61. لقد كشف الحق الطريق لي

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا. إذا لم تكن شخصيتك قد خضعت لدينونة كلمة الله وتوبيخها، فإن شخصيتك لا تزال تمثل الشيطان، وهذا يكفي لإثبات أن خدمتك لله بعيدة عن نيتك الحسنة. إنها خدمة تعتمد على طبيعتك الشيطانية. إنك تخدم الله بشخصيتك الطبيعية، ووفقًا لتفضيلاتك الشخصية؛ وأكثر من ذلك، أنك تفكر في أن الله يبتهج بكل ما تريد القيام به، ويكره كل ما لا ترغب في القيام به، وأنك تسترشد كلية بتفضيلاتك الخاصة في عملك، فهل تُسمى هذه خدمة لله؟ في نهاية المطاف، لن تتغير شخصية حياتك مثقال ذرة؛ بل ستصبح أكثر عنادًا لأنك كنت تخدم الله، وهذا سيجعل شخصيتك الفاسدة متأصلة بعمق. وبهذه الطريقة، ستطوِّر من داخلك قواعد حول خدمة الله التي تعتمد في الأساس على شخصيتك والخبرة المكتسبة من خدمتك وفقًا لشخصيتك. هذا درس من الخبرة الإنسانية. إنها فلسفة الإنسان في الحياة. إن مثل هؤلاء الناس ينتمون إلى الفريسيين والمسؤولين الدينيين، وإذا لم يفيقوا ويتوبوا، فسيتحولون في نهاية المطاف إلى مسحاء كذبة وأضداد للمسيح يُضلون الناس في الأيام الأخيرة. سيقوم المسحاء الكذبة وأضداد المسيح الذين ورد ذكرهم من بين مثل هؤلاء الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب تطهير الخدمة الدينية). ذكَّرتني قراءة هذا المقطع من كلمات الله باختبار مررت به منذ خمس سنوات.

كنتُ قد انتُخبتُ للتو قائدة كنيسة. كنتُ متحمّسة بحق، وأخذت واجبي على محمل الجد. كنت عازمة على التعامل مع عمل الكنيسة تعاملًا جيدًا. عندما بدأت في تقييم مستويات عمل جميع الفرق، وجدت أن بعض أعضاء الفريق لم يكونوا مناسبين للوظيفة، ولم يصحِّح قادة الفرق ذلك. افتقر البعض لفهم المبادئ ولم يقدم قادتهم الشركة والمساعدة بسرعة كافية، مما أثَّر على عمل الكنيسة. لقد أقلقني هذا حقًا، وفكرت: "إنهم يتركون هذه المشكلات الصارخة دون حل. من الواضح أنهم عديمو المسؤولية في عملهم. يجب أن أوبخهم حقًا في الاجتماع المقبل وأن أتأكد تمامًا من أنهم يعرفون خطأهم". وفي الاجتماع التالي، سألت قادة الفرق هؤلاء مرارًا عن عملهم وأشرت إلى الأخطاء والمشكلات التي رأيتها. مع أنهم عرفوا أنهم لا يقومون بعمل عملي وكانوا على استعداد للتغيير، لكنني ظللت غير راضية. اعتقدتُ أنني إذا لم أكن صارمة، وأشرِّح الأمر وأتعامل معهم حقًا، فلا فائدة تُرجى. لذا، بنبرة توبيخ، قلت إنهم كانوا روتينيين في واجباتهم، ولم يعالجوا المشكلات العملية، وإن هذا يعرقل عمل الكنيسة، إلى آخره. بعد أن انتهيت، لم أسألهم عن شعورهم، لكنني شعرتُ بالزهو، معتقدة أنني وجدتُ مشكلات ثم عالجتها. ولكن بعد يومين، قال لي زميل في العمل: "قال قائد فريق إنه يخشى رؤيتك، وإنه يعتقد أنك ستتعاملين معه إذا رأيت مشكلات في عمله". انزعجتُ قليلًا عندما سمعتُ هذا، لكنني فكرتُ على الفور أنني فعلت ما كان يجب عمله فحسب، لاكتشاف المشكلات ثم تصحيحها، وأن التعامل معهم هدفه أن يتعلموا درسًا. لم أعطي الأمر أي أهمية. في الاجتماع التالي مع قادة الفرق، ظللت أستفسر بصرامة عن عملهم، ثم تعاملت معهم وشرَّحت الأشياء عندما وجدت مشكلة. كما قلت بثقة في النفس: "يخشى بعض الإخوة والأخوات أن يُستجوبوا بشأن عملهم. ما الذي تخشاه إذا كنت تقوم بعمل عملي؟ لا يمكن اكتشاف المشكلات وتصحيحها في الوقت المناسب إلا من خلال معرفة عملك". بعد الاجتماع سمعت قائد فريق يقول: "ما زلت أتعلم كيف أقوم بواجبي ولديَّ الكثير من الصعوبات. كنت أرغب في معالجتها من خلال الشركة في اجتماعنا، ولكن بدلًا من ذلك، شعرتُ بضغط أكبر فحسب". كان سماع هذا مزعجًا بالنسبة لي وشعرت أنه كان خطئي أن الاجتماع لم يكن مثمرًا. لكنني ظننت أن شركتي ربما لم تكن واضحة، بسبب قامتي الصغيرة، وأنه من الطبيعي لقائد الفريق الجديد أن يشعر بالكثير من الضغط. لذلك أجبته سريعًا: "الضغط مُحفِّز. لن يكون الأمر صحيحًا إذا لم تشعر بهذا". علم زميل في العمل لاحقًا أن قادة الفرق كانوا خائفين من رؤيتي ومن أن أتعامل معهم، وحذرّنيَ قائلًا: "إن التعامل مع الناس بهذه الطريقة يتم بدافع الغضب. وهذا لا يهذّب الإخوة والأخوات. ينبغي لنا أن نشارك الحق أكثر لحل مشكلاتهم وصعوباتهم". ظللت لا أعطي الأمر أهمية، مصدَّقة أن دوافعي كانت صحيحة وأنني حتى إذا كنت صارمة قليلًا، فقد كنت أضطلعُ بمسؤولية عملي فحسب. لذا، على الرغم من التحذيرات المتكررة من زملائي في العمل، لم أقف أمام الله أبدًا لأتأمل في نفسي. وشعرتُ تدريجيًا بظُلمة تنمو في روحي، ولم أستطع إدراك عمل الروح القدس. كنت أتألم وأعاني. عندها فقط وقفت أمام الله وتأملت في نفسي: "لماذا لم أحقِّق أي شيء في واجبي، لكنني أتخبَّط دائمًا؟ لماذا يقول الإخوة والأخوات دائمًا إنني أقيّدهم؟ هل ما يقوله زملائي في العمل حقيقي، إنني أتعامل مع الناس بدافع الغضب؟ لكنني لا أقول الأمور بصرامة إلا ليتم عمل الكنيسة بصورة جيدة. إذا لم أفعل ذلك، فهل يدرك الإخوة والأخوات مدى خطورة هذه المشكلات؟" حتى أثناء هذا العذاب، كنت أحاول أن أبرِّرَ تصرفاتي. كنت أعاني حقًا.

بعد الصلاة قرأتُ كلمات الله هذه: "كقادة وعمّال في الكنيسة، إن كنتم تريدون أن تقودوا شعب الله المختار إلى واقع الحق وأن تكونوا شهود الله، فالأهم أن تتمتّعوا بفهم أعمق لهدف الله في خلاص البشر وغاية عمله. يجب أن تفهموا مشيئة الله ومتطلباته المختلفة من الناس. يجب أن تكون جهودكم عمليةً، وتمارسوا بقدر ما تفهمون فقط، وتتواصلوا بما تعرفونه فقط. لا تتباهوا ولا تبالغوا ولا تعطوا ملاحظات طائشةً. إن بالغت، فسيمقتك الناس وستشعر بعد ذلك بالتأنيب، فهذا غير ملائم بتاتًا. عندما تزوّد الآخرين بالحق، ليس من الضروري لك أن تتعامل معهم وتؤنّبهم كي يتوصّلوا إلى الحق. إن كنت أنت نفسك لا تملك الحق وتتعامل مع الآخرين وتؤنبهم فقط، فسيخشونك، لكنّ هذا لا يعني أنّهم يفهمون الحق. في بعض العمل الإداري، لا بأس بأن تتعامل مع الآخرين وتهذبهم وتؤدبهم لدرجة معينة. لكن إن كنت لا تقدر على تزويد الحق، ولا تعرف سوى كيفية أن تكون مسيطرًا وتوبّخ الآخرين، فسيُكشف عن فسادك وقباحتك. ومع مرور الوقت، حينما يعجز الناس عن اكتساب قوت الحياة أو أمور عملية منك، فسوف يمقتونك ويشعرون باشمئزاز منك. أما أولئك الذين يفتقرون إلى التمييز فسيتعلّمون أشياءَ سلبيةً منك، وسيتعلّمون التعامل مع الآخرين وتهذيبهم والشعور بالغضب وفقدان أعصابهم. ألا يساوي ذلك قيادة الآخرين إلى طريق بولس، إلى طريق نحو الهلاك؟ أليس ذلك اقتراف شر؟ يجب أن يركّز عملك على إيصال الحق وتزويد الآخرين بالحياة. إن اقتصر كل ما تفعله على التعامل مع الآخرين وزجرهم بشكل أعمى، فكيف لهم أن يفهموا الحق يومًا؟ مع مرور الوقت، سيراك الناس على حقيقتك وسيهجرونك. كيف تتوقّع أن تجلب الآخرين ليَمثُلوا أمام الله بهذه الطريقة؟ كيف لهذا أن ينجح؟ ستخسر الجميع إن تابعت العمل بهذه الطريقة. أي عمل تأمل إنجازه على أي حال؟ يعجز بعض القادة عن إيصال الحق لحل المشاكل. وبدلاً من هذا، يتعاملون مع الآخرين بشكل أعمى فقط ويتباهون بقوّتهم كي يخشاهم الآخرون ويطيعوهم – هؤلاء الناس من بين القادة الدجالين وأضداد المسيح. أولئك الذين لم تتغيّر شخصيتهم يعجزون عن تأدية عمل الكنيسة ولا يقدرون على خدمة الله" (من "فقط من يملكون حقيقة الحق يمكنهم القيادة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد كشفت كلمات الله حالتي الخاصة بوضوح. هكذا بالضبط كنت أقوم بواجبي. بدلًا من التركيز على الشركة عن الحق للتعامل مع المشكلات، كنت سريعة الغضب، وأتعامل مع الآخرين وأوبخهم وأؤنبهم. ونتيجة لذلك، كانوا مقيَّدين وخائفين وتحاشونني. لقد أثرت اشمئزاز الله كذلك لأنني كنت أعيش من خلال شخصيتي الفاسدة. لقد فقدت عمل الروح القدس وغرقت في الظلمة. بالعودة بتفكيري إلى ذلك الوقت، عندما وجدت مشكلات في واجبات الإخوة والأخوات، نادرًا ما كنت أسعى للحق أو أبحث عن كلمات من الله لشركة معينة، وفي الحقيقة لم أوجههم نحو مسار الممارسة. كنت فقط أؤنبهم وألومهم بشخصيتي المتغطرسة. وعندما رأيت أنني أشعرهم بالكبت، ظللت لا أتأمل في نفسي. ظننت أنني كنتُ أضطلعُ بمسؤوليتي في واجبي، وأنني كنت أهتم بمشيئة الله وأعالِج المشكلات العملية. لقد حذرني الله من خلال زملائي في العمل من التعامل التعسفي مع الأشخاص بدافع الغضب، لكنني تجاهلت ذلك. ونتيجة لذلك، أصبح بعض الإخوة والأخوات سلبيين. كانوا خائفين مني وتحاشونني. وكذلك، لم يكن عمل الكنيسة يسير على ما يرام. يطالب الله بوضوح أن يقوم القادة والعاملين بعملهم بشكل أساسي، من خلال الشركة عن الحق. على الإخوة والأخوات أن يفهموا الحق قبل أن يتمكنوا من تمييز شخصياتهم الفاسدة وحقيقة فسادهم، وعندها فقط سيُدفعون لممارسة كلمات الله والقيام بواجباتهم بصورة جيدة. لكن ظللت أعتقد أنني يجب أن أكون صارمة في عملي، وأنني كان عليَّ أن أوبخهم وأؤنبهم بلا هوادة عندما اكتشفت مشكلات، وأن هذا هو السبيل الوحيد أمامهم لرؤية مشكلاتهم وتصحيحها. اعتقدت أن ذلك كان السبيل الوحيد لتحقيق النتائج. ثم رأيت كيف كان هذا المنظور سخيفًا حقًا! من خلال العمل بهذه الطريقة، كنت أستفيد من منصبي وألوم الناس وأقيّدهم بغطرسة. لم أكن أحل مشكلات الآخرين بشركة عن الحق. يطالب الله القادة باستخدام الشركة عن الحق لمعالجة مشكلات الإخوة والأخوات، وبأن يكونوا على قدم المساواة مع الجميع، وبأن يقدموا شركة عن كلام الله بناء على صعوبات الناس الفعلية، ومشاركة الشركة عن اختبارهم الخاص وفهمهم، لإرشاد الآخرين ومساعدتهم. إذا تعاملوا مع شخص ما أو كشفوه، يجب أن يكون ذلك على أساس الشركة عن الحق، لإبراز جوهر المشكلة ومحاورها الرئيسية، حتى يفهم الناس ما يطلبه الله، وحتى يتمكنوا من رؤية مشكلاتهم بوضوح، وطبيعتها، وعواقبها الخطيرة، ولكي يعرفوا ما يجب عليهم فعله ليتوافقوا مع الحق، وكيف يقومون بواجبهم كما يطلب الله. لكنني لم أقم بواجبي كما يطلب الله. لم أستمع إلى تنبيهات زملائي في العمل، ناهيك عن التفكير في طبيعة توبيخي للناس وعواقبه، بناءً على شخصيتي الشيطانية في واجبي. لقد برَّرت ذلك لنفسي، قائلة إنه كان لصالحهم ومن أجل عمل الكنيسة. لم أكن على الطريق الصحيح في واجبي، ولم أكن مفيدة للآخرين على الإطلاق، بل كنت أقيّدهم في الواقع. كانوا جميعًا بائسين ومكبوتين. ألم أكن أؤذيهم؟ كنتُ أفعل الشرَّ! لم أفكِّر أبدًا في أن القيام بواجبي على أساس شخصيتي الشيطانية سيكون له عواقب وخيمة. لقد ندمت حقًا على التعامل معهم وتوبيخهم بهذه الطريقة. وقفت سريعًا أمام الله في صلاة وسعي، وفكرت: ماذا بالضبط جعلني أرتكب الشرَّ، دون حتى أن أدري؟

بعد ذلك، قرأت هذا في كلمات الله: "إذا كنت تمتلك الحق بداخلك، فإن المسار الذي تسير فيه سيكون بطبيعة الحال المسار الصحيح. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف داخلك، فسيكون من المستحيل عدم تحدّي الله، لا بل ستُرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار، وفي النهاية، سيجعلانك تجلس مكان الله وتشهد لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك ومفاهيمك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كشفت كلمات الله جذور فعلي للشرِّ: لقد كنتُ تحت سيطرة طبيعتي المتغطرسة والمغرورة. بسبب طبيعتي المتغطرسة والمغرورة، لطالما اعتقدت أنني مسؤولة أكثر من الآخرين، لذلك سُدتهم. عندما كانت هناك أخطاء أو هفوات في عمل الإخوة والأخوات، كنتُ أحقِّرهم مستخدمة منصبي لتوبيخهم والتعامل معهم. لم أكن أتفهم أو أتعاطف معهم. تحت سيطرة هذه الطبيعة المتغطرسة، كان لدي ثقة كاملة في نفسي، معتقدة أن الطريقة الوحيدة لحل المشكلات هي التعامل مع الناس بصرامة. قدَّمت مفاهيمي وتصوراتي على أنها الحق. حتى عندما رأيت أن الطريقة التي عملت بها كانت خانقة للآخرين، ظللت أمارس أساليبي، غير راغبة في الاستماع إلى الإخوة والأخوات. حتى عندما حذرني زملائي في العمل، ظللت لا أتأمل في نفسي. ظننت أنني قد استخدمت نغمة صارمة قليلًا، وأنهم لم يتمكنوا من قبول التعامل معهم. كنت أقوم بواجبي على أساس شخصيتي الشيطانية المتغطرسة، ألحِق الأذى بالإخوة والأخوات وأؤخر عمل الكنيسة. كل ما فعلته كان شر مقاومة الله!

قرأت لاحقًا هذه الكلمات من الله: "إنك تخدم الله بشخصيتك الطبيعية، ووفقًا لتفضيلاتك الشخصية؛ وأكثر من ذلك، أنك تفكر في أن الله يبتهج بكل ما تريد القيام به، ويكره كل ما لا ترغب في القيام به، وأنك تسترشد كلية بتفضيلاتك الخاصة في عملك، فهل تُسمى هذه خدمة لله؟ في نهاية المطاف، لن تتغير شخصية حياتك مثقال ذرة؛ بل ستصبح أكثر عنادًا لأنك كنت تخدم الله، وهذا سيجعل شخصيتك الفاسدة متأصلة بعمق. وبهذه الطريقة، ستطوِّر من داخلك قواعد حول خدمة الله التي تعتمد في الأساس على شخصيتك والخبرة المكتسبة من خدمتك وفقًا لشخصيتك. هذا درس من الخبرة الإنسانية. إنها فلسفة الإنسان في الحياة. إن مثل هؤلاء الناس ينتمون إلى الفريسيين والمسؤولين الدينيين، وإذا لم يفيقوا ويتوبوا، فسيتحولون في نهاية المطاف إلى مسحاء كذبة وأضداد للمسيح يُضلون الناس في الأيام الأخيرة. سيقوم المسحاء الكذبة وأضداد المسيح الذين ورد ذكرهم من بين مثل هؤلاء الناس. إذا كان أولئك الذين يخدمون الله يتبعون شخصيتهم ويتصرفون وفقًا لإرادتهم الخاصة، فعندئذٍ يكونون عرضة لخطر الطرد في أي وقت. إن أولئك الذين يطبقون سنواتهم العديدة من الخبرة في خدمة الله من أجل كسب قلوب الآخرين، ولإلقاء المحاضرات على أسماعهم ولفرض السيطرة عليهم، والتعالي عليهم – ولا يتوبون أبدًا، ولا يعترفون أبدًا بخطاياهم، ولا يتخلون أبدًا عن استغلال الموقف – فهؤلاء الناس سيخرون أمام الله. إنهم أناس من نفس صنف بولس، ممن يستغلون أقدميتهم ويتباهون بمؤهلاتهم، ولن يجلب الله الكمال لمثل هؤلاء الناس. فهذا النوع من الخدمة يتداخل مع عمل الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب تطهير الخدمة الدينية). كانت قراءة هذه الكلمات طاحنة لي، وأمكنني الشعور بأن شخصية الله لا تقبل أي إثم. رأيت ذلك في سنوات إيماني، لم أركِّز على السعي لمبادئ الحق، لكنني أديت واجبي فقط بطريقتي الخاصة. لقد كنت جامحة في شخصيتي المتغطرسة، أوبخ الناس وأقيّدهم، انطلاقًا من منصبي في السلطة، وانتهى بي المطاف بتقييد إخوتي وأخواتي. لقد كُبتوا وتألموا. كنت أفتقر تمامًا إلى الإنسانية. أخفقت في معالجة المشكلات العملية للإخوة والأخوات، بل وأعقت دخولهم إلى الحياة وعطّلت عمل الكنيسة. كيف كان ذلك أداءً لواجبي؟ ألم أكن أتصرف كألعوبة في يد الشيطان؟ اعتدت الاعتقاد دائمًا أن دوافعي كانت صحيحة، وأنني كنت أهتم بعمل الكنيسة، ولكن بعد ذلك رأيت أن امتلاك القليل من الحماس ومعرفة القليل من التعاليم لم يكن كافيًا لإرضاء الله بواجبي. بدون قبول دينونة كلام الله وتوبيخه، لم يكن بإمكان شخصيتي الشيطانية أن تتغير، ثم لم يكن واجبي ليتوافق مع مشيئة الله. سأفعل الشر فقط وأقاوم الله على الرغم من نفسي. فكرت في القادة الكَذَبة والمُسحاء الكَذبَة الذين قد أُقصوا. لم يقبلوا دينونة كلام الله وتوبيخه أو ممارسة الحق، لكنهم قاموا بواجبهم بشخصياتهم الشيطانية، المتغطرسة والمغرورة والمتعالية، وتعاملوا مع الناس تعسفيًا، ووبخوهم، في تعالٍ واستبداد. إن تأثيرهم على الآخرين لم يكن سوى إيذاءً، ولم يفعلوا شيئًا سوى تمزيق عمل الكنيسة وعرقلته. لم يكن عملهم سوى فعل الشر ومقاومة الله! تمامًا كما قال الرب يسوع: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! ٱذْهَبُوا عَنِّي يافَاعِلِي ٱلْإِثْمِ!" (متى 7: 22-23). جعلني هذا أشعر بالخوف قليلًا. إذا واصلت القيام بعملي معتمدة على شخصيتي الشيطانية، فلن أفعل شيئًا عندئذٍ سوى عرقلة عمل الكنيسة وسيدينني الله ويقصيني، تمامًا مثل فاعلي الشر الآخرين هؤلاء الذين قاوموا الله. ثم أدركتُ أن حياة الكنيسة وواجبي كانا بلا ثمر لأن الله كان يكشفني وأنني يجب أن أقف أمام الله لأتأمل في نفسي وأتوب إليه. بالتفكير في أي طبيعة متغطرسة كانت لديَّ، من دون دينونة كلام الله وكشفه، وماهية الحقائق التي أعلنها، لم أتمكن من الخضوع أبدًا. ولم أكن لأرى العواقب الخطيرة للقيام بواجبي بشخصيتي الشيطانية. تحرَّكت حينها مشاعري حقًا، وشعرت أنني لم أتمكن من المواصلة هكذا. كان عليَّ أن أسعى للحق لأعالج فسادي.

ثم قرأت هذا في كلمات الله: "عندما تواجه قضية، فأنت بحاجةٍ إلى أن تتمالك أعصابك، وتعالجها بطريقةٍ صحيحة، وعليك أن تتخذ خيارًا. ينبغي أن تتعلموا استخدام الحقّ لتسوية القضية. في الأوقات العادية، ما هي فائدة فهمك لبعض الحقائق؟ إنه ليس لملء معدتك، وليس لمجرد إعطائك شيئًا لتقوله، كما أنه ليس لحل مشكلات الآخرين؛ بل الأهم أنه يستخدم لحلّ مشكلاتك وصعوباتك، ولا يمكنك حلّ صعوبات الآخرين إلَّا بعد أن تحلّ صعوباتك" (من "الحيارى لا يمكن خلاصهم" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). "يجب أن تفهم الناس الذين تكون لك شركة معهم، وأن تتشارك حول الأمور الروحية في الحياة، وحينئذٍ فقط تستطيع أن تقدم حياةً للآخرين وأن تعوض نقائصهم. ينبغي ألا تتحدث إليهم بلهجة الواعظ؛ فذلك في الأساس موقف خاطئ. ينبغي لك في الشركة أن تكون مستوعبًا للأمور الروحية، وأن تمتلك الحكمة والقدرة على فهم ما في قلوب الناس. إذا كنتَ ستخدم الآخرين، فينبغي أن تكون النوع المناسب من الأشخاص وأن تساهم في الشركة بكل ما لديك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). فهمت من كلمات الله أن علينا الممارسة والدخول إلى كلام الله أولًا، من أجل معالجة مشكلات الآخرين. وعلينا أن نسعى للحق ونعالج فسادنا الخاص. هذا هو الأهم. من المهم أن نحظى بالتمييز لشخصياتنا الفاسدة، حتى عندما يكشف شخص آخر هذا النوع من الفساد، سنعرف كيف نساعده، وكيف نقوم بشركة عن اختبارنا وفهمنا لنريه مسار الممارسة. سنكون قادرين أيضًا على التواصل الصحيح مع الآخرين وأن نرى فينا نفس الفساد الذي نراه في الآخرين، وهو نفس الشيء تمامًا. ثم لن نعتقد أننا أفضل من الآخرين، ولكن يمكننا الشركة على قدم المساواة. هذه هي الطريقة الوحيدة للشركة التي ستفيد الآخرين. ولكن ماذا كنت أفعل بدلًا من ذلك؟ لم أكن أركِّز على دخولي أو أفكر في مشكلاتي في واجبي. بدلًا من ذلك، كنت أعمل فقط من أجل العمل، كما لو كنت خالية من الفساد. كنت مشغولة بعلاج مشكلات الآخرين، وعندما لم تساعدهم شركتي، وبختهم بتعالٍ. لم أكن أحيا بحسب الشَبَه الإنساني. كنت مثل شيطان. كنت كريهة ومصدر اشمئزاز لله، وبغيضة للآخرين، الحقيقة هي أن هؤلاء الإخوة والأخوات أرادوا أداء واجباتهم جيدًا، لكنهم لم يعرفوا كيف يفعلون ذلك، لأنهم لم يفهموا المبادئ بالكامل. عندما تكون هناك أخطاء أو سهو في العمل، يجب أن نفهم ونغفر ونرشد ونساعد بطريقة أكثر إيجابية، حتى نتمكَّن من السعي للحق ومعالجة الأمور سويًا. يجب علينا فقط أن نؤنب ونحذِّر الناس المقصّرين في واجباتهم عن علم، ولكن لا ينبغي لهذا أن يكون القاعدة. أشرق قلبي بعد فهم هذا وعرفت كيف يجب أن أقوم بواجبي منذ ذلك الحين.

سمعتُ بعد فترة قصيرة، أنه كانت هناك قائدة فريق ذات مقدرة جيدة، وفهم نقي للحق، يمكنها معالجة المشكلات العملية من خلال الشركة عن الحق، لكنها كانت تشعر بالضعف وتتراجع في مواجهة المشكلات والصعوبات. كنت على وشك الانفجار مرة أخرى، فور سماعي هذا، وظننت أنها لم تأخذ واجبها على محمل الجد، وكان عليَّ التعامل معها بصرامة. لكنني أدركت فجأة أنني كنت أتصرف بلا تفكير بناءً على شخصيتي المتغطرسة مجددًا. صليّت إلى الله سريعًا وعزمت على الممارسة هذه المرة بحسب كلامه. ثم طلبتُ قائدة الفريق وتحدثت معها حديثًا من القلب إلى القلب حتى أفهم حالتها وصعوباتها. لقد وجدت كلمات ذات صلة من كلام الله، واستخدمت اختباراتي الشخصية في الشركة. أدركَتْ أنها لم تكن متفانية في رسالة الله، وأرادت أن تتغير. كان من المؤثر حقًا أن أرى أختي قادرة على التأمل في نفسها وأن تصبح على استعداد للتغيير. توصلت حقًا لتقدير أنه يجب على قائد الكنيسة أن يركّز على الشركة عن الحق، حتى يهذب الآخرين حقًا. إنها الطريقة الوحيدة لمنفعة حياة الناس.

السابق: 60. الله بار للغاية

التالي: 62. النهوض في مواجهة الفشل

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

64. قبل السقوط تشامخ الروح

يقول الله القدير، "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه...

57. الإبلاغ أو عدم الإبلاغ

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

54. معركة روحية

يقول الله القدير، "أخفى الناس الكثير من الدوافع الخاطئة من وقت إيمانهم بالله حتى يومنا هذا. عندما لا تمارس الحق تشعر أن جميع دوافعك صحيحة،...

33. أغلال الشهرة والكسب

يقول الله القدير، "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب