لماذا كنتُ أرفض التعاون مع الآخرين؟

2022 أكتوبر 30

ذات يوم أُجريت انتخابات كنيسة، لاختيار أحدهم لتولّي مسؤولية عمل الإنجيل. فوجئتُ، أنه عندما أُعِلنَت النتائج، رأيتُ أن الإخوة والأخوات قد اختاروني. ملأني الحماس نوعًا ما. ظننتُ أن كوني مُنتَخَبة يعني أن لديّ مقدرة أفضل وأفوق الآخرين قدرةً. كنت أيضًا متوترة بعض الشيء، أخشى أن أخذل ثقة الجميع بي إنْ لم أقم بعمل جيد، حينها سيظنون أنني لم أكن مناسبة للإشراف. لم أرِدْ تخييب ظن الإخوة والأخوات. وبما أنهم انتخبوني، أردتُ أن أثبت أنني أتمتع بمقدرة جيدة وأنني كنتُ قادرة، وبإمكاني أن أحفِّز عملنا الإنجيليّ. أغرقتُ نفسي في العمل بعدئذ. حينذاك، كانت الأخت وانغ تُشرف على عملي، لكنني بالكاد ناقشتُ الأمر معها إطلاقًا. لم أخبرها بما كنتُ أخطط للقيام به، لكنني كنتُ دائمًا أفعل الأمور بمفردي. أحيانًا عندما كانت تريد مناقشة الأمور معي، لم تتمكّن من الاتصال بي، وعندما سألتني أين كنتُ، وجدتُ كل أنواع السُّبُل لخداعها، وذلك بعدم إخبارها بتفاصيل العمل الذي أنجزته. كنتُ أفكّر أنني سأُعْلِمها، بمجرد أن أحقق بعض النجاحات في واجبي. بهذه الطريقة ستُثني على مقدرتي وكفاءتي، وأنه بوسعي القيام بعمل جيد دون مساعدة من الآخرين. وسيظن الإخوة والأخوات أن انتخابي كان القرار الصائب، وأن بإمكاني الاضطلاع بهذا العمل. آنذاك، كان عضو فريقنا الأخ يون شيانغ مُتَحمِّسًا لتأدية واجبه وكان أكثر فعالية مني في عمله الإنجيليّ. شعرتُ باضطراب شديد عندما سمعتُ الأخت وانغ تُثني عليه لقيامه بعمله على أكمل وجه. كنتُ المشرفة وكان مجرد أحد العاملين العاديين بالإنجيل. ولكونه استباقيًّا للغاية في واجبه، فهل سيتفوق عليَّ؟ هل سيختاره الآخرون ليكون المشرف؟ ستكون هذه إهانة لا تُغتَفر في حقي. لم يكن بإمكاني قبول ذلك.

ذات مرةٍ، كلّفتْ الأخت وانغ الأخ يون شيانغ وأنا لتولّي مهمة معًا. لم أكن أرغب في الذهاب برفقته، لكنني أردتُ القيام بذلك بمفردي. سابقًا، أثنى عليه الآخرون لكونه متحمّسًا في واجبه، لذا إنْ رافقني، فإنّ نصف الإنجازات سيكون له نصيب الأسد منها، ثم قد يتطلّع إليه الإخوة والأخوات أكثر. مع أخذ ما سبق في الحُسْبان، ذهبتُ واضطلعتُ بالمهمة بمفردي. أردتُ تكثيف إنجازاتي على الفور، أفكّر أنه طالما كنتُ أقوم بعمل جيد، كان الجميع على يقين من الإعجاب بي والثناء عليَّ. أغرقتُ نفسي في الواجب بعدئذ. لكن مهما عملتُ بجِدّ، وكم بذلت من الطاقة، كان الأمر عقيمًا. كان لديّ شكوى ضد الله لماذا لا يباركني، مهما عملتُ بِجدّ؟ كنتُ في حالة سيئة للغاية ولم أعد أرغب في القيام بذلك الواجب بعد اليوم. حينما اكتشفت الأخت وانغ بما كان يجري، قدّمت شركة معي: "لا تحصلين على نتائج مثمرة في واجبكِ. أهناك مشكلة في أسلوب عملكِ؟ أنتِ بحاجةٍ إلى تلخيص ما يجري وإدخال تحسينات. لطالما تريدين العمل بمفردكِ، وهذه ليست الطريقة التي يجب أن تفعلي بها الأمور. عليكِ أن تتعاوني مع الآخرين". شعرتُ أنني مقاوِمة لها وهي تشير إلى مشكلتي. أكانت هناك مشكلة في أسلوب عملي؟ عَمِلتُ بهذه الطريقة سابقًا، ولقد قمتُ بها على ما يرام. هذا يعني أن نَهْجي كان صحيحًا، ولم تكن تشوبه شائبة! وواصلت اتباع نفس أسلوب العمل بعدئذ. أثناء تلك الفترة، بغض النظر عن كيفية تقديم الآخرين للشركة معي على طريق الممارسة الصحيحة، لم أُردْ الإصغاء وكنتُ غير راغبة لقبول ذلك. كنتُ أفكّر أنه إذا فعلتُ الأمور بالطريقة التي قالوها، بمجرد أن أحصل على نتائج مثمرةٍ، لربما يقولون لولا اتباعي لنصيحتهم، لما كانت لي إنجازات. ثم سينالون كل التقدير، ومَن سيُشيد بي؟ انتابني شعور بالعناد حقًّا وأردتُ التصرف بمفردي. ومضى أسبوعان في لَمْح البصر، ومازلتُ لم أنجِزْ أي شيء. شعرتُ بالتعاسة حقًّا. كنتُ أعمل كل يوم دون راحةٍ، إذًا لماذا لم أحصل على أي نتائج؟ لم أدْرِ ما أساس المشكلة، لكنني ظلتُ لا أتفكّر في نفسي. بعد أسبوعين، سألني أخ، مُوَبِّخًا: "أنتِ المشرفة لكنكِ لا تعملين مع الآخرين ولطالما تتصرفين بمفردكِ. كيف بوسعكِ إنجاز أي شيء بهذه الطريقة؟ ألا يُعيق ذلك الأمور؟" شعرتُ بالاستياء عند سماعه يقول ذلك، لكن بعدئذ أدركتُ أنه كان مُحِقًا، كان ذلك هو الحال. لقد ذكَّرني الإخوة والأخوات مرة تِلْو الأخرى أنني بحاجةٍ إلى العمل مع الآخرين، لكنني واصلت فعل الأمور بمفردي، يعني أن العمل لم يكن يؤتي ثماره وكان يتأخَّر. انتابني شعور بالذنب عندما أدركتُ هذا، وأردتُ إجراء تغيير.

