معرفة عمل الله 2

كلمات الله اليومية اقتباس 188

بقبولك لعمل الله في الأيام الأخيرة وقبول كل عمل خطته فيك، عليك كمؤمنٍ بالله أن تفهم اليوم أن الله قد أعطاك بالفعل تمجيدًا وخلاصًا عظيمين. لقد تركّز مُجملُ عمل الله في كل الكون على هذه الجماعة من الناس. لقد كرّس كل جهوده مُضحيًا لأجلكم بكل شيء، وقد استعاد عمل الروح في كل أرجاء الكون وأعطاكم إياه. لذلك أقول إنكم محظوظون. بالإضافة إلى ذلك، حوّل اللهُ مجدَهُ من شعبه المختار، إسرائيل، إليكم أنتم أيتها الجماعة من الناس، ليستعلن من خلالكم هدف خطته استعلانًا جليًا تمامًا. ولهذا أنتم هم أولئك الذين سيحصلون على ميراث الله، بل وأكثر من ذلك، أنتم ورثة مجده. ربما تتذكرون جميعكم هذه الكلمات: "لِأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا ٱلْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا". كلكم قد سمعتم هذا القول في الماضي، لكن لا أحد منكم يفهم المعنى الحقيقي للكلمات. أما اليوم فتعرفون جيدًا أهميتها الحقيقية. هذه هي الكلمات التي سيحققها الله في الأيام الأخيرة، وستتحقق في أولئك المُبتلين بوحشية من التنين العظيم الأحمر في الأرض التي يقطنها. إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه. لذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد. ولهذا السبب ستصبح هذه الكلمات حقيقة فيكم أيتها الجماعة من الناس. ولأن عمل الله يتم في أرضٍ تُعانِدُه، فهو يواجه عائقًا قاسيًا، كما ولا يمكن تحقيق الكثير من كلمات الله في الوقت المناسب، ومن ثمَّ ينال الناس التنقية بسبب كلمات الله. هذا أيضًا أحد جوانب المعاناة. إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ يقوم الله بتنفيذ عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمَ من خلال هذه المعاناة مرحلةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة. إن الله ينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس. ويقوم بعمله في التطهير والإخضاع بسبب معاناة الناس ومقدرتهم، وكل شخصيتهم الشيطانية في هذه الأرض النجسة، ليتمجَّد من هذا الأمر ويكسب أولئك الذين يشهدون لأعماله. هذا هو المغزى الكامل لكل تضحيات الله التي قدّمها لهذه الجماعة من الناس، وهذا يعني أن الله يقوم بعمل الإخضاع فقط من خلال أولئك الذين يعاندونه. فإظهار قوّة الله العظيمة تكمن في القيام بذلك فقط. بعبارة أخرى، أولئك الذين في الأرض النجسة هم وحدهم مَنْ يستحقون أن يرثوا مجد الله، وهذا وحده يمكنه أن يعلن عن قوة الله العظيمة. لهذا أقول إنّ الله قد تمجَّد في الأرض النجسة ومن أولئك الذين يعيشون فيها. هذه هي إرادة الله. وهذا يشابه تمامًا مرحلة عمل يسوع، إذْ كان قادرًا على أن يتمجّد فقط بين مضطهديه من الفريسيين. ما كان ليسوع أن يتعرّض للسخرية والافتراء أو حتى الصلب ولا أن يتمجَّد أبدًا لولا هذا الاضطهاد ولولا خيانة يهوذا. حيثما يعمل اللهُ في كل عصر ويقوم بعمله في الجسد، يتمجَّد هناك، وهناك يكسبُ من ينوي كسبهم. هذه هي خطة عمل الله، وهذا هو تدبيره.

من "هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 189

إن العمل الذي أتمّه الله في الجسد ينقسم بحسب مخططه الذي أعدّه لآلاف السنين إلى قسمين: الأول هو عمل صلب المسيح الذي يتمجَّد به؛ والآخر هو عمل الإخضاع والتكميل في الأيام الأخيرة، والذي سيتمجَّد من خلاله. هذا هو تدبير الله. هكذا، لا تعتبروا عملَ الله أو إرساليته لكم أمرًا بسيطًا. أنتم جميعكم ورثة ثقل مجد الله الأبدي غير المحدود، وهذا قد رتَّبَه الله بطريقة خاصة. قد أُظهِرَ أحّدُ قسمي مجده فيكم، وقد وُهِبَ لكم قسمٌ من كلّ مجد الله ليكون ميراثكم. هذا هو تمجيدُ الله وهذه هي خطته المحددة سلفًا منذ القِدم. انظروا إلى عظمة العمل الذي صنعه الله في الأرض التي يسكن فيها التنين العظيم الأحمر، فلو نُقِل هذا العمل إلى مكان آخر لأنتج ثمرًا عظيمًا منذ زمن بعيد ولكان من السهل على الإنسان قبوله؛ فرجال الدين المؤمنون بالله في الغرب يسهلُ عليهم جدًا قبول مثل هذا العمل، لأن مرحلة عمل يسوع تمثّل سابقةً لا مثيل لها. هذا هو السبب في أن الله غير قادر على تحقيق هذه المرحلة من عمل التمجيد في مكان آخر. أي طالما أن هناك تعاونًا من كل البشر واعترافًا من جميع الأمم، لا مكان إذًا لمجد الله أن يحلّ فيه. وهذه هي بالضبط الأهمية الاستثنائية التي تحتلها هذه المرحلة من العمل في هذا البلد. لا يوجد بينكم رجلٌ واحدٌ يتمتّعُ بحماية القانون. بل بالحري تعاقبون بالقانون. وتكمن الصعوبة الأكبر في أن لا أحد يفهمكم، سواء كانوا أقاربكم أو والديكم أو أصدقاءكم أو زملاءكم. لا أحد يفهمكم. لا يمكنكم مواصلة العيش على الأرض عندما يرفضكم الله. ومع ذلك، لا يستطيع الناس تحمّل هجرانِهم لله. هذا هو مغزى إِخْضَاعِ الله للناس، وهذا هو مجد الله. إنّ ما ورثتموه اليوم يفوق ما ورثه جميع الرسل والأنبياء السابقين، بل هو أعظم مما كان لموسى وبطرس. لا يمكن الحصول على البركات في غضون يوم أو يومين، إنما يجب اكتسابها بكثير من التضحية. بمعنى أنه يجب أن يكون لديكم الحب النقيّ والإيمان العظيم والحقائق الكثيرة التي يطلب منكم الله إدراكها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكونوا قادرين على طلبِ العدل وألا تُذعنوا أو تخضعوا أبدًا. ويجب أن تتحلوا بمحبة ثابتة لله بلا هوادة. القرارُ مطلوبٌ منكم، وكذلك تغيير شخصيتكم الحياتية. يجب معالجة فسادكم، وأن تقبلوا ترتيب الله بدون تذمّر، وأن تطيعوا حتى الموت. هذا ما يجب أن تحققوه. هذا هو الهدف النهائي لعمل الله، ومطالب الله من هذه الجماعة من الناس. كما يمنحكم الله، كذلك ينبغي أن يطالبكم بما يليق. ولذلك، هناك سببٌ وراء عمل الله كله، ومن هذا يمكننا أن نرى لماذا يقومُ بعمله مرارًا وتكرارًا بمعاييرَ عالية ومتطلبات صارمة. وعليه يجب أن تمتلؤوا إيمانًا بالله. باختصار، يقوم اللهُ بكل عمله لأجلكم، لكي تكونوا مستحقين الحصولَ على ميراثه. لا يقوم بهذا من أجل مجد الله وحده، إنما من أجل خلاصكم، وتكميل جماعة الناس هذه المتألمة بشدة في الأرض النجسة. عليكم أن تفهموا إرادة الله. ولذا فإنني أحضُّ الكثير من الجهلة فاقدي البصيرة والإحساس قائلًا: لا تجرّبوا الله ولا تقاوموه أكثر. لقد تحمّل الله بالفعل كل الألم الذي لم يتحمله إنسانٌ، وعانى في الماضي الكثير من الإذلال عوضًا عن الإنسان. ما الذي لا يمكنكم التخلي عنه؟ ما الذي يمكن أن يكون أكثر أهمية من إرادة الله؟ ما الذي يمكنه أن يسمو على محبة الله؟ إنها لمهمةٌ مضنية جدًا أن يقوم الله بعمله في هذه الأرض النجسة. إذا كان الإنسان يتعدَّى بمعرفته وإرادته، إذًا على عمل الله أن يدوم طويلًا. على أية حال، هذا ليس في مصلحة أيٍّ كان ولا يفيد أحدًا. الله غير مقيد بوقت؛ عمله ومجده يأتيان في المقام الأول. لذلك، مهما طال الوقت، لن يَكِلّ‎‎ حتى يحقّق عمله. هذه هي شخصية الله: لن يهدأ حتى يتحقق عمله. ولا يمكن لعمل الله أن يقترب من نهايته إلا عندما يحين الوقت الذي يحقق فيه القسم الثاني من مجده. إذا لم يتمكَّن الله من الانتهاء من القسم الثاني من عمل تمجيده في كل أنحاء الكون، فلن يأتي يومُه أبدًا، ولن تبتعد يده عن مُختاريه، ولن يحلَّ مجده على إسرائيل أبدًا، ولن تكتملَ خطته على الإطلاق. يجب أن تفهموا إرادة الله وتعلموا أن عمل الله ليس بالأمر البسيط كخلق السموات والأرض وكل الأشياء. فعمل اليوم يتجلى في تغيير أولئك الذين فَسَدوا، وفقدوا الإحساس إلى أقصى درجة، وفي تطهير أولئك الذين خُلِقوا ثمّ عَمِلَ الشيطانُ فيهم، وليس خلق آدم وحواء فضلا ً عن صنع النور أو خلق جميع أنواع النباتات والحيوانات. عمله الآن هو في تطهير كل ما قد أفسده الشيطان ليُستعادوا ويصبحوا ملكَ لله ومجدَه. على الإنسان ألا يعتقد أن عملًا كهذا هو أمر بسيط كخلقِ السماوات والأرض وكل ما سيكون، وهو لا يشابه عمل لعنِ الشيطان وطرحه في الهاوية السحيقة، إنما هو لتغيير الإنسان، وتحويل ما هو سلبي إلى إيجابي ولاقتناء مُلكه البعيد عنهُ. هذه هي حقيقة هذه المرحلة من عمل الله. عليكم أن تدركوها وألا تُبَسِّطَوا الأمور أكثرَ من اللازم. لا يشبه عمل الله أي عمل عادي. ولا يمكن لعقل الإنسان تصوّر روعته أو إدراك حكمته. فالله لا يخلقُ الأشياء كلها ويفنيها خلال هذه المرحلة من عمل. هو بالأحرى يغيَّر كل خليقته وينقّي كل ما قد دنسه الشيطان. لذلك، سيبتدئ الله ُعملًا عظيمًا، وهذه هي الأهمية النهائية لعمله. هل تعتقد بعد سماعك لهذه الكلمات أن عمل الله بسيط جدًا؟

من "هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 190

تنقسم الستة آلاف سنة من عمل تدبير الله إلى ثلاث مراحل: عصر الناموس وعصر النعمة وعصر الملكوت. هذه المراحل الثلاث من العمل هي كلها من أجل خلاص البشرية، أي أنها من أجل خلاص البشرية التي أفسدها الشيطان بشدةٍ. مع ذلك، فهي أيضًا في الوقت نفسه من أجل أن يخوض الله معركة مع الشيطان. وهكذا، كما ينقسم عمل الخلاص إلى ثلاث مراحل، تنقسم المعركة مع الشيطان أيضًا إلى ثلاث مراحل، ويُنفذ هذين الجانبين من عمل الله في وقت واحد. إن المعركة مع الشيطان هي في الواقع من أجل خلاص البشرية، ولأن عمل خلاص البشرية ليس شيئًا يمكن إنجازه بنجاح في مرحلة واحدة، تنقسم المعركة مع الشيطان أيضًا إلى مراحل وفترات، وتُشن الحرب على الشيطان وفقًا لاحتياجات الإنسان ومدى إفساد الشيطان له. ربما يعتقد الإنسان في خياله أن الله سيحمل السلاح في هذه المعركة ضد الشيطان، بنفس الطريقة التي قد يحارب بها جيشان بعضهما بعضًا. هذا ما يمكن لعقل الإنسان أن يتخيله، وهي فكرة غامضة وغير واقعية إلى حد بعيد، ولكن هذا ما يعتقده الإنسان. ولأنني أقول هنا إن وسائل خلاص الإنسان هي من خلال المعركة مع الشيطان، يتخيل الإنسان أن هذه هي الطريقة التي تجري بها المعركة. في عمل خلاص الإنسان، نُفذت ثلاث مراحل، أي أن المعركة مع الشيطان قد انقسمت إلى ثلاث مراحل قبل الهزيمة الكاملة للشيطان. ومع ذلك، فإن الحقيقة الكامنة وراء كل عمل المعركة مع الشيطان هي أن آثارها تتحقق من خلال عدة خطوات من العمل: منح النعمة للإنسان، والصيرورة ذبيحة خطية عن الإنسان، وغفران خطايا الإنسان، وإخضاع الإنسان، وتكميل الإنسان. في واقع الأمر، فإن المعركة مع الشيطان ليست حمل سلاح ضد الشيطان، ولكن خلاص الإنسان، والعمل على حياة الإنسان، وتغيير شخصية الإنسان حتى يقدم شهادة لله. هكذا يُهزم الشيطان. يُهزم الشيطان من خلال تغيير شخصية الإنسان الفاسدة. وحينما تتحقق هزيمة الشيطان، أي عندما يتحقق خلاص الإنسان تمامًا، عندئذٍ سيصبح الشيطان مقيدًا تمامًا، وبهذه الطريقة، سيكون قد نال الإنسان خلاصًا تامًا. وهكذا، فإن جوهر خلاص الإنسان هو المعركة مع الشيطان، والحرب مع الشيطان تنعكس في المقام الأول على خلاص الإنسان. مرحلة الأيام الأخيرة، التي سيُخضع فيها الإنسان، هي المرحلة الأخيرة في المعركة مع الشيطان، وهي أيضًا مرحلة عمل الخلاص الكامل للإنسان من مُلك الشيطان. المعنى الكامن وراء إخضاع الإنسان يكمن في عودة تجسيد الشيطان، أي الإنسان الذي أفسده الشيطان، إلى الخالق بعد إخضاعه، والذي من خلاله سيتخلى عن الشيطان ويعود إلى الله عودةً تامةً. وبهذه الطريقة، سوف يخلُص الإنسان تمامًا. وهكذا، فإن عمل الإخضاع هو آخر عمل في المعركة ضد الشيطان، والمرحلة الأخيرة في تدبير الله من أجل هزيمة الشيطان. بدون هذا العمل، سيكون الخلاص الكامل للإنسان مستحيلاً في نهاية الأمر، وستكون هزيمة الشيطان المطلقة مستحيلة أيضًا، ولن تتمكن البشرية أبدًا من دخول الغاية الرائعة، أو التحرر من تأثير الشيطان. ومن ثمَّ، لا يمكن إنهاء عمل خلاص الإنسان قبل انتهاء المعركة مع الشيطان، لأن جوهر عمل تدبير الله هو من أجل خلاص البشرية. كان الإنسان الأول محفوظًا في يد الله، ولكن بسبب إغواء الشيطان وإفساده، صار الإنسان أسيرًا للشيطان وسقط في يد الشرير. وهكذا، أصبح الشيطان هدفًا للهزيمة في عمل تدبير الله. ولأن الشيطان استولى على الإنسان، ولأن الإنسان هو الأصل في كل تدبير الله، فيُشترط لخلاص الإنسان أن يُنتزع من يديّ الشيطان، وهذا يعني أنه يجب استعادة الإنسان بعد أن بات أسيرًا للشيطان. لذا يجب أن يُهزَم الشيطان بإحداث تغييرات في الشخصية العتيقة للإنسان، التي يستعيد من خلالها عقله الأصلي، وبهذه الطريقة، يمكن استعادة الإنسان الذي أُسر من يديّ الشيطان. إذا تحرَّر الإنسان من تأثير الشيطان وعبوديته، فسوف يخزى الشيطان، ويُسترد الإنسان في نهاية الأمر، ويُهزم الشيطان. ولأن الإنسان قد تحرَّر من التأثير المُظلم للشيطان، فسيصبح الإنسان هو المكسب من كل هذه المعركة، وسيوضع الشيطان موضع العقاب حالما تنتهي هذه المعركة، وبعدها سيكون قد اكتمل العمل الكامل لخلاص البشرية.

من "استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 191

الله متجسِّد في بر الصين الرئيسي، وهي ما يطلق عليها أبناء هونج كونج وتايوان الأرض الداخلية. عندما جاء الله من أعلى إلى الأرض، لم يعرف أحد ممن في السماء والأرض شيئًا عن الأمر، لأن هذا هو المعنى الحقيقي لرجوع الله بأسلوب مستتر. صار في الجسد يعمل ويعيش لزمن طويل، ومع ذلك لم يعرف أحد بهذا الأمر. حتى إلى هذا اليوم لم يدركه أحد. ربما سيظل هذا لغزًا أبديًّا. مجيء الله في الجسد هذه المرة ليس شيئًا يمكن لأي شخصٍ الدراية به. لا يهم مدى كِبر وقوة عمل الروح، يبقى الله دائمًا رابطَ الجأش، ولا يتخلَّى أبدًا عن ذاته. يمكن أن نقول إن هذه المرحلة من عمله كما لو كانت تحدث في العالم السماوي. مع أنها واضحة بصورة كاملة لكل شخص، لا أحد يقر بها. عندما ينهي الله هذه المرحلة من عمله، سيستيقظ كل شخص من حلمه الطويل ويغير موقفه السابق.[1] أتذكر الله يقول ذات مرة: "المجيء في الجسد هذه المرة مثل السقوط في عرين النمر". ما يعنيه هذا هو أنه بما أن الله في هذه الجولة من عمله يدخل في الجسد ويولد أيضًا في مكان سكنى التنين العظيم الأحمر، فإنه يواجه خطرًا بالغًا أشد من ذي قبل بمجيئه إلى الأرض هذه المرة. ما يواجهه هو السكاكين والبنادق والهراوات، ما يواجهه هو التجربة؛ ما يواجهه هو الحشود التي تتسربل في هيئة سفاحين. يخاطر بأن يتعرض للقتل في أية لحظة. لقد جاء الله بالغضب. لكنه أتى لكي يقوم بعمل التكميل، أي القيام بالجزء الثاني من العمل الذي يستمر بعد عمل الفداء. من أجل هذه المرحلة من عمله، كرَّس الله كل فكره وعنايته ويستخدم كل وسيلة ممكنة ليتجنب هجمات التجربة، ويحجب نفسه باتضاع ولا يتباهى بهويته. أكمل يسوع فقط عمل الفداء لكي ينقذ الإنسان من الصليب؛ لم يكن يقوم بعمل التكميل. لذلك تم إنجاز نصف عمل الله فحسب، وإنهاء عمل الفداء كان فقط نصف خطته الإجمالية. وحيث إن العصر الجديد على وشك البدء، والقديم على وشك الانتهاء، بدأ الله الآب في تداول الجزء الثاني من عمله وبدأ في التجهيز له. لم يتم في الماضي التنبؤ بهذا التجسد في الأيام الأخيرة، وبذلك فإن هذا قد أرسى أساسًا للسرِّية المتزايدة المحيطة بمجيء الله في الجسد هذه المرة. عند بزوغ الفجر، دون علم أي شخص، جاء الله إلى الأرض وبدأ حياته في الجسد. لم يكن الناس على دراية بهذه اللحظة. ربما ناموا جميعًا سريعًا، وربما العديد منهم كانوا ساهرين منتظرين، وربما العديد منهم كانوا يصلون في صمت إلى الله في السماء. ومع ذلك من بين كل هؤلاء الناس الكُثُر لم يعرف أحد أن الله قد جاء على الأرض بالفعل. عمل الله بهذه الصورة لكي يستطيع تنفيذ عمله بصورة أكثر سلاسة ويحقق أفضل النتائج، وأيضًا لتجنب المزيد من التجارب. عندما ينقطع سبات ربيع الإنسان، سيكون عمل الله قد انتهى منذ أمد بعيد وسيرحل، وينهي حياة التجول والمكوث على الأرض. لأن عمل الله يتطلب من الله أن يتصرف ويتحدث بصورة شخصية، ولأنه ليست هناك وسيلة للإنسان لكي يتدخل، فقد احتمل الله ألمًا مفرطًا ليأتي على الأرض ليقوم بالعمل بنفسه. الإنسان غير قادر على أن يكون بديلًا عن عمل الله. لذلك واجه الله مخاطر آلاف أضعاف المرات عن تلك التي كانت في عصر النعمة ليأتي إلى حيث يسكن التنين العظيم الأحمر ليقوم بعمله، ليضع كل فكره وعنايته لفداء هذه المجموعة من الناس الفقيرة، ويفتدي هذه الجماعة من الناس الغارقة في كومة الروث. مع أن لا أحد يعرف بوجود الله، إلا أن الله ليس منزعجًا لأن هذا يفيد عمله بصورة كبيرة. كل الناس أشرار بصورة فظيعة، فكيف يمكن لأي شخص أن يتسامح مع وجود الله؟ لهذا يبقى الله دائمًا صامتًا على الأرض. لا تهم مدى قسوة الإنسان الشديدة على الأرض، لا يأخذ الله أياً منها على محمل الجدية، ولكنه يظل يقوم بالعمل الذي يحتاج إلى أن يقوم به ليتمم الإرسالية الأعظم التي أعطاه الآب السماوي إياها. مَن مِن بينكم قد أدرك جمال الله؟ من يُظهر اهتمامًا بعبء الله الآب أكثر مما يفعل ابنه؟ من قادر على فهم مشيئة الله الآب؟ غالبًا ما ينزعج روح الله الآب في السماء، وابنه على الأرض يصلي باستمرار بحسب مشيئة الله الآب، وقلبه يتمزق أشلاءً. هل هناك أي شخص يعرف محبة الله الآب لابنه؟ هل هناك أي شخص يعرف كيف يفتقد الابن المحبوب الله الآب؟ ينظر الاثنان إلى بعضهما من بعيد، واحدًا من السماء وواحدًا من الأرض، جنبًا إلى جنب في الروح. أيتها البشرية! متى ستراعون قلب الله؟ متى ستفهمون مقصد الله؟ دائمًا ما اعتمد الآب والابن على بعضهما. لماذا ينبغي أن ينفصلا إذًا، فيبقى واحد في السماء من أعلى وواحد على الأرض من أسفل؟ يحب الآب ابنه كما يحب الابن الآب. فلماذا إذًا ينبغي عليه أن ينتظر بهذا الاشتياق ويشتاق بهذا القلق؟ مع أنهما لم ينفصلا لمدة طويلة، هل يعرف أي شخص أن الآب كان مشتاقًا بشدة أيامًا ولياليَ طويلة وكان يتطلع إلى رجوع ابنه المحبوب سريعًا؟ إنه يراقب، ويجلس في صمت، وينتظر. كل هذا من أجل مجيء ابنه السريع. متى سيكون مجددًا مع ابنه الذي يتجول على الأرض؟ مع أنهما بمجرد أن يكونا معًا، سيبقيان معًا إلى الأبد، كيف يمكنه أن يتحمل آلاف الأيام والليالي من الانفصال، واحد في السماء أعلى والآخر على الأرض أسفل؟ عشرات السنوات على الأرض هي مثل آلاف السنين في السماء. كيف يمكن لله الآب ألا يقلق؟ عندما يأتي الله إلى الأرض، يختبر تقلبات العالم البشري العديدة مثلما يفعل الإنسان. الله نفسه بريء، فلماذا يدع نفسه يعاني من نفس الألم كالإنسان؟ لا عجب أن الله الآب يشتاق بشدة لابنه؛ من يمكنه أن يفهم قلب الله؟ إن اللهُ يعطي الإنسانَ الكثير؛ كيف يمكن للإنسان أن يعوض قلب الله بصورة كافية؟ مع ذلك يعطي الإنسانُ لله القليل؛ كيف لا يمكن لله إذًا أن يقلق؟

من "العمل والدخول (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. "يغير موقفه السابق" تشير إلى كيف تتغير تصورات وآراء الناس عن الله بمجرد أن يعرفوه.


كلمات الله اليومية اقتباس 192

نادرًا ما يفهم أحد من بين البشر الإلحاح في الحالة الذهنية لله؛ لأن مقدرة البشر متدنية للغاية وروحهم مُتَبلِّدة تمامًا، ولأنهم إما لا يلاحظون ما يفعله الله أو لا يبالون به. لذلك يبقى الله قلقًا بشأن الإنسان، كما لو كانت طبيعة الإنسان الوحشية من الممكن أن تخرج عن السيطرة في أية لحظة. هذا يوضح بصورة إضافية أن مجيء الله إلى الأرض تصحبه تجارب عظيمة. ولكن من أجل إكمال جماعة من البشر، أخبر اللهُ، الممتلئ مجدًا، الإنسانَ بكل مقصد من مقاصده ولم يخبئ شيئًا. لقد عزم بثبات على إكمال هذه الجماعة من الناس. ولذلك، سواء كانت تجربة أو مشقة تأتي، فإنه يهملها ويتجاهلها. إنه يقوم بعمله فقط بهدوء، مؤمنًا بثبات أنه عندما يظفر الله بالمجد، سيعرف الإنسان الله، ويعتقد أنه عندما يُكمِّل الله الإنسان، سيفهم الإنسان قلب الله بالتمام. الآن ربما هناك أشخاص يجربون الله أو يسيئون فهمه أو يلومونه؛ لا يبالي الله بأي من هذا. عندما ينزل الله بمجدٍ، سيفهم جميع الناس أن كل شيء يفعله هو من أجل سعادة البشرية وسيفهم جميع الناس أن كل شيء يفعله الله كان من أجل أن تحيا البشرية بصورة أفضل. مجيء الله تصاحبه التجارب، ويصاحب مجيء الله أيضًا الجلالة والنقمة. عندما يحين وقت رحيل الله عن الإنسان، سيكون قد تمجَّد بالفعل، وسيرحل ممتلئًا تمامًا بالمجد وببهجة العودة. إن الله العامل على الأرض لا يهتم مهما كان مقدار رفض الناس له. إنه فقط يقوم بعمله. خلْقُ الله للعالم يرجع إلى آلاف السنوات، لقد جاء إلى الأرض ليقوم بعدد لا حصر له من الأعمال، ولقد اختبر رفض وافتراء العالم البشري بالتمام. لا أحد يرحب بوصول الله؛ الجميع يعامله ببرود فحسب. على مدار عدة آلاف من السنوات الممتلئة بالمصاعب، حطم سلوك الإنسان قلب الله لمدة طويلة. لم يعد الله يهتم بعصيان الناس، بل قام بعمل خطة منفصلة لتغيير الإنسان وتطهيره. اختبر الله في الجسد السخرية والافتراء والاضطهاد والضيقة ومعاناة الصليب وإقصاء البشر، لقد ذاق الله ما يكفي من هذه الأمور. عانى الله في الجسد بالكامل مآسي العالم البشري. وجد روح الله الآب في السماء منذ مدة طويلة أن هذه المشاهد لا تُحتمل فانحنى برأسه وأغلق عينيه، منتظرًا رجوع ابنه الحبيب. كل ما يتمناه أن ينصت كل الناس ويطيعوا، ويكونوا قادرين على الشعور بعار عظيم أمام جسده، ولا يتمردون عليه. كل ما يتمناه هو أن يؤمن الناس جميعًا أن الله موجود. لقد توقف منذ مدة طويلة على طلب مطالب كبيرة من الإنسان لأنه قد دفع ثمنًا باهظًا، ومع ذلك يستريح الإنسان،[أ] غير مُبْدٍ أي اهتمام بعمل الله على الإطلاق.

من "العمل والدخول (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. "يستريح" تشير إلى أن الناس لا يبالون بعمل الله ولا يرونه مهمًا.


كلمات الله اليومية اقتباس 193

في عصر النعمة، عندما رجع الله إلى السماء الثالثة، تحرك عمل الله لفداء البشرية بأسرها بالفعل إلى جزئه الختامي. كل ما بقي على الأرض كان الصليب الذي حمله يسوع على ظهره، والكتان الذي التف يسوع به، وإكليل الشوك، والرداء القرمزي الذي كان يرتديه (كانت هذه هي الأشياء التي استخدمها اليهود للسخرية منه). أي إنه بعد أن تسبَّب عمل صلب يسوع في جلبةً عظيمة، هدأت الأمور. ومنذ ذلك الحين، بدأ تلاميذ يسوع في استكمال عمله برعاية وتغذية الكنائس في كل مكان. محتوى عملهم كان كالآتي: طلبوا من جميع الناس أن يتوبوا ويعترفوا بخطاياهم ويعتمدوا، وانطلق كل الرسل لنشر قصة صلب يسوع الداخلية، أي القصة الحقيقية، حتى لا يسع أي أحد سوى أن يخر ساجدًا أمام يسوع ويعترف بخطاياه، بالإضافة إلى أن الرسل ذهبوا إلى كل مكان لينقلوا الكلمات التي قالها يسوع. ومنذ ذلك الوقت بدأ بناء الكنائس في عصر النعمة. ما فعله يسوع أثناء ذلك العصر كان أيضًا الحديث عن حياة الإنسان ومشيئة الآب السماوي، ولأنه كان عصرًا مختلفًا، اختلفت العديد من تلك الأقوال والممارسات اختلافًا كبيرًا عن أقوال وممارسات اليوم. ومع ذلك، فكلاهما متشابه من ناحية الجوهر. كلاهما عمل روح الله في الجسد، وهو كذلك بدقة وبالتحديد. هذا النوع من العمل والأقوال استمر إلى هذا اليوم، ولذلك فإن هذا الشيء ما زال يُشَارك في المؤسسات الدينية اليوم، وهو ثابت بالتمام. عندما اختُتِم عمل يسوع، وسارت الكنائس في المسار الصحيح ليسوع المسيح، بدأ الله خطته لمرحلة أخرى من عمله، والتي كانت مسألة مجيئه في الجسد في الأيام الأخيرة. يرى الإنسان أن صلب الله قد اختتم عمل تجسد الله، وفدى البشرية كافة، وسمح لله أن يأخذ مفاتيح الهاوية. يظن كل شخص أن عمل الله قد أُنجز بالتمام. في الواقع، من منظور الله، ما أُنجزَ هو جزء صغير من العمل. كل ما فعله كان لفداء البشرية؛ فلم يُخضعها، كما لم يغيِّر وجه الإنسان الشيطاني. لهذا يقول الله: "مع أن جسم تجسُّدي اجتاز في ألم الموت، لم يكن هذا هو الهدف الكلي من تجسُّدي. يسوع هو ابني الحبيب وقد صُلِبَ على الصليب من أجلي، لكنه لم يختتم عملي بالكامل، بل فقط قام بجزء منه". وهكذا بدأ الله جولة خطط ثانية للاستمرار في عمل التجسُّد. كان مقصد الله النهائي هو تكميل وربح كل الناس الذين انقذوا من براثن الشيطان، والذي كان السبب وراء استعداد الله للاجتياز مرة أخرى في مخاطر المجيء في الجسد. تشير كلمة "تجسُّد" إلى الواحد الذي لا يجلب المجد (لأن عمل الله لم يكتمل بعد)، بل إلى الذي يظهر في هوية الابن المحبوب، الذي هو المسيح، الذي به يُسر الله. لهذا السبب يُقال عن هذا إنه "اجتياز المخاطر". إن قوة الجسد المتجسد ضئيلة، ولا بُد أن يحترس احتراسًا شديدًا[1]، وقوّته بعيدة كل البعد عن سلطان الآب في السماء؛ فهو يتمم فقط خدمة الجسد، ويُكمل عمل الله الآب وإرساليته دون الاشتراك في أي عمل آخر، ويُكمل فقط جزءًا واحدًا من العمل. لهذا السبب دُعي الله "المسيح" بمجرد أن جاء إلى الأرض. هذا هو المعنى الضمني للاسم. السبب وراء قول إن المجيء يصاحبه تجارب هو أن جزءًا واحدًا فقط من العمل هو الذي يتم. بالإضافة إلى أن السبب وراء أن الله الآب يُطلِق عليه فقط "المسيح" أو "الابن المحبوب" ولم يُعطه كل المجد هو بالتحديد لأن الجسم المتجسِّد يأتي ليقوم بجزء واحد من العمل، وليس لتمثيل الآب في السماء، بل لأداء خدمة الابن المحبوب. عندما يتمم الابن المحبوب الإرسالية كلها التي قَبِلَ تحمُّلها على عاتقه، عندها سيعطيه الآب مجدًا كاملًا مع هوية الآب. يمكن أن نقول إن هذا هو "قانون السماء". لأن الذي جاء في الجسد والآب في السماء هما في عالمين مختلفين، وكلاهما ينظر إلى الآخر في الروح، يبقى الآب عينه على الابن المحبوب ولكن الابن غير قادر أن يرى الآب من بعيد. هذا لأن الوظيفة التي يقدر عليها الجسد ضئيلة للغاية، ومن المحتمل أن يُقتل في أية لحظة، لهذا يُقال إن هذا المجيء محفوف بأكبر المخاطر. هذا يعادل تخلِّي الله مرةً أخرى عن ابنه المحبوب وإيداعه في فم النمر، حيث تكون حياته في خطر بوضعه في المكان الذي يتركز فيه الشيطان. حتى في مثل هذه الظروف الرهيبة، سلَّم الله ابنه المحبوب إلى شعب يعيش في مكان مملوء بالنجاسة والفجور لكي "يُرّبوه حتى البلوغ". هذا بسبب أن هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يكون عمل الله مناسبًا وطبيعيًا، وهي الطريقة الوحيدة لاستيفاء جميع رغبات الله الآب وإتمام الجزء الأخير من عمله بين البشر. لم يفعل يسوع أكثر من إنجاز مرحلة واحدة من عمل الله الآب. بسبب الحاجز المفروض بسبب الجسم المتجسِّد والاختلافات في العمل العتيد أن يُكمل، لم يكن يسوع نفسه يعرف أنه ستكون هناك عودة ثانية للجسد. لذلك لم يجرؤ أحدٌ من مفسري الكتاب المقدس أو الأنبياء على أن يتنبأ بوضوح بأن الله سيتجسَّد مرةً ثانيةً في الأيام الأخيرة؛ أي إنه سيأتي في الجسد ثانيةً لعمل الجزء الثاني من عمله في الجسد. لذلك، لم يدرك أحد أن الله قد حجب نفسه بالفعل في الجسد منذ مدة طويلة. لا عجب أن يسوع لم يقبل هذه الإرسالية إلا بعد أن قام وصعد إلى السماء، ولذلك لا توجد نبوة واضحة حول التجسد الثاني لله، ويستحيل على العقل البشري تخمين ذلك. وفي كل أسفار النبوات الكثيرة في الكتاب المقدس لا توجد كلمات تذكر هذا ذكرًا واضحًا. غير أنه عندما جاء يسوع للعمل، كانت هناك بالفعل نبوة تقول إن عذراء ستحبل، وستلد ابنًا، مما يعني أنه حُبل به من الروح القدس. ومع ذلك، قال الله إن ذلك حدث تحت طائلة خطر الموت، فكم سيكون الأمر عليه لو حدثت هذه القضية اليوم؟ لا عجب أن الله يقول إن هذا التجسد يتعرض لمخاطر آلاف المرات أكثر مما مر به أثناء عصر النعمة. في العديد من الأماكن، تنبأ الله عن أنه سيربح مجموعة من الغالبين في أرض سينيم. وبما أنه من شرق العالم يُربَح الغالبون، لذلك فمكان نزول الله في تجسده الثاني هو بدون شك أرض سينيم، وهي نفسها البقعة حيث يرقد التنين العظيم الأحمر ملفوفًا. هناك سيربح الله أحفاد التنين العظيم الأحمر لكي يُهزم ويُخزى بالكامل. سوف يوقظ الله هؤلاء الناس الغارقين في معاناة شديدة، لينهضهم حتى يستيقظوا تمامًا، ويُخرجهم من الضباب وينبذون التنين العظيم الأحمر. سوف يستيقظون من حلمهم، ويتعرفون على ماهية التنين العظيم الأحمر، ويقدرون على تقديم قلوبهم بجملتها لله، وينهضون خارجين من قمع قوى الظلمة، ويقفون في شرق العالم، ويصيرون دليلًا على نصرة الله. بهذه الطريقة وحدها سيتمجَّد الله. من أجل هذا السبب وحده، أنهى الله العمل في إسرائيل وبدأه في أرض يرقد فيها التنين العظيم الأحمر ملفوفًا، بعد قرابة حوالي ألفي عام من الرحيل، أتى مرة أخرى في الجسد ليُكمل عمل عصر النعمة. بنظرة الإنسان المجردة، يفتتح الله عملًا جديدًا في الجسد، ولكن في نظر الله، فإنه يستمر في عمل عصر النعمة، لكن فقط بعد فترة انقطاع استمرت لبضعة آلاف من السنين، وفقط مع تغيير في موقع العمل وبرنامج عمله. مع أن الصورة التي اتخذها جسم الجسد في عمل اليوم تبدو مختلفة تمامًا عن يسوع، إلا أنهما ينشآن من نفس الجوهر والجذر، ويأتيان من نفس المصدر. ربما توجد فيهما العديد من الاختلافات الخارجية، لكن الحقائق الداخلية لعملها متماثلة كليًّا. وفي نهاية الأمر، إن هذين العصرين مختلفان كاختلاف الليل والنهار. فكيف يمكن أن يتبع عمل الله نمطًا ثابتًا؟ أو كيف يمكن للمراحل المختلفة في عمله أن تعرقل بعضها بعضًا؟

من "العمل والدخول (6)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. تشير عبارة "قوة الجسد المتجسد ضئيلة، ولا بُد أن يحترس احتراسًا شديدًا" إلى أن صعوبات الجسد كثيرة جدًا، والعمل الذي يتم محدود للغاية.


كلمات الله اليومية اقتباس 194

لقد استغرق الإنسان كل هذا الوقت ليدرك أن توفير الحياة الروحية واختبار معرفة الله ليسا كل ما يفتقر إليه، بل يفتقر إلى أهم من ذلك، وهو تغيير شخصيته. ونظرًا لجهل الإنسان المطبق بالتاريخ والثقافة القديمة لبني جنسه، كانت النتيجة أنه لا يعرف شيئًا على الإطلاق عن عمل الله. ويأمل الناس جميعًا أن يتعلقوا بالله من صميم قلوبهم، ولكن فساد جسد الإنسان المفرط المتمثل في اللامبالاة والبلادة جعله لا يعرف شيئًا على الإطلاق عن الله. فليس لله غاية من مجيئه بين البشر اليوم سوى إحداث تغيير في أفكارهم وأرواحهم، وكذلك في صورة الله التي حملوها في قلوبهم منذ ملايين السنين. وسوف يستغلّ هذه الفرصة ليجعل الإنسان كاملًا، أي سيغير الطريقة التي يعرفونه بها وموقفهم تجاهه من خلال معرفة الإنسان، بحيث يمكن لمعرفتهم به أن تشهد بداية جديدة تمامًا، ومن ثمَّ تتجدد قلوبهم وتتغيّر. التعامل والتأديب هما الوسيلتان لتحقيق ذلك، في حين أن الإخضاع والتجديد هما الهدفان منه. قصد الله منذ الأزل هو تبديد أوهام الإنسان التي يؤمن بها فيما يخص موضوع الله المُبهَم، وقد أصبح هذا في الآونة الأخيرة مسألة ملحّة له. ليت جميع الناس يوسعون منظور رؤيتهم عند النظر في هذا الموقف. غيِّروا طريقة اختبار كل شخص بحيث يمكن تحقيق هذا المقصد المُلحِّ لله، وتصل المرحلة الأخيرة من عمل الله على الأرض إلى نتيجة مثمرة. أظهِروا ولاءكم كما يجب، وأرِيحوا قلب الله مرّة أخيرة وإلى الأبد. آمل ألا يتهرّب أيٌّ من الإخوة والأخوات من هذه المسؤولية أو يأخذها بسطحية. يأتي الله بالجسد هذه المرة بناء على دعوة وفي ضوء حالة الإنسان؛ أي أنه يأتي ليزوّد الإنسان بما يحتاجه. فهو سيُمَكِّن كل إنسان – مهما كانت مقدرته أو نشأته – من رؤية كلمة الله، ومن خلال كلمته سيرى وجود الله واستعلانه، ويقبل كمال خلق الله لهم. ستغيّر كلمته أفكار الإنسان وتصوراته؛ بحيث تكون أسارير الله الحقيقية متجذّرة بقوّة في أعماق قلب الإنسان. هذه هي رغبة الله الوحيدة على الأرض. الله لا يهتم بمدى عظمة طبيعة الإنسان، أو بحقيقته الوضيعة، أو بالطريقة التي تصرّف بها في الماضي. يتمثل رجاؤه فقط في أن يُجَدِّدَ الإنسانُ صورةَ الله في قلبه وأن يتعرّف على جوهر البشرية، ومن ثمَّ فإن رغبة الله هي في تغيير النظرة الأيديولوجية للإنسان. يأمل الله في أن يشتاق إليه الإنسان بعمق وأن يكون له ارتباطٌ أبديٌّ به. هذا كل ما يطلبه الله من الإنسان.

من "العمل والدخول (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 195

قلتُ في العديد من المرات أن عمل الله في الأيام الأخيرة يُعمل بهدف تغيير روح كل شخص ونفسه، ولكي يُصلح قلبه، الذي عانى صدمة عظيمة، فينقذ روحه، التي تأذَّت بعمق من جراء الشر. إنه يهدف إلى إيقاظ أرواح الناس، وليذيب قلوبهم الباردة، ويجعلها تستعيد شبابها. هذه هي مشيئة الله العظمى. دع الحديث عن مدى عمق وسمو حياة الإنسان وخبراته جانبًا؛ فعندما توقَظ قلوب الناس، وعندما يُقامون من أحلامهم ويعرفون بالكامل الضرر الذي قام به التنين العظيم الأحمر، سيكون عمل خدمة الله قد اكتمل. اليوم الذي يكتمل فيه عمل الله هو أيضًا اليوم الذي يبدأ فيه الإنسان رسميًّا طريق الإيمان الصحيح بالله. آنذاك، ستنتهي خدمة الله: سيكون عمل الله الصائر جسدًا قد انتهى بالكامل، وسيبدأ الإنسان أداء الواجب الذي تعيّن عليه أداؤه رسميًّا، حيث سيؤدي خدمته. هذه هي خطوات عمل الله. لذلك ينبغي عليكم أن تتلمسوا طريقكم للدخول على أساس معرفة هذه الأمور. هذا كله هو ما ينبغي عليكم أن تفهموه. لن يتحسن دخول الإنسان إلا عندما تحدث تغيرات عميقة داخل قلبه؛ لأن عمل الله هو خلاص الإنسان الكامل، الإنسان الذي افتُدِيَ، والذي لا يزال يعيش تحت قوى الظلمة، والذي لم يُقِم نفسه قط من هذا المكان الذي تتجمَّع فيه الشياطين؛ هذا لكي يتمكن الإنسان من التحرر من آلاف السنين من الخطيّة، ويصير محبوبًا لله، ويطرح التنين العظيم الأحمر بالكامل أرضًا، ويؤسس ملكوت الله، ويجلب الراحة إلى قلب الله قريبًا. هذا بهدف أن يعطي متنفَّسًا بلا تحفظ للكراهية التي تنفخ صدوركم، وللقضاء على تلك الجراثيم المتعفنة، ولكي يسمح لكم بأن تتركوا هذه الحياة التي لا تختلف عن حياة حصان أو ثور، ولكي لا تكونوا عبيدًا بعد الآن، ولكي لا تعودوا تُسحقون أو تُحكمون من قِبل التنين العظيم الأحمر كما يشاء. لن تعودوا من هذه الأمة الساقطة، ولن تعودوا تنتمون إلى التنين العظيم الأحمر الشنيع، ولن تعودوا عبيدًا له. سيمزق الله عش الشياطين إربًا، وستقفون إلى جانب الله؛ فأنتم تنتمون إلى الله، ولا تنتمون إلى إمبراطورية العبيد هذه. لقد مقت الله هذا المجتمع المظلم طويلًا من أعماقه. إنه يصر بأسنانه، ويتوق إلى أن يطأ بقدميه هذه الحية القديمة الشنيعة الشريرة لكي لا تقوم مجددًا أبدًا، ولا تسيء إلى الإنسان أبدًا من جديد. لن يصفح عن أفعالها التي عملتها في الماضي، ولن يتسامح مع خداعها للإنسان، وسيصفي حساب كل خطيّة من خطاياها عبر العصور؛ لن يترك الله زعيم كل الشرور[1] هذا مطلقًا دون عقاب، بل سيهلكه بالكامل.

من "العمل والدخول (8)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. "زعيم كل الشرور" تشير إلى الشيطان القديم. تعبر هذه العبارة عن كراهية مفرطة.


كلمات الله اليومية اقتباس 196

كثيرة هي الليالي المؤرقة التي احتملها الله من أجل عمل البشرية. من أعلى الأعالي إلى أدنى الأعماق، نزل إلى الجحيم الحي الذي يسكن فيه الإنسان ليقضي أيامه معه، ولم يشتكِ قط من الخسة الموجودة بين البشر، ولم يَلُمْ الإنسان قط على عصيانه، بل تحمل مهانةً عظيمة بينما ينفذ شخصيًّا عمله. كيف يمكن أن ينتمي الله إلى الجحيم؟ كيف يمكن أن يقضي حياته في الجحيم؟ لكن من أجل خاطر البشرية جمعاء، كي تجد كل البشرية الراحة قريبًا، تحمل المهانة وعانى الظلم ليأتي إلى الأرض، ودخل شخصيًّا إلى "الجحيم" و"العالم السفلي"، دخل إلى عرين النمر، ليخلص الإنسان. كيف يتأهل الإنسان لمعارضة الله؟ ما السبب الذي لديه ليشتكي من الله مرةً أخرى؟ كيف يتحلى بالسفاهة ليتطلع إلى الله مجددًا؟ لقد جاء إله السماء إلى أرض الرذيلة الأكثر نجاسة، ولم يعبِّر قط عن مظالمه، أو يشتكِ من الإنسان، بل قبل بصمت ويلات[1] الإنسان ومقاومته. لم يأخذ بثأره قط من متطلبات الإنسان غير المنطقية، ولم يطلب من الإنسان قط متطلبات مفرطة، ولم يقدم أية متطلبات غير معقولة منه؛ إنه فقط يقوم بالعمل الذي يطلبه الإنسان بلا شكوى: التعليم والاستنارة والتأنيب وتنقية الكلمات والتشجيع والتذكير والتحذير والتعزية والدينونة والإعلان. أي من خطواته لم تكن من أجل حياة الإنسان؟ مع أنه قد أزال تطلعات الإنسان ومصيره، أي من الخطوات التي نفذها الله لم تكن من أجل مصير الإنسان؟ أي منها لم تكن من أجل نجاته؟ أي منها لم تكن من أجل تحرير الإنسان من هذه المعاناة ومن قمع قوى الظلمة السوداء كالليل؟ أي منها لم تكن من أجل الإنسان؟ من يمكنه أن يفهم قلب الله، الذي هو كأم مُحبَّة؟ من يمكنه أن يستوعب قلب الله المتحمس؟ قلب الله المتحمس وتوقعاته العطوفة لُقيَت بقلوب باردة، وعيون غير مبالية وقاسية، وبتأنيبات وشتائم متكررة من الإنسان، وملاحظات حادة وسخرية واستخفاف، لُقيت بسخرية الإنسان ونبذه القاسي، وعدم استيعابه، وأنينه، واغترابه، وتجنبه، لم تُلاقَ بشيء إلا الخداع والمرارة والهجمات. الكلمات الدافئة لُقيت بنظرات ضارية وتحدٍّ بارد بآلاف من أصابع الاتهام. لم يسع الله شيء إلا الاحتمال محني الرأس خادمًا الناس مثل ثور مطيع.[2] كم من شموس وأقمار، كم من مرات واجه فيها النجوم، كم من مرات غادر فيها عند الفجر وعاد مع الغروب، مطروحًا وعائدًا، متحملًا العذاب ألف مرة أكثر من وجع رحيله عن أبيه، ومتحملًا هجمات وكسر الإنسان، ومعاملته وتهذيبه. إن اتضاع الله واستتاره لُقيا بإجحاف[3] الإنسان، وبآراء الإنسان ومعاملته غير العادلة، وتجهيل هويته واحتماله وتسامحه لُقيت بنظرة الإنسان الجشعة؛ يحاول الإنسان أن يدوس الله حتى الموت، بدون ندم، يحاول أن يطرح الله أرضًا. موقف الإنسان في معاملته مع الله هو موقف "مهارة نادرة" والله، وهو الذي يزدريه الإنسان ويضايقه، مسحوق تحت قدم عشرات آلاف الناس بينما يقف الإنسان عاليًا، كما لو كان ملكًا في قلعته، كما لو كان يرغب في أن يمتلك سلطة مطلقة،[4] ويدير القضاء من وراء ستار، ويجعل الله مخرجًا ملتزمًا بالقواعد والضمير من وراء المشهد، ولا يُسمح له بالدفاع عن نفسه أو التسبب في متاعب؛ يجب على الله أن يلعب دور الإمبراطور الأخير، ويجب أن يكون دُمية،[5] متجردًا من كل حرية. أفعال الإنسان لا يمكن وصفها، فكيف له أن يتأهل أن يطلب هذا أو ذلك من الله؟ كيف يتأهل ليقدم مقترحات لله؟ كيف يتأهل ليطلب من الله أن يتعاطف مع ضعفه؟ كيف يمكنه أن يكون لائقًا لنيل رحمة الله؟ كيف يمكنه أن يكون لائقًا لنيل رحابة صدر الله مرارًا وتكرارًا؟ كيف يكون مؤهلاً لنيل غفران الله مرارًا وتكرارًا؟ أين ضميره؟ لقد كسر قلب الله منذ مدة طويلة، وقد ترك قلب الله من وقتها ممزقًا. جاء الله بين البشر مشرق العينين ومتوهجًا وآملًا أن يكون البشر محسنين تجاهه، حتى ولو بالقليل من الدفء فقط. مع ذلك كان قلب الله بطيئًا في أن يتعزى من الإنسان، كل ما حصل عليه هو عذاب وهجمات متعاظمة،[6] قلب الإنسان جشع للغاية، وشهوته عظيمة جدًّا ولا يشبع أبدًا، هو دائمًا مؤذٍ ومتهور، ولا يسمح لله أبدًا بأية حرية أو بالحق في التكلم ويترك الله بلا خيار إلا الخضوع للمهانة، والسماح للإنسان بأن يتلاعب بالله كيفما شاء.

من "العمل والدخول (9)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. "ويلات" تستخدم لكشف عصيان البشرية.

2. "لُقيت بنظرات ضارية وتحدٍّ بارد بآلاف من أصابع الاتهام. لم يسع الله شيء إلا الاحتمال محني الرأس خادمًا الناس مثل ثور راغب" هي في الأصل جملة واحدة، لكن تم قسمتها إلى جملتين للتوضيح. تشير الجملة الأولى إلى تصرفات الإنسان، بينما الثانية إلى المعاناة التي اجتاز فيها الله وأنه متضع ومستتر.

3. تشير "إجحاف" إلى سلوك الناس العاصي.

4. "يمتلك سلطة مطلقة" تشير إلى سلوك الناس العاصي؛ إذ يضعون أنفسهم في مرتبة عالية، ويكبلون الآخرين ويجعلونهم يتبعونهم ويعانون من أجلهم. إنهم القوى المعادية لله.

5. "دمية" تستخدم للسخرية من أولئك الذين لا يعرفون الله.

6. "متعاظمة" تستخدم لتسليط الضوء على سلوك الناس المتدني.


كلمات الله اليومية اقتباس 197

أرسل تجسد الله صدمات لكل الأديان والقطاعات، لقد "أثار الفوضى" بين الترتيب الأصلي للدوائر الدينية، وزعزع قلوب كل من اشتاقوا إلى ظهور الله. من لا يعشق؟ من لا يشتاق إلى رؤية الله؟ كان الله شخصيًّا بين الناس للعديد من السنوات، ومع ذلك لم يدركه الإنسان قط. اليوم، قد ظهر الله نفسه، وأظهر هويته للجموع، كيف يمكن ألا يجلب هذا سعادة لقلب الإنسان؟ شارك الله ذات مرة الإنسان في أفراحه وأحزانه، واليوم تم لم شمله مع البشرية، ويتشارك في قصص الأزمان التي ذهبت معه. بعد أن خرج من اليهودية لم يجد له الناس أثرًا. يشتاقون إلى أن يتلاقوا مرةً أخرى مع الله، والقليل منهم يعرف أنه اليوم قد تلاقى معه من جديد، وأُعيد لم شمله معه. كيف لا يمكن لهذا أن يثير أفكار الأمس؟ مر ألفا عام الآن على رؤية سمعان بن يونا، حفيد اليهود، ليسوع المخلص، وأكل معه على نفس المائدة، وبعد اتباعه للعديد من السنوات شعر بحنين أعمق له: أحبه من أعماق قلبه، أحب الرب يسوع بعمق. لم يعرف الشعب اليهودي شيئًا عن كيف أن هذا الطفل الأشقر، المولود في مذود بارد، كان هو أول صورة لتجسُّد الله. جميعهم اعتقدوا أنه كان مثلهم، ولا أحد ظنه مختلفًا، كيف يمكن للناس التعرف على يسوع الطبيعي والعادي؟ ظن الشعب اليهودي أن يسوع هو ابن الأزمنة اليهودي. لا أحد نظر إليه كالله الجميل، ولم يفعل الناس شيئًا إلا طلب طلبات منه عن عمى، طالبين منه أن يعطيهم نعمًا زاخرة وغنية وسلامًا وبهجةً. عرفوا فقط أنه، مثل المليونير، لديه كل شيء قد يرغب فيه المرء. ومع ذلك لم يعامله الناس قط كمحبوب؛ أناس ذلك الزمن لم يحبوه، واعترضوا عليه فحسب، وقدموا متطلبات غير عقلانية منه، وهو لم يقاوم قط، وأعطى النِعَم للإنسان بصورة مستمرة، حتى على الرغم من أن الإنسان لم يعرفه. هو لم يفعل شيئًا سوى أن يُقدّم في صمت الدفء والمحبة والرحمة للإنسان وأيضًا أعطى الإنسان طرق ممارسة جديدة وقاده خارج قيود الناموس. لم يحبه الإنسان، هو فقط حسده وأقر بمواهبه الاستثنائية. كيف يمكن للبشر العميان أن يعرفوا مدى المهانة التي قاساها يسوع المخلص المحبوب عندما جاء بين البشر؟ لم يفكر أحد في ضيقته، ولم يعرف أحد محبته لله الآب، ولم يعرف أحد بشأن وحدته؛ حتى مريم كانت أمه بالولادة، كيف كان بإمكانها أن تعرف الأفكار الموجودة في قلب الرب يسوع الرحيم؟ من عرف المعاناة التي لا توصف التي تحملها ابن الإنسان؟ بعد تقديم طلبات منه، رماه أناس في ذلك الزمن ببرود وراء ظهورهم، وطردوه خارجًا. لذلك تجول في الشوارع، يومًا تلو الآخر، وعامًا تلو الآخر، متنقلًا عبر العديد من السنوات حتى عاش ثلاثة وثلاثين عامًا صعبة، أعوام كانت طويلة وأيضًا قصيرة. عندما احتاجه الناس، دعوه إلى منازلهم بابتسامات على وجههم، محاولين تقديم طلبات منهم، وبعد أن قدم مساهمته لهم، طردوه إلى الخارج على الفور. أكل الناس ما قدمه من فمه، وشربوا دمه، واستمتعوا بالنعم التي منحهم إياها، ومع ذلك عارضوه أيضًا، لأنهم لم يعرفوا قط من أعطاهم حياتهم. في النهاية صلبوه على الصليب، ومع ذلك لم ينطق بكلمة. وحتى اليوم، هو يبقى صامتًا. يأكل الناس جسده، ويشربون دمه، ويأكلون الطعام الذي يصنعه لهم، ويسيرون في الطريق الذي افتتحه من أجلهم، ومع ذلك لا يزالون ينوون رفضه، إنهم في الواقع يعاملون الله الذي أعطاهم حياتهم كعدو، بل ويعاملون العبيد مثل الآب السماوي. ألم يعارضوا الله عمدًا في هذا؟ كيف جاء يسوع ليموت على الصليب؟ هل تعرفون؟ ألم يخنه يهوذا، الذي كان الأقرب له وقد أكل وشرب وتمتع معه؟ ألم يكن سبب خيانة يهوذا هو أن يسوع لم يكن أكثر من مجرد معلم صغير عادي؟ لو كان الناس يرون حقًّا أن يسوع غير عادي، وهو من السماء، كيف أمكنهم أن يصلبوه حيًّا على الصليب لأربعة وعشرين ساعة، حتى لم يتبقَ نَفَس في جسده؟ من يمكنه أن يعرف الله؟ لا يفعل الناس شيئًا إلا التمتع بالله بجشع نهِم، لكنهم لم يعرفوه قط. أُعطيت لهم بوصة فأخذوا ميلًا، وجعلوا يسوع طائعًا تمامًا لأوامرهم ومتطلباتهم. من أظهر أي نوع من أنواع الرحمة تجاه ابن الإنسان هذا، الذي ليس له مكان يسند فيه رأسه؟ من فكر في الانضمام له ليكمل إرسالية الله الآب؟ من فكر فيه؟ من تأمل في مصاعبه؟ بدون أدنى حب، أدار الإنسان ظهره ومضى؛ لا يعرف الإنسان من أين أتى نوره وحياته، ولا يفعل شيئًا إلا التخطيط سرًّا حول كيفية صلب يسوع الذي مضى عليه ألفا عام مجددًا، الذي اختبر الألم بين البشر. هل يستوجب يسوع حقًّا مثل هذه الكراهية؟ هل كل ما فعله قد نُسي؟ الكراهية التي تجمعت لآلاف السنين ستُطلق أخيرًا إلى الخارج. أنتم، أشباه اليهود! متى كان يسوع عدائيًّا نحوكم، لكي تكرهوه لهذه الدرجة؟ لقد فعل الكثير وقال الكثير، ألم يكن كل هذا من أجل فائدتكم؟ لقد قدم حياته لكم بدون أن يطلب منكم أي شيء في المقابل، لقد أعطى كل ما لديه، هل ما زلتم حقًّا تريدون أن تأكلوه حيًّا؟ لقد أعطى كل ما لديه لكم دون أن يحجب أي شيء، ودون أن يتمتع بأي مجد عالمي، أو دفء بين البشر أو محبة بين البشر أو البركات بينهم. الناس وضيعون جدًّا نحوه، لم يتمتع بأي غنى على الأرض، وكرَّس كل قلبه العطوف المخلص للإنسان، لقد كرس كل ما لديه للبشرية، ومَن أعطاه الدفء؟ مَن أعطاه تعزيةً؟ كوَّم الإنسان كل الضغط عليه، وأعطاه كل البلايا، وفرض خبراته البشرية الأكثر سوءًا بين البشر عليه، ولامه بالظلم، ويسوع وافق على ذلك ضمنيًّا. هل سبق واعترض على أي شخص؟ هل طلب تعويضًا ضئيلًا من أي شخص؟ مَن أظهر نحوه أي عطف؟ كأناس عاديين، مَن مِنكم لم تكن لديه طفولة لطيفة؟ مَن لم يكن لديه شباب نابض بالحياة؟ من لم يحصل على دفء الأحباء؟ من كان بلا محبة الأقرباء والأصدقاء؟ من لم ينل احترامًا من آخرين؟ من كان بلا أسرة دافئة؟ من كان بلا تعزية من المقربين إليه؟ ولكن هل تمتع هو بأي من هذا؟ مَنْ سبق أن أعطاه ولو القليل من الدفء؟ مَن سبق أن منحه ولو ذرة تعزية؟ مَن أظهر له القليل من الأخلاقيات الإنسانية؟ مَن كان متسامحًا معه؟ مَن كان معه أثناء الأوقات الصعبة؟ مَن اجتاز في الحياة الصعبة معه؟ لم يخفف الإنسان أبدًا متطلباته منه؛ إنه يطلب منه فقط بلا تردد، كما لو كان، بعد أن جاء إلى عالم البشر، في صورة ثور أو حصان أو كسجين للإنسان وعليه أن يعطي كل ما لديه له؛ ولو لم يعطه، لن يسامحه الإنسان أبدًا، ولن يتساهل معه أبدًا، ولن يدعوه الله أبدًا، ولن يبجله أبدًا. الإنسان حاد للغاية في موقفه من الله، كما لو كان عازمًا على تعذيب الله حتى الموت، وبعدها فقط سيخفف متطلباته من الله؛ ولو لم يفعل، لن يقلل الإنسان أبدًا معايير متطلباته من الله. كيف يمكن لله ألا يحتقر إنسانًا مثل هذا؟ أليست هذه هي مأساة اليوم؟ لا يُرى ضمير الإنسان في أي مكان. يظل يقول إنه سيرد محبة الله، لكنه ي يُشرِّحه ويعذبه حتى الموت. أليست هذه "الوصفة السرية" لإيمانه بالله، التي ورثها من أجداده؟ لا يوجد مكان لا يوجد فيه "اليهود" وما زالوا اليوم يقومون بنفس العمل، وسينفذون نفس عمل معارضة الله، ومع ذلك يؤمنون أنهم يبجلونه. كيف يمكن لعين الإنسان أن تعرف الله؟ كيف يمكن للإنسان، الذي يعيش في الجسد، أن يعامل الله المتجسِّد الذي قد جاء من الروح كالله؟ من بين البشر يمكن أن يعرفه؟ أين الحق بين البشر؟ أين البر الحقيقي؟ من قادر على معرفة شخصية الله؟ من قادر على منافسة الله في السماء؟ لا عجب أن لا أحد من الناس عرف الله بعدما جاء بين البشر وأنه رُفض. كيف يمكن للإنسان أن يتسامح مع وجود الله؟ كيف يمكن أن يسمح للنور بأن يطرد الظلمة من العالم؟ أليس هذا كله هو التكريس المكرم للإنسان؟ أليس هذا هو الدخول المستقيم للإنسان؟ أوليس عمل الله متمركزًا حول دخول الإنسان؟ آمل أن تجمعوا بين عمل الله ودخول الإنسان وتؤسسوا علاقة جيدة بين الله والإنسان وتؤدوا الواجب الذي ينبغي على الإنسان أدائه على أكمل صورة. بهذه الطريقة، سينتهي عمل الله تباعًا، ويُختتم مع تمجيده!

من "العمل والدخول (10)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 198

اليومَ أعمل في شعب الله المختار في الصين لأكشفَ شخصياتهم المتمردة وأنزع القناع عن بشاعتهم، وهذا يمثّل السياق لقول كل ما أحتاج إلى قوله. بعد ذلك، عندما أقوم بالخطوة التالية من عمل إخضاع الكون بأكمله، سأستخدم دينونتي لكم لإدانة إثمِ كل شخص في الكون بأجمعه، لأنكم أنتم الناس تمثّلون العصاةَ بين صفوف البشر. إن الذين لا يستطيعون الارتقاء سيصبحون مجرد شخصيات الضد وأغراضٍ للخدمة، أما من يستطيعون الارتقاء فسيوضعون في الخدمة. لماذا أقول إن من لا يستطيعون الارتقاء سيكونون شخصيات الضد؟ ذلك لأن كلامي وعملي الحاليّين يستهدفان خلفيتكم، ولأنكم أصبحتم ممثلي العصاة وعنوانهم في البشرية كلها. لاحقاً سآخذ هذه الكلمات التي تُخضعكم إلى بلدان أجنبية وأستخدمها لإخضاع الناس هناك، ولكنك لن تكون قد ربحتها. ألا يجعلك هذا شخصية من شخصيات الضد؟ إن الشخصيات الفاسدة لجميع البشر، وأعمال تمرد الإنسان، والصور والوجوه القبيحة للبشر، كلها مسجلة اليوم في الكلمات التي تستخدم لإخضاعكم. ثم سأستخدم هذه الكلمات لإخضاع البشر في كل أمّة وكل طائفة لأنكم تمثلون النموذج الأصلي والسابقة. ولكنني لم أشرع بالتخلي عنكم عن قصد، فإذا أخفقتم في إنجاح مسعاكم، وبالتالي أثبتُّم أنكم لا أمل يرجى فيكم، ألا تصبحون ببساطة غرضًا للخدمة وإحدى شخصيات الضد؟ لقد قلت فيما مضى إن حكمتي تتجلَّى بناءً على مخططات الشيطان. لمَ قلت ذلك؟ أليست تلك هي الحقيقة الكامنة وراء ما أقول وما أفعل الآن؟ إذا لم تستطع الارتقاء وإذا لم تُكمَّل، بل بالأحرى عوقبت، ألا تصبح شخصية من شخصيات الضد؟ قد تكون عانيت كثيرًا في زمنك، ولكنك ما زلت لا تفهم أي شيء؛ أنت جاهل بكل شيء متعلق بالحياة. وحتى إن اجتزت التوبيخ والدينونة، فإنك لم تتغير البتة، وفي أعماقك لم تحظَ بالحياة. عندما يحين الوقت لاختبار عملك، ستختبر تجربة شرسة مثل النار ومحنة أعظم. وستحول هذه النار كل كيانك إلى رماد. كيف لا يمكن إقصاؤك بوصفك شخصًا لا يمتلك الحياة، شخصًا بدون ذرة من الذهب الخالص بداخله، شخصًا لا يزال عالقًا بالشخصية القديمة الفاسدة، شخصًا لا يستطيع حتى القيام بعمله كما يجب كشخصية ضد؟ هل يمكن لشخص لا يساوي فلسًا، ولا يملك الحياة، أن يكون له أي نفع في عمل الإخضاع؟ عندما يحين ذلك الوقت، ستكون أيامكم أقسى من أيام نوح وأيام سدوم! عندها لن تنفعك صلواتك. وعند انتهاء عمل الخلاص، كيف يمكنك أن تعود وتتوب من جديد؟ بعد انتهاء عمل الخلاص كله، لن يكون هناك أي عمل خلاص، بل ستكون بداية عمل عقاب الأشرار. أنت تقاوم وتتمرد وتفعل أشياء تعلم أنها شريرة. ألا تستحق عقابًا شديدًا؟ أنا أقول لك هذا اليوم، فإذا اخترت ألا تنصت، وعندما تقع عليك الكوارث لاحقًا، ألن يكون الوقت متأخرًا حينذاك على بدء الشعور بالندم والإحساس بالإيمان؟ أنا أمنحك فرصة التوبة اليوم، ولكنك لا ترغب في فعل ذلك. إلى متى تريد الانتظار؟ حتى يوم التوبيخ؟ أنا لا أذكر خطاياك السابقة اليوم؛ أنا أغفر لك مرارًا وتكرارًا، ولا أنظر إلى جانبك السلبي، بل أرى فقط جانبك الإيجابي؛ لأن الغرض من كل كلامي وعملي الحاليّين هو خلاصك وليس لدي أي نية سيئة تجاهك. ولكنك ترفض الدخول؛ ولا تستطيع أن تفرق بين الخير والشر، ولا تعرف كيف تقدّر الإحسان. ألا ينتظر مثل هؤلاء الناس مجيء العقاب والجزاء العادل؟

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 199

عندما ضرب موسى الصخرة، وتدفقت المياه التي أعطاها يهوه، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما عزف داود على القيثارة ليسبحني أنا يهوه وقلبه مملوء بالفرح، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما فقد أيوب مواشيه التي ملأت الجبال والثروات الطائلة التي لا توصف، وأصبح جسده مغطى بدمامل متقرِّحة، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما استطاع سماع صوتي أنا يهوه، ورأى مجدي أنا يهوه، كان ذلك بسبب إيمانه. عندما استطاع بطرس أن يتبع يسوع المسيح، كان ذلك بفضل إيمانه. عندما استطاع أن يُسمَّر على الصليب من أجلي ويقدم شهادة مجيدة، كان ذلك أيضًا بفضل إيمانه. عندما رأى يوحنا صورة مجيدة لابن الإنسان، كان ذلك بفضل إيمانه. وعندما رأى الرؤيا عن الأيام الأخيرة، كان هذا بالأحرى بفضل إيمانه. والسبب في حصول ما يسمى جموع الأمم على إعلاني، ومعرفتهم أنني قد عدت في الجسد للقيام بعملي وسط الإنسان، هو أيضًا إيمانهم. كل من صُدِم من كلماتي القاسية ولكنه تعزّى بها وتم خلاصه – ألم يحدث ذلك بسبب إيمانهم؟ لقد حصل الناس على الكثير بسبب إيمانهم، وما يحصلون عليه ليس دائمًا بركة؛ قد لايحصلون على نوع السعادة والسرور الذي أحس به داوود، أوعلى الماء الذي أنعم به يهوه كما حدث مع موسى. على سبيل المثال في حالة أيوب، لقد تلقى بركة يهوه بسبب إيمانه، لكنه أصيب بكارثة أيضًا. سواء تلقيتَ بركة أو أُصبتَ بكارثة، فكلاهما حدثٌ مقدس. بدون الإيمان لا يمكنك أن تتلقى عمل الإخضاع هذا، فضلًا عن أن ترى أعمال يهوه الماثلة أمام عينيك اليوم. لا يمكنك أن تراها فضلًا عن أن تتلقاها. إن لم تُصِبْكَ هذه البلايا وهذه الكوارث وكل الدينونات فهل كنت تستطيع أن ترى أعمال يهوه اليوم؟ اليوم، الإيمان هو الذي يسمح لك بأن تُخضع، والخضوع يتيح لك أن تؤمن بكل أعمال يهوه. يمكنك فقط من خلال الإيمان أن تتلقى هذا النوع من التوبيخ والدينونة. وعن طريق هذا التوبيخ وتلك الدينونة، يتم إخضاعك وجعلك كاملًا. وبدون هذا النوع من التوبيخ والدينونة الذي تتلقاه اليوم، يذهب إيمانك سدى لأنك لن تعرف الله، وبصرف النظر عن مدى إيمانك به، يظل إيمانك تعبيرًا فارغًا وبلا أساس في الواقع. فقط بعد أن تتلقى هذا النوع من عمل الإخضاع الذي يجعلك مطيعًا تمامًا، يصبح إيمانك صادقًا وموثوقًا، ويتجه قلبك إلى الله. حتى لو عانيت دينونة ولعنة عظيمتين بسبب هذه الكلمة "الإيمان"، فسيكون لديك مع ذلك إيمان صادق وتحصل على أنفس الأشياء وأصدقها وأكثرها واقعية، وما ذلك إلّا لأنك تستطيع من خلال طريق الدينونة أن ترى الغاية النهائية لخلائق الله. في هذه الدينونة ترى أن الخالق يستحق المحبة؛ وفي مثل عمل الإخضاع هذا ترى ذراع الله، وفي هذا الإخضاع بالذات تتوصل إلى فهم الحياة الإنسانية فهمًا كاملًا؛ وفي هذا الإخضاع بالذات تحصل على الطريق الصحيح للحياة الإنسانية، وتتوصل إلى فهم المعنى الحقيقي لكلمة "إنسان"، وفي هذا الإخضاع وحده يمكنك أن ترى الشخصية البارة للقدير وملامحه الجميلة المجيدة، وفي عمل الإخضاع هذا تتعرف على أصل الإنسان وتفهم "التاريخ الخالد" للبشرية كلها، وفي هذا الإخضاع تتوصل إلى فهم أجداد البشرية وأصل فسادها، وفي هذا الإخضاع تنال البهجة والراحة وكذلك التزكية والتأديب بلا حدود وكلمات التأنيب من الخالق للبشرية التي خلقها، وفي عمل الإخضاع هذا تحظى بالبركات وكذلك الكوارث التي يستحقها الإنسان... أليس كل ذلك بسبب ما لديك من إيمان قليل؟ وبعد أن ربحت كل تلك الأشياء ألم يَنْمُ إيمانك؟ ألم تربح قدرًا كبيرًا؟ فأنت لم تسمع كلمة الله وترى حكمة الله فحسب، ولكنك أيضًا اختبرت شخصيًا كل خطوة من خطوات عمله. لعلك تقول إنه إن لم يكن لديك إيمان فلن تعاني هذا النوع من التوبيخ أو الدينونة. ولكن عليك أن تعرف أنه بدون إيمان، ليس فقط لن يكون بمقدورك تلقي هذا النوع من التوبيخ أو العناية من القدير، بل إنك أيضًا ستُحرم إلى الأبد من فرصة لقاء الخالق. لن تعرف أبدًا أصل البشرية ولن تعيَ أبدًا معنى الحياة الإنسانية. حتى إن مات جسدك ورحلت روحك، ستظل غير قادر على فهم جميع أعمال الخالق، فضلًا عن معرفة أن الخالق قام بمثل هذا العمل العظيم على الأرض بعد أن خلق البشرية. بوصفك عضوًا ينتمي إلى هذه البشرية التي خلقها هو، هل أنت مستعد أن تسقط عن جهل في الظلمة وتعاني العقاب الأبدي؟ إذا عزلت نفسك عن التوبيخ والدينونة التي تحدث اليوم، فما الذي ستلاقيه؟ هل تظن أنه بعد انفصالك عن الدينونة الحالية سيكون بإمكانك الهروب من هذه الحياة الصعبة؟ أليس صحيحًا أنك إن تركت "هذا المكان" فإن ما ستقابله سيكون عذابًا أليمًا أو إساءات قاسية من الشيطان؟ أيمكن أن تواجه أيامًا ولياليَ لا تحتمل؟ هل تظن أنك لمجرد أن تُفلِتَ من الدينونة اليوم يمكنك تفادي العذاب المستقبلي إلى الأبد؟ ماذا ستقابل في طريقك؟ هل ستكون فنادق شانغريلا الفخمة هي التي تتمناها في الواقع؟ هل تعتقد أنك تستطيع الهروب من ذلك التوبيخ الأبدي ببساطة إذا هربت من الحقيقة كما تفعل الآن؟ بعد اليوم، هل ستستطيع أن تجد هذا النوع من الفرص وهذا النوع من البركة مجددًا؟ هل ستستطيع أن تجدهما عندما تحل بك الكارثة؟ هل ستستطيع أن تجدهما عندما تدخل كل البشرية في الراحة؟ هل يمكن أن تحل حياتك الحالية السعيدة وعائلتك الصغيرة المتآلفة محل مستقبلك الأبدي؟ إذا كان لديك إيمان حقيقي، وربحت الكثير بسبب إيمانك، فكل ذلك هو ما كان يجب عليك أنت – المخلوق – أن تربحه وما كان يجب أن يكون لك في المقام الأول. لا شيء أكثر فائدة لإيمانك وحياتك من مثل هذا الإخضاع.

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 200

يجب أن تكون اليوم على دراية بكيفية نيلك الإخضاع، وكيفية تصرف الناس بعد أن ينالوا الإخضاع. قد تقول إنك قد نلت الإخضاع، لكن هل يمكنك أن تطيع حتى الموت؟ يجب أن تكون قادرًا على المتابعة حتى النهاية بغض النظر عن وجود تطلعات، كما يجب ألا تفقد الإيمان بالله بغض النظر عن البيئة المحيطة؛ وفي النهاية، يجب أن تحقق جانبين من الشهادة: شهادة أيوب – أي الطاعة حتى الموت – وشهادة بطرس – أي الحب الأسمى لله. فمن ناحية، يجب أن تكون مثل أيوب: لم يكن لديه ممتلكات مادية، واُبْتُلي بألم في الجسد، لكنه لم يتخلّ عن اسم يهوه. كانت هذه شهادة أيوب. كان بطرس قادرًا على حب الله حتى الموت، وعندما مات بوضعه على الصليب، كان لا يزال يحب الله؛ لم يفكر في تطلعاته الخاصة، ولم يسع وراء آمال مجيدة أو أفكار متطرفة، بل كل ما كان يسعى إليه هو حب الله وطاعة جميع ترتيباته. إن هذا هو المعيار الذي يجب عليك تحقيقه قبل أن تُعد من بين الحاملين للشهادة، وقبل أن تصير شخصًا قد نلت الكمال بعد أن اجتزت الإخضاع. اليوم، إذا عرف الناس حقًا جوهرهم ومكانتهم، هل سيظلون يبحثون عن التطلعات والآمال؟ ما يجب أن تعرفه هو هذا: بغض النظر عمّا إذا كان الله يكمّلني، فيجب أن أتبع الله، إذ كل ما يفعله الآن جيد، وهو من أجلي، وحتى يمكن لشخصيتنا أن تتغير ونتمكن من التخلص من تأثير الشيطان، ولكي يسمح لنا بأن نُولَدَ في أرض الرجس ومع هذا نتخلص من الدنس، وأن نتخلص من الرجس ومن تأثير الشيطان، ولتمكيننا من ترك تأثير الشيطان وراء ظهورنا. بالطبع، هذا هو المطلوب منك، لكن من جهة الله فإنه مجرد الإخضاع، بحيث يكون لدى الناس العزم على الطاعة، وأن يستطيعوا أن يخضعوا لجميع ترتيبات الله. بهذه الطريقة، سوف تتم الأمور. نال معظم الناس الإخضاع اليوم، ولكن في داخلهم ما زال يوجد الكثير من التمرد والعصيان. لا تزال قامة الناس الحقيقية صغيرة جدًا، وهم يمتلئون بالحماسة إذا وُجدت آمال وتطلعات؛ وإذا لم توجد آمال وتطلعات، يغدون سلبيين، بل وقد يفكرون في ترك الله؛ وليس لدى الناس رغبة كبيرة في السعي إلى أن يحيوا بحسب الطبيعة البشرية. هذا غير مقبول تمامًا. ومن ثمّ، لا بد لي من الاستمرار في الحديث عن الإخضاع. في الواقع يحدث التكميل في نفس وقت الإخضاع: فبينما تنال فيه الإخضاع، تتحقق التأثيرات الأولى أيضًا لتكميلك، وحينما يوجد فرق بين إخضاعك وتكميلك، فإنه يتوقف على درجة التغيير الذي يحدث في الأشخاص. إن نيل الإخضاع هو الخطوة الأولى في نيل الكمال، ولا يعني هذا أن هؤلاء الأشخاص قد صاروا كاملين تمامًا، ولا يثبت أن الله قد ربحهم بالكامل. بعد أن ينال الناس الإخضاع، تحدث بعض التغييرات في شخصيتهم، لكن مثل هذه التغييرات تعد أقل كثيرًا من تلك التي تحدث في الأشخاص الذين ربحهم الله بالكامل. ما يحدث اليوم هو العمل المبدئي لتكميل الناس – أي إخضاعهم – وإذا لم تتمكن من بلوغ الإخضاع، فلن يكون لديك أي وسيلة لتصير كاملاً ولا أن يربحك الله ربحًا كاملاً. لن تنال إلا بضع كلمات من التوبيخ والدينونة، لكنها لن تكون قادرة على تغيير قلبك بالكامل، ومن ثمّ سوف تكون أحد أولئك الذين سيهلكون؛ ولن تكون مختلفًا عمّن ينظر إلى وليمة فخمة على المائدة ولكنه لا يأكل منها. أليس هذا مأساويا؟ ولذا يجب عليك السعي للتغييرات: سواء أكان نيل الإخضاع أم نيل الكمال، فكلاهما يتعلقان بحدوث تغييرات فيك، وما إذا كنت مطيعًا أم لا – وهذا يحدد ما إذا كان يمكن ربحك من قبل الله أم لا. اعرف أن "إخضاعك" و"تكميلك" يعتمد ببساطة على مدى التغيير والطاعة، وكذلك على مدى نقاء حبك لله. المطلوب اليوم هو أن تتمكن من نيل الكمال التام، ولكن يجب في البداية أن تنال الإخضاع – أي يجب أن تكون لديك معرفة كافية بتوبيخ الله ودينونته، ويجب أن يكون لديك الإيمان لتبعيته، وأن تكون شخصًا يسعى إلى التغيير وإلى معرفة الله. عندها فقط سوف تكون شخصًا يسعى إلى أن يصبح كاملاً، يجب أن تفهموا أنكم ستنالون الإخضاع في سياق تكميلكم، وستنالون الكمال في سياق نيلكم الإخضاع. اليوم، يمكنك السعي في إثر الكمال أو السعي لحدوث تغييرات في إنسانيتك الخارجية وتحسينات في قدرتك، ولكن من الأهمية بمكان أن تتمكّن من فهم أن كل ما يفعله الله اليوم له معنى ومفيد: إنه يمكّنك أنت الذي تولد في أرض الدنس أن تهرب من الدنس وتتخلص منه، ويمكّنك من التغلب على تأثير الشيطان، وأن تطرح وراء ظهرك التأثير المظلم للشيطان– وبالتركيز على هذه الأشياء، فإنك تكون محميًا في أرض الدنس هذه. في النهاية، ما هي الشهادة التي سيُطلب منك تقديمها؟ إنك تولد في أرض الدنس، لكنك قادر على أن تصبح مقدسًا، وتتوقف عن أن تكون ملطّخًا بالدَّنَس، وتعيش تحت مُلك الشيطان، ولكنك تجرّد نفسك من تأثير الشيطان، فلا يمتلكك الشيطان أو يضايقك، بل تعيش بين يديّ القدير. هذه هي الشهادة، ودليل النصرة في معركة الشيطان. إنك قادر على أن تهجر الشيطان؛ فأنت لم تعد تُظهِر طباعًا شيطانية فيما تعيشه، ولكنك بدلًا من ذلك تعيش بحسب ما طلب الله أن يحققه الإنسان عندما خلقه: طبيعة بشرية عادية، وعقلانية عادية، وبصيرة عادية، وعزم عادي على حب الله والإخلاصله. هذه هي الشهادة التي يحملها أي مخلوق من مخلوقات الله. إنك تقول، "نحن ولدنا في أرض الدنس، ولكن بسبب حماية الله، وبسبب قيادته، ولأنه أخضعنا، فقد تخلصنا من تأثير الشيطان. إن قدرتنا على الطاعة اليوم هي أيضًا نتيجة لتأثير نيلنا الإخضاع من الله، وليس لأننا صالحون، أو لأننا أحببنا الله بطبيعة الحال. إنه بسبب أن الله قد اختارنا، وقد سبق وعيّننا، وأخضعنا اليوم، إننا أصبحنا قادرين على الشهادة له، ويمكننا أن نخدمه؛ وهكذا أيضًا، لأنه اختارنا وحمانا، إننا قد خلُصنا ونجونا من مُلك الشيطان، ويمكننا أن نطرح عنّا الدنس ونتطهر في أمة التنين العظيم الأحمر".

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 201

إن عمل الأيام الأخيرة يُحطِّم جميع القواعد، وبغض النظر عمّا إذا كنت ملعونًا أو معاقبًا، طالما أنك تساعد عملي، ومفيد لعمل الإخضاع اليوم، وبغض النظر عمّا إذا كنت من نسل موآب أو ذرية التنين العظيم الأحمر، فطالما أنك تقوم بواجبك كمخلوق من مخلوقات الله في هذه المرحلة من العمل، وتبذل قصارى جهدك، فسوف يتحقق التأثير المطلوب. إنك من ذرية التنين العظيم الأحمر ومن نسل موآب، وباختصار، فإن جميع الذين هم من لحم ودم هم مخلوقات الله، وصنعهم الخالق. إنك مخلوق من مخلوقات الله، ويجب ألا يكون لديك أي خيار، وهذا هو واجبك. بالطبع، يُوجه عمل الخالق اليوم إلى الكون بأكمله. وبغض النظر عن النسل الذي تنحدر منه، فالأهم أنكم أحد مخلوقات الله، وأنتم – أحفاد موآب – جزء من مخلوقات الله، الأمر فقط أنكم من فئة أقل قيمة. وبما أن عمل الله يُنفّذ اليوم بين جميع المخلوقات، ويستهدف الكون بأسره، فإن الخالق حر في اختيار أي أشخاص أو أمور أو أشياء من أجل القيام بعمله. إنه لا يهتم من نسل مَنْ تنحدر. طالما إنك واحد من مخلوقاته، وطالما إنك مفيد لعمله – أي عمل الإخضاع والشهادة – فإنه سوف يقوم بعمله فيك دون أي تردد. هذا يكسر مفاهيم الناس التقليدية بأن الله لن يعمل أبدًا بين الأمم، ولا سيما أولئك الذين لُعنوا واُحتقروا؛ من جهة أولئك الذين لُعنوا، سوف تُلعن أيضًا أجيالهم التالية التي أتت منهم إلى الأبد، ولن يحصلوا أبدًا على فرصة الخلاص، ولن ينزل الله أبدًا ويعمل في أرض للأمم، ولن تطأ قدمه أبدًا أرض الدنس، لأنه قدوس. لقد حطّم عمل الله في الأيام الأخيرة جميع هذه المفاهيم. اعلم أن الله هو إله كل المخلوقات، وهو يملك على السماوات والأرض وكل الأشياء، وأنه ليس فقط إله بني إسرائيل. ومن ثمّ، فإن هذا العمل في الصين له أهمية قصوى، ولكن ألن ينتشر بين جميع الأمم؟ لن تقتصر الشهادة العظيمة في المستقبل على الصين. فإذا أخضعكم الله فحسب، فهل يمكن أن تقتنع الشياطين؟ إنهم لا يفهمون معنى نيل الإخضاع، ولا معنى قوة الله العظيمة، ولن ينال جميع المخلوقات الإخضاع إلا عندما يعاين مختارو الله في جميع أنحاء الكون الآثار النهائية لهذا العمل. لا يوجد مَنْ هم أكثر تخلفًا أو فسادًا من نسل موآب، لن تتحقق شهادة الإخضاع إلا إذا كان من الممكن إخضاع هؤلاء الناس– أي إذا لم ينل هؤلاء الناس الذين هم الأكثر فسادًا، والذين لم يعترفوا بالله أو يعتقدوا بوجود إله الإخضاع، واعترفوا بالله بأفواههم، وحمدوه، وكانوا قادرين على أن يحبوه. ومع أنكم لستم بطرس، إلا أنكم تحيون صورة بطرس، وقادرون على امتلاك شهادة بطرس، وشهادة أيوب، وهذه هي أعظم شهادة. في النهاية سوف تقولون: "نحن لسنا بني إسرائيل، بل أحفاد موآب المنبوذين، ونحن لسنا بطرس، الذي لا نستطيع أن نصل لمقدرته، ونحن لسنا أيوب، كما لا يمكننا حتى أن نُقارن بعزم بولس على المعاناة من أجل الله وتكريس نفسه لله، وأننا وضيعون بشدة؛ ولهذا، فنحن غير مؤهلين للتمتع ببركات الله. ما زال الله يرفعنا اليوم، لذلك يجب أن نرضي الله، ومع أننا لا نملك مقدرة أو مؤهلات كافية، فإننا مستعدون لإرضاء الله – أي لدينا هذا العزم. إننا نسل موآب، وملعونون، وهو ما قرره الله، ولا نقدر على تغييره، لكن حياتنا ومعرفتنا يمكن أن تتغير، ونحن عازمون على إرضاء الله". فعندما يكون لديك هذا العزم، فسيثبت ذلك أنك قد شهدت أنك قد نلت الإخضاع.

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 202

تتمثل النتيجة المقصودة من عمل الإخضاع، قبل كل شيء، في وقف تمرد جسد الإنسان؛ وذلك بأن يكتسب عقل الإنسان معرفةً جديدةً بالله، وأن يكون قلبه مطيعًا تمامًا لله، وأن يتطلع الإنسان إلى أن يكون من أجل الله. لا يُعتبر أن الناس قد أُخضعوا عندما يطرأ تغير على مزاجهم أو جسدهم، أو على تفكيرهم ووعيهم وإحساسهم؛ بمعنى أنه عندما يتغير سلوكك العقلي بالكامل، حينها يكون قد أخضعك الله. عندما تعقد العزم على أن تطيع، وتكون قد تبنّيتَ عقلية جديدة، وعندما تتوقف عن إلحاق أيٍّ من تصوراتك أو نواياك بكلام الله وعمله، وعندما يستطيع عقلك أن يفكر بشكل طبيعي، بمعنى أنك عندما تستطيع أن تجتهد من أجل الله من كل قلبك، فإنك تكون من نوعية الأشخاص الذين يُخضَعون بالكامل. يعاني العديد من الناس كثيرًا في الدين طوال حياتهم؛ فهم يروّضون أجسادهم ويحملون صلبانهم، حتى إنهم يستمرون في المعاناة والتحمل حتى الرمق الأخير! ويظل بعضهم صائمًا حتى صباح يوم موته؛ فهم يحرمون أنفسهم طيلة حياتهم من الطعام الطيب، والملابس الجميلة، واضعين تركيزهم فقط على المعاناة. إنهم قادرون على إخضاع أجسامهم، وإهمال أجسادهم. إن همّتهم في تحمّل المعاناة جديرة بالثناء من أجل آلامهم المستمرة؛ ولكن تفكيرهم ومفاهيمهم وتوجهاتهم العقلية، بل وطبيعتهم القديمة، لم يتم التعامل معها على الإطلاق؛ فهم لا يملكون معرفة حقيقية بأنفسهم، وصورتهم العقلية عن الله تقليدية، فهي صورة مجردة وغامضة، وعزمهم على المعاناة من أجل الله ينبع من حماسهم وطبائعهم الإيجابية. ومع أنهم يؤمنون بالله، فهم لا يفهمونه ولا يعرفون إرادته، إنما هم يعملون ويعانون بشكل أعمى من أجل الله. فهم لا يُولون أي قيمة على الإطلاق للتصرف عن بصيرة، ويهتمون قليلًا بكيفية التأكد من أن خدمتهم تحقق مشيئة الله، وقلّما يدركون كيف يحققون معرفة لله. إن الإله الذي يخدمونه ليس الله في صورته الأصلية، بل هو إله من نتاج خيالاتهم، تحيط به الأساطير، إله سمعوا به فحسب، أو عثروا عليه في الكتابات؛ ثم يستخدمون خيالاتهم الخصبة وتقواهم ليعانوا من أجل الله ويضطلعوا بالعمل الذي يريد الله أن يقوم به. إن خدمتهم ليست متقنة بالمرة، بحيث لا يوجد أحد منهم عمليًا يستطيع بصدق أن يخدم الله وفقًا لمشيئة الله. وبغض النظر عن مدى سرورهم بالمعاناة، فإن وجهة نظرهم الأصلية حول الخدمة وصورتهم العقلية عن الله تبقى دون تغيير؛ لأنهم لم يخضعوا لدينونة الله وتوبيخه وتنقيته وكماله، ولأنه لم يرشدهم أحد مستخدمًا الحق؛ وحتى إن كانوا يؤمنون بيسوع المخلِّص، لم يرَ أحد منهم المخلِّص قط. فهم لا يعرفونه إلّا من خلال الأساطير والشائعات، ومن ثمَّ فإن خدمتهم لا تعدو كونها خدمة عشوائية بأعين مغلقة مثل إنسان أعمى يخدم أباه. ما الذي يمكن تحقيقه في نهاية المطاف من خلال مثل هذه الخدمة؟ ومَن الذي يوافق عليها؟ من البداية إلى النهاية، لا تتغير خدمتهم أبدًا. إنهم يتلقون دروسًا من صنع الإنسان فقط ولا يبنون خدمتهم إلا على سجيتهم وما يحبونه هم أنفسهم. أي مكافأة يمكن أن يحققها هذا؟ لم يكن حتى بطرس الذي رأى يسوع، يعرف كيف يخدم وفقًا لإرادة الله، ولم يتوصل لمعرفة ذلك إلا في النهاية بعد أن بلغ سن الشيخوخة. ماذا يخبرنا هذا عن هؤلاء الناس العُميان الذين لم يختبروا أقل قدر من التعامل معهم أو التهذيب ولم يكن هناك مَنْ يرشدهم؟ ألا تُشبه خدمة الكثيرين منكم اليوم خدمة هؤلاء العُميان؟ كل أولئك الذين لم يَخضعوا للدينونة، ولم يحصلوا على التهذيب والتعامل، ولم يتغيروا – أليسوا هم جميعًا مَنْ لم يُخضَعوا بشكلٍ كاملٍ؟ ما فائدة مثل هؤلاء الناس؟ إن لم يؤدِّ تفكيرك ومعرفتك بالحياة ومعرفتك بالله إلى ظهور أي تغيير جديد ولم تربح أي شيء في الواقع، فلن تحقق إذًا أي شيء مميز في خدمتك! لا يمكن إخضاعك من دون تبصر ومعرفة جديدة لعمل الله، ، وستكون طريقتك في اتباع الله مثل أولئك الذين يعانون ويصومون: قليلةَ القيمة! يرجع هذا بالضبط إلى ضآلة الشهادة فيما يفعلونه؛ ولذلك أقول إن خدمتهم غير مجدية! فهم يُمضون حياتهم في المعاناة والاعتقال، إنهم متسامحون وأهل محبة ويحملون الصليب دومًا. وهم يتعرضون للسخرية والنبذ من العالم ويختبرون كل الشدائد؛ وعلى الرغم من أنهم مطيعون حتى النهاية، فهم لا يزالون غير خاضعين ولا يستطيعون تقديم أي شهادة بأنهم قد أُخضعوا. لقد عانَوْا كثيرًا، لكنهم في داخلهم لا يعرفون الله على الإطلاق. لم يتم التعامل مع أي من تفكيرهم وتصوراتهم القديمة، وممارساتهم الدينية، ومعرفتهم وأفكارهم البشرية. لا يوجد لديهم أدنى أثر لمعرفة جديدة، وليس لديهم أدنى قدر من المعرفة الصحيحة أو الدقيقة بالله؛ لقد أساؤوا فهم إرادة الله. هل يمكن أن يكون في هذا خدمة لله؟ مهما كانت معرفتك بالله في الماضي، إن بقيت على حالها اليوم واستمررت في تأسيس معرفتك بالله على تصوراتك وأفكارك الخاصة بغض النظر عمَّا يفعله الله؛ بمعنى أنك إن كنت لا تملك أي معرفة جديدة وصحيحة بالله وفشلت في معرفة صورة الله وشخصيته الحقيقية؛ وظلت معرفتك بالله موجَّهةً بالتفكير العدائي والخرافي، ووليدةَ الخيال والتصورات الإنسانية - إذا كان هذا هو الحال، فإنك لم تُخضع بعد. هدفي من قول كل هذه الكلمات لك الآن هو أن تفضي بك إلى معرفة دقيقة وأكثر جِدّةً. كذلك أقول هذه الكلمات لمحو المفاهيم القديمة والطريقة القديمة للمعرفة لديك حتى تتمكن من امتلاك معرفة جديدة. إذا كنت حقًا تأكل وتشرب كلامي، فسوف يؤدي ذلك إلى تغير كبير في معرفتك. ما دمت تأكل وتشرب كلام الله بقلب يتّسم بالطاعة، فإن منظورك سيتخذ اتجاهًا معاكسًا. ما دمت قادرًا على قبول التوبيخ المتكرر، فإن عقليتك القديمة ستتغير تدريجيًا، وما دامت عقليتك القديمة قد استُبدلت بها عقلية جديدة تمامًا، فسوف تتغير ممارستك أيضًا وفقًا لذلك. وبهذه الطريقة، ستقترب خدمتك نحو الهدف المنشود أكثر فأكثر، وستكون أكثر قدرة على تلبية إرادة الله. إذا استطعت تغيير حياتك، ومعرفتك بالحياة البشرية، ومفاهيمك العديدة عن الله، فعندئذٍ ستتضاءل طبيعتك تدريجيًا. هذه هي النتيجة، على أقل تقدير، بعد أن يُخضع الله الناس، وهي تمثل التغيير الذي سيظهر في الناس. إذا كان كل ما تعرفه في إيمانك بالله هو إخضاع جسدك والمكابدة والمعاناة، بينما أنت غير متيقن إذا كان ما تفعله صحيحًا أم خطأً، فضلًا عن معرفة مِن أجل مَنْ؛ فكيف سيقود مثل هذا النوع من الممارسات إلى التغيير؟

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 203

ما الذي يعنيه أن تُكمَّل؟ ما الذي يعنيه أن تُخضَع؟ ما الشروط التي يجب على المرء أن يستوفيها حتى يُخضَع؟ وما الشروط التي يجب على المرء أن يستوفيها حتى يُكمَّل؟ إن الإخضاع والتكميل كليهما لغرض جعل الإنسان كاملًا بحيث يستطيع العودة إلى صورته الأصلية، ويكون خاليًا من الشخصية الشيطانية الفاسدة وتأثير الشيطان. يأتي هذا الإخضاع في أوائل عملية العمل في الإنسان، بمعنى أنه الخطوة الأولى من العمل. أما التكميل، فهو الخطوة الثانية أو إتمام العمل. ينبغي على كل كائن بشري أن يمر بالإخضاع، وإلا فإنه لن يتمكَّن من معرفة الله ولن يعرف حتى إنه يوجد إله، وهو ما يعني أنه لن يتمكَّن من الاعتراف بالله، وإن لم يعترف الشخص بالله، فسوف يستحيل عليه أن يُكمَّل بواسطة الله، إذ أنه لن يفي باشتراطات هذا التكميل. إن لم تكن حتى تعترف بالله، فكيف تستطيع أن تعرفه؟ وكيف تسعى ورائه؟ إنك كذلك لن تقوى على تقديم شهادة له، فما بالك بامتلاك الإيمان الذي يرضيه. إذًا، فالخطوة الأولى لأي شخصٍ يرغب في أن يُكمَّل لا بد أن تكون هي المرور بعمل الإخضاع. هذا هو الشرط الأول. لكن سواء أكان الإخضاع أم التكميل، فالجميع من أجل هدف العمل في الإنسان وتغييره، وكل واحدة منهما ما هي إلا عنصر في عمل تدبير الإنسان. إن هاتين الخطوتين هما ما يلزم لتحويل شخصٍ ما إلى شخص كامل، ولا يمكن التجاوز عن أيٍّ منهما. صحيح أن "الإخضاع" لا يبدو ظريفًا جدًا، لكنَّ عملية إخضاع شخصٍ ما هي – في واقع الأمر – إلا عملية تغييره. ربما لا تكون قد تخلصت تمامًا من شخصيتك الفاسدة بعد الإخضاع، لكنك ستكون قد عرفتها؛ حيث إنك تصبح من خلال عمل الإخضاع على دراية بوضاعة طبيعتك البشرية وبالكثير من عصيانك، ورغم أنه سيتعذر عليك أن تنزع كل هذا أو تغيره في غضون مدة عمل الإخضاع الوجيزة، إلا أنك سوف تصبح على دراية به، وهو ما يضع أساسًا لتكميلك. إذًا، فالإخضاع والتكميل كلاهما يتم لتغيير الإنسان وتخليصه من شخصيته الشيطانية الفاسدة بحيث يستطيع أن يُسلِّم نفسه بالكلية لله. إن مجرد الإخضاع ليس إلا الخطوة الأولى لتغيير الشخصية البشرية، وهو أيضًا الخطوة الأولى لتسليم الإنسان نفسه بالكلية لله، وهو بدوره خطوة أقل من أن تُكمَّل؛ فشخصية حياة الشخص المُخضَع تشهد تغيرًا أقل بكثير مما تشهده شخصية الشخص المُكمَّل. يختلف الإخضاع عن التكميل في المفهوم لأنهما مرحلتان مختلفتان من العمل، ولأن كلًا منهما يلزم الناس بمعايير مختلفة؛ فالإخضاع يُلزِم الناس بمعايير أدنى، بينما يُلزمهم التكميل بمعايير أعلى. إن المُكمَّلين هم أناس أبرار. إنهم أناس قد قُدِّسوا وطُهِّروا. إنهم يبلورون عمل تدبير البشرية، أو قُل إنهم بمثابة المنتجات النهائية. رغم أنهم ليسوا بشرًا كاملين، لكنهم أناس يطلبون أن يحيوا حياة ذات معنى. لكن المُخضَعون هم يعترفون فحسب بأن الله موجود؛ فيعترفون بأن الله قد تجسّد بذاته، وأن الكلمة قد ظهر في الجسد، وأن الله قد جاء إلى العالم ليقوم بعمل الدينونة والتوبيخ. إنهم كذلك يعترفون بأن دينونة الله وتوبيخه وضربه وتنقيته كلها نافعة للإنسان. بمعنى أنهم فحسب في مستهل اقتناء صورة إنسان، ويفهمون الحياة بعض الشيء، لكنَّ رؤيتهم لها تظل ضبابية، أو بعبارة أخرى، إنهم فحسب في مستهل اقتناء طبيعة بشرية. تلك هي نتائج الإخضاع. عندما يخطو الناس في طريق الكمال، يصبح بالإمكان تغيير شخصيتهم القديمة. كذلك تظل حياتهم تنمو، ويتعمقون تدريجيًا في الحق، وتصبح لديهم القدرة على كراهية العالم وكل الذين لا يسعون وراء الحق. إنهم بصفة خاصة يكرهون أنفسهم، والأكثر من ذلك، إنهم يعرفون ذواتهم بوضوح. إنهم يرغبون في الحياة بالحق، ويتخذون من السعي وراء الحق هدفًا لهم. إنهم لا يرغبون في الحياة داخل الأفكار التي تولدها عقولهم، ويشعرون بالكراهية للبر الذاتي للإنسان ومن عجرفته وعجبه بذاته. إنهم يتكلمون بلياقة رفيعة، ويتعاملون مع الأشياء بفطنة وحكمة، وهم مخلصون ومطيعون لله. ليس فقط أنه لا يصيبهم الوهن أو الفتور إذا مروا بحالة من التوبيخ والدينونة، بل إنهم يشعرون بالامتنان لتوبيخ الله ودينونته. إنهم يؤمنون أنه لا يسعهم أن يسيروا من دون توبيخ الله ودينونته؛ بل بوسعهم أيضًا أن ينالوا حمايته من خلالهما. إنهم لا ينشدون إيمان السلام والفرح وطلب الخبز لإشباع الجوع، ولا يسعون وراء ملذات جسدية مؤقتة. هذا ما لدى المُكمَّلين. بعد أن يُخضَع الناس، يعترفون بأنه يوجد إله، لكن مهما صاحب الاعتراف بوجود الله من أفعال، تظل هذه الأفعال محدودة في داخلهم. ما الذي يعنيه فعليًا ظهور الكلمة في الجسد؟ ما الذي يعنيه التجسّد؟ ما الذي فعله الله المتجسِّد؟ وما هدف عمله وما أهميته؟ بعد اختبار قدر كبير من عمله، واختبار أفعاله في الجسد، ماذا استفدتَ؟ لن تصبح شخصًا مُخضعًا إلا بعد أن تفهم كل هذه الأشياء. إذا اكتفيت فقط بأن تقول إنك تعترف بوجود إله، لكنك لم تهجر ما يجب أن تهجره، وفشلت في التخلي عن المتع الجسدية التي يجب أن تتخلى عنها، بل ظللت – بدلاً من ذلك – تشتهي تنعُّم الجسد كما تفعل دائمًا، فلن تتمكن من ترك أي تحيُّز ضد الإخوة والأخوات، وتفشل في الكثير من الممارسات البسيطة في القيام بما عليك لتحقيق الأفعال، فإن ذلك يثبت أنك لم تُخضَع بعد. في تلك الحالة، حتى إذا كنتَ تفهم الكثير، فلن تكون لذلك كله قيمة. المُخضعون هم أناس حققوا بعض التغييرات المبدئية ودخولًا مبدئيًا. إن مرورهم بدينونة الله وتوبيخه يكسبهم معرفة مبدئية بالله وفهمًا مبدئيًا للحق. حتى بالنسبة للكثير من الحقائق الأعمق والأكثر تفصيلًا التي تعجز عن إدراك واقعها بصورة تامة، تستطيع أن تمارس الكثير من الحقائق البدائية في حياتك الواقعية، كتلك الحقائق المتعلقة بالمتع الجسدية أو الحالة الشخصية. كل هذا بالطبع هو ما يتحقق داخل أولئك الذين يمرون بالإخضاع. كذلك يمكن رصد بعض التغيرات في شخصية المُخضَعين؛ فالملبس والهندام والحياة – على سبيل المثال – يمكن أن تتغير جميعها. كذلك يتغير منظور الإيمان بالله لديهم، ويدركون هدف سعيهم، وترتفع طموحاتهم. كذلك قد تتغير طباع حياتهم أيضًا في إطار مرورهم بالإخضاع. إنهم يتمتعون بتغييرات، لكنها تغييرات ضحلة ومبدئية وأقل كثيرًا من تغيير الشخصية وأهداف السعي التي يتمتع بها أولئك الذين قد نالوا الكمال. لو لم تتغير شخصية شخصٍ ما مطلقًا في إطار إخضاعه ولم يكتسب ولو قليلًا من الحق، يصبح هذا النوع من الأشخاص مجرد نفاية عديم الفائدة تمامًا! ليس بالإمكان تكميل أناس لم تُخضَع! كذلك، إذا سعى شخص ما كي يُخضَع فحسب، فليس بالإمكان تكميله بالكلية، حتى لو أظهرت شخصيته بعض التغييرات المصاحبة أثناء عمل الإخضاع. سوف يفقد أيضًا الحقائق المبدئية التي اكتسبها. ثمة اختلاف شاسع في مقدار التغيير في الشخصية بين الشخص المُخضَع والشخص المُكمَّل. لكن يظل الإخضاع هو الخطوة الأولى في التغيير. إنه الأساس، ويُعَد غياب هذا التغيير المبدئي دليلًا على أن الشخص لا يعرف الله معرفة فعلية مطلقًا، لأن هذه المعرفة تأتي من الدينونة، وهذه الدينونة من العناصر الرئيسية لعمل الإخضاع. لذلك، لا بد أن يكون كل شخص مُكمَّل قد مر أولًا بالإخضاع، وإلا، فلا سبيل أمامه للوصول إلى التكميل.

من "الحقيقة الكامنة وراء عمل الإخضاع (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 204

اليوم، أذكركم بذلك من أجل نجاتكم أنتم، حتى يتقدم عملي بسلاسة، وبحيث يمكنني تنفيذ عملي الافتتاحي في جميع أرجاء الكون على نحو أكثر ملاءمة ومثالية، مُظهرًا كلامي وسلطاني وجلالي ودينونتي على الناس من جميع البلدان والأمم. إن العمل الذي أقوم به بينكم هو بداية عملي في جميع أنحاء الكون بأسره؛ ومع أن الوقت الحالي هو الأيام الأخيرة بالفعل، فاعلموا أن "الأيام الأخيرة" ليست سوى اسم لعصر من العصور: إنه تمامًا مثل عصر الناموس وعصر النعمة، فهو يشير إلى عصرٍ، أي إلى عصر بأكمله، وليس إلى السنوات أو الأشهر القليلة الأخيرة. ومع ذلك، فإن الأيام الأخيرة تختلف تمامًا عن عصر النعمة وعصر الناموس، حيث إن العمل في الأيام الأخيرة لا يتمَّ في إسرائيل، لكن بين الأمم؛ إنه إخضاع الناس من جميع الأمم والقبائل خارج إسرائيل أمام عرشي حتى يملأ مجدي المنتشر في الكون جميع أنحاء المسكونة والسماء، وبهذا أيضًا أتمجد بمجد أعظم، ويمكن لجميع المخلوقات على الأرض أن تنقل مجدي إلى كل أمة، إلى الأبد جيل بعد جيل، فترى جميع المخلوقات في السماء وعلى الأرض كل المجد الذي تمجدت به على الأرض. إن العمل الذي يُنفذ خلال الأيام الأخيرة هو عمل الإخضاع، إنه ليس إرشادًا لحياة كل الناس على وجه الأرض، ولكنه إتمام لحياة طويلة من معاناة البشرية طال أمدها آلاف السنين على الأرض. ونتيجة لذلك، لا يمكن أن يكون عمل الأيام الأخيرة مثل العمل لعدة آلاف من السنوات في إسرائيل، ولا مجرد عدة سنوات من عمل الذي استمر في اليهودية بعد ذلك لألفي سنة حتى التجسّد الثاني لله. لا يواجه شعب الأيام الأخيرة سوى ظهور الفادي في الجسد مرة أخرى، ويتلقون العمل الشخصي وكلام الله. لن يمر ألفي عام قبل نهاية الأيام الأخيرة، وهي مدة موجزة مثل الزمن الذي قام فيه يسوع بتنفيذ عمل عصر النعمة في اليهودية. هذا لأن الأيام الأخيرة هي اختتام الزمان بأكمله، وإنها اكتمال خطة تدبير الله التي استمرت ستة آلاف سنة وانتهاؤها، وتختتم رحلة معاناة البشرية؛ فهي لا تأخذ الجنس البشري كله إلى عصر جديد أو تسمح لحياة البشر بالاستمرار، حيث أن هذا لا يحمل أي أهمية لخطة تدبيري أو لوجود الإنسان. إذا استمر البشر على هذا النحو، فعاجلاً أم آجلاً، سوف يلتهمهم الشيطان بالكامل، وفي نهاية المطاف فإن تلك الأرواح التي هي ملكي ستُدمر على يديه. لم يستمر عملي سوى ستة آلاف سنة، ووعدت بأن سيطرة الشرير على البشرية جمعاء لن تتجاوز ستة آلاف سنة. وهكذا، ينتهي الزمان. لن أستمر أو أتأخر أكثر من ذلك: خلال الأيام الأخيرة سأهزم الشيطان، كما سأستعيد كل مجدي، وسأستعيد كل الأرواح التي تخصني على الأرض لكي تفلت هذه الأرواح المنكوبة من بحر العذاب، وهكذا سيُختتم عملي بأكمله على الأرض. من هذا اليوم فصاعدًا، لن أكون أبدًا جسدًا على الأرض مرة أخرى، ولن يعمل روحي الذي يضبط كل شيء على الأرض مرة أخرى، لن أفعل سوى شيئًا واحدًا على الأرض: سأعيد صنع الجنس البشري فيصير جنسًا بشريًا مقدسًا، ويكون قريتي الأمينة على الأرض؛ ولكن اعلموا أنني لن أبيد العالم بأسره ولن أبيد كل البشرية، بل سأحتفظ بالثلث المتبقي – أي الثلث الذي يحبني وقد خضع لي خضوعًا تامًا، وسأجعل هذا الثلث مثمرًا ومتكاثرًا على الأرض تمامًا كما فعل بنو إسرائيل في ظل الناموس، مشبعًا إياه بماشية وأغنام وفيرة وبكل ثروات الأرض؛ وستظل هذه البشرية معي إلى الأبد؛ ومع ذلك فهي ليست بشرية اليوم البشعة القبيحة، بل بشرية تجمع كل أولئك الذين اقتنيتهم. إن مثل هذ البشرية لن يؤذيها الشيطان أو يضايقها أو يحاصرها، وسوف تكون البشرية الوحيدة الموجودة على الأرض بعد أن أكون قد انتصرت على الشيطان. إنها البشرية التي أخضعتها اليوم وقد نالت وعدي، وهكذا، فإن الجنس البشري الذي أُخضع خلال الأيام الأخيرة هو أيضًا الجنس البشري الذي سوف ينجو وسوف ينال بركاتي الأبدية، حيث إنه سيكون الدليل الوحيد على انتصاري على الشيطان، والمكسب الوحيد من معركتي مع الشيطان. وأنا أحفظ هذا المكسب من الحرب من مُلك الشيطان، فما هو إلا بلورة وثمرة خطة تدبيري التي استمرت ستة آلاف سنة. إنهم يأتون من كل أمة ومن كل طائفة، ومن كل مكان وبلد في جميع أنحاء الكون، فهم من أعراق مختلفة، وينطقون بلغات مختلفة، ولديهم عادات مختلفة، ويتنوع لون بشرتهم، وهم منتشرون في كل أمة وطائفة على الأرض، بل وفي كل ركن من أركان العالم. وفي نهاية المطاف، سوف يجتمعون لتشكيل جنسٍ بشريٍّ متكاملٍ، وهو اجتماع للبشر الذين لا يمكن لقوى الشيطان الوصول إليهم؛ أما أولئك الذين لم أُخلّصهم وأُخضعهم بين البشر فسوف يغرقون بصمت في أعماق البحر، وسوف يُحرقون بلهيب ناري المحرقة إلى الأبد؛ سوف أبيد هذا الجنس البشري القديم الذي تنجس للغاية، تمامًا مثلما أبدت أبكار المصريين وأبكار مواشيهم، ولم أبقْ سوى على بني إسرائيل الذين تناولوا لحم الخروف، وشربوا من دمه، ووضعوا علامات على العتبات العليا لأبواب منازلهم من دم الخروف. أليس الناس الذين أخضعتهم وهم من عائلتي هم أيضًا الشعب الذي تناول جسدي أنا الحمل وشرب دمي أنا الحمل، وفديتهم ويعبدونني؟ ألا يصاحب مجدي هؤلاء الناس دائمًا؟ ألم يغرق هؤلاء الذين بدون جسدي أنا الحمل بصمت في أعماق البحر؟ إنك تعارضني اليوم، واليوم كلماتي مثل تلك التي تكلم بها يهوه لبني إسرائيل وأحفادهم. ومع ذلك، فإن القسوة التي في أعماق قلوبكم تزيد من سُخطي، فتجلب المزيد من المعاناة على جسدكم، والمزيد من الدينونة على خطاياكم، والمزيد من السخط على إثمكم. مَنْ يمكنه أن يفلت من يوم سُخطي عندما تعاملونني اليوم مثل هذه المعاملة؟ مَنْ ذا الذي يمكن لإثمه الهروب من عينيّ توبيخي؟ مَنْ ذا الذي يمكن لخطاياه أن تفلت من يديّ، أنا القدير؟ مَنْ ذا الذي يمكن لتحديه أن يفلت من دينونتي، أنا القدير؟ أنا، يهوه، أتكلم إليكم هكذا، أنتم أحفاد العائلة الأممية، والكلمات التي أتكلم بها تفوق كل كلام عصر الناموس وعصر النعمة، ولكنكم أقسى من كل شعب مصر. ألستم تَذْخَرُون غضبي بينما أعمل في سكون؟ كيف يمكنكم الهروب سالمين من يومي، أنا القدير؟

من "لا يستطيع أحد ممن هم من جسد أن يهربوا من يوم السُخط" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 205

عليكم أن تبذلوا كُلَّكم من أجل عملي. عليكم أن تقوموا بالعمل الذي ينفعني. أنا على استعداد لأن أوضح لكم كل شيء لا تفهمونه حتى يمكنكم أن تربحوا منّي كل ما تفتقرون إليه. وحتى على الرغم من أن عيوبكم أكثر من أن تُعَدَّ، فأنا على استعداد للاستمرار في تولّي العمل الذي ينبغي أن أقوم به فيكم، فأمنحكم رحمتي الأخيرة لعلكم تنتفعون مني وتنالون المجد الغائب فيكم، والذي لم يره العالم قط. لقد عملت لأجلكم سنين عديدة، لكن أحدًا لم يكن يعرفني من قبل. أريد أن أخبركم بالأسرار التي لم أخبر بها أحدًا غيركم.

بين الناس، كنتُ الروحَ الذي لم يستطيعوا رؤيته، الروحَ الذي لم يستطيعوا مطلقًا التعاملَ معه. وبالنظر إلى مراحل عملي الثلاث على الأرض (خلق العالم والفداء والإهلاك)، أظهر في وسطهم في أوقات مختلفة (ظهورًا غير علني) للقيام بعملي بينهم. كانت المرة الأولى التي أتيت فيها بين الناس خلال عصر الفداء. بالطبع دخلت في عائلة يهودية؛ لذا كان اليهود أول مَنْ رأى قدوم الله إلى الأرض. كان السبب وراء قيامي بهذا العمل شخصيًا أنني أردتُ استخدام جسدي المتجسد كذبيحة خطيَّة في عملي في الفداء. وهكذا كان أول مَنْ رآني هم اليهود في عصر النعمة. كانت تلك أول مرة أعمل فيها في الجسد. في عصر الملكوت، يتمثل عملي في الإخضاع والتكميل، لذا فإنني أقوم مرة أخرى بعمل الرعاية في الجسد. هذه هي المرة الثانية التي أعمل فيها في الجسد. في المرحلتين الأخيرتين من العمل، ما يتواصل الناس معه لم يعد الروح غير المنظور والملموس، بل شخصًا هو الروح المتمثل في الجسد. وهكذا في أعين الإنسان، أصبحتُ مرة أخرى شخصًا ليس له هيئة الله وشعوره. أضف إلى ذلك أن الله الذي يراه الناس ليس ذكرًا فقط وإنما أنثى أيضًا، وهو الأمر المدهش والمحير أكثر بالنسبة إليهم. ومرة تلو الأخرى، حطم عملي الاستثنائي المعتقدات القديمة التي ترسخت لسنوات عديدة. الناس مذهولون! الله ليس فقط الروح القدس، أو الروح، أو السبعة أرواح المكثفة، أو الروح الشامل، لكنه أيضًا إنسان، إنسان عادي، إنسان عادي بصورة استثنائية. إنه ليس ذكرًا فحسب، بل أنثى أيضًا. إنهما متشابهان في أن كليهما مولود من بشر، ومختلفان في أن أحدهما جاء نتيجة الحمل من الروح القدس والآخر مولود من إنسان، علمًا أنه مستمد من الروح مباشرة. إنهما متشابهان في أن كليهما جسدان متجسدان لله ينفذان عمل الله الآب، ومختلفان في أن أحدهما قام بعمل الفداء والآخر يقوم بعمل الإخضاع. كلاهما يمثلان الله الآب، لكن أحدهما هو الفادي وهو ممتلئٌ مودّةً ورحمة، والآخر إله البر وهو ممتلئ غضبًا ودينونة. أحدهما هو القائد الأعلى الذي أطلق عمل الفداء، أما الآخر فهو الإله البار الذي ينجز عمل الإخضاع. أحدهما هو الأول، والثاني هو الآخِر. أحدهما جسد بلا خطيَّة، والآخَر جسد يكمِّل الفداء ويتابع العمل ولا يرتكب الخطيَّة أبدًا. كلاهما هو الروح نفسه، لكنهما يحلّان في أجساد مختلفة، وكل منهما يولد في أماكن مختلفة، وتفصل بينهما عدة آلاف من السنين. لكنهما يكمل بعضهما بعضًا في العمل ولا يتعارضان أبدًا، ويمكن التحدث عنهما في نَفَس واحد. كلاهما بشر، لكن أحدهما كان طفلًا صغيرًا والأخرى طفلة رضيعة. طوال هذه السنوات العديدة، ما رآه الناس ليس هو الروح فقط، وليس رجلًا ذكرًا فحسب، ولكنه أيضًا أمورٌ عديدة لا تنسجم مع تصورات البشر، ومن ثمَّ فإن البشر غير قادرين على إدراكي تمام الإدراك. إنهم يظلون نصف مؤمنين بي ونصف متشككين فيَّ، كما لو كنتُ موجودًا بالفعل، ولكنني أيضًا حُلم وهمي. ولهذا السبب ظل الناس لا يعرفون حتى الآن ماهية الله. هل يمكنك حقًا أن تُجملَ وصفي في جملة بسيطة واحدة؟ هل تجرؤ حقًا على أن تقول: "ليس يسوع إلا الله، وليس الله إلا يسوع"؟ هل لديك الجرأة حقاً لكي تقول: "الله ليس إلا الروح، والروح ليس إلا الله"؟ هل ترتاح للقول بأن: "الله مجرد شخص يتَشِح بالجسد"؟ هل لديك الشجاعة حقًا للتأكيد بأن: "صورة يسوع هي ببساطة صورة الله العظيمة"؟ هل أنت قادر على شرح شخصية الله وصورته بدقة بالاعتماد على بلاغتك؟ هل تجرؤ حقًا على القول بأنه: "خلق الله الذكور فقط، وليس الإناث، على صورته"؟ إذا قلتَ ذلك، فلن تكون أي أنثى من بين مَنْ وقع عليهم اختياري، فضلًا عن أن تكون النساء صنفًا من النوع البشري. والآن هل تعلم حقًا ماهيّة الله؟ هل الله بشر؟ هل الله روح؟ هل الله ذكر حقًا؟ هل يمكن ليسوع وحده أن يكمِّل العمل المفترض بي أن أقوم به؟ إذا اخترتَ أمرًا واحدًا فقط مما سبق لتعريف جوهري، فستكون مؤمنًا مخلصًا وجاهلاً إلى حد بعيد. إذا كنتُ أعمل كجسد متجسّد مرة، ومرة واحدة فقط، فهل بإمكانك تمييزي؟ هل يمكنك حقًا أن تفهمني فهمًا تامًا من نظرة واحدة؟ هل يمكنك حقًا أن تتعرف عليَّ معرفة تامة من خلال ما تعرضتَ له أثناء حياتك؟ وإذا قمتُ أنا بعمل مشابه في عمليتَي التجسد الخاصتين بي، فأنىَّ لك أن تفهمني؟ هل ستتركني مُسَمَّرًا على الصليب إلى الأبد؟ هل يمكن أن يكون الله بسيطًا كما تزعم؟

من "ما مدى فهمك لله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 206

تمّت مرحلة واحدة من عمل العصرين السابقين في إسرائيل، أمّا الأخرى فحدثت في اليهودية. عموماً، انحصرت مرحلتا هذا العمل في بني إسرائيل، ونُفِّذتا في الشعب المختار الأول. ونتيجة لذلك، يؤمن إسرائيلُ أنّ الإلهَ يهوه هو إله إسرائيلَ فقط. ولأنّ يسوع عمِل في اليهودية، حيث نُفّذ عمل الصلب، ينظر إليه اليهود على أنه فادي الشعب اليهودي، ويرون أنه ملك اليهود وحدهم وليس أي شعب آخر، وأنه ليس الرب الذي يفدي الإنجليز، ولا الرب الذي يفدي الأمريكيين، بل هو الرب الذي يفدي إسرائيل، وأن اليهود هم الذين فداهم في إسرائيل. في الواقع، الله هو سيد كل شيء، وهو إله الخليقة كلّها. إنه ليس إله بني إسرائيل فحسب، وليس إله اليهود فحسب، بل هو إله الخليقة كلها. حدثت المرحلتان السابقتان من عمله في إسرائيل، الأمر الذي أوجد مفاهيم معينة لدى الناس. إنهم يعتقدون أن يهوه قام بعمله في إسرائيل، وأن يسوع نفسه نفَّذ عمله في اليهودية – وأنه كذلك صار جسداً ليعمل– وأيًّا كان الأمر، فإن عمله كان محصورًا في إسرائيل؛ فهو لم يعمل في المصريين أو الهنود بل عمِل في إسرائيل فقط. وهكذا يكوَّن الناس مفاهيم مختلفة، ويحدّدون عمل الله داخل نطاق محدد. يقولون إنّ الله حين يعمل يجب أن يفعل ذلك وسط الشعب المختار وفي إسرائيل؛ وفيما عدا إسرائيل لا يعمل الله في أيّ شعب آخر، وليس هناك أي نطاق أوسع لعمله؛ وهم على وجه الخصوص متشددون في الحفاظ على تجسُّد الله في السلالة، ولا يسمحون له أن يتخطى نطاق إسرائيل. أليست هذه كلها مجرد تصورات بشرية؟ لقد خلق الله السماوات والأرض جميعاً، وكل شيء، وخلق الخليقة كلها، فكيف يمكن أن يحصر عمله في إسرائيل فحسب؟ إن كانت تلك هي الحال، فما المغزى من أن يصنع الخليقة كلها؟ لقد خلق العالم بأسره؛ ونفّذ خطة تدبيره ذات الستة آلاف عام، ليس في إسرائيل فحسب، بل على كل شخص في الكون، وسواء كان هؤلاء يعيشون في الصين أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو روسيا، فكل إنسان هو من نسل آدم؛ وقد خلقهم الله جميعًا. لا أحد يستطيع الهروب من نطاق خليقة الله، ولا أحد يمكنه أن ينفكّ عن وسم "حفيد آدم". جميعهم خليقة الله، وجميعهم ذرّيّة آدم؛ وهم أيضًا الأحفاد الفاسدون لآدم وحواء. ليس إسرائيل وحدهم خليقة الله، بل الناس جميعاً؛ كلُّ ما في الأمر هو أنّ البعض منهم لُعنوا، بينما بورك البعض الآخر. ثمة العديد من الأمور المستحسَنة حول إسرائيل؛ فقد عمل الله فيهم أولاً لأنهم كانوا أقلّ الناس فسادًا. والصينيون لا يُقارَنونَ بهم؛ بل هم أقل شأنًا بكثير؛ ولذلك عمل الله أولاً وسط شعب إسرائيل، وانحصر تنفيذ مرحلة عمله الثانية في اليهودية؛ وأدى ذلك إلى شيوع العديد من التصورات والقواعد في أوساط الناس. وفي الواقع، لو كان الله يعمل بناءً على التصورات البشرية، لكان إلهًا لإسرائيل فقط، وما كان حينئذ لِيقدِر على بَسْط عمله ليشمل الشعوب الأممية، لأنه كان سيصير إلهًا لإسرائيل وحدهم، لا إلهَ الخليقة كلها. ورد في النبوّات أنّ اسم يهوه سيكون معظّمًا لدى الشعوب الأممية وأنه سينتشر بينهم. ما المغزى من تلك النبوّات؟ لو كان الله هو إله بني إسرائيل فحسب، لكان عَمِلَ في إسرائيل فقط، ولما نشر أيضًا هذا العمل، ولم يكن ليتكلم بهذه النبوّة. وبما أنه تكلم بالفعل بهذه النبوّة، فسوف يحتاج بالتأكيد إلى أن يبسط عمله إلى الشعوب الأممية وإلى جميع الأمّم والبلاد. وبما أنه قال هذا فلا بد أن يفعله. هذه هي خطته؛ لأنه هو الرب الذي خلق السماوات والأرض وكل شيء، وهو إله الخليقة كلها. وبغضّ النظر عمّا إن كان يعمل بين بني إسرائيل أو في اليهودية كلّها، فإنّ العمل الذي يقوم به هو عمل الكون بأسره والبشرية كافة. إنّ العمل الذي يقوم به اليوم في شعب التنين العظيم الأحمر – وهو شعب أممي – لا يزال عمل البشرية جمعاء. قد تكون إسرائيل هي أساس عمله على الأرض؛ وكذلك، قد تكون الصين قاعدة عمله بين الشعوب الأممية. ألم يحقّق اليوم النبوّة القائلة بأنّ "اسم يهوه سيصير عظيمًا بين الشعوب الأممية"؟ تتمثل خطوة عمله الأولى بين الشعوب الأممية بهذا العمل الذي يقوم به في أمة التنين العظيم الأحمر. إنّ عمل الله المتجسد في هذه الأرض، وفي هذا الشعب الملعون يتعارض تمامًا مع التصورات البشرية؛ هؤلاء هم الأوضع بين الناس، وليست لهم أيّ قيمة. وقد تخلّى يهوه عنهم في البداية. قد يتعرض الناس للهَجر من أناس آخرين، ولكن ليس هناك أوضع منزلة ولا أحقر مقاماً منهم إن تخلّى الله عنهم. ذلك أن استحواذ الشيطان على أحد خلق الله أو هجر الآخرين له أمر يبدو مؤلمًا جدًا، ولكنّ هجْر الخالق أحدَ خلْقه إنما يشير إلى منتهى صِغَر الشأن. لقد لُعِنَ أحفاد موآب، وولدوا في هذه الدولة المتخلفة؛ ولا شك أن أحفاد موآب هم أحط الشعوب مكانة تحت سلطان الظُّلمة. وبما أن هؤلاء الناس كانوا في السابق هم الأدنى مكانةً، فإن العمل الذي تمّ تنفيذه عليهم هو الأقدر على تحطيم التصورات البشرية، وهو أيضًا الأكثر فائدةً لخطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام. إنّ القيام بمثل هذا العمل في هؤلاء الناس هو الطريقة المُثلَى لتحطيم التصورات البشرية؛ إذ يُطلِق الله بذلك عصرًا؛ وهو بهذا يحطم التصورات البشرية كلّها؛ إنه بذلك ينهي عمل عصر النعمة بأسره. أُنجِز عمله الأول في اليهودية، ضمن حدود إسرائيل؛ أمّا في الشعوب الأممية فلم يقم بأيّ عمل لإطلاق العصر الجديد. ولم يقتصر الأمر على تنفيذ المرحلة الأخيرة من عمله بين الأمم؛ بل نُفِّذت كذلك بين أولئك الملعونين. هذه المسألة هي الدليل الأقدر على إذلال إبليس؛ وهكذا "يصير" الله إله كل الخليقة في الكون ورب كل الأشياء، ومعبود كلّ ذي حياة.

من "الله هو رب الخليقة كلّها" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 207

لا يزال ثمّة من لا يدرك نوع العمل الجديد الذي بدأه الله. لقد أعلن الله بداية جديدة في الشعوب الأممية، وبدأ عصرًا جديداً، وباشر عملاً جديداً، وهو يؤدي هذا العمل في ذرّيّة موآب. أليس هذا هو عملَه الأجدَّ؟ لم يسبق لأحد، في أيّ عصر من العصور، أن اختبر هذا العمل أو سمع به، فضلًا عن أن يقدّره. إن حكمةَ الله وعجائبَه وتعذرَ معرفةِ كُنْهِه، وعظمتَه وقداستَه تتجلّى جميعًا من خلال هذه المرحلة من العمل، عمل الأيام الأخيرة. أليس هذا عملًا جديدًا، عملًا يحطم التصورات البشرية؟ ما زال ثمة مَن يفكر وِفْق المنطق التالي: "بما أن الله لعن موآب وقال إنه سيهجر ذرية موآب، فكيف يخلّصهم الآن؟" تلك كانت الأمم التي لعنها الله وطُردت خارج إسرائيل؛ وقد سمّاهم بنو إسرائيل "الكلاب الأممية". وهؤلاء، في نظر الجميع، ليسوا كلاباً أممية فحسب، بل حتى أسوأ من ذلك، فهُم أبناء الهلاك؛ أو بمعنى آخر، هم ليسوا شعب الله المختار. لعلّهم وُلدوا في الأصل داخل حدود إسرائيل، لكنهم لا ينتمون إلى شعب إسرائيل؛ وقد طُردوا إلى الشعوب الأممية. إنهم أوضع الناس جميعًا. ولأنهم تحديدًا الأوضع بين البشرية، ينجز الله عمله المتمثل في إطلاق عصر جديد بينهم، لأنهم يمثّلون البشرية الفاسدة. إن عمل الله انتقائي وموجَّه، وكذلك العمل الذي ينفذه في هؤلاء الناس اليوم، فهو أيضًا عمل يتم تنفيذه على الخليقة. كان نوح من خليقة الله، وكذلك ذريّته. إن أي شخص في العالم من لحم ودم هو خليقة الله، وعمل الله موجه للخليقة كافة، ولا يعتمد على ما إذا كان المرء قد لُعن بعد ما خُلق؛ فعمل تدبيره موجه للخليقة كافة، وليس فقط للشعب المختار الذي لم يتعرض للعنة. وما دام الله يرغب في تنفيذ عمله بين خليقته، فهو بالتأكيد سينفذه حتى اكتماله بنجاح؛ وسيعمل بين أولئك الناس النافعين لعمله. لذلك، فإنه يحطم كل التقاليد عندما يعمل بين الناس؛ في نظره، كلمات مثل: "ملعون"، "مُوبَّخ"، "مُبَارك" هي كلمات بلا معنى! الشعب اليهودي صالح، كما هو شعب الله المختار في إسرائيل. هم شعب ذو إمكانيات وإنسانية جيدة. أطلق يهوه عمله في البداية بينهم ونفذ أول عمل له، ولكن تنفيذ عمل الإخضاع عليهم اليوم سيكون بلا معنى. لعلّهم أيضًا جزء من الخليقة، وقد يكون لديهم العديد من الجوانب الإيجابية، إلا أن تنفيذ هذه المرحلة بينهم سيكون عديم الجدوى. لم يقْدر الله أن يُخضع الناس ولم يستطع أن يقنع الخليقة كلها. وهذه هي بالضبط أهمية تحويل عمله لهؤلاء الناس من أمة التنين العظيم الأحمر. يتسم إطلاقه لعصرٍ، وتحطيمه لكل القواعد والتصورات البشرية، وإنهاؤه عملَ عصر النعمة بأسره، بالأهمية الكبرى. لو تم تنفيذ عمله الحالي بين بني إسرائيل، آمن الجميع أن الله هو إله بني إسرائيل وأن بني إسرائيل فقط هم شعب الله المختار، وأنهم هم من يستحقون وحدهم أن يرثوا بركة الله ووعده بحلول الوقت الذي تنتهي فيه خطة تدبيره التي تستغرق الستة آلاف عام. إن تجسد الله في الشعب الأممي للتنين العظيم الأحمر في الأيام الأخيرة ينجز عمل الله كإله الخليقة كلها؛ حيث يُكمل خطة تدبيره كلها، وينهي الجزء الأساسي من عمله في أمة التنين العظيم الأحمر. يمثل خلاص الإنسان جوهرَ مراحل العمل الثلاث هذه، أي جعل الخليقة كلها تعبد الخالق. وهكذا نجد أن كل مرحلة من العمل تنطوي على معنى عظيم؛ إذْ لا يعمل الله شيئًا بلا معنى أو قيمة. من ناحية، تؤْذِن هذه المرحلة من العمل بدخول عصر وتنهي عصرين سابقين؛ وهي من ناحية أخرى تحطّم كل التصورات البشرية وجميع طرق الاعتقاد والمعرفة البشرية القديمة. كان عمل العصرين السابقين يتم بحسب التصورات الإنسانية المختلفة؛ ولكن هذه المرحلة تمحو تمامًا التصورات الإنسانية، وهي بذلك تُخضع البشرية تمامًا. سيُخضِع الله كل الناس في الكون بأسره من خلال إخضاع ذرية موآب والعمل المنفذ بينهم. هذه هي أعمق دلالةٍ لهذه المرحلة من عمل الله، وهي تمثل الجانب الأكثر قيمة في هذه المرحلة من عمله. وحتى لو كنت تعرف الآن أن مكانتك وضيعة وأنك ذو قيمة متدنية، فستظل تشعر أنك حظيت بأبهج الأمور: لقد ورثت بركة عظيمة، وحصلت على وعد عظيم، ويمكنك تحقيق عمل الله العظيم هذا. لقد رأيت وجه الله الحقيقي وتعرف شخصية الله المتأصلة، وتنفّذ مشيئته. لقد تم تنفيذ المرحلتين السابقتين من عمل الله في إسرائيل. لو كانت هذه المرحلة الحالية من عمل الله في الأيام الأخيرة يتم تنفيذها بين بني إسرائيل، لما انحصر الأمر في إيمان الخليقة جمعاء بأن بني إسرائيل وحدهم هم شعب الله المختار، بل لأخفقت خطة تدبير الله بأكملها في تحقيق نتيجتهاالمرغوبة. أثناء الفترة التي تم فيها تنفيذ مرحلتين من عمله في إسرائيل، لم يتم تنفيذ أي عمل جديد كما لم يتم تنفيذ أي عملٍ لإطلاق عصر جديد في الشعوب الأممية. يتم تنفيذ مرحلة العمل الحالية، عمل إطلاق عصر جديد، بين الشعوب الأممية، كما يجري علاوة على ذلك تنفيذها أولًا بين ذرية موآب، وبذلك يتم افتتاح العصر بكامله. لقد حطم الله أية معرفة موجودة داخل التصورات البشرية ولم يسمح ببقاء أيٍّ منها. لقد حطم بعمله في الإخضاع التصورات البشرية، تلك الطرق الإنسانية القديمة الأولى للمعرفة. إنه يدع الناس يرون أنه لا توجد قواعد بالنسبة إلى الله، وأنه لا يوجد شيء قديم فيما يتعلق بالله، وأن العمل الذي يقوم به مُحرَّر بالكامل، وحرّ تمامًا، وأنه على صواب في كل ما يفعله. يجب أن تخضع بالكامل لأي عمل يقوم به بين الخليقة؛ فكل العمل الذي يقوم به هو عمل له معنى، ويتم وفقًا لمشيئته وحكمته، وليس وفقًا للاختيارات والتصورات البشرية. إن كان ثمّةَ شيء مفيد لعمله قام به، وإن كان شيئًا غير نافع لعمله، لم يقم به، مهما يَكُنْ جيدًا! إنه يعمل ويختار مكان عمله ومستَقبِلي هذا العمل وفقًا لمعنى عمله والغرض منه؛ فهو لا يلتزم بقواعد سابقة عندما يعمل، ولا يتبع صيغًا قديمة، وبدلًا من ذلك، يخطط عمله وفقًا لأهمية العمل؛ وهو في النهاية يريد أن يحقق الأثر الحقيقي والهدف المرتقب. إن كنت لا تفهم هذه الأمور الآن، فلن يكون لهذا العمل أي تأثير فيك.

من "الله هو رب الخليقة كلّها" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 208

كم هي عظيمة معوقات عمل الله؟ هل عرف أحد هذا من قبل؟ مع وجود أناس مسجونين بصبغات خرافية متأصلة، مَن يقدر أن يعرف وجه الله الحقيقي؟ مع هذه المعرفة الثقافية المتأخرة الضحلة والمنافية للعقل، كيف يمكنهم أن يفهموا الكلام الذي يقوله الله فهمًا كاملًا؟ حتى عندما يُخاطبون وجهًا لوجه، ويُغَذون فمًا لفم، كيف يمكنهم أن يفهموا؟ أحيانًا يبدو الأمر كما لو كان كلام الله يُقال لآذان صماء: ليس لدى الناس أدنى رد فعل، يهزون رؤوسهم ولا يفهمون شيئًا. كيف لا يكون هذا أمرًا مُقلقًا؟ هذا "التاريخ الثقافي القديم البعيد[1] والمعرفة الثقافية" قد غذَّت مجموعة عديمة القيمة من الناس. هذه الثقافة القديمة – التراث الثمين – هي كومة نفاية! صارت عارًا أبديًا منذ أمد بعيد، ولا تستحق ذكرها! لقد علَّمَت الناس الخدع وأساليب معارضة الله، وقد جعل "الإرشاد اللطيف والمنظم"[2] للتعليم القومي الناس أكثر عصيانًا لله. كل جزء من عمل الله صعب بصورة كبيرة، وكل خطوة من عمله على الأرض سببت حزنًا له. كم هو صعب عمله على الأرض! تنطوي خطوات عمل الله على الأرض على صعوبة كبيرة: لأجل ضعف الإنسان، ونقائصه، وطفوليته، وجهله، وكل ما في الإنسان، أعد الله خططًا بدقه واعتبارات مراعية للجميع. يبدو الإنسان مثل نمر من ورق لا يجرؤ أحد على نصب فخ له أو استفزازه؛ إن قام أحد بلمسه لمسة بسيطة يقوم بعضّه، وإلا فينطرح ويفقد طريقه، ويبدو – عند أدنى فقدان للتركيز – أنه يرتد أو يتجاهل الله، أو يركض إلى خنازير وكلاب والديه لينغمس في الأمور النجسة التي في أجسادهم. يا له من عائق كبير! عمليًّا في كل خطوة من خطوات عمل الله، يتعرض للتجربة، وفي كل خطوة تقريبًا يجازف بالتعرض لخطر عظيم. كلامه صادق وأمين، وبلا خبث، ومع ذلك مَن يرغب في قبوله؟ مَن يرغب في الخضوع له بالتمام؟ هذا يكسر قلب الله. إنه يشقى نهارًا وليلًا من أجل الإنسان، وينزعج قلبه بشأن حياة الإنسان ويتعاطف مع ضعفه. لقد احتمل العديد من التحولات والانعطافات في كل خطوة من خطوات عمله، ولكل كلمة يقولها؛ إنه بين حجري رحى ويفكر في ضعف الإنسان وعصيانه وطفوليته وهشاشته... على مدار الساعة مرارًا وتكرارًا. من سبق وعَرَفَ هذا؟ مَن يمكنه أن يأتمنه على سره؟ من سيكون قادرًا على أن يفهم؟ يمقت خطايا الإنسان إلى الأبد، وغياب السند، وضعف شخصية الإنسان، ويقلق دائمًا على هشاشة الإنسان، ويتأمل الطريق الذي هو نصب عين الإنسان. يلاحظ دائمًا كلمات وأفعال الإنسان، وتملؤه الرحمة والغضب ودائمًا يجلب منظر هذه الأمور ألمًا إلى قلبه. صار البريء، في المقام الأول، فاقدًا للحس؛ لماذا يجب أن يُصعِّب الله عليهم دائمًا الأمور؟ يفتقر الإنسان الضعيف بشدة إلى المثابرة؛ لماذا ينبغي على الله دائمًا أن يخفف حدة غضبه تجاهه؟ لم يعد لدى الإنسان الضعيف العاجز أدنى حيوية؛ لماذا ينبغي على الله دائمًا أن يوبخه على عصيانه؟ مَن يمكنه أن يصمد أمام تهديدات الله في السماء؟ الإنسان، في المقام الأول، هشٌّ وفي وضع صعب، لقد دفع الله غضبه بعمق داخل قلبه لكي يمكن للإنسان أن يتأمل رويدًا في نفسه. ومع ذلك فإن الإنسان، الذي هو في مشكلة كبرى، ليس لديه أدنى تقدير لمشيئة الله؛ لقد سُحق الإنسان تحت قدم ملك الشياطين القديم، ومع ذلك فهو لا يدري تمامًا، ودائمًا ما يقف ضد الله، أو أنه لا يكون حارًّا ولا باردًا تجاه الله. لقد قال الله العديد من الكلمات، ولكن من اتخذها على محمل الجد؟ لا يفهم الإنسان كلام الله، ومع ذلك يبقى رابط الجأش وبلا اشتياق، ولم يعرف حقًّا قط جوهر الشيطان القديم. يعيش الناس في الهاوية، في الجحيم، لكنهم يعتقدون أنهم يعيشون في قصر بقاع البحر؛ يضطهدهم التنين العظيم الأحمر، ومع ذلك يعتقدون أنهم "مُفضَّلون"[3] لدى الدولة؛ يسخر منهم الشيطان ومع ذلك يعتقدون أنهم يتمتعون ببراعة الجسد الفائقة. يا لهم من زمرة من الصعاليك القذرين المنحطين! لقد لاقى الإنسان سوء الحظ، ولكنه لا يعرف هذا، وهو يقاسي في هذا المجتمع المظلم الحظ العاثر مرة تلو الأخرى،[4] لكنه لم يتيقظ قط إلى هذا. متى سيخلِّص نفسه من شفقته على ذاته وتصرفاته الوضيعة؟ لماذا لا يبالي تمامًا بقلب الله؟ هل يتغاضى بهدوء عن هذا الاضطهاد وهذه المشقة؟ ألا يرغب في ذلك اليوم الذي يمكنه أن يغير الظلمة إلى نور؟ ألا يرغب في أن يحول من جديد الظلم إلى بر وحق؟ هل يرغب في أن يشاهد ولا يفعل شيئًا إذ ينبذ الناس الحق ويلوون الحقائق؟ هل هو سعيد بالاستمرار في تحمُّله لسوء المعاملة هذه؟ هل يرغب في أن يكون عبدًا؟ هل يرغب أن يفنى في يدي الله مع عبيد هذه الحالة الفاشلة؟ أين عزمك؟ أين طموحك؟ أين كرامتك؟ أين نزاهتك؟ أين حريتك؟ هل ترغب في تسليم حياتك كلها[5] للتنين العظيم الأحمر، ملك الشياطين؟ هل أنت سعيد بأن تسمح له بأن يعذبك حتى الموت؟ وجه البحر فوضوي ومظلم، بينما يعاني عامة الناس مثل هذه المصيبة ويصرخون إلى السماء ويشتكون إلى الأرض. متى سيكون الإنسان قادرًا على رفع رأسه عاليًا؟ الإنسان هزيل وضعيف، كيف يمكن له أن يناضل مع هذا الشيطان الاستبدادي العنيف؟ لماذا لا يسلم حياته لله بأسرع ما يمكن؟ لماذا لا يزال مترددًا؟ متى يمكنه أن يكمل عمل الله؟ لذلك تضيع حياته في النهاية كلها هباءً إذ يُرهب ويُضطهد بلا هدف؛ لماذا هو في مثل هذه العجلة لكي يصل، وهذا الاندفاع لكي يغادر؟ لماذا لا يحتفظ بشيء ذي قيمة ليقدمه لله؟ هل نسي آلاف السنين من الكراهية؟

من "العمل والدخول (8)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

1. تُستخدم كلمة "بعيد" بغرض السخرية.

2. تُستخدم عبارة "الإرشاد اللطيف والمنظم" بغرض السخرية.

3. تُستخدم كلمة "مفضّلون" للسخرية من الناس الذين يبدون متبلدين وليس لديهم وعي ذاتي.

4. "يقاسي الحظ العاثر مرة تلو الأخرى" تشير إلى أن الناس مولودون في أرض التنين العظيم الأحمر وهم غير قادرين على رفع رؤوسهم.

5. "تسليم حياتك كلها" تعطي معنى ازدرائي.


كلمات الله اليومية اقتباس 209

ليس من السهل السير في طريق اليوم. يمكن القول إنه صعب المنال جدًا، بل وقد ظل نادرًا جدًا على مر العصور. لكن مَنْ كان يظن أن جسد الإنسان وحده يكفي لتدمير الإنسان؟ عمل اليوم ثمين بالتأكيد مثل مطر الربيع، وقَيِّم مثل شفقة الله على الإنسان. لكن إن كان الإنسان يجهل الغرض من عمل الله الحالي أو لا يفهم جوهر البشر، فكيف يمكن الحديث عن نفاسة هذا العمل أو عن قدره الثمين؟ لا ينتمي الجسد إلى البشر أنفسهم؛ لذلك ليس بوسع أحد أن يرى بوضوح أين سيكون مصيره بالفعل. لكن ينبغي أن تعرف جيدًا أن رب الخليقة سوف يُعيد البشرية التي خُلِقَت إلى وضعها الأصلي، ويستعيد صورتها الأصلية من وقت أن خُلِقَت. سوف يستعيد تمامًا نسمة الحياة التي نفخها في الإنسان، ويسترد عظام الإنسان ولحمه ويعيد الجميع إلى رب الخليقة. سوف يُغيِّر البشرية تمامًا ويجددها، ويسترد من الإنسان كل ميراث الله الذي لا ينتمي إلى البشر بل إلى الله، ولن يسلمه مطلقًا للبشرية مرة أخرى؛ وذلك لأن أيًّا من هذه الأشياء لم يكن ينتمي إلى البشر من الأساس؛ فسوف يسترد كل ذلك، ولا يُعَد ذلك سلبًا ظالمًا، لكنَّ المقصود منه بالأحرى هو إعادة السماء والأرض إلى حالتيهما الأصلية، وكذلك تحويل الإنسان وتجديده. هذا هو المصير المعقول للإنسان، رغم أنه ربما لن يمثل إعادة استيلاء على الجسد بعد أن خضع للتوبيخ كما يتخيل الناس. لا يريد الله هياكل الأجساد بعد فنائها، بل يريد العناصر الأصلية الموجودة في الإنسان التي كانت تنتمي إلى الله في البدء. إذًا، فالله لن يمحو البشرية أو يفني جسد الإنسان تمامًا؛ لأن جسد الإنسان ليس ملكية خاصة للإنسان، بل هو تابعٌ لله الذي يدبر البشرية. كيف يفني الله جسد الإنسان "ليستمتع" بذلك؟ في الوقت الحالي، هل تخليتَ حقًا عن جسدك هذا بجملته، والذي لا يساوي فلسًا واحدًا؟ إذا تمكنت من استيعاب ثلاثين بالمائة من عمل الأيام الأخيرة (تعني هذه الثلاثون بالمائة استيعاب عمل الروح القدس اليوم، وكذلك عمل كلمة الله في الأيام الأخيرة)، فلن تواصل "الخدمة" أو تبقى تابعًا لجسدك، الذي ظل سنوات طويلة فاسدًا، كما هو الحال اليوم. يجب أن ترى بوضوح أن البشر الآن قد ارتقوا إلى حالة غير مسبوقة، ولن يعودوا يستمرون في تحقيق مزيد من التقدم كَعَجَلات التاريخ. لطالما غطى الذباب جسدك العفن، فمن أين له بالقوة ليعكس حركة عَجَلات التاريخ التي سمح لها الله بالاستمرار في الدوران حتى يومنا هذا؟ كيف يستطيع أن يجعل ساعة الأيام الأخيرة التي تدق في صمت أن تدق مرة أخرى وتستمر في الدوران في اتجاه حركة عقاربها؟ كيف يستطيع أن يعيد تحويل العالم الذي يبدو ملفوفًا في غلالة من الضباب الكثيف؟ هل يستطيع جسدك أن يبعث الحياة من جديد في الجبال والأنهار؟ هل حقًا يستطيع جسدك صاحب الوظيفة الضئيلة أن يستعيد ذلك النوع من العالم البشري الذي اشتقت إليه؟ هل بوسعك حقًا أن تعلّم ذريتك كيف يصبحون "مخلوقات بشرية"؟ هل تفهم الآن؟ إلى أي شيء بالضبط ينتمي جسدك؟ لم يكن غرض الله الأصلي من خلاص الإنسان وتكميله وتحويله أن يمنحك وطنًا جميلًا أو أن يقدم لجسد الإنسان راحة هادئة. بل كان ذلك من أجل مجده والشهادة له، ومن أجل متعة أفضل للبشرية في المستقبل، وحتى يمكنهم التمتع بالراحة سريعًا. ومع ذلك فهذا لم يكن من أجل جسدك، فالإنسان رأس مال تدبير الله، وما جسده سوى تابع له. (الإنسان عبارة عن كيان يتألف من روح وجسم، في حين أن الجسد هو مجرد شيء قابل للفساد، وهذا يعني أن الجسد ما هو إلا أداة تُستخدم في خطة التدبير). عليك أن تعرف أن تكميل الله للناس وإكمالهم واقتناءهم لم يجلب على أجسادهم سوى السيوف والضرب، إضافةً إلى معاناة لا تنتهي، ونار مستعرة، ودينونة وتوبيخ ولعنات بلا رحمة، وتجارب بلا حدود. تلك هي القصة الحقيقية، وحقيقة عمل تدبير الإنسان. غير أنَّ كل تلك الأشياء مُوجَّهَة إلى جسد الإنسان، وكل نصال العداء مُصوَّبَة بلا رحمة نحو جسده (لأن الإنسان بريء). كل هذا من أجل مجد الله والشهادة له ومن أجل تدبيره؛ ذلك لأن عمل الله ليس فقط من أجل البشر، بل أيضًا من أجل الخطة برمتها، وكذلك من أجل تحقيق مشيئته الأصلية عندما خلق البشر. لذلك ربما تشكل الآلام وتجارب النار تسعين بالمائة مما يختبره الإنسان، ولا يجد جسد الإنسان إلا القليل جدًا من الأيام الحلوة والسعيدة التي اشتاق إليها، أو حتى لا يجد أيًا منها، فضلًا عن أن الإنسان لا يستطيع الاستمتاع بلحظات سعيدة في الجسد وهو يقضي أوقاتًا جميلة مع الله. الجسد دَنِس؛ لذلك فما يراه جسد الإنسان أو ما يستمتع به ليس إلا توبيخًا من الله لا يستحسنه الإنسان، وكأنه يفتقر إلى المنطق السليم؛ ذلك لأن الله سوف يُظهِر شخصيته البارة التي لا يحبذها الإنسان، والتي لا تتساهل مع إساءات الإنسان، وتبغض الأعداء. يكشف الله علانية شخصيته كاملةً من خلال أي وسائل ضرورية، وبهذا يختتم عمله الذي استمر لستة آلاف عام من الصراع مع الشيطان، أي عمل خلاص كل البشرية وإفناء شيطان الأيام القديمة.

من "الغرض من تدبير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 210

ها قد حلَّت الأيام الأخيرة، وباتت الاضطرابات تضرب بلداناً في شتى أنحاء العالم. توجد القلاقل السياسية والمجاعات والأوبئة والفيضانات والجفاف والتي تظهر في كل مكان. يوجد الخراب في عالم الإنسان، وأنزلت السماء أيضًا كارثة. تلك علامات الأيام الأخيرة. لكنه يبدو بالنسبة للناس عالمًا من البهجة والروعة، بل ويزداد بهجة وروعة أكثر وأكثر. تنجذب قلوب الناس جميعًا إليه، ويقع الكثيرون في الشرك ويعجزون عن أن يحرروا أنفسهم منه. أعداد غفيرة سوف يُضللها المخادعون والسحرة. إن لم تجاهد من أجل إحراز تقدم، وإذا كنتَ بغير مُثل عليا، ولم تتعمَّق في الطريق الحق، فسوف تجرفك موجات الخطية العنيفة. إن الصين أكثر البلدان ترديًا. إنها الأرض التي يقبع فيها التنين العظيم الأحمر، ويوجد فيها أكبر عدد من الناس الذين يعبدون الأصنام ويمارسون السحر، وأكبر عدد من المعابد، وهي المكان الذي يسكنه الشياطين الأنجاس. لقد وُلِدتَ في هذا المكان وتعلمت بتعليمه، وسقطت تحت تأثيره، وأفسدك وعذبك، لكنك بعدما استيقظت نبذته وقد اقتناك الله بالكلية. هذا هو مجد الله، ولهذا السبب تحظى هذه المرحلة من العمل بأهمية كبيرة. لقد أتم الله عملاً بمقدار هائل كهذا، وتكلم بكلامٍ كثير، وفي النهاية سوف يقتنيكم بالكلية. هذا جزءٌ واحدٌ من عمل تدبير الله، وأنتم "غنيمة النصر" في معركة الله مع الشيطان. كلما فهمتم الحق وتحسَّنت حياتكم الكنسية، ازداد التنين العظيم الأحمر خضوعًا. تلك جميعها هي أمور العالم الروحاني، وتلك هي حروبه، وعندما ينتصر الله، سوف يلحق بالشيطان الخزي والتردي. لهذه المرحلة من عمل الله أهمية بالغة. يعمل الله عمله على نطاقٍ ضخم كهذا ويخلِّص هذه المجموعة من الناس تمامًا؛ لذا يمكنك أن تفلت من تأثير الشيطان، وتعيش على الأرض المقدسة، وتعيش في نور الله وتتمتع بهداية النور وإرشاده. حينها يوجد معنى لحياتك. إن مأكلكم وملبسكم مختلف عن غير المؤمنين؛ فأنتم تستمتعون بكلام الله وتعيشون حياة ذات معنى، لكن ما الذي يستمتعون هم به؟ إنهم لا يستمتعون إلا "بتراث أسلافهم" و"بالروح القومية"؛ فليس لديهم أدنى أثر من الإنسانية. إن ملبسكم وكلامكم وأفعالكم كلها مختلفة عنهم، وفي النهاية، سوف تهربون من الدنس تمامًا، وتتحررون من غواية الشيطان وتفوزون بعون الله اليومي؛ فيجب أن تتوخوا الحذر دائمًا. مع أنكم تعيشون في مكان دنس، لكنكم غير ملوثين بدنسٍ وتستطيعون أن تعيشوا في معية الله، وأن تنعموا بحمايته العظمى. لقد اختاركم الله من بين كل مَنْ على هذه الأرض الصفراء. ألستم أكثر الناس مُباركةً؟ أنت مخلوق وعليك أن تعبد الله وأن تنشد حياة ذات معنى. أما إن لم تعبد الله، بل عشتَ في جسدك الدنس، أفلستَ إذًا حيوانًا في ثوب إنسان؟ بما أنك مخلوق أن تبذل نفسك من أجل الله وأن تتحمل كل ضيق. عليك أن تقبل بسرور وثقة الضيق القليل الذي تكابده اليوم، وأن تعيش حياة ذات معنى مثل أيوب وبطرس. في هذا العالم، يرتدي الإنسان ثوب الشيطان، ويأكل طعامًا من الشيطان، ويعمل ويخدم تحت إمرة الشيطان، ويتمرغ تمامًا في دنسه. إن لم تفهم معنى الحياة أو تجد الطريق الصحيح، فما معنى حياتك بهذه الطريقة؟ أنتم أناس يسعون نحو الطريق الصحيح، وينشدون التحسُّن. أنتم أناس قد نهضوا في أمة التنين العظيم الأحمر، ويدعوهم الله أبرارًا. أليس هذا أسمى معاني الحياة؟

من "الممارسة (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 211

اليوم، يهدف العمل الذي أقوم به فيكم إلى قيادتكم إلى حياة تتسم بطبيعة بشرية، وهو عمل استهلال عصر جديد وقيادة البشرية إلى حياة العصر الجديد. خطوة بخطوة، يُنفّذ هذا العمل ويتطور بينكم مباشرة: أعلّمكم وجهًا لوجه، وأقودكم ممسكًا بأيديكم، وأقول لكم أي شيء لا تفهمونه، وأنعم عليكم بكل ما ينقصكم. يمكن القول إنه بالنسبة إليكم، كل هذا العمل هو قوتكم في الحياة، ويرشدكم أيضًا إلى حياة بشرية طبيعية، ويهدف على وجه التحديد إلى توفير القوت لحياة هذه المجموعة من الناس خلال الأيام الأخيرة. من جهتي، يهدف كل هذا العمل إلى إنهاء العصر القديم واستهلال عصر جديد. أما من جهة الشيطان، فقد تجسَّدت تحديدًا لهزيمته. إن العمل الذي أقوم به بينكم الآن هو قوتكم لهذا اليوم وخلاصكم المقدَّم في حينه، ولكن خلال هذه السنوات القليلة القصيرة، سأخبركم بكل الحقائق، وكل طريق الحياة، وحتى عمل المستقبل، وسيكون هذا كافيًا لتمكينكم من اختبار الأشياء اختبارًا طبيعيًا في المستقبل. كل كلامي وحده هو ما أوكلته إليكم. لا أحذركم بأي شكل آخر. فاليوم، كل الكلام الذي أتحدث به إليكم هو تحذيري الموجَّه إليكم، لأنكم لا تمتلكون اليوم خبرة بالعديد من الكلام الذي أتكلمه، ولا تفهمون معناه الداخلي. ذات يوم، سوف تؤتي اختباراتكم ثمارها كما تحدثت اليوم. هذا الكلام هو رؤاكم اليوم، وهو ما ستعتمدون عليه في المستقبل. إنه قوت للحياة اليوم وتحذير للمستقبل، ولا يمكن أن يوجد تحذير أفضل. وذلك لأن الوقت الذي يجب أن أعمل فيه على الأرض ليس بطول الوقت الذي يتعين عليكم فيه أن تختبروا كلامي، أنا فقط أكمّل عملي، بينما تسعون أنتم إلى الحياة، وهي عملية تنطوي على رحلة طويلة عبر الحياة. فقط بعد اختبار أشياء كثيرة، ستتمكنون من ربح طريق الحياة تمامًا، وعندها فقط ستتمكن من إدراك المعنى الداخلي للكلام الذي أتكلمه اليوم. عندما يكون كلامي بين أيديكم، وعندما يتلقى كل واحد منكم جميع تكليفاتي، بمجرد تكليفكم بكل ما يجب أن أكلفكم به، وعندما ينتهي عمل الكلام، بغض النظر عن مدى عظمة ما تحقق من أثر، عندها سيكون تنفيذ مشيئة الله قد تحقق أيضًا. الأمر ليس كما تتخيل أنه يجب عيك أن تتغيّر إلى حد ما؛ فالله لا يتصرف وفقًا لمفاهيمك.

من "الممارسة (7)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 212

في الأيام الأخيرة، تجسّد الله للقيام بالعمل الذي ينبغي عليه القيام به، ولأداء خدمته للكلمات. أتى شخصيًا للعمل وسط البشر بهدف جعل أولئك الناس الذين هم بحسب قلبه كاملين. منذ بدء الخليقة وحتى اليوم، لم ينجز ذلك العمل إلا خلال الأيام الأخيرة. خلال الأيام الأخيرة فقط تجسّد الله من أجل القيام بمثل هذا العمل على نطاق واسع. على الرغم من أنه يتحمّل مصاعب قد يجد الناس صعوبة في تحمّلها، وعلى الرغم من أنه إله عظيم يتمتع مع ذلك بالتواضع ليصبح إنساناً عاديًا، لم يتم تأجيل أي جانب من عمله، ولم تقع خطته فريسة للفوضى بأي شكل من الأشكال. فهو ينجز العمل وفقا لخطته الأصلية. وأحد أهداف هذا التجسّد هو إخضاع الناس، وثمة هدف آخر هو أن يجعل الأشخاص الذين يحبهم كاملين. إنه يرغب في أن يرى بأم عينه الأشخاص الذين يجعلهم كاملين، ويريد أن يرى بنفسه كيف أن الأشخاص الذين يجعلهم كاملين يقدمون الشهادة له. فالذين بلغوا الكمال ليسوا شخصًا واحدًا أو اثنين، بل هم مجموعة تتألف من بضعة أشخاص. وتأتي هذه المجموعة من الأشخاص من مختلف بلدان العالم، ومن مختلف الجنسيات في العالم. إن الهدف من القيام بهذا العمل هو كسب هذه المجموعة من الأشخاص، وكسب الشهادة التي تقدمها له هذه المجموعة من الأشخاص، والحصول على المجد الذي يناله منهم. إنه لا يقوم بعمل لا معنى له أو لا قيمة له. ويمكن القول، إن الله يهدف من كل هذا العمل الكثير لله إلى تكميل جميع أولئك الذين يرغب في جعلهم كاملين. وفي وقت الفراغ الذي لديه بعد ذلك، سيقضي على أولئك الأشرار. اعلموا أنه لا يفعل هذا العمل العظيم بسبب أولئك الأشرار، بل هو - على العكس - يبذل أقصى ما في وسعه بسبب ذلك العدد الصغير من الأشخاص الذين سيمنحهم الكمال. فالعمل الذي يقوم به، والكلمات التي يتلفظ بها، والأسرار التي يكشفها، ودينونته وتوبيخه هي كلها من أجل ذلك العدد الصغير من الأشخاص. لم يتجسد بسبب أولئك الأشرار، ناهيك عن أن يثيروا فيه غضبًا شديدًا. إنه ينطق بالحق ويتحدث عن الدخول، بسبب أولئك الذين سيتم منحهم الكمال، وقد تجسّد من أجلهم، ومن أجلهم أيضًا يغدق وعوده وبركاته. الحق، والدخول، والحياة في الناسوت التي يتحدث عنها ليست من أجل أولئك الأشرار. إنه يريد أن يتجنب الحديث إلى أولئك الأشرار، ويرغب بدلًا من ذلك في أن يغدق جميع الحقائق على أولئك الذين سيُمنحون الكمال. ولكن يتطلب عمله أن يُسمح لأولئك الأشرار، في الوقت الراهن، بأن يتمتعوا ببعض ثرواته. فأولئك الذين لا يعملون بالحق، والذين لا يرضون الله، والذين يعطلون عمله، هم جميعهم أشرار، ولا يمكنهم أن يكونوا كاملين، وهم مكروهون ومرفوضون من الله. وبالمقابل فإن الأشخاص الذين يعملون بالحق ويمكنهم إرضاء الله، والذين يبذلون أنفسهم بالكامل في عمل الله، هم الأشخاص الذين ينالون الكمال من الله. فالذين يرغب الله في جعلهم كاملين ليسوا سوى هذه المجموعة من الأشخاص، والعمل الذي يقوم به الله هو من أجل هؤلاء الأشخاص، أما الحق الذي يتكلم عنه فهو موجه إلى الأشخاص الذين يرغبون في العمل به. إنه لا يتحدث إلى الأشخاص الذين لا يعملون بالحق. وتستهدف زيادة البصيرة، ونمو الفطنة اللتان يتحدث عنهما الأشخاص الذين يستطيعون العمل بالحق. وحين يتحدث عن الذين سيتم تكميلهم، فهو يتحدث عن هؤلاء الأشخاص بالذات. إن عمل الروح القدس موجَّهٌ نحو الأشخاص الذين لديهم استعداد لممارسة الحق. ويتم توجيه الأمور - مثل التحلّي بالحكمة والإنسانية - نحو الأشخاص الذين هم على استعداد للعمل بالحق. قد يسمع أولئك الذين لا يعملون بالحق الكثير من الكلام عن الحق، ولكن بما أنهم بطبيعتهم أشرار جدًا، ولا يهتمون بالحق، فما يفهمونه ليس سوى تعاليم وكلمات ونظريات فارغة، دونما أدنى قيمة لدخولهم في الحياة. لا أحد منهم مخلص لله، وهم جميعًا أشخاص يرون الله ولكن لا يمكنهم الحصول عليه، بل يدينهم الله جميعًا.

من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 213

إن الهدف الرئيسي لعمل الإخضاع هو تطهير البشرية ليتمكن الإنسان من امتلاك الحق، لأن الإنسان الآن لا يفهم من الحق إلا النزر اليسير! ولذا فإن عمل إخضاع هؤلاء الناس ذو أهمية كبرى. لقد وقعتم جميعكم تحت تأثير الظلمة وتضرّرتم للغاية. الهدف من هذا العمل إذًا، هو تمكينكم من معرفة الطبيعة البشرية ومن ثمَّ عيش الحق. إن قبول الكمال هو ما ينبغي أن تسعى إليه كل المخلوقات. إذا كان عمل هذه المرحلة ينطوي فقط على تكميل الناس، عندئذ يمكن القيام به في إنجلترا أو أمريكا أو إسرائيل، أي يمكن القيام به في شعب أيّ أمة. لكن عمل الإخضاع انتقائي. فالخطوة الأولى في عمل الإخضاع قصيرة الأجل؛ وستُستخدم بالأكثر لإذلال الشيطان وإخضاع الكون كله. هذا هو العمل الأول للإخضاع. يمكن للمرء القول إن أي مخلوق مؤمن بالله يمكنه أن يُكَمَّل، إذ لا يمكن تحقيق الكمال إلا بعد تغيير طويل الأمد. لكن أمرَ الإخضاع مُختَلِف. يجب أن تكون عيّنةُ ونموذج الناس الذين يجتازون الإخضاع هي العينة والنموذج اللذان يحتلان موقعًا متأخّرًا، ويعيشان في غياهب الظلمة، وأن يكونا أيضًا الأكثر تدنيّاً، وغير المستعدين لتقبل الله أبدًا، والأكثر معصية له. يستطيع هذا النوع من الأشخاص الشهادةَ بأنه قد أُخضِع. إن الهدف الرئيسي من عمل الإخضاع هو هزيمة الشيطان. ومن ناحية أخرى، الهدف الرئيسي من تكميل الناس هو كسبُهم، وتمكينهم من أن يشهدوا بعد إخضاعهم بأن عمل الإخضاع هذا قد وُضع هنا لأناسٍ مثلكم. والهدف من ذلك هو جعل الناس يقدمون شهادة بعد إخضاعهم. هؤلاء الناس الذين يُخضَعون سيُستخْدَمون بهدف إذلال الشيطان. إذًا، ما طريقة الإخضاع الرئيسية؟ إنها التوبيخ والدينونة وصب اللعنات والكشف باستخدام الشخصية البارّة لإخضاع الناس كي يقتنعوا تمامًا بفعل شخصية الله البارة. ما يعنيه الإخضاع هو استخدام حقيقة الكلمة وسلطانها لإخضاع الناس وإقناعهم بصورة كاملة. أولئك الذين تكمَّلوا ليسوا فقط قادرين على تحقيق الطاعة بعد إخضاعهم، لكنهم أيضًا قادرون على أن يكتسبوا معرفة عن عمل الدينونة، ويغيّروا شخصيتهم، ويعرفوا الله، ويختبروا طريق محبته ممتلئين بالحق. إنهم يعرفون كيفية اختبار عمل الله، وقادرون على التألّم من أجل الله بإراداتهم الخاصة. إن المكمّلين هم أولئك الذين يتحلّون بفهم حقيقي للحق بفضل اختبارهم لكلمة الله. الخاضعون هم أولئك الذين يعرفون عن الحق ولكنهم لم يقبلوا معناه الحقيقي. يطيعون بعد إخضاعهم، لكن كل طاعتهم هي نتيجة الدينونة التي تلقوها. ليس لديهم أي فهم للمعنى الحقيقي للعديد من الحقائق. يعترفون بالحق شفهيًا، لكنهم لم يدخلوا إلى الحق. إنهم يفهمون الحق، لكنهم لم يختبروه. العمل الذي أُنجز في أولئك الذين تكمَّلوا يتضمن التوبيخات والدينونات، إلى جانب عطية الحياة. إن الشخص الذي لا يعطي قيمةً لدخول الحق هو الشخص الذي يُكمَّل. يكمن الفرق بين أولئك الذين يجب تكميلهم والذين يجب إخضاعهم هو إذا ما كانوا يدخلون إلى الحق. أولئك الذين يفهمون الحق قد دخلوا إليه، ويعيشونه هم المكمَّلون. أما أولئك الذين لا يفهمون الحق ولا يدخلون إليه، أي أولئك الذين لا يعيشون الحق، فهم أناس لا يمكن تكميلهم. إذا كان هؤلاء الأشخاص قادرين الآن على الطاعة الكاملة، فإنهم من الذين يجتازون الإخضاع. إذا لم يطلب الخاضعون الحقّ، وإذا تبعوه دون أن يعيشوه، ولمحوا الحقّ وسمعوا به دون أن يعطوا قيمةً لعيشه فلا يمكن تكميلهم. فالأشخاص الذين سيُكَمَّلون يمارسون الحق وفقًا لمتطلبات الله على طريق الكمال، ومن خلال هذا يُتمّون مشيئة الله فيُكمَّلون. كل مَنْ يتبع حتى النهاية وقبل انتهاء عمل الإخضاع فهو خاضعٌ، ولا يمكن القول إنه مُكَمَّل. تشير كلمة "مُكَمَّلون" إلى أولئك الذين يقدرون على السعي وراء الحق وعلى أن يربحهم الله بعد انتهاء عمل الإخضاع. تشير الكلمة إلى أولئك الذين بعد انتهاء عمل الإخضاع يثبتون في المحنة ويعيشون الحق. ما يميّز بين الخاضعَ والمُكَمَّل هو الاختلاف في مراحل العمل وفي الدرجة التي يصل إليها الناس في فهم الحق والدخول إليه. وكل أولئك الذين لم يشرعوا في طريق الكمال، أي الذين لا يمتلكون الحق، فسيُقضى في نهاية المطاف عليهم. فقط أولئك الذين يمتلكون الحق ويعيشونه يمكن أن يمتلكهم الله كليّة. أي أن أولئك الذين يعيشون بصورة مشابهة لبطرس هم المُكَمَّلين، في حين أن الآخرين هم الخاضعون. ببساطة، يشتمل العمل الذي يجري على من يجتازون الإخضاع على صبّ اللعنات والتوبيخ وإظهار الغضب، وما يتلقّوه ببساطة هو البرّ واللعنات. إن العمل على شخصٍ كهذا يعني الكشف الصريح للشخصية الفاسدة بداخله كي يتعرّف عليها بنفسه ويقتنع تمامًا. وبمجرد أن يصبح الإنسان مطيعاً طاعة كاملة، ينتهي عمل الإخضاع. حتى وإن ظل معظم الناس لا يسعَون إلى فهم الحق فسيكون عمل الإخضاع قد انتهى.

من "لا يمكن إلا للمُكَمَّلين وحدهم أن يعيشوا حياة ذات مغزى" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 214

كيف يجعل الله الإنسان كاملاً؟ ما هي شخصية الله؟ وماذا يوجد في شخصيته؟ لتوضيح كل هذه الأمور: يدعوها أحدهم نشر اسم الله، ويدعوها آخر تقديم شهادة لله، ويدعوها ثالث تمجيد الله، وسيحقق الإنسان في النهاية تغيرات في طبيعة حياته على أساس معرفة الله. فكلما خضع الإنسان للمعاملة والتنقية، زادت قوته، وكلما ازدادت خطوات عمل الله، ازداد الإنسان في الكمال. في اختبار الإنسان اليوم، تصطدم كل خطوة من خطوات عمل الله بتصورات الإنسان، ولا يمكن لفكر الإنسان أن يتخيلها، فهي تتجاوز توقعاته. يقدم الله كل ما يحتاجه الإنسان، وفي كل الأحوال يتعارض هذا مع تصورات الإنسان، وعندما تكون ضعيفًا، ينطق الله بكلامه؛ وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن يعول حياتك. عندما تُضرب تصوراتك، فإنك تقبل معاملة الله، وبهذه الطريقة فحسب يمكنك التخلص من فسادك. واليوم، يعمل الله المُتجسّد من ناحية في اللاهوت، ومن ناحية أخرى يعمل في الطبيعة البشرية. عندما لا تصبح قادرًا على إنكار أي عمل يقوم به الله، وعندما تتمكن من أن تخضع بغض النظر عمّا يقوله الله أو يعمله في حالة الطبيعة البشرية، وعندما تكون قادرًا على أن تخضع وتفهم بغض النظر عن أي حالة طبيعية يُظهرها،وعندما تكون قد حصلت على اختبار فعلي، عندها فقط يمكنك أن تتيقّن أنه هو الله، وعندها فقط ستتوقف عن تكوين تصورات، وعندها فقط ستكون قادرًا على أن تتبعه حتى النهاية. توجد حكمة وراء عمل الله، وهو يعرف كيف يمكن للإنسان أن يصمد في شهادة عنه. إنه يعرف أين يكمن الضعف الأساسي في الإنسان، ويمكن للكلام الذي يقوله أن يضرب ضعفك الأساسي، ولكنه يستخدم كلامه المهيب والحكيم أيضًا لكي يجعلك تشهد عنه. هذه هي أعمال الله الرائعة. العمل الذي يقوم به الله لا يمكن تخيله بالعقل البشري. تكشف دينونة الله عن أنواع الفساد التي لدى الإنسان والأشياء التي يتكون منها جوهره لكونه من جسدٍ، وهي التي تترك الإنسان بلا مكان ليختبئ فيه بسبب خجله.

الله يعمل عمل الدينونة والتوبيخ حتى يعرفه الإنسان، ومن أجل شهادته. بدون دينونته لشخصية الإنسان الفاسدة، لن يعرف الإنسان شخصية الله البارة التي لا تسمح بالإثم، ولن يمكنه تحويل معرفته القديمة بالله إلى معرفة جديدة. ومن أجل شهادته، ومن أجل تدبيره، فإنه يجعل كينونته معروفة بكليتها، ومن ثمَّ يُمكِّن الإنسان من الوصول لمعرفة الله وتغيير شخصيته، وأن يشهد شهادة مدوية لله من خلال ظهور الله على الملأ. يتحقق التغيير في شخصية الإنسان من خلال أنواع مختلفة من عمل الله. وبدون هذه التغييرات في شخصية الإنسان، لن يتمكن الإنسان من الشهادة لله، ولا يمكن أن يكون بحسب قلب الله. تدل التغييرات التي تحدث في شخصية الإنسان على أن الإنسان قد حرَّر نفسه من عبودية الشيطان، وقد حرَّر نفسه من تأثير الظُلمة، وأصبح حقًا نموذجًا وعينة لعمل الله، وقد أصبح بحق شاهدًا لله، وشخصًا بحسب قلب الله. واليوم، جاء الله المُتجسّد ليقوم بعمله على الأرض، ويطلب من الإنسان أن يصل إلى معرفته وطاعته والشهادة له – وأن يعرف عمله العادي والعملي، وأن يطيع كل كلامه وعمله اللذين لا يتفقان مع تصورات الإنسان، وأن يشهد لكل عمله لأجل خلاص الإنسان، وجميع أعماله التي يعملها لإخضاع الإنسان. يجب أن يمتلك أولئك الذين يشهدون معرفةً بالله؛ فهذا النوع من الشهادة وحده هو الشهادة الصحيحة والحقيقية، وهي الشهادة الوحيدة التي تُخزي الشيطان. يستخدم الله أولئك الذين عرفوه من خلال اجتياز دينونته وتوبيخه ومعاملته وتهذيبه ليشهدوا له. إنه يستخدم أولئك الذين أفسدهم الشيطان للشهادة له، كما يستخدم أولئك الذين تغيرت شخصيتهم، ومن ثمَّ نالوا بركاته، ليشهدوا له. إنه لا يحتاج إلى الإنسان ليسبحه بمجرد الكلام، ولا يحتاج إلى التسبيح والشهادة من أمثال الشيطان، الذين لم ينالوا خلاصه. أولئك الذين يعرفون الله هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، وأولئك الذين تغيرت شخصيتهم هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، ولن يسمح الله للإنسان أن يجلب عن عمد عارًا على اسمه.

من "لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 215

استرجِع المشهد الكتابي الذي أنزل فيه الله الخراب على سدوم، وفكِّر أيضًا في زوجة لوط التي تحولت إلى عمود ملح. وتذكر كيف تاب أهل نينوى عن خطاياهم في مسوح ورماد، وتذكر ما حدث بعد أن سمَّرَ اليهود يسوع على الصليب منذ ألفي عام مضت. طُرِد اليهود من إسرائيل وفرّوا إلى بلدان في كل أنحاء العالم. العديد منهم قُتلوا وخضعت الأمة اليهودية بأسرها لدمار غير مسبوق. لقد سمروا الله على الصليب – وهكذا ارتكبوا جريمة شنعاء – فاستفزوا شخصية الله. ودفعوا عاقبة ما فعلوه وتحلموا عواقب أفعالهم. لقد أدانوا الله ورفضوه، لذلك لم يكن أمامهم إلا مصير واحد: أن يعاقبهم الله. إنها العاقبة المريرة والضيقة التي جلبها حكام دولتهم وأمتهم عليهم.

اليوم، عاد الله إلى العالم ليقوم بعمله. محطته الأولى هي التجمع الضخم للحكام الديكتاتوريين: الصين، الحصن المنيع للإلحاد. لقد ربح الله أناسًا بحكمته وسلطانه. وأثناء هذه الفترة، يعاديه الحزب الحاكم في الصين بكل الوسائل ويجتاز في معاناة كبيرة، بلا موضع يسند فيه رأسه أو يتخذه مأوى. ومع هذا لا يزال الله يُكْمل العمل الذي ينوي فعله: ينطق بصوته وينشر الإنجيل. لا يمكن لأحد أن يدرك عظمة قدرة الله. في الصين، الدولة التي ترى الله عدوًّا، لم يُوقِف الله أبدًا عمله، بل قد قَبِل المزيد من الناس عمله وكلمته، لأن الله يفعل كل ما بوسعه ليُخلِّص كل فرد في البشرية. نحن نثق أنه لا توجد دولة ولا قوة بإمكانها الوقوف في طريق ما يريد الله تحقيقه. أولئك الذين يعرقلون عمل الله، ويقاومون كلمته، ويُربِكون خطة الله ويعطّلونها سيعاقبهم الله في النهاية. كل مَنْ يتحدى عمل الله سيُرسَل إلى الجحيم؛ أية دولة تتحدى عمل الله ستُدَمَر؛ وأية أمَّة تقوم ضد عمل الله ستُمحى من على هذه الأرض ولن يعود لها وجود. إنني أدعو شعوب جميع الأمم والدول وحتى الصناعات أن ينصتوا إلى صوت الله، وينظروا إلى عمل الله، ويعيروا انتباهًا لمصير البشريَّة، ومن ثمّ يجعلوا الله الأقدس والأكرم والأعلى وهدف العبادة الوحيد بين الجنس البشري، وأن يسمحوا للبشرية كلها أن تحيا في ظل بركة الله تمامًا كما عاش نسل إبراهيم في ظل وعد يهوه، وتمامًا مثلما كان يعيش آدم وحواء، اللذان خلقهما الله في الأصل، في جنة عدن.

إن عمل الله مثل أمواج تندفع بقوة. لا يمكن لأحد أن يحتجز الله، ولا يمكن لأحد أن يوقف خطوات أقدامه. فقط أولئك الذين ينصتون بانتباه لكلماته ويسعون إليه بشوق وعطش، يمكنهم اتباع خطاه ونيل وعده. أما أولئك الذين لا يفعلون ذلك فسيتعرضون إلى ضيقة ساحقة وعقاب مُستحق.

من "الله هو من يوجِّه مصير البشرية" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 216

بدأ عمل تدبير الله عند خلق العالم، والإنسان هو في قلب هذا العمل. يمكن القول إن خلق الله لكل الأشياء هو من أجل الإنسان. لأن عمل تدبيره يمتد على مدى آلاف السنين، ولا يُنفذ في غضون دقائق أو ثوانٍ فقط، أو طرفة عين، أو حتى على مدار سنة أو سنتين، كان عليه أن يخلق المزيد من الأشياء الضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، مثل الشمس والقمر، وجميع أنواع الكائنات الحية، والغذاء والبيئة المعيشية للبشرية. كانت هذه بداية تدبير الله.

بعد ذلك، سلَّم الله البشر إلى الشيطان، وعاش الإنسان تحت مُلك الشيطان، وأدى ذلك تدريجيًا إلى عمل الله في العصر الأول: قصة عصر الناموس... خلال عدة آلاف من السنوات في عصر الناموس، أصبح البشر معتادين على إرشاد عصر الناموس، وبدأوا في الاستهانة به، وتركوا رعاية الله تدريجيًا. وهكذا، في نفس الوقت الذي تمسكوا فيه بالناموس، كانوا يعبدون أصنامًا ويرتكبون أفعالاً شريرة. كانوا بدون حماية يهوه، وعاشوا حياتهم فقط أمام المذبح في الهيكل. في الواقع، كان عمل الله قد تركهم منذ زمن بعيد، ومع أن بني إسرائيل ظلوا ملتزمين بالناموس، وتحدثوا باسم يهوه، وتفاخروا بأنهم هم فقط شعب يهوه والمختارون من يهوه، فإن مجد الله هجرهم بهدوء...

عندما يقوم الله بعمله، فإنه دائمًا ما يترك مكانًا بهدوء بينما ينفذ بلطفٍ العمل الجديد الذي بدأه في مكان آخر. يبدو هذا غير معقول للناس المخدوعين. اعتز الناس دائمًا بالأشياء القديمة واعتبروها جديدة، ونظروا إلى الأشياء غير المألوفة نظرة عداء، أو اعتبروها مصدر إزعاج. وهكذا، بغض النظر عن العمل الجديد الذي يقوم به الله، من البداية إلى النهاية، فإن الإنسان هو آخر من يعلم عن الأمر من بين جميع الأشياء.

كما كان الحال دائمًا، بعد عمل يهوه في عصر الناموس، بدأ الله عمله الجديد في المرحلة الثانية: اتخذ جسدًا، وتجسّد في صورة إنسان لمدة عشر أو عشرين سنة، وتكلم وعمل بين المؤمنين. لكن بدون استثناء، لم يعرف أحدٌ، ولم يعترف سوى عدد قليل من الناس بأنه كان الله الذي صار جسدًا بعد أن سُمِر الرب يسوع على الصليب وقام من الأموات. ... بمجرد الانتهاء من المرحلة الثانية من عمل الله – بعد الصلب – تم إتمام عمل الله في استعادة الإنسان من الخطية (وهو ما يعني استرداد الإنسان من يديّ الشيطان). وهكذا، ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، كان على الإنسان فقط أن يقبل الرب يسوع كمُخلِّص لكي ينال غفران خطاياه. من الناحية الاسمية، لم تعد خطايا الإنسان تشكل حاجزًا أمام تحقيق الخلاص والقدوم إلى الله، ولم تعد وسيلة الضغط التي يتهم الشيطان بها الإنسان؛ ذلك لأن الله نفسه قد عمل عملاً حقيقيًا، فقد صار في شبه الجسد الخاطئ وتذوَّق المعاناة، وكان الله هو نفسه ذبيحة الخطية. بهذه الطريقة، نزل الإنسان عن الصليب، لأنه قد اُفتدي وخلُص بفضل جسد الله، هذا الذي هو شِبه جسد الخطية. وهكذا، بعد أن أسر الشيطان الإنسان، اقترب الإنسان خطوة من قبول الخلاص أمام الله. بالطبع، كانت هذه المرحلة من العمل هي تدبير الله، الذي ابتعد خطوة واحدة عن عصر الناموس، وفي مستوى أعمق من عصر الناموس.

هذا هو تدبير الله: تسليم البشرية إلى الشيطان – البشرية التي لا تعرف ماهية الله، وماهية الخالق، وكيفية عبادة الله، ولماذا من الضروري الخضوع لله – وإطلاق العنان لفساد الشيطان. وخطوة تلو الأخرى، يسترد الله الإنسان من يديّ الشيطان، حتى يعبد الإنسان الله عبادةً كاملةً ويرفض الشيطان. هذا هو تدبير الله. كل هذا يبدو وكأنه قصة أسطورية؛ ويبدو محيرًا. يشعر الناس أن الأمر يشبه القصة الأسطورية، وذلك لأنهم لا يدركون مدى ما حدث للإنسان على مدار عدة آلاف من السنين الماضية، فضلاً عن أنهم لا يعرفون عدد القصص التي حدثت في العالم وفي السماء. إضافة إلى ذلك ذلك، فإن هذا لأنهم لا يستطيعون تقدير العالم الأكثر إثارة للدهشة والذي يتسبب في المزيد من الخوف، والذي يمتد إلى ما وراء العالم المادي، ولكن عيونهم الفانية تمنعهم من رؤيته. يبدو الأمر غامضًا للإنسان؛ وذلك لأن الإنسان ليس لديه فهم لأهمية خلاص الله للبشرية وأهمية عمل تدبير الله، ولا يدرك كيف يرغب الله أن يكون البشر في النهاية. هل هو جنس بشري يشبه آدم وحواء، ولكن على غير فساد بسبب الشيطان؟ كلا! إن تدبير الله هو من أجل كسب مجموعة من الناس الذين يعبدون الله ويخضعون له. لقد أفسد الشيطان هذا الجنس البشري، لكنه لم يعد يرى الشيطان أباه؛ إنه يعرف الوجه القبيح للشيطان، ويرفضه، ويأتي أمام الله ليقبل دينونته وتوبيخه. إنه يعرف ما هو قبيح، وكيف أنه يتناقض مع ما هو مقدس، ويعترف بعظمة الله وشر الشيطان. إن بشرية مثل هذه لم تعد تعمل من أجل الشيطان، أو تعبد الشيطان، أو تُقِّدس الشيطان؛ هذا لأنهم مجموعة من الأشخاص الذين اقتناهم الله حقًا. هذه هي أهمية تدبير الله للبشرية. أثناء عمل الله التدبيري في هذا الزمن، فإن البشرية هي هدف فساد الشيطان، وفي نفس الوقت هي هدف خلاص الله، وكذلك هي الثمر الذي يناضل من أجله الله والشيطان. في الوقت نفسه الذي يدير فيه الله عمله، فإنه يسترد الإنسان تدريجيًا من يد الشيطان، وهكذا يقترب الإنسان أكثر إلى الله...

ثم جاء عصر الملكوت، الذي يُعد مرحلة أكثر عملية في العمل، ولكنه أيضًا الأصعب في قبولها بواسطة الإنسان. ذلك لأنه كلما اقترب الإنسان إلى الله، كلما اقترب خلاص الله من الإنسان، وكلما ظهر وجه الله أكثر وضوحًا أمام الإنسان. وعقب فداء البشرية، يعود الإنسان رسميًا إلى عائلة الله. ظن الإنسان أن الوقت قد حان للاستمتاع، ومع ذلك فهو يتعرض لهجوم أمامي كامل من الله لم يتوقع مثله أي شخص. وكما يتضح، هذه معمودية يجب على شعب الله "التمتع" بها. في ظل مثل هذا التعامل، ليس أمام الناس خيار سوى التوقف والتفكير في أنفسهم، فأنا الحَمَل الذي تاه لسنوات عديدة، وضحَّى الله بالكثير جدًا لاستردادي، لذلك لماذا يعاملني الله هكذا؟ هل هذه هي طريقة الله في السخرية مني وكشفي؟ ... بعد مرور سنوات، أصبح الإنسان باليًا، بعد أن واجه مصاعب التنقية والتوبيخ. مع أن الإنسان قد فقد "مجد" الأزمنة الماضية و"رومانسيتها"، فقد بدأ يفهم دون أن يدري أسس السلوك الإنساني، وأصبح يقدّر سنوات التفاني التي تحملها الله لخلاص البشرية. يبدأ الإنسان ببطء في الاشمئزاز من بربريته، ويبدأ في كراهية مدى وحشيته، وكل سوء الفهم تجاه الله، والمطالب غير المعقولة التي طلبها منه. لا يمكن عكس الزمن، فأحداث الماضي تصبح ذكريات يندم عليها الإنسان، وتصبح كلمات الله ومحبته القوة الدافعة في حياة الإنسان الجديدة. تلتئم جروح الإنسان يومًا بعد يوم، وتعود قوّته، ويقف ويتطلع إلى وجه القدير... فقط ليكتشف أنه كان دائمًا في جانبي، وأن ابتسامته ووجهه الجميل لا يزالان في غاية الإثارة. لا يزال قلبه منشغلاً بالبشرية التي خلقها، وما زالت يداه دافئتين وقويتين كما كانتا في البداية. وكأن الإنسان عاد إلى جنة عدن، ولكن هذه المرة لم يعد الإنسان يستمع إلى إغواء الحية، ولم يعد يبتعد عن وجه يهوه. يركع الإنسان أمام الله، وينظر إلى وجه الله المبتسم، ويقدم أغلى تضحياته – أوه! يا ربي، يا إلهي!

تتغلغل محبة الله وعطفه في كل تفصيل من تفاصيل عمله التدبيري، وبغض النظر عمَّا إذا كان الناس قادرين على فهم مقاصد الله الطيبة، فهو لا يزال يعمل بلا كلل العمل الذي ينوي إتمامه. وبصرف النظر عن مدى فهم الناس لتدبير الله، فإنه يمكن للجميع تقدير فوائد العمل الذي قام به الله ومعونته. ربما لم تشعر اليوم بأي من الحب أو الحياة المقدمان من الله، ولكن طالما أنك لا تتخلى عن الله، ولا تتخلى عن عزمك للسعي وراء الحق، فعندئذ سيكون هناك دائمًا يوم ترى فيه ابتسامة الله لك. لأن الهدف من عمل تدبير الله هو استعادة البشرية التي تخضع لمُلك الشيطان، وليس التخلي عن البشرية التي أفسدها الشيطان، وتقاوم الله.

من "لا يمكن خلاص الإنسان إلا وسط تدبير الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 217

الناسُ كلّهم بحاجة إلى فهم الغاية من عملي على الأرض، أي الهدف النهائي من عملي وأيّ مستوى عليَّ بلوغه قبل اكتمال هذا العمل. إذا كان الناس غير مدركين ماهية عملي بعد السّير معي حتى هذا اليوم، أفلا يكونون حينها قد ساروا معي عبثًا؟ على مَنْ يتبعني مِن الناس أن يعرف إرادتي. أعملُ في الأرض منذ آلاف السنين، وما زلت أعمل حتى يومنا هذا على نفس المنوال. مع أن عملي يتضمن العديد من البنود، إلا أن الغرض من هذا العمل يبقى ثابتًا؛ فلى سبيل المثال، مع أنني كلّيُّ الدينونة والتوبيخ للإنسان، إلا أن ما أقوم به ما زال لخلاصه، ولنشر إنجيلي على نحو أفضل، والتوسّع في عملي توسعًا أكبر بين كل الأمم عندما يُكَمَّلُ الإنسان. لذلك ما زلت مستمرًا في عملي اليوم، مستمرًا في عمل دينونة الإنسان وتوبيخه، في الوقت الذي لا يزال الكثير من الناس يشعرون بخيبة أمل كبيرة ولفترة طويلة. ومع حقيقة أن الإنسان قد سئم مما أقوله، وبغض النظر عن حقيقة أنه يفتقد الرغبة في الاهتمام بعملي، ما زلت أقوم بواجبي، لأن الغرض من عملي ما زال على حاله، ولن تتعطّل خطتي الأصلية. إن الغرض من دينونتي هو تمكين الإنسان من إطاعتي على نحو أفضل، والغرض من توبيخي هو السماح له بالتغيّر بفعالية أكبر. ومع أن ما أقوم به هو من أجل تدبيري، إلا أنني لم أفعل أي شيء لم يَعُد بالفائدة على الإنسان. ذلك لأنني أريد أن أجعل كل الأمم خارج إسرائيل تطيعُ كطاعة بني إسرائيل، وأن أجعلهم أناسًا حقيقيين كي يكون لي موطئ قدم في الأماكن الواقعة خارج إسرائيل. هذا هو تدبيري، أي العمل الذي أُنجِزُه بين الأمم الوثنية. حتى الآن، لا يزال الكثير من الناس يجهلون تدبيري، لأنهم لا يولون أي اهتمامٍ لهذه الأمور، إنما يهتمون فقط بمستقبلهم وغايتهم. فبغض النظر عمَّا أقول، لا يزال الناس غير مبالين بالعمل الذي أقوم به، وبدلاً من ذلك يحصرون تركيزهم في غايتهم المستقبلية. كيف يمكن لنطاق عملي أن يتّسع إذا استمرت الأمور على هذا النحو؟ كيف يمكن لإنجيلي أن ينتشر في جميع أنحاء العالم؟ عليكم أن تعلموا أني سأشتتكم وأضربكم عند اتساع نطاق عملي، تمامًا مثلما ضرب يهوه كل سِبطٍ في إسرائيل. سيتم هذا كله بغيةَ نشر إنجيلي في كل أصقاع الأرض، وعملي في الأمم الوثنية، ليُمجّدَ اسمي من الكبير والصغير على حدّ سواء، ويُكرّمَ اسمي القدوس على أفواه الناس في كل القبائل والأمم، وذلك لكي يتمجّد اسمي بين الأمم الوثنية في هذه الحقبة الأخيرة، ولكي تتجلّى أعمالي للأمم، ولكي يدعوني القديرَ لأجلِ أعمالي، وحتى تتحقَّق كلمتي قريبًا. سأجعل جميع الناس يعرفون أنني لست إله بني إسرائيل فقط، بل إله جميع الأمم الوثنية أيضًا، حتى أولئك الذين لعنتهم. سأجعل كل الناس يرون أنني إله الخليقة كلها. هذا هو أعظم عملٍ لي، والغرض من خطة عملي في الأيام الأخيرة، والعمل الوحيد الذي عليّ إنجازه في الأيام الأخيرة.

من "عمل نشر الإنجيل هو أيضًا عمل تخليص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 218

إن العمل الذي أدبِّره منذ آلاف السنين لن يُكشَف للإنسان بصورة كاملة إلا في الأيام الأخيرة. الآن فقط قد أعلنتُ للإنسان سرَّ تدبيري الكامل، وعرف الإنسان الغرض من عملي، وفهم بالأكثر جميع أسراري. وقد أخبرت الإنسان بحق كل شيء عن الغاية التي تهمّه. لقد أعلنتُ بالفعل للإنسان كل أسراري المخبأة لأكثر من خمسة آلا وتسعمائة سنة. مَنْ يكونُ يهوه؟ ومَنْ يكونُ المسيّا؟ ومَنْ يكونُ يسوع؟ عليكم أن تعرفوا كل هذه الأمور. فعملي يتحدَّد بهذه الأسماء. هل فهمتم ذلك؟ كيف ينبغي إعلان اسمي القدوس؟ كيف ينبغي أن ينتشر اسمي في الأمم التي دعتني قبلاً باسمٍ من أسمائي؟ إن عملي بالفعل في طور التوسع، وسنشره بصورة كاملة بين جميع الأمم. وحيث إن عملي قد تمّ فيكم، فسأضربكم تمامًا مثلما ضرب يهوه رعاة بيت داود في إسرائيل، مشتتًا إياكم بين كل الأمم. لأنني في الأيام الأخيرة سأسحق كل الأمم إربًا إربًا وأفرّق شعوبها من جديد. عندما أعود مرة أخرى، ستكون الأمَمُ قد قُسِّمت بالفعل على طول الحدود التي رسمتها نيراني الملتهبة. سأعلن حينها نفسي للبشرية من جديد كالشمس الحارقة، مُظهِرًا نفسي لهم علنًا في صورة القدوس الذي لم يروه قط، ماشيًا بين جموع الأمم، تمامًا مثلما سرت قبلاً أنا يهوه بين أسباط اليهود. من ذلك الوقت فصاعدًا، سأرشد البشرَ في حياتهم على الأرض. سيرون مجدي هناك بالتأكيد، وسيرون بالتأكيد عمود سحاب في الهواء يرشدهم في حياتهم، لأني سأظهرُ في الأماكن المقدسة. سيرى الإنسان يوم برّي، وظهوري المجيد أيضًا. سيحدث ذلك عندما أملك على كل الأرض وأجلب أبنائي الكثيرين إلى المجد. سيسجدُ الناسُ في كل بقعة على الأرض، وسيُبنى مسكني وسط البشرية، ويرسّخ على صخرة عملي الذي أنفِّذه اليوم. سيخدمني الناس أيضًا في الهيكل. وسأحطم المذبح المغطى بالقذارة الكريهة، سأحطمه إربًا إربًا وأبني مذبحًا جديدًا. ستتكدَّس الحملان والعجول حديثي الولادة على المذبح المقدس. سأهدم هيكل اليوم وأبني هيكلاً جديدًا. سينهار تمامًا الهيكل القائم الآن والمليء بالممقوتين، وسيمتلئ الهيكل الذي أبنيه بالخدام المخلصين. سيقفون مرة أخرى يخدمونني من أجل مجد هيكلي. ستُعاينون بالتأكيد اليوم الذي يكون لي فيه مجد عظيم، واليوم الذي أهدم فيه الهيكل وأبني مكانه هيكلاً جديدًا. سترون بالتأكيد أيضًا يوم مجيء مسكني إلى عالم البشر. حينما أحطّم الهيكل، سأُحضر مسكني إلى عالم البشر، بينما يرى الناس نزولي. سأجمعهم من جديد بعد أن أسحق جميع الأمم، ومن الآن فصاعدًا سأبنى هيكلي وأقيم مذبحي، لكي يقدِّم الجميع الذبائح لي، ويخدمونني في هيكلي، ويكرِّسون أنفسهم بكل أمانة لأجل عملي في الأمم الوثنية. سيكونون كبني إسرائيل في يومنا هذا، مزينين برداء وتاج كهنوتي، ومجدي أنا يهوه في وسطهم، وجلالي يحوم فوقهم ويسكن فيهم. سيُنَفَّذُ عملي أيضًا في الأمم الوثنية بالطريقة ذاتها. كما كان عملي في إسرائيل، هكذا يكون عملي في الأمم الوثنية، لأنني سأوسّع عملي في إسرائيل وأنشره بين الأمم الوثنية.

من "عمل نشر الإنجيل هو أيضًا عمل تخليص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 219

الآن هو الوقت الذي يعمل فيه روحي أشياءً عظيمة، والوقت الذي أبتدأ فيه عملي بين الأمم الوثنية. وبالأكثر، هو الوقت الذي أصنِّف فيه كل الكائنات المخلوقة، واضعًا كلٍ منها في فئته، حتى يتسنى لي مواصلة عملي بطريقة أسرع وبأكثر فعالية. وهكذا، ما زلتُ أطلب منكم أن تقدموا كيانكم كلّه لأجل عملي بأسره، بل وعليك أن تدرك بوضوح وتتأكد من كل العمل الذي علمته فيك، وأن تسخِّرَ كلَّ قوّتك لأجل عملي فيصبح أكثر فعالية. هذا ما يجب أن تفهمه. كفّوا عن الاقتتال بين بعضكم بعضًا، وأنتم تبحثون عن طريق العودة، أو تسعون وراء الراحة الجسدية التي من شأنها أن تؤخِّر عملي وتُفسد مستقبلك الرائع. لن يؤدي القيام بذلك إلى حمايتك إنما إلى هلاكك. ألن يكون هذا غباء منك؟ إن ما تتلذَّذ به اليوم بجشع هو ذات الشيء الذي سيدمرّ مستقبلك، في حين أن الألم الذي تعانيه اليوم هو نفسه ما يحميك. يجب عليك أن تدرك هذه الأمور جليًا، لتفلت من الإغراءات التي ستجعل من الصعب انتشال نفسك، ولتتجنّب التخبّط في الضباب الكثيف فلا تقدر أن ترى الشمس. عندما يتوارى الضباب الكثيف، ستجد نفسك في دينونة اليوم العظيم. وبحلول ذلك الوقت، سيكون يومي قد دنا من البشرية. كيف ستهرب من دينونتي؟ كيف ستكون قادرًا على تحمُّل حرارة الشمس الحارقة؟ عندما أهِبُ غناي للإنسان، لا يخفيه الإنسان في حضنه، إنما يلقيه جانبًا في مكان لا يعرفه أحد. وحينما يحلّ يومي على الإنسان، لن يكون قادرًا على اكتشاف غناي أو العثور على كلمات الحق اللاذعة التي كلمته بها منذ زمن بعيد. سينوح ويبكي لأنه فقد سطوع النور وسقط في الظلمة. ما ترونه اليوم ليس إلا سيف فمي المسلول. لم تروا القضيب في يدي ولا اللهب الذي أحرق به الإنسان، ولهذا السبب لا زلتم متغطرسين ومتهوّرين أمامي. هذا هو السبب في أنكم لا تزالون تحاربونني في بيتي مخالفين بلسانكم البشري ما قلته بفمي. إنّ الإنسان لا يهابني، ومع استمراره في عدائه لي حتى اليوم، لا يزال بلا خوف البتة. ففي أفواهكم لسان وأسنان الآثمين. تشبه أقوالكم وأفعالكم أقوالَ وأفعالَ الحية التي أغوت حواء لتخطئ. تطالبون بعضكم بعضًا العين بالعين والسن بالسن، وتتصارعون أمامي لانتزاع المنصب والشهرة ومصلحتكم الشخصية ومع ذلك لا تعرفون أنني أراقب سرًا أقوالكم وأفعالكم. قد فحصت قلوبكم حتى قبل قدومكم في محضري. يود الإنسان دائمًا الهروب من قبضة يدي، والتملّص من مراقبة عيناي، غير أني لم أتهرَّب قط من كلامه أو أفعاله. وبدلاً من ذلك، أسمح عن قصدٍ لهذه الكلمات والأفعال أن تكون تحت نظري، كي أتمكَّن من توبيخ إثم الإنسان وإدانة عصيانه. وهكذا دائمًا، تبقى كلمات الإنسان وأفعاله السرية أمام كرسي دينونتي، إذ لم تترك دينونتي الإنسان قط، لأن عصيان الإنسان فاق حدّه. إن عملي يكمن في حرق وتطهير كل كلمات الإنسان وأفعاله التي قِيلتْ وفُعِلَتْ أمام روحي. وهكذا [أ]، عندما أترك الأرض، سيظل البشرُ قادرين على الاحتفاظ بولائهم لي، وسيستمرون في خدمتي كما يفعل خدامي المقدسين في عملي، مما يتيح لعملي الاستمرار على الأرض حتى اليوم الذي يكتمل فيه.

من "عمل نشر الإنجيل هو أيضًا عمل تخليص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

الحواشي:

أ. لا يشتمل النص الأصلي على كلمة "وهكذا".


كلمات الله اليومية اقتباس 220

هل رأيتم أيَّ عمل سيفعله الله في هذه الجماعة من الناس؟ قال الله فيما مضى إنه حتى في المُلك الألفي ينبغي أن يظل الناس يتبعون أقواله، وفي المستقبل سترشد أقوال الله حياة الإنسان مباشرةً إلى أرض كنعان الصالحة. عندما كان موسى في البرية، أرشده الله وتكلم معه مباشرةً. أرسل الله المَنَّ والماء والطعام من السماء إلى الشعب لكي يبتهج، واليوم لا يزال يفعل هذا لأن الله أرسل شخصيًّا أشياءَ للأكل والشراب إلى شعبه من أجل الابتهاج؛ وقد أرسل شخصيًّا لعنات لتوبيخ الشعب. ولذلك فإن الله يُنفِّذ كل خطوة من خطوات عمله بذاته. اليوم، يشتاق الناس إلى حدوث الوقائع، ويحاولون رؤية الآيات والعجائب، ومن المحتمل أن أناسًا مثل هؤلاء سيُنبَذون، لأن عمل الله يصير واقعيًّا على نحو متزايد. لا أحد يعرف أن الله نزل من السماء؛ فهم لا يزالون على غير دراية بأن الله قد أرسل الطعام والماء من السماء – ومع ذلك فالله موجود بالفعل، والمشاهد الدافئة من المُلك الألفي الذي يتخيله الناس هي أيضًا أقوال الله الشخصية. هذا هو الواقع، وهو فقط المُلك مع الله على الأرض. يشير المُلك مع الله على الأرض إلى الجسد. ما هو ليس من جسد مكانه ليس على الأرض، ولذلك جميع مَنْ يركزون على الذهاب إلى السماء الثالثة، يفعلون هذا بلا جدوى. يومًا ما، عندما يعود الكون بأسره إلى الله، فإن مركز عمله في كل الكون سوف يتبع أقوال الله؛ وفي موضع آخر، بعض الناس سينخرطون في مكالمة هاتفية، وبعضهم سيستقل طائرة، وبعضهم سيأخذ مركبًا عبر البحر، وبعضهم سيستخدم عدسات الليزر لاستقبال أقوال الله. الجميع سيكونون عاشقين ومشتاقين، سيأتون جميعًا على مقربة من الله، ويجتمعون حوله ويعبدونه جميعًا – وجميعها ستكون أعمال الله. تذكّر هذا! لن يبدأ الله أبدًا من جديد في مكان آخر. سيحقق الله هذا الواقع: سيجلب جميع الناس من أرجاء الكون أمامه، فيعبدون الله على الأرض، وسيتوقف عمله في الأماكن الأخرى، وسيُجبر الناس على السعي وراء الطريق الحق. سيكون مثل يوسف: يأتي الجميع إليه من أجل الطعام وينحنون له، لأن لديه طعامًا يؤكل. لتجنُّب المجاعة، سيضطر الناس إلى السعي وراء الطريق الحق. سوف يعاني المجتمع الديني بأسره من مجاعة شديدة، ووحده إله اليوم هو نبع الماء الحي، ولديه نبع دائم التدفق ليصنع غبطة البشر، حيث يأتي الناس إليه ويتكلون عليه. هذا هو الوقت الذي ستنكشف فيه أعمال الله، ويتمجّد؛ كل الناس في أرجاء الكون سيعبدون هذا "الإنسان" غير الملحوظ. ألن يكون هذا اليوم هو يوم مجد الله؟ يومًا ما سيُرسل القساوسة الكبار برقيات يطلبون فيها ماءً من نبع الماء الحي. سيكونون شيوخًا، ومع ذلك سيأتون ليعبدوا هذا الإنسان، الذي يزدرونه. سيعترفون بأفواههم ويصدقون بقلوبهم، أليست هذه آية وأعجوبة؟ يوم مجد الله هو حين يبتهج الملكوت بأسره، وكل مَنْ يأتي إليكم ويسمع أخبار الله السارة سيباركه الله، وهذه البلدان وهذه الشعوب ستتبارك من الله ويعتني بها. لذلك سيكون الاتجاه المستقبلي كما يلي: أولئك الذين يحصلون على أقوال من فم الله، سيكون لهم طريق يمشون فيه على الأرض، وأولئك الذين بدون كلام الله، سواء أكانوا رجال أعمال أم علماء، معلمين أم صناعيين، سيجتازون المشقات حتى في اتخاذهم خطوة واحدة، وسيُجبرون على السعي وراء الطريق الحق. هذا هو ما تعنيه كلمات: "بالحق ستجوب أرجاء العالم؛ وبدون الحق، لن تذهب لأي مكان." والحقائق هي كما يلي: سيستخدم الله الطريق (أي كل كلماته) ليأمر الكون بأسره ويحكم الجنس البشري ويُخضِعه. يأمل الناس دائمًا في تحوُّلٍ عظيم فيما يتعلق بالوسيلة التي يعمل الله من خلالها. لإيضاح الأمر، يسيطر الله على الناس من خلال الكلمات، وعليك أن تفعل ما يقوله سواء أردتَ أم لا. هذه حقيقة موضوعية، ويجب على الكل طاعتها، لذلك ليس لأحد من عذرٍ، فهي معروفة للجميع.

من "المُلْك الألفي قد أتى" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 221

سينتشر كلام الله في عدد لا حصر له من المنازل، وسيصبح معروفًا للجميع، ووقتها فقط سينتشر عمله في كل الكون. وهذا معناه لو أن عمل الله هو انتشاره عبر الكون بأسره، فلا بُدّ أيضًا أن ينتشر كلامه. في يوم مجد الله، سيُظهر كلام الله سلطانه وقوته. كل كلمة من كلامه منذ الأزمنة السحيقة إلى اليوم ستتحقق وتحدث. بهذه الطريقة، سيكون المجد لله على الأرض، أي أن كلامه سيسود على الأرض. سينال كل الأشرار توبيخًا بكلام فم الله، وكل الأبرار سيتباركون بكلام فمه، والجميع سيثبتون ويُكمَّلون بكلام فمه. لن يُظهر أية آيات أو عجائب؛ الكل سيتحقق بكلامه، وكلامه سيُنتج حقائق. سيبتهج كل مَنْ على الأرض بكلام الله، الكبار والصغار، والذكور والإناث والشيوخ والشباب، الجميع سيخضعون لكلام الله. يظهر كلام الله في الجسد، مما يسمح للناس برؤيته على الأرض مملوءًا بالحيوية ومفعمًا بالحياة. هذا هو معنى أن يصير الكلمة جسدًا. لقد أتى الله إلى الأرض في الأساس ليتمم حقيقة "الكلمة يصير جسدًا"، أي إنه أتى لكي يصدر كلامه من الجسد (ليس كما حدث في زمن موسى في العهد القديم، حين كان الله يتكلم مباشرةً من السماء). بعد هذا، كل كلمة من كلماته ستتمم في عصر المُلك الألفي، وستكون حقائق مرئية أمام أعين الناس، وسينظرها الناس بأم أعينهم بلا أدنى تفرقة. هذا هو المعنى الأسمى لتجسُّد الله. أي أن عمل الروح سيتم من خلال الجسد، ومن خلال الكلام. هذا هو المعنى الحقيقي "للكلمة يصير جسدًا" و"ظهور الكلمة في الجسد". وحده الله هو مَنْ يمكنه التعبير عن مشيئة الروح، ووحده الله في الجسد هو مَنْ يمكنه التحدث نيابةً عن الروح؛ يتضح كلام الله في الله المتجسِّد، وهو يرشد الآخرين جميعًا. لا أحد معفيّ، فجميع الناس موجودون داخل هذا النطاق. فقط من خلال هذه الأقوال يحصل الناس على المعرفة؛ ومَنْ لا يحصلون على الأقوال بهذه الطريقة هم حالمون لو ظنوا أن بإمكانهم الحصول عليها من السماء. هذا هو السلطان الظاهر في الله المتجسِّد؛ إنه يجعل الكل يؤمنون. حتى أعظم الخبراء والقساوسة الدينيين لا يمكنهم قول هذا الكلام. ينبغي عليهم جميعًا الخضوع له، ولن يقدر أحد على أن يقدم بدايةً أخرى. سيستخدم الله الكلام ليُخضِع الكون. ولن يفعل هذا من خلال جسده المتجسِّد، بل من خلال استخدام أقوال من فم الله تصبح جسدًا لتُخضِع الناس كافة في الكون بأسره؛ هذا فقط هو الكلمة الذي يصير جسدًا، وهذا فقط هو ظهور الكلمة في الجسد. ربما يبدو الأمر للناس أن الله لم يفعل الكثير من العمل، ولكن كان على الله أن ينطق كلامه للناس ليقتنعوا ويتأثروا تمامًا. بدون الحقائق، يصرخ الناس ويصيحون؛ وبكلام الله، يستكينون. سيحقق الله هذا الواقع بالتأكيد، لأن هذه هي خطة الله الراسخة: تحقيق واقع وصول كلمته على الأرض. لستُ في الواقع في حاجة إلى أن أشرح إن مجيء المُلك الألفي على الأرض هو مجيء كلام الله على الأرض. نزول أورشليم الجديدة من السماء هو مجيء كلام الله ليحيا بين البشر، وليصاحب الإنسان في كل فعل يفعله، وفي كل أفكاره العميقة. هذا هو أيضًا الواقع الذي سيحققه الله، وهو المشهد الرائع للمُلك الألفي. هذه هي الخطة التي وضعها الله: سيظهر كلامه على الأرض لألف عام، وسيُظهر جميع أفعاله، ويُكمل كل عمله على الأرض، ومن ثمّ تنتهي البشرية بعد هذه المرحلة.

من "المُلْك الألفي قد أتى" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 222

عندما تظهر سينيم على الأرض – أي عندما يظهر الملكوت – لن توجد مزيد من الحروب على الأرض، ولن توجد مرة أخرى أي مجاعات أو أوبئة أو زلازل مطلقًا، وسوف يتوقف الناس عن تصنيع الأسلحة، وسوف يعيش الجميع في سلامٍ واستقرار، وسوف يكون هناك تعاملات طبيعية بين الناس، وكذلك بين الدول. لكن لا يوجد وجه للمقارنة بين الحاضر وهذا. فالفوضى تعم كل شيء تحت السموات، وبدأت الانقلابات تعم كل بلد تدريجيًا. بينما ينطق الله بكلامه يتغير الناس تدريجيًا، ويتمزق كل بلد من الداخل ببطء. تبدأ أساسات بابل الراسخة في التزعزع، مثل قلعة على الرمال، ومع تحوُّل مشيئة الله، تحدث تغيرات هائلة غير ملحوظة في العالم، وتظهر كل صنوف العلامات في أي وقت، وتُبيِّن للناس أن اليوم الأخير للعالم قد اقترب! هذه هي خطة الله، وهذه الخطوات التي يعمل وفقًا لها، وسوف يتمزق كل بلدٍ إلى أجزاء لا محال، وسوف تُدمَّر سدوم القديمة مرة أخرى، لذلك يقول الله: "العالم يسقط! بابل أصابها الشلل!" ليس بوسع أحد إلا الله ذاته أن يفهم هذا فهمًا كاملاً، فإدراك الناس – في نهاية الأمر – محدود. على سبيل المثال، ربما يكون وزراء الداخلية على علمٍ بأن الظروف الراهنة غير مستقرة ومضطربة، لكنهم يظلوا مكتوفي الأيدي عن التعامل معها، ولا يستطيعون إلا مسايرة التيار، آملين في قلوبهم أن يحل اليوم الذي يستطيعون فيه أن يرفعوا رؤوسهم، ويتطلعون إلى يومٍ تشرق فيه الشمس مرة أخرى في الشرق وتنير أرجاء الأرض وتبدِّل تلك الحالة المزرية للأوضاع. لكنهم لا يدركون أنه عندما تشرق الشمس مرة أخرى، فلا يعني شروقها استعادة النظام القديم، بل هو ولادة جديدة، وتغيير شامل. تلك هي إرادة الله للكون كله. سوف يجلب عالمًا جديدًا، لكنه فوق ذلك كله، سوف يجدد الإنسان أولاً.

من "الفصلان الثاني والعشرون والثالث والعشرون" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 223

في العالم، الزلازل هي مبتدأ الضيقة. أولًا، أجعل العالم، الذي هو الأرض، يتغير. وتأتي بعد ذلك أوبئة ومجاعات. هذه هي خطتي، وتلك هي خطواتي، وسأحشد كل شيء لخدمتي من أجل إتمام خطة تدبيري. وهكذا سيُدمَّر الكون بأسره، حتى دون تدخلي المباشر. عندما تجسدت أول مرة وسُمِّرتُ على الصليب، اهتزت الأرض بشدة، وسيحدث الأمر نفسه حين تأتي النهاية. سوف تبدأ الزلازل في ذات اللحظة التي أدخل فيها المملكة الروحية من الجسد. لذا لن يتضرر الأبكار مطلقًا من الضيقة، بينما سيُترك الأشخاص الذين ليسوا أبكارًا ليعانوا في الضيقات. لذلك، من منظور بشري، يرغب كل واحد في البشرية أن يكون بكرًا. بحسب هواجس الناس الأمر لا يتعلق بالتمتع بالبركات، وإنما يهدف إلى الهروب من معاناة الضيقة. هذا هو مخطط التنين العظيم الأحمر. لكنني لن أسمح له بالإفلات؛ إذ سأجعله يعاني من عقابي الشديد ويقف بعد ذلك ويقدم الخدمة إليّ (هذا يشير إلى جعل أبنائي وشعبي كاملًا)، مما يجعله يخدع نفسه بمؤامرته إلى الأبد، ويقبل دينونتي إلى الأبد، ويتعرض لحرقي له إلى الأبد. هذا هو المعنى الحقيقي لتسبيحي من قبل عمال الخدمة (أي استغلالهم للإعلان عن قوتي العظيمة). لن أسمح للتنين العظيم الأحمر بالتسلل إلى ملكوتي، ولن أمنحه حق تسبيحي! (لأنه غير مستحق؛ لن يصبح مستحقًّا أبدًا!) سأجعل التنين العظيم الأحمر يقدم إليّ الخدمة إلى الأبد فحسب! لن أسمح له سوى بالسجود أمامي فحسب. (إن الهالكين هم أفضل حالًا من القابعين في الفناء؛ إذ أن الهلاك هو مجرد عقاب شديد مؤقت، لكن من هم في الفناء سينالون عقوبات شديدة أبدية، لهذا السبب أستخدم كلمة "السجود". ولأن هؤلاء الناس يتسللون إلى بيتي ويتمتعون بالكثير من نعمتي، وعندهم بعض المعرفة عني، فإنني أستخدم عقوبات قاسية. أما بالنسبة لأولئك الذين هم خارج بيتي، يمكنكم القول بأن الجهال لن يعانوا). يظن الناس بحسب تصوراتهم أن أولئك الذين يهلكون هم أسوأ من أولئك الذين يقاسون الفناء، لكن بالعكس، هؤلاء الأخيرون سيخضعون لعقاب شديد إلى الأبد، أما الهالكون فسيعودون إلى العدم إلى الأبد.

من "الفصل الثامن بعد المائة" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 224

عندما يتردد صدى تحية الملكوت — الذي يتردد أيضًا عندما ترتفع أصوات الرعود السبعة — تهتز السماء والأرض لهذا الصوت ويهتز المشهد السماوي محدثًا اهتزازًا في أوتار قلب كل إنسان. ترتفع ترنيمة الملكوت رسميًا في أمة التنين العظيم الأحمر، مما يبرهن على أنني دمرت أمة التنين العظيم الأحمر ثم أسست ملكوتي. والأهم من ذلك أن يستقر ملكوتي على الأرض. في هذه اللحظة، أبدأ بإرسال ملائكتي إلى كل دولة من دول العالم حتى يتمكنوا من رعاية أبنائي وشعبي، وهذا أيضا لتلبية احتياجات الخطوة التالية من عملي. بينما أذهب شخصياً إلى المكان الذي يوجد فيه التنين العظيم الأحمر ملفوفًا لأخوض معه المعركة. وحين تعرفني كل البشرية في الجسد وتكون قادرة على رؤية أعمالي في الجسد، عندها سيتحول عرين التنين العظيم الأحمر إلى رماد ويختفي دون أن يترك أثراً. باعتباركم شعب ملكوتي، لأن كراهية التنين العظيم الأحمر تسري في عروقكم، فعليكم أن تسعوا إلى إرضاء قلبي بأفعالكم وبهذه الطريقة تجلبون العار على التنين. هل تشعرون حقًا أن التنين العظيم الأحمر بغيض؟ هل تشعرون حقًا أنه عدو ملك الملكوت؟ هل لديكم حقًا الإيمان الذي يمكن أن يقدم شهادة رائعة لي؟ هل لديكم حقًا الإيمان بهزيمة التنين العظيم الأحمر؟ هذا ما أطلبه منكم. كل ما أحتاج إليه أن تكونوا قادرين على اتخاذ هذه الخطوة بقدرٍ ما، فهل ستقدرون على القيام بذلك؟ هل لديكم إيمان بأنكم تستطيعون تحقيق ذلك؟ ما الذي يستطيع الإنسان القيام به؟ أليس هذا بالأحرى ما أقوم به أنا بنفسي؟ لماذا أقول إنني شخصياً أنزل على المكان الذي تدور فيه المعركة؟ ما أريده هو إيمانك وليس أفعالك. إن البشر غير قادرين على تلقي كلماتي بطريقة مباشرة، ولكن مجرد التحديق من الجانب. وهل حققتم الهدف بهذه الطريقة؟ هل عرفتموني بهذه الطريقة؟ لقول الحق، من بين جميع البشر على الأرض، لا أحد يستطيع أن ينظر إليَّ مباشرة وجهًا لوجه، ولا يستطيع أحد أن يتلقى المعنى النقي والصِرف لكلامي. ولذا فإنني قد شرعت في بدء مشروع غير مسبوقٍ على الأرض، من أجل تحقيق هدفي ووضع الصورة الحقيقية لنفسي في قلوب الناس، وبهذه الطريقة أنهي الفترة التي فيها كانت المفاهيم تُحكِم السيطرة على الناس.

واليوم، لا أنزل فقط على أمة التنين العظيم الأحمر، وإنما أقوم أيضًا بإدارة وجهي نحو الكون بأكمله، حتى ترتجف السماوات بأكملها. هل هناك مكان واحد لا يخضع لدينونتي؟ هل هناك مكان واحد يخرج عن نطاق البلايا التي أطرحها؟ لقد بثثت بذور الكارثة بجميع أنواعها في كل مكان كنت أحل به. هذه هي إحدى الطرق التي أعمل بها، ولا شك أنها عمل لخلاص للإنسان، ولا يزال ما أقدمه له هو نوع من المحبة. أود أن يعرفني المزيد من الناس، وأن يكونوا قادرين على رؤيتي، وبهذه الطريقة يبجلون الله الذي لم يروه منذ سنين طويلة، ولكنه، اليوم، حقيقي. لأي سبب خلقتُ العالم؟ لأي سبب، عندما أصبح البشر فاسدين، لم أدمرهم تدميرًا كاملاً؟ لماذا يعيش الجنس البشري كله في البلايا؟ لأي سبب وضعت نفسي في الجسد؟ عندما أقوم بعملي، فإن البشرية لا تعرف طعم المرارة فحسب وإنما تعرف أيضًا طعم العذوبة. من الناس في العالم، مَنْ يعيش في نعمتي؟ لو لم أكن قد منحت البشر بركات مادية، فمَنْ كان يستطيع أن يستمتع بالاكتفاء في العالم؟ بالتأكيد، ليُعد السماح لكم بتبوء مكانكم باعتباركم شعب ملكوتي هو البركة الوحيدة، أليس كذلك؟ بافتراض أنكم لم تكونوا شعبي، بل بالأحرى عمَّال الخدمة، ألا تعيشون في ظل بركتي؟ لا أحد منكم قادر على سبر أغوار مصدر كلامي. وبدلًا من أن تقدّر البشرية الألقاب التي أنعمت بها عليهم، يحمل العديد منهم الاستياء في قلوبهم بسبب لقب "عمَّال الخدمة"، بينما يحمل كثير منهم المحبة لي في قلوبهم بسبب لقب "شعبي". لا تحاولوا أن تخدعوني – فعيني ترى وتنفذ إلى كل شيء! مَنْ منكم يتلقى طواعية، ومَنْ منكم يقدم طاعة كاملة؟ إذا لم يُسمع رنين التحية إلى الملكوت مدويًا، فهل سيكون بإمكانكم حقًا أن تطيعوا حتى النهاية؟ ما الذي يستطيع الإنسان القيام به، وإلى أي مدى يستطيع الذهاب — كل هذه الأمور سبق أن حددتها منذ فترة طويلة.

من "الفصل العاشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 225

على الرغم من الحقيقة التي تقول إن بناء الملكوت قد بدأ رسميًا، فإن التحية للملكوت لمَّا يتردد صداها رسميًا بعد؛ وهي الآن مجرد نبوءة لما سيأتي. عندما يُكمَّل الناس جميعًا، وتصبح جميع أمم الأرض ملكوت المسيح، فعندئذٍ سيحين الوقت الذي تُدوي فيه أصوات الرعود السبعة. إن اليوم الحاضر خطوة في اتجاه تلك المرحلة؛ فقد أُطلقت شارة الانطلاق نحو ذلك اليوم. هذه هي خطة الله، وستتحقق في المستقبل القريب. ومع ذلك، فقد أنجز الله بالفعل كل ما نطق به. وهكذا، فمن الواضح أن أمم الأرض ما هي إلا قلاع في الرمال تهتز مع اقتراب المد العالي: إن اليوم الأخير وشيك وسيسقط التنين العظيم الأحمر تحت كلمة الله. ولضمان تنفيذ خطة الله بنجاح، نزلت ملائكة السماء إلى الأرض، وبذلت قصارى جهدها لإرضاء الله. لقد انتشر الله المتجسّد نفسه في ميدان المعركة لشن الحرب على العدو. أينما يظهر التجسّد، يُباد العدو من ذلك المكان. ستكون الصين أول ما يتعرض للإبادة؛ ستصير خرابًا على يد الله، ولن يُنزل الله أي رحمة إطلاقًا عليها. يمكن رؤية الدليل على الانهيار التدريجي للتنين العظيم الأحمر في النضج المستمر للناس؛ فهذا واضح وظاهر لأي إنسان. إن نضج الناس علامة على زوال العدو. هذا جزء من تفسير المعنى المقصود من "التنافس معه". وهكذا، ذكَّر الله الناس في مناسبات عديدة ليقدموا له شهادات جميلة لتعديل حالة التصورات السائدة في قلوب البشر والتي تمثل بشاعة التنين العظيم الأحمر. يستخدم الله مثل هذه التذكيرات لإحياء إيمان الناس، وبذلك يحقق الإنجازات في عمله. وهذا لأن الله قال: "ما الذي يستطيع الإنسان القيام به؟ أليس الأحرى أن أقوم به بنفسي؟" كل البشر على هذه الشاكلة؛ فهم ليسوا عاجزين فحسب، بل ويصابون أيضًا بالإحباط وخيبة الأمل بسهولة. لهذا السبب، لا يمكنهم معرفة الله. فالله لا يحيي إيمان البشر فحسب، وإنما أيضًا يمدُّ الناس بالقوة سرًا وباستمرار.

بعد ذلك، بدأ الله يتحدث إلى الكون كله. لم يبدأ الله عمله الجديد في الصين فحسب، بل بدأ أيضًا في القيام بعمل اليوم الجديد في جميع أنحاء الكون. في هذه المرحلة من العمل، بما أن الله يريد أن يكشف عن كل أفعاله في جميع أنحاء العالم حتى يأتي كل البشر الذين خانوه مرة أخرى ليخضعوا أمام عرشه، فستظل دينونة الله تحمل في طياتها رحمته ومحبته. يستخدم الله الأحداث الجارية في جميع أنحاء العالم كفُرصٍ لجعل البشر يشعرون بالذعر ويدفعهم إلى السعي إلى الله حتى يتسنى لهم أن يندفعوا ليَمثُلوا أمامه. ولذا يقول الله: "هذه هي إحدى الطرق التي أعمل بها، ولا شك أنها عمل لخلاص البشرية، ولا يزال ما أقدمه لهم نوعًا من المحبة".

من "الفصل العاشر" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 226

أنا أمارس سلطتي على الأرض، وأكشف عن عملي بأكمله. كل ما في عملي ينعكس على وجه الأرض؛ لم يتمكن البشر على الأرض أبدًا من استيعاب تحركاتي في السماء، ولا من التأمل بطريقة شاملة في مدارات ومسارات روحي. لا تستوعب الغالبية العظمى من البشر سوى التفاصيل الدقيقة التي تقع خارج الروح، دون أن يتمكنوا من فهم الحالة الفعلية للروح. إن المطالب التي أطلبها من البشر لا تصدر من كينونتي الغامضة التي في السماء، أو من ذاتي التي لا يمكن التنبؤ بها على الأرض: أنا أقوم بمطالب ملائمة بحسب قامة الإنسان على الأرض. لم أسبب صعوبات لأحد مطلقًا، كما لم أطلب أبدًا من أي إنسان أن "يستنزف دمه" لأجل رضاي: أيمكن أن تكون مطالبي مقصورة فقط على مثل هذه الحالات؟ من بين الأعداد الهائلة للمخلوقات على الأرض، أي منها لا يخضع لترتيبات كلام فمي؟ أي من هذه المخلوقات، التي تأتي أمامي، لا تحترق بالكامل بسبب كلامي وناري الحارقة؟ أي من هذه المخلوقات يجرؤ على الاختيال في زهو وغبطة أمامي؟ أي من هذه المخلوقات لا ينحني أمامي؟ هل أنا الإله الذي يفرض الصمت على الخليقة؟ من بين الأعداد الهائلة للأشياء التي في الخليقة، أنا أختار تلك التي تحقق غرضي؛ ومن بين الأعداد الهائلة للبشر في الجنس البشري، أختار أولئك الذين يهتمون بقلبي. أنا أختار أفضل جميع النجوم، وبذلك أضيف بريقاً خافتاً من النور لملكوتي. إني أتمشى على وجه الأرض، ناشرًا عبيري في كل مكان، وفي كل مكان أترك صورتي ورائي. تتردد أصداء صوتي في كل مكان، فيطيل البشر في كل مكان الحنين لمشاهد الأمس الجميلة، حيث تتذكر كل البشرية الماضي...

تشتاق البشرية جمعاء لرؤية وجهي، لكن عندما أنزل شخصيًا على الأرض، ينفرون كلهم من مجيئي، ويطردون جميعهم النور حتى لا يأتي، كما لو أني عدو الإنسان في السماء. يحييني الإنسان وفي عينيه نور دفاعيّ، ويظل حذرًا باستمرار، ويخشى جدًا من أن تكون لديّ خطط أخرى لأجله. وحيث إن البشر ينظرون إليّ كصديق غير مألوف، فهم يشعرون كما لو أني أضمر نية قتلهم دون تمييز. أنا في عيني الإنسان خصم مميت. فمع أنه قد ذاق دفئي في وسط الكارثة، لا يزال الإنسان غير واعٍ لحبي، ولا يزال يميل إلى مقاومتي ورفضي. وبدلاً من أن أستغل كيانه في هذه الحالة لكي أقوم بإجراء ضده، فإنني أقوم بمعانقة الإنسان بدفء حضني، وأملأ فمه بالعذوبة، وأضع الطعام الذي يحتاج إليه في جوفه. لكن عندما يزلزل غيظي وغضبي الجبال والأنهار، لن أعود – بسبب جبن الإنسان – أغدق عليه هذه الأشكال المختلفة من المساعدة. في هذه اللحظة، سأزداد غضبًا، وأحرم كل المخلوقات الحية من فرصة التوبة، نازعًا كل رجاء في الإنسان، وسأوزّع كل العقوبة التي يستحقها بوفرة. في هذا الوقت، يزمجر الرعد ويومض البرق، مثل هيجان أمواج المحيط الغاضبة، ومثل عشرات آلاف الجبال المنهارة. وبسبب تمرده، يهلك الإنسان بسبب الرعد والبرق، وتُمحى مخلوقات أخرى في انفجارات الرعد والبرق، ويسقط الكون بأكمله فجأة في الفوضى، وتصبح الخليقة غير قادرة على استرداد نسمة الحياة الأساسية. لا تستطيع الأفواج الحاشدة للبشرية أن تهرب من زمجرة الرعد؛ ففي وسط ومضات البرق، تنقلب أفواج البشر بعضها فوق بعض في تدفقها السريع، فتنهار في المجرى المتدفق سريعًا، حتى تجرفها السيول التي تندفع من أعالي الجبال. وفجأة، يتجمع هناك عالم من "البشر" في مكان "غاية" البشر، وتطفو الجثث على سطح المحيط. تبتعد البشرية كلها بعيدًا عني بسبب غضبي، لأن الإنسان قد أخطأ تجاه جوهر روحي، وأساء إليّ تمرده وعصيانه. لكن في الأماكن الخالية من الماء، لا يزال هناك بشر آخرون يستمتعون، وسط الضحكات والأغاني، والوعود التي منحتها لهم.

عندما تهدأ البشرية بأكملها، أبعث بريقًا من النور أمام أنظارها. عندها يتمتع البشر بصفاء الذهن ووضوح الرؤية، ويتوقفون عن رغبتهم في التزام الصمت؛ عندها تُستدعى المشاعر الروحية في قلوبهم في الحال. في هذا الوقت، تقوم البشرية كلها من الأموات. وعندما تطرح جانبًا مظالمها غير المعلنة، يأتي جميع البشر أمامي، ويحظون بفرصة أخرى عند نجاتهم من خلال الكلمات التي أعلنها. وهذا لأن البشر يرغبون جميعًا في أن يعيشوا على وجه الأرض. لكن مَنْ منهم كانت لديه النية من قبل للعيش لأجلي؟ مَنْ منهم أماط اللثام قطّ عن أمور سامية لديه لينال رضاي؟ من منهم قد اكتشف من قبل عبيرًا جذابًا لديّ؟ البشر جميعًا هم مادة خشنة وغير مهذبة: من الخارج، يبدو أنهم يبهرون العيون، لكنهم في جوهر نفوسهم لا يحبونني بإخلاص؛ لأنه لم يوجد قط في الثنايا العميقة للقلب البشري أدنى مقدار مني. الإنسان شديد الافتقار: بمقارنته بي، يبدو أننا بمثل بُعد الأرض عن السماء. مع ذلك، أنا لا أهاجم الإنسان في نقاطه الضعيفة والحساسة، ولا أسخر منه بسبب نقائصه. كانت يداي تعملان على الأرض آلاف السنين، وطوال الوقت ظلت عيناي تراقبان البشرية بأكملها. لكنني لم آخذ بإهمال مطلقًا حياة أي إنسان لكي ألهو بها كما لو كان دمية. أنا أبصر إنسان الآلام، وقد أخذت وأفهم الثمن الذي دفعه، وحينما يقف أمامي، لا أرغب في أن أمسكه على حين غرة لكي أوبخه، ولا لكي أمنحه أمورًا غير محببة. بل بدلاً من ذلك، عُلت الإنسان، وكنت أغدق عليه طوال هذا الوقت. ولذلك فما يستمتع به الإنسان هو في مجمله نعمتي، وهو بالكامل السخاء الذي يأتي من يدي، وبما أنني على الأرض، لم يكن على الإنسان أن يتحمل قط عذابات الجوع، بل بالأحرى، أنا أسمح للإنسان أن يأخذ من يدي الأشياء التي يمكن أن يستمتع بها، وأسمح للبشر بأن يعيشوا داخل بركاتي. ألا يعيش جميع البشر تحت توبيخي؟ تمامًا كما توجد وفرة في أعماق الجبال، وفيض من الأشياء يتمتعون بها في المياه، أليس من الأولى أن يكون لدى الناس الذين يعيشون داخل كلامي اليوم الطعام الذي يقدرونه ويتذوقونه؟ أنا على الأرض، والبشر يستمتعون ببركاتي على الأرض. عندما أترك الأرض ورائي، وهو أيضًا الوقت الذي يصل فيه عملي إلى اكتماله، في ذلك الوقت، لن يتلقى البشر مجددًا أي تساهل مني بسبب ضعفهم.

من "الفصل السابع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 227

هل تكرهون حقًا التنين العظيم الأحمر؟ هل تكرهونه حقًا وبصدق؟ لماذا وجهت إليكم هذا السؤال مرات عديدة؟ لماذا أظل أسألكم هذا السؤال مرارًا وتكرارًا؟ ما الصورة التي توجد في قلبكم للتنين العظيم الأحمر؟ هل أُزيلت بالفعل؟ ألا تعتبرونه حقًا أباكم؟ ينبغي على جميع الناس إدراك مقاصدي من أسئلتي. إن هذا ليس لإثارة غضب الناس، ولا للتحريض على التمرد بين البشر، ولا حتى لكي يجد الإنسان مخرجًا له، بل للسماح لجميع الناس بتحرير أنفسهم من عبودية التنين العظيم الأحمر. ومع ذلك، لا ينبغي لأحد أن يقلق، فسوف يُنجز كل شيء بفعل كلماتي. ربما لا يستطيع الإنسان أن يشارك، ولا يمكن لأي إنسان أن يقوم بالعمل الذي سأقوم به. سأزيل الهواء كلية من جميع الأراضي وأقضي على كل أثر للشياطين التي على الأرض. لقد بدأت بالفعل، وسوف أستهل الخطوة الأولى من عملي في التوبيخ في مسكن التنين العظيم الأحمر. وهكذا يمكن رؤية أن توبيخي قد حلّ على الكون بأسره، وسيكون التنين العظيم الأحمر وجميع أنواع الأرواح النجسة عاجزة عن الهروب من توبيخي؛ لأنني أنظر إلى جميع الأراضي. عندما يكتمل عملي على الأرض، أي عندما ينتهي زمن الدينونة، سأقوم رسميًا بتوبيخ التنين العظيم الأحمر. سوف يرى شعبي توبيخي البار للتنين العظيم الأحمر، وسيرفعون تسبيحًا بسبب برّي، وسيمجدون اسمي القدّوس إلى الأبد بسبب برّي. ومن ثمَّ ستقومون رسميًا بواجبكم، وستمدحونني رسميًا في جميع الأرجاء، إلى أبد الآبدين!

عندما يصل عصر الدينونة إلى ذروته، لن أسرع إلى إنهاء عملي، بل سوف أدمج فيه دليلاً على عصر التوبيخ، وأسمح لجميع شعبي بأن يرى هذا الدليل؛ وسيحمل هذا ثمرًا أكثر. هذا الدليل هو الوسيلة التي بها أوبّخ التنين العظيم الأحمر، وسأجعل شعبي ينظره بعيونهم حتى يعرفوا المزيد عن شخصيتي. إن الوقت الذي يتمتع فيه شعبي بيّ هو حينما يُوبَّخ التنين العظيم الأحمر. إن خطتي هي أن أُنهض شعب التنين العظيم الأحمر ليثوروا ضده، وهي الطريقة التي من خلالها أُكمِّل شعبي، وهي فرصة عظيمة لجميع شعبي أن ينموا في الحياة.

من "الفصل الثامن والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 228

عندما يظهر القمر اللامع، يتلاشى الليل الهادئ سريعًا. ومع أن القمر في حالة يرثى لها، إلا أن الإنسان يتمتع بروح معنوية عالية، ويجلس في سلام تحت ضوء القمر، معجبًا بالمشهد الجميل تحت الضوء. لا يمكن للإنسان أن يصف مشاعره؛ فيبدو الأمر كما لو أنه يرغب في الرجوع بأفكاره إلى الماضي، وكما لو كان يرغب في التطلع إلى المستقبل، وكما لو كان يستمتع بالحاضر. تظهر ابتسامة على وجهه، ووسط الهواء العليل تتخلل رائحة رقيقة. ومع هبوب النسيم المعتدل، يكتشف الإنسان العطر الغني، ويبدو وكأنه قد سَكِر به، ولا يقدر على إنهاض نفسه. هذا هو الوقت الذي أكون قد أتيت فيه شخصيًا بين البشر، ويكون لدى الإنسان إحساسٌ قويٌّ بالرائحة الغنية، وهكذا يعيش جميع البشر وسط هذا العطر. إنني في سلام مع الإنسان، وهو يعيش في انسجام معي، ولم يعد لديه نظرة مشوهة عني، ولم أعد أهذّب أوجُهَ القصور لدى الإنسان، ولم تعد توجد نظرة حزينة على وجه الإنسان، ولم يعد الموت يهدد البشرية بأسرها. اليوم، أسير إلى الأمام مع الإنسان إلى عصر التوبيخ، مواصلاً المسيرة معه جنبًا إلى جنب. إنني أقوم بعملي، أي إنني ألقي بعصاي بين البشر فتسقط على ما هو متمرد في الإنسان. في نظر الإنسان، يبدو أنها عصا تتمتع بسلطات خاصة: إنها تأتي على كل مَنْ هم أعدائي ولا تستثنيهم بسهولة؛ وتؤدي العصا وظيفتها المتأصلة بين جميع الذين يعارضونني؛ فكل الذين في يديّ يؤدون واجباتهم حسب قصدي الأصلي، ولم يتَحدّوا قط رغباتي أو غيّروا جوهرها. نتيجة لذلك، سيعلو صوت هدير المياه، وستنقلب الجبال، وستتفكك الأنهار العظيمة، وسيُسلَّم الإنسان للتغير، وستصبح الشمس قاتمة، ويظلم القمر، ولن يكون للإنسان مزيدٌ من الأيام التي يعيشها في سلام، ولن يوجد مزيد من أوقات الهدوء على الأرض، ولن تبقى السماء ساكنة وهادئة فيما بعد ولن تصمد مجددًا. سوف تتجدد جميع الأشياء وتستعيد مظهرها الأصلي. سوف تتمزق جميع الأُسر التي على الأرض، وسوف تتمزق جميع الأمم على الأرض؛ وستنقضي الأيام التي يجتمع فيها شمل الزوج مع الزوجة، ولن تلتقي الأم وابنها فيما بعد، ولن يجتمع الأب وابنته معًا مرة أخرى. سأحطم كل ما اعتاد أن يُوجد على الأرض. إنني لا أعطي الناس الفرصة لإطلاق عواطفهم، لأنني من دون عواطف، وقد وصلتُ إلى حد أنني أمقت عواطف الناس بدرجة كبيرة. وبسبب العواطف التي بين الناس طُرحت أنا جانبًا، وهكذا أصبحت "آخَرَ" في أعينهم؛ وبسبب العواطف التي بين الناس صرت أنا منسيًا؛ وبسبب مشاعر الإنسان فإنه يغتنم الفرصة لينتشل "ضميره"؛ وبسبب مشاعر الإنسان فإنه دائمًا مُتعب من توبيخي. وبسبب مشاعر الإنسان فإنه يدعونني ظالمًا ومُسْتَبِدّ، ويقول إنني غافل عن مشاعر الإنسان في تعاملي مع الأشياء. هل لديّ أيضًا أقارب على الأرض؟ مَنْ سبق أن قام مثلي بالعمل ليلاً ونهارًا دون التفكير في طعام أو نوم من أجل خطة تدبيري بأكملها؟ كيف يمكن أن يُقارن الإنسان بالله؟ كيف يمكن أن يكون متوافقًا مع الله؟ كيف يكون الله الخالق من نفس نوع الإنسان الذي هو مخلوق؟ كيف يمكنني دائمًا العيش والعمل مع الإنسان على الأرض؟ مَنْ يقلق بشأن قلبي؟ هل هي صلاة الإنسان؟ لقد وافقت مرةً على الانضمام إلى الإنسان والسير معه – ونعم، عاش الإنسان حتى هذا اليوم تحت رعايتي وحمايتي، ولكن هل سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه الإنسان أن يفصل نفسه عن رعايتي؟ مع أن الإنسان لم يهتم بقلبي أبدًا، فمَنْ يستطيع الاستمرار في العيش في أرض بلا نور؟ إنه بسبب بركاتي فحسب عاش الإنسان حتى اليوم.

من "الفصل الثامن والعشرون" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 229

تغرق البلدان في فوضى عارمة، لأن عصا الله قد بدأت تؤدي عملها على الأرض. يمكن رؤية عمل الله في حالة الأرض. عندما يقول الله: "سيعلو صوت هدير المياه، وستنقلب الجبال، وستتفكك الأنهار العظيمة،" فهذا هو العمل الأوّلي للعصا على الأرض، والنتيجة هي أنه "سوف تتمزق جميع الأُسر التي على الأرض؛ وستتفرق جميع أمم الأرض وستنتهي أيام لم شمل الزوج والزوجة، لن تلتقي الأم وابنها فيما بعد، ولن يجتمع الأب وابنته معًا مرة أخرى. سأحطم كل ما اعتاد أن يُوجد على الأرض." ستكون هذه هي الحالة العامة للأُسر التي على وجه الأرض. بطبيعة الحال، لا يمكن أن تكون هذه هي حالة جميعهم، لكنها حالة معظمهم. ومن ناحية أخرى، فإنها تشير إلى الظروف التي يمر بها الناس في هذا التيار في المستقبل. إنها تتنبأ بأنه بمجرد أن يخضعوا لتوبيخ الكلمات ويكون غير المؤمنين قد تعرضوا للكارثة، فلن تكون هناك علاقات عائلية بين الناس الذين على الأرض. سيكونون جميعًا أهل سينيم، وسيكونون جميعًا مؤمنين في ملكوت الله. وبهذا، "ستنقضي الأيام التي فيها يجتمع شمل الزوج مع الزوجة، ولن تلتقي الأم وابنها فيما بعد، ولن يجتمع الأب وابنته معًا مرة أخرى." وهكذا، ستتمزق عائلات الناس الذين على الأرض، ستتمزق إربًا، وسيكون هذا هو العمل الأخير الذي يقوم به الله في الإنسان. ولأن الله سوف ينشر هذا العمل في جميع أرجاء الكون، فإنه يأخذ الفرصة لتوضيح كلمة "مشاعر" للناس، مما يسمح لهم أن يروا أن إرادة الله هي تمزيق عائلات كل الناس، وإظهار أن الله يستخدم التوبيخ لحل جميع النزاعات العائلية بين البشر. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن توجد طريقة لإتمام الجزء الأخير من عمل الله على الأرض. إن الجزء الأخير من كلمات الله يكشف عن أكبر نقطة ضعف في البشرية، وهي أنهم يعيشون جميعًا وفقًا للمشاعر، ولذا لا يتجنب الله شعورًا واحدًا منها، ويكشف عن الأسرار الخفية في قلوب البشرية بأسرها. لماذا يصعب على الناس فصل أنفسهم عن المشاعر؟ هل هي أعلى من معايير الضمير؟ هل يمكن أن يتمّم الضمير إرادة الله؟ هل يمكن للمشاعر أن تُعينَ الناس أثناء الشدائد؟ في نظر الله، المشاعر هي عدوه – ألم يُذكر ذلك صراحةً في كلام الله؟

من "الفصل الثامن والعشرون" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 230

تتضمن جميع كلمات الله جزءًا من شخصيته، ولا يمكن التعبير عن شخصية الله تمامًأ من خلال الكلمات، وهو ما يكفي ليوضح لنا مقدار الغنى الموجود فيه. ما يستطيع الناس رؤيته ولمسه، على أي حال، محدود، كمحدودية قدرة البشر. ومع أن كلام الله واضح، فإن البشر غير قادرين على فهمه فهمًا كاملًا. خذ هذه الكلمات كمثال: "في ومضة برق، ينكشف الشكل الحقيقي لكل حيوان. كذلك أيضًا، استعاد البشر قداستهم التي كانوا يملكونها ذات يوم مستنيرين بنوري. آه، لقد سقط عالم الماضي الفاسد أخيرًا في المياه القذرة غارقًا تحت السطح، وتحلل ليصبح وحلًا". تشمل جميع كلمات الله كينونته، ومع أن جميع الناس مدركون لهذه الكلمات، لم يعرف أحد منهم قط معناها. في نظر الله، كل من يقاومونه هم أعداؤه، أي إن من ينتمون إلى الأرواح الشريرة هم حيوانات. ومن هذا يمكن للمرء ملاحظة الحالة الحقيقية للكنيسة. يضيء كلام الله جميع البشر، وفي هذا النور، يفحصون أنفسهم دون أن يخضعوا للوعظ أو التزكية أو الرفض المباشر للآخرين، ودون أن يخضعوا للطرق البشرية الأخرى في فعل الأشياء، ودون أن يوضح الآخرون الأمور. يرون بوضوح من منظور دقيق مقدار ما بداخلهم حقًا من مرض. في كلام الله، يُصنَّف كل نوع من أنواع الروح، ويُكشف في شكله الأصلي. أرواح الملائكة تصبح أكثر استنارة واستبصارًا، ومن هنا يقول كلام الله: "استعاد البشر قداستهم التي كانوا يملكونها ذات يوم". يرتكز هذا الكلام على النتيجة النهائية التي حققها الله. في الوقت الراهن، لا يمكن بالطبع تحقيق هذه النتيجة بالكامل، فهذه مجرد حالة مسبقة، يمكن أن تُرى فيها مشيئة الله. هذه الكلمات كافية لأن تُظهر أن عددًا كبيرًا من الناس سوف يتعثرون في كلام الله وسيهزمون في العملية التدريجية لتقديس جميع الناس. هنا عبارة "تحلل ليصبح وحلاً" لا تتناقض مع تدمير الله للعالم بالنار، و"البرق" يشير إلى غضب الله. عندما يُطلق الله غضبه العظيم، سيختبر كل العالم جميع أنواع الكوارث نتيجة لهذا، ويكون كانفجار بركان. وبالوقوف عاليًا في السماء، يمكن رؤية أن جميع أنواع المصائب تقترب من كل البشر على وجه الأرض، وتصير أقرب بحلول ذلك اليوم. وعند النظر إلى الأسفل من الأعالي، تُظهر الأرض مشاهد متنوعة مثل تلك التي تحدث قبل حدوث زلزال. تندفع المياه النارية بلا قيد، وتتدفق الحمم البركانية، وتتحرك الجبال، ويسطع ضوء بارد في كل مكان. لقد غرق العالم كله في النار. هذا هو مشهد إطلاق الله لغضبه، وهذا هو وقت دينونته. كل أولئك الذين هم من لحم ودم لن يتمكنوا من الهروب. ولهذا لن تكون هناك حاجة للحروب بين الدول والصراعات بين الناس لتدمير العالم بأكمله، بل سوف "يستمتع العالم بوعي" في موضع توبيخ الله. لن يتمكن أحد من الهروب منه، وسوف يجتاز الجميع هذه المحنة، واحدًا تلو الآخر. بعد ذلك، سيتألق كل الكون من جديد بإشعاع مقدس، وسيبدأ كل البشر مرة أخرى حياة جديدة. وسيكون الله في راحة فوق الكون، وسيبارك كل البشر في كل يوم. لن تكون السماء خرابًا لا يطاق، بل ستسترد الحيوية التي لم تنعم بها منذ خلق العالم، وسوف يحل مجيء "اليوم السادس" عندما يبدأ الله حياة جديدة. سيدخل الله والبشر في الراحة معًا، ولن يعود الكون مكدرًا أو قذرًا، بل سوف يتجدد. لهذا قال الله: "لم تعد الأرض ثابتة وساكنة، ولم تعد السماء موحشة وحزينة". في ملكوت السماوات، لم يوجد قط إثم أو مشاعر بشرية، أو أي من شخصية البشر الفاسدة؛ لأن تشويش الشيطان غير موجود هناك. "الناس" جميعًا قادرون على فهم كلام الله، والحياة في السماء حياة مملوءة بالبهجة. كل مَن هم في السماء لديهم حكمة الله ومهابته.

من "الفصل الثامن عشر" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كلمات الله اليومية اقتباس 231

يمكن القول إن كل أقوال اليوم تتنبأ بأمور مستقبلية، فهذه الأقوال هي كيفية وضع الله للترتيبات التي يتخذها من أجل الخطوة التالية من عمله. لقد انتهى الله تقريبًا من عمله في شعب الكنيسة، وسوف يظهر بعد هذا بغضب أمام كل الناس. كما يقول الله: "سوف أجعل الناس على الأرض يعترفون بأعمالي، وسوف تُثبَتُ أفعالي أمام "كرسي الدينونة"، حتى تصبح مُعتَرف بها بين مختلف شعوب الأرض الذين سوف يخضعون". هل رأيتم شيئًا في هذا الكلام؟ يشمل هذا الكلام خلاصة الجزء التالي من عمل الله. أولًا، سوف يجعل الله كل كلاب الحراسة الذين يمارسون السلطة السياسية يقتنعون حقًا وسوف يجعلهم يتوارون من مسرح التاريخ من تلقاء أنفسهم، ولا يتصارعون مرة أخرى على المكانة ولا ينخرطون ثانية أبدًا في حياكة المؤامرات والتآمر، وهذا العمل ينبغي أن يتم من خلال الكوارث المختلفة التي يُحدِثها الله على الأرض. بيد أنَّ الله لن يظهر أبدًا، إذ ينبغي أن تظل أمة التنين العظيم الأحمر في ذلك الوقت أرضًا للرجس؛ ولهذا لن يظهر الله، بل سيكتفي بالظهور من خلال التوبيخ فحسب. تلك هي شخصية الله البارة التي لا يمكن لأحد أن يفلت منها. في ذلك الوقت، سوف يعاني كل سكان أمة التنين العظيم الأحمر من المصائب التي من الطبيعي أن تشمل أيضًا الملكوت على الأرض (الكنيسة). وهذا تحديدًا هو الوقت الذي تخرج فيه الحقائق إلى النور؛ لذلك سوف يختبر كل الناس ذلك، ولن يستطيع أحد أن يهرب. لقد قدَّر الله هذا مسبقًا. وتحديدًا بسبب هذه الخطوة من العمل يقول الله: "إنه الآن الوقت لتنفيذ خطط كبيرة". لأنه لن تكون هناك في المستقبل كنيسة على الأرض، وسوف يعجز الناس عن التفكير إلا فيما هو أمامهم بسبب وقوع الكارثة، وسوف يتجاهلون أي شيء آخر، وسوف يصعب عليهم أن يتمتعوا بوجود الله وسط الكارثة؛ لذلك يُطلب من الناس أن يحبوا الله من كل قلوبهم في ذلك الوقت العجيب حتى لا يفوّتوا الفرصة. في الوقت الذي ترحل فيه هذه الحقيقة، يكون الله قد هزم التنين العظيم الأحمر بمعنى الكلمة؛ ومن ثم، سيكون عمل شهادة شعب الله قد انتهى، ثم يبدأ الله بعد ذلك الخطوة التالية من العمل، ويدمر بلد التنين العظيم الأحمر تمامًا، وفي النهاية، يُسمِّر الناس في أرجاء الكون على الصليب منكسي الرؤوس، وبعد هذا يبيد كل البشرية. تلك هي خطوات عمل الله المستقبلية. من ثم، ينبغي عليكم أن تسعوا لبذل قصارى جهدكم لكي تحبوا الله في هذه البيئة السلمية؛ فلن تُتاحَ لكم في المستقبل أي فرص أخرى كي تحبوا الله، فليس لدى الناس الفرصة كي يحبوا الله إلا في الجسد، وعندما يحيون في عالمٍ آخر، لن يتكلم أحد عن محبة الله. أليست هذه مسؤولية المخلوق؟ فكيف إذًا يجب أن تحبوا الله في أيام حياتكم؟ هل فكرتَ في هذا من قبل؟ هل تنتظر إلى ما بعد وفاتك كي تحب الله؟ أليس هذا كلامًا فارغًا؟ لماذا لا تسعى اليوم إلى محبة الله؟ أمِنَ الممكن أن تكون محبة الله أثناء الانشغال محبة حقيقية لله؟ إن سبب القول بأن هذه الخطوة من عمل الله سوف تنتهي قريبًا هو أنَّ الله قد شُهِدَ له بالفعل أمام الشيطان؛ لذلك لا حاجة إلى أن يفعل الإنسان شيئًا؛ فكل المطلوب من الإنسان هو السعي إلى محبة الله في سنيِّ حياته، وهذا هو المهم. ولأن سقف متطلبات الله ليس عاليًا، وأيضًا ثمة قلق عارم في قلبه، فقد كشف موجزًا للخطوة التالية من عمله قبل أن تنتهي الخطوة الراهنة من عمله، وهو ما يُظهِر بوضوح مقدار الوقت المتبقي؛ فلو لم يكن الله قلقًا في قلبه، فهل كان ليتكلم بهذا الكلام مبكرًا هكذا؟ لكن الله يعمل بهذه الطريقة لأنَّ الوقت قصير. ليتكم تتمكنون من محبة الله بكل قلوبكم ومن كل أفكاركم وبكل قدراتكم بالكيفية التي تعتزون بها بحياتكم. أليست هذه حياة ذات أسمى معنى؟ أين يمكنكم أن تجدوا معنى للحياة في غير هذا؟ ألستم عميانًا للغاية؟ هل ترغبون في محبة الله؟ هل يستحق الله محبة الإنسان؟ هل يستحق الناس افتتان الإنسان؟ فماذا يجب أن تفعل إذن؟ أَحِبَّ الله بجسارة دون تحفظات، وانظر ما سيفعله الله لك. انظر ما إذا كان سيذبحك. الخلاصة، إن مهمة محبة الله هي أهم من نسخ وكتابة أشياء من أجل الله. يجب أن تفسح المكان الأول للشيء الأهم، حتى تكون حياتك ذات معنى أكبر وتمتلئ بالسعادة، ثم يجب أن تنتظر بعد ذلك "أمر" الله لك. أتساءل ما إذا كانت خطتك سوف تشمل محبة الله، لكنني أتمنى أن تصبح خطط الجميع هي الخطط التي يتممها الله وأن تتحقق جميعها في الواقع.

من "الفصل الثاني والأربعون" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"

السابق: معرفة عمل الله 1

التالي: سادسًا شخصية الله وما لديه وماهيته

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب