كلمات الله اليومية: التجسُّد | اقتباس 114
2020 سبتمبر 17
يصير الله جسدًا فقط ليقود العصر ويطلق عملًا جديدًا. من الضروري أن تفهموا هذه النقطة. هذا يختلف كثيرًا عن وظيفة الإنسان، ولا يمكن مقارنة الاثنين ببعضهما في الوقت نفسه. يحتاج الإنسان إلى مدة طويلة من التهذيب والتكميل قبل أن يُستخدم لتنفيذ عمل، وينبغي أن يكون نوع الطبيعة البشرية اللازمة لذلك من مستويات عالية على نحو استثنائي. لا يجب أن يكون الإنسان قادرًا على الحفاظ على حسه البشري العادي فحسب، بل يجب أيضًا أن يفهم العديد من قواعد ومبادئ السلوك أمام آخرين، بالإضافة إلى أنه يجب عليه أن يتعلم المزيد من حكمة وأخلاقيات الإنسان. هذا ما يجب أن يتحلى به الإنسان. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الله الصائر جسدًا؛ لأن عمله لا يمثل إنسانًا ولا هو عمل الإنسان؛ بل هو تعبير مباشر عن كيانه وتنفيذ مباشر للعمل الذي ينبغي عليه القيام به. (بطبيعة الحال، يُنفَّذ عملُه في الوقت المناسب، وليس عرّضًا أو عشوائيًّا، ويبدأ عمله عندما يحين وقت إتمام خدمته). وهو لا يشارك في حياة الإنسان أو عمله، أي إن طبيعته البشرية لا تتحلى بأي من هذا (علمًا أن هذا لا يؤثر في عمله). فهو لا يُتمُّ خدمته إلّا عندما يحين وقت إتمامها؛ وأيًّا كانت حالته، فإنه ببساطة يمضي قُدُمًا في العمل الذي يجب أن يفعله. وأيًّا كان ما يعرفه الإنسان عنه أو رأيه فيه، فإن عمله لا يتأثر بتاتًا. على سبيل المثال، عندما نفَّذ يسوع عمله، لم يكن أحدٌ يعرف بالضبط مَن هو، ولكنه ما كان منه إلّا أن مضى قُدُمًا في عمله. لم يُعِقْهُ أيٌّ من هذا عن تنفيذ العمل الذي يتعيّن عليه القيام به. لذلك، لم يعترفْ بهُويّته في البداية أو يعلنْ عنها، بل جعل الإنسان يتّبعه فقط. بالطبع، لم يكن هذا تواضعًا من الله فحسب؛ بل كان أيضًا الطريقة التي عمل بها الله في الجسد. كان بإمكانه فقط أن يعمل بهذه الطريقة؛ لأنه لم يكن باستطاعة الإنسان مطلقًا أن يتعرف عليه بالعين المجردة. وحتى لو تعرف عليه الإنسان، لما استطاع أن يساعده في عمله. وبالإضافة إلى ذلك، فهو لم يَصِر جسدًا ليجعل الإنسان يعرف جسده؛ بل كان ذلك لتنفيذ عمله وأداء خدمته. لهذا السبب، لم يُولِ أهمية لإعلان هويته. وعندما أكمل كل العمل الذي وجب عليه القيام به، اتضحت هويته ومكانته للإنسان بطبيعة الحال. يظل الله الصائر جسدًا صامتًا ولا يقوم بأية إعلانات أبدًا، ولا يلقي بالًا للإنسان أو لكيفية تَدَبُّرِه أمرَه في اتباعه، لكنه ببساطة يمضي قدمًا في أداء خدمته وتنفيذ العمل الذي ينبغي عليه القيام به. لا يمكن لأحد أن يقف في طريق عمله. وعندما يحين الوقت لاختتام عمله، فسيتم بالتأكيد اختتامه وإنهاؤه، ولا يمكن لأحد أن يُمليَ ما هو خلاف ذلك. ولن يفهم الإنسان العمل الذي يقوم به إلّا بعد أن يترك الإنسانَ عند إتمام عمله، ومع ذلك فلن يفهمه بوضوح تام، وسوف يحتاج الإنسان إلى مدة طويلة لكي يفهم مقصده تمامًا عندما نفَّذ عمله لأول مرة. بمعنىً آخر، ينقسم عمل عصر الله المتجسد إلى جزئين. يتكون الجزء الأول من العملِ الذي يقوم به الله الصائر جسدًا نفسُه وكلاِمهِ الذي ينطق به. وبمجرد أن يُتمَّ أداء خدمته في الجسد بالكامل، يتبقى تنفيذ الجزء الآخر من العمل من قِبَل أولئك الذين يستخدمهم الروح القدس، وحينئذ يحين وقت الإنسان لأداء وظيفته؛ لأن الله قد افتتح الطريق، ويجب على الإنسان الآن أن يسير فيه بنفسه. أي إن الله الصائر جسدًا ينفذ جزءًا واحدًا من عمله، ثم بعد ذلك يتبعه الروح القدس وأولئك الذين يستخدمهم الروح القدس في هذا العمل. لذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف ما يتطلَّبه العمل الرئيسي الذي ينفِّذه الله الصائر جسدًا في هذه المرحلة من العمل، ويجب عليه أن يفهم بالضبط أهمية تجسّد الله والعمل الذي ينبغي عليه القيام به، وألّا يطلب من الله ما يُطلَب من الإنسان. هنا يكمن خطأ الإنسان وأيضًا تصوره، بل بالأحرى عصيانه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (3)
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.
أنواع أخرى من الفيديوهات