انفتحتُ على القائدة لاحقًا بشأن مشكلتي. وأرسلت لي مقطعًا من كلام الله: "إذا كان الناس يعيشون في بيت الله وفقًا لفلسفاتهم الدنيويَّة، ويعتمدون على مفاهيمهم الخاصَّة وميولهم ورغباتهم ودوافعهم الأنانيَّة ومواهبهم الخاصَّة ومهارتهم في التعايش بعضهم مع بعض، فهذه ليست طريقة للعيش أمام الله، وهم عاجزون عن تحقيق الوحدة. لِمَ ذلك؟ ذلك لأنه عندما يعيش الناس وفقًا لشخصيَّةٍ شيطانيَّة، فإنهم لا يمكنهم تحقيق الوحدة. وما النتيجة النهائيَّة لهذا إذًا؟ الله لا يعمل فيهم. وبدون عمل الله، إذا اعتمد الناس على قدراتهم وبراعتهم الضئيلة، وعلى خبراتهم الضعيفة، ومعرفتهم ومهارتهم الطفيفة التي اكتسبوها، فسوف يواجهون وقتًا عصيبًا للغاية لاستخدامهم بالتمام في بيت الله، وسوف يجدون صعوبةً بالغة في التصرُّف وفقًا لمشيئته. بدون عمل الله، لا يمكنك أبدًا استيعاب مشيئة الله، أو مُتطلَّبات الله، أو مبادئ الممارسة. ولن تعرف مسار ومبادئ أداء واجباتك، ولن تعرف أبدًا كيفيَّة التصرُّف وفقًا لمشيئة الله أو الأعمال التي تنتهك مبادئ الحقّ، وتقاوم الله. إذا لم يكن أيٌّ من هذه الأشياء واضحًا لك، فسوف تلاحظ القواعد وتتبعها جُزافًا. وعندما تُؤدِّي واجباتك في مثل هذا الارتباك، فمن المُؤكَّد أنك ستفشل. لن تنال استحسان الله أبدًا، ومن المُؤكَّد أنك ستجعل الله يبغضك ويرفضك، وسوف تتعرَّض للإقصاء" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. حول التعاون المتناغم). أدركتُ من كلام الله أنه لا يمكنني تأدية واجبي بأنانيةٍ واتباع رغباتي، معتمدة على مهاراتي وحيلي الصغيرة الذكية. عليَّ أن أعمل في تآلفٍ مع الإخوة والأخوات، وأناقش الأمور، وأتوصل إلى اتفاق مع الجميع. وإلّا فلن يعمل الروح القُدُس ولن يبارك الله في واجبي. لكن بالنسبة لي، منذ أن انْتُخِبْتُ كمشرفةٍ، شعرتُ كأن ذلك جعلني مميزة، وهذا يعني أن لديّ بعض نقاط القوة. لقد تصرّفتُ مثل ذئب وحيد ولم أتعاون مع الإخوة والأخوات حتى أبرز وأنال إعجاب الآخرين وموافقتهم. أيضًا، لم أناقش عملي كثيرًا مع مشرفتي وحتى خرجتُ للعمل في مشاريع دون إخبارها. لم أُرِد إخبارها إلا بعد أن أكون قد أنجزت كل شيء حتى تُثني عليَّ لمقدرتي وإمكانياتي، وتظن أنني ارتقيتُ إلى مستوى لقبي كمشرفةٍ. لكن واجبي كان عقيمًا لأنني لم أسع وراء المبادئ، وكنتُ حتى غير عقلانية، وأتجادل مع الله وألومه على عدم مباركته لي. حتى أنني أردتُ ترك واجبي. كنتُ مُتَبلِّدة الإحساس حقًا! وأدركتُ أخيرًا أن تصرفي بمفردي في الواجب لإرضاء رغباتي الأنانية، وعدم السعي وراء المبادئ أو العمل مع الآخرين، يعني أنه لن يُنجَز الواجب أبدًا على أكمل وجه. لقد كان سلوكي أيضًا مُقزَّزًا لله، وسيهجرني إنْ لم أتغيّر في الوقت المناسب. بعد أن أدركتُ كل هذا، قلتُ صلاة على الفور: "إلهي، الآن بإمكاني رؤية أن العمل منفردًا، وعدم التعاون مع الآخرين هو شيء لا تحبه. أرجوك أرشدني وساعدني على العودة قبل فوات الأوان، لأعمل في تآلفٍ مع الآخرين".

قرأتُ هذا المقطع من كلام الله: "من السهل فهم تعبير "التعاون المتناغم" حرفيًّا، ولكن من الصعب ممارسته. ليس من السهل أن نعيش الجانب العمليّ لهذا التعبير. لماذا لا يسهل هذا؟ (الناس لديهم شخصيَّاتٌ فاسدة). هذا صحيحٌ. الإنسان لديه طباعٌ فاسدة تتمثَّل في الكبرياء والشرّ والعناد وما إلى ذلك، وهذه تعيق ممارسته للحقّ. عندما تتعاون مع الآخرين، فإنك تكشف عن جميع أنواع الطباع الفاسدة. مثال ذلك، تُفكِّر قائلًا: "لقد كنت ستطلب مني التعاون مع ذلك الشخص، ولكن هل يمكنه ذلك؟ ألن ينظر الناس إليّ نظرة احتقارٍ إذا تعاونت مع شخصٍ يفتقر إلى المقدرة؟" وأحيانًا قد تُفكِّر قائلًا: "ذلك الشخص أحمق للغاية ولا يفهم ما أقوله!" أو "ما ينبغي أن أقوله رصينٌ وثاقب. فإذا أخبرته وجعلته هو صاحب الكلام، فهل سأظلّ مُتميِّزًا؟ اقتراحي هو الأفضل. فإذا قلته وجعلته يستخدمه، فمن سيعرف أنه مساهمتي؟" من الشائع سماع ومشاهدة مثل هذه الأفكار والآراء ومثل هذه الكلمات الشيطانيَّة. إذا كانت لديك مثل هذه الأفكار والآراء، فهل أنت على استعدادٍ للتعاون مع الآخرين؟ هل يمكنك تحقيق التعاون المتناغم؟ ليس من السهل؛ فهناك قدرٌ من التحدِّي بخصوصه! من السهل قول تعبير "التعاون المتناغم" – ما عليك سوى أن تفتح فمك وسوف يخرج على الفور. ولكن عندما يحين وقت ممارسته، فإن العوائق التي بداخلك تبدو ضخمة. فأفكارك تذهب في هذا الاتّجاه وذاك. وأحيانًا، عندما تكون في حالةٍ مزاجيَّة جيِّدة، قد تتمكَّن من الشركة مع الآخرين قليلًا، أما إذا كانت حالتك المزاجيَّة رديئة وكانت الشخصيَّة الفاسدة تعيقك، فلن تتمكَّن من ممارسته على الإطلاق. لا يستطيع بعض الناس، كقادةٍ، التعاون مع أيّ شخصٍ. فهم دائمًا ما ينظرون إلى الآخرين باحتقارٍ، ودائمًا ما يكونون انتقائيّين مع الآخرين، وعندما يلاحظون عيوب الآخرين يحكمون على أولئك الناس ويهاجمونهم. وهذا يجعل مثل هؤلاء القادة أشرارًا وسط الأخيار فيجري استبدالهم. ألا يفهمون ما يعنيه تعبير "التعاون المتناغم"؟ إنهم يفهمونه جيِّدًا في الواقع، ولكنهم ببساطةٍ لا يمكنهم ممارسته. لماذا لا يمكنهم ممارسته؟ لأنهم يفرطون في اعتزازهم بالمكانة، وشخصيَّتهم في منتهى الكبرياء. يريدون التباهي، وعندما يحصلون على المكانة لا يتركونها تفلت منهم خوفًا من انتقالها إلى الآخرين، وتركهم بلا قوَّة حقيقيَّة. يخافون إهمال الآخرين لهم وعدم النظر إليهم بالحظوة، ويخشون ألَّا يكون لكلامهم أيّ نفوذٍ أو سلطان. هذا هو ما يخافونه. إلى أيّ مدى تصل كبرياؤهم؟ إنهم يفقدون صوابهم ويتصرَّفون بتهوُّرٍ وتعسفيَّة. وما نتيجة ذلك؟ لا يُؤدُّون واجبهم أداءً رديئًا فحسب، بل تُشكِّل أفعالهم أيضًا اضطرابًا وإزعاجًا، ويجري تغيير مناصبهم واستبدالهم. أخبرني، هل يوجد أيّ مكانٍ يكون فيه مثل هذا الشخص بمثل هذه الشخصيَّة لائقًا لأداء الواجب؟ أخشى أنه حيثما وُضِع لن يُؤدِّي واجبه أداءً صحيحًا. لا يمكنه التعاون مع الآخرين، فهل يعني هذا يا تُرَى أنه سيتمكَّن من إتقان أداء الواجب بمفرده؟ بالتأكيد لا. إذا أدَّى واجبًا بمفرده، فسوف يكون أقلّ تقييدًا، بل وأكثر قدرة على التصرُّف بتهوُّرٍ وتعسفيَّة. لا ترتبط إمكانيَّة إتقانك أداء واجبك بكفاءاتك أو عظمة مقدرتك أو إنسانيَّتك أو قدراتك أو مهاراتك؛ بل ترتبط بما إذا كنت شخصًا يقبل الحقّ وما إذا كان بإمكانك ممارسة الحقّ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الأداء الصحيح للواجب يتطلّب تعاونًا منسجمًا). يقول كلام الله إن عدم التعاون مع الآخرين في واجبٍ يَنْبُع من شخصيةٍ متعجرفةٍ. يريد الله منا أن نعمل في تآلفٍ لنتمكن من مساعدة بعضنا البعض، وجعل الآخرين يُعوِّضون نقاط ضعفنا. وهذا يساعد أيضًا على إبقاء فسادنا تحت السيطرة. إنه أمر مفيد لنا ولعملنا. لكنني كنتُ مُعْتَدَّة بنفسي للغاية. خِلتُ أنني لستُ بحاجة للتعاون مع أحد، وأن بوسعي القيام بعمل جيد بمفردي. كان منظوري أنه تعيّن عليَّ العمل بمفردي لتكون قدراتي واضحة للعِيَان، لذا لم أُرِدْ العمل جنبًا إلى جنبٍ مع الآخرين أو قبول أي اقتراحاتٍ. لقد أردت التألق وحدي. كنتُ أفتقر إلى التوجيه في واجبي، لكنني لم أبحث عن سُبُلٍ لمعالجة ذلك. عندما أخبرتني الأخت وانغ عن سبب أن عملي لم يُؤت ثماره وما يجب أن يكون عليه نهجي، علمتُ أنها مُحقة، لكنني لم أرغب في الإصغاء إليها. كنتُ أخشى أنني إذا فعلتُ، وبدأتُ في العمل بشكل أفضل، فسينال شخص آخر التقدير ولن يُثني عليَّ أحد. وحينما كلّفتْ الأخت وانغ الأخ يون شيانغ بالعمل معي، كنتُ أخشى أن يسرق مني الأضواء وعندما نحقق شيئًا سيتطّلع إليه الآخرون وسأشعر أنني لستُ أهْلاً للعمل كمشرفة، وأنني لم أكن جيدة مثل عضو فريق عادي. ولأحافظ على اسمي ومكانتي، لم أكن أرغب في العمل مع الآخرين، بل أردتُ العمل بمفردي. كنتُ أقوم بعرض لأداء واجبي لكنني في الواقع كنتُ أسعى للمكانة، وأريد التباهي فحسب. وكان هذا يُظِهر شخصيةً متعجرفةً.

قرأت مقطعًا آخر من كلام الله بعدئذ: "بصفتك قائدًا أو عاملًا، ستواجه مشكلة إذا كنت تعتبر نفسك دائمًا فوق الآخرين، وتجد متعة في واجبك كبعض المسؤولين الحكوميين؛ فتنغمس دائمًا في مزايا منصبك وتضع دائمًا خططك الخاصة، وتراعي دائمًا شهرتك ومكانتك وتستمتع بها، وتدير دائمًا عملياتك الخاصة، وتسعى دائمًا للحصول على مكانة أعلى، وإدارة المزيد من الأشخاص والتحكُّم فيهم، وتوسيع نطاق قوَّتك، هذه مشكلة. من الخطير التعامل مع واجب مهم باعتباره فرصة للتمتع بمنصبك كما لو كنت مسؤولًا حكوميًا. إذا كنت تتصرف دائمًا على هذا النحو، ولا ترغب في العمل مع الآخرين، ولا ترغب في تقليل قوَّتك ومشاركتها مع أي شخص آخر، ولا ترغب في أن يكون لأي شخص آخر اليد العليا، وأن يسرق منك الأضواء، إذا كنت تريد فقط التمتع بالُسلطة بنفسك، فأنت ضد المسيح" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). لقد كشف كلام الله حالتي بالضبط. لقد تعاملتُ مع واجبي كما لو كان منصبًا حكوميًّا رسميًّا. وما أن حظيتُ بدور إشرافيّ، أردتُ الاستمتاع بهَالة ضوء مكانتي فحسب. لم تكن بي رغبة في التعاون مع أي أحد لأتمكّن من الاستمتاع بإعجاب الآخرين وموافقتهم، لذا سيقولون إنه كان لديّ مقدرة وأنني كنتُ مُتمكِّنة في العمل. وبسبب خشيتي من أن يسرقوا مجدي وينتزعوا مني هالتي، أردتُ القيام بكل شيء بمفردي حتى أحصل على كل التقدير عند إنجاز شيء وستكون أعين الجميع مُوجَّهة لي. أملاً في حماية اسمي ومكانتي، لم أفكر في نتائج عملنا الشامل أو أقبل مساعدة الآخرين. كنتُ مُتعجرفة للغاية! إنني إنسانة فاسدة، لذا لابد أن هناك الكثير من الانحرافات والمشاكل في عملي، والكثير من الجوانب التي لا أفكر فيها. لكنني كنتُ مُتعجرفة، وكأنني أرفع منهم شأنًا، معتقدة أنه لا تَشُوبني شائِبة، ولم أرغب في التعاون مع أي أحد آخر. إذا استمر هذا، فكان سيعيق عمل الكنيسة على الأرجح، وإنْ ظللتُ أرفض التوبة، كنتُ سأصبح ضد المسيح. كان هذا إدراكًا مخيفًا بالنسبة لي. لقد أردتُ أن أتغيّر حقًّا، وأتخلّى عن رغبتي في المكانة، وأؤدي واجبي على أكمل وجهٍ.

لاحقًا، قرأتُ مقطعًا من كلام الله: "لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تهتم للمصالح البشرية ولا تفكر في تقديرك لذاتك أو سُمعتك أو وضعك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل الكنيسة. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. إذا كانت مقدرتك ضئيلة واختبارك ضحلًا أو إن لم تكن تؤدي عملك المهني بكفاءة، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تكون النتائج جيِّدة جدًّا ولكنك تكون قد استثمرت كُلّ مجهودك. في كل ما تفعله، أنت لا تشبع رغباتك الأنانية أو تفضيلاتك الخاصة. وبدلاً من ذلك، تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل الكنيسة ومصالح بيت الله. وعلى الرغم من أنك قد لا تؤدي واجبك بمهارة، فقد تم إصلاح قلبك؛ إذا كنت ـ بالإضافة إلى ذلك ـ تستطيع البحث عن الحق لحل المشاكل في واجبك، فستؤدي واجبك بالمستوى المنشود وستكون قادرًا على الدخول في واقع الحق. ويُعد هذا أداءً للشهادة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لقد جعل كلام الله الأمر واضحًا أن الواجب ليس مشروعًا تجاريًّا، ولا يجب القيام به لإرضاء مصالحك الشخصية، أو رغبتك في الاسم والمكانة، لكن عليك أن تؤديه بكل جوارحك، وأن تفكر في مصالح بيت الله في كل شيء، وألا تُلطِّخه بدوافع شخصية. لكنني لم أفكر إلا في اسمي ومنصبي، والعمل من أجل مكانتي، مما يعني أنني صِرتُ أقل وأقل فعالية وأخَّرت عمل الإنجيل. عَلِمتُ أنه تعيّن عليَّ إيقاف العمل في سبيل الحفاظ على ماء وجهي ومكانتي، عَدا التفكير في مصالح الكنيسة في كل شيء. بعدئذ، بذلت جُهدًا لتَنْحِية سُمْعتي ومكانتي جانبًا، والعمل بشكل جيد مع الآخرين، وإعطاء اعتبار صادق لكيفية القيام بعمل جيد والوفاء بمسؤولياتي. شعرتُ بمزيد من السلام بعد وضع ذلك مَوْضع التنفيذ.

وما أن خرجتُ لمشاركة الإنجيل مع أختين أُخْرَييْن، وكانت المُتَلَقيَتان المُحْتَمَلتاَن للإنجيل مُتحمِّستَيْن للبحث. ظننتُ أنه إذا ذهبتُ بمفردي، فسَيُثني الإخوة والأخوات على قدراتي في الشركة. لقد ندمتُ حقًا على قدومي مع هاتين الأختين. عندما حدث هذا لي، عَلِمتُ أنها ليست الطريقة الصائبة للتفكير في الأمر. كنتُ أفكر في اسمي الشخصيّ ومكانتي مجددًا، وأردتُ التصرف بمفردي. لذا قلتُ صلاة صامتة إلى الله، وأنا مستعدة للتوقف عن التفكير في مصالحي الشخصية. وهَدَأت مشاعري شيئًا فشيئًا وركّزتُ قلبي على كيفية الشركة والشهادة لله. وتحت إرشاد الله، قَبِلَ سبعة أو ثمانية أشخاص عمل الله. لقد تأثَّرتُ بشدّة، وفكَّرتُ في قول الرب يسوع: "وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 18: 19-20). في تلك اللحظة أدركتُ أنه ما من أحد مِثاليّ، وأن الجميع لديهم نقاط قوة ونقاط ضعف. علينا أن نتعاون بانسجامٍ، وأن نناقش الأمور مع الإخوة والأخوات، ويُعوِّض بعضنا البعض نقاط ضعف الآخر لنُقلِّل تدريجيًا من أخطائنا في العمل ونحقق المزيد في واجباتنا. والآن عندما أؤدي واجبي مع الآخرين، بوسعي رؤية أنهم مُنتبهون جدًا لأدقّ التفاصيل في عملهم، وهم مهتمون حقًا بالمُتَلقِين المُحْتَمَلين للإنجيل. هذه هي نقاط القوة التي أفتقر إليها. لقد تعلّمتُ الكثير منهم. وعندما أفتقر للتوجيه في واجبي، أبحث عنهم وأناقش ما يجب أن أفعله، وأحصل على نتائج أفضل في عملي. شكرًا لله! لقد اختبرتُ شخصيًّا أنه من الضروري التعاون مع الآخرين في الواجب.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

كيف عالجتُ مكري وخداعي

لطالما اعتبرت نفسي صادقًا. ظننت أنني جدير بالثقة قولًا وفعلًا، والذين عرفوني قالوا ذلك عني أيضًا. شعرت وكأنني رجل صادق ويمكن الاعتماد...

أغلال الشهرة والكسب

يقول الله القدير، "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من...

طريقي الصعب للتعاون بتناغم

في يوليو من عام 2020، تم انتخابي كقائدة للكنيسة وتوليت مسؤولية أعمال الكنيسة مع الأخت تشين. عندما بدأت في تأدية هذا الواجب، كنت أفتقر إلى...

اترك رد