الشهادة على معجزة في خضم اليأس

2019 مايو 18

بقلم: تشاو تشيهان

بينما نخوض رحلة الحياة، سيختبر كل واحدٍ منّا بعض الأحداث غير العادية، التي تصبح محفورة في ذاكرتنا ولن تُنسى أبدًا. الخبرة التي تركتني بأعمق انطباع كان الوقت الذي تعرَّض فيه زوجي لحادث سيارة، حينما لم يعرف أحد ما إذا كان بإمكانه النجاة أم لا، والأيام التي تلك ذلك، وخلالها شعرتُ بالفقدان كليَّة، وكنتُ قد فقدتُ صبري وقوتي. ولكن ما كان مختلفًا بالنسبة لي هو أن الله كان معي وكنت تحت إرشاده، لذلك حظيت بدعم، وخلال الصلاة لله والاتكال عليه شهدت معجزة في خضم يأسي. ما ربحته أكثر خلال ذلك الوقت الكارثي كان فهم سُلطان الله وسيادته، وامتنان حقيقي لمحبة الله...

في مساء يوم 13 أغسطس 2014، كنتُ في طريقي للمنزل بعد القيام ببعض المشاوير وكان منتصف الليل تقريبًا. بينما وصلت للتو لبوابة المجمع السكني استوقفني بشكل غير متوقع أختي الكبرى وزوجها وزوج أختي الثانية. ظننت أن هذا غريب جدًا: ما الذي يفعلونه هنا جميعًا في هذا الوقت المتأخر؟ قبل أن أتمكن من التفكير بالمزيد هرعت أختي الكبرى إليَّ وقالت باكية: "تشيهان، أين كنتِ بحق السماء؟ سنجَن من القلق. لقد تعرّض زوجك لحادث سيارة. اتصل أخونا، إنه يريد منك الذهاب للمستشفى على الفور". عندما سمعت هذه الأنباء الحزينة المفاجئة، ببساطة لم أستطع تصديق أذنيَّ وتسمَّرت هناك فحسب. قلتُ لنفسي: "كان زوجي في حادث سيارة؟ كيف يمكن لهذا أن يكون؟ لقد كان على الهاتف في طريقه لابننا في وقت العَشاء...". بعدها أخبرني شقيقا أختيَّ كيف وقع حادث السيارة، وأخبراني أن الأطباء قالوا إن زوجي في حالة خطيرة وإنه حتى لو نجا فهناك احتمال 99 في المائة أن يكون ميتًا دماغيًا... انتحبت بشدة بينما أستمع وشعرت كأن السماء ستنهار. لم يكن لديّ أي فكرة كيف سأواجه كل هذا.

صلوات مسيحية | صلاة مسيحية لتحقيق الأمنيات | الشهادة على معجزة في خضم اليأس

لأن الوقت كان متأخرًا، أخذت بعض الوقت لأجد سيارة أجرة تأخذنا إلى مستشفى المدينة، ذلك جعلني محمومة أكثر، أقلق ألا أرى زوجي حيًا مرة أخرى أبدًا. بينما كنت أشعر بالعجز والفزع، فكرت فجأة في قصة أيّوب المذكورة في الكتاب المقدس. عندما أصابته التجارب، سُرقت جميع ممتلكاته، ووصل أبناؤه إلى نهايات تعيسة، وهو نفسه أصبح مغطى بالكامل بقروح رهيبة. وعلى الرغم من أن هذه التجربة جلبت لأيوب ألمًا كبيرًا وإحباطًا، ولكن كان الله في قلبه، واختار أن يلعن يوم مولده بدلًا من أن يتحدث بخطيّة. كان – بكل تأكيد – مطيعًا لله، وسواء الله أعطى أو الله أخذ لم يتحدث أيوب بشكوى ولكنه مجّد اسم يهوه، وقدّم شهادة مدوية لله. وهكذا صليّت لله سريعًا: "آه يا الله! عندما علمت عن حادث زوجي أصبت بالبكم وشعرت بحيرة تامة، ولا أعرف كيف هو الآن. عندما أفكر كيف اتقاك وأطاعك أيوب، أفهم أنه ينبغي أن أكون مثله ويكون لديّ إيمانًا بك. آهٍ يا الله! كل الأشياء بين يديك، وسواء كان هناك أي أمل أم لا في شفاء زوجي، أطلب منك أن تبعِد قلبي عن لومك. أتمنى أن أخضع لتنظيماتك وترتيباتك وأن أستودع زوجي بين يديك". بعد أن صليّت هدأ قلبي تدريجيًا.

بعد ذلك، وجد زوج أختي سيارة أجرة وأسرعنا إلى المستشفى. في ذلك الوقت كانت الساعة قد تخطت الخامسة صباحًا بالفعل، وتم وضع زوجي في العناية المركزة. وجدتُ سريعًا طبيبًا وسألته عن حالة زوجي، فقال الطبيب باستسلام: "إصابات المريض شديدة للغاية، لو كان محظوظًا كفاية للنجاة فهناك احتمال 99 في المائة أنه سيكون ميت دماغيًا. عليكِ أن تحضّري نفسك لتلك الاحتمالية، وتجدي على الأقل 200 ألف يوان للرسوم الطبيّة". كدت أن أفقد الوعي لسماع ذلك، وشعرت بقلق شديد: "من غير المؤكد أن زوجي سينجو، والرسوم الطبية تكلف الكثير. وإن لم ينجح علاجه فعندها لن أفقد زوجي فحسب، لكني سأنفق كل ذلك المال من أجل لا شيء. وبدون عائل في أسرتي كيف لي أو لابني أن ندبر أمورنا؟ لو أصبح زوجي ميتًا دماغيًا بالفعل كيف لي أن أحافظ على هذه الأسرة؟" بعدها على الفور شعرت بحمل ثقيل يضغط عليَّ، يضغط عليَّ بشدة لدرجة أنني لم أتمكن من التنفس، شعرت بالعجز التام والحيرة تجاه ما أفعل. صار كل شيء أسودًا في عينيَّ، واتكأت بضعف على الحائط.

في حالتي العاجزة، لم أكن قادرة سوى على البوح بألمي لله، ولذلك صليّت لله قائلة: "آه يا الله! إن قامتي صغيرة للغاية، أنا ضعيفة للغاية الآن وهذا قد أصابني، ولا أعرف ماذا أفعل. آه يا الله! أرجوك امنحني الاستنارة وارشدني". بعد الصلاة فكرتُ في كلمات الله: "ومثل جميع الأشياء، يتلقى الإنسان، بهدوء ودون أن يدري، غذاءً من العذوبة والمطر والندى من الله. ومثل جميع الأشياء، يعيش الإنسان دون أن يدري تحت ترتيب يد الله؛ فقلب الإنسان وروحه تمسكهما يد الله، وكل حياة الإنسان تلحظها عينا الله. وبغض النظر عمّا إذا كنت تصدق ذلك أم لا، فإن أي شيء وكل شيء، حيًا كان أو ميتًا، سيتحوَّل ويتغيَّر ويتجدَّد ويختفي وفقًا لأفكار الله. هذه هي الطريقة التي يسود بها الله" (الله مصدر حياة الإنسان). نعم، خَلَقَ الله السموات والأرض وكل الأشياء، وأعطانا أيضًا الحياة. الله يوفر لنا كل شيء نحتاجه، وهو يحكُم ويرتب مصير كل واحد منا. وبالأكثر حتى الحياة والموت بين يديه، لأن هذا سلطان الله. مخلوق مثلي ليس لي أي تحكُم في مستقبلي أو مصيري، لذا يجب أن أضع كل شيء بين يدي الله، وأخضع لسيادته وترتيباته. بعد ذلك فكرت في الوقت الذي قاد فيه موسى الإسرائيليين للخروج من مصر. عندما وصلوا إلى البريّة ولم يكن لديهم شيئًا ليأكلوه، ترك يهوه المَنَّ يسقط من السماء ووفر لهم السلوى ليأكلوا، ووعدهم بأنه سيعطيهم ما يكفي ليأكلوه كل يوم، ومع ذلك لم يكن لدى البعض إيمان بالله، وخشوا ألا يكون لديهم طعامًا في اليوم التالي، لذلك حفظوا بعض المَنّ ليأكلوه في اليوم التالي، ولكن عندما أتى اليوم التالي وجدوا أن المَنَّ لم يعد صالحًا للأكل. مِن هذا، فهمت أن الله هو الخالق الذي يمُد ويشبع البشر، وطالما نؤمن به بإخلاص ونطيعه، فإن إمداداته لنا لن تجف أبدًا. ومع ذلك، ليس لدى الناس إيمان بالله وهم دائمًا قلقون بشأن مستقبلهم والتخطيط لمصالحهم الخاصة. عند هذه النقطة، أدركت – من خلال التفكير الذاتي – أنه لم يكن لديَّ إيمان حقيقي بالله، وكنت دائمة القلق والشعور بالتوتر حيال حياتي المستقبلية. ليس أن هذا لا يمكن أن يحل مشاكلي فحسب، بل على العكس من ذلك، أضاف فقط إلى الضغط والعبء الذي شعرت به. صليّت إلى الله مستودعة مستقبل عائلتي بين يديه، بغض النظر عما فعله الله، قلت في صلاتي إنني تمنيت فقط أن أكون قادرة على الخضوع لسيادته وترتيباته. فقط بعد ذلك تخفف – بشكل ما – الضغط والتوتر الذي شعرت به.

وصلت إلى العناية المركزة ورأيت زوجي. لأنه كان مصابًا بكسر في الجمجمة واصل الدم التسرب من كِلتي أذنيه. كان لديه أيضًا ثلاثة ضلوع مكسورة، وكانت عظمة فخذه الأيمن مكسورة، وكل أصابع قدمه اليسرى كانت مكسورة، وكانت كلتا كليتيه مصابتين، وكان معظم جسده أسود وأزرق وبه كدمات. فكرت في كيفما كان زوجي سعيدًا جدًا صباح أمس، وكيف أنه اتصل بابننا مساء أمس، والآن هو هكذا... كلّما فكرت في الأمر شعرت بالألم يوخز قلبي.

في اليوم الثالث بعد الحادث، ساءت حالة زوجي بشكل مفاجئ. أصبح تنفسه ضعيفًا جدًا ووجهه شاحبًا، كما لو كان على وشك الموت. بالنظر لزوجي بكَت أسرتي وقالت إنه قد لا يعيش لنهاية اليوم. بالتفكير في أن زوجي سيرحل عنا اعتصر قلبي بالحزن، وكنت في ألم كبير. في الوقت نفسه أدركت مدى ضآلة الناس، ومدى عجزنا وقلة حيلتنا في مواجهة المرض. كل ما استطعت فعله هو أن أصلي لله في صمت، وأنظر إليه وأوكل إليه زوجي. في ذلك الوقت فكرت في ترنيمة "طرقُ اللهِ لا يمكنُ إدراكُ عمقها" التي تقول: "أنت تجاوزت السماء والأرض من يعرف نطاق أعمالك؟ لا نرى إلا حبةً واحدةً على شاطئِ رمليٍّ، وننتظرُ ترتيبك بسكونٍ". دندنت بتلك الأغنية في قلبي بصمت، وفهمت أن الله هو الخالق، الذي يحكُم ويدير كل الأشياء، وأن الله يحدد مسبقًا الحياة والموت والمرض والشيخوخة، وكذلك القواعد التي تحكم التغيير في كل الأشياء، وأنه لا يوجد إنسان قادر على تغييرها، ناهيك عن كسرها. عندما أدى الرب يسوع عمله تحدَّث بكلمة واحدة لينتهر الريح والبحر فهدئا. بكلمة واحدة استدعى الرب يسوع لعازر من قبره فخرج حيًا مرة أخرى بعد موته لأربعة أيام. يحتفظ الله بمفاتيح الجحيم ويتحكّم في حياة وموت البشر. وحده الله يستطيع إعادة الناس إلى الحياة، ويحول اللاشيء إلى شيء والشيء إلى لا شيء. لا يمكن قياس سلطان الله! عندما تأملت في أعمال الله عثرت على إيماني بالله وآمنت أن كل الأشياء بين يديّ الله. سواء أفاق زوجي ثانية أم لا، وإلى أي مدى يمكن أن تتطور إصاباته كان يرجع لله. بعد ذلك صليّت لله مستودعة زوجي لديه، وعلى استعداد للخضوع لكل ترتيبات الله.

في صباح اليوم الرابع جئت مع ابني إلى العناية المركَزة وسألت ممرضة عن حالة زوجي، فقالت إنه لم تحدث تطورات جديدة، ولكنّه كان يتحسّن قليلًا عما كان. بكيتُ بدموع الامتنان، وقدمت الشكر والتسبيح في صمت لله.

مرَّ أسبوع، ولم يفق زوجي بعد، وقال لي الطبيب: "مادام زوجك لم يفق بعد علينا أن ننقله إلى مستشفى آخر لإجراء جراحة. سيكون عليكِ أن تجدي عدة مئات من آلاف اليوانات لتدفعي للجراحة". بينما يتحدث أشار إلى مريض آخر في العنبر وقال: "انظري إليه. إن إصاباته ليست خطيرة كإصابات زوجك، لكن تم علاجه لأكثر من عشرة أيام الآن، ولم يهدأ تورمه أو يستعيد الوعي. ليس لدينا خيار إلا نقله إلى مستشفى آخر". لم أعرف ما الأفضل فعله عندما استمعت للطبيب، قلقت أن زوجي قد يصبح ميتًا دماغيًا، ولم أعرف إلى أين أذهب لأجد المال لأدفع لجراحته. في ذلك الوقت كنت أدفع رسوم المستشفى لزوجي بالسحب المفرط من بطاقتي الائتمانية. ماذا أفعل لو تأخر علاجه لأن أموالي قد نفدت؟ في تلك اللحظة تغلب عليَّ القلق والتوتر والألم والعجز مرة واحدة. كل ما أمكنني فعله هو الصلاة لله، والنظر إليه وتوكيل كل شيء إليه، وطلب مساعدته وإرشاده.

في اليوم العاشر قال لي الطبيب المعالِج: "سأتصل بالمستشفى الآخر من أجلك. مالم يستعد زوجك وعيه في اليومين التاليين، عندها سيتعيّن نقله. هذا لأن عظمة فخذ زوجك يجب علاجها جراحيًا في غضون أسبوعين، وإلا سيكون مشلولًا نهائيًا. عليكِ سرعة تجهيز 400 ألف يوان لتدفعي للجراحة، لأنها لا يمكن أن تنتظر فعلًا...". أصبحت قلقة بشكل لا يصدق بسبب سماع هذا، ولم يكن لديّ أي فكرة لأين يمكن أن أذهب لاقتراض مثل هذا المبلغ. قدَّمت الأسرة هدايا لشرطة المرور للعثور على الشخص الذي اصطدم بزوجي ولكن بلا طائل. رأى أقاربنا وأصدقاؤنا موقفنا وعرفوا أننا لن نستطيع أبدًا رد أي أموال، لذا فقد منحونا كلمات التهدئة فقط، ولم يكن أي شخص على استعداد لإقراضنا أي مال. تقلُب العالم والمشاعر الإنسانية تسبب لي في اليأس. صليت إلى الله باكية: "آه يا الله! كل الأشياء بين يديك، على الرغم من أن زوجي غائب عن الوعي لعشرة أيام لكنّه مازال حيًا، وفي هذا أرى حمايتك له. لكن اليوم يريدنا الطبيب أن ننقله إلى مستشفى آخر، والجراحة ستكون مكلفة للغاية، وأنا حقًا لا أعرف ماذا أفعل. آه يا الله! أطلب منك أن تقوي إيماني وتفتح لي طريقًا، لا يهم ماذا تفعل، أريد أن أختبره بقلب مطيع". شعرت بأني أهدأ قليلًا بعد الصلاة. خلال تلك الأيام القليلة الماضية أصبحت أقرب إلى الله عبر الصلاة، وشهدت أعمال الله العجيبة بأم عينيّ. عكس كل التوقعات كان زوجي مازال حيًا، وكان كل ذلك بسبب عناية الله وحمايته. آمنت أنه كلما واصلت الصلاة لله والاتكال عليه، فالله بالتأكيد سيرشدني. كان عليَّ أن أؤمن بالله ولا ينبغي أن أصبح مبتئسة وعاجزة بسبب انتكاسة بسيطة، وإلا فكيف يمكنني اختبار عمل الله إذًا؟

لاحقًا، عدتُ إلى المنزل لأجمع بعض المال. على غير المتوقع كان عمي على استعداد لإقراضي بعض المال، وحتى الأفضل من ذلك أنه تم العثور على الشخص المتسبب في التصادم. بعدها فقط اتصل بي ولدي وقال بحماس: "أمي، لقد أفاق أبي. يقول الطبيب إنه لا يحتاج للنقل إلى مستشفى آخر بعد الآن، ويرتب يومًا لأبي ليُجري الجراحة. أسرعي وتعالي إلى المستشفى...". بينما استمعت لولدي كنت مسرورة جدًا وانهمرت الدموع من عينيّ، وأصبح حزني ممتزجًا بالفرح. وفي قلبي ظللت أشكر الله وأسبِّح أعماله العجيبة.

قبل أن يُجري زوجي الجراحة في عظمة فخذه، جعلني الطبيب أوقع على إقرار موافقة وإخطار بخطورة الحالة الصحية، وقال لي: "على الرغم من أن زوجك استرد وعيه، نظرًا لطبيعة إصاباته الخطيرة فإن جسده ضعيف للغاية، وسيخضع الآن لجراحة طويلة وإن لم يستطع تحملها سيبدأ في التحرك على سرير الجراحة، لذلك علينا أن نخدره كليًا، ولكن بعمل ذلك فإننا نخاطر بألا يستعيد وعيه بعد الجراحة، ورأينا هذا يحدث من قبل في هذا المستشفى. كقريبة للمريض عليكِ أن تفكري بحرص ما إذا كنتِ تريدي خوض هذه المخاطرة، أم تتركيه فحسب في حالته الحاليّة". بعدما انتهى الطبيب من حديثه أصبحت في حالة من التردد، كنت ضائعة – ولفترة قصيرة – لم أكن أعرف كيف أتخذ هذا القرار. بعدها فكرت كيف أن زوجي مرّ بالعشرة أيام الأخيرة في المستشفى دون أن يكون في خطر كبير. ليس أنه لم يضطر إلى الانتقال لمستشفى آخر فحسب، ولكن بدلًا من ذلك لقد أفاق قبل الجراحة. ألم تكن هذه أعمال الله العجيبة؟ في حين أن المريض الذي لم يُصَبْ بإصابات شديدة مثل زوجي لم يستعد وعيه، على الرغم من علاجه لأكثر من عشرة أيام. في النهاية، كان لابد من نقل هذا المريض إلى مستشفى آخر، وكان من غير المؤكد ما إذا كان سينجو أم لا. فكرتُ في كيفية حماية الله لزوجي طوال الوقت، لذا فإن أيًا ما سيأتي لاحقًا سيحكمه الله أيضًا. حياة الإنسان وموته وحظه وبَليته كلها بين يديّ الله، وعليّ أن أخضع لتنظيمات وترتيبات الله. لذا، لم أفكر في الأمر أكثر، وبينما وقّعتُ الاستمارات قلتُ صلاة صامتة لله: "آه يا الله! أؤمن أن حياة وموت زوجي بين يديك، وأن الكلمة الأخيرة ليست للأطباء. أتمنى أن أتكل عليك وأنظر إليك بينما أختبر ذلك الموقف. لا يهم ما يحدث لزوجي في النهاية، أؤمن أن كل شيء تفعله هو للأفضل، وأن مخلوقًا ضئيلًا مثلي عليه أن يطيع الخالق".

لم أتوقع أن تمر جراحة زوجي بشكل طيب هكذا، وشاهدته يبتعد عن الخطر رويدًا رويدًا، وأخيرًا أزيح الحجر من على صدري، وقال لي الطبيب باندهاش: "استفاقة زوجك تفوق خيالنا تمامًا. إنها حقًا معجزة"! علمت من أعماقي أن هذا كان حماية الله، وشكرتُ عطف الله من أعماق قلبي. بعد الجراحة بينما فقد زوجي الذاكرة تمامًا ولم يتعرّف حتى عليّ، كان يفقد أعصابه بسهولة ولديه ذكاء رضيع، وأنا كنت قلقة للغاية فاستشرت الطبيب وسألته ما إذا كان زوجي سيعود كما كان من قبل، ولكن الطبيب قال: "إنه يعاني من فقدان الذاكرة الرجعي بعد الجراحة، ومن الصعب القول متى سيتعافى. عندما تشفى إصابات زوجك يمكنه الذهاب إلى مركز تأهيل للتعافي…". عندما سمعته يقول هذا بدأت أعاني من بالقلق مرة أخرى: "إذا ظل زوجي هكذا، فسيكون مثل الأبله. ماذا بإمكاني أن أفعل؟" لم أتمكن من النوم أو الأكل بهذا القلق، وبينما كنت في قمة حيرتي تمامًا فكرت في كلمات الله: "يعني هذا أنه أينما ذهب الشخص بعد موته وتناسخه، سواءً كان ذكرًا أو أنثى، فإن مُهمَّته وما سوف يخوضه في الحياة وإخفاقاته والبركات التي ينعم بها والأشخاص الذين سيتقابل معهم وما سيحدث له – لا يمكن لأحدٍ التنبُّؤ بهذا أو تجنُّبه أو الاختباء منه. يعني هذا أنه بعد أن تكون حياتك قد تحدَّدت، فإنه فيما يحدث لك، مهما حاولت تجنُّبه، وبغضّ النظر عن الوسيلة التي تستخدمها لمحاولة تجنُّبه، فليست لديك أيَّة طريقةٍ لانتهاك دورة الحياة التي حدَّدها لك الله في العالم الروحيّ" ("الله ذاته، الفريد (ي)"). أفهمتني كلمات الله أن الله قد حدّد مسبقًا كل الأمور التي نختبرها في حياتنا، قبل وقت طويل. سواء أكانت صعوبة أم حظ طيب، فما يحدث لا يرجع لنا ولا يمكننا التنبؤ به. لكن كل مرحلة نختبرها طوال حياتنا يتم ترتيبها بدقة من قِبل الله، ونواياه الطيبة وراءها جميعًا. يأمل الله أن نتوصل إلى فهم حقيقي لشخصيته وما لديه وما هو، بينما نواجه هذه البيئات، ويأمل أنها تُمكِّن حياتنا من النمو. بالتفكير في تجربتي خلال تلك الأيام القليلة الماضية، فقط عندما كانت حياة زوجي على وشك أن تنطفئ بسبب حادث السيارة، وكنت أشعر بالعجز والألم، كان هناك الاستنارة والإرشاد في الوقت المناسب من كلمات الله، التي جعلتني أفهم سيادته وسلطانه. وقتها فقط تخلصت من القلق في قلبي ووجدت الإيمان لأتكل على الله. عندما كنت أواجه التكلفة الضخمة للجراحة ولم أعرف ماذا أفعل، صليّت بصدق لله، الذي فتح لي طريقًا. لم يحل فقط افتقاري للمال، ولكنه تسبب في استعادة زوجي للوعي. بعدها، اختبرت بحق محبة الله وإرشاده. الله لم يتركني أبدًا ولو حتى للحظة، وفي كل مرة شعرت بالعجز والضعف كان الله هناك لإرشادي بكلماته في الوقت المناسب لتخطي العقبات. بلا إرشاد الله لما كنت أعرف كيف سأمر عبْر كل ذلك الألم. الآن فقط أفهم أنني إن لم أختبر ذلك الموقف، لما كنت إذًا قادرة على فهم الله بحق، لكان فهمي لسلطان الله ظل نظريًا للأبد، ولما ازداد إيماني بالله. هذه المواقف تجلب أعظم المنافع لحياتي ولم أعد أرغب في تحاشيها، وأنا مستعدة للاتكال على الله لأتبع الطريق للأمام، وأؤمن أن الله سيرشدني.

ظل زوجي في مستشفى المدينة لـ21 يومًا قبل أن يتم نقله. بعد ذلك، صليت لله كل يوم ووضعت زوجي بين يديه، وبصبر علّمته كيف يتحدث ويتعرّف على كل أنواع الأشياء والناس حوله. وبشكل تدريجي لم يعد يفقد أعصابه وكان قادرًا على التعرّف على الأقارب. شعرت بسعادة فائقة لرؤية زوجي يتحسّن يومًا بعد يومٍ، وقال لي الأطباء في دهشة: "إنه غير معقول. لم يمكن لأحد أن يتصور أنه قد يتعافى بهذه السرعة. إنها حقًا معجزة! كان المريض إلى جواره مصابًا في حاث سيارة مشابه ومازال لم يستعد وعيه بعد 6 شهور من الحادث. مازال أمر نجاته من عدمه محل شك. لقد كنتِ محظوظة بحق"! بعد سماع ذلك واصلت شكر وتسبيح الله في قلبي، لأنها كانت حماية الله التي سمحت لزوجي بالنجاة.

بعد خروج زوجي من المستشفى، تسارعت عملية تعافيه. لم يمكنه المشي على عكازين فحسب، لكن عادت ذاكرته الأساسية. أخبرته بكل ما حدث منذ دخوله إلى المستشفى، وكيف اتكلت على الله وكيف أرشدني الله في تلك الأيام من الألم الشديد والضعف. اغرورقت عيناه بالدموع بينما يقول لي: "عندما أكون أفضل، سأشهد أن الله أنقذني، حتى يعرف المزيد من الناس عظمة الله وأفعاله العجيبة". عندما سمعت زوجي يقول هذا شعرت بالامتنان الحقيقي لخلاص الله.

عبر هذه الخبرة غير العادية، رأيت بحقٍ أفعال الله العجيبة، ورأيت أن الله هو حاكم كل الأشياء. يتحكم الله بالفعل في حياة وموت كل فرد، ولا يستطيع أي كائن حي أبدًا أن يتخطى قوته وسلطانه. كما تقول كلمة الله: "فالله أصل حياة الإنسان، وسبب وجود السماء، بل والأرض أيضًا تستمد وجودها من قوة حياته. لا يعلو فوق سيادته مخلوقٌ يتنفس، ولا يفلت من حدود سلطانه ما يتحرك. هكذا يخضع الكل – كان من كان – لسيادة الله، ويحيا الجميع بأمره، ولا يفلت من سيطرته أحد" ("وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية").

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

فيديو باللغة العربية | عادت أيام نوح ثانية | القصة الحقيقية لكونك محميًا من الله في الكوارث

عادت أيام نوح ثانية بالفعل! لقد عاد الله مرة أخرى لكي يؤدي عمل الدينونة في الأيام الأخيرة بين البشر لكي يخلصهم. هذه هي المرة الأخيرة التي يخلص فيها الله الإنسان! فماذا ينبغي أن يختار البشر؟

اترك رد