كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 407

2020 أكتوبر 2

يمكن من التجربة رؤية أن تهدئة قلب المرء أمام الله هي واحدة من أهم القضايا. وهذه قضية تتعلق بالحياة الروحية للناس ونموهم في حياتهم. لن يثمر سعيك وراء الحقيقة والتغييرات في شخصيتك إلا عندما يكون قلبك في سلام أمام الله. وبما أنك تَمثُل أمام الله حاملاً ثقلاً وتشعر دائمًا بأنك تعاني نقصًا بطرق عديدة، وتحتاج إلى معرفة العديد من الحقائق، وتحتاج إلى اختبار جانب كبير من الواقع، وأن عليك توجيه كل الاهتمام لإرادة الله – فهذه الأشياء دائمًا ما تشغل عقلك. يبدو الأمر كما لو أنها تضغط عليك بشدة بحيث لا يمكنك التنفس؛ وبالتالي تشعر بثقل في القلب (رغم أنك لست في حالة سلبية). مثل هؤلاء الأشخاص هم وحدهم المؤهلون لقبول استنارة كلام الله وتأثير روح الله فيهم. إنهم يتلقون الاستنارة والإضاءة من الله بسبب حِمْلهم واكتئابهم، ويمكن القول إنه بسبب الثمن الذي دفعوه والعذاب الذي عانوه أمام الله، لأن الله لا يحابي أحدًا بمعاملة خاصة. فهو عادل دائمًا في معاملته للناس، لكنه أيضًا لا يعطي للناس اعتباطًا أو دون قيد أو شرط. هذا هو أحد جوانب شخصيته البارة. لم يصل معظم الناس في الحياة الحقيقية إلى هذا المدى بعد. على الأقل لم يتجه قلبهم تمامًا إلى الله بعد، وعليه لم يحدث أي تغيير كبير في شخصيتهم الحياتية؛ وما ذلك إلا لأنهم يعيشون في نعمة الله، ولم ينالوا عمل الروح القدس بعدُ. إن المعايير التي يجب أن يتحقق بها الناس كي يستخدمهم الله هي كما يلي: يتجه قلبهم إلى الله، ويحملون عبء كلام الله، ويمتلكون قلبًا مشتاقًا، ويعتزمون السعي إلى الحق. فلا ينال عمل الروح القدس ويحظى مرارًا بالاستنارة والإضاءة سوى أشخاص من هذا القبيل. يظهر على الناس الذين يستخدمهم الله من الخارج وكأنهم غير عقلانيين، وكأنهم ليس لديهم علاقات طبيعية مع الآخرين، مع أنهم يتحدثون بلياقة، ولا يتكلمون بلا مبالاة، ويمكنهم دائمًا أن يحتفظوا بقلب هادئ أمام الله. هذا بالضبط هو الشخص الكافي لأن يستخدمه الروح القدس. يبدو أن هذا الشخص "غير العقلاني" الذي يتكلم الله عنه لا يمتلك علاقات طبيعية مع الآخرين، ولا يولي الاهتمام اللازم للمحبة الظاهرية أو الممارسات السطحية، ولكن يمكنه أن يفتح قلبه ويمدّ الآخرين بالإضاءة والاستنارة التي اكتسبها من خبرته الفعلية أمام الله عندما يتواصل في أمور روحية. هكذا يُعبّر عن حبه لله ويُرضي مشيئة الله. وعندما يُشهِّر به الآخرون ويسخرون منه، فإنه قادر على تفادي الخضوع لسيطرة أشخاص أو أمور أو أشياء خارجية، ويمكنه أن يظل هادئًا أمام الله. يبدو مثل هذا الشخص أن لديه رؤاه الفريدة، فلا يترك قلبه الله أبدًا، بغض النظر عما يفعله الآخرون. عندما يتحادث الآخرون بمرح وهزل، يبقى قلبه في حضرة الله، متأملاً في كلمة الله أو مصليًا لله داخل قلبه في صمت، ساعيًا لمقاصد الله. إنه لا يولي أهمية للحفاظ على علاقات طبيعية مع الآخرين. يبدو أن هذا الشخص لا يملك فلسفة للحياة. يظهر هذا الشخص من الخارج مُفعمًا بالحيوية وجديرًا بالمحبة وبريئًا، ولكنه يمتلك أيضًا حسًّا بالهدوء. هذه هي صورة الشخص الذي يستخدمه الله. ببساطة، لا يمكن لأمور مثل فلسفة العيش أو "العقل الطبيعي" أن يكون لها أثر في هذا النوع من الأشخاص، فهو شخص قد كرّس قلبه كاملاً لكلمة الله، ويبدو أنه لا يملك إلا الله في قلبه. هذا هو الشخص الذي يشير إليه الله كشخص "بدون عقل"، وهو بالضبط نوع الشخص الذي يستخدمه الله. علامة الشخص الذي يستخدمه الله هي هذه: قلبه دائمًا أمام الله بغض النظر عن الزمان والمكان، ولا يترك قلب هذا الشخص الله أبدًا، وهو لا يتبع الحشود، بغض النظر عن مدى فسق الآخرين ومدى انغماسهم في شهواتهم ورغبات أجسادهم. هذا هو النوع الوحيد من الأشخاص الذي يناسب استخدام الله، وهو الشخص الوحيد الذي يُكمِّله الروح القدس. إن كنت غير قادر على الوصول إلى هذه الأمور، فأنت لست مؤهلاً ليقتنيك الله، ويُكمِّلك الروح القدس.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله

عرض المزيد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

اترك رد

مشاركة

إلغاء الأمر