولا يتخلون عن سعيهم وراء القوة والمكانة نتيجة فهم أقواله والحق؛ وطوال الوقت يستهلكهم طموحهم، ويتحكَّم في سلوكهم وأفكارهم ويوجهها، ويحدِّد المسار الذي يسلكونه. هذا هو مثال ضد المسيح. ما الذي يتم التأكيد عليه هنا؟ يتساءل بعض الناس: "أليس أضداد المسيح هم الذين يتنافسون مع الله لربح الناس، وأليسوا من لا يعرفونه؟" قد يعرفون الله، وقد يدركون حقًا وجوده ويؤمنون به، وقد يكونون مستعدين لاتباعه والسعي وراء الحق، لكن شيئًا واحدًا لن يتغير أبدًا وهو أنهم لن يتخلوا أبدًا عن طموحهم في القوة والمكانة، ولن يتنازلوا عن سعيهم وراء هذه الأشياء بسبب بيئاتهم أو موقف الله تجاههم. هذه هي صفات أضداد المسيح" (من "يربكون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم" في "كشف أضداد المسيح"). كشف الله طبيعة وصفات أضداد المسيح بوصفهم يحبّون القوة والمكانة ويعدّون هذه الأمور بوصفها سبب حياتهم. إن أساس ودافع كل عمل من أعمالهم هما الرغبة في الشهرة والثروة والمكانة، لدرجة أنهم يتخذون خراف الله على أنها خرافهم، ويقاومون الله، ويرفضون التوبة بشكل قطعي، إلى أن يتم الكشف عنهم وإقصاءهم في نهاية المطاف. بدأت أشعر بالخوف وأنا أتأمل في كلمات الله. كنت حقًّا أحب مكانتي. في تلك المرة الأولى، رفضت السماح بأن تتم إعادة تعيين الأخت تشانغ، وذلك من أجل حماية منصبي. أمّا هذه المرة، فلم أكن مستعدّة للسماح لشخص ما بالرحيل من أجل منصبي أيضًا. كل ما فكرت به هو مكانتي، ولم أظهر أية مراعاة لمشيئة الله على الإطلاق، كما أنني لم أُعِر أيّ اهتمام لعمل بيت الله. كنت عازمة على الحفاظ على منصبي، حتى ولو كان ذلك على حساب عمل بيت الله، حتى أنني استطعت منافسة الله على الأشخاص من أجل مكانتي. أين كانت مخافة الله فيّ؟ لم يكن إيماني بالله، بل بالمكانة والسلطة. ألم تكن هذه طبيعة ضدّ المسيح؟ كنت أعرف تمامًا أن الأخت تشين تجيد تحرير الوثائق وأنها تستمتع بهذا النوع من العمل. ولكن من أجل حماية منصبي، لم أسألها عن رأيها ولا كلّفتها بواجب مناسب يتماشى مع نقاط قوتها، بل تصرفت بدلًا من ذلك كما لو أنني سيّدتها، ورفضت السماح لها بالرحيل لأداء واجبها في كنيسة أخرى. كنت أعامل الكنيسة على أنها مقاطعتي، ولم يكن ممكنًا تكليف أحد من دون موافقتي. ألم أكن أحاول حبس الناس والتحكم بهم، تمامًا كما يفعل ضدّ المسيح؟ ومن أجل الحفاظ على منصبي، حاولت أن أبقي الإخوة والأخوات من ذوي الخامة الجيدة والطاقات المميزة في كنيستي. لقد عاملتهم كما لو أنهم من ممتلكاتي الخاصة وحكمتهم، وأردت أن يكدح المزيد من الناس من أجل منصبي. لقد احتقر الله حقًا طموحي هذا، واستحققت أن أُلعن! رأيت أن آرائي في السعي لم تتغير طوال سنوات إيماني بالله، وأنني كنت مقيّدة بشدة بالشهرة والثروة والمكانة، وأنني كنت أسير في طريق أضداد المسيح. وقتئذ خطر ببالي ضدّ للمسيح سبق أن عرفته. كان يسعى دائمًا إلى الشهرة والثروة والمكانة، وما إن أصبح قائدًا، حتى حاول أن يعزّز موقعه من خلال إبقاء الناس تحت سيطرته ومحاولة إقامة إقطاعيته المستقلة. لم يقبل الحقّ بتاتًا وتصرّف كديكتاتور. لقد تسبب في تعطيل عمل بيت الله، وفي النهاية تعرض للكشف والإقصاء. أدركت أن السعي وراء الشهرة والثروة والمكانة هو طريق أضداد المسيح الذي قد يؤدي إلى الجحيم! رتب الله المواقف ليكشفني مرارًا وتكرارًا ويجعلني أدرك طبيعتي الشيطانية وأرى أنني كنت على الطريق الخطأ حتى أعود أدراجي في الوقت المناسب. كانت هذه المواقف دينونة عليّ، لكنها كانت أكثر من ذلك: كانت بمثابة محبة الله العظمى وخلاصه! بينما كنت أتأمل في الجهود المضنية التي بذلها الله، شرعت في الخضوع ولم أعد أشعر بالمقاومة تجاه مثل هذه المواقف. شعرت أن كل ما يرتّبه الله هو بالضبط ما أحتاجه. أردت حقًّا أن أتوب وأن أختبر تلك المواقف بقلب مطيع.

شاهدت لاحقًا مقطع فيديو عن قراءة لمقطعين من كلمات الله. "ما هو الواجب؟ لا يُدار الواجب بواسطتك؛ فهو ليس مهنتك أو عملك بل عمل الله. يتطلَّب عمل الله تعاونك، ممَّا يترتَّب عليه واجبك. واجب الإنسان هو الجزء الذي ينبغي أن يتعاون معه الإنسان في عمل الله. فالواجب جزءٌ من عمل الله وليس مهنتك أو شؤونك الداخليَّة أو شؤونك الشخصيَّة في الحياة. سواء كان واجبك هو التعامل مع الشؤون الخارجيَّة أو الداخليَّة، فإنه عمل بيت الله، ويُشكِّل جزءًا من خطَّة تدبير الله، وهو الإرسالية التي كلَّفك بها الله، وليس عملك الشخصيّ" (من "لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "مهما كان واجبك، فعليك أن تؤديه كما يطلبه الله. على سبيل المثال، عندما تُختار كقائد لكنيسة ما، فإن واجبك هو قيادة تلك الكنيسة. وماذا يجب أن تفعل بمجرد أن تتخذ هذا العمل كواجبك؟ أولاً، اعلم أن إنجاز عملك كقائد فقط هو أداء واجبك. أنت لا تعمل كموظف في العالم الخارجي؛ فبعد أن أصبحت قائدًا، اعتبار نفسك موظفًا هو مسلك منحرف. ولكن إذا قلت أيضًا: "الآن بعد أن اُخْتِرت كقائد، يجب ألا أكون متعاليًا، ويجب أن أضع نفسي في مرتبة أدنى من أي شخص آخر، ويجب أن أجعلهم أعلى وأكثر أهمية مني"، فهذه العقلية خاطئة أيضًا؛ إذ أن تقديم أي ذريعة لا طائل من ورائه عندما لا تفهم الحق، ولن يفيدك شيء سوى الفهم الصحيح. أول كل شيء، يجب عليك تقدير أهمية واجب القائد: يمكن أن تضم الكنيسة عدة عشرات من الأعضاء، ويجب أن تفكر في كيفية قيادة هؤلاء الأشخاص أمام الله، وكيفية السماح لمعظمهم بفهم الحق ودخول واقع الحق. كما يجب عليك قضاء المزيد من الوقت في سقاية السلبيين والضعفاء ودعمهم، حتى تمنعهم من أن يكونوا سلبيين وضعفاء، وتمكِّنهم من أداء واجبهم. يجب عليك أيضًا أن ترشد كل من هو قادر على أداء واجبه في فهم الحق ودخول الواقع، والتصرف وفقًا للمبادئ، وأداء واجبه بشكل صحيح ومن ثمَّ تحقيق تأثير أكبر. هناك أيضًا بعض الأشخاص الذين آمنوا بالله لعدة سنوات ولكن يتسمون بإنسانية شريرة، ويتدخلون دائمًا في عمل الكنيسة ويقاطعونه. يجب التعامل مع هؤلاء الأشخاص أو تطهيرهم مثلما يقتضي الأمر، مع مراعاة التعامل المناسب والترتيبات المناسبة بحسب ما يمليه المبدأ. هناك أيضًا أهم شيء على الإطلاق: البعض في الكنيسة يتمتعون بإنسانية صالحة نسبيًا ولديهم بعض المقدرة، وقادرون على القيام بجانب معين من العمل؛ يجب رعاية كل هؤلاء الأشخاص دون تأخير، عاجلاً وليس آجلاً، لأن الأمر سيستغرق تدريبًا لهم للوصول إلى إمكاناتهم، ولن يكونوا قادرين على فعل أي شيء بشكل جيد إذا لم يتلقوا أي تدريب. ... يجب أن تحقق أقصى استفادة من كل شخص، والاستفادة الكاملة من قدراته الفردية وترتيب الواجبات المناسبة له وفقًا لما يمكنه القيام به، وجودة مقدرته، ومقدار عمره، ومدة إيمانه بالله. يجب أن تأتي بخطة مصممة خصيصًا لكل نوع من الأشخاص وتنويعها من شخص لآخر، حتى يتمكنوا من أداء واجباتهم في بيت الله وممارسة وظائفهم إلى أقصى مدى"

...

بيّنت لي كلمات الله أن الواجب ليس مشروعًا شخصيًا للفرد. إن واجبنا يأتي من الله، وعلينا أن نؤديه حسب ما يطلبه. إن تدريب الناس هو أمر يطلبه الله من القادة. لقد أعد الله جميع أنواع الأشخاص المهرة لعمله، وبوصفي قائدة كنيسة، ينبغي عليّ أن أؤدي واجبي وفقًا لمتطلباته ومبادئه. عندما أجد شخصًا يتمتع بموهبة، ينبغي عليّ أن أدربه وأزكّيه، حتى يتمكن الجميع من الاستفادة إلى أبعد حد من نقاط قوتهم في المكان المناسب، وأداء واجبهم، والاضطلاع بالوظيفة الموكلة لكل منهم لتوسيع عمل الإنجيل بشكل أفضل. إن هذا وحده يتوافق مع إرادة الله، وهذا ما يريد الإخوة والأخوات فعله أيضًا. ما إن فهمت مشيئة الله، حتى بعثت برسالة إلى قائدة الكنيسة الأخرى أكدت فيها أنني سأقوم بإعادة تعيين الأخت تشين. شعرت براحة أكبر في قلبي ما إن بدأت في ممارسة هذه الطريقة. رأيت بعدئذ بركات الله. وكم دهشت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، عندما تضاعف عدد المهتدين الذين ربحناهم من خلال عملنا الإنجيلي ثلاث مرات مقارنة بالشهر السابق. علمت أن ذلك قد تحقق بفضل عمل الله ولم يكن في وسعي أن أتوقف عن شكره وتسبيحه!

في السابق، لم أشعر إطلاقًا بأي اشمئزاز من الفساد الناجم عن التنافس على الشهرة والثروة أو السعي وراء الشهرة والثروة والمكانة. اعتقدت أنه، ونظرًا لأن الجميع أفسدوا بواسطة الشيطان، فلا بدّ أن يكون لدينا جميعًا نفس الشخصية، وأنها ليست أمرًا يمكن تغييره في غضون بضعة أيام فحسب. لقد منعني ذلك من تقصّي الحقّ لحل المشكلة. من خلال الخضوع لدينونة كلمات الله وتوبيخها، توصلت أخيرًا إلى التمتع بشيء من التمييز لجوهر تقصّي تلك الأمور. رأيت أن السعي وراء مثل تلك الأمور هو مقاومة الله وبدأت أكره نفسي من أعماق قلبي. أصبحت مستعدّة لتقصّي الحقّ والتوبة والتغيير. بفضل عمل الله وحده، أصبح باستطاعتي الآن أن أهمل جسدي وأمارس بعض الحقّ. شكرًا لله القدير!

السابق: 37. كلام الله هز روحي وأيقظها

التالي: 39. عيش شَبَه الإنسان في نهاية المطاف

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

53. تخفيف وطأة العلاقات المقيّدة

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

31. الالتزام بواجبي

كنت أشعر بحسد كبير عندما أرى إخوةً وأخوات يؤدّون عروضًا وينشدون ويرقصون تسبيحًا لله. حلمت بيوم أقف فيه على المسرح لأنشد وأقدّم الشهادة لله....

55. التحرر من قيود العبودية

يقول الله القدير، "الآن حان الوقت الذي أضع فيه نهاية كل شخص، وليس نهاية المرحلة التي بدأت فيها عمل الإنسان. أنا أكتب في سجلي، واحدًا تلو...

43. في ترك الأنانية أتحرر

يقول الله القدير، "في شخصيات البشر العاديين لا يوجد التواء أو غش، ويقيم الناس علاقات طبيعية بعضهم مع بعض، ولا يعيشون بمفردهم، كما أن حياتهم...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب