(ن) حول كيفيَّة التغيير في الشخصيَّة والكمال بفعل الله

504. يتحقق التغيير في شخصية الإنسان من خلال أنواع مختلفة من عمل الله. وبدون هذه التغييرات في شخصية الإنسان، لن يتمكن الإنسان من الشهادة لله، ولا يمكن أن يكون بحسب قلب الله. تدل التغييرات التي تحدث في شخصية الإنسان على أن الإنسان قد حرَّر نفسه من عبودية الشيطان، وقد حرَّر نفسه من تأثير الظُلمة، وأصبح حقًا نموذجًا وعينة لعمل الله، وقد أصبح بحق شاهدًا لله، وشخصًا بحسب قلب الله. واليوم، جاء الله المُتجسّد ليقوم بعمله على الأرض، ويطلب من الإنسان أن يصل إلى معرفته وطاعته والشهادة له – وأن يعرف عمله العادي والعملي، وأن يطيع كل كلامه وعمله اللذين لا يتفقان مع تصورات الإنسان، وأن يشهد لكل عمله لأجل خلاص الإنسان، وجميع أعماله التي يعملها لإخضاع الإنسان. يجب أن يمتلك أولئك الذين يشهدون معرفةً بالله؛ فهذا النوع من الشهادة وحده هو الشهادة الصحيحة والحقيقية، وهي الشهادة الوحيدة التي تُخزي الشيطان. يستخدم الله أولئك الذين عرفوه من خلال اجتياز دينونته وتوبيخه ومعاملته وتهذيبه ليشهدوا له. إنه يستخدم أولئك الذين أفسدهم الشيطان للشهادة له، كما يستخدم أولئك الذين تغيرت شخصيتهم، ومن ثمَّ نالوا بركاته، ليشهدوا له. إنه لا يحتاج إلى الإنسان ليسبحه بمجرد الكلام، ولا يحتاج إلى التسبيح والشهادة من أمثال الشيطان، الذين لم ينالوا خلاصه. أولئك الذين يعرفون الله هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، وأولئك الذين تغيرت شخصيتهم هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، ولن يسمح الله للإنسان أن يجلب عن عمد عارًا على اسمه.

من "لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

505. ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم التعامل معهم وتأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا طاعة الله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب والتعامل معهم بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا. في الماضي، كان الحديث عن التغيرات في الشخصية يدور بصفة رئيسية حول تخلي المرء عن ذاته، وترك الجسد يعاني، وتأديب جسد المرء، والتخلص من الرغبات الجسدية؛ وهذا نوع واحد من التغيير في الشخصية. بيد أنَّ الجميع أصبحوا يعرفون اليوم أن التعبير الحقيقي عن التغيير في الشخصية هو إطاعة كلام الله الحالي ومعرفة عمله الجديد حقّ المعرفة. بهذه الطريقة يمكن التخلص من فهم الناس السابق عن الله، والذي تأثر بتصوراتهم، ويمكنهم أن يبلغوا معرفة حقيقية بالله وطاعة له، وهذا وحده ما يُعَد تعبيرًا حقيقيًا عن التغير في الشخصية.

من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

506. يجب أن تتغير شخصية الإنسان بداية من معرفة جوهره وعبر إحداث تغييرات في تفكيره وطبيعته ونظرته العقلية، وذلك من خلال تغييرات أساسية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق تغييرات حقيقية في شخصية الإنسان. تنبع الشخصية الفاسدة في الإنسان من تعرّضه للتسمّم، والسحق من الشيطان، ومن الضرر المذهل الذي أصاب به الشيطان تفكيره وأخلاقه وبصيرته وعقله. ولهذا بالتحديد، أي لأن هذه المكونات الأساسية في الإنسان قد أفسدها الشيطان، وأصبحت لا تشبه على الإطلاق الصورة التي خلقها الله عليها في الأصل، بات الإنسان يعارض الله ولا يفهم الحق. لهذا، ينبغي أن يبدأ تغيير شخصية الإنسان بإدخال تغييرات في تفكيره وبصيرته ومنطقه بحيث تؤدي إلى تغيير معرفته عن الله ومعرفته عن الحق.

من "أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

507. إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان. يعيش الإنسان تحت تأثير الشيطان، ويوجد في الجسد؛ فإذا لم يتطهر ولم ينل حماية الله، فسيصبح أكثر فسادًا. إذا أراد الإنسان أن يحب الله، فيجب أن يتطهر ويخلُص. صلى بطرس قائلًا: "يا الله، عندما تعاملني بلطف أكون مسرورًا، وأشعر بالراحة؛ وعندما توبخني أشعر بمزيد من الراحة والفرح. ومع أنني ضعيف، وأقع تحت معاناة لا توصف، ومع وجود دموع وحزن، فأنت تعلم أن هذا الحزن هو بسبب عصياني، وبسبب ضعفي. إنني أبكي لأنني لا أستطيع إرضاء رغباتك، وأشعر بالحزن والأسف لأنني غير كفؤ لمتطلباتك، لكنني على استعداد لتحقيق هذا المستوى، وراغب في أن أفعل كل ما في وسعي لإرضائك. لقد منحني توبيخك الحماية، ووهبني أفضل خلاص؛ فدينونتك تفوق تسامحك وصبرك. فبدون توبيخك ودينونتك، لم أكن لأتمتع برحمتك ومحبتك الحانية. أرى اليوم أن حبك قد تجاوز السماوات وتفوَّق على كل شيء. إن حبك ليس مجرد رحمة أو محبة حانية؛ بل وأكثر من ذلك بكثير، إنه التوبيخ والدينونة. لقد منحني توبيخك ودينونتك الكثير؛ وبدون توبيخك ودينونتك، لم يكن لأي أحد أن يتطهر، ولم يستطع أي أحد اختبار محبة الخالق."

من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

508. إن أردت أن تُكمَّل، فيجب أن يستحسنك الله أولاً؛ لأنه يُكمِّل الذين يستحسنهم والذين هم بحسب قلبه. إن أردت أن تكون بحسب قلب الله، فيجب أن يكون لك قلب يطيعه في عمله، ويجب أن تسعى إلى الحق، وأن تقبل تمحيص الله في كل الأشياء. هل خضع كل ما تفعله لرقابة الله؟ هل نيتك سليمة؟ إن كانت نيتك سليمة؛ فسيثني عليك الله، وإن كانت خاطئة، فهذا يوضح أن ما يحبه قلبك ليس الله، بل الجسد والشيطان. لذلك يجب أن تستخدم الصلاة كوسيلة لقبول رقابة الله في كل الأمور. وعندما تصلي، فعلى الرغم من أنني لا أقف أمامك شخصيًّا فإن الروح القدس معك، وأنت تصلي لي ولروح الله. لماذا تؤمن بهذا الجسد؟ أنت تؤمن لأن فيه روح الله. هل كنت ستؤمن بهذا الشخص لو أنه كان بدون روح الله؟ عندما تؤمن بهذا الشخص، فأنت تؤمن بروح الله. عندما تتقي هذا الشخص، فأنت تتقي روح الله. فالإيمان بروح الله هو إيمان بهذا الشخص، والإيمان بهذا الشخص هو أيضًا إيمان بروح الله. عندما تصلي، تشعر أن روح الله معك، وأن الله أمامك؛ ولذلك فأنت تصلي إلى روحه. يخشى اليوم معظم الناس للغاية من أن يأتوا بأفعالهم أمام الله، وفي حين أنك قد تخدع جسده، لا يمكنك أن تخدع روحه. فأي أمر لا يمكنه الصمود تحت رقابة الله هو أمر لا يتوافق مع الحق ويجب تنحيته جانبًا؛ وإذا فعلت خلافًا لذلك فإنك ترتكب خطية ضد الله. لذلك يجب عليك أن تضع قلبك بين يدي الله في سائر الأوقات، عندما تصلي، أو تتكلم، أو تشترك مع إخوتك وأخواتك، أو تؤدي واجبك، أو تمارس عملك. حين تؤدي وظيفتك، يكون الله معك، وما دامت نيتك سليمة ومن أجل عمل بيت الله، سيقبل كل ما تفعله؛ فعليك أن تكرس نفسك بإخلاص لأداء وظيفتك. وعندما تصلي، إن كانت لديك محبة لله في قلبك وتطلب رعاية الله، وحمايته وتمحيصه، إن كانت هذه هي نيتك، فستكون صلواتك فعّالة. على سبيل المثال، حين تصلي في اجتماعات، إن كنت تفتح قلبك وتصلي إلى الله وتخبره بما في قلبك دون أن تنطق بأكاذيب، فستكون صلواتك فعالة بالتأكيد. وإن كنت تحب الله بحماسة في قلبك، فقدِّم إذًا قَسَمًا إلى الله قائلاً: "يا الله الذي في السماوات وعلى الأرض وبين كل الأشياء، أقسم لك: ليفحص روحك كل ما أفعله ويحمني ويرعني في جميع الأوقات، ويمكِّني من الوقوف في حضرتك. وإن توقف قلبي عن أن يحبك أو حدث أن خانك في أي وقت من الأوقات، فلتوبخني وتلعنّي بشدة. لا تصفح عني سواء في هذا العالم أو في العالم الآخر!" هل تجرؤ على أداء هذا القسم؟ إن كنت لا تجرؤ، فهذا يدل على أنك جبان، وأنك لا تزال تحب نفسك. هل لديكم هذا التصميم؟ إن كان حقًّا لديك هذا التصميم، يجب أن تؤدي هذا القسم. إن كان لديك تصميم لأداء هذا القسم، فسيحقق الله تصميمك. حين تؤدي قسمًا لله، فإنه ينصت لك. يحدد الله ما إذا كنت خاطئًا أم بارًّا من خلال صلاتك وممارستك. هذه هي الآن عملية تكميلكم، وإن كان لديك إيمان حقًّا في أنك ستُكمَّل، فستُحضر كل ما تفعله أمام الله وتقبل فحصه، وإن فعلت شيئًا ينطوي على تمرد شنيع أو خنت الله، فسوف يجعل قسمك يؤتي ثماره، وبعدها لا يهم ما يحدث لك، سواء كان هلاكًا أو توبيخًا، فهذا من صنعك. أنت أقسمت، فعليك أن تفي بالقسم. إن أقسمت، ولم تفِ بالقسم، فستقاسي الهلاك. وبما أنك أقسمت، فسيجعل الله قسمك يؤتي ثماره. يخاف البعض بعدما يصلون ويندبون قائلين: "فات الأوان! فرصتي في الفسوق قد ضاعت؛ فرصتي في القيام بأمور شريرة قد ضاعت؛ فرصتي في الانغماس في شهواتي الدنيوية قد ضاعت!" لا يزال هؤلاء الناس يحبون الأمور الدنيوية والخطيئة، ومن المؤكد أنهم سيقاسون الهلاك.

من "يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه" في "الكلمة يظهر في الجسد"

509. هناك قاعدة لكمال الله للناس، وهي أنه ينيرك باستخدام جزء مرغوب فيك ليكون لديك سبيل للممارسة ويمكنك فصل نفسك عن جميع الحالات السلبية، مما يساعد روحك على الانطلاق، ويجعلك أكثر قدرة على أن تحبه. وبهذه الطريقة، ستتمكن من التخلص من شخصية الشيطان الفاسدة. أنت بريء ومنفتح، وترغب في معرفة نفسك، ومستعد لأن تمارس الحق. من المؤكد أن الله سيباركك، ولذا، فحين تكون ضعيفًا وسلبيًا، سينيرك بشكل مضاعف، ويساعدك بذلك على معرفة نفسك أكثر، وتكون أكثر استعدادا للتوبة عن نفسك، وتكون أكثر قدرة على القيام بالأمور التي يتعين عليك القيام بها. وبهذه الطريقة فقط يجد قلبك السلام والراحة. إن الشخص الذي يولي عادة اهتمامًا بمعرفة الله، والذي يولي اهتمامًا بمعرفة نفسه، والذي يولي اهتمامًا بممارسته الخاصة، سيتمكن من تلقي عمل الله مرارًا، ومن تلقي الإرشاد والاستنارة من الله. حتى إن كان مثل هذا الشخص في حالة سلبية، فسيكون قادرًا على تغيير الأمور فورًا، سواء بسبب عمل الضمير أو بسبب الاستنارة بكلمة الله. ويتحقق التغيير في شخصية الشخص دائمًا حين يعرف حالته الفعلية ويعرف شخصية وعمل الله. وسيكون الشخص الذي يرغب في معرفة نفسه - وهو مستعد للانفتاح - قادرًا على العمل بالحق. هذا النوع من الأشخاص هو شخص مخلص لله، والشخص المخلص لله لديه فهم لله، سواء كان هذا الفهم عميقًا أو سطحيًا، ضئيًلا أو وافرًا. هذا هو برّ الله، وهو أمر يكتسبه الناس، وهو مكسبهم الخاص. فالشخص الذي لديه المعرفة بالله هو الذي يملك أساسًا، ويملك رؤية. هذا النوع من الأشخاص هو واثق من جسد الله، ومتيقن من عمل الله وكلمته. وبغض النظر عن كيف يعمل الله أو يتكلم، أو كيف يتسبب أشخاص آخرون في الإزعاج، يمكنه أن يَثْبُتَ ويشهد لله. وبقدر ما يتصرف الشخص بهذه الطريقة يمكنه العمل أكثر بالحق الذي يفهمه. وبما أنه يمارس دائمًا كلمة الله، فهو يكسب المزيد من فهم الله، ويمتلك العزيمة على أن يشهد لله إلى الأبد.

من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

510. في الإيمان بالله، إذا كان الناس يرغبون في حدوث تغيير في شخصياتهم، فلا يجب عليهم فصل أنفسهم عن الحياة الحقيقية. في الحياة الحقيقية، يجب أن تعرف نفسك، وتتخلى عن نفسك، وتمارس الحق، وكذلك تتعلم المبادئ والحس السليم وقواعد السلوك الذاتي في كل شيء قبل أن تتمكن من تحقيق تغيير تدريجي. إذا ركزت فقط على المعرفة النظرية والعيش فقط بين الاحتفالات الدينية دون التعمق في الحقيقة، ودون الدخول إلى الحياة الحقيقية، فلن تدخل إلى الحقيقة، ولن تعرف نفسك أو الحق أو الله أبدًا، وستكون أعمى وجاهلًا. ليس الغرض من عمل خلاص الله للناس أن يسمح لهم بأن يعيشوا حياة إنسانية طبيعية بعد فترة قصيرة من الزمن، ولا أن يغير مفاهيمهم وتعاليمهم الخاطئة، بل غرضه هو تغيير شخصياتهم وطريقة حياتهم القديمة بكاملها، وكذلك جميع أساليب تفكيرهم ونظرتهم العقلية البالية. لن يغير مجرد التركيز على حياة الكنيسة عادات حياة الناس القديمة أو يغير الطرق القديمة التي عاشوها لفترة طويلة. وبغض النظر عن أي شيء، يجب ألاّ يصبح الناس منفصلين عن الحياة الحقيقية. يطلب الله أن يعيش الناس طبيعة بشرية طبيعية في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة؛ أي أن يعيشوا بحسب الحق في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة، وأن يؤدوا وظائفهم في الحياة الحقيقية، وليس فقط في حياة الكنيسة. للدخول إلى الحقيقة، يجب على المرء توجيه كل شيء نحو الحياة الحقيقية. إذا لم يستطع الناس في إيمانهم بالله أن يعرفوا أنفسهم من خلال دخول الحياة الحقيقية، وأن يعيشوا طبيعة بشرية في الحياة الحقيقية، فسوف يصبحون فاشلين. أولئك الذين لا يطيعون الله هم جميع الناس الذين لا يستطيعون الدخول إلى الحياة الحقيقية. إنهم جميع الناس الذين يتحدثون عن الإنسانية لكنهم يعيشون بحسب طبيعة الشياطين. إنهم جميعًا أناس يتحدثون عن الحق، لكنهم يعيشون عقائد بدلًا من ذلك. أولئك الذين لا يمكنهم أن يعيشوا بحسب الحق في الحياة الحقيقية هم أولئك الذين يؤمنون بالله لكنهم ممقوتون ومرفوضون منه. عليك أن تمارس دخولك إلى الحياة الحقيقية، وتعرف عيوبك وعصيانك وجهلك، وتعرف إنسانيتك غير الطبيعية ونقائصك. بهذه الطريقة سيتم دمج معرفتك في وضعك الفعلي وصعوباتك. هذا النوع فقط من المعرفة حقيقي ويمكن أن يسمح لك حقًا بإدراك حقيقة حالتك وتحقيق التغيير في شخصيتك.

من "مناقشة حياة الكنيسة والحياة الحقيقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

511. إن أكل كلام الله وشربه، وممارسة الصلاة، وقبول عبء الله، وتقبُّل المهام التي يعهد بها الله إليك – كل ذلك يهدف إلى أن يكون لديك طريق أمامك. كلما زاد ثقل عبء تكليف الله عليك، أصبح تكميله لك أسهل. البعض غير راغبين في التنسيق مع الآخرين في خدمة الله حتى عندما يُدعون. هؤلاء هم أناس كسالى لا يبتغون سوى أن ينعموا بالراحة. كلما طُلب منك أن تخدم بالتنسيق مع الآخرين، اكتسبت المزيد من الخبرة. وبما أن لديك المزيد من الأعباء والخبرة، سيكون لديك المزيد من الفرص لأن تُكمَّل. لذلك، إن استطعت خدمة الله بإخلاص فستهتم بعبء الله، وبهذه الطريقة سيكون لديك المزيد من الفرص لأن يُكمّلَك الله؛ إذ لا يحظى بالكمال حاليًّا إلا أمثال هذه الجماعة من الناس. كلما زاد تأثير الروح القدس فيك، كرّست المزيد من الوقت للاهتمام بعبء الله، وكمَّلك الله وربحك أكثر، حتى تصبح في النهاية شخصًا يستخدمه الله. في الوقت الحاضر، يوجد البعض ممَنْ لا يحملون أي أعباء من أجل الكنيسة. هؤلاء الناس بلداء وخاملون، ولا يهتمون إلا بأجسادهم. مثل هؤلاء الأشخاص أنانيون للغاية، وهم أيضًا عميان. لن تحمل أي عبء إن لم تستطع أن ترى هذا الأمر بوضوح. كلما اهتممت أكثر بمشيئة الله، زاد عظم الحمل الذي سيأتمنك عليه. لا يرغب الأنانيون في أن يعانوا هذه الأمور، ولا يرغبون في دفع الثمن، ونتيجة لذلك سوف تفوتهم فرص تكميل الله لهم. أليسوا بذلك يؤذون أنفسهم؟ إن كنت شخصًا مهتمًّا بمشيئة الله، ستحمل عبئًا حقيقيًا من أجل الكنيسة. في الواقع، بدلًا من تسمية هذا عبئًا تحمله من أجل الكنيسة، سيكون من الأفضل أن تسميه عبئًا تحمله من أجل حياتك الشخصية؛ لأن الغاية من هذا العبء الذي تحمله من أجل الكنيسة هو أن يكمِّلك الله من خلال الاستفادة من تلك الخبرات. لذلك، فإن مَنْ يحمل العبء الأكبر من أجل الكنيسة ومَنْ يحمل عبئًا من أجل دخول الحياة، هم الذين يكمِّلهم الله. هل رأيت هذا بوضوح؟ إن تناثرت الكنيسة التي تنتمي إليها مثل الرمال، ولكنْ دون أن تشعر بالقلق أو التوتر، حتى إنك لَتَغُضُّ الطرف عندما لا يأكل الإخوة والأخوات كلام الله بصورة طبيعية، فأنت لا تحمل أي أعباء. أناس مثل هؤلاء ليسوا من النوع الذي يُسَرُّ الله بهم. فالذين يُسَرُّ الله بهم يشتهون البِرَّ ويتعطشون له ويهتمون بمشيئة الله. لذلك، يجب أن تهتموا بعبء الله على الفور، ويجب ألّا تنتظروا حتى يكشف الله عن شخصيته البارة للبشرية جمعاء قبل أن تصيروا مهتمّين بعبء الله. ألن يكون الأوان قد فات حينها؟ الفرصة سانحة الآن لكي يُكمِّلك الله. إن تركت هذه الفرصة تفوتك، ستندم بقية حياتك، تمامًا مثلما لم يستطع موسى دخول أرض كنعان الطيبة، وندم على ذلك طيلة حياته، حتى مات نادمًا. بمجرد أن يُعلن الله شخصيته البارة لجميع الشعوب، سيملؤك الشعور بالندم. حتى إن لم يوبخك الله، فستوبِّخ نفسك بنفسك بسبب ندمك. البعض غير مقتنع بهذا، ولكن إن كنت لا تصدق هذا، فما عليك سوى أن تنتظر وتنظر. هناك بعض الناس الذين يتمثل هدفهم الوحيد في تحقيق هذه الكلمات. هل أنت على استعداد أن تضحي بنفسك من أجل هذه الكلمات؟

من "كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال" في "الكلمة يظهر في الجسد"

512. للروح القدس مسار يسلكه في كل شخص، ويعطي لكل شخص الفرصة لتكميله. من خلال سلبيتك خُلقت لتعرف فسادك، ثم من خلال التخلي عن سلبيتك ستجد مسارًا للممارسة، وهذه جميعًا سبل تحظى فيها بالكمال. وكذلك من خلال التوجيه المستمر والإضاءة لبعض الأمور الإيجابية في داخلك، ستنجز وظيفتك بروح المبادرة وتزداد بصيرة وفطنة. حين تكون ظروفك جيدة، سترغب في قراءة كلمة الله وفي الصلاة لله بصورة خاصة، وستتمكن من الربط بين المواعظ التي تسمعها وحالتك. في أوقات كهذه، ينيرك الله ويضيئك من الداخل، فيجعلك تدرك بعض أمور الجانب الإيجابي. هذه هي طريقة تكميلك في الجانب الإيجابي. أما في الحالات السلبية، فأنت ضعيف وسلبي، وتشعر أن الله ليس في قلبك، ولكن الله ينيرك، بمساعدتك للعثور على مسار تسلكه. إن الخروج من هذا هو بلوغ للكمال في الجانب السلبي. يستطيع الله أن يجعل الإنسان كاملاً في الجوانب الإيجابية والسلبية على حد سواء. يعتمد ذلك على قدرتك على خوض التجربة، وعلى سعيك لأن يمنحك الله الكمال. إن كنت تسعى حقًا لأن يكملك الله، فلن تستطيع السلبية أن تجعلك تعاني الخسارة، بل يمكن أن تمنحك أمورًا أكثر واقعية، وتجعلك أكثر قدرة على معرفة ما الذي تفتقر إليه في داخلك، وفهم حالتك الحقيقية، ورؤية أن الإنسان لا يملك شيئًا، وأنه لا يساوي شيئًا؛ إذا لم تختبر التجارب، فأنت لا تعرف، وستشعر دائمًا أنك فوق الآخرين، وأفضل من أي شخص آخر. سترى من خلال كل هذا أن كل ما جاء من قبل صنعه الله وحماه الله. إن الدخول في التجارب يفقدك الحب والإيمان، وتفتقر إلى الصلاة، وتصبح غير قادر على إنشاد الترانيم، وما تلبث في خضم هذا أن تتوصل إلى معرفة ذاتك دون أن تدري. لدى الله العديد من الوسائل لتكميل الإنسان. إنه يستعمل جميع وسائل البيئة للتعامل مع شخصية الإنسان الفاسدة، ويستخدم أمورًا مختلفة ليعرّي الإنسان. فهو، من جهة، يتعامل مع الإنسان، ومن جهة أخرى يعرّيه، ومن جهة ثالثة، يكشف حقيقته؛ إذْ ينقّب ويكشف "الأسرار" الكامنة في أعماق قلبه، ويظهر طبيعته من خلال الكشف عن العديد من حالاته. كذلك يجعل الله الإنسان كاملاً من خلال العديد من الطرق، وذلك من خلال الكشف، والتعامل معه، والتنقية والتوبيخ – لكي يعرف الإنسان أن الله عملي.

من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

513. ما يجب عليكم في المقام الأول أن تسعوا إليه في الوقت الراهن هو أن تُكمَّلوا من الله في كل الأشياء، وأن تُكمَّلوا من الله من خلال كل الناس والأمور والأشياء التي تواجهكم، بحيث يصبح المزيد من ماهية الله في داخلكم. يجب عليكم أولاً أن تنالوا ميراث الله على الأرض قبل أن تصبحوا أهلاً لأن ترثوا بركات أكثر وأعظم من الله. هذه الأمور كلها هي ما يجب عليكم أن تسعوا إليها وأن تفهموها أولاً. كلما زاد سعيكم نحو أن يكملكم الله في كل الأشياء، أصبحتم أكثر قدرة على رؤية يد الله في كل الأشياء، وبهذا تسعون بنشاط نحو الدخول إلى كينونة كلمة الله وواقعية كلمته من خلال مناظير مختلفة وفي أمورٍ مختلفة. لا يمكنكم أن تقنعوا بمثل هذه الحالات السلبية؛ كالاكتفاء بعدم ارتكاب خطايا أو عدم حمل أي تصورات وأي فلسفة للعيش وأي إرادة بشرية. إن الله يكمل الإنسان بطرق مختلفة، ومن الممكن أن تُكمَّل في كل الأمور نتيجة لذلك. لا يمكن أن تُكمَّل من الناحية الإيجابية فحسب، بل ومن الناحية السلبية أيضًا، وهذا يُثري ما تربحه. توجد في كل يوم فرص لتُكمَّل ووقت لتُقتنى من قِبَل الله، وبعد مدة من تلك الخبرة، سوف تشهد تغيرًا كبيرًا. سوف تصبح الآن قادرًا بصورة طبيعية على التبصر في أشياءٍ كثيرة لم تفهمها من قبل، وسوف تصبح – دون أن تدري – مستنيرًا من الله دونما الحاجة إلى آخرين يعلمونك، فتصبح لديك استنارة في كل الأشياء وتصبح كل خبراتك خصبة. سوف يرشدك الله بحيث لا تنحرف إلى أيٍّ من الجانبين، ثم تُوضَع على طريق الكمال من قبل الله.

...إذا كنتم ترغبون في أن يكملكم الله، فعليكم أن تتعلموا اختبار كل الأشياء وأن تكونوا مستنيرين في كل ما تواجهونه. كلما واجهك شيء، خيرًا كان أم شرًا، يجب أن تستفيد منه، وألا يكون سببًا في أن تصبح سلبيًا. مهما كان الأمر، يجب أن تكون قادرًا على دراسته عن طريق الوقوف في جانب الله، ولا تحلله أو تدرسه من منظور إنسان (هذا انحراف في خبرتك). إذا كان هذا هو نوع خبرتك، فسوف ينشغل قلبك بالمسؤوليات طوال حياتك، وسوف تعيش باستمرار في نور مُحيَّا الله ولن تنحرف بسهولة في ممارستك. هذا النوع من البشر يُتوقَّع له أشياء عظيمة، ولديه فرص كثيرة ليُكمَّل من قِبَل الله. الأمر برمته يتوقف على ما إذا كنتم ممن يحبون الله حبًا صادقًا وما إذا كانت لديكم الإرادة لتُكمَّلوا وتُقتَنوا من قبل الله وتتلقوا بركاته وميراثه. لن تنتفعوا شيئًا من أن تكون لديكم إرادة فقط، بل لا بد أن تكون لديكم أيضًا معرفة كثيرة، وإلا فإنكم ستستمرون دائمًا في الانحراف في ممارساتكم. يريد الله أن يكمل كل واحد منكم. رغم أن الغالبية الآن قبلت بالفعل عمل الله لمدة طويلة، فقد اكتفت بالتنعم بنعمة الله، ولا ترغب إلا في الحصول منه على بعضٍ من راحة الجسد، لكنها لا ترغب في أن تحصل على إعلانات أكثر وأسمى، وهذا يوضح أن قلب الإنسان ما زال بعيدًا دائمًا. رغم الشوائب القليلة التي ما زالت موجودة في عمل الإنسان وخدمته ومحبة قلبه لله، فإنه فيما يتعلق بجوهر الإنسان من الداخل وفكره غير المستنير، يظل الإنسان يبحث باستمرار عن السلام ومتعة الجسد، ولا يهتم بشروط تكميل الله للإنسان أو مقاصد الله من تكميل الإنسان. لذلك تظل حياة الغالبية مبتذلة ومنحلة دون أدنى قدر من التغيير. إنهم ببساطة لا يعتبرون الإيمان بالله مسألة مهمة، وكأنهم يؤمنون فقط من أجل آخر، ويتصرفون من دون جدية أو تفانٍ، ويعيشون بأقل القليل، ويهيمون في وجودٍ بغير هدف. قليلون هم الذين يسعون إلى الدخول في كلمة الله في كل الأشياء، ويربحون مزيدًا من الأشياء التي تُغْني، فيصبحون أصحاب ثروات أكبر في بيت الله هذا اليوم، ويتلقون مزيدًا من بركات الله. إذا كنتَ تسعى إلى أن يكملك الله في كل الأشياء وكنتَ قادرًا على أن ترث مواعيد الله على الأرض، وإذا كنتَ تسعى إلى الاستنارة بالله في كل شيء ولا تدع السنوات تمر دون عمل، فهذا هو الطريق الأمثل لتدخله بنشاط، وفي هذا الطريق وحده تكون مستحقًا وأهلاً أن يكملك الله.

من "وعود لأولئك الذين كمّلهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

514. لا يعمل الروح القدس فقط في أناس معينين يستخدمهم الله، ولكنه يعمل أكثر في الكنيسة. ويمكن أن يعمل في أي شخص. فقد يعمل فيك في الحاضر، وعندما تختبر هذا، قد يعمل في شخص آخر بعدك. أسْرِعْ بالامتثال؛ فكلما اتبعت النور الحاضر من كثبٍ، أمكن لحياتك أن تنمو. لا تهم الطريقة التي قد يتبعها الإنسان للتحقق من الامتثال، ما دام الروح القدس يعمل فيه. اختبر الأمر بالطريقة التي يختبرونها بها، وستتلقى أمورًا فائقة، وبذلك تتقدم أسرع. هذا هو طريق الكمال للإنسان وتلك هي الطريقة التي تنمو من خلالها الحياة. يتحقق الوصول إلى طريق الكمال من خلال طاعتك لعمل الروح القدس. فأنت لا تعلم عبر أي نوع من الأشخاص سيعمل الله على منحك الكمال، أو ماهية الأشخاص أو الأحداث أو الأشياء التي ستمكّنك من الدخول إلى امتلاكه واكتساب بعض البصيرة. إذا كنت قادرًا على السير في هذا المسار الصحيح، فإن ذلك يدل على أن لديك رجاءً كبيرًا في أن يمنحك الله الكمال. وإذا كنت غير قادر على القيام بذلك، فإن ذلك يدل على أن مستقبلك قاتم وخالٍ من النور. بمجرد أن تسير على المسار الصحيح، ستحصل على إعلان في كل شيء. لا يهم ما قد يوحي به الروح القدس للآخرين، فإذا كنت تمضي قدمًا لتختبر الأشياء بنفسك، فإن هذه التجربة ستصبح جزءًا من حياتك، وستكون قادرًا على مؤازرة الآخرين باختبارك هذا. إن الذين يؤازرون الآخرين بكلام ببغائي هم أناس ليس لديهم أي اختبارات؛ ويجب عليك أن تتعلم كيف تكتشف سبيل التطبيق قبل أن تتمكن من الشروع في التحدث عن اختبارك ومعرفتك الشخصية، وذلك من خلال نشر الاستنارة بين الآخرين وإضاءتهم. سيكون لهذا فائدة أكبر على حياتك الخاصة. عليك أن يكون اختبارك بهذه الطريقة، أي طاعة كل ما يأتيك من الله. عليك أن تطلب إرادة الله في كل شيء وتتعلم الدروس من كل شيء، وبذلك تنمو حياتك. يتيح هذا النوع من التطبيق التقدم الأسرع.

من "مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

515. فهل أنت مستعد حقًا لبلوغ الكمال؟ إذا كنت مستعدًا حقًا لكي يمنحك الله الكمال، فستكون لديك الشجاعة للتخلي عن جسدك وستكون قادرًا على تنفيذ كلام الله ولن تكون سلبيًا أو ضعيفًا. ستكون قادرًا على طاعة كل ما يأتيك من الله وستكون كل أفعالك، سواء فعلتها علنًا أو سرًا، معروضة على الله. إذا كنت شخصًا أمينًا، وطبَّقت الحق عمليًا في كل شيء، فستُمنح الكمال. أما أولئك الرجال المخادعون الذين يتصرفون بطريقة في وجه الآخرين وبطريقة أخرى من وراء ظهورهم فهم ليسوا أهلاً للكمال. إنهم جميعًا أبناء الهلاك والدمار؛ ولا ينتمون إلى الله بل إلى الشيطان. إنهم ليسوا نوع البشر الذين اختارهم الله! إذا لم تُعرض أعمالك وسلوكياتك على الله أو ينظر فيها روح الله، فإن ذلك دليل على أن لديك مشكلة ما. فقط إذا قبلت دينونة الله وتوبيخه، وأوليت اهتمامك إلى التغيير في شخصيتك، فستكون قادرًا على بلوغ طريق الكمال. إذا كنت مستعدًا حقًا ليمنحك الله الكمال ولإتمام مشيئة الله، فعليك بطاعة جميع عمل الله دون إبداء أي كلمة تذمّر ودون افتراض تقييم عمل الله أو الحكم عليه. تلك هي المطالب الدنيا لبلوغ الكمال من الله. المطلب الضروري لمَنْ ينشدون الكمال من الله هو: القيام بكل عمل من قلب ينبض بحب الله. ما الذي يعنيه ""القيام بكل عمل من قلب ينبض بحب الله"؟ يعني أن جميع أعمالك وسلوكياتك يمكن أن تُعرض على الله. فإذا كنت تمتلك نوايا صالحة، سواءً أكانت أفعالك صالحة أم خاطئة، فلا تخف من أن تُعرض على الله أو على إخوتك أو أخواتك؛ فأنت تملك الجرأة على تقديم تعهد أمام الله. يجب عليك أن تقدِّم كل نية أو خاطرة أو فكرة أمام الله ليفحصها. إذا سلكت هذا الطريق، فسيكون التقدم في حياتك سريعًا.

من "مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد" في "الكلمة يظهر في الجسد"

516. إذا كنت تريد أن يستخدمك الله ويكمِّلك، فيجب إذًا أن تمتلك كل شيء: الرغبة في المعاناة، والإيمان، والتحمُّل، والطاعة، والقدرة على اختبار عمل الله، وفهم إرادته، وتَفَهُّم حزنه وما إلى ذلك. إن تكميل شخصٍ ما ليس سهلاً، وكل مرة تمرّ فيها بالتنقية تتطلَّب إيمانك ومحبتك. إن أردت أن يكمِّلك الله، فلا يكفي أن تندفع قُدُمًا فقط على الطريق، ولا يكفي كذلك أن تبذل نفسك من أجل الله فحسب. بل يجب أن تمتلك أشياءَ كثيرةً لتكون قادرًا على أن تصبح شخصًا يكمِّله الله. عندما تواجه المعاناة، يجب أن تكون قادرًا على التخلِّي عن الاهتمام بالجسد وعدم التذمّر من الله. عندما يحجب الله نفسه عنك، يجب أن تكون قادرًا على أن يكون لديك الإيمان لتتبعه، وأن تحتفظ بمحبتك السابقة دون أن تسمح لها بأن تتعثَّر أو تتبدَّد. مهما كان ما يفعله الله، يجب أن تخضع لتخطيطه، وتكون مستعدًا للعن جسدك بدلاً من التذمر من الله. عندما تواجهك التجارب، يجب عليك إرضاء الله حتى إن بكيت بمرارةٍ أو شعرت بالتردّد في التخلّي عن شيء تحبه. هذا وحده هو الحب والإيمان الحقيقيان. مهما تكنْ قامتك الفعليَّة، يجب أولًا أن تمتلك الإرادة لمعاناة المشقَّة وامتلاك الإيمان الصادق على حد سواء، ويجب أيضًا أن تكون لديك الإرادة لإهمال الجسد. يجب أن تكون على استعداد لتحمُّل المصاعب الشخصية ولمعاناة الخسائر في مصالحك الشخصية من أجل إرضاء مشيئة الله. ويجب أيضًا أن تكون قادرًا على الإحساس بالحسرة في قلبك على نفسك؛ إذْ لم تكن في الماضي قادرًا على إرضاء الله، ويمكنك الآن أن تتحسَّر على نفسك. يجب ألّا يعوزك أيٌّ من هذه الأمور؛ إذْ إنَّه من خلال هذه الأمور سيكمِّلك الله. إذا لم تستطع أن تفي بهذه المعايير، لا يمكن تكميلك.

من "أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

517. يشير التحوُّل في الشخصية بصورة رئيسية إلى تحوُّلٍ في طبيعة المرء. لا يمكن رؤية الأمور في طبيعة الشخص من التصرفات الظاهرية؛ إذ إنها ترتبط مباشرةً بقيمة وأهمية وجوده، أي أنها تنطوي مباشرةً على نظرة المرء إلى الحياة وقِيَمِه، والأمورِ الكامنةِ في أعماق نفسه وجوهره. إن لم يستطع الشخص قبول الحق فلن يحدث له أي تحوُّل في هذه الجوانب. ولا يمكن القول بأن شخصية المرء قد تغيَّرَت إلَّا من خلال اختبار عمل الله، والدخول كليةً في الحق، وتغيير قيمه ووجهات نظره حول الوجود والحياة، وجعل وجهات نظره تتوافق مع وجهات نظر الله، وقدرته على الخضوع الكامل لله والتكريس له. قد يبدو أنَّك تبذل بعض الجهد، أو قد تكون مرنًا في مواجهة المشقة، أو قد تتمكَّن من تنفيذ ترتيبات العمل مِمَّا سبق، أو قد يكون باستطاعتك الذهاب إلى أي مكان يُطلب منك الذهاب إليه، ولكن هذه ليست إلَّا تغييرات ثانوية في سلوكك ولا تكفي لتُشكّل تحوّلًا في شخصيتك. قد تكون قادرًا على الركض في مسارات كثيرة، وتلاقي مصاعب كثيرة، وتتحمَّل ذُلًا كبيرًا؛ قد تشعر أنَّك قريب جدًا من الله، وقد يعمل الروح القدس عملاً ما في داخلك. لكنْ، عندما يطلب الله منك أن تفعل شيئًا لا يتوافق مع أفكارك، فلعلك مع ذلك لا تخضع، بل تبحث عن الأعذار، وتتمرَّد على الله وتقاومه، حتى إلى درجة أنَّك تنتقد الله وتعترض عليه. ستكون هذه مشكلة خطيرة! سيبيّن هذا أن لديك طبيعةً مقاومةً لله وأنك لم تخضع لأي تحوُّلٍ على الإطلاق.

من "ما يجب عليك معرفته عن تحوُّل شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

518. إن تحقيق التغيير في شخصية المرء ليس بالأمر البسيط، لا يعني ذلك مجرد إجراء بعض التغييرات في السلوك، أو اكتساب بعض المعرفة عن الحق، أو القدرة على التحدث قليلًا عن اختبار المرء مع كل جانب من جوانب الحق، أو تغيير بعضها، أو أن يصبح مطيعًا قليلًا بعد التأديب. هذه الأشياء لا تشكِّل تغييرًا في شخصية المرء الحياتية. لماذا أقول هذا؟ على الرغم من أنك قد تكون قادرًا على وضع بعض الأشياء جانبًا، فإن ما تمارسه لم يصل بعد إلى مستوى ممارسة الحق حقًا. أو ربما لأنك في بيئة مناسبة لفترة من الوقت، ووضع ملائم، أو أن ظروفك الحالية قد أرغمتك، فأنت تتصرف بهذه الطريقة. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون حالتك الذهنية مستقرة ويعمل الروح القدس، تكون قادرًا على الممارسة. إذا كنت تمر بتجارب وتعاني خلالها كما حدث مع أيوب، أو مثل بطرس الذي طلب من الله أن يموت، فهل ستتمكن من القول: "حتى لو مت بعد معرفتك، سيكون ذلك على ما يرام"؟ لا يحدث تحوّل في الشخصية بين عشية وضحاها، وبمجرد أن تفهم الحق لا يمكنك بالضرورة وضعه موضع التطبيق في كل بيئة. هذا يشمل طبيعة الإنسان. يبدو من الخارج كما لو أنك تمارس الحقّ، ولكن طبيعة أفعالك في الواقع لا تُظهِر ذلك. يوجد كثيرون من الناس الذين، بمُجرَّد أن تكون لديهم بعض السلوكيَّات الخارجيَّة، يقولون لأنفسهم: "ألا نؤدِّي واجباتنا؟ ألم نترك عائلاتنا ووظائفنا؟ ألا نمارس الحقّ من خلال أداء واجباتنا؟" لكن الله لا يعترف بأنك تمارس الحقّ. فجميع أولئك الذين تشوب أفعالهم دوافع وأهداف شخصيَّة لا يمارسون الحقّ. وبالتدقيق، من المحتمل أن يدين الله هذا النوع من السلوك، فهو لن يمدحه أو يذكره. ولتوضيح ذلك بمزيدٍ من التفصيل، فأنت تفعل الشرّ وسلوكك يتعارض مع الله. يبدو من الخارج أن هذه الأشياء التي تفعلها تتَّفق مع الحقّ: فأنت لا تقاطع أيّ شيءٍ أو تزعجه ولم تتسبَّب في أيَّة أضرارٍ حقيقيَّة ولم تنتهك أيّ حقٍّ. يبدو أن الأمر منطقيٌّ ومعقول، ولكن جوهر أفعالك يتعلَّق بعمل الشرّ وبمقاومة الله. ولذلك، يجب عليك تحديد ما إذا كان يوجد تغييرٌ في شخصيَّتك وما إذا كنت تمارس الحقّ من خلال النظر في المقاصد الكامنة وراء أفعالك في ضوء كلام الله. إنه لا يتحدَّد بالكلمات أو بالآراء البشريَّة. ولكنه بدلاً من ذلك يعتمد على قول الله إذا ما كنت تتَّفق مع مشيئته أم لا، وإذا ما كانت أفعالك تملك واقع الحقّ أم لا، وإذا ما كانت تفي بمتطلِّباته ومعاييره أم لا. لا يوجد شيءٌ دقيق سوى قياس نفسك على مقياس متطلِّبات الله.

من "ما يجب عليك معرفته عن تحوُّل شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

519. قد يسلك الناس حسنًا، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة إنَّ الحق يتملكّهم. يمكن لتوهج الناس العاطفي أن يجعلهم يلتزمون بعقيدةٍ ويتبعون نظامًا فحسب؛ الناس الذين لا يتملَّكهم الحق ليس أمامهم أي طريق لحل المشاكل الجوهرية، ولا يمكن لعقيدة أن تكون بديلًا للحق. يختلف عن ذلك أولئك الذين اختبروا تغييرًا في شخصياتهم، فمن اختبروا تغييرًا في شخصياتهم قد فهموا الحق، ويُميِّزون كل القضايا، ويعرفون كيف يتصرَّفون وفقًا لمشيئة الله، وكيف يتصرَّفون وفقًا لمبادئ الحق، وكيف يتصرَّفون لإرضاء الله، ويفهمون طبيعة الفساد الذي يكشفون عنه. وعندما تُكشف أفكارهم ومفاهيمهم، فإنَّهم يقدرون على التمييز وإهمال الجسد. هذا هو التعبير عن التغيير في الشخصية. والمهم في تغير الشخصية هو أنَّهم فهموا الحق بوضوح، وعندما ينفِّذون أمورًا، فإنَّهم يطبِّقون الحق بدِقَّةٍ نسبيَّة ولا يظهر فسادهم في كثيرٍ من الأحيان. وبوجه عام، يظهر الناس الذين تغيَّرَت شخصياتهم بوجه خاص عقلاء وفطنين تمامًا، ونتيجةً لفهمهم للحق، لا يظهرون البر الذاتيّ والتكبّر بنفس القدر. فهم قادرون على الرؤية الواضحة للكثير من الفساد الذي يُكشف وأن يميّزوه، لذلك لا يصيرون متكبِّرين. وهم قادرون على اقتناء إدراك موزون لمنزلة الإنسان، وكيف يتصرَّفون بعقلانيةٍ، وكيف يكونون أوفياءً لواجبهم، وماذا يقولون وماذا لا يقولون، وماذا يقولون وماذا يفعلون لأي الأشخاص. ولهذا يُقال إن أُناسًا كهؤلاء عقلاء نسبيًا. يعيش من تغيّرت شخصياتهم حقًا بحسب شبه الإنسان، ويملكون الحق؛ ويقدرون دائمًا على قول الأشياء ورؤيتها بحسب الحق، ويتبعون المبادئ في كل ما يفعلونه. لا يخضعون لتأثير أي شخص أو أمر أو شيء ولديهم جميعًا آرائهم ويمكنهم الحفاظ على مبادئ الحق. شخصياتهم ثابتة نسبيًا، فهم لا يتقلّبون في رأيهم، وبغض النظر عن موقفهم، فإنَّهم يفهمون كيف يقومون بواجبهم بصورة صحيحة وكيف يفعلون أمورًا تُرضي الله. أولئك الذين قد تغيَّرَت شخصياتهم لم يُركِّزوا على ما يجب فعله ليُظهروا أنفسهم بمظهر الصالحين على المستوى السطحيّ– فهم يقتنون وضوحًا داخليًا لما يجب فعله لإرضاء الله. ولذلك قد لا يبدون من الخارج متحمِّسين للغاية أو كأنَّهم قد فعلوا أي شيءٍ في غاية العظمة، ولكنّ كلّ ما يفعلونه هو ذو معنى وذو قيمة وله نتائج عملية. ومن المؤكد إنَّ أولئك الذين قد تغيَّرَت شخصياتهم يقتنون الكثير من الحق – هذا يمكن تأكيده من خلال وجهات نظرهم حول الأمور ومبادئهم في تصرّفاتهم. أمَّا أولئك الذين لا يقتنون الحقّ فلم يحققوا أي تغيير في الشخصية على الإطلاق. لا يعني التغيير في الشخصية التمتع بطبيعة إنسانية ناضجة ومتمرسة، بل تشير بصورة رئيسية إلى الحالات التي تتغيَّر فيها بعض السموم الشيطانيَّة في طبيعة الناس نتيجة للحصول على معرفة الله وفهم الحق. ويعني هذا أن تلك السموم الشيطانية تُطهَّرُ، والحق الذي يعبِّر عنه الله يترسَّخ داخل هؤلاء الناس، ويصير حياتهم، ويصير الأساس لوجودهم. حينئذٍ فقط يصيرون أشخاصًا جددًا، وهكذا تتغيَّر شخصياتهم. لا يعني التغيّر في الشخصية أنَّ شخصيات الناس الخارجية تكون أكثر وداعة من ذي قبل، وأنَّهم كانوا متكبّرين ولكنهم الآن يتكلمون بالعقلانيَّة، أو أنَّهم لم يعتادوا الاستماع إلى أي شخص ولكن الآن يمكنهم الإصغاء إلى الآخرين – لا يمكن أن يُقال إن مثل هذه التغييرات الخارجية تحولات في الشخصية. إن التغييرات في الشخصية بالطبع تشمل بالفعل هذه الحالات والتعابير، ولكن الأهم هو أنَّ حياتهم الداخلية قد تغيَّرَت. ويصير الحق الذي يعبِّر عنه الله محور حياتهم، وقد تخلَّصوا من السموم الشيطانية التي بداخلهم، وتغيَّرَت وجهات نظرهم تمامًا، فلا يتماشى أي منها مع وجهة نظر العالم. إنَّهُم يرون مخطَّطات التنين العظيم الأحمر وسمومه بوضوحٍ؛ لقد أَدْرَكوا الجوهر الحقيقي للحياة. لذلك قد تغيَّرَت قيم حياتهم – هذا هو التغيير الأكثر جوهرية وجوهر التغيير في الشخصية.

من "الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

520. إذا كنتَ ترغب في تطهير نفسك من الفساد والخضوع لتغيير شخصيَّتك الحياتية، فينبغي عليك عندئذ أن تحبّ الحقّ وأن تكون قادرًا على قبوله. ما معنى قبول الحقّ؟ يدل قبول الحقّ على أنه بغضّ النظر عن نوع الشخصيَّة الفاسدة التي لديك أو نوع سموم التنِّين العظيم الأحمر الموجود في طبيعتك، فأنت تقرّ به عندما يكشفه كلام الله وتخضع لهذا الكلام وتقبله دون قيدٍ أو شرطٍ، ودون إبداء أي أعذار أو محاولة الانتقاء والاختيارٍ، وتتعرف على نفسك بناء على ما يقوله. هذا هو معنى قبول كلام الله. وبغضّ النظر عمَّا يقوله، وعن مدى نفاذ أقواله إلى قلبك، وعن الكلام الذي يستخدمه، يمكنك قبوله ما دام ما يقوله هو الحقّ، ويمكنك الاعتراف به ما دام يتوافق مع الواقع. يمكنك الخضوع لكلام الله بغضّ النظر عن مدى عمق فهمك إيّاه، كما أنك تقبل النور الذي يُظهرُه الرُّوح القدس ويقيم له الإخوة والأخوات شركة. عندما يصل طلب مثل هذا الشخص الحقّ إلى نقطةٍ مُعيَّنة، يمكنه الحصول على الحقّ وتحقيق التحوُّل في شخصيَّته. حتى لو امتلك أولئك الذين لا يحبون الحق إنسانية لائقة، فحين يتعلق الأمر بالحق يكونون مشوشين ولا يأخذون الأمر على محمل الجد. وعلى الرغم من أنهم قد يكونون قادرين على القيام ببعض الأعمال الصالحة، ويمكنهم أن يبذلوا من أنفسهم من أجل الله، وأنهم قادرون على نكران الذات، فإنهم لا يستطيعون تحقيق تغيير في الشخصية.

من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

521. المفتاح ليحقّق المرء تغييرًا في شخصيته هو معرفة طبيعته، ويجب أن يحدث هذا بحسب استعلانات من الله. لا يستطيع المرء معرفة طبيعته القبيحة، وإدراك سموم الشيطان المتنوعة في طبيعته، وإدراك أنّه أحمق وجاهل، ومعرفة العناصر الضعيفة والسلبية في طبيعته إلا في كلام الله. بعد أن تعرف هذه الأمور معرفة كاملة، وتتمكّن فعلًا من كراهية نفسك وإهمال الجسد، وتنفِّذ كلام الله بثبات، وتملك الإرادة للخضوع الكليّ للروح القدس ولكلام الله، فستكون حينها قد اتَّخذت طريق بطرس. بدون نعمة الله، وبدون الاستنارة والتوجيه من الروح القدس، سيكون من الصعب السير في هذا الطريق، لأن الناس لا يملكون الحق، ولا يستطيعون خيانة أنفسهم. السير على طريق بطرس لتحقيق الكمال يعتمد في المقام الأول على العزم والإيمان والاتكال على الله. وعلاوة على ذلك، على المرء أن يخضع لعمل الروح القدس؛ إذ لا يمكن له الاستغناء عن كلام الله في كل الأشياء. هذه هي الجوانب الرئيسية، ولا يمكن انتهاك أي منها. التعرف على الذات من خلال الاختبار أمر صعب للغاية؛ إذ من الصعب جدًا الدخول إليه دون عمل الروح القدس. وللسير على طريق بطرس، يجب على المرء أن يركز على معرفة نفسه وعلى تغيير شخصيته. لم يكن طريق بولس طريق السعي إلى الحياة أو التركيز على معرفة الذات؛ بل ركز بشكل خاص على القيام بالعمل وعلى تأثيره وزخمه. وكان دافعه هو أن يربحَ بركات الله لقاء عمله ومعاناته، وأن ينال المكافآت من الله. كان هذا الدافع خاطئًا، إذ لم يركز بولس على الحياة، ولم يُعلِّق أي أهمية على إحداث تغيير في الشخصية، بل ركز فقط على المكافآت. ولأن أهدافه كانت خاطئة، فإن الطريق الذي سار عليه كان بالطبع خاطئًا أيضًا. وقد حدث ذلك بسبب طبيعته المتغطرسة والمغرورة. من الواضح أن بولس لم يكن يملك أيَّ حقٍّ، كما لم يكن يملك أي ضمير أو عقل. في خلاص الناس وتغييرهم، يغير الله شخصياتهم في المقام الأول، فالغرض من كلامه هو أن يحقق نتيجة في الناس تتمثل في تغيير شخصياتهم، والقدرة على معرفة الله، والخضوع له وعبادته بطريقة طبيعية. هذا هو الغرض من كلام الله وعمله. كانت طريقة بولس في السعي تنتهك مشيئة الله بشكل مباشر وتتناقض معها؛ إذ كانت تتعارض معها تمامًا. لكن طريقة بطرس في السعي كانت متوافقة تمامًا مع مشيئة الله، وهذه بالضبط هي النتيجة التي يرغب الله في تحقيقها في البشر. لذلك فإن طريق بطرس مباركٌ وينال ثناء الله. وبما أن طريق بولس يخالف مشيئة الله، فإن الله يمقتُ طريقه ويلعنه.

من "معرفة المرء ذاته هي بالدرجة الأولى معرفة الطبيعة البشريَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

522. إن كانت معرفة الناس لأنفسهم سطحيةً جدًا، فسيستحيل عليهم حل المشاكل، ولن تتغيّر شخصيات حياتهم بكل بساطة. من الضروري أن يعرف المرء نفسه بعمق؛ ما يعني معرفة المرء طبيعته: ما العناصر التي تشملها تلك الطبيعة، وكيف نشأت هذه الأشياء، ومن أين أتت. بالإضافة إلى هذا، هل تتمكّن في الواقع من كراهية هذه الأشياء؟ هل رأيت روحك القبيحة وطبيعتك الشريرة؟ إن تمكّنت فعلًا من رؤية الحق بشأن نفسك، فستبدأ ببغض نفسك. عندما تبغض نفسك ثم تمارس كلام الله، ستتمكّن من إهمال الجسد وتمتلك القوة لممارسة الحق من دون صعوبة. لماذا يتبع الكثير من الناس تفضيلاتهم الجسدية؟ وبما أنّهم يعتبرون أنفسهم صالحين جدًا، لشعورهم بأنّ أعمالهم محقّة ومبررة، وأنّهم بلا أخطاء، بل وأنّهم على حق تمامًا. فهم بالتالي قادرون على التصرف مفترضين أنّ العدالة في صفِّهم. عندما يعرف المرء طبيعته الحقيقيَّة من حيث مدى قبحه وحقارته وإثارته للشفقة، فإنه لا يفرط في الافتخار بنفسه أو الكبرياء، ولا يرضى بنفسه كما كان من قبل. يشعر مثل هذا الشخص وكأنه يقول لنفسه: "ينبغي أن أكون جادًا وواقعيًا وأمارس بعض كلام الله. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن أرقى إلى مستوى أن أكون إنسانًا، وسوف أخجل من العيش في محضر الله". وعندها يرى المرء نفسه تافهًا حقًّا ولا قيمة له فعلاً. وفي هذا الوقت يصبح من السهل عليه أن ينفِّذ الحقّ، ويبدو أنه يشبه الإنسان إلى حدٍّ ما. لا يستطيع الناس إهمال الجسد سوى عندما يبغضون أنفسهم حقًا. إن كانوا لا يبغضون أنفسهم، فلن يتمكّنوا من إهمال الجسد. يتألّف بغض الذات حقًا من عدة أمور: أولًا، أن يعرف المرء طبيعته؛ وثانيًا، أن يرى المرء نفسه محتاجًا ومثيرًا للشفقة، ويرى نفسه صغيرًا للغاية ولا قيمة له، ويرى روحه القذرة والمثيرة للشفقة. عندما يرى المرء كليًا ما هو عليه حقًا، ويحقّق هذه النتيجة، يربح آنذاك حقًا معرفةً لنفسه، ويمكن القول إنّ المرء توصّل إلى معرفة نفسه كليًا. وعندها فقط يستطيع المرء أن يكره نفسه حقًا، وأن يصل حتى إلى مرحلة يلعن فيها نفسه، ويشعر حقًا بأنّ الشيطان قد أفسده بعمق لدرجة أنّه لم يعُد يشبه الكائن البشري. ثم، ذات يوم، عندما يظهر تهديد الموت، سيفكّر شخص كهذا قائلاً: "هذه عقوبة الله البارّة. الله بارّ بالفعل؛ وأنا أستحق الموت حقًا". في هذه المرحلة، لن يقدم شكوى، فضلًا عن أن يلوم الله، ويشعر ببساطة بأنه مسكين ومثير للشفقة جدًا، وأنه قذر وفاسد جدًا لدرجة أنّه يجب على الله محوه، ولا تستحقّ روح مثل روحه أن تعيش على الأرض. في هذه المرحلة، لن يقاوم هذا الإنسان الله، فضلًا عن أن يخونه. إن كان المرء لا يعرف نفسه، ومع هذا يعتبر نفسه صالحًا جدًا، فعندما يقرع الموت بابه، سيفكّر هذا الإنسان قائلاً: "لقد أحسنتُ صنيعًا في إيماني. كم سعيتُ بجهد! لقد أعطيتُ الكثير، وعانيتُ كثيرًا، لكن في النهاية، يطلب منّي الله الآن أن أموت. لا أعرف أين برّ الله. لماذا يطلب منّي أن أموت؟ إن كان حتى على شخص مثلي أن يموت، إذًا فمن سيَخلُص؟ ألن ينقرض الجنس البشري؟" أولًا وقبل كل شيء، يملك هذا الشخص مفاهيم عن الله. ثانيًا، يتذمّر هذا الشخص ولا يُظهر أي خضوع على الإطلاق. هذا تمامًا مثل بولس: عندما أوشك على الموت، لم يكن يعرف نفسه، وعندما دنت منه عقوبة الله، كان قد فات أوان التوبة.

من "معرفة المرء ذاته هي بالدرجة الأولى معرفة الطبيعة البشريَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

523. عندما يخطو الناس في طريق الكمال، يصبح بالإمكان تغيير شخصيتهم القديمة. كذلك تظل حياتهم تنمو، ويتعمقون تدريجيًا في الحق، وتصبح لديهم القدرة على كراهية العالم وكل الذين لا يسعون وراء الحق. إنهم بصفة خاصة يكرهون أنفسهم، والأكثر من ذلك، إنهم يعرفون ذواتهم بوضوح. إنهم يرغبون في الحياة بالحق، ويتخذون من السعي وراء الحق هدفًا لهم. إنهم لا يرغبون في الحياة داخل الأفكار التي تولدها عقولهم، ويشعرون بالكراهية للبر الذاتي للإنسان ومن عجرفته وعجبه بذاته. إنهم يتكلمون بلياقة رفيعة، ويتعاملون مع الأشياء بفطنة وحكمة، وهم مخلصون ومطيعون لله. ليس فقط أنه لا يصيبهم الوهن أو الفتور إذا مروا بحالة من التوبيخ والدينونة، بل إنهم يشعرون بالامتنان لتوبيخ الله ودينونته. إنهم يؤمنون أنه لا يسعهم أن يسيروا من دون توبيخ الله ودينونته؛ بل بوسعهم أيضًا أن ينالوا حمايته من خلالهما. إنهم لا ينشدون إيمان السلام والفرح وطلب الخبز لإشباع الجوع، ولا يسعون وراء ملذات جسدية مؤقتة. هذا ما لدى المُكمَّلين.

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

524. إن كان الإنسان يستطيع أن يرضي الله وهو يؤدي عمله، ويسلك بحسب المبادئ في كلامه وأفعاله، يمكنه الدخول إلى حقيقة جميع جوانب الحق، فسيصبح عندئذٍ شخصًا مُكَمَّلاً من الله. يمكن القول إن عمل الله وكلامه فعّالان تمامًا بالنسبة إلى هذا الشخص؛ فكلام الله يصبح حياته وينال الحقيقة ويعيش بحسب كلام الله. وبعد ذلك، إن طبيعة جسده التي هي أساس وجوده الأصلي سوف تتزعزع وتنهار. وبعد أن يملك الإنسان كلام الله كحياته، عندئذٍ يصبح إنسانًا جديدًا. يصبح كلام الله حياته، أي أن الرؤية الخاصة بعمل الله ومتطلبات الله من الإنسان، واستعلانه للإنسان ومعايير حياة حقيقية يطلب الله من الإنسان تحقيقها، هذه كلها تصبح حياته؛ فيعيش بحسب هذا الكلام وهذه الحقائق ويصبح هذا الإنسان مُكَمّلاً بكلام الله. وهكذا، يختبر الولادة الجديدة ويصبح إنسانًا جديدًا من خلال كلام الله. هذا هو الطريق الذي اتّبع به بطرس الحقّ. كان هذا هو الطريق إلى الكمال، أي الكمال من خلال كلام الله وكسب الحياة من كلام الله. وقد أصبح الحقّ الذي عبَّر عنه الله هو حياته، وعندها فقط أصبح شخصًا كسب الحقّ.

من "كيف تسلك طريق بطرس؟" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

525. إن كان لدى الناس معرفة حقيقية بشخصية الله، ويمكنهم أن يقدِّموا تسبيحًا صادقًا لقداسته وبره، فإنهم يعرفون الله ويمتلكون الحق، وعندها فقط يعيشون في النور؛ وفقط عندما تتغير نظرة الناس إلى العالم وإلى الحياة، يتغيرون هم أنفسهم جذريًّا. عندما يكون لدى المرء هدف في الحياة ويتصرف بحسب الحق؛ عندما يسلّم ذاته بكليتها إلى الله ويعيش بحسب كلمة الله؛ عندما يشعر بالطمأنينة والابتهاج في عمق روحه؛ عندما يخلو قلبه من الظلمة؛ وعندما يعيش بحرية تامة وبدون قيد في حضور الله، عندئذٍ فقط يعيش حياة إنسانية حقيقية ويصبح شخصًا يملك الحق. بالإضافة إلى ذلك، إن كل الحقائق التي تملكها مستمدّة من كلمة الله ومن الله نفسه. إن حاكم الكون بأسره وكل الأشياء، الله العلي، يقبلك كشخص حقيقي يعيش حياة إنسانية حقيقية. ما الذي يمكن أن يكون ذا مغزى أكبر من قبول الله لك؟ إن شخصًا كهذا يملك الحق.

من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"

526. إذا كان الإنسان في إيمانه بالله ليس جادًا في أمور الحياة، ولا يسعى للدخول إلى الحق، ولا يطلب حدوث تغييرات في شخصيته، ولا حتى يسعى لمعرفة عمل الله، فلا يمكن أن يصير كاملًا. إذا كنت تريد أن تصير كاملًا، يجب أن تفهم عمل الله. يجب أن تفهم على وجه التحديد أهمية توبيخه ودينونته، والسبب وراء تنفيذ هذا العمل في الإنسان. هل تستطيع أن تقبل؟ خلال توبيخ من هذا النوع، هل أنت قادر على تحقيق نفس الخبرات والمعرفة مثل بطرس؟ إذا كنت تسعى لمعرفة الله وعمل الروح القدس، وتطلب حدوث تغييرات في شخصيتك، فلديك الفرصة لتكون كاملًا.

لا يمكن الاستغناء عن هذه الخطوة من عمل إخضاع أولئك الذين سيصيرون كاملين. فبمجرد أن يُخضع الإنسان، يمكنه أن يختبر عمل تكميله. ليس هناك قيمة كبيرة لأداء دور الخضوع فحسب، فهذا لن يجعلك صالحًا لاستخدام الله. لن يكون لديك أي وسيلة لأداء دورك في نشر الإنجيل، لأنك لا تسعى للحياة، ولا تسعى لتغيير نفسك وتجديدها، ومن ثمَّ ليس لديك خبرة فعلية في الحياة. خلال هذا العمل التدريجي، تصرفت في وقت من الأوقات كعامل في الخدمة، وكتابع، ولكن إن كنت لا تسعى في النهاية إلى أن تكون بطرس، ولم يكن سعيك وفقًا للطريق الذي جعل به بطرس كاملًا، فلن تختبر بطبيعة الحال تغييرات في شخصيتك. إذا كُنت شخصًا يسعى لتحقيق الكمال، فستكون قد حملت شهادة، وسوف تقول: "لقد قبلت عمل الله في التوبيخ والدينونة أثناء هذا العمل التدريجي لله، ومع أنني تحملت معاناة عظيمة، فقد عرفت طريقة الله في تكميل الإنسان؛ لقد نلت العمل الذي عمله الله، وقد عرفت بر الله، وتوبيخه قد خلصني. لقد أتت عليّ شخصيته البارة، وأفاض عليّ بركات ونعمة، وقد منحني توبيخه ودينونته الحماية والتطهير. إذا لم أكن قد اختبرت التوبيخ والدينونة من الله، ولو لم تأت عليّ كلمات الله القاسية، فلم يكن بإمكاني أن أعرف الله، ولا أمكنني أن أخلُص. اليوم أرى أن المرء كمخلوق لا يستمتع بكل الأشياء التي صنعها الخالق فحسب، ولكن الأهم من ذلك أنه يجب أن تتمتع جميع المخلوقات بشخصية الله البارة، وتتمتع بدينونته الصالحة، لأن شخصية الله تستحق تمتع الإنسان بها. كمخلوق أفسده الشيطان، يجب أن يتمتع المرء بشخصية الله البارة. ففي شخصيته البارة يوجد التوبيخ والدينونة، بالإضافة إلى حب كبير. ومع أنني عاجز عن الفوز بمحبة الله فوزًا كاملًا اليوم، إلا أنني حظيت برؤيتها، وفي هذا قد تباركت." هذا هو الطريق الذي يسلكه أولئك الذين يختبرون نيل الكمال والمعرفة التي يتحدثون بها. مثل هؤلاء الناس هم مثل بطرس؛ ومرّوا بنفس تجارب بطرس. مثل هؤلاء الناس هم أيضًا الذين نالوا الحياة، ويمتلكون الحق. عندما يظلون في اختبارات حتى النهاية، فإنه أثناء دينونة الله حتمًا سيُخلِّصون أنفسهم بالكامل من تأثير الشيطان، ويربحهم الله.

من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

527. ما أريده هو أناس مثل بطرس، أناس يسعون لكي يتكمَّلوا. يُعطى الحق اليوم لأولئك الذين يتوقون إليه ويبحثون عنه. ويُمنح هذا الخلاص لأولئك الذين يتوقون إلى أن يخلِّصهم الله، وليس المقصود أن تربحوه فحسب، بل أيضًا حتى يمكن أن يربحكم الله. إنكم تربحون الله حتى يربحكم الله. لقد تحدثت اليوم معكم بهذه الكلمات، وقد سمعتموها، ويجب أن تمارسوا وفقًا لهذه الكلمات. في النهاية، عندما تطبقون هذه الكلمات فحينها سأكون قد ربحتكم بفعل هذه الكلمات؛ في نفس الوقت، ستكونون قد ربحتم هذه الكلمات أيضًا، أي أنكم ستكونون قد نلتم هذا الخلاص الأسمى. بمجرد أن تتطهروا، ستكونون قد صرتم بشرًا حقيقيين. إذا كنت غير قادر على أن تحيا بحسب الحق، أو أن تحيا في صورة شخص قد تكمَّل، فيمكن القول إنك لست إنسانًا، أنت جثة متحركة، ووحش، لأنك بدون الحق، أي أنك بدون نسمة يهوه، وعليه فأنت شخص ميت ليس له روح! ومع أنه من الممكن أن تحمل شهادة بعد أن تُخضع، فإن ما تناله ما هو إلا القليل من الخلاص، ولم تصبح كائنًا حيًا تمتلك روحًا. ومع أنك قد اختبرت التوبيخ والدينونة، فلم تتجدد شخصيتك أو تتغير نتيجة لذلك؛ إنك لا تزال تحيا ذاتك العتيقة، ولا تزال تنتمي للشيطان، ولست شخصًا قد تطهّر. أولئك الذين نالوا الكمال هم وحدهم ذوو قيمة، وأناس مثل هؤلاء وحدهم هم مَنْ قد اقتنوا حياة حقيقية.

من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

528. في طريقك المستقبلي للخدمة، كيف يمكنك أن تحقق مشيئة الله؟ إحدى النقاط المهمة هي أن تسعَى إلى دخول الحياة، وأن تسعَى نحو تغيير في الشخصية، وأن تسعَى نحو التعمق في دخول الحق؛ فهذا هو الطريق لأن يكملك الله ويقتنيك. أنتم جميعًا مستقبلون لإرسالية الله، ولكن أي نوع من الإرساليات هي؟ يتعلق هذا بالخطوة التالية من العمل؛ حيث ستكون الخطوة التالية من العمل عملًا أعظم يجري تنفيذه في أرجاء الكون كله. إذًا، عليكم الآن أن تسعوا إلى إجراء تغييرات في شخصية حياتكم بحيث تصبحون في المستقبل بحقٍّ برهان المجد الذي يتمجّد به الله من خلال عمله، وأن تكونوا نماذج من عمله المستقبلي. إن سعي اليوم برمته ما هو إلا لإرساءِ دعائم عمل المستقبل، لكي يستخدمك الله، وتستطيع تقديم الشهادة له. إن جعلتَ هذا هدفَ سعيك، فسيمكنك أن تحظى بحضور الروح القدس. كلما سما هدف سعيك، زادت إمكانية أن تُكمَّل. وكلما أكثرتَ السعي نحو الحق، ازداد عمل الروح القدس. وكلما كانت لديك طاقة أكثر للسعي، ربحتَ أكثر. يُكمِّل الروح القدس الناس بناءً على حالتهم الداخلية. يقول البعض إنهم لا يرغبون في أن يستخدمهم الله أو أن يكمِّلهم، وإنهم لا يريدون سوى أن تبقى أجسادهم سليمة وألا يكابدوا أي مصيبة. وبعض الناس لا يرغبون في دخول الملكوت، بل يرغبون في الهبوط إلى الهاوية. في هذه الحالة، سيحقق لك الله أمنيتك أيضًا. ومهما كان ما تسعى إليه فسيحققه الله. فما الذي تسعى إليه في الوقت الحالي؟ هل تسعى لأن تُكمَّل؟ هل أفعالك وتصرفاتك الحالية هي من أجل أن يُكمِّلَك الله وأن يربحك؟ هكذا يجب أن تقيس نفسك دائمًا في حياتك اليومية. إذا التزمت تمامًا بالسعي نحو هدفٍ واحد، فلا شك أن الله سوف يُكمِّلَك. هذا هو طريق الروح القدس. يتمكن الناس بسعيهم من بلوغ الطريق الذي يرشدهم فيه الروح القدس. كلما زاد تعطشك إلى أن يكمّلَك الله ويربحك، زاد عمل الروح القدس في داخلك. وكلما تقاعستَ عن البحث وازددتَ سلبية وتراجعًا، تضاءلت فرص العمل أمام الروح القدس. ومع مرور الوقت سيتخلى عنك الروح القدس. هل ترغب في أن يُكمِّلَك الله؟ هل ترغب في أن يربحك الله؟ هل ترغب في أن يستخدمك الله؟ يجب أن تسعوا إلى القيام بكل شيء من أجل أن يُكمِّلكم الله ويربحكم ويستخدمكم، ولكي تستطيع كل الأشياء في الكون أن ترى تجلّيَ أعمال الله فيكم. أنتم الأسياد بين جميع الأشياء، وفي وسط كل ما هو موجود سوف تدَعون الله يتمتع بالشهادة والتمجيد من خلالكم، وهذا يثبت أنكم أفضل جيل مُبارَك!

من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: (م) حول كيفيَّة التخلُّص من تأثير الشيطان وبلوغ الخلاص

التالي: 11. كلمات عن معرفة الله

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب